عيون العرب - ملتقى العالم العربي - رسائل نادرة من موقع الكترونى مغلق

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسير الإنسان في هذه الحياة بين أمواج متلاطمة من مشغلات الحياة وصوارف الدنيا فهو كقائد السيارة الذي يسير في كظيظ من الزحام.
قد يفقد هذا القائد السيطرة على السيارة وقد تقل سيطرته عليها وقد يكون قائدا ماهرا، كل ذلك بحسب استعداد هذا الإنسان لمهمة القيادة.

تنسينا أفراح الدنيا أتراحها، وتنسينا ملاذها تنغيصها،
ولكن عندما يصطدم الإنسان بالحقيقة يعلم أنه ليس على شيء، وعندها يظهر له جليا قول الله تعالى (وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) }آل عمران 185.

كنت أتردد على (موقع المنطقة الشرقية) الإلكتروني وكان من الناحية الفنية موقعا جيدا وفيه الكثير من الفوائد، وقد أولاه القائمون عليه عناية ملحوظة. وفي الجانب الآخر كان لا يخلو من بعض المخالفات الشرعية.

كنت وأنا أتردد على هذا الموقع بين الفينة والأخرى أشم منه رائحة الحياة والنشاط والتجدد المستمر. نقاش لمواضيع جادة اجتماعية ومالية وشرعية، ومداخلات منها المفيد ومنها دون ذلك.
دخلت كعادتي في يوم من الأيام إلى هذا الموقع وإذا الحقيقة ماثلة بين يدي.
توشح الموقع بالسواد حيث نعي فيه مؤسس الموقع (رحمه الله رحمة واسعة).
:th: وضع بعض الإخوة- مشكورين- رسائل إبراء ذمة لمؤسس الموقع وهذا من الوفاء للأخ المسلم وخصوصا الصاحب الذي تربطك به علاقة.
:th: كان هناك بعض الروابط التي تنقلك إلى بعض المواقع التي تحث على التوبة والعظة والاعتبار.

:th: شدني في هذه الخلفية التي وضعت مكان الموقع أمور كانت بالنسبة لي رسائل ينبغي ألا تفوت على العاقل مهما كان مشربه.

الرسالة الأولى- حال هذه الدنيا وسرعة تحولها

الرسالة الثانية- جميل أن يقف الإنسان عند هذه الصدمات ليستدرك ويفكر في أمره وهذا من نعم الله في المصائب فإنه لا تخلو محنة من منحة لمن اعتبر
ولكن الأجمل من هذا كله أن يكون الإنسان في بر الأمان دائما بالابتعاد عن مواطن الهلكة فإنه قد ينجو فلان ولا ينجو فلان فخذ من غيرك عبرة ولا تكن للناس عبرة.

الرسالة الثالثة- أحسن الإخوة صنعا حينما وضعوا روابط مواقع الخير تكفيرا لما حصل من خلل في السابق فإن الله عز وجل يقول: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) هود 114. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (واتبع السيئة الحسنة تمحها).

الرسالة الرابعة- نفع الصاحب الصالح في الحياة وبعد الممات، فإن الأخ الصالح عونا في الحياة وذخرا بعد الممات.
ولنعتبر بحال هذا الأخ رحمه الله لو لم يخلف وراءه أناسا صالحين لكان هذا الموقع بما يحويه من مخالفات شرعية خطرا عليه قد يزيد مع الأيام إذا أن الإنسان شرعا يتحمل تبعات ما خلف من شر ويكسب حسنات ما خلف من خير.

الرسالة الخامسة- قد يغر الإنسان من حوله من الناس وقد يحجبه عن الحقيقة بعده عن مواطن التذكر والاعتبار، وهذه آفات ينبغي للعاقل أن يحترس منها بأن يجعل له وقت خلوة يحاسب فيها نفسه ويفكر في مصيره بعيدا عن تأثير الآخرين وبعيدا عن الحجب التي تسدلها الدنيا على قلوبنا يوما بعد يوم. قال الله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين 14.

قال بعض السلف (الإنسان في هذه الدنيا كالسكران فإذا مات أفاق) ومصداق هذا قول الله جل وعلا: (لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ق 22.

أسأل الله أن يغفر لمؤسس الموقع ذنوبه وسيئاته وأن يعافيه عافية لا يشقى بعدها أبدا وأن يرزقنا ذلك معه ووالدينا وجميع المسلمين.

والسلام

هزتنى هذه الرسالة وما احتوته من رسائل بليغة تصل الى روح المؤمن فترجفها وأوجعت قلبى وخفت حقيقى خفت لذا نقلتها اليكم رحمنى الله واياكم بحسن الخاتمة