عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-20-2008, 10:14 AM
 
الفضفضة للنفس .. آخر صيحة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي سيد الانام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

الفضفضة للنفس .. آخر صيحة



كريمان الكيالي - المفهوم التقليدي الذي ترسخ في أذهان الغالبية العظمى من الناس، بأن من ''يحكي مع حاله '' أهبل أو مجنون'' فقد عقله، كان شائعا الى حد كبير، وكان من السهل التعرف على نماذج من هذا القبيل كانت تسير في شارع عام ، من خلال تجمهر البعض حولها ، او ملاحقة أطفال وجدوا فيها نوعا من التسلية.
بعيدا عن اتهامات بعقل ''ترللي'' يأخذ التحدث مع النفس صورة أخرى أقرب لحلم من أحلام اليقظة ، كثيرا ما تكون خيار أو ملاذ كثيرين بعد أزمات مختلفة ، دفعتهم لحوار مختلف مع الذات ، لايكون صامتا ''بالطبع '' في محاولة لاستعادة بعض التوازن ولملمة جراح - ربما - وتقييم خسائر ذهبت في أحيان كثيرة بسنوات أو ''شقا العمر'' .
فضفضة من خلال الورق لاتستغرق اكثر من 20 دقيقة، تكتب فيها بصدق ما تشعر وليس ما تقوم به فقط ، صيحة حديثة أطلقها خبراء في الطب السلوكي ، وجدوا أن تدوين تفاصيل تخص أحداثا كان لها تأثير سلبي في حياة اشخاص تعرضوا لضغوط نفسية أصابتهم بالتوتروالاحباط والاكتئاب والشعور باليأس وفقدان الامل ، أحدث وأنجع طرق في العلاج ، تحول دون الاصابة ببعض الامراض ،وتمنح فرصا اكبر في الحياة والعمل ، كما تساعد في التركيز والتمتع بذاكرة قوية.
وكانت دراسة لجامعة تكساس توجهت لمهندسين عاطلين عن العمل، طلب من بعضهم ان يكتبوا كيف امضوا اوقاتهم منذ أن فقدوا وظائفهم ، فيما لم يكلف آخرون بهذه المهمة ، حيث تمكنت الفئة التي '' دونت '' من تجاوز المحنة ، فقد فضفضت بما يعتمل في النفس ، ونعمت بقدر من الراحة والهدوء والتأمل ساعدها في الخروج من هذه الأزمة ، وكانت اكثر نجاحا في العثور على فرص عمل . قياسا بنظيرتها التي لم يطلب منها أن تدون أي شيء فيما يتعلق بهذه المشكلة .
إضافة إلى ذلك ، خرج مؤتمر الصحة النفسية البريطانية بتوصيات تفبد بأن وضع مشاكلنا على الورق يمكّن من التعامل معها بشكل أفضل، يفيد في التخلص من الهموم ، يقوي جهاز المناعة ويساعد المرضى على الشفاء بوقت قياسي ، وذلك بعد نتائج دراسة أخرى توصل إليها باحثون من جامعة''كينجز كوليدج '' اختاروا 36 شخصا ، تم تكليف ''النصف'' منهم بوصف اكثر المواقف المحزنة التي مروا بها في حياتهم ، فيما طلب من آخرين الكتابة عن امور عادية مثل قضاء وقت الفراغ مثلا ، على ان يكون ذلك في غضون ثلث ساعة أيضا ، وبعد ثلاثة ايام هي مدة الاختبار ، تم عمل ثقب صغير في اذرع المشاركين ، لتكون النتائج مذهلة ، فمن كتبوا عن تجاربهم السلبية تعافوا بشكل أسرع و إلتئمت جراحهم .
..''من يحكي مع حاله'' ليس مصابا بمس ما ، بل إنسان واقعي يحاول أن يضع حلولا لمشاكله ،أو يجد في ذلك رفيقا يؤنس وحدته في ظرف ما ، يقول''صهيب '' : ونحن صغار تعرفنا على نماذج من أشخاص يكلمون أنفسهم بصوت عال كلاما مختلطا من الصعب فهمه، كان بعض الاطفال يسيرون خلفهم ، ومنهم من كان يجرؤ على ترديد ما يقولون ، فيتعرضون للسب والشتم منهم ، و كبرنا وعشنا ظروفا مختلفة بعضها يجبر الانسان على أن يكلم نفسه .
يضيف : سافرت للعمل خارج الوطن ، افتقدت اسرتي كثيرا، تجربة لم تكن سهلة اطلاقا، ماتزال حاضرة في داخلي ، كثيرا ماكنت اتخيل انني في بيتي ، احدث امي، انادي على شقيقي او شقيقتي، وجدت في هذا الحوار الخافت ما يبدد وحشتي ، واصبح متنفسي الوحيد من ضغوط الحياة ، قبل ان تصبح لدي اسرة ، هي من تدفعني قصرا لأن أكلم نفسي ، بسبب الالتزامات التي تثقل كاهل كل رب اسرة في هذه الحياة الصعبة.
الصغار يتحدثون أيضا مع انفسهم في بعض الأحيان ،ول''مصطفى 12 عاما'' تجربة ويحكي : خوفي من الا أكون الاول على صفي كما انا دائما اصابني ببعض الخوف، ومنذ بداية العام الدراسي وانا احرص على ان ادرس بصوت عال ، بعد ان كنت اتبع القراءة الصامتة في السنوات السابقة، أحيانا اتحدث مع نفسي عن الدروس والواجبات التي علي القيام بها وهذا ساعدني على التركيز بشكل أفضل ، لكن أحرص أن يكون حديثي بصوت منخفض حتى لايسمعني اخي الصغير فيضحك علي وربما يقول بانني مجنون او اهبل.!
لكن يبدو أن فضفضة من هذا النوع لاتروق للنساء ،كما يقول خبثاء ، يرون كذلك بأنهن من يدفعن الرجال ليتحدثوا مع أنفسهم .!!
رد مع اقتباس