عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree245Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #66  
قديم 05-21-2019, 06:22 AM
 

اشكرك وبإنتظاره
عفكرة لما تجيك الرغبة بالتوقف اتذكري في زوار عم يقرونها بتلهف بس لسبب ما ما عم يقدروا يسجلوا < وهي زائرة
سو استمري دايما يا فتاة ما تقدمينه منافس عالميا ومنعش للعقول من التقليد المستهلك
توجب ان تكوني فخورة بنفسكي

Ivy likes this.
__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen

رد مع اقتباس
  #67  
قديم 05-29-2019, 04:50 AM
 
هآيو#@



في البدآية لآحظت:

أنك لآتتطوري ولآتحتاجي للتطور...

في العادة عندمآ أتابع شيء لشخص يبدأ تدريجياً في التقدم والتطور الى أن يصل لمرحلة مآ..

أنتي كمن وقف ثابتاً , لكن عندما تحرك تخطى من سبقه..

*************

نأتي للأحدآث كاالعآدة نسق متصاعد , وصف مذهل, أحدآث متنوعه متصله ببعضها



اقتباس:
ينطق بالكلمات دون وعي ، يخشى أن يتفشى وباء إغتيالات زملاءه الراحلون إليه .. !
خرجت ڤِـرنِييتآ تعدو بساقيها ناحية الشاهد على العملية ، حازمةً بقتله .

خرج من المبنى متخطيّاً السلالم التي كاد يتعرقل بها في كل مرة ينظر خلفه مفزوعاً،
أما هي فقد وثبت من فوق أعمدة السلالم في كل طابق مجاريةً سرعته ، لولا أنه أخذ بإلقاء
كل صندوق و خشبة في طريقه ليعيق حركتها ، لكنها تفادتهم ببراعة .
إبتعدا عن النُزُل ، كانت الأجواء قريب الفجر .. ، وكان المطر قد توقّف لساعة مِن سقوطه ، مخلّفاً برك متفاوتة
على طول الطرقات ، تمشّت 15 في ممر قريب من المنطقة .. ، .. داست على بركة ماء بحذائها ذو الكعب المتناسق.
مشت قليلاً وأخذت بالتفحص حولها ، إنها واثقة بأنه يختبئ هنا .. هي تسمع صوت لهاثه .
هناك مطعم صغير مركون ذو نوافذ معتمة ولافتة مضيئة بالنيون تنعكس بألوان الأصفر والأزرق على ملامح ڤِـرنِييتآ
،.. إنها ملامحها الحازمة المتبلّدة ، التي تظهر أثناء القتل .
لنتوقف هنآ دقيقة..

لننظر ع محتوى تلك الأسطر..

ممممم ما أحتوت , وصف متكامل للظرف دون ترك اي تفاصيل مبهمه..

بحيث أنك ستقرأ كل سطر 6 مرات دون أن يتسلل إليك حتى ملل او لآمبآلآة..

فعلاً ذالك هو الإبدآع ..

******************

بصراحه شخصية فرنييتا قد تكون هي المفضله لدي..

لآنها بارده , تقتل دون تردد , يعني من النوع الذي يكمل مايفعله للنهاية@


اقتباس:
إنها الوحيدة التي يشعر بالرضا إتجاه إكمالها للعمل ، لأن البقية لم يفشلو في التحسين ، ولكن أخفقوا في إتمام أوامره ،
كلا ، هم لم يخفقوا ! ، لقد نجحوا ، وأتمّوا مهامهم ، لكنها ليست بالطريقة التي يفضّلها .. !

اقتباس:
من كان يصدق أن صاحبة خدآن العجين تنبلج منها هذه السجيّة ، هكذا خاطبت سيروليت نفسها رامقة تحركاتها النشيطة بغرابة .
تلك الفتاة حتى ذاتها لم تنجو من كلمآتها..

لآ غير ذالك بدأت تستكشف في العالم الخارجي ولآ كأن هناك حولها ماضي..


اقتباس:
(" في الحقيقة أرتدي عدسات إشتريتها منذ وقتٍ طويل ، ويبدو أن صلاحيتها قد أوشكت
على الإنتهاء ، لذلك أريد شراء لون جديد !")
أعجبني ذالك التصرف, كيف أنها تحدثت بثقه حتى لآتدع اي مجال للشك..

*************

دانسي لغز بالنسبة لي , لآنه يعتبر ملآك لآأشعر بأي شيء يدل ع أنه خالي من المشاعر..

بصراحه أراه ضعيف مقارنة ب الأخرين..

***************

لآأستطيع إقتباس الفصل كاملاً..

لكن أكثر مالفت إنتباهي بختصار..

سيرو فعلاً كما هو متوقع من أنطوان , فتاة نادره..

إيزو من طبقة أخرى , تشعر بمدى إختلآفه .

فرنييتا أفضل شخصية من ظهورها أحدثت تأثيراً مقارنه ب الآخرين..

وصف مذهل منك كاالعادة..

أرى ان القادة ليسو ع إتفاق مما يدل ع أن المنظمة ستنقسم في المستقبل..

لآأستغرب نهائياً إن رأيت مواجهات في المستقبل بين الاصناف المحسنه..

*************

في النهاية..

ثانكس ع المجهود ع أنك أعطيتي وقتك لنا, ع أنك أريتي تلك الموهبة لنآ..

جانآ#



Ivy likes this.
__________________





رد مع اقتباس
  #68  
قديم 05-31-2019, 02:37 AM
 
- next ch is soon
- -
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 05-31-2019, 02:39 AM
 
تبا قلبي عم يخفق فكرته فصل
Ivy likes this.
__________________





انسدحوا هون
https://sarahah.top/u/NUteen

رد مع اقتباس
  #70  
قديم 06-04-2019, 12:42 AM
 
[TABLETEXT="width:886px;background-image:url('https://d.top4top.net/p_12138j6pr1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




[10]#
-COINSIDENCE , COST ?!-1-

\
EVERY THING IN THIS WORLD,
NO MATTER WHAT IT IS . . IS A KAY
TO LEAD FOR SOMETHING
. . IT COULD BE AN
ANSWER
OR IT COULD BE . . ANOTHER PAZZLE


-
( هل جرّبت ؟ دفع الثمن الذي لا ذنب لك فيه . . ؟)



عليّ توقّع العديد .. !
هل الخشية من الإقدام على أي قرار تباغتني الآن ؟ لا أظن أن الحال سيكون سخيّاً ويهلّ بنتائج
في كل مرة ، وكما لو أني أصف قرار هروبي الآن بالطائش لعدم إحكامي خطّة ، وأنظر له من منظور مغاير .. ! أنطوان ،
ذلك المستوى الخفيض لكن المخيف مِن صوته ، عندما أستذكره ..،

" في حال تجرأتِ على النطق بما يجعل هذا المكان عرضة للكشف ، لأي آدمي يقبع خارجها. . . ،
سينفجر الجهاز ويقوم بتفجير كل قطعة حيّة فيكِ !"

لم أصدّق ذلك بشدّة .. ! لكن جزء ما قام بتصديقه وسبّب رعب فيني ! إنَّ عمليّة التحسين دورية
وأصابت أشخاص قبلي ، أنا لم أكن الأولى ،ولكّني كنت الأولى في نتيجة ما .. ! أنطوان ليس معتوهاً ليتخلّص مني بهذه السهولة ،
هو بحاجة إليّ ، لدوافع ما ، لكني يجب أن أدحض تلك الحاجة بعيداً عن عثوري .. !

أستندت على الحائط متأوهة :
(فكري مآئة مرة قبل الإقدام على أي شيء . . ! )

لقد تصوّرت أن أدخل الى مركز الشرطة لأول مرة في حياتي ، دون معرفة الإجراءات اللازمة ، وأقوم بالتبليغ عن مجموعة أشخاص يقومون بقتل الناس ،
وأن تلك المجموعة تعيش في منطقة بعيدة عن المدينة ، فكرّت أنّي لا يجب أن أقول الحقيقة حرفّياً وبأسلوب مباشر ، فلن يصدّقني شخص عاقل لو كشفت عن
أطباء في قلعة بعيدة يتحكمّون بعقول مرضى فاقدين للذاكرة ! لا شك أني سأرى عيونهم الحائرة بعدم تصديق ، و ربما إبتسامات تفشي أني غير واعية لما أقوله
وماذا لو سألني محقق أو مفتّش شرطة عن بطاقة تثبت هويتي ؟ أستطيع قول أني .. كآي نيثيآن ببساطة! ولكن إثبات ذلك صعب ،
أنا حتى لا أعلم إن كنت من هذه البلاد أم لا ؟ من أي منطقة ولدت ؟ و من أي مدرسة تخرّجت ، هل أنا بريطانية الأصل أم ترعرت هنا فحسب؟
الأسئلة تملئ ذهني .
والإسم المستعار الذي أنطق به كلما ذهبت لمكان ليس سوى إسم التقطته من شريط لقناة إخبارية . .!
ألتفتّ إلى واجهة المبنى للمرة العاشرة على التوالي ، مشادات الرجل الذي بدى بذيء اللسان مع الشرطي
لازالت مشتعلة ، الشرطي يحمل جهاز لإختبار مقدار الكحوليات ويأمر الرجل بإستخدامه لكن الأخير يحرّك ذراعيه نافياً ويطلق الشتائم ،
بدا أنه ليس بحالة عقليّة سليمة .

" ليس مِن الصواب فعل ذلك الآن "

ردّدتها بصوت منخفض، وأنسحبت متراجعة عن المكان وأنا أشدّ قبعة رأسي الصوفيّة لوجهي .
عينان كلون الخشب القاتم ، لكني لازلت أتفادى أن أكون مكشوفةً لتفاصيل الوجوه . . !
بينما كنت أمشي هاجت بي أفكاري يمنة ويسرة ، أقنعت نفسي أنه حان الأوان لأبحث عن تفاصيل هوّيتي بأي طريقة كانت ، وأن أنبّش في الماضي ،
الذي حطّ أمامي كأبواب مجهولة موصدة .

فكلّ ما أعرفه الآن هو إسمي الحقيقي ، هل هو حقيقي بالفعل ؟ هذا ما تمت مناداتي به عندما نهضت لأول مرة في غرفة العناية المركزة ،
" كيف أصبحتِ اليوم يا سيروليت ؟ "
" سيروليت ألبِرتونْ ! أقتلي هذا الشخص الخارج عن قانون المشفى ! "
سيِروليتْ ألبِرتون . . ؟ لا أملك الإثباتات الملموسة على أني ولدت بهذا الإسم حقاً ، ولكن مشاعري تتخبّط
حوله كما لو أنه مرتبط بي فعلاً ، إذاً هل ألبِرتون هو إسم والدي ؟ أم أنه لقب العائلة التي وُلِدت مِنها ؟
أم إسم واحد مِن أجدادي ، قد يكون الأول ، أو الثاني أو . . تلك الإحتمالات التي أملكها الآن ،
سأستبعد الإحتمال الثاني بأن يكون لقب عائلة ، أو لنقل الإسم الأخير من ترتيب السلسلة ،
الإحتمال الأكثر ترجيح إما يكون لوالدي أو أحد أجدادي ، وأشعر أن الأول هو الأشد إحساساً لي !
حسنٌ ، لا أريد زيادة التعقيد ، ولأجعل الأمر أقرب للبساطة ، وأعتبر أن ألبِرتونْ
هو إسم والدي الفعليّ ، ولو للوقت الراهن حتى عثوري على معلومات أكثر .
وصلت إلى قرب شارع فرعي فأنعطفت إليه ، صوت السيارات يتداخل الى أفكاري كل مرور دقيقتين
وبعض العامّة يسيرون على رصيف يقع على الجانب الأيسر ، وكانت توجد متاجر صغيرة بدت أنها لسكّان الشعب ،
قلّة منها متوزّعة على كلا الجانبين من بينهم كَشك متواضع .
لأعود بالذاكرة لأول معلومة تخصّني ، ليس الحادثة الأولى ، وقبل إجباري على قتل
الرجل النصف آليّ ! . . أنطوان أعلمني أني أصبت بحادث أدى إلى تلف أجزاء عديدة من جسدي ،
لابد أنه حادث قوي ، ويبدو أنني كنت على مشارف الحياة ، متشبثة ، ولكني كنت أحتضر ،
وذلك ما يفسّر الغيبوبة التي دامت ستة أشهر ، ولكني لست متأكدة بعد من صحّة
التاريخ ، فلازلت أجهل الوقت الذي يسبق الحادث ، والسؤال الأهم هل تعرضت لحادث بالفعل كما أخبروني ؟
أستطيع تأكيد أن جسدي كان تحت علاج مكثّف أثناء مكوثي هناك ، لا أنكر أني كنت مغطّاة بالضمادات البيضاء ، والغريب فيها أنها لم تكن لاجل كسور ، وإنما . .
ثم رفعت راحة كفّي على جزء من معدتي بينما أمشي ، وقطّبت حاجبي
أجزاء إصطناعيّة ملتحمة بطريقةٍ ما مع بقية أجهزتي العضويّة ! أستطيع تناول الطعام دون مشاكل ،
والتنفّس ، رغم أن إدخال الهواء في بداية الأمر كان يمزّقني من الداخل ، وألم حنجرتي الذي بسببه لم أكن قادرة على التكلّم جيّداً في أول الأسابيع ،
الأمر الوحيد الذي استمر معي حتى اعتدت عليه
هو الشعور بحركتي . . ! فكلّما حرّكت قدماي مشياً أو على أقل تقدير حرّكت نصفي الأول من جسدي
فقط ، فسأشعر وكأن ظهري مكوّن من فقرات حديديّة وأن نهايته موصّلة بجزء صلبٍ آخر .
رغم أن مظهري الخارجي يبدو طبيعيّاً كأي بشريّ في الحياة ، فلن يصدّق أحد أن هذه الفتاة
تندَمِج بداخلها قطع دخيلة .
توقفت عن المشي ورفعت رأسي للسماء ثم أخذت نفساً عميقاً ، حادثت نفسي بإطمئنان هذه المرة ،
فأنا الآن أملك الوقت الكامل ، وبالتأكيد يجب أن لا أغفل عن حماية نفسي من أي مراقبة أو شكوك .
كانت الغيوم الرمادية تشرنق الصفاء الأزرق ، والأجواء باردة
. . فتحت عيناي وواصلت سيري

"سيرو . . "

استدرت للوراء وتفحّصت .. ، هل توهّمت السَّمع ؟
لم يكن هناك سوى بضعة أشخاص متناثرين ، موظف يقرأ الجريدة وهو متكئ على كرسي بلاستيكي
أمام مطعم صغير ، وزوجان مسنان يمشيان معاً ، طفل يجر معه جرو صغير
سيارتان تعبران . . ، هناك أصوات ولكنها لا تبدّد الهدوء الطاغي ، تحركت متقدّمة بلا إكتراث

عاد الصوت مخترقاً أذني من الخلف
" ساعديني ! "

انتفض قلبي و أرتجفت حدقتاي ! استدرت للمرة الثانية .. ،
هواء شتويّ يتحرّك في خواء الشارع !
لازال المشهد كماهو ولكن بدا أكثر بُعداً من حيث المسافة التي قطعتها ،
الصوت قد تهاوى فوق سمعي كما لو أنه نشيج إرتطم بصدى !
مرحى ! هل بدأت الهلاوس السمعية تجتاحني ؟
ضربت فوق أذني بخفّة ، راودني صداعٍ بسيط ،
وبعد لحظة تساؤل وخشية ،غشاني وجع خلف عنقي ، أنه ذات الوجع الذي راودني قبل انتصاف الليلة الماضية
كما لو أنه يجعل عنقي مشلولاً عن الحركة و يصاحبه نبض متسارع !
غطيت عنقي بكفي وأنزلت رأسي ، بدأ الصداع يعصف بي ودار حولي المكان
عليّ التحرّك لمكان خاوي ، اسرعت الخطى دون انتباه لما قد أراه أمامي
وصلت لنهاية الشارع لتظهر خطوط المشاة من بعيد وعلى يمينها لاحت لي حديقة من مسافة
وأثناء هرولتي اصطدمت بـجسم صلب !
التفت للوراء لأرى عجوزاً كهلاً قصيراً بعض الشيء ، رأسه أصلع لولا خصل بيضاء قليلة تغطّيه
كان ينظر إليّ ويهتف وعليه إمارات الدهشة والرعب

" العالم يقترب من نهايته ! . . العالم يُدمّر ! . . إنّهم الفضائيون ! الفضائيون قادمون لإبادتنا . .سوف نموت قريباً !! "
وأخذ يردد العبارات دون توقف .. !

حدقيت فيه مشدوهة دون نطق وأنا أراقبه حيث فرّ وكأنّه هارب من مطارد ما يتربّص به .. !
ولم ألحظ سوى عيناه الخائفة التي يتطلع بها للوراء كل حين و حديثه الغريب لا ينقطع .
وقالت سيّدة في منتصف عمرها ، تلبس هداماً رسمياً ، وكانت ترمي فتات الخبز للعصافير على رصيف مجاور ، ضاحكة بتردّد :

" ذلك الرجل الكهل يمضي سنيناً من عمره وهو يردّد هذا الكلام لأي شخص يسكن في المنطقة ، لا تقلقي بشأنه "

ثم ابتسمت بلطافةٍ ناحيتي ،
" يبدو أنها المرة الأولى لكِ هنا ، فلم يسبق أن رأيتكِ في هذه المنطقة "

ابتسمت بإضطراب ، محاولة إخفاء وجع عنقي
" آه أجل ، .. "

ضربت بكفيّها نافضة آثار الفتات ووقفت ،
" أنا أعيش في منطقة سكنية قريبة من هنا "

لم أعرف ماهو الرد المناسب لها ، لقد كان الإحساس بالوجع يزعجني جداً و لم أبدي إشارة إستعدادٍ لبدأ حوارٍ ما .. !

" هكذا إذاً .."

واستدرجت خطاي حتى أنصرفت ! ، وهي بدت أنها لاحظت حركتي السريعة عندما كانت على وشك الحديث .
لاحت الأشجار الخضراء مزيّنة منظر الحديقة ، وصلت قربها فكانت مفتوحة على الشارع و يحيطها أسوار معدنيّة هائلة الإرتفاع .
دخلت من البوابة فلاح العشب الاخضر الذي يتوسد الارض ، كانت تحتوي على ملعب صغير لكرة القدم تعالت منه أصوات أطفال متفاوتي العمر ،
يرتدون معاطف ثخينة ويغطون أعناقهم بأوشحة صوفية وهم يتسابقون في رمي الكرة ، وكانت هناك مقاعد خشبية تتوزع بشكل متناسق
جلست على واحد من المقاعد الفارغة واسندت رأسي عليه ليطرف ناظري الى السماء المتلبدّة
تأوهت وأخرجت أنفاسي كبخار أبيض ، لم يظهر على المقاعد البعيدة أشخاص كثر .. ،
كان النبض المؤلم خلف عنقي يرتفع وينخفض كل حين ، شددت على طرفِ من معطفي
وإنزلقت على جبيني قطرة عرق بالرغم مِن أن شفتاي كانتا ترتجف برداً ،
ولسبب من الاسباب المجهولة كان جسدي بارد بشكل غير طبيعيّ لم يتناسب مع الطقس ، أما عنقي فقد كنت أشعر بسخونته .
وبينما كنت أتأمّل الارض العشبيّة سمعت صوتاً صغيراً وكأنه يهم بالدفاع عن نفسه !
أدرت رأسي مرات عدة فلم يكن في الحديقة صغار سن سوى اللذين يلعبون في الساحة البعيدة قليلاً ،
حتى أيقنت على بعد مسافة مجموعة أطفال بدو في مرحلتهم الابتدائية
يتناوبون في دفع طفلة بِمثل عمرهم ، وبدت الأخير ضعيفة وواهنة ، حتى سقطت على الارض وتعالت الضحكات .

قالت فتاة صغيرة منهم ، وكانت تربط شعرها كأذنا أرنب ،
" أخبرتك أنها لا تحتمل المزاح ! "
قالت أخرى بجوارها ، " إنها لا تستسلم مهما أبرحناها ضرباً "
أجابتها زميلتهم الثالثة التي وقفت وراء الفتاة الملقاة على الأرض
" بكل الأحوال هي لا تشعر بالألم مثلنا ، أنها مجرّد آلة "
ثم ابتسمت بمكر وهي تنظر إلى رفيقتيها وبادلتهما الأخيريتين بذات النظرات .

صاحت واحدة منهم وهي تشير إلى الفتاة التي ضمّت حقيبتها الى صدرها مشيحة النظر للأسفل ،
" آلة بلا ساق ! "
وأنفجر الثلاثة ضحكاً بإستمتاع على الفتاة التي كانت موشكة على البكاء .

" أرجوكم .. توقّفوا "

صوت ضعيف يكاد لا يسمع خرج من الضحيّة ، توقفنَّ الثلاثة عن الضحك وصمتوا جميعاً وهم ينظرون بنوعٍ من الغرابة إليها ثم إلى بعضهم .
وما كان من واحدة منهم ، صاحبة تسريحة أذنا الأرنب ، والتي بدت أشدَّ شرّاً من البقية
أن تقترب منها ليلامس حذائيها الصغيرين ملابس الفتاة التي تدنّت قليلاً مبتعدة ،

" ماذا قلتِ ؟ "

تسمرت جانباً ثم ردّدت بذات الصوت الخافت،
" توقفّوا عن السخرية مني .. أنه يزعجني جداً "

فنظرت الفتاة الى رفيقتها بإشارة ، ثم ابتسمت
" هل تشعرين بالإنزعاج ؟ "

صمتوا للحظات ، وسرعان ما وجهت ركلة إلى منتصف جبهتها ليسقط رأسها على لأرض العشبية متوأهةً

ردّدت الأولى بخٌيَلاء " آلة مثلك لا تستطيع الشعور مثلنا ، فكيف تشعرين بالإنزعاج ؟ لا تحاولي خداعنا أيتها الخردة "
تأوهت مغطية جبينها وهي تحاول القيام ، كانت حقيبتها ملقاة بجانبها ، وبينما هي كذلك
صاحت واحدة من المتنمرات بحماس :

" أنظروا يا فتيات لقد خرجت !! "

وأشارت إلى ساق الفتاة التي ظهرت من تحت زيّها المدرسي الأزرق ، وسرعان ما فزعت الاخيرة وقامت بشد زيها لتغطية ساقها تحت أًصوات سخريتهنّ .

قالت الواقفة أمامها " ماذا تفعلين ؟ لا يمكنك إخفائها أنتِ تتحركين بها في المدرسة دائماً !"
قالت زميلتها بذات اللهجة الساخرة إلى لرفيقتيها " أبي يقول أن الآلات يملكون زر تشغيل لإيقافهم في أي وقت
ثم نظرت بمكر إلى العينان المرتعبتان وأكملت
" ما رأيكن أن نبحث عنه يا فتيات و نعطّله "
ابتسمن البقية واقتربن منها ، إنخطف لونها وصرخت ، ثم نهضت و دفعت واحدة منهم
بقوة و حملت حقيبتها لتسرع بالهروب .. !

سقطت الأخيرة على مؤخرتها وتأوهت ، نظرت بغضب
" كيف تتجرأين .. "

وقبل أن تبتعد أسرعن البقية ليمسكاها من قميصها ويدفعانها للوراء ،
" أيتها المعتوهة الحمقاء ! "

كادت عيناي تخرج من محاجرها عندما سمعت الشتيمة تتحرر من شفتا طفلة لم تبدو أنها قد تجاوزت العاشرة حتّى !
وتناوبن على ضربها ، واحدة تركلها والثانية تجر شعرها ، ولم يكن للضحية سوى أن تغطي وجهها بذراعيها ،وأما من سقطت على الأرض
فقد قامت ونفضت ملابسها ونظرت إليهن ثم أخرجت هاتف ذكي زجاجيّ و رفعته أمام المشاجرة .

ابتسمت بحماس
" أبحثوا عن زرها يا فتيات حتى نثبت لبقية المدرسة أنها مجرّد آلة تحاول خداعنا طوال الوقت وتقوم بالتمثيل على أنها فتاة مثلنا ! "

توقفن عن ضربها لتمسك واحدة ذراعيها وتشبكهما عن الحركة ، أما الثانية أمسكت قميصها تحاول فتحه تحت صرخاتها الهستيرية !
" توقفوا .. أرجوكم ، توقفو.. !ا "

وقفت من على المقعد بعينان مشدوهتان ! وأسرعت الخطى ، وبينما كنت أهرول ظهر
أمامي جهاز أبيض ذو رأس مربع بدى كما لو أنه يمسح العشب !

" البيئة النظيفة ، لنسعى إلى بيئة نظيفة ! لننظف بيئتنا من القذارة !"

تراجعت للوراء و كانت الآلة تتقدم ناحيتي .. ، حتى توقفت أمامي وتوقفت بدوري .
ثبتت الآلة عن حركة كما لو أنها تنظر لي ، أو كما لو أنها مفرغة من الطاقة ! ثم سرعان ما استدارت جانباً وتحركت ،
" البيئة النظيفة ، لنسعى إلى بيئة نظيفة ! ...."


تقرّب عدسة الكاميرا بسحب أناملها على الشاشة ، وتضحك بصوتٍ منخفض ،وفي بغتة تسحب يدي الهاتف عالياً من بين أصابعها!
ألغَيتُ تشغيل عملية التصوير .

رفعت رأسها بإندهاش تبحث عن المصدر الذي خطف منها هاتفها لتتلاقى عيناها مع طليعة وجهي المتجمدة ، قطبّت حاجبيها بعصبية !
خرج صوتي بارداً " هذه التصرفات لا تناسب وجهك الطفوليّ البريء "
وتوقفتا الفتاتان عن مواصلة فعلتهما ، ورفعا أعينهما حيث وقفت كعمارة شاهقة الطول مقابل زميلتهما التي تحدّق إليّ بغضب لا يناسب عمرها .
في حين كانت الدموع متوقفة في مقلتي الضحيّة التي كانت تتأوّه و قميصها المدرسي يكاد يكون مفتوحا للمنتصف بينما تنظر بدهشة وخوف ناحيتنا .

رفعت صاحبة الهاتف يدها محاولةً أن تلتقطه ،
" أعيديه لي !"
ولكني رفعته للأعلى ببساطة أمام نظراتها .

انتقلت بالرؤية بينهنّ ،
" كيف لأطفال مثلكم أن يتمادوا إلى هذا الحد ؟ "

نظروا ناحيتي دون نطق ، بل كانو ينظرون بنوعٍ من الدهشة وكأنهم يتسائلون كيف تتدخّل بيننا ؟
وكأنها المرة الأولى التي يوقف فيها شخص بالغ مجموعة أطفال ،
أطلقت الفتاة صوتاً حانقاً.
ارتخت يد الثانية التي أمسكت بالملقاة لتفلت الأخيرة ذراعها بسرعة وتمسك بحقيبتها محتضنة إياها ، تراجعت للخلف .. ،
في حين اعتدلت الفتاتان بوقوفهما واقتربن من زميلتهما التي تنظر ناحيتي بغضب ، ..

" هاه ما بال هذه النظرات ؟ هل تودين ركلي ايضاً ؟ "

رددتها وأنا أنظر في عيونها المحتدّة ، ورغم أنها لم تتكلم إلّأ أن ملامحها كانت كفيلة أن تكشف مدى
الكراهية و الانزعاج ناحيتي ، لأني تحدثت ؟ أم على اقتطاع تسليتهم ؟
بدوا لي من قطيع اللذين ينتسبون لطبقة تكون التربية فيها بإعطائهم كل ما يرغبون به دون رقابة أو تنبيه .
ولكن الذي فاجئني هو تغيّر طليعتها من الإنزعاج الشديد إلى ابتسامة لطيفة واسعة
لينكشف صوت طفولي صغير أثار غرابتي !

" أنها صديقة لنا في المدرسة ونحن نلعب معاً كل يوم هكذا ! "

ثم استدارت و أبدت من رأتها خوفُ أكبر عندما شاهدتها ،
قالت " إليس كذلك ؟ ولكن يبدو أننا تمادينا قليلاً هذه المرة ، لأنكِ لا تبكين عادةً "

ثم دارت ناحيتي وأكملت بذات اللطافة " هلا أعدتِ هاتفي رجاءً "

تأمّلتها مطوّلاً ، إلى تغيرها المباغت ، هل هذه الطفلة تحتفظ بعدّة وجوه ؟
لم تبدُ بملامح طفلة بتاتاً قبل أن آتي لإيقافهن ،
بعدها لم أبدي ردة فعل ولم أنطق بشيء ، سوى أني نظرت ببرود وأنزلت يدي للأسفل
لتلتقط هاتفها من بين أصابعي وترمق زميلتها الملقاة وهي تتبسّم ،

" أراك غداً في المدرسة ! "
و غادرن ثلاثتهن متخطين موقع وقوفي بصمت ، وخرجن من الحديقة .

اقتربت إليها حيث كانت على الارض والدموع متوقفة في عيناها ، كانت مشيحة النظر .

" أأنتِ بخير ؟ "

وانحيت إليها ثم مددت يدي لكنها تراجعت بخوف دافعة رأسها إلى الوراء في خشية كما لو أني سأقوم بمهاجتمها .
نطقت أطمئنها
" لا تقلقي ، لن أؤذيك إطلاقاً "
فنظرت لي بتردد وأنا بدوري ربتُّ على شعرها الأشقر .

" شكراً .... "
جاء صوتها خافتاً كالهمس .
لاحت على شفتي بسمة ضئيلة ، في حين كانت متمسكة بحقيبتها الحمراء التي رٌسمت على جهتها الامامية دب بنّي ظريف ،
بدت لي أنها تحاول تغطية ردائها المدرسي ،

" لم يفعلن بكِ هذا ؟"
سألتها بهدوء مستفسرة ، لكنها بقيت صامتة دون إجابة.
نفضت ملابسها وساعدتها على الوقوف ، بدت عيناها تنظر طول الوقت بحزن ، كانت تنكس برأسها
وكأنها مذنبة بأمر وغير مذنبة به في آن واحد .
لم أنطق بالكثير سوى أني رغبت بالتخفيف عنها .. ،

" ما رأيك بتناول الحلوى ؟ "

رفعت عيونها الدائريّة بتعجّب ، لكن ملامحي كانت خاوية مِن التعابير ، وقبعتي القطنية تنزل الظلال على
وجهي .







دخلنا مقهى صغير يطلّ على الشارع القريب ، تصميمه متناسق هادئ ،مع مجموعة طاولات دائرية موزّعة ،
كانت تنتشر فيه رائحة الخبز الشهيّ الذي امتزج برائحة القهوة .

أقتربت من الزجاج الذي حَوى خلفه مجموعة ملوّنه من الحلويات وقطع الكعك .
رحب بنا النادل !

قلت لها ،
" إختاري ما تشائين "

أخذت تحدق في الحلوى تحت نظرات النادل الذي أوحى ببسمة لطيفة لها ،
ثم وضعت سبابتها على الزجاج مشيرةً ،
" هذه .."

أَشَرتُ للنادل ، ..
" قطعة واحدة من فضلك "

ثم أخرجت البطاقة من جيب معطفي هامةً بالدفع .. ،
قرقَع بطني وأنا أمد يدي ، وأنبلج صوته ، فنظرت بغرابة إلى الأسفل في حين سمعت ضحكات الطفلة والنادل عليّ .
جلسنا على طاولة من الطاولات ، حدقت في منظر الشارع خارجاً بينما كانت تغرس المعلقة التي تناسب حجمها مع حجم يدها الصغيرة ،
رفعت قضمة مزينة بقطعة فراولة وهمّت بتناولها .
بَقِي طبقي ثابتاً أمامي ، كانت قطعة الكعك خاصتي مبتور منها جزء صغير .. ،
شردت قليلاً الى حركة السيارات ، كان المكان دافئ مما جعل البرودة القاسية في جسدي تتلاشى ، فشعرت بشيءٍ مِن الإسترخاء.
كانت الموسيقى الكلاسيكية تنبثق في الأرجاء .. ! ذات نغمات رتيبة ومنخفضة
مع همسات بعيدة لشخصين يتحدثان في طاولة مجاورة للنافذة ،
وشاب بدى طالب جامعيّ ينقر على أزرار لوح حاسوبه المحمول وحقيبة سوداء مستلقية بجوار قدمه .

" أنتِ لطيفة معي .. "

أعادني صوتها الطفوليّ من رحلة شرودي ! ولكن هذه المرة كان أكثر وضوح ، مما جعلني ألتفت إليها
بشعورِ مِن الغرابة على عبارتها ،وهي كانت تتطلّع فيني ببراءة .
أشحت النظر جانباً ،ثم أعدت النظر إليها ، قلت بصوت بارد :
" لأن الاطفال يجب أن يعاملوا بكل لطف "

قالت،
" أنتِ تشبهين معلمة الفصل "

نظرت لها بتساؤل.
أكملت " هي تتصرف معي بلطافة عندما يشتمني الفتية والفتيات "
فسألتها ،
" هل ذلك بسبب أنكِ هادئة أكثر منهم ؟ "

نظرت لي دون ان تجيب ثم رفعت تنورتها الطويلة عن جزء من ساقها، مجيبةً

" لأني أملك ساق أصطناعية "

شعرت بدهشة ثم نظرت الى المكان الذي بقيت تنظر إليه ،
لأرى جلد قريب من لون بشرتها ، ولكنه بدا أقرب لطبقة غير حقيقيّة ، وفي نهايتها حيث
موقع المفصل الذي يربط القدم ظهر جزء يشبه عظم المفصل ولكنه إصطناعيّ ،و مغطّى بزجاج بلون أزرق ،حول حوافه خطوط معدنيّة فضيّة ورفيعة .
ما أن تأملت فيها قليلاً حتى عادت لذاكرتي مشاهد من القلعة ، وتذكرت قانطيها اللذي كانوا يتحركون بأطرافٍ مختلفة التركيب .

قالت وهي تغرس الملعقة في الكعكة ،
" أمي وأبي قالا أن ساقي تحطّمت في حادث "

" وهل تذكرين الحادث "

هزت رأسها نافية
" لا أتذكره "
ثم أكملت " لكني أتذكر قليلاً ، أني كنت مستلقية على سريري ، ولم أكن أشعر بساقي الأخرى "
نظرت إلى رمشيها المنسدلين ، أحسست بالأسى ، كيف لطفلة أن تتعرض لهذا الأمر ؟
وبعد صمت مطبق مع وقع المعزوفة الهادئة نطقت بصوت خاوي من الحسّ ،
" لذلك السبب يدعونك بالآلة ؟ "
هزت رأسها بإيجاب و ظهر حاجباها متقوسان بحزن .

" وماذا تفعل معلمة فصلك عندما يطلقون عليكِ الشتائم ؟ "
" لا شيء "

تعجبّت " كيف ؟ "

أجابت بعد ان قضمت قطعة من الكعك
" أنهم من الطبقة A ، لا يتعرضون للتوبيخ "
سألتها بغرابة " A ؟ "
" أجل ، أغنى العوائل في البلاد "

سقط ذهني في بحر التساؤلات ، هل هذا المجتمع مقسّم الى طبقات ؟
هل عاد الزمن الى العصور الوسطى ، حيث ظاهرة الطبقية التي أهلكت حياة العامة من البشر .. ؟!

" اذاً ماذا عن البقية ؟ إن لم يكونوا من تلك الطبقة ، هل يتعرضون للتوبيخ ؟ "
" أحياناً ، ولكنهم يعاودون فعل ذات الأمور "
" أية أمور ؟ "
" سحبي إلى الفناء الخلفي "

صمت دون نطق ... ، في حين واصلت هي الأكل بهدوء ،
شعرت بالغضب والانزعاج ، ولكن لم أبده على تقاسيم وجهي
ثم قلت إليها " هل ساقك الاصطناعية صلبة ؟ "
رفعت عيونها بتساؤل ، فأوضحت ،
" أعني هل هي تستطيع تحطيم الأشياء ، لو ركلتها مثلاً أو دستي فوق شيء ما؟ "
" أحياناً عندما أكون يائسة وحزينة ، أقوم بتحطيم الحجارة والحصى الصغيرة دون علم أحد"

ابتسمت لها
" جيد "
ثم أردفت
" في المرة القادمة ، عندما يقوم أحد بمضايقتك ، .. أركليه ."
وانهيت عبارتي ببساطة وهي بدت وكأنها تتساءل في سرّها عن معنى كلماتي .
ثم بدأت بالضحك !
" أحببت ذلك "
استندت على ظهر المقعد و رفعت كوب الماء لأرتشف قليلاً
قالت،
" شكراً لكِ يا آنسة ... آنسة ... آه .."
" كآي "
قالت " آنسة كاي "
ثم ابتسمت " أنا إيميليآ "
أشحت بنظري عنها وعدت لجولة التأمّل في منظر الشارع خارجاً ،
في حين أنزلت رأسها تكمل تناول الكعك . الموسيقى ذات سيمفونية باردة .






ألقت 15 جثتين مغطاتين بأكياس سوداء على الأرض الرخامية .
كان إيِزو يحدق فيهما بصمت ،وهو واقف على مقربة بجانب أجهزة متفاوتة الحجم
انكشف صوته بعد مدة :
" لم يبقى الكثير منهم ، قومي بقتل البقية وأحضري زعيمهم "
فرفعت فرنييتا عيناها البركانية ، ..

" كنت أتساءل ما سر إهتمامك بزعيمهم .. "

وضع إيزو كفه بجيب معطفه الابيض وقال بلكنة خاوية مِن الإنسانيّة وهو ينظر للجثتين ،

" سأقوم بتحسينه "

نظرت له بدهشة وتعجّب ،
" تحسينه ؟ "
قال ،
" أنه عملاق ولكن بلا عقل ، سيكون التحكم به سهلاً ، وسيكون مفيداً من ناحية الأعمال الجسدية "
نظرت إلى طبيبها بلا تعابير ، رغم أنها من الداخل تسائلت أكثر من مرة عن ما إن كان يخبّئ أسباب أخرى
فهو لا يقبل بالتحسينات لفترة إلّا ويقوم بتدميرها بعد وقت قصير .

قالت " إذاً ماذا تريد مني أن أفعل ؟"

إنحنى للأرض وفتح إحدى الأكياس السوداء ثم سحب الذي بداخلها
ليظهر وجه ذو عينان غاص فيهما البياض ، مفتوحتان بالكامل
وفاهه متصلب بهيئة صرخة لم تتمكن من الخروج .

قال وهو يضع كفه ذات القفاز الأبيض على جبهة المقتول ،
" أقتلي بقية العصابة و أحضريه حيّاً "





توقفنا عند باب منزل أنيق توزعت على جانبيه شجيرات خضراء نضِرة .
سحبتني من يدي ،
" أدخلي معي آنسة كاي"

أجبتها دون رغبة " لدي أعمال كثيرة ، دعيه لوقت لآخر ، أتفقنا ؟ "
فتأمّلتني في خيبة وحزن .

فُتِحَ باب المنزل لتظهر سيدة بهيّة بدت في بداية عقدها الثالث ،
ترتدي فستان ضيّق يغطيّ ركبتيها وتلف عقداً من اللؤلؤ حول عنقها ، وترفع شعرها الأشقر للأعلى .
هتفت إيميليآ ما أن رأتها وأفلتت كفي لتركض ناحية أحضانها ..،

استقبلتها السيدة بلهفة وقلق ،
" إيمي .. أين كنتِ حتى هذه الساعة ؟ اتصلت بالسائق وأخبرني أنه لم يراكِ تخرجين ! "
أجابت بعدما نظرت لي مشيرةً ،
" كنت مع الآنسة كاي ! "
رفعت السيدة عيناها بغرابة ثم نظرت لي ،ارتبكت بعض الشيء وألقيت التحية وأنا أنزل قبعتي فوق عيناي
" انها بخير لا تقلقي "
قالت إيميليآ للسيدة التي بدت أنها بلا شك والدتها ،
" هي من أوصلتني للمنزل واشترت لي الكعك أيضاً ! "
نظرت الام بشيء من الشك والخشية إليّ ثم وجهت ذلك الشكّ إلى ابنتها ،
" وما الذي اوصلكِ إليها ؟ لما لم تعودي مع السائق ؟ "
لم تجب الفتاة وسرعان ما تغيرت طليعة الام الى الغضب وأمسكت كتفاها
" هل ضايقك أحد مجدداً ؟ "
صاحت مبررة بسرعة ،
" لا على الاطلاق ! أنا فقط خرجت للحديقة المجاورة للمدرسة والتقيت بها هناك ، آسفة "
" أخبريني الحقيقة يا إيميليآ "
أجابت بعناد " أنها الحقيقة ، لقد شعرت فقط بألم في ساقي وكانت تزعجني "
نظرت إلى ساق ابنتها بتفكير،
" مرة اخرى ؟ .. سأخبر والدك ليتفحصها لاحقاً "
كنت قدت أوشكت على الانصراف كشبح غير مرئي ، فلا أظن أن مكوثي واقفة
سيجلب لي فائدة ، علي التركيز بما لدي الآن أكثر من الإنخراط بين الناس
لكن صوتها أستوقفني .. !

" لحظة من فضلك !"

نظرت مستفسرة ، فقالت بطيبة،
" أن الناس خارجاً مصدر للخطر ، وقلّما نجد شخصاً أميناً في هذه الأعوام، هلا قبلتِ استضافتي رداً على جميلك مع ابنتي ؟ "
أجبت مقاطعة بإستنكار
" لم يكن شيئاً يذكر "
ثم أكملت بابتسامة سريعة لأتفادى الموقف
" أعتذر ولكني لا استطيع ذلك "
و هممت بتحريك قدماي

هذه المرة جاء صوتها برجاء ،
" من فضلك ، لوقت قصير فحسب ، لا أرغب أن تنصرفي بهذا الشكل دون ضيافة لائقة "

شعرت بقلة حيلة ، لا أحب التبرير كثيراً للغير ولا أحب وضع نفسي في وضع لا أرتاح له كليّاً !
فلم تكن فكرة دخولي منزل ، هو أول منزل سأدخله في حياتي أمر يحط إهتمامي بقدر ما كان
غير مطئمن لي أو بمعنى أدق غير مريح ، وشعرت بأنني في موقف غريب جداً .. ،
أمام إلحاح سيّدة أكبر مني ، وظهرت عليها البشاشة رغم رفضي عدة مرات ،
مما جعلني محرجة من نفسي بعض الشيء ، لم يكن أمامي سوى الموافقة على مضضْ ، وكانت إيميليآ تقفز فرحاً .

،،

خلال لحظات جلوسي الأولى لم أكن متوترة بحجم ما كنت مشدوهة بالنظر إلى تفاصيل
الديكور ، وضعت السيّدة كوب الشاي أمامي ، تطاير منه البخار مع رائحة زكيّة .
إنها المرة الأولى التي أرى فيها شاي منزليّ تم إعداده فوراً !
حثتني على شربه وطلعيتها مشرقة ،
فرفعت الكوب الذي تيّزن بإيطار ذهبي وحدقت في تفاصيله من الداخل، حيث ظهرت وريقات خضراء
تسبح ببطء على صفحته الساخنة.
ارتشفت قليلاً لتمر قشعريرة صغيرة في وجهي وعنقي ، ما أزكى مذاقه !

كانت قبعتي الصوفية لا تزال تجثي الظلال على عيناي ، تحدث السيّدة إليّ ،

" إنها تتعرض للمضايقات ، رغم ذلك لا تقوم بإخبارنا عن أي موقف تتعرّض له في المدرسة ، لولا سؤالي مشرفة الفصل هناك "
نظرت إليها للحظات وهززت رأسي بإيجاب .

شبكت كلتا يديها مردفةً :
" لذلك السبب أقلق عليها طوال الوقت ، أنا أعلم كيف تبلي هناك مع بقية الأطفال. "
حتى تأوّهت وكأنها تتحدث إلى نفسها بإنزعاج وعدم تصديق،
" والأطفال في هذه الأعوام لا تستطيع تمييزهم عن البالغين ، لما تحتويه ألسنتهم من ألفاظ ! "
تذكّرت موقف التنمّر الذي تعرّضت له إبنتها ، ووجوه الفتيات الصغار التي لم تكن تحمل سيماه الطفولة فيها .

قالت : "هي تكذب بخصوص حظيها بصداقات هناك ، هي تواصل إخباري أنها بخير ، بالطبع لاحظتِ ذلك الشيء ، أليس كذلك ؟ "
فقلت : " بسبب ساقها الإصطناعية .."
أٌحيلت عيناها إلى الحزن وسألت " هل أخبرتكِ كيف ؟"

" أنها تعرّضت لحادث لا تتذكّره "
" ذلك صحيح ، كانت قبلها بثلاث سنوات قد تعلّمت المشي على قدميها ، حتى حدث ذلك ... لقد كان ... مأساوي جداً ،
وبعدها شدد الأطباء على بتر ساقها لأن العظام تحطّمت بالكامل والأعصاب تضررت بعنف .. وبعد ذلك .. "

طأطأت برأسها وأشاحت النظر لزاوية أخرى متظاهرة بإرتشاف الشاي وهي تخفي شيء ما كان على وشك النزول من عينيها .
حدّقت بالكوب وقلت : " هي هادئة جداً .. "
" هذا صحيح " ، أجابت على الفور .

ألتقطتُّ أثناء حديثي الإنتباه لعنق السيدة الذي كان مزيّن بعقد اللؤلؤ ، لقد برز خط رفيع يمتد بطريق عرضيّ خلف عنقها ،
وبدى الخط كما لو أنه أثر خياط جراحي! فشكّكت بأن الحادث كان مع وجودها ، وقد يكون الأب معهم أيضاً، هل البديهي قول حادث إصطدام عائليّ ؟
لم أسأل تلك الأثناء الكثير ولم أتحدث سوى بضع كلمات ، وإكتفيت بإشارات إيجاب بينما استمع لحديثها.
نزلت إيميليآ من سلّم وظهرت أمامي فجأة بعد أن هرولت بمرح ناحيتنا .. ،
ظننت أنها قادمة ناحيتي لكنها سرعان ما أختبئت خلف والدتها .. ، أبديت العجب في نفسي على خجلها في حين تذكّرت حديثها عندما كنا في المقهى .
ضحكت السيّدة برقة وقالت " هل أمضيت وقت ممتع مع الآنسة كاي ؟"
هزت رأسها بإيجاب وكانت وجنتاها كتفاحتين ناضجتين .

" ما رأيك أن تصعدي للأعلى مع الآنسة كآي ، ريثما أحضّر العشاء "

وثبت من مكاني بسرعة ما أن سمت عبارتها ! ، مما جعلني محط الأنظار المُندَهِشة .. !

قلتُ على عَجلة ،
" يجب أن أنصرف الآن ، شكراً على الشاي ! "

نظرت لي حيث كنت واقفة بمحاذاة الطاولة ،
" ولكن لم يبقى شيء على الغروب ، ليس لطفاً أن تغادي هكذا ! "
" يكفي إستقبالك لي .. ، لكني حقاً لا استطيع ... !"
شدّت إيميليا رداء والدتها وهي تحدّق إليها برجاء وإستياء .
قالت السيّد بإستسلام وهي تمسح شعر إبنتها
" ما باليد حيلة يا إيمي ، لا يمكننا إجبار الضيفة على المكوث "

عقدت الصغيرة حاجبيها الخفيفان وابتعدت من على هندام والدتها لأتفاجئ بإحتضانها لي ! أحاطت ذراعيها بجذعي .. ،
نظرت إليها بتعجّب ورفعت يداي للأعلى كإشارة للتفاجئ .. ! شارفت على الحديث فقالت وهي تتمسك بي بشدّة ،
" أرجوكِ آنسة كاي ، أبقي معي ! "
نظرت لوالدتها حيث الأخيرة أكتفت بهز كتفيها وإهدائي إبتسامة مستسلمة .






[ الرابع عشر منِ أبريل ، 2018 ]


" أما زالت الكوابيس تراودك .. ؟ "

هل كنتُ أملك عينان في ذلك الوقت ؟ ، لَم أشأ أن أنظر ، أخشى أن أغرق بشرود لا ينتهي عندما أتعرّف على وجوههم
لكنّه معالج إختصاصيّ ! وصوته جاء كترتيلة بعيدة عن فوضى أصوات الغير،

تحرّكت شفاهي ببطء.. ،
" أيّة كوابيس ؟ "
" عن محاولات قتلك لأشخاص لا تعرفيهم .. "

رفعت رأسي وظهرت أحداقي ناعسة ، صمتُّ دون رد .. ، حتّى قال بجدّية للمرة الثالثة ، بغية أن يحصل على الإجابة التي يبذل ما بوسعه لسماعها .
" لما إنفعلتِ بتلك الطريقة ؟ .. ماذا لو أُصيبت بضرر وخيم ، ألا تعلمين أنّك ستؤذين القريبين منك ، منهم السيّدة جولييت ؟ "
شدّدت على قبضتي في دفاعٍ مضطّرب ،
" لكني لم أحتمل قولها ذاك .. ! "
" أي قول ؟ "
" تلك العبارة .. "
إقترب المعالج ناحيتي ، يحثّني على الإكمال بعيناه ،
" أية عبارة يا سيروليت ؟ .. أخبريني "

أشار لي على الإكمال دون أن أقلق ،
أغرُورِقت عيناي ،

" أنا لا أريد أن أؤذيهم حقاً ! ، لكنّهم لا يتركوني أعيش .. مثلهم ! كلّما عرفوا عن ذلك الأمر ! .. ذلك الأمر .. "
ونظرت للأسفل ، وتحاشيت النظر ، مرّة أخرى .







[ الخامس مِن سبتمبر ، 2017 ]

يركض تحت غيث السماء !
يحمل صندوقاً تحت معطفه ، واصل الهرولة وهو يخبِّئه بحرص وخشية .. !، ظهرت بطاقة فضيّة ضئيلة تعلّقت على قماش قميصه ،
حروف سوداء متقطّعة ، .. إلبِرتون هيِلواز ! يرتدي طاقية البرد فوق رأسه ، حتى وصل إلى زقاق ضيّق .
أسرع أشخاص لا تظهر منهم معالم ، وقف أحدهم يلتفت ، ثم أشار إلى الآخرين بالمواصلة .. !
عثروا عليه في الزقاق .. ،
ثمَّ تعالى الطلّق الناري مع سيمفونية المطر .






[ 2022 ]

رفع أنطوان شاشة زجاجيّة رفيعة ومسح بسبابته على طولها ، لتنفتح الشاشة وتعرض أرقام ورسم بياني
وصورة ثلاثية الأبعاد لدماغ بشريّ ،في نهاية جذعه توصّلت به أسلاك ملوّنة رفيعة واتصّلت بجهاز صغير .
لقد أظهرت الإشارات أن الأرقام الحاليّة ، مستقرّة .
ولكن الخلايا العصبية المرتبطة بالذكريات ، أحدثت تغييرات ما .



أدخلتني إيميليا غرفتها ، كانت تمسك كفّي وتقدّمني إلى عائلة الدمى ، نظرت إلى ما حولي ، كان كل شيء ملوّن بالزهريّ و تدرجاته ،
وكان هناك إيطار على أحد الأرفف ، ظهرت فيه صورة لثلاثة أشخاص .. ،
تمعّنت فيها ، لقد كانت تحتوي على إبتسامات ، .. إنها عائلة صغيرة يحيطها الدفء .
جلست مقابلي ، ولكن ذلك الإشراق إنزاح من ملامحها في غمضَة ، لقد كانت عيونها خاوية مِن عنفوان الحياة الزهرية!
و بدّت مثل دمية مِن الدمى المتناثرة في زوايا غرفتها .. !

قلت لها بلكنة مبهمة
" ماذا لو أخفتوا ، ما الذي ستفعلينه ؟ "

" كآي .. ، أنا من أريد الإختفاء "

،،



أعدني للحياة الماضية . . ،



،،


... TO BE CONTINUED














[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
yoite - sama likes this.
__________________








THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME
[ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ]



BLOG#NOTE#ART#NOVEL#


التعديل الأخير تم بواسطة Aŋg¡ŋąŀ ; 07-11-2019 الساعة 11:37 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إيقاع ماسي : معجزاتٌ في ديسمبر كومومو روايات الأنيمي المكتملة 12 01-02-2019 03:19 AM
جرار ماسي فرغوسن 385 دفع رباعي الجديد للبيع ماسي فيرجوسن ماسي فيرجسون ماسي فيرغسون تراكتوربروفايدور إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 01-10-2014 11:23 AM
جرار ماسي فرغوسن 385 دفع رباعي الجديد للبيع ماسي فيرجوسن ماسي فيرجسون ماسي فيرغسون تراكتوربروفايدور إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 01-08-2014 10:58 AM


الساعة الآن 12:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011