عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree39Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-28-2018, 10:10 AM
 
سيمفونية الدماء

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90308');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







وقعت في حب تفاصيل سطوركـ دقيقة
وكيف نسجت أحداث تحركـ قلب وعقل معا
أفكارك نادرة تزينت بأسلوب يشد نفس القارىء
صدقا تمتعت وأنا أجول بين حروفكـ وتمنيت لو طالت
هذه مغامرة بولسية أكثر
لكـ قلم ملكي
كريستال مرت من هنا


مدخل

ذلك الصراخ المكتوم داخلي سأجعلك
تغنيه لألحان سيمفونيتي الحزينة









[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Crystãl, -Ayad, coolant and 5 others like this.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-28-2018, 10:41 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90310');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



بين أحضان مدينة عرفت شتاء لا يرحم ارتجفت أضلاعها لسماع صيحات الموت تعزف موسيقى مدوية في أرجاءها، موسيقى أفزعت كل البشر في المدينة ينامون في هدوء الليل في دفء منازلهم، ليستيقظوا على لوحة حمراء لطخت جمال البياض الناصع للشتاء فاجعة تلو الأخرى تتراقص مع موسيقى الموت في الوقت ذاته، و بالتزامن أيضا كل عامين في التاسع من كانون الثاني حين تشتد بهم العواصف الثلجية شخص ما يستغل عوامل الطبيعة، ليكتب علاماته الموسيقية المختلة بدماء الآخرين و اليوم أيضا ليس استثناء في غرفة إحدى الفنادق الفاخرة في المدينة ملئت برجال الشرطة، ينظرون للجثة المعلقة من يديها بحبل متين مربوط بالمروحة البيضاء امتلأت جسدها بالثقوب في كل الأنحاء، العينان اقتلعتا من محجرهما و استبدلتا بزهرتي أوركيد بيضاء اختفى صوت تلك التنهيدة بين أصوات الجمهور المتقزز من المنظر صدرت من رجل بدا عليه الانزعاج، قطب حاجبيه الغليظين ليقول بصوت منخفض: سأفصل بالتأكيد إن لم تحل هذه القضية
فرك يديه المتجمدتين ببعضهما عله يدفئهما قليلا تقدم خطوتين نحو الباب ليسأله الرجل الذي كان يقف بالقرب منه قائلا: ماذا سنفعل إذا؟ هل سنترك القضية؟
أنزل كتفيه باستسلام ورفع ياقة معطفه البني قائلا: أجل سنتركها لشخص آخر فقد يئست تماما
قال الرجل الثاني: ومن سيكون؟
نظر الأول إلى الأخير بانزعاج ليكشر عن أنيابه قائلا: تلك المتحولة
علت تعابير الصدمة وجهه لذكره لها تابع الأول طريقه مغادرا الغرفة وتاركا كل ما يتعلق بتلك القضية خلف ظهره وفي مهب رياح الشتاء.











أمام أحد المنازل الصغيرة القديمة في ضاحية المدينة وقف شاب بارتجاف تحت كتل الثلوج التي غطته بالكامل، لتجعل منه تمثالا جليديا مد ذراعه نحو جرس الباب ليضغطه من جديد بلا أي فائدة شفتاه المرتعشتان من البرد لم تقدر على النطق بما فكر فيه في تلك اللحظة، أزاح قدمه من موضعه ملتفتا إلى الخلف فور سماعه لصوت مكتوم يقول له: لابد أنك السيد موريس
وقعت عيونه الزرقاء كالسماء على صاحب الصوت الذي كسى نفسه بمعطف أسود مبطن تراكمت على كتفيه بعض ندف الثلج، وقبعة صوفية سوداء غطت معظم رأسه ونظارة كبيرة لتحمي عينيه من الثلج وأخيرا حذاء ذو رقبة طويلة حدق بذلك الشخص لبعض الوقت ثم قال: هل أنت كريس لايو؟
أجاب بابتسام: أجل، لنؤجل التعارف الجو بارد هنا
أومأ رأسه بالإيجاب ليتقدمه ذلك الشخص ويقف أمام الباب بحث عن مفتاح المنزل في جيبه ليخرجه ويفتح الباب أشار إلى السيد موريس بالدخول ليفعل على الفور، أرشده نحو غرفة الجلوس طلب منه الجلوس على الكرسي الخشبي الأقرب إلى المدفئة ليفعل بهدوء أشعل الحطب بعود ثقاب أثناء قوله: أتفضل الشاي أم القهوة سيد موريس؟
قال السيد موريس: القهوة من فضلك
ابتسم له ذلك الشخص أثناء مغادرته الغرفة ليبدأ السيد موريس تقليب ناظريه في المكان غرفة متوسطة الحجم الأثاث بها أقل من القليل ليقول: منزل عادي
أتاه صوت من خلفه يقول: أعتذر إن كان منزلي عاديا جدا
تفاجأ من الصوت الأنثوي القادم من عند الباب لينهض على الفور لينظر لصاحبته التي تقدمت نحو الطاولة القريبة من كرسيه، شعرها البرتقالي لم يغطي عنقها النحيلة المكشوفة فقد كان قصيرا جدا عينيها الواسعتين التي ماثلتا أعشاب الربيع القريب الخضراء كانتا تحدقان بتقاسيم وجهه لتقهقه قليلا ثم تقول: لم أتوقع أن يرسلوا لي محققا وسيما مثلك سيد موريس
احمرت وجنتيه قليلا على كلماتها التي حطت في قلبه ليعيد خصلات شعره البنية إلى الوراء بحركة من يده مع تخللها أبعد عينيه عنها ليقول: وأنا أيضا لم أتوقع أنك فتاة من الأساس
قالت الفتاة: اسمي هو كريستين لايو لكنني أفضل اسم كريس سررت
بمعرفتك سيد أندي موريس
مدت يدها للمصافحة ليمسك بيدها الصغيرة بحذر قائلا: سعدت بلقائك أيضا كريس ناديني أندي فقط
قربت كرسيا آخر من المدفئة لتجلس عليها وتدع الطاولة تتوسطهما رشف كل منهم من كوب القهوة الخاص به ليضعاه على الطاولة تسلل الدفء رويدا رويدا إليهما، أخذت كريس نفسا عميقا قبل نظرها للحقيبة الخضراء الداكنة بالقرب من قدمه ليفهم أندي الأمر ويفرغ محتويات حقيبته على الطاولة ليقول: لابد أنك سمعت عن قضية السفاح العازف من قبل أليس كذلك؟
هزت رأسها بالإيجاب لتقول: حتى اليوم هناك ستة جرائم ضحاياه كلهم من البشر الذين لهم علاقة بعائلة السيد فيرو
قال أندي: هذه الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة مع صور للجثث ومعلومات كل منها وأيضا صورا لمسرح الجريمة
نظرت للطاولة التي احتوت على ملف الصور الشفاف وحقيبة صغيرة شفافة بها مجموعة أشرطة صوتية نهضت من مكانها لتقول: سأذهب لأحضر المسجلة
غادرت الغرفة في عجل لتعود إليها سريعا مع المسجلة الرمادية متوسطة الحجم شبكت القابس بمنفذ الكهرباء لتبدأ الاستماع للأشرطة مع فحص الصور، ترددت أنغام الموسيقى في الغرفة شابها تلك الصرخات المستنجدة أو الأنين الخافت أغمضت عينيها قليلا ثم قالت: لن تكفيني هذه الأدلة فقط عليّ الذهاب لموقع الجريمة
قال أندي: لا أظن أنهم سيسمحون لك بالدخول دون إذن تفتيش
قالت كريس أثناء نهوضها بابتسامة: ألم يخبروك من حيث أتيت بأي شيء عني أندي؟
أمسك بذقنه مفكرا بأي شيء ليردد بصوت مسموع ما ورد في ذهنه قائلا: لا تدع تلك المتحولة الصغيرة تتفوق عليك
قالت كريس: ألا تعرف أي شيء عني أبدا؟
هز رأسه بالنفي مرارا لتتنهد بقلة حيلة وتقول: حسنا ستتعرف عليّ لاحقا لنذهب الآن
غادرت الغرفة لترتدي معطفها وعدة الشتاء الخاصة بها وضع أندي الأدلة في الحقيبة ليرتدي معطفه ويلحق بها لخارج الغرفة ثم لخارج المنزل.











داخل غرفة الفندق وقفت كريس أمام الجثة التي لا تزال معلقة حامت حولها لبضع دقائق مفكرة في شيء ما تقدمت نحو الطاولة في منتصف الغرفة، لتنظر للكأس الزجاجي النصف ممتلئ بسائل بني فاتح رفعته لتقربه من أنفها قليلا لتقول: يبدو أن سفاحنا ليس عازفا وحسب لديه معرفة بطب الأعشاب أيضا
رفعت الكأس لتقول للشرطي الواقف بالقرب من الباب: هلا أخذتها للتحليل رجاء؟
نظر إليها مطولا دون حراك تعجب أندي تصرفه لتتنهد بهدوء دخل أحد الرجال الغرفة وعلامات الغضب في كل ركن من وجهه ليقول بصوت مرتفع: من سمح لك بالدخول إلى هنا أيتها المتحولة؟
قالت كريس: لديّ حق بمعاينة المكان فقد أصحبت قضيتنا
نظر الرجل إلى أندي الواقف بالقرب من الكرسي بشيء من انزعاج لم يفهمه أندي ليقول الرجل: وإن كان الأمر كذلك عليك إحضار إذن تفتيش معك
قالت كريس وهي تعيد الكأس لمكانها: أنت تعرف أن إذني معي دائما لأن لا أحد سيعطيني إياه أليس كذلك؟
عض شفتيه بغضب أكبر ليستند إلى الحائط ويقول بابتسامة ساخرة: لا أثق بأنك ستجدين القاتل أبدا
أكمل بصوت منخفض: أتمنى أن تكوني التالية
قالت كريس: أندي ماذا نعرف عن الضحايا؟
قال أندي: الضحية الأولى إيلينا كانتون مخطوبة الابن الأكبر لعائلة فيرو وجدت في فندق السيد فيرو في أطراف المدينة، الضحية الثانية آرثر كلارك معلم الموسيقى الخاص لعائلة فيرو وجد في فندق ماسي فيرو، الضحية الثالثة ديفيد ساميون موظف لدى السيد فيرو وجد في فندق السيد فيرو القريب من شركته، الضحية الرابعة جولييت هايلي ممثلة مشهورة ومقربة من زوجة السيد فيرو وجدت في فندق ملك لعائلة فيرو، الضحية الخامسة كارلوس ميلر قيل إنه صديق الابن الأكبر وعازف كمان جهير وجد في فندق تمتلكه السيدة فيرو....
توقف ينظر لكريس التي عادت لتحوم حول الضحية السادسة وتكمل عنه قائلة: ماريا كامي صاحبة شركة كامي للعطور شريكة للابن الأكبر لعائلة فيرو في شركته الخاصة، وزوجة مستقبلية محتملة للابن الأصغر مقتولة في غرفة في فندق يمتلكه الابن الأكبر أليس كذلك سيدي المحقق؟
نظرت إليه أثناء لبسها للقفازات البلاستيكية البيضاء أغمض عينيه متجاهلا سؤالها اقتربت من أندي المستغرب لتصرفاتهم العدائية نحوها، انتبه لقربها الشديد منه فور تلاقي أعينهم ليقول: ماذا هناك؟
قالت كريس: هل طولك هو 173 سنتيمترا؟
قال أندي: لا، بل 174,6 سنتيمترا لم السؤال؟
ابتسمت كريس لتقول: حقا إنه الطول الذي تتمناه الفتيات، هل أنت أعزب أندي؟
أجابها وهو يعيد خصلات شعره للخلف: لا، سأتزوج بعد أيام
تلفتت حولها قليلا لتوقف عينيها على مسندة الرجلين القريبة من الكرسي حركته من مكانها ليقول المحقق: أنت لا يجوز لك تغير موقع الجريمة كيفما تشائين
لم تهتم له كريس وضعت المسندة بالقرب من أندي لتبتسم ثم تقول: من المؤسف حقا فتاتك محظوظة جدا
أبعد ناظريه عنها وهو يقول بإحراج: ما الذي تقولينه في وقت كهذا؟
قهقهت كريس على ردة فعله التي وجدتها ظريفة بطريقة ما أمسكت رأسه بين يديها ليصدمه قربها الشديد، فتحت فمها لتظهر تلك الأنياب الحادة قريبا من عنقه ليقول بقليل من الخوف: ماذا تفعلين كريس؟
لم تجبه حتى نزلت من المسندة لتقول: حسنا القاتل ذكر طوله 180 سنتيمترا أو أقل تقريبا مصاص دماء بالتأكيد
قال أندي: وكيف وصلت لهذه المعلومات؟
وقفت كريس أمام المعزوفة الدموية المكتوبة على الجدار تحدق بعلاماتها محاولة تفسيرها لتجيب على السؤال قائلة: في اعتبار أن طول السيدة كامي هو 169 سنتيمترا، إضافة إلى طول كعب الحذاء 5 سنتيمترات يصبح المجموع 174 سنتيمترا ومع زاوية ثقوب الأنياب من الجهتين، ذلك الشخص أطول منها ببضعة سنتيمترات وكونه ذكرا لأن ثقوب الأنياب أكبر حجما من أن تكون لأنثى
قال المحقق: دائما ما تتهمين مصاصي الدماء أولا والقاتل بالتأكيد ليس واحدا لأننا لم نجدا دليلا على ذلك
قالت كريس: هل قمتم بفحص الدماء الموجودة على الجدار؟
قال المحقق: نعرف عملنا جيدا أيتها المتحولة، والدماء تعود للضحية
نظر إليها بانزعاج من صمتها المفاجئ جلست على الأرض بالقرب من المدفأة الكهربائية تفرك يديها فوقها، زاد ذلك من غضب المحقق الذي يتوعدها بألوان العذاب داخل قلبه وقف أندي بالقرب منها ثم قال: معها حق سيدي إن لم يكن القاتل مصاص دماء كيف استطاع جمع كمية كبيرة من الدماء وكتب على الجدار دون ترك أثر واحد؟
نظر المحقق له بغضب للانحياز إليها ثم أخذ يفكر في الأمر بجدية أثناء مراجعته للأدلة في عقله ليتنهد بانزعاج ثم يقول في نفسه: هذه الفتاة مزعجة جدا
أفاق المحقق من شروده على صوت أندي القائل: بما أن الغرفة مرتبة ولا تحمل آثار أي شجار فاحتمال أن الضحايا يعرفون القاتل كبير جدا وربما هو من كان يقوم بدعوتهم لهنا
قالت كريس: هذا صحيح والدليل موجود هنا
التفت كلاهما على صوت كريس القادم من أعلى الكرسيين اللذين وضعتهما فوق بعضهما البعض، اقترب أندي على الفور ليمسك بهما وهو يقول: ماذا تعتقدين أنك فاعلة؟
قالت كريس: أبحث عن دليل في كل مكان
أخرجت ورقة نصف محترقة من بين بلورات الثريا الصغيرة المعلقة في السقف مد أندي يده إليها لتمسك بها ويساعدها على النزول من ذلك العلو، قرأت المكتوب على الجزء الظاهر من الورقة بصوت مرتفع: عرض مميز لك وحدك سأعزف
قال المحقق: أواثقة بأنك لم تضعي هذا الشيء هناك؟
قالت كريس: ربما لم يفتش رجالك جيدا
نظراتها المستفزة المصوبة نحوه قد فعلت فعلها لتقهقه كريس دون مبالاة به ليهمس أندي لها قائلا: ألا تظنين أنك تبالغين في تصرفاتك؟
قالت كريس: أستمتع بالقيام بذلك هذا كل ما في الأمر
نظر نحوها باستغراب مما قالته له بقيا في الغرفة لبعض الوقت يفتشان هنا وهناك بحثا عن حقائق ودلائل جديدة قد تنزل الستار على هذه القضية للأبد، أخيرا وقفت كريس من مكانها القريب من النافذة لتقول: لقد تأخر الوقت وعليّ العودة للمنزل
نظر الرجلين إليها بتعجب مما قالت لتكمل قائلة: ماذا؟ هل توقعتما أن أعرف القاتل مباشرة؟
قال المحقق وهو يرتدي معطفه: حقا لا أعرف فيما يفكر رؤوسنا بإرسال طفلة مزعجة إلى هنا
غادر الغرفة بعد همسه بشيء ما لأحد رجال الشرطة الواقفين بالقرب من الباب منذ ساعات ليقول أندي: دعيني أوصلك إلى المنزل
قالت كريس: لا تقلق وعد للمنزل واسترخ جيدا
ابتسمت له قبل أن تسرع في مغادرة الغرفة تعجب أندي ذلك ليتنهد ويعود لمنزله الواقع في وسط المدينة، بالرغم من البرد الذي يحيط بأرجاء المدينة إلا أن الشوارع مزدحمة بالناس المستمتعين بمناظر الشتاء الليلية، منتظرين قدوم الربيع القريب منهم وقف أمام الباب الرمادي الداكن ليطرقه ثم يدخل قائلا: لقد عدت إلى المنزل
ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتيه فور سماعه لأصوات الأقدام الصغيرة المتجهة نحوه من الغرفة القريبة منه، ظهر صاحبيها بعد ثوان قصيرة بابتسامات كبيرة على وجههما قائلين بمرح: أهلا بعودتك خالي
حملهما بين ذراعيه ليتمسكا به بقوة تدافعت أحاديثهما عن يومهما إلى أذنيه المستمتعة بها، دخل غرفة المعيشة ليجد والدتهما تجلس هناك مواجهة للتلفاز تطرز شيئا ما على قطعة قماش زرقاء، ابتسم لها وقال: تعملين بجد كعادتك أختي لوري
رفعت رأسها لتظهر عينيها المماثلتين لعينيه والابتسامة تزين شفتيها فتحت شفتيها لتقول: أهلا بعودتك أندي لقد عدت باكرا جدا
قال أندي: لقد أنهيت عملي لليوم أين هي أمي؟
قالت لوري: مع أبي في الحديقة الخلفية
أنزل الطفلين ليقول: سأعود إليكما بعد قليل
قالت الفتاة بابتسامة واسعة: عندما تعود سأخبرك ما فعلته في المدرسة
قال أندي: متحمس لمعرفة ذلك
ترك الغرفة ليتوجه نحو الحديقة الخلفية وجد والديه هناك يتحدثان بسعادة مع بعضهما تحت أضواء القمر، اقترب منهما بهدوء ثم قال: مساء الخير أمي وأبي
التفتت السيدة الكبيرة في السن نحوه بابتسامة قائلة: أهلا بعودتك
قبل جبينهما ثم جلس بجوارهما تحدثا معه في بضع أمور ليأخذ الوالد نفسا عميقا ثم يقول: لا أصدق أنك ستتزوج بعد أيام قليلة لقد كبرت سريعا أندي
ضحك أندي على كلمات والده الغير جديدة على أذنيه منذ معرفته بأمر زواجه منذ أشهر أضافت الوالدة قائلة: حقا سأشتاق إليك كثيرا
قال أندي: تتحدثان كما لو أنكما لن ترياني مجددا
قالت الوالدة: لن تكون متفرغا لنا أبدا بعد زواجك
قال الوالد: هذا صحيح
قال أندي: لن يحدث ذلك فنحن سنعيش معكما هنا
ابتسمت الوالدة له ليبادلها الابتسامة انتهوا من ذلك الحديث ليدخلوا للمنزل فور مناداة لوري لهم للعشاء، انقضت أيام الأسبوع سريعا واحتفل أندي بزفافه برفقة عائلته وقليل من أصدقائه بعد ثلاثة أسابيع بالتحديد مع رحيل آخر علامات الشتاء، طرق ضيف غير متوقع باب منزل عائلة موريس فتحت لوري الباب لتنظر لذلك الضيف باستغراب ظهر على معالم وجهها انحنى الضيف وقال: آسفة إن أتيت في وقت غير مناسب سيدة ميراك
قالت لوري: لم يناديني أحد بهذا اللقب منذ وفاة زوجي هل لي بمعرفة من تكون؟
ابتسم الضيف بلطف ثم قال: أتيت لمقابلة السيد أندي موريس هلا أخبرته بأنني في انتظاره؟
قالت لوري: هل لي باسمك إذا؟
أجاب بعد تنهيدة قصيرة: كريس لايو
أشارت لها بالدخول للمنزل ثم لغرفة الجلوس نظر الطفلين إليها بتفحص بأعينهم الصغيرة، ابتسمت لهما دون قول أي شيء أثناء جلوسها على إحدى الكراسي الأرجواني القريبة من الباب، في الطابق العلوي حيث وقفت لوري أمام باب غرفة حديثي الزواج التي غادرها أندي قائلا: ماذا هناك أختي؟
قالت لوري: هناك شاب يدعى كريس لايو يريد لقائك
بحث أندي في مكتبة الأسماء المخزنة في عقله عن صاحب هذا الاسم فور تذكره أسرع بالنزول، فتح باب الغرفة لينظر إلى وجه الطفلين مخطوف التعابير متجمد النظرات على كريس المبتسمة بشفاه صبغت بالدماء فور وقوع عينيها عليه لتقول: مساء الخير أندي
التفت الطفلين إليه ليحدقا به لبعض الوقت لتصدم الدموع المتدافعة في مقلتيهما والدتهما الواقفة خلف أندي المدهوش من ذلك، احتضنت الوالدة طفليها وهي تنظر بغضب اتجاه السبب قائلة: ماذا فعلت لهما؟
قالت كريس: فقط أخبرتهما بأنك سترحلين وتتركينهما كوالدهما تماما وسيتحولان لوحش يعيش على الدماء
قالت لوري: لماذا تقولين شيئا كهذا لهما؟ إنهما مجرد طفلين
قالت كريس ببرود: لم أكذب عليهما فيما قلت
أخذتهما خارج الغرفة بينما مسحت كريس الدماء الملطخة لشفتيها الورديتين زين البرود وجهها لبعض الوقت حتى قال أندي: لماذا فعلت شيئا كهذا كريس؟
ارتفعت أطراف شفتيها لتكون ابتسامة صغيرة لتقول: أزعجني رؤية وجههما الغير مبالي بأي شيء في الحياة
نهضت من مقعدها لتقترب منه بخطوات هادئة بينما تسارعت نبضات قلب أندي، الراغب في الهرب من العاصفة المختبئة خلف هذا القناع البارد وقفت أمامه لتقول: هل استمتعت بإجازتك أم أنك تريد تمديدها؟
عينيه لم تفارق العيون الخضراء التي تسحبه لدوامة من الشك في كيانها، أمالت كريس رأسها لتقطع تلك الصلة بينهما في انتظار رده بعد إعادة السؤال ليجيب قائلا: لا بأس بها لم أنت هنا؟
أخرجت بطاقة زرقاء داكنة زينت بنقوش لأزهار النرجس البيضاء نظر إليها مطولا باستفهام كبير فوق رأسه، لتتسع ابتسامة كريس وتقول: إنها دعوة لحفلة مساء هذا اليوم أي بعد ساعة ونصف احضر أنت وزوجتك حتى لا نثير الريبة
كبر ذلك الاستفهام فوق رأسه نظر إليها في أمل تفسير السبب وراء هذه الدعوة الغريبة ابتسمت له دون قول شيء غادرت المنزل مثلما دخلته.









في منزل السيد فيرو الكبير الأشبه بقصور الحكايات اجتمع الكثير من الأشخاص للاحتفال بنجاح أولى شركات الابن الأكبر، سار أندي مع زوجته وسط الحشد الغير مألوف لهما أحاطت بهما وجوه أناس اعتادا على رؤيتهما في التلفاز فقط همست زوجته في أذنه قائلة: ماذا نفعل في مكان مثل هذا؟
أجابها بالمثل قائلا: صدقيني أنا أيضا لا أعرف
نظرت إليه باستغراب ملء جسدها الذي توقف عن السير فور إمساك شخص ما بيدها، التفتت لصاحب اليد الصغيرة الممسكة به لتنظر للشخص الجديد عليها المبتسم في وجهها الذي قال: لقد كنت أبحث عنك في كل مكان خالتي كاثرين
نظرت كاثرين إلى الفتاة ذات الفستان الوردي الفاتح المنفوش قليلا والحزام الأبيض المزين بنقوش أزهار وردية داكنة، شعرها البرتقالي الفريد وعيونها الخضراء العشبية المحدقة بها زادت حيرتها أكثر نظر أندي إليها ثم قال: كريس ماذا تعنين بكلامك هذا؟
قالت كريس: قوما بمجاراتي وحسب
لم يفهم أي من الزوجين ما يحدث معهما فقط تبعاها إلى القاعة الكبيرة حيث يجتمع كل القادمين للحفل، كان الزوجين منبهرين بجمال المكان وفخامته حتى الوجبات الفاخرة الممتدة على الطاولة المستطيلة الطويلة المغطاة بغطاء أزرق داكن أذهلتهما، لم تبالي كريس كثيرا بمدى انبهارهما وتصرفهما الخارج عن عادات أصحاب النظرات المتعجبة حولهما حركت عينيها بسرعة بين وجوه المدعوين، باحثة عن سبب قدومها لهذا المكان توقفت عينيها على الرجل الواقف في الزاوية بعيدا عن الحضور شعره الرمادي الطويل غطى إحدى عينيه واتخذ كتفيه موقفا له اتسعت ابتسامة كبيرة على شفتيها، سارت في اتجاهه بخطى صغيرة تاركة الزوجين خلفها سبقتها سيدة ترتدي تنورة واسعة وردية مع قميص أبيض بأكمام طويلة إليه اصطدمت بها لتسقط أرضا، التفت السيدة إليها لتقول: يا إلهي آسفة لم أرك
اقترب الرجل منها ليمد لها يد المساعدة نظرت إلى عينيه الأرجوانيتين المختبئتين خلف شعره قال لها بصوته الخافت: أأنت بخير يا آنسة؟
أمسكت بيده ثم قالت بابتسامة: أنا بخير شكرا لك
رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ثم قال: أأنت هنا وحدك؟
هزت رأسها بالنفي وأشارت إلى حيث يقف الزوجان نظر إليهما الرجل ثم قال: دعيني أخذك إليهما
ابتسمت له بمرح ثم قالت: سيدي أتعمل في محل للزهور؟
استغرب سؤالها نظر إليها في محاولة معرفة سبب هذا السؤال اقتربت السيدة منه لتطوق ذراعه بكلتا يديها وتقول بمرح: هذا صحيح لكن كيف عرفت ذلك؟
قالت كريس: رائحة الزهور عالقة بملابسك، هناك نتوءات صغيرة في يدك من أشواك الأزهار كما أن هناك بعض البتلات عالقة في شعرك من الخلف
وضع يده حيث أشارت لتساعده السيدة في نزعها أثناء قولها: أنت شديدة الملاحظة لقد أتينا منذ فترة طويلة ولم أنتبه لذلك
قهقهت بمرح على ذلك بينما نظرات الرجل معلقة بكريس المبتسمة لهما بلطف ثم قال: لابد أن والديك قلقان عليك
أنزلت رأسها ليخيم الحزن عليها تعجب كلاهما الهالة الحزينة التي أحاطت بها فور قول ذلك فتحت شفتيها لتقول بصوت منخفض: إنهما ليسا والداي فقد توفيا عندما كنت صغيرة
ربتت السيدة على كتفها قائلة بابتسامة مشفقة على حالها: لابد أن الأمر صعب عليك لكن لا تحزني سيكون هناك الكثير من السعادة في انتظارك
تلفت الرجل حوله باحثا عن شيء ما ليتجه نحو إحدى الطاولات القريبة منه المزينة بأنية مليئة بأزهار زنبق الوادي البيضاء، أخذ مجموعة صغيرة منها ليقدمها لكريس المحبطة تفاجأت لرؤيتها بين يديه ليقول: هذه هدية صغيرة لك
قالت السيدة: وماذا تعني هذه عزيزي هنري؟
أخذ واحدة منها ليقدمها للسيدة أثناء قوله: السعادة ستعود إليك يوما ما
ابتسمت السيدة بلطف أثناء أخذها للزهرة كذلك فعلت كريس لتقول: شكرا لك سيدي أنت لطيف جدا
قالت السيدة: أنت محقة هنري لطيف جدا
قال هنري: لست ألطف منك مادي
قهقهت بمرح على مقولته تبادلا الأحاديث بعد انسحاب كريس من المكان وبينما كانت تسير شاردة الذهن اصطدمت برجل واقف قرب طاولة الطعام، رفعت رأسها لتنظر إليه بهدوء مقابلة لعيونه البنية الداكنة الغاضبة لتصرفها التفتت إليه ثم انحنت وقالت: آسفة سيد شورداي لم أكن منتبهة
تعجب الرجل معرفتها لهويته لمحت ذلك الاستفهام في نظراته لتقول: الجميع يعرف السيد كاين شورداي صاحب معرض أزهار الربيع وكتاب طبيبتي الأعشاب والأزهار
قال كاين بفخر: لم أعرف أن الأطفال في سنك يقرأون مثل هذه الكتب، أأعجبك الكتاب آنستي الصغيرة؟
أومأت بالإيجاب مرات عديدة ليزداد فخره بنفسه ابتسمت له لتقول: عندما أكبر أريد أن أصبح تلميذة لديك هل أستطيع ذلك؟
ربت على شعرها بمرح وقال: اكبري أولا ثم سنتفاهم
اتسعت ابتسامتها على وجهها أثناء مغادرتها له تركته يتباهى بكتابه بين المحيطين به وقفت بالقرب من أندي الذي انتبه للتو على رحيلها وعودتها أيضا ليقول: أخبريني ماذا نفعل هنا كريس؟
وضعت سبابتها أمام شفتيها لينتبه إلى تفكيرها العميق تتبع نظراتها المتقلبة بين الرجلين، ليهمس في أذنها قائلا: هل تشكين في أحدهما؟
التفت إليه بعيونها المتوسعة بذهول أزعجته تلك النظرات ليقول: لم عيناك تقولان إنك لم تتوقعي مني معرفة هذا؟
ارتسمت ابتسامة على طرف شفتيها مع تكتيف ذراعيها لتقول: يبدو أنك لست وجه جميل كما اعتقدت
انزعج من كلماتها تلك لتقهقه بمرح على علامات الغضب المستقرة في أطراف حاجبيه، تدخلت زوجته لتبعد حديثه الغاضب عن الطفلة المسكينة بنظرها انتهت الحفلة على خير ما يرام وعاد الجميع إلى منازلهم.











[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
jehan1970, -Ayad, coolant and 1 others like this.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-28-2018, 11:08 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90310');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]







مع نهاية آخر ساعات النهار بين طرقات المدينة تسلقت تلك الأحذية المسطحة الصغيرة البيضاء الدرجات الحجرية الملونة، كشف ذلك البنطال الوردي القصير ذو الحمالتين عن الساقين البيضاوين النحيلتين توقف صاحبهما فور انتباهه على بعد مرافقه إلى هذا المكان ليتنهد بقلة حيلة ويقول: ماذا تظن نفسك فاعلا أندي؟
رفع أندي الجالس على إحدى الدرجات البعيدة عن مناديه رأسه لينظر إلى المسافة التي قطعها بينما بقي هو في استراحته ليقول: لا أصدق أنك لم تتعبي بعد من صعود كل هذه الدرجات كريس
قالت كريس بنبرة ساخرة مستفزة: أواثق أنك مصاص دماء؟ أنت أسوأ حتى من البشر
قال أندي وهو يلتقط أنفاسه: لن أبالي بأي شيء ستقولينه أندي عليّ أخذ قسط من الراحة
وضعت يديها قريبا من فمها لتقول بصوت مرتفع: تحرك بسرعة أيتها السلحفاة العجوز
تجمدت أطرافه فور سماعه لصوتها الحاد المرتفع لثواني قليلة سارع بعدها بالنهوض واللاحق بها، ابتسمت برضا لما حدث لتكمل صعود الدرجات وسط أنظار الناس المتعجبة من لباسها ذو الألوان الفاتحة كانت ترتدي قميصا أبيضا تماشيا مع اللون الوردي، أنسام الربيع الدافئة نقلت رائحة الأزهار العبقة من المتجر الموجود في نهاية هذه الدرجات الطويلة وقفت كريس طرف الباب لتقول بصوت منخفض: لم تنسى الخطة أليس كذلك؟
قال أندي: سأدخل وأقوم باستجوابه ثم يحين دورك
رفعت إبهامها مع ابتسامة صغيرة أشارت له بالدخول ليتقدم نحو الباب ذو الزجاج الملون والمزين برسم لأزهار مختلفة دفعه بهدوء ليسمع صوت الجرس الصغير المعلق فوقه، اقترب صاحب المتجر منه بابتسامة صغيرة قائلا: كيف أستطيع مساعدتك سيدي؟
أخرج أندي شارته من جيب معطفه العلوي ويقول: أتيت لإجراء استجواب صغير معك سيد هنري فيرو
تنهد هنري باستسلام ليطلب منه الجلوس على إحدى المقاعد البيضاء في زاوية المتجر قدم له كوب قهوة ثم جلس مقابلا له قائلا: أواثق أنك تقوم بالشيء الصحيح سيدي؟
قال أندي: لا أفهم سؤالك
أسند هنري رأسه على كفه مظهرا عينيه الباردتين خلف تلك السحب الرمادية ليوضح أكثر بقوله: أتستوجب الشخص الصحيح؟
قال أندي: أقوم فقط بعمل روتيني وهو استجواب كل من له علاقة بالضحايا وأنت ضمت القائمة سيد فيرو
قال هنري بصوت منخفض: لا تناديني بهذا اللقب
لم ينتبه أندي على مقولته تلك ليخرج آلة التسجيل الصغيرة ويضعها على الطاولة ليفتتح الاستجواب بسؤاله الأول قائلا: كيف كانت علاقتك بالسيدة ماريا كامي؟
قال هنري: لا شيء وما أعرفه عنها أنها كانت شريكة لأخي الأكبر
قال أندي: أواثق أنت؟ مصادري الموثوقة أخبرتني أنها كانت ستكون زوجتك المستقبلية
أجاب هنري بكل هدوء: هذا غير صحيح عليك تغير مصادرك هذه
فتح أندي دفتره الصغير ليراجع أسئلته المكتوبة من قبل كريس ليقول: ماذا عن علاقتك بالسيد آرثر كلارك؟
أعاد هنري جسده للخلف مستندا على الكرسي مجيبا: لا شيء أيضا فقد كان معلم الموسيقى الخاص بأخي
تابع أندي سؤاله عن علاقته بكل من الضحايا وكانت الإجابة نفسها في كل مرة تنهد أندي ثم قال: أواثق من أنك تخبرني الحقيقة سيد فيرو؟ إجاباتك هذه لا تبدو صحيحة بالنسبة إليّ
قال هنري بعد تنهيدة عميقة: لماذا قد أورط نفسي في شيء مريع كهذا وأنا أعيش حياة هانئة برفقة أفراد عائلتي؟ أثق أن من فعل هذا إنسان مختل تماما
نظر كلاهما نحو الباب الذي فتح من قبل كريس المبتسمة بلطف نهض هنري ليتوجه إليها ويقول: أنت الفتاة من حفل أمس ألست كذلك؟ ماذا تفعلين هنا؟
قالت كريس بابتسامة: لقد كنت أبحث عن مكان لشراء الزهور ثم تذكرتك لذلك أتيت
تفهم هنري الأمر ثم قال: لمن تودين إهداء الزهور؟ أهو شخص عزيز عليك؟
قالت كريس بابتسامة لطيفة واسعة: أجل إنه لأخي البشري الراحل
نظر الرجلان إليها بصدمة مما قالت مع تلك الابتسامة السعيدة المرسومة على وجهها ليقول هنري: أي زهرة تودين تقديمها لأخيك؟
أمسكت بذقنها في وضعية تفكير عميق ثم وجهت نظرها إلى أندي قائلة: سيدي الشرطي ما نوع الأزهار التي استخدمها السفاح العازف؟
قال هنري: لماذا تريدين معرفة ذلك؟
قالت كريس: لأن ذلك السفاح يقتل الأشخاص السيئين ويزينهم بتلك الزهرة الجميلة وأخي كان شخصا سيئا جدا
قال أندي بابتسامة صغيرة: لا أظنه كان بذلك السوء أبدا
قالت كريس وهي تحدق به بنظراتها الباردة: هل الشخص الذي يقتل والديه ليس سيئا أبدا؟
صدمتهما مجددا بما قالت لف السكون المكان كلاهما ينظران لهذه الفتاة الغريبة ذات التعابير الباردة أذابتها بضعة دمعات غادرت عينيها، دخلت مادي المتجر من الباب الخلفي لترى تلك الفتاة تحتضن هنري ودموعها تملأ خديها اقتربت منهما وهي تقول: لماذا تبكي هذه الفتاة هنري؟
التفت إليها بتعابير مرتبكة قائلا: يبدو أنها تذكرت شيئا يحزنها
ربتت مادي على رأسها بحنان قائلة: لا داعي لكل هذا الحزن عزيزتي سيأتي يوما تسعدين فيه وتنسين كل هذه الأحزان
ابتعدت كريس عن هنري لتمسح الدموع بكفيها الصغيرين قائلة: لا أعتقد أنني سأجد السعادة في مكان يوجد بشر بهذه القسوة يعاملونني بهذه الطريقة فقط لأنني مختلفة عنهم هذا غير عادل أبدا
تتابعت الدموع في الانزلاق على وجنتيها منظرها أصاب هنري ومادي بالحزن الذي أحاط بالمتجر فجأة، نزل هنري لمستواها مع باقة أزهار الأوركيد التي أعدها ليقدمها لها مع ابتسامة لطيفة قائلا: لا تحزني سيأتي يوم يتوقف فيه البشر عن معاملتنا كوباء مميت
مسحت دموعها أخذت الباقة وقالت بابتسامة مرحة: سيكون هذا رائعا حقا لكن هل تظن حقا أن ذلك اليوم سيأتي؟
تجمدت تعابير وجهه على سؤالها الموجه لصميم قلبه بتلك النظرات البريئة شد قبضته عله يقنع نفسه بالكذب على هذه الروح النظيفة من ترهات البالغين، دخل شخص آخر ليغير الهدوء الذي أحاط المكان بتوتر واضح على وجه مادي وهنري الذي نهض من مكانه لاقتراب ذلك الشخص بهدوء شديد قائلا: هل جهزت الباقة التي طلبتها منك؟
قال هنري: لم أملك الكثير من وقت الفراغ
لمع الغضب في عيون ذلك الشخص المشابهة لعيني هنري اقترب أندي منه وقال: سيد أليكس فيرو أليس كذلك؟
نظر أليكس إليه بطرف عينيه قائلا: وماذا تريد أنت أيضا؟
رفع أندي شارته لينظر إليها بانزعاج ثم يجلس على المقعد الذي نهض منه هنري منذ فترة قصيرة بدأ استجوابه بينما ذهب هنري لتحضير باقة شقيقه، تحدثت مادي مع كريس رغبة في الترويح عنها بعد نصف ساعة غادر أندي بسبب اتصال هاتفي من المنزل وبقي أربعتهم قالت مادي تلطيفا للأجواء المتوترة: هنري لم لا تعزف لنا شيئا بكمانك الجهير؟
ضحك أليكس بصوت مرتفع على مقولتها ممسكا بمعدته من شدة الضحك مسح الدموع التي غادرت عينيه وقال: أتسمين ذلك الصرير عزفا؟ عليك الاستماع للعازفين العالمين حتى تميزي بين العزف الحقيقي وتحريك القوس على الأوتار
أكمل ضحكه ثم قال: نسيت أنك من عامة الشعب ولا تستطيعين الذهاب لتلك الحفلات الموسيقية
انزعجت مادي مما قاله عنها لكنها لم تبالي بالرد عليه قالت كريس: وهل تجيد العزف سيد فيرو؟
قال أليكس بابتسامة واثقة: بالتأكيد إلى ماذا تريدين الاستماع؟
فكرت قليلا ثم قالت: بما أنني ذاهبة لزيارة أخي سأختار معزوفة "مسيرة الجنائز" لشوبين
نهض أليكس من مكانه ليتوجه نحو الكمان الجهير الموضوع بالقرب من طاولة المحاسبة جلس في مقعده خلف الكمان ليقول: لقد اخترت معزوفة صعبة أيتها الآنسة الصغيرة لكنني سأبذل ما في وسعي
أمسك القوس ليبدأ تحريكه على الأوتار الحادة المشدودة قفزت الأنغام من على أطراف الأوتار إلى الهواء لتغمر المكان بالهدوء والسكينة توقف عن العزف فور سيلان قطرات الدماء على الأوتار، قدم له هنري منديل قماشي أزرق داكن على عجل ليضمد يده بها ويقول: عليك الاهتمام بيدك أكثر أخي
قال أليكس: لا أريد لجرذ مثلك أن يقلق عليّ
دفعه بقوة بعيدا عنه ليتنهد بقلة حيلة أعطاه باقة الأوركيد البيضاء والأقحوان الصفراء ليحدق بها بعض الوقت ثم تمتم بنبرة حزينة قائلا: لقد كانت الأزهار المفضلة لإيلينا
أخذ الباقة ثم غادر المتجر يجر خلفه أحزانه على فقدان محبوبته تنهدت مادي بارتياح ثم قالت: ألا يجدر بنا اللاحق بموعدنا هنري؟
نظرت لساعة الحائط المشيرة إلى الثامنة والنصف مساء ليبتسم لها بلطف ويقول: بلى كذلك، أتودين أن نأخذك إلى المقبرة في طريقنا؟
تلفت حوله للبحث عن الصغيرة غريبة الأطوار التي كانت موجودة في المكان ليجيبه الصمت على سؤاله نظرا باستغراب لبعضهما قبل ترتيب بعض الأشياء استعدادا لمغادرة المكان.












في طريق كريس إلى منزلها سار أندي خلفها محاولا اللحاق بخطواتها الصغيرة السريعة وصلا هناك بعد دقائق قليلة، دخلت غرفة الجلوس لتضع إحدى أشرطة المعزوفات داخل المسجلة وتشغله تزامنا مع آلة التسجيل البيضاء الصغيرة ذهل أندي لسماعه الألحان نفسها، نظر بصدمة لآلة التسجيل أثناء قوله: هل هنري فيرو هو القاتل حقا؟
أوقفت كريس كلا التسجيلين لتجلس على الكرسي القريب من الطاولة وتقول: العازف ليس هنري فيرو بل أليكس فيرو
زادت صدمته بما سمع ليجلس مقابلا لها حل الصمت بينهما فكلاهما يفكران في الأمر ذاته والسؤال نفسه يدور في رأسيهما لتقول كريس: دعنا نستمتع لتسجيل استجوابك
وضع أندي آلة تسجيله على الطاولة ليشغله استمتعت كريس له مرات عديدة قبل إطفائه أعادت رأسها للخلف قليلا ليقول: مع هذا التسجيل لن يكون من الصعب الإمساك به ولن نحتاج لاستجواب كاين شورداي أيضا
قالت كريس: لقد استجوبت كاين شورداي بنفسي صباحا لكن....
وضعت يدها أسفل ذقنها لتغرق في تفكير عميق انتظر أندي إكمالها لتلك الجملة لعشر دقائق كاملة لتردف أخيرا قائلة: لقد تأخر الوقت عليك العودة للمنزل
الموقف لم يكن جديدا عليه لكن الذهول الذي أصابه مما قالته لم يتغير عن سابق عهده تنهد بهدوء ثم نهض من مكانه ليبتسم ويقول: حقا من الصعب معرفة فيما تفكرين كريس
قالت كريس: وهذا أفضل
قال أندي: بالمناسبة أدائك لدور الطفلة البريئة كان مقنعا جدا ومناسبا لطولك أيضا
قهقه بمرح لتذكره المسرحية التي أدت كريس بطولتها بإتقان توقف عن السير في الممر الطويل المؤدي للباب، حدق بمجموعة الصور الموجودة على الحائط لقد كانت حتما لكريس مع فتى نسخة طبق الأصل عنها ليتذكر نص تلك المسرحية ثم ينظر إليها ويقول: لقد كان كل ما قلته عن شقيقك وهما أليس كذلك؟
قالت كريس بابتسامة: ربما وربما لا
تلك الابتسامة المخيفة من جديد أربكت قلب أندي الحائر في أي اتجاه يذهب بعيدا عنها، أنزل عينيه عل قلبه يهدأ قليلا اتسعت تلك الابتسامة على محياها لفهمها ما يجري داخل صدره لتقول: متى يمكنك القدوم غدا؟ علينا جمع معلوماتنا معا
حاول نفض تلك الابتسامة من عقله ليقول بعد تفكير قصير: ربما في الخامسة والنصف
قالت كريس: وهل تنوي النوم طيلة هذا الوقت؟
قال أندي: بالتأكيد لا، عليّ الذهاب للمكتب لإخبارهم بالتفاصيل التي حصلنا عليها فقد تم استدعائي للمرة الرابعة
قالت كريس: ما هذه المصادفة؟ عليّ الذهاب أيضا
قال أندي: حسنا دعينا نتحدث هناك...إلى اللقاء الآن
غادر المنزل وأغلق الباب خلفه ليكون صوت الباب آخر شيء تسمعه جدران الممر، التفتت كريس نحو مجموعة الصور تلك لتنظر إلى الابتسامة الواسعة السعيدة التي تملأ شفتي شقيقها التوأم وضعت يدها على عنقها حيث وجدت مجموعة الثقوب الصغيرة، لتشد يدها عليها كما لو أن ألمها قد عاد من جديد أغمضت عينيها محاولة نسيان حادثة أفقدتها أعز ما ملكته، زفرت الهواء المكبوت داخلها لتقول بصوت منخفض: سأبدأ بالهلوسة من جديد إن وقفت هنا طويلا
نظرت للصور مرة أخيرة بابتسامة حزينة قبل سيرها ببطء نحو غرفة نومها استلقت على السرير، وغطت جسدها باللحاف الأبيض السميك واضعة رأسها تحت الوسادة أغلقت عينيها لتنام.











صوت الأصابع المتحركة على أزرار لوحات المفاتيح اختلط بأصوات الأقدام الذاهبة والقادمة مع صوت أحاديث هنا وهناك، هذا يشرب القهوة وهو ينظر إلى شاشة هاتفه وآخر يطلب وجبة طعام من زميله الذي يقف داخل المصعد الكهربائي، المكان مليء بأنواع الضجيج عدا غرفة واحدة في ذلك الطابق اتسمت بالهدوء كان صاحبها يجلس على كرسيه يقرأ ملفا ذو لون أبيض مختلف عن باقي الملفات البنية الموجودة على مكتبه ليقول في نفسه: لا أعرف حقا كيف استطعت الحصول على ملفها بهذه السهولة
تنهد بهدوء أثناء نظره لصورة كريس الموجودة على الملف بشعر أطول مما هو عليه الآن بتعابير جليدية مخيفة، فتح أول صفحاته ليرى معلوماتها الشخصية قرأها بصوت خافت "الاسم: كريستين هيدي لايو، الطول: 146 سنتيمترا، العمر: 24" قرأ العمر والطول أكثر من مرة ليمحا الذهول من وجهه ويعلوه السخرية صفع نفسه مرة ويقول لنفسه: يوجد ما هو أهم من هذا
أكمل قراءة المعلومات الشخصية ليتوقف عند نبذة عن طفولتها "قتل الوالدان عندما كانت في السابعة، وانتقلت برفقة شقيقها التوأم إلى دار أيتام في قرية حيث عاشا، انتقلت للعيش برفقة شقيقها بعد طردهما في المدينة في عمر الحادية عشرة، قتل شقيقها على يد مجموعة مصاصي دماء طائشين وتحولت هي لمصاصة دماء في الواحدة والعشرين..." توقف عن القراءة فور سماعه لصوت بات مألوفا لديه يقول: لا أصدق بأنك لا تثق بي بعد كل الذي مررنا به سوية أندي لقد خيبت ظني تماما
أغلق الملف سريعا ليلتفت إليها ويراها تنظر إليه بخيبة أمل تهز رأسها يمينا ويسارا بغير تصديق، أخذت الملف من بين يديه لتحدق في صورتها الصغيرة قائلة: هذه التسريحة لا تناسبني، أحب شعري قصير هكذا
فكر أندي في عذر لتصرفه هذا لكن تصرفاتها لم تبدو ممانعة لتصفحه ملفها، طرق الباب ثم دخل أحد المسؤولين في المكان قائلا: أندي لقد حان دورك لتقريرك
وقف أندي من مكانه انتبه المسؤول على سير كريس خلفه ليقول بانزعاج: كم مرة عليّ إخبارك ألا تأتي بمثل هذه الملابس إلى المكتب أيتها المتحولة المزعجة؟
التفت أندي لينظر إلى كريس ويفحص ملابسها التي اعتاد على رؤيتها بها ترتدي قميصا أزرقا فاتحا ذو أكمام طويلة ياقته بيضاء مع تنورة بيضاء ذات حمالات شكلت علامة الضرب من الخلف وحذاء أزرق رياضي بحبال بيضاء، نظرت كريس إلى نفسها ثم إلى المسؤول اقتربت منه بابتسامة هادئة ثم قالت: لديّ الحرية في ارتداء ما أشاء أليس كذلك سيدي؟
نظراته المنزعجة نحوها تحولت لأخرى غاضبة أبعدها فور تذكره سبب قدومه ليكمل حديثه الموجه لأندي قائلا: توجه إلى القاعة الثانية في الطابق الثالث
غادر المسؤول فور انتهاء حديثه ليحمل الملفات الموجودة على طاولته بين ذراعيه ويتوجه نحو القاعة المطلوبة، لحقت به كريس نحو المصعد الكهربائي ليقول: سيتم توبيخك هناك أيضا
قالت كريس: أنت عطوف جدا أندي، حقا إن كاثرين محظوظة بك
قال أندي: لماذا أشم رائحة سخرية من كلامك؟
قالت كريس: أنا أمدحك حقا أيها المحقق الوسيم
أخفى أندي وجهه خلف كومة الملفات التي يحملها وصلا للطابق المطلوب ليتوجها نحو القاعة مباشرة، فتحت كريس الباب لتقابل أعينها المسؤولين الجالسين على المقاعد الحديدية خلف الطاولة المستطيلة الرمادي الداكنة، تغيرت تعابير وجوههم فور دخولها برفقة أندي ليقول أحدهم: ماذا تفعلين هنا كريستين لايو؟
قالت كريس وهي تحرك إحدى الكراسي للزاوية: اسمي هو كريس سيدي وأنا هنا لأن زميلي في التحقيق تم استدعاؤه بدوني
قال المسؤول الثاني: بما أنه لم يتم استدعاؤك لا يجدر بك البقاء هنا
قالت كريس: هذه قضيتي وسأبقى هنا
جلست على ذلك الكرسي دون مبالاة بأي اعتراض آخر تنهد رئيس هذه اللجنة الصغيرة، ليطلب من أندي التقدم فعل ذلك بهدوء ليضع لهم الملفات التي كان ينظر إليها لفت انتباههم الملف أشارت إليه المسؤولة بسبابتها تود سبب قدومه، ارتبك أندي قليلا أثناء حمله ووضعه على الكرسي المجاور ليقول رئيس اللجنة: بداية هل هناك أي تطورات في التحقيق؟
قال أندي: ليس بعد سيدي لكن لدينا أربعة مشتبه بهم في هذه القضية
قال المسؤول الثاني: وكيف وصلت لذلك؟
التفت أندي لكريس الجالسة في الزاوية تراقب الوضع بصمت لم يريدوا تدخلها في حديثهم لذلك طلبوا من أندي الحديث ليقول: بالإضافة إلى الأدلة السابقة التي هي: زهرتي الأوركيد وأشرطة التسجيل والمعزوفة التي على الجدار، وجدنا ورقة نصف محترقة تدل على دعوة القاتل لضحاياه لتلك الأماكن واحتمال معرفة الضحايا بالقاتل كبير جدا
صمتوا لبعض الوقت ينظرون لبعضهم في تفكير حتى قالت المسؤولة: ومن هم المشتبه بهم؟
قال أندي: هنري فيرو، أليكس فيرو، جيم فيرو، كاين شورداي
قال رئيس اللجنة: ما الدليل الذي أوصلكم إليهم؟
قال أندي: لهم معرفة طويلة بالضحايا وأيضا هم الذكور الوحيدون من باقي المشتبه بهم الذين تتراوح أطوالهم بين 176 80 سنتيمترا حسب تحليل كريس
نظروا إليها ليتنهد رئيس اللجنة ويقول: كيف وصلت لهذا الاستنتاج كريستين لايو؟
قالت كريس بعد تنهيدة عميقة: اسمي هو كريس سيدي وأيضا ليس من عادتي الإفصاح عن أي شيء قبل انتهاء القضية
قال أحد المسؤولين: وهل تستطيعين القبض على هذا السفاح؟
نهضت كريس من مكانها لتقول: لا أظن أنكم أعطيتم المهمة لي وأنتم تثقون بفشلي أليس كذلك؟
لم يجب عليها أي منهم لتقترب من أندي وتهمس له بشيء ما ثم تغادر المكان قال رئيس اللجنة: ما الذي أخبرتك به أندي؟
قال أندي: آسف سيدي لكن لا أستطيع قول ذلك لكم
نظروا إليه بانزعاج مما قاله ليتنهد باستسلام ويقول: إنهم عجائز مزعجون
غضبوا جميعا من تلك المقولة التي صدرت عن الفتاة التي يكرهونها قال رئيس اللجنة: حسنا لننهي النقاش هنا لكن لا تنسى إعلامنا بأي شيء جديد في القضية أو مع زميلتك
انحنى لهم بهدوء بعد حمله لتلك الملفات ثم غادر الغرفة زفر كل التوتر الموجود داخله ليقول في نفسه: هذه الفتاة مجنونة جدا
توجه نحو مكتبه ليجدها تجلس على مكتبه تستمع للتسجيلين من جديد ليتنهد ويقول: اعتقدت أنك غادرت ماذا تفعلين هنا؟
قالت كريس: لا يزال لدينا عمل نقوم به أم نسيت ذلك؟
تذكر ما أخبرته به مساء الأمس ليضع الملفات على الطاولة فتح باب غرفته على عجل لينظر كلاهما نحو الرجل الذي قال: قاتلك المجنون قد ضرب مجددا
نظر كلاهما إلى بعضهما بذهول لينهضا ويسرعا بالذهاب إلى العنوان الغير جديد عليهما، وصلا لهناك بعد نصف ساعة لينظر أندي إلى الضحية السابعة بعيون مصدومة تبدلت نحو كريس التي قالت: سأعزف لك لحن وداعنا الأخير
نهضت من الأرض وهي تحمل تلك البطاقة الملطخة ببقع الدماء تقدمت بخطوات ثابتة نحو الجثة المعلقة كالبقية، حامت حولها بضع مرات متأملة الثقوب الأقل عددا لفت انتباهها الخط الأفقي حول عنقها مع بقع دم داكنة بحثت بعينيها عن مسببها في أنحاء الغرفة أخرجها أندي من تفكيرها بقوله: لماذا تتصرفين ببرود هكذا؟ لقد كانت معنا بالأمس فقط لم قد يقتلها هذا المجنون؟
التفتت كريس إليه بنظراتها الخالية من المشاعر لتشل كل حركة قد تصدر منه، حتى أنفاسه بالكاد استطاع إخراجها لتقول: أحاسيسك المرهفة عليك إبعادها وإلا لن ننهي عملنا أبدا
تابعت البحث بهدوء في الأنحاء بينما يقوم أندي بترتيب مشاعره أفكاره ليغادر حفرة تفكيره، فور سماعه لصرخات مصدومة من قبل المشاهدين التفت لصاحبتها المنهارة بالقرب من أقدام رجال الشرطة اقترب منها ليساعدها على النهوض ويقول: أتعرفين الضحية؟
قالت السيدة ببكاء: بالتأكيد أعرفها إنها أختي الصغرى
لم يعرف بما يتجاوب مع ما قالته للتو ليلتفت إلى كريس التي قالت: خذها إلى الجناح المجاور واستدع كل المشتبه بهم في جناح آخر
نظر إلى عينيها المبحرتين في عالم آخر فور نظرها للغرفة من المكان الذي تقف فيه، غادر الغرفة ليفعل ما طلب منه دخل أحد المحققين ليقول: هذه الضحية السابعة أيتها المتحولة هل القاتل قريب منك أم لازلت تلعبين هنا وهناك؟
قالت كريس بابتسامة: إنها الضحية الأولى من بعد تحويل القضية إليّ لكنها الرابعة منذ إمساكك بزمام الأمور هل كنت تسترخي في الينابيع الحارة أم ماذا سيدي المحقق؟
نجحت في إثارة غضبه كالمعتاد ليتركها ويقول لرجال الشرطة: أسرعوا بإنزال هذه الجثة وأخذها للمشرحة
دخلوا الغرفة ليفعلوا ما طلب منهم لتوقفهم كريس بقوله: على رجالك الانتباه وإلا سيحطمون دليلا جديدا
نظروا إلى أقدامهم حيث تبعثرت بتلات أزهار صفراء قام أحدهم بجمعها ووضعها داخل كيس بلاستيكي شفاف، غادرت كريس الغرفة لتلتقي بأندي وتقول: هناك شيء لم نبحث عنه بعد
نظر إليها باستفسار لتبتسم وتقول: سمعنا إلى إبداعات القاتل لكننا لم نرى أي شيء ملموس أليس كذلك؟
فهم قصدها ليتوجه كلاهما نحو غرفة حراس الأمن تحققوا من بعض آلات التصوير المنتشرة في ردهة الفندق والممرات، ليطلب أندي منهم نسخة عن الشريط لتقول كريس: لدي فكرة أفضل من عرض الشريط عليهم، هل وصل المشتبه بهم إلى هنا؟
قال أندي: ليس بعد، لم السؤال؟
اتسعت ابتسامة ماكرة على شفتي كريس لتشعر جميع من الغرفة بالريبة من الفكرة التي تدور داخل رأسها.
















[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Crystãl, -Ayad, coolant and 2 others like this.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-28-2018, 11:15 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90310');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





داخل جناح المشتبه بهم جلس الجميع بهدوء في انتظار من قام باستدعائهم نظرات الشك تتبدل من شخص لآخر، فتح الباب ليرفعوا رؤوسهم ناظرين للداخل الذي تأمل وجوههم باستغراب ثم يقول: ماذا تفعلون هنا أيها السادة؟
قال كاين: لقد تم استدعاؤنا لأجل التحقيق
صدمه ما سمع ليقول بصوت منخفض: لابد إنها واحدة من أفكار تلك المتحولة المزعجة
طرق الباب لينظروا جميعا إليه فتح لتظهر كريس رأسها من الجزء المفتوح وتقول: أنتم هنا إذا، هذا جيد حقا
نظر الشابين إليها باستغراب لتبتسم لهما وتقول: أعتذر عن التأخير في تعريف نفسي، أنا كريس لايو المحققة المسؤولة عن هذه القضية
نظرا إليها بصدمة كبيرة لم تظهر فقط على وجهيهما بل على كل الحاضرين دخلت الغرفة لتغلق الباب خلفها وتقول: إذا سادتي لابد أنكم سمعتم عن ضحية اليوم التي في غير أوانها ما هي علاقتكم بها بكل اختصار؟
نظرت نحو أليكس الذي كان يجلس على طرفها الأيمن ليقول: لا شيء مهم فقط شخص تعرف عليها هذا الجرذ وكان يود الزواج منها
قال جيم والد الشابين: فتاة تطفلت على حياتنا وأخذت ابني مني
قال كاين: لا أعرفها جيدا كنت أقابلها عندما أذهب لزيارة هنري
نظروا جميعا إلى هنري الذي لم يقل أي شيء منزلا رأسه قابضا كفيه على بعضهما لتقترب منه كريس وتضع يدها على كتفه وتقول: أعلم أن ما أصابك ليس بالأمر السهل تقلبه وعلاقتك بها كان واضحا جدا لذا لا داعي للتحدث
لم يتجاوب مع أي مما قالته لتتركه وتقول: وقت الجريمة ما بين العاشرة وخمس دقائق مساء والواحدة وثلاث دقائق صباحا أين كنتم في هذا الوقت؟ مع ذكر الشاهد
قال كاين: لقد كنت في المنزل أكمل تأليف كتابي الجديد وشاهدي هي زوجتي ومدبرة المنزل
قال جيم: من التاسعة وحتى الحادية عشرة كنت في اجتماع مع أصحاب المشروعات الجديدة في الشركة يمكنك سؤالهم، ومن الحادية عشرة حتى الواحدة ذهبت إلى المطعم لتناول عشاء متأخر مع زوجتي وشقيقها
نظر أليكس إلى والده باستغراب من تفصيله لتلك الأحداث التي لم يعلم عنها أي شيء تنهد بهدوء ثم قال: كنت في المقبرة حتى الثانية عشرة والنصف ثم ذهبت لمتجره للتحدث معه
قال المحقق: ومن هو شاهدك سيدي؟
فكر أليكس في الأمر قليلا لينتبه لأعين الشك التي تربصت به من كل جهة ليبتسم ويقول: أتعتقدون أنني القاتل لأنني لم أخبركم بالشاهد؟ لحسن حظي هناك حارس المقبرة
تبدلت الأنظار إلى هنري الذي لم يقل أي شيء منذ دخولهم لهذا المكان ليفتح شفتيه ويقول بصوت هادئ: لقد ذهبت في موعد مع مادي من الثامنة والنصف وحتى التاسعة وعادت معي للمتجر ثم غادرت في العاشرة وخمس دقائق بقيت في المنزل حتى أتى
صمت ولم يقل أي شيء آخر ليقول المحقق: من هو شاهدك؟
لم يجب على سؤاله ليحاول الجميع استنطاقه في جو التوتر ذاك لتقطع كريس أحاديثهم تلك بقولها: في الواقع للسيد هنري فيرو شهود كثر وهم: رواد المقهى الذي ذهبا إليه قالوا إنهم شاهدوا الثنائي يتشاجران هناك، والسكان القريبين من متجره سمعوا ضجيج شجارهما الثاني وتدخلوا أيضا، وبعضهم شاهد شجار الأخوين
قلب الوالد ناظريه بين ابنيه محاولا معرفة سبب ذلك الشجار الأخير قامت كريس باستجوابات فردية في الممر خارج الغرفة، انتهت منهم لتقول بابتسامة: شاهدنا بعض كاميرات المراقبة واستطعنا الإمساك بالقاتل الحقيقي
نظروا جميعا إليها بصدمة كبيرة مما قالته ليقول أليكس بانزعاج: إن كان الأمر كذلك فلماذا تزعجيننا بكل هذه الأمور؟
لم تجبه كريس بأي شيء لتفتح الباب ويدخل ذلك الشخص الملثم الطويل خافض الرأس نظروا جميعا إليه بتعابير مختلفة، اقترب منه المحقق ليحدق بتعابير وجهه المألوفة لديه نظر إلى كريس بغضب وقال: ماذا تقصدين بهذه المزحة السخيفة أيتها المتحولة؟
ضحكت كريس بصوت مرتفع فهي لم تعد قادرة على حبس ضحكاتها أكثر من ذلك أمسكت بالكرسي القريب منها، لتمنع نفسها من السقوط نظرت للاستفهامات الكبيرة التي علت رؤوس الجميع لتقول بابتسامة سعيدة: لقد كان هذا اختبارا نفسيا لمعرفة مدى صدقكم والكل قد اجتازه بفشل ذريع، سيد كاين دوافعك لقتل كل أولئك الأشخاص مفهومة جدا فهم وحدهم يعرفون المصدر الحقيقي لمؤلفاتك التي تفتخر بها
قال كاين بغضب: ما هذا الهراء الذي تقولينه؟ مؤلفاتي مصدرها جهدي وتعبي في البحث والتجربة
أخذت كريس مجموعة الأكواب الزجاجية لتوزعها بينهم وتقول: لابد أنكم تشعرون بالعطش بعد كل هذا الحديث
ارتاب أليكس تقديمها المفاجئ لتلك الأكواب الموجودة منذ فترة في الغرفة رشف كل من جيم وكاين عدة رشفات من الكوب بينما لم يقترب هنري منه لتكمل كريس حديثها بكل هدوء قائلة: سيد جيم أولئك الضحايا علاقتك بهم لم تكن جيدة أبدا وقد يكون ذلك سببا كافيا لقتلهم أليس كذلك؟
قال جيم بهدوء: لا أنكر أبدا سوء علاقتي بهم لكنني لست متفرغا لفعل شيء كهذا
قالت كريس: ماذا عنك أليكس؟ بغض النظر عن إيلينا محبوبتك الراحلة كرهت كل أولئك الضحايا إضافة إلى مادي هل السبب وراء قتلهم لأنهم بشر لا يستحقون العيش في عالمنا؟
قال أليكس: هذا صحيح أنني أكره البشر ورؤيتهم إزعاج كبير بالنسبة لي لكنني لم أقتل أولئك السخفاء
قات كريس: سيد هنري فيرو أتظن ما فعله القاتل شيء يستحق الثناء عليه لقتله أولئك الذين لم يعاملوك بطريقة حسنة؟
رفع رأسه لينظر إليها بصدمة من معرفتها للعلاقة التي تجمعه بكل أولئك الأشخاص، عض شفتيه ليعيد البرود إلى نفسه التي أبت أن تهدأ بعد سماعه لذلك الحديث عن ماضيه، خلع الرجل الطويل لثامه والقبعة التي غطت ملامح وجهه ليقول: ضحية اليوم مادي ليفاي قد قتلت مثل باقي الضحايا مع وجود أثر حبل حول عنقها وبتلات لأزهار الأقحوان في المكان
نظر هنري إلى أليكس بغضب شديد لينهض من مكانه ويمسكه من ياقته بقوة قائلا بصراخ: لماذا قتلتها أيها الحقير؟ لماذا تريد أخذ كل شيء أحبه مني؟ ما الذي فعلته لك؟
قال أليكس وهو يحاول إبعاده عنه: فتاة مثل تلك لا تستحق الشفقة حتى، كل ما كانت تريده هو المال والشهرة من عائلتنا ألست أنت من لديه دافع أكبر لقتلها لمعرفتك بالأمر؟
قام هنري بلكمه بقوة أسقطته أرضا لينهال عليه ضربا تحت أنظار كريس المراقبة للوضع كله بهدوء، تدخل كل الموجودين للفصل بينهما وينجحوا في فعل ذلك بعد فترة قصيرة قيد المحقق هنري بالأصفاد ويديه خلف ظهره لتقول كريس: أثر الحبل هو أثر وتر كمان هنري الجهير الذي عزف عليه أليكس بالأمس
نظروا جميعا إلى هنري الذي لا يزال يحمل تلك النظرات الغاضبة في اتجاه أخيه الذي حمل ذلك الكوب ورشف منه بضع رشفات قال المحقق: إذا هل السيد هنري هو القاتل يا أندي؟
وجه أندي نظره نحو كريس الجالسة على الطاولة البيضاء المستديرة في زاوية الغرفة تفحص كل تحركاتهم وأنفاسهم، انتبهت لنظرات الجميع نحوها بانتظارها لتأخذ نفسا عميقا ثم تقول: سيد كاين ما نوع المشروب الذي شربته الآن؟
ارتبك من سؤالها المفاجئ الذي في غير محله لينظر للكوب من جديد ويتأمله لبعض الوقت قبل أن يقول: إنه منقوع مجموعة من الأعشاب الطبية، رائحته العطرة ناتجة عن خلط نوع من الزهور به
قالت كريس: أريد تفصيلا أكثر رجاء
رفع رأسه لينظر إلى عينيها المتحدتين له ليزداد ارتباكه ويبلع ريقه ثم يقول: لست متأكدا تماما لأنني متوتر الآن
قالت كريس وهي ترفع الكوب القريب منها: هذا غريب حقا سمعت أن هذا المشروب يساعد على تخفيف التوتر
تشنجت أصابعه المحيطة بالكأس لم يعرف كيف يخرج من هذا المأزق لتتنهد كريس بقلة حيلة، لفتت انتباه أندي بذراعها من خلف ظهرها لينظر إلى أصابع يدها المتشابكة بطريقة غريبة باستغراب، فهمها فور وضع كفيها قريبا من بعضهما اقترب من كاين ثم قال: سيد كاين أنت مقبوض عليك بتهمة سرقة مؤلفات غيرك وبيعها بغير حقوق الكاتب الأصلي
رفع رأسه لينظر إلى الأصفاد الحديدية برعب شديد ليتنهد باستسلام ويمد يده نحوها ثم يقول: أعترف أن كل هذه الكتب هي مجهودات هنري، لقد قمت بتهديده مرات عدة....
قاطعته كريس قائلة: لا يهم هذا فقط غادر من هنا
نظروا إليها بتعجب من تصرفها الغير مبالي باعترافه نهض كاين من مكانه ليطلب المحقق من أحد رجال الشرطة مرافقته للمركز الرئيسي، قال جيم: إذا أفهم من هذا التصرف أنكم لم تعرفوا القاتل الحقيقي بعد، لذا اعذروني رجاء هناك أمور عليّ الاهتمام بها
قالت كريس: كإخفاء أدوات تنكرك سيدي القاتل؟
نظر الابنان إلى والدهما بذهول مما قالته بينما لم يغادر ذلك الهدوء والدهما الذي يحدق بكريس بنظرات باردة ويقول: ما هو دليلك؟
قالت كريس: طولك الأكثر من مناسب لفعل جرائمك الشنعاء، الثقوب التي ملأت أجساد الجثث من فعل حيواناتك الأليفة أليس كذلك؟ حبك لذلك المؤلف وأعماله، لن يكون من الصعب عليك معرفة عمل الأعشاب ومعاني الأزهار بوجود ابن ضليع في ذلك، كرهك لأولئك الأشخاص لم يأتي من فراغ بالتأكيد أولئك الأشخاص لم يكونوا أناس جيدين لابنك فأردت التخلص....
توقفت عن الحديث فجأة وضعت يدها أسفل ذقنها تراجع كل ما قالته وكل الأدلة التي جمعتها ثم قالت بهمس: لحظة.... نظرا لسوء العلاقة بين هنري ووالده لن يكون هذا صحيحا، إذا لم لم ينتظر القاتل عامين لقتل مادي كالبقية بالتحديد؟ ولماذا قد يورط جيم لا أليكس بهذا كله؟ وكيف يعرف بشأن علاقات أولئك الضحايا بهم؟
كان أندي قريبا كفاية ليسمع تلك الأسئلة التي طرحتها على نفسها وقام بتدوينها بسرعة في دفتر ملاحظته، نزلت كريس من الطاولة لتقترب من جيم انحنت له باستقامة أثارت دهشة المحقق الذي يرى هذا المشهد النادر لأول مرة، انتظر جيم لفترة قصيرة قبل قولها: أنا آسفة سيد جيم فيرو لقد تعجلت بالحكم والاستنتاج، وإن أردت مقاضاتي بسبب اتهامي الخاطئ فأنا مستعدة لذلك
صدم أندي مما قالته فقد بدت واثقة جدا من حكمها النهائي والقضائي نظر جيم مطولا إلى كريس التي لم تعتدل في وقفتها بعد والتائهة في أفكارها، اقترب أندي منها ليقوم بالمثل ويعتذر ليتنهد جيم ويقول: أرى أنك تبذلين جهدك في التحقيق وهذا شيء جيد فكلنا نريد لهذه الجرائم الانتهاء والإمساك بالفاعل، لكنك تهورت كثيرا باتهامي وأخذت الكثير من وقتي أنا لست متفرغ لهذه الترهات
قالت كريس: أعرف ذلك سيدي وأعتذر عن هذا
قال جيم: حسنا لن أقوم بأي شيء قد يعرقل طريق بحثك عن الشخص الذي ورط عائلتي بكل هذا
نهض من مكانه ليغادر الغرفة لحق به أليكس وكذلك هنري الذي فتح المحقق قيوده، اعتدلت كريس في وقفتها لتنظر إلى المحقق المنزعج من تصرفها ليقول: حقا الاعتماد على المتحولين فقط يثير المتاعب سأخبر المسؤولين عنك بهذا الأمر ولنرى ماذا سيحدث لك
قال أندي: لا داعي لذلك سيدي السيد فيرو لم يمانع ذلك
قال المحقق: أنت جديد في هذا المجال لا تتدخل في هذا
غادر المحقق الغرفة لينظر هنري إلى كريس الصامتة والواقفة في مكانها منزلة رأسها اقترب منها ليضع يده على رأسها ويقول: لا تقلقي أثق بأنك ستكونين بخير
لم تجبه بأي شيء لينزل رأسه وينظر لعينيها المحدقتين بالأرض بهدوء ليقول في نفسه: هل هي حزينة لخطأها في التحليل؟
فكر في طريقة يخرجها مما هي فيه لينظر إليها فور تحركها نحو الباب لحق بها ليسير خلفها بهدوء تنهدت ثم قالت: آسفة لقد عرضتك لشيء سخيف كهذا قد تكون نقطة سوداء في ملفك
قال أندي بابتسامة صغيرة: لا عليك كريس كلنا نخطئ
هزت رأسها بالنفي لتضع تعابير حزينة على وجهها وتقول بصوت منخفض: من بين كل الناس عليّ ألا أخطئ أبدا فقد وعدته
أخذت نفسا عميقا وطويلا محاولة استجماع شتات نفسها سارت بخطوات بطيئة صغيرة لتقول: سأذهب للقائه لذلك خذ وقتا للاستراحة سأتصل بك لاحقا
رفعت رأسها لترسم ابتسامة حزينة على شفتيها ثم تكمل طريقها نحو المخرج، لم يعرف أندي السبب وراء تلك الابتسامة الحزينة لكنه أخذ بنصيحتها وعاد للمنزل.









بعد أسبوع كامل فاجعة جديدة هزت المدينة تدافعت وسائل الإعلام نحو كريس فور رؤيتها تغادر سيارة الأجرة التي توقفت قريبا من باب الفندق، كل منهم يطرح سؤالا مختلف ويريد إجابة سريعة أوقفتهم كريس بنظرات غاضبة نحو قلوبهم المتلهفة لمعرفة ما يحصل، تابعت طريقها بسرعة نحو مدخل الفندق تجنبت زحام المصاعد وصعدت السلالم بسرعة لتصل للطابق التاسع التقطت أنفاسها قبل الخوض في زحام رجال الشرطة، أندي الواقف بالقرب من الباب انتبه لكريس القادمة نحوه ليقترب منها ويقول: كاين شورداي هو الضحية
دخلت كريس الغرفة لتنظر للمنظر المؤلف لديها وقفت مواجهة للوحة الدماء المرسومة على الجدار، لفت انتباهها النقطة الكبيرة في نهاية المعزوفة أتاها صوت أندي من خلفه قائلا: هل انتهت المعزوفة يا ترى؟ وهل هذا يعني أنه الضحية الأخيرة؟
قالت كريس: يوجد مقطع أخير ناقص لكن لم النقطة؟
قال أندي: ربما تعب القاتل ولم يرد إكمال سلسلته
نظرت كريس إليه بهدوء ليرتبك قليلا ويبتعد عنها فكرت كريس في الأمر قليلا نظرت إلى الجثة التي حملت على النقالة الطبية ليقول أندي: هذه المرة لم تقلع العيون ولا وجود لأزهار الأوركيد كما في الحال في مقتل مادي
انتبهت كريس لتلميحه لتقول: القاتل ليس من أفراد العائلة لكنه قريب كفاية ليعرف بكل أمورهم، الدافع وراء قتل كل أولئك الأشخاص هو الانتقام لهنري فقد نال منهم أشياء كثيرة سيئة، لابد أنه توقف عن وضع أدلة قد تدينه بعد ما حدث، ولن أنسى بالتأكيد الأدلة التي تدين أليكس ذلك الشخص يعرف بطبيعة العلاقة بينهما
صمت كلاهما يفكران بهدوء دخل المحقق لينظر إليها بانزعاج شديد ويقول: اعتقدت أنهم طلبوا منك ترك القضية، ماذا تفعلين هنا؟
أخرجت هاتفها لتريه الرسالة التي وصلت لها منذ دقائق قبل قدومها عض شفتيه بانزعاج ووقف قريب من الباب يحدق بهما، جلست كريس على الكرسي القريب منها وسط أنظار المحقق الغاضب لفعلها لم تبالي به ليقول أندي: حسب مواصفاتك لم لا يكون ذلك القاتل هو زوجة السيد فيرو أو والدة هنري؟
هزت كريس رأسها بالنفي لتقول: زوجة السيد فيرو والدة أليكس ضمن قائمة الأشخاص الذي جعلوا هنري يعاني في طفولته وربما حتى الآن، والدة هنري قد توفيت قبل عشر سنوات وكانت لتكون القاتل الحقيقي مع كل هذه الأدلة
قال أندي: إذا من يكون هذا الشبح؟
رفعت كريس رأسها ناظرة إليه بصدمة مما قاله نهضت من مكانها لتقول بابتسامة: أنت لست مجرد وجه جميل في النهاية حقا
انزعج أندي مما قالته له مجددا لتضحك على ردة فعله ليقول المحقق: ماذا حدث لعقلك الآن؟
قالت كريس وهي تسير نحو الباب: لو أردت معرفة ذلك عليك اللحاق بنا، أندي هلا طلبت من هنري اللحاق بنا؟
قال أندي باستغراب: إلى أين؟
كتبت له العنوان في مذكرته الصغيرة ثم تسرع بالمغادرة لحق الرجلان المتعجبان بها، لم يمضي كثير من الوقت حتى تلاقوا في الجزء المهجور من المدينة والقريب جدا من أشجار الغابة الخضراء التي اتخذت من بعض المنازل الخشبية مستقرا لها، تخللت بعض أشعة الشمس أغصان الأشجار المتشابكة وأوراقها الكثيرة، تغاريد العصافير السعيدة بالربيع ملأت المكان ساروا خلف كريس التي قادتهم بين تلك المنازل ليقول هنري الذي وصل بعدهم: ماذا نفعل في هذا المكان بالتحديد؟
قال المحقق: صدقني أنا أيضا لا أعرف
توقفوا عن المسير أمام المنزل الخشبي القديم الذي تفرعت منه شجرتين من طرفيه سارت كريس بابتسامة واسعة فوق تلك الدرجات المهترئة ليقول أندي: يبدو هذا المنزل مشؤوما كريس هل أنت واثقة بأن شخص ما يعيش هنا؟
قالت كريس بسعادة: أجل الشبح الذي نبحث عنه
قال أندي بقليل من الرعب بعد تسمره في مكانه: أحقا؟
ضرب المحقق الذي تجاوزه رأسه قائلا: توقف عن التصرف بسخافة لا يوجد شيء اسمه شبح
نظر هنري إليه بسخرية مخفيا ابتسامته خلف كفه عادت كريس لتدفعه نحو الباب الموجود في نهاية الدرجات الست بابتسامة واسعة وتقول: لا تنسى إلقاء التحية على مضيفنا الشبح حسنا؟ عليك أن تكون لبقا عند الدخول حتى لا يغضب منا
قال أندي محاولا إخفاء خوفه: توقفي عن فعل هذا بي كريس
اتسعت ابتسامتها السعيدة بإخافته دخلوا المنزل ليتفحصوا الأشياء من حولهم بعيونهم، تقدمت كريس نحو صندوق خشبي تراكمت عليه الأتربة حيث وضع فوق رف المدفئة القديمة قال المحقق: تتصرفين كما لو أن المكان منزلك
قالت كريس: أعرف صاحبة المنزل السيدة شبح
نظرت إلى أندي الذي ارتجفت أطرافه لسماع ما قالته لتكتم ضحكتها أثناء نفض الغبار عن الصندوق ثم قدمته إلى هنري قائلة: هذه هدية لك من السيدة سايرن لومير
نظر إليها بصدمة مما قالته أمسك بالصندوق ليقوم بفتحه وجد رسالة بخط يد والدته الراحلة فتحها ليقرأ ما كتب فيها بصوت يسمعه الجميع "عزيزي هنري كيف حالك؟ أتمنى أن تكون سعيدا الآن بعد تخلصي من كل من سبب لك الأذى يوما، وأثق أن أي أم لم تكن لترضى بالعيش ورؤية ابنها يؤذى بتلك الطريقة، أردت الانتقام لك لذلك قمت باستئجار قاتل لينفذ لي خطتي ويضع اللوم على والدك وشقيقك وهكذا لن يبقى أي شخص يؤذيك، أحبك كثيرا هنري آسفة لأنني لم أكن قوية كفاية لضمك إليّ لكنني لا أستطيع نقل مرضي إليك والتسبب بموتك.... والدتك المحبة لك سايرن لومير" نزلت دمعتين من عينيه لتذكره ابتسامة والدته التي لطالما أغدقته بحبها وعطفها قالت كريس: سأترك الرسالة لديك سيد هنري
قال المحقق: بالتأكيد لن تفعلي، هذا دليل مهم لإنهاء القضية
قالت كريس بابتسامة: رجاء لا تتدخل فهذه قضيتي، لنذهب قبل خروج شبح حقيقي
أسرع أندي باللحاق بكريس التي غادرت المكان وهي تضحك عليه عادوا للمكتب الرئيسي وأنهوا أوراق قضية السفاح العازف بعد أسئلة عديدة وجهت لأندي لعدم رغبة كريس بالذهاب لهناك وبهذا سيأتي شتاء بارد آخر في هذه المدينة دون سيمفونيات حزينة ومميتة.














[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
Crystãl, -Ayad, coolant and 2 others like this.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-28-2018, 11:36 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://mrkzgulfup.com/do.php?img=90310');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
صباح الخير أعضاء وعضوات و زوار المنتدى
كيف هي أحوالكم؟ أتمنى أن تكونوا بخير
و بصحة جيدة وسعادة وبرفقة أحبابكم أيضا
هذه هي مشاركتي المتأخرة جدا في مسابقة
"ألق السمو" سبب تأخري هو جهلي التام بكتابة
القصص البوليسية ولقد بذلت جهدا كبيرا في الوصول
إلى هذه النتيجة أعرف أنني بحاجة للتعلم أكثر لذا لا
تبخلوا علي بآرائكم وملاحظتكم وكل ما قد يساعدني
أيضا ولا تنسوا تقيم نتاج تفكير أسبوعين ونصف
في ردودكم الأكثر من رائعة دمتم في حفظ الله ورعايته.










مخرج
....
..
.
لم أعرف ماذا أكتب لذا
إلى اللقاء







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أمراض الحمام , اعراض امراض الحمام , طرق وقاية الحمام , علاج امراض الحمام ‏ مَنفىّ ❝ قسم الحيوانات 17 01-19-2021 09:03 PM
سيمفونية غابة الصول ((قصة من تأليفي)) • جَوَىْ♥ ~ قصص قصيرة 16 08-16-2013 12:09 AM
سوف اغني واصمت واعزف وأدندن حبك كأجمل سيمفونية..... جريحة الصمت أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 06-03-2009 07:55 PM


الساعة الآن 05:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011