عيون العرب - ملتقى العالم العربي - مسابقة : شهابٌ أنار السماء ~ :فضية

https://c.top4top.net/p_830hy0gg1.gif

بالتوفيق

لون

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://f.top4top.net/p_828dleqw0.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

https://i.imgur.com/baY1QHI.png

https://i.imgur.com/VxhIKFp.png

شهابٌ أنار السماء ~

https://i.imgur.com/incjdNW.png

الأمهات كالشُهب المضيئة المسرعة في السماء..

**

كان للولد ضياء صفات جميلة تميزه عن إخوته
بالرّغم من حبه للّعب إلا أنه كان يفضل الابتعاد عنهم والبقاء وحيدا
كانت أمه تحبه أكثر من إخوته
لم يكن حبا تفضل فيه الأم بين أولادها بل كانت رحمة و حنانا مجهولا ينبع من قلب الأم لحظات ثم يختفي..
كانت تفضل ولدها ضياء ليس بسبب عيناه البنيتان الجميلتان..
كانت نفضله لهدوءه وصمته الدائم وصدقه فهو لم يكذب على أمه ولامرة واحدة
لحظة الإفطار في شهر رمضان المبارك
كان الولد ضياء يصوم شهر رمضان يوما بيوم وهذا بأمر والدته الحنونة حتى يعتاد على الصيام فالعائلة تربّت على الصدق ورائحة المودة ومكارم الأخلاق هي أساس ذلك البيت المبارك
يوم الإفطار في ذلك اليوم بالنسبة لضياء..
بينما العائلة تتناول فطورها خرج ضياء من بيته
شارع خالي تماما وسماء قد ذهب لونها ونجوم تلمع..
كانت اللحظات المفظلة لضياء فابتسم قلبه النقي وجلس تحت شجرة التوت متأملاً روعة المنظر
عيناه كانت تلمع كلمعان النجوم
فجأة لمح ضياء شيئا ملتهبا في السماء
انتابه الخوف فهو لم يعتد أن يرى شيئا يحترق في السماء
وقف مذهولا ببرائته..
ذلك الشيء في السماء ضلّ يحترق تاركاً وراءه ذنبا ممتداً
ضنّ ضياء أن الذي يحترق في السماء هي طائرة تسقط فانتابه ذعر مختلطا بحماسة..
لم يكن ضياء يعرف ماهو الشهاب وماهو المذنب القزم فلقد كان صغيرا على معرفتها..
ضلّ ذلك الشيء يحترق أكثر ويكبر منيرا السماء وكأن النهار قد حلّ فجأة
بدأت تلك الكتلة الملتهبة يخبو نورها ولهيبها شيئاً فشيئاً حتى اختفت كليا من السماء
ضلّ ضياء حائراً ومتحمساً سائلا نفسه.. ماذلك الضوء في السماء؟!
بسرعة الى أمه أمي..أمي رأيت شيئا كبيرا يحترق في السماء ولا أدري ماهو
الأم مبتسمة : وهل اختفى ذلك الشيء الكبير المحترق من السماء
ضياء : نعم اختفى لكنه بقي ينير السماء مدة دقيقتين يا أمي
الأم : ذلك الشيء الكبير الذي رأيته في السماء ملتهباً هو مذنبٌ قزم وقد احترق في السماء
الأم لولدها ضياء : كلاكما مضيء .. فاالمذنب أنار السماء وأنت يا صغيري أنرت الأرض وقلب أمك
كبر ضياء وأصبح شابا ناجحا في احدى البلدان الأجنبية تأتيه الأرزاق من كل جانب برحمة و حنان منه سبحانه وتعالى
في إحدى الأيام لزمت أمه الحنون الفراش بسبب المرض وقد كانت حالتها صعبة جدا بين حياة وموت..
نقل إخوة ضياء له خبر مرض أمهم وأخبروه أنه يوم مغادرته البيت أصابها حزنٌ شديدٌ لفراق ولدها وهذا الحزن الشديد سبّب لها هذا المرض الخطير
ققد ضلّت تنادي باسمك والدموع لم تنقطع من عينيها
حزن ضياء حزناً شديداً لحالة أمه فأخبرهم أنه سيحضر مسرعاً اليهم..

في تلك الأثناء نقل أشقاء ضياء خبر عودة أخيهم لأمهم ففرحت فرحا كبيرا بذلك
وصل ضياء أخيراً
توجه مسرعا إلى أمه فاحتضنها وعيناه تذرفان قائلا : سامحيني يا أمي لأني تركتك سامحيني..
الأم تبك لكلام ولدها : خفت أن أرحل عن هذه الحياة ولا أراك مرة ثانية يا ولدي
فبكى كل من في الغرفة لهذا المنظر بين الأم وولدها

في الصباح التالي أحضر الابن البار ضياء فاكهة طازجة لأمه في يده اليسرى وأزهارالياسمين في يده اليمنى
تفاجأ ضياء بتحسن حالة أمه وهذا ظهر جلياً على ملامح وجهها قائلا : كيف تشعرين الأن يا أمي
الأم : الحمد لله أشعر بتحسن كبير باركك المولى يا ولدي
حمدا الله ضياء فطلب حضور الطبيبة جارتهم الطيبة
فتفاجأت الطيبية أن المرض الخطير قد زال عنها كلياً
حمدوا الله جميعا على رحماته تلك
سرعان ما قبّل ضياء جبين أمه الحنونة بعينان تذرفان قائلا لها : أنت نوري وسر سعادتي.

**
مهما ابتعدْت عنها فقلب الأمّ لايبتعد..

**

https://i.imgur.com/ZvHsT2Z.png

https://i.imgur.com/PTKRsVs.png

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]