أتاحت الفرصة للنساء للتعبير عن مواهبهن

الأحساء: جعفر عمران

أحتفلت محافظة الأحساء مساء الخميس 26 جمادى الأولى 1427هـ ، بدخول 882 عريس وعروسا القفص الذهبي ، ضمن مهرجانات الزفاف الجماعي موزعين على 14 قرية من القرى الشرقية، وهي: العمران 184 عريساً وعروسا المنيزلة 90 عريساً وعروسا والتويثير 88 والرميلة 78 والقارة 74 والفضول 60 والطرف 44 والجفر 36 والمركز 60 والجبيل 38، والمنصورة 60 الدالوة 48، والساباط 12 والتهيمية 10، ليلتحقوا بالمتزوجين في الخميس الماضي والذين بلغ عددهم 534 عريسا وعروسا، ليكون العدد الكلي للمتزوجين هذا العام في مهرجانات الزواج الجماعي التي تقام في قرى الأحساء 1416 عريسا وعروسا.


ويهدف الزواج الجماعي إلى تقليل التكلفة المادية على المتزوجين من الشباب وذلك باجتماع واتفاق المتزوجين على ضيافة موحدة للمدعوين، فيدفع كل عريس حوالي 6 آلاف ريال لوجبة العشاء، ويرتفع هذا المبلغ أو يقل حسب عدد المتزوجين في المهرجان الواحد، وتقدر التكلفة المالية لضيافة العشاء لـ 750 متزوجا بمليونين ونصف المليون ريال (666.6 ألف دولار)، ويقوم على إعداد المهرجان مجموعة كبيرة من أفراد القرية التي يقام فيها المهرجان.

وكانت فكرة الزواج الجماعي قد نشأت في الأحساء منذ 16 عاما، لتتحول إلى ظاهرة وتظاهرة اجتماعية تشكل جزءًا من ذاكرة المجتمع تعكس شخصيته وثقافته، فقرى الأحساء تسخّر كل طاقاتها وإمكاناتها البشرية والمادية لإنجاح المهرجان، حيث يعمل في المهرجان الواحد في بعض القرى أكثر من 600 رجل متطوع في اللجان المختلفة للمهرجان، والتي تتوزع بين لجان الاستقبال والإعلام والمشتروات والضيافة، وإعداد المكان، وداخل هذه اللجان يلتفّ شباب كل قرية متحمسين لإظهار مهرجانهم بأفضل من مهرجان القرية المجاورة، إن لم يكن الأفضل من بين القرى كافة، متنافسين بذلك في إظهار الوجه الأجمل للقرية.

وقد أصبح مهرجان الزواج الجماعي الذي يكون مرة واحدة كل عام واجهة اجتماعية لكل قرية، يبرز من خلالها أعيان القرية ورجالها وشبابها، يظهرون كفاءاتهم وقدراتهم في الجانب الإداري والإشرافي والاجتماعي والديني والثقافي والفني، فالزواج الجماعي يحمل الكثير من الجوانب ليس أقلها حب خدمة الآخرين وبذل التعب والجهد من دون مقابل، كل ذلك تطوعا و«حبا في الأجر»، يقول رئيس اللجة السداسية لمهرجانات الزواج الجماعي بالأحساء رضا عيسى بن أحمد، ان مهرجانات الزواج الجماعي فرصة لخدمة الآخرين ونيل الأجر والثواب، والانضمام إلى هذه المهرجانات هو وسيلة من وسائل التكاتف الاجتماعي، فالفروق الفردية لا وجود لها، ولا يعرف الغني من الفقير من بين المتزوجين، فهم سواء، ولا يقتصر الانضمام للزواج الجماعي على القادرين على دفع تكاليف الضيافة، فهناك لجنة مختصة بمساعدة الضعفاء والمحتاجين.

يشير بن أحمد إلى هذا الجانب قائلا: إدارة المهرجانات تقدم المساعدة لمن لا يستطيع تقديم الاشتراك الذي يكون عادة بين 4 آلاف إلى 8 آلاف ريال حسب عدد المتزوجين، والمساعدة تكون بطرق عدة منها أنهم يقومون بدفع تكاليف الاشتراك من صناديق خيرية تدعم الزواج أو هناك من الإداريين في لجنة الزواج يقوم بدفع الاشتراك للمتزوج الضعيف أو أنهم يتقدمون لأهل الخير لتقديم المعونة لهذا المتزوج أو أنهم يتقدمون للجمعيات الخيرية وأصحاب الخير، وفي كل مهرجان صندوق مالي خاص لتقديم المساعدة لغير القادرين على دفع تكلفة الضيافة.

وبجانب الحس الاجتماعي الذي يفسح له الزواج الجماعي كاملا، سعى فنانون ومثقفون في السنوات الأخيرة ليظهروا قدراتهم ومواهبهم الفنية من خلال هذه المهرجانات، التي يمكن أن تكون مهرجانات فنية وثقافية، تقدم فيها المسرحيات والمعارض التشكيلية والمتاحف التراثية والسهرات التلفزيونية، المحبة والتعاون والالتقاء والتكاتف، هذه الأهداف التي تنطلق من هذه المهرجانات ليست مكتوبة على ورق فقط، بل يمكن تحويلها إلى شكل فني، هذا ما يشير إليه الفنان التشكيلي صلاح المحمد من قرية المركز، حيث قال ان قريته دخلت في تنافس هذا العام مع القرى الأخرى للرهان على شكل المنصة التي يجلس عليها المتزوجون واستغلالها استغلالا فنيا، حيث تم تنفيذها على شكل أشرعة بحرية، كتب في كل شراع هدف من أهداف الزواج الجماعي.

وأوضح المحمد أن تنفيذ هذا الشكل استغرق أسبوعا كاملا، نفذه أكثر من 15 فنانا وموهوبا في الرسم من فناني وشباب القرية، يعملون بمعدل 8 ساعات يوميا، ويرى الفنان والممثل إبراهيم الحساوي من قرية الحليلة أن الزواج الجماعي أصبح مناسبة فنية وثقافية يحرص فيها شباب القرية على إظهار مواهبهم وقدراتهم، فقال الحساوي ان قريته عرضت الأسبوع الماضي في حفل مهرجان الزواج سهرة تمثيلية تلفزيونية من تأليفه وإخراجه ومن تمثيل مجموعة من شباب القرية الموهوبين في التمثيل تتناول الزواج في الماضي والحاضر.

ولم تمد مهرجانات الزواج الجماعي أياديها للرجال فقط، بل وجدت المرأة معنية بما يجري في هذه المهرجانات، فدخلت متطوعة ليكون لها دور إيجابي في مجتمعها، ففي قرية القارة قامت عشر نساء تطوعا بالتعاون مع لجنة الزواج بتنظيم حفل تبريك جماعي للنساء يكون في اليوم الثاني من الزواج، وذلك من خلال تجميع العرائس في مكان واحد، كي يتلقين التبريكات من قبل الأهالي، وإلى هذا الجانب أيضا وجدت المرأة الفرصة أمامها لتعبر عن موهبتها الكتابية والصحافية من خلال النشرات الإعلامية التي تصدرها بعض المهرجانات للزواج الجماعي. تقول الكاتبة أم جواد الغراش «كما ظهر اسمها في نشرة زواج جماعي القارة» انها كانت فرصة ذهبية لها لعمل استطلاعات صحافية تلامس هموم المتزوجات وتناقش مشاكلهن، فكانت هذه النشرة الإعلامية الأسبوعية مساحة واسعة للتعبير عن موهبتي في المجال الصحافي، وتضيف، فعلى مدى أسبوعين استطعت أن أثبت اسمي وأصقل موهبتي في الكتابة الصحافية التي أتمنى أن تستمر من خلال نشاطات أخرى في القرية.





جانب من صور مهرجانات الزواج الجماعي بالأحساء :
































المحرر بجريدة الشرق الأوسط الاستاذ جعفر عمران خلال حديثه مع قناة الأنوار عن الانشطة بمهرجان الزواج الجماعي بالقارة

























الصناعات اليدوية التراثية








معرض التصوير الضوئي أحد انشطة مهرجانات الزواج الجماعي - المعرض للفنانين شعيب المسعود وهيثم الجزيري















السحب على الجوائز للحضور في مقدمة الانشطة

يعطيك العافيه ياخوي ,, فعلاً قبل عدة أيام حدث هذا الزواج , وليس فقط بمنطفه الأخساء وإنما بعده مناطق قرأتها ونسيتها الآن ..

شاكر لك نقلك للموضوع .

__________________