عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree7Likes
  • 5 Post By Terrorist
  • 2 Post By Līght Møøn
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2018, 07:34 PM
 
ألماسي الليلة الاولى(مدينة النحاس 1){ليالي عيون العرب}


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px;background-image:url('https://d.top4top.net/p_928epzmh2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

السلام عليكم
كيفكم
ان شاء الله كلك بخير

المهم اليوم قررت اصير حكواتي
واحكيلكم حكايات من حكايا الف ليلة وليلة
وكليلة ودمنه وكان ي ما كان
وغيرها من الحكايا السحرية الموعظية
في ليالي عيون العرب
كل يوم حكاية

ارجو عدم البحث عن القصص بالنت
كي لايذهب التشويق


اول ليلة من ليالي عيون العرب
عن حكاية




‏ ‏



مدينة النحاس

قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد، أن الجني الذي في العامود لما حكى
لهم حكايته من أولها إلى أن سجن في العامود، قالوا له أين الطريق الموصلة
إلى مدينة النحاس فأشار لنا إلى طريق المدينة وإذا بيننا وبينها خمسة وعشرون
باباً لا يظهر منها باب واحد ولا يعرف له أثر، وسورها كأنه قطعة من جبل أو حديد
صب في قالب، فنزل القوم ونزل الأمير موسى والشيخ عبد الصمد واجتهدوا أن
يعرفوا لها باباً ويجدوا لها سبيلاً فلم يصلوا إلى ذلك فقال الأمير موسى يا طالب
كيف الحيلة في دخول هذه المدينة فلابد أن نعرف لها باباً ندخل منه فقال طالب
أصلح الله الأمير لنستريح يومين أو ثلاثة وندبر الحيلة إن شاء الله تعالى في الوصول
إليها والدخول فيها. قال: فعند ذلك أمر الأمير موسى بعض غلمانه أن يركب جملاً
ويطوف حول المدينة لعله يطلع على أثر باب، أو موضع قصر في المكان الذي هم
فيه نازلون فركب بعض غلمانه وسار حولها يومين بلياليهما يجد السير ولا يستريح
فلما كان اليوم الثالث أشرف على أصحابه، وهو مدهوش لما رأى من طولها وارتفاعها،
ثم قال أيها الأمير إن أهون موضع فيها هذا الموضع. ثم إن الأمير موسى أخذ طالب بن
سهل والشيخ عبد الصمد، وصعد على جبل مقابلها وهو مشرف عليها، فلما طلعوا ذلك
الجبل رأوا مدينة لم تر العيون أعظم منها، قصورها عالية وقبابها زاهية ودورها عامرات
وأنهارها جاريات وأشجارها مثمرات وأنهارها يانعات وهي مدينة بأبواب منيعة خالية مدة
لا حس فيها، ولا انس يصفر البوم في جهاتها ويحوم الطير في عرضاتها وينمق الغراب في
نواحيها وشوارعها ويبكي على من كان فيها.

فوقف الأمير موسى يتندم على خلوها من السكان، وخرابها من الأهل والقطان وقال
سبحان من لا تغيره الدهور والأزمان خالق الخلق بقدرته فبينما هو يسبح الله عز وجل
إذ حانت منه التفاتة إلى جهة وغذا فيها سبعة ألواح من الرخام الأبيض وهي تلوح من
البعد، فدنا منه فإذا هي منقوشة مكتوبة فأمر أن تقرأ كتابتها، فتقدم الشيخ عبد الصمد
وتأملها وقرأها فإذا فيها وعظ واعتبار وزجر لذوي الأبصار، مكتوب على اللوح الأول بالقلم
اليوناني يا ابن آدم ماذا أغفلك عن أمر هو أمامك قد ألهتك عنه سنينك وأعوانك أما علمت
أن كأس المنية لك يترع وعن قريب له تتجرع فانظر لنفسك قبل دخولك رمسك أين من ملك
البلاد وأذل العباد وقاد الجيوش نزل بهم والله هادم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب المنازل
العامرات فنقلهم من سعة القصور إلى ضيق القبور وفي أسفل اللوح مكتوب هذه الأبيات:

أين الملوك ومن بالأرض قد عمروا قد فارقوا ما بنوا فيها وما عمروا

وأصبحوا رهن قبر بالذي عمـلـوا عادوا رميماً به من بعد ما دثـروا

أين العساكر ما ردت وما نفـعـت وأين ما جمعوا فيها وما ادخـروا

أتاهم رب العرش علـى عـجـل لم ينجهم مـنـه أمـوال ولا وزر

فبكى الأمير موسى وجرت دموعه على خده، وقال: والله إن الزهد في الدنيا هو غاية التوفيق
ونهاية التحقيق ثم إنه أحضر دواة وقرطاساً وكتب ما على اللوح الأول، ثم إنه دنا من اللوح
الثاني وإذا عليه مكتوب يا ابن آدم ما غرك بقديم الأزل وما ألهاك عن حلول الأجل، ألا تعلم أن
الدنيا دار بوار ما لأحد فيها قرار وأنت ناظر إليها ومكب عليها، أين الملوك الذين عمروا العراق
وملكوا الآفاق أين من عمروا أصفهان وبلاد خراسان دعاهم داعي المنايا فأجابوه وناداهم منادي
الفناء فلبوه وما نفعهم ما بنوا وشيدوا ولا رد عنهم ما جمعوا وعددوا وفي أسفل اللوح مكتوب
هذه الأبيات:

أين الذين بنـوا لـذاك وشـيدوا غرفاً به لم يحكـهـا بـنـيان

جمعوا العساكر والجيوش مخافة من ذل تقدير الإله فـهـانـوا

أين الأكاسرة المناع حصونهـم تركوا البلاد كأنهم ما كـانـوا

فبكى الأمير وقال والله لقد خلقنا لأمر عظيم ثم كتب ما عليه ودنا من اللوح الثالث.

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الأمير موسى دنا
من اللوح الثالث فوجد فيه مكتوباً يا ابن آدم أنت بحب الدنيا لاه وعن أمر ربك ساه كل يوم من
عمرك ماض وأنت قانع وراض فقدم الزاد ليوم الميعاد واستعد لرد الجواب بين يدي رب العباد وفي
أسفل اللوح مكتوب هذه الأبيات:

أين الذي عمر البلاد بأسرهـا سنداً وهنداً واعتدى وتجبـرا

والزنج والحبش استقاد لأمـره والنوب لما أن طغى وتكبـرا

لا تنتظر خيراً بما في قبـره هيهات أن تلقى بذلك مخبـرا

فدعته من ريب المنون حوادث لم ينجه من قصره ما عمـرا

فبكى الأمير موسى بكاء شديداً ثم دنا من اللوح الرابع فرأى مكتوباً عليه يا ابن آدم كم
يملك مولاك وأنت خائض في بحر لهواك كل يوم أوحى إليك أنك لا تموت، يا ابن آدم لا
تغرنك أيامك ولياليك، وساعاتك الملهية وغفلاتها واعلم أن الموت لك مرصداً وعلى كتفك
صاعداً ما من يوم يمضي إلا صبحك صباحا ومساك مساء فاحذر من هجمته واستعد له فكأني
بك وقد جعلت طول حياتك وضعت لذات أوقاتك، فاسمع مقالي وثق بمولى الموالي ليس للدنيا
ثبوت، إنما الدنيا نسجة العنكبوت ورأى في أسفل اللوح مكتوباً هذه الأبيات:

أين من أسس الذرى وبنـاهـا وتولى مشـيدهـا ثـم عـلا

أين أهل الحصون من سكنوها كلهم عن تلك الصياصي تولى

أصبحوا في القبور رهناً ليوم فيه حقاً كل السرائر تبـلـى

ليس يبقى سوى الإله تعالـى وهو مازال للكـرامة أهـلا

فبكى الأمير موسى وكتب ذلك ونزل من فوق الجبل وقد صور الدنيا بين عينيه، فلما
وصل إلى العسكر وأقاموا يومهم يدبرون الحيلة في دخول المدنية، فقال الأمير موسى
لوزيره طالب بن سهل ولمن حوله من خواصه كيف تكون الحيلة في دخول المدينة لننظر
عجائبها لعلنا نجسد فيها ما نتقرب به إلى أمير المؤمنين.

فقال طالب بن سهل أدام الله نعمة الأمير نعمل سلماً ونصعد عليه لعلنا نصل إلى الباب
من الداخل، فقال الأمير موسى هذا ما خطر ببالي وهو نعم الرأي، ثم إنه عاد بالنجارين
والحدادين وأمرهم أن يسووا الأخشاب ويعملوا سلماً مصفحاً بصفائح الحديد، ففعلوه وأحكموه
ومكثوا في عمله شهراً كاملاً واجتمعت عليه الرجال فأقاموه وألصقوه بالسور، فجاء مساوياً
له كأنه قد عمل له قبل ذلك اليوم.

فتعجب الأمير موسى منه وقال بارك الله فيكم كأنكم قستموه عليه من حسن صنعتكم ثم
إن الأمير موسى قال للناس من يطلع منكم على هذا السلم ويصعد فوق السور ويمشي عليه
ويتحايل في نزوله إلى أسفل المدينة لينظر كيف الأمر ثم يخبرنا بكيفية فتح الباب، فقال أحدهم
أنا أصعد عليه أيها الأمير وأنزل أفتحه فقال له الأمير موسى اصعد بارك الله فيك فصعد الرجل
على السلم حتى صار في أعلاه ثم قام على قدميه وشخص إلى المدينة وصفق بكفيه وصاح بأعلى
صوته وقال أنت مليح، ورمى بنفسه من داخل المدينة فانهرس لحمه على عظمه.

فقال الأمير موسى هذا فعل العاقل فكيف يكون فعل المجنون، إن كنا نفعل هذا بجميع
أصحابنا لم يبق منهم أحد فنعجز عن قضاء حاجتنا وحاجة أمير المؤمنين ارحلوا فلا
حاجة لنا بهذه فقال بعضهم لعل غير هذا أثبت منه فصعد ثان وثالث ورابع وخامس فما
زالوا يصعدون من ذلك السلم إلى السور واحداً بعد واحد إلى أن راح منهم اثني عشر
رجلاً وهم يفعلون كما فعل الأول.

فقال الشيخ عبد الصمد ما لهذا الأمر غيري وليس المجرب كغير المجرب، فقال له الأمير
موسى لا تفعل ذلك ولا أمكنك من الطلوع إلى هذا السور لأنك إذا مت كنت سبباً لموتنا كلنا
ولا يبقى منا أحد لأنك أنت دليل القوم فقال له الشيخ عبد الصمد لعل ذلك يكون على يدي بمشيئة
الله تعالى فاتفق القوم كلهم على صعوده.

ثم إن الشيخ عبد الصمد قام ونشط نفسه وقال بسم الله الرحمن الرحيم ثم إنه صعد
على السمل وهو يذكر الله تعالى ويقرأ آيات النجاة، إلى أن بلغ أعلى السور ثم إنه
صفق بيديه وشخص ببصره فصاح عليه القوم جميعاً وقالوا أيها الشيخ عبد الصمد لا
تفعل ولا تلق نفسك وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون إن وقع الشيخ عبد الصمد هلكنا بأجمعنا،
ثم إن الشيخ عبد الصمد ضحك ضحكاً زائداً وجلس ساعة طويلة يذكر الله تعالى ويتلو آيات
النجاة، ثم إنه قام على حيله ونادى بأعلى صوته أيها الأمير لا بأس عليكم، فقد صرف الله عز
وجل عني كيد الشيطان ومكره ببركة بسم الله الرحمن الرحيم، فقال له الأمير ما رأيت أيها الشيخ
قال لما وصلت أعلى السور رأيت عشر جوار كأنهن الأقمار وهن يناديني.

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن الشيخ عبد الصمد
قال لما وصلت أعلى السور رأيت عشر جوار كأنهن الأقمار، وهن يشرن بأيديهن أن تعال
إلينا وتخيل لي أن تحتي بحراً من الماء فأردت أن ألقي نفسي كما فعل أصحابنا، فرأيتهم موتى
فتماسكت عنهم وتلوت شيئاً من كتاب الله تعالى، فصرف الله عني كيدهن وانصرفن عني فلم أرم
نفسي ورد الله عني كيدهن وسحرهن ولاشك إن هذا سحر مكية صنعها أهل تلك المدينة ليردوا
عنها كل من أراد أن شرف عليها ويروم الوصول إليها وهؤلاء أصحابنا مطروحون موتى، ثم
إنه مشى على السور إلى أن وصل إلى البرجين النحاسيين فرأى لهما بابين من الذهب ولا
قفل عليهما وليس فيهما علامة للفتح، ثم وقف الشيخ أمام الباب وتأمل فرأى في وسط الباب
صورة فارس من نحاس له كف ممدود كأنه يشير به وفيه خط مكتوب فقرأه الشيخ عبد الصمد،
فإذا فيه افرك المسمار الذي في سرة الفارس اثني عشر فركة فإن الباب ينفتح فتأمل الفارس
فإذا في سرته مسمار محكم متقن مكين ففركه اثني عشر فركة فانفتح الباب في الحال وله
صوت كالرعد فدخل منه الشيخ عبد الصمد وكان رجلاً فاضلاً عالماً بجميع اللغات والأقلام،
فمشى إلى أن دخل دهليزاً طويلاً نزل منه على درجات فوجده بدكك حسنة وعليها أقوام موتى
وفوق رؤوسهم التروس المكلفة والحسامات المرهفة والقسى الموترة والسهام المفوقة وخلف
الباب عامود من حديد ومتاريس من خشب وأقفال رقيقة وآلات محكمة.

فقال الشيخ عبد الصمد في نفسه لعل المفاتحي عند هؤلاء القوم، ثم نظر بعينه، وإذا هو
بشيخ يظهر أنه أكبرهم سناً وهو على دكة عالية بين القوم الموتى فقال الشيخ عبد الصمد
وما يدريك أن تكون مفاتيح هذه المدينة مع هذا الشيخ ولعله بواب المدينة وهؤلاء من تحت
يده، فدنا منه ورفع ثيابه وإذا بالمفاتيح معلقة في وسطه.

فلما رآها الشيخ عبد الصمد فرح فرحاً شديدأً وكاد عقله أن يطير من الفرحة، ثم إن الشيخ
عبد الصمد أخذ المفاتيح ودنا من الباب وفتح الأقفال وجذب الباب والمتاريس والآلات فانفتحت
وانفتح الباب بصوت كالرعد لكبره وهوله وعظم آلاته فعند ذلك كبر الشيخ وكبر القوم معه
واستبشروا وفرحوا وفرح الأمير بسلامة الشيخ عبد الصمد وفتح باب المدينة وقد شكره القوم
على ما فعله فبادر العسكر كلهم بالدخول من باب فصاح عليهم الأمير موسى وقال لهم يا قوم
لا نأمن إذا دخلنا كلنا من أمر يحدث ولكن يدخل النصف ويتأخر النصف.

ثم إن الأمير موسى دخل من الباب ومعه نصف القوم وهم حاملون آلات الحرب فنظر
القوم إلى أصحابهم وهم ميتون فدفنوهم ورأوا البوابين والخدم والحجاب والنواب راقدين
فوق الفراش الحرير موتى كلهم ودخلوا إلى سوق المدينة فنظروا سوقاً عظيمة عالية
الأبنية لا يخرج بعضها عن بعض والدكاكين مفتحة والموازين معلقة والنحاس مصفوفاً
والخانات ملآنة من جميع البضائع ورأوا التجار موتى على دكاكينهم وقد يبست منهم الجلود
ونخرت منهم العظام وصاروا عبرة لمن اعتبر.

ونظروا إلى أربعة أسواق مستقلات كالهشيم مملوءة بالمال فتركوها ومضوا إلى سوق الخز،
وإذا فيه من الحرير والديباج ما هو منسوج بالذهب الأحمر والفضة البيضاء على اختلاف
الألوان وأصحابه موتى رقود على انطاع الأديم يكادون أن ينطقوا فتركوهم ومضوا إلى سوق
الجواهر واللؤلؤ والياقوت فتركوه ومضوا إلى سوق الصيارفة، فوجدوهم موتى وتحتهم أنواع
الحرير والابريسم ودكاكينهم مملوءة من الذهب والفضة، فتركوهم ومضوا إلى سوق العطارين
فإذا دكاكينهم مملوءة بأنواع العطريات ونوافح المسك والعنبر العود والكافور وغير ذلك وأهلها
كلهم موتى وليس عندهم شيء من المأكول.

فلما طلعوا من سوق العطارين وجدوا قريباً منه قصراً مزخرفاً متقناً، فدخلوه فوجدوا
أعلاماً منشورة وسيوفاً مجردة وقسياً موترة وترساً معلقة بسلاسل من الذهب والفضة
وخوذاً مطلية بالذهب الأحمر، وفي دهاليز ذلك القصر دكك من العاج المصفح بالذهب
الوهاج الابريسم، وعليها رجال قد يبست منهم الجلود على العظام يحتسبهم الجاهل قياماً
ولكنهم من عدم القوت ماتوا وذاقوا الحمام، فعند ذلك وقف الأمير موسى يسبح الله تعالى
ويقدسه وينظر إلى حسن ذلك القصر ومحكم بنائه وعجيب صنعه بأحسن صفة وأتقن هندسة
وأكثر نقشة باللازورد الأخضر مكتوب على دائرة هذه الأبيات:

انظر إلى ما ترى يا أيها الـرجـل وكن على حذر من قبل ترتـحـل

وقدم الزاد من خـير تـفـوز بـه فكل ساكن داراً سـوف يرتـحـل

وانظر إلى معشر زانوا منازلـهـم فأصبحوا في الثرى رهناً بما عملوا

بنوا فما نفع الـبـنـيان وادخـروا لم ينجهم مالهم لما انقضى الأجـل

كم أملوا غير مقدور لهم فمـضـوا إلى القبور ولم ينفعـهـم الأمـل

واستنزلوا من أعالي عز رتبتـهـم لذل ضيق لحد ساء مـا نـزلـوا

فجاءهم صارخ من بعد ما دفـنـوا أين الأسرة والتيجـان والـحـلـل

أين الوجوه التي كانت مـحـجـبة من دونها تضرب الأستار والكلـل

فأفصح القبر عنهم حسب سائلـهـم أما الخدود فعندها الورد منتـقـل

قد طال ما أكلوا يوماً وما شـربـوا فأصبحوا بعد طيب الأكل قد أكلوا

فبكى الأمير موسى حتى غشي عليه، وأمر بكتابة هذا الشعر ودخل القصر.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد، أن الأمير موسى دخل القصر فرأى حجرة كبيرة
وأربع مجالس عالية كباراً متقابلة واسعة منقوشة بالذهب والفضة مختلفة وفي وسطها فسقية
كبيرة من المرمر وعليها خيمة من الديباج وفي تلك المجالس جهات، وفي تلك الجهات فساقي
مزخرفة وحيضان مرخمة ومجار تجري من تحت تلك المجالس، وتلك الأنهر الأربعة تجري
وتجتمع في بحيرة عظيمة مرخمة باختلاف الألوان.

ثم قال الأمير موسى للشيخ عبد الصمد ادخل بنا هذه المجالس، فدخلوا المجلس الأول،
فوجدوه مملوءاً من الذهب والفضة البيضاء واللؤلؤ والجواهر واليواقيت والمعادن النفيسة
ووجدوا فيها صناديق مملوءة من الديباج الأحمر والأصفر والأبيض، ثم إنهم انتقلوا إلى
المجلس الثاني ففتحوا خزانة فيه فإذا هي مملوءة بالسلاح وآلات الحرب من الخوذ المذهبة
والدروع الداودية والسيوف الهندية والرماح الخطية والدبابيس الخوارزمية، وغيرها من أصناف
آلات الحرب والكفاح ثم انتقلوا إلى المجلس الثالث فوجدوا فيه خزائن عليها أقفال مغلقة وفوقها
ستارات منقوشة بأنواع الطراز، ففتحوا منها خزانة فوجدوها مملوءة بالآت الطعام والشراب
من أصناف الذهب والفضة وسكارج البلور والأقداح المرصعة باللؤلؤ الرطب وكاسات العقيق
وغير ذلك فجعلوا يأخذون ما يصلح لهم من ذلك ويحمل كل واحد من العسكر ما يقدر عليه.

فلما عزموا على الخروج من تلك المجالس رأوا هنا باباً من الصاج متداخلاً فيه العاج والأبنوس
وهو مصفح بالذهب الوهاج في وسط ذلك القصر وعليه ستر مسبول من حرير منقوش بأنواع
الطراز وعليه أقفال من الفضة البيضاء تفتح بالحيلة بغير مفتاح، فتقدم الشيخ عبد الصمد إلى تلك
الأقفال وفتحها بمعرفته وشجاعته وبراعته فدخل القوم من دهليز مرخم، وفي جوانب ذلك الدهليز
بواقع عليها صور من أصناف الوحوش والطيور وكل ذلك من ذهب أحمر وفضة بيضاء وأعينها من
الدر واليواقيت تحير كل من رآها، ثم وصلوا إلى قاعة مصنوعة. فلما رآها الأمير موسى والشيخ
عبد الصمد اندهشا من صنعتها، ثم إنهم عبروا فوجدوا قاعة مصنوعة من رخام مصقول منقوش
بالجواهر يتوهم الناظر إليها أن في طريقها ماء جارية لو مر عليه لزلق فأمر الأمير موسى
الشيخ عبد الصمد أن يطرح عليها شيء حتى يتمكنوا أن يمشوا عليها، ففعل ذلك وتحيل
حتى عبروا فوجدوا فيها قبة عظيمة مبنية بحجارة مطلية بالذهب لم يشاهد القوم في جميع
ما رأوه أحسن منها. وفي وسط تلك القبة قبة عظيمة من المرمر بدائرها شبابيك منقوشة
مرصعة بقضبان الزمرد لا يقدر عليها أحد من الملوك، وفيها خيمة من الديباج منصوبة
على أعمدة من الذهب الأحمر، وفيها طيور وأرجلها من الزمرد الأخضر، وتحت كل طير
شبكة من اللؤلؤ الرطب مجللة على فسقية وموضوع على الفسقية سرير مرصع بالدر والجواهر
والياقوت وعلى السرير جارية كأنها الشمس الضاحية لم ير الراؤون أحسن منها وعليها ثوب
من اللؤلؤ الرطب وعلى رأسها تاج من الذهب الأحمر وعصابة من الجوهر، وفي عنقها عقد من
الجوهر وفي وسطه جواهر مشرقة. وعلى جوانبها جوهرتان نورهما كنور الشمس وهي
كأنها ناظرة إليهم تتأملهم.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.



[/ALIGN][/COLOR]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة

قباب الحق خوذتنا
ومسجدنا معسكرنا
وحق الله يحفظه
جنود الحق والايمان

فلا ظلم سيقهرنا
ولا غدر سيضعفنا
فقلعتنا سيحميها
جموع الشعب بالميدان



أريغاتو كوالا"فاتي" على التوقيع الرهيب



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-17-2018, 08:54 PM
 
Talking رد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



فكرة رائعة

إستمتعت بالقراءة ، أتذكر أنني قرأت كتب ألف ليلة وليلة منذ الصغر ، لكنـ للاسف لاأذكر شيئا


وشاهدت بعض الحلقات عنها ( بالصغر xd)


واصلي

ولاتنسي إرسال روابط كل حكاية جديدة تحطينها


دمتي بود
آميوليت and AMOLA- like this.
__________________








رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الموضوع الرسمي : لتقسيم فرق المجلة و المهمات + استفسارات و نقاشات الفرق ( خاص بمجلة عيون العرب) واثقه الخطوة تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 30 01-31-2014 04:22 PM
|*. ! مدينة عيون العرب الانمية للانمي .*| *مودا* أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 07-01-2012 04:44 PM
الانمي مع الأعضاء ....حصريا في عيون العرب ms.pinky أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 179 02-19-2011 07:28 PM
مكتبة عيون العرب لصور الانمى اياكو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 100 09-18-2009 10:48 PM
رحلة من عيون العرب الى اجمل ثالث مدينة بالعالم ... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 11-19-2007 01:06 AM


الساعة الآن 06:08 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011