عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   قصص قصيرة (https://www.3rbseyes.com/forum156/)
-   -   سئمتُ مِنْ أبي (https://www.3rbseyes.com/t572978.html)

نبعُ الأنوار 10-16-2018 06:57 PM

سئمتُ مِنْ أبي
 



https://e.top4top.net/p_751jj2ws2.gif



.... سئمت من أبي ...
من صراخه ... من نقده ... من عتابه ...

إذا دخل غرفتي ووجد المصباح مضاءا أو المروحة وأنا خارجها صرخ في وجهي: لم لا تطفئه ولم كل هذا الهدر في الكهرباء ؟؟؟

إذا دخل الحمام ووجد الصنبور يقطر ماءا صرخ بعلو صوته لم لا تحكم غلقه قبل خروجك ولم كل هذا الهدر في المياه؟؟؟

دائما ما ينتقدني ويتهمني بالسلبية !!!

يعاتب على الصغيرة والكبيرة !!!

حتى وهو على فراش المرض !!!

إلى أن جاء يوم الخلاص ...

اليوم الذي لطالما انتظره.

اليوم سأجري المقابلة الشخصية الأولى في حياتي للحصول على وظيفة مرموقة في إحدى الشركات الكبرى.

وإن تم قبولي فسأترك هذا البيت إلى غير رجعة وسأرتاح من أبي ومن صراخه وتوبيخه الدائم لي.

استيقظت في الصباح الباكر واستحممت ولبست أجمل الثياب وتعطرت وهممت بالخروج فإذا بيد تربت على كتفي عند الباب.

التفت فوجدت أبي متبسما رغم ذبول عينيه وظهور أعراض المرض جلية على وجهه....

وناولني بعض النقود وقال لي أريدك أن تكون إيجابيا واثقا من نفسك ولا تهتز أمام أي سؤال.

تقبلت النصيحة على مضض وابتسمت وأنا أتأفف من داخلي، حتى في هذه اللحظات لا يكف عن التنظير وكأنه يتعمد تعكير مزاجي حتى في أسعد لحظات حياتي.

خرجت من البيت مسرعا واستأجرت سيارة أجرة وتوجهت إلى الشركة.

وما أن وصلت ودخلت من بوابة الشركة حتى تعجبت كل العجب !!!

فلم يكن هناك حراس عند الباب ولا موظفو استقبال سوى لوحات إرشادية تقود إلى مكان المقابلة.

وبمجرد أن دخلت من الباب لاحظت أن مقبض الباب قد خرج من مكانه وأصبح عرضة للكسر إن اصطدم به أحد.

فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بأن أكون #إيجابيا، فقمت على الفور برد مقبض الباب إلى مكانه وأحكمته جيدا.

ثم تتبعت اللوحات الإرشادية ومررت بحديقة الشركة فوجدت الممرات غارقة بالمياه التي كانت تطفو من أحد الأحواض الذي امتلأ بالماء الى آخره. وقد بدا أن البستاني قد انشغل عنه. فتذكرت تعنيف أبي لي على هدر المياه فقمت بسحب خرطوم المياه من الحوض الممتلئ ووضعته في حوض آخر مع تقليل ضخ الصنبور حتى لا يمتلأ بسرعة إلى حين عودة البستاني.

ثم دخلت مبنى الشركة متتبعا اللوحات وخلال صعودي على الدرج لاحظت الكم الهائل من مصابيح الإنارة المضاءة ونحن في وضح النهار فقمت لا إراديا بإطفائها خوفا من صراخ أبي الذي كان يصدح في أذني أينما ذهبت.

إلى أن وصلت إلى الدور العلوي ففوجئت بالعدد الكبير من المتقدمين لهذه الوظيفة

قمت بتسجيل اسمي في قائمة المتقدمين وجلست انتظر دوري وأنا أتمعن في وجوه الحاضرين وملابسهم لدرجة جعلتني أشعر بالدونية من ملابسي وهيئتي أمام ما رأيته. والبعض يتباهى بشهاداته الحاصل عليها من الجامعات الأمريكية.

ثم لاحظت أن كل من يدخل المقابلة لا يلبث إلا أن يخرج في أقل من دقيقة.

فقلت في نفسي ان كان هؤلاء بأناقتهم وشهاداتهم قد تم رفضهم فهل سأقبل أنا ؟؟؟!!!

فهممت بالانسحاب والخروج من هذه المنافسة الخاسرة بكرامتي قبل ان يقال لي نعتذر منك.

وبالفعل انتفضت من مكاني وهممت بالخروج فإذا بالموظف ينادي على اسمي للدخول.

فقلت لا مناص سأدخل وأمري إلى الله.

دخلت غرفة المقابلة وجلست على الكرسي في مقابل ثلاثة أشخاص نظروا إلي وابتسموا ابتسامة عريضة ثم قال أحدهم متى تحب أن تستلم الوظيفة ؟؟؟

فذهلت لوهلة وظننت أنهم يسخرون مني أو أنه أحد أسئلة المقابلة ووراء هذا السؤال ما وراءه.

فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بألا أهتز وأن أكون واثقا من نفسي.

فأجبتهم بكل ثقة: بعد أن أجتاز الاختبار بنجاح ان شاء الله.

فقال آخر لقد نجحت في الامتحان وانتهى الأمر.

فقلت ولكن أحدا منكم لم يسألني سؤالا واحدا !!!

فقال الثالث نحن ندرك جيدا أنه من خلال طرح الأسئلة فقط لن نستطيع تقييم مهارات أي من المتقدمين.

ولذا قررنا أن يكون تقييمنا للشخص عمليا ...

فصممنا مجموعة اختبارات عملية تكشف لنا سلوك المتقدم ومدى الإيجابية التي يتمتع بها ومدى حرصه على مقدرات الشركة، فكنت أنت الشخص الوحيد الذي سعى لإصلاح كل عيب تعمدنا وضعه في طريق كل متقدم، وقد تم توثيق ذلك من خلال كاميرات مراقبة وضعت في كل أروقة الشركة.

يقول صاحبي ...

حينها فقط اختفت كل الوجوه أمام عيني ونسيت الوظيفة والمقابلة وكل شئ ...

ولم أعد أرى إلا صورة أبي !!!

ذلك الباب الكبير الذي ظاهره القسوة ولكن باطنه الرحمة والمودة والحب والحنان والطمأنينة.

شعرت برغبة جامحة في العودة إلى البيت والإنكفاء لتقبيل يديه وقدميه.

اشتقت إلى سماع صوته و موسيقى صراخه تطرب أذني.

لماذا لم أر أبي من قبل؟؟؟

كيف عميت عيناي عنه ؟؟؟

عن العطاء بلا مقابل ...
عن الحنان بلا حدود ...
عن الإجابة بلا سؤال ...
عن النصيحة بلا استشارة ...

تمنيت لو ركبت بساط الريح لأعود إلى بيتي وأحتفل معه بفوزي بالوظيفة الجديدة.

تركت لهم ملفا كاملا يحوي شهادتي وخرجت مسرعا وخطواتي تسابق بعضها بعضا للحاق بقلبي الذي سبقني فرحا إلى البيت.

وما ان وقفت عند أول الشارع حتى رأيت ازدحاما أمام عمارتنا !!!

اقتربت بحذر وضربات قلبي تضرب بعضها بعضا ... فتلقاني جاري باكيا واحتضنني قائلا :

عظم الله أجرك في أبيك.

تسمرت قدماي في الأرض ولم تعد تقوى على حملي ...

ضاعت فرحتى واسودت الدنيا في وجهي ...

وبدأت الأرض تدور من حولي ...

هممت بسؤال كل من مر بجانبي أحقاً مات أبي ؟؟؟

أحقاً رحل ولن يعود ؟؟؟

لا لا لم يمت حبيبي فهو موجود ...

رحيلك مُرٌّ يا أبي

ليس هناك أقسى على النفس من رؤية حبيبك مُسجَّى بلا حراك، تراه ولا يراك، تنظر إليه للمرة الأخيرة ولا تكاد تصدق ما تراه عيناك ...

يا أيها الطاهر النقي ... يا أيها الطيِّب السخي ...

لو كنت أعلم أن سترحل لكنت أعددتُ نفسي، وتقربتُ منك أكثر وتزودت من برك بما قد ينفعني بعد وفاتك.

لو كنت أعلم برحيلك لأخبرتك أنِّي لا أجد نفسي من دونك، ولا أعلم كيف ستصبح حياتي بعدك،

ليتك تسمعني الآن لأُخبرك أنَّ فراقك ينتزع روحي من جسدي، ويقذف بي إلى أعماق المجهول.

رحلت وفي القلب غُصَّة وفي النفس حسرة على كل يوم لم أمتع ناظري برؤية وجهك البشوش ولا أذني بسماع صوتك الحنون.

منحتنا كل شيء ولم تأخذ منا شيئا ...

ومذ عرفت الحياة وأنت لنا العطاء والاحتواء، والصبر والوفاء ...

كنت أنت البارَّ بنا ولم تنل البر منا كما يجب أن يكون.

غبت يا أبي وغاب عني العقل الرشيد والركن الشديد، والسند المتين، والناصح الامين.

لم يمت أبي ولن يموت ...

بل سيظل حيا في صلاتي، في دعائي، في ركوعي، في سجودي، في صدقتي، في حجي، في عمرتي، وفي كل عمل أتقرب به إلى الله أسأله أن يغفر لأبي ويتغمده بواسع رحمته.

لم يمت أبي ...

وإن مات فهو باقٍ في نفسي إلى أن ألحق به في جنات الخُلود ...

رحم الله أبي وأباكم وأسكنهم فسيح جناته.




نبعُ الأنوار 10-16-2018 06:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله

أسعدَ الله أوقاتكم بكل خير
كيفكم ؟
أرجو أنكم في أتم الصحة والعافية
القصة وصلتني على الواتساب نقلتها كما وصلتني دون أي تعديل على اللغة أو المحتوى
عدا العنوان أنا من وضعته لكونها لم تحوي عنواناً
أحببت مشاركتكم بها بما فيها من معاني
جميعنا ندرك أن الوالدين نعمة لا تقدر بثمن
فعسى الله أن يوفقنا على برهم وإرضائهم
فمهما كان سلكوهم فإنهم هم من يهتمون بنا بصدق ويحرصون علينا وكل وأحد أدرى منا أدرى بذلك.

في أمان الله

Blue Cocktail 10-17-2018 06:22 AM

https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يحفظ لنا أبآئنا وأمهاتنا ويرزقنا برهم ويرحم من قد رحل رحمة واسعة
جزاك الله خير على هالقصة ومابها من فوائد عظيمة
ك بر الوالدين وعدم الاسراف
شكرا لك

Y a g i m a 10-19-2018 02:38 AM

https://e.top4top.net/p_751jj2ws2.gif




بسم الله الرحمن الرحيم ق1ق1
اللهم صل على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين و4ق1ق1
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و4ق1ق1
الله يسعد مسائك | صباحك بكل خير و بركة يا رب ق1ق1
نبع الأنوار ، كيف حالك اليوم ؟ *^* ق1ق1
ان شاء الله تكوني بأحسن حال يارب دعاء1ق1ق1
جذبني العنوان ، قلت بدخل فيه ق1ق1
و بصراحة كلمة "أبي" جذبتني هع1ق1
قصة جميلة جدا ؛ طوال وقت قرأتي لها :
كنت بفكرها بقلمك x'DDD هه1بيس2ق1
شكرا ع النقل الجميل نبع الأنوار الحلوة انجل4ق1
صراحة عشت الجو مع القصة ذي هع1ق1
شسسسسسمةةة و الأهل نعمة والله ، هع1ق1
مهما كانوا بيعاملوا بتعصيب او اي شيء ثانيق1ق1
بس بالتأكيد بالنهاية هم يبون لنا ؛ ف5ق1ق1
الشيء الجميل و الراحة مو العكس هه5ق1
حبيت القصة مرة ، شكلي بكمل اللي انتي عملتيه :يب2:ق1ق1
بقصد اني كمان بورجيها لبعض من اصحابي :55:ق1
القصة فيها عبرة اكثر من طولها x'Dق1ق1
من جهة بتعلم المرء ان لا يسرف ، ق1ق1
و من جهة ثانية بتخبرنا و بتثبت لنا بر الوالدين و1ق1ق1
شكرا مرة ثانية ، الله يعطيك العافية و يحفظ اهلك ليك هع1ق1
تقبلي مروري ، ياجيما ملكة الدببة كانت هون :تدخين:
عااااااااااااااا ممنوع التدخين يا دب غضب9x'D
دمتي في أمان الله و رحمته هه2بيس2:44:ق1ق1


هدير طه 10-19-2018 03:04 AM

السلام عليكم ورحمه الله كيف حالك القصه موجزه وقصيره لكن مفيده تاثرت جدا وانا اقرئها يارب احفظ اباهتنا وامهاتنا

AMOLA- 10-20-2018 12:10 PM

https://e.top4top.net/p_751jj2ws2.gif




بسم اللّٰه الرّحمٰن الرّحيم.
السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

أتمنّى أن تكونِي بأتمّ الصّحه و العافِيةِ و1ق1.

بدايةً جزاكِ اللّه خيراً على نشرِ هذهِ القصّة الهادفةِ الّتي و للأسفِ الشّديدِ أصبحت تمسّ واقعنا، و جعلَ لكِ بكلّ قراءةٍ أو نقلٍ أو تطبيقٍ لها حسنةً ق7.

إختيارٌ موفّق للعنوانِ، أهنؤكِ و1ق5.

الموضوعُ المعالجُ بهذهِ القصّةِ حسّاسٌ جدّاً، خصوصاً لفئةِ الشّباب الّذين غدا أغلبهم عاقّاً مستغلاًّ وهن أبيه و كِبره لإنتهاكِ حقوقِه و الإمتناعِ عن تأديةِ واجباتهِ كإبنٍ، مُتناسينَ قولَ الرّسولِ عليهِ الصّلاة و أزكى السّلام؛ "رِضى الرّب في رضى الوالدِ، و سخطُ الرّب في سخطِ الوالدِ".

فمهما كان الوالدُ غليظاً بتعامُله مع الأبناءِ إنّما لحكمةٍ و هدفٍ، لغرضِ التّعليمِ و التّأديب و ما وراءَ تلكَ القسوةِ إلّا لينٌ و خوفٌ ممّا يخبّؤه المستقبل، أرجو أن يتفهّم الأبناءُ قسوةَ آبائهم و أن يحترموهُم مهما كانَ فبرّ الوالدينِ واجبٌ، اللّهم إحفظ آباءنا و آباءَ المسلمينَ جميعا و4ق3.

ختاماً أشكركِ مجدّداً على إنتقاءِ مثل هذهِ القصّةِ الهادفةِ و المؤثّرةِ، و أتمنّى قراءة المزيد من أشباهِها، وفّقكِ اللّه و2.

دُمتِ بودّ و1ق1.

ذكريات باقية 10-20-2018 12:55 PM

https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif


القصة مع وجازتها الا انها مؤثرة وفيها عبر

ونحن احيانا نظرنا يكون قاصرا ولكن الكبار يرون ما لا نرى

نتذمر من أمور قد تكون هي في مصلحتنا

وفي الاخير ربي يعطيك العافية على القصة المؤثرة

وشكرا لك.

Beryne San 10-21-2018 06:52 PM

https://d.top4top.net/p_751wzv5a1.gif





السلام عليكم ورحمه الله و بركاته عزيزتي 😀😃
اتمنى تكوني بخير و صحة يارب العالمين 🙂☺
مشكورة عالرابط غالية بجد ❤
فعلا فعلا لامستي شعوري بهالقصة حلوة
و انا اقرأها كنت قلقة اوصل لمقطع خبر وفاة ابوه عزيزتي لان راح يوقظ جرح موت ابوي الله يرحمه كما فعل لتوه
فعلا كل ذكرى للأب او قصة عن فضله توقظ جرح الرحيل في قلب كل فاقد 💔
لأن مكانه يبقى فارغ ... لكن هذا الي يخليه حي داخلنا
الله يصبر كل الفاقدين و يرحم كل ام و اب رحلوا عن هذه الدنيا و يحفظ العايشين منهم يارب العالمين 💖
تسلمي بجد غالية بوركت بجد مشكورة 😶💖
الله يعطيكي العافية يارب العالمين
و دمتم جميعا بخير 🙂

حدائق الجوري 05-03-2019 02:54 PM


[img3] http://www.arabsharing.com/uploads/155758262615554.gif[/img3]

Y a g i m a

[cc=قبل]حجز لي عوده[/cc]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي ابدي اعجابي بأنتقائك الأقلام المميزة وتميزك وتالقك

الأب نعمة عظيمة جدا ق1ق1ق1 لا أحد يدرك عظمته الا بعد فوات الاوان وحتى من يدرك

فهو قد يخطأ مع الاب من غير قصد او بقصد الأب قد يكون ظاهريا قاسي بلا رحمه شديد لا يتهاون

مع الأغلاط لكن داخليه هو مثل الام حنون ويشعر بالالم عندما نقع ولكنة يقسى علينا ليعلمنا دروسا نستفيد منها بالحياة

الأب غالي جدا والقليل من يعرف حبة

أحببت نقلك لموضوع رائع مثل روعتك أكملي ابداعاتك الجميلة

جانا


الساعة الآن 02:42 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011