عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-06-2006, 08:35 PM
 
عذاب القبر و نعيمه


عذاب القبر و نعيمه
بعد هذه الرحلة التي نقضيها في الدنيا ننتقل إلى عالم آخر , إنها الآخرة , و أول محطة ننزل بها هي القبر , قال صلى الله عليه و سلم : القبر أول منازل الآخرة , فان نجا منه فما بعده أيسر منه و إن لم ينجو فما بعده أشد منه . و قد يكون



القبر بالنسبة للبعض روضة من رياض الجنة , و بالنسبة للبعض الآخر حفرة من النار و العياذ بالله . 1-إثبات عذاب القبر :هناك من يعتقد أن عذاب القبر ليس إلا أسطورة من أساطير الأولين , لكن الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية أثبتت أن عذاب القبر حق على كل عاصي. . قال تعالى : النار يعرضون عليها غدوا و عشيا و يوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب . معناه أن آل فرعون يعرضون على النار في البرزخ , و البرزخ :المدة الممتدة بين الموت و البعث. .كما قال تعالى : ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى. ,المعنى أن الكفار الذين أعرضوا عن الإيمان بالله إذا ماتوا يتعذبون في قبورهم . قال صلى الله عليه و سلم : – فلولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع . الأسباب الموجبة لعذاب القبر :1- الصلاة بغير وضوء .2- إذا استغاث بالإنسان مظلوم و طلب نصره فلم ينصره .3- جهل الإنسان بالله .4- ترك الصلاة .5- قراءة القرآن و عدم العمل به .6- الزناة و الزواني .7- آكل الربا و آكل أموال اليتامى. 8- عدم الاستبراء من البول. 9- الغيبة و النميمة .و القصة الآتية توضح عقاب من تماطل عن أداء الزكاة , روي أن جماعة من الصالحين خرجوا لزيارة أبي سنان , فلما دخلوا عليه و جلسوا عنده قال قوموا بنا لنزور جارا لنا مات أخوه و نعزيه , قالوا فقمنا معه و دخلنا على ذلك الرجل, فوجدناه كثير البكاء على أخيه فجعلنا نعزيه و نصبره فقلنا له أما تعلم أن الموت سبيل لا بد منه ؟ قال بلى و لكن ما أصبح و أمسى فيه أخي من العذاب , فقلنا له هل أطلعك الله على الغيب ؟ قال لا و لكن لما دفنته و سويت عليه التراب و انصرف الناس عنه فجلست عند قبره , فإذا بي أسمع صوتا من قبره يقول آه تركوني وحيدا أقاسي العذاب , قد كنت أصوم قد كنت أصلي . فنبشت قبره لأنظر ما حاله , و إذا قبره يلمع فيه النار و في عنقه طوق من نار فحملتني شفقة الأخوة , و مددت يدي لأرفع الطوق من رقبته فاحترقت أصابعي و يدي ثم خرجت يداه إلى فإذا هي سوداء محترقة , فرددت عليه التراب و انصرفت , فكيف لا أبكي على حاله , فقلنا ما كان أخوك يعمل ؟ قال كان لا يؤدي الزكاة من ماله .3- مختلف أنواع التعذيب في القبر :- رضخ رؤوس المتثاقلين عن أداء الصلاة المكتوبة.- الزناة و الزواني يأكلون اللحم المنتن الخبيث .- آكلو أموال اليتامى تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسا فلهم .- المغتابون تقطع جنوبهم و يطعمون لحومهم .فهؤلاء و أمثالهم يعذبون في قبورهم لارتكابهم هاته المعاصي حسب كثرتها و قلتها و صغرها و كبرها إلا من غفر الله له بتوبة أو برحمة منه . 4- المنجيات من عذاب القبر :1- أن يكون الإنسان مستعدا للموت وذلك بالإكثار من الأعمال الصالحة التي تحرس الإنسان في القبر.2- الاستعاذة بالله من عذاب القبر , فقد كان صلى الله عليه و سلم يستعيذ منه في صلاته وفي غيرها و كان يأمر أصحابه بذلك ., فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يدعو فيقول : اللهم اني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و البخل و الهرم و أعوذ بك من عذاب القبر , و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات . 3- قراءة سورة الملك , لقوله صلى الله عليه و سلم :من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له و هي تبارك الذي بيده الملك . لم يكن القبر مكانا للتعذيب و الأهوال فقط بل انه روضة من رياض الجنة لعباد الله الصالحين , فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الملائكة تسأل العبد المؤمن في قبره فيحسن الإجابة و عند ذاك :ينادي مناد من السماء أن صدق عبدي , فأفرشوه من الجنة و ألبسوه من الجنة و افتحوا له بابا إلى الجنة , فيأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله و جنة فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعد , فيقول له أنا عملك الصالح فو الله ما علمتك إلا كنت سريعا في طاعة الله بطيئا في معصيته فجزاك الله خيرا ثم يفتح له باب من الجنة و باب من النار فيقال : له هذا منزلك لو عصيت الله , أبدلك به هذا فاذا رأى ما في الجنة قال رب عجل قيام الساعة . كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن الملكين يقولان للعبد المؤمن :قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين , ثم ينور له فيه . و في الختام نسأل الله عز وجل أن ينجينا من عذاب القبر انه مجيب الدعاء , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته