عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات طويلة (https://www.3rbseyes.com/forum29/)
-   -   مثلث النار (https://www.3rbseyes.com/t572516.html)

گآجومي 10-06-2018 04:02 PM

مثلث النار
 
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_1057ywbn91.jpg);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضوة جديدة في هذا المنتدى ومن اشد معجبيه لقد قرأت الكثير من رواياتكم ونالت

استحساني فاحببت ان اكون كاتبة في منتداكم الرائع وهذه روايتي الأولى اتمنى ان تنال
اعجابكم و تحظى باهتمامكم

رواية بعنوان : "مثلث النـــــــــــار "

من تأليف : (( گآجومي &))


الشخصيات



https://a.top4top.net/p_1057fvi9i5.jpg

-

https://b.top4top.net/p_1057xq90s6.jpg

-

https://c.top4top.net/p_1057qtpkn7.jpg

-

مـــــلخـــص :
(( إرمــــي المــــاضي خلـــف ظهرك وفكر فيما هو آتــــي))
أي بمعنى آخر عش كل لحظة في وقتها ولا تتحسر على ما مضى وانقضى أجله.....لكن

ماذا لو كان الحاضر والمستقبل مرهونين بما حدث في الماضي ؟؟......آشلي فتاة بسيطة
ومتواضعة عاشت طفولة مأساوية أثرت على علاقاتها الاجتماعية اذ اضحت فتاة تحب
العزلة والتوحد على التجمع مع الزملاء والرفاق .....بينما يوريكا على خلافها تماما ولدت
وملعقة من الذهب في فمها محبوبة ومتفاهمة مع الجميع وذات شعبية كبيرة كلاهما
تجمعهما أسوار الجامعة وحبهما لياتو ذلك البريطاني الوسيم الذي جاء الى طوكيو بطلب
من جدته اليابانية ليتعرف على ارض اجداده....فمن منهما ستكسب قلب المغرور؟...هل
هي الفتاة الغامضة أم صاحبة القلب الكبير ؟؟

أتمنى ان تحضى روايتي الاولى باعجابكم يا اصدقاء
[/ALIGN]
[ALIGN=center]


الفهرس
الفصل الاول هنا



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]

گآجومي 10-06-2018 07:48 PM

[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_1057ywbn91.jpg);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
[TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_1057ywbn91.jpg);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
-آماس


الفـــصــل الأول

خرج النادل من المطبخ يحمل صينية تحتوي على أغلى أنواع الشراب ، وراح يشق
[/ALIGN]
[ALIGN=center]
طريقه بين الطاولات المصطفة ,كانت كل العيون موجهة نحوه باهتمام بالغ ، بينما

هو ركز نظره وتفكيره على تلك الطاولة المنعزلة عن الحشد في احدى زوايا

المطعم....وضع الصينية بحذر شديد عليها، وأخيرا انتهت مهمته دون ان يرتكب

أي خطأ يهدد مستقبله المهني كنادل في هذا المطعم، انه يتعامل الان مع اثنان من
أنبل رجال العالم و لا مجال للارتباك او الزلل, لقد حذره الطباخ مسبقا قبل خروجه
من ان يتحامق امام الزبائن, تركهما وانصرف بعد انهائه لعمله...أطفأ الرجل الذي
يجلس على الناحية اليسرى سيجارته و قال لزميله :" حسنا يا كينج ....اليس

الوقت المناسب لنتحدث عن الموضوع؟" أنزل الاخر كأسه بعد ان تجرع منها جرعة
خاطفة :" أجل...معك حق لقد كبرت ابنتك يوريكا وأصبحت في الثامنة عشر من
عمرها أي مناسبة للزواج لهذا ينبغي أن نعمل على اعلان خطبتها من ابني الاصغر
ياتوا كما اتفقنا سابقا ....سيصل من لندن قريبا " ابتسم الرجل الاخر علامة على
الرضى :" اجل لقد عرفت هذا من يوريكا فهي لم تتوقف عن الصراخ منذ سمعت

بنبأ قدومه، فتارة تنبش خزانتها وتارة اخرى تجهز زينتها لم افهم ما الذي حصل لها
وجعلها متحمسة هكذا؟ "

تأمل كينج كأسه مطولا قبل ان يجيب قائلا :" انه ربيع الشباب ....أتعرف شيئا يا

صديقي؟ قالت زوجتي صونيا انها لن ترضى بغير يوريكا زوجة لياتوا وانا أوافقها

الرأي فهما يعرفان بعضهما منذ الصغر أضف الى هذا ان ياتوا اصبح في الخامس

والعشرين من عمره وعليه ان ينشأ عائلة ولن يجد احسن من ابنتك لتكون سندا له "

ارتاح والد يوريكا عند سماعه لهذا الخبر المفرح، فهو يعلم منذ زمن بعيد بمشاعر ابنته

الوحيدة المدللة تجاه ابن صديقه في العمل, ومستعد ان يفعل اي شيء

لإسعادها.....

.....في هذه الاثناء حطت الطائرة القادمة من لندن في مطار طوكيوا فنزل الركاب

منها ,ما عدا شابا ظل نائما في احدى مقاعدها، فاقتربت منه مضيفة الطائرة الشابة

وقالت له بصوت رقيق :"عذرا سيدي ...لقد وصلنا الى وجهتنا " كان يبدو بريئا

جدا وهو نائم بينما تمردت بضع شعيرات من شعره الاشقر وشقت طريقها على

جبهته فمدت يدها لتبعدها عن وجهه, كان قلبها يدق بسرعة جنونية و عرقها

يتصبب بسبب ارتفاع حرارة جسمها ,ما ان لمست جبينه فاذا به يفتح عيناه وراح

يتأملها ببرود، كان للون عينيه الرماديتان وقعا على مشاعرها و التهبت وجنتاها
بسبب الحرارة التي ارتفعت في المكان فجأة :" ما الامر يا آنسة ؟؟" قالت متلعثمة

:" لقد كانت هناك عنكبوت على شعرك فأزلتها ...هذا كل ما في الامر" وقف

مستعدا للمغادرة دون ان يشكرها على ذلك , بالرغم من انها كانت كذبة لكن ما

أدراه هو؟ فقد كان نائما و بالرغم من فظاظته الا انها ظلت ممسكة وجهها المحمر

بيديها الاثنتين بينما هي تراقبه وهو ينزل من الطائرة لقد كانت جاذبيته طاغية، لو
انه في تلك اللحظة طلب منها شيئا ما لأعطته العالم كله ....هذا كان تأثير ياتوا

على كل فتاة يقابلها لكنه لا يبالي بذلك مطلقا الا اذا احس بالضجر فكما كان
يقول لشقيقه الاكبر دائما (( الفتيات للتسلية فقط بالنسبة لي )) ان اخوه متزوج

بابنة عمه" ماريان " وهما على علاقة رائعة لكن هذا لم يغير من نظرته نحو الزواج

والارتباط او حتى اقامة علاقة جدية لهذا تدعوه والدته دائما بالمستهتر لقلة اهتمامه
بمشاعر الاخرين, على كل حال حتى مجيئه الى طوكيو كان بإلحاح من افراد أسرته

لرؤية العجوز التي يفترض بها أن تكون جدته لأبيه ....سار في المطار بكل ثقة كما
يفعل دائما فالتوت اعناق الفتيات ,يراقبنه بينما هن يتأوهن في اعماقهن يا

للإزعاج!!! هذا ما فكر به في تلك اللحظات.... فجأة برز له من بين الحشد

شخص مألوف ,لقد كانت يوريكا برفقة السائق تبحث عنه بين الوافدين, هذا

الذي كان ينقصه ستبدأ بسؤاله لما لا تقرأ رسائلي ولم لا تكتب لي ؟ حمل حقيبته

على ظهره وانطلق مسرعا في الاتجاه الاخر انه لا يرغب بان يلتقي بها ، فهي كلما

تحدث معها سببت له وجع الرأس ,و بينما هو يركض بأقصى سرعته في الشارع اذا
به يصطدم بشخص قادم في الاتجاه المعاكس فأوقع حقيبته على الارض ما سبب له

الغضب .....


........كانت آشلي تسير في الشارع وهي تحمل مظلتها كي تحميها من الامطار

التي راحت تتهاطل بغزارة لقد ذهبت الى المتجر لأنها كانت بحاجة الى بعض

الاغراض و لتحظر بعض الطماطم لامها ايضا .... عاشت بمفردها مند كانت

صغيرة لان والدتها تزوجت مرة اخرى و تركتها في مدرسة داخلية، لكنها انفصلت
عن زوجها الشهر الماضي وجاءت لتعيش معها...لهذا فهي تشعر وكأنها شخص

غريب عليها، فقد كان من الصعب التأقلم مع الوضع حتى انها تمنت مرار وتكرار ان

تغادر شقتها وتتركها وشأنها، لقد قالت لها عندما جاءت اليها انها نادمة لأنها تركتها
وباشرت بالبكاء أيضا لتدعم مسرحيتها الدرامية لهذا سمحت لها بالبقاء بالرغم من

كونها على دراية ان امها لم تحبها... لا اليوم ولا في الماضي وانما لا ترغب في تكبد
عناء البحث عن شقة ، فهي مفلسة اذ ان زوجها لم يمنحها فلسا واحد لهذا قررت
رفع قضية ضده للمطالبة بحقوقها كما تدعي ....


.......الوقت يمضي بسرعة والامطار تزداد غزارة، لهذا توجهت آشلي الى احد

المقاهي وجلست على طاولة قريبة من الباب تنتظر المطر حتى يتوقف عن الهطول

تقدم منها النادل وسألها عن طلبها، فطلبت كأس قهوة ساخن , راحت تقاوم
النعاس بشدة وتحاول ابقاء عينيها مفتوحتان لكنه تمكن منها فغفت ولم تنتبه لتأخر

الوقت ,عندما استيقظت وجدت معظم الزبائن قد غادرو المقهى فحملت مظلتها

ودفعت الحساب وخرجت مسرعة ,لقد تأخرت كثيرا عن موعد العودة الى البيت

.....كانت تركض بسرعة تحت المطر ولم تنتبه للشخص القادم نحوها فاصطدمت به
و أوقعت كل أغراضها على الارض و كذلك هي وقعت على مؤخرتها :" مؤلم

....!!" رفعت نظرها نحو الشخص الذي كان سببا في سقوطها, كان يرمقها

بنظرات غاضبة جدا تتطاير منها شرارات اللهب, لم يحاول مساعدتها على النهوض
بل اكتفى برفع حقيبته ووضعها على كتفه بطريقة ساحرة ,جعلتها تائهة في كل

حركة يقوم بها لقد كان شابا وسيما جدا طويل القامة رياضي الجسم قال لها ساخرا

:" في المرة القادمة عندما تقررين رمي نفسك أمامي لأراك اختاري مكانا أقل بلالا

و التربة فيه جافة " لقد كان كلامه فظا جدا, هل ظن أنها رمت نفسها أمامه قصدا

لتتعرف عليه؟؟ كم هذا شنيع ,يا له من مغرور كبير من يظن نفسه ؟؟ تابع سيره

دون ان يلتفت نحوها حتى, لم يكن يبالغ فيما قاله, فقد تعمدت الكثير من الفتيات
رمي أنفسهن أمامه بكل وقاحة ,الفرق بين تلك المرات وهذه المرة هو كونه يسير

على قدميه ولا يقوم بقيادة سيارة .....وصل ياتوا الى بيت جدته مبتلا بكل ما لهذه
الكلمة من معنى, كان شعره الاشقر مبعثرا على جبينه بطريقة زادته فتنة وجمالا,

استقبلته العجوز بفرحة عارمة فاستأذنها بالذهاب ليغير ثيابه و يأخذ حماما ساخنا.



ارتدى ثيابا منزلية دافئة ونزل الى الصالون حيث كانت جدته تجلس وحيدة تشاهد

التلفاز في غرفة الجلوس انها منذ وفاة جده تعلقت بالوحدة, قال له والده بانه يشبهه
الى حد كبير لهذا لاشك انها ترى فيه جده كلما زارتهم في لندن :" مرحبا جدتي

....أتعرفين؟؟ ارغب في شراء سيارة وأخدك في جولة عندما تشرق الشمس من

جديد لتعرفيني على معالم طوكيو " ابتسمت جدته بسبب حماسته كان يجلس على
الكنبة بالقرب منها، لقد كبر ياتوا ولم يعد صغيرا كما كان لقد أضحى يشبه جده

كليا عدا اختلافهما في لون العيون , توجه ياتوا نحو النافذة وراح يتأمل قطرات المطر
و هي تتراقص في الهواء كان المنظر جميلا جدا جعله يشرد بعيدا ,اصطفت الاشجار
على حافتي الطريق وحنت رأسها خشوعا عند عبور سلطان الرياح .....وكانت

البيوت رغم اختلافها في طريقة هندستها الى انها تشترك في أسقفها القرميدية

المزركشة على الطريقة اليابانية ,ان هذا الشارع يحتفظ بثراته لكن مع لمسة العصرنة،

ما أعطاه سحرا من نوع خاص فجأة رن هاتفه فأعاده الى ارض الواقع حمله ورد

على الاتصال كانت فتاة التقى بها في الطائرة فطلبت منه رقمه ومنحها اياه :" مرحبا

لانا كيف حالك هل وصلت الى وجهتك ؟؟" ردت عليه بصوت حنون :" نعم لقد

وصلت الى وجهتي لكن عقلي لم يصل ....اتعرف لقد بقيت في تفكيري طوال مدة

سيري لهذا رغبت ان اسمع صوتك " ابتسم في سره لا ضير في بعض التسلية :" ما

رأيك ان نتقابل ....سأدعوك على العشاء الليلة " فرحت كثيرا لهذه الدعوة المفاجئة
فعبرت عن حماسها بان صرخت قائلة :" انا لا اصدق؟؟ اعني اين سنلتقي ؟؟" رد

عليها بعد صمت :" اعطني عنوانك سآتي اليك بنفسي ..." منحته عنوانها بسرعة
فقام بتدوينه ثم انهى المكالمة فسألته جدته :" هل ستخرج ؟؟....موعد اذن " ابتسم
لها وقال :" ارغب في التعرف على اليابانيات عن قرب " صرخت جدته في وجهه
قائلة :" اياك ان تورط نفسك مع يابانية اصيلة لأنها لن تكون كالبريطانيات لا
يكترثن لأمر الشرف والاخلاق ويدعين انهن مساويات للرجل ولهن نفس حريته "
انفجر ضاحكا وقال لها :" احتقار واضح للبريطانيات .....لكن معك حق فهن
يفعلن ما يشأن بحجة المساواة لا تقلقي سأعمل بنصيحتك ولن اورط نفسي "


عندما هم بالخروج اعترضت طريقه سيارة فيراري حمراء ذات سقف متحرك و خرج

منها وكيل اعماله راسما على وجهه ابتسامة وقال :" ها هي السيارة التي طلبتها

...(نظر نحو السيارة وتابع كلامه بحماسة زائدة عن اللزوم) ..حمراء جريئة وسريعة

كما تحب تماما وقد دفعت ثمنها " تقدم ياتو نحوها ببطئ ثم التفت نحوه

وقال:" شكرا لك كما طلبتها تماما ....هذه النقطة التي اقدرها فيك لا يمكن ان

تتأخر عن مواعيدك مطلقا " خرجت جدته لترى من القادم وقد تفاجأت برؤية

السيارة امام الباب فنظرت الى حفيدها وقالت :" لا تتأخر ابدا تفكر من هنا وتطبق
من هناك " ابتسم لها وقال :" ستكون الرحلة التي وعدتك بها هي التالية " حمل
المفاتيح ودخل السيارة وما هي الا دقائق حتى انطلق بها يشق طريقه في شوارع

طوكيو المظلمة، فنظر موكله نحو جدته وقال لها :" ليس صبور ابدا " ضحكت

الجدة وقالت :" كجده تماما ...ان لديه موعد ما رأيك ببعض الشاي يا بني " ثم

دخلت البيت فرافقها برحابة صبر لن يرفض مطلقا الشاي الياباني ليس لأنه يحبه

وانما لان رفض دعوة عجوز كبيرة في السن لشرب الشاي تعد اهانة حسب التقاليد
.....دخلت آشلي الى البيت وهي تحمل الاغراض التي اشترتها ،كانت كلها ملطخة

بالطين والطماطم مهروسة ، انه حقا أتعس يوم في حياتها دخلت الى الحمام حيث

غسلت وجهها ثم غيرت ثيابها المتسخة بعد ان اخذت حماما ساخنا ازال عنها

الطين والغبار ...توجهت نحو المطبخ واتخذت لنفسها كرسيا بالقرب من الطاولة

المعدة لتناول الطعام وراحت تراقب المشتريات لم تعد كلها صالحة للاستعمال ،عاد

ذلك الشاب من جديد الى مخيلتها لقد كان السبب في كل ما حصل معها وبالرغم
من ذلك فان هناك جانب خفي في اعماقها يتمنى مقابلته مرة اخرى لقد كان رائعا
وفظا في نفس الوقت كانت تضع يديها على خديها وهي شاردة تتذكر اللحظات
التي جمعتها به فلم تلحظ أمها الواقفة في الباب حتى صرخت الاخرى قائلة :" يا آلله
....من فعل بالطماطم هذا وكأن حيوانا داس عليها بقدميه " استعادت وعيها

لتراقب فظاعة ما حصل للمشتريات فصرخت قائلة هي الاخرى :" انه شخص
احمق لأنه لم ينظر أمامه ثم كيف يجرأ على اتهامي بذلك القول الشنيع ...امره لا
يهمني انها فقط مجرد فترة جنون مؤقتة سأنساها مع طلوع الفجر" نظرت امها نحوها
مستغربة :"عفوا!!!"ردت عليها آشلي بسرعة :" لا لا لا شيء انا فقط اهدي لا
تهتمي لأمري....انا ذاهبة الى عملي " خرجت من المطبخ متجاهلة رغبة امها في
معرفة ما حصل للأغراض

.......كان الزبائن يشغلون كل المقاعد في المطعم عندما وصلت الى هناك فارتدت
ثياب النادلة بسرعة وباشرت بتقديم الطلبات لقد اختارت الفترة المسائية للعمل فيها
لأنها بهذه الطريقة لا تتغيب على دروسها الجامعية و تستطيع التوفيق بين العمل

والدراسة لن يطول الامر كثيرا فستنهي دراستها قريبا و بهذا ستسخر وقتها للعمل
وحسب كانت تنتقل بين الطاولات برشاقة والجميع في المطعم يمدح كفاءتها حتى

المدير فهي لا تحب ان تحمل نفسها ما لا طاقة لها به وكل عمل تقدم عليه تحب ان
تتقنه و تنجزه على أكمل وجه عندما شعرت بالتعب توجهت الى المطبخ وجلست
على كرسي هناك فقال لها الطباخ :" ترهقين نفسك كالعادة يا كوشينا ..." لم ترد
عليه فليس من طبعها الحديث مع الاخرين بالرغم من أن السيد ايهاب طباخ محترف
في الطهو الاكل من جهة و طبخ عبارات الاحترام و اللباقة أيضا للجميع من جهة
أخرى ما جعله محبوب من قبل الجميع وحتى هي تحترمه لكن ليس أكثر من ذلك
دخلت جوري وهي زميلة لها هناك في العمل ايضا وقالت :" لا اعتقد ان احدا من
المساعدات سيقدم لدعمك يا ايهاب فهن واقفات خلف الباب يراقبن ذلك الزبون
الامير الذي دخل الى المطعم و صديقته المتعلقة بذراعه " ابتسم لها ايهاب بينما هو
يضيف بعض البهارات الى الصلصة ويخرج الحلويات من الفرن ثم قام بتزيينها وقدمها

لآشلي:" هيا يا نشيطة اوصلي طلب الطاولة رقم ستة " حملت الصينية وخرجت الى

حيث الزبائن قدمت الاكل للزوجان اللذان يجلسان في الطاولة رقم ستة ثم توجهت

نحو الزبونان اللذان قدما حديثا ، وهنا كانت المفاجئة اذ ان الشاب الذي أعجبت

به الموظفات هو ذلك الشاب الفظ الذي اتهمها بانها تعمدت الاصطدام لتقابله

الان فهمت سبب قوله لذلك الكلام فهو على ما يبدوا يحظى بشعبية كبيرة ولو

كانت مكانه لما تمكنت من الاكل بحرية و كل تلك العيون تسترق بعض النظرات
المعبرة بين الحين والاخر عليه قالت بعد صمت دام طويلا:" عذرا ما هو طلبكما

؟؟؟"

........تأملني ذلك الشاب مليا وكأنه يحاول البحث في ذاكرته عن المكان الذي

سبق و التقاني فيه فأجبته ببرود و في غياب اي تعبير على وجهي فأنا حقا لا احب
الاشخاص الذين يطيلون النظر الي خاصة النظرة التقييمية :" لقد اصطدمت بك

هذا الصباح وحسب يا سيدي لهذا أبدوا لك مألوفة " راحت الفتاة بقربه تنظر الى
ثيابي باحتقار واضح أما الشاب فقد دهش لأنني قرأت ما يدور في رأسه و كأنه لم
يعتد على أن يفهمه أحد هذا أعطاني نوعا ما لمحة عنه لاشك أنه شاب مسكين

يتعسر على الآخرين فهمه انه نوعا ما يشبهني في هذه النقطة قطع حبل أفكاري
بطريقة مزعجة وقال :" أجل لقد عرفتك منذ البداية لهذا ما من داعي لتذكريني

بذلك أيتها النادلة ..." و ضغط على كلمة نادلة فكانت بلهجة استهجان و

استهزاء من يظن نفسه يا ترى ليحدثني بهذه الطريقة؟ لقد عانيت طويلا لأحصل
على هذه الوظيفة لهذا حاربت لأتمكن من تمالك نفسي فلا يجوز ان اصرخ في وجه

زبون :" جئت لتسالينا عن طلبنا على ما أعتقد و ليس لتثبتي عينيك في هكذا و

كأنك لم تلمحي رجلا في حياتك " شعرت بالدم يغلي في عروقي و تلون وجهي

بالأحمر لشعوري بالخجل بسبب كلامه اذ التفت الينا جميع الزبائن يا للإحراج!!!
سجلت طلبهما و توجهت الى المطبخ بسرعة لن اعود الى هناك ثانية ذلك الوقح
عديم الحياء ...عندما حكيت القصة للطباخ ايهاب انفجر ضاحكا و

قال :" انظري الى لون وجهك انه كلون هذه الصلصة التي سأضيفها الى الاكل

....مسكينة آشلي الخجولة لا تقلقي انا سأذهب لأقدم لهما طلبهما و انت تابعي
الطهو هنا " نظرت نحو القوائم و الطلبات التي عليه تجهيزها في مدة محددة

وتحججت قائلة :" تعرف انني لا اجيد الطبخ ....اعني ليس مثلك لن يكون طبخي
لذيذا و سيهرب الزبائن حتما " فقال لي و هو يحضر الطلب :" ذكية اذن ما رأيك

ان تتوقفي عن التذمر وتأخذي طلبهما فكل شخص هنا لديه عمل خاص به يا

عزيزتي فانا على سبيل المثال لا اقدر على الخروج وتقديم الطعام للزبائن لأنني الطباخ
مفهوم ...لا تنسي الزبون دائما على حق " حملت الصينية بانزعاج وتمتمت بين

شفتي :" لكن لصبري حدود .." فانفجر ايهاب ضاحكا فليسخر مني كما يشاء

هو فقط يطبخ هنا بعيدا عن الناس لهذا لا يعرف معنى ان يتعرض للإهانة خارجا
من قبل الزبائن .... ......حمل ياتوا كأس العصير وراح يشربه بملل ظاهر عندما

لمحت رفيقته انزعاجه تذمرت قائلة : " لا اصدق متى سيحضرون طلبنا ....هؤلاء

الحمقى انهم حتى لا يقدرون معنى التفاني في العمل وانجازه على أكمل وجه "

شعرت آشلي بالانزعاج لسماع كلمات تلك المدللة من تظن نفسها لتقيمهم انهم

يتعبون ويحاولون دائما ان يقدموا احسن ما لديهم ومنذ اصابة السيد سوجي بآلام

مفاصل ومكوثه في المشفى و هم يبدلون قصارى جهدهم ليتمكنوا من دفع اقساط
علاجه ...لقد ضحى ذلك الرجل العجوز كثيرا حتى تمكن من تأسيس هذا المطعم
ووثق بهم و وظفهم ليعملوا معه بالرغم من كونهم جميعا اما طلاب جامعة او عاطلين
عن العمل وحتى مفصولين من اعمالهم السابقة انه رجل طيب وحكيم والجميع يحبه

لنشاطه وحيويته مع انه في الستين من عمره لقد ساعدهم جميعا دون تكبر انها لن
تنسى جميله مطلقا واهانة عمل الموظفين هنا يعني اهانته ، تركت الصينية بينهما بقوة
جعلت الفتاة تشهق من هول الصدمة بينما رفع ياتوا حاجباه استغرابا ، لم تكترث

لردة فعلهما بل اكتفت بقول :" هذا طلبكما يا سيدي ....تناولاه بالصحة والعافية
وغادرا المطعم " رفعت الفتاة الاخرى صوتها قائلة :"أتطرديننا أم مادا يا خادمة "

ابتسمت لها آشلي ببرود و قالت لها :" الخادمة هي تلك المرأة التي تعمل في بيتك و
تصرخين في وجهها متى شئت وتتذمرين من تأخرها في تنفيد طلباتك ....اما هنا

فالأمر مختلف, انا نادلة أولا ولست خادمتك ثانيا ان لم تعجبك خدماتنا و اهتمامنا

بزبائننا فارض الله واسعة والمطاعم فيها كثيرة اذهبي اليها و دعينا وشأننا و شيء آخر
, بهذا الاسلوب في التعامل سيكون مصيرك نفسه في كل مكان تذهبين اليه..."

التفتت نحو ياتوا فوجدته يبتسم بسخرية و يبدو عليه الاستمتاع بالموقف اذ راح

يشرب كأسه بتكاسل و يتفرج عليها بينما هي تلقي محاضرتها على شريكته، فرمقته
بنظرة محذرة وغاضبة ثم غادرت المكان بعيدا عن ناظريه و لم تخرج من المطبخ بعد

ذلك ...جلس ايهاب بقربها و امسك بيديها بلطف ظاهر بينما استلمت سيرينا

الطهو وهي مساعدته في العمل تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما نحلية الجسم ذات
بشرة سمراء و جميلة الوجه :" لا تنزعجي يا آشلي ...انسي ما حدث " رمقته بنظرة
غاضبة :" كيف انسى ذلك لقد اهانت سوجي ..." التفتت سيرينا نحوها بينما

يدها مشغولة بتحريك القدر الموضوع على النار وردت معلقة على كلام كوشينا:"

هي لم تقل سوجي كذا وكذا بل قالت اننا مقصرين في عملنا ومعها كل الحق فقد

سحرت الموظفات بشريكها وتركن عملهن ....بالحديث عنهن سيعاقبن ثلاثتهن "


كانت آشلي على وشك قول شيء قبل سماع صوت تحطم و صراخ ينبعث من

الداخل حيث الزبائن فخرجوا مسرعين ليتفقدوا ما يجري....كانت الكؤوس محطمة
على الأرض و الطعام ملقى مثل القمامة بينما هانز وهو طالب في المرحلة الثانوية

كان بحاجة الى المال فوظفه سوجي قبل مدة من ذهابه الى المستشفى جالس على

الارض يمسح حداء الرجل الواقف الذي راح يصرخ قائلا :" أتسمون هذا طعام؟

أين رئيس المطعم ؟سأقاضيه ...لن أسمح بهكذا ادلال انا عضو في الحكومة أعامل

بهكذا طريقة ...ابتعد الان عني ايها القمامة ..." و ضرب هانز بقدمه حاولت

سيرنا التقدم نحو الرجل لكن ايهاب منعها لم تستطع آشلي مشاهدة المنظر ...سقط
هانز على قطع الزجاج بسبب الدفعة القوية التي تعرض لها فنزف الدم من يده التي

كانت الاكثر تضررا ....راح الرجل يواصل حديثه وتهديده :" انا لا اذهب الى

مكان الا وتسبقني شهرتي فكيف تجرأ انت ايها النادل السخيف على ان تقدم
الطعام لذلك الرجل الذي يرتدي حداء رخيص قبلي وانا ابقى منتظرا ..." الان

تمكنت آشلي من استيعاب ما حصل لقد أخذ هانز الطعام باتجاه طاولة الزبون

الاخر فغضب عضو البرلمان ,واوقعه على الارض هو وكل الطعام الذي كان يحمله
لكن حدائه تلطخ بالطعام الذي تطاير من الاطباق فأمره بالنزول الى الارض و

مسحه... كم هذا فضيع!!, هذا ما فكرت فيه عندما شاهدت الصبي وهو يتألم
بسبب الزجاج الذي اخترق دراعه ,تقدمت نحوه متجاهلة أوامر ايهاب الذي منعها

من التدخل و انحنت على الارض و ساعدته على النهوض وسألته قائلة :" هل

تؤلمك يدك يا هانز ؟؟" اجابها الشاب الصغير متظاهرا :" لا عليك يا آنسة آشلي
الامر بسيط الزبون دائما على حق و انا سأتحمل الامر " شعرت برغبة في البكاء

عندما تذكرت اليوم الذي قص فيه سوجي قصة هذا الصبي على مسامعهم ....لقد

كان يوما ماطرا لكن هذا لم يمنع الزبائن من القدوم الى المطعم بأعداد كبيرة ما سبب
التوتر لهانز وراح يرتكب الاخطاء فسبب بذلك العديد من المشاكل انتهت بالشجار
مع ايهاب فطلب من العجوز طرده من المطعم وقيده بقوله اما يغادر الفتى او اذهب
انا انسحب هانز مستسلما لأنه لا يحب العنف او المشاكل وغادر المطعم فجلس

سوجي على كرسي كان خلفه بسبب عجزه عن الوقوف مطولا بسبب اعراض

مرض المفاصل التي بدأت في تلك الفترة وقال لهم وعلى وجهه ابتسامة حزينة :" انا

احترم هذا الفتى جدا ....اشعر بالفخر لأنه موظف عندي ا تعرفون من يكون هذا

الفتى؟؟" صرخ ايهاب قائلا :" طفل مسبب للمشاكل لا أقل ولا أكثر لا اعتقد ان

احدا من الزبائن سيزورنا مجددا بعد ان بدأ مطعمنا باستقبال الزبائن جاء هو وخرب

كل شيء .." انفجر الرجل العجوز ضاحكا وقال :" نعم هكذا هم الاطفال

....يحبون التخريب لكن هانز ليس طفلا لقد التقيته على الطريق يقوم بتنظيف

سيارات المارة تحت أشعة الشمس الحارقة ليحصل على المال ....كان يتصبب عرقا

ويتعرض للشتم احيانا لكنه لم يستسلم بل تابع عمله بدون كلل او ملل و في المساء

يقوم منقل الصناديق والاغراض الثقيلة أردت ان أتقرب منه واعرف من هو سيده

الذي أجبره على القيام بكل هذه الاعمال الشاقة لكنه رفض ان يأخذ استراحة

قصيرة نشرب فيها عصيرا باردا ونتحدث فيها فجلست بقربه اسأله ويجيبني قال لي

في احد اجوبته انه لا يعمل عند أحد بل مستقل و انه حر فيما يفعل ايضا ما زادني
اصرارا لمعرفة سبب ارهاق نفسه بهذه الطريقة لكنه رفض ان يجيبني بحجة انني اشغله

عن العمل .....غادر وتركني في ذلك المكان لوحدي فقررت مراقبته وتتبعه يوميا

شعرت بعاطفة نحوه و كأنه حفيدي كان يذهب الى المدرسة وعندما بنهي دروسه

يقدم الى العمل ذات مرة تعرض للضرب من قبل مجموعة من الاطفال الطائشين

فتدخلت وساعدته وهنا فتح لي قلبه قال لي وهو يبكي ( انا حقا احاول تجنب

المشاكل دائما لكنني اقع فيها بغير ارادتي ...اريد ان اعمل وادرس لأصبح رجل

سياسة ناجح وصالح ...) حسنا لكل انسان حلم هذا ما فكرت به فسألته لما

اختار هذا الحلم بالذات فأجابني ( لقد سلبت الحكومة بيتنا انا وامي ما سبب لها

ازمة قلبية اودت بحياتها ...لهذا انا اريد تحقيق حلمها بان اصبح شيئا مفيدا في

المستقبل لقد ضحت امي بالكثير لأجلي كانت تمنع نفسها من الاكل وتدعي

الشبع لأتمكن من الاكل والنوم مطمئنا ...باعت مجوهراتها وخاتم زواجها لأتابع
دراستي وفي الاخير ماتت لأبقى انا على قيد الحياة لهذا سأبدل قصارى جهدي ولن
أستسلم ..) استغربت كثيرا كيف لهكذا كلمات ان تخرج من فم صبي لم يتجاوز

السادسة عشر بعد فقلت له السياسة هي من تسبب في قتل أمك أليس بالأحرى
ان تكون مجرما لتعاقب السياسيين بدل الانضمام اليهم نظر نحوي مستغربا والدموع
تنهمر من عينيه وقال لي ( هذا ما فكرت به في البداية عندما طردنا من بيتنا لكن

أمي قالت لي قبل موتها ان الفساد السياسي لا يعالج بفساد اجتماعي قالت لي ان
ابي كان سياسيا قديرا ومحبوبا وسخر جل وقته لإصلاح الحكومة فقتل جراء ذلك و
قالت لي ايضا ان علي ان أكون انسانا صالحا مثله وان اعيش حياة مستقيمة وانا

وعدتها بهذا لن استطيع ان اخلف عهدا قطعته لها ...) ابتسمت وقلت له انها ميتة
ولن تعلم اذا ما هو اخلف بعهده لهذا عليه الانتقام ان كان يحبها فعلا ,كنت

احاول استفزازه لمعرفة جوهره الحقيقي, فأجابني بعد ان جفف دموع عينيه ووقف
على قدميه ( بل هي تراني و تعلم بكل احوالي...لا تنسى انها ماتت لأجلي لهذا انا

اعيش بصفتي امي ...بمعنى آخر بصفتي الانسان الذي ربته وجسدته امي طوال

تلك السنين كيف أكون عاقا بعد ان علمتني هي البر ...كيف أؤذي الناس وهي
علمتني بعد ان أظلم ان اسامح ...كيف أجعل امي بعد ان قالت لي انت ابن

والدك ان اخيب أملها بي, انا مدرك تماما انني اذا ما فعلت شيئا سيء سيقولون ابن

فلانة هو الفاعل اريد ان يذكر اسم امي بالخير, ان يقول الناس ابن فلانة اصلح

ذلك الضرر بارك الله في تربيتها له يا لها من امرأة قديرة ) لم أتمالك نفسي وباشرت
دموعي تنهمر فطلبت منه المجيئ والعمل هنا في المطعم ولم يقتنع الا بعد جهد جبار
بذلته معه فما رأيكم يا أبنائي هل نترك هكذا انسان يغادرنا بعد ان علمنا معنى
الوفاء وحسن التربية ...عندما ترغب في ذلك اذهب يا ايهاب واعده الى المطعم

,القرار بيدك ان اردته ان يعمل معنا " ثم نهض من على الكرسي و توجه نحو الباب
كان الجميع يبكون بسبب تأثرهم و حتى ايهاب ندم على فعلته وذهب لإعادته

......

.......ساعدت آشلي هانز على الوقوف بينما راح ذلك السياسي يراقبها بطرف

عينه وكذلك بقية الزبائن توقفوا عن الاكل وراحوا يتفرجون على الموقف الذي يجري
أمامهم, التفتت نحو عضو البرلمان الوقح وقالت له بغضب مكبوت :" ان كنت

عضوا في البرلمان او رئيس الدولة او نبيلا من نبلاء اليابان فهذا لا يمنحك الحق

لتتصرف هكذا وترمي الطعام على الارض هدرا لو تعلم كم من شخص تعب
ليبلغك هذا الاكل ....اي انسان تطأ قدمه باب مطعمنا مهما كانت مكانته

الاجتماعية فقير, غني , رئيس , مغني و حاكم العالم بأجمعه سيتجرد من كل هذا
ويصبح اسمه زبون ككل الزبائن درجة التفاضل بينكم تكمن في من دخل أولا وليس
اي شيء اخر وبالمناسبة ذلك الزبون الذي يرتدي حداء رخيص كما نعته دخل

قبلك لذلك سيحصل على طلبه اولا , شيء آخر انت بصفتك عضو في البرلمان

كم ستدفع ها ؟؟ خمسين قطعة نقدية على الحساء واربع قطع نقدية ثمنا للشراب و
ستون قطعة ثمنا للتحلية لن تضيف فلسا واحد وهو كذلك سيدفع مثلك اذن بما

افادتنا مهنتك يا حضرة السيد المحترم " تجرع الزبون ريقه من شدة الغضب و صرخ
قائلا :" كيف تجرئين على مقارنتي بذلك الفقير دو الثياب البالية ؟؟" ابتسمت قائلة

:" على الانسان الا يحاول جعل ثيابه اغلى شيء فيه حتى لا يبدوا يوما أرخص

منها " حمل يده وحاول ضربها بكف، فأمسكه احد واعترض طريقه ووقف بينه وبين
آشلي التي ادار لها ظهره, قال الشاب بصوت بارد وصارم حرك مشاعرها و جعل

قلبها يخفق بسرعة جنونية :" حسنا هذا يكفي لقد سمعت ما فيه الكفاية لهذا اليوم
....لقد أذيت الفتى وهذا التصرف لن يسكت عليه رجال الشرطة اضافة الى انك




رفعت يدك على فتاة تحاول ضربها يا للعار!! ان قانون الاخلاق يمنع رجل ان يؤذي
فتاة ومن هذا نستنتج انك لست رجل لست أكثر من كتلة من الشحم تصرخ عاليا
محاولا ابراز نفسك ...يلزمني دقائق فقط لأتصل برجال الشرطة والصحافة ولن
تمضي دقيقة واحدة حتى تتحول من رجل سياسة الى مجرم مسجون بين القضبان
الحديدية ويعلم الناس جميعا بالأمر عبر شاشات التلفاز, سأمنحك عشر دقائق ان لم
تختفي من أمامي فلن اكون طيبا قط " حاول الرجل ان يسحب يده ويضربه لكنه لم
يستطع وادرك قوة ياتوا فغادر المكان وهو يجر أذيال الاهانة خلفه ويتوعدهم بحساب
عسير كانت آشلي في تلك اللحظة بالذات تشعر بنبض لاطبيعي يرسل نغماته
عاليا، فابتعدت عن ياتوا خشية ان يتمكن من سماع دقات قلبها تقدمت نحوه رفيقته
وقالت له برعب شديد :" لنذهب من هذا المكان الموحش ياتوا لقد خسرت الشعور
بالأمان...." التفت نحو آشلي وقال لها قبل ان يغادر :" لديك لسان طويل يا فتاة
...سيسبب لك المشاكل " كانت ترغب بشكره لكنها غيرت رأيها عندما لمحت
ابتسامة السخرية ترتسم على وجهه ثم تختفي بسرعة فردت عليه بتذمر :" أوه
....بصراحة لساني له حجم طبيعي و يمكنه ان يشكر حتى الاشخاص السليطين
أمثالك عندما يقدموا لي المساعدة .....تعال يا هانز لنعقم جرحك " غادر ياتوا
المطعم برفقة الفتاة التي جاءت بصحبته هذا الامر أزعج آشلي ولم تشأ الاعتراف به
حتى..


........انتهى الفصل الأول.....
[/ALIGN][ALIGN=center]

https://f.top4top.net/p_1057vs9a14.jpg
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]

گآجومي 10-06-2018 08:36 PM

رأيكم يهمنا يا أعضاء المنتدى....

Florisa 11-04-2018 03:02 PM

https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif
-آماس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف كاجومي ق1 اول مرة دخلت المنتدى انا دخلته مشان رواياته
وكان اسمي انيوشا هههههههه لهيك انجذبت لاسم عضويتك وروايتك وقرأت الفصل كامل
اسم الرواية مثلث النار يعني مثلث الحب لان الغنية والفقيرة يحبو ياتو ؟
اكثر ما اعجبني هو الحس الياباني بالفصل بما اني اتابع كتير دراما يابانية وكورية هع1ق1
طريقتك لسرد الاحداث مذهلة لا انقطاع فيها فهمنا وفعلاً اخلاق هانز رائعة اعجبتني قصته
لقد كان الشجار ورمي الكلام بين آشلي وياتوا محمس ومميز بينهما هع1
اخر موقف مع ذاك المتسلط الحكومي رهييييب وكلام اشلي يجنن وقوي هع1
ما توقعت يتدخل ياتوا ويساعدها هع1
حبيت روايتك ومنتظرة الفصل الثاني لا تتأخري علينا ق1
لازم تنشري رابط روايتك بالملفات مشان يشوفها الاعضاء ويقرأوا روايتك ق1

ابتسامة شيطانية 11-10-2018 04:31 PM

https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif
-آماس

السلام عليكم اختي كاجومي
بداية جذبني عنوان القصة ضننتها احدى قصص الخيال والفننتازيا لكن الموضوع كان عكس ذلك تماما
اظن ان العنوان غير مناسب نوعا ما:lesh:(مجرد راي)
لكن مضمون القصة مثير وقعت في حب ياتو ماذا افعل شخصية غامضة مثيرة مميزة جذابة
شخصية اشلي جميلة ايضا لسانها ليس طويلا بل طويييييييييييييل
على العموم القصة لكنك مقصرة نوعا ما في وصف بطلتك
ارجو ان لا يثبط كلامي هذا من عزمك لكنني اريد لك الافضل تابعيييي حبيبتي سلمت يداك

L O N A. 11-12-2018 07:09 PM

https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif
-آماس

اهلين وسهلينو2
كيفك كاجومي اتمنى تكوني بخير اختي و1
روايتك عجبتني بتجنن :dalbi:
والاسم جميل جدا وبسيط هع1
لو انك اضف تنسيقا او تكبيرا ق2
او اضافة الوان لاحداث الرواي لكان افضلق7
مارايك انت؟؟؟؟ق8ق9
جيد جدا لاتوجد اخطاء املائيةص1
بخصوص الشخصيات التي اعجبتني هي
آشلي وياتواق6
جميل جدا وكيوتين :dalbi:
المهم اتمنى تزيدي معلوماتك ق4
واتمنى تتقبلي مروري الذي
انتهت صلاحيته ق9
شكرا ولاتحرمينا من جديدكهه5
باي دمت في رعاية الرحمان وحفظهق1ق1

گآجومي 11-13-2018 12:19 PM

اهلا بكن في صفحة روايتي يا بنات

بداية يشرفني ان روايتي نالت اعجابكم.....
وبالنسبة لنصائحكم سأتخدها بعين الاعتبار واسعى جاهدة لتطبيقها
احببت تشجيعكن لي واتمنى ان ينال الفصل الثــاني من روايتي
اعجابكن أيضا.....تحياتي لكن جميعا (كـاجومي)

ألكساندرا 11-26-2018 05:52 AM


https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif

-آماس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله لك قلم براق كاجومى ق2
ها قد تمكنت من قرائة الرواية كما رغب وقد اعجبتنى كثيرا
فكرتها رائعه كما والاحداث جذابه ق2
صراع الفقر والغنا والتواضع والغرور احب ذلك.

ياتو المغرور لقد انزعجت من تصرفاته ولكننى اغرمت بوسامته كسائر الفتيات هع2
تصرفه بلقائه الاول مع اشلي فظ.وكلماته سليطة كالسيف ولكنه كان مستعجلا للهرب من مطاردته ضحك1

للان لم تظهر يوريكا بشكل اساسى ولم نتعرف على طباعها ومواصفاتها
اعتقد سيكون لها نصيب من البارت القادم وستاخذ دور المطارد ثقيل الدم ههه

ثاثرت لموقف هانزوا واصابته بالزجاج رجل بغيض ذك السياسى يستحق اكثر مما مما جرا
موقف اشلي رائع احب هذا الطبع بالفتيات اجمل شىء اللسان الطويل ضحك1
اشلي الاموره ق2

سردك جميل وكذا وصفك وفقت بذلك شكر5
لدى نقطه لك انتبهى لها
وانت تسردينى الاحداث لا تجعلى اشلي تسرد بدلا عنك بعض الاوقات لكى لا تربكى القارء
عليك وضع تنبيه ان البطلة ستتحدث قبل ان تغيرى طريقة السرد

لقد اعجبتنى طريقتك وقصتك
وساكون متابعة لك باذن الله مسدس1

لا تتاخرى بتنزيل البارت فأنا اموت حماسة من الان
اذا تاخرت سانسى الاحداث ولن اتابع هع2
بانتظارك كاجومى لا تتاخرى ارجوك واعلمينى عند نزول البارت ق2

استودعك الله

گآجومي 03-14-2019 06:41 PM

QUOTE=ألكساندرا]https://f.top4top.net/p_1057eynap0.jpg[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_1057ywbn91.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




https://e.top4top.net/p_1057j8rpq3.jpg





https://f.top4top.net/p_1057vs9a14.jpg





الفــــــصل الثآني

........دخلت آشلي في ساعة متأخرة الى الشقة فوجدت أمها تجلس على الكنبة وتقوم بالتدخين بينما هي تشاهد فلما
فقالت متذمرة :" امي اوقفي التدخين ارجوك لقد انتشرت الرائحة في انحاء الشقة "
وباشرت بفتح النوافذ فتنهدت امها قائلة :" هل الرائحة هي التي أزعجتك وليس رؤيتي أقتل نفسي ببطء "
التفتت نحوها ببرود وقالت :" اذا كنت تعرفين ان التدخين قاتل فلما لا تتوقفين ....صدقيني انا لا اهتم ,فانت بالغة تستطيعين الاهتمام بنفسك ولن اعلمك كيف تتصرفين فهذا دورك وليس دوري ....من منا الام هنا؟ لأنني بدأت أشك في الامر في الآونة الاخيرة"
غضبت امها فجأة فوقفت واعترضت طريقها ثم قالت :" اذن هل ستدعينني العب دور الام وأسألك اين كنت في هذا الوقت المتأخر ؟؟من حقي ان أعرف الاجابة فأنا والدتك ....لا تضيعي حياتك بهذه الطريقة فانت شابة جميلة بإمكانك ان تصطادي احد الاغنياء و تعيشي مترفة بدل مرافقة الشباب الى النوادي الليلية....انا انصحك لأنني كنت مراهقة يوما و دمرت حياتي بيدي و لا اريد من ابنتي ان تفعل مثلي لهذا ...."
حركت آشلي يدها علامة على الضجر و الانزعاج فبدت بتلك الحركة تشبه شرطي مرور يطالب سائق دراجة متهور بالتوقف جانبا و قالت :" يكفي ....يكفي لقد تأخرت في لعب دور الام كثيرا, بداية منذ متى كانت الامومة مسرحية تنال فيها الامهات ادوار الحنان والرأفة والاهتمام بالأبناء ثم هل عشت انت مترفة عندما تزوجت رجلا غنيا؟ ...انظري الى نفسك بلا عمل او بيت دائمة التدخين ...انفجرت ضاحكة ثم تابعت كلامها الجارح و تحاولين رفع قضية على زوجك ستنتهي بزجك في السجن "
توجهت امها نحوها وضربتها بكف على وجهها :" احترمي نفسك وتذكري لمن توجهين هذا الكلام ....انا امك ان نسيت ....ربما انتهى زواجي من ذلك الثري لأنه يغار كثيرا وفكرة ان لدي ابنة في مكان ما لم ترق له ,لكن هذا لن يحدث معك فانت ليس لديك ابنة مثلي ....بسببك انتهى زواجي لهذا من واجبك تعويضي مفهوم ان لم احصل على حقوقي في المحكمة فسآخذها منك غصبا فانت سبب تعاستي منذ ولادتك"
........ كانت تلك الكلمات صادمة بالنسبة لآشلي التي ظلت صامتة مندهشة وراحت تقول في نفسها....أعرف جيدا ان أمي لم تحبني يوما وأنها أتت الى هنا لأنها مفلسة حتى انني كدت أقتنع بأنها ندمت على تركي و تحاول تعويضي بقدر المستطاع لكن لم أتوقع قط ان يكون مجيئها الى هنا هو الحصول على التعويض مني لا تقديمه لي ابتسمت لها و انا احارب نفسي لأخفي غضبي و خيبة أملي وقلت لها :" لك ما تريدين سأعوضك ...فقط قولي لي كم المبلغ ؟؟"
عندما نظرت نحوها بدت لي كمن تلقى لطمة على وجهه لم يحسب لها حسابا فقالت لي :" لا تفهميني خطأ ....انا فقط أريد ان اضمن لكلينا مستقبلا مترفا "
تركتها وتوجهت الى غرفتي أ لا يكفيني ما مررت به اليوم من مشقات؟ رميت نفسي على الفراش و نمت نوما عميقا ....في الصباح الموالي استيقظت مبكرا وخرجت من البيت خلسة بعد ان قمت بجمع اغراضي سأتكفل بدفع تكاليف الشقة لكن بعيدا عنها فأنا لم اعد أطيق رؤية وجهها سأعوضها عن الالم الذي سببته لي منذ كنت صغيرة ، فقط لأنها من المفترض ان تكون المرأة التي يجب ان اناديها " امي" شعرت برغبة في البكاء ،فجلست على كرسي خشبي موضوع على حافة الطريق و باشرت بالبكاء بدون اصدار صوت او شهيق كانت دموعي تنهمر على خدي كالسيل الجارف ، لقد كنت غبية لأنني فتحت لها بابي مجددا لا اقصد باب شقتي وانما باب قلبي فحطمته أشعر انني لم أعد املك واحدا فقط مجرد شظايا عالقة بين أضلاعي....بكل وقاحة تأتي الي وتطالبني بالتعويض ، ما الذي فعلته لي غير انجابي ورميي في الشارع عندما قررت الزواج برجل ثري ؟ ما من أم قد تفعل ذلك ألم تفعل أم هانز المستحيل لتربي ابنها وتعلمه حتى بات اليوم لا يرضى ان يسمع عنها سوءا ...لست محظوظة مثله بالرغم من ان امي حية الا انها مستحيل ان تموت لأجلي...بل العكس تماما هي لا تتوقف عن رميي بسهام جعلت من قلبي فتات لقد قتلتني و حطمتني تماما الان بت أجسد الانسان الحي الميت فجأة بدأت الامطار بالهطول فابتلت ثيابي كلها نظرت نحو السماء حتى هي بكت لحالي ، توقفت سيارة بالقرب مني فنزل رجل منها بدت الهيبة تنبعث منه بينما هو يسير نحوي حتى وقف أمامي و قال :" انت ابنة ايميليا .....لقد عرفتك فانت تشبهينها في الشكل "
نظرت نحوه وانا أتساءل عن مادا سيحصل الان :" نعم أنا ابنتها ....ماذا تريد مني؟ "
جلس على الكرسي بجانبي وقال :" انه يوم جميل صحيح " انه يلف ويدور حول الموضوع فأين يكمن الجمال في تلك السحب السوداء التي تغطي السماء ,جعلت من كل شيء يبدوا كئيبا :" حسنا ربما انت لا تعرفينني ...أنا زوج أمك السابق و ببساطة اعرف انكما تعيشان معا لهذا اخبريها انها ان لم تسحب الدعوى فلن ينتظرها شيء جيد في المستقبل "
انه يقوم بتهديدي رائع هذا الذي كان ينقصني شعرت بالدم يغلي في عروقي فنهضت وقلت له:" كنت اعيش معها اما الان فلا ....ما يحدث بينك وبينها لا يعنني لذلك افعل ما تريد فلست أهتم لا بك او بها "
ثم حملت حقيبتي وتابعت سيري لقد حسمت أمري من الان فصاعدا لن أشغل نفسي بالتفكير فيما مضى سأفكر فيما هو قادم وحسب و سأنسى كل من يؤذيني لا وجود لفرصة ثانية في قاموسي سأدوس على كل من يحاول التقرب مني ، فلم أعد أملك قلبا منذ زمن فقط مجرد قطع حطام لم يعد لها معنى الان.... الانسان في هذه الحياة اما ان يسامح ويعاني مجددا او يقطع كل الروابط و معها همومه ويعيش مرتاح البال والضمير ، لقد تعلمت درسا مهما اليوم فمن الغباء ان تتعثر بنفس الحجر مرتين ، لا وجود للحب في هذا العالم فان كانت الام قادرة على التخلي عن ابنتها ببساطة ، فمن لا يستطيع التخلي عنها بنفس السهولة اي حب آخر أمام حب الام لأولادها هو مجرد وهم لا أساس له و ان تقرر انه لا وجود له فهذا معناه ان الحب لا وجود له في الاصل شعرت براحة كبيرة تنبعث من أعماقي، بعد أن حسمت أمري انتهى زمن العذاب و الالم.


......مرت الايام بسرعة بعد تلك الحادثة ، حيث عثرت على شقة جديدة و انتقلت اليها ، ضاعفت من ساعات عملي و تكفلت بدفع ايجار الغرفة الاخرى، دون ان أترك اثرا يدل على عنواني الجديد فأنا لا اريد رؤية تلك المرأة مرة أخرى في حياتي ، صادف هذا انتهاء العطلة فعدت الى الجامعة مرة أخرى لأتلقى الدروس سأبذل جهدي لأتخرج في أسرع وقت ممكن و ابني مستقبلي الجديد الذي لن يشاركني احد فيه اذا ابتعدت عن الناس فلن يجرحني احد هذا عين العقل

.....كنت أدون الملاحظات في دفتري بسرعة قبل ان يمسح الاستاذ السبورة فلا احد مهتم بالكتابة غيري فكل شخص في القاعة مهتم بموضوع ما فمنهم من يتحدث على الهاتف ....و مناظر اخرى غنية عن الوصف ، فجأة لمحت فتاة تجلس في الصف الامامي تكتب الدرس مثلي يا للغرابة!! هناك من يهتم في النهاية اذن... قررت الذهاب والجلوس بقربها سيكون هذا احسن من البقاء بقرب مجموعة من الشباب الطائشين يحاولون التودد الي بطريقة مقززة ، لكن عندما وصلت بقربها تفاجأت لم تكن تدون الدرس كما اعتقدت وانما كانت تكتب رسالة منظرها أوحى لي انها رسالة اعتراف تملأها العواطف كم هذا سخيف تابعت سيري أكثر حتى وصلت الى المقعد الاول وجلست هناك بمفردي بعيدا عن الجميع وتابعت الكتابة في دفتري ، لقد بدت البهجة على الدكتور عندما وجد شخصا مهتما بشرحه اجابني على كل أسئلتي برحابة صدر عندما انتهى الدوام رحت اجمع اغراضي

فاعترضت تلك الفتاة طريقي وقالت لي :" عذرا اريد ان أطلب من خدمة فهل تسمحين لي بأخذ دقيقة من وقتك "

......جلست آشلي على كرسيها وانتظرت خروج بقية الطلاب و عندما خرج آخر طالب التفتت نحو الفتاة و سألتها :" ما المشكلة يا آنسة بما استطيع ان اخدمك ؟"
ضمت الفتاة يديها الى صدرها وقالت بصوت مرتبك :" اريدك ان تقرئي شيئا " اخرجت الرسالة المعطرة بمسك رومنسي وقالت لها :" خذي هذا لو سمحت ...اخبريني برأيك عندما تقرئينها"
امسكت آشلي الرسالة بيديها وقامت بفتحها : أنت القمر الذي ينير ليالي المظلمة ويساعدني في تجاوز مخاوفي ....

....كانت العبارة الاولى كفيلة بجعلها تشعر بالاشمئزاز ، لكنها واصلت القراءة احتراما لمشاعر الفتاة الواقفة تنتظر رأيها ، وعندما انتهت سلمتها الرسالة ثم حملت حقيبتها وتوجهت نحو الباب فاعترضت الفتاة طريقها بسرعة :" لم تخبريني برأيك يا آنسة ...انها محرجة صحيح " حاولت آشلي رسم ابتسامة على وجهها لكنها عجزت عن ذلك لقد اعتادت شفتاها على العبوس فقالت ببرود :" عباراتك جميلة ولكنها تحتوي على اخطاء املائية كثيرة لهذا قومي بتصحيحها لأنها ستشوه جمال العبارات و رقي الاسلوب "

ثم تابعت تقدمها متجاهلة ملامح الاستغراب التي غزت وجه الفتاة الشقراء الجميلة

......قدم ياتوا بسيارته الرياضية الجميلة الى الجامعة و جلس ينتظر خروج يوريكا بنفاد صبر لقد طلبوآ منه الذهاب الى هناك و احضارها ما سبب له الانزعاج، عندما لمحته ركضت مسرعة باتجاهه و صعدت الى السيارة حيث جلست بقربه :" ياتوا انت جئت لملاقاتي و اصطحابي انا عاجزة عن تصديق ذلك "
شغل محرك السيارة و انطلق يشق طريقه بينما لم تبعد هي عينيها عنه لقد كانت نظرات الاعجاب التي ترمقه بها تفضح ما تخفيه في قلبها من هيام ....انها تحبه الى حد الجنون لكن بالمقابل هو لا يبدوا عليه انه مهتم بها أصلا فقالت بأسى وحزن ظاهر:" ياتوا أصدقني القول ....لقد اجبرك والدك على القدوم الى هنا واصطحابي "

ابتسم ياتوا بطريقة جعلت دقات قلبها تتسارع :" من اوحى لك بذلك ؟انا فقط لا احب ان يأمرني احد يا عزيزتي "

احمرت وجنتاها عندما استخدم لفظ عزيزتي ليناديها به انها منتبهة لكل كلمة يقولها و لا يفوتها شيء يخصه ,طلبت منه أن يذهبا الى محل المثلجات قبل التوجه الى البيت فنفد رغبتها واصطحبها الى متجر المثلجات كانا يجلسان في طاولة تطل على شاطئ البحر ....النسيم العليل يلفهما و المكان شاعري جدا فابتسمت يوريكا وقالت له :" كيف تجري الامور معك يا ياتوا ؟"

تناول ملعقة من صحن المثلجات التموضع أمامه وصرح قائلا :" اموري بخير ...أعتقد أنني سأنخرط في صفوف قوات الشرطة قريبا "

لقد كان ياتوا ضابط شرطة قدير في بريطانيا و حصل على الكثير من الترقيات لكنه اخذ اجازة من عمله وقدم الى هنا من اجل جدته ثم اتضح له ان الجلوس بدون عمل امر ممل جدا ، فالتهبت وجنتاها احمرارا بسبب الاحراج لأنه مد يده الى وجهها ومسح بقعة من المثلجات علقت فوق شفتها :" هل نعود ؟" حركت رأسها كالمسحورة التي لا تحس بشيء حولها وظلت ممسكة بالمكان الذي لمسه بيده لفترة طويلة.

عندما أوصلها الى البيت دعته للدخول معها لكنه رفض ذلك ثم أدار عجلة السيارة وانطلق يشق طريقه نحو البيت وهو يشعر بالملل الشديد ,مند قدومه الى اليابان وهو يتسكع بلا عمل و دون ان يقوم بعمل مفيد حتى باتت ايامه ولياليه كلها مضجرة مميتة للقلب
دخلت يوريكا الى البيت بسرعة وهي تنشد لحن اغنية بين شفتيها الرقيقتين بسبب السعادة العارمة التي تحس بها هذا اليوم فالتقت بوالدها الذي سألها:" ما سر هذه السعادة يا يوري ؟"

احمرت وجنتاها بسبب الاحراج فردت على عجل عندما لمحت اصراره لمعرفة السبب فقالت :" لا شيء يا ابي انا فقط شعرت برغبة في الغناء...اعذرني سأصعد الى غرفتي "
-حسنا...سنتناول العشاء بعد لحظات فلا تتأخري في
-حاضر يا ابي( قالتها وهي تصعد الدرج مسرعة متجاهلة ابتسامته الماكرة ) فتحت باب غرفتها وجلست على السرير تتذكر اللحظات القليلة التي جمعتها بياتوا الوسيم .
....في هذه الاثناء كان المطعم نشيطا كعادته اذ حملت آشلي الطبق وسارت به نحو الطاولة الخامسة التي كان يجلس اليها رجل وزوجته يحتفلان بمرور عام على زواجهما , كانت المرأة شابة جميلة جدا ذات شعر اشقر وعينان زرقاوان بينما زوجها عجوز كبير في السن يبدو عليه انه على مشارف الخمسين او اكثر , سلمتهما طلبهما ثم انصرفت بسرعة الى المطبخ حيث كان طاقم المطعم مجتمعين فسألت ايهاب قائلة :"هل هذا كل شيء لليوم يا ايهاب ؟" التفت نحوها وابتسم قائلا :" لم يأتينا زبائن كثر اليوم لذلك اعتقد اننا سنغلق قريبا ...سوسن توقفي عن استراق النظر على الزبائن "
جلست سوسن بقربه وهي احدى نادلات المطعم وقالت بسخرية :" لقد كنت اراقب العجوز وزوجته...تخيلوا انهما يحتفلان بذكرى زواجهما الاولى...المال حقا يصنع العجب فقد جعل هرما يتزوج بحسناء قاهرة الجمال "
لم تستغرب كوشينا من كلام زميلاتها في العمل لأنها قد اصابت لب الموضوع فلطالما كان المال سيد الطماعين فلاشك ان هذه المرأة تنتظر وفاة زوجها بفارغ الصبر لتضع يديها الكريهتين على ماله وتسطو على نفوده ، مجرد التفكير في الامر سبب لها السقم فاعتذرت منهم لتعود الى بيتها فهي لم تعد تطيق رؤية هاذين الزوجين فهما يذكرانها بوالدتها المهووسة بالنقود

كانت تسير بلا وجهة معينة غارقة في ظلام قلبها و سواد ليلها كل شيء يحدث في هذه الحياة يكون خلفه سبب معين وحكمة من وقوعه لكنها الان تجهل سبب كره والدتها لها ، ولماذا هي بدون قلب وحقيرة هكذا ؟ لم تشعر بالسيارة القادمة من بعيد حت اصبحت أمامها مباشرة ولأن الوقت ضيق جدا و المسافة التي تفصلهما صغيرة ظلت عاجزة تراقب مرور شريط حياتها البائسة أمام عينيها ,توقفت السيارة في آخر لحظة فخرج منها السائق وهو يشعر بغضب شديد وما ان اصبح بمحاذاتها حتى صرخ في وجهها قائلا:" اللعنة أ لا ترين أمامك؟"

رفعت بصرها نحوه كان شابا ذو شعر اسود وملامح جريئة جدا شعرت انها تعرفه لكنها عاجزة عن تذكر من يكون بسبب الصدمة التي ألمت بها:" انا اتحدث معك يا آنسة...هل انت على ما يرام؟" حركت رأسها ايجابا فتنهد معبرا عن ارتياحه ثم قال لها بلطف :" لقد اخفتني...ظننت انني سأدهسك بسيارتي " جاءها الجواب مسرعا لقد ادركت من يكون هذا الشاب الواقف امامها فقالت بدون حماس :" انت الممثل الشهير دانيال...صحيح؟"

ادخل اصابع في شعره ثم ابعده عن جبهته بطريقة تدل على الافتخار :" نعم...انا الممثل دانيال لكن لا تصرخي عاليا فلا اريد ان يفترسني المعجبين"

رفعت يدها الى فمها و تثاءبت :"أوه.....لا تقلق لست مهتمة كثيرا بالأمر "
برزت اسنانه البيضاء عندما رسم ابتسامة جميلة على وجهه:" هذه اول مرة في حياتي اقابل معجبة لا تصرخ في وجهي جاعلة بذلك كل الناس يطاردونني "

انه لم يبالغ في كلامه مطلقا فهو ممثل مشهور، ذاع صيته في مدة قصيرة واضحى من كبار نجوم السنيما فقالت له :" لا حاجة لك للقلق...انا بخير ولهذا اعذرني سأتابع سيري " لم يتمالك دانيال نفسه فانفجر ضاحكا ما جعلها تستدير نحوه :" ما حكايتك الان يا سيد؟" توقف عن الضحك وقال بحماسة :" انت حقا فتاة مميزة...سأكون مجنونا ان تركت تذهبين دون ان ادعوك الى شرب فنجان من القهوة " رسمت شبه ابتسامة على وجهها وقالت :" شكرا...هذا لطف منك لكن اخشى ان علي الرفض...وداعا"

ثم انطلقت تركض بسرعة لأن المطر باشر بالهطول ، وعندما وصلت الى شقتها جلست على حافة الشرفة وراحت تسترجع احداث هذا اليوم خاصة لقاءها مع الفنان الوسيم ، اكيد لو سمعت زميلاتها في الجامعة بالأمر وكيف رفضت دعوته لشرب كوب من القهوة سيتهمونها بالجنون لكنها لا تبالي بالأمر مطلقا ......سمعت صباح اليوم الموالي طرقا على الباب فسارعت الى فتحه و اذا بها تجده صاحب البيت الذي قال لها :" اخشى يا آنسة انني ارغب في ان تفرغي هذه الشقة "

شعرت بصدمة كبيرة لأنها ظنت اخيرا انها استقرت تماما فسألته ببرود :" عذرا...لم؟" قال لها الرجل وهو يفرك لحيته :" بصراحة المستأجر الاول الذي قدم الى هنا لم يترك الشقة كليا اذ انه كان يعمل بعيدا ثم عاد يطالب بالشقة ...قلت له انني لن اتمكن من تسليمه المفتاح لأنك تعيشين فيها الان لكنه قال بانني وقعت معه عقدا و سيشتكي بي الى الشرطة "

ضمت آشلي يديها الى صدرها بحركة دفاعية وقالت بهدوء:" انا ايضا وقعت معك عقدا لمدة ثلاثة اشهر...اين هو هذا المستأجر فليأتي ليواجهني ؟" تعجب الرجل وقال لها:" انه تحت...في شقتي يطالبك بالمغادرة قبل صعوده..." ابتسمت آشلي ونزلت مسرعة بكل ثقة تلاشت مباشرة ما ان فتحت باب شقة الرجل وشاهدت المستأجر الذي يطالبها بالمغادرة، انه الممثل المشهور دانيال لكنه يرتدي ثيابا بسيطة جعلت من الصعب التعرف عليه :"هذا انت "

وقف على قدميه وتوجه نحوها :" ألست...فتاة الطريق...مادا جاء بك الى هنا ؟ " تذكرت مهمتها بالضبط ثم قالت بثقة :" انا المستأجرة فوق التي تطالبها حضرتك بالمغادرة...اسمع يا سيد دانيال المحترم انا ايضا وقعت عقدا مع الرجل وليس شأني انك تركت الشقة وغادرت وكأنك شبح دون ان تعلم صاحبها بنيتك في العودة "

بدت عليه التسلية وهو يجيبها :" حقا..؟" ضمت يديها الى صدرها بثقة وقالت :" نعم...لن اتخلى عنها مطلقا فمنظرها لطيف و ايضا تطل على منظر جذاب و انا اشعر بالراحة فيها...فابحث عن غيرها "

اقترب منها ولمس خصلة من شعرها فولدت حركته هذه رعبا في صدرها وجعلتها تتخذ موقفا دفاعيا :" هل ستحرمين هذا الرجل الوسيم من اخذ غرفته التي يستخدمها في التدرب على ادواره بسبب منظرها الجميل والمريح ؟"
انه يحاول تملقها لكنها حصينة ضد هذا النوع من الحركات :" وهل ستحرم هذه الفتاة المسكينة من الدراسة في جو هادئ في غرفة ذات منظر جميل"
تركها وانفجر ضاحكا ثم علق قائلا عندما لمح استغرابها ونظرات الحذر في عينيها :" لقد شعرت من اول لقاء انك مميزة...لقد مر وقت طويل جدا لم اخض فيه شجارا طبيعيا متعلق بمشكلة مدنية..."

دخل صاحب العمارة الى شقته حيث كانا هما يتحدثان وقال :" هل توصلتما الى اتفاق؟" التفت دانيال نحوه غاضبا وقال:" انت السبب في كل هذا...لهذا حل هذه المشكلة " فكر الرجل مليا ثم قال:" انا لا اعيش هنا الى نادرا لهذا خد شقتي يا سيد...طبعا ان كان هذا يناسبك "

التفت نحو آشلي وقال برقة اعتبرتها تمثيلا و جزء من موهبته:" ما دامت هذه الشابة ستكون جارتي...فلا بأس المهم ان احظى ببعض العزلة سواء في هذه الغرفة ام في الغرفة الاخرى فلا فرق عندي "

وبهذا حلت هذه المشكلة فشعرت آشلي ببعض الراحة ثم خرجت واتجهت الى غرفتها, كانت عيناه تلاحقانها حتى اختفت خلف الباب فوقف صاحب العمارة امامه وقال له محذرا :" ارى انها اعجبتك يا سيدي...لكن انا احذرك لا اسمح بتلك السلوكات في عمارتي..."

ابتسم دانيال مبرزا اسنانه البيضاء وقال :" اشكر ربك انني ...تركت هذه المسألة تمر على ما يرام ولم ادخلك السجن بتهمة خداعي وتسليم الشقة لشخص آخر اما بالنسبة لما ارغب بفعله فهذا شأني وحدي ولا علاقة لك به...غادر غرفتي الان " خرج الرجل غاضبا بسبب غرور هذا المستأجر الذي لا يطاق جاهلا هويته الحقيقية .

......وفي منزل تبدو على اصحابه انهم يتمتعون بالثراء و الفخامةجلست يوريكا في سريرها تتناول طعام الفطور الذي احضرته لها الخادمة قبل لحظات , رن هاتفها بقربها فحملته و ردت على الاتصال:" مرحبا يا ريو ....مادا تريد؟ " طلب منها الشاب ان تخرج معه لكنها قررت الرفض فهي لا تريد اي احد ...لو كانت هذه الدعوة من ياتوا لكانت رمت كل شيئا خلف ظهرها وقفزت نحوه مسرعة :" آسفة ريو انا مشغولة...أجلها لوقت لاحق "
ثم تركت فراشها وغادرت الغرفة بسرعة , انها ستذهب الى الجامعة اليوم وقد طلب والدها من ياتوا شخصيا ان يوصلها اليها ... و ما هي الا لحظات حتى كانت تجلسه بقربه في سيارته و تنظر اليه بطرف عينها بدى وسيما كعادته يرتدي سترة سوداء و شعره الاشقر مبعثر على جبهته بطريقة جعلت منه فاتنا , كان يقود السيارة بثقة كبيرة و يركز نظره على الطريق :"اخبرني يا ياتوا...هل انت سعيد باصالي الى الجامعة في كل يوم ؟ " قال ببرود بدى واضحا من صوته :" راحتك تسعدنا يا آنسة "
شعرت بالانزعاج بسبب كلامه لكنها فضلت تغيير الموضوع :" هل ستباشر العمل...في قسم الشرطة ؟
" التفت نحوها وقال :" قدمت طلبا خطيا وانتظر الرد...ها قد وصلنا الى الجامعة..."

ودعته ونزلت من السيارة ثم توجهت الى الجامعة، كان الجميع في قاعة المحاضرات يستمعون الى محاضرة استاذ الفيزياء فجلست بقرب فتاة ذات شعر اسود فاحم وعينان بلون رمادي تنبعث منه شرارات الغموض بدى عليها انها مهتمة جدا بالمحاضرة لكن من سوء حظها جلست في الصف الاخير فسألتها قائلة :" هل تحبين الفيزياء؟" التفتت آشلي نحوها بسرعة ..كانت فتاة شقراء جميلة جدا لكنها لا تحب طريقة نظرها نحوها اذ بدت وكأنها تستصغرها بسبب منظر ثيابها البسيطة :" اجل ...الفيزياء ممتعة و الان اعذريني اريد التركيز " شعرت يوريكا بملل شديد بقرب هذه الفتاة الجادة و عندما انتهت المحاضرة نهضت مسرعة و كأنها تحاول الهروب من لهيب النيران

في حين حملت آشلي اغراضها ببطء ثم غادرت المكان , كانت تسير في الشارع عندما لمحت تجمع غفيرا من السكان بالقرب منها فتوجهت نحوه مسرعة لترى مادا يحدث:" سيدتي ماذا يجري هنا؟ " التفتت نحوها المرأة المصدومة وقالت :" لقد تعرضت امرأة لحادث فضيع قبل دقائق...الاسعاف قادمة لتنقلها من هنا " اقتربت كوشينا لتتعرف على المصابة فصدمها المشهد....كانت والدتها غارقة في بحيرة من الدم بلا حراك و الشخص الذي دهسها يجلس بقربها وهو يحاول ابقاءها صاحية فاقتربت منها ببطء ثم ركعت على ركبتيها بقربها وقالت بألم :"أمي...امي..." التفت الرجل نحوها مرعوبا :" انت ابنتها..." لم تجبه على سؤاله بل امسكت بيد امها وحركتها قائلة :" أمي...توقفي عن التمثيل...انت لا يمكنك ان تتركيني " فتحت المرأة عيناها بتعب ووجهتهما نحو ابنتها وقالت لها وهي تلفظ انفاسها الاخيرة:" آشلي...انا السبب في حصول هذا الحادث اذ انني كنت اسير في منتصف الطريق كالمجنونة...آشلي لقد اخطأت في حقك صغيرتي....تخليت عنك وتركتك تعانين...أنا ....أنا...آسفة..."

أغمضت عينيها مودعة هذه الحياة الى الابد متوجهة بذلك الى العالم الاخر , باشرت دموع آشلي بالانهمار وراحت تحركها:" لا يمكنك الاعتراف الان...لقد قلت انك لن تفعلي هذا حتى أخر يوم في حياتك وهذا ليس آخر يوم في حياتك...امي ارجوك انهظي انت ستعيشين...انا لا اريدك ان تموتي "
بدأت الامطار تتساقط بغزارة فوصلت سيارة الاسعاف وسيارات الشرطة لتنقل الضحية الى المستشفى .... يتبع......




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]https://d.top4top.net/p_1057oa70j2.jpg

[/QUOTE]

گآجومي 03-14-2019 06:44 PM

شكرا لكم على انتظاري واسفة على التأخير وان شاء الله ساكمل انزالها 😊

لؤلؤة المحيط الزرقاء 03-15-2019 03:19 AM

جميل جدا اعجبتني روايتك لا تتاخري علينا

ألكساندرا 03-15-2019 10:04 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك كاجومى
احسنت فتاه لقد أكملت
ظننت انك لن تكمليها

أحببت التكملة جدا
صراع اشلى مع والدتها لم ابتلعه
ولكن عندما علمت أنها رمتها لتتزوج من رجل ثرى
قلت انها تستحق،أمثالها محبى المال لا امل منهم.

لم اعلم ان ياتو ظابط شرطه ههه ظننته لازال بالجامعة هع2
خطيبته الغبية ههه لا أعلم لم يتصنع حبها ايخاف من والده ام من ان يجرح مشاعرها؟

تعرفين سعدت لموت والدة اشلى أنها تستحق
يساورنى بعض الشك ان زوجها السابق له علاقة بالأمر
ربما عندما علم بأن اشلى لا تحبها تجرء وقتلها.

أحببت الأحداث كثيرا
ارجوا الا تتاخرى علينا بالتكملة
انا انتظرك بفارغ الصبر

صحيح اسلوبك اعجبنى
ارى سردك مميز وجذاب ق2
انتظر المزيد منك

فى امان الله

لؤلؤة المحيط الزرقاء 03-16-2019 02:58 AM

متى البارت القادم

brahtim 06-08-2019 01:40 PM

شكرا على الرواية

گآجومي 06-12-2019 01:29 PM

السلآم عليكم يآ أصدقاء....إيه أنا حقا لآ ألتزم بمواعيدي
لقد إنشغلت عن اتمام هذه الرواية وغبت عنها طويلا
مع الأسف ظروف شخصية أعاقتني....وعلى العموم سأتابع انزالها قريبا باذن الله....
لي عودة قريبة...وآسفة على عدم اتمامها لأجل من إهتم بها وبأحداثها

🌹كاجومي🌹

گآجومي 06-12-2019 01:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألكساندرا (المشاركة 9086512)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك كاجومى
احسنت فتاه لقد أكملت
ظننت انك لن تكمليها

أحببت التكملة جدا
صراع اشلى مع والدتها لم ابتلعه
ولكن عندما علمت أنها رمتها لتتزوج من رجل ثرى
قلت انها تستحق،أمثالها محبى المال لا امل منهم.

لم اعلم ان ياتو ظابط شرطه ههه ظننته لازال بالجامعة هع2
خطيبته الغبية ههه لا أعلم لم يتصنع حبها ايخاف من والده ام من ان يجرح مشاعرها؟

تعرفين سعدت لموت والدة اشلى أنها تستحق
يساورنى بعض الشك ان زوجها السابق له علاقة بالأمر
ربما عندما علم بأن اشلى لا تحبها تجرء وقتلها.

أحببت الأحداث كثيرا
ارجوا الا تتاخرى علينا بالتكملة
انا انتظرك بفارغ الصبر

صحيح اسلوبك اعجبنى
ارى سردك مميز وجذاب ق2
انتظر المزيد منك

فى امان الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ألكساندرا
أنا بخير والحمد لله
كالعادة لديك تعاليق تبث في الحماس وتشجعني على المتابعة وتحليلك للأحداث مبهر....
شكرا جزيلا لك وآسفة على غيابي الطويل...الذي سيمتد قليلا بعد مع الأسف ولكن لي موعد مع روايتي هذه قريبا باذن الله...
تحياتي لك ...أتمنى ان تكوني بخير وعلى أحسن ما يرام 🌹

گآجومي 08-27-2019 07:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة گآجومي (المشاركة 9086332)
quote=ألكساندرا]https://f.top4top.net/p_1057eynap0.jpg[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('https://a.top4top.net/p_1057ywbn91.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]




https://e.top4top.net/p_1057j8rpq3.jpg





https://f.top4top.net/p_1057vs9a14.jpg

الفــــــصل الثالث

......فتحت المرأة عيناها بتعب ووجهتهما نحو ابنتها وقالت لها وهي تلفظ انفاسها الاخيرة:" آشلي...انا السبب في حصول هذا الحادث اذ انني كنت اسير في منتصف الطريق كالمجنونة...آشلي لقد اخطأت في حقك صغيرتي....تخليت عنك وتركتك تعانين...أنا ....أنا...آسفة..."

أغمضت عينيها مودعة هذه الحياة الى الابد متوجهة بذلك الى العالم الاخر , باشرت دموع آشلي بالانهمار وراحت تحركها:" لا يمكنك الاعتراف الان...لقد قلت انك لن تفعلي هذا حتى أخر يوم في حياتك وهذا ليس آخر يوم في حياتك...امي ارجوك انهظي انت ستعيشين...انا لا اريدك ان تموتي "
بدأت الامطار تتساقط بغزارة فوصلت سيارة الاسعاف وسيارات الشرطة لتنقل الضحية الى المستشفى.....

ظــلت آشلي جآلسة علــى حآفة الطريق تتأمل سيآرات الإسعاف بنظرآت جامدة وهي تبتعد عن المكـــآن تحمل بدآخلها جثة والدتهآ.....لقد مآتت أمها...لم تستطع تصديق مــآ حدث أمامها قبل لحظآت...تمنت أن تسمع إعتذآر والدتها وتوسلآتها ولكن ليس بهذه الطريقة....إنهآ لم تتخيل مطلــقا أن تكـــون نهآية وآلدتها على هذه الشـــآكلة....إقترب منها أحد رجــال الشرطة وقد أحزنه مآ آلت إليه حالتها النفسية من دمــار...لقد تبلدت ملآمحها وتجمدت أطرافها تماما فبدت وكأنها قطعة جليد كبيرة أخرجت من الثلآجة لآ حركة دبت في أوصالها لتثبت غير ذلگ....
سألها بإهتمام بالغ : " هل أنت بخير يآ آنسة....؟ "
رمقته بنظرة خالية من المعآني وأبت أن ترد على سؤاله ليس طوعآ وإنمآ لأنها أحست بأن قدرتها على الكلآم تلآشت...أصبحت الكلمات التي تندفع من أعماقها كالسيول تندثر على حافة لسانها وتأبى الخروج....فأومأت برأسها وعنت بذلگ " نعم " ثم وجهت تركيزها كله نحو سيارات الشرطة التي أحـــآطت المكآن من كافة جوانبه...لم يغب عنها مشهــد ذلگ السائق المسكين الذي صعد إحدى سياراتهم المصطفة بصفته مرتكب الجريمة...بدرت الى مخيلتها فجأة صورة والدتها وهي ملقآة أمامها غارقة في دمآئها حيث أقرت لها وقتها بأن السائق بريئ من الحادثة...فوقفت على قدميها بسرعة وتوجهت نحو السيارة متجاهلة نظرات ذلگ الشرطي التي راحت تلاحقها :" لحظة.... حضرة الضابط انه بريئ "
إلتفت نحوها الضابط الذي لم يسره تدخلها في عمله وقال لها بانزعاج برزت أثاره في كلماته الفظة : " لست انت من تقررين هذا...بل المحكمة...ثم ما شأنگ بالموضوع ؟ "
ترقرقت عيناها بالدموع وهي ترد عليه قآئلة: " الضحية أمي..."
لآنت ملآمحه فجأة وقد أثار منظرها شجونه....لقد كآنت ترتدي سترة بيضاء وسروال جينز أسود كلاهما تلوثا بالدمــاء والطين جراء جلوسها على الأرض....شعرها الطويل الأسود مبعثر بطريقة فوضوية على جبينها وكتفاها ووجهها شآحب...عيناها محمرتآن من شدة البكآء...فقال لها بهدوء: " إلحقي بنآ الى المغفر يآ آنسة شهادتك ستؤخد بعين الإعتبــــآر في المحآكمة "
نفدت أوامره جملة وتفصيلآ إذ ركبت في إحدى سيـــآراتهم وتوجهت الى مغفر الشرطة برفقتهم....بعد مسيرة دآمت ربع ساعة بلغوآ مقصدهم فترجلت من السيآرة ولحقت بهم إلى دآخل المبنى الكبير ....وكمآ هي الحـــال في مغافر الشرطة فقد وجدت المكآن مكتض بالشكاوى والناس مجتمعين هنآك لكل شخص ما يشغله ومآ يريد وضع حدا له من خلال إدخـآل الشرطة في قضيته الخاصة....قادها الضابط إلــى الداخل حيث غرفة الإستجواب...وكانت غرفة خافتة الإضاءة خالية من الأثاث وكل ما تحتوي عليه هو طـــاولة صغيرة في المنتصف يجلس عليها المتهمين للإعتراف أو الشهود للإدلاء بشهادتهم....وفي إحدى جدرانها كانت هناك نافدة زجاجية كبيرة يقف خلفها إثنان من المسؤولين يستمعان الى الإستجواب الأولي....وأجهزة متوضعة أمامهم تسجل كل كلمة يدلي بها المتهم لتكون حجة ضده أثناء المحاكمة....إنها أشبه ما يكون بإستديو تسجيل أو إذاعة... لولا وسائل التعديب التي يلجأ لها رجال الشرطة لسحب الاعتراف غصبا لكآنا متماثلان تماما....
جلست آشلي على الكرسي...فسألها محقق الإستجواب...
- ما هي علاقتك بالضحية؟
ردت عليه آشلي بصوت بارد خالي من المشاعر: " انها أمــي "
- وصلني أنك قلت لرجال الشرطة ان السائق بريئ ولم يتعمد دهسها بسيارته فهل هذا صحيح....وعلــى أي أساس إستندت لتطلقي هذا الإعتراف....؟
رآحت آشلي تعيد على مسامعه ما قالته له أمها جملة وتفصيلآ
فقال لها المحقق: " هذآ يعنـــي انه حسب قولك فإن الرجل حقا بريئ ولكن لا يمكننا إطلآق صراحه....ليس قبل ان يردنا تقرير الطبيب الشرعي بعد فحصه للجثة...
- حسنا...هل يمكنني المغادرة الآن؟
حرك رأسه موافقا...فوقفت على قدميها و همت بالخروج...ولكن قبل أن تطأ قدمها عتبة الباب إذا بشرطي يدخل غرفة مسرعا وقال لمحقق الإستجاب: " سيد إريس هناك شاب في الخارج قلب المكان رأسا على عقب ويقول انه يريد مقابلة الرجل المحتجز "
تنهد محقق الاستجواب بصمت ثم خرج حيث يتواجد ذلك الشاب فلحقت به آشلي أيضا......
في هذه الأثناء كـآن ذلگ السائق محتجزا في إحدى القاعات....
لا يمكنه مغادرة المغفر قبل ان يتأكد الشرطة من أن الحادث كان غير متعمد....وبما ان ابنتها لم تطلب دية او تعويض فهذا معناه انه لو اتضح للعدالة بإنه بريئ سيخرج دون مشاكل.....كآن هذا كله سينطبق عليه لو كآن رجلا عاديا....ولكنه ليس كذلك وما إن تتسرب الاخبار وتبلغ وكر الصحافة سيهجمون عليه مثل قطيع من الأسود المفترسة ويقطعونه إربا بأخبار ربعها صحيحها ومعظمها من نسج خيالهم..... ما هي إلآ لحظآت حتى اخترق مقر الشرطة شاب بدى عليه أنه ركض طويلا حتى بلغ هذا المكان...ثيابه مبللة بميآه الأمطــار وشعره مبعثر على جبهته...لقد كان هناك أزمة في السير ما جعله هذا يتخلــى عن سيارته وسط الازدحام ويتابع ركضا نحو المغفر....إعترض أحد رجال الشرطة طريقه فصرخ في وجهه: " إبتعد عن طريقي....أريد رؤية أبي "
وقفت آشلي متسمرة تراقب ذلك الشاب الغاضب من رجال الشرطة الذين اعترضوا طريقه ورفضوا ان يسمحوا له برؤيه والده المحتجز.....لم تتمكن من تصديق ما رأته...ذلگ الأشقر الذي ساعدها في حل أزمة المطعم ذات مرة هو نفسه ابن الرجل الذي دهس والدتها بسيارته.....شعر ياتو بإن هناك من يراقبه بصمت فإلتفت ليعرف من الفاعل وإذا ببصره يقع على آشلي التي لم تجد وقتا كافيا لتسرع وتختبأ قبل ان يلمحها.....
حــاول ياتو أن يجد تفسيرا مناسبا لتواجد هذه النادلة في مغفر الشرطة ولكن بلا فائدة....لم يصل الى تفسير يقنعه كل الاقناع فتوجه نحوها مباشرة وسألها قائلا: " انت...ما الذي تفعلينه هنا ؟ "
ردت عليه آشلي ببرود يعادل برود سؤاله: " الأمر لا يعنيك "
إرتفع حاجبآه إستغرآبا....هو يعلم مسبقا بأنها فتاة سليطة اللسآن...ولكن إتضح لــه انها وقحة اضافة الى ذلك...
لم يخفى عن آشلي ذلگ التأثير العميق الذي سببته له إجابتها الوقحة المقتضبة...ولكنه يظن نفسه محور العالم وأن كل النظرات الموجهة نحوه لابد وتكون نظرات محبة وإعجاب...مما لاشگ فيه ان النرجسية هي إحدى صفاته اظافة الى الغرور والتكبر....
- الأمر يعنيه يآ آنسة آشلي....
هذه العبارة التي قيلت بصوت حازم جعلت كل من يآتو وآشلي يستديران بسرعة ليتعرفا على هوية المتكلم ، وإذا به يكون محقق الاستجواب....إقترب منهما بخطوات ثابثة ووقف وجها لوجه أمام ياتو وقال له: " انت اذن من أثار جلبة في هذا المكان؟... اسمعني ايها الشاب.....والدك بسبب تهوره في القيادة أقدم على دهس احد المارة بسيارته ...ومع الاسف لم تكن الضحية محظوظة كفاية اذ تأخرت سيارة الاسعاف في الوصول اليها مما ادى الى وفاتها صباح هذا اليوم....و هي والدة الآنسة....."
كآن ما أدلى به على مسامعه كالصاعقة...لم يستطع أن يستوعب كلمة مما قاله إثر الصدمة التى إختلجت أمواجها في أعماقه وإرتسم أثرها على وجهه الذي كساه شحوب فجأة فراح يرمقه بدهشة ثم سأله بإنفعال: " وهل لديك دليل يثبت ان والدي كان يقود سيارته بسرعة....ثم أكيد ان الحادث لم يكن متعمد ؟"
- ما أدراك؟.....هل كنت حاضرا...؟
- اسمع ايها المحقق لا يمكنك ان تحتجز والدي في الداخل على ذنب لم يقترفه عمدا...انه حادث قدره الله ولو أراد اهلها التعويض سندفع لهم المبلغ الذي يريدونه....ان لديه فوبيا الاماكن المغلقة فاطلق صراحه....حالا...
كان كلامه مقنعا للمحقق وكيف لا يكون كذلك وياتو قد درس القانون وامور الشرطة في الجامعة لسنوات...وهو يعرف جيدا احكام الاحتجاز ...وكل ما هو متعلق بمهام محقق الاستجواب وغيره من رجال الشرطة...
في الوقت عينه شعرت آشلي بحنق شديد جراء كلامه الذي أقر فيه بأنهم سيدفعون التعويض اللازم ليخرج والده من السجن....
هل يعتقد ان صاحب المال قادر على فعل أي شيئ ؟....وان تلگ القطع النقدية لها القدرة على تعويض الأرواح المفقودة....
دام الصمت للحظات بينهم كسرته بقولها: " هل تظن حياة الناس تباع وتشترى مثل السلعة يا هذا؟ "
رمقها ياتو بنظرة باردة ورد على كلامها: " لم أقل شيئا كهذا ولكن الحادث حصل وانتهى....اسف لما اصاب امك واحتجاز ابي في غرفة ضيقة مظلمة لن يعيدها الى الحياة...."
- اسمع أمي قالت قبل وفاتها أن والدك لا علاقة له بالحادث هي من كانت تركض في الطريق مثل المجنونة ولولا هذا لكنت اجبرت القضاء على تنفيد حكم الاعدام لأثأر لمقتل والدتي....أنا واثقة انكم انتم الاغنياء تظنون القانون تحت اقدامكم....تقتلون الارواح...تنهبون الاموال...تطردون العمال...تشترون الناس والقضاء ببعض النقود فقط....
إبتسم ياتو بسخرية وعلق على كلامها قائلا: " إحتقار واضح للأغنياء..."
- لآ أنت مخطئ....إنها الحقيقة وكلآمي ليس ناجم عن احتقار أو إزدراء موجه لكم كما تدعي....بل هو مستند إلى وقائع أثبتها مجتمعكم الراقي القذر....
في هذه اللحظة بالظبط رن هاتف المحقق ما قطع بينهما تلگ الحرب الباردة التي كانت على وشك الإندلاع....راحا يراقبان المحقق بصمت وقد دهشا لتغير ملامح وجهه أثناء المحادثة من الهادئة الى المرتبكة...إذ قطب جبينه جبينه وإرتفع إحدا حاجباه بتلقائية...ثم تلعثم وهو يسأل محدثه قائلا :" مادا تعني....هل تقصد أن كل شيئ كان مدبرا "
ثم ما لبث أن أضاف : " حسنا.....دقائق وسأكون عندك..."
اغلق هاتفه على عجل فسأله ياتو بقلق : " مادا هناك يا حضرة المحقق...أخبرني ؟ "
- لا يمكننا اطلاق سراح والدك الآن ايها الشاب....لقد إتضح في التقرير الذي ارسله لنا الطبيب الشرعي أن والدة الآنسة قد تعرضت لطعنة سكين على مستوى الجانب الأيسر من البطن....وهذا إن دل على شيئ فهو كونها تعرضت لمحاولة قتل...ولكنها تمكنت من الفرار فلحق بها القاتل وحدث الإصطدام.....
كشر ياتو بغضب وقال له: " أ تريد القول ان والدي هو القاتل؟ ....اسمع ابي لا علاقة له بما جرى وما يجري معكم....هو أصلا لا يعرف الضحية... فأنى له ان يطعنها بالسكين ويحاول قتلها فوق ذلگ كله..."
- أنت حاليا تتحدث بعواطفگ ايها الشاب فكن منطقيا....والدگ هو المشتبه به الأول...والمتهم بهذه الجريمة وإن لم يجدوا دليلا على براءته فسيكون مصيره السجن لا محالة....
إقترب منه ياتو بخطوات ثابثة وقال له بهدوء
: " أنا أيضا درست القانون...وأعرف كل شيئ يتعلق به ولا انتظر أحدا ليشرحه لي...وحسب ما أعرفه انا هو انه لا يمكنكم إحتجازه ما لم تعثرو على دليل يدينه...بالله عليگ ابي لا يمكنه قتل ذبابة فما بالگ بإنسان...أنا خير من يعرفه وهو الآن جالس في تلگ الغرفة القذرة المظلمة في حين ان القاتل الحقيقي يتجول خارج جدران هذا المغفر اللعين..."
ظلت آشلي تتأملهما بدهشة عقدت لسانها...شعرت بمغص في معدتها جراء الخبر الذي سمعته لتوها ولم تعد قادرة على الوقوف شعرت برجفة تسري في كامل كيانها وكادت تقع أرضا لولا استنادها للجدار الذي يقع بقربها مباشرة...
والدتها تعرضت لطعنة سكين....هذا ما يفسر ركضها في الطريق مثل المجنونة...كانت تحاول الهروب من قاتلها ولكن سيارة والد ياتو باغتتها على حين غرة فدهستها....إن والده بريئ لأنه لو لم يكن كذلگ لما قالت لها أمها تلگ الكلمات قبل وفاتها...ولكنه كان يجلس بقربهما وقتها...ربما هددها بقتل إبنتها ولهذا السبب قالت تلگ الكلمات لتحميها...هذه الأفكار التي إخترقت جدار عقلها جعلتها مشوشة تماما ولكنها منطقية....وإحتمال أن يكون والد هذا المغرور الأشقر الذي يظن ان روح والدتها تباع وتشترى بالمال هو القاتل...إستجمعت أنفاسها وزفرتها دفعة واحدة ثم قالت بصوت بارد ووجه خالي من أي تعبير: " سيدي المحقق....لقد قالت أمي ان والده بريئ قبل وفاتها "
استدار كل من ياتو والمحقق نحوها فعلق ياتو على كلامها قائلا
: " هل سمعتها يا ايها المحقق؟...ها هو ذا دليل براءة والدي...أخرجه الآن "
إبتسمت شبه ابتسامة قبل ان تضيف قائلة بنبرة يشوبها التهديد والوعيد: " ولكن والدگ كان يجلس بقربنا أنذاك...لربما يكون هو من طعنها.....وعندما قدمت انا ورحت أناديها بأمي خافت علي منه لهذا تلفظت بتلگ الكلمات لتحميني....كل شيئ ممكن وإن اتضح ان والدگ هو من قتل أمي فأقسم لگ أنني لن أغفر لكم جميعا "

ظل يــآتو يتأملها بنظرآت مستغربة...أنــى لهذه الفتاة أن تكون بهذا البرود...لو أصـــاب والده أو والدته مكروه لكآن فقد عقله فبالرغم من كونه يظهر عدم اللامبالاة إلآ أن كل تلگ الانفعالات بدآخله تتجسد على محياه فتفضحه...على خلافها...إنها تبدوا هادئة جدا يعتريها البرود كأنها صنم حجري بلا مشاعر...يلفهما الكبرياء لفا ولولا بقع الدماء التي انتشرت في كافة أنحاء جسدها ولابد انها تعود لوالدتها لكآن كذبهم حين قآلوا له أن أمها هي الضحية في هذه الحادثة....تجآهل تهديدها الذي غلفته ببرودها وقال للمحقق بإصرار: " أريد مقابلة والدي...لا يوجد قانون يمنعني من ذلگ..."
تأفف المحقق بإنزعاج ورد عليه قائلا: " حسنا بسرعة أيها الشاب...وإعلم أنكما تحت المراقبة..."
توجه ياتو إلى غرفة الإحتجاز برفقة أحد رجال الشرطة تاركا بذلگ آشلي والمحقق خلفه في وسط القاعة....وما إن وصل الى غرفة الاحتجاز حتى دخلها مسرعا...كانت الإضاءة خافتة تماما ووالده جالس على كرسي في إحدى زواياها محذب الظهر غارق في الظلام...شارد الدهن يتأمل الأرض بنظرات حزينة فإقترب منه وجلس أمام قدميه وقال له: " أبي...كيف حالگ...؟ "
رفع عيناه نحوه بدهشة...فهو كان شاردا لدرجة أنه لم ينتبه لدخول ولده الى هذا المكان...سارع الى معانقته...( ياتو ولدي)
لطالما كان والد ياتو من النوع الذي يحب مداعبة اطفاله واللعب معهم كأنه واحد منهم فلم يشغله عمله قط عن التقرب منهم وتدليلهم وهذا الأمر جعلهم يكبرون وهم معتادين على تواجده بقربهم كصديق وأب في نفس الوقت....وبما انه لم يرزق الآ بولدين ياتو وشقيقه الكبير فقد كانا أغلى من قرة عينه وشريكا دربه...
طمنه ياتو قائلا وهو يحرك يده على ظهره بلطف: " لا تقلق يآ أبي سأبدل قصارى جهدي لأخرجك من هنا قبل ان يتسرب الخبر...ولكن أخبرني بالذي حدث معك بالظبط..."
عاد والده للجلوس على كرسيه ثم أخفى وجهه خلف يديه وتنهد بعمق قبل ان يشرع قائلا: " كنت صباح هذا اليوم متوجها الى الشركة لأنه لدي إجتماع مهم مع مجموعة من السفراء الصينين...وقتها كانت الأمطار تتساقط بغزارة والضباب كسى الشوارع بحلته فكان من الصعب ان أبصر الطريق امامي وبينما أنا أحاول التركيز مع الحواف كي لآ أفقد السيطرة على سيارتي في خضم تلگ الأجواء.... إذا بطيف إمرأة يظهر لي واضحا جليا أمام السيارة...كانت تركض بإتجاهي بسرعة كبيرة وتستدير للخلف بين الحين والآخر كأنها مرعوبة من شيئ ما يلاحقها...أطلقت العنان لبوق السيارة حتى يلفت انتباهها ويجعلها تبتعد عن طريقي ولكن ما إن وجهت نظرها نحوي حتى وقفت منتصبة امام السيارة التي لم أستطع التحكم فيها من هول الصدمة فضربتها بها....خرجت مهرولا الى الخارج لأرى ما إقترفته يداي إذا بي اجدها خائرة القوى ملقاة على الارض تسبح في بركة دم...خفت كثيرا...لم أستطع التفكير في أي شيئ...فجأة تجمع الناس من حولنا وقدمت إبنتها....ثم لحق بهم رجال الشرطة وقادوني إلى هنا من اجل التحقيق...."
سأله ياتو بهدوء: " ألم تتصل بأحدهم وتطلب منه مساعدتك...أي شخص "
- لا لم اتصل بأحد...أصلا تركت هاتفي في السيارة وخرجت مسرعا...لم أكن قادرا على التفكير في أي شيئ...
صمت لبعض الوقت قبل أن يضيف قائلا
: " كيف عرفت بالحادث يا ياتو؟ "
- الأخبار تنتشر بسرعة.....
وقف والده على قدميه بسرعة وسأله بصوت مرتعب وقد غلف الشحوب ملامحه: " مادا قلت...؟...هل نشرت الصحافة الخبر "
- لا يا أبي....لا احد يعلم بعد...ولكن السائق إتصل بي وأعلمني بأنگ في المغفر...كيف عرف السائق بالأمر ما دمت انت كنت تقود السيارة يا والدي....؟
رد عليه بإرتباك: " لقد اتصلت به وأعلمته بالأمر..."
- حقا..!!......لكنك قلت قبل لحظات لم تتصل بأحد...
باشر جبينه يتصبب عرقا...وإرتفعت درجة حرارته من شدة التوتر
وقال وهو يمرر يده على جبينه ليمسح كل أثر للعرق عليه
: " أنا...نسيت هذا الجزء..لقد اتصلت به قبل خروجي من السيارة "
قاطعه ياتو بحزم: " لا انت لم تتصل بأحد...كما قلت لم تستخدم الهاتف...لقد كان السائق معك أصلا....ولأنگ تعاني من ضعف في البصر كما نعلم نحن الإثنان فكان لابد ان يرافقك في هذا الجو ليقود السيارة...وهو من قتل المرأة...وانت استغليت الضباب وطالبته بالهروب ثم جثوت على ركبتيك بقربها لتبدو وكأنك السائق المصدوم الذي دهسها بسيارته...إعترف يا ابي "
- ما هذا الكلام السخيف....ان الذي ارتكب الجريمة ولا علاقة لسائقي الخاص بالموضوع...لقد كنت أقود السيارة بنفسي...
- أبي....لا تتذاكى أرجوك قلت قبل لحظات لم تتصل بأحد....من اين للسائق ان يعرف بالحادث...كان برفقتك وهو من دهس المرأة ولولا ذلگ لما حاولت التغطية عليه....
إنهار والده على الكرسي بقربه وقال له: " أجل ياتو...ما قلته انت صحيح تماما...ولكن أرجوك...لا تخبر احدا...انا سبب الحادث لو لم اطلب منه ان يزيد في سرعته لما فقد السيطرة وحدث ما حدث.."
صرخ ياتو بإنزعاج : لا يمكنك ان تحاسب في مكان احد اخر..."
- لكنني قلت لك أنني السبب أخفض صوتك....
في هذه اللحظة...قدم أحد رجال الشرطة وأعلن عن انتهاء وقت الزيارة فوقف ياتو على قدميه واستعد للمغادرة...متجاهلا نظرات والده المتوسلة....وقبل ان تطأ قدمه عتبة الباب استدار نحوه وقال له: " سأثبت انگ بريئ....وسأخرجك من هذا المكان "
غادر مغفر الشرطة على عجـــل....عليه أن يتحدث مع السائق ويسمع القصة منه هو الآخر ويطابقها مع كلام والده...ليس لأنه يشك به وإنما ليرتاح قلبه...لم ينتبه لذلكما الشرطيان اللذان خرجا خلفه مباشرة يتبعانه بسرية تامة...لقد سمح له المحقق بدخول غرفة الاحتجاز لمقابلة والده لأنه تكهن بأن والده ولابد سيقول له شيئا ما عن الحادثة...وما إن يخرج حتى يلحقوا به ويتمكنوا من العثور على دليل يدين المتهم...لقد كان ياتو ووالده يتهامسان في معظم الحديث لهذا لم يسمعوا جوهر حديثهما.......يتبع....


[/align][/cell][/tabletext][/align]https://d.top4top.net/p_1057oa70j2.jpg

[/quote]

ألكساندرا 08-28-2019 12:54 AM

جميييل جدا
الاحداث فى قمه الروعه
احب الاجواء المشحونه

لم اعتقد ان ياتوا وايشلى سيلتقيان بهذن السرعه
لم اتوقع هذا الحادث ايضا

انتظرك بشوف كاجومى
لا تتأخرى عزيزتى المبدعه ق2


الساعة الآن 02:19 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011