عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2008, 06:37 PM
 
رجب بوحويش وقصيدته الملحمية "ما بي مرض" .. حقوقٌ تأبى النسيان

رجب بوحويش وقصيدته الملحمية "مابي مرض"

حقوقٌ تأبى النسيان

بقلم عبدالسلام المسماري

الشعب الليبي من الشعوب التي ابتلاها الله بمعاناة قل نظيرها حيث لم يكن الاستعمار الإيطالي كأي استعمار احتل البلاد لسلب خيراتها كالاحتلال البريطاني لكثير من دول العالم الثالث، بل كان استعمارا استيطانيا يقوم على فكرة فاشية شوفينية تمجد العنصر الإيطالي وتسعى لاستعادة مجد روما الغابر، وكان الاستعمار الإيطالي لليبيا تحديدا يقوم على نظرية أن ليبيا هي الشاطئ الرابع لروما. لهذا السبب كان أشد أشكال الاستعمار ضراوة وتفننا في ابتداع وسائل إبادة أبناء الشعب الليبي، الذي سجل له التاريخ في صفحات المجد ملاحماً بطولية سطرها أبناء القبائل الليبية شرق البلاد وغربها شمالها وجنوبها ولا يخفى على أحد ما قدمه هذا الشعب من تضحيات وما زفَّ من قوافل الشهداء بحيث كان الشعب الوحيد الذي قدم نصف تعداده على مذبح الحرية خلال حركة الجهاد التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمان منذ الغزو الإيطالي الذي بدأ في 19 أكتوبر سنة 1911م.
وهذه المقالة عن شاعر من فحول الشعراء الشعبيين استطاع في قصيدته التي نحن بصددها أن يرسم بكلماته مشاهد المأساة التي عاشها والمرارات التي تجرعها مع أبناء الشعب الليبي في المعتقلات الفاشية، نقلها إلينا بصورة تبين بشاعة ذلك المحتل، كأنه أراد بهذه القصيدة حفظ حقوق ضحايا حقبة الاحتلال الإيطالي كي لا تنساها الأجيال أو تقبل التفريط فيها، ومن يملك التفريط في تضحيات ومعاناة أجدادنا الذين تركوا بصماتهم المشرفة على جبين الزمن، لا ينال منها تقادم الدهور ولا يطمسها ذو غرض أو زُور.
وإذ أضع بين أيديكم هذه القصيدة الجديرة بذائقتكم الشعرية الراقية، فإن الأمانة العلمية تحتم القول بأنني اعتمدت على النص الكامل لهذه القصيدة المنشور في "ديوان الشعر الشعبي" الذي أعدته لجنة التراث بكلية الآداب جامعة قاريونس بنغازي المجلد الأول في طبعته الرابعة سنة 1998م، كما أنني استعنت به كمرجع أساسي لعرض الموضوع إضافة إلى المعلومات العامة المعروفة عن الشاعر والقصيدة الراسخة في الذاكرة الشعبية.
نبذة عن الشاعر :
هو الشاعر الفقيه رجب أحمد بوحويش ويرجع نسبه لقبيلة "المنفه" وهي من القبائل المشهورة في برقة شرقي ليبيا، وتقع منازلها بمنطقة البطنان وتحديداً شرق طبرق التي تبعد عن مدينة بنغازي بمسافة 470 كلم شرقا وينتمي إليها عدد من المشاهير أبرزهم شيخ الشهداء عمر المختار، كان شاعرنا رحمه الله حافظا للقرآن الكريم، متمتعا بمكانة مرموقة في قبيلته، دفن بمدينة بنغازي التي توفي بها سنة 1950م.
القصيدة:
هذه القصيدة من القصائد الملحمية بامتياز فما أن قالها الشاعر المرحوم حتى ذاع صيتها وانتشرت انتشار النار في الهشيم لما تتمتع به من جزالة لفظ وقوة عبارة، لدرجة أن عدها الباحثون السبب الرئيس في شهرة الشاعر رجب بوحويش ، كما عارضها عدد من الشعراء ونسجوا على منوالها نذكر منهم..

* الشاعر محمد بن زيدان بقصيدته التي يقول في مطلعها:
(ما بك مرض غير حبسة أقلادك // وفقدة أولادك // وقطع الرجا والجفا من بلادك)

* والشاعر موسى حمودة بقصيدته التي يقول في مطلعها:
(حبسك اللي صار لك في العقيلة// صار لي مثيله// عليه سابقك بسنين مدة طويلة)

* والشاعر هيبة بوريم في قصيدته التي يقول في مطلعها:
(ما بك مرض غير عارف أوجاعك// وخَبّة ذراعك// وقالوا على السوق قاصر كراعك)


* كذلك تأثر الشاعر علي الفزاني بهذه القصيدة
فوظفها كمعادل فني في قصيدته التي تحمل عنوان "رؤيا من المعتقل" التي يقول فيها:-
" ما بِى مرض
إلا الذي يَسومَني العذاب
يَحْرَمَني الرَّغِيف والثِّيَاب
ومِنْ يَدي يَنْتَشِلُ الكتاب
ما بى مرض
أنى أرى في داخلي أسْلاك
معتقلاً، سجناً بُنيَ بِلا أَبْوَاب
حُرِّيَتِي مَصْلُوبةٌ عَلى الحراب

حريتي مؤؤدةٌ بِلا تُراب"



ولم يقتصر انتشار هذه القصيدة على الصعيد المحلي بل عبرت الحدود إلى الليبيين في المهاجر في مصر وسوريا والسودان وتشاد وتونس وغيرها، وقد أخبرني الناقد والأديب الكبير الأستاذ حسين مخلوف أن قصيدة ما بي مرض ترجمت للغة الألمانية.
وترجع أهمية هذه القصيدة في كونها تمثل تسجيلا ملحميا حيا وصادقا من الشاعر رجب بوحويش لمعاناة الليبيين داخل المعتقلات الفاشية وما كانوا يتجرعونه يوميا من صنوف القهر والذل والهوان علي أيدي المحتل وأذنابه، حيث كان خبزهم اليومي صنوف الإهانات والتعذيب والضرب والسب وأعمال السخرة في شق الطرق وغيرها من الأعمال الشاقة والتجويع وكل ما لا يخطر على البال من أعمال البطش والتنكيل، أضف إلى معاناة المعتقلين من أن يصبح عيشهم في معتقل كدواب في حظيرة وهم أبناء البادية الذين تعودوا العيش أحرارا يتمتعون بحرية التنقل حيث شاءوا، فوجدوا أنفسهم محشورين رجالا ونساءً وأطفالا من مختلف القبائل ضمن معتقلات محدودة المساحة محاطة بالأسلاك الشائكة مما ساهم في نشر الأوبئة فمن لم يمت من القهر والتعذيب مات من الأوبئة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المعتقلات التي تعرض لها الشعب الليبي على يد المحتل الفاشستي ليست معتقلات بالمعنى الشائع بل هي معتقلات غاية في البشاعة التي دون شك تفوق البشاعة التي يصورها الإعلام الغربي عن معسكرات الاعتقال النازية.
فالمعتقلات التي نحن بصددها أقامها المحتل الإيطالي وساق إليها بالقوة قبائل برقة دون استثناء من منازلها المعتادة وحشرها عن بكرة أبيها شيوخا وأطفالا ونساءً في معتقلات أقيمت في مناطق صحراوية أوشبه صحراوية ضمن مواقع محدودة المساحة محصورة بأسلاك شائكة كثيفة" شبردق" مع حراسة مشددة نذكر من هذه المعتقلات معتقل شبردق سلوق (50 كلم) جنوب بنغازي، وأشهر هذه المعتقلات هو معتقل العقيلة.
لقد عانى شاعرنا المرحوم رجب بوحويش ويلات ذلك المعتقل وعايشها بنفسه فبث في هذه القصيدة مكنونات روحه وآلامها وباح بشكل شعري أخاذ بالمرارات التي يعانيها مفتتحاً قصيدته بجملة " مابي مرض" مع ما تعنيه من إسقاط على المآسي والفواجع والفظائع التي كانت تسحق المعتقلين والتي تشيب لها نواصي الولدان. لذلك مثلت هذه القصيدة تصويرا حياً دقيقا وصادقا لفصول تلك المأساة الإنسانية بكل فواجعها وأبعادها، فهذه المعايشة الوجدانية الحية الموغلة في الألم أعطت القصيدة كل ما يتطلبه العمل الإبداعي من أسباب النجاح فقد رُسمت بكلمات نابعة من معاناة حقيقية ممن ذاق مرارة القهر في نفسه وعايش آلامه على وجوه اخوانه وأبناء قبيلته وأهل وطنه، ورأى الإهانة تلحق بالجميع رجالا نساءً وصغارا، ورأى النساء يضربن دون رحمة ويطرحن عراة مع ما لحرمة المرأة من قدسية لدى العربي، ورأى معاناة الأبناء من الجوع والعطش ولا لقمة أو شربه ماء في الخيمة التي يتكدسون فيها آخر النهار بعد يوم شاق في أعمال السخرة، ولم تستثن يد البطش والتنكيل "الرجال المسامي" أي الشيوخ وأعيان القوم، الذين يحتلون في نفس وذاكرة البدوي مكانة لا تقبل الانتقاص بأي شكل، لأن أولئك الشيوخ لم يحوزوا هذه المكانة بالمال أو التسلط أو الانقلابات أو ممالئة السلطات المحتلة ولكن بأخلاقهم وفروسيتهم وأصالتهم. كذلك كان لكبار السن توقيرا كبيرا في ضمير الإنسان العربي والبدوي بيد أن سلطات الاحتلال المشرفة على المعتقلات وكذلك أعوانها من الليبيين الخونة الذين لا ذمة لهم ولا خلاق كانت لا تقيم أي اعتبار لأية قيمة إنسانية أو معنوية، بل كان العملاء من الليبيين الذين نصب المحتل بعضهم ك " كابُّوات" جمع " كابُّو" كانوا أكثر ضراوة في تعذيب المعتقلين رجالا ونساء لإرضاء أسيادهم المحتلين. ولا يفوتنا هنا من توضيح نقطة تتلعلق بالعساكر الأحباش الذين جندتهم إيطاليا للقتال إلى جانب جيشها في ليبيا والذين أشار الشاعر إليهم في أحد مقاطع القصيدة، فقد جندت إيطاليا بالمقابل عساكر من الليبيين قسراً للقتال إلى جانب جيشها في الحبشة والصومال، وكانت توغر صدور هؤلاء وهؤلاء بالقول لكل منهم أن أبناءهم يقتلون أهلكم هناك فانتقموا من أهلهم هنا. وهي لعمري سياسة استعمارية دنيئة.
وأخيرا أرجو أن يكون هذا العرض قد جاء تقديما لائقا بهذه القصيدة التي لا تنحصر قيمتها في مجرد كونها قصيدة تثير المشاعر الإنسانية عن مأساة معتقل العقيلة بل تمثل أيضا وثيقة تاريخية رصدت تفاصيل الفظائع التي تعرض لها شعبنا على أيدي المستعمر الفاشستي في ذلك المعتقل البغيض. لذا رأيت من الواجب قبل أن أختم مقالتي المتواضعة أن أردفها بالنص الكامل لهذه القصيدة مع بيان لبعض المفردات الواردة فيها.

قصيدة ما بي مرض
للشاعر الشعبي المرحوم الشيخ رجب بوحويش

ما بي مرض غير دار العقيلة = وحبس القبيلة = وبعد الجبا من بلاد الوصيلة
***
ما بي مرض غير حد النكاد = وشوية الزاد = ورَيْحة إللي مجبرة بالسواد
الحمرة إللي وين صار العناد = عَنَاتْها طويلة = لها وصف ماعاد تاجد مثيلة
***
ما بي مرض غير واجد مرايف= والحال صايف= علي عكرمة والعدم والسقايف
وحومة لفاوات عز العطايف= حتى وهي محيلة= تربي المهازيل جلَّة خَوَيلَة
***
مرايف علي عكرمة والسراتي =إللي هن مناتي= نْشَكْرِنْ ان كان طلتهن في حياتي
علي وين يخطرن ننسى اوقاتي= دمعي نهيله= زواعب علي لحيتي سال سيله
***
ما بي مرض غير مطرىالحرابي= خِيرة أصحابي= الضرابين والمكوغط ينابي
ركابين كل حمرة دعابي=الطايح تشيله = نضيدة رفاقاه قبلوا جميله
***
ما بي مرض غير فقد الرجال= وفنية المال = وحبسة نساوينا والعيال
والفارس اللي كان يَقْدَع المال= نهاره جفيلة = طايع لهم كيف طوع الحليلة
***
طايع لهم كيف طوع الولية= إن كانت خطية= نرمي الطاعة صباح وعشية
نشيل في الوسخ والحطب والموية = ميعشة ذليلة= مفيت ربنا يفزع يفك الوحيلة
***
طايع لهم كيف طوع الوصيف = نسيت الوظيف= بعد بَقْيتي كنت ظاري عفيف
نْصَبِّي بلا حَيْل عندي خفيف = نشيل الثقيلة= نزازي مْزازاة من زَين حيله
***
ما بي مرض غير فقد الغوالي= أسياد المتالي = سْماح العَضادات فوق العوالي
راحوا حْساب شِي تافهْ قْبالي = ولا لقيت حيلة = نْشالشْ بْها نين راحَوْا دِقيلة
***
ما بي مرض غير طَوْلةْ لَجالي = وضَيْعة دلالي = وفَقْدةْ اجاويد هم رُوس مالي
يونس اللي كيف صيت الهْلالي= كرسي القبيلة= امْحمد وعبدالكريم العزيلة
وبوحسين سمح الوجاب المْوالي=والعَوْد ومثيله= راحَوْا بلا يوم ذايب ثقيله
* * *
ما بي مرض غير فَقْد الصغار= أسياد العْشار= اللي لقّْطوا كيف تَمْر النهار
الضرَّابين للعايب صدار= نواوير عيْلة = ما ينْطروا بقول ناساً ذليلة
* * *
ما بي مرض غير شغل الطريق= وحالي رقيق= ونْرَوّح وما طاقّْ البيت ريق
وسْواطنا قْبال النّْسا في الفريق= وقْبِينا زطيلة= ما طاقْنا عُود يشعل فتِيلة
* * *
ما بي مرض غير ضرب الصّبايا= وجْلودْهِن عَرايا= ولا يقْعدَن يوم ساعة هنايا
ولا يخْتشُوا من بنات السّمايا= بْقَول يا رزِيلة = وعَيْب قَبْح ما يرتضَى للعويلة
* * *
ما بي مرض غير غيبة أفكاري= وبَيْنة غَراري= وفَقْدنا ضنا السِّيد خَيْوةْ مطاري
موسى وجبريل سمح السهاري=اسياد الخَوِيلة= ما ينْطرَوا بْقول داروا عَوِيلة
* * *
ما بي مرض غير طَوْلة ريافي= ووثقة كْتافي= وصبري بلا كَسْب مِيْل الشّْعافي
وتريسي اللي ع السّوايا يكافي= خْيار القبيلة= عَشَا للجوّارين يحْموُا كْحيلة
* * *
ما بي مرض غير بعْد العْمالة = وحبس الرّزالة = وقلّة اللي م الْخَطا ينْشكى لَه
وغَيبْة اللي يحْكموا بالعَدالة = النّصْفَة قليلة = والباطل علي الحَقْ واخذْ الميلة
* * *
ما بي مرض غي خدّمةْ بناتي = وقلّة هَنَاتي= وفقْدة اللي من تريسي مْواتي
ووخْذةْ غَزير النّصِي بوعَتاتي= العايزْ مثيلة = يَهّونْ علي القلب ساعة جفِيلة
* * *
ما بي مرض غير فقدة نواجع = ونا ما نراجّع= اللي لفّْهن لا جفا لامْواجع
ولا ينظروا غير حكم الفْواجِع= ورِيقَة طويلة =ولّسان مرّ شرّ من ضَرْب الثقيلة
* * *
ما بي مرض غير قِلّ المْحامي = ولَيْنة كلامي= وهْينة اجاويِد رُوسْ ومسامي
ورَيْحة اللي خايْلة باللّْجامي = غَرِيمْةْ الهَمِيلة = مَنْقودةْ التّْنَاسِيب نَقْدة الريِّلة
* * *
ما بي مرض غير سَمْع السُّوايا= ومَنْع الغَوايا= وفقْدةْ اللي قبل كانوا سمايا
وربْط النَّساوِين طِرْحِي عَرايَا = بْسبْلة قِليلة= يدِيروا لْهِنْ جرمْ ما فِيهْ قَيْلة
* * *
ما بي مرض غير قول اضْربُوهم=ولا تَصْنعَوهم=وبالسيف في كل شي خَدموهم
ومَقْعَد مْعَ ناسْ ما نعْرفُوهم = حياةً عَوِيلة = إلاَّ مْغير ما عادْ باليَدّ حِيلة
* * *
ما بي مرض غير زَمْط العَلايل= ودِيما نْخايل= علي خيْلنا والغَلَم والشّوايل
وخدْمةْ بلا قُوت والسَّوطْ عايل= مْعِيشة رزِيلة =على اِثْر الدّبَاويش جَوْا للعْوَيْلة
* * *
ما بي مرض غير فقد المْلاح= ودولة القْباح= اللي وجوهْم نكْبْ واخْرى صْحَاح
وكم طفْل عَصْران م السَّوطْ ذاح= حاير دليلة= يا نْوَيْرتِي صافْ من دُون جِيْله
* * *
ما بي مرض غير كَسْرالخَواطر= ودْموعِي قواطر= وْوَشْنَاتْ ما دوُنْهِنْ من يساطر
الراعي مْعقّل جْمال القناطر= فْحولةْ كْحَيلة= وطَالِق قعادِين فوْق الخويلة
* * *
ما بي مرض غير حبس المسامي= ومَيْحة ايّامِي=و"كابُّو"علي ضرب لَجْواد دامي
يصَبّي يناديك بلْسان حامي = ولَغْوَة هزيلة = تخاف يعدْمَكْ قبلْ لا تِشْتْكِي له
وشُوْخةْ ردِيْ لَصْلْ شَوَّتْ منامي= حتى وهو عزيله = يبيعَكْ علي شان حاجة قليلة
* * *
ما بي مرض غير فَوْت الحْدود = ووقَّاف سود = وشبَرْدَقْ مْلوَّي على راس عُود
لا حيل لا قادْرة لا جْهود = لشَيْل الثقيلة = زاهْدين في العمر لُو جا وكِيله
* * *
ما بي مرض غير بَرمْةْ افلاكي= وهلْبةْ أملاكي = وضيق دارْ واشُون قاعد متاكي
الفارس اللي كان يوم الدّعاكي = ذرا للعْوّّيَلة = يساسِي ورا قرد مَقْطوع ذيله
وكل يوم م الظلم نا نْنُوض شاكي= ونفسي ذليلة = وكيف المرا ما نْفكّ العَقِيلة
* * *
ما بي مرض غير مَيْلةْ زماني = وقَصْرةْ لْسناني= وما نَحْمَلْ العَيْب والعيب جاني
وتريسي اللِّي قبل بيهم نْقاني=جْمال العَدِيلة= ثْقال رَوزْهم يوم ذايب ثقيله
على اِثرْ ياسْهم رَوْجْتي من مكاني= ليلة طويلة= ظلامْها غَطَا ضَيّ قازْ الفتِيلة
* * *
ما بي مرض غير فقدةْ بْلادي= وشِي من اريادي= نواجع غْرب في خْيوط السّعادي
طالبْ الكريم اللي عليه اعتمادي= يعجّلْ بْشَيله= قبلْ لا يفوتَنْ ثلاثين لية
* * *
الدايم اللَّه راح راعي المْجَمَّم = طغي ضي ظلََّم= العاصي علي طول ما يوم سَلَّم
لولا الخَطَر فيه بَيْش نْتكلّم = ونعْرف نْشِيله = ونعرف نْبَيّن ثناه وجميله.



شرح لبعض المفردات الواردة في قصيدة ما بي مرض .
1. العقيلة موضع يقع في الجانب الشرقي لخليج سرت وهي منطقة شبه صحراوية تبعد عن مدينة بنغازي بنحو 400 كلم غربا.
2. عكرمة والعدم والسقايف : أسماء لمناطق هي منازل قبيلة المنفة في البطنان نواحي طبرق.
3. جلة نبات ترتعه الإبل ، الخويلة الإبل التي لم تذلل بعد أي لم تسخر في الحرث ونحوه.
4. نشكرن: الشكرانة هي الوليمة التي ينذر بها صدقة إن تحقق المطلوب. انشكرن : أولم شكرانة.
5. زعب السيل أي اندفع السيل فملأ الوادي. وهنا يشبه الشاعر دمعه بالسيل المندفع الذي ملأ لحيته.
6. المكوغط : الرصاص.
7. الولية : الزوجة أو المرأة.
8. العَقِيلَة: المستجير أي لا أستطيع رد الظلم على من يستجير بي
- ظاري : زمان بمعنى بعدما كنت في زماني الأول عفيف. ويقول البدو أيام ظاري: أي أيام زمان.
9. المتالي : النوق التي تتأخر في الولادة .. جمع متلى وهي الناقة .. بيد انه هنا يقصد عموم الإبل. العوالي : الخيل.
10. يعدد الشاعر في هذا البيت أسماء أقارب له توفوا في المعتقلات.
11. شغل الطريق : أعمال اسخرة في شق الطرق التي كان يرغم عليها المعتقلون . وحالي رقيق: رقة الحال الفقر المدقع . فليس في البيت لقمة طعام. والبت هنا خيمته التي داخل المعتقل. والتي يقيم فيها مع أسرته نساءا ورجلا وأطفالا وشيوخا.
12. سواطنا قبال النساء : ضربنا أمام النساء ، في الفريق : علنا. زطيلة: الحال الواقف.
13. غريمة الهميلة : منافسة للغزالة كناية عن جمال وسرعة الفرس.
14. الريلة: نطق محرف لليرة الذهب كناية عن أصالة الفرس فإن نسبها متسلسل ومعروف مثل الليرة الذهب.
15. لا تصنعوهم: لا تتسامحوا أو تعفو عنهم.
16. زمط : ابتلاع . وهو يقصد اضطرار الحر لابتلاع ما يتعرض له من إهانات أصبحت كالقوت اليومي.
17. الغلم : الغنم .
18. الشوايل : جمع شايلة وهي الناقة العشراء التي بلغ ولدها الحول.
19. الوجه الصاح : الوجه الصفيق.
20. يانويرتي تصغير اللفظة الدارجة ياناري التي تقال إشفاقا.
21. نواجع : جمع نجع
22. وشنات : الزوجات والأبناء .. ما دونهن من يساطر أي ليس لهن من يذود عنهن.
23. قعادين : جمع قعود.
24. المسامي: الأحرار. أو وجوه القوم.
25. ميحة أيامي : أي تحول حالي إلى الأسوأ.
26. كابو : كلمة إيطالية تعني "ريس" أومشرف عمال . وكانت هذه المهمة توكل للعملاء المحتل فكان الواحد منهم يتفانى في ضرب أبناء وطنه لرضا المحتل.
27. لغوة هزيلة : لغة هزيلة كناية عن انحطاط الأسلوب في مخاطبة المعتقلين.
28. شوخة قليل لصل : أن يتسيد قليل الأصل على الكرام.
29. شوت منامي .. جعلت نومي قليل.
30. وقاف حراس يقصد الحراس الأحباش.
31. شبردق : أسلاك شائكة. وقد كان المعتقل مسيجا بالكامل بأسلاك شائكة كثيفة..
32. زاهْدين في العمر لُو جا وكِيله: تعبير عن تمني الموت بحيث لو جاء وكيل الموت أي ملك الموت لوجدهم زهدوا في الحياة بسبب البؤس الذي يقاسونه.
33. راعي المجمم: يقصد شيخ الشهداء عمر المختار.. ويشير في البيت التالي إلى أنه لولا الخطر في الحديث عنه لذكره صراحة وأثنى عليه.


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالسلام المسماري ; 09-26-2008 الساعة 07:05 PM
رد مع اقتباس