عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   ختامه مسك (https://www.3rbseyes.com/forum90/)
-   -   ! ஜ .¸¸ لسانك.. بين الشكوى والجدل ¸¸. ஜ (https://www.3rbseyes.com/t8980.html)

فرسكا 07-30-2006 08:20 AM

! ஜ .¸¸ لسانك.. بين الشكوى والجدل ¸¸. ஜ
 


! ஜ .¸¸ لسانك.. بين الشكوى والجدل¸¸.


استوقفتني هذه المقولة: "مر رجل من الصالحين على اثنين، يشكو أحدهما لصاحبه من مصيبة ألمت به، فقال له: ما عدوت أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك".. بمعنى أنك أيها الشاكي حالك لغيرك لم تزد على أن شكوت القضاء والقدر، وشكوت الله عز وجل الذي يملك أن يرحمك إلى "الإنسان" الذي قد يسمع مصيبتك ولسان حاله يقول: "لم أصب أنا بهذه المصيبة، ما شأني به؟!!".. وغير ذلك من عبارات الشماتة أو حتى عدم الاكتراث الفعلي، ودعك مما يتظاهر به من التأثر "الشكلي" لحالك!!

إن شكاية الحال للناس سبب لإسعادهم، وبعضهم على العكس من ذلك، فإن تحاشي الشكوى إلا لله عز وجل، سبب لتحقيق أمرين:

الأول: "احترام حقيقي لمقام الربوبية الجليل وإيكال أمر النفع والضر إلى قدر الله،

الثاني: فإن مظهر الإنسان وهو يشتكي إلى الناس يوحي بالضعف، ومن عادة البشر العاديين أنهم يحترمون الواثق من نفسه القوي في لهجته، وأما الضعيف فهو محل للرثاء فقط، فلماذا تضع نفسك في هذا الموضع؟! وإذا كان العذر هو النفيس فاسمع يعقوب عليه السلام: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله".

إن بناء النفسية القوية شيء اعتنى به الإسلام وأثنى عليه "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير"، والقوة هنا: "ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

ثم ما هي أدوات القوة ؟ جاء في الحديث الشريف "المرء بأصغريه، قلبه ولسانه"، فإذا كان للمرء قلب يمنحه رباطة الجأش والجرأة في اتخاذ القرارات والشجاعة – الأدبية – للدفاع عنها، ثم كان لديه "لسان" واضح البيان، وليس بالضرورة أن يكون من أهل البلاغة والأدب، ولكنه مفهوم ومسموع، "كان عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع.." فإن ذلك القلب وهذا اللسان يجعلانه شخصًا قويًا.

وانظر إن شئت إلى الشيخ أحمد ياسين الذي أعيا إسرائيل برباطة جأشه، ووضوح بيانه، وقوة تأثيره في الشعب الفلسطيني، وهو مشلول اليدين والبدن قاطبة ولا يتحرك فيه شيء إلا رأسه، بل إنه لا يستطيع السمع إلا بالجهاز الذي خاطبته به ذات مرة، فقال لي: "أخ فيصل، أذني عندك، انتبه لدرجة الصوت".

نحن بحاجة للإكثار من النماذج القوية فقد رأى عمر رضي الله عنه شابا يمشي بضعف برأس مطأطأ، سأل عنه فقيل له إنه من العُبّاد النساك، فقال له عمر: "ارفع رأسك لا تُمت علينا ديننا".

إنها فئة يخشاها الشيطان، وما جلس المؤمن القوي مجلسًا إلا ابتعد عنه الشيطان بشرط ألا يفقد المؤمن صفاته، كأن يستخفه غيره فيبادل السباب بالسباب، فإن كان مالكًا لصفات العزة والمنعة.. فأمره إلى خير دائمًا، بإذن الله.

حوار

قال لي: "أحب الدخول في الأنشطة النقابية فبم تنصحني؟" قلت له: "حينما كنت أدرس في

الخارج تفاهمنا في المدينة التي نسكنها على ترتيب شؤوننا عبر نشاط يحقق لنا احتياجاتنا الثقافية والاجتماعية مع عدد من الإخوة الخليجيين والعرب، وكان لنا ما أردنا. وفي ذات يوم جاء إلي أخ من الجزائر يهتم كثيرًا بالنشاط النقابي. وقال: إنني أحضر اجتماعات منظمة الطلبة العرب، وهي في حال كذا وأرى أن تسجلوا أسماءكم هناك، وبالتدريج نتمكن من التأثير في مسيرتها.

قلت لصاحبي الجزائري، يومها: "ألم تخبرني أنهم يعانون الشجار الدائم والخلافات؟!" قال: "بلى" قلت له: "إن الذهاب للوقوف تحت لافتة تترنح سبب لتكبير حجمها ومنحها عمرًا إضافيًا، وبالعكس إذا أهملناها، وانشغلنا بما نحن فيه والتفتنا إلى تنمية ما نؤمن به، وتحسين الأداء وتنويع النشاط، فإن لافتتنا الصغيرة ستكبر بغير مخالطتها بمشاكل الآخرين". والحمد لله أنه تقبل ذلك، وفي تقديري، فإن ذلك يصلح للتكرار في حالات كثيرة، كالكتابة أو غيرها من مواطن السجال بين الاجتهادات المتنافسة.

انشغل فقط ببضاعتك، وإذا طرح شيء يحتاج إلى الرد فليكن في الموضوع لا في الأشخاص والجهات، فأنت مكلف ببيان ما يحتاج إلى بيان، ولا تقلل من تقديرك لذكاء الناس، فالناس تعرف وتفهم وتميز بين المواقف وتفرز الكلام على أنواعه.

إن في الساحة نوعين من الناس: النوع الأول: المتنافسون بكل أسمائهم ومسمياتهم، والنوع الثاني: الناس المستمعون والمتابعون للسجال بين المتنافسين، وفي رأيي فإن النوع الثاني هو أهم بكثير من أن تنشغل بمنافِسك، فإن الناس تراقب بدقة، وإذا رأت أحد المتنافسين قد تشنج، ودخل في الهذيان السياسي والفكري أو انحدر إلى "الملاسنة" فإنها ستنصرف عنه كائنًا ما يكون الموضوع الذي يتحدث فيه أو عنه، فإن للحكمة ظاهرًا وباطنًا، فإذا كان استجلاء الباطن أمرًا صعبًا فإن الظاهر مكشوف، وهو يتمثل بتلك الملاسنة وذلك الهذيان، فاترك هذا وذاك، يرحمني ويرحمك الله.

ولما رأيته لا يزال مطرقًا، قلت له: أليس في الحديث الشريف "أنا زعيم – ضامن – بيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء، وإن كان محقًا"؟ عندئذ تنفس صاحبي الصعداء، وانصرف وهو يتمتم.. جزاك الله خيرًا.
:11:

ماجد السعودية 07-31-2006 12:14 AM

مشاركة: ! ஜ .¸¸ لسانك.. بين الشكوى والجدل ¸¸. ஜ
 

فإن تحاشي الشكوى إلا لله عز وجل،

سبب لتحقيق أمرين:



الأول: "احترام حقيقي لمقام الربوبية الجليل

وإيكال أمر النفع والضر إلى قدر الله،

الثاني: فإن مظهر الإنسان وهو يشتكي إلى الناس يوحي بالضعف،


والله أحسنت في النقل

والف شكر

فرسكا 08-03-2006 07:47 AM

مشاركة: ! ஜ .¸¸ لسانك.. بين الشكوى والجدل ¸¸. ஜ
 
العفو


الساعة الآن 04:45 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011