عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2006, 04:39 PM
 
دليلك إلى النوم هادئ ومزاج معتدل

دليلك إلى النوم هادئ ومزاج معتدل

النوم ظاهرة طبيعية من ظواهر الحياة البشرية , ونعم الله عز و جل على عباده لما فيه من فوائد عديدة من راحة للبدن و الأعصاب و تخفيف للضغوط التي يواجهها الإنسان بالنهار , قال تعالى }ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ] { الروم: 23[ , و النوم متعة من أكبر متع الحياة , إذا أتقنه الإنسان كما يتقن التلذذ بمضغ الطعام , و العكس صحيح فمتى كان النوم سيئا تحول إلى أرق و أصبحت حياة المرء مليئة بالتوقعات المزعجة والكوابيس و الأفكار السوداوية , و انخفاض قدرته على الفهم و التركيز بشكل ملحوظ و هذا كله ينعكس سلبيا على القدرة الابتكارية و الإبداعيات عند الإنسان المصاب بما يعرف بالنوم السيئ .





و النوم الطبيعي الصحي له صفات معينة يجب أن تراعي , و قد قام الباحثون بتقسيم الليلة إلى دورات و الدورة إلى مراحل , فبالنسبة للقدر المناسب من النوم لكل ليلة فهو عبارة عن 5 أو 6 دورات , وزمن الدورة الواحدة (90 دقيقة) أي من 7,5 إلى 9 ساعات . تتكون كل دورة من دورات النوم من أربع مراحل تبدأ من النوم الخفيف في المرحلة الأولى حتى الغطيط الشديد في المرحلة الرابعة ثم تبدأ دورة جديدة , و مع انتهاء الليلة يصبح النوم خفيفا في المرحلة الثالثة و الرابعة من الدورة الأخيرة .



وهناك اعتقاد شائع بين الناس أن النوم الجيد يعتمد على المدة الزمنية التي قضاها النائم في فراشه وهذا اعتقاد لا صحة له , فالنوم الجيد يعتمد على العمق أكثر من عدد الساعات و أفضل النوم هو غير المنقطع . و من ثم فإن 6 ساعات من النوم العميق أجدى نفعا و أصح للبدن من 10 ساعات من النوم المضطرب . و مما يجدر ذكره أن الناس يتفاوتون في قدر ما يحتاجون إليه أيضا بحسب طبيعة أعمالهم . فالجسم يحتاج إلى نوم أكثر عندما يؤدي أعمالا شاقة تستلزم منه بذل مجهود عضلي أو ذهني شاق , أو عندما يكون قد مر بتجربة عاطفية انفعل بها بشدة , كما تزداد الحاجة إلى النوم عندما يكون الإنسان في مزاج مكتئب أو عندما يمر بظروف صعبة في حياته " كرسوب في دراسته مثلاً " وتقل الحاجة إلى النوم عندما يكون الإنسان سعيداً ولا يوجد ما يعكر مزاجه ,ويكون منغمساً في الأعمال التي يحبها .

شروط النوم

وتتخلص شروط لعملية النوم في ثلاث أبعاد أساسية :جسدي , وعاطفي , وفكري ,فيجب أن نعتني بالوسادة ليس فقط من أجل الراحة البدنية ولكن من أجل الراحة النفسية أيضاً , ويفضل لبس ألبسة القطنية حتى تمتص العرق أثناء النوم على أن تكون هذه فضفاضة خالية من الأزرار والأحزمة , وأن تجعل المناخ داخل الحجرة يشعرك بالراحة ويهيئك نفسياً وبدنياً للنوم ويفضل أن يكون أبرد من المعتاد لكن ليس بدرجة كبيرة, فمما لاشك فيه أن الظلمة المصحوبة بشيء البرودة تحفز المخ على إفراز سلسلة من الهرمونات التي تشعر الشخص بالنوم ,وينبغي الحذر من إيقاد المدافىء في غرفة النوم أو تواجد الحيوانات لأنها تستهلك الأوكسجين الموجود في الغرفة ,مع مراعاة عدم تغطية الرأس أثناء النوم لمنع استنشاق الهواء الفاسد , وتجنب وضع عطور قبل النوم لأن حاسة الشم تنشط عمل تلقي المعلومات لدى الدماغ مما يثير مركز اليقظة ,ولا تحتفظ بأي شيء يتعلق بالعمل في غرفة نومك لأن ذلك سوف يدفع العقل إلى التفكير بينما يجب أن تخلد إلى الراحة .كما يجب الابتعاد عن تناول الوجبات الغذائية الدسمة قبل موعد النوم بحوالي 3- 4ساعات وكذلك الكافيين والتبغ , فتناولك لفنجان واحد من القهوة يمكن أن يظل أثره 24 ساعة , بل يفضل تناول كوب من اللبن الدافئ المحلى بعسل النحل قبل النوم فإنه يساعدك على النوم .

ولا تذهب إلى الفراش للنوم ألا وأنت مستعد للنوم وقد غلبك النعاس , وبدلاً من إجبار نفسك على النوم ركز على عمل شيء هادئ يريح بالك كالقراءة ولكن تجنب مطالعة ما يهيج الفكر كقصص الرعب أو الروايات البوليسية المعقد التي تتطلب تركيزاً فكرياً قوياً, على أن تكون الإضاءة مناسبة متوسطة القوة وموجهة بشكل غير مزعج , ويمكن مطالعة بعض الشعر أو القصص التاريخية السردية أو المطالعات الدينية التي أثبتت الأبحاث العالمية والنفسية دورها وأهميتها في إدخال الهدوء والطمأنينة والراحة إلى النفس .كل ذلك لتشجيع الاسترخاء ومن ثم النوم , فالإنسان الذي يستمر في العمل حتى وقت نومه عادة ما يجد صعوبة في النوم لأن جسمه لم بأخذ حاجته من الاسترخاء الذي ما يسبق النوم .

و إذا حدث و استيقظت في منتصف الليل فلا تجبر نفسك على النوم ثانية وامنح نفسك 10 أو 15 دقيقة حتى تأتيك في النوم مرة ثانية ولكن إذا لم تستطع فعليك مغادرة غرفة نومك و لا تعد إليها حتى تشعر بالنعاس و لا تقلق بشأن بقائك مستيقظا فإن لم تكن قادرا على النوم فلا طائل من الاستلقاء في السرير , و الهدف من عملية مغادرة الغرفة هو الربط ما بين السرير و النوم , ويجب الإدراك أن محاولة إجبار النفس على النوم عند عدم الشعور بالنعاس يتيح عنه للانزعاج و التذمر أكثر من كونه ينتفع للنوم . فاختصار الوقت في السرير يحسن نومك , في حين أن الإفراط في الوقت في السرير ينتج عنه نوم متقطع .

للنوم فوائد

كلنا يعرف أن عدم النوم يؤدي إلى انهيار الإنسان , و أن الزبانية التعذيب _ عبر التاريخ _ كانوا يجبرون ضحاياهم على البقاء مستيقظين حتى الجنون . لكن الأبحاث العلمية الجديدة بدأت تكشف عن فوائد أخرى للنوم منها :

· النوم يقي من السرطان : قال أحد الدكاترة في جامعة ستانفورد إن النوم الجيد ليلا يمكن أن يقي من الإصابة بالسرطان . و أوضح أن النوم يمكن أن يعدل توازن الهرمونات في الجسم , مشيراً إلى أن التوازن الهرموني يلعب دوراً مهما في إمكانية الإصابة بالسرطان .

وأجريت بعض الدراسات حول بعض الهرمونات وإحدى هذه الدراسات تتناول الكورتيزول , وهو الهرمون الرئيسي المتعلق بالضغط و ينظم الجهاز المناعي بما في ذالك الخلايا التي تساعد الجسم في محاربة السرطان . ويصل معدل هذا الهرمون إلى الذروة في الفجر ويتناقص خلال اليوم .

· النوم يعزز الذاكرة :قال الدكتور دانييل ماركولياش-: إن النوم يعزز الذاكرة ويحمي الذكريات من التداخل أو التلاشي في وقت لاحق . يبدو أن النوم أيضاً يساعد على استرجاع الذكريات ".وأضاف : "قد يساعد النوم على استعادة المعلومات المفقودة إذا ضعف أداء الذاكرة بسبب تلاشي المعلومات"
وهذا و الله اعلم






التعديل الأخير تم بواسطة بــو راكـــــان ; 08-06-2006 الساعة 01:08 PM