عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-28-2008, 03:21 PM
 
رداً على مجلة البيان ..

رداً على موضوع ( السهم الدرزي خنجر في ظهر العرب ...):

والذي نشر في مجلة البيان العدد 172 من قبل الصحفي المصري /أمير سعيد


مقدمة : منذ اللحظة الأولى لقراءة العنوان شعرت بأنه من المؤسف أن تنشر مجلة البيان والتي تصدر عن منتدى إسلامي مثل هذا الموضوع المشوّه للحقيقة علماً أن المنتدى يعلن أن من أهدافه ، عباده الله وتوحيده والدعوى إلى تجميع جهود المسلمين وطاقاتهم والبعد عن التعصب إلى إقليم أو حزب أو جماعة والتقيد بنهج و قول كلمة الحق وعدم قول الباطل والحرص على عدم الدخول في الصراعات الحزبية والمهاترات .والسؤال الهام وحتى لو كان المنتدى يهدف إلى نشر عقيدة أهل السنة والجماعة

فهل يجوز أن يكون ومجلته منبراً لبث سموم الفرقة والتهجم على هذا المذهب أو ذاك أو على هذا الدين أو تلك ... ومن المؤسف حقاً على مهنة الصحافة أن يكون بين صفوفها أمثال هذا المنافق والمفتري المدعو أمير سعيد و تابعت قراءة المقال فأخذ الدم يغلي في عروقي و أسئلة كثيرة وردت إلى خاطري لماذا وفي كل فترة يقوم أحد العملاء المأجورين بتسليط قلمه المأجور نافثا ً حقده المسموم علينا نحن الموحدون ألا لأننا موحدين صادقين ونملك التاريخ المشرف والإيمان الصادق بعروبتنا وأسلامنا و إلا لخدمة أسياده الإمبرياليين والصهاينة في وقت نحن بأشد الحاجة فيه لنصرة انتفاضة أهلنا في الأرض المحتلة والوقوف صفاً واحداً لصد الهجمة الهولاكية الشارونية الجديدة التي تستهدفنا جميعاً وجوداً وتاريخاً وحضارة وأرضاً وديناً وتلصق تهمة الإرهاب حتى بأنبيائنا و ترتكب أبشع المجازر بحق شعبنا العربي الفلسطيني الأعزل إلا من الإيمان ....وتهدد العراق الشقيق بالإبادة والدمار وسوف يلحق هذا الخطر بالجميع . وبعد أن أكملت قراءة المقال وتبين لي ما يحتويه من افتراءات وأكاذيب وأحقاد لا تمت للواقع بصلة ولا يقبلها عقل ولامنطق حاولت التمسك بالحكمة القائلة ( لا ترد على السفيه جواب ) أو قول الشاعر: إذا أتتني مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل لكنني قررت الرد على هذا المفتري المأجور كونه لايستهدف شخصاً ما بل يستهدف حياة وعقيدة وإيمان ونضال وتضحيات الموحدين الدروز (بني معروف) ويحاول تشويه العقول وإثارة الفتن داخل صفوف العرب والإسلام ..... ولكني وقبل الدخول في الرد يشرفني أن أوجه من جبل العرب والنضال والجهاد والشهداء ومن سورية قلب العروبة النابض إلى شعبنا العربي الفلسطيني الصابر والمجاهد وانتفاضته الباسلة والى الشهداء الأبرار وآل الشهداء تحية العروبة والإسلام وأقول لهم إنَّ الفرج لقريب . ونصر الله قادم وأرفق هذه التحية بمقطع من قصيدة بعنوان (( انتفاضة الكرامة )) يا انتفاضة الأقصى بالقلوب تخلدي ويا قدس أسمى وأفخر وسام تقلدي وابشري بقدومنا بيوم النصر درب الألف خطوة بخطوة بيبتدي مانرتضي بالضيم لوضام القدر مادام فينا طفل يرضع من ثدي ويا طفل قاوم بالحجارة وبالحجر حطّم غرور المستبد المعتدي وارفض التقسيم بعزم وجسارة تربة وطنا معرفة ومحددي فلسطين من رفح حتى المنارة بترفض بأرضا كل يهود الوافدي من القدس لعكا وسواره كل شبر فيها بقدس المغارة درب الكرامة بالشهادة معبدي الرد : بالرغم من أن الرد يحتاج الى مجلدات فاني سأحاول وباختصار شديد وبعون ( الله عز وجل ) دحض الأكاذيب والافتراءات التي وردت في المقال وأوكد بأنه ومن الجدير بالذكر أن الموحدين /الدروز/ تعرضوا كما تعرض عدد كبير من الأنبياء ورسالاتهم والعظماء والفلاسفة والمفكرين لعدد كثير من التهم والافتراءات وعلى سبيل المثال لا الحصر (السيد المسيح عليه السلام )والرسول الكريم (ص) والإمام علي وسلمان الخير والحاكم بأمر الله وحمزة ابن علي ذكرهم السلام أجمعين . ولم تؤثر تلك التهم بخلودهم وخلود رسالاتهم وتبقى التهمة تعبر عن نفسية المتهم . وللحقيقة فإن عقيدة وتاريخ ونضال وتضحيات وأصول الموحدين كنور الشمس التي لا تؤثر عليه الجراثيم المنتشرة في كل مكان وكالبدر الكامل في كبد السماء لا تحجبه الغيوم ولا يمنعه من الطلوع أو يمنع نوره من الوصول الى الأرض نبيح الكلاب ....


لقد أصاب هذا العطريس عندما قال ( بأن السهم الدرزي خنجر في ظهر العرب ... ) ووضع عدة نقاط أي أنهُ لم يكمل القول بالحقيقة بأن السهم الدرزي خنجر في ظهر العرب المتخاذلين والمستسلمين والمنهزمين والمتآمرين على العروبة والإسلام أمثال هذا الحاقد وكأنه قال ( لاتقربوا الصلاة ونسي وأنتم سكارى ) وعمائم الموحدين الدروز الناصعة البياض كبياض قلوبهم ونقاء سريرتهم هي عمائم التوحيد والعقيدة والإيمان ، عمائم الكرامة والمجد والفخار هي نفسها التي كانوا يرتدونها في جامع الأزهر ، مركز إشعاع العلم والمعرفة وجامع ريدان الذي قتل أمامه الغطريس الفاسق محمد بن إسماعيل ( الملقب بنشتكين الدرزي ) بعد ارتداده عن الدعوة وعصي أوامر الحاكم والإمام حمزة وكان الفاسق يحاول مع عشرين ألفاً من اتباعه المرتدين والمشركين اقتحام الجامع والقضاء على الأمام حمزة ومن معه وهم لايتجاوز عددهم الخمسة وانتهت الحادثة بقتل الغطريس والقضاء على الفتنة . وللرد على محاولة هذا الفاسق الذي يحاول النيل من موقف أهلنا في فلسطين والجولان بذكره بعض الحوادث الفردية فإني أوضح بأنَّ أي مجتمع لا يجوز أن يدعي الكمال لأن الكمال لله وحده ولا بد من وجود أشخاص في كل دعوة أو دين أو مذهب أو مجتمع خونة أو مرتدين أو ضعاف نفوس أمثال يهوذا الاسخريوطي وأبو لهب وآلاف المرتدين عن الإسلام بعد وفاة الرسول (ص) أما مواقف أهلنا في فلسطين المحتلة فلا تحتاج إلى أدلة وبراهين وشهد بهم الخصوم قبل الأصدقاء وقدموا التضحيات في كافة فترات وإحداث وثورات القضية الفلسطينية منذ بدء المأساة بدءاً من وعد بلفور مروراً بثورة 1936 وحدوث النكبة عام 1948 وما بعدها وحتى اليوم ولقد فوتوا الفرصة على العدو الصهيوني والفكر الصهيوني بتشبثهم بأرضهم وعدم مغادرتهم لأن العدو يريد أرضاً بلا شعب وفرضوا على العدو الصهيوني الاعتراف بخصوصيتهم فرضاً . ولكل سياسي وجهة نظر معينة خلال ممارسته السياسة فيحترمه مجتمعه ومن يمثله إذا أصاب ويفقد احترامه إذا أخطأ ... واني أسأل الا يستحي هذا المفتري عندما يتهجم على الشاعر المناضل سميح القاسم الذي رفض الخدمة في صفوف العدو وكرس حياته وشعره للدفاع عن القضية الفلسطينية ووقف شامخاً في وجه الأعداء يخاطبهم ( بحجم مجدكم نعلي ) وشقيقه المجاهد حسن القاسم وأما في قوله (( لا فضل لدرزي على سني إلا بالنضال ) فانه بذلك يحض كافة أبناء الأمة العربية على النضال والنضال هو المقياس الصحيح ويصح أن يكون شعاراً قومياً إذا عممناه وقلنا (( لا فضل لفلسطيني على فلسطيني ولا لعربي على عربي ولا لمسلم على مسلم ولا لمسيحي على مسلم ولا لمسلم على مسيحي ألا بالنضال )) كما أنَّ المناضل العربي الفلسطيني عزمي بشارة لم يسلم من اتهامه . وان المناضل عزمي بشارة بمواقفه العربية التي يفتخر بها كل عربي مخلص لعروبته وامته ويُحَاكَم بتهم عدة أمام محاكم العدو الصهيوني .. أما ذكره للجاسوس عزام عزام فتبقى هذه المسألة فردية بالرغم من أن هناك عدد كبير وللأسف في باقي المجتمعات العربية ممن جرى كشفهم أو لم يجرِ حتى الآن , يتعاملون مع عدوّ الأمة و إن عدداً كبيراً من الفلسطينيين تم كشفهم وإعدامهم لتعاونهم مع العدو .. وعندما ذكر عائلة الأطرش فلم يذكر منها سوى فريد الأطرش متناسياً أن الفنان الكبير والموسيقار الذي أغنى الموسيقى العربية وكان بيته في مصر فندقاً ومطعماً مجانياً بشهادة العديد ممن عايشوه وشقيقته اسمهان التي قتلت نتيجة الحسد والغيرة وهي لم تكن جاسوسة إنما كانت تعمل ضد الفرنسيين المستعمرين الذين اعدموا والدها لمواقفه ضدهم . وهربت والدة فريد واسمهان علياء المنذر و نجت بأبنائها طالبة الأمان في مصر خوفاً عليهم من بطش الفرنسيين .. وأسأل هذا الحاقد المزور للحقائق لماذا لم يذكر العديد من الأبطال الذين أنجبتهم عائلة الأطرش أمثال الشهيد ذوقان الأطرش والد سلطان الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى وذوقان الأطرش أعدمته السلطة المستعمرة الفرنسية مع قافلة من أبناء جبل العرب الأشم والجدير بالذكر أن سلطان الأطرش شيخ المجاهدين وشيخ الثوار العرب تاريخه البطولي النضالي حافل بالمواقف المشرفة من رفضه لتقسيم سوريا و قيام دولة جبل الدروز وأعلانه الثورة على الفرنسيين بهدف تحرير كل من سورية ولبنان لم يهادن ولم يساوم . وأما عائلة أرسلان فقد لمع منها العديد من المفكرين المناضلين أمثال الأمراء عادل وشكيب ( أميرالبيان ) وأما القول عنه بأنه السني فهو قبل كل شيء عربي وبه وبأمثاله فخر العروبة والإسلام . والأمير مجيد أرسلان بطل استقلال لبنان . وأما العائلة الجنبلاطية فقد تميزت على مدى التاريخ بوطنيتها وعروبتها وتضحياتها ودار المختاره كانت ولا تزال دار الوطنية والعروبة والكرم والأباء و أنجبت العدد الكبير من الرجالات والقادة الأفذاذ وعلى سبيل المثال لا الحصر فأنها أنجبت الشهيد كمال جنبلاط الذي كان العدو اللدود للصهيونية حيث قال : (( أن الصهيونية أخطبوط عالمي يلتهم الآفاق والأديان ومبادئ الخير وهي علقة تمتص دماء الآخرين )) وكانت حياته حياة الفضيلة والزهد والروحانية فمن روحانيته فاضت المحبة ومن محبته الرحمة ومن الرحمة العدل .. انتصب مدافعاً عن حق الشعب لا يهادن ولا يساوم على عروبة لبنان , قاتل أهل البُطل وعملاء الأجنبي وأدرك أن التنعم بالمادة شقاء وأن السعادة الحق هي سعادة العقل وأن الفرح الأعظم هو فرح الانتصار على الشهوانية الحيوانية التي تحط من قيمة الإنسان الى أسفل الحضيض ، وزع أرضه على الفلاحين زهد في الكراسي والمناصب دافع عن القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني في لبنان ضد الهجمة الانعزالية وقدم حياته شهيداًُ من أجل ذلك كان يرحم أعداءه وهذه سيرة العظماء في التاريخ وكان شجاعاً الى درجة أنّه رفض الحراسة وهو في أصعب الظروف وقال : (( ان الشجاعة لاتعجل الأجل وان الجبن لا يؤخر الأجل وان الجسم قميص يتبدل في أدوار)) متمثلاً الآية الكريمة (( ....لا يستقدمون ساعة ولايستأخرون ))وبعد استشهاده استلم زمام الأمور ولده السيد وليد جنبلاط الذي أثبت كفاءته وحنكته السياسية ودافع عن وحدة وعروبة لبنان وخاض بالتعاون مع القوات العربية السورية والقوى اللبنانية المخلصة معارك الجبل ضد القوى الانعزالية والقوى الأمريكية كان له الدور الكبير بإنجاح اتفاق الطائف وعمل على إعادة المهجرين اللبنانيين الى بيوتهم وقراهم ( إلا الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الشعب ) وأيمانا منه بمبدأ التسامح الذي يسود بين أبناء الأمة والشعب الواحد لا يزال واقفاً لا يساوم ولا يهادن و تتميز مواقفه بالوضوح والصراحة يمارس عمله السياسي بما تتطلّبه مصلحة شعبه ووطنه وأمته وعلاقته مع هذا السياسي أو ذاك قد تتغير وتتبدل بتبدل الظروف والمراحل وهذا هو عمل رجال السياسة وخاصة في لبنان بلد الديمقراطية والحرية لبنان المقاوم والمنتصر على العدو الصهيوني. وقد شهد له بالعمل الوطني والمواقف الجريئة الخصوم قبل الأصدقاء رغم أنه لا يحتاج الىشهادة من أحد. وكانت وما تزال دار المختارة ( دار الموحدين ) مركز القرار الوطني العربي البناء ..لم يسمح يوماً لإقامة دولة درزية كما تدعي أيها المنافق ولم يسمح والده من قبله ولا أي زعيم موحد (درزي ) لإقامة مثل هذه الدولة والانفصال عن علاقة الرحم التي تربط الموحدين بأمتهم العربية والإسلامية والشاهد الواضح على هذا الموضوع عندما وضع العدو الصهيوني مشروعاً لقيام مثل هذه الدولة في الستينات بعرض مشروعه هذا على المناضل كمال كنج أبو صالح من أهلنا في الجولان الصامد حيث قام بدوره بأخبار المحامي كمال أبو لطيف الذي اخبر الشهيد كمال جنبلاط و الذي رفض رفضاً قاطعاً الفكرة واعلم المرحوم الرئيس جمال عبد الناصر والقيادة السورية وتم إفشال المخطط قبل أن يرى النور , والمرحوم المناضل كمال كنج قام بتسليم القيادة المصرية مخطط خط برليف بعد أن حصل عليه من المناضلين في سجون الاحتلال من أبناء الجولان . وأما أنك أيها العميل وأنت تحاول التشكيك والإساءة بقدرة وشخصية وقيادة الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية وتتهمه بالضعف وهو الذي يمثل أمل الأمة من المحيط الى الخليج وصمام الأمان في وجه المخططات التي تستهدفها ويقف سداً منيعاً في وجه المتخاذلين والمنهزمين والمستسلمين من الحكام العرب وتنعقد عليه الآمال وتعقد له الرايات للتحرير والنصر ... إلا تخجل أيها المنافق وأنت تحاول النيل من مواقف أهلنا الصامدين في الجولان العربي السوري المحتل الذين علموا العالم دروساً في التضحية والنضال والتشبث بالأرض والتمسك بالهوية وتذكر منهم قلة من ضعاف النفوس هؤلاء الذين رفضهم مجتمعهم وأدانهم وسيلقون الحساب العادل على ما فعلوه ... ولا يوجد أدنى شك بأنك أيها الفاقد لكل حياء بأنك تطبق القول المأثور ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت) وأنت تكيل الاتهامات لعقيدة الموحدين علماً أن كافة دساتير الدول العربية والأجنبية تعتبر المس بالعقائد جرماً كبيراً يصل الى درجة الإعدام وهل تجهل بأن باستطاعة أبطال الموحدين الوصول إليك وتقطيعك إربا ولكني على ثقة بأن الحكومة المصرية ستعمل على محاكمتك وإنزال أقسى العقوبة التي تستحقها بجناية المس بعقيدة وتاريخ فئات واسعة من الشعب العربي وزرع الفتنة خدمة لأعداء الأمة وأؤكد للقارئ الكريم بلا أدنى شك وبالرغم من أن ذلك لا يحتاج الى أدلة وبراهين وبالرغم من أن عدداً كبيراً من الكتب والمؤلفات تحدثت عن ذلك فان عقيدة الموحدين (الدروز ) والأصح بني معروف هي من صلب الشريعة الإسلامية ( خاتمة الشرائع المنزلة على الرسول الكريم ص) وهي لب الحكمة التوحيدية التي وجدت منذ بدء الخليقة وجاءت من التوحيد للمولى في كل عصر وزمان ودهر وأوان لا يشركون بالله شريكاً. قبل الدهور الداهره ،معبود وفي الأزمان الغابرة موجود , والموحدون إسلام والإنكار كالإثبات ولم يستطع أحد أن يجبرهم ماضياً وحاضراً على التخفي أو الادعاء بما لايؤمنون وخاصة في زمن انتهت فيه الدعوات التبشيرية والدينية وإرضى كلُّ بما صار اليه من دين أو مذهب . و الإسلام من أسلم لله بالإنجيل و من أسلم لله بالقرآن ومن أسلم لله بالحكمة .... إلخ.

والحقيقة واحدة في جميع الأديان ولكنها تحتاج الى عقول صافية وقلوب مؤمنة وأنفس مطمئنة لمعرفتها . والخلاف بين المذاهب الإسلامية وإذا كان قد حصل لعدة أسباب منها الاختلاف في الأحكام والفتا وات والتفسير الخ فيجب أن يكون رحمة للمؤمنين حيث قال تعالى (( لكل جعلنا منكم شرعاً ومنهاجاً ولو شاء لجعلكم أمة واحدة )) وقال الرسول الكريم (ص) (( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنين وسبعين فرقة والاسلام على ثلاثة وسبعين فرقة ..... )) فإني أسأل هذا المنافق الذي أغضب الحق إذا لم يكن الموحدون الدروز الفرقة الثالثة والسبعين في الإسلام فأية فرقة هي الفرقة المقصودة في قول الرسول الكريم (ص) ولقد جاءت دعوة التوحيد في عهد الحاكم بأمر الله في آخر دور كشف توحيدي لإعادة تنظيم الإسلام وتوحيد كافة الديانات وليس الإسلام فقط . ولفهم تعاليم الرسول الكريم (ص) الجد الأعظم للحاكم والوقوف في وجه الأعاجم والشعوبية وإصلاح حالة الأمة التي وصلت الى دور كبير من الانقسام والخلاف والاقتتال والابتعاد عن الدين الحنيف وكلف الدعاة من حفظة القرآن الكريم لنشر الدعوة في كافة أنحاء المعمورة ولم تكن باطنية ولا سرية لكنها أُغلقت عندما جهل الناس غايتها وحقيقة الحاكم. وتعرَّضَ الموحدون لأبشع أنواع البطش والإبادة على يد خليفة الحاكم علي الظاهر حتى بعد أن تعهد للموحدين بعدم التعرض لهم فنقض العهد وحسابه على الله لأن الموحدين رفضوا الاعتراف بإمامته لأن الإمامة انتهت بإمام الزمان حمزة ابن علي . وتُبنى عقيدة التوحيد على توحيد الله (عز وجل) وعدم الإشراك به لا شريك له منزه عن الصفات والأسماء ومنزَّه عن الإدراك والعدم وهو مجرد عن كل ماعداه من معقول ومحسوس لأنه خالقهما ... ومعرفة حدود الدين والدنيا والإيمان بالتجلي ,والتقمص, والملائكة والأنبياء, وما نزل إليهم من كتب . والإيمان باليوم الآخر والحساب والجنة والنار ويؤمنون بالقضاء والقدر خيره وشره ما لا يد للإنسان فيه على ان الله خلق للإنسان عقلا ليميز بين الخير والشر ولم يسقط مذهب التوحيد عن الموحدين العبادات من صلاة وصوم وزكاة ..الخ على أن ظاهرها وباطنها ليست سوى وسيلة لايصال العبد بالمعبود وزرع الإيمان بالنفوس والقلوب وأن على المؤمن الموحد الا ينسى ذكر الله في كل وقت وفي كل زمان ومكان .. والإسلام والإيمان والتوحيد درجات ثلاث لا تنفصل إحداها عن الأخرى ويظل الإسلام أساسا ومرتكزا لها جميعا تنهدم بتهدمه وتسمو بسموه ورفعته والموحدون يفهمون الدين إيمانا وتوحيدا وعملا صالحا ومعاملة حسنة ودفاعا عن الدين و الأرض والعرض والكرامة ولا يعرفون التدين قولا بدون عمل وفرائض جوفاء ولسان كلسان الأفعىذو شعبتين احداها لذكر الله وأخرى للخبث والغدر وبث الفرقة والسموم وخلق الفتن عملا بالآية الكريمة 176من سورة البقرة (( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ... )) والموحدون عرفوا ببني معروف لأنهم يعتبرون رسالتهم الدائمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دور العلي مروراً بكافة مراحل الدعوات التوحيدية و حتى اليوم و إلى قيام الساعة ولم يعتقدوا بألوهية الحاكم إنما قالوا بتجلي العزة الإلهية في صورة الحاكم بأمر الله كما تظهر الشمس في المرأة فهو الظاهر لتثبيت الحجة على الناس وهو الباطن الذي لا يدرك بالحواس ومن حيث اوجبتت الحكمة الإلهية أن يظهر لهم صورة من حيث هم ظهرت لأهل العرفان من الموحدين في ادوار التبشير بالدعوات السماوية عملا بالاية الكريمة رقم (2) من سورة النحل (( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أن لا اله إلا أنا فاتقون )) . وقول الإمام علي( كرم الله وجهه) ((الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه الظاهر لقلوبهم بحجته ))لقد تعرض الحاكم بامر الله (عليه السلام وآله ) للتهم من قبل اليهود والنصارى والفاسقين وليس هذا الدجال المفتري الا واحدا من بقايا هؤلاء الذين تناولوا الحاكم بالسوء والذي انفردت شخصيته في عصرها بصفات قدسية مميزة وهيبة عظيمة وعزيمة ثابتة وارادة صلبة قلبت الالباب بسمو شمائلها وخصائص عدلها وأفعاله بنظر الذين اوتوا الحكمة لا يستطيع ان يقوم بها ملك من ملوك الأرض وتلك الصفات لا يتحلى بها أي إنسان وإنما هي مؤهلات روحانية قدسية اختص بها الحاكم ببامر الله .... والحاكم بامر الله لم يؤله نفسه حيث امر ان لا يقبل له الأرض احد ولا يقبل ركابه ولا يده عند السلام عليه في الموكب لأن الانحناء الى الأرض لمخلوق من صنع الروم وامر الاكتفاء بالقول فقط .(( السلام على امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته )) ولا يصلي احد عليه وان يكتفي الخطباء يوم الجمعة بالقول (( اللهم صلّ على محمد المصطفى وسلم على امير المؤمنين علي المرتضى ,اللهم وسلم على امراء المؤمنين آباء امير المؤمنين ..)) اكمل بناء الجامع الأزهر سنة 393ه وجامع راشدة وجامع الحاكم سنة 400 ه امر برصد النفقة لجميع المساجد التي لا غلة لها... عمد الى إصلاح المجتمع وتقويم عاداته وحيث كانت الرذائل على اشدها عند استلامه الخلافة فحرم الخمر وحرم زراعة الكرمة و أمر بمطاردة المدخنين ... ابتدأ بلبس الثياب المذهبة والعمامة المجوهرة وانتهى بلبس العمامة السوداء معناها بالتقشف غضب على أهل الذمة من النصارى الذين كانوا يعملون على فتنة المسلمين عن دينهم باطلاقهم ناراً مخبأة معطرّة يضنها المرء كأنها نازلة من السماء و منعهم من تقديم النبيذ في قرابينهم غضب على اليهود و جعلهم يلبسون الزنّار لتمييزهم و يحملون الخشب الثقيل و يسكنون في أحياء خاصة بهم ليمنع اختلاطهم بالمجتمع لكي لا يفسدوه هذا غيض من فيض من مآثر شخصية الحاكم و للأسباب الواردة ألصق اليهود التهم بالحاكم و أنت عندما تناولت الحاكم بالسوء فلا شك بأنّه لا أصل لك و لا فصل و لا نسب و لا تمت بصلة إلى العروبة و الإسلام فإنك عدوَّ الله و إنكَّ بدون شك من بقايا بورجوان و إبليس و نشتكين و لاحق و اسكين عليهم اللعنة أجمعين ..... و الموحدون يقدسون جميع الأنبياء و العلم و العلماء و انطلاقاً من مبدأ التقمص السامي يعتقدون بل يؤكدون بأن الأنبياء هم أنفسهم يأتون في كل دور بأسماء مختلفة يختفون أو يظهرون منفذين أوامر الله عز و جل .. و الموحدون لا يبغضون أحدا و لا يعرفون الكره و يشهد على ذلك كل من عايشهم و عرفهم وكل صاحب ضمير حيّ و ترتكز علاقتهم مع جميع الناس على أساس الإحترام المتبادل بغض النظر عن الدين أو المذهب و أبواب مضافاتهم مفتوحة ليل نهار لكل قاصد و هي مدارس إشعاع فكري في التربية والأخلاق و الوطنية و النضال والجهاد و العادات العربية الأصيلة و القيم النبيلة تفوح منها رائحة القهوة العربية ..... يحرمّون الخمر تحريماً شديداً ( صانعه و ناقله و بائعه و شاربه حتى أنّهم يحرّمون بيع العنب لمعامل الخمر و يحرمون التدخين و يعتبر الإقلاع عن التدخين شرطاً أساسياً من شروط القبول لطالب الدين ) يحرمون الميتة و ينحرون الذبيحة على الطريقة الإسلامية و إضافة قول ( سبحان من حللّك للذبح ) و هم لا يتناولون اللحم إلا قليلاً لأنّ حياتهم تتصف بالتقشف و الزهد و لا يفرطون في أي شئ و التقشف إلى التقوى . التقمص ركن أساسي من أركان العقيدة و يؤمنون بالتناسخ فقط أي إنتقال الروح من جسد لآخر فالروح خالدة و الجسد قميص يبلى و هذا الإيمان العظيم يحث على التعاون و المحبة بين الناس و على الشجاعة و الثقة بالنفس و يحقق مبدأ عدالة الخالق بخلقه و يوجد في القرآن الكريم آيات كثيرة تدل على التقمص و منها ( آية 154 البقرة آية 169 آل عمران آية 28 البقرة أية 12 سورة ياسين سورة البقرة آية 55 – 73 – 153 – 24 2 -259 ) و أعود لأسأل هذا المفتري هل كان لمحمد بن اسماعيل الفاسق شريعة لتنسخ شريعة محمد بن عبد الله . و أما عن السن فليس هناك سن محدد لتلقي العقيدة فهي لطالبها و مستحقها و المؤمن بها ساعة شاء و الملتزم بشروطها و أحكامها ( لا إكراه في الدين ) . و لا يوجد تمييز بين الموحدين لا من حيث اللباس و لا العلم و إنما التمييز فقط من خلال العمل و حتى الغير متدين من أبناء التوحيد ( الجاهل ) يكون ملتزماً بأخلاق و قيم و إيمان و عادات الموحدين و أما من حيث عدد أبناء الطائفة فإننا نتمثل قول الشاعر : تعيّرنا أنّا قليل عديدنا فقلت لها إنّ الكرام قليل فلقد أخطأ هذا المنافق حتى في عددهم و بشكل كبير و لم يقل الحقيقة لأنّه يتجاهلها و لا أعتقد أنه بجهلها فإن عددهم يزيد عن المليون و نصف المليون موزعين بين لبنان و سورية و شرق الأردن و فلسطين و غالبيتهم في جبل لبنان و جبل العرب في سورية أمّا عددهم في بلاد المهجر فهناك إحصائيات تبين ذلك . في كل عمل يطهرون بذكر الله نواياهم يزهدون بالطعام و الشراب يرون سعادتهم بالإيمان و الصلاة و الصلاح و التقوى و الزهد و عمل الخير فكأن المتدين ( الشيخ ) فيهم يحمل إيمان أهل الأرض و تقوى أهل الأرض , و تدينهم على غير تعصّب و كراهية فهم لا يكرهون إلاّ الغير مؤمن و الذي يمارس أعمالاً طالحه و يكون حكمهم على من يرتكب الأخطاء و ينحرف عن الطريق الصحيح أشد بكثير من حكم المحكمة .... و السنتهم لا تنطق إلاّ بالصدق يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ... كيان الأسرة مقدّس ولا يكثرون من إنجاب الأولاد و تنذر حوادث الطلاق و لا يوجد أولاد مشردين في الشوارع _ لا يجوز الجمع بين إمرأتين و لا يجوز رد المطلّقة .. حافظوا على أنسابهم و لم يختلطوا بالزواج مع غيرهم , يتميزون بسحنتهم العربية المتشابهة و لغتهم العربية العريقة و يجري الدم العريي في عروقهم مجرى دماء اجدادهم الفاضلين أبو ذر الغفاري و عمار بن ياسر و المقداد و الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة و سميت ببيعة الرضى حيث قال الرسول صلى الله عليه و سلم "و لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها " لا يقومون بعمل إلاّ بعد البسملة و لا ينون القيام بعمل إلا بعد التوكل على الله .... يندر وجود مجرمين في مجتمعهم أو منحرفين و يندر وجود مقاهي , يعتمدون في مورد رزقهم على الرزق الحلال , و لا يقتربون من الحرام حتى أنهم كانوا يحرمّون مال الموظف لفترة قريبة .... كل ما ذكر غيض من فيض لا يتسع المجال لذكره بالتفصيل . و باختصار شديد فإن مجتمع الموحدين يتميز بعادات و قيم قلّ نظيرها في العالم و بالرغم من تجنّي هذا المغتري فإنني أوجه له دعوه لزيارة مجتمعنا في الجبل الأشّم و مستعد لضيافته في بيتي عله يتأكد بنفسه إذا كان يجهلنا و يجهل حقيقتنا أو أنه حصل على هذه الأكاذيب من مصادر مشبوهة و فاقد الضمير و عدو الله والعروبة و الإسلام إذا كان قد استند على فتوى سئ الذكر إبن تيمية والتي جاءت في تلك الفترة خدمة لأسياده المماليك الذين كانوا يعملون على بث الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة من مبدأ / فرق تسد / لأنهم ليسوا عرباً و يخشون الموحدين العرب الأقحاح ... و أما عن جهاد و نضال و تضحيات الموحدين في سبيل أمتهم و أرضهم و كرامتهم ضد الغزاة و المستعمرين فتحتاج إلى مجلدات . لكنه لا بد من الذكر بأنه فإن للموحدين / الدروز / شرف التصدي للغزاة و المستعمرين من ذي قار و بدر والخندق و عين جالوت و اليرموك و حطين مروراً بمعارك الثورة السورية الكبرى و حرب السادس من تشرين التحريرية وحصول العدد الكبير على أوسمة أبطال الجمهورية و معارك الجبل في لبنان و قد كانوا حماة الثغور الساحلية ضد غزوات الصليبيين و التتار و الفرنسيين و لايزالون مستعدين لتقديم الغالي و النفيس ضد أعداء العروبة و الإسلام و لم يثنهم عن ذلك إتهامات المنافقين المتآمرين و لا حسد الحاسدين . و ماذكر عن الرجل الموحد ينطبق على المرأة الموحدة التي تعتبر من أعف و أطهر نساء العالم و أشدهن إخلاصاً لبيتها و زوجها تحسن تربية اطفالها ترضعهم حب الوطن و قيم العروبة و الإسلام تظهر على وجهها إمارات الحياء و لا تنطق بكلمة بذيئة تتكلم بصوت خافت من خلف اللثام ، و تمشي بخشوع ، العنق ثابت إلى موطئ القدم لا تستمع إلا لحديث العفة والتقوى و الصلاح و إذا كان قد حصل بعض التطور على كافة المجتمعات في اللباس إلا أنه لا يزال يميز الموحدين الزي العربي للرجال و الزي العربي للنساء يبدين فيه أمريرات أو حوريات من الجنة بالإضافة إلى زي التدين للرجال والنساء .... و سأكتفي بهذا القدر منالحديث عن مناقب الموحدين / بني معروف / لأنقل للقارئ الكريم بعض ما جاء على لسان الأئمة الصادقين و العلماء المفكرين و الأدباء والشعراء من العرب و غير العرب عن مجتمع التوحيد و ما يتميز به من مناقب قل نظيرها فقد قال شيخ الأزهر و شيخ العروبة أحمد زكي باشا : " الموحدون / الدروز / من أكرم و أطهر أرومة في صميم العروبة " مجلة الهلال مايو 1932م و قال مفتي الجمهورية اللبنانية المرحوم الشيخ حسن خالد ندداً تطرف و التعصب في الإسلام (( إن مسلماً مؤمناً يخشى الله و يحب الإسلام و يحب دينه لا يمكن أن يقبل التطرف و المغالاة لأنها تسبب الخلاف بين المسلمين و تمكن العدو من تمزيقنا وشرذمتنا )) نشرت جريدة المقطّم في 22 أب ( أغسطس ) سنة 1918 مقالاً عما حل بسورية أثناء الحرب العالمية الأولى فقالت : (( و لولا فضل الموحدين الدروز من أهل حوران الذين فتحوا أبواب ديارهم لكل لاجئ إليهم على إختلاف الطوائف و الأديان لخفنا أن لا يبقى في البلاد ثلث أهلها من الجوع و إلتجأ إلى الموحدين الدروز من مختلف الأديان 1400 عائلة )) و قال الدكتور عمر فووخ : (( التاريخ في حوض البحر المتوسط الشرقي تاريخ الموحدين الدروز و الدروز اتصفوا بالعفاف و الصدق و اتيان الفضائل )) و قال الدكتور محمد على الزعبي : (( إن الصدق و المروءة و الغيرة و النجدة والشهامة و المحافظة على الجار و ردع المظالم صفات عربية إسلامية مستقرة بالموحدين جارية في أجيالهم مجرى الدم منذ بايع أجدادهم رسول الله (ص) تحت الشجرة .... الموحدون اليد اليمنى في الإسلام و الساعد الحديدي لرايته و الشريان النابض بحيويته ... و كان لهم الفضل الكبير في النصر في معركة حطين و كانوا أسود عين جالوت ....إلخ )) و قال بوردون : (( الموحدون يحرمون الكذب و الخمر و التذخين و شهادة الزور و الإغتياب و النميمة و يأمرون بالوراعة و إجتناب الحسد ... إلخ )) و قال الشهيد كمال جنبلاط : (( الموحدون الدروز هم من المسلمين الحقيقيين و الأولين و هم يعتبرون أنفسهم وديعة الإسلام ويعتبرون القرآن الكريم المستند الرئيسي لمصادرهم الروحية و وحيهم و تأملهم .... إلخ )) و قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (( الموحدون الدروز الذين إشتهروا ببني معروف هم مجتمعٌ مؤمن إيماناً راسخاً بوجود الله تعالى خالق الأكوان و مدبرها ...تنظم شؤونهم الإجتماعية و الدنيوية تعاليم و عادات و تقاليد مرتكزة على الايمان الصحيح و الاعتقاد بأن الله واحداً أحد .... بآراء سليمة و ايضاحات قويمة توضح الحق و تدحض الباطل ، مرتكزة على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.... إلخ )) وقال الشيخ بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية : (( إن طائفة الموحدين الدروز اشتهرت بالإباء والمروءة والبسالة والعفة يجب أن يكون لها المقام الذي تستحقه فضائلها .... إن الطائفة التي سبقت أشد الأمم تقدماً و يفرض دينها المعلم على أبناءها ذكوراً و إناثاً و أمر بإبطال الإسترقاق و تساوي المرأة و الرجل في الحقوق يجب أن يكون لها مقاماً في الطوائف السورية ليس لهم سوى سورية وطناً حصرواً حبهم بلبنان و سورية عشقوا الحرية و لم يبيتوا على ضيم )) و قال شبلي الأطرش : (( لقد ألجأ هذا الجبل جبل العرب إبن الرشيد و إبن شعلان و إبن دوخي و أمراء عرب آخرين .... إلخ )) و قد إشتهروا بحماية الدخيل و حادثة لجوء الثائر أدهم خنجر و ما نتج عنها أكبر شاهدٍ على ذلك وأثناء تصدي الموحدين / الدروز / في معارك الجبل بالتعاون مع القوات العربية السورية ، للقوات الإنعزالية المدعومة من القوات الأمريكية والباخرة / نيوجرسي / وجه الرئيس الليبي معمر القذافي برقية جاء فيها : " من العار أن يقف رؤساء وملوك الدول العربية والإسلامية متفرجين في حين تقوم الدول الغربية والصهيونية في حملة صليبية عاشرة لقتل عشيرة عربية أصيلة / الدروز / تدافع عن العروبة والإسلام . . . .إلخ "

وكان للشعراء إسهاما ً كبيرا ً في وصف الموحدين الدروز / في مقارعة الاستعمار والتغني ببطولاتهم وتمجيد تضحياتهم وعلى سبيل المثال لا الحصر وبأبيات مقتطفة من قصائد مشهورة لأن ذكر القصائد الكامل يحتاج إلى مجلدات وعلى كل حال فإن دواوين الشعراء المليئة بقصائد تمجد الموحدين ومناقبهم كثيرة وموجودة في المكاتب لمن أراد الإطلاع عليها والوقوف على الحقيقة .

وفيما يلي سأذكر بعض من هذه المقتطفات . .

قال الشاعر رشيد سليم الخوري ( الشاعر القروي ) وشاعر القومية العربية مشيدا ً ببطولة الموحدين في الثورة السورية الكبرى وقائدها العام المرحوم سلطان باشا الأطرش :

خففت لنجد المعاني سريعا غضوبا ً لدراك الليث ريعا..... وحولك من بني معروف جمع ٌ بهم وبدونهم تفنى الجموعا....... ويا لك أطرشا ً لما دعينا لثأر كان أسمعنا جميعا

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي :

وما كان الدروز قبيل شر ٍ وإن أخذوا بما لا يستحقوا .......هم ذادة وقراة ضيف ٍ كينبوع الصفا خشنوا ورقوا..... وللحرية الحمراء باب ٌ بكل ِّ يد ٍ مضرّجة ٍ يدق

وقال شاعر وادي النيل حافظ ابراهيم :

فمن غطارفة في جلق نجب ٌ ومن غطارفة في أرض حوران....... عافوا المذلة في الدنيا فعندهم عز الحياة وعز الموت سيّان

وقال الشاعر الصافي :

لله درَّ بني معروف إذا صبروا على التجالد ما كلوا ولا سئموا.... بذلك حبهم الأوطان يأمرهم إذ هم بسيماء حب الوطن اتسموا

وقال الشاعر المهجري الياس فرحات :

يا سائلي عنهم أتجهلهم وهم الذين على العلا جبلوا.... هم بنو معروف حمتهم بين الكواكب والورى مثلُ.... هم ناب سوريا ومخلبها وهي اللبوءة و العدا هملُ

وقال الشاعر مارون عبود :

قالوا الدروز فقلت جبل معرق ُ العقل دين والوفاء الموفق ....ُ والصدق شرعتهم... فإن عاهدتهم بروا وإن نطقوا بأمر يصدقوا إذا مشت بيض العمائم للوغى حُم َّ الفضاء فكل شيخ يبرقُ ....يمشي الدم العربي في أعراقهم صرفا صراحا والدليل المنطق.... لم لا تصان أصولهم وفروعهم والباب في وجه البرية مغلق.... نحن الألى هان الممات عليهم الروح تبقى والقميص يمزق

وقال الشاعر خير الدين الزركلي بعد معركة المزرعة في 13 آب 1925 حيث تمكن الموحدون /الدروز / من القضاء على الحملة الفرنسية وأسر نحو 200 من المستعمرين حفظهم الثوار حتى تم تسليمهم في نهاية الثورة

أجهر برأيك لا يأخذك ترويع لا ينفع الصوت إلا وهو مسموع.... أنظر إلى القوم لا حول ولا عضد ثاروا على البغي ما هابوا ولا ريعوا... أباة ضيم ، مقاديم ، إذا استعرت لظى نضال ، مناجيدٌ مساريع

ومن قصيدته الصحراوية " التي أرسلها إلى الأمير عادل أرسلان بعد أن زار الثوار في وادي السرحان قال :

ليل ٌسريناه ثلاثة ركبان مساريع من عمان بعداً لعمان إلى معقلي فخر العروبة " عادل " وسيد من قاد المغيرين سلطان إلى آل معروف " ومن شد شدهم إلى كل بيت بالمفاخر مزدان

وقال الشاعر محمد البزم :

غادر دمشق ويمم دار سلطانا.... على السويداء ولا تحفل بمن بانا.... وانزل بعشرة معروف واخوتهم تلق الإباء وتلق الأسد فرسانا.... يا آل معروف هذي ذمتي ويدي وهينه الود من أبناء قحطانا.... أنتم ملوك الوغى والبيض ناطقةٌ وذي عمائمكم في الهول تيجانا.