عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree274Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-15-2018, 08:20 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيبارا تشان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرووواية كتييير جميلة
والشخصيات حلاوة كتير
وأنا متشوقة جدا للبارت الجديد
اتمني أن تعتبريني من المتابعين
ولا تنسي أن ترسليلي الرابط


وعليكم السلام رحمة الله وبركاته

شكرا على ردك الطيب متلك💖
ان شاء الله تعجبك للأخر
يسعدني تكوني من متابعي روايتي المتواضعة 😳
دمت بخير 🌷
JayDen likes this.
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-19-2018, 05:18 PM
 
فضي



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]









هالة







[2]


قسوة الألم ألمّت به لتجعله طريح الأرض, بالكاد فتح عينيه لا يستوعب شيئا مما أصابه, ليلمح ويليام النازل إليه بفزع يشق قلبه, فخاطبه من فوره بقلق واضح :
" آليكس!..هل أنت بخير !"
كما إنتفضّ والده بحالة رعب وخوف ألما به, تزعزعت عيناه غير مصدقة لما تراه, فسلامة ولده كانت همه, وقلقه عليه أعماه من رؤية الإبتسامة القذرة التى تمادت في ظهورها على وجه الجالس جواره ,لم ينطق حتى بحرف من صدمته, بينما قلبه كان يناشد متألما لإبنه ويرجو الحياة له.
صمت, صمت تام خيم, إنخمدت تلك الأصوات المشجعة ليقطُنّ الخوف ملامح جالسي المدرجات الكبيرة, كأنّ أمطار التعاسة هطلت فوق رؤوسهم , الكل بات في سكون قلق وحائر , فما جرى تواً لم يكن محتملاً .
ثواني قليلة أكفت بإزدحام الحلبة بالجند, منهم من هبّ معينا آليكس النازف المتألم, والبعض الأخر إنتشر باحثا عن المجرم الذي ولى هارباً بعد فعلته المنكرة.
لم يكن بمقدور إرياس الإحتمال وربما سيفقد ثبَاته قريبا, مما دعاه أن يصدر أمراَ بإنتهاء النزال, فباشر الحكم إعلانه لتتردد كلماته في أذني أليكس :" إنتهى النزال بأمر من الحاكم "
صداها لم يتوقف عن العبث بأُذنيه , ففتح عينيه بصدمة تامة حين تذكر وعده, لحظتها نسيّ حجم ألمه , فنهض يقف بثبات وكأنّ شيئاً لم يكن, أتبع وقوفه بنزعه للسهم من جسده غير أبه للدم الذي ذاد نزوله, ثم قال بجد خالطه بعض الألم :
" لن يتوقف النزال بهذا الشكل ..سيستمر حتى النهاية"
عارضه من حوله, فأمسكه إثنان منهم وقال أحدهما بإحترام :
ايها الأمير حياتك ليست لعبة"
وأيّده الأخر:
" هذا صحيح ..حياتك أهم من كل شيئ "
أما ويليلم ظل متفرجا فحسب, رغم شعور القلق الذي لم يكف عن مراودته.
لم يتراجع آليكس عن مأربه , بل توغله الإصرار رغم محاولات الغير في تنحيته عن قراره , توجهت أنظاره المترجية حيث أبيه, كأنه يطالبه بالتراجع عن حكمه, بالأحرى هذا ما فهمه إرياس منه, لسبب لم يفهمه أيده وأصغى الى طلبه الخفي عن الكل بينما كان واضحا كالشمس له, فعزل عن قراره وأصدر أمرا بالمتابعة , رغم التوتر والقلق العابثان بقلبه.
أعلن الحكم الإستمرار والكل غدى محتار بما فيهم ويليام , وهلان الذي فقد قدرته على التصديق, رمق بعينيه المتعجبتين آليكس القابع في الأسفل, كيف له الثبات وكتمان مايعانيه من وجع وألم, هذا مادار في عقله, وأتبعه حديث نفسه الحاقدة:


" ماذا يظن نفسه فاعلا! ...كم هو مغرور وسينتهي منه غروره هذا لا محالة...سيكون موته عاجلا..هذا ما أتمناه"
قاطع حديث نفسه صوت إرياس قائلا بجد :
" ما الذي كنت تنويه بفعلتك هذه!"
تفاجأ بما سمع فلتفت نحو مخاطبه ليرد بصوت ممزوج بالغضب :
" أتتهمني بما أصابه! "
أجابه إرياس بثقة تجلت في صوته:
" لا أحد يتجرأ على فعل ذلك غيرك "
ثار هلان بشدة , فظهر ما إعتراه في كلماته المنزعجة:
" أثبت هذا بأدلة قاطعة عوضا عن رميي بإتهامات باطلة"
إكتفى إرياس بالصمت هذه المرة وتجاوز عن قوله, كل ما فعله هو التحديق للوهلة قصيرة بوجه أخيه الغاضب , ثم أبعد عينيه عنه و رماهما عند إبنه المتبارز الأن.
فقد النزال حماسته , لم تعد به إثارة, قتال من طرف واحد هذا ما آلَ إليه,فالأخر رفض الإنصياع لطلب خصمه, كيف يتشدد في قتال من هو مصاب, إنها مبادئه وحلاوة خلقه خلاف والده, ظل يصد بسيفه الضربات الوهنة, فصاحبها أرغم نفسه على المتابعة رغم الإصابة النازفة.
بينما بقيّ في عناده أدرك تهاون ويليام معه, فتوقف من فوره مرخياً سيفه ليتكلم بجد كبير:
" هل أبدو في نظرك ضعيفا حتى تتهاون معي بهذا النحو! "
تفاجىء وليام قليلا بما تلمسه آليكس منه , فرد بهدوء :
"عن ماذا تتحدث! .. انا لا أتهاون معك مطلقا"
بعض الإنزعاج إنتابه بكذبه, مما دعاه ليشهر عليه سيفه حاد النصل, واللامع مع إنعكاسة الشمس , فنطق بجد بان في عينيه الزرقاوتين:
كنْ جادا في قتالي ..لستُ بذلك الضعف الذي تتخيله "
تردد ويليام قليلا بل أراد التكلم ونصحه بالنظر لحاله المتهالك , جرح ينزف همة متعبة, وأنفاس مضطربة, لكن فضل الصمت دون الكلام, فما فيه أكبر مما يُقال, إنجرف قليلا لصور مبهمة من الماضي باغتته فجأة, كاد ينصاع للإبحار فيها, لولا صوت آليكس الجاد الذي أرساه في الواقع :
" لا أظنك جبانا لتتهرب مني "
نظر إليه ليراه بثبات تام رغم وهن جسده, رباط جأشه مازال في علوه ,حتى عينيه إتسمتا بطابع ممزوج بالثقة والجد, هنا سلّم أمره ولبى طلبه قائلا بهدوء تخلخله الجد:
" كما تشاء .. لست مسؤولا عما يصيبك بعدها"
تبسّم آليكس حينها, ورد :
" ماذا ننتظر إذاً! ...فلننهي هذه المهذلة الأن"
ثم إنطلقا في آن واحد, لتلتحم الإصطدامات بينهما, قتال جاد ومتعادل, كأنّ آليكس إستعاد قوته بفضل ويليام الذي بادله نزاهة مطلقة.
أخذهما التعب الى أعماقه, لكنه لم يزحزحهما عن هدفهما,
توقفا قليلا ليلتقطا أنفاسهما الهاربة, ثم إنطلقا في لحظة واحدة, كل منهما يوجه ضربته القاضية, آنت ساعة الفصل بالإصطدام العنيف الذي نشب جراء الهجمة الأخيرة, فطار أحد السيفين متقلبا في الهواء, الى أن إستقر نصله في جوف الأرض, لتزهل أعين الحاضرين, وما إن أستوعبت أذهانهم الأمر, حتى إنطلقت صيحاتهم الفرحة تصدح الأفاق .
فما كان من الحكم إلا أن يصيح كما صاح الكل, تكلم بملء صوته:
" إنتهى النزال بفوز الأمير آليكس"
تتابعت الهتافات المهنئة كأنها زلزال زلّزلّ المكان, فعلا السرور إرياس, خلاف الجالس جواره قطّبَ حواجبه مستنكرا ومستحقرا النتيجة, عكس إبنه فقد تقبلها برحابة, وبصدق نيته رسم إبتسامة طيبة, ثم توجه مهنئا آليكس ذو الأنفاس المضطربة كثيرا.
مد يده ليصافحه قائلا بإبتسامته الهادئة:
" مبارك فوزك ...تستحقه بجدارة "
دهش آليكس لأول وهله, لكنه تدارك نفسه ليبتسم رغم شعوره بالألم الفظيع , فبادر بمصافحته ورد بهدوء متقطع كأنفاسه :
" شكرا لكَ ..أنتَ أيضا تستحق الفوز "
شعور إتصف بالسعادة, كان ما غمرهما حينها, سلسلة من الماضي أرادت فرض نفسها , لكن كلاهما لم يحبب فتح تلك الأبواب, فأشاح كل بيده عن الأخر بهدوء, ثم إستدار رمادي الشعر مغادرا, وآليكس سلّمَ نفسه للوهن , تحمل ما يكفي حتى اللحظة , فغرق الكون حوله في ظلمة أفقدته توازنه و إحساسه, فتهاوى جسده مرتضما بالأرض جاعلا المبتعد يلتفت نحوه ثم يهم إليه بخوف شديد .
بات فاقدا للوعي, لم يعد يشعر بشيئ حوله ولا بالجلبة التي سببها إغمائه, فالجميع تذاحمت قلوبهم قلقا, ومضى به الوقت دون الخروج من ثُباته.
في اللحظة بدء بتحريك أجفانِه فاتحا عينيه, لتظهر زرقتهما المتألمة, وجد نفسه على فراشة الناعم, تسائل في أعماقه عن السبب الذي يجعله يشعر بكل هذا الثقل والإعياء في جسده , فحاول تذكر ما أصابه ليبعد إستغراب عقله, فإستوقف فكره صوت والده الهادئ الحنون:
" أفقتَ أخيراً...لقد طال غيابك"
تفاجئ آليكس كثيرا ,فإلتفت سريعا على يساره حيث مصدر الصوت, ليبصر والده الجالس على كرسي قربه, تملكه التعجب فهمس بزهل :
" أبـي! "
وأتبع همسه بنهوضه لينكشف عنه غطائه مبينا الضمادات المغلفة كتفه الأيسر , وجزء من صدره .
أوقفه أباه مسترجعه على رقوده قائلا بعطف:
" إبقَ مستلقيا...تلزمك الراحة لتتعافى"
مثْل لقوله وبقيّ مستلقياً , لتحتضن الوسادة رأسه,

وتستقبل عيناه المتجنبة النظر بمن قربه تلك النافذة الكبيرة المفتوحة, و المقابلة له, رئ من خلالها ظلمه السماء, وإلتماع بعض النجيمات عليها, تعجب من حلول المساء سريعا, فقبل لحظات كان في عِز النهار حسب إعتقاده.
أتاه صوت والده الهادئ:
" كيف تشعر الأن? "
أجابه بهدوء دون النظر به:
" أنا بخير"
إطمئن برده, فعلته إبتسامة عذبة, وأردفها بكلمات مزجها المرح قليلا:
" هذا جيد.. قلقت عليك كثيرا فلقد بقِيتَ فاقداً للوعي لساعات عديدة "
جذبته كلماته, لتجعل نظره يستقر به بشعور نادم أختلجه,تكلم بخفوت متردد:
" أنا أسف تسببت لك بالقلق...سامحني على ذلك"
تحيّر منه قليلا, فأجابه بطيبة هادئة:
" ما هذا الكلام!..ليس عليك أن تعتذر من شيئ أبداً"
توقف للحظة, ليتم بإبتسامة دافئة :
" وفيتَ بوعدكَ رغم كل شيئ وأثبتََ خلاف ما قِيل عنك....أنا فخور بك"
تأثر بما سمعه منه, ولسبب ما إمتزج حزن مع لون عينيه, فأزاحهما جانبا عساه أن يهدئ ما يراوده من مشاعر مختلطة تائهة.
فرض الصمت نفسه عليهما بعدها, كان سيستديم لولا أن إرياس كسره بقوله:
" لديّ شيئ لك "
إلتفت آليكس إليه, ليراه يخرج من جيب عبائته الداخلي ـ قلادة دائرية ذهبية اللون, نُقشّ عليها نسر يفرد جناحيه عالياً , فقدمها له قائلا:
" لقد أصبحت مُلككَ الأن"
زهل تماما حينها , حتى أنه نهض يجلس تاركاً إستلقائه, فراح يحدق بها بصمت متعجب عوضاً عن أخذها.

تحت ثوب السماء المسائي وبين ثنايا ظلمة غير معتمة شقت أرجاء الحديقة المذدهرة, بدى الشاب رمادي الشعر هادئا في مظهره, مضطربا في داخله, فأغمضّ عينيه الرماديتين متذكرا السهم الذي إقتحم نزاله مع إبن عمه فجأة, ليغرق في تفكير عميق, أغفله من التنعم بما يحيطه من جمال ساحر, فقد كان جلوسه على حواف نافورة عملاقة , تدففت ميائها كشلال منهمر , فبدت كالدرر البراقة.
كانت ليلة هادئة له, الى من أتى ليعكر صفوهها, فأبصره يقف أمامه بعيون تختزن الغيظ داخلها, كان يرمقه بحقد , فعلم ما يدور في خلده, ولم يحرك فاه ليبرر له سوء إعتقاده, فأنزل عينيه المكتئبتين عنه, ليستقبل وجهه صفعة قاسية طبعت أثرها المحمر سريعا, فمن يقف أمامه بلغ عُلو غضبه, خاصة عندما تجاهله, فتكلم بحرقة :
"يالك من ولد عاق ..خسرت ببساطة بل إنك لا تبالي بالخزي الذي جلبته لي "
لم يجبه قط, ولا حتى رفع نظره, فظل يحفظ نفسه الجريحة بالهدوء.
فجعل حمم براكين هلان الثائرة تطفو, بالكاد تمالك نفسه لكي لا يصبها فوق رأسه, فكلمه بجفاء وقسوة:
" أكثر ما يثيرني تعلقك به ...كم مرة أمرتك بأن تحفظ بُعد المسافة التي بينكما? "

أجابه ويليام بهدوء غمره الأسى:
" انا أحفظ تلك المسافة يا أبي"
سخر أباه منه قائلا :
" تحفظها وماذا تسمي ما فعلته اليوم! "
فعلم قصده لتذكره مصافحته لآليكس, تردد قليلا , ثم عزمّ عدم البوح له, فمهما كان نفسيره لن يتقبله منه, مؤكد أنه لن يصدق أن ماجرى كان مجرد تهنئة منه لخصمه, ففضل الكتمان تاركا له حرية التفسير.
رمقه والده بتعبير خالي, وحدثه ببرود :
" أخرجه من عقلك حتى لا تندم معي...إنها المرة الأخيرة لن أنصحك بعدها يكفي ما أخذه أباه مني "
صمت قليلا ليتم بحقد شديد:
" لقد سلبني كل شيئ ...كل شيئ"
لسبب ما إرتجفت عيناه المحدقة بأبيه, رغم كونها لم تكن المرة الأولى ليسمع كهذا الكلام, ربما نظرات هلان الحاقدة حركت القلق فيه, فحاول خمد النار قبل أن يشتد لهبها قائلا بثقة جادة خلاف قلبه المُتمزِق:
" بالتأكيد سأفعل ذلك وبكل يسر"
ثقته الزائفة سهلت تصديقه, فوالده تحسس الصدق في الظواهر, وغفل عن ما يخفى فشقت شفتَيه إبتسامةُ باهتةُ كوجوده, أتبعها قوله:
" سأرى ذلك منك "

في غرفة آليكس الكبيرة ـ ذات الأساس المخملي الفاره, تناسقت ألوانه المتعددة مع لون الجدران البيضاء ذي الزخارف الذهبية,لتعكس لوحة فنية لرسام مُبدِع .
ظهر بعض التعجب على ملامح إرياس, فنطق بتعجبه :
" قلت لا تريدها! "
أجابه بهدوء وعينيه تحدقان أمامه حيث النافذة:
" بلا ..إنها تخصك ولا يمكنني أخذُها"
أتم مقولته ليأخذه التعجب بضحكة والده الجميلة المتسربة لسمعه, فإلتفت ينظر إليه لعله يفهم ما أضحكه.
كفّ إرياس ضحكه, ليبادر بالرد :
" هذه القلادة توارثتها عائلتنا مدى الأجيال فهي تمثل شعارَ المملكة...وأنت بِتَ تستحقها الأن "
ثم أمسك بيد إبنه ليضع القلادة بها قائلا بدفء :
" آن لك إمتلاكها ...فكن كما كان أسلافك"
تلمس إحساس غريب يقبع بين ثنايا كلماته, فجعله يطيل التحديق المستغرب به, ثم بدده للرؤية إبتسامته الطيبة, فبادله مثلها وتبعتها كلماته المتأثرة:
" شكرا أبي...سأسعى أن أكون قدر المسؤلية"
ساد الصمت بعدها, كلاهما بدى شارد الذهن, خاصة إرياس, راح يتذكر صفحات الماضي, حين البكاء المستمر كقطرات المطر التي هطلت في ذاك المساء,

حين رحلت وتركته وإبنه, تردد عليه بكاء صغيره إبن الثامنة, كأنّه يجري أمام عينيه الأن, شعر أنّ الذكريات تستدرجه لتجعله يتألم كما كان قبل اليوم, فأنّجدَ روحه السابحة في الظلمة بهمسه الذي أعاده لحاضره :
" مضى الزمن سريعاً"
فشدّ إنتباه أزرق العينين , ليسألة بحيرة لإلتماسه حزن فيما تلفظه:
" أبي ما بِك! "
أجابه بإبتسامة إختلجها أسى :
" لاشيئ...تذكرت كثرة بكائك على والدتك فقط"
ذِكرها جلب له طيفها في مخيلته, فالبرغم من صغر سنه حينها الا أنه لا زال يحفظ ملامحها الطيبة عن ظهر قلب, ففاض التأثر فيه, ولعب دوره به, ليهمس بحزن:
" هذا صحيح ..."
أخذّ الحديث مجرى غير محبب لكليهما, فمهما حاولا هجر الماضي لا بٌدّ له بفرض نفسه في وقت ما, فجعل الصمت يسرح بينهما, لينهيه إرياس بنهوضه الهادئ ككلماته:
" أشعر بالتعب سأذهب لأنام ..وأنت أيضا تلزمك الراحة"
ثم قال بإبتسامة حنونة :
" تصبح على خير"
فبادله آليكس برده:
" وأنت بخير"
بعدها توجه إرياس ليخرج من الباب الأبيض ذهبي المغبض, لكنه توقف لتذكره أمرا,جعله يلتفت قائلا:
" لقد تذكرت ..ويليام كان قلق عليك لم يبرح هذا الباب حتى طمأننا الطبيب عنك"
زهل آليكس فما طرأ على سمعه بدى عجيبا بالنسبة له, فجعله يلزم صمته الحائر, فسمع قول أبيه :
" لا تتعجب. ..إنّ له قلب أبيض يسع المحيط كله"
فرسم إبتسامة محياها السرور , ورد:
" أعلم هذا ...دائما ما أنظر له بهذا النحو"
فخرج إرياس بعدها سادا الباب خلفه.
عاد ذو الإصابة مستلقيا بمهل, راح يحدق بالسقف يتأمل ما يحدث مؤخرا, فنطق بهمس:
" طيب القلب لولا عمي"
وفجأة أخترقت تفكيره لحظة أُصيب بالسهم, فملأته تساؤلا عن الشخص المجهول الذي أراد قتله حينها, شعر كأنه يعرف هويته ومبتقاه, لكنه فضل ترك الشكوك جانبا, لكي لا تختلط نواياه بظن غير مؤكد.

من تربص بقتله كان مايدور من حديث بين وزيرين مع الحاكم صباح اليوم التالي في مكتبه, حيث تقابل الوزيران في الجلوس أمام درج المكتب الجالس خلفه إرياس.
تكلمّ أحدهماذو لحية شائبة, بحكمة تجلت فيه:
" هناك من يعبث بمنصب الوريث...أخشى أن يصاب الأمير بمكروه "
أيده زميله الأخر, وقد بدى أصغر منه:
" هذا صحيح ..يجب الإمساك بالفاعل لنتجنب ما يُحِيكه من تمرد"
أجابه إرياس :
" بالتأكيد ..هذا ما سنفعله"
إقتحم حديثهم طرق الباب الخافت, نظر الحاكم نحوه أذناَ لمن خلفه بالدخول.

فدخل طارقه جاذبا الأنظار نحوه, أحاطته هيبة الشخصية, وملامحه إتسمت بالقوة, تبرهن من شكله المرموق أنه قائد محنك, فباشر فور دخوله بتحية الحاكم بإحترام تام.
سأله إرياس :
" الى ماذا توصلت أيها الجنرال ياسو? "
أجابه دون تردد:
"كل شكوكنا دارت على جايسن ..هو الأبرع في الرمي بين الجميع"
صمت قليلا ليتم ببعض الأسف :
" لكن عثرنا على جثته في إحدى ضواحي المملكة"
تفاجئ الوزيران فهمس أحدهما بزهل :
" عثرتم عليه مقتول"
كان هذا متوقعا لدى إرياس, لذا لم يأخذه الزهل , ليظل بوقاره الهادئ , فقال:
" فقدنا الدليل إذاً .."
أيده ياسو قائلا بحسرة:
" للأسف سيدي...هذا ما حدث "
ثم سأله بجد محترم :
" ألا تشك بشخص معين سيدي الحاكم"
أجابه بهدوء :
" الشكوك لا تكفي من غير أدلة تثبتها"
ثم أغمض عينيه الزوقاوتين بتثاقل, ليهمس بإختناق قلبه محدثا نفسه:
" الى متى ستظل حاقداً عليً...الى متى ياهلان!! "



يُتبْـع...









[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] -
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه

التعديل الأخير تم بواسطة Mārionēttē ; 11-15-2019 الساعة 03:17 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-19-2018, 05:30 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('https://www.up4.cc/image125567.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
















السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم جميعا أعضاء وزوار?
أرجو أنكم بخير جميعا ♥
عدت بالفصل الثاني من روايتي المتواضعة

أتمنى أن تكون جيدة وتنال إعجابكم







[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] -
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-20-2018, 08:44 AM
 
سلمت الايادي ،، الروايه فى غايه الروعه
استمرى دئما فى إبداعك ،،
ومن تقدم لأخر إن شاء الله
__________________
Bntwog3 awoy Lma ntwor6 fy 7b 459 m4 7ass byna
Bnb8y m4 3arfyn Aldnya
ally zlmtnawla a7na zlmna Nfsna baydyna

جميعكم تضحكون علي لأني مختلف عنكم .. وأنا أضحك عليكم لأنكم متشابهون ..!



Some people Make the world SPECIAL just By being in it
انا نصي بيضحك والثاني زعلان !!
I miss the laugh that I rejoice at. I miss the tears that call on me to wash!




رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-21-2018, 05:26 PM
 
فصل رائع كما توقعت و بجد عجبني ان وليام مش شبه باباه 😍✌
في إنتظار المزيد
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
~طاقة القوى الأربعة~ نبعُ الأنوار أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 14 02-20-2018 07:18 PM
البراهين الأربعة. أ. كمال بدر نور الإسلام - 0 11-11-2016 11:51 PM
قصة الملك وزوجاته الأربعة ~ ɒɪffєяєητ قصص قصيرة 2 01-19-2012 03:02 PM
زوجات الملك الأربعة ahmed_89 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 01-23-2010 09:09 PM
قصة الشمعات الأربعة .......................mk mk1990 قصص قصيرة 12 10-13-2007 02:03 AM


الساعة الآن 10:35 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011