الموضوع: قصة وداد وفهد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-12-2008, 04:14 PM
 
قصة وداد وفهد

]]...وداد وفهد..


رواية مؤثرة جداً ..
برؤية وتفاصيل قوية من كاتبها ..
سأنقلها لكم...

................

الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
ليلة الجمعة
سمعت (وداد) وقع أقدام السجانة
وهي قادمة إليها
رفعت يديها
للسماء وتمتمت
(ربي.. ربي أنقذ أمي)
فتحت السجانة باب الزنزانة
وأخرجت القيود
وضعتها في يدا وقدما (وداد)
وربتت على كتفها
وقالت: (يالله وداد..)
نظرت(وداد) لعينا السجانة,وقالت: (ربي, أنقذ أمي)
دمعة ليست ككل الدموع
سطعت على خد السجانة
نظرت (وداد) لتلك الدمعة على خدها
وهي تقول:-
(يا سواد وجهي.. يمه.. سامحيني يمه)
لم تتمالك السجانه نفسها
فأجهشت بالبكاء.
وسارت (وداد) مقيدة اليدين والقدمين
وخلفها السجانه تمسح دموعها بمنديلها.

................

. في منزل (وداد) كانت العائلة مجتمعة
في غرفة نوم (سعاد) والدة (وداد)
كانت أختها (سحر) واختها( رغد)
ووالدهم (مشاري)
يقفون أمام سرير
(سعاد)
وهي متمددة على السرير
تبكي
وتبكي
ومن شدة ألمها وحزنها
كانت تتقلب يمينا ويسار
وتضرب بيديها صدرها
لم يتحمل
زوجها (مشاري)
منظر زوجته
وهي تتقلب من حرقه الحزن
سحب كعب (شماغه)
ومسح دموعه
وقبّل راس زوجته
وخرج من الغرفة
أنطلقت سحر للمطبخ
وضعت ماء (مقروء) فيه
ورجعت لوالدتها تركض
قدمت الماء لوالدتها وقالت:
(يمه, أشربي العزيمة)
لم تجبها والدتها,
فقط كانت تبكي...
دخل والدهم (مشاري)
سحب الكوب من يدي
إبنته (سحر) وسكب على يده
بعض من الماء
ومسح وجهها بالماء
وقال:
(حبيبتي, تكفين ارحمي حالك)
لم تتمالك (سحر) نفسها وهي ترى تعاطف
ابيها مع والدتها
وصوته المبحوح
وهو يتقاطر دمعا وحزنا
فركعت جالسه واضعه
يديها على وجهها تبكي
لم تتمالك (سحر) نفسها
فخرجت من الغرفة
تبكي...
حين خرجت ورأت ابنائها
وابناء أختها (رغد)
واخوتها الصغار
يبكون
تحاملت على نفسها
وتمالكت أعصابها
وتصنعت الابتسامة
وقالت: (يا شطار من فيكم يبي حلاوة)
نظرت لها ابنتها (سحايب) وقالت: (ماابي حلاوة, ابي اشوف دادا سعاد)
نظرت لها والدتها (سحر)
وركضت هاربه من أعينهم
الحزينة
تذرف دموعها


@في السجن@
وقفت (وداد) أمام غرفة بها (طاولة)
وعليها بعض الملابس
و(منشفة)
نظرت للسجانه
فقالت لها السجانه:
(ذيك ملابسك, خذي دش, والبسيها, بعدها بنروح بالسيارة للصفاة)
فكت السجانة القيود
من قدمي ويدي (وداد)
أخذت وداد الملابس
وأتجهت لدورة المياة
نزعت ملابسها
وبقت تحت الماء
المنهمر من الصنبور
كان الماء باردا
لكنه لم يكن كافيا
ليطفي حرقة قلبها الطري
أغمضت عيناها
وبدأت الذكريات تنساب
بذاكرتها
كأنسياب
الماء على شعرها
الاسود المسترسل الطويل
وكأنسياب الدموع
على وجنتيها الطريتين
تذكرت عينا والدتها
حين القي القبض عليها
وتذكرت اخر زيارة
لامها
تذكرت سقوط دموع والدتها
حين سمعت (القاضي) يقول:
( القصاص)
وتذكرت عينا والدتها المبهوته
وهي تسمع كلمة القاضي
وحين رات (القاضي)
يوقع على (صك القصاص)
صاحت والدتها:
(ذبحت بنتي, بجرة قلم ذبحتها)
وسقطت مغشيا عليها
تذكرت حين نظر فيها
والدها (مشاري)
وقال: (الله لا يسامحك, شوفي وش سويتي في أمك)
جثت على ركبتيها بوسط
دورة المياه تبكي
وهي تتذكر تلك الليلة..
ليلة (دخلتها)
حين نظر لها زوجها (فهد)
وابتسم ثم تقدم لها
وهو يتلمس اناملها
وساعديها
وحين لمس شعرها
الاسود المسترسل الطويل
وقال: (وداد أكيد ما نسيتي أحد اذانك ببيت اهلك)
إبتسمت لهذه الدعابة الخفيفة منه
حينها ابتعد عنها قليلاً
ثم استدار بسرعة لها
ووضع يده على الجانب الايسر من صدرها
وقال: (لايكون نسيتي قلبك بشنطتك)
حينها قرب أذنه من صدرها
وتحسس نبضات قلبها, وقال:
(حشا موب قلب ذا طقاقة)
حينها لم تتمالك نفسها
فضحكت بشدة وبصوت عالي فكان رده
(عساها دوم ذي الضحكة) وأمسك
اطراف اناملها وهو ينظر لعيناها
تذكرت
حين شد على يدها لتجلس على طرف السرير
وجلس هو على كرسيا امامه
وقال: (وداد,الناس تهدي ذهب والماس لكن هديتي انا غير..)
حينها نهض وسحب سجادة
من (درج) بجواره
وكشف عن مصحفين
احدهما صغير جدا
وقال: (ذي هديتك مصحفين وسجادة)
وقدمها لها
ثم علق: (ترى انا قعيطي)
وابتسمت على حركة عينيه وهو يقول ذلك
حينها أمرها بان تقوم وتصلي
صلاة (التهجد)
وتذكرت حلاوة تلك الليلة التي
لا تنسى حلاوتها بقفشاته وتعليقاته الطريفه
وخفة ضله.
ورقة تعامله.
بصعوبة استطاعت النهوض مرة أخرى
اغلقت صنبور الماء
وقفت قليلا استجمعت انفاسها
وفتحت صنبور الماء الساخن,
فبدأت ذكرايتها تنساب
كإنسياب دموعها
تذكرت الليلة التي أعقبت
ليلة زواجها
حين سافرا لقضاء
شهر العسل خارج السعودية
تذكرت كيف أن الارهاق
والتعب اضر بجسدها
وكيف أنهكها
تقلبات الجو
تذكرت حين وصلا للفندق
فلم تستطع مغادرته ثلاث اياما متتالية
بسبب الحمى,
تذكرت حين
أرتفعت درجة حرارتها
وكان هو يبلل المنديل
ويضعه على جبينها
تذكرت كيف تصحى من النوم
فتجده جالسا قد أعياه
السهر بجوارها
وحين يراها تنظر له يقول:
(يله خلصينا يالدبه ماذي بحما)
وحين تبتسم على طرافه تعليقه
يقول: (الله لايحرمني من نور ضحكتك)
تذكرت حين كانت تشتد عليها الحمى
فيضع المنديل المبلل على جبينها
ويقول لها: (قمريتي, تكفين نبي نروح للمستشفى)
وحين كانت تهز راسها بالرفض,
يقول: ( يا خوافه , وربي ما يطقون ابرة.ترى هي ماتوجع شويه قد كيذا)
فتهز راسها بالرفض,
فيقول: ( ابشري امورتي, وربي مااصلح الا اللى ترضيه)
كان كلامه لها ورقته معها
كالدواء الذي يعينها على حماها والترياق
الذي يقوي جسدها الغض
وحين لم يعد ترياق زوجها
ينفعها
حين إرتفعت حرارة جسدها
ولم يعد المنديل يجدي نفعا لخفضها
رفعها بكلتا يديه
نزع بعض الملابس التي ترتديها
ثم حملها
ليضعها في (البانيو)
ويغطسها في الماء البارد
حتى إنخفضت درجة حرارة جسدها
تذكرت كل الايام الحالية معه
وتذكرت اسلوبه الطريف
في التعامل مع قساوة الحياة
تذكرت حياة سعيدة قضتها بين
احضانه كأميرة
كما كان يناديها
ويدلعها:
(اميرتي, امورتي)
سحبت (المنشفة)
نشفت جسدها
وأرتدت ملابسها
وخرجت
وجدت السجانة تنتظرها
مدت للسجانة يديها حتى تقيدها
فنظرت لها السجانة , وقالت:
(لا, وربي, بلا أنظمة بلا تعليمات,بتروحي كذا للصفاة, أتهني بما بقالك من حرية)
نظرت لها (وداد) وقالت:
(حريتي, ماتت معه)
سقطت دمعه من عينا السجانة وقالت: (عارفة يا وداد, كلنا حبينا, لكن مثل حبك
وتضحيتك ما نحصل,.. خسارةأني ما عرفتك الا بالسجن)
ابتسمت لها ,
أبتسامة حزن وقالت:
(قبل السجن موب يم حد انا كلها قضيتها بحضينه مشغولة فيه)
ابتسمت السجانة ومسحت بكم ملابسها دموعها
وقالت: (ما الومك)
تقدمت السجانة وخلفها (وداد)
وأتجهن للسيارة التي ستقلهن للصفاة
حيث سيتم (قصاصها


يارب القصة تعجبكم