الموضوع: عليهم ضدّا
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2008, 12:23 PM
 
عليهم ضدّا

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى




{ كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } مريم 82





والضد--كما في المقاييس "

(ضد) الضاد والدال كلمتان متباينتان في القياس.
فالأولى: الضِّدّ ضِدّ الشيء. والمتضادّان: الشَّيئان لا يجوز اجتماعهما في وقتٍ واحد، كالليل والنَّهار.
والكلمةُ الأخرى الضَّدُّ، وهو المَلْء، بفتح الضاد، يقال ضَدَّ القِربَة: ملأها، ضَدّاً. )

فالشيء المخالف للشيء في الماهيّة ضدّ له
وقد نقل الطبري عن ابن عبّاس "قوله { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } يقول: أعواناً.


و نقل عن مجاهد قال: عونا عليهم تخاصمهم وتكذّبهم.

ونقل عن ابن عباس قولا آخر هو قوله { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } يقول: يكونون عليهم قرناء.
وعن قتادة، قوله: { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } قرناء في النار، يلعن بعضهم بعضا، ويتبرأ بعضهم من بعض.
ونقل قولا آخر في معناها لابن زيد، في قوله: { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } قال: يكونون عليهم بلاء.

ثمّ اتخذ الطبري رحمه الله الرأي التّالي (والضدّ في كلام العرب: هو الخلاف، يقال: فلان يضادّ فلاناً في كذا، إذا كان يخالفه في صنيعه، فيفسد ما أصلحه، ويصلح ما أفسده، وإذ كان ذلك معناه، وكانت آلهة هؤلاء المشركين الذين ذكرهم الله في هذا الموضع يتبرّؤون منهم، وينتفعون يومئذٍ، صاروا لهم أضداداً، فوصفوا بذلك.)

ومعنى يكونون عليهم أعوانا- أي أعداء -فحرف الجرّ على في قوله "" عَلَيْهِمْ ضِدّاً " ضمّن معنى العداوة والشقاق --فأنت عون لصديقك وعون على عدّوك --والعداوة فيها بلاء


وقد وحدّ الضد لأنّها بمعنى المصدر --والمصدر دائما مفرد مذكّر

**************************
رد مع اقتباس