عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-18-2009, 12:49 PM
 
{ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * --

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقول بالدليل--البيت المعمور هو البيت الذي في مكّة--

لأنّه أولا بيت معمور بالحجيج منذ أن بني وحتّى يومنا هذا--

وثانيا لأنّ سياق الآيات يدلّ على ذلك --

قال تعالى

(
وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * --

ففيها قسم بالطور وهو الجبل الذي كلّم الله موسى من جانبه وفيه تلقى التوراة مسطورة في رق--و قسم بالبيت المعمور الذي فيه تلقى محمد عليه الصلاة والسلام بدايات القرآن --وكما تلاحظون يوجد تناسب وتناسق في المعنى فالمكانين على الأرض وفيهما تلقّى النبيّان عليهما الصلاة والسلام رسالتيهما--

وثالثا--لا بد أن يكون القسم بما يعرف العرب آنذاك --فلا يتوقع مثلا أن يقسم لهم بالطّاقة النووية التي لا يعرفونها ---وهم يعرفون بيتا معمورا على الأرض فمن المناسب أن يقسم الله به

على هذا فالقول بأنّ البيت المعمور المذكور في هذه الآيات هو الذي في السماء والذي تزوره الآلاف من الملائكة يوميا كما ورد في الحديث الشريف هو قول مرجوح--

والأحاديث تتكلم عن بيت معمور في السماء وليس عن هذا البيت المعمور في الأرض--

قال الطبري رحمه الله

(وقوله: { وَالبَيْتِ المَعْمُورِ } يقول: والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذُكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض، يدخله كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثم لا يعودون فيه أبداً. )

ثمّ ذكر أخبارا منها "



(حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ابن أبي عديّ، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، رجل من قومه قال: قال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم: " رُفِعَ إليَّ البَيْتُ المَعْمُورِ، فَقُلْتُ: يا جِبِريلُ ما هَذَا؟ " قال: البَيْتُ المَعْمُورُ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْم سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ إذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ ما عَلَيْهِمْ.)

ونحن لا نميل إلى رأي الطبري رحمه الله --

إنّما نميل إلى رأي ابن عاشور رحمه الله حيث قال "

(والبيت المعمور: عن الحسن أنه الكعبة وهذا الأنسب بعطفه على الطور، ووصفه ب { المعمور } لأنه لا يخلو من طائف به، وعمران الكعبة هو عمرانها بالطائفين قال تعالى:
{ إنما يعمر مساجد اللَّه من آمن باللَّه واليوم الآخر }
[التوبة: 18] الآية.


ومُناسبة القسم سبق القسم بكتاب التوراة فعقب ذلك بالقسم بمواطن نزول القرآن فإن ما نزل به من القرآن أنزل بمكة وما حولها مثل جبل حِراء. وكان نزوله شريعة ناسخة لشريعة التوراة، على أن الوحي كان ينزل حَول الكعبة. وفي حديث الإِسراء " بينا أنا نائم عند المسجد الحرام إذ جاءني الملكان " الخ، فيكون توسيط القسم بالكعبة في أثناء ما أقسم به من شؤون شريعة موسى عليه السلام إدماجاً.

وفي «الطبري»: أن علياً سئل: ما البيت المعمور؟ فقال: «بيت في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبداً، يقال: له الضُراح» (بضم الضاد المعجمة وتخفيف الراء وحاء مهملة)، وأن مجاهداً والضحاك وابن زيد قالُوا مثل ذلك. وعن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هل تدرون ما البيت المعمور؟ قال: فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة " إلى آخر الخبر. وثمة أخبار كثيرة متفاوتة في أن في السماء موضعاً يقال له: البيت المعمور، لكن الروايات في كونه المرادَ من هذه الآية ليست صريحة.)

والله أعلم

رد مع اقتباس