عيون العرب - ملتقى العالم العربي

https://f.top4top.net/p_751qgvw43.gif

اِستيقظت من نومـٍ عميـق . . . نومـٍ لمـ أذق فيـهـ طعــمـَ الراحــةِ !
كـان رأسـي يؤلمنــي . . . يؤلمنــي جدًّا . . .
" اِستيقظتِ ؟ ! حمـدًا للـه علـى سلامتــكـ "
كان صوتها رقيقـًا . . . جميلًا جدًّا . . . مهلًا لحظـة . . . هل قالـتـ حمدًا لله علـى سلامتــي ؟ ! لـمـا ؟ مابـي ؟
" شكرًا لكـِ !! هـل تعمليـن هنـا ؟ "
" نعمـ !! "
" أي رأسي !! أشعر بالدوار . . . "
يدقُّ أحدهـمـ باب الغرفة و يدخل . . .
كان رجلا يرتدي معطفًـا أبيض اللون . . . طبيب !! طبيب !!
" أظن أنها ليست في كامل وعيهـا "
" لاحظت ذلك ، عينيها تقولان أنهـا تتألـم شوقًـا لأحدهـم ! "
أشتـاق لأحدهم ؟ كيف عرف هذا الغريب ما في قلبي ؟
غبيَّـة أنا ! أخفي مشاعري و أنسى أن عيني تتكلمان !
" آنستي هل أنت بخير ؟ "
" أين أجدها ؟ أين هي ؟ "
" من ؟ "
" أختي ميرال !! "
" ميرال ؟! "
" أ .. أجل ! "
" إنها مشتتة الفكر ، عليها أن ترتاح ،، ناوليني المخدر بسرعةة هيا !! "
يا لسخافتي ! أظننت جقا أنه سيحقق مطلبي و هو غريب عني ،، و لا يبالي أبدا !!
[ بعد مرور ساعتين على فقدانها الوعي ، تستيقظ أخيرا ]
" آه ! هآآآآه !! تذكرت .. تذكرت كل شيء !! "
أحاول النهوض بصعوبة ، فالألم يعتصرني ، و أي ألم يعتصرني ؟!
أمشي مستندة على الجدار ، الساعةة متأخرة من الليل .. ساعدني هذا كثيرا فلا مرضى و لا أطبة .. أستطيع الهرب بلا شك .. لا داعي للقلق ..
وصلت الدرج .. المخرج قريب من هنا .. ها أما ذا أقترب من نهايتهـ ..
و لكن حظي .. حظي البائس الذي يبكي الحجر القاسي ..
تعثرت و سقطتــ .. وصلت نهاية الدرج بالفعل .. و لكني وصلتهـ متألمةة .. كنت ملقيَّةة على الأرض .. و قد أحدث سقوطي هذا ضجة كبيرة .. فأحاط بي الأطبة و الممرضات .. أصبت بصداع و ألم شديدين .. فأغمي علي ..
[ صباح اليوم التالي ]
أستيقظ لأرى مباشرة فتاة ذات معطف أبيض .. و شعر أسود داكن و لامع طويل .. بدى لي مألوفا جدًّا .. و ذلك الصوت الرقيق ..
ما إن اِستدارت حتى اتسعت دائرة عيني و عينيها أيضًـا ..
" أختي .. ميرال !! "
" ملك ؟ ! "
" أختي !! "
و ارتمت في حضني .. و دام عناقنا طويلًا .. و يا ليته دام أطول !!
" كيف عرفت مكاني ؟ "
" أنا أعمل ممرضة هنا "
" حلمك تحقق .. أختي ! حلمك في أن تصبحي ممرضة قد تحقق "
" وهذا بفضلك "
" بفضلي ؟ "
" انت من سجلتني في مسابقة للتمريض .. و حين فزت وظفتُ هنا ! هـ .. هكذا قالت تلگ الإمرأة "
" إمرأة ؟ لا يهمنـي ! المهمـّ أنك حققت حلمك .. المهم أننا معا و لن نفرتق أبـدًا .. أبـدًا "
كانت هذه أجمل صدفة في حياتي .. صدفة !!

- ها ماما !! لا أظن أن هذا حدث صدفة !!
- أختي ميرال
- ماذا يا ملك ؟
- أظن أن ابنتي علـى حق !!
- لطالما شعرت أنا كذلك بأن كل ذلگ لم يكن صدفة
صوتٌـ :
هم علـى حقّ ! فكل ذلك حدث بسببي أنا !!