عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-15-2009, 09:32 PM
 
Lightbulb لو أطاعونا ما قتلوا

لو أطاعونا ما قتلوا
[ 15/01/2009 - 09:39 ص ]
د. عطية فياض


يبدي نفر ممن يناصبون مقاومة المحتل الغاصب الصهيوني العداء أسفهم وحزنهم العميق على ما حل ب"المدنيين " من أطفال ونساء وشيوخ من قتل وتمزيق وتقطيع وتدمير للبيوت وحرق للأحياء بالأسلحة المحرمة دوليا والتي لم يفلح هؤلاء رغم علاقات الصداقة والتطبيع من إلزام الكيان الصهيوني بالتوقيع على اتفاقية دولية تحد أو تحظر استخدام مثل هذه الأسلحة.
وإذ يجد هؤلاء أنفسهم أمام واجب يحتمه عليهم مواقعهم مجاراة للشعوب الهادرة الثائرة بأن يؤازروا هذا الشعب المكلوم ، وأن يكونوا عونا للمقاومة لكنهم بدلا من أن يستجيبوا لنداء الشرع والضمير رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ، وتذرعوا كذبا وزورا بأن بيوتهم وحدودهم عورة ، وأنهم لم يستعدوا لهذه المواجهة ، ولو كانوا يريدون الدعم والعون والمؤازرة لأعدوا له عدته ، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ، وأقعدهم مع القاعدين.
لم يجد هؤلاء وسيلة لمناصرة المجاهدين الذابين عن شرف الأمة إلا أن يقدموا لها النصائح بالاستسلام والركوع والإذعان لما يريده العدو ، وإذ لم تصغ الفصائل الجهادية لمواعظهم فليتحملوا هم وحدهم المسئولية ، لأنهم لو أطاعوهم ما قتلوا.
إن هؤلاء لم يكتفوا بالتخلف والقعود عن نصرة إخوانهم وأهليهم ممن يشتركون معهم في رابطة العقيدة واللغة والجوار والمصير المشترك مع اشتداد وطأة العدو على أهليهم وتبجحه ورفضه لكافة القرارات الدولية وغير الدولية ، مع أن هذا التخلف في هذا الوقت يحدث رجة وزلزلة في الصفوف والنفوس بل راحوا يثيرون الزلزلة والحسرة في قلوب المكلومين والمظلومين ، ويفتون في عضد المجاهدين ويحملونهم عبئا نفسيا أمام مواطنيهم إضافة إلى عبء مقاومة المحتل الغاصب.
لقد شهدت الأمة في تاريخها الطويل حكماء وعقلانيين وأصحاب عواطف نبيلة يتألمون لما يحدث في صفوف المجاهدين ، وتذرف عيونهم الدمع لمصيبة المصاب وألم المتألم لكنهم ما كانوا صادقين في مشاعرهم ولا عواطفهم ولا في ادعاءاتهم ، وقد أنبانا الله تعالى من أخبارهم ففي مواجهة النبي صلى الله عليه سلم للمشركين ظهرت فئة ممن أعلنوا إسلامهم ادعت لنفسها الحكمة والعقلانية وبعد النظر ، وراحت تملي على النبي صلى الله عليه وسلم بمواعظها ونصائحها ورؤاها ، وإذ لم يستجب النبي صلى الله عليه وسلم لهم ويقدر الله تعالى تراجعا في الموقف الإسلامي فإنهم يسارعون في اللوم والتأنيب ، فمرة { لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا }( آل عمران : 156) وثانية { لو نعلم قتالا لاتبعناكم } ( آل عمران : 167) وثالثة { لو أطاعونا ما قتلوا } ( آل عمران : 168) ورابعة { ائذن لي ولا تفتني } التوبة ( 49)
ويعلم الله كذب هؤلاء المنافقين ، فما كانوا حريصين يوما على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما أرادوا الفرار من المواجهة { وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا } ( الأحزاب : 13) كانوا يخشون من أن تدور عليهم الدائرة { يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } (المائدة : 52) وأنهم يرقبون الأحداث { فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين } ( النساء : 141)
وفي سقوط بغداد على يد التتار ( 656ه ) كان ابن العلقمي الذي نصح الخليفة بعدم الاستكثار من الجند ، ومهادنة التتار وعدم قتالهم بل وإكرامهم وبالتالي يحصل المقصود ، بل ودبر حيلة للتطبيع بين دولة الخلافة والتتار فزعم أن ملك التتار يريد تزويج ابنته من ابن الخليفة وما كان ذلك إلا خدعة ليقتل كل من حضر حفل العرس، وانتهى الأمر إلى ما يعرفه كل أحد.
إن الله سبحانه قد فضح هؤلاء المنافقين في قرآنه وحذر منهم حتى لتنزل سورة كاملة يطلق عليها في القرآن الكريم سورة " الفاضحة " تظهر ما كانوا يبطنونه، وما انطوت عليه سرائرهم، لكن الله يظهر الله حكمته في تقديره تخلف هؤلاء { لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة }( التوبة: 47)
لقد ارتدت مواقف هؤلاء عليهم حسرة وندامة { فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين } ( التوبة : 52) إذ جاء الحق وزهق الباطل ، وأتم الله نوره ، وظهر أمره وهم كارهون.
فإلى المجاهدين الصامدين الصابرين في غزة : لا تعتزوا إلا بالله ، ولا تثقوا إلا فيه ، والله معكم ، ولن يتركم أعمالكم
وأنتم يا أهلنا وأطفالنا في غزة اصبروا ، واستبشروا بنعمة من الله وفضل فالله لا يضيع أجركم ، ولا تسمعوا لمثل هذه الأراجيف ، واعلموا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا ، ولن يجمع الله عليكم خوفين فقد خفتم وروعتم وفزعتم في الدنيا فهنيئا لكم الأمن والأمان يوم القيامة ، وستقر عيونكم بإذن الله بنصر عزيز ، وسيكف الله بأس اليهود عنكم والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وقد جعل الله تعالى نصر المؤمنين حقا عليه { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } ( الروم : 47) ونحسب أنكم كذلك.
__________________
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء.صور fares alsunna موسوعة الصور 21 03-04-2011 05:53 PM
أطفال غزه.........................بأي ذنب قتلوا ؟؟؟؟ إيـاس حوارات و نقاشات جاده 142 10-22-2009 10:31 PM
قتلوا عزة العرب في يوم العيد asoka5 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-15-2007 07:42 PM


الساعة الآن 10:16 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011