الموضوع: علاقة عابرة ....
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-15-2006, 03:17 AM
 
علاقة عابرة ....

علاقة عابرة

تجلس وحيدة في غرفتها الموحشة , تفكر في حياتها, بفارس أحلامها الذي تأخر في الوصول إليها , ما الذي أخره , ماذا ينتظره , تخبر نفسها بأنها ليست غلطته بل غلطتها , فكيف لها و هي جالسة في مكانها , أن تجد ذلك الفارس , لن تستطيع أن تجده بالتفكير , فأفكارها لن تجعلها تصل إلى أي مكان , جلست على سريرها و هي تفكر في مكان تستطيع أن تجده فيه , أنها في المنزل وحيدة , لا تستطيع الذهاب إلى أي مكان , وضعت رأسها على وسادتها و شعرت بالحزن , و لكن سرعان ما لمحت عيناها شاشة الكمبيوتر السوداء , فأسرعت إليها , وقفت لحظة تتأمل فكرتها البهاء , و لكن ما المانع , ربما بالصدفة أو بالحظ , أن تجد شخصا يفهم أحلامها الصغيرة , أو يداعب خيالها و أفكارها , جلست في أحضان كرسيها , لمست بيدها لوحة المفاتيح , ابتسمت و أدارت حاسبها الآلي , و دخلت إلى غرفة المحادثة , متأملة أن تجد فارس أحلامها , وضعت اسم مستعارا باللغة الإنجليزية , حالمة أن يكون فارس أحلامها ذو إطلاع باللغة الأجنبية , لم ترغب بأن تتحدث مع شخص لا يتوافق مع صفات فارس أحلامها , بدأت محادثتها مع شخص يصغرها بعام , لم تكمل محادثته فلم يملك المواصفات الخاصة , تحدثت مع شخص آخر , عندما اكتشفت أنه ليس من بلدها فقدت اهتمامها بهي , استمرت مع حظها العاثر لمدة ساعة , حتى دخل شخص غير أجواء الحزن التي عاشتها , فرحت و عزمت على قرارها بأنه الشخص المناسب , و فارس أحلامها , كانت فيه جميع الصفات التي استطاعت أن تحصرها و تحللها من محادثته له , انتهت محادثتها معه , و كانت تأمل أن يعود مرة أخرى و أن يتحدث معها , و بعفوية كبيرة أعطته رقم هاتفها , و بكل سذاجتها أكملت محادثتها معه بالهاتف , و كلما تحدثت أكثر , زاد اهتمامها و شغفها أكثر و زادت آمالها أكثر , في ساعتين شكلت حياة كاملة , و رسمت سعادة أبدية , أيقنت أنه هو الذي ستخلد حياتها معه , و أنه هو الشخص الذي انتظرته طيلة 16 عاما , تحدثا و تحدثا , حتى جاءت لحظة اضطرا كليهما لإنهاء المكالمة , ذهبت للنوم و هي سعيدة , واثقة أن الغد سيكون يوما أجمل لها من الأمس و أنها أخيرا قد وجدته , استيقظت في الصباح , تبحث عنه , تتصل بهي , لم تجده , انتظرته و لم يتصل , مر اليوم و اليومان , مر أسبوع و أسبوعان و هي مازالت تنتظره و تضع الأحلام معه , دون أن تعلم أحبته و كونت معه علاقة أبدية و شعرت بالحزن لاشتياقها الدائم له فكثفت اتصالاتها , حتى أجاب هاتف أخيرا , و كان صوت سيدة في مقتبل العمر , صمتت الفتاة الصغيرة , فقالت لها السيدة الكبيرة : " صغيرتي أعرف من أنت , لا داعي للخوف , أنا زوجته و أعرف أنك تريدين الحديث معه , ولكنه لا يستطيع الحديث معك , إن ما حدث بينكما كان علاقة عابرة و أخبرني عنها و هو شديد الأسف لما حدث , فقد أعترف و أخبرني أنه ارتكب خطأ جسيما لأنه خانني مع طفلة ... " أغلقت الطفلة ذات السادسة عشر الهاتف , تتذكر جملة السيدة " شددي الأسف لأنه خانني " ليس لأنه هدم أحلام طفلة صغيرة , حطم قلب فتاة بريئة , لعب بمشاعر شخص و أعطاه أمل في الحياة ثم قتله دون أي ندم , كانت تبكي سذاجتها , و حينها فقدت ثقتها , شعرت بالحزن لذاتها , ندمت على ما حدث لها , لم تعد تثق بفارس الأحلام , لم تعد تعتقد أن هناك مجالا للأحلام , تراجعت و شعرت بالأسف الشديد , حتى أنه قد أصابها الاكتئاب , أما الشاب المتزوج فلا يعلم ما خلف في قلب تلك الطفلة الصغيرة التي أصبحت كارهة للحياة , أصبحت لا تؤمن إلا بالمستحيل و لا تشعر بأنه هناك فائدة من الأمل و العمل حتى تدهورت حياتها و انقلبت أحوالها و فشلت في تحقيق مكانتها , بسبب علاقة عابرة , كانت بالنسبة لها كيوم في الجنة تعلم أنه لن يعود , أخفقت مرة و أصبحت خائفة من المحاولة مرة أخرى .


م ن ق و ل ,,,
__________________


من يلوم الشعب لاعاتب زمانه ..... من يلوم الخير لاشح بعطاه

مات أبونا وعزنا وإللي حمانا ..... جعل ربي يرحمه ويغفر خطاه

الذكرى الأولى لوفاة أمير القلوب " بابا جابر "

رحمة الله عليه