عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية (https://www.3rbseyes.com/forum49/)
-   -   الإسلام وحماية الأطفال من الانحراف إلى العدوان (https://www.3rbseyes.com/t58429.html)

كادي يوسف 04-26-2008 11:15 PM

الإسلام وحماية الأطفال من الانحراف إلى العدوان
 
موقف الإسلام من العدوان بشكل عام:

الإسلام دين السلام والمحبة والإخاء، وهو يرفض العدوان بجميع صوره، والقرآن الكريم كتاب الله المنزل على رسوله يحذر من العدوان، حيث يقول المولى عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلاَئِدَ وَلاَ آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، ويقول سبحانه: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].
ورغم أن الإسلام قد أباح الرد على العدوان بمثله، حيث يقول جل وعلا: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194] - فإن الآيات التي تحض على العفو ورَدَتْ في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، حيث يقول المولى عز وجل: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237]، ويقول تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن: 14]، ويقول سبحانه: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134].
الإسلام وحماية الأطفال من الانحراف إلى العدوان:

إذا كان العلم الحديث قد توصل إلى أن العديد من أنماط السلوك العدواني الذي يصدر عن الأطفال - يرجع في منشئة إلى افتقاد الناشئ للرعاية الأسرية الحانية، والعلاقات الوالديَّة المستقرة، ووقوع الشجار المستمر بين الأبوين، وفقدان الاحترام المتبادل بينهما؛ مما يسمح للصغار بامتصاص وتقليد الكثير من المشاعر العدوانية التي تطغى على العلاقة بين الأبوين، وتنتقل بطريقة عفوية إلى الصغار، فيقلدونها بالشجار المستمر، والمنازعة والمشاكسة والعدوان بصوره المختلفة فيما بينهم، فإن الإسلام قد كرس قدرًا كبيرًا من عنايته إلى أهمية العلاقات الطيبة بين الزوجين؛ ليجد كل منهما في الآخر سكنه النفسي، وسعادته الزوجية؛ ليتوفر من وراء ذلك الجو الصالح لتربية الأبناء، قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، لذلك أوصى الله عز وجل في كتابه الحكيم الأزواجَ بحسن العشرة حين قال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
والمنهج النبوي في تسكين الغضب يقوم على:
* تغيير الهيئة التي يكون عليها الإنسان:
روى الإمام أحمد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب؛ وإلا فليضطجع)).
* اللجوء إلى الوضوء:
أخرج أبو داود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلِق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)).
* السكوت:
روى الإمام أحمد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إذا غضب أحدكم فليسكت)).
* العوذ بالله من الشيطان الرجيم:
جاء في الصحيحين أنه استب رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وأحدهما يسبه صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)).


الساعة الآن 10:37 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011