عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-27-2008, 11:15 PM
 
ما واجبنا ونحن عاجزون ! الله المُستعان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

واجبنا نحن المتسضعفين ، غير القادرين على الوصول إلى إخواننا في غزة المحتلة ، وغيرها من بقاع الإسلام المسلوبة

لا تجلس في بيتك وتسمع الأخبار وتبكي عليها كالثكالى ولا تفعل شيئا

هذه الأمور واجبة على كل مسلم فعلها في مثل هذه الأوقات كلها ، وبالذات في هذا الوقت

1- تجديد الإيمان بالله تعالى ، وبسننه الكونية التي لا تتبدل ولا تتغير ، في فهم الصراع القائم بين الحق والباطل إلى يوم القيامة ، وأن هذا الصراع ، وعند ضعف المسلمين ، ما يكون إلا ابتلاءً لهم بالضراء ، كما يبتليهم بالسراء

وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً
( من آية 35 من سورة الأنبياء )

2- يبتليهم ، ليعلم المؤمن الصابر ، والذي يسخط على أمر الله ، وليرفع بعضهم فوق بعض درجات ، ويتخذ منهم شهداء ويبتليهم ليرى سبحانه وتعالى منهم عملهم ( رد فعلهم ) الذي سيُحاسبون عليه يوم القيامة وهو أعلم به سبحانه قبل وقوعه، ولكن ليكونوا شهودا على أنفسهم


إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) ( آل عمران )

3- قال موسى عليه السلام لقومه لما أوذوا من فرعون وجنوده، وهو آية لنا وعلامة ، وتذكير وتنبيه على حسن صنيع نبي الله موسى صلى الله عليه وآله وسلم

قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) ( الأعراف )

4- وكما أنه ابتلاء لأهلنا في فلسطين ، هو ابتلاء لنا نحن السالمين العاجزين ، فنحن لسنا سالمين مخلفين

كيف سننصر إخواننا ، ما هو رد فعلنا ، ما هي الأعمال القلبية التي ستنفجر ينابيعها في قلوبنا ؟؟

أهي عزم القلب على الجهاد خالصا من قلبك لو كنت قادرا ؟؟

لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) ( التوبة )

فالآية كذلك ليست خاصة فيمن لم يستطع النفقة وفقط ولكن الآية الأخرى توضحها

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)

عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال : " إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم " . وفي رواية : " إلا شركوكم في الأجر " . قالوا : يا رسول الله وهم بالمدينة ؟ قال : " وهم بالمدينة حبسهم العذر " . رواه البخاري

أي أعمال القلوب ستنفجر ينابيعها في قلبك أيها المسلم ؟؟

أهي الحب لهم ، والرأفة بهم ، والحزن عليهم

أهي إيواؤهم إن دخل عليك مهاجرا من أرض الإبادة والجازر المستمرة ؟؟

أهي الدعاء لهم ، وعدم نسيانهم في قيام الله ، ودعاء الإفطار من صيام النهار ، ومن الصلوات المكتوبات ، ومن تعليق ورقة على باب المسجد ، أو داخل المسجد ، أن لا تنسوا إخوانكم في فلسطين بالدعاء والولاء

5- كذلك ليرى الله من الولاء له ، ولرسوله ، ولكتابه ، وللمؤمنين

يهمنا ما أهمهم ، ويحزننا ما أحنزهم

نحن أمة واحدة ، إذا اشكتى مسلم في الصين أرقني ، وإذا اشتكى في فلسطين أبكاني ، وإذا اشتكى في أدغال أفريقيا حيرنا ووللنوم نساني

فبإظهار الولاء على رابطة الإيمان وحدها يرحمنا الله تعالى

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) ( التوبة )

ونتبرأ من الشرك ، ومن الأديان المحرفة ، والمذاهب المخترعة ، ونتبرأ من المشركين ، والكافرين ، ونتبرأ من اليهود والنصارى ، ونتبرأ من كل كافر، سواء المعتدي المباشر كاليهود الملاعين ، أو الموطئين لهم كالمرتدين وهيئات الأمم والولايات المتحدة وأوربا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) ( المائدة )

وأن عدم إعلان التبرؤ من الشرك والمشركين هو سبيل للتخذيل كما نحن الآن

وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) ( هود )

- اليقين في نصر الله ، وأنه قريب ، وأنه ينتظر من يستحقونه

أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ(214) ( البقرة )

فلو كنا نستحق النصر والله لانتصرنا

ولكن علينا أن نكون أهلا لنصرة الله ، حتى يعمنا نصر الله عز وجل جميعا

علينا أن نكون أذلة الله عز وجل ، أعزة على الكافرين ، لا نرضى بغير شرع الله ، لا برلمانات ولا مفاوضات ولا حوارات ، كيف وأرضنا مسلوبة !! كيف وألهونا يموتون !!

أهذا بدلا من أن نشرك نعمة الله علينا أن جعلنا مسلمين !! وأن جعلنا أهل الحق بين الأمم الضالة الكافرة !!

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) ( آل عمران )

مما ينبغي أن نفهمه في هذه الآونة الصعبة

أن البلاء لتصفية الصف المسلم من الأكدار والعفن الفكري ، سواء المتمثل في الشيعة أو في الصوفية أو في العالمنية المنتسبة زورا إلى الإسلام ، أو في التمييعية ، أو في الثورية الحماسية بغير حكمة وعلم

وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)

ومنها نشر مشاكل المسلمين في المسلمين الضائعين التائهين

وتعريفهم أن لهم إخوانا يموتون !

وهم يلعبون !!

وإنا لله وإنا إليه راجعون

وحسبنا الله ونعم الوكيل

والله كثر الغم والهم والحزن

لا حول ولا قوة إلا بالله
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
رد مع اقتباس