قم الى الصلاة..... بسم الله الرحمن الرحيم - - - قم إلى الصلاة .. واجهد جهدك على أن تخشع فيها ، فإن روح الصلاة الخشوع ، وبالخشوع تتوالى على قلبك ألوان من المسرات الروحية ، وبهذا تجد روحك روحها ، ويطيب لقلبك وقوفه وركوعه وسجوده ، ويلتذ بذلك ، أروع لذة عرفها إنسان على وجه هذه الأرض ..! خطواتك الأولى إلى تحصيل ذلك الخشوع : أن تعلم يقيناً أنك تقف في هذه اللحظات بين يدي مولاك ، خالقك ورزاقك ومبديك ، و المنعم عليك مع كل نفس يتردد في صدرك ، فإذا نجح قلبك في استشعار هذا المعنى ، وتجلى له عظمة هذا الموقف خضع ولابد أجلالاً ومهابة ، وأطرق سكينة وخضوعاً ، وتتطامن ذلاً وحياءً ، وانكسر عجزا وافتقاراً .. ومنها : أن تشهد قيامك يوم يبعث الله الخلائق للحساب العسير ، على مثاقيل الذر وما دونها ، والجهد قد أخذ من الناس كل مأخذ ، والعرق يخنق كثيرين منهم ، والشدة على أعنف ما تكون وبقدر الأدب في مقامك الذي أنت الآن فيه ، في الصلاة ، ، يكون تيسير قيامك بين يديه في ذلك اليوم المهول ، فاجهد جهدك هنا لعلك ترحم هناك ..! ومنها : أن تشهد أن ما أنت فيه اللحظة ، قد يكون آخر عمل لك تلقى به وجه الله سبحانه ، فأحسن القيام بكامل الأدب ، وحقق الإخلاص ، وجدد الصدق لله ، وتفكر في أمرك ، فلعلك تكون مودعاً لهذه الحياة في هذه الدقائق التي تركع وتسجد فيها بين يدي الله سبحانه ..! بل تفكر أنه قد حددت ساعة قبض روحك عند تمام قولك مختتما الصلاة : السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله .. فكأنما أنت تلقي السلام على قوم في عالم آخر !!! فانظر كيف تحب أن تلقى ملك الموت ، وعلى اية حال تودع الدنيا ، ولذا قيل : صلّ صلاة مودع .. لعله لا يصلي بعد صلاته هذه ابداً ..! ومنها : أن تعلم كيف كان يصلي رسولك العظيم الحبيب محمد صلوات ربي عليه ، لقد كان يقف وقوفا طويلاً ، وقد يبكي في صلاته حتى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من الغليان ! وكان يسكن فيها ، ويطمئن إليها ، ويرتاح معها ، ويحلق خلالها كأنما يعرج بروحه من سماء إلى سماء ..! ولذا كان يقول في انتشاء كلما حان موعدها : أرحناا بها يا بلال ..!! ومنها : أن تتذكر كيف كان تلامذته صلى الله عليه وسلم من اصحابه رضوان الله عليهم ، ومن بعدهم من صالحي هذه الأمة .. يصلي أحدهم فلا يملك عينه من البكاء ، ولا صوته من النواح ، شوقا وخوفا ، وحنيناً وحبا وحياءً ... وكان بعضهم يقف في صلاته فكأنما هو عمود مركوز ثابت ، فإذا سجد فكأنما هو خرقة مرمية ، فتأتي الطيور لتقع على كتفيه أو رأسه إن كان واقفا ، أو ظهره إن كان راكعا أو ساجدا ، فلا يتحرك كأنما هو ميت !! وتسقط بعض أعمدة المسجد وأحد هم في صلاته فما تحرك ولا اضطرب ، وبقي في صلاته ساكنا كأنما تلك الفرقعة الهائلة والدوي العنيف ليس بقربه ، بل ربما كانت بالنسبة له كأنما سقطت في القمر ، بينما هو في الأرض يركع ويسجد ..! ولا يجد بعضهم مسكناً ليبتروا ساقه بالمناشير ، إلا أن يدخل في صلاة خاشعة ، ينسى بها الدنيا وما فيها ومن فيها !! ويكبر ويركع ويسجد ويسافر بروحه ويحلق بعيدا بعيدا ، فإذا استغرق مد لهم رجله ، فعملت المناشير عملها ..!! قارن بين صلاتك وصلاة هؤلاء ، وتحسر على نفسك وأنت ترى حالك بعيدا عن الجادة ، ومع هذا تزعم أنك ، وأنك ، وأنك ..!! يُخشى والله عليّ وعليك أن يكون أحدنا واهماً وهو لا يشعر ! إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا ** إن التشبه بالكرام فلاحُ ** قم إلى الصلاة .. وتخيل : إن الحور الحسان في الجنان ، كلما نظرن إليكَ من عالم الغيب ، وأنت متكاسل عن القيام إلى لقاء مولاك وسيدك وخالقك في صلاة لا تستغرق بضع دقائق ، قلن في تأفف: قبحك الله من عبد لئيم ، تُمني نفسك أن نكون أهلاً لك ، وتكون أهلاً لنا ، ثم أنت لا تقدم مهرنا ! تأخر أيها المفلس ، فلسنا أهلاً لمن يتكاسل عن خدمة مولانا ومولاه ..رب العالمين ..! وكذا يقلن لمن رأينه في الصلاة لكنه لاهٍ عنها ، منشغل الفكر بسواها ، لا يدري أركع أم سجد ، أم قام أم سلم ، إنما هو في حركة روتينية أوتوماتيكية ! ويحسب أنه يحسن صنعا !! فقم مسارعا إلى الصلاة في أول وقتها ، وطر إليها فرحا بها ، فعن قريب تكون هناك ، وما أدراك ما هناك !؟ هناك في جنات لم تر العين مثلها ، وأنهار مطردة ، وقصور من ذهب ، وحيث الحور العين يفرحن بك ، ويزغردن من حولك ، ويطربن بوصولك ، ويتهللن بوجودك ، ويقمن الأفراح لمجيئك ، فلقد أديت المهر اللازم من أجلهن ..!! فإذا أنت في نعيم متصل ، يتجدد مع الساعات ، نعيم ينسيك كل شدة ، وكل تعب ، وكل معاناة ، ويلهيك عن كل بلاء مر بك في طول حياتك وعرضها ، وثق أن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة ، أقصر من حبل الكذب ، فأنظر إلى ما مضى من عمرك واعتبر به إن كنت معتبراً ، ألا تراه مضى كأنما هو طيف مر بك مسلما ثم ولى مسرعا ..! وكذا سيكون عمرك الآتي ، سيصبح هو الآخر مجرد ذكرى مطوية ، فلا تبع آخرتك بدنيا منسية ، ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .. لا تستبدل اياماً فانية ، وشهوات منقطعة حقيرة ، بخلود تتجدد فيه المتعة ، ولا ينقطع فيه النعيم .، مع رضوان من الله أكبر ..! منقول |
مشاركة: قم الى الصلاة..... جزاك الله خير اختي وبارك الله فيك :th: |
مشاركة: قم الى الصلاة..... الله يجزاك الخير ياأختي ورفع الله مقدارك . |
مشاركة: قم الى الصلاة..... جزاكي الله الف خير اختي |
مشاركة: قم الى الصلاة..... جزاك الله خير ونفع بك الاسلام والمسلمين |
الساعة الآن 01:50 AM. |
Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011