عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-23-2008, 09:38 AM
 
هذا بيان للناس - ولا اقسم بالنفس اللوامة

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بيان للناس - ولا اقسم بالنفس اللوامة




عبد الله حجازي - لا يُستساغ فك هذا القسم عما قبله، ذلك انهما توأمان ملتصقان لا فك لارتباطهما، ما ذكر احدهما الا تبادر الى النفس، الشق الاول لا اقسم بيوم القيامة* ولا اقسم بالنفس اللوامة . واذا ما اردنا هنا بيان ما حملته هاتان الايتان فان افضل اسلوب يمكن ان يفضي بنا الى ما نريد، قد يكون التحليل في مقدمة اعادة التركيب وصولاً الى صورة متكاملة، تقدم تاويلاً، متكاملاً لما حمله هذان النصان من ليس من معنى فحسب، بل وايضاً من دلالات.
على هذا الاساس، فان في الآيتين قسم تكرر هكذا جاء ظاهر النص، ثم مقسوم به تنوع في الآيتين جاء في الاولى بمسمى اختلاف عما جاء في الثانية، بيد انه وقع اختلاف على القسم في الآيتين، ولأن كان هناك اتفاق على ان لا اقسم الاولى، لم تكن لا فيها نافية تسقط القسم، مما يعني ان لا اقسم هذه تعني اقسم لبصير القسم حين نسقط لا .. اقسم بيوم القيامة، هذا ما اجمع عليه المفسرون كما نقل القرطبي، واستدعى هذا التوكيد على ان المعنى اقسم البحث عن معنى ودلالات لا التي جاءت في مطلع القسم، ولا مجال هنا لعرض اطياف وجهات النظر، لكنها تنقل ما قاله كثير من النحويين بأن لا صلة، بمعنى انها جاءت لتصل ما قبلها الذي لا يعني لاصقها من الكلام مباشرة، لكن ربما ما كان بعيداً عنها فجاء القسم الذي وصلته لا به ليرد على ما كان حمله هذا الكلام، الذي رأى مفسرون انه انكار البعث والجنة والنار كما نقل القرطبي فجاء الاقسام بالرد عليهم.
تلك.. لا اقسم بيوم القيامة فماذا عن ولا اقسم بالنفس اللوامة قيل رأي، بأن لا اقسم هنا، ويرى هذا الرأي، بأن الله تعالى اقسم بيوم القيامة لكنه اسقط هذا القسم عن النفس اللوامة، فجاءت لا هنا لتنفي هذا القسم، بيد ان نحاة ومفسرين كما نقل القرطبي، رأوا ان الله تعالى اقسم بكليهما اقسم بيوم القيامة.. كما اقسم بالنفس اللوامة .
وطال الاختلاف النفس اللوامة رأى البعض انها نفس المؤمن، الذي ما انفك يلوم نفسه، قال هذا ابن عباس: واتفق معه الحسن الذي قال: هي والله نفس المؤمن.. وما يرى المؤمن الا يلوم نفسه: ما اردت بكلامي؟ ما اردت بأكلي؟ ما اردت بحديثي مع نفسي؟ وقال مجاهد: هي التي تلوم على ما فات وتندم، فتلوم نفسها على الشر لِمَ فعلته، وعلى الخير لِمَ لا تستكثر منه؟ هكذا تأتي اللوامة صفة مدح، الا ان هناك من رأى فيها صفة ذم، فقد قال مقاتل انها نفس الكافر يلوم نفسه ويتحسر في الآخرة على ما فرط في جنب الله، وجاء فريق ثالث ليرى انه ليس هناك من نفس الا تلوم نفسها، فالحسن يلوم نفسه يومئذ لم ما ازداد احساناً والمسيء يلوم نفسه لم ما كان ارعوى على اساءاته، وكلاهما وجد امامه ما كان فعل، وكلاهما رأى نتائج ما فعله، ما الذي فعلته له من قدم من حسنات، وما الذي جلبت عليه ما فعله في حياته من سيئات.
والله اعلم.