عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2008, 08:55 PM
 
Wink اهله هم اهلك ولو صرت علي المهلك

اهلك هم اهلك ولو صرت على المهلك
يحكى أن أحد الملوك قد خرج ذات يوممع وزيره متنكرين، يطوفان أرجاء المدينة، ليروا أحوال الرعية، فقادتهم الخطا إلىمنزل في ظاهر المدينة، فقصدا إليه، ولما قرعا الباب، خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلىضيافته، فأكرمهما وقبل أن يغادره دار الحوار التالي:
قال الملك: لقد وجدنا عندكالحكمة والوقار، فنرجوا أن تزوّدنا بنصيحةفقال الرجل العجوز: لا تأمنللملوك ولو توّجوك. فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرىفقالالعجوز: لا تأمن للنساء ولو عبدوك. فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحةثالثةفقال العجوز: أهلك هم أهلك، ولو صرت على المهلك. فأعطاه الملك ثم خرجمع الوزير.



وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلامالعجوز وأنكر كل تلك الحكم، وأخذ يسخر منها، وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ماقاله العجوز، فنزل إلى حديقة القصر، وسرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراً، ثم أسرعإلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها، ولا تخبر به أحداً.


وبعد عدةأيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها كي يضيف إليه بضع حباتكبيرة من اللؤلؤ، فسرت بذلك، وأعطته العقد.


ومرت الأيام، ولم يعد الوزيرإلى زوجه العقد، فسألته عنه، فتشاغل عنها، ولم يجبها، فثار غضبها، واتهمته بأنه قدمالعقد إلى امرأة أخرى، فلم يجب بشيء، مما زاد في نقمته، وأسرعت زوجة الوزير إلىالملك، لتعطيه البلبل، وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه، فغضب الملك غضباًشديداً، وأصدر أمراً بإعدام الوزير.


ونصبت في وسط المدينة منصة الإعدام،وسيق الوزير مكبلاً بالأغلال، إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره، وفي الطريق مرّالوزير بمنزل أبيه وإخوته، فدهشوا لما رأوا، وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنهبكل ما يملك من أموال، بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه، وأصرّ الملك علىتنفيذ الحكم بالوزير، وقبل أن يرفع الجلاد سيفه، طلب أن يؤذن له بكلمة يقولهاللملك، فأذن له، فأخرج العقد من جيبه، وقال للملك، ألا تتذكر قول الحكيم:‏

·
لا تأمن للملوك ولو توّجوك

·
ولا للنساء ولو عبدوك

·
وأهلك هم أهلكولو صرت على المهلكوعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدقتلك الحكم، فعفا عنه، وأعاده إلى مملكته وزيراً مقرّباً