عيون العرب - ملتقى العالم العربي - إعادة اكتشاف الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة اكتشاف الحياة

http://www.alrai.com/img/216000/215891.jpg

كريمان الكيالي - في صورة مثيرة لحب الحياة، مغامرة أقرب لخرافة حملتها حكايات الجدات ايام زمان : '' يذهب رجل الى غابة بعيدة في طقس شديد البرودة يبحث عن كنز من المال ، ثم لايجد وسيلة تمنحه بعض الدفء حتى يعيش سوى حرق ماجمع من نقود''.
تطرأ ظروف تجبر الانسان على تغيير نظرته للعالم والناس من حوله ، ارتبط كثير منها بقصص حب ، حكايا نجاح أوفشل ، طموح أو ثروة، مرض أو موت ، دفعت لفهم افضل لتقلبات البشر والزمن والاحوال ، وربما مرونة تحتوي كل الاقدار .
وكثيرا ما تكون أقرب لانقلاب مفاجىء ، تختلط فيه الاشياء، تتبدل فيه الميول والاهواء، يحمل بعض الامل المفقود ، الفرح الغائب او الشقاء المنتظر ، تتجسد من خلاله رؤية مختلفة تعيد اكتشاف الحياة من جديد ..
وتلخص تجارب الانسان المختلفة ، اعادة اكتشاف جديد للنفس والآخر والحياة ، يقول : ''طبيب آثر عدم ذكر اسمه'' : آلام وأوجاع المرضى تصبح جزءا من حياة الطبيب ، ضمن اجندته اليومية، ينافسون اسرته في الاهتمام والرعاية ، صحيح انني اخترت الطب عن رغبة، لكن لم اكن اعرف بان الجانب الانساني مهم في عمل الطبيب لهذه الدرجة، والاقتراب من المرضى يساعد في شفائهم..اكتشفت بان لدي منسوب عال من الصبر والتحمل والحنان .
وتضيف مذيعة بفضائية اخبارية : مهنتي كانت بمثابة تنقيب عما بداخلي من مواهب ، طموحاتي وانا طالبة في المدرسة لم تكن تخرج عن دائرة الشهرة العلمية، كنت اتمنى ان اكون..مخترعة ، عالمة مثلا فأنا ممن يعشقون الكيمياء وليس اللغة العربية، دراستي للاعلام بالجامعة كانت بمحض الصدفة وبحسب نصيحة مخرج كان صديقا لوالدي وجد في شخصيتي مذيعة اخبار، صوتي قوي ، ووجهي مريح للكاميرا، لم اكن اعرف بانني امتلك هذه المواهب المتعددة في الالقاء ومواجهة الكاميرا والحرص على متابعة الاخبار .
ولايختلف معها كثيرا ''مهندس معماري '' كانت احلامه لاتراوح طروحات سقراط وافلاطون ويقول :'' احببت الفلسفة وما تزال هي قراءاتي المفضلة في اوقات الفراغ ، معدلي في التوجيهي كان يتيح لي اختيار الهندسة بسهولة ، وتحقيقا لرغبة والدي ايضا ، اصبحت اخطط بنايات شاهقة كثيرا ماكان يخيفني النظر اليها وانا صغير، كثيرا ما اضحك عندما اتذكر تلك الدموع الغزيرة وانا اتطلع اليها..
وتحكي '' ام '': الامومة قيمة كبيرة بداخل كل امرأة ، الابناء هم من جعلوا لحياتي معنى ، لم اكن لاعرف حجم الرسالة التي اقوم بها الا بعد ان انجبت ، ربة بيت واسرة تعني مهام ومسؤوليات كبيرة تجاه زوجي واسرتي ، تفاجأني انا قبل اي شخص اخر ..
وتمثل اللحظات الفارقة بين الحياة والموت ، دعوة مختلفة لاكتشاف الحياة من جديد، ويروي مريض بالسرطان بأن مرضه ثم شفاءه جعله يعي بان الحياة اثمن مما نتصور..لايعرف قيمتها الا من شعر بأنه سيحرم منها ، لذا امتنع عن كل مسببات المرض ..وفي المقدمة التدخين وهو يوميا يمارس الرياضة ، ينام مبكرا، ويجري الفحوصات الدورية ليطمئن على صحته ، ويضيف اخر: بعد ان تعرضت لحادث سير مروع خلف عدة كسور في جسدي وابقى ساقاي في الجبص فترة طويلة ، فقدت الامل في ان اقود سيارتي ثانية، وبعد علاج طويل ، جلست خلف المقود ، فرحتي لاتوصف ، تعرفت من جديد على الحياة ، كم هي ثمينة !! ، تغيرت طريقتي في السواقة ، اصبحت هادئة برغم استفزازات البعض وسخريتهم .
وعبر خلاصة تجربة وعد من خلالها باكتشاف معنى جديد للحياة قدم رئيس الجامعة الدولية لمؤسسة مدينة السلام في البرازيل ''بييرفيل'' في كتابه''فن الحياة في سلام، دليل التعليم من اجل السلام'' رؤية تتغلغل في أدمغة الناشئة ، زاوجت بين اساليب الشرق والغرب ، بعيدا عن تقليدية انحيازات الكبار والتي كثيرا ما تعرقل مسيرة السلام وتمنع تبني توجهات وطرق تفكير جديدة، شرح فيها كيف يكون الاطار العام لمنهاج التعليم المؤدي لتحقيق هذا الهدف الكبير ...
أ ما ''أكسير الحياة '' فهو صيحة أطلقها قبل أكثر من عام العالم الاوكراني ''غنيادي اباناسينكو '' تعد باكتساب مظهر اصغر بسنوات عدة يعيد عجلة الزمن الى الوراء ، يمنع الهرم ، ويبدو الشخص في عمر الخامسة والثلاثين، اذ وبعد تناول قطرات منه تختفي الشعيرات البيضاء من الرأس والذقن، تنحسر التجاعيد من الجبهة والوجه وحول الفم ، لكن كثيرين اعتبروا ذلك عودة مستحيلة بل ومن نسج الخيال ، وتغرق في الاثار الجانبية وقد تكون مدمرة احيانا لخلايا الجسم .!!