عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة (https://www.3rbseyes.com/forum184/)
-   -   بسحر عينيه تاهت افكاري وعلى الحانه ذاب قلبي/مكتملة (https://www.3rbseyes.com/t545822.html)

*Silla* 09-22-2017 07:55 PM

بسحر عينيه تاهت افكاري وعلى الحانه ذاب قلبي/مكتملة
 
[frame="7 80"]
مرحبا أعضاء المنتدى
انا جبتلكم رواية منقولة
للكاتبة smile rania
نبدأ

المقدمة
عنــدما تتوالى الأحداث كالبــرق

تجري حياتنا كxxxxب الســاعة
تتوقف حيـاتنا إذا تعطلت xxxxبها
و لكنها تعود...
تعود عندما نبحث عن العُطل
لكننا ننعجز عن إيصــلاحه
فالرياح تجري كما لا تشتهي السفن
فنتمنى أن نبحر بعالم خيالي نبحث
عن الفانوس السحري ليلبي المارد
أمنياتنا إلا أنها محظ أوهــام
فالقلوب تضطرب بشدة
نبحث عن حب بين أيدينا
حب في قلوب حـــائرة
فهــناك من يــدمر ويحصل على كل شيء
بــقلـــب جــــــــــــــــاف !
قلبـــاً مهـــنته تحــــطيم القلـــوب بلذة
فــــتـــمر التساؤولات ..
عن قلب بـارداً .. جــاف .. مغطى بلؤلؤ خذاع
و تقتحم الحيرة حياتنا عندما
تــــمر أنامل قاسية لتعزف أجمل الألحـــان
تعزف برقة لتروي القلوب بـــماء الحـــــب
فنشك مما تسمعهُ أذنينا !
نشك أن تلك الألحان وردت من قلباً جليدي !
هل يحتمل ان تكون البيانو لساناً لنـــا ؟ !
أ يعقل أن نحكي تفاصيل حياتنا على اداة موسيقية !
و هـــل ستبقى الحيـــاة جافة طويلاً ..؟ !
أم أن نســمات الهواء العلـــيلة
قد تـــمر بحلاوت مرحهـــا فتصدم بتيار دانيال العنيف
تيـــــــــــــــــار يثير جنــــــــونها !
فتتحد معهُ بعنف .. تقاوم بإرادة قـوية
فتوقفها جليد قلبه البارد
فتهرول سلين باحثة عن الأمان فتجده كالظل الذي يرافقها
الضيق ... الخوف ... الغضب .. الوحدة ..
تتلاشى بلحظات
عندما تتأمل من يعشق حلمــها
من ينثر بقلمه اسطر من ذهب !
يتدفق الامان إلى قلبها فور ان تقترب منه
لتجده يحتويها بالدفئ المطل من عينيه الامعة
قد تكون القلوب الدافئة هي ما نبحث عنه ..
ومن الصعب ان تبقى القلوب دافئة دوماً
إذا تدفق الحب إليها شيء فشيء
فتتدفق الدماء بالعروق كشلال مياه عذب
و تتغير مسار الحياة فتهب نسمات هواء عليلة
لتنمو وردته النادرة
ام أن وردة روك النادرة هي ملكاً لعــازف البيانو ! ؟
فتصبح وردة نادرة مهددة بالأنقراض !!
تتساقط الشلالات من أعالي الجبال
شلال يعزف اجمل المقطوعات
و الآخر ينثر اسطر من الذهب
فبأي شلال ستمر نسمات سلين لتقرر أخيرا
البقاء معه
معه و إلى الابد ..




بسحر عينيه تاهت أفكاري وعلى ألحانه ذاب قلبي


[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:07 PM

[frame="7 80"]الهدوء و الذكاء الكبرياء والغرور الغرابة و القوة الغموض والتحطيم المقطوعات و الموسيقى ......الابتسامة والأمل السعادة و التواضع المرح
والمخاطرة النــثر والكتابة ....الرومنسية و الابتسامة المساعدة و الذكاء النثر والحب المسالمة والود
ربما لكل واحد منهم نصيب من هذه الكلمات دانيال ..سلين.. روك





الكبرياء لا يجلب إلا البغض و خاصة بتواجد الغموض ومع شخص مثل دانيال لا يملك إلا التحطيم ترتسم لوحة الغموض السوداء محذرة من الأقتراب من ذاك الشخص وإلا رفع
الكرت الأحمر فيعلن إنتهاء المبارزة بخسارتك !..و التواضع عمل جميل وبوجود الابتسامة وبعض المرح مع سلين ترتسم لوحة فنية رائعة ممتزجة بالألوان البهية راسمة ألوان
القوس قزح الذي يدخل إلينا البهجة والسعادة فنتمنى أن لا يغيب مع ظهور الشمس ونتمنى أيضاً أن نقترب نحوه ونلعب معه لنسعد أكثر بجماله المدهش ! ...والحب الصافي قد يبعث
الأمان ومن منا لا يريد الحب والأمان في هذا الوقت وخاصة إذا كان الشخص نقياً و مليء بالدفء كروك فأنت ترى منظره الخارجي و لم تدخل يوما لتقتحم أحشاء قلبه لتعلم
ما به من أسرار لأن ذلك وبكل بساطة أشبه بالمستــحيل !..


الـــبارت الأول
.............................

~ أمـــــــــــــيري ~
.............................

.. ..آه اطلقت تـنهيدتها معلنة السعادة مع الهدوء الذي يعم أرجاء القاعة الخالية من الطلاب رسمت ابتسامتها الحالمة بعد أن صنعت خريطة وهمية (خريطة مستقبلها المهني )
حدقت بالقاعة الخالية من الطلاب ! و سارت نحو إحدى نوافد القاعة لتفتحها استمتعت بمنظر الطلاب والطالبات بالأسفل بساحة الجامعة ثم اخرجت رأسها من النافدة سامحة لرياح
بأن تعبث بشعرها الأسود الحرير ضايقتها خصلات شعرها على عينيها السوداوتان فرفعت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى الوراء متخيلة مستقبلها ككاتبة المشوار طويل فهذه
سنتها الاولى بالجامعة ابتعدت عن النافدة و بدون شعور صاحت معبرة عن فرحتها وهي تدور حول مقعدها بصراخ وسعادة ممبالغ بها .. ليقطع جوها صوت صديقتها الآتي
من على باب قاعة المحاضرات
- سلين ..إلى متى سنظل على هذا الحال ..؟ نغادر آخر الطلاب دوماً
صوت صديقتها قطعها من جوها الخيالي فضحكت بسعادة وهي ترد على صديقتها الواضح عليها الغضب من نبرة صوتها
- كفاك كاثرين قدري مشاعري أنا سعيدة صاحت بمرح سعيدة سعـــــــــــــــــــــيدة سعيــــــــــــــــــدة سـعيـ..
قطعتها هذه المرة بتوبيخ أكبر
- يكفي يكفي ..لست أول من يلتحق بكلية الآداب اكملت برجاء متسائلة سلين لقد مرة أسبوع منذُ دخولنا الكلية متى ستصدقين؟

ضيقت عينيها بعد أن عقدت حاجبيها بغير اقتناع من حديث كاثرين جلست على مقعدها و ارتكأت على ظهر الكرسي ردت بعدها قائلة

- وما ذنبي لا زلت لا اصدق بأني التحقت بالجامعة... اكملت بحماس كاثرين هذا يعني تحقيق الحلم !
تاففت بتذمر بعد سماعها للحديث المعتاد من سلين فقالت موجهة اللؤم لنفسها
- كل الذنب علي كان يجب أن أدعك وحيدة و أغادر الجامعة
ضحكت بمرح و هي تقف من على الكرسي جمعت أغراضها في الحقيبة بعانية و سارت مقتربة من كاثرين قائلة بثقة ممزوجة ببعض المرح
- اوه صديقتي كاثرين لن تفعل هذا بي.. .بل أنا متأكدة من ذلك غمزت مكملة بضحكة عفوية أليس كذلك ؟
- امم نعم لكن إذا تأخرت دقيقة أخرى سأفسخ عقد صداقتنا فوراً وبدون تفكير
انفجرت ضاحكة بعد أن أكملت جملتها المليئة بالمزاح مبتسمة لسلين التي لم تتوقف عن الضحك وما هي إلا دقائق فقط حتى أختفى صدى ضحكاتهم بقاعة المحاضرات
فور مغادرتهم للجامعة بأكملها ...

سارت بالطريق بجوار كاثرين مع ازدحام الطلاب وتعاليقهم فالبعض يمدح دكتوره والبعض يلقي الشتائم عليه كعادة كل طالب جامعة يخرج من محاضرته
شردت بالطريق بكلام الطلاب الشبه واضح إلى السمع فقطع شرودها صوت كاثرين حيث سألتها بتردد من جوابها المتعصب بخصوص هذا الموضوع
- هل لا زلت على قرارك ؟
كسا وجهها الانزعاج بتذكرها القرار التي اتخذته لقد حسم الأمر لماذا تظن كاثرين أنهُ قرار خاطئ ...هي لا تفهمني بكل تأكيد قالت برجاء
- أرجوك كاثرين إذا كان ذاك الموضوع لا سواه فليس هذا الوقت المناسب لأقناعي بالأمر المحسوم
هزت رأسها بمعني الاستيعاب لم تريد أن تعكر مزاج سلين فقالت مغيرة للموضوع
- حسناً يا عزيزتي هل ستأتين معي الآن؟
سألتها وهي تواصل المشي
- إلى أين ؟
- امم مكان رائع
حمستها كاثرين كثيراً فاندفعت بسرعة لتسألها
- أهو الشاطئ؟
زفرت بأستياء من تفكيرها الغبي فقالت بأسف
-معهد الموسيقى
-ها !عقدت حاجبيها باستغراب و بدهشة معهد الموسيقى !
ردت مؤكدة
- نعم .. أريد زيارة زميلة لي هناك لذي شيء يجب علي إعادته لها
هزت رأسها بعلامة الاستيعاب ابتسمت فجاة أنها المرة الاولى التي ستزور فيها معهد موسيقى منذُ سنوات عديدة فمنذُ طفولتها تذكر أنها ألتحقت بإحدى المعاهد الموسيقية
عندما كانت بالأعدادية لكنها لم توفق كثيراً فعزف المقطوعات لم يكن هوايتها كالكتابة لقد عرفت أن ما يناسبها فقط هو الكتابة التفتت لكاثرين قائلة
- هيا بنا ...
- علينا الأسراع قبل أن يبدأ الدرس
بعد أن ركبوا الحافلة التي نقلتهم إلى المعهد علمت أنها قد وصلت بعد دقائق من اللوحة التي تشير إلى معهد الموسيقى نزلت من الحافلة مع كاثرين متجهين إلى المعهد لم يكن
يفصل بينهما وبين المعهد سوى الساحة الضخمة للمعهد المليئ بالأشجار ادهشها موقعه الرائع و بعد تفتيش من رجال الأمن استطاعات الدخول إلى ساحة المعهد برفقة كاثرين
التي لم تكن مدهوشة كدهشة سلين من فخامة المعهد يبدو أنها زارته من قبل هذا ما قالته سلين بداخلها
- الحقيني
استيقظت من تأملها على صوت كاثرين كانت تشير لها إلى صالة المعهد فتبعتها ونظراتها لازلت تتأمل المكان ...يبدو أن التسجيل هنا باهض الثمن هذا ما استنتجته وخاصة
بعد أن دخلت الصالة الضخمة حيث أعجبت بالأضاءات المدهشة و الأثاث تبدو فاخرة كذلك لم تغب عينيها على تصميم المعهد والديكور المدهش لقد نسق المعهد تحت أيدي
ماهرة و ببراعة و ذوق راقي ..كاد الفضول يذبحها لترى بقية أماكن المعهد حدقت بالطلاب والطالبات يبدو أنهم يستعدون الآن لدخول الدرس ومن جديد استيقظت من تأملها
على صوت كاثرين كانت تتكلم قائلة
- سأذهب لأرى زميلتي قبل أن يبدأ الدرس يبدو أنها في إحدى القاعات هل ستأتين معي أم تحبين البقاء هنا؟
حركت رأسها بسرعة بالنفي
- سأبقى
ارادت البقاء في هذه الصالة ربما تجد من يحكي لها عن نظام هذا المعهد فهذا ما خطر ببالها بتلك اللحظة اكملت كلامها كاثرين قائلة بتحذير
- حسناً ..أفضل أن لا تتحركي من مكانك لأن فضولك يا عزيزتي يسبب لك المشاكل دائماَ
ابتسمت قائلة بمزاح
- أمرك سيدتي
ابتعدت عنها كاثرين خارجة من الصالة حيث بقيت تتأمل الصالة مجدداً و كأنها تريد رسم نسخة منها بعقلها حاولت أن تكون هادئة نظراً لوجود الكثير من الطلاب لم تستغرب
من أناقتهم بكل شيء سوى كان بالمظهر الخارجي أو حتى بالتحدث فالأسلوب اللائق بالتحدث مع الآخرين كان واضح جداً كيف لا وهم بمعهد بهذه الضخامة كانت تتساءل بداخلها
عن كمية المال الذين يدفعونه كرسوم دراسة و بدون شعور وجدت نفسها تحاول اختلاس النظر لم تكفيها رؤية الصالة الضحمة فقط فالممرات التي تؤذي إلى أماكن مختلفة اشعرتها
بالفضول لمعرفة ما بداخل هذا المعهد وجدت نفسها تتقدم شيء فشيء خارجة من الصالة عبر إحدى الممرات الخالية من الطلاب ابهرتها النقوشات الذهبية على الجدران والديكور
الراقي واللوحات الفنية المنقوشة بالجدران فتقدمت نحو إحدى اللوحـات الفنية الرائعة كانت مدهشة من تنسيقها المبهر بينت أن راسمها حقاً مبدع حدقت بالصورة جيداً متأملة الشاب
الجالس على كرسي البيانو تعمقت لترى ملامح وجهه أكثر لكنها لم ترى الكثير فاللوحة كانت من الفحم إلا أنها بخيالها رأت جميع حواسة مندمجة مع الأداة الموسيقية تخيلت للحظة
أنهُ الأميـر عازف البيانو كما لقبته ...خيالها الواسع جعلها تغمض عينيها لثوان محاولة أن تصنع مقطوعة بسرها وتبتعد قليلاً عن العالم الحقيقي أخذت تستمع إلى الموسيقى الرقيقة
التي تزداد رقة و هدوء شيء فشيء حتى فتحت عينيها لترى الواقع لم تكن الموسيقى من نسج خيالها كما تصورت فقد تأكدت بلحظة أنها ليست بحلماً أو بخيالاً خاصة بعد أن بدأ
الصوت يرن بأذنيها تخيلت بلحظة أن تلك الموسيقى تبتعث من الأمير داخل اللوحة إلا أنها فكرت بحماقة خيالها الخرافي ازدادت الموسيقى روعة فابتعدت عن اللوحة فجأة متنقلة
من ممر لآخر باحثة عن مصدر الصوت متناسية كل شيء سارت بين الممرات والقاعات المختلفة حتى توقفت أمام إحدى القاعات الذي ينبعث الصــــوت منها أخذت تحدق في
باب القاعة والأفكار تتضارب برأسها بعنف انشق عقلها لجزئين الأول يدعوها لتقدم وإرضاء فضولها والآخر الضعيف ينصحها بعدم الأقتراب من الخطوط الحمراء إلا أن التحذير
كان ضعيف جداً بدون شعور اقتحمت القاعة كاتمة انفاسها حذرة من إصدار أي أصوات تعالى صوت الموسيقى الهادئ أكثر فتنفست بإدراكها أن العازف لم يلاحظ و جودها ضمت
حقيبتها أكثر و بلعت ريقها بصعوبة رافعة نظرها متفحصة القاعة الضخمة لتستقر عينيها على العازف اغمضت عينتاها و فتحتهما و صورة اللوحة المرسومة بالفحم لم تغب عن
خيالها لم تكن لوحة فقط مكونة من فحم كما تخيلت بل هي حقيقة ترآها الآن هي حقاً ترى أمير للبيانو كما رأته من دقائق على اللوحة ظلت تنظر له لثوان استطاعات أن تتميز أن
حواسه مركزة في الوقت الراهن على أداة البيانو كان يجلس كالأمير على كرسي البيانو الأسود بقميصه الناصع البياض و سرواله الأسود اللامع بلحظة تخيلت أنهُ أميـر البيانو
الموجود في اللوحة لكنهُ أوسم بكثير إلا أنها لم تلاحظ ملامح وجهه حتى الآن لكنها اكتفت فقط بالاستماع إلى تلك المقطوعة الموسيقى الهادئة يخترقها بعض الحزن ...اسحرها
صوت البيانو الرنان الذي يأخذها بروعته إلى عالمها الساحر عالمها الخاص تقدمت إلى قلب القاعة بخطوات هادئة بعد أن لاحظت أنهُ لم ينتبه لوجودها فلمحت أنامله البيضاء
تمر على أداة البيانو ببراعة أنتابها شعور مريح أرادت بلحظة أن تصفق مشجعة له أرادت أن تخبر هذا الأمير بكم هو مبـدع تاهت بأمنياتها هل استطيع فعل ذلك ..؟
حسناً كيف سيرد علي ..هل سيبتسم و سيشكرني بتواضع .. ؟ لكن هل هو متواضع بالأساس ..؟ بالطبع بالطبع ردت بسرعة على نفسها عندما دار هذا السؤال بذهنها بعدها
تنهدت بحسرة مجرد أمنيات ..
بالتأكيد لن أجرؤ على التحدث ..لم تعرف لماذا شعرت أنهُ عالي جداً لم تعرف لم تعرف لماذا أنتابها شعور بأنهُ غامض لم تعرف لمـاذا تشعر بالعجز من التقدم
نحوه رغم أن المسافة بينهما ليست كبيرة ..هل خوفاً من توقفه عن العزف ..؟ لكنها لازلت تصر ..تصر على تواضعه وشفافيته ..ابتسمت ابتسامة خفيفة على
تفكيرها الواسع سرعان ما تلاشت ابتسامتها و انتفضت ذعراً على رنيين هاتفها الذي دوى رنينه أرجاء القاعة بنغمة مزعجة لأبعد حد شحب وجهها فجأة شعرت
أن دمائها قد جمدت و هي ترتجف بمكانها متمنية أن تنشق الأرض وتبتلعها في تلك اللحظة خاصة بعد أن توقفت الموسيقى الهادئة ليبتعد الجو الهادئ و يحل
محله ضجيج الهاتف تصببت يديها عرقاً وهي تلتقط الهاتف من حقيبتها ومن غير أن ترى اسم المتصل تحركت أناملها بسرعة لتغلق الهاتف كلياً ظلت صامتة
محاولة إخفاء الذعر الممزوج بالقليل من الاحراج كانت متأكدة بأن نظرهُ الآن موجه عليها لم تحتمل كثيراً أرادت أن ترى نظراته مهما كانت رفعت نظرها
ببطء لتصعق بما رأته تحطم كل شيء فجأة حاولت أن ترسم لوحة جديدة لكنها لم تستطع لم يكن ذاك وصف خيالها أو حتى لوحة الفحم رأت شخصاً آخر
يخالف كل مخيلاتها فالنظرات الحادة تلتهب أكثر وأكثر في عينيه نظرات يوجهها إليها بسيل من الأتهامات العاصفة بلعت ريقها بصعوبة
كلما رأت غضبه يشتدد بالتغيرات التي تتطرأ على وجهه فابتسامته الصفراء جعلتهُ يبدو وحشاً وسيماً شحب وجهها فتلعثمت قائلة
- أنا ....صمتت قليلاً و اكملت بخجل لمـاذا توقفت ؟..اكمل المقطوعة أرجوك لم أقــ...
توقفت بتدخله المفاجئ قاطعاً كلامها باستحقار واضح وبحزم عنيف
- إذا كنت أحدى معجباتي السخيفات فاغربي عن وجهي حـــالاً
معجباته ! كلامهُ المليئ بالسخرية والاحتقار وبأمره الغريب جعلها ترتجف صوتهُ الحاد أرعبها تكلم بأزدراء فارتعبت من حدوث كل شيء بثوان
استطاع بثوان أن يقلب كل شيء لم تتخيل أن هذا هو الأمير الذي كان يعزف منذُ لحظات بانسجام مع البيانو فكيف لوحش على هيئة بشر أن ينسجم
مع أداة موسيقية حاولت أن تخفي التوتر و سرعان ما استوعبت الأمر حتى بدأت دمائها تغلي استعداداً لمواجهة الوحش الثائر أي معجبة ! و بأي حق
يتحدث بتلك الطريقة الفظة توترت كثيراً وهي تعيد تفكيرها حيث هدأت مجدداً مقدرة وضعه لقد قطعت عزفه أحست أنها عاجزة عن الكلام قالت بتلعثم واضح
- أنـا ... أنـا ..
لم تعد قادرة عن الكلام و هو لم يسهل لها الطريق لذلك حيث قاطعها ليزيد توترها أكثر
- أنتِ ماذا ..؟ نطقها بهدوء كان قبل العاصفة تجولت نظراتهُ عليها بلؤم و وجه تهمته بصوت مرعب محافظاً على هدوئ صوته الذي يناقض نظرات عينيه الغاضبة قائل
من أنت ..؟ لتقطعي عزفي اشتد صوته رعبا مكملاً لا أحتاج لأخبرك كما عانيت في كتابة هذه المقطوعة
انزلت عينيها اكثر للأرض ربما هو غاضب لا داعي للومه سيهدأ حالاً حاولت رسم صورة مشوشة لدفاع عن صورته مبعدة الغضب عنها قالت بتوتر مع بعض من الخجل
- لم أقصد إزعاجك..واصل المعزوفة أنها رائعة
رد بتهكم سريع وغضب واضح
- بعد ماذا..؟ بعد أن قطع هاتفك عالمي الموسيقي
اكمل جملته بسخرية واضحة وهو يقف من على كرسي البيانو وينزل من المنصة التي لم تكن عالية شعرت بالاحراج مظنة أنهُ يريد الاستماع إليها معتذراً عن غضبه تحاشت
النظر إليه و تمتمت فور اقترابه نحوها
- آسفة لم أكن اقصد
حركت رأسها محاولة أن تجد جملة أخرى متحاشية النظر إليه تـنحنحت لتبعد التوتر رفعت نظرها قليلاً لتسترق النظر لملامح وجهه فصعقت برؤيتها لظله الطويل مغادراً
قاعة البيانو وكأن شيء لم يكن فتحت عينيها بصدمة محاولة استيعاب الأمر نظرات عينيها كانت على باب القاعة محاولة أن تستوعب كيف أنهى الحوار بهذه البساطة قال
ما يريد وخرج لقد هزمني و أهانني بسهولة لابد أنهُ كان يسخر مني لم يكن يريد الاستماع إلى ما أقوله أراد الانسحاب من القاعة ليشعرني بأني ضيف ثقيل بعد أن سخر
مني استطاع إذابتي بجداره لقد ظن أني معجبة سخيفة له من يظن نفسه تبينت صورته الحقيقية أخيراً بنظرها
بعد فوات الأوان أحست بالدوار فاستندت على إحدى الكراسي جالسة عليها بضعف تائهة بما جرى لها قبل دقائق سلين القوية تذوب بلحظة بسبب غبائها لأول مرة تعترف بأنها
غبية ضغطت بأناملها على الكرسي محاولة امتصاص غضبها أمير البيانو تحول بدقائق إلى مصاص دماء لا يرحم آه اطلقت تنهيدة بأسى هذه المرة
سلين ...سلين سلين
رفعت رأسها على صدى اسمها
- كاثرين
هتفت باسم صديقتها بضعف لقد نسيت أمر كاثرين تماماً
- سلين أين كنت .؟ لماذا أغلقت هاتفك ..؟ كانت تبدو قلقة على سلين لاحظت أن سلين لم تكن معها كانت شاحبة وشاردة بنفس الوقت انحنت لمستواها وسألتها بقلق
- أجرى لك شيء..؟
- لا شيء .. قبل ان تفتح كاثرين فمها للكلام قطعتها لا تسألي لم يحدث شيء
هزت رأسها بعدم اقتناع قائلة
- كما تشائين ..هيا معي لنعود إلى الصالة
- انتهيت؟
- لم يبقى سوى كرت لرقم المعهد ربما أحتاج إليه هيا معي لنأخذه من الاستعلامات
وقفت بهدوء وسارت مع كاثرين مغادرة قاعة البيانو دخلت إلى أحدى الصالات فشعرت بالدوار جلست على إحدى الكراسي بعد أن قالت لكاثرين
- احضري الكرت بنفسك سأنتظر هنا
- لا تبتعدي هذه المرة .. ربما اتأخر قد استفسر عن أشياء أخرى
قالتها هذه المرة بتحذير اكبر اكتفت فقط بهز رأسها علامة الموافقة ابتعدت كاثرين عنها فاغمضت عينيها قبل أن تشرد بأمر العازف لمدة استمرت دقائق حتى شد أنتباها دخول فتاة
تبكي إلى الصالة لحقتها بعض الفتيات الآتي يحاولن مواسيتها كانت تبكي فوق الكرسي والفتيات حولها لفت نظرها بسرعة نحو مجموعة فتيات أخريات دخلن الصالة حيث كانت
الفتاة تقول بإزدراء مخاطبة زميلاتها وهي تنظر للفتاة الباكية تستحق ذلك ما كان عليها الأقتراب كانت تعلم أن النتيجة هي الأحتراق دوماً هذا فقط ما استطاعات سماعه

النتيجة هي الأحتراق دوماً !! دارت برأسها كثيراً فعجرت على تفسيرها ولدت الجملة الصغيرة بعقلها رغبة بمعرفة المزيد ..المزيد عن كل شيء يحدث داخل هذا المعهد الضخم
وقفت من على الكرسي متقدمة نحو الفتاة شعرت بالشفقة عليها فالدموع لم تتوقف عن السيلان و همسات الفتيات تكفيها بالإضافة إلى نظرات الفتيات الموجه بالشفقة نحوها و البعض
من يسخر على غبائها لم تستطع تحمل تلك المناظر المؤلمة في حق الفتاة أي ذنب ارتكبته لتلقى تلك النظرات كم تذوقت شوق لمعرفة ما حدث لتنقلب الاجواء بهذه الصورة سارت
بدون تردد نحوها عازمة على مواساتها وإبعادها عن جو التوتر الذي عم الصالة فور دخولها
- معذرة يا آنسة
انتظرت رد من الفتاة فوجدت ابتسامة مؤلمة موجه إليها انحنت لمستوى الفتاة لتعرف المزيد قالت بلطف
- لا يوجد شيء يستحق كل هذه الدموع صنعت ابتسامة رائعة مصرة بسرها على رفع معنويات الفتاة مهما كان السبب اكملت كلامها بلطف ما الذي جرى ؟ لاحظت نظرات غريبة
على الفتاة فسرتها بعدم اقتناع أو ربما الشجاعة لم تكن متوفرة لها فواصلت كلامها محاولة بناء بعض من الثقة ربما استطيع مساعدتك؟

انتظرت الرد ففوجئت بنظراتها تتشد حزناً وهي تقول متمتمة
- أنا لم أفعل شيء ولم أطلب شيء ..لم أرتكب شيء يستحق الأهانة ..قمت فقط بتصريح إعاجبي نحوه... هل ارتكبت خطأ فادح ..؟

بقيت متجمدة بمحلها يا طالما كانت فاشلة في حل مشاكل مثل هذه كادت تقسم بسرها أن وراء هذا شاب لم تكن يوماً بهذا الموقف فهي تهتم بحياتها الدراسية بعيداً عن التفكير
بالارتباط شعرت أنها مهمة صعبة لكن لازل السؤال يرن بأذنيها لمَّ كل هذا البكاء..؟ لم ترد إلقاء أسئلتها على الفتاة وهي بهذا الوضع فوجهت سؤالها نحو إحدى الفتيات
بجانبها قائلة
- عن أي إهانة تتحدث ...؟
لم تخفى عليها نظرات الفتيات كانوا متعجبيـين من هذا السؤال ردت إحدى الفتيات عليها بصوت أجش
- يبدو أنك مشتركة جديدة في المعهد ..نصيحة يا عزيزتي أجعلي الحذر سلاحك الاقتراب من شاب وسيم مثله نتيجته باهضة من يقترب بمن هو أعلى منه
يحترق هذا الفتاة هي أول نموذج لهذا اليوم
شعرت بفوران دمائها رغم عدم توضح الأمور لها بشكل اوضح فارت دمائها أكثر بعلمها أنهُ النوذج الأول لهذا اليوم هل توجد عدة نماذج إذن
قالت بانزعاج مدافعة عن الفتاة بوجه لؤم و تهكم نحو الفاعل
- لا يوجد شيء عالي ليسبب حزن فتاة بهذا القدر حتى لو كان ابن الحاكم لا يحق له إذا كان تصريح اعجابها يزعجه كان يجب عليه الرفض بطريقة أكثر تهذيباً
عما الهدوء فجأة أرجاء الصالة لكنها لم تلاحظ ذلك استمرت بإلقاء الشتائم نحو الفاعل متجاهلة نظرات الفتيات الآتي يدعونها لسكوت ادارت رأسها لتحدق بالفتاة البكاية قائلة
لها بتشجيع وحماس فائق
- لا تسمحي لذاك المتعجرف بأن ينزل دمعة واحدة من عيناك كان عليك أن تشتميه بدلاً عن إنزال دموعك في المرة القادمة عندما تريه استعيدي كرامتك اكملت بحماس أكبر
نعم اهينيه أمام الطلاب وقللي من احترامه كما فعل بك ازداد حماسها أكثر واكثر متناسية أين هي فقالت أجعليه يشعر كم هو شخص بغيض استعيدي كرامتك عزيزتي عديني بأنك
ستفعليها لاحظت شحوب الفتاة فقالت ما بك ..؟ أنتِ قوية ستفعليها عديني بذلك

لاحظت ازدياد شحوب الفتاة أكثر فحركت رأسها علامة الاستفهام صمتت قليلاً ملاحظة أكثر هدوء الصالة والجميع يخزها بنظرات غريبة بدأت تستمع أكثر وأكثر إلى الخطوات
الثابتة خلفها محدقة بظلاً اسود أمامها يتحرك خطوتين إلى الأمام ويعود خطوتين إلى الوراء بلعت ريقها بصعوبة وبدأت تتصب عرقاً وقفت بهدوء من على الأرض هل تنتظر إلى
الخلف ؟ ثقتها العمياء جعلتها تسدير بشجاعة فائقة لتتعرف على صاحب الظل استطاعات أن تكتم شهقة كبيرة مخفية رعبها بنظرات حـادة بسرعة استدارات نحو الفتاة كأنها تتأكد
من صحة تفكيرها جنت عندما رأت الجواب واضح على ملامح الفتاة هو نفسه العازف بسرعة استدارت لتواجهه بشجاعة هذه المرة دمائها كانت تفور بقوة لحد أنها تمنت صفعه
حدقت به بقوة متأملة خصلات شعره السوداء المتدلية على بشرت وجه البيضاء متأملة جسده الرائع ألتقت عينيها بعينيه الرمادية المليئة فقط بتعبيرات الاستهزاء والأزدراء
ابتسامته الصفراء زادت جنونها فصرخت بغضب
- أنت من تسبب بانزال دموع هذه الفتاة صحيح .؟
زادت ابتسامته ازدراء وكأنهُ يأكد لها ذلك بكل فخر ارتعشت ذعراً لا يهمه شيء لم يكتفي بتدميري فقط بل بعد دقائق من تدميري خرج من قاعة البيانو ليكمل تدميره لفتاة أخرى
أي شاب هذا .. هذا ليس أميراً حتى الوحوش ليست بتلك البشاعة كيف لشخص مثله الانسجام مع الموسيقى .. مستحيل.. بقدر الأمكان حاولت السيطرة على ثورة غضبها جنت
أكثر عندما زادت ابتسامة الأزدراء على شفتيه ونظرات الاستهزاء برقت بعينيه مظهرة لونهما الرمادي نظراته كانت تشعرها أنها حشرة ضارة فتح فمه ليلقي جملته التي لم تخلو
من التقليل من شأنها
- أرى أن الشتائم تلقى خلفي دون تقدير لأي حساب والتعاليمات الملكية تصدر ببراعة لتعليم مهارات الدفاع عن النفس صفق بيديه بسخرية واضحة واكمل جيد ..
حدق بالفتاة الباكية بنظرة تقلل من احترامها مكملاً كلامه هل تظني بأن فتاة ضعيفة تستطيع التقليل من شأني ..؟ أتعرفين من هي ؟.. هي كغيرها من يسعين لإرضائي
...غبية.. لا تعرف أن الحـصول علي يُعد من المستحيلات

كادت عينيها أن تخرج من محلها و خاصة عندما لاحظت أرتجاف الفتاة لقد تأكدت أن الفتاة حقاً غبية ليس لأنها تجرأت على الاقتراب منه بل على أنها اعجبت بشخص نذل مثله
خصمها قوي جداً يمتلك القدرة على استفزاز العدو ببراعة يتحكم بصوته بشكل يجعلها تثور غضباً لن اسمح بذلك ابيضت مفاصل اناملها من شدة الضغط عليها قالت بجراءة متجاهلة
نظرات الجمهور المحدق بالحرب التي ستبدأ حالاً
- من تظن نفسك ..؟ إذا كنت ممن لا يحبون مواعدة الفتيات ليس لك الحق بجرح مشاعرهن
جمدت بمكانها عندما تحولت نظراته لبرود وعدم المبالاة بكلامها وكأن شيء لم يحدث ..فهمت من نظراتهُ أنها أشعرته بالملل يستحقرها عند كل كلمة تقولها ليست هي
من تهان كرامتها صرخت عليه بجنون وهذه المرة حقاً نست أين هي ..
- هذا لا يطاق على مدير المعهد أن يقوم بفصلك
سرعان ما انهت جملتها حتى ضحك بسخرية من كلماتها فصرخت بجنون مكملة كلامها
- أنت شخص نذل هذا ابسط ما يقال عنك أذهب لعالم آخر عليك أن تعيش بكوكب آخر أنت لست من كوكب الأرض بكل تأكيد أنت وحشاً على صورة بشر
صمتت وهي تغمض عينيها وتفتحها فقال بابتسامة صغيرة
- انتهيتي
عادت النيران مجدداً تشب بداخلها فقالت بصراخ
- لم أكمل انصحك بالذهاب إلى أقرب عيادة نفسية ربما يكون هنــاك مكانك المناسب حيث ستجـد كـ...
لم يسمح لها بالاكمال برؤية جسده يتحرك مبتعد عنها مغادراً الصالة قبل أن يهتف مدمر حصونها
- حــمقـــــــــاء
ألقى قنبلته وهو يتجاوز الباب ليخرج من الصالة بانتصار كبير مرة أخرى استطاع إذابتها كالشمعة أيعقل أنهُ كان يريد ذلك تعمد السكوت ليهينها بطريقته الخاصة لم يكن عاجز عن
الرد كان فقط صامت لتزداد اهانته تأثيراً عليها وهي كالبلهاء اعطته الطعم بغضبها لا لا مستحيل ما حدث حلم استيقظت على همسات الفتيات همسات وجهت نحوها هذه المرة
النموذج الثاني لهذا اليوم كانت هي ...لا ليس الثاني إذا لم يهن فتاة قبلي فانا النموذج الأول ثم الثالث بيوم واحد حقاً كان انتصار حاسم له ...لمسة كاثرين على يدها اشعرتها بقيمتها
لستُ أنا ضعيفة لأصمت له تمتمت لستُ أنا لستُ ضعيفة بسرعة جنونية دفعت كاثرين و هرولت خارجة من الصالة لاحقة به ...من النافدة رأته في ساحة المعهد ركضت بسرعة
لتخرج من المعهد .......كان يمشي نحو سياره السوداء الأنيقة فهرولت نحوه بغضب صارخة عليه
- هيه أنت رد علي ..تنرفزت مكملة .... لا تصمت قل شيء
تجاهلها تماماً و هو يرتدي نظراته السوداء الشمسية وبيده الأخرى يخرج مفتاح السيارة الألكتروني فعرفت أنهُ يتجاهلها تعمداً اقتربت لتمنع دخوله إلى السيارة ...
لم تكن تعرف ما تريد في تلك اللحظة عليه أن يقول شيء ربما تجد بكلامه تناقض فتعرف نقطة ضعفه لكنهُ لا يعطيها الفرصة فهو يكتفي بالصمت حرك حاجبيه بامتعاض
منزعج من تصرفها قائلاً
- ليس لذي وقت
قبل أن تفتح فمها أحست بيد تعيدها إلى الوراء التفت لكاثرين التي بدت متوترة و تشعر بالخزي من تصرف صديقتها قالت بتلعثم
-أعتذر عن تصرف صديقتي سيد دانيال
ابتسم بعدم مبالاة وهو يدخل سيارته قائلاً
-لا عليك لا انزعج بتصرفات أطـــــفال
شهقت بصدمة محدقة بالسيارة التي تحركت قبل أن يسمع سائقها أي كلمة منها تشفي غليلها ظلت تنظر لمكان السيارة الخالي حولت نظراتها لكاثرين قائلة بغضب
- لماذا فعلتي ذلك كاثرين ؟
ردت بتذمر
- اوه سلين .. ماذا تفعلين أنتِ أتعلمي ان خبر المشاجرة وصل إلى غرفة الاستعلام بدون شك عرفت أنهُ أنت من يتشاجر مع السيد دانيال حمدلله أنني جئت قبل أن تتضخم
الامور بشكل اكبر
- تتضخم ! قطبت حاجبيها باستغراب وهل يوجد شيء اضخم مما حدث قبل دقائق؟
قالت بنصيحة لسلين
- عزيزتي ألم أحذرك من عدم التدخل بأي شيء كان عليك عدم الاقتراب من السيد دانيال
-دانيال ! نطقت باسمه ملاحظة فوراً أنهُ يدعى بدانيال من أين عرفتي اسمه ؟
- ومن بالمعهد و خارجه لا يعرف السيد دانيال سمعتُ عنهُ الكثير
- ليست هذه أول مره تريه صحيح ؟
- صحيح ..عند قدومي المعهد أراه لكنني لا افكر بالاقتراب منه أرجوك سلين انسي امره و دعينا نغادر المعهد قبل أن يلحق بنا الطلاب ليعلموا ما كانت نهاية الحرب
ابتسمت بسخرية من كلام كاثرين و تحركت خارجة من المعهد نهاية الحرب ! كانت لصالحه بكل تأكيد
قطعها من شرودها صوت كاثرين تقول
- هل نعود للمنزل؟ أفضل أن نتناول الغداء بالخارج اليوم
كانت فكرة مناسبة بكل تأكيد لم تكن تريد العودة إلى البيت وهي بعد لم تنسى أحداث اليوم السريعة ردت
- حسناً
- جيد .. يوجد مطعم بالقرب من هنا طعامه شهي هيا بنا
سارت مع كاثرين بشرود تريد معرفة كل شيء بثانية واحدة تريد أن تعرف كل شيء عنه سألت كاثرين بشرود
- لـماذا تركتيه يذهب ؟
- السيد دانيال ؟
ردت بهدوء
- ومن غيره ؟
- لم احب أن يدوم الشجار اكثر بالناهية سينتصر أردت أن تخرجي بخسائر أقل
-ليتك تركتيني اصرخ بوجهه
- يا عزيزتي السيد دانيال كرت أحمر لا يجب الاقتراب منه
- أريد معرفة المزيد يوجد شيء وراء كل ذلك لا يوجد شخص سيء بهذا القدر
- لا تظلميه .. دانيال ليس سيء في معظم الأحيان هو الشاب الشهم
فتحت عينيها بسخرية قائلة
- شهم ! ثم أنني لم أظلم أحد شاهدت كل شيء بأم عينيي هذا يكفيني
ابتسمت على حال صديقتها المتوتر قائلة بلطف
- لنتناول الغداء بعدها لنذهب إلى الشاطئ الجو رائع اليوم
كانت فكرة مناسبة لتغير مزاج سلين المعكر ابتسمت بفرح فور ذكر اسم الشاطئ المكان النقي حيث تسرها أصوات أمواج البـحر والرمــال الذهبــية الدافئـــة
الشــاطئ أجمل مــكان تعـشـقـــه
.................................................. ......
زفر بملل واضح وهو يستلقي على السرير في شقته الذي يعيش منفرداً فيه يشعر بالأختناق بعد رحلة أكتشاف قضاءها مع أصدقائه بين الأدغال كـان من أسؤا أيام حياته لو كان يعلم
أن الرحلة ستكون بهذا السوء بسبب تغير أحوال الطقس لما فكر بالذهاب أنهُ لا يطيق الأدغال لكن أصرار أصدقائه جعله يستسلم لرغبتهم هذه المرة شعر بألم بالرأس فور تذكره
لأحداث الرحلة التي تحولت إلى جحيم بسبب تغير أحوال الطقس المفاجئة في تلك المنطقة البعيدة الشبه مهجورة من السكان وقف من على السرير وهو يخلع قميصهُ المبلل بمياه
الأمطار والمتسخ ببعض أنواع الأتربة المختلفة واتجه ليأخذ حماماً ساخناً يريح أعصابه انسالت المياه على جسده فأشعرتهُ ببعض من الراحة أرتدى قميص بني مريح و جينز بلون
الرصاصي فور أنتهائه من الحمام لم يأخذ قليل من الراحة حتى ازعجه صوت هاتفه لم يكن مستعداً لتحدث مع أي أحد لكن اسم المتصل جعله يأخذ الهاتف ليرد عليه كان صديقه
مايكل الذي كان أكثر اصدقائه اصراراً على حضوره بأسوأ رحلة عمر رد بتعب واضح
- مرحباً مايكل
لم يستغرب من صوت مايكل القلق قائلاً
- روك هل أنت بخير..؟
رد بانزعاج مخفي بصوته المتعب فكيف لمايكل أن يتجرأ على سؤاله مثل هذا السؤال
- ماذا تظن أنت ..؟ ليتني لم استسلم لرغبتكم
رد باعتذار
- انا آسف يا صديق .. لم أكن أعرف أن الرحلة ستنقلب إلى كابوس لم أكن أعلم أن حظك سيء يا روك فهذه أول مرة تنقلب رحلتنا رأساً على عقب يبدو
أن الأدغال لا تناسبك بتاتاً يا صاح
ابتسم بتعب من كلام مايكل قائلاً
- المهم أنكم لن تتجرؤ مرة أخرى على دعوتي لرحلة أدغال صحيح ؟ استمع لضحكة مايكل على الهاتف فأكمل كلامه حسناً إلى اللقاء فلتطمئن لم أمت بعد
- أراك قريباً..
أغلق الهاتف و نظر لساعة يده لم يتبقى على غروب الشمس سوى ساعة واحدة تقريباً شد انتباه قلم الحبر فوق الورق على الطاولة الخشبية تنهد بشوق مقترباً
من الطاولة الخشبية بعد أن تاهت عينيه بين القلم والورق هذه هي راحته مكان مناسب فقط ينقصه في الوقت الراهن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالت صوت صرخات الضحك في الشاطئ مع استعداد الشمس لغروبها قفزت من على المرجوحة ليس كفتاة شابة قفزت كالأطفال متجاهلة عمرها الذي يخالف حركاتها و من
جديد استدارت لترى كاثرين العابسة فوق إحدى الكراسي محدقة بالبحر بملل كبير ابتسمت بداخلها على حال صديقتها المسكينة لقد اضطرت لترافقها اليوم بكامله اقتربت نحوها
قائلة بمرح
- آسفة على انزعاجك غاليتي
رأت ملامح الانزعاج تكسو وجه كاثرين الغاضبة وتأكدت عندما قالت بملل مليئ بالانزعاج
- اشفقي علي أرجـوك سلين ...منذُ خروجنا من الجامعة ونحنُ في الشارع زفرت مكملة أليس لدينا مكان نعيش به حتى نبقى في الشارع ؟
شعرت بتأنيب الضمير أحست بتعب كاثرين المستيقضة من الصباح حقاً كانت قاسية تذكرت بلحظة أحداث المعهد الموسيقي حاولت أن لا تعبس أمام كاثرين
و تخفي التوتر جلست بجانب كاثرين على المقعد قائلة
- أعلم بأني أنانية
لفت رأسها نحو سليـن قائلة فجأة باندفاع بعد تذكرها لشيء
- نعم أنت أنانية أنت أنانية لأنك تصممين على بيع بيت والدتك المتوفاة
شعرت بتهور مما قالته خاصة بتغير ملامح سلين فجأة لكنها واصلت برجاء
- أرجوك لا تفعلي ذلك أنهُ ما تبقى لك من ورث
منعت دموعها بصعوبة من النزول بذكرى والدتها المتوفاة من أكثر من عام تقريباً رغم الضروف الصعبة الذي كانوا يعيشون بها إلا أن حياتها كانت مليئة بالحنـان لم تقصر
يوماً والدتها بشيء اتجاه ابنتها الوحيدة حاولت بحنانها أن لا تشعرها بفقدان حنان الأب لم تتخيل أنها ستفقد هذا الحنان بسبب السرطان الذي قضى على والدتها الضعيفة تاركاً
ذكرى طفولتها في منزل متواضع بإحدى الأحياء المتواضعة التفت قائلة باصرار على موقفها
- سأبيعه لا يمكنني البقاء في منزل كان مليئ بالحنان لا يمكنني البقاء أكثر
قطعتها كاثرين باندفاع
- ستتأقلمين مع الوقت ...الزمن هو علاجك سلين
كلام كاثرين لم يؤثر عليها اصرت مضيفة لكلامها
- لقد صبرت عام واحد كان كالكابوس في ذاك المنزل أشعر بأني سأجن عندما اسمع صدى ضحكاتها في كل ثانية و حينما أهرب لنوم خيالها يتراء بأحلامي
يكفي إلى هذا الحد كاثرين قررت سأبيع المنزل
ردت بقلق من قرار سلين الغير متوقع قائلة
- إذا كان هذا السبب أبقي معي طوال عمرك في منزلي أنا وانت وأخي سنكون اسرة واحدة
حركت رأسها بالنفي راسمة ابتسامة على كرم صديقتها قائلة
-يستحيل أن أبقى طيلة حياتي عالة على أحد حتى لو كانت اقرب صديقاتي أنا حقاً أشكرك لأنك فتحتي منزلك لي خلال هذه الفترة مستحملين أنت وأخاك
كل ازعاجي لكن عندما أجد شقة للأيجار سأغادر فهذا ما يجب علي فعله أريد التخطيط لمستقبلي جيداً
صرخت عليها هذه المرة بعد أن استمعت لكلام سلين
- ستبعين المنزل من أجل نفقات دراستك وسكنك أعلم ذلك أيتها الحمقاء ألم تفكري ان المال سينفد ماذا ستفعلين آنذاك ..؟
ضحكت بعفوية قائلة بمرح
- لستُ حمقاء إلى هذا الحد .. عندما تستقر أموري ويتحسن وضعي سأعمل وأدرس بنفس الوقت
زفرت بأسئ على حال صديقتها قائلة بعتاب
-لست محتاجة لفعل ذلك سلين لذيك والد غني يتنعم بحياته بسفراته المختلفة من دولة إلى دولة أخرى حـان الوقت ليقف بأزمتك
كلمـات كاثرين كانت كالخنجر الذي اخترق قلبها تمنت بطفولتها أن تحضى بصورة واحدة فقط وهي معه تمنت أن تنطق كلمة أبي كما يفعل الاطفال كل يوم ليته
مات ليته لم يجعلها تشعر بان لها أب خسيس أب تخلى عنها وعن والدتها من أجل أشباع رغباته لم تنزل دمعة من عينيها فكما كانت تقول دوماً والدها لا يستحق
دموعها صرخت هذه المرة بغضب
- أنهُ ليس أبي .. لقد تخلى عني لسنوات لم يفكر بالاتصال يوماً ليسمع صوت طفلته التي حلمت بأن تناديه ببــابا حلمت بأن ينام معها ويسرد لها الحكايات آنذاك كنتُ
أريد منهُ أشياء كثيرة لكن حالياً أن فتاة قوية لا أحتاج لأب تخلى عني وعن والدتي و هو ينعم بالرفاهية بدول العالم المختلفة
- يبقى والدك
شعرت أن الوضع توتر فقالت بهدوء
- لنغير الموضوع لا أريد أن يفسد يومي بسيرته
مع انتهائها لجملتها حدقت كاثرين لشمس التي تستعد للغروب بعد أن وقفت فجأة بابتسامة عريضة قائلة بحماس
-ستغرب الشمس بعد قليل لنعد للمنزل
ردت بمرح
- انتظري قليلاً اشعر برغبة بالكتابة مع غروب الشمس
أخرجت القلم و مذكرة كتاباتها استعداداً للكتابة مع هذا المنظر الرائعة فزعت من صوت كاثرين المباغث الذي يبدو عليه الغضب
- لقد طفح الكيل سأموت من التعب أي طاقة لك سلين ..؟
ادارت رأسها لكاثرين قائلة بابتسامة عريضة بلا مبالاة
- لا بأس عودي للمنزل سألحقك بعد انتهائي من الكتابة
زفرت بغضب على حال سلين لا تستطيع تركها لكن أخاها سيقلق إن تأخرت أكثر و خاصة بعد أن نفذت بطارية هاتفها النقال ردت قائلة
- أنا مضطرة لذهاب أخشى أن يقلق أخي سيمون
- لا داعي للقلق سألحق بك
ردت بتنبيه
- لا تتأخري أرجوك
ابتسمت بعد أن أخرجت أدواتها قائلة
- لا تقلقي
بعد أن ابتعدت كاثرين عنها بدأت تنتقل من مكان لآخر باحثة عن موقع مناسب للكتابة استقرت عينيها على صخرة في وسط البحر ولأن البحر لم يكن عميق خلعت حذائها
على رمال الشاطئ متجهه نحو الصخرة مستمتعة بالأمواج الهادئة التي تداعب قدميها صعدت على الصخرة متأملة منظر السماء بغروب الشمس الجو كان مدهش حيث
بدأت الشمس كالقرص الناري وهي تستعد للمغادرة تنهدت براحة وهي تلتقط القلم لتعبر ولو بالقليل بمذكرتها نثرت قليلاً من الكلمات المعبرة و قرأت اسطرها عددت
مرات قبل أن تطبق مذكرتها فجأة مع استماعها لصوت قطع مخيلاتها صوت رجولي قادم يهتف من بعيد
- ألم يحل الوقت للعودة إلى الشاطئ أم أن الجلوس في وسط البحر أمر ممتع استمعت لصوت ضحكاته ثم أكمل كلامه هيا عودي أدراجك قبل أن يحل الظلام الدامس
صوته الدافئ اشعل الأمان فيها لاحظت ما تبقي من ضوء خافت جداً في السماء حيث لم يتبقى سوى القليل من الضوء الخافت لشمس لقد غربت الشمس تقريباً وقفت
لتستدير باحثة عن الصوت خلفها فلم ترى سوى ملامحه الغير واضحة نظراً لغروب الشمس استغربت عندما رأتهُ يتقدم إلى وسط البحر بابتسامة ساحرة اقترب
نحوها قبل أن يمد كفه لها قائلاً بأسلوب لبق
- تفضلي آنستي
بلعت ريقها باندهاش غريب من هذا ؟ وكأنهُ عرف تساؤلها قال بابتسامة صغيرة بصوته العذب غامزاً بمرح

- أنا هو أمير البحر يا صغيرتي

ضحك من ملامح وجهها التي ازدادت اندهاشاً وغرابة فضحك بعفوية مكملاً كلامه
- هل سنبقى بوسط البحر طويلاً ..؟
لاحظت كفه الممدود لها فنزلت بعد أن مدت كفها ليساعدها على النزول محدقة به بذهول أكبر فور وصولها معه إلى الشاطئ جلست على الرمال وهي تضم مذكرتها
كنزها الثمين شعرت بالجسد الذي اقترب ليجلس بجانبها ادرات وجهها إليه حيث استطاعات أن تلاحظ ملامحه الجذابة نظراً لقربه الشديد منها لاحظت التعب الذي
كسا بشرته البرونزية وعيناه الزيتة المتعبة تبرق مع ما تبقي من ضوء خافت لشمس
- ماذا تفعل هنا..؟
هتفت منتظرة جواباً بغير وعي فرد بابتسامة جذابة بثقة واضحة
- أراقبك..
قطبت حاجبيها مظهرة التعجب الواضح
- تراقبني !!
ابتسم بداخله على هذه الفتاة فقال بثقة اثارت استغرابها
- أراقب الكاتبة الصغيرة قبل أن تسأله سؤال أكمل كلامه ألستِ من أصر على البقاء للكتابة مع جو غروب الشمس ابتسم لها قائلاً بثبات هلا سمحتي لي بقراءة ما خطه قلمك
في وسط البحر ..؟
- ولماذا عساي أن أفعل ؟ اكملت بحذر من أنت ..؟
حول نظراته لاستغراب عاقداً حاجبيه باستفهام
-ألم تتعرفي علي..؟ اكمل باحباط حقاً أمر محبط .. ربما لا اكون حقيقة امير البــحر
بالحقيقة ملامح كانت معروفة بعض الشيء لكنها لم تكن تتذكر أي شيء عقدت حاجبيها بانزعاج من ذاكرتها الضعيفة بعد تفكير لثوان وهي تحدق بوجهه محاولة التذكر حركت
رأسها بنفي فقال وهو يقف من على الرمال
- غريب .. يبدو أن كتاباتي لم تحضى بالقراءة من فتاة مثلك
حركت رأسها بعد استيعاب قبل أن تفتح عينيها بدهشة محدقة به كتمت شهقة فور تذكرها لتلك الملامح فجأة صرخت بدهشة كبيرة بعد أن وقفت لتقترب منه قائلة
- روك الكـاتب روك أليس كذلك..؟
ضحك محركاً راسه بالأيجاب مستغرب من سعادتها التي ملأت وجهها رد بتواضع
- أشعر بالإطمئنان على الأقل تأكدت أنك قرأتي شيء من كتاباتي
ردت بسعادة
- وكيف لي أن افوت كتاباتك على الصحف وبعض المجلات لو تعرف كم تمنيت رؤيتك لأنك حقاً مبدع
رد بشك
-واضح ...فأنتِ حتى لم تتعرفي علي
ابتسمت بحرج وهي تسير معه على طول الشاطئ
- لم ألاحظ ملامح وجههك كثيراً على الصحف كنت فقط عندما أرى اسمك بجانب ما كتبته انسى كل شيء لستُ من النوع الذي يحفظ ملامح الأشخاص بسهولة
- تشعريني بالخجل من مدحك
- أراهن بأني لستُ أول من يمدحك ابتسمت مكملة ببهجة سررت بمقابلة كاتب مبدع
توقفت عن المشي فاستدار محدق بها مدت كفها بلطف راسمة ابتسامة سعيدة فصافح يدها مبتسماً اكملت
- أنا سـ.لـ..
قاطعها متدخلاً بثقة عمياء
- أنتِ سلين ..اعلم ذلك
اتسعت عينيها ذهولاً فقال بخجل قبل أن تفتح فمها
- أنا آسف لقد استمعت لحوارك مع صديقتك و من دون قصد وجدت نفسي استمع لحواركما حتى النهاية
كان كلامهُ مليئ بنبرة الأسف و ملامحه كذلك كان واضح عليه الخزي من نفسه لكن مع ذلك ضايقها أسلوبه كان بإمكانه عدم التنصت على الغير خاصة أنهُ استمع لحكايتها كاملة
عن والدتها و والدها وهي التي كانت تكره أن تحكي لأحد عن معاناتها بدأت ملامح الضيق تغمر وجهها فتدخل قائل وهو يقترب نحوها اكثر
- انا آسف .. لم أكن اقصد
شعرت باقترابه الشديد منها عندما ربت بيديه على كفيها فتراجعت خطوتين إلى الوراء
- لا بأس
ابتسم من حركتها الطفولية فقال مغيراً جو التوتر
- حسناً ألن تخبريني عن سر اهتمامك بالكتابة ؟ عندما اتجهتي نحو البحر كانت عينيك تبرق شوقاً لإلتقاط القلم حقاً ادهشتني منذُ زمن لم أرى نظرات الشوق على وجه
كاتب او كاتبه رغم انك تبدين صغيرة إلــ.....
قطعته بحدة
- لستُ صغيرة
كبت ضحكته على حال هذه الصغيرة فقال ممازحاً
- لم أكن أنا من يلعب بالمرجوحة و يقفز على رمال الشاطئ بصراخ
لوت شفتيها بقهر لكنها تناست ذلك فور ملاحظتها على جملته هل كان يراقبها وهي تلعب ..هذا مستحيل كانت اشبه بالطفلة الصغيرة وهي تلعب . توقفت عن السير
فتوقف عندما توقفت ثم استدار راسم ابتسامة هادئة لها دس كفيه بجيوب سرواله الجينز متأمل تلك العينين التي تحدق به بنظرات لم يفهمها تقدم نحوها بقلق من نظراتها حيث قطع
مسافة المتر التي تفصل بينهما إلى سنتمترات قليلة غير مبال بارتباكها فور اقترابه منها اقلقه سكوتها وعينتيها المرتبكتان ابتسم فور تورد خديها قائلاً بصوته العذب
- هل أنا جميل ..؟
بلعت ريقها بصعوبة محدقة بروك جسمها بدأ بالارتجاف محدقة بشعره البني المائل للأشقر خصلاته تداعب عينيه الزيتية تاهت لثوان بعينيه المعبرة بعد أن شعرت بانفاسه
تحرق وجهها احست بالأكسجين يقل شعرت بالاختناق وكأن الأكسجين قد أختفى واخيراً استيقظت بكفه الذي لامس كتفيها برقة فانتفضت مبتعدة عنه فجأة أخذت نفساً
عميقاً ثم رفعت عينيها له اندهشت عندما تلقت نظرات الأمان بعينيه كان يخبرها بتلك النظرات أنها بأمان معه فنيته صافية بالطبع هو لن يستغل فتاة مثلها لم تقترب من شاب يوماً
-انا آسف .. لم أقصد أخافتك أكمل بعد أن راها تحدق به بتوتر واضح لا تسئي الفهم في معظم الأحيان هذه هي طباعي
لم تعرف لمَّ صدقته خاصة أنها تعرف نفسها جيداً ضعيفة عند الاقتراب من الرجال ربما كان عليها الابتعاد بهدوء دون كل ذلك التوتر إلا أنها لم تكن تعرف التصرف
بمثل تلك الحالات همست
- تأخر الوقت سأعود للمنزل
لم يحب أن يقول شيء فهي قد حسمت الأمر فقال
- أذن سأوصلك للمنزل قبل أن تعترض قال ليس على فتاة جميلة أن تعود بمفردها
اخجلها مدحه فأومأت برأسها بالموافقة فقال
- اعذريني سأوصلك سيراً على الاقدام إذا لم يكن منزلك بعيداً فأنا لم اصطحب سيارتي أم انك تفضلين ركوب سيارة أجرى
- لا .. المنزل ليس بعيداً .. ثم انني اعشق المشي كثيراً ..
سارت معه هذه المرة مبتعدة عن الشاطئ بأكمله زال توترها مع حكاياته المضحكة و أسئلته اللطيفة طوال الطريق نست كل شيء حتى لقائها مع دانيال نسته في تلك اللحظة
وهي تستمع له كيف بدأ مشوار الكتابة و زادت سعادتها عندما أخبرها بانهُ سيساعدها بمشوارها ككاتبة ..بالتأكيد ستستفيد من خبرات كاتب مبدع مثله فجأة قال بجدية مغيراً
سير حديثهم
-هل تبحثين عن منزل..؟
قبل أن تندهش تذكرت أنهُ سمع حوارها مع كاثرين فقالت
- نعم أبحث منذُ مدة لكنني بعد لم أجد منزل متواضع لشخص واحد فقط
-هل أساعدك..؟
التفت له وبتعجب سألته
- ماذا ستجني من مساعدتي ..؟ !
- المساعدة إحدى صفاتي يا صغيرة
شهم هذا ما قالته بسرها توقفت أمام منزل كاثرين
- لقد وصلنا
ابتسم لها قائلاً بتواضع
- سعدتُ بلقائك سلين
اخرج لها كرتاً من جيبه ومده لها مكملاً كلامه
- عند وقت الفراغ اتصلي بي اتشرف بان أعلمك فن الكتابة مع أني أثق بمهاراتك
التقطت الكرت مبتسمة
- شكراً لك سيد روك
قطب حاجبيه قائلاً
- سيد روك !! الألقاب لا تناسبني
ضحكت فقال
- روك قولي روك من غير ألقاب
ضحكت اكثر قائلة من بين ضحكاتها
- حسناً روك أراك قريباً
شاركها الضحك ثم قال
- إذا أردت أي مساعدة لا تترددي بالاتصال
ابتعد عنها متفحصاً مكان المنزل جيداً بالتأكيد لن ينسى الطريق كيف له أن ينسى يا طالما حلم بمن يشاركه في هوايته
ابتسمت براحة على حظها وهي تراه يبتعد عن الشارع كان حظاً سيء من البداية لكنها عوضت بعد ذلك مع روك
ابتسمت بدون تصديق لتلك المصادفة التي يا طالما حلمت بها ...^ـــ^

.............................
تم
[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:13 PM

[frame="7 80"]البـــارت الثاني
.......................

قرار صعب
........................

مع لحظات بزوغ الشمس ...تزينت السماء بنور اشعتها الذهبية ناشرة الدفء بعد ليل مظلم بارد.... عادت الحياة مجدداً ...وبصوت زقزقة العصافير مع كل صباح يستيقظ الجميع
مبتدأين يومهم بمشاغل مختلفة... دوى صوت الحياة في القصر الضخم مجدداً معلناً بداية يوم ..جديد.. ممل ...لا يختلف عن بقية الأيام ....ألقى على نفسه نظرة خاطفة بالمراءة بعد
أن ارتدى ملابسه الأنيقة رش كمية مبالغة من العطر الرجولي على نفسه ثم استقرت عينيه على حاسوبه فوق المنضدة حمله وسار خارجاً من جناحه إلى الطابق السفلي حيث يلقى
من ينتظره على طاولة الطعام الفاخـرة ...ســار بخطوات ثابته متجاهل طاولة الطعام ومن يجلس فيها
- دانـيـال
توقف على صوت والدته ..فاستدار ليلقي نظرة عابرة جامدة إليها وإلى الرجل الجالس على رأس طاولة الطعام الفارغة مقاعدها ..! ألقى نظرة خالية من أي مشاعر نحو ما يسمى
بشقيق والده الأكبر و زوج والدته حالياً و تجاهل شعور الغضب من والدته حارصاً على عدم أثارة اي مشكلة من الصباح
- إلى أين ..؟ ألن تلقي التحية بالأول علينا
اتجهت عيناه نحو عمه السيد كاسبر فقال ببرود
- الجامعة ..
هتفت والدته السيدة رابينا قائلة بلطف محاولة كسب ثقة ابنها الوحيد
- تعال بني تـناول إفطارك قبل المغادرة ..
لم تتغير تلك النظرات الباردة رغم لطف والدته في الحديث حيث قال بحزم مختصراً الأمر
- لا اشعر بالجوع
ذبلت نظرات السيدة رابينا إلى حزن وأسى كالعادة ..متى سيغفر لها هذا العنيد ..؟ لقد ملت من الأنتظار استمعت لصوت زوجها السيد كاسبر يخاطب دانيال ابن اخيه
و ابن زوجته في نفس الوقت
- هل ستمر على الشركة اليوم ..؟
تغيرت ملامح وجهه إلى انزعاج واشمئزاز من ذكر سيرة الشركة فقال
- إذا سمح لي الوقت
رد عليه منبهاً
- لذينا اجتماع مهم ..حاول أن تلغي محاضراتك
-سأحاول قبل أن يفتح أحد فمه هذه المرة هتف بحزم.... عن أذنكما
سار بخطواته الضخمة خارجاً إلى حديقة القصرغير مبالي بقلق والدته وعمه عليه و بمفتاحه الألكتروني فتح السيارة ودخلها ليخرج من هذا القصر الكئيب بنظره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زادت صوت ضحكاتها على طاولة الأفطار المتواضعة وهي تستمع لإحدى مواقف سيمون المحرجة عندما كان فتى مراهق شربت كأس الحليب بعد أن انهت
تناول الأفطار ثم قالت بحماس
- حسنا سيمون هل لديك موقف آخر .؟
اطلق ضحكة رنانة وهو يقول
- سلين .. ستتأخرين على جامعتك هذا الصباح
قالت برجاء
- موقف آخر أرجوك
ابتسم قائلاً بلطف
- ستحكي لكي اختي كاثرين الكثير عن مواقفي أم الآن فأنا غير مستعد لتأخر عن عملي وقف وهو يرتدي سترته واكمل كلامه الموجه لكاثرين وسلين سأراكم
بعد عودتي من العمل اعتنوا بانفسكم ابتسمت لسيمون الذي استقر منذُ فتره بعمل رائع كموضف في البنك ..كانت سعيدة لهُ كثيراً عندما اخبرتها كاثرين بذاك
الخبر ..ياطالما احبته كأخ و صديق ..فور خروجه من المنزل وقفت سلين من على الطاولة قائلة
- سنتأخر على الجامعة
انحنت لتحمل أطباق الطعام وتحملها إلى المطبخ وقفت كاثرين لتساعدها بذلك قائلة
- لا اعتقد ذلك إذا اسرعنا بالطبع
اتجه كل واحد ليحمل أغراضه بسرعة ثم خرجتا من المنزل متجهين إلى الجامعة عبر إحدى الحوافل.. فور وصولهم للجامعة نزلت برفقة كاثرين محدقة بمبنى الجامعة ثم
تقدمت لتدخل البوابة ...سارت بثبات وهي تلقي التحية إلى زميلاتها في الجامعة جلست في الكفتيريا منتظرة بدئ محاضرتها التي لم تبدأ بعد بينما كاثرين كانت محاضرتها
قد بدأت فاسرعت للحاق بها ...ظلت تحدق بالكفتيريا بملل منتظرة بدئ المحاضرة ..رسمت ابتسامة خفيفة برؤيتها لأحدى زميلاتها تتقدم لتجلس بطاولتها حيث بدأت تناقشها
فيما يخص تخصصهم انشغلت قليلاً ..سرعان ما شد انتباهها ذاك الظل الأسود والخطوات الثابتة التي مرت بثبات بجانبها فجأة قطعت حوارها مع زميلتها بعد أن شعرت أن
دمائها قد توقفت عن السيران في عروقها ..افلتت القلم على الطاولة غير ملاحظة لشحوب وجهها عدلت جلستها لتتأكد مما رأته ...التقت عينيها السوداء بنظراته الجليدية بتلك
العينين الرمادية أشبه بالجليد حيث رمقتها بنظرات غريبة.. صعقت عندما رسم ابتسامة خفيفة قصداً للاستهزاء فعرفت أنهُ لازال يتذكرها بعد ثلاث أيام من لقائهم الأول ...
سرى التوتر بجسدها فاسرعت تشيح وجهها عنه لتعود لزميلتها التي بدت مستغربة على حال سلين... بسرعة لم تتوقعها انهت الحوار مع زميلتها وهي لازلت تسترق قليلاً
من النظر إليه ...كان جالساً على إحدى الطاولات وقد بدأ يفتح حاسوبه ومن نظراته نحو شاشة الحاسوب ادركت انهُ قد بدأ بعمل مهم .. دانيال ..كم يبدو وسيما هذه المرة
كان يرتدي تي شيرت بلون الأسود وسرواله الجينز الأزرق الداكن اظهر تفاصيل جسده الضخمة بدا فاحشاً بالوسامة.. أيعقل انهُ طالب هنا ..؟ تلك الفكرة جعلتها ترتعب
حيث لمت اغراضها بسرعة فائقة ولم تعرف كيف غادرت الكفتيريا بثوان واحداث ذاك اليوم تجري أمامها و كأنها قد حصلت منذُ لحظات...ركضت نحو حمام النساء
بسرعة دخلته وكأنهُ المكان الوحيد الذي سيحميها من رؤيته ...حدقت بنفسها على المرآة لتصدم بوجهها الشاحب وعينيها المرعوبتان ..غسلت وجهها بالماء البارد عددة
مرات و كأنها تريد أن تصحو من ذاك الكابوس شهقت عندما تذكرت محاضرتها و بسرعة فائقة غادرت دورة المياه لتلحق بمحاضرتها التي تمنت أنها لم تبدأ بعد
أثناء المحاضرة لم تكن حقاً بوعيها حيث لاحظ الجميع ذاك التوتر والارتباك عليها لاول مرة كان وجودها بالقاعة كعدمها بالضبط ولأول مرة تمنت أن تـنتهي
المحاضرة لتلتقي بكاثرين هناك العديد من الأسئلة والجوابات يجب ان تتعرف عليها مهما كان السبب لو كان ما يدور برأسها صحيحاً فهذه تعتبر مشكلة لن تتمكن من رؤيته
كل يوم أو حتى أن تتقبل فكرة وجوده معها بنفس الجامعة ... اخيراً تمت محاضرتها بسلام بسرعة لمت أغراضها و سارت بخطوات سريعة لتخرج من القاعة لتلتقي
بكاثرين حيث تواعدا في المكتبة .... صعدت لطابق العلوي بسرعة نحو المكتبة ... حيث اقتحمتها باحثة بعينيها عن كاثرين ...واخيراً استقرت عينيها على كاثرين
التي وقفت بسرعة تقول بدهشة غير ملاحظة ارتباك سلين الواضح
- سلين .. كيف خرجتي بهذه السرعة ..؟ هذا حقاً مدهش .. هل مليـ.....
لم تسمح لها بإكمال جملتها حيث قطعتها فوراً قائلة بلهفة
- هل يدرس هنا ..؟
كسا وجه كاثرين الغرابة محدقة بالاضطراب التي تشهده سلين قبل أن تفتح فمها تدخلت سلين لتقول بإصرار
- اريد معرفة كل شيء .. نعم كل شيء .. والآن
- فلتهدئي قليلاً .. أنا لا افهمك
- دانيــال
نطقت باسمه بصعوبة فسرت قشعريرة بجسدها عندما كبتت كاثرين شهقة ذعر ثم قالت بإندفاع
- يا ألهي كيف نسيت أمره ..يبدو أنني نسيتُ إخبارك أنهُ يدرس ..
قطعتها سلين برجاء
-ارجوك لا تكمليها قولي أنها محظ كذبة لا يعقل أن يكون حظي محبطاً إلى هذا الحد
-أنا آسفة
نطقتها كاثرين بأسف قبل أن ترى خيبة الامل على ملامح سلين التي جلست على إحدى الكراسي بإحباط واضح تمتمت
- هل هي مشكلة ..؟
- هي ليست كذلك بالطبع إذا لم تثيري المشاكل فدانيال طالب معروف بهدوئه عكسك تماماً
- لماذا هو هنا ..؟
- طالب في كلية إدارة الأعمال
حملت الكرسي إلى جانب سلين وجلست عليه قائلة
- إذا كنتِ تظنيه نذل فهو ليس كذلك رغم كل الظروف القاسية لازل يمتلك قلباً رقيقاً
رفعت نظرها بسرعة نحو كاثرين بتعجب واضح من كلامها الغير متوقع لشخص كدانيال حثتها بتلك النظرات على أن تكمل كلامها وكأن كاثرين قد فهمتها
حيث قالت مكملة كلامها
- سمعتُ عنهُ الكثير فهو حديث الفتيات دانيال ابن رجل الأعمال الشهير المتوفي يقال أنَّ من نعومة اظافرة وهو يعشق الموسيقى أداة البيانو كانت حلمه تمنى أن يصبح عازفاً
حيث نشأ على هذا الحلم لكن سرعان ما تخرج من مرحلة الثانوية حتى صعق بخبر وفاة والده على شاشات التلفاز و الصحف اليومية والمجلات بعد صراع مع المرض كانت
نكسة كبيرة لهُ و لأنهُ لم يكن في ذاك الأثناء إلا مراهق تولى إدارة تلك الشركات عمه شقيق والده الأكبر ... التحق بكلية الموسيقى ليواصل الحلم يقال أنهُ تلقى اعتراض كبير
من قبل عمه بحجة انهُ الوريث الوحيد لوالده لكنهُ درس عامين في كلية الموسيقى وانتشرت الأخبار تقول أن عمه و والدته اقنعوه بكل الطرق بأن يتخلى عن كلية الموسيقى
حيث اخبره عمه بأنهُ سيموت في النهاية وإذا حصل هذا الشيء فالنهاية ستكون سيئة للعائلة النبيلة ولشركاتهم الضخمة فتخلى عن كلية الموسيقى ليلتحق بإدارة الأعمال و هذه
سنته الأخيرة يا غاليتي لكن يقال أن طباعه تغيرت كثيراً بعد وفاة والدته و ازدادت سؤاً عندما ترك كلية الموسيقى

لاحظت الذهول على سلين .. كانت تشعر بالشفقة نحوه ...لقد تخلى عن حلمه بعد صراع لو كانت هي مكانه لجنت بالتأكيد فهي يستحيل أن تتخلى عن عشقها
للكتابة قالت بغير تصديق
- كيف فعل ذلك ..؟ ما كان عليه التخلي عن حلمه بهذه البساطة
- سلين ظروفه القاسية اجبرته
- حتى لو كان ذلك
- بالنهاية يا حبيبتي هو لم يتخلى عن البيانو فقد ألتحق بأفضل معهد موسيقى في المدينة ليواصل العزف حتى النهاية
بلحظة سرحت سلين متذكرة عزفه المبهر الذي اخذها إلى عالم ساحر انامله الذهبية التي مرت على أداة البيانو لتصنع منه موسيقار رائع هزت رأسها محاولة
لترتيب المعلومات ثم قالت
- كيف عرفتي..؟
- انا اعرف دانيال من قبلك بفترة فأنا امتلك زميلات يدرسن بمعهد الموسيقى ثم أن دانيال وجبة يتحدث عنها الفتيات وخاصة الفتيات النبيلات
أن حياته تمتلأ بالغموض ربما كل تلك الصدمات جعلت منهُ رجال متغطي بغلاق جليدي رغم كل ذلك لا يزال يمتلك من الشهامة الكثير

ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة بعد استماعها لكلمات كاثرين ثم أخذت تستنشق الأكسجين بعد شعرت أنهُ معدوم في هذه المكتبة الكبيرة ... لازلت حتى الآن
متماسكة وقفت من على الكرسي بعد أن شعرت بضيق المكان ... في تلك اللحظة لم تكن تطيق البقاء ثانية في الجامعة وكأن الجامعة ملك لدانيال ... مرت طيف
ابتسامته الصفراء من أمام عينيها مما جعلها ترتعش فقالت بتوتر
- سأغادر ... أشعر بالأختناق
لمحت تلك الدهشة بعينين كاثرين كيف لها أن تصدق يستحيل أن تفوت سلين محاضرة باندفاع قالت كاثرين
- و محاضرتك الأخرى.. ألن تحضريها؟
هزت رأسها بالنفي ثم قالت
- احظري أنت ما تبقى لك من محاظرات أضافت مُطمئنة سأكون بخير ..
قبل أن تسمع رداً غادرت المكتبة هابطة إلى ساحة الجامعة ..ترجلت خارجة من الجامعة الضخمة متماسكة نفسها من الأنهيار ... ألتقطت أنفاسها ثم سارت لتدخل
إحدى الحارات الهادئة الخالية من الناس في ذاك الوقت .... في تلك اللحظات لم تكن تفكر سوى بالابتعاد عن هذه الجامعة و لو لمدة صغيرة ... كم من الصعب
أن تحدق بقاتلها وهي عاجزة عن فعل شيء ... لم تعرف أين كانت تسير عقلها تائه بمغارة كبيرة كادت أن تغرق مجدداً إلى أن صوت انوثي رقيق و ضحكات ناعمة
تخللت مسامعها فتوقفت عن السير قبل أن تمر عينيها على الشارع حتى استقرت عينيها على السيارة السوداء اللامعة اتسعت عينتيها ذهولا و تسمرت مكانها مما
رأته تفحصت عينيها المذهولتين الفتاة الرشيقة وإلى من يقف معها بجانب السيارة شعرت بالأشمئزاز من قرب الفتاة الفاتنة منه الفرحة بقربة ملتصقة بصدره تقريباً
استمعت لصوت ضحكاتها المبالغة بالنعومة بينما هما لم يلاحظوا وجودها بعد .... مررت عينيها على شعرها الأشقر المموج يصل إلى كتفيها.. بينما تأملت فستانها
اللحمي العاري الكتفين الواصل إلى ركبتيها الناعمة مظهراً تفاصيل جسدها الرشيق ..كعارضات الأزياء تماماً.. بالإضافة إلى حذائها العالي ..الذي ساعدها للوصول
إلى طول دانيال تقريباً ... لم تكن تستوعب الامر بعد .. لم تتخيل بأن ترى دانيال يسمح لفتاة بإغرائه بهذه الطريقة تلك العينين الرمادية لازلت كما هي لا تخلوها نظرات
الجليد ... كان يحمل معطفه الاسود بيده و عينيه على الحسناء بجواره لقد صعقت بمقاومته الشديدة لتلك الحسناء التي لا تفصلها عنه سوى مسافة شعرات وبتمايلها تتعمد
الالتصاق به .... راقبتها و هي تميل برأسها نحو أذنه متعمدة أن يلامس وجهها وجه لتهمس بصوت خافت بأذنه ثم اطلقت ضحكاتها الناعمة ... عرفت أن تلك الفتاة
تحاول إغرائه بكافة الطرق فهي تهمس بأذنه كأن هناك من سيسمعها في هذا الشارع الذي لا يسمع فيه سوى حفيف الأشجار غرضها من هذا التصرف الأقتراب
منه فقط لتفترسه كما تفعل الذئاب بفرائسها ... تمنت أن تسمع حديثهم بدل أن تستمع لضحكاتها التي كان يقابلها دانيال بابتسامات باهتة ... قبل أن ترتفع
أناملها الناعمة لتداعب وجنتيه اشاح بوجهه مانعاً إياها لتلتقي نظراته مع سلين الواقفة و كأنها تحدق بفلم سينما نادر العرض ارتبكت فور تلاقي نظراتهما فاصدرت صوتاً دليل
على وجودها ....الغريب أنهُ لم يبعد نظراته عنها حيث أثار أنتباه الفاتنة التي تقف بجواره أو ربما ملتصقة به فاستدارت لتحدق إلى ما ينظر إليه دانيال ..تحولت نظراتها إلى
استفسار ثم إلى شك ..نظرت لدانيال ثم أعادت نظراتها إلى سلين ضيقت عينيها غضباً من تجاهل دانيال لها حيث كان لا يزال يحدق بسلين التي كانت تبادله نظرات تبدو فيها
كالبلهاء اعطت سلين نظرات نارية ثم حولت نظراتها إلى عاطفة محدقة بدانيال .. رفعت أناملها لتبعد خصلات شعرها إلى خلف أذنيها بدلال واضح ... اخفت ملامح الغضب
بابتسامتها الساحرة ثم اقتربت لتلمس أناملها أنامل يده قائلة بصوتها العذب متصنعة عدم المبالة بشكل بارع
- هل تعرفها ..؟ مرت عينيها على سلين ثم قالت بمكر بعد أن لاحظت الصمت المتوقع من دانيال .. يبدو يا عزيزي أن الجو لن يخلو لنا حتى في هذا الشارع
الهادئ اكملت جملتها محدقة بسلين بنظرات ماكرة .... جعلت جملتها تلك ونظراتها تشعل سلين وتيقضها فجأة حيث اشاحت نظراتها عن دانيال وقد سيطر عليها
الأشمئزاز وهي تراها تقترب من دانيال لتلتصق به و هذه المرة هتفت بعشق
- هل اشتقت إلي..؟ لقد جئتُ إلى الجامعة خصيصاً لأراك ألم تعدني بالتفكير بمرافقتي ؟
قالت تلك الكلمات بصوت مسموع لتصل إلى مسامع سلين ابعدها عنه بلطف ثم نظر لها قائلاً
- كرستين .. وعدت عمي بالذهاب لشركة اليوم لا أريد أن أتأخر
قال تلك الكلمات رافضاً لطلبها بأسلوب لبق لقد طلبت منه أن يرافقها لمحل الأزياء لتشتري ثوب سهرة يليق بها لحفلة يوم ميلادها القادم لم يأبه لنظراتها التي برقت غضباً
على خلاف صوتها الذي حافظ على هدوئه
- لا عليك حبيبي .. لكن لا أظنك يا عزيزي سترفض أن توصلني إلى المنزل بسيارتك
حبيبي ! .. لم تؤثر تلك الكلمة على دانيال كما اثرت على سلين التي لم تكن تعرف لماذا هي لازلت تحدق بالفلم الغريب من نوعه .... أنها كالدخيلة بين الحبيـبين ... لمـاذا تريد
أن يرفضها دانيال كما فعل من قبل مع العديد من الفتيات ... تمنت أن يقلل من كرامتها فهذه المرة هي من سيقف بصفه... لكن صعقت عندما رسم ابتسامة صغيرة قائلاً
- سأفعل ..
استمعت لشكرها له ولمحت نظراتها له كانت نظرات عاشقة لعشيقها ...بسرعة غادرت الشارع وكأنها لم تراهم ...عليهم أن يشكروها لقد تركت الجو خالي لهم و رحلت ...
لازلت لا تعرف لمَّ تشعر بالغضب؟..لامت نفسها كثيراً ماذا كانت تظن منه.؟ ..هل توقعت أنهُ عازف يعشق الموسيقى والبيانو فقط ! ..بالتأكيد هو يمرح كغيره مع الفتيات
ربما تخيلها لشاب كـدانيال جليدي يمرح مع الفتيات أمر يشعرها بالغرابة لكن ما رأتهُ قبل دقائق كان واضحاً يبدو لتلك الفاتنة المدعوة كرستين كما ناداها قدر خاص لذى عازف
البيانو ..لقد نادته حبيبي بكل بساطة بالإضافة لكل تلك التصرفات التي لا تفعلها غير المرأة المغرمة بعشيقها هل هي محبوبته..؟سخرت من نفسها على هذا السؤال
لو لم تكن كذلك لرفضها كغيرها من الفتيات أم أن تلك الفتاة تمتلك جمال خاص ...يصل لذوقه الرفيع ...ملت من التفكير و هي تنتقل من حارة لأخرى بخطوات سريعة كأنها تفرغ
غضبها .. توقفت أمام كفتيريا متواضعة شاعرة بالعطش والتعب فدخلت لتجلس على إحدى الطاولات بعد أن نفذت طاقتها تماماً ... أحست بالضيق فجأة كل ما أرادته في تلك
الأثناء.. الأمان .. بمن يواسيها .. ويبقى معها .. بشخص متفرغ لها فقط اغمضت عينيها وفتحتهما متذكرة شخص مهم .. لم تعرف كيف تذكرته فجأة تذكرت لحظات الأمان
التي قضتها معه ببعض من الوقت استطاع تحويل كابوسها إلى حلم...من بين اضطرابها بحثت عن رقمه في الحقيبة وبيدين مرتعشتين ضغطت على الأرقام المطلوبة ... ضغطت
زر الأتصال وما هي إلا ثوان حتى حتى استمعت لصوته الرجولي الساحر قائلاً برسميه
- مرحباً
بلعت ريقها محاولة إبعاد الأضطراب من صوتها بقدر الأمكان ... ندمت فجأة على مكالمتها الغريبة تخلخلت الأفكار إليها تدعوها إلى أنهاء المكالمة لكن صوته الرنان
الذي اشتد ليقول بجدية
- مرحبا .. من المتصل ..؟
صوته الرنان دفعها لتتمتم
-روك
- نعم أنا هو .. هل يمكنني أن اتعرف على المتصل .؟
احست بالدفئ من صوته فوجدت نفسها تقول دون سابق إنذار
- سلين .. .
عضت على شفتيها مدركة تسرعها ... كم سيكون الموقف محرج لو لم يتعرف عليها ...بينما هو ارتسمت على شفتيه أجمل ابتسامة وكأنهُ ملك العالم بأكمله
- سلين نطق باسمها بشوق مكملاً ..آه لو تعلمين كم انتظرت اتصالك؟
-أنا.. صمتت عاجزة عن قول شيء اكملت باضطراب اسفة على إزعاجي إلى اللقاء
اغلقت الهاتف بثوان ... أحست بجسدها يترجف بعد المكالمة القصيرة ...تنفست الصعداء قبل أن تسمع رنين هاتفها ..... زاد اضطرابها برؤية رقمه يظهر
على شاشة الهاتف .... ترددت محدقة بزر الرد الأخضر ...دوى رنين الهاتف لثوان فضغطت على الزر الأخضر رافعة الهاتف لأذنيها دون كلام
استمعت لصوته على الهاتف
- لماذا فعلتِ ذلك..؟
توترت قائلة
- اه لقد ..قطعت جملتها قائلة اسفة لا يوجد شيء أقوله
رسم ابتسامة و كأنها ستراه ثم قال بصوت عذب
- لقد قمتِ بالأتصال بي بالتأكيد يوجد ما تقوليه .. أم أنك تودين سماع صوتي فقط ؟
- لا
هتفت بسرعة فقال
-لا تبدين بحالة جيدة أين أنت الآن..؟ قبل أن تفتح فمها لتعترض تدخل مكملاً سلين أرجوك ..
استسلمت لرغبته حاكية العنوان له ... ألقت الهاتف متذمرة من ضعفها برؤية ذاك الأمل والدفئ كل أنواع الراحة المطلة من عينين ذاك شاب ....
. شربت كأس من عصير البرتقال الطازج ليمدها قليلاً من الطاقة .... وضعت الحساب على الطاولة فور سماعها لتزمير السيارة فسارت خارجة من الكفتيريا
اوقف السيارة أمام العنوان المناسب ترجل من السيارة خارجاً فتلاقت عينيه الزيتية بعينتيها ابتسم وسار متقدما نحوها
-تفضلي يا آنستي الصغيرة
اطلق ضحكته فور انزعاجها من كلمة صغيرة فقال
- اعذريني كنت أود المزاح فقط
فور أن رأت تلك الضحكات القادمة منه حتى تناست كل شيء ولماذا ينزعج الأنسان إذا كان يرافق أشخاص كروك تأملت ملابسه الأنيقة الرسمية
كمدراء الأعمال إلا أنها لم تبالي قالت
- ما كان عليك القدوم فعملك أهم مني
- أحمــق من يظن أن العمل أهم من سلين
توترت من كلماته المربكة يبدو أن روك كلماته تؤثر عليها عن غيره من الرجال ابتسم عندما لمح الاضطراب في عينيها فقال مغيراً الموضوع
- هل سنبقى هنا طويلاً ..؟
- كما تحب
اطلق ضحكته ثم قال
- بالتأكيد لن نبقى هنا طويلاً فيوم طويل حافل ينتظرنا
امسكت كفه أناملها الرفيعة وهو يسير معها نحو سيارته الزرقاء ... توقفت و استدارات لتنظر له ابعدت اناملها عن كفه بلطف ثم قالت مستفهمة
- يوم حافل ..! اكملت ممازحة ماذا ستفعل لي يا سيدي ؟
ضحك على مزاحها وسار ليرتكئ على سيارته قطب حاجبيه محدقاً بها ثم قال
- نحتاج ليوم مريح ربما نستطيع إسعاد سلين ...على العموم يا آنستي أشار إلى نفسه بثقة مكملاً المارد سيحقق لكي أي امنية تتمنينها لهذا اليوم غمز مكملاً
يومــاً واحد فقط ...طبعاً إذا لم تقومي بإغضابه بالتأخر في ركوب السيارة.. فتح لها الباب مستمعاً لضحكاتها اللطيفة.... فور ركوبها السيارة لحقها ليقود
السيارة مبتعداً عن الكفتيريا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع دقات الساعة السابعة مساء دخلت سيارته بوابة القصر استقبله الحارس مبتسماً قائلاً بترحيب
- اهلاً وسهلا بعودتك يا سيد دانيال .. اعطني مفتاح سيارتك من فضلك
ابتسم تقديراً لمكانة الحارس القائم على هذا العمل منذُ عهد والده المتوفي أعطاه مفتاح السيارة ليصلها إلى الكراج بعد أن خرج من سيارته سائراً ليدخل القصر و كالعادة هدوء
يعم القصر وكيف لا ..و هذا القصر الضخم لا يعيش فيه سوى ثلاث أشخاص و جيش من الخدم يجعلونه لامعاً كالألماس مع الأسف هذا القصر خالي من ضحكات أطفال بريئة تدخل
إليه جو من الازعاج اللطيف فقط الازعاج لا يدخله إلى عند إقامة الحفلات الضخمة ... دخل جناحه الضخم خلع معطفه و رماه على إحدى الأرائك بإهمال فتح الثلاجة ليرى كل ما
طاب من اطعمه اكتفى فقط بإخذ كأس من عصير الفواكة الطازج شرب القليل قبل أن يدرك أن هناك من يقف خارج جناحه يريد الدخول ... كانت إحدى الخدم تطلب منه الحضور
للمكتب حيث والدته في انتظاره ... خرج منزعجاً من جناحه نحو المكتب المشؤوم .... دخل حيث استقبلته السيدة رابينا جالسة على الكرسي ... تقدم ليجلس على إحدى الأرائك
دون التفوه بأي كلمة .... هتفت والدته بعد هدوء استمر دقائق
- كيف حالك ..؟
- لازلت على قيد الحياة
بلعت ريقها بغصة من كلامه البارد قالت
- هل عدت من الشركة الآن..؟
رفع نظره لها قائلاً
-ارجوك أخبريني ما عندك من دون مقدمات
فتحت عينيها بغضب من كلامه عدلت من جلستها لتحدق به بشكل أوضح قائلة
- لماذا تتعامل معي بهذا الأسلوب ..؟
- هل أنا مخطئ ..؟ بالتأكيد لم تدعيني للمكتب لسؤال عن حالي
لم تريد أن تطيل النقاش حيث قالت داخلة بالموضوع
- كرستين ..
التفت لها فور ذكرها لكرستين مستفهماً لم يفتح فمه للكلام فقالت مكملة
- ماذا عنكما ..؟
اشتدت عينيه غضباً فيما يخالف صوته البارد الذي قال
- لا يوجد شيء عنا .. وقف من الأريكة مكملاً إذا هذا ما أردت معرفته فأنا ذاهب
احمرت وجنتيها غضباً وهي تراه يقف ليغادر المكتب وقفت من على الكرسي و استوقفته بصوتها المنفعل
- يكفي .. كف عن هذا التصرف معي ألم تغفر لي بعد ؟ سنوات مرت أي قلب وضمير تمتلكه أنت ..؟ !
استدار محدقاً بها قائلاً من بين أسنانه
- أنتِ وهو آخر من يتكلم عن الضمير ... كيف تتحدثين عن القلوب وأنتِ أول من لا يمتلك قلباً وضميراً!؟
تصلبت الدموع بعينيها .. قالت بألم
- أرجوك بني يكفي ..فعلتُ ذلك لأحميك و اضمن مستقبلنا جميعاً لكنك عنيد ولا تنسى رغم مرور سنوات
اثارت جنونه كلماتها فرد بغضب
- كان يمكننك فعل ذلك بدون دفن ذكرى والدي اكمل بانفعال أكبر لم أكن طفلاً عند وفاته هل تذكرين كيف قبلتي بعرضه؟ ... رغم رفضي المتواصل إلى أنك لم تبالي أتذكرين
عندما كنتُ في الثانوية كنتُ ذاك الشاب الطموح الذي رغم وفاة والده وعدك بالحماية من عائلة والده ... رسم ابتسامة سخرية مكملاً بالطبع كيف ستثقي بقدرات شاب كان مراهقاً ...
تزوجتي به مدمرة أبي و قتلتيني بالأول قبل أن تقتلي ذكرى والدي صرخ منفعلاً ...فعلتِ كل ذلك من اجل المال

- توقف ..
صرخة عمه اسكتته حيث دخل المكتب و الغضب يبرق بعينيه ... فهم من تلك النظرات أنهُ استمع لكل شيء اكمل قائلاً لابن أخيه
كن أكثر تهذيباً بالتحدث مع والدتك هل تظن أنها كانت سعيدة عندما قبلت الزواج مني .؟
لم يبالي بغضب عمه حيث قال
- لا اهتم لذلك .. كل ما اعرفه أنها وثقت بأخ زوجها الذي وعدها بالحماية وبحماية كل أموال زوجها من عائلته بمقابل عرض الزواج وبالطبع والدتي الغالية استمعت
إليك و وثقت بك كما لم تثق بولدها الوحيد
قال بثقة
- كانت ثقتها بمحلها ..أنا لم اسرق قرشاً واحد من أموال أخي
رد بعيـنيه الغاضبة وصوته المنفعل
- ملكت ثقة أمي وخنت اخاك الأصغر
صرخ بجنون لذكرى اخيه
- لم أفعل ذلك
رد عليه باصرار
- بل فعلت .. تزوجت زوجته وحبيبته وأم ولده و حطمت أحلام ابنه الوحيد وهأنت الآن تكمل تحطيمي مع والدتي العزيزة مع الأسف يا عمي الغالي أنا لن اسمح لك
هذه المرة فأنا لم أعد دانيال المراهق الصغير
اكمل كلامه مضيفاً لم أكن أنوي يوماً قول هذه الكلمات أمامكما لكن أنتما من أجبرني على ذلك
خرج من المكتب هائجاً تاركاً عمه بحيرة وغضب جنـوني بينما والدته التي أنهارت باكية على الكرسي قائلة
- لقد حطمته بيدي .. ربما إذا لم أمنعه من أكمال مجال الموسيقى بعنف كان لينسى ويسامحني
اقترب السيد كاسبر ليربت على يدين زوجته قائلاً
- يا عزيزتي دانيال سينسى ويسامحك مهما ما تغطى بقناع القسوة فهو يبقى دانيال الطموح ابن اخي كوالده بالضبط
ردت بحزن وأسئ بصوتها الباكي
- متى سينسى ..؟ هل تعلم كم مرت سنوات وأنا احلم بأن أرى ابتسامته الطموحة من جديد ..؟
- كان غاضباً .. سيأتي ليعتذر لك كما يفعل دائماً
- رغم كل ما فعلته به إلى أنهُ يحاول بقدر الأمكان أن يتجنب المشاكل معي
-أنتِ لم تفعلي به شيء أردتِ حماية أملاك أخي فقط أما عن دانيال فأنت أمهُ الذي يحبها كثيراً أنهُ فقط غاضب لأنك تزوجتي رجلاً غير والده جميعنا نعلم صلته القوية بأخي
قبل وفاته افهم دانيال كثيراً أنهُ فقط يغار مني يظن بأني تربعت على عرش قلبك يظن بانني أسقطت ملك أخي من قلبك
تلك الكلمات كانت كالمواساة لها في تلك اللحظات التي تتكرر دائماً كم تتمنى أن يكون زوجها على حق كم تتمنى أن تعرف أنهُ سيسامحها يوماً

خرج من المكتب ثائراً من المقابلة العنيفة مع والدته وعمه صعد السلالم نحو جناحه إلا ان صوت هاتفه قطعه اخرج الهاتف ليرى أن المتصل إحدى العمال اتباعه رد قائلاً
مرحبا.....استمع لكلام العامل ثم قال حقـــاً أين موقعه ... موقع جميل ... لا لن أنتظر للغد سآتي حالاً ... يمكنك المغادرة سأتولى أنا بقية المهمة ...حسناً أتفقنا ... إلى اللقاء
أغلق هاتفه و غير طريقه فوراً ليخرج من القصر مجدداً نحو المكان المطلوب
.................
صرخت بصوت عالي وسعيد
- لقد فزتُ
ضحك ثم قال
- بعد ثلاث محاولات فشل
لوت شفتيها ثم قالت
- وما أدراني بلعبة البياردو لا ألعبها إلا نادراً..وضعت كلتا يديها على خصرها مكملة المهم أني فزتُ عليك يا روك هزمتك ببراعة
تحرك من مكانه ليقترب منها ثم قال محدقاً بعينيها
- أنها أجمل هزيمة تحصلتها بحياتي
قبل ان يقترب أكثر منها ابتعدت عنه قائلة
- مللت من اللعب
لاحظ ابتعادها عنه فور اقترابه أنتابه شعور الحيرة من أمر سلين أنها تتوتر بسرعة فائقة قال
- ما رأيك بتناول المثلجات ..؟
التفت إليه بسرعة ثم قالت
- فكرة مبهرة
سار معها نحو محل المثلجات ... اندهشت من أنواع المثلجات اللذيذة بألوان مختلفة ... أختارت مع روك بعض أنواع المثلجات وساروا نحو حديقة خضراء متوسطة الحجم
امتلأت بصوت ضحكات الأطفال وهم يلعبون و يمرحون ... جلسا على إحدى المقاعد وبدئوا بتناول المثلجات ... مرت دقائق وهما صامتان لم تعرف كيف انعدم الكلام بينهما
فقط ضحكات الأطفال هي ما تسمع بينهما ... بلحظة عدل جلسته فارتبكت عندما مرت عيناه الزيتية بتفاصيل وجهها نظر إليها ملياً متأملاً إياها اشاح وجهه عنها فجأة قائلا
- كم عمرك ..؟
قالت بتوتر من سؤاله المفاجئ
- أنا في تاسع عشر
نظر ملياً إلى الفتاة بجواره أيعقل أن تكون في التاسع عشر لم يأبه لذلك فهي جميلة جداً جمال قلبها يزيد من أنوثتها جمالاً ابتسم فجأة محدقاً به فقالت
- بماذا شردت .؟
- بك ..
- أنت تربكني !
أطلق ضحكة دافئة ثم قال
- قولي أي شيء ...لاحظ الحيرة عليها فقال إذا أردت وجهي لي أي سؤال أي شيء يشغل بالك أو يدور برأسك في هذه اللحظات عني
رمشت بعينيها ثم قالت
- حقاً ...أيمكنني سؤالك أي شيء؟
- نعم ...أي شي
قالها بثقة فسألت بسرعة
-لماذا ترتدي هذه الملابس تبدو كمدراء الأعمال تماماً ..؟ !!
لم يستطع كتم ضحكته ثانية وحدة انفجر بضحك هستريري قائلاً من بين ضحكاته
- أهذا السؤال هو ما يشغل بالك ؟ !
أكمل ضحكته ثم توقف عندما رآها عاقدة حاجبيها بغضب تنظر له ابتسم لها
- لم أقصد إغضابك
زفرت بعنف
- لستُ غاضبة
عقد حاجبيه بحيرة ثم قال
- واضح .. لاحظ انزعاجها فقال آسف لم ترد عليه دليل لعدم الرضا بعد فاقترب أكثر منها ارتفعت يده لتداعب خصلات شعرها السوداء فانتفضت قائلة
- لا داعي للأعتذار .. حقاً لستُ غاضبة
- لو كنتُ أعرف أن قربي منك سيجعلك راضية عني اكمل بحنان لكنتُ داعبت خصلات شعرك الناعمة من البداية أكمل كلامه مغير الموضوع بعد أن لاحظ نظراتها
حسناً ألا تعرفين جواباً لسؤالك
- ها .. إذا كنت أعرف لماذا كنتُ سأوجه سؤال لك ... لتضحك علي مثلاً
- ألم تخبريني بأنك لستِ غاضبة ابتسمت فعرف الرد فاكمل كلامه أنتِ حقاً تشعرينني بالإحباط
- إحباط ! وماذا فعلتُ الآن؟
-حدقي بي أرجوك ألم تري صورتي على المجلات
- نعم رأيت في قسم الكتابة
تنهد بإحباط قائل
- ألم أخبرك بأنك تشعريني بالإحباط .. ألا تعرفين بأني رجل أعمال ؟ لقد كنتُ عائد من عملي لهذا أنا أرتدي هذه الملابس
كتمت شهقة كبيرة ثم قالت
- أنت تمزح .. أليست مهنتك الكتابة؟
ضحك بعفوبة ثم اسند ظهره على المقعد و رفع رأسه لسماء محدقاً بنجومها بابتسامة صغيرة
- لم تكن الكتابة مهنتي ..هي فقط هوايتي كوني رجل أعمال لم يمنعني من ممارسة هوايتي بتاتاً
بلحظة تذكرت حديث كاثين عن دانيال أيعقل أن يكون روك مثلهُ هل ارغمته ظروفه على دخول كلية إدارة الأعمال سألته بحيرة
- إذن .. أنت لم تلتحق بكلية الآداب
- بل بكلية إدارة الأعمال تخرجتُ منذُ أربع أعوام ثم ألتحقت بشركات والدي و بعد فترة فتحتُ مع والدي شركة أخرى و توليت الإدارة أنا
سألتهُ بحيرة
- هل أرغمت على دخول كلية أدارة الأعمال ؟
- لا .. سبق وأخبرتك الكتابة كانت هواية فقط لم أفكر يوماً بأن أتخصص بمجالها لكنني عشقتها منذُ الصغر الكتابة أمر رائع جداً ولأني أملك الموهبة لم يمنعني مكانتي بالمجتمع
عن الكتابة على كل حال أنا شخص عادي لا أحب أن أكون مشهوراً و مع كوني رجل أعمال لازلت أحب العيش كبقية الأشخاص كنتُ أظنك تعرفين عن هذا الشيء من أول لقاء
لنا على الشاطئ

أدركت من كلامه أن حكايته تختلف عن دانيال فهو لم يجبر عن التخلي عن شيء يفضله حكاية روك تختلف عن ما حكته كاثرين عن دانيال ..كاثرين ..
تذكرت فجأة كاثرين قالت بانفعال
- روك كم الساعة الآن.؟
حدق بساعة يده ثم قال
- السابعة والنصف
شهقت قائلة
- كاثرين ..
حرك رأسه بحيرة ثم قال
- ما الأمر.؟
اخرجت هاتفها من الحقيبة لتراه بوضع صامت جنت عندما وجدت أكثر من مكالمة من كاثرين و سيمون اعادت وضع الهاتف إلى العام وقبل ان تلتفت لروك
رن هاتفها مجدداً ردت بسرعة قائلة وهي تقف من على المقعد لتبتعد بخطوات قليلة عن روك
- كاثرين .. أنا اسفة .. لا تقلقي سأكون في المنزل خلال دقائق
فاجأها الصمت من المتصل استمعت فقط لأنفاسه على الهاتف ارتعبت عندما تذكرت أنها لم ترى اسم المتصل عند الرد بلعت ريقها بصعوبة قائلاً بشك
- كاثرين
- لستُ كاثرين ..ولم أتصل لأني قلق
صعقت بالصوت الرجولي على الهاتف فقالت بارتباك
- آسفة لم أرى اسم المتصل
- كوني أشد أنتباهاً في المرة القادمة
ردت بخزي من تصرفها المستعجل
- سافعل
سألها برسمية
- هل أنتِ الآنسة سلين ..؟
أثار الاستغراب عقلها عن معرفة المتصل باسمها فقالت
- نعم .. معذرة من أنت؟
لم يرد على سؤالها مباشرة لكنهُ قال موضحاً
- لقد عرضتِ منزل لك للبيع .. رأيتُ ذلك في إعلان على الأنترنت
- نعم
- وهل ستبيعيه مؤكداً؟
- بالطبع ... إذا اتفقنا
يا طالما اعتادت على تلك الاتصالات الكثيرة لكنها لا تصل معهم لاتفاق لذلك لم تكن متحمسة ..عاد صوته إلى مسامعها مجدداً قائلاً برسمية
- أنا حالياً أقف بجوار المنزل .. هلا حضرتي..؟ أريد رؤية المنزل من الداخل
كان يبدو جدياً بأمر الشراء فتحمست للأمر
- الآن ؟
- نعم ..
- حسناً انتظرني مسافة الطريق ... إلى اللقاء
أغلقت الهاتف و أحساسها يخبرها بأن هذه المرة ستوفق بالبيع يبدو المشتري جاداً بالحديث قطعها من التفكير روك قائل
- ماذا يحدث سلين ؟
- آسفة روك .. أنا مضطرة لذهاب الآن
- سأوصلك
- لن أعود للمنزل لذي مشوار هام يبدو أنني حصلتُ على مشتري لمنزلي أخيراً .. شكراً لك روك كان يوماً ممتعاً لاحظت ذبول ملامحه فقالت مؤكدة أنا حقاً أشكرك
ابتعدت عنه فقطعها عندما هتف
- سنلتقي مجدداً صحيح ؟
استدارت له وهي تهتف
- بكل تأكيد
اوقفت سيارة أجرى متجهه نحو منزلها و لحسن الحظ كان المفتاح معها... أجرت مكالمة عبر الطريق تُطمئن بها كاثرين أخبرتها أنها كانت مع روك و هذه المرة قالت رجل الأعمال
روك الذي قرأت له الكثير من الكتابات ... فجن جنون كاثرين وهي تسألها بفضول عن روك قائلة أن قصة حب ستبدأ قريباً مما أضحك سلين كثيراً ...اغلقت الهاتف بعد أن وعدت
كاثرين أنها ستفهمها حكايتها مع شاب كروك... توقفت السيارة أمام حارتها فنزلت بعد أن اعطت السائق أجرته ...حدقت بمنزل والدتها عن بعد ..وسارت لتتقدم نحوه مشت بين
البيوت المتواضعة وهي تلقي التحية على سكان الحارة المتواضعين ...كالعادة كان صوت صرخات الأطفال السعيدة تمد الحارة بالحياة ..ابتسمت للأطفال وهي تلوح لهم بكفها
بسعادة لازالوا يتذكرونها جيداً ...تقدمت نحو منزلها لتلقي نظرة خاطفة نحو المشتري ...كتمت شهقة ذعر أصابتها واتسعت حدقتي عينيها تحدق به مستنداً على سيارته و يجري
حوار مع فتى صغير بدى على الصغير السعادة و هو يتكلم مع المشتري الغريب ..تفحصته جيداً بعدم تصديق ...خابت فرحتها وهي ترى المشتري اللئيم نفسه مستند على سيارته
ويجري حوار مع طفل صغير لكن هذه المرة كان مختلفاً بملابسه التي جعلت منه يبدو شاباً طموح.. شعره الأسود الكثيف يتحرك مع حركة الرياح الخفيفة وملابسه المتواضعة
الأنيقة غيرت من شكله وشخصيته لم يبدو ذاك المتعجرف بل بدا شاب أنيق ..متواضع .. وسيم .. يخلو من العيوب .. وحنون بتعامله اللطيف مع الطفل الصغير لم تكن تسمع
سوى ضحكات الطفل وعيناها تتأملاه وهو ينحني ليربت على رأس الطفل بلطف ...تمنت أن تسمع حواره إلا أن صوته كان خافتاً بعكس ضحكات الطفل العالية ...نفضت تلك
الأفكار من رأسها و سارت بخطوات سريعة والعنف يبرق بعينيها نحوه.. ما أن اصبحت قريبة منه حتى لاحظ وجودها مع الطفل بدأت النيران تبرق بعينيها بينما هو لم يفرق
عندهُ شيء وكأنهُ لا يعرفها أو لا يهتم لأمر تلك الصدفة...عضت على شفتيها بغضب قائلة بصوت أجش
- ماذا تفعل بالقرب من بيتي يا سيد دانيال..؟
نظر لها بنظرات اشعرتها أنها غبية ثم أعاد نظراته لصغير الذي بدى عليه الحيرة وهو يحدق بهما معاً ابتسم لصغير قائلاً بلطف
- هيا أيها البطل أذهب وألعب مع أصدقائك
رد الطفل ابتسامة عريضة وهو يسير مبتعداً عنهما قائل
- حسناً يا سيدي شكراً على الحلوى اللذيذة تعال دائما لحارتنا نحنُ نحبك كثيراً
اكتفى بابتسامة رداً على الصغير ...ما إن أختفى الطفل عن نظراتهما حتى أعاد نظره لسلين التي كانت لا تصدق ما سمعته قبل ثوان من الطفل أيعقل أن هذا الطفل كان جاداً
بحديثه .؟. هل وزع الحلوى على اطفال الحارة وكسب حبهم ؟ قالت بغيض
- توقف عن تقديم الخدمات الخيرية في هذه الحارة فمهما ما فعلت لن تستطيع خداع سكان الحارة الطيبين بك فهم يكرهون معاشرة أمثالك
رفع إحدى حاجبيه و استدار ليحدق بها بشكل أوضح عقد ساعديه أمام صدره وهو يقول محدقاً بها
- أيغيضك ذلك .؟. اشتدت عينيها إحمراراً بفعل الغضب فاكمل على كل حال عليهم أن يعتادوا على ذلك ومن يدري عن قريب ربما امتلك بيتاً من حارتهم
كادت أن تفلت شتائم من فمها إلا انها قبضت على يدها بقوة متمالكة أعصابها واستدارات لتعطيه ظهرها بعد أن فهمت كلملاته جيداً تحركت ذهاباً
وأياباً وكأنها تفرغ الغضب ثم قالت
- لقد عرفت الآن بأني مالكة المنزل لا أعتقد بأنك تصر على شرائة في الوقت الراهن
قال ببرود مما أغضبها
- أريد إلقاء نظرة على المنزل من الداخل ثم لنتفق على السعر المناسب
زفرت بضجر قائلة
- منزلي ليس للبيع
- بل هو كذلك دعي تصرفات الأطفال هذه ولنتفاهم بالداخل
ازعجها الثقة في كلامه فقالت بعناد
- لن تجبرني على ذلك هــ......
اطلقت شهقة ذعر عندما اطبقت قبضته القاسية على ذراعها ...أعاقتها قبضة يده القاسية عن الحراك فاستغل عدم قدرتها على الحراك مستعملاً يده الأخرى ليأخذ حقيبتها رغم
عنها لم يأبه لتهديداتها ... ثوان فقط حتى أعاد وضع حقيبتها بين يديها ...راقبته بذهول وعينيها مركزة على الشيء الموجود بين اصابعه.. المفتــاح.. اسرعت تمنعه من الدخول
عندما ادخل المفتاح في الباب ...فتح الباب ليدخل إلى حديقة صغيرة بدت ازهارها ذابلة ثم توجه إلى الباب الرئيسي ...ما إن فتح الباب حتى جرها إلى الداخل
بالقوة مغلقاً الباب خلفه بعنف صوت انطباق الباب القوي في الظلام جعلها تنتفض وتصمت ليحل الهدوء فجأة بين الطرفين...برقت عينيه الرمادية في ظلام المنزل كالذئاب
و تبين شيء من ملامحه عندما اشعل ضوء الأبجورة الخافت ...انعكست الأضاءة على وجهه مظهرة ملامح وجهه الوسيمة ... استندت على إحدى الجدران محدقة به بذعر
أي شبح هذا ..؟ ظلت متسمرة تحدق به لدقائق و كأنها تريد استيعاب ما حصل مط شفتيه بازدراء قائلاً
- هل ستحدقين بي ملياً ..؟ اكمل بصوت أجش أبدو وحشاً مخيفاً لك إلا أني وحشاً غريب وحشاً وسيماً جذاب كمصاصين الدماء تماماً بلعت ريقها عندما اقترب نحوها
فتصنمت على الجدار عندما أكمل بتحذير بنبرة أخافتها احذري يا صغيرتي فمصاصين الدماء يتنكرون على هيئة بشر فاحشين الوسامة..
لوى شفتيه محدقاً بها فاغمضت عينيها برعب وهي تكره اللحظة التي قبلت رؤيته فيها ما هي إلا ثوان حتى شعرت بخطواته تبتعد عنها استدار فجأة وكأن شيء لم يكن
- هل يوجد إنارة أقوى من هذه ؟أريد إلقاء نظرة على المنزل
فتحت عينيها ببطئ متمنية أنهُ لم يلاحظ ذلك الأضطراب عليها.. حدقت بظله غير مصدقة أنهُ عاد إلى ذاك البرود فجأة ..امتدت يدها لتضغط على زر الأضاءة في الجدار ..
تبدد الظلام ليحل محله النور ليمنحها بعض القوة ...سارت متجاوزة أياه محدقة به وهو يتنقل من مكان إلى آخر في الصالة حدق بالأرائك البنية مغطاة بالغبار تجولت عينيه
على الستائر بلوني الأبيض والبني الفاتح ثم عادت نظراته تستقر على جهاز التلفاز من الطراز القديم فوق طاولة سوداء..كان المنزل متواضع و لا يساوي شيء أمام جناحه
الفخم .. فحياتها منذُ أن ولدت تتميز بالبساطة بعكس دانيال تماماً منزلهم كان عبارة عن صالة صغيرة وغرفتين بالأضافة إلى مطبخ وحمام متواضعين بأثاث متواضعة جداً
إلا أنها عاشت بنعيم بهذا المنزل و كأنهُ قصراً من ذهب ..راقبته وهو ينتقل من الصالة إلى غرفتها .. ثم إلى المطبخ و إلى الحمام .. وعندما وصل لباب الغرفة الثانية امتدت
يده على مقبض الباب قبل ان تدس يده المقبض توقف أثر صراخها المفاجئ
- توقف ..تصلبت الدموع بعينيها وهي تقول بغصة أرجوك لا تدخل
التفت لها ببرود ثم أعاد نظره إلى الباب وكأنهُ لم يسمع شيء... دس بيده على مقبض الباب فاصدر صوت نتيجة لفتح الباب جعلها توضع كلتا يديها على أذنيها بألم ...أغمضت
عينيها وكأنها تريد الهرب فقط ...يا ألهي كم كرهت هذا المنزل خيال والدتها يتراء بعينيها فور انفتاح تلك الغرفة ..لم تلاحظ تلك العينين التي كانت ترمقها بنظرات غريبة ..هتف
ببرود مما جعل بركان غضبها يفور
- هل هي غرفة والدتك ؟
أعاد نظره نحو الغرفة الصغيرة المرتبة إلا أن الغبار كان قد غطاها دليل على عدم دخولها منذُ فترة جنت عندما رأتهُ يدخل الغرفة ويحدق بها إلى السرير المرتب الذي يتوسطها...
والمراءة المعلقة ....وبعض ادوات الحياكة ... اقمشة مرتبة فوق منضدة ...دولاب متوسط ..ثم. استقرت عينيه على برواز فوق طاولة خشبية بداخله صورة لمرأة
جميلة تحمل بيدها طفلة صغيرة ذات سنوات خمنها خمس اعوام أو أقل لاحظ الشبه الكبير بينهما فتلك الملامح نفسها ابتسم تلقائياً محدقاً بالصورة ملياً..امتدت يده لتحمل البرواز
رفع البرواز بيده متأملاً الصورة قبل أن يفاجئ بصراخها
-اترك الصورة بمكانها ..صرخت بصوت باكي إياك أن تلمسها
عندما حدق بها دون أن يفعل شيء سارت نحوه بعنف ...ثم مدت يدها لتأخذ الصورة ..جنت عندما رفع الصورة بيده ليمنعها من أخذها ولأن طولها لم يكن مقارن بطوله دفعته
بغضب محاولة أخذ الصورة ..لكن ما لم تتوقع حدوثه تعثره بالطاولة فاختل توازنه.. اغمضت عينيها فجأة مستمعة لصوت تكسير الزجاج عرفت بتلك اللحظة أنها تحطمت ..
خرجت من الغرفة متمالكة نفسها من الأنهيار فلحقها بعد ثوان توقعت منهُ الاعتذار إلا أنهُ لم يفعل دار بالصالة قائلاً
- بكم ستبيعيه ؟
كانت حقاً غاضبة وتتمنى الصراخ عندما سألها بكل برود انفجرت لتصرخ بجنون عليه
- أيها الوقح تدخل منزلي رغماً عني وتتفحصه كما تشاء ثم تسألني بكم قيمة المنزل ببساطة
استند على إحدى الجدران قائلا بملل
- اعتقد باني قرأت عرض البيع في الأنترنت وعلمتُ أنَّ مالكة المنزل تحاول بيع المنزل منذُ مدة مرت عينيه في المنزل ثم اكمل بجدية ..أنا حقاً جاد بكلامي
أريد شراء هذا المنزل مهما كان تكلفته
انفعلت قائلة
-انت تحلم ..لن أبيع هذا المنزل للأنذال أمثالك
لم تعرف كيف استطاعت وصفه بالنذل بدون خوف رغم علمها أنهم منفردين معاً اتسعت عينيها ذعرا عندما اشتد الغضب بعينيه أذاب الجليد بلحظة واحد مشعلاً
لهيباً يحترق بعينيه التي ضيقت وهو يلوي شفتيه بغضب بلحظة واحدة قطع المسافة بينهما جاذبا إياها نحوه بعنف قائلاً بوحشية
- انظري إلي سلين
نطقه لاسمها بدون ألقاب بصوته الوحشي جعل القشعريرة تسري بجسدها ...عجزت عن دفعه متخدرة برائحة عطرة الرجولية التي هزت عرشها ...قربه منها
جعل طرقات قلبها تدق كالطبول وهي تشعر بالعرق يتجمع بجبينها... انزلت عينيها إلى الأرض متجاهلة النظر إليه فارتعشت عندما امسك وجهها بين سبابته
و إبهامة بلمسة قاسية مجبراً إياها على النظر إليه تأملت عينيه التي تغير لونهما الرمادي بفعل الغضب فوجدت نفسها ترتعش بين يديه كالفأر العالق بالمصيدة
انحنى قليلاً ليهمس بأذنها بصوت اشبه بفحيح الأفعى
- أنتِ ستبعين هذا المنزل .. ستكفين عن عنادك و ستتركين تصرفات الاطفال هذه وستبيـعيه بكامل إرادتك
تصلبت بمكانها من انفاسه التي حرقت بشرة وجهها الناعم غمغمت برعب
- اتركني أرجوك
رمقها بنظرات تفحصية مُتلذذ بتعذيبها قبضة يده اشتدت على كفها حيث استطاع تحريكها ببطئ ليحاصرها على الجدار ابعد أصابعه عن وجهها و لوى شفتيه بنصر محدقاً
بفريسته المرعوبة لو كانت فتاة أخرى لأظهرت نعومتها محاولة إيقاعه برقت عينيه مكراً محدق بفتاة من صنف غريب أنها تمتلك جسد رائع وملامح جميلة كبقية الفتيات إلا
أنها لا تحاول إغرائه بل أنها المرة الاولى الذي يرى فيها فتاة ترتعب منه لمح الدموع بعينيها إلا أنهُ لم يبالي بشيء داعب خده بخدها ثم استقرت عينيه على عينيها
السوداوتان المتلألأة بالدموع مرت أنامله برقة على كامل وجهها
- هه .. قالها بسخرية مكملاً ألن تحاولي إيقاعي بشباكك فأنت على كل حال تمتلكين وسائل مغرية
تلك الجملة جمدتها بمكانها جعلتها تشعر بالواقع وتفهم جملتهُ جيداً شعرت بالاشمئزاز وكالعادة استعادت قوتها ودفعته بنظرات مليئة بالقرف لم تكن دفعتها قوية إلا أن دانيال
لم يمانع في الابتعاد عنها قالت مشمئزة
- أنت حقاً شخص لئيم هيا غادر المكان بسرعة قبل أن استدعي الشرطة عليها أن تلقيك في أحقر سجون المدينة قذارة
انفجر ضاحكاً ثم قال
- المرة الأولى كان على المدير فصلي من المعهد ضحك ثم قال لم أتصور انني استحق المكوث في أحقر سجن في المدينة لم اتخيل أن تكوني قاسية إلى هذا الحد يا فتاتي
فتاتي .. ! ربما لم يكن يعنيها إلا أن كلمته أثرت فيها كثيراً رمقته بنظرات حادة ثم استدارت لتعطيه ظهرها قائلة
- بالطبع كيف على فتى مثلك تربى في الترف والدلال أن يتخيل مكانته الحقيقة من أكبر قصور المدينة إلى أحقر سجون المدينة اكملت جملتها قائلة بحقد
أنت حقاً تستحق اقذر من ذلك
ظنت أنها ستؤثر فيه وبقوته أو حتى تخدش جزء من كرامته ظنت أنهُ سيغادر غاضباً إلا انهُ لم يفعل فقالت
- كما قلت من قبل .. منزلي ليس للبيع
رفع حاجبيه باصرار قائل
- وأنا قلتُ بأنك ستبيعيه
تحركت لتقابله على بعد مسافة متوسطة قائلة
- لمَّ تصر على شراء منزلي ..؟ هل ستحوله فندقاً صغيراً لاستقبال سائحاتك
ابتسم بازدراء قائلاً
- هل تظني ذلك .؟
عقدت ساعديها امام صدرها قائلة بثقة رافعة إحدى حاجبيها
- ربما تخشى ان تراك الصحافة مع إحدى عشيقاتك .. فالفنادق الضخمة لا تخلو من عدسات الكاميرا لهذا فضلت منزل متواضع في أحدى الأحياء التي يستحيل أن تكون إحدى
عدسات الكاميرا متواجدة فيها واصلت بحقد لكن يا سيد دانيال لن اسمح لمنزلي أن يكون ملاذك الخاص مع عشيقاتك اكملت بازدراء إذا كنت تشتاق لكرستين والجو لا يخلو لكما
حتى في الشوارع الهادئة فلن يخلو لكما في منزلي

ابتسم بسخرية متذكراً كلمات كرستين في هذا الصباح رفع حاجبيها محدقاً بها قائل
-لو كنتُ أبحث عن مكان اختبئ فيه مع عشيقاتي فآخر مكان قد ألجئ إليه هو بيتك
حدق بها ملياً ثم قال باستفزاز أن بيتك المتواضع لن يرضي غرور كرستين يا صغيرتي أو حتى إحدى عشيقاتي
ثارت دمائها رافضة فكرة اعترافه بعشيقاته النبيلات قبل أن تفتح فمها للكلام قال مقاطعاً
- أعدك أن هذا المنزل لن يكون ملاذ عشيقاتي سأجعله كما تحبين ...أخذ يتفحص جدران المنزل المليئة بالغبار الدليل الأكبر على خلائه من الحياة لفترة اكمل وعينيه تمر
على المنزل .... سيسكن هذا المنزل شخصاً يستحقه سيعيد الحب إليه والدفئ سيزرع الورود فيه بابتسامته الحنونه
لم تفهم مغزى كلامه لكنها تفضل الموت على تسليم منزل والدتها لهذا الشاب قالت بقسوة
- لن ارغم عن بيع منزلي لك اخــ...
قاطعها وهو يتحرك بأرجاء المنزل بثقة
- بل ستجبرين عندما تتثاقل الديون على كاهلك سترغمين على بيع المنزل.. اعرف جيداً بأنك متحملة بالكثير من الأموال بسبب تكاليف علاج والدتك بالاضافة إلى تكاليف الجامعة
حدقت به مصدومة قائلة
- من قال لك هذه المعلومات.. ؟ !
توقف عن الحركة و هو يزيح الستارة مغمضاً عينيه من الأغبرة و يفتح النافدة ليدخل قليلاً من الهواء إلى المنزل نظر للأطفال في الشارع ثم قال
- لا اقدم على خطوة قبل معرفة المعلومات الكافية اطلبي المبلغ الذي تودينه وسيكون جاهزاً وارجو أن تتناسي من أكون على الأقل حتى نوقع على عقد البيع
- أنت لن تغريني بمالك القذر
ابتعد عن النافدة وقال وهو يغلقها بصعوبة نظراً لنوعها القديم
- لم يسمى هذا يوماً بالأغراء أنني محتاج لهذا المنزل وانتِ محتاجة للمال ثم انَّ أموالي لم تكن يوماً قذرة فأنا كما سمعتي عني رجل أعمال وليس تاجر مخدرات قذر ..

كان كلامه صائب هي لا تطيق البقاء بهذا المنزل وكلما فكرت به تجمعت الدموع بعينيها لذكرى والدتها ولم تحضى يوماً على مشتري يستطيع دفع لها مال يستحق قيمة المنزل هاهي
الآن تحصل على مشتري غريب الأطوار مستعد ليدفع لها المبلغ الذي تريده .... تذكرها فقط لديون التي ارهقتها و أنها حتى الآن غير مستقرة تعيش بمنزل صديقتها و مصاريف
الجامعة ... كل تلك الهموم لم يكن لها علاج سوى القبول بعرض هذا المشتري هي لن تكون جشعه و تستغله ستطلب مبلغ يناسب حجم المنزل قالت بتردد
- موافقة

ابتسم بنصر
- جيد
رفعت رأسها بشموخ قائلة
- لكن بشرط ...عليك أن تعدني بأن لا تحوله إلى مزبلة
- ليس من حقك الشروط ... لكنني أعدك بذلك حدق بساعة يده ثم قال علي الذهاب الآن ...ختم كلامه بثقة ....سنلتقي
استمعت لصدى خطواته على الأرض تختفي شيء فشيء أغلق الباب خلفه تاركاً إياها بحيرة غريبة لماذا قبلت ؟ لماذا لم تطرده .؟ بل لماذا كانت ضعيفة .؟ مسحت
دمعة تليها دمعات آخرى نزلت من أجفانها لتحرق خدها البارد حدقت بالمنزل مراراً وتكراراً مودعة طفولتها اعادت خصلات شعرها إلى الوراء مغلقة نور المنزل
وهذه المرة ربما إلى الأبد .. ! ... تم ^ـــ^
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:18 PM

[frame="7 80"]البــارت الثالث
.........................
بين النـيران
.........................
الكـتـابة .. مشاهدة التلفاز ... التحدث على الهاتف ... المذاكرة... أكثر من أمر مسلي و ممتع لم ينجح في صنع الأطمئنان في عقلها الصغير انقبض قلبها ليحذرها من الكثير .. لكن
من ماذا ..؟ .. هي نفسها لا تعرف سر هذا القلق الذي ينتابها بعد تلك الليلة العاصفة ...منذُ تلك الليلة و صدى صوته في أذنيها ..تلك الملامح الوسيمة لا تبتعد عن خيالها .. كيف
لها أن تهدأ وتشعر بالأطمئنان ؟..دامت ستبيع منزلها بعد ساعات لشاب اقسمت أنهُ وحشاً مفترس .. السؤال الذي يحيرها دائماً عن سبب اصراره لشراء المنزل .. كيف لهُ أن
يتنازل ليشتري منزل بهذا الحجم الصغير و بتلك الحارة المتواضعة ...لا بل يصر على شراءه بأي قيمة حتى لو كانت تضاعف سعره اضعافاً مضاعفة .!. هي لن تصدق بأنهُ
يحب التواضع ..حتى لو كان ذلك فهو بالتأكيد لن يبذل قصاة جهده بإقناعها على البيع ... جزء بداخلها يحدثها أن هناك سبب خاص يدفعه لذلك ..لازال شعور يحدثها بأن ترفض
بيع المنزل كما تقول كاثرين التي صدمت بالمشتري الغريب ..فركت يديها محدقة بالغرفة التي تتشارك فيها مع كاثرين في الوقت الراهن .. يا طالما كانت ضيف مرحب به في
منزل كاثرين وأخاها إلى أنها تشعر بأنها حمل ثقيل عليهما .. لن تكون أنانية كثيراً... عليها بيع المنزل لتبدأ حياة في منزل يكفيها بمفردها .... من المستحيل أن تتأخر أكثر في
المكوث في هذا البيت ... فسيمون لازال شاباً ابتدئ بالعمل منذُ فترة بسيطة لن تفكر بنفسها فقط .. استيقظت من سرحانها على صوت طرقات الباب الخفيفة هتفت قائلة
- تفضل
أطل بوجهه اللطيف لينظر لصديقة أخته قال مبتسماً بتهذيب
- أيمكنني الدخول ..؟
رسمت ابتسامة تقدير لسيمون قائلة
- بالطبع .. تفضل
ابتسم وهو يدخل الغرفة جالساً بجانبها على السرير ثم قال
- ما بال سلين اليوم ..؟ أكمل متحدياً أراهن أن ثمة شيء يشغل بالك ..؟
هزت رأسها بيأس قائلة
- أنا بخير لا تقلق علي سيمون
ربت على كفيها كأنه يواسيها يا طالما أحبها كأخت ثانية له.. ثم قال
- سلين..تبدين مضطربة أتريدين حقاً بيع المنزل .؟
ردت مندفعة
- بكل تأكيد ..
تجولت عينيه بشك محدقاً بها كأنهُ يريد معرفة الحقيقة من عينيها ثم قال
- اسمعي يا صغيرتي .. لقد علمتُ من شقيقتي كاثرين أنك ستبعين المنزل من أجل مصاريفك و أنك تظنين بأنك عالة علينا قبل أن تفتح فمها لتعترض شد على كفيها الصغيرتان
بكفيه كأنهُ يريد أن يخبرها بأنهُ معها دائماً ويشعرها بالقوة قائلاً إذا لم يكن لذيك عائلة فنحنُ عائلتك ..سلين ستبقين أختي الثانية أنا متكلف بحمايتك كما اتكلف بحماية كاثرين
لذيك ساعات تفصلنا عن عقد بيع المنزل يمكنك تغيير رأيك يا سلين
أثرت كلماته عليها كثيراً جعلها ترسم ابتسامة من أعماق قلبها شاكرة الله الذي لم يبقيها وحيدة حتى بعد وفاة والدتها
- أنتما حقاً عائلتي
فتح ذراعيه لها فرمت نفسها عليه لتضمه بقوة ربت على شعرها مستمعاً إليها قائلة
- أنت حقاً أخي يا سيمون لو لم تكن معي أنت و كاثرين ربما لكنتُ أعاني من مشاكل نفسية بعد وفاة والدتي لكن ما أريدك معرفته هو أنني أريد الاستقرار
لقد قررت بيع المنزل حقاً هذا المرة

ابتعدت عنه بلطف متذكرة ذاك اليوم الذي طلبت منهُ أن يذهب معها إلى دانيال ليتفاهما جيداً كانت خائفة من مقابلة دانيال بعد آخر لقاء لهما فلجأت لسيمون الذي نجح بإمدادها
القوة وثقة النفس فاتفقوا على كل شيء ستبيع المنزل بكل شيء به مع أثاثه المتواضعة كانت متأكدة أنهُ سيرمي تلك الأغراض في أقرب زبالة ستصادفه فهي اثاث قذرة بالنسبة
لقصره الضخم رفعت نظرها لسيمون الذي يظن بأنها مضطربة لبيع المنزل ..بالحقيقة هي ليست كذلك ...هي مضطربة من المشتري الوسيم فقط ...!
........................................
استنشق عليل الهواء مستمتعا بطراوته و سار نحو سيارته براحة...ركب السيارة وأشغلها مستعداً لتحريكها ..رسم ابتسامة هادئة وهو يغمض عينيه لثوان ليريحهما قليلاً .. لم
يذق طعم راحة من قبل كما ذاقها الآن .. كيف لا.. وهو قبل دقائق قد سجل المنزل باسمه .. وأخيراً اشترى ذاك المنزل ..بعد عناء طويل في البحث ..تحركت السيارة لتغادر
من المحكمة ..ولأول مرة كان يشعر أنهُ محظوظ قبل أن يبتسم مجدداً ..قطعه رنين هاتفه منبأ بقدوم اتصال إليه ... تغيرت ملامح وجهه ليغمرها الملل منزعجاً من اسم المتصل
على شاشة الهاتف .. كرستين .. بفضاضة امتدت اصبعه لتضغط على الزر الأحمر ليقطع المكالمة ... لكن المتصل عنيد كما توقع ما هي إلا بضع ثوان أخرى حتى دوى
صوت الهاتف مجدداً ...هذه المرة امتدت يده لتضغط على الزر الأخضر رفع الهاتف لأذنه بينما استمر بالسكوت .. بقيت صوت انفاسه على الهاتف حتى استمع لصوت الأنوثي
الناعم يأتيه من الطرف الآخر قائلا برقة ممزوجة بالنعومة الفائضة
-دانيال ..اكملت عندما احست بسكوت الطرف الآخر ..لقد اشتقتُ لك لـ...
قطعها قائلاً بحزم
- أنا مشغول .. سأتصل بك لاحقاً
قبل أن يغلق الهاتف تدخلت لتقول مندفعة بسرعة قبل أن ينهي المكالمة
- لحظة واحدة..
تنهد قائلا بملل وعينيه مركزة بالطريق
- ماذا الآن..؟
- أبي يريدك..
حقاً هذا ما كان ينقصه في تلك اللحظة السيد جوزيف .. عض على شفتيه باستياء قائل
- لماذا لم يتصل هو بدل أتصالك..؟
عدلت من جلستها على السرير في غرفتها الأنيقة و كأنها تستعد لتــحدث معه بطريقة أخرى و جديدة قالت بضحك خفيف
- لم اسمح لهُ بذلك ... عندما صمت قالت بعشق ..وجدتها فرصة لسماع صوتك فطلبتُ من أبي تولي مهمة أخبارك
كتم شتيمة كاد أن يطلقها... لماذا عساها أن تفعل ذلك .. ؟ تلك الساحرة ..
- وبماذا يريدني السيد جوزيف في هذا الوقت المبكر ..؟
تمايلت فوق سريرها الكبير وهي تقول
- وبماذا سيريدك يا عزيزي..؟ هل نسيت العقد الذي وقع بيننا وبين شركاتكم ابتسمت مكملة بلطف مصطنع .. لابد أنهُ العمل ..لقد علم أبي من عمك أنك لم تذهب للجامعة اليوم

نعم ذاك العقد المشؤوم الذي دفع هو ثمنه بينما حضي الجميع فيه براحة و خاصة ان السيد جوزيف يمتلك فتاة لطيفة فاتنة كما يقال عنها رد عليها
- بلغيه تحياتي .. أخبريه بأني قادم
فهمت من كلماته بأنهُ سينهي المكالمة فقالت
- سأنتظرك بشوق
أغلقت الخط بعد أن أغلقه هو بدون أن يريد عليها ...تذكرت لقائها مع والدها في الصباح عند طعام الإفطار عندما سمعت أنهُ يريد دانيال اليوم اصرت على أنها هي من سيتصل
له وكما توقعت رحب والدها و والدتها السيدة روندا كثيراً بتلك الفكرة ... وقفت من على سريرها محدقة بنفسها بالمرآة .... حركت حاجبيها بعد اقتناع بمظهرها الخارجي..سارت
نحو خزانة ملابسها لتخرج لها ثوباً بنفسجي جميل جداً... لم تأبه أنهُ كان كاشف لساقيها فهذا ما تريده عند رؤية دانيال ..حدقت بالثوب ملياً مقتنعة به ثم ارتدته متأملة طوله الواصل
لفوق ركبتيها .. وبما أنه لم يكن بأكمام طويلة أظهر جسدها المشرق ... مشطت شعرها الواصل لكتفيها بأناقة ..ثم وضعت أدوات التجميل لتضيف من مظهرها جمالاً .. بدت
حقاً فاتنة ..ألقت نظرة أخيرة نحو المرآة و رشت العطر النسائي في أنحاء جسدها ..وسارت تتمايل بكعبها العال نازلة من الطابق العلوي .. بابتسامة مشرق سارت لتجلس بالقرب
من والدها على الأريكة الذي ابتسم فور اقترابها منه ثم قال بمكر
- ما سر هذا الجمال يا ابنتي ..؟
أخذت المجلة وبدأت تنتقل من صفحة لصفحها وهي تقول بدلال
- أنني جميلة دائما يا سيد جوزيف .. أو أنك تشك بذلك يا أبي الغالي
اطلق ضحكته الرجولية وهو يقربها إلى صدره ويلمس شعرها الأشقر بيده قائل بخبث
- أقصد تلك الابتسامة العذبة
ضحكت فور أن فهمت كلماته ثم اعتدلت لتبتعد عن صدره بلطف قائلة بغنج محدقة به
- اممم ... وماذا تعتقد يا والدي الغالي..؟
غمز بمكر قائلاً
- سيأتي .. أليس كذلك..؟
انفجرت ضاحكة برقة ودلال و هي تضع ساقاً فوق ساق قائلة
- أنهُ في الطريق ..
برقت عينيه لمعانا بسعادة ابنته امتدت يده لتداعب شعرها مبتسما بلطف... أتاهما الصوت القادم من خلفهما هاتفاً بحب
- كأني سمعتُ قدوم الأمير إلى فلتنا يا زوجي العزيز

اطلق ضحكاته وعينيه تتجولان بين زوجته وابنته الوحيدة ...استطاعات بمهارة تمثيل الخجل المصطنع وهي تقول بنعومة ممثلة الخجل
- اه .. امي اعتقد انك تبالغين بعض الشيء
اطلقت ضحكة فاهمة لما يدور بعقل ابنتها وهي تسير مقتربة لتجلس بالقرب منها ثم قالت بخبث
- اوه .. حقاً ... لماذا غيرتي ملابسك إذن ...تفحصت بعينيها ملابسها الجديدة و الجميلة غمزت بلطف قائلة أنتِ مدهشة !
ضحكة والدها جعلتها توجه نظرها له حيث قال ليرد على زوجته قائلاً
- بالطبع ... تلك الملابس لم تكن تليق بمستوى دانيال الراقي
عدلت السيدة روندا جلستها على الأريكة لتحدق بكرستين ثم قالت
- ابتسمي يا صغيرتي .. اثيري جنونه ... امتلكي قلبه وسيطري عليه كما سيطرت الموسيقى عليه تماماً ...
وقفت من على الأريكة مكملة سأذهب للخدم سأحرص على إعداد شيء خاص لدانيال بإشرافي
اثري جنونه ... سيطري عليه ..امتلكي قلبه ...تلك الكلمات اشعرتها كم أن مهمتها صعبة إن الجميع منخدع بهما معاً أيعقل ان تسيطر عليه كما سيطرت الموسيقى عليه
إذا فعلت ذلك لشعرت أنها ملكة جمال العالم تحولت ملامحها لجدية غير ملاحظة لتغير التي طرأ عليها لمسات كف والدها على كتفها جعلها تستيقظ من شرودها لتنظر لوالدها
- ماذا كرستين ..؟ ألن تذهبي لإنتظاره بالحديقة ..؟ ابتسم قائل أعرف جيداً بأنك غارقة بحبه حتى النخاع ..
تغيرت ملامح وجهها لتقول بعدم إطمئنان
- وماذا عنهُ يا أبي..؟
ربت على كتفيها وهو يقول مطمئنا
- هل أنتِ قلقة من هذا الشيء فقط.؟ أحقاً لازلت تشكين بعلاقتكما .؟
ردت بحزن وقلق متصنع
- اي علاقة با أبي ..؟ إذا كان حتى الآن لم يفتح سيرة أي ارتباط بيننا ولا أظنهُ سيفعل ..!
بثقته المعتادة رد مبتسماً و كأن الأمر قد حسم
- لا بل سيفعل ..عن قريب ستريه يكتب أجمل المقطوعات لكِ سينسج لك أجمل مقطوعات الغزل...
نظرت لوالدها بدهشة قائلة
- من أين لك كل هذه الثقة ..؟
ضحك بخفة قائل
- أنتِ لا تعرفين كم يتحدث السيد كاسبر عنك كلما ألتقينا ...سوى في عمل أو غيره أنهُ يحب ذكر اسمك وسيرتك عند التحدث عن دانيال و كلما تمنى الحياة الزوجية
لابن اخيه يتعمد ذكر سيرتك حتى زوجته منجذبة لك يا كرستين.... أنتِ تحت الأنظار بل أنتِ في عينيهما زوجة دانيال المستقبلية ....إن دانيال يعرف كل ما يدور برأس
عمه و والدته بل يعرف أن الذي بينكما هي علاقة اشبه بالخطبة لو كان يعارض و لو كان لا يحبك لرفض بشدة ما يدور برأس عمه وأمه إلا أنني متأكد أن السيد كاسبر يعرف
كم يعشقك دانيال لذلك يمهد بكلماته علاقتك مع ابن اخيه ربما يكون الوقت غير مناسب لأعلان الخطوبة لكن أعدك بأنهُ سيفعلها في أول فرصة أنتظري قليلاً سيأتي لك كالأمير
حاملاً خاتم الزواج في أقرب وقت
أرادت في تلك اللحظة أن تضم والدها بكل قوتها كلامه مدها بالدعم إلا أن الشك كان يداهمها فدانيال لو كان يحبها لأثبت فعلاً أنهُ يحبها إلا أنها لا ترى ذلك ...ما يجعلها
تنتظر هو إدراكها بطباع دانيال الأنطوانية التي تجعله يختلف عن بقية الشباب رسمت ابتسامة وهي تقف مستعيدة ثقتها قائلة
- عن أذنك أبي ..
اعطاها ابتسامة فسارت برشاقة بكعبها العال خارجة إلى الحديقة تعالت ابتسامتها عندما رأت سيارته السوداء تدخل الفلا.. ترجل من السيارة خارجاً بعد أن أعطى المفتاح
للبواب ليقود سيارته للكراج وهو يشكره بتهذيب....عقدت ساعديها أمام صدرها و هي تتحرك محدقة به و هو يكلم البواب كان يبدو هادئاً جداً وسامته كانت فاحشة بملابس
أنيقة ليست ملابس رسمية السروال الأسود الجينز مع قميص بنفسجي مشمر اطراف أكمامه إلى نصف ساعديه و إحدى يديه تمسك بمعطفه الجلدي كما سعدت بهذه المصادفة
حيث طابق لون قميصه لون ثوبها البنفسجي مرت عينيها عليه بإنجذاب وهي تسير نحوه بنعومة مبالغة راسمة أحلى ابتسامة متمالية بجسدها الرشيق
- مرحبــاً
فور استماعه لصوت الانوثي حتى استوعب وجودها امامه تجولت عينيه على جسدها ثم أشاح نظراته عنها ببرود ماحياً جمالها بنظراته اقتربت نحو اكثر لتقبله على وجنتيه
قائلة بنعومة
- صباح الخير .. أهلاً وسهلا بك
ابتسم لها بهدوء قائل
- صباح الخير
سار بعدها إلى الأمام فسارت معه منزعجة بانه لم يفكر بتقبيلها حتى قبلة واحدة .. إلا أنها أخفت ذاك الشعور متيقنة أنهُ لا يفيد مع دانيال توقف فجأة عن السير
فانتفضت الأفكار برأسها بفضول لمعرفة سبب توقفه عن المشي إلا أنهُ خيب أمالها عندما قال
- هل السيد جوزيف بالداخل؟
خابت أمالها ثم قالت بغيض كتمته بصعوبة
- ينتظرك في الداخل
هز رأسه ثم سار معداً نفسه لمن يوجد داخل الفلا وكما توقع السيدة روندا في أنتظاره ترحب به فور دخوله للفلا ابتسم برسمية وتقدم نحوها انحنى ليلقي التحية
عليها مستمع لترحيبها لم يلحظ تلك الأعين المحدقة به بشغف صوته الرجولي عندما كان يرد عن اسئلة والدتها كان جذاب لدرجة انه استطاع أن يهز كيانها
انتبهت لصوت والدتها
- دانيال .. تفضل لنتحدث بالداخل لن تبقى واقفاً
- اه .. سيدتي أكمل بأعتذار قائل أنا أعتذر لا أملك الوقت الكافي أريد رؤية السيد جوزيف لقد طلبني كما سمعت
قالت باستفهام
- سمعتُ أنك قادم من المحكمة .. هل وجدت المنزل الذي تريده..؟
كبت ثورة غضب وهو متأكد أن والدته هي من أخبر السيدة روزا فقد سمعته يتحدث بالهاتف على عثوره على المنزل قال بهدوء
- نعم .. قبل دقائق سُجل باسمي
- أه .. فركت يدها بشعرها وهي تقول لكن لماذا تبحث عن منزل دانيال لقد حيرتنا جميعاُ..؟
أشاح نظراته عنها ليقول بجمود موضحاً لها أنهُ لن يرد على السؤال بطريقة لبقه
- أين السيد جوزيف..؟
فهمت من نظراته أنه لن يجيب عليها و خاصة عندما أظهر انزعاجه من السؤال تدخلت كرستين بسرعة لتقول بتوتر مخفي بابتسامتها
- لتتفضل بالأول إلى الداخل ..

دعي الشاب يستنشق قليلاً من الهواء يا صغيرتي

التفت مع دانيال لصوت القادم من أعلى السلالم كان السيد جوزيف يبتسم لهم وهو ينزل من السلالم سائراً نحوهم ابتسم بمزاح مكملاً
-لن يهرب بكل تأكيد .. ساسرقه دقائق منك لنتحدث ببعض أمور العمل ...ثم ليبقى معك كما يشاء غمز لهما بابتسامة تسلية ثم وجه نظره لدانيال مكمل أليس كذلك..؟
صمت قليلاً ثم قال ليرد
- مـاذا ..؟
صدمت كلمة ماذا كرستين كثيراً بينما ضحك السيد جوزيف ثم قال
- ابنتي لن تهرب يمكنك البقاء معهما كما تشاء بعض مناقشة بعض الامور
لم يوجه نظراته لكرستين بتاتاً حول نظراته إلى برود و اكتفى فقط بهز رأسه وسـار مع السيد جوزيف إلى المكتب ليناقش بعض أعمال الشركة تاركاً خلفه فتاة
كادت تحترق بنيرانها وهي تحدق بجسده الذي ابتعد عنها ببرود
.................................
مشت بين الشوارع بخيبة أمل لا تعرف سببها .. بحزن سيطر عليها .. أو ربما شعور بالذنب ..لكن لماذا شعور الضيق يلاحقها ..؟ لقد حققت ما أرادته باعت المنزل
و سترد كل الديون التي كانت عليها .. ستستأجر شقة صغيرة وستعمل لجلب المال فور استقرارها ... بالتأكيد سيأتي وقت ينفذ فيه المال الذي حصلت عليه نتيجة لبيع
المنزل لذلك عليها إيجاد وظيفة مناسبة لها .. هاهي حياتها قد بدأت بالتيسر ...أين تكمن المشكلة ..؟ هل يؤنبها ضميرها لأنها باعت منزل والدتها لشخص قذر.. أناني..
لا يرى سوى نفسه... احست بالدوار و هي تقطع الشارع دون النظر يميناً أو شمالاً ...لم تلمح تلك السيارة المـارة المتقدمة نحوها ...دوى صوت صرختها العالية في
شارع اشبه معزول من المارة... أحست بألآم فظيعة بجسدها و صوت لم تميزه فتحت عينيها بتعب ثم اغمضتهما بسهولة مستسلمة لعالم الظلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
ها هو بين يديك لقد أتممنا عملنا .. قال ممازحاً ثم أكمل لم آخذه إلا قليل من الوقت التفت لدانيال ثم قال مبتسماً أنا اسف إذا كنتُ قد عطلت مكوثك مع ابنتي بالعمل يمكنك
أن تبقى معها كما تشاء الآن .. غمز مُكملاً لن يزعجكما أحد .. سـار بعدها بعد أن تأكد من ابتسامة ابنته السعيدة
رسمت ابتسامة ساحرة بعد مغادرة والدها الحديقة بينما كان هو يقف ببرود محدق بها بهدوء تقدمت نحو بتمايل قائلة بصوتها العذب
- أتمنى أن العمل لم يكن مزعجاً
حرك حاجبيه وهو يرمي معطفه على طاولة أمام المسبح في الحديق سار ليجلس على إحدى الكراسي حول الطاولة قائلاً
- ناقشنا بعض الأمور .. لم يكن متعباً
ضحكت برقة وهي تسير لتجلس بالكرسي بجانبه قائلة
- الجو منعش اليوم .. ليس مناسب لإرهاق العمل
تقدمت في تلك اللحظة إحدى الخدم حاملة كأسين من عصير الفراولة الطازج قدمتها لهما و غادرت بعد أن ألقت التحية باحترام شرب قليل من عصير الفراولة
قائلاً بانتعاش
- امم لذيذ..
التفتت له متأملة عينيه المغمضتين وهو يشرب كأس الفراولة بلذة قالت
- تبدو عطشاً ...
عدل من جلسته لينظر لها جيداً قائل
- انهُ منعش ..يناسبني بعد أيام شاقة من الأرهاق
قالت بفضول
- تبدو بمزاج جيد .. متأكدة أنك حصلت على منزل رائع
تنهد براحة وهو يقول
- ربما ذلك...
- إذن لهذا أنت تبدو لطيفاً اليوم
كتم ضحكة خفيفة كاد يفلتها قائل برواق
- اعتقد أني بمزاج جيد اليوم
قالت بحيرة
- لا أعرف لماذا تهتم بشراء منزل رخيص بمكان لا يليق بك بينما تعودت على الترف والدلال
تغيرت ملامح وجهه لانزعاج واشتدت عينيه غضباً شعرت بالخطر من تلك النظرات حيث أشاح وجهه عنها و هو يقف من على الكرسي
ويضع كأس الفراولة بغير نفس على الطاولة ليقول بجدية وهو يحمل معطفه
- سأذهب الآن ...
ادركت بالخطر ولامت نفسها كثيراً وهي تشتم بسرها غبائها على إغضابه عندما تحرك خطوتين ادركت ما سيفعل لحقته بخطوات سريعة لتقطع طريقه قائلة بسرعة
- أنا آسفة ... حدق بها بدون اقتناع فاكملت اقبل اعتذاري لن اتكلم بشي يزعجك بعد الآن
- لقد سبق أن فعلتيها عدة مرات
رد ببرود فخاب ظنها ...كما توقعت استاذ قاس بمعاقبة تلاميذه رفعت عينيها الخضراء لتحدق به جيداً عندما تحرك ليغادر امسكت ذراعه بسرعة لتمنعه من الرحيل
مما جعله يقول بنفاذ صبر
- ماذا الآن كرستين ..؟
- أرجوك ...لا تذهب أنا آسفة .. اضطرب صوتها وهي تكمل لن اكررها لكن لا تبتعد .. لا تبتعد دانيال
صوتها المليئ بالأسف اوقفه لثوان ..إلا أنه لم يقتنع جيداً حاول إبعاد ذراعه عنها بلطف دون جدوى قبل أن يبعدها بقسوة اوقفه الصوت المرأة المتوجهه نحوهما
دانيال لا تكن قاس ..
افلتت كفها من ذراعه وتحركا بسرعة نحو الصوت .. رؤيتها لوالدتها في تلك اللحظة أمر لم تتوقعه .. ألقت نظرة على دانيال الذي كان يبدو هادئ وهو يحدق بالسيدة
روندا التي كانت تقول
- ما بك يا بني ..؟ لتعذرها اليوم .. لا اعرف ما الذي اغضبك .التفتت لابنتها وهي تكمل لكنني أعرف أن كرستين هي من اغضبتك
فتح فمه ليقول بتوتر
- سيدتي .. لم يجري شي .. لكن ...
قطعته قائلة بحزم لطيف
- لا أمر يستحق أن يشب شجار بينكما ليس من اللائق أن يغادر شاب مثلك فلتنا وهو غاضب
هز رأسه الخالي من أي التعابير وهو يتمتم
- لكِ ما شئت
لمح تلك الابتسامة التي لمعت بشفتين كرستين و كأن الأمل عاد ..وسرعان ما غادرت والدتها حتى استغلت الفرصة مقتربة منه لتمسك أنامله وهي تقول بشوق
- دانيال.. نسيتُ أن أريك شي .. تعال معي
حدق بها بحيرة قبل أن يمشي معها استجابتةا لأناملها التي شدته داخل إلى الفلا ... ذبلت عيناه ليكسوها البرود فاستجاب لها فقط ... و هو ينتقل معها من مكان لآخر في
إنحاء الفلا الواسعة ...صاعداً السلالم ليسير معها في الطابق العلوي ..كان يستجيب لغمزاتها وابتسامتها راداً بملامح خالية من التعابير..ما إن وصل لتلك الغرفة حتى عرف
فوراً أين هو يا طالما دخل هذه الغرفة أكثر من مرة ..فتحت الباب قائلة بلطف
- أهلا بك .. تفضل
جر قدميه داخلاً غرفتها التي دخلها عدة مرات معها ... لم تُغير موقع غرفتها بل قامت بتغيير جذري لديكور ..لم يثير استغرابه ابداً التغيير العجيب للغرفتها فهي
تفعل ذلك كل ما ملت من غرفتها... تأملت عينيه الغرفة التي طليت باللون البنفسجي رائحة عطور الأزهار كانت جذابة و مريحة ... تأملت عينيه الغرفة لتستقر
على السرير الضخم ممزوج بلون البنفسجي والأبيض الذي يتوسط الغرفة الضخمة ثم مرت عينيه بالمنضدة متجة نحو التسريحة ..انواع العطور بألوانها المختلفة
كانت منتشرة على التسريحة بشكل جذاب الأرضية المغطاة بالسجاد البنفسجي .. والستائر الراقية متناسقة مع ديكور الغرفة بعد ان مرت عينيه على الغرفة بشكل
سريع التفت للخلف على صوت انطباق الباب خلفه .. ألقى نظرة تفحصية لها متفحصاً منظهرها بفستانها الخالع .. أحست بالسعادة تغمرها عندما كان يحدق بها
بنظرات اشعرتها بأن جمالها الطاغي أثر به ..تمايلت بالمشي وسارت لتقابله بينما ارتفعت يديها حول عنقه أشبكت أناملها حول عنقة وهي تهمس بجراءة
- لو تعرف ما يجري بقلبي يا دانيال.. اي بشر أنت ..؟ ماذا تفعل بي يا رجل..؟
ألتوت شفتيه باستهزاء بينما لم يتحرك ليبعدها عن جسده و كأنهُ يسلي نفسه قليلاً ..استمتعت بنظراته التي اشعلت نيرانها .. احترقت بشرتها بانفاسه عندما
مال بوجهه هامساً بأذنيها بصوت خافت كخرير الماء
- ترغبين بي بشدة .. كرستين ..
عندما هتف باسمها بصوته الجذاب وجدت أن اسمها هو افضل اسم بالعالم ..نظر لها بعينيه الرماديتين بينما ارتفعت كفيه لتمسك وجهها بين يديه متأملاً وجهها جيداً
أحست بالحرارة تسري بجسدها .. غير قادرة على مقاومة لمساته على وجهها ..همست بعشق
- أرغب بك ..! .. أنت مخطئ أنا أريدك لي فقط .!. أريد دمج روح بروحك .. ! أريد أن أحضى بحنانك و عشقك ... أرجوك دانيال أغمرني بحبك
اسمعني أحلى مقطوعاتك ..أعشقك وأعشق كل ما تحبه .. أعشقك وأعشق عالمك بكل ما فيه ..
بلحظات واحدة أنها كل شي مبعداً إياها بلطف عنه ..طعنها بسهولة كما يفعل كالعادة ..يجرح كل من أمامهُ باسلوبه ...
كان يسير بالغرفة ذهاباً وإيابا حتى توقف امام النافدة متأملاً جو الحديقة في الخارج ... اسند جسده الى النافدة مديراً رأسه لينظر إلى كرستين ...واقفة على بعد مسافة
متوسطة منه...مرر أنامله على شعره الكثيف و أعاد نظره لنافدة ليقول مغمغما بجدية بدت من صوته الجليدي
- لا أجد ما يرضيني.. لم أعثر على شيء ثمين يرضيني بما فيه الكفاية .. حرك رأسه ليحدق بملامحها المذهولة مكملاُ بسخرية هه .. أليس هذا أمر مضحك..! ؟
شاب بمكانتي يحصل على كل ما يريد .. إلا انني لا أعرف ما أريد .. أنا كالغواص أبحث عن لؤلؤ فريد و عندما أحصل عليه أرميه بأعماق البحار بغير اكثراث لثمنه
الباهض.!. أنا غواص طماع ..! لم احب يوماً جمع اللؤلؤ .!. أنا اطمع بلؤلؤ حقيقي ..فلاشيء يستحق حبي له .. سوى البيانــو...!

و كأن هناك من صفعها بكلماته الغريبة .. أغمضت عينيها بألم عاجزة عن فهم كلماته جيداً.. إن كل حواسها تدعوها لرفض ما يقول .. لعدم الاستيعاب .. لا ولم ترد
أن تفهم كلمة مما قال ..شعرت بعيناه تستقر عليها بهدوء ..نظراته عندما يراها تشعرها بأنها فاتنة حقاُ .. أنها حقاً تثيره بجمالها .. لكن الكثير من سماته .. تجعل الامور
أشد تعقيداً و تشوش تفكيرها .. فتسمح للأوهام السيطرة عليها ..
ابتسم ابتسامة جانبية عندما حدقت به بثبات بخلاف ما يجري بداخلها فسار ليجلس على السرير و هو يقول
- ماذا ستريني ..؟
تذكرت بثوان أنهُ لم ينسى سبب قدومه لغرفتها .. فابتسمت متجاهلة كل شي ممتجهة بسرعة نحو خزانة فتحتها قائلة بمرح
- امم .. ماذا تتوقع ..؟ ...
تتبعت عينيه جسدها وهي تخرج شي من الدولاب وتسير بخطوات رشيقة لتجلس بالقرب منه على السرير .. حدقت عينيه بما اعطته ..
- ألبوم صور !
ادار رأسه ليحدق بها بتعجب ..هتفت بعشق
- افتحه ..
أعاد نظره للألبوم فيما أمتدت أصابعه يده تفتح الألبوم .. استقرت عينيه على أول صوره له مع كرستين و كما تذكر كانت في آخر سفرة له معها قبل فترة ..أخذ يقلب
الألبوم لينظر لصور المنتشرة به .. لقد نسي أمرهم تماماً .. لم يهتم لو نشرت تلك الصور بالمجلات .. كل صور كانت وهي قريبة منه بصورة حميمة .. لا يتذكر بتاتاً
أنهُ كان يصدها عنه .. صحيح أنهُ لم يبادر هو بالأول بقربها إلا أنهُ لم يمانع أن تقترب كرستين منه .. توقف على إحدى الصور على همساتها التي تخلخلت مسامعه
كأنها نغم موسيقي
- ألا تذكر ..؟ .. كنت ودود معي يا دانيال ..
أغلق الألبوم مستشعراً بأنفاسها في وجهه .. اندهش من قربها الشديد منهُ حيث أنهُ لم يلاحظ ذلك من البداية بينما هي التي استغلت اندماجه مع الصور لتقترب منه
.. لمسات أناملها الرقيقة مرت على وجهه بنعومة فاستطاع النظر للون عينيها الأخضر الفاتح المقابلة لعينيه ...عجز عن فعل أي شي عندما رمت نفسها بين أحضانه بنعومة
فيما امتدت أناملها خلف ظهره لتمر على أنحاء ظهرة بإغراء و هي تقول
- اشعرني بشيء من الحنان .. أنت تحبني ترغب بي .. اخبرني بذلك
ابتعدت قليلاً عنه محدقة به منتظرة إجابة .. مررت أناملها على خده بلطف ..فصدمت أنها لم تجد أي نظرات حاقدة لها أو أي صدات كما كان يفعل .. بل وجدت عينيه
تائهة من لمساتها .. هل فاجئته ..؟ وجدت نفسها تحدق بشفتيه بإغراء ..لم تعرف كيف امتلكت الجراءة مجتازة الخطوط الحمراء عندما اقربت شفتيها من شفتيه بتردد
خوف من ردة فعله .. فدهشت عندما لم يفعل شيء .. بدون تردد اقتربت لتقبله قبل أن تلامس شفتيها شفتيه ...دوى صوت رنيين الهاتف ليشعرهما بالواقع .. عضت
شفتيها بانزعاج وهي تلقي الشتائم بسرها على المتصل .. بينما دفعها هو بلطف عنه مخرجاً هاتفه النقال من جيبه ..نظر لثوان لشاشة ... أمي ...امتدت أنامله ضاغطة على الزر
الأخضر رافعا الهاتف لأذنه بسرعة مستغرب من اتصال والدته المفاجئ
- مرحبا .. اشتدت عينيه وهو يسمع لقول والدته على الهاتف فرد مندفعا.. ماذا أمي ..؟ لابد انك تمزحين ....استمع لحديثها ثم أكمل كيف فعلتي ذلك ....رد بعدها على توسلاتها
بحنق .. وماذا سأفعل أنا ..؟ .. إن هذا يسمى غباء .. قبض على كفه بقوة وهو يستمع لتوسلاتها التي تزداد رداً باستسلام مسافة الطريق فقط سأكون عندك

وقف من السرير بغضب سائراً نحو الباب توقف قبل خروجه على صوتها تقول
- إلى أين .. ؟ سارت نحوه وهي تكره ذاك الاتصال المزعج .. وقفت أمامه قائلة ماذا حدث لتغضب هكذا
بانفعال رد
- الشأن ليس شأنك يا كرستين .. اكمل بنفاد صبر ابتعدي عن طريقي
علمت أن تلك المكالمة اثارت اعصابه .. فقالت
- ألن تودعني .. ألن أحضى بقبلة قبل رحيلك
كتم تزفيرة غضب .. عندما رأى ملامحها التي كانت تذكره بما كان يجري قبل دقائق مال نحو خدها ليقبلها بهدوء قبل ان يغادر الغرفة صافق الباب خلفه غير مكثرث
ببركان الغضب الذي فجره قبل ثوان بكرستين....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اااه ... تأوهت بألم و هي تفتح عينيها ببطئ بدأ العالم يوضح أمامها فور تخلخل قليل من الضوء لعينيها ليمحي الضباب ...ألآم الرأس كانت فظيعة ..و تشعر بالعطش ..
فتحت عينيها أكثر وأكثر وهي تمرر أصابعها على وجهها بثقل .. تبينت الصورة لها شيء فشي حتى بدت تتأمل المكان المظلم ...أنارات صغيرة كانت
تنشر ضوء خافت برتقالي ..ساعدتها على تأمل المكان قليلاً ..اتسعت عينيها محاولة تذكر شيء .. أين هي ..؟ ما الذي جرى ..؟ مررت كفيها على رأسها بعجز
عن التذكر .. شيء فشي بدأت تذكر قطعها لطريق بدون انتباه .. تتذكر سيارة مسرعة... لم تذكر شي أكثر من ذلك .. حدقت بالمكان برعب .. قبل ان تقفز من على
السرير بخوف ..كاتمة تأؤه من رضوض بجسدها .. سارت دون ان ترى شيء و بدون انتباه قبل أن تصدم بالنافدة المفتوحة .. هذا ما ماكان ينقصها حقاً صدمت
بالنافدة على رأسها افقدتها ما تبقى من توازنها ..من غير مقاومة سقط جسدها بسهولة قبل أن تتدخل يد قوية بسرعة لتحاوط خصرها مانعاً إياه من السقوط وبحركة
سريعة دس يده الأخرى تحت ركبيتها ليحملها بسهولة معيداً إياه فوق السرير ...
كانت اشبه بفاقدة الوعي .. تشعر فقط بحركات خفيفة حولها والعالم يتشوش أمامها .. دكتور .. دكتور .. لقد استيقظت .. تبدو.... كلمات بصوت خفيف كانت تستمع إليها
غير مستوعبة الحوار الذي يدور بجوارها ...
لم تعرف كم مر من الوقت وهي نائمة او ربما فاقدة للوعي ... استيقظت هذه المرة بوضوح... أحست أنها مستلقية على السرير... فتحت عينيها ببطء لترى رجل جالس على
الكرسي بجانب السرير الذي هي فيه
- كيف تشعرين الآن..؟
فتحت عينيها محدقة بالرجل الكبير ..بملابسه البيضاء .. كالأطباء ففهمت انهُ طبيب .. غمغت بتعب
- أحسن قليلاً... أشعر باألآم بجسدي
- ما كان عليك القفز من على السرير بكل قوتك لو لم ينقذك سيدي من الوقوع على الأرض لكنتي أشد سوء في هذه اللحظة
تذكرت تلك اليدين التي امتدت لتحملها قبل وقوعها على الأرض ... ثم أصوات خفيفة حتى فقدت الوعي مجدداً ..بلعت ريقها وهي تغمغم بتعب
- من أنت ..؟ ..... وأين ....أين أنا ..؟
تغيرت ملامحه توتراُ فيما تحركت عيـنيه لتلقي نظرة خاطفة نحو الجسد الواقف امام النافدة بهدوء ...أعاد نظراته لمريضته مدركاُ انها لم تشعر بوجود أحد غيره
معها بالغرفة .. ابتسم بتوتر وهو يقول
- لم تصبي بأي كسور كانت الصدمة خفيفة .. فقط رضوض خفيفة ..اعتقد أن سبب كل هذا النوم هو الأرهاق .. يجب أن تريحي نفسك قليلاً يا آنسة
ختم كلماته مع تحرك الجسد بخطوات هادئة بالغرفة الضخـمة ... يمشي على الغرفة تاركاً صدى خطوات أقدامه .. تفتحت عينيها ذعراً عندما اوضح لها ضوء الأبجورة
الخفيف بعض من تلك الملامح ... شدت على اسنانها بقوة فيما شعرت بارتباط لسانها... لم تستطع سوى توجيه نظرة حادة نحو الطبيب مستفهمة إلا انها صعقت عندما
قال الطبيب مبتسماً
- أتمنى أن تشكري السيد دانيال .. لقد حملك فوراً قبل وقوعك كنتِ قد تصدمين بطاولة زجاجية ..
كلامات الدكتور اسرت قشعريرة بجسدها عندما تخيلت أنها كانت بين يدين دانيال .. أنها تتذكر اليدين التي حملتها فوراً قبل فقد توازنها .. هل كان وسيلة لانقاذها من الموت
كلمات الطبيب الاخيرة جعلها تشعر بقيمة ما فعله دانيال عندما قال الطبيب مكملاً ...لو حصل ذلك لما كنتِ مفتحة العينين في هذه اللحظة... توقفت صدى الخطوات على الأرضية
فادركت توقف الفاعل عن التحرك .. رفعت نظرها نحوه فيما بقيت عينيه تحدق بها و كأنهُ ينتظر قنبلة ..برقت عينيه الرمادية في ظلام عينيه كالذئاب
فيما تسمرت هي تنظر له متجمعة كل قوتها ..أنها لا تتذكر سوى سيارة تصدم بها .. لماذا هي هنا ..؟ ألقت نظره نحو الطبيب وهي تقول بصوت أجش
- لماذا أنا هنا ..؟
توتر الطبيب محدقاً بها متذكر تعاليم وجهت إليه أثناء نومها نظر لدانيال الذي أشار له بنظرة بعينيه كدليل على ان يغادر المكان ابتسم الطبيب قائل
- عن أذنكما
جر قدميه الطبيب خارجاً من الغرفة متجاهلاً صرخات مريضته التي جنت عندما غادر الطبيب لتختلو بالمكان مع دانيال ... قفزت كالنمرة المتوحشة متجاهلة
الرضوض بجسدها فيما كانت تصرخ بجنون .. ليخبرني أحد بشيء .. ألا يفترض أن أكون في منزلي حالياً .. أنا بخير...استمرت تصرخ كالمجنونة غير محدقة بالذئب
الذي ينظر لها وهو مستند على خزانة ملابسه محدق بالثورة التي أمامه بهدوء ...قفزت تصرخ .. وسارت بالغرفة ذهاباً وإياباً كالأسد الحبيس بسجن من قضبان الحديد و جدت
نفسها تفرغ كل ما بداخلها بصرخة هزت الغرفة ختمتها برمي مزهرية زجاجية على الارض بعنف . . صوت صدى تحطم الزجاج إلى أشلاء دوى الغرفة ...انتشرت قطع
الزجاج بالغرفة .. وخمدت الازهار على الأرض ذابلة من غير ماء ... هدأت فجأة محدق بالباب الذي خرج منهُ الطبيب ألقت نظرة خاطفة نحو دانيال ثم ركضت
مهرولة نحو الباب ....قبل ان تمتد كفها لمعصم الباب ...امتدت يد قوية معترضة طريقها... اطبقت أصابعه القاسية على ذراعها بقوة جرها متجاهل شتائمها بالصمت
عندما اوصلها إلى وسط الغرفة اوقفها لتقابله ... كانت كالريشة بين يده حيث شل حركت مقاومتها بيد واحدة ...اضطربت انفاسها نتيجة للمجهود الذي بدلته في القتال
بينما ظلت عينيها متسمرة تحدق به ولم تشل يده حركتها فقط بل عقدت لسانها عاجزة عن الصراخ ..
- هل انتهيتي ..؟ ...اشتد صوته غضب قائل بصوت أجش مليئ بالغضب وهو يهزها بكفه بقوة ..هلا توقفتي عن هذه الحماقات قليلاً أيتها الطفل الرضيع ..
صمت قليلاً ثم اكمل بثورة قائل..... صـــراخ .....جنون .... إزعـــاج ... وتكسيـــير مـــزهـــ.....
توقف عندما لمح عينيها المغمضتين برعب .. وملامح وجهها التي اشتدت خوفاً .. لاحظ أنهُ يهزها بكل قوته و بصوته الغاضب ... منظرها وهي مغمضة العينين مرعوبة
اشعره بالضحك والتسلية ...كتم ابتسامة قائل بتسلية ...
- أتخافي مني..؟
عندما توقف عن هزها .. استعانت ببعض من القوة .. وخاصة عندما ادرك خوفها منه .. اشعرها هذا بالجنون ..رفضت الفكرة بعنف رفعت ذقنها بشموخ قائلة
- انا لا أخشــاك ... صرخت عليه .. اغرب عن وجههي حالاً
اندهشت بضحكته التي فجرها باستهزاء .. ذكرتها بمعهد الموسيقى .. اتسعت عينيها وهي تقول بحنق
- لماذا تضحك ..؟
واصل ضحكته ثم قال
- صححي المعادلة أيتها الصغيرة .. فأنتِ تحت ضيافتي اليوم .. عندما لمح نظرات الاستغراب والاستنكار قال باستفزاز ما رأيك بجناحي .. سلين ؟
جرت قشعريرة بجسدها عندما خرجت حروف اسمها من فمه بصوت فحيح الأفعى ... فيما جنت غير متفهمة انها في جناحه .. هل هي بقصره . . ؟ لا بل نامت على سريره
كم يبدو.. لـماذا ؟حركت رأسها بعدم استيعاب ..ثم اوقفت نظرها نحوه تفكر بطريقة الانتقام .. بطريقة تفرغ ما بداخلها من قهر ..بخطوتين فقط كانت قد وصلت لتمسك ذراعه بقوة
اتسعت عينيه محدقاً بما ستفعله عندما مالت بوجهها نحو ذراعه لم يفهم شيء خاصة عندما انسدل شعرها الاسود ليغطي ذراعه .. لم يشعر إلا بعضة قوية كادت أن
تقتلع جلده .. اغمض عينيه بألم من عضة يشك أن كلب مسعور لن يعض كعضتها حاول إبعادها عنه بيده الأخرى فوجد قوة اسنانها على يده تشتد لم يشعر إلا وهو
يدفعها لإخلاص ذراعه من اسنانها الحادة دفعها فتحررت ذراعه من اسنانها ما لم يتوقع حدوثه أن دفعته الخفيفة قد هرولت بجسد سلين لتفقدها توازنها لتوقعها بالأرض
ليصدم رأسها بحافة السرير ..نسي في تلك اللحظة عضتها التي سببت تشوه في يده .. هرول نحوها ومال بسرعة على الأرض مستمع لتأوهها من ألم ضربة الرأس
أخذ نفس عندما ادرك أنها لم تفقد الوعي مجدداً تمتم بهدوء
- أنك خفيفة .. كيف فقدتي توازنك بدفعه بسيطة أردت منها حماية ذراعي من كلب مسعور
لم يسمع أي صوت قادم منها ..شعرها كان منسدل ليغطي جزء من وجهها .. بينما جسدها مرمي على الأرض بجانب السرير.. مال نحو رأسها الواقع على طرف السرير
المصنوع من الخشب القوي ...اغمض عينيه عندما تحرك ضميره قليلاً ... كم شعر بالشفقة نحوها .. ماذا فعل هو..؟ تأملها ثوان ثم امتدت أناملة بتردد .. نحو وجهها همس
قبل أن تلامس اناملها بشرتها
- سلـــين ... ســ سلين
كرر اسمها بهدوء فلم يسمع اي رد منها تقدمت هذه المرة أناملها لتبعد خصلات شعرها عن وجهها ..
- إيــــــــاك و أن تلمسني
صرختها تلك ابعدته فوراً عنها ملاحظ قربه منها ... اشتدت عينيه عندما رآها تقفز دافعة إياه .. وهي تفرك بيدها الضربة .. تناسى شعور الشفقة عندما لمح كل تلك القوة
تعود بثوان لها...فيما ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيه .. وهو يراها واقفة امامه بعينين ثائرة ..مرر كفيه على شعره الكثيف وهو يشده مدهوشا منها قال بتهجم
- أيتها النمرة المتوحشة... ماذا تظنين نفسك فاعلة .. ها ؟.. أي طاقة لذيك ..؟ لقد فقتي من دقائق من حادث ..! ابتسم ساخر قائل على هذا اللسان السليط بأن يعرف
قيمة ما يقوله .. وإلا اقسم ان تكون نهايته على يدي ...
لم يخفو عليه ملامحها المرعوبة..إلا أنها كانت كالوحوش المفترسة .. أخفت تلك الملامح وهي تقول بصراخ متجاهلة كل شي
-... هل أنت من صدمني ..؟ تفاعل صراخها وهي تكمل وإذا كان ذلك لماذا أنا هنا ..؟
- لا تصدقي نفسك كثيراً ..عادة الضيوف المزعجين ليس مرحبين بهم في جناحي..
قالت باستفزاز
- بالطبع .. لا تستقبل بجناحك غير الوجبات الدسمة .. من يصل لذوقك .. استفزته اكثر مكملة بسخرية يا عـازف البيانو الشهير ...
كلماتها وصلت لهُ جيداُ .. الوجبات الدسمة كان تشبيهاً رائعة بفتياته الكثر كما تدعي سلين ..رفع إحدى حاجبيه مشداً على قبضته يده ... لم يعجب بكلامها تقدم
خطوتين للأمام فتراجعت للخلف .. ماحية الخوف منها رغم تلك التغيرات التي تتطرأ على وجه دانيال في تلك اللحظة ... قال
- ضيفة ثقيلــة ..! كلمة ثقيلة كلمة خفيفة تقال بحق فتاة مثلك... اكمل ساخر أنا فقط مضطر لاتحمل اخطاء سائق امي العزيزة . . هل تعلمين ماذا فعلت امي..؟
صمت محدق بملامح وجهها ثم اكمل بفضاضة
صدمتك واحضرتك لجناحي .. طلبت مني الاعتناء منك جيدا .. خشيت على أن تلتقط لها كاميرا الاعلام عن هذا الحادث وتدخل في داومة اسئلة ..
اكمل غير مهتم للقنابل التي يفجرها .. خشيت أن تكوني فتاة لعوبة و تألفي القصص الكاذبة عن هذا الحادث .. واخيراً احضرتك لجناحي لأقنعك بطريقة جميلة
على عدم تبليغ الشرطة بهذا الحادث...

كلماته كانت فظيعة .. هدأت فجأة غير مصدقة لما يدور حولها .. شحب وجهها اكثر محدقة به اكمل هو
- علمت أنها ابنها يمتلك خاصية جذب مثيرة .. لكنها كانت لا تعرف انها صدمت فأرة للعوب...!

فأرة .. ما باله يدعوها اليوم باسماء حيوانات ألم يكتفي بالنمرة .. والكلاب المسعورة.! وضعت كلتا يديها على أذنيها بعدم استيعاب .. ترفض الحقيقة ..ثوان فقط حتى ادركت
بالمرأة التي دخلت الغرفة و كأنها سمعت كل شيء من ملامح وجهها التفت للمرأة التي كانت تقول بحزم لدانيال
- بني.. لماذا تقول كل هذا الان ..؟ .. التفت لسلين وقالت بقلق هل انتِ بخير يا صغيرتي ..؟ لا تهتمي لما يـقوله دانيال
ابتسم بسخرية من كلام والدته ثم قال
- و هل كذبت ..؟ ألم تكن الحقيقة ؟
- بــ............
قطعتهما بصراخ يكفي.......... أرجوكما يكفي.... اتجهت عينيها نحو الباب المفتوح وبدون إي انذار هذه المرة هرولت متناسية كل ألآمها لم تكن تدري أين تمشي ..
ولأي مكان تذهب.. فقط نظرات الخدم كانت ترمقها بنظرات الاستغراب .. من سلم لسلم انتقلت... لم تجد نفسها إلا وهي واقفة أمام باب كبير زجاجي
توضحت لها الحديقة من الخارج ففهمت أنهُ باب الخروج من هذا المكان ...اجتازت باب الخروج راكضة بدون وعي .. بحديقة كبيرة جداً لم تعرف
كيف وصلت للباب الحديقة وكم ركضت للوصول إليه ...الذي لو تاجوزته لخرجت من هذا القصر..كل ما عرفته بتلك اللحظة أنها بالمساء تأكدت أنها كانت نائمة كل تلك
الفترة على سريره ... عصبيتها كانت فائقة عن الحدود فور أن اقتربت من باب القصر حتى انتبهت على الحرس الموجودين حاوت أن تبدو طبيعية وهي متأكدة أن
دانيال لم يحثهم عن وجودها في القصر خوفاً من الشوشرة سارت بهدوء وهي تحييهم مدعية أنها ضيفة مغادرة ..لمحت الشك بعينين الحرس إلا أنها استطاعت تجاوز المكان ..
مشت بخطوات سريعة .. في إحدى الشوارع .. غير واعية لما يحدث معها .. صرخة قوية من خلفها افزعتها ..
- ســــــــــــلين .. عودي ..... كوني فتاة عاقلة ...وارجعي معي
ذاك الصوت ميزته جيداً .. بدت تنهار شيء فشيء بدت تذوب مع اول قطرة مطر نزلت لتبلل خدها .. تجمعت دمعتان تحجرتا بعينيها ..مع قطرات المطر الخفيفة
استدارت في الشارع لتنظر له ...بين الناس الذين يركضون في الشارع خوفاً من أن يبللهم المطر ..تدحرجت دمعة حارة على خدها في جو بــارد قائلة بهدوء
- ألم تكتفي ..
حدقت به جيداً بكنزته الصوفية .. وسرواله الجينز الرمـادي .. شعره كان يلتصق بوجهه بشكل جذاب مع تبلله بقطرات المـاء تاهت بالنظر فيه ..
بلحظات اشاحت النظر عنه عندما قال ليقطع شرودها به
- لا تكوني كالفئران .. لستُ مخيف لهذا الحد
- أنك لستَ مخيف ... فقط اشمئز من البقاء معك
اطلقت كلماتها مكملة باشمئزاز بعينين حادتين ..اتسعت عينيها مستمعه لرده الغريب بثقة اثارت جنونها
- اشك بـذلك ..
جمدت وهي تراه يقترب خطوة .. خطوة ..نحوها .. فبدت كالبلهاء وهي تحدق بجسمه المبتل بالماء .. احست بكم يعاني من برد .. بينما شعرت بحرارة تسري بجسدها
بخلاف البرودة بسبب المطر قبل ان يقترب أكثر استيقظت على صوت إحدى الفتيات التي تخاطب صديقتها بدهشة ممزوجة بالفرح
انـــظري .. يبدو جميلا على الحقيقة أكثر ... دانيــال وسيــم وعزفــه بروعته ...
انتبهت لنفسها فجأة .. وبخطواته التي اقتربت منها تمتمت توقف .. لا تلمسني ..
اغمضت عينيها بعنف .. وهي تستدير لتركض بجنون .. شيء فشي حتى اختفت اصوات الناس ... لم تكن تسمع سوى صرخاته الهاتفة باسمها .. كان يركض خلفها
لم يتوقع أن تكون بتلك السرعة .. جن عندما اصطدم برجل ..مما أتاح لها الفرصة بالهروب منه .. عرف أنها في غائبة عن الوعي تقريباً ...
لقد كانت حقاً كذلك .. كانت لا تسمع سوى صرخاته .. وصرخات عقلها ... شيء فشيء حتى تعالت اصوات تزمير السيارات لتشعرها بانها قد تفارق الحياة بأي لحظة
ركضت هاربة من سيارة كادت ان تصدمها .. إلا أنها هربت لتقع بالوحل في شاحنة كبيرة متقدمة نحوها .. اطلقت صرخة كبيرة مع صراخ من شخص آخر هتف باسمها
صارخاً بجنون ... اغمضت عينيها و هي ترى نهايتها .. قبل أن تندفع مع شخص آخر لتتجاوز الشاحنة بسلام مهروله بالقرب من شجرة تقابل الشارع المزدحم بالسيارات
... عندما تنفست ادركت أنها لم تمت.. بعد أن فتحت عينيها .. لتتأكد من ذلك مستشعره بالشخص الذي يضمها إليه ممتلكاً إياها ..ابتسمت براحة نفسية بخلاف التعب الذي سيطر
على قواها عندما همس بأذنها برقة
- اخبريني بأنك بخير ..أرجــوكـــ
مررت أناملها ببطء على ظهره طالبة الحنان فيما ابتعدت عن حضنه قليلاً بعد أن حواها على ما تتمناه من أمان تأملته وجه جيداً و هي تهمس
- كيف لي أن لا أكون بخير و أنت برفقتي .. روكـ ..
جذبها إليه مجدداً فيما كان جسده يقابل الشجرة و ظهره موجهاً لشارع المليئ بالسيارات العابرة .. بينما كانت وضعيتها بخلاف عن وضعيته حيث كانت وجهها يقابل
الطريق بينما جسدها مغطى بجسد روك تعالت أصوات تزمير السيارات أكثر واكثر و اصوات السايقين تهتف بالشتائم اتسعت عينيها و هي ترى دانيال يعلق حركة المرور
واقفاً بوسط الشارع ليعيق حركة السيارات ويبدو أنهُ يقف منذُ اللحظة التي انقذها فيها روك بعينين ناريتين... ارتجفت بين احضان روك فضمها إليه أكثر ظان أنها ترتجف
من البرد لم يخطر في باله بأن شيطان كان يقف خلفه بعينين حادة ترمقهما بالغضب.. .. اغمضت عينيها وفتحتهما ..بتوقف تزمير السيارات عندما لم تلمح أي أثر له ....
ادركت آنـذاك أن شيطانها قد هب مغادراً المـكان ... ...^ــ^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:22 PM

[frame="5 80"]الـــبارت الرابع
...........................
~ ورطـــــة غريبة


.. اممم تلذذ و هو يشرب كوب من القهوة في الصباح البـاكر .. كان يرتدي بدلته الرسمية للعمل بلونها الرمادي .. اشرقت عينيه سعادة محدق بالفتاة الجميلة ...النائمة على السرير .. ابتسم مستشعراً بمنظره المضحك .. رجل أعمال ناجح يشرب قهوته .. و هو جالس على الأرض يحدق بفتاة نائمة براحة على السرير ..كان يجلس بجوار السرير على الأرضية الباردة ..مستمع لأصوات زقزقة العصافير .. تأملها جيداً بملامحها الناعمة و هي تغط بنوم مريح كما يبدو .. لم يستطعمقاومة شعرها الأسود المحرر دون اي مقبض شعر.. امتدت اصابع يده لتلعب بشعرها الناعم كوسيلة لأيقاضها وهو يشرب كوب القهوة بيده الأخرى وضع القهوةعلى المنضدة وهو يضحك عندما عبست وهي نائمة منزعجة من اصابعه .. وجدها طريقة مسلية لإيقاظها .. انفجر ضاحكاً عندما فتحت عيناها ببطء وهي عابسة الوجه.. أخيراً استيقظت ..عقدت حاجبيها محدقة به باستغراب بينما زادت ضحكته المرحة و هو يقول- صبـاح الخير أيتها الكسول ...تأملته لثوان .. مستعيدة ذاكرتها .. دفعت اللحاف عنها دون تردد وجلست على السرير وهي ترمقه بكل نظرات الاستفهام والتعجب . توقف عن الضحك وهو يقول ممازح- أنتِ تخفينني .. أرجوك لا تحدقين بي هكذا سلين ضحك .. فعقدت حاجبيها قائلة - روك .. !نطقت اسمه بطريقة اشعرته بالضحك .. وهو يرى ملامحها المليئة بالنعاس وشعرها المبعثر بطريقة مغرية قال بهيام- روك بـجانبك يا صغيرتي ..امتدت انامله لتلعب بشعرها برفق مكملاً اعتقد بأنك نمتِ جيداً هل أراحك منزلي ..؟باستفهام قالت- منزلك ..؟ ..! ابتسم بلطف و هو يقف من على الأرضية قائل بتذمر- لقد تعبت من الجلوس على الأرض منتظر الأميرة النايمة أن تستيقظ ...هل يمكنني الجلوس بجوارك..؟جلس على السرير بجوارها قبل أن ترد عليه محدقاً بعلامات التعجب على وجهها قالت - لم أخبرك شيء عني بعد يا روك .. وضعت كلتا يديها على خصريها وهي تقول بانزعاج ممزوج ببعض المرح أكره من يرد على سؤالي بسؤال آخر انفجر ضاحكاً .. فوجدت نفسها تضحك معه برقة جعلته يصمت ليحدق بها .. مستمعاً لنغمتها بالضحك ..توقفت من نظراته المربكة فقال غامزاً- اكمليها .. أحب سماع ضحكتك ..ضربته على كفه بخفة قائلة ممازحة- تحلم .. ضحكتي ثمينة جداً ضحكت هي هذه المرة ثم قالت مكملة هل نحن في منــز...وضع أناملة على شفتيها برقة ليقول - نحن في منزلي سلين .. إياك أن تخبريني بأنك لا تذكري أحداث البارحةارتبكت وهي تقول - متى نمتُ ..؟ أني لا اتذكر شيءتغيرت ملامحه لجدية وهو يقول - وكيف لك أن تذكري شيء وأنتِ في تلك الحالة .. لقد نمتي في سيارتي بعد ركوبك بدقائق توترت خوفاً من أن يسألها أي شيء قائلة- كنتُ متعبة ..حول ملامحة إلى جدية و هو يقول- اعتقد ذلك .. وهذا ما أريد معرفته لماذا كنتِ تركضين وعيناك تمتلئ بالدموع..؟كسا ملامحها الانزعاج متذكرة كل شيء .. قالت باقتضاب وهي تشيح وجهها عنه- لا تسألني أرجوك .. أحب أن احتفظ الجواب لنفسي- سلين أنا معك .. أعادت نظراتها نحوه فاكمل لن اضغط عليك لكن لو تعانيني من أي مشكلة .. أرجوك لا تترددي بالقدوم إلي ابتسمت بحرج عندما تذكرت أنها نامت مساء كامل في منزله وبمفردهما معاً .. إلا أنها تشعر بالامان... بلحظة تراءت لها صورة دانيال لو كان هو من نامت في منزلهمساء كامل كانت لتشعر بالخوف من ظله .. همست متذكرة شيء مهم - كاثرين ...- لا تقلقي لذلك .. لقد اتممت هذه المهمة - كيف؟همست فرد مطمئناً- بضعة أكاذيب .. ذهبتُ لمنزل كاثرين وأخاها . . أخبرتها أنك تقابلت مع شقيقتي و أن شقيقتي قد أصرت على أن تنامي معها ليوم واحد .. كانت تبدو قلقة عليك و خاصةانك لم تردي على مكالماتها .. بالحقيقة اخبرتها بأنك كنتِ منشغلة .تحولت ملامحها لأسف وهي تقول باعتذار-آسفة لم تكن مضطر للكذب ..غمز بلطف قائل- بل كنتُ مضطر لأجلك سلين اشاحت وجهها عنه بلطف محمرة من مداعبته اللطيفة بكلامه لها ابتسم مدركاً بشعورها أنها فتاة بريئة في هذا المجتمع تتأثر بابسط كلماته قال بعد ثوان من السكوت- لقد تركت لك كاثرين هذا ..راقبته بحيرة وهو يـقف متجه ليخرج مفتاح من الدرج .. عقدت حاجبيها باستفهمام فقال- لقد سافرت إلى مدينة أخرى مع أخاها ..كتمت شهقة ذعر ..فيما توسعت عينيها بخوف وهي تقول بخوف واضح- هل جرى لها شيء ..؟ توترت زيادة وهي تقف من على السرير سائرة نحوه لتقابلة مكملة برجاء أرجوك روك لا تكذب علي اخبرني الحقيقة.. هل جرى لها أو لسيمون شيء.؟ابتسم مطمئنا و هو يربت بكفيه على كتفيها ليشعرها بالراحة قائل- لقد سافرا المدينة التي قدمت إليها والدتهما من السفر لبضعة أيام كما قالت..لم يكن لديها وقت كافي لتودعك فتركت لك المفتاح اخيراً ألتقطت انفاسها وهي تقول بشك - أنت لا تكذب روك..-روك لا يكذب يا صغيرتي - ألن تكف عن منادتي بالصغيرة ...؟ ضحك بخفة و هو يقول - ألن تغيري ملابسك ..؟ حدقت بملابسها التي جفت من ماء المطر .. قطبت حاجبيها بانزعاج قائلة- ما كان علي النوم بملابس مبللة .. كان عليك أن تيقظني ..- حرصت على تدفئة الغرفة جيداً وغطيتك بلحاف بالشكل جيد خوفاً من أن تمرضي ..اكمل ممازح كنتُ انوي تغير ملابسك إلا أنني خشيتُ أن اتلقى ضربة قوية بالصباحشهقت باحراج و هي تضرب كتفيه بقوة فيما انفجر ضاحك من وجنتيها التي توردت احمراراً .. ركض بخفة نحو المطبخ و هو لازل يضحك عليها فصرخت عليه - إيها اللئيم .. لحقته للمطبخ و هي تقول- ماذا افعل لا اطيق البقاء بهذه الملابس و أنا لا املك أي ملابس هنا ...؟استدار لها قائل - احضرت لك كيس ملابسك البارحة من عند كاثرين ستجديه في خزانة ملابسي في غرفتي توجهت نحو الخزانة الموجودة بنفس الغرفة التي نامت فيها مدركة انها غرفة روك ... فتحت الخزانة فوجدت ثوب جميل في كيس ورقي علمت ان كاثرين من اعطاه روك .. ثـوب جميل جداً بالتأكيد فكاثرين تظن أنها في منزل شقيقة روك ..انتبهت لظرف الصغير فتحته لتجد رسال صغيرة ... ليلة رائعة يا صديقتي ... ربما تحتاجين لهذا المبلغ من المال .. أنا مضطرة لسفر لأيام .. كاثرين ..حدقت بالمال التي وضعته كرستين بالظرف .. رغم انها باعت منزلها إلا أن كاثرين لازلت لم تتوقف عن المساعدة ... ابتسمت هذه المرة وهي حقاً تحتاج لهذا المال .. مدركة أن حقيبة يدها قد ضاعت أثناء الحادث.. حمدت الله بانها لم تكن تحمل سوىهاتفها والقليل من المال بتلك الحقيبة ... نظرت للاكسسوارات من الكرستال مع زجاجة عطر فاخرة وبعض ادوات التجميل بالإضافة إلى حذاء عال ابيض يناسق مع الثوب السكري الذي يتوسطه حزام اسود وفي الصدر بعض الزخرفات البسيطة التي زادت من حلته جمالاً .. سلين .. خذي حماماً ساخناً ينعشك .. استدار مبتسمة لروك و هي تقول - أين الحمام ؟- من هنا أشار لها للحمام بتهذيب.. فتوجهت لتأخذ حماماً ساخناً .. وهي لازلت تشعر بالحرج من مكوثها مع روك في منزل بمفردهما صحيح أنها تعرفت عليها خلال تلك الأيام واخبرتهعن بيع منزل والدتها .. لرجل الأعمال دانيال كانت مستغربة أنهُ بدا منزعج بعض الشيء عندما علم بهوية المشتري .. حينما سألته لم يرد عليها قائل بأنهُ لم ينزعج لذلك...لقد عرض عليها أن يشتري هو المنزل بدل بيعه للغرباء .. إلا أنها رفضت لأنها كانت متأكدة انهُ لا يرغب بشراء المنزل إلا لمساعدتها فقط .. ارتدت ملابسها بالحمام بعد أنتهائها من أخذ حمام ساخناً .. شاعرة بالراحة التامـة .. حدقت بنفسها بالمرآة برضا تام ثوبها الجميل كان يصل لأسفل ركبتيها فيما يوجد معه جاكيت اسود صغيريغطي شي من كتفيها العاريتين .. خرجت لغرفة روك فلم تسمع سوى اصوات حركته بالمطبخ فادركت أنهُ في المطبخ جففت شعرها بالمنشفة التي وضعتها كاثرين في الكيسوهي تبتسم أن صديقتها لم تنسى شيء إلا وقد وضعته بالكيس .. ظانه بأن ليلة البارحة كانت أجمل لياليها ..مشطت شعرها جيداً ثم وضعته منسدل على كتفيها برقة.... كان جسدها لازل يؤلمها لكن ليس كما كانت البارحة ارتدت الاكسسوارات على صوت روك الذي يناديها من المطبخ سارت متجه داخلة المطبخ وهي تقول- نعم .. أنا هنا روك صدمت بطاولة الطعام .. التي تتوسط المطبخ المزينة ببعض من المأكولات الخفيفة والعصائر الطازجة .. حدق بها و هو يسير ليضع طبق الفواكة على الطاولة قائلبانبهار بعينين تتفحصها جيداً- تبدين جميلة ..!ابتسمت مقتربة من طاولة الطعام وهي تقول - امم طباخ ماهر .. هل اعددت كل هذا بنفسك ..؟اطلق ضحكة خفيفة وهو يقول بخداع واضح- اممم بصراحة طلبتُ من شقيقتي المساعدة قالت بخبث- اه... هل طلبت منها المساعدة أم أنك لم تجازف بدخول المطبخ ..؟انفجر ضاحك عندما كشفته بسهولة فقال - شقيقتي .. من أحضر هذا الطعام .. غمز مكمل لقد علمت بوجود ضيفة بمنزلي ..فرك شعره باصابعه وهو يكمل بحرج ملاحظ انزعاجها اللمزوج بالحرج الواضح..- امم بالحقيقة اتصلت لأعرف ما يحبه الفتيات من وجبات خفيفة عند تناول طعام الأفطار بطريقة غير مباشرة .. لكن ما لم اتوقعه أن تكون شقيقتي ذكية لقد فهمت الأمر بكل سهولةفي البداية ادعت عدم المبالة إلا أنها قدمت لمنزلي تحمل ألذ أنواع الطعام لو تعرفي كم خفت من نظراتها الخبيثة وهي تسألني بلطف عن الفتاة التي معي ..شعرت بالاحراج من تفكير شقيقته فقالت - أمر مخز أن تأتي شقيقتك وأنا نائمة ابتسم وهو يتجه ليحمل طبق جديد نحو الطاولة وهو يقول - لقد دخلت لتراك وأنتِ نائمة .. عندما لمح ملامحها الغير مطمئنة قال مطمئن . .. لاتقلقي لقد شرحت لها أن الأمر ليس كما تتخيل .. لكن لا اعتقد أنها ستقتنع بسهولة ارتاحت قليلاً من كلامه ثم قالت بتذمر- اوه .. كم ابدو قبيحة وأنا نائمة - ومن قال ذلك ... أنتِ جميلة في كل حالاتك احرجها وصفه لها فسارت معه لتساعده في ترتيب الطاولة وهي تقول - ما اسم شقيقتك..؟ - انجلكيتا .. دائما اناديها انجل .. اختصار لاسمها - انجل .. امم اسم رائع- لو رأيتها ستحبيها كثيراً انها فتاة مشاكسة ذات ست وعشرون عاماً تصغرني بعامينتوقفا أمام الطاولة عندما أنهيا وضع الطعام فوقها فقالت- تبدو مغرم باختك ..- كثيراً .. اشتاق لها دوماً وخاصة عندما تسافر مع زوجها سألته بشك- أهي متزوجة ..؟ - من عام واحد .. لا انكر كم اشتاق لها إلا أنني سعيد جداً بسعادتها مع زوجها لقد عادت من سفرتها منذُ بضعة أيام - اه .. - لن تبقي واقفة طويلاً .. انجل ستغضب أن لم نتناول طعامها ابتسمت باحراج متخيلة تفكير شقيقته بهما .. سـار يحرك الكرسي ليسمح لها بالجلوس قائل بتهذيب- تفضلي - شكراً لك جلست على على الكرسي وسـار هو نحو كرسيه ليجلس مقابلاً لها بدأ بتناول الطعام و هو يقول بلذة - الطعام شهي ..تناولي الكثيرضحكت قائلة- لا تقلق سأفعل ذلك ... اشعر بجوع فظيع بدأت بتناول الطعام بلذة وكأنها لم تأكل من سنين فيما كان يبتسم بداخله على طريقتها لأكل الطعام .. اعجبته طريقة تناولها الطعام كثيراً .. سرت حوارات خفيفة بينهما حيثكان يحاكيها عن كتاباته و هي مستمتعة بالحديث ثم عما الهدوء لثوان قطعه قائل - لقد بعتي منزلك لسيد دانيال كما علمت البارحة من كاثرين كادت أن تختنق بسيرة دانيال شربت القليل من العصير وهي تقول بهدوء بخلاف ملامحها المتوترة - نعم .. البارحة -اها ..أعاد نظراته لطعام و بدأ يأكل .. لم تكن تعرف لماذا انزعج . .. اي سبب يزعجه .. ؟ قال مجدداً بهدوء- ألن تخبريني عن ما حدث معك البارحة ..؟تغيرت ملامح وجهها رافضة التحدث ثم قالت لتغير الموضوع -كم الساعة ..؟التفت لساعة فاهماً انها تغير الموضوع ثم قال - العاشرة والنصف صباحاًاطلقت شهقة خفيفة .. -العاشرة !!اكمل - والنصف .. كاد أن يضحك من ملامح وجهها المندهشة حدقت بملابسه العملية ثم قالت بجدية- لماذا لم تذهب لعملك ..؟ - كنتُ في انتظارك استيقاضك .. اردت الاطئمنان عليك قالت باسف- ما كان عليك أن تفعل ذلك .. لقد ساعدتني بما فيه الكفاية رد بحزم لطيف- كفي عن بناء الحواجز بيننا و اكملي تناول طعامك - أنا لا اعرف ما اقول - لا تقولي شيء .. بما ان ليس لذيك جامعة اليوم فلا تقولي شيء لا بأس لو تأخرت عن العمل من أجلـــكابتسمت بلطف له مدركة أن كاثرين اخبرته بجدولها في الجامعة..وقف من على الكرسي و هو يلقي نظرة على ساعة يده قائل - يجب أن اذهب للعمل الآن .. إذا أردتي البقاء في منزلي فأنتِ ضيفة مرحبة - شكراً لك .. سأغادر بعد قليل- كما تشائين .. المنزل منزلك .. اخرج المفتاح و وضعه على الطاولة اكمل بعد مغادرتك اوضعي المفتاح عند الجارة في الشقة المقابلة لنا فهمت من كلامه أنهم في عمارة .. وكيف لها أن تعرف و قد كانت نائمة كما يبدو .. خرج من المطبخ نحو باب الشقة .. عدل من ربطة عنقه .. و ارتدى حذائه .. امتدت يده نحو مقبض الباب فتوقف عن فتح الباب على صوتها الأنوثي هاتفة باسمه - روك ..استدار لها مبتسم ..متأمل شكلها البريء .. عينيها كانت تبرق وهي تحدق به قالت بامتنان - شكرا لك .. تقدمت نحوه بخطوتين مكملة شكراً على إنقاذك لي .. كنت سـامو..امتدت انامله على شفتيها برقة مانعة إياها من الكلام .. تأمل بعينيه الزيتية عينيها السوداء ثم قال متمتم - لا تذكري الموت على لسانك سلين .. ساحميك بكل ما استطيع طوال حياتي ...ابتسم مكملاً ..اعتني بنفسكصوت انغلاق الباب دوى بالشقة .. ليسمح بالهدوء بالعودة إلى الشقة .. كانت تتمنى أن تتأمل كافة شقته إلا أنها أجلتها ليوم آخر .. أول فكرة خطرت في بالها هو أن تذهب لمنزل كاثرين لأخذ حاسوبها .. ثم الذهاب لمكان مريح و تبحث عبر الانترنت عن بيوت للإيجار .. سارت بالمطبخ وأخذت تكمل شرب العصير و طبقها من الطعام .. كانت في حالة يرثى عليها من الجوع .. بعدها أعادت كل شيء لمحله قامت بتنظيف أثار الطعام .. ثم اتجهت لغرفة روك لم تعرفلماذا حدقت هذه المرة بأحمر الشفاء بإغراء .. وجدت نفسها تحدق بنفسها على المرآة و هي ترسم أحمر الشفاة على شفتيها بإتقان ..فيما تناولت أصابعها أدوات التجميلو أخذت تضعها بنعومة على وجهها .. إلا انها حرصت على ان تضع القليل ...مرة أخرى أعادت ترتيب شعرها بحرص .. مستغربة من الهمة التي ظهرت عليها فجأة بالتزين ..رشت العطر برائحة الزهور المنعشة ... متأملة نفسها بالمرآة بدت فاتنة جداً .. ابتسمت باقتناع على مظهرها الخارجي وخاصة بعد ان ارتدت حذاء عال...عبست بان حقيبتها لم تكن معها .. لكنها ابتسمت فور تذكرها للمال التي وضعته كاثرين في الظرف .. رتبت أغراضها في كيسها الأنيق و سـارت برشاقة خارجة من الشقة طبقت الباب خلفها .. واتجهت نحو الجارة لتعطيها المفتاح.. توترت من نظرات الجارة العجوز لها بشك .. وكأنها تبحث عن سبب مكوثها مع رجل أعزب في شقةبمفردهما .. ترجلت نازلة من السلالم بخفة .. كانت تشعر بسعادة كبيرة .. و كأنها ولدت من جديد ... خرجت من العمارة الشاهقة .. فتلقت هواء منعش.. لا يوجد أمطار كالبارحة ... سارت بالحارة الأنيقة بأبنيتها الشامخة وهي تُتمتم باغنية لطيفة سمعتها.. وفي كل ثانية ترسم ابتسامات وتطلق ضحكات خفيفة تعبر عن فرحتها متناسية أحداث البارحة ...قبا أن تطبق أصابع قاسية على ذراعيها فاطلقت شهقة ذعر وهي تستدير لتنظر نحو صاحب القبضة الذي سحبها فوراً بعنف ليدخل بها اقرب عمارة صادفته ..شهقت من اللوحة الكبيرة المعلقة في العمارة المكتوب عليها ... للبيــــع ... تلك اللحظة ادركت ان العمارة خالية من انفاس البشر .. أصابعه القوية جرتها بدون رحمةتحت السلالم ..شعرت بالأكسجين يختفي في هذا المكان الضيق ..نظرت إليه ملياَ متأملة غضب عينيه و هي تلهت برعب متسمرة بمكانها اه .. اطلقت تأوهآت .. عندما اشتدت اصابعه القاسية على معصمها بقوة و كأنهُ ينوي تعذيبها ..اجمعت بعض الكلمات وهي تقول بلهفة - دانيــال .. أنت .. أنت تؤلمني ..برقت عينيه بغضب واضح لتشد لونيهما الرمادي بالغضب فيما اطلق ضحكة لعوب ثم اشتد صوته قائل - أيتها الفأرة الغبية .. كيف كانت ليلتك معها أكانت لذيذة ..؟ارتجفت عندما افلت اصابعه عن معصمها ليحاصرها بكلتا يديه على ظهر السلالم .. احست بالأكسجين يختفي فقالت لاهتة - ستقتلني .. أنت ستقتلنيدوى صوت سقوط كيسها من أناملها المترعشتين على الأرض- ألم تجدي غيره .. صرخ بجنون فانقبضت على نفسها رعبا و هو يقول بصراخ .. ذاك اللعين .. تسمرت محدقة به ثم قالت بهدوء - لا تصفه بلعين .. اشتد صوتها قائلة بشجاعة على الاقل هو شخص يستطيع الحياة بقلبه .. ليس كالأحجار التي لا تجلب البسمة و الأطمئنان لنا .. اكملت بحقدمثلك دانيال .. أنت كاللؤلؤ بمظهرك الخارجي لكنك لا تمتلك إلا قلباً من حجر قذر .. حجر تالف لا يستخدم حتى في البناء- اخـــــــــــرسيصرخة دوى صداها في عمارة خالية من السكان ارتجفت مجدداً مانعة نفسها من الضعف قائلة بغصة - الحقيقة مزعجة .. لكنك كذلك دانيال .. مازلت متحيرة كيف تمر أناملك ببراعة على أداة البيانو .. غريب ! فأداة البيانو لا تقبل إلا قلوب نقية ! ..دفعته عنها بسهولة .وهي تحمل كيسها. صدى خطواتها على الأرضية دوى بالعمارة .. فيما ارتفعت أصبعها لتبعد دمعة متحجرة من أجفانها .. أعادت خصلات شعرها باصابعها إلى الوراء كوسيلة لاستعادة ثقتها .. سـارت بخطوات ثابته فيما كان جسدها يرتجف رعبـاً ..ظنت أنها تجاوزته إلا أنها كانت خاطئة .. لحقها بسهولة ليسحبها من كتفها بعنف ... اختل توازنها من قبضته الفولاذية .. حركاتها المشاكسة لدفاع عن نفسها كانت كركلات الأطفال بنسبة له شل حركتها بسهولة .. صرخت بهستريرة- افلت يدك القذرة عني.. اشتد صراخها .. اساليبك القذرة ليس معي .. أنا لستُ جارية لك ..اشتدت عينيه غضباً من نظرات بعض المارة لهم .. فيما خزتها عينيه بنظرات قوية .. لمحت التوتر فيه من صوتها العالي . . وكأن نظرات الناس لهما قد ازعجته فوجدتها فرصة للخلاص قالت بتوسل محدقة بالمارة- ســاعدوني .. أنه يختطفني .. ليتدخل أحدتلقت نظرات الاستنكار والغرابة من بعض الناس .. أما دانيال عرفت أنها قد افقدته صوابه... لم ينتظر أي فضيحة أخرى بثوان فقط كان يجرها بهدوء نحو السيارة إلا أنهُ توقف على صوت رجل مسن قطع طريقه و هو يحدق بهما باستنكار ثم قال بشك لسلين- هل يؤذيك هذا الرجل .. ؟ .. تنفست براحة وهي ترى أن هذا الرجل سينقدها برقت عينيها رجاء و هي تفتح فمها لتنطق اول حرف .. لكنهُ تدخل ليقول مبتسم - انظر يا سيدي . . أليس رجال مظلمون .. ؟ .. هل تقبل أن تخرج زوجتك في الصباح غاضبة منك بسبب سؤء تفاهم لحظات مرت عليها كالسنين و هي كالبلهاء تستوعب كلامه .. استيقظت على صوت الرجل المسن الذي ضحك بخفة فاكمل دانيال كلامه مبتسم - أرجوك أن تطلب منها الهدوء قليلاً .. زوجتي تغار علي كثيراً .. أنها تتهمني بالخيانة بسبب أمر تافهرفعت وجهها بعينين مندهشتين .. فيما ارتبط لسانها و هي تنظر له .. ارتخت قبضته القاسية لتتحول للمسة حنونة أمام الرجل الذي كان يقول- لا عليك يا بني لتصبر قليلاً فالفتيات تربين على الدلال .. نظر لسلين مكملاً .. استمعي لزوجك .. لا تفرطي به بسبب أوهام فهو يبدو شاب خلوقضحك بخفة مع الرجل فيما كانت هي تحدق بالمسرحية بغباء .. ما إن ابتعد الرجل خطوة واحدة شعرت بكم هو ممثل بارع .. تبين كل شيء أمامها لكن بعد فوات الآوان هذه المرة فتح دانيال باب السيارة الخلفي ليدفعها إلى الداخل بعنف ..اغلق الباب بالمفتاح فيما لم تتوقف هي ثانية عن الصراخ وهي تضرب النافدة المغلقة بقوة تطلبمنه أن يفتح الباب .. لكنه تجاهل كل شيء مما زاد ثورانها .. راقبته من النافدة و هو يسير ليركب بمقعد السائق .. مشغلاً السيارة .. ثوان فقط حتى ابتعدت السيارة عن تلكالأبنية .. - تـــــــوقف ... توقف .. قلتُ توقفكانت تصرخ بجنون بينما كان هو يبتسم ابتسامات جانبية بغير مبالاة .. كل ابتسامة منه كانت تزيد ثورانها .. صرخت بغضب محاولة استفزازه - أيها الممثل البارع .. . يا لك من لئيم .. دعني أغادر تجولت عيناها عليه بفضول .. عندما أخذ يبحث عن شيء في السيارة .. صمتت كالبلهاء منتظرة عن ماذا يبحث ما هي إلا ثوان حتى أخرج سماعة أذان و ضعها على أذنيه بهدوء و شبكها بهاتفه النقال ثوان حتى بدى ينسجم مع الموسيقى .. متناسياً إياه عرفت أنها مهما صرخت هو لن يسمعها .. لقد تعمد تلك الحركة..ليزيد ثورانها .. تذكرت اول يوم عندما التقت فيه في معهد الموسيقى .. خصمها يمتلك القدرة على استفزاز الغير ببراعة .. لذلك فضلت السكوت ربما كانت الحكمة حقيقية .. الســكوت من ذهب ..سـارت سيارته لمكان عشقته كثيراً إلا أنها لم تلاحظ ذلك رمت نفسها على المقعد بملل .. استلقت في المقعد الخلفي الذي يسع ثلاثة او اربعة اشخاص تقريباً فاستلقت براحة .. فيما كانت كل ثانية ترمقه بنظرات حادة .. أبعد سماعات الآذان عن أذنيه مع توقفه عن القيادة فقفزتكالقطة المتوحشة ..تقول بعصبية - هيه .. أنت هل تستغفلني .. ؟ - ربما .. تمنت أن تمتلك الشجاعة لتصفعه صفة لا ينساها طول حياته .. اهدئي يا سلين .. العصبية لا تفيد معه .. رددت تلك الكلمات بداخلها كثيراً .. حرك حاجبيه مستغرباًمن ارتباك لسانها .. كأنهُ هدوء قبل العاصفة وكما توقع عينيها كانت تشتد قهراً وغضب حتى اطلقت لسانها قائلة بتهكم- انزلني وإلا ابلغت الشرطة .. لا تظن باني خايفة .. رفعت ذقنها بشموخ يخالف اضطرابها وهي تقول . . أنا فقط امهلك بعض الوقت لمراجعة حساباتك قبل أن اسبب لك فضيحة في الصحف .. بتهمة اختطاف فتاة .. كانت تدرك أن كلامها ليس منطقي لكنها اكملت .. ساصرخ بجنون و أجمع كل الناس عليك ..هل تظن أنك ستسلم بكذبك و تمثيلك .. لا ليس كل مرة تسلم الجرة.. لو كنت ممثل فأنا أيضاً ممثلة عبقرية ساتهمك و ساضخم الأمور اكثر واكثر و...صمتت عندما أدار وجهه إلى المقعد الخلفي .. رافع حاجبيه بثقة نظرت إليه صامتة بتوتر فقال - كم كانت...؟تحولت نظراتها لتعجب و هي ترمقه بكل نظرات الاستفهام عاقدة حاجبيه فقال موضحاً- كم كلمة خرجت عبر لسانك الطويل في دقيقة واحدة .. ؟ صمت ثم اكمل ..أتمنى أن تقصري هذه اللسان وإلا لسبب مشاكل خارقة في هذا العالمأعاد رأسه إلى الأمام محدق بزجاج السيارة الامامي .. تسمرت بمكانها حتى استوعبت سخريته منها فقالت باستهزاء - أعد ما قلت .؟ لم اسمع شيء - ثرثارة .. زفرت بحنق .. قائلة بثقة مؤكدة- لستُ كذلك - اكرميني بسكوتك فقط.. فاض الكيل هكذا .. زفرت بحنق قائلة- كيف اصمت وانت تخطفني .. اطلق تزفيرة ملل وهو يقول بانزعاج - بحق الله اخبريني ولماذا عساي ان اختطفك .. بل من يريد اختطاف فتاة مثلك .. .؟ قال بتأكيد .. أنا متأكد لو قام احد باختطافك لفتح اسرك بثوانبل لدفع لك مبلغ من المال لتهربي و يخلص من هذا اللسان السليط !حمل كيس أنيق من المقعد الامامي وهو يمده بيده إليها عندما صمتت قال بانزعاج- خذيه .. أنهُ لك لم تعرف كيف التقطت الكيس . . بغرابة حينما فتحته وجدت حقيبة يدها فيه .. لمح نظرات الدهشة عليها من مرآة السيارة فقال- نسيتها البارحة في جناحي ..- ما كان عليك اختطافي .. من أجل هذه الحقيبة .!. كنت تستطيع اعطائي إياه بسهولة دون اي تمثيلات !ضرب بكفه على المقود بغضب قائل- لا يوجد لذيك عقل بكل تأكيد .. ادارت رأسها بحنق نحو النافدة .. فدهشت مما رأته ..تناست من معها بالسيارة و ابتسمت ابتسامة رائعة .. و هي تقول بفرح - يا ألهي .. ! أنه البـــحر ...بسرعة مرت أصابعها لتفتح الباب .. فوجدته مغلق بأمان ..حاولت فتح الأمان لكنها ادركت أن دانيال يتحكم بذلك من الأزار الموجودة بجانبه .. لمح نظراتها المتوسلة عبر مرآة السيارة فقال بحزم قبل أن تتكلم- لن افتح الباب..زفرت باستياء مانعة كرامتها من ان تترجيه لفعل ذلك- على الأقل افتح زجاج النافدةهز رأسه بعدم اطمئنان وما هي إلا ثوان حتى فتح النافدة الزجاجية .. اخرجت رأسها عبر النافدة متناسية وجود دانيال معها صرخت بفرح وهي تتلقى نسمات هواء باردة تلفح وجهها بلذة تنفست براحة الهواء النقي الذي أخذ يلعب بشعرها الحرير برقة لكنها عبست عندما سمعته يصرخ - ماذا تفعلين..؟ حتى الأطفال لا يفعلون مثلك .. كفي عن هذا الازعاجادخلت رأسها إلى السيارة وهي تقول بحنق- الجو لطيف .. ثم أنني حرة أفعل ما اريدرد بحزم - إذا كنتِ بسيارتي عليك التحلي بهدوء ..بعناد ردت- و أنت لستَ مجبراً على ابقائي في سيارتك .. قال بغضب من كلامها- سلين ... يكفـــي... اشتد عنادها من كلامه .. بأي حق يتشرط عليها .. - سأذهب لشاطئعقد حاجبيه قائل باستفزاز - أريني كيف ستفعلين ذلك ..؟عقد حاجبيه عندما رآها تخلع حذائها العالي و توضعه على السيارة راقب ما تفعل ثم توسعت عينيه بدهشة عندما رآها تحاول الخروج عبر النافدة جسدها الرشيق ساعدها على الخروج .. كما انها فتاة متعودة على المشاكسة .. عندما شعرت بالحرية صرخت بفرح و هي تركض مهرولة نحو البحر .. تسمر بمكانه غير مصدق لما فعلت.. هل هو يعامل أطفال حقاً ربما الفرق أن الأطفال يخافون بينما سلين تختلف عنهم تماماً ... عبسبضيق من تصرفها المزعج .. فاتحاً باب السيارة و هو يسير بخطوات كبيرة نحو الساحل .. قبض كفه بقوة و هو يسمع صرخاتها في وسط البحر زفرباستياء من حالتها تبدو في الرابعة من العمر وهي تقفز في وسط البحـر ...وتلعب بالمياه بيديها ناشرة قطرات المـاء بكثافة في وسط البحر .. قليل من الوقتحتى انسجمت مع طفل يبدو في التاسعة من عمره أخذ يلعب معها بحماس ..لكن اللعب اشتد ليتحول لتحدي كان يسمع صرخاتها الفرحة تقدم خطوتين وهو يستمع لها تتحدث مع الطفل .. تتحديه في الغوص .. من سيتحمل كتم نفسه طويلاً في البحر .. رحب الطفل باللعبة ابتسمت قائلةواحـــد ... أثنان .. ثلاثة ..غاص كل منهما في البحر .. لم يعرف لماذا انقبض قلبه و هو يفكر بالأسؤ مرت ثوان كالساعات .. وهو ينتظر خرجوهما .. هل غرقا ..؟ اضطرب عقلهقلق وهو على الشاطئ يحدق بهما من على بعد مرت ثوان أخرى حتى خرج الطفل يلهت عندما لم يجدها صرخ قائل- لقد فشلت .. هيا اخرجي يا سلين ادرك أنها تعرفت على الطفل .. عندما نطق الطفل باسمها انتظر خروجها إلا انها لم تخرج أعاد الطفل كلماته من جديد وقد بدأ القلق يحويه .. في تلك اللحظة ركض مقتحم البحر .. كاسراً أمواجه ..غاص دون تردد غير مبال للماء البارد الذي كاد يجمده .. اخرجها بسهولة من البحر وهو يحدق بها بدهشة بعينين متوسعتين توقع أنها اختنقت في البحر لكنه صدم عندما كانت بوعيها نظرت له بدهشة محدقة بدانيال الذي تبلل كلياً بالماء كان ممسك بكلتا يديه كتفيها بقلق واضح وهو يلهت من الغوصالتقطت انفاسها وهي ترتجف برداً غير مستشعرة بخوف الطفل الذي فر مغادراً البحر نطقت بتعجب - مابك ..؟ لماذا افسدت اللعبة ..؟ !بدى يستوعب كل شيء.. قال بقلق لم تلاحظه- تأخرتِ وأنتِ باعماق البحر لقد خرج الطفل قبلك- ما بك دانيال أنهُ طفل.. بالتأكيد لن يصمد في كتم انفاسه طويلاً ..افلت يديه عنها بهدوء وسار مبتعد عنها .. وهو يشتم تسرعه بسره .. هتف - لنغادر ..سار قريباً من الشاطئ فتلقى ضربة مياه قوية .. تليها ضحكات مرحة عالية .. استدار نحوها بملل وهو يقول - كفاك سلين .. زفرت باستياء ثم قالت بمرح ..- لقد تبللت دانيال .. لنكمل اللعب - ومن أخبرك باني طفل- ما هذا التفكير ..؟ هل من يلعب في هذا العصر يسمى طفلاًشد على اسنانه ثم قال- لقد قلت بأنه يجب ان نغادر فالجو بارد .. اكمل خروجه من الشاطئ وهو يقول إذا لم تخرجي سأغادر و أريني ماذا ستفعلين من غير حذاء و من دون قرش واحدخافت من تهديده إلا أنها رفعت ذقنها بكبرياء و هي تسير خارجة من البحر بقهر .. تلقت نسمات هواء باردة فارتجفت برداً لمحتهُ يدخل السيارة .. لحقته ببطء وهي تفتح باب السيارة دخلت إلا الداخل غير محدقة به وهي تستلقي على المقعد الخلفي قائلة - دانيال .. أشعر بالبرد .. ارجوك اشغل التدفئة في السيارة .. أدار رأسه لها بنظرة جمدتها .. وهو يشير باصبعه لها بالسكوت .. جمدت عندما رأت الهاتف بيده وتبدو ازعجته بتدخلها .. بينما لمحت الغضب الذي طل من عينيه وهو يستمع للمكالمة هل قامت بشيء مزعج ؟.. كان صامت يستمع لطرف الآخر ختم المكالمة بأدب قائل - كما تريد .. امهلني دقائق ساكون عندك عميفرحت عندما فهمت انهُ سيخلي سبيلها بسبب هذه المكالمة الطارئ .. رمى الهاتف بعنف على المقعد الأمامي فيما ضرب بكفيه بغضب على الموقود ..وهو يتمتمبكلمات لم تسمعها ... ثوان حتى حرك سيارته فسألته بفضول - هل ستخلي سبيلي ؟نرفزته فقال - تشعرينني بأني لص محترف .. وأنتِ الرهينة .. كفي عن التحدث هكذا صمتت متجمدة .. فيما ارتجفت برداً .. وهي تكاد تموت فضولاً حتى تعرف ما جرى معه .. مرت دقائق وهي تشعر بالملل الفظيع بالسيارة توسعت عينيها عندمارأت أنهُ يسلك طريق منزل كاثرين .. واندهشت اكثر عندما اوقف السيارة أمام المنزل و هو يقول- اخرجي .. لم اعد اطيق سماع كلمة أخرى من لسانكلم تهتم لكلماته كالبرق لبست حذائها و ترجلت خارجة من السيارة حاملة اغراضها معها مرت من أمامه فاوقفها قائل- سلين ..توقفت عن المشي .. منتظرة ما عنده فقال- المنزل .. صمت قليلاً ثم اكمل إذا اردتي أخذ اثاثك .. فاذهبي لأخذها اليوم .. لم أغير المفتاح بعد ..حرك سيارته مغادراً فيما تذكرت هي شيء مهم .. صرخت بجنون فور مغادرة- هيه أنت .. كيف عرفت مكان منزل إقامتي.؟زفرت بقهر عندما لم تلمح أثر لسيارته .. و هي تركض نحو المنزل خوفاً من التجمد برداً في الخارجي
.................
تحركت سيارته بين الطرقات .. حتى وصل للقصر الضخم .. ادخل السيارة من بوابة القصر العملاقة .. و كالعادة استقبله البواب ليقود السيارة إلى الكراج ..- ستمرض يا سيدي ابتسم للبواب بتهذيب عندما فهم مقصده من منظره المبلل كلياً بفعل المياه هتف و هو يسير إلى الداخل- لا عليك . سأكون بخير ..مشى بخطوات سريعة ليدخل صالة القصر.. لم يخفى عليه نظرات الخدم عندما دخل سيدهم بمنظر غريب .. ليس كما اعتادوا عليه ... ألقى على والدته التحية وهو منتبه أنها لم تنتبه بدخوله حيث كانت تجلس في إحدى الأرائك تقرأ المجلات.. - مرحباً أمي ..اغلقت المجلة منتبهة لوجوده هتفت بسعادة - مرحبا دانيال .. لم أراك هذا الصباح .. اطلقت شهقة ذعر عندما انتبهت لمنظره مكملة بقلق دانيال ماذا جرى لك ..؟ابتسم ابتسامة صغيرة بحرج وهو يقول- لم استطع مقاومة البحر أمي ..-اوه .. يا بني اخشى عليك من المرض .. ليس من عادتك السباحة في الصباح..- وماذا أن مرضت ..؟ لا بأس بذلك القت عليه نظرة لؤم فابتسم و هو ينحني ليقبل رأسها بلطف .. تمنت أن يدوم معها هكذا طويلاً .. أن ينسى الماضي و يعود لطيف معها دوماً .. أحــقاً لم تستطع مقاومة البحر ..؟ أم أن هناك سبب آخر تغيرت ملامحه من تدخل الطرف الآخر في الحديث .. كان عمه السيد كاسبر .. قال بتهذيب هادئ- كما سمعت مني سار السيد كاسبر ليواجه دانيال و هو يقول - وافيني إلى المكتب دانيال ..- ليس بعد أن أغير ملابسي قال بسخرية - بكل تأكيد .. انتظرك يا سمو الامير ..رمق عمه بنظرات باردة فيما توجه ليصعد هذه المرة السلم الكهربائي بعد أن استمع لغضب والدته من السيد كاسبر الذي قام بتعكير مزاجه خرج من السلم الكهربائي فوراً إلى جناحه . . شاعر بأن عظامه قد تجمدت كلياً .. أخذ حماماً ساخنا أعاد سخونة جسده قليلاً .. أرتدى ملابس ثقيلة .. و رتب شعره بسرعة .. ثم نزلليوافي عمه في المكتب و هو يشعر بالعاصفة القادمة خاصة عندما سمع عمه صوت سلين في سيارته .. أثناء المكالمةطرق باب المكتب ثم دخل ليجلس على الكرسي منتظر بداية المحاضرة .. رمقه عمه بنظرات غضب ثم قال مقتحماً قلب الموضوع- متى ستتقدم لخطبة كرستين ..؟ رسم ابتسامة جانبية وهو يقول - وهل جاءت تشكو إليك مني ..؟رد متمالك اعصابه - لتفعل حد لهذه العلاقة .. كلاكما يليق بالآخر .. ستكونان زوجان مثاليين ..- ما يجري بيني وبين كرستين لا يسمى علاقة .. لنقل يا عمي ان كرستين لا تعجبني ..رد باستفهام غاضب- لا تعجبك ..؟ وانت تتنقل معها من دولة لدولة ومن مكان لمكان ! وجه نظراته لعمه و هو يقول بحزم- أنت تعرف يا عمي أنها من يعرض نفسها .. والصعب على الرجل أن يرفض .. اطلق تزفيرة غضب فيما اشتدت عيناه جنوناً من هدوء دانيال وهو يضرب بكفه على المكتب قائل بغضب- ماذا عن الفتاة التي قابلتها اليوم ..؟ لست مراهق يا دانيال لتعلب معها بلطف في البحر ..- هل تراقبني ..؟توتر السيد كاسبر و هو يقول - لقد سمعت صوتها ..- ليس كذلك يا عمي اعرف جيداً بانك تراقبني .. لتبعد حرسك عني لا فائدة لمراقبتهم ليقال مغيراً الموضوع بحزم- كرستين .. هي الزوجة المناسبة لك .. قال باستفزاز- قل هي صفقة ستلعبها .. لتوثق علاقتك مع السيد جوزيف .. وضحيتها هو أنا - حتى لو كان ما تقوله صحيح .. أنا افعل ذلك من أجلك أنت وأمك .. كل تلك الاموال لكم رد بغضب متهجم- لتذهب الاموال إلى الجحيم ..!- يبدو ان الموسيقى سرقت عقلك يا ابن أخي .. هذا الزواج سيتم .. لن تكون البيانو هي حياتك فقطرد باستهزاء- جميل بأنك تذكرت بأني ابن أخاك ..تلاقت عينيهما معاً فرد باصرار و ثقة- بل أنا اتذكر ذلك من البداية .. سعادتك هي كل شيء بالنسبة لي ..انت تريد كرستين و كرستين تريدك إلا أن غرورك يمنعك من التنازل وجه نظراته لعمه وهو يحاول أن يخرج نفسه من هذه الورطة فقال فجأة غير مبال لنتائج- حسناً .. ماذا لو أخبرتك . بأني أرغب بفتاة أخرى .؟ قال بخبث لقد قلت منذُ لحظة أن سعادتي هي كل شيء لكتوسعت عينين السيد كاسبر اندهاشاً قائل بغير تصديق- أنت تمزح .. !- بل هو كذلك.. رد بثقة عمياء مما انشأ الشك في عمه ثم أكمل .. أتمنى أنك لن تنسى في هذه اللحظة بأني ابن شقيقك الذي تتمنى له حياة سعيدة ..بدت الصدمة على ملامحه فيما قال- انت .. أنت ماذا تقول ..؟ لم تكن يوماً من النوع الذي يحب الفتيات .. - ابقى رجل وامتلك احاسيس .. مرر كفه على شعره قائل - أنا لا اصدق .. ليكن لعلمك دانيال لن اقبل إلا بفتاة من مستوى راقاطلق ضحكة خفيفة وهو يقول- لا تقلق .. والدها مكانته لذيك أعز من مكانة السيد جوزيف .. أراهن أنك إذا عرفت من هو .. لن تكترث بغضب السيد جوزيف عندما يعرف أني لا اريد ابنته - دانيال .. لا يوجد فتاة بهذه الوصف كما تقول ..- عن أذنك عمي ..وقف ليمشي لكن قبل أن يغادر المكان استمع لعمه يقول بحزم- لن انتظر طويلاً .. اريد رؤية الفتاة باقرب وقت ... وإلا كرستين هي الخيار الآخر - لك ذلك .. إذا لم تعجبك فتاتــي !هز رأسه و خرج مغادر المكتب صاعد لجناحه.. وهو يلقي الشتائم على نفسه .. لقد خلص نفسه من ورطة كرستين . ليقع بورطة أكبر . . ربما كانت تلك الطريقةالوحيدة للخلاص من تفكير عمه بارتباطه بكرستين .. لم يكن عاجز عن الرفض بعنف.. بل بالحقيقة كان لا يرد أن يزعج رأسه باقناعهم له .. ولم يريد أن يزرع المشاكل بينه وبين عمه .. الشقيق المفضل لوالده المتوفي .. الشقيق الوحيد الذي وثق والده فيه .. صحيح بأنهُ يحقد عليه لكنه لا ينكر انهُ كان لطيفاً معهم .. على عكس بقيةعائلة والده .. دخل جناحه وهو يرمي نفسه على السرير بعنف .. شد باصابعه على شعره وهو يقول بداخله ماذا سافعل الآن ..؟ هل انفد ما يدو برأسي وارتاح ..؟ تبدو خطه كبيرة .. لكنها ستفيد بذلك فذاك السيد لن يرفض طلباً لي .. حتى لو كانت كذبة مؤقتة . ! ! .. ^ــ^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:35 PM

[frame="2 80"]البـــارت الخـــــامس
..........................
لحـــظة غضب.
.......................
تنهدت براحة و هي تفكر باقتناع بما ستنجزه اليوم تتمنى فقط أن توفق بذلك .. رسمت ابتسامة هادية وهي تحدق بنفسها على المرآة .. ثوبها الأنيق الفيروزي يزينه وردة كبيرة وردية ..يصل لأسفل ركبتيها .. حملت المشط و بدأت بتسريح شعرها الأسود بمهارة .. وضعت ملمع الشفاة على شفتيها ثم رسمت الكحل على عيينها الجميلتنانزلت عينيها نحو المنضدة و حين لمحت صورتها على الطاولة برفقة كاثرين في الجامعة. . اختفت ابتسامتها وقد سيطر الضيق عليها .. كم اشتاقت لها.. مر اسبوع على مغادرتها المدينة ..تذكرت بأسى قبل يومين عندما عادت كاثرين مع سيمون إلى المدينة ظنت أنها قد عادت لتستقر مجدداً إلا أنها صدمت عندما عرفت أنها جاءت برفقة أخيها لتأخذ أغراضها المهمة لتنتقل للعيش لمدينة أخرى برفقة والدتها التي عادت من السفر .. قامت كاثرين بنقل جامعتها إلى جامعة أخرى في المدينة .. بينما حصل سيمونعلى وظيفة أجمل في إحدى شركات خاله الذي يعتبر بمكانة والدهما بعد وفاة ابوهما قبل أعوام كثيرة ...ابتسمت بألم و شوق لصديقتها التي كانت تبدو سعيدة لعودة والدتها التي اخيراً قررت الأنفصال عن زوجها ..صحيح أن الحزن غلب سلين إلا أنها كانت سعيدة بسعادة سيمون و كاثرين .. كم ذرفت من دموع عندماودعتهما .. فيما ظلت كاثرين تؤكد لها أن تبقى في منزلها بدل أن تستجر منزل آخر لكنها رفضت ذلك .. قائلة أنها قررت أن تبدأ حياة جديدة في منزل جديد قطع شرودها صوت الجرس معلناً عن وصول شخص ... ابتسمت بسرعة و هي تركض نحو الباب كانت تعرف من الطارق .. لقد تواعدا اليوم على الخروج لأتمام مهمة العثور على المنزل بعد أن بحثت في الأنترنت على بعض المنازل للإيجار .. فتحت الباب بشوق وهي تطلق ضحكة فرح عندما رأته يقف مستنداُ على الباب هتفت بترحيب- اهلا وسهلاً روك ..اطلق صفيراً و هو يقول باعجاب - ما كل هذه الاناقة .. ابتسمت و هي تسمح لهُ بدخول خلع حذائه و هو يتبعها نحو غرفة الجلوس أشارت لهُ نحو إحدى الأرائك - تفضل .. جلس فاكملت ما رأيك بكوب من القهوة ..أم أنك تفضل كأس من العصير ..؟- إذا كانت القهوة من صنع يديك غمز مكمل فأنا اتشوق لتذوقها ضحكت بمرح ثم قالت - ومن غيري سيعده .. دقيقتان فقطاتجهت نحو المطبخ .. و اخرجت مكونات القهوة .. أعدت كوب القهوة الساخن بسرعة ثم سارت نحو غرفة الجلوس وجدته واقفاً يسير متأمل المكان سارت لتضع كوب القهوة على الطاولة و هي تقول - هل أعجبك المكان .. ؟توقف عن السير و استدار ليقول - المنزل دافئ للغاية .. نعم كان دافئ لكنه ممل بعد سفر كاثرين و سيمون ..هذا ما دار بداخلها لكنها همست- اعتقد ذلك سار نحو الطاولة ليحمل كوب القهوة شرب القليل ثم قال بتلذذ- امم لذيذ ... ألم تعدي كوب لك ..؟- لا أرغب بالقهوة حالاًأعاد شرب الكوب ثم ابعده عن فمه و هو يقول بجدية- التأخر ليس لصالحنا لنغادر للبحث عن منزل لك ..ردت بحماس مع جدية - لقد عثرت على بعض العناوين من الأنترنت اعتقد أنها منازل تناسبني - وأنا كذلك .. كلفت رجل بالبحث عن منزل مناسب لك ابتسمت بحرج على مساعدته الدائمة لها فاكمل ماذا ننتظر..؟.. لنغادر فوراً ..وضع كوب القهوة على الطاولة و هو يسير معها نحو الباب .. أرتدت حذائها و معطفها .حملت حقيبتها. ولحقته إلى الـخارج فتح لها باب المقعد الأمامي فصعدته بينما سار هو ليصعد مقعد السائق بدأ المشوار المتعب تنقلت مع روك من منزل لمنزل .. و من شقة لشقة أخرى لم تعثر على شيء مناسب .. كل تلك العناوينلم تكن تناسبها .. فإذا وجدت منزل جميل كان الأيجار باهض .. وإذا وجدت منزل بإيجار مناسب كان موقعه غير مناسب أو يحتاج للكثير من الترميمات ...ما تريده كان صعباً فالعثور على منزل بمبلغ متوسط صعب للغاية مر الوقت كالبرق .. وهي تنتقل معه من مكان لمكان .. اختفت الشمس و اقتحم الظلام المدينة شيء فشيء .. - لنعود للمنزل لقد يأست ..هتفت بضيق و يأس و هي تخرج من إحدى المنازل بيأس كل المبالغ باهضة جداً .. فتحت باب السيارة الأمامي و ركبته .. فيما لحقها روك وهو يشعر بضيقها لقد رفضت أخذ مساعدته في أن يساعدها على الأقل بالترميم .. اعتلى مقعد السائق وهو يشعر بخيبتها .. نظر لساعة يده كانت xxxxبها قد غادرت السابعة مساءمن الافضل أن يعودا اليوم ويبحث لها عن منزل في الغد .. قال بهدوء مواسياً لها- لا تفقدي الأمل نحنُ لم نبحث جيداً اليومابتسمت بداخلها على مواسته لها .. ثم قالت بهدوء- لا تقلق علي .. لقد توقعت ذلك من البداية ..حرك السيارة بغضب لأنهُ لم يستطع أن يساعدها كما وعد .. سار بالسيارة ثم أوقفها في إحدى الأماكن .. حدق بها قليلاً بينما كانت هي شاردة الذهن تحدقبالنافدة بكآبة .. همس - ساعود ..انتبهت له عندما خرج من سيارته مغادراً حاولت أن تمثل السعادة اليوم .. على الاقل من أجل روك عليها أن لا تشعره بكم تشعر باليأس هذا ما قررته بالوقتالتي غاب فيها روك عنها ثم عـاد و هو يحمل كيساً.. دخل السيارة فراقبته بفضول و هو يخرج علبتان من الصودا و سندوتشان ابتسم و هو يمد لها علبة الصدوامع الساندوتش وهو يقول - تفضلي .. بالتأكيد أنتِ جائعة لقد تعبتي اليوم لقد كانت حقاً كما قال .. متعبة جسدياً ونفسياً .. أخذت ما أعاطها و هي تقول - شكراً لك . . لستَ اقل مني تعباً يا روك .. لا أعرف كيف اشكرك - اهتمي بنفسك .. هذه افضل طريقة لشكري ابتسمت براحة من الأمان الذي يمدها روك وهي تفتح علبة الصوداء .. شربت القليل ثم قضمت ساندوتش الجبن والدجاج مع بعض السلطة بداخله قضمت قضمة أخرى وهي تأكل بهدوء عما الهدوء في السيارة ليستمع فقط اصوات الناس العابرة في ذاك الطريق شربت الصوداء ثم عادت لتقضم الساندوتشمن جديد في تلك اللحظة أدارت رأسها لروك فتوترت عندما رأت علبة الصوداء المغلقة والساندوتش بين يديه لم يأكل من إلا القليل توترت اكثر عندما اخذ ينظر لها بهدوء وهي تمضغ قطعة الدجاج بفمها بصعوبة تنظر له بغرابة حركت حاجبيها باستفهام من نظراته لقد بدأت تشك بمنظرها فقال بهيام هامس ليكسر الهدوء- طريقة طعامك تعجبني ..!صمتت لثوان و هي تشعر بيديها ترتجفان من التوتر لماذا تتوتر عندما يحدق بها بنظرات غريبة .؟. تنسى كل شيء وتحدق بالامان الذي يطل من عينيه الزيتية الجميلة .. أعادت نظراتها نحو النافدة بهدوء ثم قالت بتوتر- اه .. أنت تحرجني يبدو أنني آكل بشراهة كانت تعرف أنها لم تكن تأكل بشراهة لكنها أحبت تلطيف الجو فقال - لا .. أن كل شيء بك جميل ..دقات قلبها تسارعت من همساته العذبة المداعبة لها بلطف ..شعرت بتورد خديها .. فانقذها رنيين هاتفه النقال بنغمة هادئة ابتسمت بداخلها على تدخل المتصل أعادت نظراتها له فيما كان قد رد على المكالمة .. استغربت للفرح الذي اطل بوجهه و هو يستمع لطرف الآخر - اخبرني هل بجميع المواصفات كما طلبت؟ ...صمت مستمع لطرف الآخر ثم قال اوه يبدو مناسب اعطيني العنوان سأكون هناك التفت لسلين ليقول بحماسهل تمتلكين ورقة و قلم .. حركت رأسها بالأيجاب و هي تخرج قلم و دفتر ملاحظات صغير من حقيبتها وتمده لروك أخذ يكتب العنوان ثم قال- شكراً لك .. سنكون هناك الليلة إلى اللقاء ..اغلق الهاتف مبتسماً نظر لسلين وهو يقول - خبر رائع .. الرجل الذي كلفته بالبحث عن منزل وجد منزل مناسب جداً لك وليس بعيد عن الجامعةتغيرت ملامحها لسعادة و هي تقول بحماس- حقاً .. صمتت وملامحها بدأت بالتغير وهي تقول .. لكن كيف سعر إيجاره ؟رد بثقة-هذه المرة لا قلق .. المنزل ليس كبيراً و إيجاره بالثمن يناسبك جداً أنا متاكد بأننا سننجح - أتمنى ذلك حرك السيارة متجه نحو العنوان بحماس .. أوقف السيارة أمام العنوان المطلوب .. ونزل معها و هو ينظر لرجل الذي كلفه بالعمل و رجل آخر يبدو أنهُ مالك المنزلدخلا للمنزل الصغير المكون من صالة و غرفة أخرى متوسطة الحجم و مطبخ متواضع مع حمام .. سارت بالبيت متفحصة إياه كان في حارة متواضعة لكنهُ مناسبجداً فطريق الجامعة قريب من هذه الحارة .. رغم صغر المنزل إلا أنها لم تبالي فهي شخص واحد .. سيكفيها هذا المنزل .. إلا أنهُ يحتاج لبعض الترميات البسيطةلن تبالي لذلك .. ستتضطر لترميمه فهي متأكدة أنها لن تعثر على أي منزل بسعره .. - ماذا .. هل اعجبك .؟نظرت لروك و هي تبتسم براحة قائلة- أنهُ مناسب .. و يبدو دافئ ومريح - إذن لنتفق مع مالك المنزل اجتمعت مع مالك المنزل و هي سعيدة لأول خطوة اتمتها .. اتفقا على سعر يناسبها .. و خرجت من المنزل مع روك وهي تمتلأ سعادة .. اخيراً وجدت ما يرضيها حرك روك السيارة نحو منزلها عندما طلبت منهُ ذلك .. طوال الطريق كانت بمزاج رائع لم تتوقف عن الحديث مع روك الذي كان بدوره يبادلها الحكايات عنه وعنانجلكيتا اخته الصغرى و الوحيدة .. اوقف السيارة أمام منزل كاثرين قائل بخيبة أمل- لقد وصلنا .. كنتُ اتمنى أن يطول الطريق لكي احظى بوقت ممتع معكضحكت بخفة وهي تقول-يمكنك الدخول معي إذا شئت- كنتُ اتمنى ذلك .. لكن الوقت تأخر .. ابتسمت وهي تقول بشكر- أخذت الكثير من وقتك روك ..أنا حقاً أشـ....قطع كلامها ليقول بملل كلامها المعتاد- أنا حقاً أشكرك روك ..اكمل بضجر .. أرجوك كفي عن شكري ضمت حقيبتها وهي تقول - سنلتقي مجدداً أليس كذلك ..؟- سنلتقي كثيراً - وبالطبع لم تلقى مني سوى الازعاج قال بحنان - الازعاج منك يسعدني سلين ابتسمت له وهي تخرج من السيارة نحو المنزل .. اخرجت المفتاح من حقيبتها لتفتح الباب بينما كان هو ينتظر دخولها ..لوحت له بيدها مودعة فور ان دخلت للمنزلحتى حرك السيارة مغادراً الحارة فيما يتخلل شعور غريب لقلبه جعله ينسى تعب اليوم ويبتسم براحة كبيرة هامساً- مـاذا تفعلين بي يا صغيرتي الجميلة ..؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبعد مرور اسبوع في الصباح............فتحت عينيها السوداء و هي تحدق بالمكان التي هي فيه .. قفزت بسعادة و هي تشعر بانجاز كبير قد قدمته .. وهي تنظر لمنزلها الجديد الذي مضى يومانعلى مكوثها فيه .. تنهدت براحة وهي تذكر كما تعبت بتنظيف هذا المنزل الصغير .. واشترت أثاث بسيطة تناسبها للمنزل .. وهي ترفض ان تأخذقطعة واحدة من منزل والدتها السابق ..ضحكت بخفة وهي تحدق بنفسها بالمرآة ببجامة زهرية تتمتزج بلون الابيض .. وشعرها المبعثر باهمال أضافمن منظرها جذابية ..غسلت وجهها و فرشت اسنانها .. تخلل لمسامعها صوت الجرس الذي دوى صوته في المنزل ..اتجهت لتفتح راكضة نحو الباب فتحته وهي تتخيل أو زائر لها في هذا المنزل رسمت ابتسامة وهي تفترض أنهُ جار جاء يتعرف عليها بيوم العطلة جمدت بمكانها وهي تحدق بملامحه المبتسمة التي تحولت لضحك خفيف من ملابسها الطفولية .. توردت وجنتيها من منظرها المضحك فيما هتفت قائلة بحرج- مرحباً روك..- صباح الخير .. ابتعدت عن الباب لتسمح لهُ بالدخول ..بعد أن خلع حذائه .. دخل الصالة وجلس على إحدى الأرائك تأمل المنزل وهو يقول- مبارك لكي مرة أخرى سلين ..كانت لازلت محرجة من منظرها ..فقالت - الفضل يعود لك .. - تفضلي هذا ..لمحت الكيس الضخم الذي كان يحمله ترددت عندما مده لها فتناولته باستغراب وهي تقول- ما هذا ..؟- هدية بمناسبة حصولك على هذا المنزل .. ربما كانت متأخرة قليلاً .. اعذريني- ما كان عليك أن تكلف على نفسك بشيءبتواضع رد- انها محظ هدية بسيطة..اتجهت عينيها نحو الكيس الضخم .. وهي تفتحه اخرجت تحفة جميلة للغاية .. اطلقت شهقة اندهاش وهي تلتفت لروك قائلة- أنها حقاً جميلة روك..!ابتسم بهدوء ثم رد- تستحقين أكثر من ذلك .. - شكراً لك روك .. قالت بمرح لا اعتقد أنك تناولت افطارك بعدضحك بلطف قائل- و هو كذلك .. ردت بمرح - إذن سأعد لك أجمل طاولة افطار وقف ليقول بحزم لطيف- لا ..أنا من سيدعوك اليوم لتناول الأفطار في إحدى المطاعم أنهُ يوم العطلةوضع انامله على شفتيها مانعاُ إيها من الاعتراض فهمست باستسلام- إذن لأبدل ملابسي ركضت نحو غرفتها .. اخذت ملابس مناسبة و اخذت حماماً سريعاً .. عدلت من شكلها بسرعة خارقة ثم التقطت حقيبتها بعد أن وضعت هاتفها به خرجتنحو الصالة قائلة - أنا جاهزة حدق بمنظرها الذي تغير كلياً وبشعرها التي ارتفع على شكل ذيل الحصان بأناقة .. بأدوات التجميل الخفيفة .. كانت فتاة رقيقة بجمالها لطيف .. توترت من نظراتها فقال بحزم - هيا أذن خرجت من المنزل برفقته واعتلت المقعد الامامي فيما حرك هو السيارة نحو إحدى المطاعم الراقية نزلت معه بعد أن صف السيارة في موقعها المناسب ثمسارا ليدخلا المطعم المطل على البحر .. طلبا طعاماً خفيفاً .. و عندما اقترب النادل ليعطيهم الطعام قال روك- كيف جامعتك ..؟تناولت الشوكة وبدأت بأكل السلطة .. ثم قالت - ممتاز .. فقط اشتاق لكاثرين و سيمون كثيراً نتواصل دائما عبر الأنترنت والهاتفمضغ قطعة الخبز - علاقتكما قويةقالت بأسف على فراقهما- كانا كالأسرة لي ..دار بعض الحوار الخفيف بينهما ثم تنحنح روك وكأنهُ يريد قول شيء فلمحت ذاك بعينيه قال ..- .. بصراحة يوجد لذي طلب سلين توقفت عن تناول الطعام وهي تحدق به بنظرات تطلب منه مواصلة الحديث فقال مكمل - هل تقبلي مرافقتي الليلة بحفل ..؟عقدت حاجبيها باستغراب من طلبه فاكمل- أنها حفلة بمناسبة مرور عام على زواج اختي أنجلكيتا ... ستحتفل به مع زوجها في فلتهما ..توترت وهي تقول - ولماذا انا اخترتني..؟رد بجدية - اصرت انجل على ان احضر رفيقة معي .. وأنتِ الفتاة التي أتمنى أن ترافقني .. حين لمح التردد بعينيها قال .. اعتذر على أخبارك بوقت متأخر إلا أنني لم أجد فرصة لأخبرك من قبلتغيرت ملامحها وهي تخشى المجازفة بالتأكيد ستقابل عائلته الضخمة .. ستبدو ضيفة غريبة همست - أنا .. فقط أخشى أن اسبب مشاكل لك مع عائلتك قد يظنوا بأني توترت وهي تقول حبيبتك .. و كما تعلم لستُ من الطبقات النبيلةتدخل ليقول بلؤم لها- لا تقولي ذلك .. إن انجل لا تفكر هكذا هي فتاة شقية تمتلك قلباً أبيض.. ابتسم بسخرية وهو يقول اما بالنسبة لأمي فهي امرأة تهتم بنفسها وبحفلاتها فلا تأهبي لرأيهابينما أبي شخص يعطي الحرية الكافة لأولاده بتسير حياتهم .. ربما عائلتي غريبة إلا انهُ يكفي أنني ... أحب وجودك بحـــياتي سلين هذا أهم شيء ..انحرجت من كلامه فقالت بتردد- موافقة ..لم تعرف لماذا انقبض قلبها من هذه الحفل إلا أنها ابتسمت بتصنع بينما رسم روك ابتسامة و هو يقول بثقة- سيكون حفل رائع ...تدخل رنين هاتف روك فاخرجه من جيبه ... ضغط على الزر الأخضر ثم وضع الهاتف في أذنه استمعت لكلامه عن العمل ثم ختم المكالمة بانزعاج نظر لسلين بأسف ثم قال باعتذار- انا اسف مضطر للمغادرة .. حتى في يوم العطلة الأعمال لا تتركني .. لمحت الانزعاج عليه فقالت - لا بأس .. - سنلتقي الليلة سلين .. هزت راسها بالأيجاب فقال- هل اوصلك ..؟حركت رأسها بالنفي قائلة- لا .. سأتمشى قليلاًابتعد عنها بعد أن دفع الحساب .. راقبته يختفي من بين اعينها .. ثم خرجت من المطعم .. لتوقف سيارة أجرى .. اعطت السائق عنوان لإحدى اكبر المجمعات شهرة في المدينة .. ستشتري اجمل فستان ستحرص على أن تكون بأجمل منظر أمام عائلة روك ..نزلت بعد أن اعطت السائق الاجرة أمام افخم المجمعات دخلت المجمعو سارت تــتنقل من محل لمحل آخر تبحث عن فستان مناسب لحفلة الليلة ..تعبت بالتفتل بالمحلات وأخيراً لفت انتباها فستان اسود قصير من زجاج إحدى المحلات الفخمة .دخلت المحل.و تأملت الفستان بانبهار لكنها دهشت من سعره الباهض .. لم تأبه لسعر كثيراً اهتمت بضخامة الثوب .. اقتربت نحوها إحدى الموظفات في المحل .. وهي تدعوها إلى تجريبه..هزت رأسها بالأيجاب ثم دخلت غرفة القياس لتجربه .. نظرت لنفسها بالمرآة بعد أن ارتدته .. اندهشت من جماله على جسدها ..وكأنهُصمم خصيصاً لجسدها .. تناسق لونه الاسود مع بشرتها البيضاء الناعمة .. فيما كان مفصل على جسدها بشكل رائع .. لم يعجبها أنهُ عارية بدون أكمام و طولهيصل لفوق ركبتيها .. رسمت ابتسامة جميلة و هي تراه مناسب لها منذُ مدة لم تشتري فستان بهذه الضخامة .. خلعته وعادت إلى ملابسها .. ثم ذهبت لتحاسبعليه .. حملت الكيس الورقي الأنيق من المحل .. لتتجه نحو بقية اللوازم اشترت حداء عال أسود .. واكسسوارات انيقة من الكرستال اللامع .. تفتلت في المجمع رافضةالعودة للمنزل .. دخلت محل حقائب فخمة.. واشترت حقيبة صغيرة تليق بالحفلات دفعت الحساب و مشت خارجة من المحل .. شد أنتباهه اصوات الفتيات التي تتعالى شيء فشيء .. نظرت لهم بفضول ثم اتجهت عينيها على ما يحدقون .. صعقت من المصادفة السيئة اشتدت عينيها قهراً عندما رأت دانيال برفقةكرستين يتجولون في المجمع .. كانت متعلقة بذراعه بشكل حميم و تسير معه بملابس انيقة .. شعرها المموج الأشقر يصل لحد كتفيها فيما عينيها الخضراءكانت تبرق فخراً وهي تمشي بجوار دانيال ..امتلأت قهراً و حقداً عليه .. يرفض الفتيات باهانات كبيرة .. بينما يتجول مع حبيبته بفخر بالسوق .. هرولت بغضب خارجة من المجمع بحنق ركبت أول سيارة أجرة صادفتها.. وهي تعطيه عنوان منزلها .. شتمت نفسها على غضبها ليذهب إلى الجحيم وما شأنها فيه..........................
في المسـاء ..............وضعت آخر لمسات على وجهها الناعم .. رشت العطر على جسدها .. وهي تنظر لنفسها بالمرآة باقتناع .. بدت كالأميرات تماماً شعرها الأسود كان ينسدل علىكتفيها بنعومة فيما وجهها زينته بأدوات تجميل خفيفة .. بدت أطول بحذاء عال ..الثوب الأسود كان يليق بها تماماً ..والاكسسوارات تزينها لم تكن تلاحظ أنها تمتلككل هذا الجـمال كما لاحظته اليوم ستبدو جميلة بنظر اسرة روك .. رن جرس المنزل فسارت لتفتح الباب ..كانت تعرف أنهُ روك الذي جاء لإيصالها للحفل فتحتالباب لتلتقي بروك .. تجولت عينيها عليه بانبهار من بدلته الرسمية السوداء بدا حقاً أنيق .. تبدو جميل .... تبدين جميلةقالها بنفس الوقت .. ضحكت بخفة رقيقة فيما ظل هو يبتسم محدق بها كادت عينيه تتحفظ جسدها جيداُ .. لمحت نظراته لها فقالت بتوتر- تفضل .. سألبس معطفي قال بهدوء و هو يتأملها جيداً غير مبال لتوترها- لا بأس سأنتظر هنا ابتعدت عنه وارتدت معطفها .. حملت حقيبتها الصغيرة ... و خرجت لتقابله .. رأته يجلس في سيارته .. عندما لمحها خرج من مقعده ليفتح لها مقعد الباب الأمامي ..ثم توجه ليعود لمقعد السائق .. حرك السيارة مبتعداً عن الحارات قال بلطف وعينيه مركزة نحو الطريق- انجلكيتا .. ستفرح بقدومك..- و أنا ساسعد بمقابلتها ... سرى التوتر بجسدها من فكرة مقابلة اخته و بالتأكيد سترى اسرته تحتفل مع ابنتها .. بدأت الحارات تتغير حيث بدأ بدخول أماكن بدت راقية جداً .. ففهمت أنهماقتربوا من المكان .. ظلت تحدق بالطريق والصمت هو سيد المكان .. المكان كان راقي جداً اوقف السيارة أمام مجموعة من الفلل الضخمة- لقد وصلنا .. هتف و هو يخرج من مقعده .. ترجلت سلين خارجة من السيارة بعده .. تلقت نسمات هواء عليلة داعبت خصلات شعرها برفق .. اندهشت محدقة بالفللالجميلة و حدائقها الواسعة كل فلا كانت أفضل من الفلا الآخرى تصميم راقي ...لم تكن تعرف أي فلا ستقام فيها حفلة شقيقة روك استندت على زجاج نافدةسيارته و هي تشعر بخطوات روك الواثقة تقترب نحوها .. رسم ابتسامة جذابها نفضت كيانها مد كفه لها و هو يقول - لندخل ..حدقت بكفه الممدودة وبكل رقة مدت كفها لتلامس كفه الدافئة .. سارت معه بحديقة الفلا الكبيرة .. اندهشت عندما ادركت ان الحفل سيقام في الحديقة التيامتلأت بالطاولات و الكراسي الأنيقة .. كما نسقت الحديقة بعناية واضحة من منظرها ..خلعت معطفها لتعطيه إحدى الخدم التي كانت ترحب بهم ..ابتسم لها وهو يلاحظ توترها الواضح .. لم يستغرب لذلك فهي ليست من هذه الطبقة ثم أنها وسط ناس غرباء لا تعرف بهذا المكان غير روك همس قائل- لا تقلقي .. الناس هنا ليست وحوشاًابتسمت بتوتر و قبل أن تتكلم شد انتباهها صوت ضحكات أنوثية فرحة قادمة نحوهما .. لمحت فتاة جميلة تتقدم نحوهما بسرعة .. هتفت الفتاة بسعادة مخاطبة روك- مرحـــــباً .. لقد تأخرت كثيراً يا عزيزي ضحك على مرحها فيما ارتمت الفتاة بحضنه .. توسعت عينين سلين عندما ضمها إليه بقوة قائل- اشتقت إليك ..اختفت الدهشة من سلين ..عندما ابتعدت الفتاة عن روك قليلاً لتنظر لسلين بفضول عندما لمحت سلين الشبه بينها و بين روك ادركت أنها شقيقته ابتسمت بهدوءفيما التفتت الفتاة لروك فقال- أنها سلين صديقة لي ... نظر لسلين وهو يشير نحو اخته قائل انجلكيتا شقيقتي ...التفتت لسلين ثم نظرت لروك وهي ترسم ابتسامة خبيثة قائلة بمرح ادهش سلين- مرحباً سلين .. تبدين اجمل بكثير من قبل .. ضحكت مكملة يبدو ان سرير أخي كان مناسب جداً لنوم بعد عناء طويل كلماتها المرحة جعلت سلين تفهم أن تلك الفتاة تمتلك من الجراءة الكثير و يبدو كما قال لها روك في ذاك الصباح .. شرحت لها أن الأمر ليس كما تتخيل .. لكن لا اعتقد انها ستقتنع بسهولة .... توردت وجنتيها احمرار من نظرات انجلكيتا الخبيثة لها ولروك إلا أن روك تدخل بسرعة عندما لمح انحراج سلين الواضح ضرب اخته بخفة علىراسها وهو يقول بمزاح- هيه أنت .. ما الذي جاء بك إلى هنا .. قال بأمر ممزوج بالمزاح .. اذهبِ لضيوفك حالاً قالت له بخبث بنظرات ماكرة - هل تريد أن تختلي بسلين بوحدك .؟. أيها الخبيث .. ! توسعت عينين سلين اندهاشاً فيما ظهر الحرج على ملامح روك بتدخله لم يعالج الأمور بل زاد الطين بله .. رمق أخته بنظرات حازمة ففهمت أنها ازعجت سلين بكلامها .. تأملت في تلك اللحظة الشبه بين روك وشقيقته .. تمتلك شعر طويل بني .. وعينان زيتيتان تشبه عينين روك .. بالاضافة إلى بشرة مائلةإلى اللون البرونزي .. كانت متوسطة الطول بجسد مبهر يغطيه فستان فضي طويل .. قطع تأملها ضحكات انجل التي كانت تحكي مع أخاها ثم قالت بمزاح- إذا كنت تود أن أذهب إلى ضيوفي .. فسافعل قال رافع حاجبيه - رائع غمزت بمكر قائلة- لكن سآخذ سلين معي .. قال بسرعة - هيه ماذا ستفعلين بها ..؟ اكمل ممازح.. لن اسلمك سلين أخشى أن تقتليهاضحكت وهي تنظر لسلين المبتسمة بهدوء تحدق بهما ثم قالت- تعالي معي سلين ..نظرت سلين لروك فقال لها- كما تشائين تدخلت انجل قائلة- هيه أنتما .. لا داعي لطلب الأذن من بعضكما البعض تعالي يا سلين.. ساعرفك على الكثير من الشخصيات ..أخي لن يهربسارت مع انجل بينما توجه روك نحو مجموعة من الشباب والرجال .. فيما سارت هي نحو مجموعة من الفتيات والشباب ملتمين حول طاولة وصوت ضحكاتهم عالية .. كان الحفل يبدو في بدايته .. توقفت امام الطاولة وهي نادمة على أنها لبست هذا الفستان القصير .. عندما لمحت الشباب يتفحصونها جيداً بنظرات اعجاب- ألن تعرفينا على من معك يا انجلكيتا .؟هتف شاب يحدق بسلين باعجاب بمنظرها نظر لانجلكيتا منتظر ردها و هو يشرب كأس من العصير قالت سلين بلطف محاولة إخفاء توترها- مرحبا..رد عليها الجميع فيما قالت انجل - أنها سلين ...- هل هي ابنة احد التجار هنا ..؟هتف إحدى الشباب ليسأل انجلكيتا..فيما كانت بعض الفتيات يحدقون بها بغيرة والبعض كان مبتسم لها بلطف.. قالت انجل بحزم متعمدة إيغاضة الشباب- لا .. ثم اكملت بخبث لقد جاءت برفقة روك شقيقي ..اطلق إحدى الشباب صفيرا و هو يقول- لقد احسن الاختيار ..فيما قال شاب آخر مخاطب انجلكيتا بخيبة أمل- إذن لا داع لتضييع الوقت إذا كان المافس هو روك يا انجللم تعجب سلين بكلاماته بينما ضحكت انجلكيتا بخفة .. على كلام الشبابحبيبتي .. أخيراً وجدتكالتفت انجل لصوت خلفها التي تميزه من بين مئات الأصوات و هي تقول- مرحباً حبيبي .. تعال لأريك من أحضر أخي معهُ الليلة استدارات في تلك اللحظة سلين لتنظر لمن تخاطب انجل .. كان رجلاً شاباً يبدو بعمر روك .. لكنها صعقت عندما رأت من يقف معه بثقة وبجواره فتاته الحسناءالتي لا تفارقه.. ارتعدت بمكانها فيما لم تلاحظ انجل ذلك كانت منشغلة بالتحدث مع ذاك الرجل الذي تقدم نحوها وهو يقول بترحيب- مرحبا .. يا آنسة تدخلت انجل تلك اللحظة تقول- سلين .. أنه زوجي مد يده ليصافحها لم تكن بوعيها في تلك اللحظة مدت كفها لتصافح يده بارتجاف فقال- أنا مارتن .. تمتت - سعدت بلقائك .. مبارك لكما بمرور عام على ذكرى زواجكماكانت عينيها نحو شياطنها الذي يقف مع كرستين .. يحدق بها بنظرات غاضبة .. كأنهُ استمع لكلام الشباب هل كان واقف هنا قبل قدوم السيد مارتن ؟ .. احست بعينيه الغاضبة تتفحص ثوبها اشعرتها نظراته أنها لا ترتدي شيء .. بينما ظلت كرستين تحدق بها بغرابة و هي تزيد اقترابها منهُ .القت ابتسامة استهزاء على سلينوكأنها تذكرتها .. تدخلت انجل لتقول - سلين لم اعرفك على سيد دانيال .. انهُ صديق عمل لزوجي أشارت لكرستين قائلة وهذه كرستين ابنة أحدى رجال الأعمال ابتسم ابتسامة جانبية تدل على الاستهزاء لم تلاحظها سوى سلين التي بدت متوترة كثيراً وتندم بأنها فكرت بالقدوم إلى هذه الحفلة لو كانت تعرف بوجوده لما حضرت الحفل ابتعدت انجل قليلاً عنها سائرة نحو امرأة ...فيما صنعت سلين غشاء جليدي رقيق من الثقة إلا أن كرستين اقتربت نحوها بتمايل وهي تقول بحقد مخفي عندما لاحظت نظرات دانيال لها - مرحباً .. ألتقينا من قبل اشاحت سلين وجهها عنها لتقول بدون مبالاة- اعتقد ذلكقبضت على أناملها بقوة من رد سلين البارد إلا انها قالت بغنج- دانيال .. حبيـبي لنذهب من هـنا ..المكان يجلب الاختناق رفعت إحدى حاجبيها بثقة ثم قالت مخاطبة كرستين - و أنا اوافق المكان حقاً يجلب الاختناق .. لذلك أفضل أن أغادر قبل أن اختنقابتعدت عن الطاولة بحنق وهي تسير باحثة على روك الذي سيمدها بالثقة .. لمحته يجلس بعيداً مع الكثير من الرجال .. سارت نحوه بتردد إلا ان هناك من قطع طريقهاحدقت بالمرأة الجميلة . . تبدو من سيدات المدينة .. هذا ما لاحظته فملامحها تبدو امرأة كبيرة لكن تبدو من النساء اللاتي يحبن الأعتناء بنفسهن كثيراً فهذا ما ادركته من منظر السيدة الخارجي الراقي التي كانت تنظر لسلين بشك وعدم اقتناع ثم قالت- أ أنت سلين ؟هزت راسها بالايجاب باستغراب مخفي بنظراتها الهادئة- نعم . . ردت المرأة و هي تتفحص سلين جيداً قائلة بفخر ممزوج بالثقة العالية- أنا والدة روك ..لاحظت أنها نفس المرأة التي كانت تخاطب انجل قبل دقائق .. بلعت ريقها من تفحص والدة روك لها ابتسمت قائلة- تشرفت بمعرفتك يا سيدتياحست بالخطوات السريعة التي تقدمت نحوهما كانت انجلكيتا المرحة تقترب نحوهما و هي تقول - ماذا تفعلان هنا ..؟ .. نظرت لوالدتها بعدم اطمئنان فوجدتها سلين فرصة للهروب من هذه المقابلة قالت بتهذيب- بالأذن .. سأذهب إلى روكردت انجل بسرعة- اووه .. بالتأكيد اذهبي اذهبي فور أن ابتعدت عنهما سلين حتى نظرت انجل لوالدتها بشك سائلة بحزم- ماذا قلتي لها أمي ..؟كانت تعرف جيداً بان والدتها من ذو الذوق العالي لا تقبل إلا بالشيء الراقي ... هذا ما تكره بوالدتها رمقتها السيدة هيلن بنظرات حادة ثم قالت- روك .. سيقتلني .. إذا استمر يحضرها معه في كل حفلةتوترت انجل ثم قالت بارتباك- امي . . انتِ تضخمين الأمور .. اكملت محاولة اقناع والدتها.. ربما كانت تلعثمت و هي عاجزة عن الكذب فقالت بارتباك .. مجرد صديقة..لوت السيدة هلين شفتيها بعدم اقتناع ثم قالت بصوت اجش- اعرف ابني جيداً.. لا يحب ان يأتي الحفلات برفقة الفتيات وخاصة إذا كانت حفلات عائلية شعرت انجلكيتا بالورطة .. مررت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى خلف أذنها ثم قالت - لقد طلبتُ منهُ أن يحضر فتاة معه .. لهذا احضرها ردت بحزم - إياك والكذب انجل .. روك لم يلبي رغبتك .. بل كانت رغبته بحضور سلين ..زفرت بداخلها بضيق ثم قالت- حسناً .. وما المشكلة أمي ..؟ أنها في قمة الروعة- الجمال وحده لا يكفي .. أنا اريد لروك فتاة من مستوى عالي هذه الفتاة لا تبدو كذلك لم تستطع احتمال والدتها اكثر من ذلك قالت بانزعاج- لا تتعبي نفسك بالتفكير بسلين .. لأن روك لو يريد الارتباط بها لما أخذ رأيك ..ابتعدت عن والدتها بحنق و هي تتبع سلين التي كانت تحدق بروك من بعد .. تقدمت نحوها و هي تهتف- اذهبي إليه .. يبدو ينتظرك ابتعدت عنها تاركة سلين بحيرة .. سارت بخطوات هادئة نحوه .. عندما لمحها وقف من على الكرسي و هو يعتذر بتهذيب من الرجال ابتسم و هو يسير نحوها بثقة كبيرة تنحنح و هو يقول- اعذريني .. لم أشئ الابتعاد عنك اكمل باحباط لكن انجل اجبرتني على ذلك ..ضحكت بخفة قائلة - لا عليك .. شقيقتك فتاة في غاية الروعة اطلق ضحكة رجولية تخلخلت مسامعها و هو يقول- تعالي معي .. استفهمته بأعينها فاكمل سأريك الجزء الخلفي من الحديقة هناك المكان رائع ..- ماذا عن الضيوف ..؟- المكان مزدحم لن يلاحظ أحد غيابنا تحمست لرؤية الجزء الخلفي من الحديقة الواسعة فهزت برأسها بالأيجاب وهي تسير معه شيء فشيء حتى اختفت اصوات الموسيقى و هما يبتعدان عن الناسسارت معه إلى خلف الفلا ... تلقت نسمات هواء باردة على جسدها فارتجفت برداً فور ان وصلت للحديقة الخلفية للفلا .. ابتسم بداخله و هو يلاحظ ارتجافها..حفيف الأشجار كان ما يسمع مع القليل من الموسيقى التي تبعث من بعيد ..قال بهدوء وهو يسير الأمام- ماذا فعلت بك انجل ..؟لحقته بخطوات هادئة ..مندهشة من جمال الحديقة المزينة باجمل الورود ثم رفعت رأسها لسماء محدقة بالنجوم الامعة بسماء سوداء بدت كل نجمة كاللؤلؤ يفتخر بضوئه لامعة وبجماله المدهش استنشقت الهواء العليل ..و ادارت وجهها لتحدق به فالتقت عينيه بعينيها المرتجفة ..توترت عندما لاحظت أنهُ كان يحدق بها من البداية ... عينيه المطلة بالأمان اسرتها .. ظلت تنظر له عاجزة عن الحراك .. فهبت نسمة هواء باردة لتلسعها بقوة .. اشاحت بوجهها عنه و هي ترتجف برداً .. ارتجفت أكثر عندما ظل يحدق بها بهدوء ثم رفع ذراعه ليحوط كتفيها .. حدقت به بدهشة شاعرة بكهرباء سرت بجسدها من لمسة يده .. جذبها نحو صدره أكثر بحنان صمت ثوان ثم قال بهدوء- هكذا أفضل ... لن تشعري بالبرد دمتي معي ..شعرت بالحرارة تتدفق بجسدها .. من قربه الشديد منها .. ولسانها السليط قد عجز عن التفوه بكلمة .. تجمعت قواها لتقول بارتباك- أنت .. اقصد ر .. و .. ك لـ...قطع كلامها صوت رنين هاتف روك النقال فتنفست براحة و هي تشكر المتصل . . ثم ابتعدت عنه بسرعة .. بينما لمحت نظراته المنزعجةعندما رن هاتفه .. اخرج الهاتف ليرد - ماذا ..؟ أنجل ..قالت بغضب - أين أنت يا رجل ..؟ تعال بسرعة .. إذا أردت البقاء معها في بوقت آخر ارجوك اغلق الهاتف دون أن يقول كلمة ثم نظر لسلين قائل- لنعود .. همست - سالحقك .. كانت تريد أن تجمع قليلاً من القوة لم تكن تعرف أن روك يملك كل هذا الحنان .. عندما ضمها إليه احست براحة و هي معه ..لكن لمسته اربكتها كثيراً ..أخذت شهيقاً و زفيراً .. بعد أن ابتعد روك عنها فاهم بما تفكر ... ادركت ان يجب عليها العودة من حيث ما أتت حتى لا تشد الانتباه أكثر ... سارت خطوتينلتعود للحديقة التي يقام بها الحفل دق قلبها كالطبول عندما لمحت ظل أسود يقف من بعيد .. ارتجفت رعباً .. روك .. هتفت بداخلها تنادي باسمه قبل أن تركضرعباً .. اعترضتها يدين قويتين .. جذبتها أمام جسده بعنف ..انتفض جسدها .. فيما ارتعبت عينيها وهي تحدق بالذئب صاحب العينين الرمادية الماكر .. ابتسامتهالصفراء جعلت قلبها ينتفض رعباً .. اصابعه القاسية كانت تضغط على ذراعها بدون رحمة فيما بدأ كالوحش و هو يطلق ضحكات استهزاء قائل بهدوء يمتزجبقليل من السخرية بخلاف نظرات عينيه الممتلئة بكل انواع الغضب- لن تشعري بالبرد ما دمتي معه .. هكذا إذن .. ظلت صامتة مرعوبة .. وهي تشعر بذراعها قد خلعت من محلها هزها بعنف ثم جذبها نحوه بقوة .. تخلخلت أصابع يده الاخرى على شعرها الأسود و هو يشده ليتحم بتحريك رأسها كما يشاء .. انحنى لمستوى وجهها .. ثم همس بعنف- تكلمي .. لا تصمتي كالخرساء .. أين لسانك الطويل ..؟ شعرت بالأهانة منه .. يتحكم بها كالدمية حاولت تجميع طاقتها إلا أنها لم تستطع سوى أن تقوي لسانها فقط بينما ظل جسدها يرتعد خوفاً همست باستفزازمحدقة بعينيه بقوة ممتزجة بالاستفزاز- شعرت بالبرد .. ولم امانع من أن يخففه روك عني .. حقاً لمسته كانت دافئة ليس كالوحوش المفترسةكانت تقصده تماماً في آخر كلماتها.. ثارت عينيه جنون ..لكن ما نسيته أن دانيال ينتقم بلذة عكسها تماماً التي تقف عاجزة عن فعل أي شيء أمامه..اشتدت اصابع يده على شعرها و كأنهُ يفرغ غضبه به. ثم قال بصوت أجش- تشعرين بالبرد .. و تحتاجين لدفئه .. لا بل كانت لمساته ناعمة ودافئة .. ليست كالوحوش .!. هذا ما تقولينه ..هزت رأسها بتحدي بالأيجاب فصدمت عندما أفلت يديه عنها .. وقبل ان يسمح لها بالحراك .. امسك بها من جديد ليضمها إليه بعنف .. ذراعيه اشتدت حول ظهرها بقوةفيما بقيت هي غير واعية لما يحدث .. ضحكاته المنتصرة .. ايقضتها و هي تحاول جهاداً ان تشل هجوماً عنيفاً نحوه إلا أنها كالدمية بين يديه .. مرت أنامله على كتفيها العاريتن .. فشعرت بالضعف الشديد .. وهي تحاول مقاومته بعنف .. همست بألم - ابتعد .. هذا يكفي .. لا تستغل كوني فتاةمال نحو اذنيها و هو يشد جسدها إليه .. شعرت بانفاسه تحرق أذنها و هو يقول بصوت هادئ- ألا تشعرين بالبرد ..؟ اكمل .. سابعده عنك .. فالتجربيه هذا المرة من الوحوش .. لعله ينال اعجابك اكثـر ضربته بقوة ..لكنها لم تؤثر عليه .. ابعدها بإرادته دافعاً إياها كأنها شيء قذر و هو يتفحصها باشمئزاز قائل - إن ما ترتديه لا يسمى ثوباً ... هب مغادراً بعنف المكان .. فيما ارتجفت هي برعب .. غير مصدقة لما فعل .. ماذا يقصد .. ؟ بأي حق يتعامل معها هكذا ..؟ تسؤلات كثيرة جرت في بالها ..و جملتهُ الاخيرة شدت أنتباهها .ــــ إن ما ترتديه لا يسمى ثوبا ! ـــ وماذا يسمى إذن .. ؟ تيقنت أنها تأخرت على روك كثيراً .. فسارت بخطوات ثابته وهي متاكدة أن ليس هذا الوقت المناسب للخوف عليها التماسك من أجل روك ... عادت إلى مكان الحفلبعد أن عدلت شعرها قليلاً .. أم عن أدوات التجميل فهي تحتاج لمرآة .. لمحت روك يقف وحيداً .. اقتربت نحوه قائلة- لقد عدت .. لمح الارتباك الواضح عليها ثم قال بشك - تأخرت ردت بتوتر- اه . . مر الوقت بسرعة و أنا انظر للحديقة كانت مذهلة رمقها بنظرات عدم اقتناع ..لكنها ابتسمت له مطمئنة إياه .. اعاد نظراته للأمام .. و هو يحدق بقطعة الكيك الكبيرة .. التي حملها الخدم ليضعوها بوسط الحديقة بوسطها صورة كبيرة .. لانجلكيتا و السيد مارتن .. يبدو في ليلة زفافهما .. تصفيقات حارة من المعازيم .. والتهاني الحارة عندما تقدما ليبدا بقطع الكيكة الضخمة والتصفيرات مع بعض التعليقات من الشباب .. زادت الجو متعة .. كانت بعالم آخر وكل ثانية تنظر لدانيال وبقربه كرستين التي كانت في كل فرصة تسمح لها تقترب لتهمس باذنيه ثم تطلق ضحكات ناعمة .. حقاً .. كانت تشعر بالحقد نحو هذه الفتاة .. صوت الموسيقى الهادئة .. بدأ يعلو في الحديقة والانوار بدأت تتغير .. ليصبحالجو مناسب لرقص .. وبثقة تقدم السيد مارتن الذي بدأ بالرقص مع زوجته بعشق واضح يطل من عينيه .. ثوان حتى تقدم بعض الشباب لرقص مع الفتياتكانت ترسم ابتسامة وهي شاردة الذهن شعرت بالخطوات التي تتقدم منهما رفعت نظرها بتقدم رجل كبير يبدو من رجال الأعمال قال هامساً- مرحباً يا ابنتي .. لمحت روك الذي ابتسم و هو يقول- اهلاً أبي .. نظرت لروك بدهشة ثم لرجل المبتسم قائلة - مرحبا يا سيدي .. سعدت بلقائكابتسم السيد مارك و هو يمد يده ليصافح يد سلين ثم قال- حقاً كنتُ متشوق لرؤية رفيقة ابني بهذا الحفل .. تبدين جميلةابتسمت بحرج و هي ترى أن هذا الرجل كما قال روك ... يعطي الحرية الكاملة لأبنائها بعكس والدته التي تهتم بالمظاهر .. ابتعد عنهما السيد مارك قائل- تشرفت بمعرفتك .. اعذريني الان علي الذهاب ابتسمت بتهذيب قائلة - و أنا كذلك تشرفت بمعرفتك يا سيدي ابتعد عنها فالتفت لروك الذي قال - ستحبين والدي أكثر من والدتي عقدت حاجبيها باستغراب فاطلق ضحكة خفيفة عذبة قائل- هل نرقص ..؟ اندهشت من طلبه .. لكنها حقاً لم تعرف لماذا أردت أن ترقص معه .. هل لأنها تريد الرقص مع روك ..؟ أم لانها تريد أن تري دانيال بأن الاقتراب من روكهو أشد جمالاً و روعة من الاقتراب من الوحوش هزت رأسها .. بنعم ..فاطلق ابتسامة سعيدة و هو يمسك كفها بنعومة متوجه بها بثقة لوسط الحديقة .. لامستيديه خصرها .. فيما رفعت هي يديها لتضعهما فوق كتفيه براحة.. بدأت بالتاميل معه .. برقة .. لم تكن تعرف حقاً انها تجيد الرقص .. أحست بشعور رائعوهي برفقة روك .. الذي كان قريب منها كأنهما حبيبن.. إلا انها لم تشعر ذلك كانت فرحة بقربه .. غير ملاحظة للأعين التي ترمقها بغضب من بعيد قبض على اصابعه بقوة عندما لمح روك يهمس باذنها .. ثم يبتعد قليلاً ويعود ليكرر نفس الحركة .. أحس باليدين التي تضغط على ذراعه .. ألقى نظرة نارية نحو كرستين .. ثم أعاد نظراته إلى الأمام ببرود قالت بضيق- دانيال.. لماذا ترفض الرقص معي .. ؟ أنت تجيد هذا النوع من الرقص جيداً زفر قائل- قلتُ لكِ يكفي .. لستُ بمزاج جيداُ لرقص ..أبعد نظره عن سلين و روك ليوجهها لعمه و والدته كانا يجلسان على الطاولة برفقة اسرة كرستين .. زفر عندما تذكر الورطة التي اوقع بها نفسه مع عمهالذي لازال ينتظر الفتاة .. مرت أيام لكن عمه لازل يذكره .. زفر باستياء مما أثار استغراب كرستين .. دفع كرستين عنهُ بخشونة ثم اتجه نحو إحدى رجال الأعمال شهرة كان يقف معزولاً عن الجميع .. حتى لا يلاحظ الشخص الذي اتى من أجل وجوده .. سار نحوه بغضب كتمه بداخله ثم قال بصوت أجش- انها تلك ..صمت ملاحظ اندهاش الرجل فاكمل .. التي ترقص مع السيد روك ..نظر لهُ الرجل بنظرات الشك ثم استنكار ..ثم وجه نظره نحو من يرقص بوسط الحديقة.. حدق بدانيال بغير تصديق .. و هو يحاول النظر إليها بشكل أوضح .. لم يصدق أن يراها في هذا الحفل .. عندما اخبره دانيال بالمصادفة عبر الهاتف النقال جاء بسرعة للحفل الذي كان قد اعتذر من قبل لسيد مارتن عن حضور بسبب اعماله ..بقي بمكان منعزل كي لا تراه ..انتظر وقتاً مر كالسنوات منتظر دانيال أن يحضرها له .. لم يراها بشكل واضح بسبب الاضاءة .. إلا أنهُ لمح القليل من وجهها شعر بقلبه يدق بقوة .. كانت تشبه بعض ملامح الصورة التي معه ..هتف باضطراب وهو يشعر بالعرق يتجمع بجبينه - أأنت متأكد يا دانيال ..؟ رد بثقة - بكل تأكيد ..ابتسم بنصر و ابتعد عن ذاك السيد .. عائداً لمكانه بانتصار بعد أن فجر قنبلته بلحظة غضب . . . . ^ــ^ تم[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:39 PM

[frame="7 80"]الــبارت السادس....................... ~ كذبة مؤقتة ~.......................
توقفت الموسيقى الرنانة في الحديقة .. و أعيدت الأنوار كما كانت عليه .. فتوقف الجميع عن الرقص .. استمعت لتصفيقات حارة و هي تنزل يديها من كتفي روك ..فيما أبعد روك يديه عن خصرها .. وهو يمشي معها نحو الطاولة ..استوقفتهم ضحكات انجلكيتا القادمة نحوهما و هي تقول بفرح- كـان رقصاً رائع .. القت نظرة لسلين ثم قالت .. ادهشتيني بالرقص سلينبادلت انجلكيتا الابتسامة وهي تقول - لستُ امهر منك بكل تأكيد ... ضحكت ثم نظرت لروك بخبث قائلة - يا أخي العزيزي .. على معلوماتي أنك لا تجيد الرقص غمزت مكملة يبدو أن سلين غيرت بك أشياء كثيرة ..تلميحات انجلكيتا لم تعجب سلين بتاتاً بينما ظل روك يبتسم بهدوء و هو ينظر إلى سلين و بداخله يشتم تصرفات أخته الجريئة .. قالت سلين مخاطبة انجل- أريد الحمام .. سألقي نظرة على منظري ..ردت بجدية - تعالي معي .. سأدلك عليه ...-لا يا عزيزتي .. ابقي مع ضيوفك .. سأسأل إحدى الخدم ابتعدت عنهما متجهة نحو الفلا .. دخلت الفلا محدقة بروعتها .. الفلا تبدو خالية من المعازيم .. هذا ما لاحظته من الهدوء .. فقط الخدم من كان يتواجد فيها تقدمت نحو إحدى الخدم قائلة - المعذرة .. نظرت لها الخادمة قائلة- هل استطيع أن اخدمك بشيء يا آنسة ..؟ - أين الحمام ..؟ - تعالي سأدلك عليه .. .. لا بأس سأدلها أنا .. الصوت الرجولي القادم من الخلف اجبرها على التوقف وهي تستمع لصوت رجولي غريب .. قبل أن تتفوه الخادمة بكلمة تدخل الرجل ليقول بحزم- أذهبي لعملك .. نظر للخدم قائل .. أريد التحدث مع الآنسة ..اندهشت وهي تستمع لما يقول ذلك الرجل التي حتى الآن لم تكن تراها حيث كان ظهرها يقابل وجهه ربما يشبه بها بأحد.. ثوان حتى ابتعد الخدم عن المكان فاهمين مقصد الرجل .. توترت وهي تيقن أنهُ مخطئ بالشخص استدارت بثقة لتخبره بذلك .. - سيدي يـبــ....توقفت عن التكلم محدقة بالرجل بإمعان ..امسكت بإحدى التحف محاولة تمالك نفسها انزلت عينيها للأرض .وبلحظة تذكرت ..والدتها .. ضحكاتها .. بكائها.. ألمها .. حزنها .. وكل شيء .. تدفقت الذكريات كشلال المياه العذب .. لتيقض بداخلها شعور الحقد .. الكرهاية بأنواعها .. سالت دمعة حارة على خدها فيمارفعت عينيها لهُ بضعف .. أحست بتوازنها يختل من نظراته المتفحصة لها .. بعد تسع عشر عاماً كيف يحدق بها بتلك الطريقة .. قبل تفقد توازنها .. وتسقطعلى الأرضية .. لحقها بسرعة ليمسكها من ذراعيها .. همس بذعر- حبيبتي . .سلين .. هل انت بخير ..؟ لمسته اشعلت النيران بقلبها ..تمالكت قوتها وهي تدفعه عنها بعنف هامسة باضطراب- من أين أتيت .. ؟ ارتعبت عينيها اكثر وهي تكمل .. ابتعد ..اتيت لتقتل ما تبقى من روحي .!. سالت الدموع بعينيها و هي تقول من أعماق قلبها لا أريد رؤيتك تمزق قلبه أشلاء .. و عندما امتدت أناملها لتمسح دموعها انتفضت مبتعدة عنه بعنف ... وبصراخ قالت- ألا تفهم .. قلتُ لك ابتعد ..- سلين .... أنا والدك يا صغيرتي !والدك .. والدك .. والدك .. صدى صوته اقتحم عقلها بقوة شعرت بالاضطراب وهي تضع يديها على أذنيها لا تريد سماع شيء .. تمتمت - لستَ والدي .. أبي مات منذُ ان ولد .. مات بقلبي .. مات في تسع عشر عام .. عشتُ وتربيت من غير أب .. ذقتُ طعم الفقر و الألم مع أمي ..لم تكن معي .. انتظرت قدومك كثيراً لكنك لم تأتي لم تقبلني قبل أن أنام ولم تذهب معي يوماً لحفل في مدرستي .. ككل الطلاب .. لم تأتييوماً لتعطيني الحلوى ..كبقية الأطفال .. تعودت على فقداني لهذه الأشياء .. هل تعرف لماذا ..؟ لأن أبي مات ..مات بقلبي .. ختمت كلامها مع سيل من الدموع تتدفق من عينيها وهي لازلت تعاني من هول الصدمة .. التصقت بالجدار عندما اقترب نحوها وهو يقول بعطففيما عينيها كانت تترجاها لفهمه - لقد عدت .. أنا هنا .. بحثتُ عنك طويلاً .. سنوات مرت وأنا ابحث عنك هزت رأسها و هي تقول باستهزاء- بالطبع .. بعد أن اصبحت رجل أعمال غني تذكرت أن لديك ابنة ..ما كنت لتبحث عني بتاتاً إلا بعد أن حققت حلمك .. أناني ..لستَ أبيكنتُ لن أعرف ملامح وجههك .. لكن ظهورك الدائم على قنوات التلفاز اجبرني على رؤيتك .. لم افتخر يوماً بأنك تعتبر والد لي بل لم أخبرأحد بذلك .. لأنك لستَ أبي .. صرخت بعنف ولا اتمنى أن تكون أبياشتدت عينيه غضباً من كلامها .. فقال بغضب كبته بين اسنانه- كما سمعت .. لسانك طويل و سليط للغاية .. اكمل بحزم ..اذهبي وارتدي معطفك لنغادر الحفل ..تغيره المفاجئ لم يكن غريب عنها فهذا ما توقعته لكنها لم تأبه لذلك حيث تمتمت بدهشة - إلى اين.. ؟ !بثقة كان يرد عليها- لا تحتاجين الان للعيش بمفردك .. بعد أن عثرتُ عليك.. فتحت فمها بذهول غير مستوعبة لما يقول .. ثارت اعصابها وهي تحدق به وباسلوب متوحش دفعته عنها و هي تسير إلى منتصف الصالة الضخمة قائلة بجنون - هيه ..سيد شارلي .. لقد صدقت نفسك كثيراً ابحث عن ابنتك بمكان آخر أما أنا فلستُ ابنتك اكملت بحقد. .. اكرهــك..اكرهك كثيراُ سيد شارلي كلماتها الفظة و عدم نطقها بكلمة أبي أثارت جنونه .. وقبل أن تبتعد عنه .. تقدم نحوها بعنف ليعترض طريقها بقبضة يده التي امسكت ذراعها بقوة . .. قائل بعنف وهو يشدها إليه رافعاً إحدى اصابعه لها بتحذير مشدداً على كلامه قائل- ابنتي .. اعجبك أو لم يعجبك .. هذا الشيء حقيقي .. والان يا ذات اللسان السليط .. بأدب كبير ستذهبي معي و ستنسي العيش بمنازل متواضعة ستعيشين مع والدك كفتاة نبيلة .. سألبي لك أحلام كل فتاة بعمرك و أنتِ بالمقابل ستكونين ابنتي المهذبة التي افتخر بها أمام الجميعلم تستحمل كلماته القاسية .. كانت والدتها تحكي لها أن والدها رجل طيب لكنهُ عصبي بشكل مفزع وليس صبور .. ربما يدمرها بلحظة واحدة إذا استفزتهلكنها لم تبالي بكلامات والدتها فقالت بحقد - كنتُ أعلم مكانك جيداً سيد شارلي .. لو كنتُ أحلم بالحياة الرفاهية معك .. كنتُ قد اتيت لك منذُ زمن .. لكنني لا أريد قرشاً واحد منك دعني و شأني .. ليس لك أي حق بأن تجبرني على تقبلك ... أنت شخص أناني والدتي ماتت بسببك ثارت بذكرى والدتها قائلة بجنون وغضب بسببك أنت ماتت.. رفع يده بعنف ليصفعها بحركة مفاجأة فاغمضت عينيها تلقائياً قبل أن تتدخل يد أخرى لتمسك كفه.. فتحت عينيها ببطء .. ثم نظرت لدانيال الذي كان يمسككف السيد شارلي .. ارتجفت و هي تحدق بعينين السيد الشارلي النارية .. ينظر إليها بتملك ناسياً افعاله ..تمتمت- دعه .. دعه يضربني .. هو كذلك ما يفعله دائما تغطئة عيوبه بالهروب .. أو استعمال القوة ... تقدم السيد شارلي نحوها بغضب فيما تدخل دانيال مستشعر بغضب السيد شاري و هو يقول - علينا أن لا نثير المشاكل .. لا يجب أن نفسد الحفل .. هدأ قليلاً لكنهُ قال بعصبية - ألا تسمع ما تقول .. لسانها يحتاج تعديلات كبيرة .. ظلت تحدق بهما .. مستمعة لدانيال الذي قال بهدوء- وعدتني من قبل أنك لن تثير أي مشكلة بهذا الحفل لذا اخبرتكالسؤال الذي يحيرها كان قد جاوب عليه دانيال في تلك اللحظة .. هو من أخبر السيد شارلي عن مكانها .. كيف لم يخطر في بالها أن دانيال قد يعرف هذا الرجل ..فهما رجال أعمال ..هل كان يتصرف كل تلك التصرفات لأنها ابنة شارلي .. هل كان كل هذا الوقت يبحث ويتأكد ليصل بأنها حقاً ابنته .. ؟ .. تجمع الحقد في عينيها نحو دانيال .. وبخطوات واثقة سارت لتتجوازهما خارجة من الفلا .. استوقفها هذه المرة صوت دانيال قائل بحزم - نفدي طلب والدك .. اذهبِ حالاً وارتدي معطفك لنغادر الحفل بهدوء و إلا ......توقف عن الحديث فاكملت بسخرية - وإلا مـاذا ..؟اشتدت عينيه بفعل الانفعال وهو يقول بحزم - وإلا اجبرتك أنا على مرافقة والدك بالقوة ..تلك اللحظات دخلت إحدى الخدم و هي تشتم رائحة مشكلة جديدة .. ألقت الخادمة نظرات استفهام و تعجب .. فقطعها دانيال وهو يقول بحزم- من فضلك .. احضري معطف الآنسة سلين حالاًهزت رأسها الخادمة بالإيجاب و هي تتفحص سلين متذكرة بأنها رفيقة السيد روك بهذا الحفل .. ابتعد الخادمة فيما التفت سلين نحو دانيال بغضب جنونيتقدمت نحوه بعنف و هي تقول - لا تجبرني على فعل أي شيء .. لم اسمح لك بالتحكم بي بعد .. اصرت تقول ..حياتي وأنا حرة ..- أنا سمحتُ لهُ بذلك .. حولت نظراتها لسيد شارلي .. الذي تكلم عن دانيال ردت باستفزاز - وأنت من تكون بالأول لتسمح لهذا النذل أن يتدخل بي .. امسك بذراعها بقوة وهو يجرها نحو باب الفلا قائل - لستِ الوحيدة المسؤولة عن حياتك .. لديك أب في هذه الحياة شأتي أم أبيتي ..عضت على شفتيها بقهر .. و هي تصرخ بجنون - اتركني .. أفضل الموت على ان أعيش معك .. أنت لستَ أب .. قبل ان تمتد يده لتفتح باب الفلا .. افتتح الباب ليدخل روك بسرعة .. لحقتهُ الخادمة برعب و هي تنظر لأعين روك التي كادت أن تخرج من محلها و هو يحدقبسلين .. نظر لسيد شارلي المعروف .. ثم حول نظراته نحو دانيال الذي يقف ينظر لما يحدث بهدوء .. بسرعة تحولت نظراتهنحو سلين كانت تحدق به ضعف .. همست بين يدين السيد شارلي- روك .. ارتجفت شفتيها وهي تحدق به بضعف قائلة برجاء .. أرجوك .. لا ..لا تتركني ..نظر للخادمة التي هبت تناديه بسرعة فور ان رأت سلين بين يدين ذاك السيد ثم التفت لسلين قائل-ما الذي يحدث هنا ..؟ابتعدت الخادمة من المكان باضطراب فيما تدفقت الدموع من جديد من أعين سلين و هي تقول بارتجاف- هذا الرجل يريد أن يدمرني مجدداً..... ارجوك لا تدعه يأخذني للعيش معه ألقى نظرة خاطفة نحو السيد شارلي مستفهم الغضب الذي كان يطل من عينيه و هو يمسك سلين بعنف قال بجدية -ما هذا الكلام ..؟ تقدم نحوها ليحررها من يدين السيد شارلي لكنهُ فوجئ عندما ابعده السيد شارلي رافض تقدمه وهو يرمقه بنظرات غاضبة .. بدأ يشعربجدية الامر فقال بجدية- سلين برفقتي الليلة سيد شارلي .. - هذا كان في بداية الحفل .. حالياً سلين برفقة والدها - لست والدي ...صرخت بعنف فيما اشتدت عينين روك غرابة وهو يحدق بهما .. بلحظات عاد إلى الوراء ليتذكر لقائه مع سلين في أول يوم على الشاطئ .. عندما استمعلحديثها عن والدها مع كاثرين .. فهم أن والدها تخلى عنها و عن والدتها كذلك كلامها كان يدل على مكانة والدها الراقية .. بثوان تذكر حينما كان يسأل عناسمها الكامل كانت تغير سيرة الموضوع .. كان يظن بأنها لا تحب ذكر سيرة والدها ..لكن الان تأكد شيء آخر كانت تخشى أن يدرك أن والدها هو نفسه رجل الأعمال الشهير .. فهم الان كل شيء .. لقد دمرها بيده عندما احضرها لهذا الحفل .. حدق بها وهي تنظر له بتوسل .. تحرك السيد شارلي نحو باب الفلا ممسكاً بسلين صرخت بعنف و هي تقول- اتركني .. لن تدمرني أرجوك .. بدأت بإنشاء حياة جديدة منذُ يومين .. لا تدمر فرحتي كما فعلت من قبل .. تجاهل توسلاتها فنظرت لروك قائلةروك . . افعل شيء .. أرجوك .. روك لا تدعه يأخذني ... سيدمرني كما فعل بأمي .. صدقني أنا لا املك أب والدي مات .. مات استيقظ على صوتها الباكي وهي تترجيه وبتلك اللحظة شعر أنها أغلى ما يملك ..اعترض طريق السيد الشارلي بخطوتين قال بحزم- افعل ما طلبت ابنتك .. بتصرفك هذا لن تكسب حبها .. أن تزيد الطين بله .. اتمنى أن لا تحشر انفك بأمور الآخرين يا سيد روك ..لم تكن تلك الكلمات من السيد شارلي .. بل كانت من الشيطان الذي يقف محدق بما يحدث بهدوء تحرك من أمامه وهو يرمق روك بنظرات حادة .. ثم اتجه لسيد شارلي قائل - لنغادر .. اشتد غضب روك بفعل تصرفات دانيال المستفزة صرخ بعنف قائل - سيد دانيال .. أنتم لن تغادروا هذا المكان برفقة سلين .. سلين تحت رعايتي اليوم ... لن اسمح بأحد بإيذائها .. ساحميها لنهاية رسم ابتسامة سخرية وهو يقول - هل ستحميها من والدها .. ؟ عجيب امرك أيها الرجل ! فُتِحَ باب الفلا ليدخل السيد مارتن بسرعة .. ثوان حتى دخلت بعدها أنجلكيتا محدقة بشقيقها ثم لرجلين وبسلين باندهاش .. تجولت عينيها بهما ثم نظرت لزوجها الذي قال - ما الذي يجري يا شباب ..؟ نحنُ في حفل .. رجاء ألتزموا الهدوء .. لن نختم الليلة بالشتائم أو قتال.. رد دانيال بثقة بعد أن ألقى نظرة خاطفة نحو روك ثم حولها لسيد مارتن وهو يقول- فلتخبر صهرك بهذا الامر .أخبره بأن لا يتدخل بين الأب وابنته . وجه نظراته لسيد شارلي ثم قال مجدداً.. لنغادر المكان .. هذه المرة لن يعطي السيد شارلي اي فرصة لأحد ثوان حتى هب مغادرا المكان فيما توقفت سلين عن الصراخ بسبب نظرات الناس الموجهه لهم في حديقة الفلا وهي تتوعده بليلة سوداء لوالدها ..صوت تكسير قطعة من التحف الجميلة صدى بالفلا ... مما جعل انجلكيتا تنتفض رعباً من منظر اخاها التي كان يصرخ بجنون فوق السيد مارتن قائل- لماذا تركتها تذهب ..؟ على الأقل كنتَ توقفت عن منعي من اللحاق بها رد بتذمر قائل - اوه .. كف يا روك عن هذا الصراخ ..اكمل بحزم ليكن بعلمك لن اسمح بأحد أن يخرب هذه الليلة .. وكما قال رفيقي دانيال ليس عليك التدخل بين الاب وابنتههذا كان ما ينقصه حقاً .. تأنيب مارتن له الذي يتحدث وهو لا يعرف ما الذي يجري .جلس على إحدى الارائك وهو يمرر أصابعه على شعره بغضب قائل - أنت لا تعرف .. لا تعرف شيء يا مارتن .. فلتذهب لضيوفك ليس عليك التحدث بشيء لا تعرفه ابتعد السيد مارتن خارج للحديقة .. بينما اقتربت أنجل نحو شقيقها .. انحنت لمستواه و هي تقول - آســفة .. - كنتِ تعرفين بأني لا اطيق المدعو دانيال ...- مارتن من دعاه .. صمتت ثم قالت لكن ماذا يحدث أخي ..؟ وقف فجأة من على الأريكة بعنف .. و كأنهُ بدأ يستوعب ما جرى معه .. صرخ بعنف فانتفضت انجل واقفة تستمع لصراخه الجنوني- لقد ذهبت ..؟ ترجتني و لم افعل لها شيء .. وقفت كالأحمق انظر لها تغادر مع ما يدعى والدها .. ارتجفت تحدق بأخاها بدهشة رمى تحفة أخرى بعنف على الأرض .. قائل بجنون .. دمرتها بيدي .. احضرتها للحفل بيدي وعدتها بليلة رائعة لكنها اصبحت ليلة سوداء ..ألقى العديد من الشتائم ثم غادر المكان كالأعصار بجنون ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت السيارة السوداء إحدى أضخم الفلل جمالاً وتنسيقاً .. فيما كانت الصرخات الفوضوية داخل السيارة مزعجة بشكل فظيع لم تتوقف ثانية واحدة عنالبكاء والصراخ بالشتائم المختلفة .. قلتُ لكم اتركوني .. أعيدوني لمنزلي ..صرخت منادية بجنون روك أين أنت ..؟ انقذني .. روك ..- الصراخ لن ينفعك ..نظرت لسيد شارلي بحقد .. هو ينزل من السيارة بعد أن أوقفها السائق داخل حديقة الفلا .. فتح الباب الخلفي لسيارة ثم امسك بسلين بلطف .. ألقت عليه نظرةحاقدة .. وهي تلقي عليه أشد نظرات الكراهية .. فهم ان اللطف لا يفيد معها .. جرها بقوة متناسي صرخاتها .. جرها صاعداً بها السلالم وكأنهُ لا يسمع شيءمن كلامها المفتز .. اعترض طريقهم فتاة تبدو بعمر سلين كانت تحدق بهما بغرابة و بدهشة ماذا يفعل سيدها .. ؟ شفقت على حال الفتاة بين يدين السيد شارليالمعروف بعصبيته .. ظلت تحدق بهما حتى صعدا السلالم لحقتهما ببطء .. و هي تراقب السيد شارلي الذي ادخل الفتاة إحدى الغرف ثم خرج بعد دقائق بعد أن احكم اغلاق الباب بالمفتاح.. شعرت بالعطف نحو الفتاة التي كانت تصرخ في الغرفة طالبة منه أن يدعها في سبيلها ..كانت تعرف أن لا حياة لمن تنادي مع السيدشارلي ..- سيدرا ماذا تفعلين ..؟انتفضت من صوت السيد شارلي الحازم .. استدارت لتقابله بارتباك بلعت ريقها من عصبيته الواضح قالت بتوتر- جئتُ لزيارة أمي ..قال بحزم و شرار الغضب يبرق بعينيه - اطلبي والدتك حالاً هزت رأسها بالإيجاب وهي تنزل للمطبخ لتنادي والدتها .. التي كانت تعمل هنا كرئيسة الخدم .. دخلت المطبخ مبتسمة للخدم ثم نظرت لوالدتها قائلة - السيد شارلي يطلبك .. و يبدو في حالة مخيفة من الغضب لذلك اتمنى أن لا تلبي طلبه بالذهاب إليه الآنابتسمت السيدة الكبيرة صوفيا و هي تقف من على الكرسي قائلة - لقد تعودنا على غضب السيد شارلي .. فلا تقلقي يا صغيرتي .. سأوافيه حالاً.. خرجت السيدة صوفيا .. فيما دخلت سيدرا المطبخ لتجلس بمكان والدتها .. وهي تشعر بالفضول نحو تلك الفتاة التي كانت برفقة السيد شارلي ..تقدمت السيدة صوفيا نحو سيد شارلي الذي كان يجلس على الأريكة بالصالة ينفث دخان السجارة بغضب .. انحنت بتهذيب قائلة- لقد طلبتني يا سيدي عدل من جلسته ثو رفع نظراته نحوها .. هتف بحزم- نعم ... عثرتُ على ابنتي اليوم اطلقت شهقة خفيفة فيما اشتدت عيناها صدمة .. قالت - حقا ..! .. أين هي الآن ..؟ - في غرفتها. سيدة صوفيا .. أتمنى أن تعتني بها .. تنهد ثم أكمل .. أنها ترفضني بشدة .. أخشى أن تصاب بحالة نفسية إذا بقيت علىهذا الحال .. ردت مندفعة بتأكيد- لا تقلق يا سيدي سأعتني بها جيداً - تفضلي هذا ..نظرت للمفتاح الذي بين يديه ففهمت أنهُ مفتاح غرفتها التقطته من بين يديه وهي تقول- عن أذنك يا سيدي .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمنهارة على الأرض .. تضم ركبتيها إليها تبكي بألم كبير .. تشعر أنها منعزلة عن العالم ... بعد أن أخذ السيد شارلي هاتفها النقال عجزت عن الاتصالبروك الذي كان يستطيع انقاذها من هذا المكان .. مسحت الدموع السوداء بفعل اندماجها مع الكحل .. وبتلك الأثناء فتح باب غرفتها بعد مكوثها لأكثر من ساعة تقريباًانتفضت من مكانها و هي تتوقع دخول السيد شارلي.. إلا انها هدأت محدقة بالمرأة الكبيرة التي دخلت غرفتها بابتسامة دافئة ثم لحقتها نفس الفتاة التي قابلتها بسلالم .. لم تستطعأن تبتسم لهما و هي بتلك الحالة .. بل ظلت تحدق بهما بغرابة .. - مرحبا يا آنسة سلين ..تكلمت الفتاة بمرح .. فلمحت نظرات عادية من سلين موجهه لها تقدمت السيدة صوفيا وهي تقول - يا صغيرتي .. نحنُ لا نريد سوى مساعدتك فقط ظلت تحدق بهما بغرابة لكنها هزت رأسها بالنهاية بلطف .. مر يومين بحالة سيئة على سلين .. كانت كالمآساة .. يومين تحلم بالكوابيس .. يومين كانت تحلم بوالدتها بأحلام مرعبة لا تجعلها تذوق طعم النوم .. لم يكنيخفف عنها سوى سيدرا الفتاة المرحة ذات العشرون عاماً .... التي كلما بقيت في هذه الفلا يومين من أجل سلين .. هذا هو اليوم الثالث يأتي .. و هي حتىالان ترفض رؤية السيد شارلي بعنف .كانت تأكل في غرفتها ترفض أن تقابله . لم يكن يعجبها أي شيء في هذا المكان .. حتى غرفتها التي لم تكن تتخيل أنها ستملك يوماً غرفة بجمالها .. بكل شيء كانت معدة .. الديكور المبهر بألوان جذابة .. الأغراض المبهرة .. الدولاب المليئ بافخم الملابس الجميلة .. ملابس لم تتخيل أن ترتديها يوماً .. الحاسوب .. بطاقة مالية .. كما قال والدها وفر لها حلم كل فتاة .. عدا الهاتف النقال .. الذي رفض أن يعطيها إياه .. هذا كله لم يكن يعجبها .. كانت تتمنى أن تعود لمنزلها الدافئ التي لم تكمل فرحتها بعد في إعداده .. ابتعدت عن النافدة .. وهي تستمع لطرقات على باب غرفتها هتفت - تفضل كانت تعرف أنها سيدرا .. أطل وجه سيدرا المبتسم في الغرفة ثم دخلت الغرفة وهي تحمل طعام العشاء وضعت الطعام على الطاولة .. فيما ابتسمت سلينوهي تقول - تأخرتِ اليوم .. لقد اشتقتُ إليكقالت بأسف- لقد جئت لأودعك ..اشتدت عينين سلين غير مستوعبة لما قالت سيدرا ربما لم تتعرف عليها كثيراً بعد لكنها الوحيدة التي تستطيع التحدث معها في هذه الفلا الكئيبة ..قبل أن تتجمع الدموع بعينيها قالت سيدرا بأسف- يجب ان أعود لسكن الجامعي من أجل دراستي على كل حال لقد بقيت هذه الأيام هنا من أجلك .. أنا لا أعيش مع والدتي أنا آتي لزيارتها دوماًابتسمت حين لمحت الوحدة بعينين سلين ثم اكملت مربته على كتفيها ..أعدك بأني سأزورك دوماً لا تقلقي سلينشعرت بالهواء يختفي ... من كلمات سيدرا .. جلست على سريرها بخيبة أمل قائلة- متى ستغادرين ..؟ - الان ..ردت بكآبة- وهل يجب علي البقاء في منزل رجل يدعي بأنهُ أبي ..؟-لكنهُ والدكصرخت و قد بدأت الدموع تتلأ بعينيها قائلة - ليس أبي .. والدي مات .. مات لماذا لا تصدقوني ..؟شعرت بالشفقة نحو سلين توهم نفسها بموت والدها بالقوة.. انحنت لمستواها وهي تقول - كيف يمكنني أن أساعدك..؟ رفعت رأسها ببطئ نحو سيدرا وهي تقول بصوت باكي و بشك واضح - هل حقاً ستساعديني ..؟ردت مؤكدة- بكل تأكيد ..- لتساعديني على الهرب إذن .. شهقت سيدرا قائلة - مستحيل .. ستطرد والدتي فوراً - سأعود .. فقط لساعات .. لن يلاحظ السيد شارلي غيابي قالت بشك- ساعات !..ارجوك سلين كوني واقعية .. إذا اردتِ أن تكوني فتاة حرة فاكسبي السيد شارلي .. لو تقبلتيه كأب لك سيجعلك حرة .. - يستحيل ان أتقبله أب لي اكملت برجاء .. ارجوك سيدرا .. فقط ساعات ساعود .. أنا لا أكذب سأعود .. يستحيل ان اتسبب بضياع عمل السيدة صوفيا نظرت لها سيدرا بعدم اطمئنان فاكملت ساعديني أرجوك .. لانت ملامح سيدرا ثم صمتت قليلاً قالت بعد ذلك بنظرات شك- ستعودي ؟ هزت رأسها قائلة - اعدك .. فقط ساعات .. - حسنا اسمعيني .. لا اعتقد أن أحد من الحراس يعرف ملامح وجهك .. سأدعي بأنك صديقة لي .. أما عن النزول من غرفتك فالسيد شارليقد بدأ منذُ ثوان اجتماع مع إحدى الرجال في مكتبه ..سنخرج من باب الخدم قالت بتحمس للفكرة- وماذا عن الخدم ..؟ ألن يبلغوا السيد شارلي ...- في هذا الوقت يذهبون لنوم .. و والدتي قد خرجت قبل قليل لتشتري بعض الاغراض لذلك لا تهتمي ..لكن التأخر ليس بصالحنا لنسرع سلينقفزت من على السرير بسرعة .. ألقت نظرة حول نفسها كانت ترتدي ملابس أنيقة من الملابس الذي احضرها السيد شارلي .. لم تهتم أنها كانت ترتدي تنورة قصيرة لنصف فخذيها ..اهتمت بحقيبتها الصغيرة التي يوجد بها شيء مهم .. ارتدت الحذاء و معطف يصل لأعلى ركبتيها .. تسللت مع سيدرابخفة في الفلا الكبيرة ...سارت الخطة جيداً رغم ارتجافها و خوفها إلا أنها نجحت في النهاية بالتسلل خارج الفلا ..ألقت وعوداً على سيدرا بأنها ستعودوبالمال التي اعطتها سيدرا ركبت اول سيارة أجرى صادفتها .. سالت دموعها بألم .. و هي تحدق بظلمة الليل من نافدة السيارة .. - إلى أين يا آنسة ..؟ كان صوت سائق الأجرة ظلت صامتة .. إلا انها هتفت عندما رأت تلك الحديقة صغيرة تمتلأ بضجيج الأطفال .. منذُ زمن لم تزورها - لتتوقف هنا.. نزلت من السيارة بتعب بعد أن اعطت السائق أجرته .. تأملت الحديقة الصغيرة جيداً .. أحلى الذكريات قضتها هنا .. سارت داخلة الحديقة بهدوء .. جلست علىإحدى المقاعد.. و هي تستمع لأصوات الأطفال .. الأمهات والأباء يلعبون مع أطفالهم بفرح .. نزلت دموع حارة مبللة خديها .. و هي تتذكر الماضي .. كانت تأتيفي السابق مع والدتها لهذه الحديقة كثيراً .. كانت حديقة بسيطة مكونة من ألعاب قليلة إلا أنها كانت ممتعة .. ربما تغير منظر الحديقة الان بسبب إضافة ألعابأشد جمالاً و روعة عما كانت عليه سابقاً .. ذكريات الماضي كسرت قوتها فأخذت تجهش بالبكاء متجاهلة نظرات الناس لها .. .. أين أنتِ يا أمي .. ؟ .. تعالي و انظري لحال ابنتك المدللة ..انظري لزوجك القاسي .. عاد ليدمر ابنتك .. لم يكتفي بتدميرك فقط .. اجهشت بنوبة من البكاء الحاد .. لــماذا عــاد الان بعد تسع عشر عاماً .. لماذا عــاد ..؟ تساؤلات وتحيرات جرت بثوان في عقلها .. وقفت بضعف و هي تسير منتقلة من شارع لشـارع و أخيراً توقفت أمام حارتها السابقة .. نظرت لمنزل والدتها السابق .. عن بعد تشجعت لتخطو خطواتها نحو الأمام داخلة الحارة .. .................كان يشاهد التلفاز في جـناحه .. و يشرب كوب القهوة الساخن .. يبحث بين القنوات بملل .. رمى جهاز التحكم على الأريكة باهمال .. ثم وقف شاعراًبالملل .. اتجه لغرفة أخرى غرفة لـحلمه الضائع .. فتح باب الغرفة و سار بخطوات بطيئة ليدخلها .. تنهد و هو يحدق بالغرفة المليئة بكتبالموسيقى .. و أداة البيانو الفخمة تتوسطها .. تقدم بشغف نحو أداة البيانو ..مرر أنامله بأهمال و هو واقفاً بجانبها .. فاصدر صوت موسيقي غير جميل.. ابعد أنامله عن البيانو ثم ذهب نحو المكتبة .. أخذ يبحث بين دفاتره عن مقطوعات قام بتأليفها .. بحث عن مقطوعة نادرة بين الدفاتر .. التقط إحدى الدفاتر و امتدت انامله لتفتح الدفتر .. سقطت ورقة صغير على الأرض .. فانحنى ليرفعها .. امسك بها بين يده و أخذ يحدق بما يحويها .. مقطوعة نادرة .. هل لازلت معه ..؟ .. لقد ظن أنهُ رماها بعد ذاك اليوم .. لم تكن كاملة .. رسم ابتسامة جانبية عندما تذكر السبب الذي لم يجعله يكملها .. تلك الفتاة المشاكسةالتي قطعت عزفه برنين هاتفها المزعج .. لقد اغضبتهُ كثيراً .. تذكر أنهُ سهر الليل باكمله و هو يكتب القليل من هذه المقطوعة العذبة .. كان سعيداً بها..و متأكد أنها ستكون أجمل مقطوعة قد عزفها بحياتها.. لكن عندما باشر اليوم الثاني إلى المعهد قطعته سلين .. و هو يكره أن يقاطعه أحد بعزفه .. تذكرعندما عاد إلى القصر بغضب .. ثم توقف عن إكمال كتابتها .. لقد نسي امرها تماماً . أيمزقها ..؟ فضل تلك الأثناء أن يعيدها لمحلها .. رفعها ليوضعهابالدفتر .. ثم تقدم من البيانو وجلس على كرسي البيانو مستعداً للعزف إحدى المقطوعات التي يحفظها ..مرت أنامله بشوق على أداة البيانو .. عزف أجملالمقطوعات بروح صافية .. شعر بالحب لهذه الأداة الموسيقية .. . هي الوحيدة التي تفهمه .. يشعر أن أداة البيانو هي قلبه هي لسانه التي يتكلم عنه بلغة الألحان ... ربما تكون مقطوعاته مميزة لانها تحوي ما بداخله .. لأنها تتكلم عن دانيــــال ذاته .. توقفت أنامله عن الحركة فتوقفت الموسيقى بذلك .. ثوان حتى رن هاتفه .. اخرج الهاتف و هو ينظر للاسم على الشاشة مليا .. السيد شـارلي .. أجاب على الهاتف بسرعة قبل أن يتكلم فوجئ بصوت السيد الشارلي الغاضب والمتوتر .. و هو يقول - دانيال .. لقد هربت ...قبض على يده بقوة .. فيما اشتدت عينيه و هو يقول - كيف حصل ذلك ..؟ ثار السيد شارلي قائل- تعاونت مع ابنة السيدة صوفيا و هربت وقف من مقعده وهو يقول - فلتهدأ قليل ... كل شيء سيكون على ما يرام صرخ بعنف قائل- كيف أهدئ ..؟ لم اكن اتوقع أن الامر سيصل للهروب . . ابنة السيدة صوفيا تقول أنها وعدتها بالعودة لكنها لم تعد مرت أكثر من ساعتـين على غيابها دانيال .. أنا لا أملك غيرك .. أرجوك ابحث عنها ... إن رجالي لا يعرفون شكلها ثم أنني لا امتلك لها صورة .. لا امتلك غير صورة واحدة عندما كانت طفلة تنهدت بعدم راحة فقال السيد شارلي- دانيال أرجوك .. سبق أن وعدتك بأن لو عثرت عن ابنتي لأعطيك ما تشاء و الآن كذلك اعثر عليها مجدداً أعدك بأن اعطيك ما تشاء دون تردد ............مر الكثير من الوقت و هي واقفة أمام منزل والدتها .. تحدق بذكرياتها وتبكي بجنون .. أول مرة ترغب بالدخول به .. لشيء واحد .. كم اشتاقت لرؤية ملامح وجه والدتها .. تقدمت خطوتين إلى الأمام نحو الباب أخذت تبحث عن المفتاح في حقيبتها .. تمنت أن دانيال لم يبدل المفتاح بعد .. ابتسمت عندمافُتِحَ باب الحديقة .. فعلمت أن دانيال لم يغير المفتاح ... دخلت و هي تنظر للحديقة جيداً .. لقد تغيرت كلياً .. يبدو أن هناك بعض الترميمات فيها .. سارت ببطء نحو باب الرئيسي وفتحته .. الظلام كان يعم المنزل .. لا أحد يعيش فيه .. امتدت أناملها لتشغل النور .. تلاشى الظلام ليسمح لها برؤية المنزل جيداًالصالة كانت قد بُدلت أثاثها .. لكن ما أثار استغرابها أنها بدلت بأثاث خشبية ليست أثاثت من مستوى دانيال المادي بتاتاً .. بل عكس ذلك .. أثاثت متواضعة توقفت عينيها أمام غرفة والدتها .. وبلحظة تذكرت شيء .. صحيح كيف لها أن تنسى ذلك .. هرولت راكضة نحو غرفة والدتها .. فتحت الباب .. فوجدتبعض أثاثت والدتها كما هي إلا انها كانت خالية من الغبار .. تجولت عينيها على الأرض .. سالت الدموع من عينيها عندما لم ترى اي أثر لها .. اطلقت شهقة..بكاء عندما ادركت أنها فقدت ذاك الشيء .. هرولت نحو دولاب والدتها و فتحته أخذت تبحث بين أغراض والدتها بجنون .. أين هي ..؟ هل رماها دانيال .. لا بأس حتى لو كانت محطمة أنا أريدها لن استغنى عنها .. عندما فقدت الأمل توجهت لتبحث بين الطاولة .. خلف الدولاب .. بحثت تحت السرير .. في كل مكان .. عندما فقدت الامل جلست على أرضية المنزل الباردة بيأس .. ضمت ركبتيها الباردتين بفعل تنورتها القصيرة .. و اسندت رأسها على ركبتيها.. ظلت تبكي وهي تتمتم بوالدتها ..ارتجفت وهي تشعر ان موتها قد قدم .. مستشعرة بالظل الذي يقف أمام باب الغرفة . . تكورت على نفسها وهي تتخيل قدوم شبح يقتلها .. كما يحدث في أفلام الرعب .. رفعت رأسها لتنظر لقاتلها .. سرت قشعريرة بجسدها عندما رأته مستند على باب الغرفة .. بلعت ريقها متمتة - د .دا نــ.....يـــ...ـال ... تقدم خطوتين إلى الامام فقالت- لا تقترب .. لقد قتلتني عندما سلمتني لسيد شارلي .. اجهشت بالبكاء وهي تكمل شاركت بقتلي و هو قتل أمي .. توقعت ان يرد على كلامها لكنهُ قال بصوت أجش لم تفهم مغزى كلامه - هل كنتِ تبحثين عن هذه ..؟رفعت عينيها .. تنظر له .. تأملت ما بين يديه..مررت أناملها على خديها تمسح الدموع .. وهي تقف ببطء .. سارت نحوه .. لتأخذ تلك الصورة التي دمرت في ذاك اليوم بسببه .. كانت تبدو أجمل بالإيطار الجديد بدل عن ذاك القديم المتهالك .. ابتسمت بحزن و هي تمرر أناملها فـي صورة والدتها . . ثم ضمت الصورة لصدرها بحنان وهي تبكي بشدة .. تخلخل صوته الرجولي القائل بهدوء- أردتُ إصلاح ما افسدته في تلك الليلة .. كان يقصد الصورة التي سقطتت من يديه فتحطم إيطارها .. ذاك اليوم كرهته لانهُ حتى لم يقل كلمة آسف لها ... لكن ما ادركتهُ اليوم .. بأن دانيال يعتذر بطريقة أخرى ربما بطريقة غريبة .. إذن لقد حمل الصورة معه ليصلحها في ذاك اليوم .. ضمت الصورة أكثر إليها وهي تهمس- اشتقتُ إليها .. كثيراً .. اود الذهاب لرؤيتها .. حدقت به قائلة كالأطفال هل إذا مت سآرها .. ؟ .. لو كان ذلك صحيحاً فأنا أود الموت -اشششتمتم بصوت أجش . . فيما امتدت أنامله لتمسح دموعها بلطف... ضم بكفيه و جهها فتوقفت عن البكاء وهي تحدق به .. همس قائل- يجب أن لا تتمني الموت .. سلين .. حققي حلمك من أجلك ومن أجل والدتك .. اجعليها تفتخر بك .. حتى لو لم تكن على قيد الحياة .. ارتعش قلبها .. من لمسة يده الدفائة في ذاك الجـو البــارد.. تاهت بعينيه كـاره ضعفها الذي يمنعها من ابعاد كفيه عنها .. في تلك اللحظة رغبت بلمسته كثيراً..إلا أن الحقد بدأ يتولد بقلبها .. فور تذكرها أنهُ من أخبر السيد شارلي بوجودها بالحفل .. أشاحت نظراتها عنه .. ثم تحركت مبتعدة عنه قائلة ..- سأغادر .. أعتذر على دخولي منزلك دون إذن ..مشت لتتجاوزه .. لكنه امسك ذراعها .. ليعيدها مقابلة لجسده ..نظرت له بحقد و غضب على اعتراضه طريقها لكنه قال بصوت أجش هزها - لمـاذا تكرهين والدك ..؟ .. عقدت إحدى حاجبيها .. و هي تعض على شفتيها بقهر قالت بضجر- و ما شأنك بي ..؟ .. ألن تكتفي بما فعلته قبل أيام في الحفلة .. ؟ صرخت بعنف .. لتقل شيء لا تقف أمامي كالأصم ..رسم ابتسامة جانبية فزادت من ثورانها قال بعينين مستفزة بخلاف صوته الأجش المليئ بالتسلية -لأنك لي يا صغيرتي .. ! .. فعلتُ ذلك لأنك قريباً ستمثيلني .. ! .. لذلك أنا لا أحب أن يرى احد ممثلتي و هي كاللقيطة مع المدعو روك ابتسم ابتسامة صفراء على وجهها المذهول .. احمرت وجنتيها غضب .. غير مستوعبة لما تقول اطلقت ضحكة استهزاء و هي تجر قدميها خارجة منالمكان بعد أن هتفت بضحك- تبدو فقدت عقلك أيها العازف الشهير ... ســارت تجر قدميها نحو باب المنزل .. فيما شعرت بجسدها يتجمد برداً .. بفعل الملابس القصيرة التي كانت ترتديها .. وصلت للباب مدت كفها نحو معصم البابففوجئت به مغلقاً .. فتحت حقيبتها تبحث عن المفتاح .. كتمت شهقة عندما تذكرت أنها وضعت في مكانه بخارج الباب.. هل انغلق الباب عليها ..؟ في تلك الأثناء خرج دانيال من غرفة والدتها .. ألقى نظرة لها .. و كأنهُ يدرك عدم خروجها .. و يبدو يتحدث على الهاتف ابتسم لها بتسلية .. فيما ظلت تحدق به بصدمة .. لقد أغلق الباب عندما دخل و هو يدري أن مفتاحها معلق فيه .. نظرت لهُ باستنكار .. قائلة بنفاد صبر - افتح الباب .. مرر أنامله على شعره و هو يفركه بحيرة عقد حاجبيه باستنكار مما اظهر تجاعيد على جبهته اقترب نحوها .. ثم اخرج مفتاحها من جيبه .. فاقتربت بغضب لتأخذ المفتاح .. رفع المفتاح بسرعة بيده إلى الأعلى فعجزت على الوصول إليه .. هتفت بانزعاج- كف عن تصرفات الأطفال .. اعطني مفتاحي - مفتــاحك ! .. عفوا يا آنسة هذا المنزل لي .. مخطئة في العنوان .. صرخت بانفعال - حسناً لا أريده .. فقط افتح لي الباب .. قال ببرود ازعجها- اممم .. و إلى أين ستذهبين .. ؟قالت بحنق - هذا الشيء لا يعنيك .. - إذن لا باس .. لنقضي الليل كله هنا .. قال كلماته ببرود .. فيما راح يجلس براحة على إحدى الكراسي .. وقد أخذ يلعب بهاتفه ببرود .. تقدمت نحو ثائرة قائلة- ماذا تظن نفسك فاعلاً .. ؟ ابعد نظره عن هاتفه النقال .. ثم رفعه عينيه لها قائل .. - لم افعل شيء ..أعاد نظراته نحو شاشة هاتفه المطور .. يعرف جيداً كيف يستفزها .. وحقاً نجح في ذلك عندما صرخت بغضب -حسناً ..سأذهب لمنزلي .. ابعد نظراته عن الهاتف لينظر لها غير من موضعه ليضع ساقاً فوق ساق .. ثم قال وهو يفرك دقنه بهدوء- أي منزل .. ؟ هل تقصدين منزل والدكتدري أنهُ يتصنع الغباء زفرت باستياء قائلة- للمرة المليون .. أقولها لكم .. ليس والدي .. منذُ متى ذاك المنزل اصبح منزلي .. وقف من على مكانه فجأة فتراجعت للوراء خطوتين فقال - وماذا عن سيدرا ..؟ ألم تعديها بالعودة تذكرت أمر سيدرا لكنها أبت العودة لتلك الفلا فقال مكملاً سيطرد السيد شارلي والدتها و ستمنع من جامعتها .. هل تعرفين أن السيد شارلي من يدفع تكاليف جامعتها .. !و بسيرة الجامعة تذكرت امر جامعتها .. منذُ ذاك اليوم و هي لم تذهب لا تعرف كيف الأوضاع .. ؟ فقط كاثرين من يعرف بكل شيء .. تذكر أنها اعطت رقم كاثرين لسيدراالتي اتصلت لكاثرين واخبرتها بكل شيء.. لم تستغرب عندما قالت سيدرا أن كاثرين تدعوها لكسب والدها .. صحيح دائما كانت كاثرين أول من يدعوها لتوثيق علاقة جديدة مع السيد شارلي .. لكنها لا تستطيع ذلك .. هزت رأسها بالنفي و هي تتذكر روك .. كم اشتاقت إليه .. قالت بغصة- لن أعود ..هتف بحزم -لا تكوني انانية .. أنتِ لا تقبلي بكل تأكيد أن يضيع مستقبل سيدرا في جامعتها .. لو تعلمين كم هي تبكي الآن وكم وبخها السيد شارلي بسببك ..نزلت دمعة حارة ..و هي محيرة .. لكن عليها أن تعود .. من أجل أن تحقيق وعدها .. هي متأكدة أنها ستتحرر يوماً من تلك الفلا .. بالتأكيد روك لن يدعها هو الأمل الوحيد لها .. هزت رأسها بضعف وهي تشعر بالخزي مما فعلتهُ بسيدرا .. ولم تكن سوى دقائق حتى ركبت السيارة مع دانيال بهدوء .. ليعيدها للفلا .... طوال الطريق كان الهدوء هو سيد المكان .. ادركت أنها وصلت لسجنها عندما ادخل دانيال سيارته في حديقة الفلا .. كرهت نفسها و كرهت والدها كثيراً ..نزلت من السيارة بهدوء .. - ســـــــلين ..... توقفت على صوت السيد شارلي .. صدمت عندما رأت ملامح وجهه الخائفة .. تنهد براحة عندما رآها .. اقترب نحوها فوراً ليضمها .. لكنها دفعته بسرعة ثم قالت - لم آت إلا من أجل سيدرا .. أتمنى ان لا تعاقب أحد بسببي .. زفر بغضب ثم قال لها بحزم..- إن لم تعودي .. كنتُ سأتسلى بعقابها .. هذه المرة سأنسى الأمر .. قال بصوت أجش لكن إذا تكرر الأمر اقسم بأني لن اسكت انزلت رأسها إلى الأسفل .. ثم رفعت نظراتها نحو سيدرا التي عندما رأت سلين ركضت للحديقة .. انزلت رأسها سلين بخجل وهي تقول- اسفة .. لم اقصد تسبب المشاكل لكي .. قالت باضطراب- لا عليك سلين اهم شيء أنك عدتي و إلا كانت والدتي من سيدفع الثمن.. هتفت باعتذار - أنا حقاً آسفة ردت مبتسمة- لا عليك .. يجب ان أغادر الان سأزورك في وقت الفراغ .. ابتعدت عن سلين بعد أن ضمتها .. وهبت مغادرة الفلا .. نظر لها السيد شارلي وهو يقول بحزم - اسمعيني أيتها الشقية .. لن اغلق الباب عليك بالمفتاح مجدداً .. تجولي بالفلا كما شئت .. و إن فكرتِ بالهروب ستجدي الحراس ينتظرونك أمام البابكتمت تزفيرة غضب .. حدقت بالسيد شارلي الذي وجهه نظره لدانيال الواقف يحدق بما يجري امامه ثم قال- دانيال .. تعال معي أريد التحدث معك في مكتبي ..هز رأسه بالإيجاب ثم سار يتبع السيد شارلي بخطوات واثقة .. زفرت هي بحنق وهي تدخل الفلا بعد أن غابا عن نظرها .. سـار خلف السيد شارلي بخطواتواثقة و هو يعتلي السلالم بهدوء .. لحق السيد شـارلي ليدخل مكتبه .. هتف السيد شارلي مشيراُ نحو الكرسي المقابل لمكتبه - تفــضل دانيال ....سـارت في الفلا تتأملها جيداً .. وعينتاها مذهولتان من جمال الفلا .. أكل هذا لسيد شارلي .. يا طالما رأته في التلفاز و على صحف والمجلات لكنها لم تتخيل أنهُ غني بهذا الـحد .. من غرفة لغرفة كانت تتنقل .. خلعت معطفها الأسود و هي تدخل غرفتها رمته على الكرسي.. زفرت بضخر ماذا ستفعل الآن ملت من الروتين .. يبدو أن الخروج من هذه الفلا أمر صعب .. لكن لن تبقى حبيسة هذه الغرفة .. خلعت حذائها المتسخ .. و ارتدت حذاء جديد ذو كعب عال .. ألقت نظرة خاطفة على نفسها بالمرآة .. لم تهتم بملابسها الغير محتشمة بل اهتمت بإعادت تسريح شعرها .. رتبته بعناية ثم وضعت القليل من أدوات التجميل ..لتخفي أثار البكاء و عينيها الحمراء .. عليها أن تكون قوية أمام السيد شارلي .. لن تظهر ضعفها لن تسمح لهُ باستغلالها .. خرجت من غرفتها بثقة ..فيما تنقلت عينين الخدم حولها بانبهار .. ابتسمت بداخلها باستهزاء لم يتعودوا بعد على وجود ابنة لسيد شارلي بهذه الفلا.. نزلت من السلالم ثم خرجت نحوالحديقة .. اتجهت نحو إحدى المراجيح المريحة .. جلست عليها و أخذت تهزها بهدوء .. داعبت نسمات الهواء شعرها الناعم .. فتبسمت لأول مرة براحة ..اغمضت عينيها متمتعة بصوت حفيف الأشجار الذي تخلخل مسامعها .كانت كل ثانية تضم صورة والدتها لصدرها تريد قربها..فتحت عينيها على صوت خادمة تقدمت نحوها تحمل كأس من العصير ابتسمت الخادمة بتهذيب وهي تقول مرحبه- مرحباً بك يا آنسة ..رفعت رأسها برفق نحو الخادمة التي تقدمت بدورها تقدم العصير لسلين قائلة- تفضلي .. عصير الفراولة الطازج سيقويك .. ابتسمت بلطف وهي تاخد كأس الفروالة وتشرب منهُ بلذة قالت - شكراً لك .. مذاقهُ لذيذ قالت بفرح - اعرف انك لم تتناولي الطعام جيداً خلال ثلاث ايام .. اطلقت ضحكة خفيفة .. فيما قالت الخادمة بجدية- آنستي .. هل تعرفين أن السيد شارلي نقل أعماله لهذه المدينة من اجل العثور عليك .. ابعد كأس الفروالة من فمها ثم نظرت للخادمة بملامح جامدة - ماذا قلتي ..؟توترت الخادمة وهي تقول- استمعت مرة لحوار له دون قصد كان قد علم أن والدتك بعد انجابك انتقلت لمدينة أخرى .. بعدها بذل قصاة جهده لينتقل لهذه المدينة و بما اني لا املكمكاناً أعمل به انتقلت معه إلى هنا .. وليس أنا فقط كذلك السيدة صوفيا .. مدبرة المنزل .. اكملت برفق ..صدقيني يا صغيرتي السيد شارلي يحبك كثيراً إلا أنهُيمتلك عصبية فائقة ...أشاحت بوجهها عن الخادمة وقد بدا الضيق يقتلها .. قدمت كأس العصير بعد ان شربت نصفه ثم قالت بهدوء-شكراً لك .. لقد شبعت .. نزلت من على المرجوحة و سـارت تتمشى بملل .. لمحت سيارة دانيال السوداء .. فاشتدت عينيها عندما ادركت أنهُ لازال مع السيد شارلي .. توجهت للفلا بسرعةوالفضول يقتلها عن الحديث الذي يدور بين دانيال و السيد شارلي في ذاك المكتب وجدت نفسها تسأل إحدى الخدم عن مكتب السيد شارلي .. و بثوان سارت وجدتنفسها تقف أمام باب المكتب بفضول .. تقدمت نحوه بتردد واقتربت من الباب لتضع أذنيها عليه بفضول.. عدل من حركته ليستقيم ظهره على ظهر الكرسي .. بعد أن تكلم بنقاش بعض الأعمال .. أخذ يشرب القليل من كوب القهوة و هو يحدق بالسيد شارلي بهدوء .. بدأتنظراتهما تشتد جدية فتح الامر السيد شارلي قائل- أنا لا أعرف ماذا أقول لك يا دانيال .. للمرة ثانية تعثر على ابنتي .. ابتسم براحة وشكر و هو يكمل لو تعرف كيف ساعدتني أنت ..لقد أعدت روحي إلييا دانيال بعد أن خمدت سنوات عدة بعد أن يأست و أنا انتقل من بلد لبلد آخر ابحث عن سلين ...لم يسمح لي الوقت بالتحدث معك بهذا الأمر .. لكن أظن أن الآن هو الوقت المناسب ... كيف عثرت على سلين يا دانيال ..؟ تبسم بثقة و هو يقول - و من لا يعرف ابنتك يا سيد شارلي .. تمتلك لسان يستطيع الدفاع على كل فتيات المدينة .. لأخبرك خلاصة الموضوع عندما طلبت مني المساعدة .. لم تخبرنيمعلومة كاملة عنها .. لكن بالمصادفة كانت سلين تدرس بنفس جامعتي .. و بالمصادفة أيضاً عرفت اسمها الكامل الذي كان يطابق اسمك تماماً .. و تيقنت أنها هينفسها ابنتك عندما اعطيتك صورتها مع والدتها .. لقد تعرفت على زوجتك السابقة و ذاك اليوم كدت تقتلني لمعرفة ابنتك .. هل تذكر ..؟هز رأسه بالإيجاب فاكمل دانيال بمكر- واعتقد أنك تذكر أنك عرضت علي أي شيء مقابل رؤية ابنتك .. هز رأسه أيضا بالإيجاب ثم اكمل- و وعدتك اليوم أيضاً بالكثير .. رفع رأسه ليحدق بدانيال ثم قال بشك - لكن دانيال ماذا تريد ..؟ لا اعتقد أنك تطلب المال .. اطلق ضحكة خفيفة هادئة بدت قبل العاصفة ثم قال - أنت محق .. كيف أطلب منك المال وأنا من قدم المساعدة لشركاتك قبل ان تفلس تماماَ وإلا نسيت ذلك يا سيدي..حين ذكره بتلك المساعدة فهم أنهُ يلمح لطلب مجهول فرد بتأكيد - يستحيل أن انسى أنت كالابن لي يا دانيال و وقوفك معي دوما لم ولن انساه ظهرت ابتسامته الماكرة وهو يقول - افهم أنك ستساعدني .. و المساعدة ليس مادية هذه المرة .. لمح علامات الاستفهام بملامح السيد شارلي فاكمل كما تعلم عمي و والدتي يصران على أن اتزوج بابنة السيد جوزيف .. رد منبهراً- اوه .. تقصد الجميلة كرستين .. مبارك لكما ..لوى شفتيه بعدم اقتناع ثم قال- المشكلة بأني وعدت عمي بذلك وتراجعت .. صمت ثم اكمل بصراحة يا سيدي الآنسة كرستين ليست تناسبني لكن عمي يصر على زواجي بها عقد حاجبيه باستنكار و هو يقول - و كيف اساعد يا دانيال ..؟- بصراحة الحل هي ابنتك .. رفع عينيه بدهشة ليحدق بدانيال تلاقت عينيهما لثوان نظرات السيد شارلي المتعجبة و المتسائلة اختلطت مع نظرات دانيال الواثقة قال بثقة- أتمنى أن تقبل ان تمثلني ابنتك ..كخطيبة لي .. لم يكن يشعر بالفتاة التي تتنصت عليهما بالخارج .. كتمت شهقة كبيرة وهي تتيقن أن السيد شارلي لن يقبل بذلك استمعت لهما بارتجاف أو أن كل ذلك مجرد مزحة ثقيلة فدانيال يستحيل أن يطلب طلباً كهذا قال السيد شارلي باندهاش - دانيال .. لتوضح الأمر رد بثقه بعينين واثقة تحدق به قائل- هي الطريقة الوحيدة للخلاص من كرستين .. ان أحضر فتاة امثل باني أحبها .. عندما يقتنع والدي بامر خطوبتنا سنفسخ الخطوبة و كأن شيء لم يكن سنقول بأننا لم نناسب بعض ... هذا بعد ان أرى أن فكرة زواجي من كرستين قد زالت من عقل عمي و أمي ..رسم ابتسامة هادئة منتظر جواب السيد شـارلي الذي بدا منصدماً بما يقول دانيال اكمل دانيال و بالتأكيد سنقوي علاقتنا بالعمل ..تأمل السيد شارلي ملامح دانيال كان حقاً يبدو جاداً في كلامه .. بلع ريقه بصعوبة ثم تبسم بتوتر و هو يقول - تعرف أن من المستحيل أن أرفض طلبك دانيال .. رسم ابتسامة هادئة ثم قال بتأكيد- ليكن بعلمك هي خطوبة مزيفة لا أكثر .. ! اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكأن كأن كلمتهُ لا تعاد . . صمم على التخلص من مشكلته بدماء الآخرين فهل سينجح بروده بإطفاء نيران سلين الملتهبة حتى هذه المرة .؟. ! ^ ــ ^ ...[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:42 PM

[frame="9 80"]البــارت السابع

ـــــــــــــــــــــــــــــ
لــماذا أنـــا..؟. !
......................
اطلق ضحكة رجولية و هو يقول - لك ما شئت...قنبلة قوية فجرها خلف الباب و هو لا يدري بذلك .. ارتجف جسدها فيما جنت تماماً .. و هي تتيقن أن السيد شـارلي قد قتلها تماما هذه المرة .. و هي لن تسمح بذلك أكثر قوت نفسها .. ثم ركلت الباب بقوة عنيفة .. حتى ارتطم بالجدار مصدراً صوت منزعج دوى بالمكتب كالاعصار الهائج .. عينيها الثائرتين كانت تتناقض مع جسدها المرتعش ازداد الحقد فور وقوف السيد شارلي من مكانه ثم لحقه دانيال بهدوء وهو يمرقها بنظرات واثقة و كأنهُ حسم الأمر مع السيد شارلي تأملتهما بحقد ...هب إعصار في المكتب الضخم .. فيما تناقضت الأرواح بداخله هناك من ينادي بالحرية و يثور رافضاً التحكم به كدمية .. وهناك من يتسلى بتعذيب ضحيته و يبتسمبثقة عمياء كأن شيء لم يكن كأن كلمتهُ لا تعاد . .صرخت بعنف هز المكتب الضخم و هي تقول - لستُ دمية يتحكم بها الجميع ... حدقت بالسيد شارلي بحقد و هي تكمل ..أنا لن اسمح لك بأن تجعلني وسيلة لتقوية علاقتك العملية بهقبض كفه بقوة .. يبدو أن ابنته فتاة تستطيع حرق اعصابه بسهولة .. و هو إذا غضب ينسى كل شيء .. اقترب نحوها و هو يقول بنفاد صبر بأمر- حالاً إلى غرفتك .. فتحت فمها للتكلم لكنهُ قطعها بصراخ عنيف جعلها ترتجف رعباً من نظراته الغاضبة و صوته القوي الصارخ - اخــرسي .. اكمل بحزم ممزوج بالغضب .. قلتُ لك إلى غرفتك حالاً .. ليس من الأدب اقتحام المكتب بهذا الشكل رفعت ذقنها لتقول بتحدي مع بعض الشموخ و الكبرياء- و هل ستعلمني أنت الأدب ..؟ أين كنت منذُ تسع عشر عاماً .. ماتت والدتي وأنت بعيداً عني - يكــــــفـــــي .. صراخه الجنوني كان كافياً ليوقفها على حدها .. لم يستطع تحمل كلامها .. جرها بعنف نحو غرفتها صاعداً بها السلالم .. دفعها داخل الغرفة و دخل هو الآخر .. استقامت بألم من دفعته و حدقت به بنظرات ثابته و هي تقول بصراخ هستريري - اخرج .. لا أريد رؤيتك .. أعدني لمنزلي .. أريد منزلي سيد شارلي..أغمض عينيه بقوة ثم فتحمها وهو يمرر كفيه على شعره الاسود محاول تمالك نفسه ... قال بنفاد صبر - لتحترميني سلين .. أنا أبقى والدك .. فتحت عينيها وهي تقول مستهزئة- احترمك ! .. الاحترام يعني لك هو الموافقة على ما يقوله ذاك الغبي .. المدعو دانيال .. جذبها نحوه بقوة فيما احكمت اصابعه يده القاسية على معصمها و هو يضغط عليه بقوة قال بغضب - حسني ألفاظك عند ذكر دانيـال .. أنتِ لا تستحقينهُ بتاتاً .. هو أرقى منك بكثير .. لكنك ستقبلين عرضه شئتِ ام أبيت دفعها لتسقط على سريرها الضخم .. وقفت كالقطة غير مبالية لشيء.. وهي تقول - لن افعل ذلك .. قلتُ لن افعل ..آخر شيء سأفكر به هو الارتباط بدانيال .. مع جملتها الاخيرة فُتِح باب غرفتها ليطل دانيال بهدوء مررت عينيه على جسد سلين ببرود و مثل ما نظر لها ببرود أبعد نظره عنها ببرود .. ثم حدق بالسيد شارلي الذي كان يخاطب سلين قائل محاول أن يكون أشد هدوء ..- سلين ..أنها خطوبة مزيفة .. لن تخصري شيء لو سرتي معنا في كذبة .. كل شيء سيعود لمحله فور خلاص دانيال من الآنسة كرستين .. ضربت بقدمها في الأرض وهي تقول بعناد - و ما ذنبي أنا ..؟. ليحل مشكلته بعيداً عني ..رد بعناد أكبر وبعنف قائل- بل ستساعديه و إلا اقسم ان أفعل المستحيل يا سلين .. تدفقت الدموع من عينيها كالسيلان .. وهي تقول ببكاء .. - أنت لستَ أباً ..ألم تفكر بأنهُ من الممكن أن أكون أحب فتى آخر .. ألم تفكر بأنك ستدمرني بهذا العلاقة الكاذبة .. ؟ قالت بسخرية وهي تمسح دموعهاتتساءل ببساطة ماذا أخســر ..؟ قول لي بحق الله أي فتاة ترضى بشيء كذلك هل نحنُ في فلم درامي ..؟ !تنفس بصعوبة بفعل عصبيته و قد بدأ صوتها يلين قليلاً بدأ يتحول لصوت بـاكي .. شعر بالحيرة بتلك اللحظة إذا تعامل معها بالاحترام و العطف قابلته بالصدو الصراخ لا يفيد معها اللين بتاتاً .. قال بحزم - اسمعيني يا صغيرتي .. هذه الخطوبة ستتم .. اقترب ليمسك بيده الضخمة ذقنها و هو يكمل بحزم أكبر .. و ستمثلين بشكل مبهر .. منذً أول لحظة رأيتكبها أصبحتِ فتاة نبيلة اسمك مرتبط باسمي .. دفعتهُ عنها بعنف سـارت بالغرفة كالنمر المفترس غير منتبهة لمن يقف أمام باب غرفتها قالت بعناد- آخر شيء سافعله هو مساعدة الأشباح .. لتخبره بذلك ..انطبق باب الغرفة مصدراً صوت .. فالتفت نحو باب الغرفة .. أحست بالدم يتوقف عن السيران عندما لمحت جسده الضخم يقف مستنداً على الباب ..و كفيه مندسان في جيوب سرواله الجنيز الامع .. توقفت ثم نظرت لسيد شارلي قائلة بحزم- اطلب منهُ المغادرة قبل أن أفعل أنا ..ختمت كلماتها فتقدم دانيال خطوتين إلى الأمام كأنهُ لا يسمع ما تقول .. نظر لسيد شارلي بنظرات فهمها نظرات حازمة .. وكأن وقت اللعب قد أنتهى ..برقت عينين السيد شارلي شراراً و هو يحدث سلين قائل بحزم- سأتركك مع دانيال لتتفقا ..قبل أن يغادر صرخت بعنف - سأفضحكم جميعاً .. اقسم بأني سأفعل ذلك .. توقف السيد شارلي عن مغادرة الغرفة .. نفد صبر وهو يلعب معها .. تقدم بعنف مما أفزعها .. و جذبها نحو بالقوة ضغطت أصابعه على معصمها ..فيما قال بغضب- سئمت من اللعب معك .. رفعت حاجبيها بتحدي قائلة- ماذا ستفعل ..؟ قطب حاجبيه باستنكار من التحدي المرسوم بملامحها ثم قال بمكر- جامعتك ..! ستعودين إليها ابتسمت بفرح لكنهُ اكمل بالطبع إذا لم تخرج كلمة واحدة من هذا اللسان السليط ..سرعان ما تلاشت ابتسامتها من صوته الماكر ثم قالت بعدم اطمئنان- بالطبع كنتُ سأعود لجامعتي .. شئت أم أبيت !اطلق ضحكة ماكرة خفيفة ثم قال- يا صغيرتي إذا كنتِ تحت رعايتي .. فحلمك بأن تكون كاتبة يجب أن تنسيه ..إلا إذا وافقتي على عرض دانيالسيدي توقف ...في تلك اللحضة تدخل دانيال .. ربما سيرضى بكل شيء إلا أن تحرم من حلمها .. يتذكر حواره مع عمه و والدته عندما أجبر على التخلي عن كلية الموسيقى.. توقف عن التكلم عندما استدار السيد شارلي ليرمقه بنظرات فهمها .. هي اللعبة إذن مع تلك الصغيرة .. هذا ما فهمه من نظرات السيد شارلي .. فهم أن السيدشارلي ليس جاداً بل هي وسيلة لإجبراها على الموافقة .. وهو يدرك أن سلين لن تقاوم أن تحرم من حلمها صرخات باكية قاطعت تفكيره و هي تقول- لن تفعل ذلك .. ارتجفت شفتيها فيما كتمت شهقة بكاء مكملة بارتجاف .. أنت بالتأكيد لن تفعل ذلك ..برقت عينيه بالنصر مدرك أتمام المهمة اكمل بنذالة- كاتبة ! .. أهذا ما تحلمين فيه .. ؟ .. عقد حاجبيه و هو يقول لم اتمنى يوماً أن تكون ابنتي الوحيدة تنتظر مستقبل كاتبة .. سافعل ذلك يا صغيرتي لأني اعشق أن تدخل ابنتي مجال يجعلها تتحكم بكافة شركاتي عند غيابي أشاحت وجهها عنه .. ثم مررت نظراتها لدانيال أنها تذوق نفس الكأس .. السيد شارلي .. رجل قاسي سيفعل ما يريده تخلخل صوته السيد شارليالرجولي الأجش و هو يقول - اتصال واحد فقط لمدير كلية الآداب يكفي لفصلك عن الكلية نهائياً .. ارتخت قبضته عن ذراعها .. وهب كالأعصار مغادراً الغرفة .. فيما بقيت هي تتأمل صورة والدتها على سريرها بعد أن سقطت فوق السرير بفعل عصبية السيد شارلي ..اهم شيء أنها لم تتحطم فهي لم تسقط على الأرض .. أنهارت تبكي فوق السرير .. دافنة رأسها في الوسادة .. بللت دموعهاالوسادة .. فيما شعرت بأنامل تتخلل شعرها الناعم مبعثرة أياه بإهمال .. رفعت رأسها عن الوسادة لتصدم به جالساً على السرير بجوارها يتأملها بهدوءحركت رأسها فابعد أنامله عنها .. ظل يحدق بها صامتاً يتأمل الدموع المتجمعة بعينيها المحمرتين .. تمتمت - لــماذا أنا ..؟حرك حاجبيه على سؤالها الهادئ .. لأول مرة تتحدث معهُ بهدوء ..ابتسم ابتسامة باهتة مما زاد دهشتها .. قال- أنتِ الوحيدة من سيقبل بها عمي ..اول مرة كان يرد على سؤالها دون لف ودروان دون نرفزتها .. نظرت له فتوقعت نظرات حاقدة لكنها لم ترى ذلك اشاحت وجهها عنه و بتلك اللحظة تداركت ساقيها المكشوفتين بفعل تنورتها القصيرة .. لمحت اللحاف على السرير وبسرعة ألتقطته لتغطي جسدها باكمله .. ابتسم باستهزاء لكنها لم تعره اهتماماً وجهتظهرها له و هي تمثل أنها تود النوم لم تكن بمزاج جيد لشجار .. تمتمت بحزم- اخرج ..حرك رأسه ببطء ثم فرك بأصابعه شعره وهو يقول بهدوء - يجب أن تتعودي على مكوثي معك بنفس الغرفة تعدلت لتجلس على السرير قائلة بتذمر- لن تقبل بفتاة تكرهك دانيال اكملت بحزم . . الباب من هنا اشارت لها بيدها نحو الباب فما كان منهُ إلا ان يبتسم باستهزاء وهو يقول- أيتها العنيدة .. اقبل بك ! هي ليست إلا خطبة مزيفة .. أشاحت وجهه عنه بعنف ثم قالت بصوت أجش- ارفض أن اكون شريكتك حتى لو كان تمثيلاً - حسناً يا صغيرتي حسناً ..ابتسمت بداخلها بنصر مستغربة من كلامه الهادئ والمسالم ظنت انها اقنعته لكنها فوجئت عندما اكمل بمكر و هو يقف من على السرير .. اظن أن بعد اليوم لا حاجة لتفكير بمستقبلك ككاتبة .. اكمل بخبث سابلغ السيد شارلي بقرارك .. سـار بخطوات ثابته نحو باب غرفتها .. مستشعر بقنبلته جيداً قبل أن تمتد يده نحو معصم الباب توقف على صوتها المرتجف .. لا تفعل .. ارجــ .... وكاستدار لينظر لها بعينين باردة لوى شفتيه و هو يلمح عينيها المتلألأتين بالدموع .. بقي ثوان ينتظر ما ستقوله .. لكنهُ قرر اخيراً مغاردة الغرفة .. خرج من الباب سائر بالطابق العلوي للفلا .. تقدم بخوات ثابته نحو السلالم لينزل ببطء.. قبل أن تمتد يدين صغيرة لتمسك بذراعه بضعف .. تنهد بوسط السلالم وهو يستدير لينظر لها بملل .. هتف ملاحظاً عجزها عن الكلام - مــاذا الان .سلين.؟ .. رفعت عينيها لتقابل عينيه الرمادية .. كانت كالجليد البارد.. أيعقل أن يكون صاحبها مثلها تماماً .. أم أنهُ يتصنع الجليد ..اطلقت شهقة بكاء و هي تتمسك بذراعهبشكل أقوى .. خاصة عندما لمحت السيد شارلي يحدق بهما من اسفل الدرج .. حركت راسها بالنفي تترجيه أن لا يحطم ما تبقي من حلم لها .. رسم ابتسامة جانبيةعندما لاحظ عينيها المذعورة من السيد شارلي .. امسكت كفيه ذراعيهاا لكن هذه المرة لم تكن بعنف .. تأمل وجهها ثم مال بانتصار ليهمس بأذنها بخفة - بعد ثلاث أيام سأمر إليك حتى اعرفك على أسرتي ... كوني مستعدةصمت مستمعاً لبكائها المكتوم .. همس برقة تبرق استهزاز بأذنها - إلى اللقاء ..خطيبتي الغالية.. !نزلت دمعة حارة على خديها بضعف .. و بلحظات كانت تستمع لصرخات قوية .. صرخات رجولية لم تكن من السيد شارلي أو من دانيال .. دارت الدنيا بها ..شاعرة بصداع مزمن يسيطر على قواه ..فيما استدار دانيال نحو ذاك الازعاج الغريب .. امسكت بذراع دانيال بخفه وهي تعي بأنها غير قادرة على السير ..تنفست بصعوبة .. مع صوت ارتطام باب الفلا القوي .. خطوات جنونية اقتحمت الفلا .. فيما تعالى صوت الحرس يحاولون منع العدو من الدخول .. فتحت عينيها محاولة تمالك نفسها و هي تلهت بقوة .. سلـــــــــــــــــــــــــــــين ...لمعت عينيها فرحاً لكن التعب كان يغطي عليها بشكل واضح ..رسمت ابتسامة باهتة وهيتحدق به وبالحرس الذي لازلون يمنعونه عن الدخول انصرف الحرس فور أن طلب منهم السيد شارلي المغادرة بعينين غاضبتين .. نسيت من يقف معها بغضب شديد .. هتفت بصعوبة طالبة النجاة .. روك... تلاشت ابتسامتها الباهتة فور أن فقدت توازنها لسيطر الظلام عليها و بلحظات كانت على سرير غرفتها .. فتحت عينيها ببطء .. ليتسلسل قليلاً من الضوء لمخيلاتها .. اه اطلقت تأوه ثم نظرت برعب للحقنة المغروسة على يدها الموصلة بأنبوب ليصل المغذي إلى جسدهافتحت عينيها اكثر بتعب شديد .. وبسرعة جنونية امتدت يدها الثانية لتبعد الحقنة المغروسة بيدها .. قبل أن تمتد أنامل رقيقة تمنعها عن ذلك .. لا تفعلي .. ..تجمعت الدموع بعينيها ثم اجهشت فجأة بالبكاء .. ألم .. وحزن .. ضعف .. و تعب .. عبرت عن كل شيء بداخلها و هي تنظر للأمان المطل من عينين روك .. امتدت انامله الرقيقة لتمسح دموعها بخفه و هو يقول - آسف يا صغيرتي .. صمت ثم اكمل بأسف لم أكن بقادر على حمايتك .. ازدادت شهقات بكائها .. فقال مكملاً برقه وهو يحوط بكفيه وجهها - اهدئي قليلاً .. تحتاجين لراحة .. ستضرين صحتك ..صمتت قليلاً محدقة به.. اه كم اشتاقت لنظراته من أين جاء لها هذا الرجل .. ؟ ! . أجاء ليحميها .. أهو من أرض الامنيات .!. أدخل حياتها من أجل حمايتها .. ؟!كان يجلس على الأرض بجانب سريرها .. تحركت كفيه من وجهها برقة لترتفع على شعرها مرر اناملها ليحرك شعرها ببطء .. لم يكن أحد موجود بالغرفة غيره ..هذا ما أمره الطبيب .. لا يجب أن أول ما تراه بعد استعادة وعيها شخص لا تطيقه .. تذكر بلحظات اصراره على البقاء .. تذكر غضب السيد دانيال . . كم عانىخلال تلك الأيام في العثور على مكانها .. أخيراً هي بين يديه لكن أحقاً سيستطيع اخراجها من هذه الفلا .؟.حاولت أن تستقيم من تمددها على السرير فساعدها بلطف و هو يضع الوسادة خلف ظهرها .. هكذا أفضــل .. هتف بعد أن جلست على السرير .. فجلس بجانبها ألقتطت نظراتهما قليلا .. لمح الارتباك بعينيها السوداء اللامعة . . امتدت كفه لتضم كفها الغير مغروسة بالحقنةثوان حتى اصبح يداعب بأنامله أناملها ..هتف بجدية - كيف حالك ..؟تجمدت عينيها مستغربة من سؤالها .. هل يسأل عن حالها .. أهو أعمى ..؟ ! .. كل ما تعرفه الان أنها بحالة افضل لأنها معه .. معه حتى لو لدقائق .. شعرت برغبةبالبكاء .. قبل أن تفعل ذلك همست برتجاف .- روك ..رفع نظره نحوها منتظر ما تقوله فما كان منها إلا أن تهتف من أعماق قلبها - اشتقتُ إليك .. كأن تلك الكلمة دمرت الحواجر بينهما .. شعرت بجسدها ينجذب نحوه بفعله ذراعه التي امتدت لتجذب جسدها إليه .. ضمها بحنان و هو يفرك بيده على ظهرها ... صوت بكائها كان يمزقه تمزيقاً .. لكنهُ يشعر بالكثير من السعادة .. فصغيرته اشتاقت إليه .. ...اشتاقت إليه كما اشتاق لها .. وضعت كفيها على كتفيه براحة ثم ضغطت عليهما بلطف ليبتعد عنها .. أبعدها بلطف عنه ثم رسم ابتسامة هادئة مطمئناً إياها - لا تقلقي .. ستكونيني بخير ..- السيد شارلي واتباعه يقتلونني .. هتفت ثم انهارت مجدداً باكية .. تلاشت حصونها أمام روك .. الذي أخذ يمسح بأنامله دموعها بلطف .. غير ملاحظ لعينين التي تراقبهما .. - ألم تكتفي بكاء بعد ..؟ ضحك بخفه على وجهها الأحمر بفعل البكاء .. ابتسمت ابتسامه باهتة ثم هتفت بنعومة غير مقصودة ..- لا تبتعد عني .. وجودك معي هو أجمل ما امتلك ..اطلق ضحكة رنانة ثم اخرج منديل من جيبه و أخذ يمسح دموعها قائل - ابتسامتك رائعة .. ابتسمي دائماً سلين .. يكفيك بكاء أنهُ حقاً لا يليق بك ..ضحكت بخفه عندما اخذ يداعب بأصبعه أنفها المحمر .. خطوات أقدام بغرفتها .. قاطعت ضحكتها الصغيرة .. حولت نظراتها لتلمح ظل دانيال .. أعادت نظراتها نحو روك الذي ظل صامتاً و كأن الوضع لم يعجبه بتاتاً .. وقفت بتعب من على السرير ثم ابعدت انبوبة المغذي عن كفها .. سارت خارجة من الغرفةكأن تلك اللحظة انتبه روك لما تفعله .. وقف بسرعة سائراً نحوها .. فيما ظل دانيال يحدق بهما باستهزاء .. هتف روك قائل- سلين .. ماذا تفعلين ..؟ أنتِ متعبة ..لم تستدير له قالت بصوت أجش - لا اعتقد ذلك ... خرجت من الغرفة بسرعة .. الاكتئاب اصابها فور أن رأت دانيال تذكرت خطة الخطوبة الكاذبة .. لقد قبلت .. وكيف لها أن تقول لا .. وهي مجبرة على ذلك ..نزلت السلالم متناسية كل شيء .. ما يسمع لها صوت صدى عقلها .. نزلت برشاقة لطابق السفلي .. ثم هرولت خارجة نحو الحديقة قبل ان تستوقفها إحدى الخدمقائلة لها بلطف - صباح الخير يا آنستي .. حمدلله على سلامتك .. صباح ..! ..بسرعة خرجت نحو الحديقة .. و حقاً كان كما قالت الخادمة .. كانت نائمة طوال الليل .. هذا ما يدل فالضوء كان يعم المكان .. بلحظات نظرت لما كانتتلبسه ملابس نوم .. هل بدلت لي إحدى الخدم ملابسي ..؟ .. جلست على العشب الأخضر في إحدى جوانب الحديقة .. استلقت على العشب الأخضر و هي تتمنىالراحة ..تتمنى أن تتذوقها .. أين أنتِ يا أمي ..؟ .. في تلك اللحظات تيقنت كم هي غبية لا بل كم تمتلك حجم من السذاجة .. من المستحيل أن تبقى طويلاً على هذاالحال .. انها تذرف الدموع يومياً دون فائدة .. لا جدوى لمحاربة السيد شارلي بالبكاء .. ربما يفيد الذكاء معهُ قليلاً .. هي مجبرة على تحمل كذبة دانيال .. و كذلكمجبرة على العيش هنا .. أرادت أو أبت .. مصيرها محدد .. البكاء لن يفيدها إلا ذلاً و خسارة .. الطريقة الوحيدة للخلاص من المشكلة وهو أن تلعب مع القطط بالمثل .. حدقت بالملابس التي ترتديها بعدم اقتناع أيعقل أن ترتدي آنسة الفلا ملابس نوم و تتجول فيها بالفلا .. لا ... من هذه اللحظة ستمثل حقاً أنها الفتاة النبيلة ستقتحم حياة دانيال من أجل دراستها ستكون الفتاة الذكية بالنسبة لسيد شارلي .. ادركت أنها الطريقة الوحيدة للخلاص منه .. ربما تكون النتائج عسيرة إلا أنهامرغمة على ذلك .. كل ما ستفعله أنها لن تسمح لدانيال أن يرى ضعفها .. قفزت من على العشب بسرعة عندما اتاها صوت روك .. - سلين .. ابتسمت برقة .. ماحية الدموع بأجمل ابتسامة .. تقدمت نحوه ثم قالت - اسفة .. تأملته جيداً مما زاد استغرابه بالحقيقة كانت تغيض من يقف خلفه كانت تحدق بدانيال بعينين نارية وبلحظات كانت تتقدم لتضم روك بكل قواه .. اخبرته بتلك الحركة أنها خطوبة مزيفة.. ابتعدت عن روك قليلاً وهي تقول -لقد حل الصباح .. فلتذهب لعملك .. قبل أن يفتح فمه للحديث قالت سأكون بخير أرجوك فلا تقلق ابتسم بعدم استيعاب .. ثم ودعها و هو يوصيها بالاتصال إليه .. كانت تدرك أنها ستتاقبل معه كما تشاء بعد اليوم .. إذا كانت ذكية بالتعامل مع السيد شاري ..سبق و أن أخبرتها سيدرا .. أن السيد شارلي سيعطيها كافة حريتها لو احترمته .. هي فقط ستلبي ما يريد و بالمقابل ستأخذ حريتها .. لمحت دانيال الواقفيحدق بها .. مرت لتتجاوزه فاعترض طريقها قابض بيده على ذراعها أعادها لتقابله .. عقدت حاجبيها بتساؤل بنظرات استنكار وجهتها له قال بصوت أجشمما أثار استغرابها ..- عبري عن اشياقك له في مكان آخر .. فأنا لن اصمت على ان تهان كرامتي أمام الخدم استوقفتها قبضة يده فنظرت له بأشد نظرات الغضب ثم حولت نظراتها نحو قبضة يده الفولاذية على ذراعها .. نفضت قبضة يده عن ذراعها بقوة .. حولت نظراتها إلى استنكار و هي ترمقه بنظرات قوية جعلته يبدو يتسلى أكثر بقوتها .. قالت بحسم - خطبة مزيفة .. ليست إلا .. رفعت ذقنها بكبرياء مكملة و إن أموري الخاصة لا تعنيك ..سارت متجاوزة إياه و هي تشك أن قوتها كانت في محلها فور أن ابتعدت عنهُ قليلاً حتى هتف فتوقفت عن السير مستمعه لهُ يقول بسخرية - القوة التي تتصنعينها أمر رائع .. ولمعلوماتك يا ذات اللسان الطويل خطبتنا مزيفة عندما لا يراك أحد من معارفي الكثر ..قبضت على يديها بقوة لتتمالك شيء من أعصابها فالهدوء هو أهم عنصر في خطتها .. قالت باستفزاز فجأة- لست الوحيد من يقيم الشروط .. فأنا عنصر أيضاً بالمعادلة الغير الموزونة .. لذلك علينا اتمام المعادلة جيداً بين الطرفين وإلا ...صمتت متعمدة فقال بسخرية - و إلا مــاذا ..؟ ابتسمت بسخرية و هي تكمل سيرها نحو الفلا قائلة - و إلا لن أكون وسيلة للخلاص من عشيقاتك دانيال .. نعم .. حقا امتلكت القوة والجراءة في آن واحد .. هرولت فور ان دخلت الفلا .. صاعدة نحو السلالم و هي تخشى أن يتبعها ذاك الشبح في الحديقة .. لم تأبهلصوت السيد شارلي .. دخلت غرفتها بسرعة و هي تلهت من الركض .. احكمت اغلاق الباب بعد ان أكدت على نفسها أن لا تفتحه إلا بسلين الذكية .. لقد ملتمن دور الضحية دوما .. تمايلت بسيرها نحو المرآة تأملت نفسها لثوان .. حدقت بالتسريحة جيداً ثم فتحت إحدى ادراجها لتصدم بالعدد الهائل من أدوات التجميلالثمينة .. أنواع الكريمات باسماء ماركات لم تكن تحلم باستعمالها يوماً.. لم تكن تعرف أن السيد شارلي اعد لها ذلك .. ابتسمت بنصر بعد أن علمت أنها لن تحتاج بان تطلب شيء كذلك .. اتجهت نحو خازنة ملابسها لتحدق بشكل أفضل بالملابس الموجودة .. اغلقت باب الخزانة بانتصار بعد أن تأملت جيداً أنواع الفساتين التي لم تكن أيضاً تحلم بإرتدائها ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــاليوم التالي ..خرج من الجامعة تاركاً إحدى محاضراته بسبب اتصال عمه له .. لقد مل من اتصالات السيد كاسبر المتكررة له .. أنهُ حتى لا يراعي كونه في الكلية .. اعتلى سيارته و قادها بسرعة جنونية نحو الشركة .. أرتدى نظارته السوداء و ترجل من سيارته فور وصوله لشركة .. سار داخلاً الشركة بخطوات ثابته .. واثقة .. أجبرت الجميع على النظر إليه .. كالمغناطيس تحولت الانظار نحو الوريث المستقبلي لجميع املاك هذه الشركات الضخمة .. الجميع عندما يروه يتذكرون والده المتوفي .. الرجل الفولاذي الذي أسس نفسه من الصفر .. الرجل الذي أحبه الجميع بأخلاقه العاليه مع جميع الموظفين ..بجوده وطيبته مالك القلب الحنون .. ربما يختلف عن ابنه تماماً فكافة الفتيات يحلمن بابتسامة لطيفة من عازف البيانو ورجل الأعمال أيضاُ.. توقف عن سكرتيرة عمه التي سمحت لهُ بالدخول وهي تنشر أجمل الابتسامات لكنهُ لم يعيرها اهتماماً او حتى نظرة واحدة .. دخل مكتب عمه الضخمو هو يرفع نظارته السوداء ليسمح لعينيه الرمادية بالظهور .. رفع السيد كاسبر عينيه محدق بفخر بابن أخيه شبك أصابع يده ببعضها و هو يستند على كرسيه براحة أمام المكتب الضخم ثم قال بجدية - تفضـل تلك النظرات كان يفهما جيداً .. علم أنهُ سيدخل في تحقيق لكنهُ هذه المرة لن يأتي بأي عذر .. ابتسم ابتسامة جانبية و هو يسير ليجلس على الكرسي مقابلاًلعمه .. هتف بصوته الاجش- مرحباً سيد كاسبر .. لقد طلبتني ..عقد السيد كاسبر حاجبيه و أخذ ينظر لدانيال بجدية صمت لثوان قبل أن يقول - تعرف جيداً لماذا طلبتك .. اكمل بمكر و هو يفرك بيده دقنه مـاذا عــ ... قاطعهُ دانيال بصرامة نظر لعمه بانتصار ثم قال مقاطعاً إياه - غداً ستتعرف عن زوجتي المستقبلية يا عمي .. لذلك لا تقلق .. صمت محدقاً بابن اخيه الأصغر أيعقل أن ما يقولهُ هذا الشاب صحيحاً تجولت عينيه على وجهه دانيال .. لعلهُ يكشف لعبته لم يظهر الأطمئنان بتاتاًعلى السيد كاسبر الذي شرد بعالمه يبحث من بين ملايين الفتيات عن فتاة تناسب دانيال .. حقاً شعر بالشفقة نحو تلك الفتاة التي ستأسر بسجن دانيالأنهُ كالوحش عند غضبه .. لا يعرف التفاهم .. لم يفكر يوماً بأن ابن اخيه سيختار زوجة له بنفسه لا بل يقول أنهُ يحبها أليس هذا أشبه بالمستحيل ..أيعقل أن يوجد قلباً ينبض داخل أضلاعه أم أنهُ لا يمتلك قلباً .. مرت دقيقة و هو شارد يحدق بدانيال لم يجد سوى الثقة العمياء في وجهه تنحنح ثم قال- واثق يا دانيال .. لتخبرني إذن من هي الضحية اطلق ضحكة خبيثة ثم قال - لا تكن مستعجلاً غداً ستراها بكلتا عينيك .. وقف من الكرسي مكملاً على السابعة مساء .. قبل أن يهب مغادرا المكان دوى صوت عمه في المكتب قائل بحزم- أهي التي كانت معك في البحر ..؟ توقف عن السير متذكراً تلك الليلة كتم تزفيرة قوية قبل أن يقول - و ماذا إذا كانت هي .. ؟ أيهمك ذلك ..؟ أنت لم ترى صورتها بعد ..؟أتاه صوت عمه الحازم مكمل - لا بأس إذا كانت هي .. لكن اتمنى أن لا تنسى الوعد دانيال .. فتاة من طبقة راقيةاطلق تزفيرة ملل و هو يسير خارجاً من المكتب دون أن يرد على عمه .. هب أعصاره مغادر المكان تارك عمه في ورطة حقيقة .. ما ردت فعل السيد جوزيف .. . وابنته كرستين .؟ .. لن يهتم بشيء أهم شيء مستوى مادي راقي
...............
عدلت الكحل للمرة الرابعة أمام المرآة .. دموعها لا تتوقف عن السيلان مهما ما تصنعت الشجاعة تبقى تعرف أنها مجبرة على تلك الخطة .... تنهدت بضيق و هي تسير لتجلس على سريرها بصعوبة .. استمعت لطرقات باب غرفتها فهتفت .. تفضل ... دخلت خادمة تبتسم لها بتهذيب وهي تقول- آنسة سلين .. السيد دانيال بانتضارك بالأسفل ..حركت رأسها بالإيجاب بيأس .. قفزت من على السرير نحو المرآة .. أخذت شهيقاً و زفيراً .. لازلت تقنع نفسها بقوة على الصمود لن تسمح له بأن يذلها بقوته كثيراً .. ابتسمت بمكر تنظر لفستانها الأحمر الواصل لركبتيها .. يغطي كتفيها بقماش الدانتيال .. ألقت لمحة على الاكسسوارات اللامعة .. ثم استقرتعينيها على شعرها الأسود المحرر على كتفيها براحة رتبت خصلات شعرها .. ثم رشت كمية عطر ذو رائحة مثيرة .. ابتسمت وهي تجزم أنها لن تجعلهيستمتع بتعذيبها .. ارتدت الحذاء العال .. ثم ألتقطت حقيبتها الصغيرة .. وضعت معطفها على ذراعها و سارت بثبات راسمة ابتسامة مزيفة .. ثلاث أيام ..مرت وها هو اليوم التي ستقابل به عائلة دانيال .. تعالى صوت كعبها العالي وهي تنزل السلالم برشاقة .. بدأت كالأميرة و هي تطل على السيد شارلي .. مرحبــا .. هتفت بمرح مصطنع .. و هي تدخل صالة الفلا .. لم تلتفت لمن لا يقل عنها جمالاً واقفاً يحدق بها .. نظر لها السيد شارلي مستغرباً .. كانتأميرة تخاطبه بمرح حقاً أراد بتلك اللحظة أن يخبر العالم بأنها ابنته لف نظره لدانـيال .. الذي حرك نظره فوراً محدق بما تسمى خطيبته .. لم تكنتبكي .. كانت كما تركها قبل يومين عنيدة وبعنف ... تبدين جميلة يا ابنتي ...قال لها السيد شارلي مبتسماً .. امتدت يده ليربت على شعرها لكنها أبعدته بغنج و وقفت قائلة - أخشى أن يفسد شعري .. امتحت ابتسامته من عذرها الواضح .. لكنه ابتسم مجدداً ثم مرر نظراته نحو سلين ثم دانيال ..وقف قائل - حسناً .. لدي بعض الأعمال .. انصرف مغادراً الصالة .. ظلت تحدق بظل السيد شارلي بمكانها كتمت تزفيرة ملل .. قبل أن تُباغثها يدين امتدت ببراعة لتحوط خصرها من الخلف .. انتفضت كالنمرة .. فاشتدت يديه حول خصرها ثم تحولت شيء فشيء للمسة هادئة فاجئتها .. زمجرت و هي عاجزة عن فك يديه عنها .. أحست بوجهها يميل نحو عنقها من أنفاسه الحارةالتي أحرقتها .. حركت رأسها بعنف .. عينيها النارية كانت تبرق حقداً له .. لفت رأسها نحوه .. التقت عينيها بعينيه الرمادية .. وابتسامة التسلية على شفتيه جعلته وحشاًوسيماً .. هدأت متأملة وجهه .. انقبض قلبها من جذابيته الرجولية .. حاولت أن لا ترتجف بين يديه .. و هي تشعر بالضعف نحوه .. ضمت شفتيها بارتجاف..بينما هو ظل يتسلى بهدوء .. وبلحظات كانت قد أشاحت نظراتها عنه .. و هي تحاول تحرير نفسها منه هتفت من بين اسنانها .. - لا تلمسني .. ارتفعت انفاسه نحو خدها الرقيق داعب بخده خدها البارد .. مستمتع بارتجافها الواضح .. كتم تأوه من حذاء كعبها العال التي استقرت فوق قدمه بعنف .. تحركت شفتيه نحو أذنها قائل بخبث- لتتعودي على شيء كهذا أمام اسرتي .. بلحظة حررها من بين يديه .. قبل أن يسمح لفريسته بالهروب .. حوط خصرها بيده اليسرى لكن هذه المرة براحة .. و يده اليمنى ارتفعت لتداعب خصلات شعرهاكان حقا يتلذذ بانزعاجها ..هتفت بضيق بدأ بعينيها بخلاف صوتها الذي لم يرتفع بل بدا عليه السخرية بشكل خفيف- و هل يجب علي دخول دورة تدريـبـية مقرفة منك ..؟ !تلذذت الابتسامة الخبيثة على شفتيه و هو ينزل أنامل يده اليمنى ليتحسس بشرتها الناعمة .. لازل لا يصدق أنها تقاومه و بعنف .. تذكر بلحظات أن التيمعه ليست كرستين .. أو اي فتاة آخرى اسيرته نمرة متوحشة .. - بكل سرور .. سنأخذ أجمل الدروس سلين ... دفعها عنه .. فتحررت من بين يديه و هي تلهث مذعورة .. انزلت رأسها للأسفل تحدق بالأرضية اللامعة .. جسدها الرقيق كان يرتعش .. مررت كفيها بذراعيهاببطء وهي تفركهما لعلها تهدأ قليلاً .. لمحت ظله الطويل على الأرضية .. رفعت عينيها المذعورة ببطء فرأته يتقدم نحو الأريكة وينحني ليحمل معطفها .. مد لهاالمعطف بهدوء .. وكأن شيء لم يكن حقاً طبعه كان مثيراً للاستغراب .. . لنذهب .. هتف بصوته الرجولي و هو يقدم معطفها لها مدت يديها لتلتقطه وتلبسه .. لم تغب عينيها لحظة عنه و هي ترتدي معطفها بينما انشغل هو في هاتفه النقال كأنهُ كان يرسل رسالة.. دس هاتفه بجيبه ثم رفع نظره لها .أشار لها بحاجبيه بمعنىلننطلق .. بتلك الأثناء استدار نحو الباب وتجاوز الصالة .. بينما لحقته هي متصنعة القوة .. سارت معه بالحديقة نحو سيارته .. اتجهت يدها لتفتح الباب الخلفي .. لكن يدهكانت اسرع لتمنعها عن ذلك أشار لها بحزم نحو المقعد الأمامي فزمجرت بملل و هي تركب المقعد الأمامي بانزعاج كتمته .. حاولت أن تكون رقيقة و هي تغلق باب السيارةمع انها تمنت أن تكسره .. أخذت تلعب بخصلات شعرها .. فيما تحركت السيارة خارجة من الفلا .. لم يكن يسمع غير انفاسهما في السيارة التي عمها الهدوء .. حاولت الانشغال عن القائد الذي كانت عينيه مركزة نحو الطريق باهتمام بملامح جامدة خالية من المشاعر .. رن في تلك اللحظة هاتفه فاشاحت نظرها بسرعة عنهأصابها الفضول عندما ضغطت أنامله على الزر الأحمر في الهاتف لتنهي المكالمة .. عدت مكالمات جاءت إليه لكنه كان يقطع الاتصال .. تنهدت بملل .. وبفضول أخذت تنظرلسيارة الأنيقة داخلياً وخارجيا ..نظرت لصاحب السيارة كان ممل و مخيف .. فحولت نظراتها عنه لتستقر على مجموعة سيديات ..بفضول أخذت تنظر لهم جميعاً..ربما ستجد شيء يكسر هذا الجو الكئيب و خاصة أن الطريق كما تعتقد طويلة نحو القصر .. امتدت أصابعها لتلتقط السيديات .. وبلحظات كانت تفتح المسجل .. وتشغلإحدى السيديات.. ثوان مرت حتى تخلخل إلى مسامعها صوت موسيقى هادئة جـداً أغمضت عينيها لثوان مستمتعة بتلك المقطوعات المبهرة .. لم تكن إلا ثوان حتى توقفت الموسيقى .. فتحت عينيها متفاجئة من يد دانيال التي امتدت لتوقف السيدي .. عقدت حاجبيها بانزعاج و هي ترى غضبه على لمس سيدياته .. رمقها بنظرات تحذير ..ثم همس بنفاد صبر .. - اكره حقاً التعامل مع أطفال مشاكسين .. احذري بالأول قبل ان تلمسي أغراضي ..فتحت عينيها بذهول تحدق به .. بينما هو أعاد بهدوء نظراته نحو الزجاج الأمامي مركزاً بالطريق .. عدلت من جلستها وهي تقول بثقة ساخرة ..- مقطوعاتك إذن .. توقعت ذلك فهي قبيحة مثلك !اطلق ضحكة سخرية دوت بالسيارة .. مما زادها ارتباكاً .. قال مستهزء ..- أنتِ اول من يقول ذلك .. و ياليتك بصادقة ..!أشاحت وجهها نحو زجاج السيارة ..ليتها تمتلك هذه الثقة العمياء .. حقاً كانت مقطوعاته من أجمل ما سمعته أذنيها .. إذن فهي حقاً كاذبة .. ابتسمت بسخريةعندما تذكرت أنها صرحت لهُ من قبل باعجابها الشديد بمقطوعاته .. وكان الرد حقاً يليق به .. سيطر الضيق على قلبها لكنها حاولت التماسك بقدر الأماكن القوة هي سلاحها الوحيد .. هي الرقيقة دائما هل ستستطيع الصمود بقوتها الهشه أمامه ..؟ ! .. ظلت تتأمل الشوارع بشرود إلا أن صوت هاتفه كان شرارة لتفجير بركانها الثائر .. دوى صوت الهاتف لثوان .. لم يرد عليه.. لم تعد تحتمل اكثر .. لفت نظرها نحو دانيال غير ملاحظة أن السيارة قد دخلت بوابة القصراستمرت تنظر له ولهاتفه لثوان بينما كان هو مستند بذراعه على المقود يحدق بالتغيرات التي تطرأ على وجه سلين .. صرخت بعنف هز السيارة - لن أصيب بالصداع بسبب هاتفك .. إذا كانت إحدى معشوقاتك فرد عليها .!. أخذت تتنفس بسرعة بفعل غضبها المفاجئ .. نظر لها مستخف بحالتها الغريبة .. وببرود كان يرد على هاتفه قائل - نعم .. أمي .. لقد وصلنا ..شعرت بكمية غبائها عندما ابتسم لها ساخراً على تفكيرها الفاشل .. أشاحت نظراتها عنه و هي تبعد بأناملها دمعة كادت ان تتدحرج على خدها .. لاحظت توقف السيارة والمكان الذي هي فيه .. وقبل ان تتنظره يأمرها بالخروج .. فتحت الباب و صفقته بقوة بعد خروجها.. استندت على السيارة .. وأخذت تحدق بالقصـــر العملاق جيداً .. أنها ثاني مرة ستزوره .. لكن هذه المرة بطريقة مختلفة .. ابتسمت بسخرية ومن كان يظن يوماً أنها ستتدخل هذا القصر كخطيبة لابنهم الوحيد ..أحست بجسده يستقر بجانبها .. لفت نظرها له .. فمد كفه لها برسمية .. نظراته الخبيثة فهمت منها أن التمثيلية اشرفت على البداية .. صدمته عندما مدت لها كفها بنعومة لتضعها براحة على كفه الضخمة .. أخفى دهشته بملامحه الجامدة اكتفى بابتسامة جانبية وبحركة سريعة جذبها لتصبح أشد قرب منه .. اشتدت كفه ضغطاًعلى كفها الباردة .. ابتسم باغراء و هو ويسير معها نحو بوابة القصر ..شتمت نفسها من توترها الواضح الذي بدى يسليه كثيراً .. بلحظات كانت تدخل بوابة القصر ..تجولت عينيها بالمكان جيداً .. وهي تخلع معطفها لتعطيه لإحدى الخدم ...لم تمر أكثر من دقيقتين حتى شعرت بالخطوات الثابتة التي تتقدم نحوهما .. أحست الآنبقيمة ما تفعله.. أنها حقيقة وليس حلماً .. رفعت عينيها ببطء لتنظر لرجل ضخم يحدق بها بملامحه كانت جاده وهي تتفحص سلين جيداً .. فيما شعرت بسكون دانيالخلف ظهرها .. بلعت ريقها وهي تشعر بدانيال الذي تقدم خطوتين وما هي إلا دقيقة حتى تقدمت امرأة لتقف بجانب السيد .. تجولت نظراتها نحو المرأة .. عرفت أنهاوالدة داانيال من تلك الليلة لكن هذه المرة بدت بمنظر اوضح رأت ملامحها جيداً لم تغب عنها نظرات الدهشة التي حلت بوالدة دانيال وهي ترمقها بنظرات مصدومة حاولتإخفائها بقدر الأمكان .. بدت امرأة صغيرة من يراها لا يصدق بأنها والدة دانيال كأنها أخته الكبرى كانت امرأة جميلة ذات جسد رشيق يتناسق مع طول جسدها الذي ناسبهاجيداً.. انقطع التأمل والهدوء عندما قال دانيال بثقة بصوته الرجولي الهادئ و هو يشير بيده نحو سلين - هذه سلين .. الفتاة التي أحب ! شعرت وكأنها تلقت صفعة قوية على خدها . . ارتجفت ملاحظة لدهشة التي بدأت على والدته و عمه و هو يحدقون به بدهشة مخفية اكمل كلامه - ابنة السيد شـارلي ..فركت يديها بتوتر و هي تخاطب نفسها بأن تهدأ ماهي إلا تمثيلية لن تفقد صوابها وتتوتر عند كل كلمة يقولها دانيال عنها ...بلحظات كان السيد كاسبر يتقدم نحوهماابتسم برسمية وهو يمد كفه نحو سلين التي مدت كفها الباردة لتلامس كفه .. قال باعجاب وهو يحدق بها ..- مرحبا بك يا ابنتي .. أنا عم دانيال السيد كاسبر .. اشار لزوجته مكمل وهذه زوجتي و والدة دانيال السيدة رابينالم تستغرب من زواج والدة دانيال بعمه لقد اخبرتها بذلك سيدرا عندما زارتها آخر مرة هزت رأسها بأدب وهي تقول - أهلا وسهلا بك سيدي .. تقدمت السيدة رابينا والدة دانيال ترحب بهما بعينين مدهوشة وهي ترمق دانيال بأشد أنواع الأستفهام .. سارا جميعاً نحو غرفة استقبال الضيوف .. كل مكان بالقصركان يشد انتباهها فقد كان في غاية الروعة كادت أن تنسي وجود دانيال عندما جلست على إحدى الارائك الضخمة وهي توزع ابتسامات متصنعة وتكاد تقسم بداخلهاانها ستدخل بتحقيق مع السيد كاسبر و زوجته .. سرعان ما تذكرت الواقع عندما قالت السيدة رابينا بكل حب لدانيال - تفضل بني لتجلس بجانب سلين .. هز رأسه بالأيجاب وسار ليجلس بالقرب منها ..سرى تيار كهربائي بجسدها عندما شعرت به يجلس بجانبها لا يفصل بينهما سنتيمتر واحد .. اخفت توترها عندما قالت السيدة رابينا بفرح- سلين تبدو جميلة يا بني .. لقد احسنت الأختيار دانيال ..نظرت له كالبلهاء منتظرة ما سيقوله مما جعله يبتسم بتسلية .. غضبت من تصرفه فاشاحت وجهها عنه بهدوء حتى لا يلاحظ أحد ذلك.. أخذت تحدق بالسيدةرابينا و هي تصنع ابتسامات مزيفة .. مرت ذراع رجوليه على ظهرها بهدوء فجأة مما اوشك على ان يجعلها تنتفض فزعاً .. لكن الذراع كانت أدرى بما سيكون الرد .. حوط خصرها بقوة لينبأها بالأمر وهو يجذبها اكثر.. رمقته بنظرات رجاء لكنه تجاهلها وهو يحدق بوالدته ..بدى منظرهم حميماً .. قال بلطف - اعرف أمي .. و إلا لما استطاعت أن تمتلك قلبي بسهولة ..كلماته اشعلت النيران بأعين عمه .. تجولت عينيه على دانيال باحث عن حقيقة .. مستحيل أن يتحول ابن اخيه بأيام فجأة إلى عاشق ولهان .. لكنهُ لا يمكن انكار ذلك لطالما كانت حياة ابن اخيه غامضة لا أحد يتجرأ على معرفة خصوصياته .. رغم ذلك لم يتوقع أن يظهر دانيال بحبيبة لا بل ابنة السيد شارلي ..التي كادت شركاته على وشك الأفلاس فقام دانيال بمساعدته و فور أن قوى شوكته حتى رد الجميل بعشرة اضعافه هل ساعده دانيال من اجل حبه لابنته تشتت الأفكار وهو غير مبال بالحوار الخفيف الذي يدور بين زوجته و دانيال وسلين بسرعة تذكر شيء قال مقاطعاً الجميع فجأة - لم يخبرني السيد شارلي يوماَ أنهُ يمتلك ابنه ..صمت عندما لاحظ طريقة مقاطعته للكلام ادرك أنهُ تسرع من وجهه سلين الذي بدأ يتوتر ..سرى التوتر بجسدها ثم حولت نظراتها نحو دانيال الذي لا زاليصمم على قربها منه .. عما الهدوء بالغرفة فجأةً فقطعه دانيال قائل - لقد كانت تعيش برفقة والدتها بدولة أخرى .. لكن والدتها توفت قريباً فعادت لتعيش مع والدها .. أدار رأسه نحو سلين وهو يقول أليس كذلك سلين ..؟ صمتت رافضة كذبة لم تعيش مع السيد شارلي بارادتها لقد اجبرت على كل شيء .. شد نظراته كتنبيه فاستيقظت من شرودها قائلة - نــ...عم .. أقــصد صحيح ... اكملت مخاطبة السيد كاسبر ربما والدي ظن أنك تعرف عني .. لذلك لم يخبرك ..هز رأسه بعدم اطمئنان ثم قال مستفسر - على اعتقادي أن السيد شارلي قد انفصل عن زوجته هل عشتي مع والدتك إذن ..؟تملكها شعور بالبكاء ليته فعل ذلك .. هو قام بهجرانها لم ينفصل عنها بل عذبها عندما سلب حريتها ضغطت على نفسها قائلة بصوت مكبوت- نــعــم .. التقط دانيال انفاسه عندما سارت بالكذبة معه .. وبدئوا بالكلام بمواضيع مختلفة وكلها عن حياة سلين .. كانت تستغرب أن السيدة رابينا لم تتحدث عن ماضي دانيال بتاتاً .. كانت فقط تسأل سلين اسئلة كثيرة .. ردت بصدق عدا بعض الأمور التي تتعلق بأمرها وأمر دانيال .. ما اراحها أن دانيال ابتعد عنها فور أن اوهمالجميع بحبه لها .. وهي استغلت الفرصة لتغير مكانها بالقرب من السيدة رابينا مدعية بأنها تريد التحدث معها عن قرب .. في العشاء كان الجميع متجمعاً على طاولة العشاء التي ادهشت سلين بأنواع الأطعمة المعدة .. و كأن جيشاً من الضيوف زارهم .. ابتسمت باستهزاء بداخلها وهي تدرك أنهم صدقوا تلك الكذبة .. جلس السيد كاسبر على رأس الطاولة وجلست زوجته بأقرب كرسي له .. بدا الوضع متوتراً عندما أراد ان تجلس على الجهة الأخرى بجانب السيد رابينا إلا أنها قاطعتها بتشجيع ممزوج بالفرح - حبيبتي لتجلسي بالقرب من دانيال .. ضحكت ممازحة ثم اكملت أخشى أن لا يتناول شيء بسبب ابتعادك عنه ..مرة أخرى أعادت النظر لدانيال الذي خزها بنظرات لم يلاحظها غيرها . . ببسرعة فهمت معنى نظراته و سارت ممثلة السعادة وهي تجلس على يساره ..تقدمت إحدى الخدم لتصب الطعام الساخن على الأطباق .. وبدئوا بتناول الطعام .. شهيتها كانت مسدودة .. تناول ملعقة من الشربة الساخنة قائلة بمدح- لذيذة .. تدخل السيد كاسبر ليقول- من صنع حبيبتي رابينا .. ابتسمت رابينا فيما لاحظت سلين دانيال الذي تغيرت ملامح وجهه فجأة .. كأنهُ انزعج من شيء .. لم تفهم شيء مما قاله السيد كاسبر كي يزعجه .. تجاهلت الأمر قائلة - حقاً ! تبدين طباخة ماهرة سيدتي ..!استمعت لسيد كاسبر الذي قال مسروراً - بكل تأكيد .. حبيبتي تمتاز بكافة الصفات الرائعة اشتدت غضب دانيال في تلك اللحظة فجأة رأته يضع الملعقة على الطاولة .. كأنهُ كان ينوي الوقوف لكنهُ فجأة غير رأيه و كأنهُ يحاول تمالك اعصابه ..بسرعة لف رأسه لسلين فبلعت ريقها بصعوبة تحدق به .. هدأ فجأة وهو يقول بحب - من فضلك حبيبتي .. اعطيني علبة الملح .. .. نظراته اربكتها فيما رنت كلمة حبيبتي بأذنيها .. لم تعرف كيف تخلخل شعور غريب ليداعب قلبها الرقيق بتلك اللحظات نفضت الأفكار وهي تمد علبة الملح نحوه .. أنها مسرحية فقط .. لا تتوتري .. هذا ما كان يردد بداخلها .. أخذت تأكل الطعام بدون نفس كل دقيقة كانت تسترق قليلاً من النظر نحو دانيال .. و تعيدنظراتها فوراً نحو طبقها ثم تتحدث مع السيد رابينا .. أنتهى العشاء أخيراً وهي مرتاحة قليلاً أن دانيال لم يكن يتعمد مغازلتها أمام أسرته .. هذا ما خشيته لا تريده أن يفعل ذلك حتى لو كان تمثيلاً .. فهو لا يعرف كيف يقلب كيانها بكلماته .. بعد أن انتهوا من تناول العشاء وقفت من على كرسي ثم لحقها دانيال ..انتقلوا لغرفة استقبال الضيوف مجدداً فيما اعتذر السيد كاسبر عن حدوث أمر طارئ صعد لمكتبه قائلاً بأنه سيحل المشكلة وسيعود.. فور أن جلس دانيال بالقرب من سلين حتى رن هاتفه النقال .. أحست بالفضول عندما اخرج هاتفه النقال وظل يحدق بالاسم عاقداً حاجبيه انتابها شعور لمعرفة من المتصل بلحظات كان يعتذر ليغادر الغرفة .. احست بالغضب يتملكها بتلك اللحظة لم تكن تعرف انهُ سيظهر على ملامحها إلا بضحكة السيدة رابينا التي وقفت لتحول مكانها وتجلس بالقرب من سلين قالت بخبث- هل تغارين ..؟نظرت لسيدة رابينا بسرعة .. ما الذي تقوله هي لا تغار لو تعرف ماذا فعل ابنها فيها .. ليس لهُ الحق بأن يقلل من قيمتها أمام عائلته لأنها متأكدة أن ذاكالاتصال كان من فتاة .. هزت رأسها بالنفي فاكملت السيدة رابينا وهي تمد كفها لتضم كف سلين قائلة بلطف- لا تقلقي حبيبتي .. ليس من النوع الخائن .. !رفعت أناملها لتعيد خصلات شعرها إلى الوراء قالت مبتسمة - تبدين واثقة اطلقت ضحكة خفيفة ثم قالت- ما رأيك بجولة صغيرة في الحديقة ..؟هزت رأسها متحمسة للفكرة .. خرجا نحو الحديقة فوراً.. سارت مع السيدة رابينا تتأمل الحديقة جيداً .. يقطع الهدوء صوت حفيف الأشجار بفعلحركة الرياح .. أنارت الحديقة كانت تذكرها بأفلام التاريخ فالقناديل كانت معلقة على بعض الأشجار ناشرة ضوئها البرتقالي الخافت ومع ليلية سوداء بدا القمربدرا بابهى حلته ..استنشقت عليل الهواء وهي تسير بالحديقة بالقرب من السيدة رابينا .. - أنا آســـــفة ....هذا اول ما قالته السيدة رابينا مما جعلها تتوقف لتحدق بها .. داعبت نسمات هواء خصلات شعرها السوداء فيما اكملت السيدة رابينا كلامها بارتباك- تلك الليلة.. اقصد الحادث ..أنا حقاً اسفة لم اقصد الأساءة إليك ابتسمت بلطف وهي تنظر لتواضع المرأة التي تقف معها .. ابتسمت بحنان وسارت تكمل سيرها على جوانب الأشجار قائلة- لا عليك فلننسى الأمر لحقتها بخطوات هادئة وهي تقول - لقد احسن دانيال الأختيار فتاة جميلة و لطيفة ايضاً اطلقت ضحكة وهي تدور حول إحدى الأشجار بمرح تأملت إحدى الأزهار ثم قالت بفرح- ياسمين ..! زهرة الياسمين أليس كذلك ..؟ - بإمكانك قطفها إذا احببتي .. هزت رأسها بالنفي وهي تتأمل الزهرة بإمعان قائلة - هنا موقعها المناسب .. ستكون بخير إذا لم تقطف .. - ما رأيك بكوب من القهوة على جانب المسبح .. ؟كانت فكرة رائعة جعلتها توافق فوراً .. انطلقا نحو المسبح وجلسا على إحدى الطاولات وصلت القهوة الساخنة .. شربت من كوبها وهي تتلذذ من مذاقها قالت السيدة رابينا فجأة - كيف التقيتي مع دانيال ..؟ ابعدت كوب القهوة من فمها و هي تحدق بالسيدة رابينا هذا ما خشيته اكملت السيدة رابينا - اقصد ليلة الحادث كنتما كالأعداء توترت وهي تكمل كيف .. كيف وصل الأمر إلى ارتبطكما اكملت بأسف أعذريني على التدخل لكن هو ابني الوحيد اشتدت توترها وهي تشتم دانيال بداخلها ماذا تقول الآن ..خاصة انها من النوع الفاشل في تأليف المسرحيات بثوان .. تعرفـــنا بمعهد الموسيقى.. دوى الصوت الرجولي القادم نحوهما ثم تعالت صوت صدى اقدامه بالأرض و هو يقترب نحوهما بثبات . . ابتسمت السيدة رابينا ولأول مرة تفرح سلين لقدومه كما فرحت اليوم .. جلس بجانب سلين على الطاولة ثم قال- كانت تأتي يومياً للمعهد مع صديقتها .. لو تعرفي امي كم احببتها .. لف نظراته نحو سلين التي كانت تحدق به بذهول .. اكمل احببتها منذُ أول لقاء ! كانت فتاة رقيقة تمتلك لسان لطيف و أخلاق رائعة .. أعاد نظراته نحو امه مكمل كذلك دخولها بنفس جامعتي ربط بيينا علاقة أقوى .. فرك شعره بيده قائل بأسف اما تلك الليلة المشؤومة .. أتمنى أن لا تذكريها فقد هب خلاف بيننا من قبل لذلك كان الوضع متوتر قليل .. نظر لسلين مجدداً مكمل بتمثيل بارع حبيبتي أتمنى أن لا نسمح لشجار يوما ما أن يسبب مشاكل بيننا ....أشاحت وجهها عنهُ بهدوء بعد أن فهمت سخريته مررت يديها على كتفيها وهي تقول بارتجاف - أشعر بالبرد رمقها بنظرات حادة أنها لا تشاركه بالتمثيل .. كما يكره تمثيل دور العاشق لكنها تجبره على ذلك .. فهي تتوتر سريعاً يعلم كثيراً كيفية تأثيره على النساءحتى لو كانت سلين فهي تمتلك قلبا رقيقاً .. توتر الجو على الطاولة قالت السيدة رابينا مخاطبة دانيال- رائع جداً أنا حقاً سعيدة لكما عزيزي والآن اخبرني دانيال .. هل تشرب كوباً من القهوة ..؟قبل أن يرد قاطعه رنين هاتفه النقال مما جعل سلين تنظر له بسرعة ... حدق بالاسم على شاشة هاتفه ثم قال بانزعاج - يبدو أن الهاتف اليوم يشغلني كثيراً .. أنا أعتذر مجدداً ..بلحظات كان يغادر الطاولة..فيما قالت والدته لسلين بانزعاج من تصرف ولدها كبتـته بداخلها- يبدو أن العمل يشغلهُ اليوم كثيراً .. لاحظت الجمود على وجهه سلين كأن الأمر لم يعجبها ثم اكملت بتوتر شاتمة ابنها بسرها الجو بارد بالحديقة لندخل سأريك أهم مكان لذيك في القصر غمزت بلطف اعتقد أنهُ يهمك كثيراً .. سارا نحو القصر ركبت السلم الكهربائيمع السيدة رابينا .. شعرت بالضيق أنها كالدمية تتنقل من مكان لآخر تمنت أن تغادر القصر الآن .. اشتاقت لمنزلها التي لم تفرح به بعدلم تسكن به غير أيام معدودة فتح باب السلم الكهربائي ثم خرجت تتبع السيدة رابينا .. قادتها السيدة رابينا لتدخل إحدى الأبواب كان شبه مفتوحلحقتها بغرابة .. فور أن دخلت الباب حتى بدأت تتأمل المكان جيداً .. كتمت شهقة قوية وهي تحدق بالمكان جيداً مالذي جاء بها إلى هنا .. يستحيل ان تدخلجناحه مرة اخرى .. سارت بخطوات سريعة نحو السيدة رابينا قبل ان تتحدث قطعتها والدة دانيال تقول-اعتـقد بأن جناح دانيال يعتبر جزء من ممتلكاتك الآن ..وجدت نفسها تقول بارتباك واضح وهي تتقدم نحو السيدة رابينا- سيدتي ارجوك دعينا نغادر المكان ..كأنها كانت تحدث نفسها لأن السيدة رابينا لم تفكر بالخوف الذي يعم سلين بلحظات كانت تمسك بيدها وتقودها نحو غرفة نومه ..لم تعرف كيف دخلت الغرفةتذكرت ليلة الحادث كانت ممدة على هذا السرير الضخم .. بدأت تهدأ وتتناسى كل شيء و هي تحدق بغرفته العجيبة شعور داعب قلبها فسرته بفضول لمعرفةما محتوى هذه الغرفة تلاشى الخوف فجأة وبلحظة أخذت تحدق بالجدران المنقوش عليها مقطوعات موسيقية صغيرة و رسمات زينت الغرفة الذي صمم ديكورها على اللون الاسود ممزوج بالابيض.. بلحظة لم تنتبه لخروج السيدة رابينا حدقت بالطاولة الموضوع فيها بعض الصناديق الصغيرة .. و مجسم أداه البيانو المصغركم تمنت معرفة ما بداخل تلك الصناديق الجذابة .. عينيها كانت حائرة وكأنها في بلاد العجائب وجدت نفسها تسير نحو نافذة غرفته الزجاجية كانت كبيرة جداً وتلمع نظافة اقترب جسدها ليتأمل وشهقة من منظر الخيالي كان الجناح يطل على الحديقة .. بدت الحديقة من الأعلى بابهى حلة .. كانت كبيرة جداً وأشجارها تحفها من كل مكان .. أخذت عينيها المذهولتان تحدق بكل شيء في الأسفل لم ينقصها بتلك اللحظة سوى قلماً و ورقة .. تخيلت كما سيكون المكانجذاباً لو سقطت الامطار .. مررت أناملها في النافدة فيما اسندت وجهها عليها وهي تبتسم كالأطفال .. غير مستشعر بالظل خلفها . . شعرت بانفاس حارة على رقبتها .. فيما امتدت يدين هادئة لتحاوط خصرها بهدوء .. شهقة ذعر اطلقتها وهي تتيقن أنها من جلب لنفسها ذلك ...^ ــ ^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 08:48 PM

[frame="10 80"]الـــبارت الثامن
.......................
أنا و هو
......................
بدأت تهدأ وتتناسى كل شيء و هي تحدق بغرفته العجيبة ...شعور داعب قلبها فسرته بفضول لمعرفةما محتوى هذه الغرفة تلاشى الخوف فجأة وبلحظة أخذت تحدق بالجدران المنقوش عليها مقطوعات موسيقية صغيرة و رسمات زينت الغرفة الذي صمم ديكورها على اللونين الأسود والأبيض.. بلحظة لم تنتبه لخروج السيدة رابينا حدقت بالطاولة الموضوع فيها بعض الصناديق السوداء الصغيرة الملتف حولهااشرطة ذهبية ربطت على شكل زهرة .. و مجسم أداة البيانو المصغر كم تمنت معرفة ما بداخل تلك الصناديق الجذابة .. عينيها كانت حائرة وكأنها في بلاد العجائب وجدت نفسها تسير نحو نافذة غرفته الزجاجية حيث كانت كبيرة جداً وتلمع نظافة اقترب جسدها ليتأمل وشهقة من المنظر الخيالي حيث كان الجناح يطل على الحديقة .. بدت الحديقة من الأعلى بابهى حلة .. كانت كبيرة جداً وأشجارها تحفها من كل مكان .. أخذت عينيها المذهولتان تحدق بكل شيء في الأسفل لم ينقصها بتلك اللحظة سوى قلماً و ورقة .. تخيلت كما سيكون المكانجذاباً لو سقطت الامطار .. مررت أناملها في النافدة فيما اسندت وجهها عليها وهي تبتسم كالأطفال .. غير مستشعر بالظل خلفها . . شعرت بانفاس حارة على رقبتها .. فيما امتدت يدين هادئة لتحاوط خصرها بهدوء .. شهقة ذعر اطلقتها وهي تتيقن أنها من جلب لنفسها ذلك ..بدأت لمساته تشتد تملكاً لجسدها جاذباً إياها إليه .. أدارت رأسها نحوه بصعوبة لتلقي عينيهما معاً برقت عينيها الرماديتان لمعاناً .. فيما ظهر الرعب على عينان سلين السوداء .. همست دانيال .. و كأن تلك الكلمة كانت شرارة لدانيال الذي ابتسم ابتسامة صفراء .. هامساً - تستغلين كون جناحي مفتوحاً سلين .. تصلبت عينيها فيما تحرك جسدها لتستدير إليه بصعوبة نتيجة لإحكام يديه حول خصرها .. واجه جسدها جسده فيما ظلت يديه محكمة حول خصريها .. اسند جبينه بجبينها .. لمسة انفه على انفها كانت كافية لتضعف حصون مقاومتها .. و عندما أجبرها بوسامته على التحديق بعينيه وجدت نفسها تغرق حقاً .. شرارة أخرى منه كانت كافية لإذابتها تماماً .. قبل أن تضعف أكثر ارتفعت كفيها لتضغط على صدره بقوتها رافضة قربه منها .. لكنهُ بقي على عناده .. مال برأسه نحو رأسها اكثر مما جعليديها المرتجفتين تحت جذابيته تقاوم جهاداً في دفعه .. يكفي .. همست بضعف و كأنها تحت تأثير مخذر قوي .. رائحة عطره الرجولية تخلخلت إليها فسيطر عليها بلحظات ..قال بصوت أجش - أيتها المشاكسة .. تتجولين بجناحي كاللصوص الأغبياءدفعته عنها بقوة و كأنها تشمئز منه .. انزاحت يديه من خصريها فهرولت مبتعده عن جسده .. كانت تلهث برعب و آثار لمساته لازالت تشعل نيران جسدها .. نظرت له بعينين مذهولة .. امسكت يديها بطاولة زجاجية سميكة حتى لا تفقد توازنها .. بلحظات كانت عينيها تتفقد المكان خرجت من غرفة نومه نحو الصالةالتابعة للجناح .. تأملت عينيها المكان منادية سيدة رابينا .. عندما عما الهدوء المكان ادركت سذاجتها العمياء وأن فضولها هو أكثر ما يوقعها بالمشاكل .. سارت نحو باب الجناح فرأته مغلقاً بإحكام ..لاحظت هدوء دانيال لم يلحقها هذه المرة إذن هو متأكد بأنها ستعود له لقد ملت من حركة اغلاق الباب هذه المرة الثانية يتجرأ علىأن يغلق الباب عليها .. بأي حق يفعل ذلك .. فكرت بهذا وهي تدخل غرفة النوم مجدداُ لتواجه تخيلت أنهُ سيكون مستعداً لثورتها من عينيها السوداء الغاضبتين لكن حال دانيال هذه المرة كان مختلفاً رأت شاب يحدق بهاتفه النقال باهتمام كأنهُ يقرأ رسالة .. زمجر بغضب مما جعلها تتراجع إلى الوراء خطوتين خشية منه ..كان غاضباً من الهاتف ليس منها . .. رفع عينيه كالذئب المفترس لتلتقي بعينين سلين .. عقد حاجبيه محدق بها بينما تصنمت هي تحدق به .. رن هاتفه النقال بتلكاللحظة مما آثار جنونها ... ما سر الهاتف اليوم حتى السيد كاسبر اعتذر بسبب مكالمة قال غرضها العمل مع أنها شكت بذلك .. شهقت عندما رأته يفتح مكونات الهاتف بغضب .. ويرميها على السرير الضخم .. هرولت كالبلهاء نحو السرير بعد أن رمقته بنظرات حقد .. ثم قالت بحنق وهي تلتقط مكونات الهاتف- لا احد يستخدم هذا الأسلوب المتعجرف غيرك .. إذا كنت مستغني عن الهواتف النقالة فمن الأفضل أن تتبرع بهاختمت كلامها وهي تعيد بطارية الهاتف لمكانها ..لم تمضي ثانية على تشغيل هاتفه حتى رن الهاتف مجدداً بين يديها لم تمنع نفسها بتاتاً من التحديق بالشاشة فتحت عينيها بذهول ثم حولت نظراتها نحو دانيال ...... همست كرستين ... بتلك اللحظة كان قد قفز ثائراً نحوها أخذ الهاتف بعنف من يديها ليرميهبعنف على جدار الغرفة .سمعت بعد ذلك أشلاء الجهاز المحطمة تسقط على الارض قال بانفعال محدق بها - احطم .. ادمر .. دائماً هذا انا سلين .. لا تستغربي .. ولا تصدقي لثانية أنكِ خطيبتي .. اشتدت عينيها ذهولا وارتجف صوتها وهي تقول- ماذا تقول .. ؟ .. اكملت بسخرية ... يوم موتي هو اليوم الذي ساصدق أني خطيبتك دانيال ...تقدم نحوها ثائراً وكأنهُ ينوي ان يدخل بحرب معها فتراجعت خطوتين إلى الوراء .. قائلة بانفعال -لا تفرغ غضبك بي .. توقف ينظر لها بتفحص مستفهماً فاكملت إذا كنت غاضب لانفصالك عن كرستين فافرغ غضبك بمكان آخر تحولت نظراته لسخرية ثم قبض على كفه بقوة و استدار قائل باستهزاء منفعل- بحق الله أي كلام تهلوسين به أنت ؟ !! تنفست .. على صوت رنين الهاتف الخاص بالجناح فالتفتا معاً تلقائياً نحو الهاتف .. بشك حدقت بدانيال الذي اعطاها نظرة حازمة وسار يرد على هاتف الجناحاستمعت لصوته الذي بدا مضطرب بينما ملامحه التي اشتدت انزعاجاً وغضب اعاد سماعة الهاتف .. ثم سار متوجهاً نحو المنضدة حمل مفتاح سيارته من على المنضدةثم سار ليلبس معطفه تمنت أن تسمع ما قاله المتصل لان دانيال كان يكتفي باجابات مختصرة .. لمح نظرات الذهول بعينيها التي تتجولان على حركاته فقال بحزم .. - لنغادر المكان بسرعة .. لم تعرف لماذا احساسها أخبرها بأن دانيال لن يعيدها لمنزلها القديم التي لازلت على امل أن تزوره يوماً او حتى يعيدها لتلك الفلا ..كل ما ادركته أن الهاتف له دور فعالفي جعل دانيال يرتدي معطفه بهذه السرعة تقدم نحوها عاقداً حاجبيه ثم قال بضجر -لا تقفي امامي كالبلهاء لنغادر بسرعة لم ينتظر رد منها حتى امتدت يده على ذراعها قبل ان يجرها خارج الجناح حاولت فكاك ذراعها عنه ثم قالت بصراخ - لماذا نغادر دانيال ..؟ ..اخبرني ما الذي يجري .. لستُ عمياء فالاتصالات التي لم تتوقف ورآها شيء ضيقت عينيه ففهمت انزعاجه وخاصة أنهُ يبدو مستعجلاً وهي عنصر فعال في تأخيره .. أعطاها نظرات تنبيه وكأنه لا ينوي الحديث معها ثم استدار مجدداًوهو يمسك ذراعها ليخرجها من الجناح مرة آخرى أعاقة حركته قائلة بخشونة غاضبة- لن اتزحزح شبراً واحد قبل أن تخبرني دانيال .. رن في تلك اللحظة الهاتف الخاص لجناحه فلمحت الارتباك بعينيه وبدا مستعجلاً بشكل اكبر .. استمع للهاتف وهو يحدق بها بنظرات حازمة تطلب منها اتباع اوامر سيدهاقال من بين اسنانه اخيراً- إذا أردت المباشرة للجامعة من الغد فعليك بالاحتفاظ بلسانك الآن .. هدأت غير مصدقة لما يقول هل حقاً ستباشر بالجامعة من الغد ؟ لقد غابت أيام كثيرة ظنت أن هذا العام قد يفوتها .. بدون تردد سألته- ماذا عن أمر الغياب ..؟ هتف بملل وهو يجرها خارج الجناح ... حمقاء ... لكن هذه المرة الحمقاء سارت معه كما يريد .. فوجئت من خطواته التي اشتدت سرعة ..وهو يرى نظراتالخدم الموجهه له ولسلين .. تقدم نحو خادمة تبدو كبيرة بالسن خاطبها بلغة لم تفهما سلين و ببراعة ماهرة ابتسمت بسخرية وماذا كان عليها أن تتوقع من ذكي مثلهكانت تود سؤاله عن عدد اللغات الذي يستطيع التحدث بها كم أغاضها عجزها عن معرفة ما يقول خاصة عندما لمحت التوتر والغضب عليه .. عاد نحوها قائل بصوته الأجش بأمر .. لنسرع .. امسك معصمها بيده وسار معها نازلاً السلالم ..في تلك اللحظات استمع صوت منفعل أنوثي يبدو باكياً ينبعث من الأسفل.. أين هو . ؟ أرجوكم أخبروني أنها كذبة .. مستحيل أن يفعل ذلك .. انهُ يحبني أنا وحدي .. لا يحب غيري .. لم يفعل ذلك أنها لعبة منه .. دانيال لم يدخل قلبه أحد سواي !كانت مصدر الصوت من الأسفل صوت السيدة رابينا كان هادئ حيث حاولت تهدئة الفتاة التي ادركت سلين فوراً أنها كرستين .. توقف عن النزول وهو يستمع لهامدركاً بأن عليه تجنب المخاطرة والنزول فهو لا يريد أن يجلب لنفسه صداع مزمن .. بلحظات ادرك نظرات سلين نحوه الموجهه إليه بلؤم واضح ... وكأنها فهمت ما كل سبب تلك الاتصالات من البداية... لم يكن مخطط أن تعرف اسرة كرستين بأمر خطوبته الليلة .. بحزم غير طريقه وصعد السلالم و سار مغير الطريق ليخرجمن بوابة الخدم .. فورا أن صعدا السيارة حتى حركها بسرعة خارج من بوابة القصر .. تنفس براحة وهو يقود السيارة نجى باعجوبة من لسان كرستين .. أعطى نظرة خاطفة نحو سلين الجالسة في المقعد الأمامي بجانبه .. أعاد نظره نحو الطريق مستشعراً بالضحك حينما أراد المقارنة بين لسانها السليط المجهز في كل ثانية لدفاع عنها بكافة الشتائيم ولسان كرستين الذي لا يعرف سوى إغرائه بأجمل كلمات الغزل و الحب .. للحظة شعر بالاهتمام نحو فتاته اليائسة بدت كطفلة محبطةبسبب ضياع لعبتها .. هي حقاً طفلة غريب من نوعها .. تمتم فجأة .. - أنتِ في التاسع عشر على معلوماتي جلست على الكرسي جيداً بعد أن كانت شبه ممددة عليه .. ادارت رأسها نحوه بشك قالت- وهل يهمك ..؟ أشارة المرور الحمراء جعلت السيارة تتوقف عما الهدوء لحظات في السيارة ...ابعد يديه عن المقود وهو يريح ظهره على الكرسي .. حدق بسقف السيارة قائل - ألستِ خطيبتي ..؟ اكمل بعد سكوت من الطرف الآخر التي كانت تحدق به بانبهار و كأنها أول مرة تراه .. ماذا لو سألني أحدهم عنك هل أخبرهم بان خطيبتي قطة متوحشة و أنا لا اهتم لأعمار القطط .. اكمل بتسليه آه بالحقيقة أخشى أن يظنوا أنك بالعاشرة من العمر ..عضت على شفتيها بحنق .. و زمجرت بعنف هل لازلت تبدو طفلة .؟. مستحيل فهي فتاة ناضجة تشع أنوثة و رقة قالت بحنق منفعل- نعم في التاسع عشر .. ابتسم ابتسامة هادئة و هو يمرر أصابعه في شعره ببطئ ..شعر برغبة لمشاكستها لأول مرة وهي سهلة جداً لتسليته فهي كالزيت على النار .. قال برغبة لاستفزازها- أشك .. تبدين امممم.. أخذ يفكر غير مبالي لنظراتها الجنونية نحوها ثم اكمل بهدوء بعد تفكير اعتقد ..في الخامس عشر هذا تقدير كبير مني لك .. اطلقت شهقة ذعر ... و تأوه هو بلحظة عندما ضربته على كتفه قائلة بحقد- فلتخبرني إذن إيها العجوز عن عمرك .. .عقد حاجبيه حتى أظهر التجاعيد على جبينه و كأن السؤال احرجهُ قال مفكراً - امممم أنا في .... صمت وهو يعدل جلسته على الكرسي ثم حرك رأسه نحوها قائل كم تتوقعين ..؟ لمح الحيرة تشد على ملامح وجهها المزين بقليل من أدوات التجميل .. فاكمل .. لنختبر قدرتك في الاحتمالات .. لمع التحدي في عيناها و بلحظة نست أنهُ الرجل الذي يعشق أذيتها حدقت به بتفكير قائلة بحيرة - امممم السادس والعشرون ... لمحت نظرات عدم اقتناع منه فقالت إذن في التاسع والعشرون كانت تحتمل احتمالات كبيرة حاولت أن تظهر له بأنهُ يبدو عجوزارأت الامتعاض من العمر الذي قالته فقال مساعداً- أقل .. همست- إذن في الثامن والعشرون .. بدأت تتحمس عندما لا تعجبه الإجابة فقالت بحماقة الثالت والعشرون - اكبر هتف بأكبر مما جعلها تنحصر بين خيرات محددة و كالعادة سمحت للسانها بالاحتمالات برقت عينيها لمعاناً و تحدياً فادرك كم تحب سلين التحديات قالت بسرعة- الرابع والعشرون نظراتهُ لم تعجبها فاكملت إذن السابع والعشرون .. الثامن والعشرون .مرة أخرة لم يعجبه جوابها. لا بل في التاسع والعشرونلاحظت أنها تكرر نفس الأرقام لقد نسيت احتملاتها الاولى تنهد بملل لكنهُ لم يمنعها عن الاحتملات فقالت بالترتيب - الثامن والعشرون .. السابع والعشرون .. السادس والعشرون .. مد جسده نحوها و امتدت أنامله فجأة لتلامس شفتيها بهدوء .. مما جعلها تتوقف عن الحديث متأثرة بلمسة أنامله على شفتيها اغمض عينيه وفتحها بنفاد صبر قبل أن تفتح فمها قطعها- اششششش .. اشعر بصداع من احتملاتك .. في الخامس والعشرون سلين ...تراجع جسده نحو مكانه مكملاً - فاشلة في الاحتمالات أشاحت بوجهها نحو نافدة السيارة تمتمت بصوت غير مسموع- ولست أقل مني .. - ماذا قلت ..؟ارتبكت ثم قالت بتلعثم - لم أقل شيءأوضيئت الأشارة الخضراء و عادت حركت السيارات .. ركز في القيادة ثم قال بتأكيد- لا بل قلتِ شيء ..زمجرت بغضب قائلة - قلتُ بأنك شخص غير محبوب والجميع يكرهك ...- سواك طبعاً ... اطلقت شهقة كادت ان تفلت ضحكة خفيفة منه .. يقلب الحقيقة إذن قالت بحقد - غشــــــاش !تجاهلها كابتاً ضحكة خفيفة .. مرت دقائق حتى تذكرت شيء قالت بشك- غداً سأباشر الجامعة ...- إذا إردت فبكل سرورتعالت ابتسامتها سعيدة بالخبر الذي لطالما انتظرته خلال هذه الأيام عبست و كأنها تذكرت شيء قالت عابسة- ماذا عن امر الغياب .؟ لم أذهب للجامعة منذُ أيام التفت لها ثم قال بثقة- لا عليك هاتف واحد من السيد شارلي أو مني كان كافياً لقبول العذرعقدت حاجبيه بانزعاج ثم قالت بصرامة- ماذا اخبرتهم دانيال ..؟ قل الحقيقة ..اطلت ابتسامة صفراء من شفتيه .. و ركزت عينيه على الطريق .. فيما اشتدت اصابعه على المقود .. قال مفجراً قنبلة- أخبرتهم بامر ارتباطنا .. أيضاً أخبرتهم أن موعد حفل الخطوبة سيكون في الأسبوع القادم ..اطلقت شهقة .. ثم قالت بدون تصديق منفعلة- لابد أنك تمازحني دانيال .. لن تجرؤ على ان تفعل حماقة كهذه - أمازحك ! اطلق ضحكة استهزاء مكملاً منذ متى و أنا احب المزح سلين .. اعتقد أن الخبر قد فاح في أرجاء الجامعة والمدير يقدم كل التهاني لنا باشري من الغد في دعوة الأصدقاء للحفل .. فرك شعره وهو يصف السيارة في موقع مناسب لويقفها ثم قال اه .. نسيتُ أخبارك الحفل سيقام في القصر كثير من رجال الأعمال قمتُ بدعوتهم أتمنى أن تكوني ممثلة بارعة ليس كاليوم .. استفزها كلماته حتى أنها لم تلاحظ توقف سيارته إلا بعد لحظات قالت بانفعال و هي تدرك أن الحكم قد اصدر ولا داعي لصراع - كيف تفعل ذلك ..؟ اشتد صوتها مكملة .. أنا اعتبر جزء من هذه المسرحية التي تسمى بالخطوبة .. صرخت بحنون اخبرني بحق الله كيف سأواجه زميلاتيبليلة وضحاها أعود لهم كمخطوبة الشهير دانيال ... ثم من قال أني ساوافق على إقامة حفل أن لن أجبر على تمثيل دور العاشقة أمام العالم بأكمله .عندما انهت كلامها .. أدار رأسه لها قاطباً حاجبيه بانزعاج ثم قال بحزم هادئ- لستِ أنتِ من يقرر .. اكمل باشمئزاز أنا أعد الليالي عداً للخلاص منك ومن الخطوبة التي باتت كابوساً علي لتخرسي فقط ما عليك سوى تنفيد أوامري بدل إهدار الوقت في العثور عن وسيلة تجمعك بالسيد روك .. كادت الدموع أن تتجمع بعينيها لكنها ضغطت على كفها بقوة من كلامه الجارح قائلة بحقد بعينين تشع ناراً - نـــذل ! غمز مبتسماً - اعرف .. بتر كلمته قبل ان يترجل من السيارة صافع الباب خلفه .. ولم يعلم بكل تأكيد كيف فعلت ابتسامته بسلين التي باتت تذوب بمحلها .. مستشعرة بلحظة أن دموعها التي كادتتتدحرج قد فضلت عدم النزول .. خفق قلبها بشدة عندما فُتِحَ بابها .. رفعت عيناها لتراه واقفاً يتأملها . .. أمرها بعيناها بالخروج فاطاعته خشية أن تفضحها اضطراباتقلبها .. لسعتها نسمة هواء باردة جعلتها تنقبض فيما تناثر شعرها الحريري مداعباً خديها المتوردتان .. استشعرت أنها بدون معطف يقيها من البرد .. ولا يغطي كتفيها سوى قماش الدانتيل .. ارتجفت فيما بدأت البرودة تخف عندما اقترب دانيال نحوها هامساً - تشعرين بالبرد ..؟حركت رأسها بالنفي وهي تنظر للأرض بشرود .. استرقت قليلاً من النظر إليه قائلة بهدوء - إلى أين ستأخذني دانيال ..؟ عقد حاجبيه ثم قال بحزم هادئ- اتبعيني ..بهدوء سارت بجانبه وهي تحاول بقدر الأمكان أن تمشي بقدر خطواته الضخمة .. لم يساعدها حذائها العال بتاتاً على السير براحة .. فيما شعرت بالغرابة وهيتتنقل بفستان سهرة في الشوارع دون معطف ..توقف عن السير أمام محل ضخم كان يلمع باضوائه لم تصدق ما رأته عيناها .. حتى استقرت عينيها أخيراًلتقرأ اللوحة ... لم تصدق أنها في اكبر مكتبة بالمدينة .. نظرت لدانيال بحماس فأشار لها بالدخول .. فور أن دخلت تذكرت أنها لا تمتلك قرشاً واحد لقد نسيتالمعطف مع الحقيبة في القصر ..سارت في المكتبة تتأملها دون أن تشتري شيء .. أحست بظله يلاحقها من مكان إلى مكان آخر .. توقفت عن المشيء أمام مجموعة كتب .. أخذت تنظر لأسماء الكتاب و تحفظ بعض العناوين قررت أن تأتي يوم آخر لتشتري كل هذه الكتب .. وضعت الكتاب من بين يديها وامتدت اصابعهالتلقط كتاب آخر قبل ان تمتد يد آخرى تنتزع الكتاب منها .. عقدت حاجبيها محدق بدانيال بغرابة .. زفر وهو يقول بنفاد صبر- ماذا الآن ..؟ ألن تشتري شيء ..؟ بالتأكيد لم أحضرك إلى هنا للقراءة والإطلاع ...أشاحت وجهها عنه قائلة بخشونة
- لا أريد شيء .. أعدني للمنزل .. أنــ....اطلقت صرخة صغيرة .. عندما امسك ذراعها بكفها و جرها خارج من قسم الكتب .. دفعتهُ عنها بعنف وهي تفرك ذراعها من أثر لمسته الهمجية ...قال بعصبية- لتشتري أغراضاً للجامعة .. ردت منفعلة متجاهلة نظرات المارة في المكتبة حوليهما - لن اشتري شيء ... لذي كافة الأغراض في منزلي تــ ...قاطعها قائل- ذاك المنزل لن تذهبي له في هذا الوقت .. كانت تود إخباره أنها لا تمتلك المال لكن كرامتها رفضت ذلك .. هدأ قليل محدق بارتباكها ثم حاول أن يقول بهدوء و كأنهُ فهم رفضها شراء شيء- لا تكوني كالحمقاء سلين .. لا تهتمي لأمر المال..عقدت حاجبيها بدون اقتناع .. لكنها فكرت بأنهُ يستحق أن يدفع الكثير بسبب تعذيبها الليلة .. لا تهتم بامر المال إذن .. سارت في انحاء المكتبة تشتري كل شيء ..فغداً ستباشر كابنة السيد شارلي .. و خطيبة دانيال .. ستوجه كل النظرات حولها .. أخذت كل ما تحتاج وباسراف .. و بالتأكيد قررت أخذ الكتب لكاتبيها المفضلين استمرت جولتها في المكتبة طويلاً وبما أن الدفئ كان يعم المكتبة شعرت بالراحة . أخذت تبحث عن دانيال بعد أن ملأت سلة من الاغراض المختلفة دون أن تفكربأمر المال أرادت أن تستنزف شيء من ماله لعله يمحي فكرة التسوق معها .. بحثت عنه في الكثير من الأقسام .. لم تجده .. عقدت حاجبيه بتفكير غريب أمره إلى أين سيذهب .. ؟ .. استوقفتها ضحكات فتيات يبدون بعمرها .. رأيته .. حقاً كان كالأمير وهو يقرأ إحدى الكتب ... نعم بكل تأكيد لازال يعشق الموسيقى .. لم أتخيل يوماً من الأيام أن أرى وريث كل تلك الشركات في قسم الموسيقى ... نعم بكل تأكيد يقرأ كتاب عن الموسيقى كالأمير بوسامته تماماً ..استمعت لأراء الفتيات ثم ابتعدت عنهم تاركتهم يكملون ما بدئوه من كلام ... سارت نحو القسم الفني .. كما توقعت وجدته يقرأ كتاب موسيقي بمفرده بالقسم .. تعالت صوت طرقات حذائها العال في القسم .. فرفع نظره نحو مصدر الصوت .. حدق بالسلة المملوؤة ثم قال- أنتهيتي ؟ هزت رأسها بالإيجاب وجدته يحمل مجموعة كتب بيده .. ثم سار متجاوزاً إياها فلحقته قائلة - ماذا اشتريت ..؟- كتب موسيقية .. وجدت نفسها تلحقه و تعيق حركته تشبتت به معيقة حركته و لتنظر لعناوين الكتب استغربت من وجود كتاب لتعليم الموسيقى قالت مستفهمة - هل تحتاج لمن يعلمك الموسيقى ..؟ ابعدها عنه بملل .. فزادات تشبتها فيه .. صمت فاكملت وهي تلحقه نحو المحاسب قائلة - حسنا فلتخبرني ما محتوى هذا الكتاب البني الضخم .. زفر بملل قائل- حكاية عن حياة موسيقي شهير .. هزت رأسها فاهمة ثم قالت - حقاً ! .. وكيف كانت حياته الموسيقية ..؟ لكن بالأول لتخبرني اسمه ...نظر لها بطرف عين بملل مما اربكها .. انتزع السلة من بين يديها و اتجه نحو المحاسب متجاهل إياها زمجرت بضجر وهي تلحقه بيأس لمعرفة الجواب .. .و كأن الكلام باهض الثمن بالنسبة له .. ارتبكت من الحساب كان مرتفع للغاية .. فبكل تأكيد الكتب التي اشترتها لم تكن تميل لرخص بتاتاً .. ابتسمت بخبث وهي تراه يخرج المال من محفضته .. همست بخفوت .. يستحق .. اتجهت إليه وهي تتوقع غضبه على تعمد شراء الشيء الباهض لكنها فوجئت به يقول ببرود لنخرج .. كتمت تزفيرة غضب لعجزها على إغضابها بالعكس بدا طبيعياً وكأنه لم يدفع قرشاً واحد .. خرجا من المكتبة ثم سارا قليلاً .. وجدت نفسهاتقتحم اسواق شيء فشيء حتى توقفا أمام مجمع ضخم .. دخل فلحقته سألتهُ بفضول عن سبب دخوله للمجمع لكنهُ لم يرد عليها .. تجولا من محل لمحل آخر .. كانت تحاول اللحاق بخطواته بقدر الاماكن لقد اتعبها اليوم كثيراً ..لم تستطع اللحاق به أكثر وخاصة عندما لمحت محل الالعاب .. توقفت فجأة تحدق بالزجاج الخارجي للمحل .. مر خيال والدتها بعينيها تدفقت الدموع بعينيها وهي ترى الاطفال يشترون الألعاب برفقة ابويهما ..الجميع كان سعيداً .. مسحت دمعة سالت من أجفانها .. ثم رفعت رأسها تبحث عن دانيال .. كما توقعت لم تجد أثر له .. كادت أن تمشي قبل أن تستوقفها مجموعة شباب منظرهم لم يطمئنها ..خاصةعندما بدا إحدى الشباب يحاول التحرش بها مستغربين عن فتاة باكية ترتدي فستان سهرة بمجمع... لم تعرهم أي اهتمام مع أن الخوف كان قد يزلزلها .. شتمتدانيال بعنف بداخلها وهي تبحث عنه .. لا تمتلك هاتف .. أو اي قرش واحداً .. سالت الدموع اكثر عندما لم يتوقف الشباب عن ملاحقتها .. فكرت أن تنادي للأمنفقد تعبت حقاً لم تعد قادرة على السير بحذاء عالي .. تدحرجت دموع ساخنة على خديها لم تستطع الحراك فاسندت نفسها على إحدى الجدران .. انزلت عينيها إلى الارضكي لا تسمح لاحد أن يرى دموعها .. انسدل شعرها الحرير مغطياً وجهها .. ارتجفت و هي تستمع لكلمات الشباب الوقحة عندما اقترب نحوها إحدى الشباب فيما ظلواالبقية يحدقون بالموقف بتسلية همست بتعب .. لا تقترب .. نحنُ في مكان عام سأطلب الشرطة حالاً ....كتمت شهقة بكاء كادت أن تفلتها .. فيما شعرت بيدين دافئتين تلامس خصلات شعرها لتزيحه عن عينيها .. رفعت عينيها ببطء كانت تلمع بفعل الدموع كالنجوم بسماء صافية ..رسمت ابتسامة خافته ثم رفعت أناملها لتزيح الدموع برقة .. تراجع الشباب فوراً خوفاً من تدخل الشخص المفاجئ حوط كفيه بخدها هامساً .. سلين .. آسف على مكوثي أنظر إليك دون إنقاذك ..حدقت بملامحه جيداً .. زادت ابتسامتها على اجمل مصادفة بسرعة جنونية كانت تشبك يديها بعنقه جاذبة جسدها نحوه ضمته بمرح اطلقت ضحكة فرح صغيرة- روك .. أشتقتُ إليك يا رجلتجمد جسده مستشعر بجسدها يلامس جسده الرجولي .. وبدون شعور وجد نفسه يجذبها نحوه ليضمها إليه ممتلكاً إياها ... ابتعدت عنه فيما حوط كفيه حول كتفيها ..متأمل جمالها المغري .. انزعج من خروجها بهذا المنظر ولم يحب أن يذكر أمر شلة الشباب أمامها .. قال بلطف- أنها أجمل مصادفة أن أراك اليوم هنا .. كدت أجن قلقاً عليك .. ابعد خصلات شعرها ليعيدها خلف أذنيها مكمل كيف قضيت أيامك ..؟ ابتسمت بنعومة غير مقصودة غامزة بمرح - استطعت تيسير أموري ... ومن الغد سأباشر للجامعة كطالبة نشيطة ... عقد حاجبيه بانبهار قائل- حقاً .. ! يبدو أن العلاقة تطورت مع والدك .. - ليس والدي ابتسم على رفضها للحقيقة همس بلطف- عنيدة .. قبل أن تفتح فمها كان يجرها معه مقتحماً السوق .. فكر لو أنهُ تحدث معها عن أمر والدها كلامهُ لن ينفع بتاتاً ... سارت بجانبه متشبته بذراعه بلحظات أزاحها عنه ليجذبها نحو صدره قال - الجو بارد .. لماذا لا ترتدين معطفك .. ؟اسندت رأسها على صدره براحة .. تشعر بالدفئ النفسي بين يديه أكثر من دفئ جسدها ..لم ترد عليه بل ظلت تسير معه بمرح قال مقترحاً- لنشتري هاتف نقال لك .. نفد صبري وأنا اعد الليالي لسماع صوتك .. لن احتمل بعد اليوم .. دست جسدها نحو صدره أكثر وهي تقول بنعومة - لن تفعل ذلك .. ولن اضطر أنا أو أنت إلى عد الليالي لنتحدث .. - و هل سياتي المارد من الفانوس السحري ليجلعنا لا نعد الليالي ..؟ !اطلقت ضحكة ثم قالت- غداً سيشتري لي السيد شارلي هاتف نقال .. - اوه تبدين واثقة ...أخذت تتنقل معه من مكان لمكان آخر رافضة دخول أي محل قالت أنها تود فقط الكلام معه و أن تمشي بجواره براحة كما كانت تفعل .. ردت عليه بثقه - بكل تأكيد .. سيلبي كل طلباتي إذا ارادني ابنة مطيعة .. نظر لها ثم قال بخوف مصطنع - لم أعرفك خبيثة سلين ..ضحكت مجدداً قائلة - ليدفع الضرائب .. . بالحقيقة لتقل بأني حسبت الحساب جيداً فلم أجد سوى أن اكون ابنته أمام الناس .. صمتت ثم اكملت على الأقل لن أخسر حريتي بهذه الطريقة .. - أظنك بالنهاية ستحبيه .. حركت رأسها بالنفي قائلة بحزن ممزوج بخيبة الأمل - لم يحقد قلبي يوماً على أحد كما حقد على والدي .. عض شفتيه و هو يتيقن أن قلبها الطيب سيحن يوماً على أفعال والدها .. ابتعدت عن صدره و تشبتت بذراعه بقوة ... ثم أخذها نحو محل المثلجات اللذيذ .. كانت سعيدة وهي ترى ألوان المثلجات .. أشترى المثلجات و جلس معها يتناول المثلجات على طاولة في قسم ألعاب الأطفال ...السعادة كانت واضحة على عينيهانظرت لروك وبدون شعور وجدت نفسها تبتسم بادلها الابتسامة ثم قال - مع من أتيتي إلى هنا ..؟ كادت أن تختنق بقطعة المثلجات في فمها .. تذكرت فجأة دانيال .. لقد نسيت أمره برفقة روك .. عقدت حاجبيها ثم قالت بدون اهتمام - لا تهتم ... اخبرني أنت مع من أتيت ...- بمفردي ..نظرت لهُ بشك فضحك قائل- بالحقيقة كنتُ مع زوج شقيقتي مارتن .. لعبنا البولنج ثم انصرف بعد مكالمة من انجل كادت أن تقتله بسبب تأخره عن المنزل نصف ساعة شعرت بالضحك .. قالت - كيف هي انجلكيتا ..؟- تتمنى رؤيتك بفارغ الصبر ..- قريباً حدق بعينيها فوجد الارتباك يسيطر عليها قال - ما بك قلقة سلين ..؟ صمتت فقال بشك - مع من أتيتِ ..؟ وضعت المثلجات على الطاولة .. وبدون شعور أحست بالدموع تتجمع بأجفانها .. ابتعدت عن الطاولة تاركة روك بمفرده سالت الدموع فجأة و هي لا تعرفلماذا تبكي هكذا .. و لماذا تبكي بهذه الطريقة .. ؟ من ماذا تخاف أليس روك معها ..؟ كانت تعرف أنهُ حلماً وما هي إلا بعض الوقت حتى تعود لسجن السيدشارلي .. أحست بيدين دافئتن على كتفيها .. أدارت رأسها نحو روك واجهشت بالبكاء .. - لا تبتعد أرجوك .. لا تصدقهم انهم كاذبون روك .. انا لستُ مثلهم روك لستُ مثلهم بتاتاً ...همس بصوته الحنون - لا تبكي ... لتصبري قليلاً ... اعتبريه كابوساً .. وستستيقظي منهُ قريب - حسناً ماذا لو تحول الكابوس حقيقة .. ماذا لو نعجز عن الوصول لأبسط أحلامنا ؟ !- الأحلام جــمــقطع كلماته طفلة شقراء صغيرة .. تقدمت نحوهما بلطف راسمة ابتسامة جميلة ..مدت وردة حمراء نحو روك قائلة - الوردة.. قدمها لحبيبتك .. أدارت رأسها نحو روك تنتظر ردة فعله ..شعر برغبة بالضحك من منظر سلين الحائر ...بثقة مال يقبل الطفلة ويأخذ الوردة منها .. همس مداعباً لسلين - الوردة تمحي الدموع ألستُ على حق .. ؟. ابتسمت وهي تهز راسها بالإيجاب .. تأمل الوردة بعينيه الزيتية قبل أن يدسها برقة خلف أذنيها غمز قائل - هذه الوردة ساحرة..! هل تعرفين لماذا ؟.. حركت رأسها بالنفي فقال بلطف. - لأنها جعلتك تبتسمين بلحظات ..بدون شعور وجدت نفسها ترسم أحلى ابتسامة .. حدق بها بسرور و امتدت يديه تجذبها نحو ليضمها مجدداً قبل ان تمتد يدين أقوى تخلصها منه .. بسرعة وجدت نفسها تبتعد عن روك .. رفعت رأسها لتجد الشبح الوسيم ينظر لها بعينين تبرق كالنار ... اضطربت محدقة بعينين روك التي اشتعلت غضباً .. بسرعة تقدم نحو سلين ليجذبها إليه لكن دانيال كان اسرع منه حيث دس سلين خلف ظهره مانع روك من التقدم نحوها فتح روكفمه قائل من بين اسنانه بغضب كبحه باعجوبة - اتركها سيد دانيال .. ليس لك أي علاقة بها ..اطلق ضحكة سخرية هزت غضب روك .. ثم قال دانيال بخبث - ألم تسألها مع من أتت إلى هنا ..؟ نظر لسلين قائل هيا اخبريه لا تكوني جبانة .. - أيها الحقير .. بتر كلمته بقوة موجهها لدانيال الذي تقبلها بمكره قائل- لا يوجد حقير سواك .. فمن يعرض نفسه على فتاة مرتبطة فهو الحقير .. تدخلت سلين بتلك اللحظة عندما لمحت الاضطراب على روك وبما أن دانيال وقح شكت بأنهُ سيقول أي شيء لم يسمح لها بقول كلمة واحدة خاصة عندما لمح الدهشة والحيرة بوجه روك قال بثقة مبالغة- أنها مخطوبتي ! ..................دخل الفلا بهدوء .. أخذ يبحث بعينيه عن ظلها .. و لم تكن حتى ثوان حتى شعر بخطواتها تقترب نحوه بسرعة .. ابتسم وفتح يديه ليضمها إليه بتملك .. ضمتهُ إليها و كانها لم تراه منذُ زمن .. و سرعان ما ابتعدت عنه حتى زمجرت قائلة - تأخرت اليوم .. اطلق ضحكة رجولية قائل- لم تكن سوى أقل من ساعة يا حبيبتي .. انجل .ضربته بكتفه قائل بتحذير مصطنع - لو فعلتها مرة أخرى .. سأقتلك مارتن .. اكتفى بابتسامة وهو يخلع معطفه ويسير نحو غرفة نومه .. لحقته بقلق من ملامح وجهه الغير مطمئنة .. جلس على السرير وهو يخلع ربطة عنقه .. رماها على السرير باهمال .. مرر يديه بشعره الأشقر الكثيف ... لمح ظلها يتقدم نحو جلست بجانبه بقلق همست - مارتن ..لم يرد عليها فشعرت بالقلق ..مررت أناملها على شعره قائلة - هل تعاني من مشكلة حبيبي.. رفع رأسه لينظر لزوجته الجميلة قال مطمئن - لا شيء حبيبتي نظرت له بعتاب قائلة - لا تخفي عني شيء مارتن .. أنت لم تفعلها يوماً ولن تفعلها ..- أنجل .. الأمر ليس كما تتخيلين ..حدق بها كأنهُ ينوي أن يقول شيء ثم غير رأيه قائل .. لا عليك لا تجلبي لنفسك الصداع ..ردت باصرار ممزوج بالخوف والقلق- قل ما عندك مارتن ..أرجوك لا تقلقني كثيراً عزيزي مسح بكفه شعرها المموج ثم قال بتردد - روك ... بل دانيال .. زفر قائل أنا حقاً لا اعرف ما اقول لمح الشحوب على وجهها همست بخوف- روك .. اشتدت صوتها قلقاً قائلة ما الذي جرى لها ..؟ أرجوك لا تقل لي أنهُ اصيب بمكروهفهم أنهُ أرعبها كثيراً .. فقال مطمئن- حبيبتي لم يصب بأي مكروه .. هدأت وهي تحدق به بشك ..ظل صامتاً لثوان ثم قال بترد الامر فقط أن ... أن دانيال قد قام بخطبة سلين .. ويبدو أن الفتاة موافقة .... كتمت شهقة بعينيها المذهولتين اكمل قائل ..حفل الخطوبة بعد أسبوع ... يبدو شقيقك متعلق بسلين كثيراً .. والأسؤا أن دانيال أعز صديق لي و روك محبته لا تقل عن دانيال هو صهري .. شقيق حبيبتي و زوجتي ... قالت بدون تصديق- من اخبرك ..؟ منذُ متى وأنت تعرف ..؟- منذٌ قليل .. أخبرني السيد كاسبر هاتفياًتقبلت الصدمة بهدوء و هي حقاً تتمنى لشقيقها .. أن يكون هادئ ويتقبل الأمر كما فعلت ...لا بالحقيقة هي تخاف من أن ينكسر قلب أخاها الرقيق إلى الأبد ...^ــ^ــــــــــــــــــــــــــــ
[/frame]

*Silla* 09-22-2017 09:07 PM

[frame="4 80"]البـارت التاسع .......................... حياتهُ ادهشتني !........................- أنها مخطوبتي ! ......
تلك العينين الناريتن ذبلت فجأة شيء فشيء .. حتى تحولت لعينين مذهولتين غير مصدقة .. وجهت بجراءة نظرات كاذبة نحو دانيال .. فيما شعرت سلين بكم هو الموقف صعب .. أرادت إخباره بطريقة أخرى ليس كما فعل دانيال ..شحب وجهها عندما تحولت نظرات روك نحوها همس بعد سكوت- قولي أنهُ كاذب .. صمتت تحدق به .. فصرخ بغضب جعل المارة تنتبه... لم يحدث قولي أنهُ يكذب و أن هذا الشيء لم يحدث .. نزلت دمعتان حارة على خديها مما جعل روك يكاد يفقد عقله .. حركت رأسها بالنفي عاجزة عن قول شيء .. ثم أجهشت بنوبة بكاء كبيرة .. بتلك الاثناءكادت لا ترى شيء و بثوان كان دانيال قد قبض على ذراعها مستغل ضعفها .. ضغط على ذراعها بقوة و هو يقتادها خارج المجمع .. بينما ظل روك يحدقبظلها بدون تصديق .. أنها المرة الثانية تذهب عنه و هو يعجز عن فعل شيء .. لقد كلف نفسه بحمايتها مهما كانت الظروف و اليوم هي تزيحه عن هذا المنصب لتعطيه لعدوه ... لا يصدق سلين فتاة رقيقة لن تـتوافق مع دانيال بتاتاً ... هي ليست له .. ليست له بكل تأكيد .. سار يمشي بخطوات أشبه من الركض... ليست له .. مستحيل .. كرر تلك الكلمات بعقله فيما بدأ يركض خارج من المجمع لعله يلحقها .. بساحة المجمع المليئة بالسيارات أخذت عينيه تبحث عنها ..بسرعة رهيبة استقرت عينيه نحوها .. ركض بسرعة نحوها عندما لمحها ترفض ركوب السيارة وتبدو داخله بنقاش حاد مع دانيال .. - سلـــين هتف و هو يقترب نحوهما .. اكمل بثقة غاضبة .. قولي أنهُ يكذب لا تخافي من شيء ..ابتسمت بألم فور أن رأت روك .. كانت متأكدة أنهُ أكثر الأشخاص فهماً لها ... لكن أن تقول الحقيقة هو أصعب شيء .. ماذا تقول له ..؟ كانت واثقة أنهُ سيصدقهافوراً لكنها كانت خائفة بنتيجة ما ستقوله .. نسيت دانيال بجانبها وظلت تائهة تنظر لروك .. حركت رأسها بالنفي مجدداً ثم أجهشت بالبكاء بعد ان قال دانيال بجراءة- السكوت هو خير جواب لك سيد روك .. اشتعلت عينين روك ناراً وهب كالأعصار يقترب من دانيال ينوي معركة طاحنة فيما ظل دانيال بمكانه و كأنهُ لا يأبه نظرات روك النارية نحوه .. تيقنت أن معركة ستحصل .. بلحظات اعترضت طريق روك نحو دانيال وهي تجهش ببكاء مرير قالت برجاء- أرجوكما يكفي .. فليرحمني أحد .. لا أريد أي فضيحة في مكان عام .. رفعت عينيها نحو روك بألم فصعقت بالصدمة المطلة من عينين روك همس بخشونة - هل أنت سعيدة عندما يبعدك عني .. ؟ انفعل مكملاً لن يحميك هذا الرجل بتاتاً .. - هذا يكفي أرجوك .. لم أتعود على أن أراك غاضباً مني روك .. - دعيه يقترب .. لنحول المكان لحلبة قتال .. اشتقتُ حقاً لأيام المصارعة مع الفتيان ...قبضت على كفيها بقوة عندما تخلخل صوت دانيال إلى مسامعها التفت نحوه بوجوم همست- فلتخرس أنت.. تحركت من مكانها متقدمة نحو روك قائلة - الأمر ليس كما تتخيل روك .. أنــ..قطعها دانيال قائل بخبث .. - لا بل الأمر كما يتخيل .. فحفل الخطبة سيكون بعد أسبوع .. اكمل بسخرية وبكل تأكيد أتمنى حضورك به ...انقبضت كفه حول ذراعها مكمل - والآن لنرحل .. علي أن أريك ماذا اشتريت لك من المجمع ..تصنمت عاجزة عن الكلام بعد ما قاله دانيال فيما لمحت ثوران روك القاتل .. سارت معه نحو السيارة بدون شعور وهي تلتفت لروك بنظرات رجاء .. لم يحتمل التحديق بسلين وهي تذهب مع دانيال هتف بصدق لدانيال ..- أنت لا تستحق سلين .. سيأتي اليوم الذي تتذكر به كلامي .. صفق دانيال باب سيارته بعد أن دخلها .. ابتسم بسخرية هامساً بداخله .. و ما ادراك يا سيد روك .. ربما ما كنتُ أريدها حتى اتذكر كلامك ..قاد السيارة . . ثم نظر للوردة الحمراء في شعر سلين الصامتة .. لقد شهد ذاك المنظر من بدايته .. مر الطريق و الهدوء هو سيد المكان . . حتى اوقف السيارة أمام الفلا .. قبل ان يشير للحارس ان يفتح له الباب ليدخل السيارة .. أوقفته نظرة عينيها الرافضة لذلك .. بقسوة فتحت باب السيارة وصفعتهبقوة بعد أن خرجت مالت نحو النافدة لتقول بصوت غاضب مكبوح ..- لسنا مخطوبان أمام السيد شارلي ... لذلك نحنُ لا نملك رغبة باستضافتك أكثر في هذه الفلا الليلة ..رمقته بنظرات غاضبة قبل أن تهب كالأعصار داخلة حديقة الفلا بقدميها بعد أن فتح لها الحارس الباب .. سارت بخطوات غاضبة وهي لا ترى سوى النيران بعينيها .. ضايقها كعبها العالي مما جعلها تزفر بغضب وهي تجلس على الأرض خلعت حذائها بعنف و كأنهُ شيء قذر .. قبل أن تقف امتدت يداً تساعدها على الوقوف .. رفعت عينيها لتلتقي بعيناه الساحرة .. ضيقت عينيها غضباً وبسرعة كانت تسدير لتواصل طريقها لكنهُ أعاقها كعادته بقبضته الفولاذية .. جذبها من الخلفنحو صدره ..حيث التصق صدره العريض بظهرها البارد .. شعرت بتيار كهربائي يسير بجسدها .. قبل أن تنتفض حوط بيديه ذراعيها و هو يميل برأسه نحو أذنيهاليقول بصوت بدا كفحيح الأفعى ..- ألم أحذرك من التجول مع الغرباء أيتها المشاكسة ...؟اطلقت صريخاً بعصبية مما جعله يندهش حقاُ هذه المرة دفعته كالقطط المفترسة حتى أنهُ كاد يفقد شيء من توازنه لقد فجائته هذه المرة ..بسرعة استدارات لتواجهبغضب بانفعال قالت - ماذا تفعل هنا ..؟ أشارت بيدها نحو الباب وهي تقول .. أخرج بسرعة لستُ مضطرة لتمثيل أيضاُ في هذه الفلا .. صمت متوتراً وهو يحدق بالحديقة جيداً . تنفس براحة عندما لم يكن هناك أثر للخدم ازعجه صريخها المجدد تطالبه بالرحيل ...ضيق عينيه غاضباً وهو يقول - إياك ان تثيري استفزازي سلين .. فالأمر ليس بصالحك .. زمجرت بانفعال قائلة بصراخ كسر كل حواجر الخوف- بحق الله اخبرني ما الذي يثير استفزازك ... ؟ !! .. اكملت بتحذير ثم إياك ولو للحظة أن تدعو روك بالغريب .. فلا يوجد غريب غيرك ..بلحظات كان يتقدم نحوها ليزيح الخطوات الفارقة بينهما .. امتدت أنامله لتزيح الوردة الحمراء من شعرها .. سقطت على الأرض باهمال .. حدق بها منتظر ان تقول شيء لكنها صمتت محدقة بالوردة .. ابتسم باستهزاء قائل- اوه .. حقاً معك حق .. لا يشبه الغرباء بتاتاً .. توترت لكنها رفعت ذقنها بشموخ لتقول - أنها محظ وردة حمراء .. ابتسم مستهزء ممثل البراءة الممزوجة بالسخرية ..- وردة حمراء فقط ! ضيقت عينيها ثم قالت بخشونة - و لو كانت غير ذلك .. فليس لك شأن .. اثارت استفزازه بتلك الكلمة .. وجه اصبعه نحوها وهو يقول بتحذير مبالغ- لن اسمح لك بتاتاً بتشويه سمعتي أمام الغفير من الناس ليكن بعلمك سلين فانتِ تجتازين الخطوط الحمراء دائما . . لتصبري قليلاً ثم افعلي ما شئتي معه ... اطلقت ضحكة استهزاء .. ثم وضعت يديها على خصريها لتقول - لا تقلق من هذه الناحية .. فلا أحد سيخطر على باله أنها خطبة مزيفة .. فلتهتم بمقطوعاتك وحسب وكل شيء سيسر على ما يرام بدل أن تكرس اهتمامك بعلاقتي مع الغير .. نظر لها بتبيه ثم حرك رأسه بالإيجاب قال- ساغادر .. أكمل محذراً .. كوني مطيعة أيتها المشاكسة ...بثوان استدار جسده الضخم ... بخطوات كبيرة مغادر الفلا .. فيما زمجرت هي بحنق صارخة خلفه- فلتذهب إلى الجحيم ...بترت كلمتها من اعماق قلبها الحاقد في تلك اللحظة ... وبثوان هبت كالأعصار تسدير نحو الفلا وهي تسير بغضب فائق .. دفعت باب الفلا لتدخله .. ولأول مرةلم تكن ترد على تحيات الخدم مما أثار استغرابهم .. احست بصوت حنون يناديها برفق - أخيراً عادت حبيبتي الصغيرة .. توقفت برهة ثم استدارت بوجوم تنظر لسيد شارلي ... مما جعله يعقد حاجبيه باستغراب .. تقدم نحوها بلطف عندما اقتربيضمها كأي أب يضم ابنته تراجعت إلى الوراء خطوتين ... لم تشعر في تلك اللحظة كما جرحت والدها .. لقد طعنته بالصميم .. كسا وجهه الحزن لكنهُ استطاع أن يخفيه و هو يقول بتردد.. - هل استمتعي ..؟رسمت ابتسامة ساخرة ثم قالت بسخرية- كثيراً .. استدارت عنه .. ثم اعتلت السلالم نحو غرفتها دفعت الباب و بدون تردد رمت نفسها على السرير المريح .. اطلقت تنهيدة ألم .. مررت أصابعها على شعرها وهي تغوص بالتفكير بروك .. أيعقل أنهُ صدق دانيال .. عضت على شفتيها وهي تهمس بقهر .. ذاك الحقير .. لو ابتعد روك عني فهو السبب ...لابد أن روكسيكون غاضباً مني .. لقد دمر صداقتنا بسهولة ..روك لم يكن صديق فحسب تشعر أن ما يربط روك بها رابطة أقوى من الصداقة بكثير ... طرقات البابايقضتها من تفكيرها هتفت - ادخـــل .....انفتح الباب ليطل من وجهه سيدرا السعيد .. رسمت ابتسامة جميلة محدقة بسيدرا قفزت من على السرير بفرح لتقول مبتسمة- سيدرا ! .. تفضلي ..دخلت سيدرا وهي تحمل كيساً .. بلحظات كانا يتعانقا بحب .. بعد ترحيب معتاد من قبل الفتاتان .. قالت سيدرا وهي تشير للكيس- تفضلي هذا .. لقد تركه السيد دانيال قبل مغادرته .. اضطربت وهي تحدق بالكيس المليئ بأدوات الجامعة والكتب ..مما جعل سيدرا تبتسم بخبث وهي تقول- لتخبريني حالاً بالتفصيل على ما يجري بينك وبين السيد دانيال .. غمزت مكملة هل تعشيتما بمطعم رومنسي .. وهل اخذ يغازلك بأجمل كلمات الحبفكرت بأحلام سيدرا المستحيلة ..و بلحظات كانت تضربها على كتفها قائلة - اي مطعم رومنسي .. أنهُ ... صمتت عندما لاحظت أنها كادت ان تكشف سر الخطبة أمام سيدرا .. لم يكن يعرف بأمر تلك الخطبة المزيفة سوى كاثرينحتى سيمون لم يكن يعلم بذلك ..ابتسمت بتصنع مكملة .. اقصد لقد تعشينا مع اسرته .. فاليوم تعرفت على اسرته تعالت ابتسامة سيدرا .. ثم قالت- يبدو أنهُ يحبك كثيراً .. لا أعلم لماذا لم تخبريني بذلك من قبل ..مرة أخرى ابتسمت بتصنع قالت..- لم يكن هناك وقت مناسب لأخبارك ...ثم غمرتهما أحاديث طويلة .. حوالت بها سلين بقدر الأمكان تجنب سيرة دانيال .. لكنها لم تستطع إخفاء أن حفلة الخطوبة في الأسبوع القادم ..في الخميس ..مر الوقت سريعاً حتى سيطر النوم عليهما .. فناما منتظرين يوم جديد .. ............انتشر الضوء الصباح الباكر في المدينة ببطء .. فيما هبت العصافير تبحث عن طعامها منذُ الصباح .. و استمع صوت رنين المنبه ليوقظ سلين .. كاد النوم ان يغلبها عندما لمحت أن الساعة في الخامسة صباحاً فالوقت مبكراً جداً .. لكن للحظة تذكرت وعد دانيال .. قفزت من على السرير نحو الحمام الموجود بنفس الغرفة ..أخذت حماماً ساخناً بعد أن فرشت أسنانها .. ثم ارتدت روب الحمام و خرجت للغرفة .. اتجهت نحو خزانة ملابسها فتحتها لتجد ملابس فخمة جداً .. تذكرت أنها كانت تتعرف عن الفتاة الثرية من ملابسها لكنها لم تكن تتخيل أنها ستكون منهم .. استقرت عينيها على تنورةأنيقة فضية بدت تصل لأسفل ركبتيها .. بحثت عن بلوزة لاتقل جمالاً عنها .. بدلت ملابسها ثم أخذت تسرح شعرها بعناية ..لفت شعرها على شكلذيل الحصان ..و أخذت تحرص على منظرها الخارجي بعناية .. شعور كان يخبرها بان تبدو جميلة و واثقة من نفسها .. فكونها خطيبة لدانيال أو ابنةالسيد شارلي يعني أن تكون فتاة في قمة الجمال .. لن تجعل احد يضحك أو يسخر منها .. كانت تعشق الأحذية ذو الكعب العالي .. وخاصة الإيطالية ..و جدت المطلوب في هذه الغرفة العجيبة .. بعد أن وضعت مساحيق خفيفة و ناعمة على وجهها وبعض الاكسسوارات .. ارتدت حذاء فضي عاليضحكت عندما أخذت تتخيل نفسها سندريلا .. رتبت أغراضها جيداً .. ألقت نظرة خاطفة نحو المرآة فوجدت نفسها في أبهى حلة .. رشت عطرهاالمفضل الممزوج برائحة الياسمين المنعشة .. ثم حملت أغراضها وحقيبتها وخرجت من الغرفة .. تحولت نظرات الخدم نحوها بانبهار .. فادركت تلك اللحظةأن لقب الابنة الوحيدة لرجل الأعمال شارلي .. كان يليق بها .. نزلت السلالم نحو غرفة الطعام حيث يجلس السيد شارلي بها .. كما توقعت وجدت جالساًيقرأ الصحف بهدوء .. - صباح الخير سيد شارلي ..حاولت أن تكون هادئة بقدر الأمكان ولا تظهر له كرهه .. رفع عينيه بدون تصديق وجد ابنته انيقة كالأميرات .. هذا ما كان يحلم به طوال تلك السنوات التي مضت وهو يبحث عنها .. ابتسم بحنان وهو يرد التحية تقدمت برشاقة لتجلس أمامه على طاولة الإفطار .. بعد أن وضعت أغراضها على الكرسيحدق بها منبهر فقالت بملل- أشعر بالجوع .. ألن يجهز الطعام بعد ...حدق بها مستغرباً .. كانت تتكلم بمرح لم يصحب كلامها أي انزعاج أو غضب كما لم يصحبه الحب كانت عادية كأي فتاة مرحة .. في تلك اللحظة شعر بسعادةعميقة فهذا يكفيه .. لازل يعتقد و يصمم أنهُ في النهاية سيحوز على رضاها وحبها له .. ابتسم لها قائل - دقائق يا ابنتي .. سيكون الطعام جاهزاً .. - أخشى انني سأموت جوعاً من الانتظار ضحك ثم قال- أخبريني يا حلوتي .. ماذا تحبين أن تتناولي .؟.. فلتأمري بأي وجبة وستكون حالاً أمامك .. حركت رأسها بالنفي قائلة - لم اعتد بالعادة على اختيار كل ما اشتهي .. لكنني أفضل أن يرافقه كأس الحليب .. انزعح بداخله .. عندما ادرك أن ابنته لم تكن تحصل على كل ما تشتهي بلحظات كغيرها من الفتيات النبيلات .. لابد أنها عانت مع والدتها من الفقر ..وماذا كان يظن ...؟ هل ظن أنها كانت كالأميرة .. يصعب عليه أن يتخيل ان ابنته عانت يوماً وهو يملك كل هذه الاموال .. قال مؤكد بابتسامة متصنعة- بكل سرور ... لن تنسى أحدى الخدم ذلك ..انتظرت دقائق .. حتى قُدم الطعام الشهي ..و بكل تأكيد كانت صدمة أن يراها الخدم تشارك سيدهم بالطعام ..بدأت بتناول الطعام بشهية .. غير مستشعرة بنظراتالسيد شارلي السعيدة .. لم يأكل سوى القليل لازل لا يصدق عينيه .. ابنته تأكل الطعام معه .. حدق بطريقة أكلها الرقيقة ثم انتبه على زينتها قال بلطف- حبيبتي .. هل تنوين الخروج ..؟مضغت قطعت الخيار بفمها ثم قالت- إلى الجامعة .. لقد ظنيت أن دانيال قد أخبرك ..رد بسرعة قائل متذكراً- اه .. صحيح تذكرت ..أقضي وقتاً ممتعاً .. ابتسمت قائلة- شكراً لك .. صمتت ثم اكملت .. أعتقد أن دانيال أخبرك بأن حفل الخطوبة سيكون في يوم الخميس المقبل ..نظر لها بقلق .. رد بارتباك من غضبها المتوقع - نعم .. اقصد اخبرني البارحة ..حدق بها بذهول مستغرب هدوئها فشجع نفسه على أن يقول .. ستذهبين لشراء فستان الخطوبة في الوقت الذي تفضليه ..كان يخشى أن يقلب هذا الصباح الرائع إلى كابوس .. مسحت فمها بالمنديل ثم حدقت بالسيد شارلي بتفكير قائلة- امممم ... لم أقرر بعد .. كنتُ أنوي تصميمه .. لكن اعتقد أن الوقت ليس كافي .. ألستُ محقة ..؟ تكلمت بهدوء وبجدية .. لكنها لم تعرف أي نوع من حالات الذهول التي حلت على السيد شارلي .. أخذ يتفحصها بدون شعور .. أشاح وجهه عنها بهدوء كي لا تلحظ ذهوله حرك رأسه بالإيجاب ثم قال- صحيح .. اعتقد هذا ..وقفت من على الكرسي قائلة - حسناً إذن .. سأذهب الآن إلى الجامعة .. ينتظرني يوم جميل ..حملت حقائبها وهي تستمع لهُ يقول- سيكون هناك سائق خاص بك حتى تتعلمين القيادة بنفسك ..نظرت لهُ رافعة حاجبيها باستفهام على كلماته الأخيرة فقال بلطف موضحاً الأمر - بكل تأكيد سيكون لك سيارة خاصة سلين .. و النوع الذي تفضليه .. اكمل بصوت معتذر أنا لم أكن اقصد سلب حريتك بالأيام الماضية .. انتظر اجابتها فوجدها صامتة فاكمل بأمل.. سأبذل كل جهدي لأعوضك ولو بجزء بسيط عن الماضي .. صمت فقالت بجمود قبل أن تهب مغادرة المكان- و أتمنى أن لا يكون ذلك بمالك .. سيد شارلي ...خرجت بالحديقة تسير .. تشعر اليوم أنها سلين جديدة أشياء كثيرة تتغير في حياتها ولازلت تتغير .. دانيال .. السيد شارلي .. فقدان صديقتها .. الجامعة.. كل شيء .. لا يوجد شيء اسعدها كما اسعدها التعرف على روك .. منذُ ان رأته و هو يواعدها على أن يُطلعها على كتاباته التي لم تعرض على المجلات ..حقاً أن تأجيل الامور إلى الغــد يجعلها أشبه بالمستحيل .. استوقفها صوت رجل فرفعت رأسها لتنظر لرجل يرتدي ملابس رسمية قال برسمية مؤدبة - أنتِ الآنسة سلين .. لو لم أكن مخطئاًهزت راسها بالأيجاب فاكمل- أنا سائقك ..لتتفضلي معي يا آنسة ..تنهدت وهي تصعد السيارة .. ظلت تحدق بالطريق بشرود .. و فور أن لمحت مبنى الجامعة حتى تبسمت فرحة .. أوقف السائق السيارة وهو يسألها عن موعد عودته .. نزلت من السيارة أمام مبنى الجامعة .. و فور أن خطت الخطوة الأولى .. حتى تبسمت فرحة وهي تشعر بنفس الشعوريود دخولها الجامعة .. المرة الأولى كانت برفقة كاثرين كانت فتاة بسيطة .. هذه المرة بمفردها و كفتاة ثرية .. لحظات حتى توجهت الانظار نحوهابلعت ريقها بتوتر .. ليست معتادة على كل هذا الاهتمام .. نظرت لساعة يدها الفضية فوجدت أن الوقت لازال مبكراً .. توجهت للكفتريا جلست على إحدىالكراسي حول الطاولة بعد ان طلبت كوب من النسكافيه .. تقدمت نحوها مجموعة فتيات معها بالقسم .. بسرعة وقفت تضمهم بقوة و اشتياق علت ضحكات الفتيات بالكفتيريا ... ازداد تقدم الفتيات والشباب نحوها عندما علموا بعودتها .. فور أن سألوها عن سبب غيابها .. قالت متعذرةأن والدها عاد من السفر أخيراً لم تكن تخفي على أحد أن والدها هو السيد شارلي .. لكن لم تحكي لهم سرد حكايتها .. كانت تلاحظ استغراب الفتيات أنها لا تسكن مع والدها .. لكنها كانت تؤكد لهم أن والدها يزورها دائما و ينفق عليها الأموال .. لكنها هي من تحب البقاء في المنازل البسيطة أخبرتهم بعد وفاة والدتها أنهُ انفصل عن والدتها و لم يهجرها .. كذبت الكثير ليس من أجله بل من أجل نفسها ...عاتبتها الفتيات على اغلاق هاتفها فتعذرت أنها ستشتري هاتفاً آخر بعد أن ضاع هاتفها ...تعذرت أنها انشغلت مع والدها فلم تخرج لشراء هاتف آخر اطلق إحدى الشباب صفيراً وهو يقول بخبث- هل فقط من أجل والدك ..؟ أو بسبب شيء آخر ..حدقت به باستغراب قبل أن يكمل زميلها الآخر - أيتها الشقية .. لماذا اخفيتي عنا حبك لدانيال .. تذكرت أمر دانيال تلك اللحظة .. لابد أن الخبر انتشر كرائحة العطر في الجامعة .. بلحظات كانت تتلقى تعليقات جرئية من زميلاتها بالقاعة .. فيما لمحتنظرات الحسد تتوجه نحوها من مجموعة فتيات ..بالحقيقة وجدت الأمر بعد دقائق مسلياً .. بلحظات كانت تفتخر أن دانيال خاطبها .. وظلت تروي الأحاديث عن حبهما .. قالت إحدى زميلاتها - سلين .. سمعتُ أن حفل الخطبة الأسبوع المقبل .. اكملت ممازحة لو لم تقومي بدعوتي لن اقتلك أنت بل سأقتل دانيال .. اكملت كلماتها وهي تطلقضحكة خبيثة تليها ضحكات الشباب والفتيات .. فردت بجدية مبتسمة- بكل تأكيد .. الجميع مدعو لحظور الحفل الخطوبة .. اُطلقت تصفيرات عالية زادت الضوضاء في الكفتيريا .. كانت سعيدة عندما لمحت الفتيات النبيلات الشرار تبرق بأعينهم الحاقدة نحوها .. استمروا بالضحكبسعادة وكل الفتيات يكررن سؤالهن بفضول عن كيفية بداية تلك العلاقة ..عازف و وسيم الجامعة الشاب العبقري المتصف بصحاب القلب الجليدي يذوب أمام سلين ردت بغنج وهي تلعب بخصلات شعرها محدقة بالعيون الحاقدة .. - امم بالحقيقة لقد كنتُ رائعة ..كنتُ مميزة بعينيه .. منحني قلبه فمنحتهُ قلبي .. اطلقت تصفيقات حارة .. فيما اشتدت الضحك بالكفتيريا مصدراً ضوضاء .. بلحظات كانوا الشباب يطلقون صفيراً وهم يقولوا- أيها القوم ..حدقوا بمن جاءبلحظة كانت عينيها تتوجه نحو ما ينظر الشباب .. - لقد جاء العاشق أخيراً..بتر إحدى الشباب تلك الجملة مما جعل الدم يتوقف عن السيران في عروق سلين .. لقد حانت نهايتها بالتأكيد ستحكي الفتيات لهُ على ما قالت من أفلام وقصصغرامية .. نظرت لهُ مصدومة ..فوراً ابعدت تلك النظرات وهي تبتسم بتصنع ... لن تخسر أمام أحد هي خطيبته هي الوحيدة من استطاع تملكه حتى لو كان تمثيلاًدخل وألقى التحية على الجميع .. نست الفتيات القلب الجليدي الذي يمتلكه دانيال فور أن أذابته سلين .. حيث اخذت كل وحدة تمازحه وتحاوله إحراجه بكلمات جريئة على حبه لسين كادت أن تدخل الوقاحة .. - مرحباً سلين .. هتف وهو يقترب نحوها متوقفاً على مسافة مترا واحد تقريباً منها فعاتبته إحدى التفيات قائلة- سلين ! .. قل حبيبتي يا رجل .. فقناعك انكشف الآنضحكات عالية علت بالكفتيريا .. فيما احمر وجه سلين احراجاً .. لكنها أخفت احراج بسرعة كانت تريد أخبار الجميع أنها علاقتهم قوية جداً .. وهي تفتخربكونه خطيبها ... هذا الشعور الذي أصبح يداهما دائماً لكنها أقنعت نفسها بأنها على الأقل لن تخرج من اللعبة بهزيمة .. لن تجعله يفرح لو مثلت بالقوة سيسعد بتعذيبهالو كانت ضعيفة وهي لن تسمح لهُ بذلك .. ضحكت بصوتها العذب على تعليق الفتاة وبجراءة كانت تقترب نحوه بعشق لتفصل المسافة بضمة رقيقة لهُ .. كادت أن تفقدهتوازنه أمام الغفير من الطلاب المتحمس لمنظر المخطوبان الذي لم يتوقع أحد يوماً أن يرى دانيال مرتبط بفتاة .. اطلق مرة أخرى تصفير قوي .. وعلى صوت التعليقات في المكان...ضمته أكثر هامسة بأذنه- تمثيل فقط .. كانت تنوي الانتقام على ما فعله البارحة أمام روك فرد عليها- لا تلعبي بالنار جيداً .. ستحترقين !عندما لمح الأنظار نحوه .. ارتفعت يده بتردد لتضم ظهرها من الخلف .. قالت بعد أن ابتعدت عنه - حبيبي .. اشتقتُ إليك .. شعر بالانزعاج من تصرفها لم يكن يحب أن تمثل هذا الدور وهو معها .. أراد فقط أن تنسج القصص وتوهم الجميع بأمر الخطوبة كما كانت تفعل قبل دخوله الكفتيريا .. لقد أثارت الغرابة في هذه الجامعة فمحطم القلوب حولته بلحظة أمام أعين الجميع إلى عاشق ولهان ...عندما ينزعج لا يستطيع التمثيل ...في تلكاللحظة خشي أن يصرخ فوقها بسرعة همس- وأنا كذلك ..شعر بالانزعاج اكبر عندما قالت فتاة - يبدو السيد دانيال خجلاً سلين .. ردت بثقة وهي تعيد خصلات شعرها إلى الوراء- حبيبي .. لا يكون خجلاً عندما نكون منفردين .. بسرعة خطيرة تحولت عينيه نحوها .. هل هذه سلين .. ؟ مستحيل .. بابتسامتها الماكرة التي لم يلحظها سواه .. ادرك انها تنتقم .. تدرك جيداً كم سيزعجه كلامهاالجريء .. بلحظات كان يقول - تعالي معي .. أريد التحدث معك قليلا ..ارتبكت بداخلها مستشعرة بالندم .. أرادت أن تقص لسانها على ما قالت لكن لا ينفع بعد فوات الآوان .. نظرت لساعة يديها وبسرعة وجدت المفر قالت بلطف متعذرة - عزيزي ستفوتنا المحاضرة .. فلتذهب لمحاضرتك أيضاً ..بلحظات كانت تسير بخطوات سريعة مبتعدة عنه وقبل أن تختفي من عينيه.. هتفت بمرح وهي تلوح بيدها له مودعة- سأشتاق إليك كثيراً ...تنفست الهواء براحة .. عندما ادركت أنها فرت منه .. دخلت قاعة المحاضرات و بعد أن تمت المحاضرة ..أخذت تتناقش مع مجموعة من الشباب والفتياتمن الطلاب معها بالقسم .. ستنسخ كل ما فاتها وستذاكر بجد لتعويض.. هذا ما قررته بنفسها بعد ان توجهت للمدير وأخذت تعتذر بسبب غيابها .. فوجئتبه يتقبل الأمور بود و بسلام و لم ينسى بكل تأكيد تقديم التهاني لها .. ابتسمت باستهزاء فور أن خرجت من مكتبه متساءلة عن الغسيل الدماغي الذي فعله دانيال والسيد شارلي مع المدير لقد شكت حقاً أن دانيال دفع له ليجعل المدير ودوداً ولطيفاً معها لكنها رفضت تلك الفكرة فدانيال رغم بشاعته لن يجرؤ على الرشوة.. ابتسمت بسخرية على نفسها قائلة بداخلها .. كل شيء منهُ محتمل .. قاطعت حديثها زميلة تتقدم نحوها قالت - كيف حالك ..؟ - بأحسن حالردت بسخرية خفيفة - بكل تأكيد ... صمتت ثم اكملت بمَّ أنتِ شاردة ..؟سارت الفتاة بجوارها فردت سلين - افكر ببعض الأمورقالت بغيرة - بكل تأكيد تفكيرين بالوسيم دانيال.. أنا لا اعرف حقاً كيف وصل الأمر لأرتباطكما .. لا اصدق هذا ...كان يحطم اكثر من فتاة بيوم واحد ..حتى أننا كنا نوصفه بصاحب القلب الجليدي الذي لا ينصهر .. كيف انصهر جليده فجأة .. ماذا حدث فجأة ..؟ !قبضت على كفها بقوة كيف لتلك الفتاة أن تقول هذه الكلمات أمامها بكل هذه الوقاحة .. توقفت عن السير ثم وقفت بثبات تواجه الفتاة قائلة بحدة - ما حدث أن دانيال يحبني .. ولن اسمح لأحد بأن يشك بعلاقتنا .. أم عن طريقة حبهُ لي فليس لاحد شأن بذلك ..اكملت كلماتها بثقة حادة .. ثم استدارت بسرعة مغادرة الجامعة قبل ان تقابل دانيال يكفيها تمثيلاً اليوم .. لم تكن تعرف لماذا كانت غاضبة وتحترق بسببكلمات الفتيات .. شعرت أن كلماتها كانت صادقة وانها باتت تنسى أنها في كذبة مؤقتة .. كانت تلوح للفتيات بيدها .. وهي تبتسم بتصنع لقد تعكر مزاجها .. عندما لمحت سائقها .. ركبت السيارة فوراً .. شعرت بالراحة داخل السيارة المريحة ... لقد باتت تحب حياة الرفاهية .. لكنها حالياً لا تود العودة إلى الفلا.. تمتلك الكثير من المال في بطاقة الإتمان الذي أعطاها والدها منذُ فترة .. لكنها لا تريد التسوق .. وجدت نفسها تعود بذاكرتها نحو ذاك اليوم .. عندما تقابلتمع دانيال في منزلها .. يوم ذهبت لترى المشتري .. ذاك اليوم وعدها دانيال أن لا يحول منزلها مكان لعشيقاته .. تذكرت كلماته الواثقة ... أعدك أن هذا المنزل لن يكون ملاذ عشيقاتي سأجعله كما تحبين ..... سيسكن هذا المنزل شخصاً يستحقه سيعيد الحب إليه والدفئ سيزرع الورود فيه بابتسامته الحنونه ...كانت تلك كلماته رن صدى صوته بأذنيها .. همست .. ماذا فعل بمنزل والدتي .. ؟ ... هل نفذ وعده .. ماذا كان يقصد ..؟ .. كان يصمم على شراء المنزل بأعلى قيمةكان مستعداً أن يدفع الكثير من الاموال لو طلبت اضعاف القيمة .. كان مستعداً لشرائه .. لماذا ..؟ من الغريب أن يصمم رجلاً مثله على شراء منزل لا يسوي شيءأمام جناحه الضخمة لا بل يصمم على شرائه بأغلى الأثمان .. هناك أمراً لتصميم دانيال على شراء المنزل .. هتفت مخاطبة السائق- لا أريد العودة للفلا .. أخذني لهذا العنوان ...................................... - أمرك آنستي .. أخذت تحدق بزجاج السيارة كعادتها منذُ الطفولة .. فور أن بدأ السائق يدخل الحارات الضيقة والقديمة .. حتى جلست بعد ان كانت شبه ممدة على الكرسي و أخذتتحدق جيداً بالمكان .. اشتاقت كثيراً للعودة لهذه الحياة .. بلحظات كانت السيارة تنحرف نحو حارتهم قالت - توقف هنا .. سأواصل الطريق مشياً .. توقف مستجيب لطلبها .. فور أن خرجت وضعت أغراض الجامعة بالسيارة واكتفت بحمل حقيبتها قالت - أعد أغراضي للفلا .. أخبرهم بأن يتركوها بغرفتي و الآن يمكنك المغادرةنظرات غير مقنعة من السائق الذي قال- لكن آنستي السيد شارلي حثني على مرافقتك .. لا أريد مخالفة أوامره انا فــ ... قاطعته بحزم قائلة- لا عليك .. لن يغضب منك .. سأخبره أنا - لكن ..قطعته مجدداً بحزم أقوى..- قلتُ لك يمكنك الانصراف .. انزل عينيه باستسلام وحرك السيارة مغادراً المكان .. فيما سارت هي بثبات داخلة الحارة .. لم يكن الاطفال موجودين بذاك الوقت .. فلابد أنهم عادوا من المدرسةمتعبين .. توقعت أن يكونوا نائمين باحضان أمهاتهم بعد أن حكوا لأمهاتهم ما حصل معهم في اليوم المدرسي .. هذا ما كانت تفعل وهي طفلة صغيرة .. توقفت أماممنزل والدتها السابق .. أخذت تحدق به بتردد توجهت بعدها نحو باب الحديقة الحديدي .. فوجدته مفتوحاً .. دخلت بتردد .. ارتجفت وهي تستمع لصدى ضحكات والدتها في هذه الحديقة .. و صورتها تتراء أمام عينيها بلحظات أرادت أن تهب مغادرة المكان .. لكن كلمات دانيال كانت اقوى أرادت معرفة ما الذي فعله بمنزلها القديم .. مرت عينيها على الحديقة فصعقت بها مزوعة بشتلات صغيرة لم تكبر بعد .. كانت الحديقة نظيفة و أتربه الأزهار تبدو مبللة بالمياه .. إذن هناك من اعتنى بهذه الحديقة .. هناك من يسكن هنا .. بتردد اتجهت للباب المنزل .. طرقته قليلاً .. لم تجد رداً توترت وهي تشعر أنها تسرعت قليلاً .. لم تجد رداً مرة أخرى .. قبل ان تسدير لتغادر فُتِحَ الباب فجأة .. على صوت انفتاح الباب كانت عينيها خائفتان مما ستراه .. عندما حل الهدوء رفعت عينيها ببطء .. تجمدت محدقةبرجل بدا كاهل .. بشعره الأبيض والتجاعيد التي حلت ببشرته .. بالإضافة إلى شاربه الأبيض .. بدا رجلاً عجوزاً بملابس بسيطة .. توترت وهي تنظر لهتبسم العجوز مما جعلها ترتاح قليلاً همس لها - مرحباً .. هل يمكنني أنا اساعدك ..؟صوته كان حنوناً .. أشعرها بالدفئ وغمرها بشعور غريب .. شعور فقدته احست أنهُ رجل طيب ..لكن ما الذي جاء به إلى هنا . تبسمت بصعوبة ..ثم قالت بتعذر- يبدو أنني مخطئة في المنزل .. آسفة سيدي على الازعاج استدارت مغادرة .. لكنهُ أوقفها بصوته قائل- لو كنتِ تقصدين أنهُ منزل السيد دانيال .. فنعم هذا منزله .. توقفت دون أن ترد فقال الرجل تفضلي إلى الداخل لنشرب العصير أو كوب من القهوة ..ترددت وهي تستمع لعرضه البسيط .. بلحظات كانت تستدير تنظر إليه .. لم تستطع الرفض لن تخسر شيء .. حركت رأسها بالإيجاب وتقدمت نحوه ابتعد عن الباب ليسمح لها بالدخول .. لم تكن تتخيل أن تزور هذا المنزل مجدداً قال لها - تفضلي يا ابنتي ..لحقته بخطوات هادئة .. كانت تتفحص الصالة جيداً ..توقعت أن ترى دانيال قد وضع فيها اغلى الأثاث لكنها دهشت من الأثاث الخشبية البسيطة .. التي زينت المنزلببساطة لكنهُ كان دافئاً للغاية .. خاصة عندما حدقت بعينين العجوز وجدت فيهما حنان الأب .. بابتسامته للطيفة أشار لها نحو الأريكة جلست بهدوء فيما قال - ماذا تشربين ..؟ - شكراً لك ..لا أريد شيء..- ليس من عادتي عدم أكرام ضيفي . إذا لم تفضلي القهوة سأقدم لك العصيرابتسمت بخجل ثم ردت - حسناً .. وقفت من مكانها وهي تكمل فلترتاح أنت سأحضر العصير بنفسي .وقفت تسير نحو المطبخ .. بعد أن لمحت ابتسامة رضا من ذاك السيد .. فتحت الثلاجة فوجدت أنواع كثيرة من العصائر ..هتفت وهي تصب العصير- هل تريد كأساً يا سيدي ..؟أتاه صوته من الصالة يقول - لا ..عادت ومعها كأس العصير ثم سارت لتجلس بالقرب منه .. وجدت نفسها فجأة تستغرب من تصرفها .. ماذا تفعل ..؟ هي في بيت غريب .. هل حقاً دفعهاالفضول لمعرفة حياة دانيال بدخول لهذا المنزل .. لم يعد هذا المنزل منزلها كيف تدخله ..؟ وتتحدث أيضاً مع رجل غريب وتشرب العصير في بيته ! .. انزلت عينيها تحدق بكأس العصير بين يديها شاردة .. لا لا هي لا تنوي معرفة أي شيء عن حياة دانيال فقط ابتسامة الرجل الدافئة هي من دفعها لدخول ..- بماذا أنتِ شاردة يا ابنتي .. ؟رفعت رأسها بتوتر .. بعد أن لاحظت شرودها ابتسمت باضطراب هزت رأسها بالنفي وهي تقول - لا تهتم .. هل هذا المنزل لك سيدي ..؟سألتهُ بتوتر فرد عليه بصوته الخشن الدافئ- أنهُ لابني ...لم تستطع كتم شهقة فلتت منها .. رفعت عينيها بذعر تحدق به ... قالت بصدمة - هل تقصد ان دانيال ابنك .. ؟ اعتدل العجوز بالجلسة فاهماً لتفكير سلين فقال- ابني الذي لم انجبه .. بلحظة هدأت فجأة بعد أن سرى تيار قوي بجسدها .. نظرت له بعدم اقتناع فتبسم لها مؤكد لإجابته فكرت بغبائها .. كيف لها أن تصدق لقد مات والده .. صمتت فقال العجوز باستفسار- إذن فأنتِ تعرفين دانيال .. صمتت فاكمل هل أنتِ صديقته .. ؟رفعت يديها تعيد خصلات شعرها إلى الوراء بتوتر ثم قالت- شيء كذلك .. - تبدين مهتمة لأمره كثيراً اضطربت من كلام الرجل فقالت رافضة لأمر - أنا ! .. حركت رأسها بالنفي وهي تقول .. تبالغ بعض الشيء ..اطلق ضحكة على اضطرابها .. لكنها تدري أن وراء هذه الضحكة تفكير خبيث .. قال بلطف- ألم تعرفيني على اسمك ..؟ هتفت بمرح وهي تشير باصبعها على نفسها- أنا سلين ... صمتت وهي ترى ابتسامته فاكملت متسائلة .. وأنت سيدي ..- اسمي برون ..قالت بلطف- تشرفتُ بمعرفتك سيدي .. - وأنا يا ابنتي .. كلمة ابنتي من فمه كانت تشعرها بالسعادة كثيراً .. لم تعرف كيف احبت ذاك الرجل إلا أن الحزن المطل من العينين كان واضحاً رغم محاولته إخفائه ..تفحصت عينيه سلين جيداً التي كانت تشرب العصير قال بشك .. - أنت المالكة القديمة لهذا المنزل صحيح ..؟ توسعت عينيها دهشة ..كادت أن تختنق بالعصير من سؤاله .. اضطربت وهي تقول- كيف عرفت ..؟ ضحك مطمئن إياها قائل- مال عقلي لهذا الاحتمال .. سالتهُ بشك- هل يبدو علي ذلك ..؟رد مؤكد- تصرفاتك واضحة .. سؤالك عن مالك المنزل بغرابة .. بالإضافة إلى ذهابك للمطبخ دون سؤالي عن مكانه .. أيضاً عينيك المشتاقة لهذا المنزل ..هل حقاً بدا عليها كل ذلك ولم تلاحظ .. ؟ ! .. انزلت عينيها بخجل تحدق بكأس العصير بين يديها فقال هو ..- هل اشتقتِ إلى هذا المنزل ..؟ هل تحبيه ..؟ رفعت عينيها ببطء ثم قالت بألم كبتته - كنتُ أحبه .. لكن بعد وفاة والدتي كرهته كثيراً .. لذلك فضلت بيعه .. شعرت بيده تربت على كتفها بلطف وهو يقول - لا تحزني يا صغيرتي ..سألتهُ بتردد فجأة- كيف يعرفك دانيال ..؟ .. توقف نظرها عن الصورة داخل الإيطار كانت لدانيال والسيد برون نفسه .. ثم صورة أخرى لسيد برون مع فتاة بدت متوسطة العمرعندما لاحظت سكوته قالت اعتذر سيدي ربما اكون فضوليه لأسألك شيء كذلك .. لست مضطر للإجابة .. صدمته إجابتها الواثقة حيث قال- بالعكس ..لقد جئتِ بوقت حساس .. ظهرتي في يوم وفاة حفيدتي الصغيرة ..توسعت عينيها حزن وهي تستمع له اكمل .. عندما رأيتك تقفين أمام منزليشعرتُ بأن حفيدتي عادت إلي .. وحينما دخلتي المنزل .. أحببتك كثيراً .. لا تعرفين كم أتمنى أن تكوني ابنة لي كما دانيال تماماً فانا حقاً احببتك من أول نظرة لعينيك البريئة .. تبدين فتاة بريئة و ظريفة . كما حفيدتي تماماً..تبسمت له .. وهي تشعر بالحزن على حاله .. قالت بعدها- شعور متبادل سيدي ..وقفت بلطف بعدها نحو المطبخ .. لتضع كأس العصير .. عادت وهي تلمحه تائهة بصورة الفتاة على الطاولة .. تقدمت نحوه وهي تقول - هل هذه هي حفيدتك ..؟ تنهد وهو يقول- لو لازلت حية ستكون الآن في الثامن عشر .. تقريباً في عمرك لو لم أكن مخطئ .. اقتربت لتجلس نحوه وتتأمل الصورة معه قالت مصححة - أنا في التاسع عشر . . منذُ متى ماتت ..؟- قبل أربع أعوام بالضبط .. لمح ملامحها الذي تريد معرفة المزيد فاكمل في حادث سير .. سألته بتردد مجازفة- هل لموتها رابطة بتعرفك على دانيال ..؟ أغمض عينيه وهو يقول - ربما ..انتابها شعور فجاة أن دانيال من قتلها ثم عادت بلحظة تشتم غبائها وتفكيرها الخيالي .. بفضول قالت- إذا لم يكن هناك مانع هل أخبرتني شيء عن ذلك ..؟بلحظات كانت تود معرفة حياة دانيال مع هذا العجوز .. تناست كل شيء وسألته لتروي فضولها فبدأ يسرد لها حاكيته - زوجتي ماتت بعد أن انجبت ولد تزوج ابني كذلك لينجب لي حفيدة جميلة رقيقة .. ريتا .. كان اسمها ريتا .. لكن الحياة كانت قاسية علي وعليها حيثسجن ابني بقضية اختلاس أما والدتها تخلت عنها بسهولة .. سلمتها لي في ليلة ممطرة وهبت مغادرة البلاد .. لمح كتمها لشهقة قوية فاكمل حملتها بذراعي و أنا اشتم رائحة ابني ..ابني الذي مات بعدها بالسجن ..كبرت بين يدين وتفتحت كالوردة و في ليلة مشئومة عندما بلغت الرابع عشر ركبنا حافلة .. وتعرضنا لحادثسير عنيف .. نجوت منهُ أنا لكن حفيدتي دخلت في غيبوبة .. لم أكن أملك المال .. فبعتُ منزلي و ورشة النجارة .. لأدفع تكاليف المشفى .. عملتُ بعدها معصديقي .. و بعد أشهر ماتت ريتا .. ديون المشفى كانت كبيرة جداُ . . لو عملت طوال حياتي لن استطيع أن اسد ربع المبلغ .. مرت الأيام وأنا أقطع الوعودلمدير المستشفى بأني سأدفع ما علي .. وفي يوم صرخ بوجهي مدير المستشفى قال أن قد مل من وعودي الكاذبة .. وطفح الكيل به .. بلحظات كان يتصل لشرطةخرجتُ من المكتب مهموم فقابلت دانيال بتلك اللحظة .. عندما جاءت الشرطة لتأخذني لسجن فكرت أني سأموت كولدي متعفن بالسجن .. لكن فوجئت بدانياليعترض الشرطة .. بلحظات وجدت رجال الشرطة تغادر المشفى .. ثم علمتُ أن دانيال قد دفع كل الديون علي ..نظر لها ثم قال تحدثُ كثيراً يا صغيرتي ..سألتهٌ بصدمة عن موقف دانيال النبيل فقالت- أكمل أرجوك .. ماذا فعل دانيال بعدها ..؟ - لم يتخلى عني .. كان يزورني دوماً لورشة النجارة مع صديقي .. كنتُ أنام هناك ..وهو كان سخياً معي بكل شيء تمنيت أن يكون لي ولداً شريفاً مثلهليس ولداً اتهم باختلاس اموال ضخمة .. عقدت حاجبيه تقول - شريفا !لازلت حتى الآن لا تفهم سبب تلقيبه بألقاب لا تناسبه كما ترى .. استمعت له يرد عليها- بل أكثر من ذلك .. - حسناً كيف وصلت إلى هنا ..؟ -رفضتُ الانتقال إلى أي مكان .. لكن مرة عاد دانيال ليجدني فاقد الوعي بتلك الورشة الصغيرة .. فنقلني لشقة ضخمة .. رفضتُ ذلك متعذراً بأنها بعيدة عن عملي .. فعرض علي ترك العمل .. اقسم أن يدفع لي الكثير من الأموال .. لكنني رفضت ..بالحقيقة يا ابنتي أنني كنتُ اعمل لأتسلى قليلاً ليس لكسب الرزق .. فأنا رجل عجوز لأملك سوى عملي يسليني طوال النهار .. لكن دانيال كان عنيداً .. لقد سد عذر المسافة التي تفصل بين عمليوالمنزل بانهُ اشترى لي منزل قريب من عملي .. لقد بحث طويلاً وكاد يفقد الأمل .. إلا أنهُ وجد هذا المنزل فجأة .. كادت أن تُقبل السيد برون على حله للغز الذي شغل فكرها طويلاً .. إذن هذا السبب لقد أصر على شراء المنزل هذا بالذات من أجل سلامة العجوز .. هل لهذه الدرجة يحبه ..لقد وعدها دانيال من قبل على ان يملاً البيت دفئاً وحناناً .. و الآن هي حقاً ليست نادمة .. شعرت بلحظة أنها تريد أن تضم دانيال لقد حفظ وعده بجداره .. تبسمت فجاةوهي تقول بدون شعور- شكراً لك سيدي .. تبسم لها قائل- كفي عن قول سيدي أرجوك .. لو وعدتيني بأنك ستزوريني دوماً فناديني بعمي .. ضحكت بسعادة وفرح وكم شعرت أنها تعرف هذا الرجل من سنوات قالت بابتسامة عريضة - بكل تأكيد أيها العم الطيباقتربت لتضمه إليها .. فتبسمت وهي تشعر بحنانه الأبوي قبل أن يداهما الصوت الرجولي الواثق- أرى ان هناك من ينافسني على حبك عمي ..
ابتعدت عن السيد برون بهدوء وهي بكل تأكيد تعرف صاحب الصوت جيداً ...و بلحظة أخذت تتأمل من جعلها تخرج من الجامعة بسرعة كي لا تراه . . راقبته يخلع حذائه و يتجه نحوهما هتف السيد برون مرحب - مرحباً بني .. جئت بالوقت المناسب تعال لأعرفك على ضيفتي ... بلعت ريقها بتوتر وهي تلمح نظرة السخرية الموجهة لها من دانيال .. تكلم السيد برون لسلين - دانيال يملك مفتاحاً إضافياً ... هزت رأسها بالإستيعاب .. ثم نظرت لدانيال بتوتر الذي كان بدوره يتبسم لسيد برون و تقدم بعينين خبيثتين نحو سلين قائل بتمثيل اتقنه ..- مرحباً حبيبتي .. صدمة حلت على وجه الجالسان .. أيلعب معها نفس اللعبة ؟ قعد على الأريكة على يسارها لم تكن الأريكة تسع ثلاث أشخاص .. لكنهُ جلس بمكان ضيق جعله يلتصق بها .. ثم نظر لسيد برون المدهوش وقبل أن يتكلم قال السيد برون- هل تعرفا بعضكما ..؟ اطلق دانيال ضحكة خفيفة .. امتلأت تسلية واضحة لسلين قال بعدها وهو يحدق بسلين - ألم تخبرك سلين .. امتلأت نظراته لؤم لسلين فاعطته نظرات رجاء أن لا يقول شيء تجاهلها وهو يحول نظراته نحو السيد برون .قائل- نحنُ مخطوبان ..بلحظات تعالت ابتسامة فرحة من وجه السيد برون .. احتضن دانيال ثم سلين وهو يبارك لهما بفرح ويتمنى لهما حياة سعيدة .. قال موجه كلامه لدانيال- هذا القرار الصائب دانيال .. ثم قال لسلين .. لماذا لم تخبريني سلين ..؟ اضطربت لأسباب لا تعرفها كل ما تعرفه أن هذا السؤال صعب للغاية و أن قرب دانيال منها اول عنصر ليوترها ساعدها دانيال قائل- كانت ستخبرك بكل تأكد .. نظر لسلين قائل بثقة .. صحيح ..؟ هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت - نعم .. نعم .. لكن لم أجد اللحظة المناسبة لأخبرك ..بالحقيقة ما كانت لتخبره بتاتاً لولا تدخل هذا الشاب .. حوط بذراعه كتفيها ممثل الحب أمام السيد برون ثم قال مخاطب العم- ألسنا مناسبين لبعض عمي ..؟ كانت تود ضربه على سؤال سخيف كهذا .. إلا أن السيد برون اطلق ضحكة ثم قال- بكل تأكيد ..لكن لنقل الحق لم اتوقع أنك ستقع في غرام فتاة بالتاسع عشر .. انزلت رأسها وهي تفكر بكلام السيد برون .. كان محقاً كيف لدانيال أن يغرم بفتاة صغيرة مثلها لازلت أحلامها وردية بريئة ..هي طفلة بنظرة قطع شرودها قول السيد برون لدانيال- أعتقد أنك تفضل عصير التفاح .. هز رأسه بالإيجاب .. مع أنهُ لم يكن عطشاً .. لكنهُ يعرف أن السيد برون لا يتنازل عن تضيف أحد ..هذه المرة قال السيد برون لسلين- هيا سلين ..احضري كأس العصير من الثلاجة لخطيبك .. من يديك مذاقهُ أطيب ..وقفت بعد أن تلقت ابتسامة منه .. وهي تشتم بنفسها المتطفل الذي لعب بعقل العم الطيب .. فتحت الثلاجة وصبت عصير التفاح في كأس .. حملتهُ بمللوسارت نحو الصالة .. كان يتحدث مع السيد برون بحماس .. عندما تقدمت نحو توقف عن الحديث .. ورفع نظرهُ لها .. مدت كأس العصير له قائلة- تفضل ..مد يده يأخذ كأس العصير ..ثبت عيناه عليها .. فشعرت بأنامله تلامس يده وهو يأخذ كأس العصير .. بحركة غبية أغمضت عينيها أمامهُ .. فتحتهما بسرعةلتجده يتبسم لها بسخرية واضحة ..شتمت نفسها .. ثم سارت تجلس بكرسي خشبي بعد حديث متواصل .. وقفت قائلة-سعدت بلقائك أيها العم .. يجب ان أغادر الآن ...بعد إلحاح من السيد برون على بقائها... اقنعته بانها ستزوره في اقرب فرصة .. قبل خروجها من المنزل .. رأت دانيال يقف يحدث العم .. فخرجت من المنزل بسرعة كي لا يلحقها .. ثم سارت بخطوات سريعة مبتعدة عن المنزل .. بعد لحظات ادركت أن هناك من يتتبع خطواتها توقفت تنظر خلفها لتجد من توقعت ..كان يسير خلفها دانيال .. صرخت عليه عندما اقترب نحوها قائلة بحنق- لماذا تلحقني ..؟ رد بهدوء احرقها - ومن اوهمك بذلك .. كما ترين أغادر مثلك أنا .. زمجرت بعصبية ثم قالت- أليس لذيك سيارة ..؟ تجاهلها وهو يسير قائل- جئتُ بسيارة أجرى .. اجابته المتجاهلة لها نرفزتها كثيراً فضلت الصموت مع شخص مثله .. سارت بخطوات سريعة حتى اصبحت تسير بجواره ثم اسرعت خطواتها حتى تقدمت عنهبلحظات وجدته يسير بجانبها توقفت عن المشي فتوقف معها قالت بعصبية- لا تتوقف معي دانيال واصل سيرك ...صمت بهدوء ينظر لها ثم قال ببرود نرفزها- لماذا أنتِ غاضبة ..؟ بسرعة ثائرة اقتربت نحوه تضربه بقبضة كفيها على صدره بكل قوتها .. لم يتحرك من مكانه لكنهُ اندهش من حركتها همس- ما بك ..؟- يا لك من لئيم .. كيف لك أن تخدع ذاك العم الطيب .. فرك بيده شعره ثم قال بملل- هل هذا ما يزعجك الآن ..؟ لاحظ عصبيتها فقال أردت أن يفرح السيد برون ولو قليلاًسألتهُ بعصبية- و هل ستفرح الناس بوهم دانيال ..؟ نزلت دمعتان من عيناها فقال بغرابة- ما سر هذه الدموع ..؟مسحت دموعها بظهر كفيها بألم .. اقترب نحوها وهو يقول- ماذا الآن ..؟رفعت عينيها لتصدم بقربه الشديد منها .. انزلت عينيها تنظر للأرض .. ثم قالت- لماذا غمرت العم برون بعطفك وحنانك ..؟ حرك رأسه مستفهاً ليقول- وما الغريب بذلك ؟ !وجدت نفسها تقول بجراءة - أنتِ تشخص سيء .. والسيؤون لا يحسنون لأحد ابتسم بسلية ثم قال-ربما ... لسيؤون درجات .. كاد أن يضحك من عصبيتها فاكمل بجدية بالحقيقة العم برون هو من غمرني بعطفه وحنانه بعد أن فقدتهما ..سألتهُ بفضول - وكيف جرى ذلك ..؟ كيف للعم برون أن يعوضك عن هذا .. لا اعتقد أنك فقدت الحنان دانيال فوالدتك و عمك بجواركسار فلحقته هي هذه المرة رد بألم كبته بصعوبة- لا .. العم برون هو أسرتي الحنونة ليس الأسرة التي ارتبطت بي بالاسم فقط ..وجدت نفسها تهمس- والدتك تحبك رد بسخرية- تحبني وأحبها .. لكنها تبقى خائنة على كل حال ..صرخت بعنف عليه - لا تقل ذلك .. أنا اتمنى أن تكون أمي على قيد الحياة .. قالت برجاء لماذا تقول ذلك .. ؟ أرجوك اخبرني .. .صدمت عندما برق شيء من الألم أو الذكرى السيئة من عينيه وجدته فجأة يسرد حاكيته بصوت خالي من المشاعر صوت يشعر بالحقد - والدتي من عائلة فقيرة جداً فقدت والديها.. تربت تحد يدين عم حقير لا يعرف سوى شرب الكحول بكافة أنواعها . كان يكسب المال بأبشع الطرق .. فور أن تخرجت من الثانوي بصعوبة لا توصف بتلك الظروف .. اضطرها عمها بالعمل في المطاعم كنادلة حيث كان ذاك المطعم المفضل لوالدي كان يزوره دوماًوفي كل مرة يراها ...تطورت علاقتهما اكثر .. أحبا بعضهما بشدة .. وعندما أراد عمها أن يزوجها على رجل عجوز لا يقل نذالة منه .. هربت لقصر جدي .. وعندما رأها أبي .. عرض عليها الزواج .. فقبلت ..كانت فتاة في الثامن عشر .. عندما عرف جدي بالخبر .. جن جنونه. اقسم على أنهُ سيتبرى من أبي .. وكان ذلك .. اتبع أبي أمي .. وتزوجها و أسس حياته من الصفر .. فتح شركة تليها عدة شركات ضخمة بعد أن حرم من مال والده جميع العلاقات كانت مقطوعة مع عائلة أبي سوى عمي كاسبر الشقيق الأكبر لأبي .. هو الوحيد الذي لم ينسى أبي ..ولم تكتفي الصدمات هكذا فبعد أنجابي تعرضت والدتي لعجزها عن انجاب أي طفل آخر .. تبسم بسخرية على دهشتها ثم اكمل .. والدي لم يأبه لذلك غمرني بحبه متناسي أنهُ لن ينجب طفلاً آخر غيري .. كان بإماكنه أن ينفصل عن أمي لأجل الأولاد لن يلومه أحد في ذاك الوقت لكنهُ رفض ..كرس كل حياته من أجلي .. علمني الموسيقى و كان أول من يكتشف موهبتي في الموسيقى.. حرص على إدخالي أفضل المعاهد الموسيقية .. تحت يدين افضل المدرسين .. بينما أمي كانت لاهية بحياة الرفاهية .. لا انكر أنها غمرتني بحبها لكنها كانت تفضل دوماً السهرات و إقامة الحفلات على الخروج نزهة مع ابنها و زوجها ..صمت فسالتهُ- متى مات ..؟ وكيف .. ؟- بعد تخرجي من الثانوي مباشرة .. كان مريضاً في المستشفى .. يومها حصلتُ على علامة عالية احرزت المركز الأول .. لم افكر أخبار والدتي بتاتاً على ذلك .. أول شيء فعلته .. هو أنني هرولت سعيداً نحو المستشفى .. ركضت أريد أخباره .. فوجدت الصحافة منتشرة بالمستشفى .. وجدت أمي منهارة على الأرض تبكي .. سألتهم فلم يجبني أحد .. كدت أجن .. رفعت عينين نحو شاشة التلفاز .. فعرفت كل شيء .. والدي مات عندها ..ارتجفت من الألم القادم من صوته .. فقالت بتردد - اكمل أرجوك ..- البقية مؤلمة .. لأن بعد ذلك ظهرت عائلة والدي تتطالب بأملاكه .. تطالب بي كحفيد لابنهم .. أمي خافت كثيراً .. كنتُ في الثامن عشر .. وعدتها بالحماية اقسمت لها على أن أدفع حياتي لحمايتها وحماية جهود والدي .. لكنها لم ترد علي .. فاستمعت أنا يوماً لمكالمة كانت بينها وبين عميعرض عليها الزواج بمقابل حماية الأسرة والمال .. لم اصمت صرخت اترجاها أن لا تفعل . . قلتُ لها تزوجي أي رجل .. لكن لا تدفنيذكرى والدي بزواجك من أخيه قلتُ لها أنها ستقتلني لو فعلت .. لكنها قالت بجفاف بأني لا استطيع حماية الأموال فأنا بالناهية سألتحق بكلية الموسيقى وأنسى الورث ..قلتُ لها بأني لو لم استطع فلتذهب الأموال إلى الجحيم الأهم أبي .. صمتت كعادتها .. وعندما عدت في إحدى الليالي إلى القصر .. وجدتها تبتسم لي بألم قائلة أنها .. تزوجت بكاسبر .. طعنات قوية شعرت بها .. فوالدي كان كريماً حينما ضحى بإنجاب الأطفال من أجلها .. فيما تخلت عنهُ هي من اجل المال .. - ماذا فعلت بعدها ..؟رد بثقة- في تلك الليلة همستُ لها .. أنها قتلتني.. همستُ بأن تنسى ولدها السابق .. قلتُ لها بأنها خسرتني و أنها لو رأتـني دانيال جديد فهي من صنعتني مجدداً و لأول مرة لم أهتم لدموعها بتاتاً .. صعدتُ لغرفتي .. وبدأت أعزف مع أداتي الوحيدة . ..و مع كل ذلك لا استطيع أن اكرهها بتاتاً .. أحاول بقدر الإمكان إسعادها لكن من غير نفس لا اشعر بالسعادة عندما افعل ذلك .. فقط اشعر أنها بحاجة لابتسامة منيسكت فعرفت أن كلامه انتهى بدا حزين لأول مرة لقد تذكر كل تلك الأيام عاش بألم قوي .. ربما يكون مبالغ بعقابه لوالدته .. لكن وجدت أن السيدة رابينا جرحته رغماً عنها .. قال بعد سكوت استمر دقائق- لكل منا حكاية لن أبالغ لو قلت أنها مؤلمة كثيراً.ماذا عنك سلين..؟-ماذا عني ..؟ ! .. تعرف كل شيء دانيال ..- أحب ان اسمعه من فمك .. نظرت له بغرابه لكنها قالت باختصار فحياتها ليس مقسمة لعدة اجزاء مثله - أمي لم تحكي لي يوماً كيف التقت بأبي .. منذُ صغري كانت تدافع عنه .. تخبرني أنهُ مسافر .. لكن عندما كبرت سمعت اسم والدي على التلفاز.. كدتُ اجن كنتُ في العاشرة من عمري .. ركضت لوالدتي أخبرها بأن أبي قد عاد ..سنحصل على عنوانه بسهولة .. لكنها بكت كثيراً . . وأخبرتنيأنهُ لم يسافر بل تخلى عني وعنها .. منذُ تلك اللحظة كرهته كثيراً .. تحطمت آمال طفلة صغيرة بشوق لرؤية والدها زرعت حقداً وكرهاً .. وحقاً واصلتحياتي ونسيت وجوده .. وتعرف أنت كيف ظهر لي ..اكملت بسخرية كذلك من أخبره عني ..تجاهل تلميحها الساخر الأخير قائل- حسناً . . أليست هذه فرصة لتعويضك عن حنان والدتك ..؟ ردت بعصبية وانفعال - احذر أن تقول ذلك .. فهو لا يساوي شعرة من شعرات والدتي الحنونة .. ليس هو من سهر الليالي يحيك الملابس ويصنع الدمى ليبيعها بأقل الأثمان لتوفير الراحة ليوالدتي فعلت أشياء كثيرة من أجلي .. لا يمكنني عدها .. حتى أنها باعت مجوهراتها لأدخل المدرسة و لشراء الدواء لي عند مرضي ..وجد أن قلبها حاقد مثله .. أو ربما أكثر قال- استمعتي لوالدتك ..فلتستمعي لوالدك أيضاً .. اعطيه فرصة واحدة .. صدقيني حنان الأب لا يعوض .. رفعت نظرها له لتقول بثقة- أيضاً حنان الأم لا يعوض .. أنت كذلك فلتستمع لوالدتك .. قبل أن تحدثني.. على الأقل هي لم تتخلى عنك .. قامت بعدة أخطاء فقط ..أتمنى أن نغلق الموضوع لأننا سنصل لبوابة مسدودة دانيال ... - ربما .. أنتِ على حق ... سارا قليلاً .. و بلحظة تذكرت موقفها معه بالجامعة .. لم ينتقم بعد هل نسي .؟. تمنت أن يكون ذلك .. لكنها استغربت .. فمن المستحيل أن ينسى عقله شيء .. سمعته يقول خلفها - لنركب سيارة أجرى .. سأعيدك للمنزل .. توقفت لتنظر له .. حركت رأسها بعدم الاقتناع ثم قالت بمرح- ما رأيك بركوب الحافلة ..؟رفع حاجبيه مندهشاً قائل- الحافلة ..!هزت راسها بالإيجاب بمرح.. بلحظة عفوية نست من يكون وامسكت كفه قائلة - موقع الحافلات ليس بعيداً ..احكمت الامساك بيده كأنها تخشى هروبه .. بدقائق مرت كان يركب الحافلة معها .. آخر مرة ركب الحافلة كان في الثانوية .. قعدت على المقعد .. الذي بجانب النافدة فقعد بجانبها ..تأمل المكان شعر بغرابة أن يركب الحافلات أمر غريب.. ابتسم على سعادتها وهي تنظر عبرالنافدة للخارج ..كانت منسجمة بالجو الخارجي .. والوقت كان مناسباً حيث كانت xxxxب الساعة على الخامسة مساء ..شعرت بيدين تعبث بشعرها .. وفجأة احست بربطة شعرها تنفتح .. انسال شعرها على كتفيها كالشلال .. بسرعة نظرت لدانيال بدا يتسلى بشعرها بمتعة .. عقدت حاجبيها بانزعاج .. و هي ترتب خصلات شعرها مدت يدها تقول له - اعطني ربطة الشعر ..حرك رأسه بالنفي .. فزمجرت غاضبة.. عندما دس ربطة الشعر بجيبه .. متسلي بالتغيرات التي تتطرأ عليها قال بعدها - تناولتي الغداء .. ؟ حركت راسها بالإيجاب فرك بيده شعره ثم قال - إذن أضعتِ فرصة لتناول الغداء معي .. رمقته بنظرات حادة .. ثم اعادت رأسها نحو النافدة قال- هل أنتِ طفلة ..؟ تذكريني بهم كثيراً .. يحدقون بالنافدة كلما ركبوا السيارة ..لم تنظر له لكنها قالت بحنق- أنت العالم كله بالنسبة لك طفلاً ..أحست بضحكته الخفيفة التي كتمها .. ثم قال- حسناً .. ما رأيك بالتجول اليوم في المجمع .. لنشتري ثوب لحفل الخطوبة .. قالت بحنق -أنا متعبة .. أريد العودة للمنزل ..- اه .. كما تشائين .. صمت ثم قال حسناً ما رأيك بالمثلجات ..؟بسرعة التفتت له غير مصدقة .. وبتهور قالت- بكل تأكيد ..عقدت حاجبيها عندما اطلق ضحكة قوية لم يستطع كتمانها .. ضحكة خالية من السخرية ..قال من بين ضحكاته- هل المثلجات من جعلتك تتركين مشاهدة الطريق لتحدقي بي .. ؟ حولت نظراتها لحقد نحوه فقال بخبث- على كل حال أنا لا أملك المال .. لن اشتري لك أي قطعة من المثلجات - لا أريد منك .. روك سيشري لي ذلك .. لم تعرف كيف ذكرت روك بتلك اللحظة .. إلا ان دانيال بعدها صمت .. أرتكأ على مقعده بهدوء .. وكأنه لم يكن يتحدث معها ...وصلا للمكان المطلوبفنزلت ولحقها دانيال .. سارت نحو الفلا وهو يتتبع خطواتها بهدوء عندما وصلت التفتت له فوجدته واقفا داساً كفه بجيبه قالت.. - هل ستدخل .. ؟ حرك رأسه بالنفي .. ثم قال - تفضلي ..اكمل ببرود سنتواصل من أجل حفلة الخطوبة .. أتمنى أن تكوني بارعة بالتمثيل كما ابدعتي اليوم بالجامعة ..بلعت ريقها بتوتر .. فيما اضطرب شكلها مما جعله يقول بسخرية - ما بك ..؟ .. على كل حال لم انسى عقابك بعد أيتها الصغيرة ...تركته و سارت بخطوات اشبه من الركض نحو الفلا .. لم تنظر حتى لسيد شارلي .. الذي كان يحدثها .. صعدت نحو غرفتها ورمت نفسها على السرير .. استنشقت قليلا من الهواء بعد أن شعرت بأن الأكسجين قد أختفى .. قفزت بعدها تأخذ حماماً ساخناً .. حل المساء بمرور الساعات .. لازلت بغرفتها .. تحدق بالتلفاز بملل .. بعد أن ملت من استخدام الحاسوب.. طرق باب غرفتها فجأة فهتفت - تفضل ......دخلت سيدرا بابتسامة عريضة .. فرحت عندما رأت سيدرا تدخل .. اطلقت شهقة عندما رأت علبة كبيرة من المثلجات تحملها سيدرا قالت سيدرا بمرح- انظري ماذا احضرت لك ..؟نطت من على الأريكة .. نحو سيدرا .. ألتقطت المعلقة من يدها وفتحت علبة المثلجات دون تردد .. بالفروالة .. بدون تردد تذوقت المثلجات كأنها لم تتذوقها من قبل .. هتفت بسعادة- مذاقها لذيذ .. اكملت بحماس ماذا تنتظرين سيدرا تعالي وشاركيني .. اطلقت ضحكة وهي تقول - لو عرف السيد دانيال بسعادة خطيبته لأحضر ثلاجة من المثلجات لك..كادت ان تختنق فجأة.. بدون شعور رفعت نظرها نحو سيدرا ففوجئت بها تقول- أحضرها السيد دانيال قبل قليل .. أوصاني بأن أعطيك إياها.. رن هاتف سيدرا بتلك اللحظة عندما حدقت بالشاشة قالت- ساعود بعد دقائقخرجت سيدرا كالبرق .. فيما ظلت سلين تحدق بعلبة المثلجات بهدوء .. لكنها لم تأبه لشيء .. أنهُ ثاني شاب بعد روك يهديها المثلجات .. لكن من دانيالقيمتها غريبة .. وجدت نفسها تلتهم الكثير .. العلبة كانت كبيرة ومن افضل أنواع المثلجات شهرة في العالم .. كانت تتذكر ان هذه النوع سعره باهضفبكم ستكون هذه العلبة الكبيرة .؟. تناولت حجم كبير لغير عادتها ثم وضعت العلبة بعدها بالبراد ..وهي تعد نفسها انها ستنهيها في الغد .. مسحت فمها بالمنديل علىصوت انفتاح باب غرفتها .. حدقت بسيدرا المرتبكة همست قائلة- ما بك سيدرا ..؟ تقدمت نحوها تقول - سلين .. لنفعل شيء .. السيد روك يقف خارج الفلا لم تستطع كتم شهقة قوية - روك ! ........تم ^ـــ^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 09:26 PM

[frame="9 80"]البـــــــــــــــــــــــــارت العاشر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أغــــــــــــــــــــــــــــــــــار

...............................................
حل المساء بمرور الساعات .. لازلت بغرفتها .. تحدق بالتلفاز بملل .. بعد أن ملت من استخدام الحاسوب.. طُرق باب غرفتها فجأة فهتفت - تفضل .....دخلت سيدرا بابتسامة عريضة .. فرحت عندما رأت سيدرا تدخل .. اطلقت شهقة عندما رأت علبة كبيرة من المثلجات تحملها سيدرا قالت سيدرا بمرح- انظري ماذا احضرت لك ..؟نطت من على الأريكة .. نحو سيدرا .. ألتقطت المعلقة من يدها وفتحت علبة المثلجات دون تردد .. بالفروالة .. بدون تردد تذوقت المثلجات كأنها لم تتذوقها من قبل .. هتفت بسعادة- مذاقها لذيذ .. ماذا تنتظرين سيدرا تعالي وشاركيني .. اطلقت ضحكة وهي تقول - لو عرف السيد دانيال بسعادة خطيبته لأحضر ثلاجة من المثلجات ..كادت ان تختنق فجأة.. بدون شعور رفعت نظرها نحو سيدرا ففوجئت بها تقول- أحضرها السيد دانيال قبل قليل .. أوصاني بأن أعطيك إياه .. رن هاتف سيدرا بتلك اللحظة عندما حدقت بالشاشة قالت- ساعود بعد دقائقخرجت سيدرا كالبرق .. فيما ظلت سلين تحدق بعلبة المثلجات بهدوء .. لكنها لم تأبه لشيء .. أنهُ ثاني شاب بعد روك يهديها المثلجات .. لكن من دانيالقيمتها غريبة .. وجدت نفسها تلتهم الكثير .. العلبة كانت كبيرة ومن افضل أنواع المثلجات شهرة في العالم .. كانت تتذكر ان هذه النوع سعره باهضبكم ستكون هذه العلبة الكبيرة .. تناولت حجم كبير لغير عادتها ثم وضعت العلبة بعدها بالبراد ..وهي تعد نفسها انها ستنهيها في الغد .. مسحت فمها علىصوت انفتاح باب غرفتها .. حدقت بسيدرا المرتبكة همست قائلة- ما بك سيدرا ..؟ تقدمت نحوها تقول - سلين .. لنفعل شيء .. السيد روك يقف خارج الفلا اطلقت شهقة قائلة- روك ! ردت بارتباك - يصر على مقابلتك أخشى أن يراه دانيال .. اقنعته أن يغادر لكنهُ رفض بسرعة هرولت سلين نحو الشرفة ... لمحتهُ يقف خارج الفلا .. لم تستطع العودة بل ظلت تحدق به .. شهقت عندما رآها .. أشار لها بيده .. فحركت رأسها بالنفيأرادت أن يفهم انها لا تستطيع النزول لتقابله .. لكنه صرخ بصوت عال - لن اغادر حتى أراك ..شهقت خوفاً أن يسمعه أحد .. هي الآن تعتبر خطيبة لدانيال .. دخلت لغرفتها فستقبلتها سيدرا تقول باضطراب- ما الذي يريد منك ..؟ أنتِ ملك لغيره سلين ..شعرات بطعنات قوية من سيدرا .. أنها لا تعرف شيء ..هي تقتلها عندما تملكها لدانيال .. فركت يديها بتوتر و هي تمشي في الغرفة ذهاباً و إياباً تفكر بحل .. توقفت فجأة وهي تشعر بكل الأفكار تتداخل برأسها .. رفعت نظرها نحو سيدرا حدقت بها لثوان ثم همست- سأقابله .. تقدمت نحوها سيدرا تقول بعدم فهم- ماذا تقولين سلين ..؟ ! .. يبــد..قطعتها سلين قائلة - لا يوجد شيء مما تفكرين .. هو صديق فقط .. !ارتدت معطفها وهي تختم جملتها .. لبست حذائها وقبل أن تخرج استوقفتها سيدرا تقول ..- ستخرجين إلى الخارج ..! .. ماذا عن حصار السيد شارلي لك ..ابتسمت لها بثقة قائلة- لا تأبهي لذلك .. لن يقول شيء ..نزلت السلالم بسرعة .. قبل أن تخرج من الفلا .. استوقفها صوت السيد شارلي يقول بثبات- إلى أين سلين ..؟توترت لكنها أخفت ذلك بابتسامتها المتصنعة قالت - ساتمشى قليلاً .. حدق بها بشك فاكملت لا تقلق لن اهرب .. لقد بت أعتاد على هذه الفلا ..تركت السيد شارلي مذهولاً من جملتها الأخيرة .. لقد تعمدت قول ذلك لتشغله قليلاً بالتفكير بها .. كانت تنظر خلفها كاللصوص تماماً .. فور أن خطت أول خطوة خارج حديقة الفلا .. لمحت روك يقف يحدق بشرفة غرفتها من الأسفل .. توجهت بخفة نحوه .. عندما أحس بالخطوات حرك نظره نحو الحركة .. رسم ابتسامةعريضة غير مصدق عندما رآها جاءت له بقدميها .. تأكد من ظنونه الآن .. هناك شيء هي ليست خطيبته .. شعور يخبره بذلك .. تبسم واقترب ليضمها لكنها ابعدتهعنها همست .. - أخشى أن يرانا أحد ..شعرت بيده تنقبض على ذراعها بلطف .. بسرعة كان يغير طريقه داخلاً حارة أخرى ..تنفست عندما وجدت المكان خالي من البشر .. قبل أن تقول شيء هتف بعينين تبرق ..- اشتقتُ إليكنبرة صوته أخافتها قليلاً .. لكنها لم تأبه حدقت به ثم قالت بارتباك- ماذا تفعل هنا روك ..؟ ماذا لو رآنا أحد ..؟- لا يهم .. قالت مؤكدة- لكنهُ يهمني ..شعرت أنها جرحته من نظرة عينيه التي ذبلت فجأة.. صمتت فقال بانفعال ..- ماذا سلين ..؟ ..تخشين أن يراك معي ..هتفت مدافعة بدون شعور- لا ..توسعت عينيه فجأة .. فيما لمحت بريق انتصار مر بعينيه الزيتية التي تبيت مع ضوء القناديل البرتقالي المنـتشر بالحارة .. امسك بكفيه كتفيها بدون تصديق ثم همس - لستِ خطيبته ..لم تستطع رفع عينيها لتحدق به .. شعور الخجل من كذبتها كذلك شعور الخوف من إخباره الحقيقة .. هزها وهو يقول بدون صبر- أرجوك .. قولي شيء .. اهتفي بأنهُ لا يعني لك شيء ..لا تخافي أنا معك .. انفعل مكملاً ..أنتِ لستِ له صحيح ..؟ !انزلت عينيها تنظر للارض .. وجدت نفسها بدون شعور تهز رأسها بالإيجاب.. لن تحتمل أكثر قرب روك هو الأهم .. بشجاعة ممزوجة بالتردد رفعت عينيها لتنظر لعينيه صدمت بالبريق الخاص بعينيه ذكرها بأول لقاء بينهما .. تبسم وهو يهمس- كنتُ أعرف .. لازلتِ أطهر من رأيتها..همست فجأة- لكنني خطيبته !لمحت التعجب من عينيه لم يعد يفهم شيء .. قبل أن تمحى نظرات عينيه الفرحة تمتمت- أمام الناس فقط !حرك رأسه غير مستوعب فيما مرت عينيه عليها بغرابة ثم قال- لا افهمك .!. ولا استطيع فهمكتبسمت له بهدوء .. ومع صوت فحيح الأشجار همست- لا داعي لأن تفهم .. لنقل أنها محض صفقة كنتُ ضحيتها ..ارتفعت يديه لتضم خديها بلطف .. تبسمت براحة .. و ودت الحضاء بحنانه اللطيف .. عما الهدوء بين الطرفين للحظات .. سمح كل طرف للآخر التحديقبملاح بعضهما البعض بحرية .. لم تكن تعرف أي نظرة كانت تلمحها من روك .. هل اشتاق لها بهذا القدر ..؟ .. لقد كانت معهُ البارحة .. تبسمت فجأةعندما تذكرت ليلة البارحة مما جعله يقول- ما بك ...؟ اكتفت بالرد بابتسامة اكبر كادت أن تتحول إلى ضحكة خفيفة فقال بخبث .. هل تذكرتي وعدك البارحة لي بالحصول على هاتف نقال اليوم ..؟اطلقت ضحكة خفيفة فقال - حسناً أخبريني .. صمت فقالت- ماذا ..؟رد مفكراً- اممم .. . . هل اشتقتِ لي ..؟اطلقت ضحكة عذبة ثم قالت - اممم دعني أفكر .. رد بلؤم ممازح - أيتها اللئيمة لقد اشتقتُ لكِ كثيراً ..بدون شعور وجدت نفسها تضحك .. و ترفع يديها خلف رقبته لتشبكهما برقة عفوية.. فيما شعرت بيده تنزل من على خدها لتستقر خلف ظهرها ...جذبهانحو صدره بحنان .. نزلت يده الأخرى من خدها لتستقر على شعرها برقة أخذ يلعب بشعرها لثوان .. مستمتع بقربه منها .. مال ليهمس بأذنها ..قبل أن تفاجئه يدين انتزعت سلين منهُ بالقوة .. انتفضت فجأة .. ثم ارتفعت عينيها لتحدق بدانيال .. اطلقت شهقة ذعر عندما تلقى دانيال ضربة قوية من روك تفادها لكنه وقع بالوحل حيث سقط على الأرض ليخبط رأسه بصخرة .. بسرعة كالبرق وقف كالنمر .. صرخت وهي تحدق به يرد الصاع صاعين لروك بقبضة يده التي ضربت أنف روك بقوة ... لم تعد تحتمل اكثر اقتربت نحوها بمجازفة صرخت برجاء- يكفي .. حدقت بدانيال الذي بدأ بالاشتباك بمعركة قوية فيما لم يكن روك اضعف منهُ نهائياً .. بدأ كل واحد منهم يفرغ طاقته بالآخر دون اهتمام لشيء .. وجدت أن نهاية هذه المعركة الشرسة نهاية مؤسفة لأحد الطرفين فصرخت على دانيال برجاء- دانيال .. ابتعد عنه .. أرجوك .. نزلت دموعها الحارة على خديها ثم التفتت لروك صرخت .. روك كون عاقلاً .. لستما اطفال .. بحق الله توقفوا عن القتال ..استمعت فقط لصراخ روك الذي كان يقول لدانيال بقهر ممزوج بالحقد - أيها الوخذ .. ليست خطيبتك .. بينما كان الآخر يرد باختلاف عن روك حيث لم يرفع صوته لكنهُ حافظ على الغضب الشديد بنبرة صوته- علاقتي معها ليس أمر يخصك ظلت تصرخ لكن لا حياة لمن تنادي .. فور أن اقتربت اكثر لتمنعهما من القتال حتى شعرت بضربة اوقعتها على الأرض .اطلقت صرخة مع أنها لم تشعر إلا بالقليل من الألم .. جلست على الأرض تبكي منهارة .. ما الذي يحدث بحق الله .. ؟ شابان يتقاتلا من أجل ماذا ..؟ .. لا تفهم شيء .. اطلقت شهقة عندما لمحت جرح بذراعها .. بالحقيقة لم تكن تشعر بالألم لكن وجود نقطة دم بذراعها كان كافياً لشعورها بالجنون .. منذُ طفولتها تكره الدم .. لم يرعبها الخدش السطحي علىذراعها كما أرعبها رؤية قليل من الدم عليه .. اجهشت بالبكاء كالأطفال .. فيما شعرت بالخطوات السريعة تتقدم نحوها بسرعة .. - سلين .. سلين ..هتفا بنفس اللحظة .. رفع كل منهما نظره للآخر بتعابير حاقدة ألتقت عينيهما .. ثم أشاح كل منهما نظره بلمح البصر ليوجه نظره نحو سلين .. عينين روك كانت تحدق بها بخوف و بقلق بندم على ما فعل .. بينما العينين الآخرتين كانت باردة جداً خالية من المشاعر .. بصوت باكي همست- توقفا أرجوكما .. فليرحمني أحد .. امتدت يدين روك لترفع ذراع سلين بعد أن لمحها تحدق بذراعها مذعورة .. وجد خدش بسيط لكنهُ أراد أن يتأكد قائل - هل تؤلمك ..؟ لم ترد عليها لأن دانيال كان قد انتزع ذراعها منه وهو يوقفها بهدوء ساعدها على الوقوف محاولاً أن لا يكون قاسياً .. هتف- لنغادر .. دعيني اوصلك للمنزل لم ترد عليه كانت منشغلة بالدم و الخدش على ذراعها .. فيما لم تلحظ نظرات روك التي تحرق دانيال .. تمنى أن يكون محل دانيال .. أن يساعدها هو ..ذاك القاسي لن يساعدها .. تمن أن تناديه .. لن يتردد الآن لحظة بانتزاعها من بين يدين دانيال .. لكنهُ على كل حال قد قام بإخافتها الليلة . . لا يريد أيقتال بينه وبين دانيال فالثمن هي سلين على الأقل لقد اطمئن أنها ليس له .. أدخلها حديقة الفلا و هو منزعج من مشيها البطيء هتف بنفاد صبر عندما توقفت عن المشي - هل تستطيعين إكمال الطريق ..؟حركت راسها بالإيجاب لكنها همست- السيد شارلي ..رد بعد أن فهم مخاوفها بأن يراهما معاً وبهذه الحالة رأسه ينزف بالدماء بينما ابنته تعرضت لخدش صغير .. كان يدرك أن هذا الخدش سيكون كالجرح العميق عندما يراه السيد شارلي لشدة خوفه على ابنته ..همس قائل- هو في مكتبه حالياً .. سارت معه بعدها .. صعدت السلالم ثم اوصلها لغرفتها .. فتح الباب ليصدم بوجود سيدرا .. كانت تنتظر سلين بفارغ الصبر .. لكنها خجلت عندما رأتدانيال يدخل الغرفة مع سلين .. انزلت رأسها للاسفل غير ملاحظة لدماء دانيال واعتذرت وهي تخرج من الغرفة بسرعة .. تحركت سلين لتجلس على سريرها رفعت رأسها تنظر لدانيال الذي لا يزال واقفاً يحدق بها اطلقت شهقة ذعر .. وهي توجه اصبعها نحو رأسه بعينين خائفتين مفتوحتين .. جعله يندهشويرفع أصابعه ليمررها في شعره.. انزل أصابعه فعرف سبب كل هذا الذعر وجد الدماء تغطي أصابعه .. هتف قائل- هل يمكنني دخول الحمام ..؟حركت رأسها بالإيجاب .. فاستمعت لصوت خرير المياه دليل على فتح صنبور المياه .. توقف صوت المياه فادركت أنهُ سيخرج .. خرج بعدها ففوجئت بشعره المبلولقام بغسل الدماء غير مبال بأن هناك جرح ينزف في رأسه .. شعره كان متلاصق ببعضه البعض بفعل المياه .. بدأ منظره جذاباً مع قطرات المياه التي تداعبوجهه وخصلات شعره ..لم يكن وجهه قد تعرض لكدمات زرقاء ..عندما لمحت المياه في رأسه و وجهه قفزت من مكانها و توجهت نحو دولابها فتحتها ثم اخرجت شيء .. هتفت بأمر قائلة - اجلس ... لم يتوجه نحو الأريكة .. سار ليجلس على سريرها .. بلحظات تقدمت نحوه وهي تعطيه منشفه صغيرة .. تناولها من يديها بهدوء و أخذ يفرك بها شعره ..ارتعبت عندما لمحت المنشفة البيضاء يتحول لونها إلى اللون الأحمر .. بينما هو لم يكن يبالي بشيء .. نسيت ذراعها وهبت كالأعصار داخله الحمام .. بحثت بعينيها عن علبة الأسعاف الأولية .. أخذت الأغراض الهامة .. ثم اقتربت نحو دانيال جلست على الأرض أمامه .. وجدها تفتح الأدوية بعناية ..فقال بشك مما ستفعله - ماذا تفعلين ..؟رفعت نظرها نحوه بلؤم قائلة- أنت حقاً مجنون .. بدون شعور أخدت تمرر أصابعها في شعره .. شعره الكثيف كان يغطي على الجرح .. استقرت أصابعها في رأسها من الناحية الخلفية .. فاطلق تأوه بسيط ..ابعدت اصابعها بسرعة .. فصعقت بأصابعها البيضاء مطلية بلون الأحمر .. كان يحدق بها بغرابة من التغيرات التي تظهر على وجهها .. بسرعة صعدت السريروهي تحمل الأدوية ولأول مرة لم تكن تخاف الدماء..خلف ظهره استقرت .. أخذت تعقم الجرح الذي كان ينزف بغزارة .. لكنهُ لم يبدو كسراً فهي تتذكر ما علمته والدتها عن الطب من خبراتها في الدورة الطبية التي درستها والدتها.. تمتمت وهي تعقم الجرح- أنت مجنون .. وتود الموت ..حاول أن يبعدها عنه ليقف .. لكنها اعاقت حركته عندما ضغطت على الجرح فاطلق تأوه وعجز عن الحراك فهتفت بانفعال كتمته لكنهُ ظهر من صوتها ..- تريد الموت .. و أنا لن اسمح لك بذلك ..هتف بألم واضح-تبالغين .. . أخذت تكمل تعقيم الجرح .قالت بجدية ممزوجة بالخوف- لا اعرف كيف هي الطريقة الصحيحة لتعقيم جرح كهذا .سأفعل ما استطيع من الضروري أن تذهب لطبيب سألها فجأة بهدوء داعب صوته قلبها حينما قال- هل تخشين علي ..؟اضطربت من الشعور الذي يسيطر عليها بقربه .. هي حقاً تخاف عليه .. كثيراً .. حركت رأسها بالنفي لا هي لا تخاف عليه .. لا يهمها اطلق تأوه ثم قال بنفاد صبر- أنتِ من سيقتلني ..كوني لطيفة بتعقيم الجروح .. لاحظت أنها تضغط على جرحه بالقوة .. صمتت وهي تضع اللاصق ليغطي جرحه من الهواء .. شعرت بأنفاسه مع سكوتها .. بتوتر أخذت تغلق الأدوية بهدوءتذكرت بلحظة أنهما بغرفتها معاً .. ولا يوجد أحد معهما ..أيعقل أن خوفها عليه أنساها ذلك .. بتوتر أرادت النزول من على السرير..و قبل أن تنزل .. شهقت عندما امتدت يده حول ذراعها .. اغمضت عينيها برعب .. و كأنها ستهرب عندما ترى الظلام .. شعرت بجسدها مستلقي على السرير .. فتحت عينيها ببطء .. لتصعقبه جالساً في وسط السرير أدار رأسه نحوها فارتجفت رعباً .. فكرت بأشياء غبية .. بسرعة ضمت جسدها .. وتراجعت لطرف السرير دون الصراخ .. فقط بيعينين مرعوبة .. صدمت بظهر السرير فيما ظهرت ابتسامة تسلية على دانيال عندما مال عقله لتفكيرها .. أقترب نحوها ببطء وهو يحمل شيء بيده لم تلاحظه من رعبها الذي لم يتحول لصراخ .. عينيها المرعوبتان كانت تحدق به.. عندما شعرت بأنفاسه الحارة قريبة منها و جسده يمتدد نحوها اغمضت عينيها بذعر و حينما همس بصوت كفحيح الأفعى قائل- دوري الآن اطلقت صرخة خفيفة .. وبدون شعور رفعت كفيها تغطي وجهها .. - لا ابتعد عني .. هدأ جسدها المرتجف قليلاً .. عندما تخلل لمسامعها ضحكته المكتومة .. شعرت بأنفاسه تتراجع قليلاً إلى الوراء .. فتحت عينيها ببطء .. و هي تشعر بيده تزيح كفيهاعن وجهها .. هذه المرة قلبها دق من ابتسامته التي اظهرت اسنانه البيضاء .. كان يضغط على اسنانه بقوة كي لا ينفجر بالضحك .. بلحظات داهما سؤال ..لماذا يحرمها من سماع ضحكته العذبة ..؟ .. لكنها نفضت تلك الأفكار .. اقرب وجهه من وجهها ومال يهمس بأذنها بصوت مليئ بالضحك- دوري بتعقيم جرحك .. صمت قليلاً ثم همس مجدداً .. حمقاء .. ابتعد عنها قليلاً .. ثم نزل من على السرير من الجهة الأخرى .. و سار نحو سلين .. جلس على الأرض بجانبها .. لازلت متجمدة بمكانها تشعر بكمية غبائهاوسداجتها تلون وجهها بلون الأحمر احراجاَ..هي لا تلومه حقاً هي حمقاء ..! .. شعرت بيده تمسك ذراعها و تحدق بالجرح - امم .. جرح صغير .. سطحي .. لكن من الضروري تعقيمه..لمحت الأهتمام بعينيه ...شعرت أنهُ يملك الخبرة في الطب .. وضع العطب المعقم على الخدش .. مرره بخفة فاطلقت صراخ كالأطفال - مؤلم ..رفع عينيه يحدق بتألمها الظاهر على وجهها .. شعور أخبره أنها كاذبة .. من المستحيل أن تكون هكذا كالأطفال .. حاربته بقوة لتحرر ذراعها من يديهلكنهُ تجاهلها وأخذ يعقم الجرح همس متجاهل صراخها- كاذبة .. لا يؤلمضربها برأسها بخفة كما يوبخ الطفل .. حدقت به بحقد ثم قالت- لا بل يؤلم رد ببرود- محظ أوهام صرخت عليه بغضب منفعل- قلتُ يكفي .. لا تعقمه .. أنهُ يؤلمنظر لها بغرابة ثم قال - انتهيتُ قبل أقل من دقيقةاحمر وجهها احراجاً .. ما بها اليوم أرادت الصراخ عليه بأي طريقة .. لكنها توقع نفسها بمواقف محرجة حقاً .. حقاُ كان قد انتهى من التعقيم قبل أقل من دقيقة ..لكنها لم تنتبه لذلك .. أشاحت وجهها عنه و هي تشعر به يقف من على الأرض .. و يعدل ملابسه بثقة ..أبت كرامتها أن تسأله إلى أين سيذهب .. لكنها قالتبخشونة - اخرج من غرفتيدس إحدى كفيه في جيب سرواله و هو ينظر لها مستغرباً ..قال بتعجب - حقاً.. ! ..منذُ متى اصبحت غرفتك ؟.. ! توسعت عينيها اندهاشاً من كلامته فاكمل .. يبدو أن هناك تطور بدأتي تشعرين بالإنتماء لهذه الفلا..عضت على شفتيها بقهر ..ومن اعماق قلبها هتفت ..- اخرج .. اعطاها ابتسامة نرفزتها .. قبل أن تسمع صوت انطباق الباب .. فلم تستطع أن تلمح سوى ظله الطويل مغادراً الغرفة .. وجدت نفسها تلتقط انفاسها بهدوء ..ولم تعرف كم مر من الوقت وهي مستلقية على السرير شاردة. .. و تفكر بروك بعمق. حتى نامت بدون أن تبدل ملابسها
.. ..............
اليوم هو الاربعاء مرت الأيام بهدوء على سلين .. حيث لم يكن يشغلها سوى دراستها المكثفة كذلك روك التي لم تراه منذُ ذاك اليوم و في معضم الأحيان يداهمها خيال دانيال الذي لم تتكلم معه بعد تلك المعركة التي هبت بينه و بين روك .. كانت تلمحه بالجامعة ماراً مع بعض الشباب .. كانت تعود إلى الفلا بسرعة كي لا تثير الشك في الجامعة فاللعبة كانت مسلية لم تكن تعرف أنها ستسطيع حرق الفتيات المغرورات بجمالهن و مستواهن المادي ..اطاحت بهن عندما سيطرت على أشد الفتيان شهرة و وسامة في الجامعة .. علاقتها مع السيد شارلي كانت رسمية وجدت أن تعاملها معه بطريقة لا تجلب المشاكل طريقة تريحها كثيراً .. فيما لازلت السيدة رابينا والدة دانيال تتواصل معها عبر الهاتف يتحدثا عن ترتيبات الحفل دوماً.. استيقضت في الصباح على صوت المنبه .. رفعت رأسها وهي تشعر بثقل يجعلها عاجزة عن الحراك .. تثاوبت بنعاس و هي تقف من على السرير نحو الحمامفور أن أنسالت المياه الساخنة على جسدها حتى بدأت تشعر بالنشاط ..بعد خروجها من الحمام .. فضلت ارتداء الملابس الأنيقة .. اختار بلوزة صفراء يتوسطها رسمةبلون الأحمر مع سروال جنيز لامع بلونه الأسود يتبعه حزام اسود تزينه تشيكلة صفراء .. ارتدت الملابس و عندما ادركت أنها ستتأخر عن الجامعة .. مشطتشعرها و جعلته منسدلاً برقة على كتفيها .. زينته بتاج ممزوج بلون الاصفر و الأسود .. و بسرعة وضعت قليل من مساحيق التجميل .. ثم حملت اغراضهاو حقيبتها و وضعت معطفها على ذراعها .. نزلت بسرعة فائقة توجهت لطاولة الافطار فوجدت السيد شارلي ينتظرها على الطاولة كما أعتاد بهذه الأيام هتفت بسرور بوجهها المبتسم- صباح الخير .. رد بسرور- صباح الخير حبيبتي .. أخذت كأس الحليب و شربت نصفه ثم وضعته على الطاولة وهي لازلت واقفة .. التقطت بعض قطع الخيار بالشوكة وأكلتها بعجلة مما جعل السيد شارلي يقول- ما بك ..؟ ..اجلسي سلين و تناولي الأفطار جيداً ..مسحت فمها بالمنديل ثم قالت- سأتأخر لو تناولت الإفطار .. إلى اللقاء سيد شارلي ..لوحت بيده له وقبل أن يقول شيء ركضت خارجة من غرفة الطعام نحو الحديقة بسرعة .. ركبت السيارة فقتادها السائق نحو الجامعة .. حمدت الله بأن الوقت لم يفوتها بعد.. فالطريق لم يكن منزحماً كما توقعت .. دخلت ساحة الجامعة .. أخذت تبحث بعينيها على زميلاتها .. فانتفضت عندما احست بيد رجولية على كتفها .. شعرت بالهواء يختفي .. عندما لمحت دانيال حاولت أن تكون هادئة أمام الطلاب .. استدارت له مبتسمة بتصنع .. حاولت أن تكون قريبة منهُ بعض الشيء فهمس بضيق- لقد صدق الجميع كذبتك .. ليتك مثلتي جيداً أمام اسرتي ... اطلقت ضحكة رقيقة كي تغيض تلك الأعين التي تراقيهم .. أخذت تلعب بأزرار قميصه وتعدله برقة .. بينما شعر هو بالضيق من هذه المسرحية التي تستغلهبها سلين لتنتقم خير انتقام .. عرف كيف يلعب معها نفس اللعبة حيث أخذ يمثل دور العاشق عندما امتدت يديه تلامس خديها برقة . . أحس بالتوتر الذي سرىبجسدها .. ابتسم بخبث عندما تراجعت مبتعدة عنه و كأن حصونها قد دمرت .. يعلم تأثيره على الجنس الأنوثي حتى لو كان يملك مقاومة كبيرة كـسلين لكنها على كل حال تبقى فتاة و يدرك جيداً بأنهُ يؤثر عليها حتى بدون قصد .. فقط نظرات عينيه تكفي او ابتسامته العذبة التي لا ترى إلا نادراً .. وجد الاضطراب بعينيها التي تنظر له .. قالت بتلعثم- محاضرتي ستبدأ استدارت لتخطو اول خطوة مبتعدة عنه فاعترضتها قبضة يده الخفيفة على ذراعها أعادها لتقابله ثم قال بصوت منخفض- دعينا نتحدث ..زمجرت قائلة - لا يوجد شيء نتحدث عنه ..- لم اطلب رأيك شد على كلمته قائل قلتُ لنتحدثلوت شفتيها ثم قالت بدون اقتناع- لذي محاضرة دانيال فلتفهم .. همس بصوت خافت - سانتضرك بالكفتريا .. فور انتهاء محاضرتك قابليني .. قالت وهي تود الخلاص منه- حسناً .. سأذهب .. اخفض صوته خشيه أن يسمعه أحد وهو يميل نحوها أكثر قائل بتحذير- إذا لم تأتي .. ساحضرك بطريقتي .. اقسم سلين !شعرت بالخوف من تحذيره القوي .. هزت رأسها بالإيجاب و انطلقت نحو محاضرتها .. بعد انتهاء المحاضرة .. اعتذرت من الفتيات من مشاركتهن الحديثو هي تتعذر بفخر بأن دانيال ينتظرها ..تلقت تعليقات كانت تسعدها .. ثم انسحبت نحو الكفتيريا .. وجدته جالساً والحاسوب أمامه مركز به باهتمام كعادته.. توجهت نحوهثم سارت ممثله اللطف تغلق الحاسوب عليه بغفله .. كانت تتقصد أذيته .. فهو عاجز حالياً على عقابها ..ضحكت برقة عندما رفع عينيه منصدم عندما اُغلق الحاسوبفجأة .. لم يكن يلاحظ و جودها .. عض على شفتيه بقوة من تصرفها وزاد غضبه عندما قالت- مرحباً عزيزي.. مالت تقبله بخفه على خده أمام الطلاب .. ثم سارت تجلس أمامه على الكرسي .. كانت سعيدة بغضبه الذي لم يلحظه أحد سواها .. وهي مبتسمة بتصنع قالت ببرود- قل ما عندك .. صمت قليلاً .. ثم أخذ يبحث عن شيء فكيس صغير معهُ .. راقبته بفضول فصدمت به يخرج هاتفاً نقال .. مد الهاتف لها و هو يقول ببرود- خذيه.. تمتمت مستغربة- ما هذا ..؟رسم ابتسامة استهزاء على غبائها قائل بسخرية- آنستي ..هذا حاسوب .. عقدت حاجبيه تصحح - هاتف نقال ليس حاسوبتمتم بنفاد صبر- إذن بحق الله .. لماذا تسألين ..؟قالت بتلعثم - اقصد .. لماذا تعطيني إياه ..؟رد ساخراً- اشفقت عليك .. بدل التسلل للهروب و مقابله العاشق روك حدثيه بالهاتف و خططوا جيداً .. اكمل مستهزء أم أنك نسيت وعدك له بالحصول على الهاتف ؟عقدت حاجبيه بقلق .. إذن لم ينسى إفشائها لسر .. وجدت نفسها تأخد الهاتف لن تضيع فرصة كذلك ولا يهمها كم دفع لشرائه لأنهُ هاتف مطور بلمس كما بدالها من منظره .. تريد افلاسه مع انها تشعر أن هذا الشيء مستحيل بطلبات كهذه . . قالت فجأة و هي تتفحص الهاتف- متى اشتريته ..؟-عندما ذهبنا سوياً إلى المجمع .. تذكرت تلك الليلة عندما وجدها مع روك قالت بحنق- و لماذا لم تعطني إياه تلك الفترة ..؟رد باستفزار- عقاب على تجولك مع الغرباء- حسناً .. ألا ترى ما فعلته البارحة أشد من تلك الليلة بالنسبة لك .. لماذا لم تعاقبني ..؟قال ساخراً - تدركين أن ما فعلتيه البارحة يغضبني .. هزت رأسها ثم قالت- نعم .. ادرك لكنه لا يهمني .. بل يسعدني اغضابكاطلق ضحكة استهزاء خفيفة .. ثم رد- لعلمك لم اعطيك الهاتف إلا لأن حفلة خطوبتنا غداً .. كوني مستعدة لتمثيل ..اعطتهُ نظرات حادة ثم قالت - اريد هاتفي السابق .. هذا ليس به أرقام ..- نسختُ لك أرقام زميلاتك و صديقاتك الفتيات من هاتفك السابقبدون شعور هتفت- والشباب رد عليها و هو يقف ويدخل حاسوبه بالحقيبة الخاصة به - غير سيمون لم افعل .لستُ مضطر لتسليتك بالتحدث مع الشباب .. غادر الطاولة بعد أن أعطاها ابتسامة باردة نرفزتها . . شتمته بداخلها .. و أخذت تبحث بين الأرقام حقاً وجدت الاسماء انوثيه عدا اسم السيد شارلي .. وسيمونصعقت عندما رأت رقمه محفوظاً عندها .. و لم تجد روك .. هل سيبعدها عنه بهذه الطريقة .. ؟ أيظن ذلك ..؟ تتساءل لماذا يكره دانيال روك و كذلك العكس..لن يستطيع منعها عن روك .. فرقم هاتفه محفوظاً بذاكرتها .. أخذت تضغط على الأرقام لتتصل له فالشوق كاد يقتلها تريد الاطمئنان عليه .. و هي سعيدة بالهاتفالمطور الجديد .. خرجت من الكفتيريا و سارت تقف بمكان منعزل عن الطلاب انتظرت سماع صوته ثوان... وأخيراً أتاها صوته الرجولي عبر الهاتف يقول- ألو .. مرحباً ..وجدت نفسها تتبسم دون شعور .. نظرت خلفها تتأكد أنهُ لا يوجد من يسمعها .. ثم قالت عندما لم ترى أحد قريب منها - مرحباً .. روك ..كانت تلك الكلمتين كافيتين .. حيث اندفع روك يقول بلهفة - سلين ! .. اطلقت ضحكة رقيقة ..ثم همست - نعم ..اندفع يقول- كيف حصلتي على هاتف نقال ..؟ .. - ليس مهم ذلك .. اكملت بشوق .. المهم أن اعرف اخبارك روك ..واصلت بخوف ممزوج بالقلق .. خفت عليك تلك الليلة كثيراً .. هل ضربك بقوة ..؟كانت تقصد في حديثها دانيال . . لم تفضل ذكر اسمه في مكالمتها مع روك .. أتاها صوته يقول بألم- لستُ بخير سلين .. ظنت أن دانيال قام بتكسير إحدى أجزاء جسده لكنه وضح الأمر مكملاً- سمعتُ أن حفلة خطوبتك الخميس .. أي غداً ..تغيرت ملامح وجهها فجأة .. لقد عكر مزاجها .. الجميع يستعد للحفل بسعادة غيرها وغير دانيال .. كل منهم مجبراً على تلك التمثيلية ..صمتت لثوان ثم قالت- اخبرتك .. أنها حفلة مزيفة .. أمام الناس فقط ! ..اندفع مهرول بالأسئلة بانفعال- كيف ..؟ لتوضحي الأمر .. ما الذي يدعوك لفعل ذلك ..؟ ولماذا ..؟ انفعل اكثر مكملاً .. بل اخبريني لماذا يختارك أنتِ من بين فتيات العالم ..؟ قبل أن يواصل استفهامه قاطعته بغصة تقول- لا تسألني عن شيء روك .. اخبرتك اهم سر يمتلكه دانيال و لا اتسطيع التعمق اكثر .. اخشى هذه المرة أن احترق حقاً بالنار .. استمعت لصوت انفاسه فقط على الهاتف دام الصمت دقيقة ثم قال- لم يعد الأمر سراً .. انجل و زوجها يعرفان بذلك ..اطلقت شهقة ذعر .. فيما انحرف عقلها أن روك من اخبرها بذلك .. فهم من مقصدها من شهقتها الخائفة قال مطمئن- لستُ من فعل ذلك .. وضح اكثر حيث قال .. السيد دانيال صديق لمارتن .. لم يخبره بالمسرحية خشية أن يخبرني .. لكن بعد أن عرفت اخبرهبذلك .. و أختي الغالية سمعت كل شيء خلال مكالمته الهاتفية..لكن حتى الآن لم اعرف سبب كل هذا التمثيل .. فمارتن يحتفظ بسر صديقه جيداًارتبط لسانها عاجزة عن الكلام .. استوعبت كلامه لمدة ثوان .. ثم همست - ستأتي الحفل ؟ادركت من سكوته .. أن الأمر لم يعجبه فقالت برجاء- تعال .. أريد رؤيتك .. اكملت بضعف .. احتاج إليك..فوجئت بصوته الضعيف يقول- لا استطيع .. لا يمكنني رؤيتك بين يديه .. حتى لو كان تمثيلاً .. أنا ارفض الفكرة بأكملها سلين .. أنـقطعته بشوق ورجاء - ارجوك روك ..همس بصوت خافت- آسف .. هذه المرة فقط اعذرينيخاب ظنها .. امتحت الابتسامة المشرقة لتتحول لابتسامة ضعف ..قالت- لا عليك .. اتمنى فقط بأن أراكابتسم و كأنها ستراه ثم قال - بأقرب وقت .. لكن ليس بقصر السيد دانيال .. شعرت بقوة تمتلكها عندما تخيلت أنها ستراه .. بسرعة تبسمت وهي تقول- حسناً إلى اللقاء.. يجب أن اغلق الآن ...- سأشتاق إليك ..داعب صوته الحنون العذب قلبها .. اغمضت عينيها بشوق .. ثم انزلت الهاتف من على أذنيها وهي تغلق المكالمة.. شعرت بقليل من الراحة ..فيما اغلقهو الهاتف على المكتب .. وجد عقله مشغولاً بأشياء كثيرة ..منذُ الصباح لم يستطيع التركيز في العمل .. عندما عرف بحفل الخطوبة حيث تم دعوته .. ودعوة اسرته ..حدق باوراق العمل بملل .. حملها بيديها يحاول التركيز لكنهُ لا يشعر بالنية للعمل .. ارخى ظهره على كرسي العمل المريح .. و هو يحدق بالمكتب ..بلحظات وجد نفسه يلتقط ورقة و قلم .. و بدون شعور بدأ يعبر بكلماته .. كوسيلة لراحتة قليلاً ..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــمر الأربعاء بتوتر ... xxxxب الساعة كانت قد تجاوزت الثانية مساء.. كانت تسير في حديقة القصر متصنعة النشاط و السعادة برفقة السيد رابينا .. كل دقيقةكانت تستمع لترتيبات الحفل الضخمة التي ستقام في حديقة القصر كطلب دانيال ..سارت تتجول المكان بعينين منبهرتين فهي ليست متعودة على الحفلاتالتي تقام بالقصور .. شعرت بالدوار فتوقفت عن السير مما جعل السيدة رابينا تنظر لها ثم قالت- هل أنتِ بخير ..؟ .. هزت رسها بالإيجاب وهي ترسم ابتسامة متصنعة .. فاكملت السيدة رابينا- حسناً .. لو هناك ما لا يعجبك بالترتيبات فلتخبريني يمكننا التعديل .. سارت تتفحص الحديقة المنسقة بالطاولات بديكور راقي حيث ناسق اللون الزهري مع الأبيض ألوان الزهور المنتشرة بالحديقة ... فيما كانت القناديل تنتشر في كل مكان فكرت بأن المنظر سيكون مبهراً لو اطفئت الأنوار القوية في الظلام الدامس ليحل محلها ضوء القناديل الخافت .. تبسمت و هي تقول- شكراً لك سيدة رابينا .. كل شيء على ما يرام .. شعرت بيدين السيدة رابينا تحوطها بلطف من الخلف أدارت رأسها لنظر لها بوضوح .. ففوجئت بابتسامتها الحنونة استمعت إليها تقول بلطف- لا ارغب بأن تناديني سيدتي .. صمتت ثم اكملت بشوق ممزوج بالحنان ..فأنتِ ابنتي الآن.. فوجئت بالحنان المطل من عينيها العسليتان اللامعة .. بدون شعور وجدت نفسها تقترب لتضم السيدة رابينا .. استمتعت كثيراً بحضنها الدافئ .. حقاً فكرت كم أن دانيال أحمق عندما يصر على معاقبتها .. فهو يخسر الكثير .. ابتعدت عنها ثم قالت بابتسامة- حسناً .. ماذا أناديك ..؟ ..- اتمنى أن نكسر الحواجر قولي عمتي .. تعالت ابتسامتها المرحة و بود قالت - حسناً يا عمتي .. اطلقا ضحكة خفيفة عبرت عن سعادة كل منهما قبل أن يتخلل لمسامعهما صوت رجولي - هل انتهيتما الآن ..؟ بسرعة استدارت لتصدم بوجود دانيال على بعد أقل من متر تقريباً .. صدمت أنها لم تلاحظ وجوده .. صدمت بوالدة دانيال تقترب نحو دانيال وهي تقول - مرحباً بني .. هل أنت مستعدة الليلة .. ؟ حرك رأسه بالإيجاب .. كانت تراقب كل تحاريكه بالتفصيل حديثه الهادئ مع والدته .. ابتسامته الخفيفة لوالدته .. بدا جميلاً بملابسه الأنيقة .. بسروال ابيضمع قميص بلون الأخضر الفاتح .. اخفت الألوان الفاتحة شخصيته الجليدية ولم تظهر سوى شاب هادئ خجول ..بدون شعور وجدت نفسها تحدق بثوبها الأنيقالأصفر الواصل لأسفل ركبتيها .. بدت أطول بحذاء عال .. اضطربت عندما ابتعد من عند والدته ليقترب نحوها لحقته والدته فابتسم بلطف وهو قائل- مرحباً عزيزتي .. خرجت تلك الكلمات من دون نفس فهمت أنهُ كان يود أن يقول شيء لكن اقتراب والدته جعله يمثل دور الحبيب .. أنتابها شعور حاقد نحوه بلحظات حقد كانت تقترب لتغلق المسافة الفاصلة بينهما بضمة خفيفة .. ابتعدت بسرعة قبل أن تسمح له أن يضمها .. و ابتسمت بانتصار عندما لمحته عاقد حاجبيه بحنقهل يكره قربها هي فقط أم يكره قربة جميع الفتيات .. .؟ همست بخفة ساخرة- تبدو مستعداُ أيها العريس ..رفع حاجبيه قائل باستفزاز- لستُ أقل منك .. اشعرتيني بالصدمة ..تبدين في قمة السعادة في عكس ذاك المساء حين اجبرتي على موافقة التمثيلعضت على شفتيها بقهر .. لكنها لم تبين لهُ ذلك .. هي حقاً كما قال ما بالها يجب أن تحرق الليلة بالبكاء والصراخ كما فعلت ذاك اليوم .. حتى لو أن النتيجة فاشلةعلى الأقل كانت قد اظهرت رفضها المستمر له .. لكنها بدت شبه راضية على السير معه .. همست ساخرة باستفزاز- ابتسامتي تزعجك و هذا ما أتمناه ..اطلقت ضحكة عذبة كي تظهر لسيدة رابينا حبهما الوهمي .. وبلحظات كانت تقول بصوت مسموع قبل أن تسمح له بالرد - سآراك الليلية .. كن في ابهى حلة .. رفعت كفها تودعه وهي تبتعد عنه قائلة ... أراك المساء .. فجرت قنبلتها مما جعله ينظر نحوها بصدمة عندما هتفت- عمتي .. شعرت بان منادتها لوالدته بعمتي قد اذهلته اكملت كلماتها وهي تقول .. هل اتت المزينة ..؟ظل شارداً يسمع رد والدته التي اقتادتها داخل القصر نحو المزينة .. قبض على كفه بقوة و هو يكتم سيل من الشتائم بقلبه .. همس بحقد- عمتي إذن .. جيد يا سلين .. تلعبين جيداً في النار لكن ليس أمهر مني ....!ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــمع حلول المساء .. زادت الأشغال في القصر .. هناك السعيد .. الحاقد .. الكئيب .. أنواع مختلفة من المشاعر سيطرت على معظم المعازيم ..فيما شملت انواعمختلفة من المشاعر في أهم شخصين .. نظرت لنفسها بالمرآة لآخر مرة .. دق قلبها بعنف .. فيما وصاها عقلها بالصمود ..رسمت ابتسامة باهتة ..محدقة بالثوبالأنيق الذي حوط جسدها الرشيق بعناية بلونه المنحرف للون الذهب ..حيث غطى ساقيها بنعومة فيما سرحت شعرها بطريقة ناعمة اظهرت جمالها الصافي .. عينيهاالسوداوتان برقا مع كل ثانية تمر وبلحظات أتاها صوت السيدة رابينا - سلين ..توترت ثم استدارت لمصدر صوت خلفها ابتسمت بضيق أخفته بصعوبة .. فيما تقدمت نحوها السيدة رابينا تقول - المعازيم في انتظارك ..هزت رأسها بالأيجاب وهي تتمنى الجراءة وترك الخوف .. و حقاً اقتحمت حصون الخوف بماهرة ... و بلحظات كانت قدميها تمشي في حديقة القصر الضخمة..التي جُهزت بعناية خاصة احتفالاً بأحلى مناسبة مرت في هذا القصر بالنسبة لهم .. حيث اعدت وجبات ضخمة للمعازيم بالأضافة لتصاميم البالغة الفخامة ... فكرت بكمية المال الذي هدر لشيء فاشل .. شعرت بالأعين التي تحولت نحوها في الحديقة ... و بدون شعور وجدت نفسها سعيدة عندما وجدت أن جميع الفتياتيحسدنها ...تجولت عينيها نحو المعازيم بما فيهم والدها الذي بدا سعيداً وهو يحدق بابنته .. صعقت عينيها من مدعوة غريبة لم تتوقع وجودها بتاتاً .. ثار دمهاعندما لمحت ظل كاثرين بثوب يظهر أكثر مما يخفي من جسدها الذي كان لا يقل جمالاً عن عارضة الأزياء ... بثقة اقتربت نحو دانيال .. ولم تستطع أن تخفيانبهارها بمنظره الأنيق حيث طغى بجماله عن بقية الشباب .. اقتربت نحو وهي ترحب بكل من مرت بجانبه .. توقفت أمام دانيال الواقف بجوار عمه كاسبر ...وبعد تمثيلية استطاعت أن تقنع بها الجميع عن حبهما الطويل .. تم أعلان الخطوبة بسلام .. تجاهلت الأعين الحاقدة و كم شعرت بالسعادة و كأن الأمر حقيقياًعندما ألبسها خاتم الخطوبة الذي نسيت أمره تماماً .. عندما توّج اصبعها بخاتمه اقسمت أن تنسى أنها في تمثيلية وهذا ما حدث بدورها قامت تبادله نفسه الخطوة كانت أجمل لحظات شعرت بها عندما لامست أصابعها أصابعه .. بعد أن تمت مراسيم الخطبة انشغل دانيال بالحديث مع رفيقه مارتن الذي بدا يعرف بكل شيء انتبهت على زوجته انجلكيتا تقترب نحوها بتلك اللحظات تذكرت روك .. ابتسامة انجل اوضحت لها أنها تفهم كل تلك الأمور وجدت أن ذاك السر بدأ يتسرب بسرعة.. فوالدها والسيد مارتن و زوجته بالاضافة إلى روك يعرفان بهذا المخطط .. بخطوات رشيقة اقتربت انجلكيتا من سلين و بعد ترحيب معتاد اقتحمت انجل قلب الموضوع فجأة قائلة- بالحقيقة سعيدة أنها خطوبة مزيفة فقط ..عضت على شفتيها بتوتر محدقة بانجل هزت رأسها بالايجاب ثم قالت- هي كذلك ... ابتسمت بسخرية ثم قالت- بالفعل اتقن دانيال هذه المرة اللعبة .. اضطربت سلين مستمعة لكمات انجل حيث اكملت- اهم شيء أن روك يعلم الحقيقة .. فالواقع هو أنهُ خشي عليك كما خشيتُ عليك أنا من دانيال ..اكملت بحقد بالواقع صديق زوجي يمتلك صفات غريبةتميزه عن بقية الرجال صفات تمتلئ غرابة وتوحشاً لا اعلم من أين يحضر ذاك البرود الذي يمتزج بالسخرية بتحقير الجنس الأنوثي ..توسعت حدقتين عينيها بغرابــة ثم قالت - ماذا تقصدين ..؟ردت بسخرية - عزيزتي أنتِ لا تعرفينه كثيراً .. لو تعلمين أي اسلوب يمتلك عندما تصرح له إحدى الفتيات باعجابها نحوه .. اعتقد انه اسلوب يتصف بالوقاحة .. صمتت وهي تمرر عينيها على سلين التي كانت في قمة الجمال ثم قالت بأسف- تمنيت بهذه الليلة أن يكون روك بدلاً عن دانيال .. تمنيت أن يدخل خاتمه على اصبعك كما فعل دانيال الليلة ...اندهشت من كلامها الغريب .. وهي تلاحظ ذكرها لاسم دانيال من دون ألقاب .. هل لأنهُ صديق زوجها ..؟ .. لم تأبه للموضوع كثيراً كما انتبهت لأمنياتها الغريبة قالت بتوتر مع قليلاً من الاضطراب- انجل ..لا يوجد شيء بيني وبين روك كما تظني... نحن لسنا سوى اصدقاء ... ابتسمت بخبث - حقاً .. ! .. و بصوت خبيث اكملت .. انت لا تحبين ذاك الصغير صاحب الخمسة والعشرون عاماً .. اقصد دانيال .. أنتِ تحبين أخي .. ارتبكت من كلماتها الغريبة حيث ظهر ذاك على ملامح وجهها كثيراً .. قالت رافضة- أنتِ مخطئة ...اكملت مع ابتسامة تمتلئ خبثاً - حسناً ماذا عن تلك الليلة ..؟ .. حركت رأسها مستفهمة قائلة - أي ليلة ..؟ردت بثقة- اخبرني روك أنهُ وجدك بالطريق تبكين و كنتِ متعبة فاحضرك إلى شقته .. اكملت بلغتها الخبيثة .. لقد رأيتك نائمة على سريره ..قاطعتها سلين من هول الصدمة وهي تتذكر كلمات روك أن أخته لا تصدق الأمور بسهولة ..باندفاع قالت- لا لا الأمر.. لم تسمح لها باكمال كلماتها حتى ضحكت ثم قالت- لا اصدق أن تنام فتاة مع شاب عازب بشقة بمفردهما دون أن يحدث شيء ... خاصة لو كانت تلك الفتاة هي أنتِ لأني متأكدة أن روك يكن لك من المشاعرالكثير .. على سيرة روك انشرح قلبها وجدت نفسها تبتسم بسهولة ثم قالت- صدقيني انجل لو خيرت بين رجال العالم لكان روك هو خياري .. لكن الأمور معاكسة تماماً فروك دخل قلبي كصـ..قاطعتها مجدداً قائلة بابتسامة عريضة- لا اصدق كلماتك الأخيرة .. لم تسمح لها بالحديث حيث قالت مكملة غاليتي زوجي ينتظرني .. سأذهب إليه أراك بخير ..ابتعد خطوتين ثم التفت لها قائلة - صحيح تذكرت... رمت قبلة خفيفة لها قائلة .. روك يبعث لك قبلاته ... تنفست الصعداء عندما لم تلحظ بعدها سواء ظلها .. سارت بغير نفس مبتعدة عن الناس تشعر أن الأكسجين يختفي .. كل ما تذكرت كلمات انجل و تفكيرها البعيد تشعر بالدوار .. بلحظات شعرت بصداع فظيع اغمضت عينيها لثوان لتفتحهما برعب على قبضة يد قوية انقبضت على ذراعها انتفضت ذعراً .. لكنها تداركت الأمر عندما لمحت دانيال كالشبح الغاضب بعينيه الرمادية يقف أمامها .. حاولت ان تكون طبيعية أمام الغير ..لكنه أقتادها بهدوء خلف القصر فلم تستطع ابداً المقاومة حتى لا تلفت الانتباه ما يزعجها هذه الايام أنها تبذل طاقتها لتمثل معه جيداً ..افلتت ذراعها من قبضة يده الفولاذية و رفعت نظرها نحوه بغضب شديد لتلتقي عينيهما بوضع متشابك عنيف قالت بحنق- بحق الله ما الذي تفعله ..؟ ماذا لو لاحظ أحد ذلك ..؟ابتسم بسخرية قائلاً باستهزاء- هه .. حقاً ..هل يهمك الأمر كثيراً ..؟ .. نظرت له بعينين تائهة حقاً لا تعرف لماذا تهتم كل هذا القدر بأمره ..بينما مرر هو عينيه المتوحشة بحقد عليها . . فيما رفع سبابته نحوها مؤشراً عليها قائلاً - أنتِ تتمنين اللحظة للخلاص مني .. صحيح ..؟ صمتت كالبلهاء بغرابة تحدق بالنيران بين عينيه .. بينما كان غاضباً شردت بسحر عينيه التيزلزلتها بسحرهما الخارق .. استيقظت على صوته الغاضب الذي خرج من فمه كفحيح الأفعى قائل ..- صحيح ما قلته ..؟ صمتت مجدداً ..ففوجئت بكفيه تنقبض على كتفيها بقوة هزها بعنف قائل بشراسة- قولي ذلك ... ساحررك الآن .. !رفعت عينيها بدون تصديق نحوه هلى سينهي كل شيء ..؟ حقاً .. هل تفرح .. أم تحزن ..؟ وجدت جسدها يرتجف بدون شعور .. وعندما تأملته جيداً وجدت أنها حقاً أعتادت على وجوده بحياتها لكن لازال هناك شيء يصرخ بداخلها يدعوها لتحرر .. ما الذي جرى عليه فجأة ... لماذا يسألها كل هذه الاسئلة ..؟ .. وجددت نفسها ترتجف عندما كرر فرصته لها بالتحرر .. تلألأت الدموع بعينيها من عجزها عن الكلام شعرت بالضعفيحتويها ولمسة كفيه على كتفيها جعلتها كالسمكة التي لو وقعت في شباك الصياد و عجزت عن العودة للبحر ... بلحظات لمحت ابتسامة سخرية منه .. ثم اطلق ضحكة تخلخلت لمسامعها لتهز قلبها الرقيق .. لم تميز تلك الضحكة المليئة بالسخرية .. جذبها نحو أكثر بابتسامة انتصار . . ثم مال نحو وجههالتختلط انفاسه بانفاسها همس كفحيح الأفعى ..- لا تردين التحرر .. هل تعلمين لماذا ..؟ توهجت عينيها ذعراً من قربها منه .. بلحظات كان يهمس مجدداً - لأنك .. صمت ملاحظاً لتغيرات ملامحها ...توترها كان يعجبه ويسليه حيث حافظ جيداً على قربها منه .. همس مجدداً وهو يدفعها إلى الوراء بهدوءفستجابت له كالمغناطيس .. حيث كانت تتحرك معه مستمعة لهمساته .. لأنك يا سلين ... أنت .. توقفت عن الحركة عندما اصطدمت بجدار القصر .. انتفضت على لمسة أنامله لبشرة وجهها برقة .. وبلحضات سند ذراعه الأيسر على الجدار وبيده الأخرىمرر أنامله على وجهها بتلذذ و كأنه يستمتع بتعذيبها .. شعرت بحرارة تشتعل بجسدها و العرق يتجمع على جبينها ...بصعوبة همست - أنا ماذا ..؟ ارتسمت ابتسامة انتصار مع بعض من الثقة الواضحة توهجت حدقتي عينيه لتثبت على حدقتي عينيها بثقة .... همس - تُحبـــيني ...و كأن هناك من وجه لها صفعه قوية على خدها ..انتفضت عينيها رعباً .. ما الذي يقوله لماذا تسمح له بالاقتراب منها ..؟ هي تعجز عن مقاومته ..كرامتها تنهدر .. وجدت نفسها ترتجف إلا أنها قوت نفسها ثم قالت بتهور - أنت تتوهم ..حدقت به بصعوبة ثم اغمضت عينيها بقوة و فجرت قنبلتها بعنف هامسة باصرار ....حررني .. !نطقت تلك الكلمات استعادة لكرامتها .. ففوجئت بضحكة استهزاء ممتزجة بالسخرية ذكرتها بأول لقاء بينهم .. شعرت بتيار يمر بجسدها .. عندما اسند جبينهعلى جبينها ليسمح لانفه بملامسة انفها برقة ..- فانوس علاء الدين طار من يدك يا صغيرة .. امنيتك الكاذبة تبخرت ..فمن يقع بوحلي لا يخرج من دون ذكرى سيئة .. ارتفعت أنامله نحو عينيها لتزيح دمعات أبت النزول على خديها .. فهمست بصوت شبه مسموع- ابتعد ..بلحظات كانت تتدارك وجود شخص ثالث معهما بالمكان.. تمنت أن لا يكون السيد شارلي لأن من يراهما سيفهم الموضوع بشكل آخر كانت تعرف أن السيد شارلي يتمنى تحقيق هذه الخطوبة و تحويلها إلى حقيقة .. عندما استمعا معاً لصوت الأنوثي المليئ بالنعومة الفائضةابتعد عنها دانيال بهدوء فيما تجمدت هي بمكانها ..حولت نظراتها لتصعق بكرستين تحدق بهما بحقد .. تحولت نظراتها نحو دانيال فوجدتهغير مبال بالأمر.. لا يهتم لو رأته كرستين معها .. ادركت في تلك اللحظة غضب كرستين التي ظهر من عينيها لكنها اخفته بمهارة ...اشتعلت سلين غضباً عندما وجدتها تتقدم نحوهما بغنج بثوب يصل لنصف فخديها يظهر كتفيها وجسمها الذي يتفوق عن جسد سلين شعرت بالاشمئزاز عندما وجدتها تقترب من دانيال بغنج وهي تهمس بصوت خفوت لم تسمعه سلين ثم نظرت لسلين قائلة بصوت ناعم- ساسرقه منك قليلاً ..لم تنتظر رد من سلين حتى امسكته من ذراعه و اقتاده بعيداً عنها .. فيما حافظت سلين على ما تبقى لها من كرامة .. حيث عادت إلى الحفلة ..مرت دقائق كالساعات وهي توزع مجاملات وابتسامات خفيفة عينيها لازلت تبحث عن دانيال تشعر بنيران تحرقها .. كيف يجرؤ على الغيابعنها مع تلك الساحرة .. قبضت على كفها بقوة ولم تستطع المقاومة اكثر .. كالبرق غادرت المكان اوهمت نفسها انها تريد المشي في الحديقةلكنها كانت تعلم أنها تكذب على نفسها .. لازل ظل دانيال و انفاسه تحرق وجهها .. ما بها غاضبة .. أيعقل انها تغار ..؟ تشنجت من هذه الفكرة العنيفةالذي رفضها عقلها ..بينما دخلت القصر صعدت السلالم بخفة دارت بين الممرات بهدوء.. استمعت لصوت خفيف الصوت الناعم الذي كرهته كثيراً ..اطل جسدها بخفه .. لتصعق بمنظر كرستين الملتصق بجسد دانيال مباشرة .. اناملها تمر على وجهه برقة لتتحسس صفحة وجه جيداً .. فيما كانت تهمس بصوت خفوت كلماتها المعتادة انت تحبني .. تعشقني .. رفعت كفيها تتلمس وجهه بعشق .. فيما ظل هو صامت يتقبل كلامها و حركاتها بهدوء .. اشتعلت غضباً بتلكاللحظة انهُ لا يرفضها .. يحبها ! ... مستحيل قلبه لا يعشق أحد .. مسحت دمعة كادت أن تتدحرج من عينيها وهي تحدق بخاتم الألماس اللامع باصبعهاو بتلك اللحظة ادركت أنها حقاً فتاة غيورة على خاطبها العجيب .. نعم أنا أغار ..^ ـــ ^ تم.......[/frame]

*Silla* 09-22-2017 09:36 PM

[frame="5 80"]البارت الحادي عشر
.......................
البحر و حوريته
.......................
على زقزقة العصافير ابتسمت و ارتفعت عينيها تحدق بسقف الغرفة بهدوء .. اشرقت شمس صباح جديد لم تعرف حتى الان كم مرت أيام على تلك الخطوبة طرقات خفيفة على باب غرفتها جعلتها تهتف بهدوء- ادخل ...اطلت الخادمة تبتسم قائلة- صبــاح الخير آنسة سلين .. طعام الافطار وصل ..دخلت الخادمة تحمل طبق الطعام وضعته باهتمام على الطاولة الموجودة بالغرفة ثم استأذنت برسمية لتغادر الغرفة .. بينما استيقضت سلين من على سريرها بكسل لقد طلبت الطعام إلى غرفتها هذا اليوم لم يكن لها مزاج لمقابلة السيد شارلي تشعر بانقباض ..أخذت تتذكر ليلة الخطوبة كلما تراءت لها صورة دانيال معكرستين تشعر بالغثيان لا تعلم ما الذي حصل بعد ذلك .. كل ما تذكره أنها نزلت إلى الحديقة حفاظ على كرامتها وفور انتهاء الحفل عادت إلا الفلا مباشرة الاتصالات بينها و بين دانيال كانت معدومة ..تكتفي فقط كل يوم بتأليف القصص في الجامعة عن حبهما العميق شعرت بالصداع من تذكر سيرة دانيال فهبتنحو الحمام تغتسل ثم لبست بلوزة بيضاء رقيقة لا تحتوي على اكمام و سروال جينز ازرق لامع ... بعد ان مشطت شعرها برقة تركته منسدل على كتفيهابراحة ثم وضعت ملمع شفاة على شفتيها ابتسمت برضا على شكلها ثم جلست على الكرسي تتناول فطورها قضمت قطعة الخبز بفمها على صوت رنينهاتفها النقال ابتلعت قطعة الخبز وهي تلتقط هاتفها ابتسمت بفرح على اسم المتصل و بسرعة ضغط على الزر الأخضر بشوق رفعت الهاتف إلى أذنهاهاتفة بصوت مشرق- صباح الخير ...- صباح الخير على أحلى أميرة في العالم ...ابتسمت بحرج قائلة - كيف حالك روك ..؟بهيام رد عليها- من يسمع صوتك عند الصباح يكون بأفضل حال صمتت هذه المرة مستمعة لصوت انفاسه .. كم يعجبها لطفه و حنانه معها لكن أحياناً يوترها يجعلها عاجزة عن التحدث بأي شيء .. قالت فجأة- أين أنت الآن ..؟رد بحيوية - على الشاطئ أتمشى ...اطلقت شهقة خفيفة منصدمة ثم تحول صوتها أسى قائلة- اوه ..روك لا تذكرني بالشاطئ منذُ مدة لم ازوره ..اكملت بحماس بأي شاطئ أنت ..؟اطلق ضحكة عذبة ثم قال- احزري ..نرفزها اسلوبه فقالت منزعجة- اكره أن يواجه سؤالي بسؤال آخر ..ضحك مجدداً بحيوية ثم قال- اممم أنا في الشاطئ الذي ألتقيت به معك في اول مرة ...صمتت فجأة بعد إنهاء جملته أخذت الذكريات تعود إلى الوراء .. ضحكته ..ابتسامته .. لطفه ... كل لحظة تذكرتها عندما كانت معه .. لماذا يجذبها إلى هذا الحد ..؟هل الأمان هو روك فقط ..؟ ..! .. ألو .. ألو .. سلين هل أنتِ معي ..؟صوته على الهاتف أيقضها ..رسمت ابتسامة هادئة تمتمت بشرود- معك روك ..ابتسم و كأنه يراها .. لا يعرف كم يبتسم عندما يتحدث معها ..واصل سيره على طول الشاطئ قائل - اممم سلين ما رأيك بنزه ..؟ لمعت الفكرة فجأة برأسها اكمل كلامه- اليوم يوم عطلتك في الجامعة .. اصر مكملاً لا ترفضي أرجوك كان عرضه مناسب جداً لها و خاصة أن دانيال هذه الفترة لم يكلف نفسه بان يتصل اتصال واحد لها .. كانت في شوق لمقابلته لكن كرامتها لم تسمح لها بأن تتنازلبالاتصال له .. فكرت أن من سينسيها دانيال هو روك فقط لا غيره ..قالت- حسناً ... اكملت ممازحة لكن عدني بنزة جميلة موافقتها السريعة ادهشته كثيراً .. بحماس رد- اعدك بأحلى نزهة بحياتك ..ضحكت على حماسه وهي تلعب بخصلات شعرها أتاها صوته بقول- حسناً .. هل أمر إلى الفلا ..؟ تدخلت بسرعة تقول- احذر .. سآتي إليك .. اقصد سآتي إلى الشاطئ ..رد بشك- متأكدة .. بأنك قادرة على مغادرة الفلا اليوم- لا تقلق الأمور تغيرت كثيراً .. السيد شارلي يعطيني كافة الحرية اكملت بسخرية ..بالتأكيد بعد أن ضمن أنني لن اهرب منه .. - أتمنى أن لا تفسدي مزاجك السعيد بالتفكير بالسيد شارلي ..- معك حق .. واصلت بحماس حسناً ساكمل تناول طعامي و آتي إليك ..إلى اللقاء - اعتني بنفسك .. أنا في شوق لرؤيتك اغلقت الهاتف بعدها وبسرعة انهت تناول الطعام .. جهزت حقيبتها و ارتدت معطفها و حذائها .. خرجت من الغرفة بثقة عالية .. نزلت السلالم بهدوء ثم أطلت على السيد شارلي الجالس على الأريكة يقرأ الصحف كعادته .. هتفت- صباح الخير ..ابعد النظارة الطبية عن عينيه وهو يبعد الصحيفة ليحدق بسلين ..ابتسم لها قائل- صباح الخير يا ابنتي تقدمت نحوه قائلة - سيد شارلي .. سأغادر الآن احببت أخبارك فقط ..سألها مستفسر- إلى أين ..؟ردت بكذب- نزهة مع صديقة لي ..ربما اتأخر لا تنتظرني على العشاء ..ابتسم لها قائل- استمتعي صغيرتي .. هل تحتاجين للمال ..؟نظرت له باستغراب قائلة- لذي الكثير منه في بطاقة الأتمان ..- ألم ينفد بعد ..؟حركت رأسها بالنفي ثم قالت- إلى اللقاء ..هبت بعد ذلك نحو الحديقة .. ركبت السيارة بعد أن اخبرت السائق ان يصلها للمكان المطلوب .. نزلت عند الشاطئ بعد أن امرت السائق بالمغادرة ..بحثت عينيهابشوق عن روك و بلحظة لمحته واقف يحدق بالبحر بشرود .. اقتربت نحو بفرح تسارعت خطواتها اكثر فانتبه لوجود أحد استدار لينظر خلفه ..بتلك اللحظات رسم ابتسامة جميلة عندما لمح طيف ابتسامتها لا يصدق كم اشتاق لها منذ القتال الذي جرى بينه وبين دانيال لم يراها ..لا يجمعهما سوى الاتصالات فقط .. زادت ابتسامته عندما وصلت نحوه .. هتفت بمرح - مرحباً ..هاقد عدت.. اكملت جملتها قبل أن يضمها بخفة إليه .. عانقته بشوق أخوي ثم ابتعدت عنه تأمل وجهها بتفحص ثم قال- تبدين أجمل مما كنت عليه من قبل ...رفعت أصابعها تداعب شعرها مع نسمات الهواء العليلة هتفت- شكراً لك ..مد كفه لها برفق ..بلحظات أخدت تتأمله جيداً... كم يبدو وسيماً .. لديه جمال يختلف عن دانيال لا تعرف لماذا تفضل وسامة دانيال الوحشية عنه .. نفضت سيرة دانيال من عقلها .. ثم وضعت كفها على كفه براحة.. مما جعل روك يبتسم ابتسامة مشرقة و هو يشبك أصابعه بأصابع يدها جيداً و كأنهُ يمتلكها و بتلك اللحظة ادرك التغير الذي طرأ على أصابعها بوجود خاتم الألماس اللامع لكنه احكم عقله لم يحب أن يبتدي يومه معها بحياة دانيالحيث رسم ابتسامته الحالمة وهو يبعد يده عن يده لترتفع ذراعه محوطة لكتفيها ليشعر بقربها أكثر ... و اكثر شيء اسعده أن سلين بدت مرحبه بقربه منها و مع نسمات الهواء و لون البحر المنعش سارا معاً و هو يتوعدها بأجمل يوماً ...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــشعور بالعجز كان يداهمه .. صداع مزمن سيطر على رأسه .. الخمول و التعب طغى على قوته .. اطلق تنهيدت تعب و هو يتقلب على السرير بتعب سيطر على قواه كلياً .. لا يصدق أنهُ يعجز عن الاستيقاظ وقد تجاوزت الساعة العاشرة صباحاً ليست عادته التأخر في الاستيقاظ من النوم ..أخذ يتنفس بصعوبة بالغة ما الذي يحدث له ..؟ .. العرق الذي تجمع على جبينه كان كافياً ليقضي على قواه .. مرة أخرى حدق بالبراد و هو يتمنى أن يقف ليأخذ شريط حبوب البندول لعله يفيد في القضاء على الصداع المزمن ... رمى اللحاف من عليه بتعب .. داهمه لحظات صوت طرق البابهتف بصعوبة - ادخللحضه السيئ كان الباب مغلق بالمفتاح .. مما اضطره بصعوبة للوقف... أخيراً شعر أحد بتأخره الغريب بالاسيقاظ من النوم مبكراً حتى لو كان يوم عطلة .. بضعف تجاوز غرفته نحو صالة الجناح ثم سار نحو الباب ليفتح تمتم بصوت تعب- أمي ..ارتفعت عينيه لتحدق بشخص آخر .. ابتسمت بدلال قائلة- صباح الخير دانيال ..تفحصته جيداً ولم تمر ثوان حتى اطلقت شهقة قلق مكملة دانيال ... ما بك ..؟ هذا ما كان ينقصه حقاً في تلك اللحظة ..تمتم بملل- كرستين ..دخلت الجناح بسرعة ثم ساعدته داخلة به غرفته .. جلس على السرير و هو يشعر بالاختناق بينما جثت هي بالأرض بجانب سريره ..ارتفع كفها بلطف لتتحسس درجة حرارته .. شهقة بذعر هاتفة- حرارتك مرتفعة ...حدق بها بملل قائل- بحق الله كرستين دعيني وشأني ..وقفت من على الأرض تنظر له باستغراب ما الذي يقوله ..؟ أنهُ في حالة سيئة لو كانت محله لكانت الآن تبكي بدلال رامية نفسها بين أحضان والديهابعد أن تفحص من قبل الطبيب الخاص بالعائلة ... بلحظة تذكرت شيء مررت أصابعها بشعرها الأشقر القصير تذكرت سبب قدومها نحوه جاءت تترجاهأن يقبل مشاركتهم الرحلة التي اشترك فيها كل من اسرتها و اسرته إلى منطقة جبلية المقرر موعدها اليوم والتي ستدوم لمدة ثلاث أو اربعة أيام حيث ترك السيدكاسبر العمل لفترة قصيرة كراحة بسيطة للجهود الذي قام بها سابقاً ... الجميع ينتظر كرستين في الأسفل لبدئ الرحلة لكنها أصرت على السيدة رابيناأنها ستقنع دانيال الآن بمرافقتهم لم تتوقع أن تراه متعب بهذا الشكل ...تمتمت- دانيال الرحلة ..ابتسم بسخرية قائل- لا تقلقي سأكون بخير .. رافقيهم بدون قلققالت بتردد- ألن تأتي معنا..؟رد ساخراً- حقاً .. تعلمين أني أكره رحلات كهذهاستغربت أنه لا يزال يصر على رأيه .. لم يتنازل ويقول أنا متعب .. بتلك اللحظات اقتحمت المكان السيدة رابينا ... ألقت التحية قبل أن تقترب بذعر ممزوج بالقلقنحو دانيال .. وضعت كفها على جبينه لتصدم بحرارته العالية .. ارتعبت عينيها خوفاً عليه .. بلحظات كانت تسير نحو هاتف الجناح قبل أن تضغط على الأرقام قطعها بسرعة بصوته قائل- لا تتصلي لطبيب كان يعرف بتلك اللحظات أنها ستتصل بالطبيب .. فترددت وهي تحدق به هل جن ابنها نهائياً ..؟ لمحت رفضه من عينيه فاعادت السماعة مكانها و اقتربت نحوه تقول- أرجوك .. دانيال اكملت بقلق .. تحتاج لطبيب حرارتك مرتفعة ... تدخلت كرستين تقول مؤيدة بقلق- السيدة رابينا على حق .. يجب أن تزور الطبيب ..زفر باستياء قائل- ما بكم يا جماعة ..؟ لستُ طفلاً و لستُ أول من يصب بتعب خفيف .. أحتاج لنوم فقط ..قبل أن يستلقي على السرير شعر بوالدته تقترب لتجلس بجانبه ... ربتت على كتفه بحنان فيما لن تتلقى سوى نظرات عادية باردة .. شعرت بألم يمزق قلبهاعندما لاحظت أنهُ لا يحتاج لرعايتها بتاتاً و لا يحب أي مساعدة منها ... تمتم قائل- رافقيهم إلى الرحلة أمي اعتقد أن الجميع ينتظرك في الأسفل ... تدخلت مندفعة تقول- أنت مريـــ...قطعها قائل- سأكون بخير .. لا تشعري بالقلق ...محاولاتها في البقاء معه كانت فاشلة يبدو أن الوقت فات فدانيال ليس الطفل الذي كان يتمنى مرافقة أمه دوماً .. لقد دمرت تلك الأمنية بأفكارها في الدفاع عن الأموالو في انتزاعه من عالمه الموسيقي ...انسحبت مع كرستين من الجناح بهدوء ليذهب جسدها في رحلة جبلية بينما ظلت روحها قلقة على ابنها العنيد ....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــاطلقت ضحكة انوثية رقيقة محدقة بروك حيث كان جالساً على الكرسي مقابل لها في إحدى المطاعم المشهورة .. كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساءشربت القليل من عصير الليمون ثم قالت معلقة على كلام روك - كنت شقي في صغرك روك .. لم أكن اتوقع ذلك حقاً ..اطلق ضحكة رجولية بدأ يرد قبل أن يقاطعه رنين هاتفها النقال اعتذرت بهدوء و هي تخرج الهاتف من الحقيبة شد انتباهها اسم المتصل فوقفت من الطاولة و سارت خارجة من المطعم .. السيدة رابينا تتصل بك .. ردت باستغراب ثم قالت- مرحباً عمتي ..اتاها صوت السيدة رابينا تقول بحنان ..- سلين .. كيف حالك ...؟بهدوء ردت - بخير ..دام الهدوء لثوان قبل أن تقطعه السيدة رابينا قائلة بتوتر- أين أنت الآن ..؟نظرت خلفها حيث روك ينتظرها ثم أعادت نظراتها للهاتف قالت بكذب - أنا مع إحدى الصديقات .. أتاها صمت السيدة رابينا فقالت بشك .. أهناك امر مهم ..؟سألتها فجأة- ألم تتحدثي مع دانيال طوال النهار ..؟..باضطراب قالت- اه .. لا .. اقصد نعم ..تحدث معه سألتها بشوق غير ملاحظها صوتها المرتبك- كيف كانت حالته ..؟ .. هل كان مريضاً ..؟اطلقت شهقة خفيفة ثم قالت- مريضاً .. تلعثمت ثم قالت .. عندما تحدثت معه قال بأنهُ بخير ..ردت ..- اعرف ابني جيداً .. يرفض أن يخبر أحد بمرضه ... اضطربت فجأة فيما ارتعش جسدها رعباً مما تسمعه .. دانيال مريض .. قالت محاولة أن تواسي السيدة رابينا - لا عليك سأتصل به ..- هذا لا يكفي سلين .. اكملت بقلق و برجاء قالت.. أرجوك اذهبي إليه !- ماذا ؟ ! ..فكرت بصعوبة ما تطلبه السيدة رابينا أتاها صوتها يقول- ما بك سلين ..؟ ألستِ خطيبته .. ؟ أكاد أموت قلقاً سيقتلني هذا الولد يوماً هل تعرفي أنني حينما اتصلت لهاتف القصر لم يرد علي أحدو حينما اتصلت لهاتف المسؤولة عن الخدم .. قالت أن دانيال صرف جميع الخدم حتى عودتنا ..كانت تعرف برحلة السيدة رابينا الذي أخبرها السيد شارلي عنها كم ترجتها أن تذهب معهم مظنة أن دانيال لو عرف بذلك لوافق على تلك الرحلة ..لكنها أبت بعذر الجامعة .. فكرت بتصرف دانيال الأحمق .. فقالت متعذرة - أقدر اهتمامك .. اكملت بتمثيل العاشقة .. لقد اقلقتني عليه كثيراً .. لكن من الصعب أن ادع صديقتي بمفردها .. اندفعت السيدة رابينا تقول برجاء- أرجوك سلين .. لا تعرفين دانيال حينما يمرض .. أنهُ يرهق كثيراً و ترتفع حرارته بشكل مخيف .. وبخوف اكملت أخشى انه اصيببشيء فهو لا يرد على مكالماتيبتلك اللحظة سيطر الخوف عليها .. هل أصابه مكروه ..؟ ارتعبت من هذه الفكرة ختمت الكلام تقول- حسناً عمتي .. لا تقلقي سأهتم بالأمر .. انشرح صوتها قائلة- حقاً لا اعرف كيف اشكرك يا ابنتي .. سأعتمد عليك ..بتلك اللحظة استدارت تنظر لروك حيث تبين لها من خلال الزجاج .. ابتسمت له باعتذار على التأخر فابتسم لها برضا .. ختمت المكالمة بعد أن اقنعت السيدة رابينا بالهدوء و الاستمتاع برحلتها ... ثم جرت في بالها ألف فكرة و فكرة .. هل ستزوره ..؟ مستحيل رفضت تلك الفكرة .. و قبل أن تقررالعودة لروك شعرت بجزء بداخلها يدعوها على الأقل للاتصال به لم تتسطع مقاومة تلك الفكرة .. فوجدت نفسها بدون شعور تتصل عليه ..رفعت الهاتف لأذنها . . دق قلبها برعب و هي تنتظر جواب منه فلم تجد من يرد عليها حاولت مجدداً بيأس فاستغرب عندما رد عليها بسرعة - ألو ...أتاها صوته الغامض عبر الهاتف .. بلعت ريقها و هي تنطق باسمه بصعوبة - دانيال ..- ماذا تريدين سلين ..؟ارتعبت من صوته الحازم فقالت بتلعثم - اه .. هل أنت بخير ..؟اتاها صوته الساخر قائل- هل قامت والدتي بمكالمات لك ..؟ اطمئني فأنا بخير أيتها الحمقاء ..! لم تسمع بعدها صوته لأنه ببساطة كان قد اغلق الخط قبل أن يسمع أي كلمة منها ..انزلت الهاتف تحدق به بحقد .. بحقد هتفت بصوت منخفض- فلتذهب إلى الجحيم .. الحق على من يفكر بالأطمئنان عليك ..زمجرت بحنق و هي تعود نحو روك .. اطلت ابتسامتها حينما رأته فجلست على الكرسي مقابلة لها و هي تعتذر على تأخرها ..فجأة سألها ..- ما رأيك بالذهاب لمكان ستري فيه كافة كتاباتي ..عقدت حاجبيها ثم قالت بشوق كبير- أتمنى ذلك ...بحماس سألته أي مكان يكون ذلكأراح ظهره على ظهر الكرسي فيما لم تبتعد عينيه عن عينيها.. ابتسم بخفة ..- شقتي ..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تشحرج صوته و هو يدخل في نوبة من السعال القوية ... احس بكف صديقه يربت على كتفه في شرفة جناحه المطل على حديقة القصر .. .. دانيال .. لا تبدو بخير .. لم يرد عليه بل استمر في نوبة السعال كأنهُ يبحث عن الأكسجين .. اتاه صوت مارتن يقول بقلق دقيقة فقط .. سأتصل لطبيب ..قبل أن ينسحب شعر بكف دانيال تمسك ذراعه .. تمتم بصعوبة ... أنا بخيـــر ... لا أحتاج لطبيب...نظر له بعدم اقتناع ..يبدو مرهق للغاية ..بدأت نوبة السعال تخف لتختفي شيء فشيء لكن الارهاق لم يمتحي من ملامحه بتاتاً ...رنين هاتف مارتن جعله ينسحب ليرد على الهاتف عاد بعد قليل لدانيال الذي كان واقفاً في الشرفة ..هتف قائل- تعال ندخل .. الجو بارد في الخـارج ..نظر لمارتن خلفه ..فكر بكلامه قليلاً .. ثم دخل بهدوء غرفته .. جلس على سريره ثم قال - مارتن .. هل كان المتصل زوجتك ..؟ .. عد لمنزلك أنا بخير ..- لم تكن هي ..رفع نظره لتلتقي عينيه بعينين مارتن .. مرت ثوان حيث عما الهدوء في الغرفة .. تقدم مارتن ليجلس بجانبه على السرير و هو يقول- صهري ..ابتسم بسخرية وهو ينزل عينيه قائل- السيد روك ..- لماذا تكرهه..؟سأله بغرابة .. فلم يتلقى سوى نظرات هادئة لا تعبر على شيء.. قال بعد ذلك ..- هل تعرف مع من هو الآن ..؟ ..رد باستخفاف ..- لا يهمني ..- لو اخبرتك أنها سلين ..ارتفعت عينيه بسرعة لتلتقي بعينين مارتن .. عينيه التي امتلأت بالكبرياء العميق ..نظر لمارتن و كأنه يكذبه ثم أعاد نظراته بلا مبالاة ليحدق بالأرض بهدوء ...أتاه صوت مارتن يقول- أرك صامت يا رجل ..ابتسم بسخرية قبل أن يقول ...- روك .. و سلين .. اطلق ضحكة استهزاء جعلت الدهشة تتسع بعينين مارتن ... اتجهت عينيه نحو مارتن ليقول بثقة امتزجت بصوته الرجولي الواثقتلك الحمقاء الصغيرة لا ترى بعينيها سواي ...تلك الثقة ابهرته .. قال و هو يسير ليجلس بجانبه على السرير ..- اعتقد أنها تكن مشاعر لروك .. و لا داع لإخبارك بتأكدي من أن روك يكن مشاعر لها .. وهذا ما يقلقني ..- يقلقك ! .. ابتسم بسخرية قائل- ألا تلاحظ أنك أعز اصدقائي .. و روك يكون صهري .. لو شبت ناراً حارقة بينكما على الآنسة سلين ..بأي موقف ساكون أنا خاصة أنَّ زوجتي تكن الحقد إليك نظراً لتعاملك السيئ مع الفتيات بشكل عام.. ذاك صهري وعزيز علي وأنت لا تقل مكانة عنه ..فوجئ بضحكة هستريرة عبرت عن سخرية واضحة ...توقف عن الضحك و هو يرفع نظره لمارتن قال- لا تتعب نفسك بتلك الأوهام يا صاح .. فلتطمئن .. حقاً لا أنوي امتلاك تلك الصغيرة الحمقاء ...لكن ليكن لعلمك روك يكرهني اكمل بحقدو انا أكن له نفس المشاعر بل ربما اكثر .. لذلك لن اسمح له بالاقتراب من سلين حالياً فهي خطيبتي ... فور ان اتخلص منها فليتهنى معها - و متى ستفعل ذلك ..؟ اقصد متى ستتخلص منها .؟سأله ببرود فرد عليه- عندما اتخلص من كرستين ...سألها مصراً على جواب - وهل تظن أيها الذكي أنا كرستين ستمل منك ...؟ ..رد بثقة - ستمل .. ستمل ..باصرار رد عليه - حتى لو ملت .. ستبتعد عنك لكن فور أن تعرف خبر فسخ خطوبتك عن سلين ستعود حالاً .. - لن افسخ الخطبة حتى اتأكد أنها رحلت بعيداً .. بانفعال سأله - وماذا عن الآنسة سلين ..؟. . هل ستربطها معك طويلاً ..رفع حاجبيه مستغرب من انفعال مارتن ببرود كالصخر رد بلا مبالاة- اظن ذلك .. حتى لو استمرنا اكثر من عام فكما تعلم لا افكر بالارتباط حالياً و سلين لازلت صغيرة لا اعتقد أنها سـ.....قطعه فوراً انفعل كثيراً قائل- أجننت .. أليس لذيك ضمير ..؟ وقف من على السرير ثم سار كالوحش ليقابله ..اكمل .. كيف تربطها معك كل هذه المدة .. لقد ظنيت في البدايةأن الأمر سيستمر شهر او شهرين .. ليس كل هذه المدة .. تلك الفتاة تريد أن تعيش مثلك تماماً .. تريد أن تمتلك صديق تمرح كما تشاء ..هل تعرفهي ستنحرم من كل تلك الأشياء بسبب خاتمك الحقير في اصبعها ...استغرب من انفعال صديقه فتدخل ليقول- ما بك يا رجل..؟ فلتهدأ قليلاً ..صرخ قائل- كيف اهدأ بحق الله اخبرني ..؟ .. هل تعرف انك لئيم ..؟ ..! رد مدافع عن نفسه - الأمر ليس بذاك السوء ..اجلس يا مارتن لا داع للعصبية .. حرك رأسه غير مستوعب الأمر .. تنهد و هو يتمالك أعصابه بقدر الأمكان ..نظر لدانيال بطرف عين ثم قال ...- أنت لا تستحقها بتاتاً ..تنهد و هو يكمل تعلم من يستحقها هو روك ...لم يلمح اي تغيرات على وجه دانيال فاكمل باصرار ...نعم هو يستحقها ..باستفزار قال .. هل تعلم أين هما الآن ..؟ .. لأول مرة أراد أن يستفز دانيال اكمل ..هي في طريقها مه روك لشقته ... والله اعلم ما الذي سيفعلهروك معها فهو المشهور برومنسيته و لطفه مع جميع الأجناس ...شعر بخيبة أمل من جمود صديقه .. لم يعد يطيق البقاء معه دقيقة هتف ...- سأغادر .. لعلي أرتاح مع زوجتي قليلاً .. قبل أن يغادر الغرفة اوقفه صوت دانيال - مارتن ..توقف عن السير دون أن يلتفت له صمت فقال دانيال- أهي حقاً معه ...؟ اخيراً شعر بالانتصار لقد استطاع و لو قليلاً أن يدفعه لسؤال .. رد بهدوء- نعم .. تمتم- في نفس شقته إذن ..خشي أن يتهور دانيال فقال محذر- دانيال .. لا تُثير أي مشاكل .. إياك و التهور ...ابتسم بسخرية قائل- هه .. تلك الحمقاء حذرتها لأكثر من مرة ..دعنا نرى من سينقذها من مخالبه الليلة ..تظن أن الجميع يفكر بعقليتها السخيفة ... رد بثقة ساخراً- على الأقل روك أشد منك حذراً في حمايتها بتر جملته ثم هب مغادر القصر بأكمله .. لم يكن قلق بسبب عصبيته على دانيال فهو متعود على شيء كذلك ..يعرف أن ذاك الحوار المنفعل لن يسبب في علاقة متوترة بينه و بين دانيال بتاتاً ..تسطح دانيال على السرير بصعوبة حالته تزداد سوء و يرفض استدعاء الطبيب .. كان يكتفي بحبوب مسكنة ..اغمض عينيهمحاولاً الراحة وضع ذراعه على عينيه محاول أن يرتاح قليلاً .............................فتح باب الشقة بالمفتاح .. دخل فلحقته بهدوء .. شعرت بالخوف من الظلام الفاحش الذي يسود المكان .. احست بجسده يتحرك ليشعل النور ..همس لها- أتخافين الظلام ..؟ابتسمت بهدوء قائلة- ربما روك ..اعطاها ابتسامة حنونة و هو يجذبها نحوه بعفوية محوطاً على كتفيها بذراعه همس بلطف- مع روك لا تخافي ..ضحكت بخفة .. فسارت معه ليشعل النور في جميع الغرف قالت- المرة الأولى لم اتجول بشقتك .. سأكون كاذبة لو أخبرتك أني لا اود تفحصها .. أخشى أن يقتلني الفضولاطلق ضحكة دافئة ثم قال - تجولي بها كما تشائين ..هزت رأسها بالإيجاب و ما هي إلا دقائق حتى خذت تدور بشقته الجميلة متفحصة كل جزء فيها .. تمتمت بانبهار .. جميلة شقتك روك ..قرص وجنتيها بمداعبة خفيفة ثم قال مداعب- دعينا نتناول كوب من القهوة أيتها الشقية ..اقتادها نحو الصالة فزمجرت قائلة - لا اريد قهوة ..و ضع ساعديه على صدره و هو ينظر لها ثم قال- ماذا تريدين إذن .؟ابتسمت بفرح قائلة- وعدتني بأن تريني كتاباتك روك ..أنا متأكدة أن تلك الغرفة المغلقة بالمفتاح هي مكتبة لكتبك المفضلة و ما خطه قلمك من ابداع ..- إذن لم تنسي بعد ..ضحكت فابتسم على ضحكتها .. ثم اقتادها نحو تلك الغرفة المغلقة لقد حقاً كانت كما قالت سلين .. اطلقت شهقة انبهار من الغرفة المليئة بالكتب مرتبة داخل دولاب مخصص للكتب ..بشكل مبهر .. الغرفة كانت دافئة للغاية ...دخلت دون تردد اخذت تتلمس الكتب بانبهار كم ظل سنواتيشتري هذه الكتب .. كتب النثر و الشعر لأفضل الكتاب كانت في مكتبته العجيبة .. نظرت له قائلة بانبهار .. - روك .. كيف جمعت كل هذه الكتب .. ؟ يا لك من مدهش ..!لم يرد عليها بل اسند جسده على إطار الباب و ابتسم لها بخفوت فما كان منها إلا أنها تركته و أخذت تقرأ صفحات من الكتب التي شدتها .. تحرك من مكانه بهدوءملاحظ أنها لم تنتبه لاقترابه منها وقف امام المكتبة المليئة بالكتب تأملها جيداً وهي بجواره تخرج كتاب وتقرأ عنوانه بصوت خافت مسموع ثم تقرأ صفحة او صفحتين منه وتعيده و تنتقل لكتاب آخر .. وجد نفسه يبتسم بدون شعور ...تأمل شعرها الأسود المحرر على كتفيها برقة ... ابتسامتها اللطيفة .. فرحها كل ما رأت كتاب يعجبها .. ارتفعت كفه ببطئ و كأنها تنوي أن تلامس شعرها الأسود .. أراد ذلك بعنف و لأول مرة شعر بنبضات قلبه تدق بقوة .. مابه هل جن ..؟أراد بلحظة أن تمر أنامله برقة على خديها الناعمتين .. على شفتيها الورديتين .. لا يمكنه المقاومة أكثر .. بتلك اللحظات استقرت عينيه على خاتم الألماسفي اصبعها ... حاجز كبير كان بينهم حتى لو كانت كذبة .. أشاح عينيه عنها بسرعة فيما كسا الحمود وجهه بلحظات .. بتلك الأثناء تحركت سلين لتفاجئبوجود روك بجانبها .. وجدت نفسها تقول- روك .. لم اشعر بك بجانبي ..شعر بالضحك على دهشتها و خروج الكلمات ببراءة من فمها ..اسند ذراعه على المكتبة قائلاً- كنتُ منسجمة بقراءة الكتب .. هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت- روك .. لم أقرأ حتى الآن كتاباتك ...ابتسم لها و هو يشير باصبعه لمكتبة أخرى .. فاتجهت نحوها بسرعة ..أشار لها نحو إحدى الرفوف ..فوجد ابتسامة عريضة منها .. ثم ضحكة سعادة قائلة بعدها- حقاً لا اصدق .. يا طالما كنتُ احلم بقراءة كتاباتك ..لم يعلق على كلامها .. كل ما يثيره فقط ابتسامتها اللطيفة .. جمالها البريئ ... عينيها اللامعة .. شعور اخبره بأن يبتعد عنها و إلا لن يستطيع المقاومة أكثرهمس باضطراب ..- سانتظرك في الشرفة .. حينما تنتهي من القراءة وافيني .. هزت رأسها بدون مبالاة و بدأت منشغلة بالقراءة ..انصرف ليدخل غرفته .. ثم اتجه نحو الشرفة المطلة على الخارج جلس على الكرسي الموجود بالشرفة .. شاعراً بالتعبب .. ستقتلني الليلة .. تمتم بتلك الكلمات بصوت خفوت .. مرر أصابعه على شعره و هو يشده بعنف ... الأفكار تتضارب بعقله بقوة ..كانت منسجمة بالقراءة كثيراً .. وجدت أن هناك الكثير من الكتابات لم ينشرها في الصحف .. كتاباته كانت مبهرة ..شعرت بأنكتاباتها لا تساوي شيء امام قلمه المبدع .. شد انتباها بعض الكتابات المكتوبة في الورق ... أرادت أن تسأله عن أشياء كثيرة ..لكنه لم يكن معها .. شعرت بالوقت يمر خشيت أن يسألها السيد شارلي عن تأخرها فأخذت تقرأ ما يشد انتباها اكثر من العناوينبعد مرور أكثر من ساعة و هي تغوص بين الدفاتر و الأوراق .. وجدت نفسها تلاحظ غياب روك .. حملت بعض الأوراق .. وخرجت من المكتبة .. الهدوء كان يعم الشقة.. لمحت باب غرفته المفتوح .. طرقت الباب فلم تسمع رداً .. دخلت بهدوء فلمحتهفي الشرفة .. واقف بهدوء .. تقدمت أكثر لتلاحظ شروده .. يحدق بالخارج بشرود كبير .. مشت خطوتين لتدخل الشرفة ..و كأنه لاحظ تواجدها معه .. التفت خلفه ليجد سلين تقف خلفه تحدق به بذهول ... عقدت حاجبيها قائلة - تبدو شارد الذهن رسم ابتسامة هادئة .. فتقدمت أكثر سألته بفضول - بمَّ أنت شارد ..؟ ابتسمت بخبث مكملة اعترف أيها الخبيث .. هل دخلت في قصة حب غرامية ..؟و كأن كلامها جاء على الوتر الحساس اطلقت ضحكة خبيثة عندما اغمض عينيه محاول أن يهدأ فاكملت - هيا اخبرني روك .. ضربته بخفة على كتفه مكملة من تلك الفتاة غمزت قائلة .. غبية لو لم تكن تحبك ...- حقاً ..استغربت عندما استمر على هدوئه .. لم يتجاوب معها بتاتاً .. بدا لها كالطير الجريح .. و لأول مرة ادركت كم روك رومنسياً من خلالتلك الكتابات الرومنسية التي وجدتها معه .. لمح الاوراق بيدها مستفهماً و كأنها فهمت عليه سألته ..- أكل هذا الغزل الذي خطه قلمك في هذه الأوراق لحبيبتك ..؟ أشاح عنها نظراته بهدوء بدا مجروح و هو يحدق بالشارع .. مما جعلها تشك انها ازعجته حقاً .. تمتمت بعينين ذابلة .. روك ..لم يرد عليها اقتربت لتمسك بذراعه ثم قالت برجاء ..- أرجوك اخبرني عن حكايتك .. صدقني سأساعدك كثيراً .. تأملها بهدوء فاكملت يمكنني بكل سرور أن اجمعك مع حبيبتك .. عندما لمحت عدم الرضا من عينيه اكملت .. صدقني ساحاول ..ابعد كفها عن ذراعه بلطف و كأن لمستها تأثر عليه فقالت - لا تتردد روك .. اخبرني عن حكايتك ..اعاد نظره لها لتلتقي بعينيها اللامعة ..بجدية سألها- لن تنصدمي ..بثقة ردت- لا فرد عليها ..- لن تهربي مني ..حركت رأسها بالنفي - لا ..و آخر مرة قال بضعف - ولن تكرهينني ..استغربت من اسلوبه لكنها اصرت قائلة- لا .. تأثرت عينيه و هو يحدق بها .. لم يعد قادراً على المقاومة بتاتاً .. كسر كل الحواجر عندما ذبلت عينيه و هو يقول بصوت مؤلم يندمج بالحزن ..- حكايتي مع حورية جميلة .. شدتني و اسرتني .. ثم قتلتني بدون علم ..اطلقت شهقة خفيفة و هي تحدق به مذهولة فابتسم بألم .. و اقترب اكثر ليجعل المسافة بينهما قريبة اكثر .. اكمل بعينين حزينتين امتلأت ألماً و بنبرة جريحة اكمل- سأحكي لك قصة .. لم ينتظر جوابها فاكمل حكاية لبحر جريح ..حكى حكايته عن حوريته بألم فكنتُ مثل حكايته بالضبط ...تاهت عينيها غير مستوعبة لما يجري لروك من تغيرات مؤلمة في وجهه .. لكنها قررت أخيراً الاستماع له .. ^_^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 09:46 PM

[frame="1 80"]الــــبارت الثاني عشر
..............................
أنت لي ..!
..............................



كانت منسجمة بالقراءة كثيراً .. وجدت أن هناك الكثير من الكتابات لم ينشرها في الصحف .. كتاباته كانت مبهرة ..شعرت بأن
كتاباتها لا تساوي شيء امام قلمه المبدع .. شد انتباها بعض الكتابات المكتوبة في الورق ... أرادت أن تسأله عن أشياء كثيرة ..
لكنه لم يكن معها .. شعرت بالوقت يمر خشيت أن يسألها السيد شارلي عن تأخرها فأخذت تقرأ ما يشد انتباها اكثر من العناوين
وهي تعد نفسها بقراءة ما تبقى لها في يوم آخر ...بعد مرور أكثر من ساعة و هي تغوص بين الدفاتر و الأوراق لاحظت غياب روك حملت
بعض الأوراق وخرجت من المكتبة .. الهدوء كان يعم الشقة.. لمحت باب غرفته المفتوح .. طرقت الباب فلم تسمع رداً .. دخلت بهدوء فلمحته
في الشرفة .. واقف بهدوء .. تقدمت أكثر لتلاحظ شروده .. يحدق بالخارج بشرود كبير .. مشت خطوتين لتدخل الشرفة ..
و كأنه لاحظ تواجدها معه .. التفت خلفه ليجد سلين تقف خلفه تحدق به بذهول ... عقدت حاجبيها قائلة
- تبدو شارد الذهن
رسم ابتسامة هادئة .. فتقدمت أكثر سألته بفضول
- بمَّ أنت شارد ..؟ ابتسمت بخبث مكملة اعترف أيها الخبيث .. هل دخلت في قصة حب غرامية ..؟
و كأن كلامها جاء على الوتر الحساس اطلقت ضحكة خبيثة عندما اغمض عينيه محاول أن يهدأ فاكملت
- هيا اخبرني روك .. ضربته بخفة على كتفه مكملة من تلك الفتاة غمزت قائلة .. غبية لو لم تكن تحبك ...
- حقاً ..
استغربت عندما استمر على هدوئه .. لم يتجاوب معها بتاتاً .. بدا لها كالطير الجريح .. و لأول مرة ادركت كم روك رومنسياً من خلال
تلك الكتابات الرومنسية التي وجدتها معه .. لمح الاوراق بيدها مستفهماً و كأنها فهمت عليه سألته ..
- أكل هذا الغزل الذي خطه قلمك في هذه الأوراق لحبيبتك ..؟
أشاح عنها نظراته بهدوء بدا مجروح و هو يحدق بالشارع .. مما جعلها تشك انها ازعجته حقاً .. تمتمت بعينين ذابلة .. روك ..
لم يرد عليها اقتربت لتمسك بذراعه ثم قالت برجاء ..
- أرجوك اخبرني عن حكايتك .. صدقني سأساعدك كثيراً .. تأملها بهدوء فاكملت يمكنني بكل سرور أن اجمعك مع حبيبتك لو اردت ..
عندما لمحت عدم الرضا من عينيه اكملت .. صدقني ساحاول ..ابعد كفها عن ذراعه بلطف و كأن لمستها تأثر عليه فقالت
- لا تتردد روك .. اخبرني عن حكايتك ..
اعاد نظره لها لتلتقي بعينيها اللامعة ..بجدية سألها
- لن تنصدمي ..
بثقة ردت
- لا
فرد عليها ..
- لن تهربي مني ..
حركت رأسها بالنفي
- لا ..
و آخر مرة قال بضعف
- ولن تكرهينني ..
استغربت من اسلوبه لكنها اصرت قائلة
- لا ..
تأثرت عينيه و هو يحدق بها .. لم يعد قادراً على المقاومة بتاتاً .. كسر كل الحواجر عندما ذبلت عينيه و هو يقول بصوت مؤلم يندمج بالحزن ..
- حكايتي مع حورية جميلة .. شدتني و اسرتني .. ثم قتلتني بدون علم ..
اطلقت شهقة خفيفة و هي تحدق به مذهولة فابتسم بألم .. و اقترب اكثر ليجعل المسافة بينهما قريبة اكثر .. اكمل بعينين حزينتين امتلأت ألماً
و بنبرة جريحة اكمل
- سأحكي لك قصة .. لم ينتظر جوابها فاكمل حكاية لبحر جريح ..حكى حكايته عن حوريته بألم فكنتُ مثل حكايته بالضبط ...
تاهت عينيها غير مستوعبة لما يجري لروك من تغيرات مؤلمة في وجهه .. لكنها قررت أن تستمع لحكايته العجيبة
فاستمعت له يقول


لو أخبرتك أن قلبي بحر عجيب ...

لو أخبرتك أنَّ في أعماقه صناديق ذهبية
لو أخبرتك أن مفتاحها هو ضحكاتك البريئة
فاعلمي عندها أنك حوريته الحسناء !

لونت حوريتي بحري بجمالها الساحر ...
زالت الأذى منهُ بلطف و منحته الدواء ...

تنهد محدق بملامح سلين المتعجبة فاشتد ألماً و هو يكمل

.... بلمستها الحنونة .....
... بعينيها الجميلة .....

و بابتسامتها اللذيذة تراقصت أمواجـــه...
و عندما مرضت كائناتي غاصت تنقذهم ..
و رفعت رأسها في وسط البحر بكل سرور
فارتجف بحري و هو يحدق بحوريته مندسة في أعماقه ..
بدا شعرها كليال سوداء ...
و برقت عينيها كالنجوم فهمست لي بلحظة
أن المستحيل في بحري ليس له وجود
و عندما أردت الجواب .. وجدتها فجأة تخرج
تخرج من أعماقي نحو الشاطئ.. كانت كعصفور أبيض جريح ..
فنسيتُ كل شيء و أنا تائه بجمالها ..
و بلحظات كانت واقعة في شباك الصياد ...

اطلقتُ صريخاً هز الجبل الذي أحاطني...
و أنا انظر لها في شباك صياد ساحر ...
فنظر لي الصياد مستمتع بفريسته و بلحظات
هبَّ مغادراً شاطئي فلم اسمع بعدها سوى
أنين حوريتي الحسناء ......


اطلقت شهقة أخرى .. وهي تحدق بروك الذي اغمض عينيه غير قادر على الاكمال بينما اندمجت حواسها معه .. فاكمل بغصة

تلون بحري بدمائها ...
و عندما أوشكت كائناتي على تنظيف بحري ..
صرخت واجماً .. بأني اعشق حتى مذاق دمائها ..
فغضبت الكائنات و تخلت عني ... فيما ذبلت اعشابي مستسلمة..!
و هبت أمواجي غاضبة تصفع الصيادين بقوة ...!
فرفضت القوارب الخشبية السير علي ..
و ماتت الكائنات فطفت على سطحي
فاصبحت ملوثاً بدم غيرها ..
بدوت قبيحاً لدرجة أنَّ ضوء القمر في ليلة سوداء
لم يستطع أن يزيد حلتي جمالاً .. !
البحر كان غاضباً لم يأبه لفراق أحـــد ...
لم يحزن على كائناته كما حزن على حوريته ...
فحزن القمر من منظري ... و بدا واجماً و هو يحدق بي ...!
فيما اسود جاري الجبل غضباً ...
و حين حل الصباح سألتني الشمس ...
ما بالك أيها البحر ..؟ ..!
كنت كالأمير بحلتك ..
كنت بسمة لمن لعب بمائك..
و دواء لمن ذاق كائناتك ..
ويحك اليوم اليوم كبستان قاحل .. !
لا تكن بخيلاً كالنخلة الحمقاء بخيرها
فهوت في النار تستعر ...!
تبسمت فجأة بألم .. و رديت واثقاً
أنا لستُ البحر يا صديقتي ..
أن البحر هو حوريتي الحسناء..
و حوريتي الآن تحت تأثير شباك صياد ساحر ..
~ فهنيئاً له بهــــــــــا ! . . ~

نعم فهنيئ له بها ... تمتم بضعف اخر كلماته فما كان منها إلا أن ترتجف أكثر .. رفعت عينيها لتصدم بقربه الشديد منها .. عجزت لسانها عن الكلام ..
فيما ارتجف جسدها محدقة بعينيه التائهة وسقطت الاوراق من يدها بدون شعور ... ماذا يقصد ..؟ .. عينيها تأملت وجهه بصعوبة .. فصدمت أن عينيه
كانت اشد ألماً .. تمتم بصعوبة
- سلين ..
لم يجد رداً منها .. بانامله رفع ذقنها بلطف لتقابل عينيه .. لم يجد سوى فتاة ترتجف .. ياريته يفهمها .. اغمض عينيه ثم فتحهما قائل من بين أعماق قلبه
- سلين .. ألا تسمعين نبضات قلبي ..؟ يكاد قلبي يخرج من أضلاعي و أنتِ معي ..
تأمل عينيها التي برقت .. فلمح الدموع المتلألأة في أجفانها ..احس بارتجاف جسدها الصغير ... شفتيها التي كانت ترتجف .. خصلات شعرها التي
تتمايل على وجهها بنعومة .. تمتم مجدداً ..
- سلين اشعري بي ..
رفعت عينيه بقوة نحو عينيه .. اطلقت شهقة بكاء قاومتها كثيراً ... شعر بقلبه يتمزق من بكائها .. لم يستطع مقاومتها هذه المرة .. ضمها بقوة نحوه
و هو يحيط ظهرها بذراعيه الدافئة .. غاصت بين أحضانه تائهة فدخلت بنوبة من البكاء حادة و هي تشعر بذراعيه تضمها نحوه اكثر ..
- أرجوك لا تبكي سلين ..
كيف لا تبكي ..؟ .. روك .. مستحيل .. لقد ظنته لا يكن لها أي مشاعر .. حسناً لماذا لا تفرح ..؟ .. أليس هو رفيقها الحنون .. ..؟
دانيال .. مرت صورته في عينيه فوجدت قلبها يرتجف .. مستحيل .. هي بين احضان رجل آخر .. كيف لدانيال ان يسيطر الآن عليها ..
وجدت نفسها بدون شعور تتبتعد عن روك .. اجهشت بنوبة بكاء حادة و هي تبتعد عنه بخطوات إلى الوراء ..ارتجف جسدها عندما اقترب
نحوها امسك بذراعها و هو يقربها نحوه بلطف ثم حرر ذراعها ليلامس كفه خدها بنعومة وبيده الأخرى مرر أصابعه ليمسح دموعها .. لمحت عينيه الجريحة
قال بصوته الحنون ..
- سلين تأمليني جيداً ..عندما أطالت النظر لملامح وجهه اكمل .. ألم تعرفي من تلك الحورية ..؟ .. ألم تعرفي من هو البحر و الصياد ..؟
اغمضت عينيها و هي تكبت شهقة كبيرة كتمتها بصعوبة حركت رأسها بالنفي لا تريد سماع شيء لكنه اصر مكمل
- أنتِ هي حوريتي سلين .. أنت تعيشين في بحري .. كل يوم .. كل يوم و ثانية أنتِ في قلبي .. نعم في قلبي ...
- اتركني ...
تمتمت بصعوبة قبل أن تدفعه بقوة للتخلص من لمساته تراجعت إلى الوراء رفعت عينيه بنظرات مصدومة غاضبة فاقترب نحوها عندما مد كفه ليلمسها صرخت بجنون
- لا تلمسني .. رفعت عينيها لتواجه عينيه فصعق بالخوف الممزوج بالرفض بعينيها تمتمت .. إياك أن تتقترب روك ..
جمد بمكانه بدون تصديق .. حرك رأسه رافض للحقيقة هتف باسمها برجاء ..
- سلين اسمعيني فقط ...
وضعت كفيها على أذنيها بقوة رافضة أن تسمع شي .. بلحظات مرت صورة دانيال بعينيها .. قالت بصوت مهزوز
- لا أريد سماع أكثر من ذلك ..
و كأنها سمحت له بالكلام حيث قال باندفاع
- .. اعطني فرصة .. ستحبيني سلين ..أنا واثق ..
ردت بألم بصوت مهزوز
- ريتني قابلتك من قبل .. لكن الآن أنا .. بقسوة لم تتعمدها اكملت لا يمكنني أن أحبك ..
اتسعت عينيه ذهولاً .. خوفاً من فقدانها .. فبدا كأسد يجاهد لخروجه من السجن ..كل الحواجز دمرتها بكلاماتها الأخيرة .. بجنون صرخ
- هل تحبيه ..؟ صرخ بعنف .. الوخذ دانيال.. هل سحرك الصياد حقاً سلين ..؟
وجد جسدها يرتجف و هي تسد أذنيها اكثر ترفض سماع اسم دانيال .. جن جنونه فاكمل
- تحبيه .. .. صرخ مجدداً . ليس من بين كل الرجال ..دانيال .. ذاك الحقير لا يستحق حبك بتاتاً ...
فجأة انهارت حصونها انهارت تبكي .. صارخة
- لا روك ..أنا لا أحبه .. أنا اكرهه ..
كانت تدرك أن في كلامه شيء خاطئ ..توقف عن الكلام فعما الهدوء فجأة ليستمع فقط صوت انفاسهما المتضاربة ..
- اثبتي ذلك ..
تمتمت بصعوبة
- كيف ..؟
مرت عينيه على جسدها لتستقر على الخاتم في اصبعها تأمله كثيراً .. فانتبهت على ما يفكر ارتعبت من طلبه المتوقع و حقاً كان كما تخيلت
تمتم بهدوء قبل العاصفة
- اخلعي خاتمه ...فقط اليوم الآن أمام عيني ..
طلبه كان كالصفعة على خدها .. نزلت عينيها نحو الخاتم الألماس الذي يبرق كبريق عينين دانيال الساحرة .. ثم ببطء رفعت عينيها المرتجفتين
نحو روك ..و كأنها تترجاه أن يغير طلبه ... وجدت نفسها فجأة تسأل قلبها لماذا ترفض هذا الطلب .. ؟ ألم تكن تتمنى ذلك ..؟ شعرت بدموعها
تنسال على خديها .. و بدون شعور حركت رأسها بالنفي ..فوجئت بضحكة هستريرية من روك ..ارتفعت عينيها المرتعشتين تنظر له برعب ..
للحظة فكرت انه جن تماماً .. تشحرج صوته و هو يقول
- لقد توقعت .. حرك رأسه و هو يكمل نعم توقعت .. صرخ بعنف ..توقعت ذلك منذُ أن بعتي له منزلك .. منذُ تلك الخطوبة التي قتلتني ..
ابتسم بسخرية وهو يكمل باستسلام نعم.. لا استطيع لومك تبقين فتاة تتأثر تحت جذابية رجولته...

يكــــفي ...

صرخت بعنف و لأول مرة كانت تصرخ على روك .. حركت رأسها و كأنها لم تفهم شيء .. وفجأة هرولت لتخرج من الشرفة داخلة غرفته .. ركضت
نحو باب غرفته لتمسك بمعصم الباب فتحته بيد مرتجفة قبل أن تتعترضها ذراع أعادتها للخلف بسهولة ..
- سلين .. لا ترحلي ..
بتلك اللحظات نسيت انه روك رفيقها العزيز .. دفعته باشمئزاز عنها صارخة بعنف ..
- انت لست روك ..
قبل أن تعاود خروجها من الغرفة مجدداً اعترض طريقها و هذه المرة قاومته بالشراسة فيما كان يرد يتوسلها بالهدوء يصرح لها انهُ لن يؤذيها بتاتاً ..
ركلته بعنف بقدمها فاصابت ساقه مما جعله يغمض عينيه بقوة و هو يكبت شهقة ألم .. حين احس بنفورها منه فتح عينيه باصرار .. و لأول مرة لمحت
ملامح العشق بعينيه كأنه ينظر لحبيبته وليس لرفيقته الصغيرة .. شهقت حينما دفعها ليثبتها عالجدار و بحركة سريعة ثبت يديها بيديه ليمنع حركتها مثبتاً
يديها في الجدار .. بلحظات دام الصمت مع ظلام الغرفة الذي يتخلل إليها جزء بسيط من الضوء من الداخل عبر الشرفة المفتوحة .. وحين مال بوجهه
اكثر ليقابل وجهها بالضبط .. احست بانفاسه تلفح وجهها فلم تكن ترى سوى ملامح وجهه التي تتأملها بعمق .. عينيه الزيتية التي يا طالما وجدت بهما الأمان..
ارتجف قلبها لوضع روك الغريب .. بلحظات فكرت أنها لم تسأل نفسها يوماً هل تحبه .. .؟. لكن كل ما تعرفه أنها تحتاج إليه كما تدرك جيداً أنهُ في نظرها علاقتها
معه تتفوق عن الصداقة .. لكن عقلها يعجز عن أختيار شيء دام شبح دانيال و ظله يرافقها حتى في منامها ..ارتعدت على لمسة أنامله الرقيقة على خدها ..
فانتبهت أنهُ حرر إحدى يديها ليستطيع لمسة خدها الناعم برقة أذابتها ..تشنج جسدها وتصلبت عينيها ذعراً فهذه المرة لمسته كانت مختلفة عن سابقتها لأول
مرة أحست أنهُ يلمسها بحب ..بعشق ... رق قلبها له حينما لمحت الانكسار بعينيه الزيتية انزل عينيه بانكسار ليقول
- أحياناً اسهر الليالي عاجزاً عن النوم ..و حينما اغمض عيني للحظات يأتيني ظلك .. استمع لصدى ضحكاته .. أرى بسمتك .. صمت وهو يغمض عينيه بألم ويفتحمها
ليكمل بغصة .. أرى عيناك .. صمت وكأن العبرة خنقته ثم اكمل .. عيناك التي سحرتني منذُ أول لحظة رأيتك سلين .. منذُ ليلة الشاطئ و أنا أفكر بك ..
لن اكذب واقول بأني احببتك عندها لكن ربما انجذبت نحوك فأنا رأيت شخصاً غريب .. بريء .. شدني إليك طيبتك .. نقائك .. ابتسم بألم و هو يقول
و أحيانا غبائك ... فوجدت نفسي اغرق .. كل يوم اغرق .. و كل يوم اكتشف بك شيء لذيذ و فريد .. حتى قضيتي علي ..سلين انا ..تلعثم وكأنهُ عاجز عن الكلام
لكنهُ قابل عينيها بجراءة ممزوجة بالقوة بخلاف صوته التي يتناقض مع عينيه قال مجازف .. امنحيني فرصة ..بثقة اكمل دانيال لن يفعل لك شيء ..ذاك لا يعرف
الحب ولد فقط لتدمير ..!
كانت تشعر أنها بحلم عجيب ما سمعته من روك شيء مستحيل ..لم تتخيل يوم أنهُ يكن لها أي مشاعر .. لماذا لا أحد يشعر بها ..؟.. يطلب فرصة ..
ارتجفت شفتيها و هي تقول
- روك .. أنت .. نزلت دمعتين على خديها تليها عددة دموع حارة .. لماذا تصمت ..؟ لن تصمت بتاتاً لقد تعبت اليوم حقاً ..ارتعب فجأة من صراخها المفاجئ
بعنف كانت تقول .. روك .. أنت تخيفني !.. قبل أن يفتح فمه ليعترض كلامها و ينفيه هاجمته بكلامها تقول .. أيام ليست قليلة مرت ونحن اصدقاء ..
و بلحظات تقلب الأمور رأساً على عقب .. صمتت و هي تتنفس بقوة نظراً للجهد الذي بدلته في الصراخ ثم اكملت بتأنيب . . ألم تفكر بي ..؟
كنتُ معك أشعر بأني عصفورة اجنحتها أنت ! تعرف كيف أشعر الآن .. رفعت إحدى حاجبيها تكمل بقهر .. اشعر أنني فتاة بلهاء عصفورة
من غير أجنحة ..لقد جرحتني بالشدة روك ..!
أحست بأنها جرحتهُ كثيراً ..تمتم بيأس
- أنا آسف ..
توقعت انهُ يعتذر لما سببه لها من رعب في ختام يومه الذي كانت بدايته جميلة لكنهُ رفع عينيه بيأس ليهمس بهيام مكملاً و موضحاً مقصده
- آسف .. لأني أحبـــك
التقت عينيهما بتلك اللحظة ..فغاص ببحر عينيها الجميلة .. يحبها .. يعشقها كثيراً .. اغمض عينيه يحاول ضبط مشاعره المتخبطة ..
فتح عينيه بصعوبة.. لتستقر على شفتيها الوردية.. بلع ريقه بصعوبة و هو يشعر برغبة بتقبيلها و فجأة مالت شفتيه نحو شفتيها قبل
أن يفاجئ بردة فعل قاسية .. افلتت شهقة بكاء بكبيرة.. ما عادت تحتمل فوق طاقتها دفعته بجنون جعله يتراجع إلى الوراء محرراً إياها..
لم يكن يسمع سوى شهقاتها العالية .. التي لم تستمر قليلاً ترن في أذنيه .. حتى لمحها تحمل معطفها و حقيبتها قبل أن يسمع صوت انفتاح باب الشقة ..
ادرك تلك اللحظة أن حريته ستغارد تماماً ..ظل دقيقة و خيال اليوم يمر عليه ... لقائهم في الصباح تناولهم للغداء معاً .. تناولهم لوجبة العشاء .. صرخاتها .. ضحكاتها ..
شريط اليوم مر بذاكرته كالخيال.. بلحظات عاد للواقع .. سار بغرفته كالنمر المفترس قبل أن تحط يداه على الطاولة ليرمي كل ما عليها
بعنف على الأرض .. ايقظه صوت تحطم زجاج كأس الماء الذي كان محطوط على الطاولة .. تـضاربت انفاسه بقوة و هو يحدق بأشلاء
الزجاج المتناشرة بالارضية .. كان مثلها تماماً مشتت لا يعرف ماذا يفعل ..؟ استقرت عينيه على باب الشقة التي فرت منهُ سلين .. قبل
ان يصرخ باسمها بعنف .. وهذه المرة دفع الطاولة الخشبية كأنهُ يفرغ ما بداخله من قهر و ألم ...ثم هب كالأعصار يلحق بها ..

كانت تركض بجنون .. فيما تشعر بدموعها تسيل بغزارة على خديها .. زاد انهيارها اكثر حين لمحت روك يحاول أن يلحقها ..
توسلاته كانت ترن بأذنيها كالصدى..أستطاع أن يلحق ركضها التي كان عبارة عن ركض خفيف بالنسبة لقدرته في الركض ..
اعترض طريقها حين امسك بذراعها بكفه .. شعر بأشلاء قلبه تتحطم حين رآها ترتجف من قربها منه ... تخافه .. نعم تخافه ..
انتفض من تلك الفكرة المخيفة بالنسبة له ... عما الهدوء بين الطرفين ليستمع فقط صوت انفاسهما المتضاربة ..و فجأة شعرت بالشيء
الذي كان يتساقط عليها ليبللها ارتفعت عينيها لسماء لتـتلقى قطرات من ماء المطر تتساقط برفق عليهما معاً لاحظ أنها الآن انتبهت للمطر
لم يسمح لها بالكلام فقال مهاجماً بصوت خشن
- ثامن و عشرون عاماً مرت من عمري .. فيها لم أركض بعد فتاة كما فعلتي بي ...
وضعت كفها على شفتيها لتمنع شهقات بكائها القوية .. اكمل
- سلين .. أنا لا اقدر على خسارتك .. أنت حياتي ..
حركت رأسها بالنفي بعنف و كأنها ترفض الفكرة ... فقال باندفاع
- لو تخشين السيد دانيال والسيد شارلي .. سأحررك منهما بطريقتي الخاصة لو كنتِ لي سلين ..!
همَّ مندفع يضمها إليها و كأنه يعلن امتلاكها لكنهُ فوجئ بركلة قوية بساقه . . و هذه المرة حقاً ضربته بعنف جعلته يتأوه ألماً .. عاجزاً عن اللحاق بها ..
حدق بها و هي تركض حاملة حقيبتها ومعطفها على ذراعها اليسرى ... تركض بلا هدف والمطر يبللها ..صرخ بعنف باسمها لكنهُ لم يلقى رد ..

أخذت تركض بدون شعور .. لا تعرف أين تذهب ..؟ ..لم يلاحظ كثير من الناس حاتها فالكل كان يهرب من المطر .. الذي يشتد غزارته شيء فشيء..
حتى لاحظت خلوة الشارع من الناس .. عندها توقفت عن السير .. تحدق بالشارع بغرابة كأنهُ شيء غريب لم تراه من قبل .. كانت كالطفل المشرد ..
بلحظات أخذت تنهار باكية و كأن الأمور بدأت تتوضح لها لقد كاد أن يقبلها .. لقد حاول ذلك..

ســــــــــــــــليــــــن


بلحظات أنهيارها أخذت تدرك بمن يوجد معها بالشارع ..انتفضت حين ادركت أنهُ روك .. لقد لحقها .. ادارت وجهها للخلف فلم تجد احد ..فأعادت
نظراتها للأمام ..لتجده واقفاً على بعد ستة أمتار تقريباً منها .. هدأت فجأة محدقة به بسروال جينز اسود و قميص اسود مشمر اكمامه ليظهر شيء من ذراعه ..
فيما كانت أول زرين فضيتين من قميصة مفتوحة ليظهر أعلى تفاصيل صدره ....شعره وجسده كان مبلل بالمياه و مع انعكاس ضوء القمر بدا كأمير
وسيم ... تمتم مجدداً بصوت خافت و عينيه تمر على أنحاء جسدها المبلل بالمياه
- ســلين ...
أنهارت بتلك اللحظات محدقة بآخر شخص توقعت وجوده .. و كأنهُ كان دواء لها بتلك اللحظات ..افلتت حقيبتها و سقط معطفها من ذراعها
و هي تنظر له ... ملامحه رغم أنها لم تمتلأ بالحنان و العطف إلا أنها كانت خالية من القسوة كانت هادئة فيما عينيه كانت تلمع دفئاً بخلاف
ملامح وجهه الهادئة .. بدون شعور تمتمت وقد توقفت عن البكاء
- د...دانــ...يال
بصوتها المرتجف تمتمت باسمه .. و حين لم تجد ملامح سخرية منه شعرت بشعور غريب نحوه ... و شعرت برغبة بالبكاء وهذه المرة لم تعرف لماذا أرادت البكاء ..
صرخت باسمه من اعماق قلبها .. فيما اندفعت فجأة بدون شعور نحوه ألقت جسدها بين أحضانه تبكي بعنف فيما استقرت كفيها خلف ظهره و هي تجهش بنوبة كبيرة
من البكاء.. تأمل جسدها بين أحضانه بغرابة ارتبك من وضعها الغريب ... شفتاه لم تزينها ابتسامة مواساه فيما يخلاف وجهه الذي بدا لأول مرة كأنهُ يريد مواساتها لكنه
يعجز عن ذلك ..تمتم بهدوء
- سلين .. اهدئي قليلاً...
فوجئ عندما أخذت تدس نفسها بين أحضانه بقوة و هي تشد كفيها خلف ظهره و كأنها تطالبه بالحماية .. بلطف استطاع أن يبعدها عنه قليلاً ..اشتد المطر
اكثر ليبللهما بشدة .. ارتفعت عينيها الدامعتان تحدق به فيما ارتجف جسدها برداً .. امسك ذقنها بين سبابته وأبهامه بلطف و رفعهما لينظر إليها بشكل أوضح
- لا تخافي أنا معك ..
استغرب حين امتلأت عينيها بالدموع مجدداً و كأن جملته اثرت بها كثيراً .. غريب أمر الفتيات هذا ما قاله بداخله ..تأوه فجأة حينما شعر بقبضة يديها
تندفع بقوة نحو صدره لتضربه بقهر ..من بين دموعها هتفت
- أين كنت ..؟ .. خائفة كثيراً .... أنا خائفة دانيال ...
ادرك في تلك اللحظات أنهُ لم يصل في الوقت المناسب اشتدت عينيه غضباً .. امسك كتفيها بقوة ليعيقها عن ضربه ثبتها فعجزت عن الحراك مال بوجهه
نحوه لتفاجئ بتلك العينين الغاضبة همس من بين اسنانه
- الحقير.. هل أذاك ..؟...
صمتت تنظر إليه فقال بصوت بدا اشبه بفحيح الأفعى
- اهتفي سلين ..
حركت رأسها بالنفي .. ثم هتفت بصوت باكي
- لا تتركني دانيال ..
ارتجفت برداً بتلك اللحظة حين اشتدت الامطار غزارة أكثر فهي بملابس خفيفة ولا ترتدي معطفاً ..ارتخت يديه لتنزل من كتفيها و ترتفع نحو خديها المبللة بدموعها
و بماء المطر ..حوط بكفيه خدها ..ثم همس
- ترتدين ملابس خفيفة .. أخشى عليك البرد ...
ابتسمت بصعوبة ابتسامة باهتة كم فرحت حين صرح بخوفه عليها .. بلحظات وجدت نفسها تقول بدلال غير مقصود و هي تهز رأسها بالإيجاب
- نعم .. اشعر بالبرد ..
شعرت بكفه تنزل من خدها لتمسك بذراعها و لم تكن ثواني حتى جذبها بلطف نحو جسده .. عانقها بخفة هامساً في أذنها
- سلين .. أنتِ ...
توقف عن الكلام فجأة .. و فجأة أيضاً شعرت به يعانقها بقوة ... عانقها بقوة و هو يضم جسدها نحوه .. فيما لم تكن سلين تعرف بتاتاً سر ذاك العناق
الشديد .. ببساطة لأنها لم تلمح تلك العينين الزيتية خلفها التي كانت تحدق بهما بألم فيما تشع حقداً نحو دانيال .. استمر يعانقها و كأنهُ يواسيها .. حتى بدأت
نوبة البكاء بالتوقف قليلاً .. شعر بها تريد التحرر منه .. فلم يمانع بذلك خاصة لمح روك يغادر بخسارة..بتلك اللحظة أنتابه سعال قوي ..
مشى سائراً نحو حقيبتها و معطفها المرمين في الشارع حملهما ثم استدار خلفه ليجدها واقفة تنظر إليه .. توسعت حدقتي عينيها متأملة ملامح وجهه المتعبة
بلحظات تذكرت مكالمة السيدة رابينا .. راقبته يقترب نحوها بتعب أخفاه و هو يتصنع القوة حين اقترب نحوها امسكها من ذراعها ليقتادها نحو سيارته دون
حديث مشى ليخرجها من الشارع و هي تستجيب لتحركها معه .. اغمض عينيه بتعب واضح وكأنهُ يعجز عن السير ...فجأة ارتخت قبضته من ذراعها ..هتفت باسمه
بضعف حين راح يبتعد عنها ليدخل بنوبة سعال كادت أن تقضي عليه ..استند على جدار إحدى العمائر و هو يحاول ألتقاط انفاسه .. اقتربت نحوه تقول بخوف
- دانيال .. لم تكن تعرف ماذا تقول له بالاساس فاخذت تكمل ..دانيال رد علي .. هل أنت بخير ..؟
وضع كفه على فمه ليكبت سعال كان يداهمه من الصغر .. أخيراً استطاع ألتقاط انفاسه ليقول
- السيارة في الشارع الثاني .. راقبته يخرج مفتاح ألكتروني من جيب سرواله و هو يمده لها اكمل و هو يلهث من التعب ..
- ادخلي السيارة فالمطر غزيز ..
حركت رأسها بالنفي ثم قالت
- و أنت .. !
اغمض عينيه بتعب ثم قال
- احضري البخاخ من السيارة ...
- بخاخ ! ..
ادركت من صوته المتعب أنهُ يعجز عن السير لسيارة .. لكن كلمة بخاخ شدت انتباها و تذكرت فجأة أي مرض يضطر الشخص لاستخدام البخاخ ..
اطلقت شهقة و حدقت به مذعورة و كأنه فهم الأمر رسم ابتسامة باهتة ثم رد
- لا تقلقي ... أنا بـخير ...
شعرت أنها ستموت لو أصابه مكروه .. الربو .. أول احتمال صادفها عندما رأته مجدداً يدخل في نوبة من السعال ..لم تعرف كيف تخيلت أن الهواء سينفذ
منه حتى يموت .. هرولت تقترب منه غير مبالية لتلك الأمطار الغزيرة التي جعلت منظرهما كمن خرج من وسط البحر ..
- ارتكأ علي ..
رفع عينيه الرمادية لتلتقي بعينيها فسرت قشعريرة في أنحاء جسدها .. حثته بعيناها على الصمود.. تلألأت عينيها بالدموع برجاء نظرت إليه وتشحرج صوتها وهي تقول
- دانيال .. تشنج جسدها وهي تتأمله متعب بشكل فظيع .. أنت مريض .. .تأملتهُ ملياً تنتظر رداً فلم تجد سوى السكوت .. صرخت بعنف كأنها تلوم سكوته ..
لا تــمرض بسببي أرجوك .. ازداد صراخها مكملة .. أنا استحق .. انا فتاة صمتت ثم اكملت.. حقاً أنا حمقاء .. سكتت تحاول أن تلم شتات افكارها .. أنت رغم
صفاتك السيئة أنا لازلت أخاف عليك .. عضت على شفتيها تمنعهما من الارتجاف فيما اغمضت عينيها بعنف لتكمل بألم .. لا تموت أرجوك .. لا تفعل بي ذلك ..
ثم انهارت تبكي بعنف ..
شششش سلين ..
حين فتحت عينيها ..شعرت بجسده قريب منها لم تعرف متى تحرك ليقترب منها لكنها اسندت رأسها بضعف على صدره ..تعبت كثيراً ..ثواني مرت قبل أن تشعر
باصابعه تتخلل بين شعرها المبلل ..لنمشي .. هتف بتلك الكلمة ثم ابعدها عنه سار فلحقته محاولة السيطرة على مشاعرها الغريبة التي انفجرت فجأة .. دخلا
الشارع الآخر فلمحت سيارته الرمادية تسقط الأمطار عليها بغزارة .. شعرت في ذاك الوقت بالبرد يكسر عضامها فوجدت نفسها ترتجف برداً و هي تركض نحو السيارة
لتلحق دانيال الذي فتح باب السيارة عبر المفتاح الألكتروني ثم اعتل مقعد السائق ..فيما ركبت سلين المقعد الأمامي ..راقبته يبحث عن شيء بالسيارة .. بين تلك الأكياس
المليئة بأغراض مختلفة .. فأكياس تحتوي على بعض الاوراق كما لمحت .. والآخر كتب ضخمة .. مجلات رياضية .. أغراض شبابية لم تلفت انتباهها كثيراً .. فيما
كان السعال يشتد أكثر ليسيطر عليه ففهمت بتلك الأثناء انهُ يبحث عن البخاخ فاسرعت بجهد تبحث معه .. كان من المفترض أن يجعله في ماكن مخصص
في حالة اصابته نوبة سعال هذا ما فكرت فيه .. نظرت للمقاعد الخلفية و هي تبحث بعينيها عن البخاخ .. لمحت كيس عليه اسم لإحدى الصيدليات .. التقطته بسرعة رهيبة
.. باندفاع أخذت تقول وهي تفتح الكيس
- أهذا ما تبحث عنه ..؟
لم يرد عليها لكنها فهمت الجواب حين أخذ الكيس من بين يديها ثم اخرج البخاخ الذي كان يبدو لم يستعمل من قبل ... راقبته و هو يلتقط البخاخ بين يده التي كانت ترتجف
وضعه بفمه بسرعة اغمض عينيه و هو لازل يرش البخاخ في فمه .. بدأ يهدأ شيء فشيء .. حتى ابعد البخاخ عن فمه و هو يلتقط انفاسه .. انتهت نوبة السعال .. رمى البخاخ
باهمال بالسيارة.. ثم استند على كرسي السيارة براحة وعينيه تنظر لسقف السيارة بشرود ..دقائق مرت لا يسمع بها سوى صوت المطر الشديد الذي يتساقط على السيارة..
لم يكن يلاحظ العينين السوداء والجسد الصغير الذي معه بالسيارة تلك الفتاة الجميلة التي تحدق بكل جزء به .. دقائق ثم جلس مستعداً لتحريك السيارة و كأنهُ يقاوم ذاك التعب
قبل أن يحرك السيارة قاطعتهُ تقول
- سنموت ! ... نظر إليها بتعجب فاكملت .. سنموت لو قدت السيارة و أنت في هذه الحالة .. اتوقع حدوث حادث مرعب لنا ...
ابتسم ابتسامة باهتة فاكمل
- مشهور أنا بقيادتي الجيدة ..
- لستَ و أنت متعب ..
و كأنها لن تقل شيء قال بصوت خافت
- سأصلك للمنزلك اولاً ..ثـ..
اعترضته تقول
- لا .. عقد حاجبيه مستغرب فاكملت .. مستحيل أن ادعك وحيداً بهذه الحالة ..
- أنا بخير ..
باصرار منفعل قالت
- كاذب
فوجئ من اصرارها فاكملت
- على العموم الفلا بعيدة جداً عن شقة روك .. اعتقد أن القصر اقرب لك .. قبل أن يتكلم اندفعت تكمل .. بالحقيقة لا أود الموت بحادث مرعب ..
ابتسم بتعب على اصرارها لكنهُ كان يدرك أنهُ لو استطاع أن يصلها للفلا لكان بغير قادر على العودة للقصر بتاتاً ..قاد بحذر وببطئ .. ولأول مرة كان
يقود بحذر فضيع .. تبسم أخيراً حين لمح القصر .. اقترب الحارس نحوهما و هو يلقي التحية فيما ابتسم بلطف لسلين ولم تفوتها نظرة الاستغراب من منظرهما المبلل
لكنه أعاد نظره لدانيال قائل..
- سيد دانيال . . لا تبدو بخيراً ..
ابتسم بتصنع قائلاً
- أنا بخير ..
رد يقول
- السيد كاسبر اتصل لي والدتك تبدو قلقة عليك .. لم أخبرهما على خروجك بالحقيقة خشيت أن يزداد قلقهما
تنهد براحة ثم قال
- شكراً لك .. تصرفاً رائع ..
ابتسم تقديراً لدانيال ثم اكمل
- هل تحتاج لطبيب سيدي..؟
ابتسم بخفة ليقول
- لا اعتقد ذلك .. كما ترى نظر لسلين ثم أعاد نظره للحارس ولينهي النقاش اكمل .. خطيبتي معي ..
لم يلحظ تورد خدين سلين من ضحكة الحارس الخفيفة .. دخلت السيارة القصر وبدون أي تعليق خرج من السيارة و أعطى المفتاح للسائق ليقود السيارة كالعادة إلى الكراج..
نزلت من مقعدها و لحقته راكضة من قطرات المطر التي لم تتوقف بعد نحو البوابة التي تدخل إلى القصر .. الأضواء كانت مشتعلة .. هدوء كبير كان يعم القصر .. لا يوجد
اثر للخدم .. صرخت حين رأت جسد دانيال يميل وكأنه سيسقط لكنه اسرع يتمالك نفسه حين امسك بطرف إحدى الأرائك بقوة .. ثم رمى نفسه على الأريكة بضعف ..
اطلق تنهيدة قبل أن يغمض عينيه بتعب .. فاسرعت نحوه ..جثا جسدها على الأرض و عينيها تمر على جسده بقلق ..قالت برجاء
- دانيال أرجوك تمالك قليلاً .. قم معي إلى جناحك تحتاج لتخلص من هذه الملابس المبللة ..
استمع لكلامها و وقف بطاعة متصنع القوة لكن لمحة الضعف في عينيه لم يستطع أن يمحيها .. وجدت نفسها تسير معه داخلة السلم الكهربائي ليعم بعدها
الهدوء في المصعد ..أخيراً فُتِحَ باب المصعد فور أن دخلت جناحه الضخم شعرت بقشعريرة بجسدها من الهواء البارد هذا غير معقول فجهاز التكييف كان
شغالاً ..
- جهاز التكييف ومن يستعمله في هذا الجو البارد .. يا لك من غريب .. !
نطقت جملتها وهي تسير نحو الجهاز لتعدل وضعه من برودة لتدفئة ...ثم استدارت له فوجدته يدخل غرفته بسكوت أهو متعب لهذا لا يرد عليها .. أم أنهُ يتعمد
السكوت ..؟ ..بلحظة تذكرت مع من هي و بقصر كبير بمفردهما .. تجاهلت خوفها مفكرة فقط بدانيال يستحيل أن تتركه بهذا الوضع .. حدقت بباب غرفته المفتوح
ترددت قليلاً لكنها قررت الدخول ..دخلت بخطوات هادئة لمحته يجلس على سريره فيما يضع كفيه على وجهه بتعب .. المياه التي كانت تنسال من شعره و رغم
ذلك يجلس بغرفته غير مكثرت بالبرودة القاسية بها .. شعرت بعضامها يتجمد فكيف هو ..؟ أنهُ مريض .. تلك الفكرة ارعبتها .. تقدمت نحو السرير الضخم..
و همست باسمه لم يرد عليها بكلمة واحدة .. فاتجهت عينيها نحو دولابه بدون تردد تقدمت لتفحته بحثت بعينيها عن شيء مناسب له ..
ملابسه كانت منظمة جداً .. فعلى الرفوف وجدت ملابس مكواة لكنها بدأت ملابس يستعملها عند خروجه أو في الزيارات أرادت ملابس دافئة ..استقرت عينيها على
ملابس ضخمة معلقة بمكان مخصص لها .. بينما وجد على بقية الرفوف ملابس مطوية بعناية فادركت كم يحب الترتيب .. مدت يديها تبحث بين الملابس عن شيء دافئ
دون أن تصدر أي فوضى في الملابس
- لا تعبثي بأغراضي ..
أتاها صوته فارتعبت بمكانها فوجدت نفسها تلتقط اول قطعتان وقعت يديها عليهما اغلقت باب الدولاب بارتباك غير ملاحظة لصورتان التي سقططت من ملابسه
سارت نحوه و كأنها لم تفتش بأغراضه مدت له الملابس بارتباك كان لازال جالساً على السرير لكنه هذه المرة لم تكن كفيه تغطي وجهه ..قالت بارتباك..
- خذ حماماً ساخناً ..
وقف بدون أن يتفوه بكلمة فتح دولابه وجدته يخرج منشفتان بيضاء و من مكانه رمى المنشفة عليها فجأة مما ارعبها همس قبل أن يدخل الحمام ..
- لستِ أقل مني تبللاً ..
نزلت عينيها على المنشفة بين يديها و كأنها بدأت تستوعب هزت كتفيها باستغراب لكنها حقاً كانت تحتاج لتلك المنشفة .. فور أن سمعت صوت المياه في الحمام
حتى تنفست براحة ... مررت المنشفة على جسدها بقوة شعرت بالدفئ رغم أن ملابسها كانت مبللة إلا أنها استطاعات أن تشعر بالدفئ ..اتجهت نحو حقيبتها لتخرج
مشط بنفسجي أنيق مررته على شعرها أمام المرآة رتبته قليلاً و هي لاتزال تضم المنشفة إلى جسدها ..سارت بالغرفة ذهاباً و إياباً تقف أمام النافذة تحدق بالمطر ..
ثم تعاود السير مجدداً اتجهت عينيها نحو ساعة الحائط الضخمة اطلقت شهقة ذعر حين كانت xxxxب الساعة على العاشرة مساء مر الوقت ولم تشعر بمروره ..
اتجهت عينيها نحو باب الحمام صوت توقف المياه توقف منذُ دقائق لكن دانيال لم يخرج من الحمام شعرت بالخوف حين فكرت أن مكروه قد أصابه حدقت بباب الحمام
بتردد ثم سارت ببطء نحوه اسندت رأسها على باب الحمام لثوان ..همست بصوت شبه مسموع .. دانيال ..
ابتعدت بسرعة عن الباب خشية أن يخرج ويراها انزلت عينيها إلى الأرض تتأمل لمعانها بشرود قبل أن يلفت انتباها صورتان مرمية بجانب دولاب دانيال ..
تقدمت نحو الدولاب وانحنت تحمل الصورتان تأملت الصورة الأولى بين يديها فرأت دانيال مع رجل كبير إلا أن ملامحه الحادة كانت ظاهرة حيث بدا رجلاً
ذكي قوي .. اطلقت شهقة خفيفة حين لمحت الشبه بينه وبين دانيال..والده .. اول فكرة خطرت في بالها .. تأملت ابتسامة دانيال المشرقة التي لم تستطع أن تراها
على الحقيقة بتاتاً جالساً على كرسي البيانو بثقة راسماً ابتسامة جميلة و والده واقفاً بجوار الأداة يبدو فخوراً بولده ادركت من ملامح الصورة أن دانيال كان
مراهق في تلك المرحلة العمرية ..قلبت الصورة لتقرأ المكتوب عليها لان قلبها حين قرأت
.. أشتاق إليك يا أبي ..حفل موسيقي في ثانويتي.. ثم كتب تاريخ ذاك الحفل ..
صدمت مما قرأته أحقاً يشتاق إليه ..يمتلك قلباً إذن ..اعجبت بالصورة كثيراً أرادت أن تأخذها سراً لكن حين لمحت الصورة الثانية سمحت لنظرها
بمعرفة محتوى الصورة الأخرى توسعت حدقتي عينيها دهشة ..معقول ..آخر ما توقعته أن ترى صورتها بحوزته ..حين كانت طفلة ذات خمسة أعوام
تلك الصورة التي رآها في شقة والدتها تألمت صورتها جيداً وهي في احضان والدتها ..هل نسخ الصورة .. ؟..شعرت بالمنشفة تسقط أرضاً ..
مررت أناملها على صورة برقة قبل أن تسمع صوت انفتاح باب الحمام ..احست بخطواته من الخلف تتقدم لم تأبه من هول الصدمة لوجوده خلفها
توقفت خطواته على بعد بسيط منها فشعرت بلسانها عاجزة عن الكلام..همست بصعوبة..
- سأغادر الآن.. اهتم بصحتك ..
اغمضت عينيها بألم ثم فتحتهما وسارت خطوتين لتخرج من غرفته بعد أن تركت الصورتان تسقط أرضاً..توقفت فجأة عاجزة عن الحراك حين همس باسمها
احست بجسده يستقر خلفها لم تنظر إليه لأنها كانت تخشى أن تضعف أمامه .. مرت ثوان كساعات ..ابتسم بخفة حين لمح ذاك الارتجاف بجسدها ..
- سلين
تمتم باسمها وهي تشعر بجسدها ينجذب إلى الخلف قليلاً تصنمت غير مستوعبة لما يحدث .. ضم جسدها من الخلف برقة ..ظهرها كان يلتصق بصدره ..انزل
يديه ليحوط خصرها بهدوء فيما مال برأسه ليسنده على كتفها براحة ..عما الهدوء أرجاء المكان فنسيت كل العالم قربه منها دمر كل الحصون لم تستطع
أن تكذب على نفسها هذه المرة شعرت بالراحة ..لم تستطع سوى أن تبتسم ابتسامة باهتة لم يلحظها دانيال ..اغمضت عينيها لثوان و صوته يتخلخل إلى مسامعها ..
- القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ ..
لم تستطع أن تفتح عينيها كأنها تخشى الاستيقاظ من الحلم ..كلماته رنت بأذنيها فلم تستطع أن تفهم مغزاها ..حررها مبتعد عنها ففتحت عينيها و كأن تأثيره قد زال
عنها لمحت عينيه الناعستان المتعبة وجسده الذي سار تلقائياً نحو السرير ليرمي نفسه بضعف ارتعبت عينيها و هي تهرول نحو السرير جثت جالسة بجانب السرير
فلمحت العرق متجمع على جبينه يلهت بتعب فيما عينيه مغمضتان بتعب بدا غير مرتاح حتى و هو مستلقي على السرير ...لم تعرف ماذا تفعل ..؟ بدت مرتبكة للغاية
ابعدت خصلات شعرة على جبينه ثم وضعت كفها على جبينه حرارته ارعبتها ..
- دانيال .. ضربت باطراف اصابعها على خده بخفه .. هل تسمعني ..؟
لم تلقى رداً سوى صوت تنفسه المضطرب فوقفت بارتباك تنظر للغرفة بغباء وكأنها تبحث عن شيء ينقذه ..استقرت عينيها على البراد اخذت تسرع تفتحه
لمحت حبوب مسكنة للألم أخذتها ثم صبت كأس من الماء بسرعة عادت إليه ابتسمت حين رأت عينيه مفتوحة بتعب قالت وهي تقترب نحوه لتجلس على طرف
السرير بعيدة بمسافة مقبولة عن جسده المستلقي بالسرير ..
- دانيال اشرب هذه ربما تفيدك بعض الشيء ..
اخذ ينظر لحبوب الدواء على المنديل بين يديها ففهمت أنه عاجز عن الشرب وضعت الحبوب والكأس على المنضدة ثم وضعت الوسادة خلف ظهره ساعدته على
الجلوس على السرير بعناية اعطته حبوب الدواء فأخذها بهدوء وضعها بفمه مد يده ليأخذ كأس الماء من يدها احست بقشعريرة حين لامست انامله اناملها التي
تحمل الكأس لقد تعمد ذلك لم ينزل عينيه عن عينيها حتى بادرت هي بذلك ..
- تخافين علي ...
اعادت نظراتها نحوه بسرعة يشرب الماء من الكأس وعينيه معلقة بعينيها بثقة رغم ذاك التعب المطل من عينيه ..
- ألن تأخذيه ..؟
انتبهت أنه يعطيها كأس الماء بعد أن شرب منه وهي شاردة الذهن بلعت ريقها وهي تهز رأسها بغباء حملت الكأس وبسرعة وقفت مستعدة للمغادرة قبل أن تتعترضها
كفه التي امسكت بكفها بخفة كتـنبيه لتوقف قابل ظهرها وجه فيما تعلقت عينيها نحو الباب بهدوء قالت بتوتر ..
- أتريد شيء ..؟
بصوته المتعب
- لا تذهبي ..ابقي بجواري . .. تنفس ثم اكمل ..أنت تريدين ذلك أنا اعرف ..
جلست استجابة له بهدوء على السرير تفصلهما مسافة مقبولة تعرف أنه يقول اشياء لا تدخل العقل لم تستطع لومه وهو مريض ..
ارتعبت حين شعرت بيده تلامس يدها اليمنى لم تتوقع تلك الحركة المفاجئة مرر اصابعه على اصابعها بهدوء ابتسم بنصر حين لمح
الخاتم يلمع على اصبع البنصر تحولت ابتسامته لسخرية ليقول
- إذن لم تنزعيه بعد .. ها .. وجهت نظراتها نحوه بغرابة فاكمل بقسوة تمتلأ بالاشمئزاز هل قبلك ثم عرض عليك الزواج كأي عاشق ..؟
هل حقق لك احلامك فأخذك معه نحو عالمه الخيالي..؟ هل تعرفين بحقد اكمل أنا اكره اكره كثيراً .. و أنتِ كذلك لو ذهبت معه بدون تردد
ساقتلك ..
ختم كلامه بحقد فضيع من بين اسنانه قال ساقتلك اخافها تهديده لكنها توقعت أنهُ يهذي فحرارته مرتفعة .. تنفس بقوة نظراً لجهاده بالكلام قالت بقلق اخفته
- فلتهدئ لا داع للكلام .. ستضطر لاستخدام البخاخ مجدداً ..
و كأنه لم يأبه لكلامها حيث قال من بين انفاسه المتضاربة
- أنتِ تحبيه ..
رفعت عينيها لتلتقي بعينيه صمتت ثوان تنظر له بلعت ريقها وهي تكبح سيل المشاعر التي تداهمها بتهور قالت
- نعم .. صرخت وهي تشيح وجهها عنه .. احبه وليس لك أي شأن بيننا دانيال ..
- كاذبة ..
أعادت نظراتها نحوه ...شفتيها كانت ترتجف لم تتوقع رداً بارداً فيما ذبلت عينيها وهي تنظر له باستسلام اكمل
- لا تستطيعين أن تحبيه .. أنا هو ساجنك و أنتِ سجينتي ! ..
حركت رأسها بالنفي باستسلام لا تفهم كلامه المتناقض لم يقل قبل قليل أنها تحب روك كيف يغير كلامه بأقل من دقيقتين .. مريض هو مريض لا داعي
لأن تلومه هذا ما فكرت به بسرها ..اقتربت نحوه اكثر وهي تضع كفها على جبينه وقفت تقول
- سأحضر لك كمادات ..
اعترضت سيرها قبضة يده على معصمها ادارت راسها وهي تغمض عينيها بنفاد صبر تمتمت
- ماذا الآن ...؟ ارتفع صوتها لتكمل هل تود الموت ..؟ .. حرارتك عالية صرخت غير ملاحظة لدمعة الحارة التي نزلت من أجفانها وهي تكمل قلتُ
دعني احضر الكمادات أنت شخص مهمل بصحـ....
- لماذا تبكي ..؟ .. قطع كلماتها .. ثم اكمل لماذا لم تنفصلي عني ..؟ .. لم يسمع رد لها فاكمل ببساطة لأنك غير قادرة على ذلك
اندفعت بصراخ تقول
- لأن الثمن هو جامعتي .. !
ضحك ضحكة خفيفة ثم قال
- كان بامكانك الانفصال يوجد الكثير من الحلول .. اولها روك الذي بكل تأكيد قدم لك اكثر حل .. لكنك لا تريدي ذلك ترفضين الحقيقة لانك تريدين البقاء معي ..
اطلقت شهقة بكاء كبتتها واضعة اصابعها على فمها فاكمل بصوته المتعب ..
- تعرفين لم يغب منظرك يوماً عن عيناي و أنت في احضان روك تلك الليلة المشؤمة تنفس بقوة وقد اشتدت حالته سوء وهو يكمل ..ذاك الحادث اراد تذكيرها
فقال موضحاً حين صدمتك والدتي بالسيارة .تلك الليلة.كنتِ بين احضانه .. ماذا فعلتم تلك الليلة هل .. تشرحج صوته وهو يكمل أتجرأ على الاقتراب منك ..؟ ..
تمتمت بصدمة
- توقف لا تكمل .. تجاهلها وهو يكمل
- اخبريني انك لم تسمحي له بذلك .. اخبريني أنهُ لم يلمس شعرة واحدة منك ..
رفع عينيه لينظر لها كانت واقفة تنظر له مصدومة بذهول فيما عينيها كانت محمرتين أثر الدموع تعض على شفتيها تمنعهما من الارتجاف ..
عينيه كانت تطالبها برد فعجزت التفوه بأي كلمة فيما يده كانت لازلت تمسك بمعصمها ..شد على معصمها بقوة فاطلقت تأوه خفيف قبل
أن تطلق شهقة ذعر حين احست بذراعه تجذبها بقوة لتسقطها على السرير بحركة مفاجئة ...فتحت عينيها مستدركة أنها لم تسقط على السرير
رفعت رأسها ببطء لتصدم أنها واقعة على صدر دانيال ارتكأت بيدها على صدره فاطلق تأوه فتذكرت بلحظة أنهُ مريض انزلت كفها على الفراش
ضغطت عليه كمحاولة للوقوف قبل أن تفاجئ بحركة جسده التي تغيرت لتغير وضعهما تماماً زحزح جسدها من صدره للجهة ذات المساحة
الفارغة من السرير و بحركة سريعة غير الوضع السابق للعكس ليكون هو فوقها لكنه لم يضع ثقله عليها حيث ضغط بكفيه على السرير ابتسم بخبث
حين لمح تلك العينين المرعوبة تترجاه بالابتعاد .. فيما كاد قلب سلين يسقط وقد ادركت أن الصياد قرر افتراسها الآن ..لم يسمع سوى صوت انفاسهما
ومع ضوء الأبجورة الخافت بدا المنظر رومنسياً للغاية ..بلعت ريقها وهي تقول
- دانيال .. ابتعد قليلاً ..
- ماذا لو لم افعل ..؟..
حركت رأسها بالنفي بصعوبة شاعرة أن الهواء قد نفذ تماماً ..رسم ابتسامة صفراء و هو يمرر اصابعه في شعرها المبلل قليلاً اثر ماء المطر ..اكمل
بصوت اخافها
- وماذا لو فعلت ما يدور بعقلك حالياً ..؟ ها ..
توقفت اصابعه تلعب بخصلات شعرها تمتمت برعب
- اتركني دانيال ..ضعف صوتها وهي تكمل ارجوك ..
تأمل وجهها لثوان قبل أن يقول ..
- هل اقترب منك روك من قبل ..؟ .. شد على اسنانه وهو يغمض عينيه بنفاد صبر قائل... اجيبيني ..
نزلت دموعها رعباً بضعف ممزوج بخوف..رسم ابتسامة غريبة سخرية .. لوى شفتيه بغرابة فيما كانت تشعر بانفاسه تحرق وجهها
بقوة .. اسند جبينه على جبينها ففوجئت بجمال عينيه الساحر قال بصوت رجولي خشن
- أنت ..بلع ريقه .. لم أكن اعلم أن عيناك سوداء جميلة .. تشبهين .. تشبهين أميرات الكرتون .. !
ارتفعت انامله نحو عينيها لتزيح دموع كانت متحجرة بأجفانها واصل قائل
- ألا تنوي الاجابة على سؤالي .. ؟
عينيه المركزة في عينيها كانت تمنعها من المقاومة هزت رأسها بالنفي بخفة فيما تمتمت شاعرة بقلبها يدق بقوة
- لا .. لم يحصل أي شيء .. بلعت ريقها تكمل كان لطيفاً بقدر أنهُ لم يستغل ضعفي ..
امسك باطراف اصابعه ذقنها لمحت شبح ابتسامة قبل أن تميل شفتاه فجأة نحو شفتيها بطريقة مفاجئة لها لينهي المسافة بقبلة عاصفية ...لمسة شفتيه على شفتيها
كانت كصفعة قوية على خدها إلا انها كانت كمخدر قوي جعلها تفتح عينيها بدهشة واستسلام اغمضت عينيها بدون شعور فيما زادت قبلته عاطفية و مررت اصابع
يده الأخرى تعبث بشعرها
بطريقة أذابتها لم تعرف كم مر من الوقت قبل أن تخف قبلته شيء فشيء حتى ابتعد بهدوء عنها ليميل للجهة الأخرى ثم عاد دانيال القديم سكوت . هدوء ..
عاد لجهته الأخرى و كأن شيء من الحوار لم يتم لا بل كأنه لم يقبلها بتاتاً فور أن تنفست الصعداء بثوان قفزت من على السرير من الجهة الأخرى بخفة
لم تتجرأ على النظر إليه بتاتاً جرت قدميها نحو باب الحمام دخلت الحمام لاهثة انفاسها كانت غير منتظمة تتنفس بقوة فيما قلبها كان يدق بجنون استندت
على باب الحمام اغمضت عينيها وهي تضع كفها على قلبها وكأنها تحثه على الهدوء ..فتحت عينيها غير مستوعبة لما يحدث فليصفعها أحد لأنها لا تصدق
ما حصل قبل دقائق ..سارت لتحدق بنفسها على المرآة فزعت من شعرها المبعثر أثر لمسات يديه ثم رفعت أناملها بدون تصديق لتلمس شفتيها بخفة ..
همست بصوت خافت
- لقد قبلني ..
لم تستطع أن تمحو ابتسامة ضعيفة لم تعرف لماذا رسمتها .. انزلت عينيها نحو حنفية المياه فتحتها بدون تردد أخذت تغسل وجهها بالمياه الباردة
لتنعش نفسها قليلاً لم تكن تتذكر سوى قبلته الحارة التي اثارتها نعم اثارتها كثيراً .. جسدها يرتجف بعنف لماذا قبلها ..؟ يحبني ..! ابعدت تلك الفكرة
السخيفة من رأسها .. فرفعت رأسها لتنظر لوجهها على المرآة لم تستطع بتاتاً أن تكره تلك القبلة .. أحبتها كثيراً .. كانت غريبة بل عجيبة ..
يستحيل أن تنسى اول قبلة تحصل عليها غريبة ومن شخص غريب ..تذكرت بلحظات دانيال المريض في الخـارج خرجت بعد أن غسلت
وجهها بالماء جيداً لكنها لن تستطع بتاتاً أن تمحي توترها لم تستطع أن تنظر لملامحه فالملاءة كانت تغطي جزء كبير من جسده .. اقتربت بتردد
فلمحت العرق يبلل جبينه اطلقت شهقة خفيفة حين تذكرت الحمى القوية الذي تعرض لها بدون تردد هذه المرة سارت نحو المطبخ صبت ماء بارد
في وعاء فيما لمحت مناشف صغيرة مطوية و مرتبة بعناية على طاولة توسطت المطبخ .. التقطت إحدى المناشف وهي تسير نحو غرفته جثا
جسدها على الأرض بجانب السرير دست المنشفة بالمياه الباردة ثم طوتها بعناية لتضعها على جبينه ثم انزلتها بخفة لتمررها على وجهه ..
تنفس بقوة فيما كانت عينيه مغمضتان بضعف فادركت أنهُ لا يشعر بما يجري معه ..وقفت حين ادركت أنهُ مريض للغاية سارت نحو حقيبتها
واخرجت الهاتف ارتعبت من المكالمات الهائلة من السيد شارلي و رسائل صوتية غاضبة كانت تعرف أن الكذب في هذه اللحظات لن تفيد
معه خاصة حين هددها مجدداً بالجامعة لو لم تأتي خلال ساعة واحدة فانسي كونك طالبة في كلية الأدب هذه الرسالة اثارت اعصابها فوجدت
نفسها ترسل له رسالة باستسلام ..
أنا مع دانيال .. ربما اتأخر كثيراً لا داعي للقلق فأنا لا افكر بالهروب ..
كانت تعرف أنهُ سيهدأ لو عرف أنها مع دانيال تناست تلميحاته التي لن تتوقف وهي متأكدة من ذلك .. لكنها تجاهلت ذاك وهي تغلق الهاتف كلياً ..
عادت إلى دانيال و جلست على الأرض مجدداً أعادت المنشفة في الوعاء ثم أخذت تمررها على وجهه و هكذا مرت اكثر من ساعات على هذه الحال ..
فيها لا يسمع سوى صوت الرعد في الخارج و انفاس دانيال المضطربة غير هذيانه .. فكلمة أبي كانت على لسانه ..
ابتسمت بتعب حين تمتم مجدداً
- أبي .. لا تذهب .. أبي .. أنا اشتاق إليك .. أنا اشتــ...اق لــ...كــ.. ..
كلماته كانت متقطعة النعاس غالبها رفعت عيناها على ساعة الحائط لتفاجئ بأنها تجاوزت الواحدة والمطر يشتدد والنعاس يغالبها بشكر كبير
فيما دانيال انخفضت حرارته قليلاً لكنها لم تزول منه .. اسندت رأسها على السرير قليلاً وهي لازلت جالسة على الأرضية ..قبل أن يداهمها النعاس
انتفضت بسرعة أخذت تتأمل دانيال النائم بسلام ملامحه كانت مسالمة للغاية فلم يبدو كما يكون مستيقظ .. مرة اخرى ابتسمت رغم تعبها و ألم ظهرها
الفظيع لم تسهر على أحد يوماً كما سهرت عليه الليلة ..لقد اتعبها فمرضه لم يكن عادياً راقبته يغمض عينيه بقوة وكأنه غير مرتاح في نومه ..
يبدو أن جسده يؤلمه ..وضعت كفيها على وجهها تقاوم النوم ثم انزلتهما لتنظر لدانيال مجدداً .. لمحت قلم على المنضدة فوق دفتر متوسط الحجم
اخذت قلم الحبر الازرق و اخذت ورقة من الدفتر وضعت الورقة فوق الدفتر لتستطيع الكتابة
لمحت تلك المسافة الموجودة في السرير فدانيال لم يكن نائم على طرف السرير هناك مسافة .. كانت متأكدة أنهُ يستحيل أن يستيقظ فجلست
على السرير وهي تريح ظهرها على ظهر السرير ضمت ركبتيها لتضع الدفتر على ركبتيها.. نظرت لدانيال نائم بجانبها وبلحظة
تذكرت قبلته المثيرة ابتسمت وهي تفرك باصابعها شعرها بحيرة تمتمت
- اممم ماذا اكتب ..؟
نظرت لدانيال ثم قالت
- ما رأيك لو كتبت عنك ..؟ ابتسمت لأنه كان نائم ولا يسمعها .. كأن تلك الفكرة كانت جميلة بالنسبة لها فلأول مرة ستكتب عن شاب دخل حياتها بغرابة
إذن تريد عنوان تحدد فيه نقطة كتابتها .. أنت جميل .. حركت رأسها بالنفي الجميع يعلم أنهُ جميل شيء آخر .. كانت تحدث نفسها بصوت خافت .. رفعت يدها
بفرح هاتفة بخفة .. نعم هو .. أنت لي !
نظرت لدانيال و كأنها تتأكد أنهُ نائم .. عادت نظراتها للورقة .. ثم مسكت القلم بتردد كيف ستعبر هذه المرة ربما يكون التعبير صعباً لأنها لم تكتب
يوماً عن شاب في حياتها .. ابتسمت ثم بدأت تحخ أول الحروف على الورق عنوان خطته بخط جميل كبير على وسط الورقة كاتبة



أنـــــــت لــــــــــــــي !


يوم أن رأيتك كانت أقوى لحظة بحياتي ..
و يوم أن سمعت ألحانك ذاب قلبي بعزفك ..
و عندما حاولت الابتسامة محيت ابتسامتي ..


أنــت لك من السمات لم أرها ببشر واحد


قلبك حجــر فيه تحطمت قلوب منسية ..
شفتاك لا ترسم غير ابتسامات حاقدة ..
أناملك من ذهب مرت على البيانو فعاكست قلباً
تلذذ بتعذيب قلوباً حمقاء وقعت بغرامه !
أما عيناك ...فآه من عينين سحرت بها قلوب البشر ..!
عزفت ألحان أذابت قلبي ..
و تفوهت بكلمات كم حطمتني ....
أ أنت بشر ..؟ .. أم ســاحراً يسحر قلوباً بدون انذار ..؟


آآه ..من قلبي ..آه

يا راسم حياتي ..!
لحظة أن قويت شوكتي هب اعصارك
فتلاشيت كقطع الزجاج بسحر عينيك ..
فحتار قلبي و عقلي ..!
فاردت الهروب فقيدتني بسلاسلك فلذا ..

أنت لي وقلبي لك ..!


بين احشاء قلبي سكنت ..
و في دماء عروقي كنت تسير ..
اخرجتني من وهم الحياة فهي ليس
فانوسي السحري يلبي ماردهُ احلامي ..
اتمناك معي واخشى وجودك ..
ارغب بك كما اكرهك ...
اريدك لي وحدي كما لا اريدك أن تمتلكني ..
ارغب بعنادك وكأني سانتصر عليك ..


أنا سجينة اعشق سجني ..!
أنا سجينة عجيبة ارفض الهروب من سجني ..!
حتى لو جاء المارد يفك اسري !
كم كرهت سجنك ساجني و كم احببت البقاء معه ..!

لازلت انتظر لحظة انتزاع خاتمك من اصبعي ..
فاحذر أن تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ...!
ففي الحقيقة خاتمك هو أنت ..! هو مثلك تماماً
سحر من سحر عينيك ..!

آه لو تعلم اني من دونك ليلاً بلا قمر ..!
شجـــــــر من دون ثمــــــــــــــــــــر !

ساجني سانثر كلمات سرية لك وحدك ..
سجنك لا يعذبني ! ..
بل هو منبع مياه وردية داعبت قلبي ..
و فتحته كما تفعل فراشات الربيع بورد البستان

كل ما تسعدني فقط تلك الأعين الحاقدة الغيورة التي تراقبنا
والكلمات التي تقال كلما نظر أحد إلينا .. يهمسون بحقد

هو لك ... نعم ! .. نعم ! .. حتى لو كانت كذبة فحالياً

أنــــــــت لي ...!





نعم أنت لي .. سقط القلم من يدها على آخر كلمة خطتها .. تمتمت بضعف .. دانيال .. خطيبي ..وضعت ظهر كفها على فمها تقاوم النعاس ...
لكن هذه المرة اغمضت عينيها باستسلام راسمة ابتسامة هادئة لم تشعر بجسدها الذي لم يستطع المقاومة اكثر فاستسلم لنوم فيما ظل قلبها معلقاً
على أمل اقتحام حياة خطيبها الغريب حتى لو مرة في الحلم ..! ..^ــ^

[/frame]

*Silla* 09-22-2017 09:50 PM

[frame="6 80"]البــــــــــــارت الثالث عشر.........................................تحيرات .................
تسلسل النور الصباح إلى عينيها من النافدة الكبيرة المفتوحة ليضايق نومها قليلاً ..شي فشيء حتى فتحت عينيها ببطء اول ما نظرت إليه هو سقف الغرفة المختلف عن غرفتها في الفلا اغمضت عينيها ثم فتحتهما مجدداً .. الملاءة تغطي جسدها لتقيه من البرد فيما كانت ملابسها كملابس ليلة البارحة .. ما الذي يجري ..؟ لم تفكر كثيراً لأنها ببساطة تتذكرت كل شيء توسعت عينيها خوفاً لم تلاحظ ذاك الجسد الذي يرش العطر عليه أمام المرآة دفعت الملاءة عن جسدها ثم قفزت من السرير برعب .. بدت غبية جداً و هي تضع كفيها على وجهها من الاحراج لقد نامت بجانبه على السرير .. بحق الله ماذا فعلت ..؟ .. ماذا سيقول عنها الآنيبدو الأمر اكثر احراجاً بعد قبلة البارحة هي لا تستطيع رؤيته سهرت عليه لأنهُ كان نائماً ولا يمكن أن يرى تعابير وجهها بعد قبلته توقعت أنها ستتصل لسيد شارلي ليعيدها للفلا ..- هلا انزلتي كفيك عن وجهك ..؟ .. في الحقيقة لم اشعر بك إلا صباحاً ..انزلت كفيها ببطء ليظهر وجهها ..عينيها تحولت لنظرات استغراب ادركت الموقف حين حدقت بدانيال واقف بقميص من طبقات اللون البنفسجي على بنطال اسود فيما رائحة عطره كانت تنتشر بالغرفة .. بلعت ريقها بصعوبة .. فقال - صباح الخير سلين ..لم ترد عليه من هول الصدمة لكنهُ غادر الغرفة قبل أن يقول -اغراضك داخل الكيس الورقي على المنضدة .. استعدي لذهاب للجامعة ..تحولت عينيها تلقائياً نحو المنضدة ثم سارت تفتح الكيس الورقي دهشت حين وجدت اغراضها كاملة ليوم واحد ملابسها وملازم تحتاجها .. اتجهت عينيها نحو الساعة على الحائط فاطلقت شهقة حين تذكرت جامعتها لازال هناك وقت للاستعداد لكن لم يكن الوقت طويل كما تعتادضربت بكفها على رأسها بغضب قبل أن تهتف بصوت خافت .. حقاً أنا حمقاء ..بسرعة خرجت من الغرفة نحو الصالة فوجدته يرتدي ساعة يده الأنيقة هتفت باسمه بشجاعة- دانيال ..استدار لها ببرود نظر لها قليلاً ثم أعاد نظره ليكمل لبس ساعته بعد أن فهم نظرات عينيها قال- اخبرت السيد شارلي بكل شيء .. لم يكن هناك الكثير من الوقت فطلبت منه أن يحضر ملابسك لذهاب إلى الجامعة هو لا يسوء الظن بك الآن ...رغم أنها متضايقة لاسباب عدة إلا أنهُ أراحها بكلامه ..هتفت بتردد- شكراً لك ..لم ينظر لها لكنهُ قال ببرود أغاضها- لم افعل ذلك لأجلك فعلتهُ لي ..لا اريد أن اصاب بالصداع من خيالات السيد شارلي ..اذهبي وخذي حمام ستفوتك المحاضرة اليوم ..رمقته بنظرات غاضبة لم يراها لكنها استمعت لكلامه أخذت حماماً ساخنا وارتدت تنورة حريرية ناعمة سوداء تصل لركبتيها مع بلوزةحمراء ذات اكمام طويلة تزينها تشكيلات ناعمة ارتدت ملابسها بالحمام لم تجده بالغرفة فاستغلت الفرصة لتنظر لنفسها بالمرآة لفت شعرهاعلى شكر ذيل الحصان ثم رشت عطراً نسائياً برائحة الورد المنعش وارتدت ساعة ايطارها من الكرستال فيما كانت احزمتها من الجلد الاسودارتدت حذاء ذات كعب متوسط الطول احتارت بملابسها القديمة فوضعتهم بالكيس الورقي ستطلب من السائق بعدها أن يأتي ويأخذهم .. حملت أغراضها بإحدى يديها و وضعت حقيبتها الصغيرة على يدها الأخرى بهدوء سارت كي لا يلاحظها دانيال فعدم وجوده بالصالة كان امر رائع قبل أن تتم خطتها وتخرج من الجناح تذكرت بلحظة أنهُ كان مريض توقفت عن السير xxxxxة ماذا تفعل ..؟ هل تتبع نوايهاوتذهب إليه أم أن كبريائها لا يسمح بذلك ..؟ .. هزت رأسها بالنفي قررت بلحظة الهروب لكنها غيرت رأيها بلحظة أخرى ..سمعت اصوات خفيفة في المطبخ فسارت بتردد نحو المطبخ أطل جسدها من الباب المفتوح .. المطبخ كان يلمع نظافة بالتأكيد هو لا يطبخشيء به .. كأنهُ احس بها نظر خلفه ثم أعاد نظراته لثلاجة المفتوحة .. دام الصمت ثوان فقطعه قائل- أي عصير تفضلي ..؟لم تستوعب ما قاله هل يدعوها لشرب العصير بطريقته أم يسألها عن عصيرها المفضل ..؟ لم يسمح لها بالجواب فاكمل- يوجد هنا انواع من العصير .. اممم التفاح ستحبيه كثيراً ..اخرج عصير التفاح الطازج صب كأسان منه على الطاولة فيما كانت تنظر له بدهشة .. تفاح !! لم تكن من عشاق هذا العصير يوماً ..ياطالما أحبت الفراولة او البرتقال تذكرت بلحظات أنهُ يعشق شرب عصير التفاح ذاك حين ذهبت لزيارة العم برون أعطاه عصير التفاحوهو على علم بحب دانيال لذاك العصير .. انتبهت له يضع سندوتشان بالطبق في جهاز التسخين تذكرت سبب مجيئها للمطبخ بدا قد استعاد صحته ..- تناولي طعامك قبل الذهاب للجامعة أمرها كما يأمر شخص طفلاً .. لكنها بدون شعور تمتمت- أ أنت بخير ..؟رفع عينيه لها تمنت أن تجد نظرات مختلفة نظرات توضح لها قبلة البارحة لكنها لم تجد ذلك دانيال هو نفسه بارد .. غامض .. أعاد نظراته نحو جهاز التسخين الذي اصدر صوت دليل على انتهاء الوقت المحدد لتسخين فتحه و حمل الطبق ليضعه على الطاولة قال ..- أنا بخير .. البارحة سهرتي كثيراً تضعين الكمادات لي ..- متأكد ..؟تمتمت بشك فرد عليها- بخير لدرجة أني استطيع الذهاب للجامعة اليوم ..اعترضته بسرعة قائلة- لا يمكنك ذلك .. ... اخفت قلقها حين ظهر بشكل واضح حولت ملامحها لجدية لتكمل .. اقصد ستمرض مجدداً..بأمر قال متجاهل كلماتها- تعالي وتناولي طعامك .. جلس على كرسي أمام الطاولة تأملت طاولة الطعام الصغيرة التي غطت بشرشف أنيق بدا و كأنهُ ليس دانيال من اختاره ..شتمت غبائها وما ادراها بذوق دانيالثلاث كراسي خشبية كانت حول الطاولة سارت بتردد لتقترب من الطاولة مرت بلحظة ذكرى قبلته ليلة البارحة وجدت نفسها تتساءل أي قلب وطباع يمتلكها هذاالرجل ليبرر ما فعله البارحة .. هي لا تجرؤ على البقاء معه وقفت بجانب الكرسي تنظر للأرضية بتفكير ..اه لو يعرف كيف شتت أفكار عقلها رأساً على عقب - هل تعتقدي أن هذا الوقت مناسب لتفكيرك الاحمق ..؟رفعت عينيها لتلقي بعينيه بلعت ريقها بصعوبة .. ابتسم ساخراً قائل باستهزاء- إذن تأثير البارحة لازال قائماً عليك ..اشتدت عينيها بفعل سخريته .. فاكمل- كفاك حماقة رجاء .. فتلك لم تكن سوى قبلة عابرة لا تستحق الارتباك .. القبلة لا تعبر عن الحب سلين لم يعرف كيف أهان قلبها الأحمق .. دمر كل شيء بلحظة ..القبلة لا تعبر عن الحب ..؟ ! .. إذن ما الذي يعبر عن الحب بنظره ..اغضبها كثيراً بتهور قالت..- قبلتك لا تزيدني إلا اشمئزاز .. وفرها لكرستين بالمرة الأخرى ..ألقت ابتسامة سخرية وشعرت بالنصر حين أغاضه اسم كرستين .. بثقة تصنعتها غادرت المطبخ تنفست الصعداء حين خرجت من الجناح .. عدم وجود الخدمو بقية الاسرة كان امراً رائع لها .. نزلت السلالم براحة بهدوء لمحت الباب الفاصل بين الصالة والحديقة فاتجهت نحوه دفعته فكان مفتوحاً .. استنشقت رائحة الهواءالنقي المنبعث من الحديقة الكبيرة .. سارت نحو الأمام قبل أن تمسك بمعصمها قبضة يده ادارات رأسها للخلف لتجده واقفة خلفها لا تفصل بينهما سوى مسافة بسيطةبحزم قالت - اترك يدي ..- سيارتي هنا ..لمحت سيارته الرمادية لكنها عاندت قائلة - لن اذهب معك ساذهب بنفسي ...- وهل طلبت منك مرافقتي ..؟غضبت من الاحراج الذي تعرضت له .. فقالت بحنق- إذن اترك يديابتسم ابتسامة خافتة لم تنتبه لها قال- حسناً .. غيرت رأيي .. يبدو أنني أريد أن اوصلك الآن ..صرخت بعنف قائلة- لستُ دميتك دانيال ..اشار لها بعينيه بالسكوت - اششش .. سينتبه الحراس لنا .. رمقته بنظرات نارية ففهمت أنها بالنهاية ستركب معه مجبورة لذا رفعت ذقنها بشموخ وفضلت مسيارته اعتلت المقعد الأمامي بهدوء حين اعتلى مقعد السائقاشاحت بنظراتها نحو نافذة السيارة تتصنع النظر للخارج فيما عقلها كان مشغول .. اخيراً اوقف السيارة امام مبنى الحرم الجامعي .. دام الصمت ثوان كانتفيه سلين تاكد تموت من التوتر .. فضلت أن تقطع الصمت حين فتحت باب السيارة لكنها تذكرت شيء .. لو تركته يمشي بمفرده لظن الجميع أن مشكلة كبرىحصلت بينهما وخاصة أن أعين الطلاب قد بدأت تنظر لسيارة دانيال ومحتواها بفضول ادركت لو أنها فعلت لكانت اسعدت الفتيات كثيراً ... لكن بلحظةسألت نفسها .. لماذا تهتم ..؟ .. سهل لها الأمر فقال ليقطع الصمت ..- لننزل معاً ..فتحت باب السيارة لتخرج كما فعل هو ايضاً ذلك ..اشاح نظارته الشمسية ليظهر عينيه الرماديتين حرك حاجبيه بمعنى أن تسير معه فطاعته بهدوء ..مشت بجواره وهي تسترق نظرات نحو الفتيات اللاتي يحدقن بهما .. نظرت لساعة يدها حين لمحته يتجه نحو الكفتيريا قالت..- ستبدأ المحاضرة الآن .. توقف عن السير ليقابلها قائلاً - امم .. لا يوجد لدي الكثير من المحاضرات اليوم .. فور انتهائك وافيني إلى الكفتيريا ..ابتسمت بداخلها قليلاً .. إذن سينتظرها لم تعلم من أين جاءت بتلك الأفكار الحمقاء فربما قبلته اثرت بافكارها وشتتها كثيراً ..قالت ببرود- لا داعي لأن تنتظرني ..رد قائل- لا بأس .. سأعمل على جهاز الحاسوب هناك ما يجب علي أن اعمله ..خابت آمالها .. لكنها بثقة قالت- حسنا .. قبل أن تخطو أول خطوة لتبتعد عنها عادت لتقول بتوتر وكأنها تذكرت شيء ..- هل .. هل أنت متأكد..؟هز كتفيها باستفهام فاكملت- متأكد بأنك استعدت صحتك ..ابتسم ابتسامة جانبية خفيفة قال - انظري لعينيك في المرآة .. لمح الشك والغرابة تطل من عينيها فاكمل .. امم حين تلمحين النعاس بهما ستدركين أني بخير فالكمادات على جبيني طوال الليل كانت تفيد كثيراً ..قال جملته ثم بادر بالمغادرة هو اولاً .. فيما تسآلت عن شيء واحد لماذا لم يختصر كل ذاك الكلام بكلمة واحدة .. شكراً .. تمنت أن تسمع كلمة شكراً لك منه نعم من دانيال لا تريد سماعها من احد سواه ..هل بهذا القدر يعجز عن التفوه بها ابتسمت ابتسامة باهتة .. هي لا تحتاج للمرآةحقا تشعر بنعاس فضيع .. سارت نحو قاعة المحاضرات لتلحق بمحاضرتها ..انتهت المحاضـرة أخيراً لم تكن بتركيز تام بما قاله الدكتور في القاعة .. لمت اغراضها بملل ثم كالعادة أخذت تتحدث مع الفتيات قليلاً و انصرفت بأسلوب جميل من مجموعة الفتيات الملتمة حتى نزلت إلى ساحة الجامعة ..سارت بتوتر نحو الكفتيريا هل لازال ينتظرها ...توقفتعن بعد تراقبه بدون تصديق ..جالساً على الكرسي بطريقة مريحة حيث أراح ظهره على ظهر الكرسي وبيديه كان يمسك كتاباً بينماكانت عينيه منسجمتان بالقراءة فيما حاسوبه النقال كان منطفئ على الطاولة .. أعادت خصلات شعرها إلى الوراء كوسيلة لكسب الثقةبخطوات واثقة تقدمت نحوه انتظرت أن ينظر لها لكنه كان كما يبدو منسجم بمحتوى الكتاب الموسيقي ..تمنت أن تعلم ما يحوي الكتابليجعل حواس دانيال تنسجم معه .. اصدرت صوت دليل على وجودها فاشاح الكتاب عنه ثم بطريقة سريعة اغلقه ليضعه على الطاولةرفع نظراته لها فجلست على الكرسي مقابلة له .. دام الصمت لدقيقة تقريباً ثم قطعته سلين تقول- ماذا تريد مني ..؟ ..لقد طلبتني- ها.!..قالها باستغراب فعقدت حاجبيها غير مقتنعة مرر كفه بشعره ليقول .. اممم نعم فعلت ..زمجرت بملل تقول- اعلم أنك فعلت ..لوت شفتيها بملل كبير حين أخذ يصمت و ينظر لها ببرود أحرقها هل يلعب معها أم ماذا ..؟ .. انزلت عينيها نحو الأرض بملل بينما علا صوت طرقات اصابعه على الطاولة لم تتجرأ أن ترفع عينيها لتراه احست به يعدل حركته على الكرسي تنحنح فرفعت عينيها بهدوء حين التقت عينيها بعينيه سمحتلعينيها أن تتأمله بهدوء ...بينما كان ينظر لها بدون مبالة فجأة اقتحم الموضوع قائل- تـتناولي معي طعام العشاء الليلة...؟- ها ..نطقت بغباء رافعة إحدى حاجبيه .. أتحلم ؟ لا تصدق دانيال يعرض عليها تناول طعام العشاء معه ! ..أشاحت نظراتها عنه تبعد التوتر قليلاً عنهاتمتم مجدداً برسمية وكأنها قبلت بالدعوة ..- سأمر على مشارف الساعة السابعة مساء ..لم تستطع أن تقول سوى - حسناً ..شتمت نفسها بداخلها على موافقتها السريعة لكنها لم تستطع الاعتراض تمتمت - إلى اللقاء ..بسرعة جرت قدميها مغادرة المكان فيما خفقات قلبها كانت تدق بقوة .. السائق كان في انتظارها ركبت بهدوء فور أن وصلت الفلاألقت تحية عابرة نحو السيد شارلي ثم صعدت إلى غرفتها ..أخذت حماماً ساخناً ثم رمت نفسها فوق السرير تعلقت عينيها بسقفالغرفة تأملته بشرود ..قبلت عرض العشاء .. الأمر لا يستحق كل ذاك التوتر صداع شديد سيطر عليهاهي حقاً لم تنام ليلة البارحة لذا استسلمت بدون شعور لنوم عميق ............................................رمى الهاتف على السرير بقوة .. لماذا لا ترد عليه ..؟ زفر بغضب وهو يدور في الغرفة كالأسد في السجن ..لا يستطيع أن يرتاح قبلأن يسمع صوتها يطمئن أنها بخير ..تبهج حين رن هاتفه معلناً عن وصول رسالة التقطت هاتفه يفتح الرسالة بشوق خاب ظنه حين قرأ- روك .. لماذا لا ترد علي يا صديقي ..؟كان المرسل صديقه مايكل رمى الهاتف مجدداً على السرير ثم جلس باحباط واضع كفيه على وجهه محاول تمالك أعصابه ..تفاصيل ليلة البارحة تسيطر على عقله .. بكائها وهي بين أحضان دانيال يشعل النيران في قلبه ..ماذا يفعل ..؟ يستحيل ان يتركها في شباك الصياد سينقذها ..لكن كل ما يخفيه أنها قد تكون واقعة بغرامه .. متأكد أن علاقته بسلين أكبر من الصداقةربما تحبه يوماً ..سينهي عهد صداقتهما لن يخبرها بتاتاً أنهُ يحبها كصديق هو روك الذي احبته الفتيات لرومنسيته الظريفةيا طالما كان تصرفاته تـثير اعجاب الفتيات لا يتصنع الرومنسية لكن طباعه هكذا و هذا ما يخجل سلين دوماً معه رومنسيتهالمعتادة كانت تحرجها كثيراً ..رفع هاتفه مرة اخرى يعاود الاتصال ...حدقت بشاشة الهاتف كثيراً ...هل ترد عليه ..؟ كانت جالسة في الصالة مع السيد شارلي و دانيال الذي قدم لاصطحابها للمطعمفيما هاتفها كان على وضع الصامت لكن ضوء الشاشة كان يضيء باسم روك .. فكرت بأنهُ فعل لها الكثير ومعاقبته بهذه الطريقةربما تكون قاسية يتصل لها من بين لحظة إلى لحظة لكنها لا تملك الجراءة لتحدثه ...رفعت عينيها وهي تدس الهاتف بحقيبتهاالصغيرة بخفة - ماذا قلت ..؟وجهت سؤالها لدانيال الذي سمعته يحدثها لكنها لم تنتبه له .. لوى شفتيه بسخرية أخافتها لكنه عاود يقول - لو حدقت بهاتفك كثيراً سنتأخر على العشاء .. بأمر اكمل دعينا نذهب الآن ..بهدوء طاعته مغادرة الفلا معه فور أن حرك سيارته ليقودها نحو المطعم حتى بدأ التوتر يقتحمها بين لحظة و أخرى كانت تسترق النظر إليهبينما كان هو مركز بالقيادة شعرت بالتوتر و الخوف .. ذاك العشاء ورائه شيء هي تعرف دانيال هو ليس لطيف ليدعوها بنية صافية إلى العشاء- من يتصل لك ..؟ارتجفت من سؤاله الغريب تـتمنى يوماً أن تراه يسألها بحماس دائماً يسألها ببرود و بطريقة لا تعجبها بتاتاً .. اشاحت نظراتها عنه قائلة بجدية متصنعة- لا اسمع صوت هاتف ..- هه .. قالها بسخرية وهو يرسم ابتسامة استهزاء اكمل .. لستُ احمق مثلك هل تعرفين كما حدقتي بشاشة هاتفك ..؟ ! .. هل حبيبك يتصل إليك ..؟ ..صمتت وهي تعيد نظراتها نحوه حدقت به بذهول فاكمل و هو لازال مركز بالقيادة ..ردي عليهسيطلب منك العفو على ما ارتكبه البارحة .. بصوت خشن قالت- لو كان هذا الموضوع سبب دعوتك لي للعشاء فاعدني للفلا حالاً ..وجه نظراته نحوها لثانية ثم أعاد نظره نحو الطريق .. اكملت - روك و أنا علاقتنا لا تخصك .. - لا اعتقد ذلك ..هتف ثم واصل الطريق ..اوقف سيارته نزل فلحقته حدقت بالمكان جيداً باللوحة التي اشارت إلى اسم اكبر المطاعم فخامة في البلاد .. أعطى مفتاح سيارته لإحدى الموضفين ليقودها لمكانها المناسب ثم سارت معه لتدخل المطعم خلعت معطفها لتعطيه للموظفة التي استقبلتهما بترحيب اشارت لهما نحو طاولة بدت محجوزة لهما منقبل سارت بحذاء عال اسود فيما غطا جسدها ثوب اصفر ناعم تزينه ربطة حمراء وحزام احمر .. جلست على الكرسي بهدوء كان المطعم للوجبات الفرنسيةفلم تفهم كلمة من لائحة أنواع الطعام المكتوبة باللغة الفرنسية قالت بحيرة- لا افهم ..! أيوجد من يترجم لنا دانيال ..؟أخذ اللائحة منها مرت عينيه على اللائحة قائل بثقة- لا نحتاج لمترجم .. دعيني اقرأ لك لو كنتِ لا تجيدين اللغة الفرنسية ..صدمت به يقرأ لها بطلاقة و كأنه شاب فرنسي .. أخذ يصف لها الوجبات لكنها لم تفهم شيء لم تذق يوماً طعام فرنسي لذلك تركت لهُ الخيار اختار وجبات لم تعرفها قلبها كان يدق بقوة بينما ظل دانيال صامت .. متأكدة مائة في المائة أنهُ لم يدعوها للأكل فقط وراء هذه الدعوة مصيبة منه لكن ما يحيرها أنهُ هادئ ولا ينطق بشيء فيما كرامتها كانت أكبر لم تتفوه بأي كلمة... حين قدم النادل يحمل الطعام تناولا الطعام بسكوتكان يسمع فقط صوت حركات الشوكة على الأطباق انتهى الطعام فصدمت به يريح جسده على ظهر الكرسي ..كأنهُ لا ينوي المغادرةماذا بقي الآن ..؟ سؤال حيرها تناولا العشاء و ماذا الآن ..؟..شيء فشيء حتى استمعت لطرقات اصابعه على الطاولة تمنت أن يتأملها كما تفعل لكن بالحقيقة كان شارد الذهن عيناه باردتان لا يبدو مستمتع بصحبتها بتاتاً .. تاففت بصوت خافت ثم زمجرت بملل قائلة- ألن نعود ..؟رفع إحدى حاجبيه باستنكار قائل- متأكدة ..؟اطلقت ابتسامة استهزاء وهي تراه يعدل حركته ليبعد ظهره من ظهر الكرسي و ينتصب بثقة فيما كفيه كانت على الطاولة ..قالت- متأكدة ! .. بحق الله راقب ما تقول بت اشعر أني مع رجل آلي وليس بشر ..لوى شفتيه بطريقة استفهام غريبة ثم لمعت عيناها ببريق خبيث ليقول متصنع الغباء بنبرة خبيثة ادخلت الشك في عقل سلين ..- اممم .. احببت أن أريحك قليلاً .. اظن أن وجودي يسعدك سلين ..ظهر في عينيها لمحة غير مطمئنة حدقت به بعدم اقتناع وكأنها تبحث عن ما سيقوله في ملامحه لكنهُ كان غامض بطريقة لم تسمح لها بالتفكير..قالت بكبرياء مقتحمة الموضوع- اعرف انك لم تدعوني لحسن نية دانيال ..فرجاء ادخل بقلب الموضوع مباشرة ..-هه .. بسخرية قالها لمعت عيناها الرمادية كالذئاب اسند كفيه براحة على ظهر الطاولة ثم قرب جسده كوسيلة لتركيز معها وحقاً بلعت ريقهابصعوبة محدقة بعينيه التي استقرت على عينيها بقوة ..بصوت رجولي امتزج بخشونة جذابة مغلفة بالخبث- أنا لك وقلبك لي ..قالها ثم تراجع ليريح جسده على ظهر الكرسي لمح عينيها المبهورتان شفتاها المترجفتان غير مستوعبة لما قال ابتسمت ابتسامة استهزاءثم قالت بصوت مرتجف - احذر أن تصدق نفسك .. اكملت بحقد حيث خشيت أن يسمع ضربات قلبها المتضاربة ..لازلت انتظر لحظة خلاصي منك سأرمي خاتمك بعنف بانفعال اكملت .... ساتخلص منه وكأنهُ شيء قذر ..اطلت ابتسامة ثقة خبيثة منهُ شبك كفيه خلف عنقه قائل- ساكون حذر التصديق لو اخبرتني بأنك تنتظريني هذه اللحظة ..هز رأسه ليقول .. سافعل ما اردتي ..بلحظة ذبلت عيناها .. شيء فشيء أخذت تعود لليلة البارحة قاطع تفكيرها يقول بصوت هادئ يثير الاعصاب- أنت لي وقلبي لك ... ألم تخطي هذه الجملة ..؟ ..امنيتك مستيحلة أيتها الصغيرة ..!كتمت شهقة حين بدت تتذكر ما كتبت .. كلاماته تقارب ما خطته البارحة .. أنت لي وقلبي لك .. فاحذر ان تصدق لو اخبرتك أني انتظر هذه اللحظة ..نعم لقد خطت هذه الكلمات هي .. و وجدت الورقة مرمية بجانب السرير لقد نامت فجأة لذا سقطتت تتذكر أنها دستها الصباح في حقيبة يدها .. رفعت رأسها بعدم تصديق اختفت الكلمات من فمها حلت الصدمة عليها يستمتع باهانتها كثيراً .. قال- حمقاء .. حتى الورقة المعبرة عن قلبك قد رميتها باهمال .. نعم تأكدت لقد قرأها استيقظ قبلها ثم قرأها و أعادها مكانها .. وكأن شيء لم يكن حدثها الصباح و اوصلها للجامعة و حتى المساء جاءيصفي حسابه .. تجمعت الشجاعة بعينيها تقول- تلك الورقة لا تعنيك بتاتاً ... بقسوة قال- بسهولة وقعتي بشباكي .. ظنيتك أقوى ..كانت تود الصراخ لكنها خافت أن تلفت انتباه الناس ..اندفعت تقول باصرار- لا .. لم احبك ..عقد حاجبيه بغضب قائل بصوت بدا اشبح بصوت فحيح الأفعى- لذا احذري أن تحبيني و إلا ..صمت قابضاً على كفه .. لمح الدموع المتجمعة بعينيها فيما قبضت على كفها بقوة لتقول بصوت حاد- و إلا ماذا .. اكمل .. بتهكم اكملت هل ستهينني كبقية الفتيات ..؟ ستفسخ خطوبتنا الغبية .. ؟ أم هناك أساليب وحشية لم اتعرف عنها بعداكملت تقول باستهزاء .. أرني دعني أرى بقية صفات الشراسة بك .. بسخرية قال- لازالت الشجاعة تحوطك .. انتظري قليلاً ساتخلص منك ..بتي كابوساً علي ..كلامه كان جارح جداً شعرت بقلبها يتمزق سالت الدموع على عينيها ولحسن الحظ لم يكن أحد منتبه لهما فصوت الموسيقى كان يعم المطعم..باندفاع قالت- اكرهك .. حقاً تلك اللحظة كانت تكرهه تكره كثيراً باندفاع اكملت .. أنت شخص حقير اكرهك كثير.. اكرهك دانيال .. أناني .. متوحش ..متسلط .. هذا أنت ..هدأت تكمل .. كنتُ حمقاء حين عاقبت روك هو افضل منك أنا احبه هو ..لم تعد تحتمل أكثر أخذت حقيبتها الصغيرة قائلة بحزم- لا تلحقني .. سأذهب لدورة المياه ..جرت اقدامها نحو دورة المياه لسيدات رفعت رأسها نحو المرآة تتأمل الكحل الممزوج مع دموعها ..فتحت حقيبتها لتخرج مناديل خاصة بإزالةالكحل لمحت بتلك اللحظة ضوء هاتفها لازل الهاتف بالوضع الصامت .. روك .. اسم روك زين الشاشة ..حدقت بالمكان الذي هي فيه لم تلمح أحدثم نظرت لشاشة الهاتف بحيرة .. لقد اشتاقت إليه لم تعد تحب دانيال بعد اهانته لها الليلة هي تريد روك .. اغمضت عينيها بألم ما الذي تريده..؟من تحب ..؟ .. لقد اصبحت عاجزة على فهم نفسها مستحيل أن تعاقب روك أكثر ..قررت أن ترد ضغطت على الزر الأخضر ثم رفعت الهاتفبيد مرتعشة نحو أذنها .. صمتت تستمع لصوته الحنون بلهفة يقول- سلين .. مرحبا سلين .. اكمل بتوسل سلين أرجوك ردي علي لا تعذبيني حبيبتي .....حبيبتي شعرت بضربات قلبها تضطرب نطقها بحب و عاطفة استمعت له يكمل
- قولي شيء .. صمتت فاكمل .. حسناً أنا اسف على البارحة .. اعرف أني اخفتك لن اكررها ..سلين قولي شيء لا تخيفيني ارجوك
كلماته كانت حنونه تترجيها بلطف مواسية لها شعرت بكم هي انانية كلما شعرت بالضعف اتصلت إليه تريد قربه في حالتها الصعبة ..
- ر..و..ك ..
نطقت باسمه بارتجاف وبصوت اشبه بالبكاء مما جعله يندفع ليقول
- سلين ما بك ..؟ اخبريني أنك بخير ..اشتقتُ لك كثيراً ...
شعرت برغبة بالبكاء يا طالما احبت سماع تلك الكلمة الآن اشتقتُ إليك كثيراً .. هزت رأسها و انفجرت بنوبة بكاء حادة .تمتمت بضعف
- روك .. أنا ايظن اشتقتُ إليك ..
ابتسم بحب شاعراً براحة لا يصدق ما سمعه هتف قائل
- أين أنت الآن ..؟
ابتسمت من بين بكائها قائلة
- أيمكن أن تجازف و تأتي للفلا بعد حاولي ساعة أو اكثر لكن احذر أن يراك أحد أختبئ بأي مكان حتى آتي إليك
رد بهيام
- لرؤيتك أفعل المستحيل ..
ابتسمت شاعرة بتغير شيء من مزاجها المعكر قالت
- سنتواصل عبر الهاتف ..

ودعته ثم انهت المكالمة.. أعادت تعديل الكحل في عينيها بقوة خرجت من الحمام جارة قدميها بتوتر حدقت بدانيال من بعيد مندمج بهاتفه
النقال...تقدمت نحوه ثم اصدرت صوت دليل على قدومها رفع عينيه من شاشة الهاتف نحوها .. راقبها واقفة ترفض الجلوس قالت بحزم
- سأغادر ..
نظر لها و كأنها لم تقل شيء قال
- ألا تودين تناول المثلجات..
اشتدت ملامحها انزعاجاً ثم قالت
- بلا أريد .. بحدة اكملت لكن ليس معك ..
لوى شفتيه بسخرية قائل
- ألن تكفي عن تمثيل الكراهية ...؟
تاففت بملل فاطلق ضحكة غريبة ثم قال
- لا بأس بتوصيلك ..
نادى النادل ثم دفع الحساب بثوان تجاهل رفضها بتوصيله و قبض بكفه معصمها قادها بصمت نحو السيارة فتح الباب الأمامي
فركبت وهي تشتمه بشتائم مسموعة تجاهلها ببروده و هو يحرك السيارة مغادر المكان.. في الطريق كان الهدوء سيد المكان
حتى قطعه رنين هاتف دانيال معلناً عن اتصال ..رمق الهاتف المرمي بجابنه بنظرات سريعة ثم أعاد نظراته نحو الأمام
استمر رنين الهاتف قليلاً ثم رفعه باستلام نحو أذنه فيما كانت سلين تكاد تجن فضولاً لمعرفة المتحدث رد بهدوئه المعتاد
- مرحباً كرستين ..
لم يلحظ عينين سلين التي توسعت غضباً ..لم تسمع ما قالته كرستين من رد لكن استمعت لدانيال يقول
- أنا بخير و كل شيء على ما يرام ..قال مرة أخرى بعد أن سمع كلامها .. امم لا اعتقد أني مشغول لكن هل الأمر مهم ؟
.. بعد أن استمع مرة أخرى لها رد منهياً المكالمة .. حسناً .. نصف ساعة انتظريني .. إلى اللقاء..

اندهشت من وجود كرستين في المدينة كانت تعلم أنها ذهبت في رحلة مع اسرة دانيال إذن عادوا من الرحلة قبل الوقت المحدد .. فهمت أن دانيال
قد علم بعودتهم قبلها من ردت فعله العادية ..

اغلق الهاتف و لم ينظر نحو سلين التي كانت تكاد تجن من كلامه العادي لقد كان يمنعها من روك بقوة فيما هو يحدث كرستين كما يشاء .. اوقف السيارة
أمام الفلا فتحت باب السيارة لتنزل قبل أن تشعر بكفه تمسك معصمها بخفة ..سرى تيار كهربائي بجسدها صمتت تنتظر ماذا يقول .. همس بصوت أذابها
- لن تقولي إلى اللقاء ..؟
بلعت ريقها بصعوبة صوته كان رقيقاً بطريقة لذيذة..لم تستطع النظر إليه قالت بهدوء
- وهل يهمك أن اتحدث معك ..؟
- لم اطلب منك ذلك .. ألا ترين أن خطوبتا قد شارفت على الانتهاء ....؟ .. كيف لقلبك أن يتحمل سلين ..؟
داست على قلبها بقوة ..قالت وكأنها لم تتأثر
- حين يأتي ذاك اليوم أتمنى أن لا اراك بتاتاً في حياتي ... ذاك اليوم ستشرق شمسي بالنور سابدأ حياتي من الصفر بلعت ريقها بصعوبة تكمل
مع من أحب و مع من أريد ..
بثقة حنونة قال
- ستشتاقين لي ..
شعرت بغصة بعنقها تمنعها عن الكلام حركة رأسها بضعف بالنفي ..فقال مضيفاً
- ملكي أنت .. لن تستطيعين العيش من دوني ..
ردها كان بأنها ترجلت من السيارة بضعف اخفته بهدوئها الطبيعي .. دخلت حديقة الفلا ثم جلست على أرجوحة مريحة .. كانت شاردة بحيرة
بكل شيء كانت تفكر قطع تفكيرها صوت رنين هاتفها اخرجته بهدوء فور أن لمحت اسم روك على الشاشة حتى تذكرت امره ردت قائلة
- مرحباً روك ..
- انتظرك منذُ اكثر من خمس عشر دقيقة في الحارة الأخرى واقف بجانب سيارتي الزرقاء .. نفذ صبري سليـن ..
ابتسمت على كلامه المندفع قالت
- حسناً ..سأكون عندك ..
دقائق حتى وصلت للحارة ثانية .. كان واقفاُ مستد بذراعه على سيارته ينتظرها بشوق ..حين لمحها من بعيد تقدم نحوها بخطوات سريعة كانت
اشبه من الركض ابتسامته كانت رائعة وقف أمامها أخيراً أراد أن يضمها لكنها تراجعت إلى الخلف مبتسمة قليلاً .. فهم مخاوفها فلم يلومها
تمتم قائلاً
- هل أنت بخير ..؟
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
- نعم .. كما تراني أني بخير ..
عما الهدوء ثوان فقطعه روك قائل ..
- اركبي السيارة ..لو رآني أحد معك لسببت لك مشاكل كثيرة ..
طاعته بهدوء واعتلت المقعد الأمامي ..فيما اعتلى هو مقعد السائق حرك السيارة مبتعد عن الفلا .. لم يكن يعجبه الهدوء الذي
يسود في السيارة لقد فهم جيداً أن سلين استوعبت أنهُ يحبها لذا كفت عن معاملته كصديق و هذا الأمر شجعه فقد بدأت تتقبل فكرة حبه لها
.. صمم على أن يمحي فكرة صداقتهما صمم على أن يعاملها كحبيبة ربما بمرور الوقت تتقبل حبه هو لن يضيع الوقت يعرف
أن سلين باتت أن تقع بوحل دانيال ..نظر لها ثم أعاد تركيزه بالقيادة شجع نفسه على أن يقول بلطف مبتسماً
- أي مكان تفضل حبيبتي زيارته ..؟
رمقته بنظرات تعجب رافعة حاجبيها ابعدت نظراتها عنه قائلة
- لا يهمني ..
ضحك بخفة قائل
- أوافقك .. المهم أن نكون معاً ..
لو قال هذه الجملة قبل أن يصرح بحبه لها لما اهتمت لكنها اصبحت تركز كثيراً على كل كلمة يتفوهها روك .. اوقف السيارة أمام حديقة كبيرة نزل
فنزلت بعده تقدم نحوها ليسير بجانبها عما الصمت مجدداً لا يسمع سوى صوت المارة و صوت اقدامهم على الأرض مرة أخرى قطع الصمت روك قائل
- تعرفين .. أنها المرة الأولى التي يعجز فيها كلانا عن الحديث
توقفت عن السير رافعة نظرها نحوه بذهول فتوقف معها انزلت عينيها إلى الأرض مستشعرة بلمسة أنامله الرقيقة على دقنها ..همس برجاء
- سامحيني ..
انزل انامله من ذقنها ثم وضع كفيه على كتفيها رفعت رأسها تحدق ببريق عينيه الزيتية اسندت رأسها على صدره بخفه كعلامة الرضا ثم ابتعدت عنه
تبتسم .. ابتسامته كانت جميلة وسعيدة جداً شبك أصابع يده باصابع يدها وسار يتمشي معها في الحديقة سألها قائل
- مع من تعشيتي ..؟
ارتبكت ثم قالت
- في الخـارج ..
- أكنتِ وحيدة ..؟
صمتت بتوتر عاجزة عن الكذب فقال بانزعاج بدا من صوته
- مع السيد دانيال ..؟
اغمضت عينيها بنفاد صبر فتحتهما ببطء ثم قالت
- نعم ..
لمحت الغضب الذي برق بعينيه كبت اعصابه وهو يقول
- سأذهب لشراء مثلجات لنا .. انتظريني في هذا المقعد..
ابتسم لها بود فردت الابتسامة وفعلا كما طلب حتى عاد بعد دقائق يحمل مياة معدنية و قطعتان من المثلجات ..رفعت رأسها نحوه منتبهة له فقال
- ما رأيك بالمشي ..؟
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقف تمشي بجواره أعطاها قطعة المثلجات لكنه فوجئ حين قالت
- اعدني للمنزل .. اخشى أن يعرف السيد شارلي بأني لستُ مع دانيال ..
ذبلت عينيه حزنا لقد جرحته حقاً ..لا تقدر حبه بتاتاً تمتم بألم أخفاه
- لم اكن اعلم أنك تخشين السيد شارلي ..
سارت بجانبه وهي تقول بتلعثم حين احست أن كلامها لم يعجبه
- بالحقيقة أنا اتجنب المشاكل فقط ..
ابتسم بألم قائل
- لم اعرفك ضعيفة .. لماذا لا تقولي بكل صراحة أنك تخشين لو عرف السيد دانيال بأنك بصحبتي ..؟ ..!
بانفعال ممزوج بالانزعاج قالت
- بحق الله ماذا تقول ..؟
بصراحة مؤلمة قال
- سلين لا داعي لتكذيب مشاعرك كثيراً ..هل تعرفين كما اتوجع حين يظنك الجميع خطيبته ملكاً لدانيال ..؟
ما يؤلمني اكثر انك بتي لا تهتمين لشيء اصبحت تحت سيطرة المدعو دانيال ..
انزعجت من كلامه قالت بانفعال غاضبة
- توقف عن قول الحماقات ..
برقت عينيه غصباُ توقف عن السير ليقابلها لمحت بريق الغضب الممزوج بالألم بعينيه هتف منفعلاً
- إذن لا افهم لماذا لا تعطي لنفسك فرصة بأن تحبيني ..؟ هل أنا لستُ نوعك المفضل..؟
زمجرت قائلة
- الأمر ليس كما تقول ..بصدق واضح اكملت ..أنت رجل مثالي روك
هز رأسه قائل بنبرة مجروحة
- فهمت .. قلبك مشغولاُ بشخص آخر ..هذا ما يمنعك عن حبي سلين ..
زمجرت قائلة
- سيطول الحديث روك .. لقد بت أجن من سيرة من أحب ..سأعود للمنزل ..
قبل أن تـنصرف هتف قائل بصوته الحنون
- لا تغضبي مني ..
اعتذر بطريقة جميلة مما جعلها تأخذ نفساً ثم تقول
- لستُ غاضبة ..اريد العودة للمنزل فقط
- إذن دعيني اوصلك..
باندفاع قالت
- هذه المرة سأعود بنفسي
- لكن ..
قاطعته بحزم مؤدب تقول
- أرجوك روك .. لم اعد احتمل مشاكل أخرى لو رأنا أحد معاً
هذا اول عذر خطر ببالها بالحقيقة أرادت أن تبقى وحيدة قليلاً ...بدا وكأنهُ اقتنع لكنهُ سألها بشك
- ستردين على اتصالاتي ..؟
هزت رأسها مبتسمة
- سافعل ..
- و تسقبلي مواعدتي ..؟
مرة اخرى ابتسمت قائلة
- لو استطعت ساقبل ..لكنني اعدك ان ابدل جهدي لأراك لأنك لا تستحق غضبي روك .. أنت اروع شخص رأيته بحياتي ..
ابتسم بسعادة شاعراً براحة من كلامها التي جعلته يشعر بانهُ طيراً في السماء.. انصرفت وهي تنظر له عن بعد بين لحظة و أخرى ..
اوصلتها سيارة الاجرى إلى الفلا نزلت بعد أن اعطت السائق أجرته .. دخلت الفلا و انطلقت نحو غرفتها خلعت معطفها ثم جلست
على السرير دقائق بشرود قطع شرودها صوت طرقات باب غرفتها هتفت
ادخل
- سلين ..
أطل وجه السيد شارلي دخل و اغلق الباب خلفه استند على الباب و أخذ ينظر إليها لم تقل لهُ شيء .. قال بنبرة عادية تمتزج بمعاتبة مخفية
و هو يشيح نظراته عنها
- أين كنت ..؟ .. اوصلك دانيال قبل اكثر من ساعة ..
شتمت دانيال بسرها .. ثم قالت
- تمشيت قليلاً ..
أعاد نظراته نحوها فصدمت بالحنان المطل من عينيه..اقترب نحوها كثيراً ليجلس بجانبها على السرير ربت بكفه على كتفها بعطف ..بصوت ابوي سألها
- أنت بخير صحيح ..؟ .. لم يلقى جواب فتابع ..صغيرتي اشعر أني أوذيك كثيراً ..
تلقائياً رفعت عينيها لتلتقي بعينيه ثم انزلتهما بانكسار قائلة بيأس
- جميل أنَّ هذا الشعور يداهمك..
بكفه داعب شعرها الاسود .. وجدت نفسها لأول مرة تشعر بوجود أب لها .. ما بها تضعف ..؟ لماذا تشعر بحنانه الغريب ..؟ ..ارادت لو تنام وهو
يداعب باصابعه الحنونه شعرها نفضت تلك الأفكار على صوته يقول ..
- اشعر بندم فضيع .. هجراني لوالدتك كان اكبر خطأ في حياتي ..ظنيت أني سأعود بسرعة لكنني تأخرت فتحت شركة تلو الأخرى و تناسيت والدتك
بعد سنوات عدت ..صمتت مكملاً بغصة اقسم اني فعلت ..لكني لم أجد أحد لم أجد طفلتي و لا زوجتي ..لأن والدتك كانت قد هاجرت المدينة..

لم يشعر بالدموع المتجمعة بعينيها التي أبت النزول كانت تحدق بكفي يديها المشبوكتان معاً .. لأول مرة يفتح لها سيرة والدتها بموضوع متعمق ..
ذكرى والدتها تأثر بها كثيراً ..بغصة قالت
- افهم من كلامك أنك تلوم والدتي ..
حرك رأسه بالنفي قال بندم
- لا .. أنا المخطئ ..لم ألوم والدتك يوماً ..أنا حقاً نادم سلين
نزلت دمعتان حرتان على خديها و هي تقول
- تركتني و أنا لازلت في أحشاء أمي ..
اغمض عينيه بألم قائل
- اعرف .. لكن اقسم اني لم انوي هجرانكم ..بحثُ عنكما طويلاً وحين اخبرني دانيال عنك لم ينسى أن يخبرني أن زوجتي قد توفت ..
كل ما اريد قوله لك أني حقاً ندمان .. خنقته العبرة وهو يكمل ندمان على كل لحظة مرت من دونكما..
- اعتقد أن وقت الندم قد فات سيد شارلي ..
شعرت باصابعه تمسح دموعها بحنان أبوي دافئ ..رفعت عينيها لتلتقي بعيناه الدافئة تمتم
- رسمت ابتسامات طيلة تلك السنوات لأجلك .. كنتُ على امل أن أراك .. صغيرتي الغالية أنا حقاً اشتاق لاضمك ..فهل تسمحين ..؟
نظرت لعينيه التي تترجاها .. لم ترد عليه لأنهُ لم ينتظر جوابها ضمها بعطف جاذباً إياها نحو صدره .. ابتسم براحة وهو يضم ابنته الوحيدة
استغرب من ردة فعلها الهادئة توقع رداً عنيفاُ قاسياً له ..تمتم بصوت حنون مجروح
- سلين .. أنا اسف .. اسف على كل لحظة مرت و أنا بعيد عنك ..
شعر بجسدها يرتجف بين أحضانه فادرك بأنها تبكي ابعدها عنه بلطف بعد أن ضمها طويلاً حوط بكفيه خدها و هو يبتسم لها بفرح مكسور ..
- والدك يحبك كثيراً .. فهل تعطيه فرصة ..؟
لم تستطع قول شيء .. لأول مرة تجد من يشاركها ضعفها بعد رحيل والدتها ..لا تصدق ذلك ..لأول مرة احست أنه والدها حقاً .. لكن كان صعب
عليها مسامحته بسهولة ..لان قلبها لكنها اشاحت نظراتها عنه بهدوء خوفاً من الاستسلام كأنهُ فهم ترددها قبل رأسها بقلة حنونة ثم وقف قائلاً
- سادعك ترتاحين قليلاً ..قبل أن يغادر الغرفة قال مكملاً سأكون على وعدي سأعوضك سلين ..
رفعت رأسها تلقائياً له فاكمل
- اعرف اني ظلمتك بالارتباط من دانيال .. حاولي أن تجدي حلاً معه يريح الطرفين إذا لم تستطيعي سأتفاهم معه بنفسي ..
لم تستوعب ما قاله السيد شارلي .. لم تتوقع ذلك منه توسعت عينيها دهشة لكنها ذبلت وهي تتذكر كلام دانيال تمتمت بعد أن انزلت عينيها
تحدق بكفيها المشبوكتان معاً قائلة
- لا تهتم لذلك .. اعتقد أن الخطبة قد شارفت على الانتهاء
ابتسم لها ثم غادر غرفتها بينما ترك سلين بحيرتها وحيدة بالغرفة..

الساعات مرت ببطء..كانت مستلقية على السرير بعد أن أخذت حماماَ ساخناً و ارتدت بجامة قطنية ..حدقت بسقف الغرفة بملل لا تستطيع النوم ..
و كيف تنام و هي تكاد تجن لمعرفة أين يكون دانيال ..أهو لازال مع كرستين..؟.. تلك الفكرة أثارت أعصابها ماذا تفعل في هذا الليلة التي أبت
أن تنتهي بسرعة عليها ..هي لا تصدق أنها بسهولة عفت عن روك .. نعم لقد فعلت هو لا يستحق العذاب لكن تدرك جيداً أنها فعلت ذلك لتغيض
دانيال فقط تريد أن تفعل أي شيء يغيضه لكنها تعرف أن ينزعج لأسباب تخصه وليس غيرة عليها .. اه لو كان يغار لكانت قد قضت وقتها
مع روك ..انتفضت على صوت رنين الهاتف معلناً عن رسالة وقفت من على السرير وهي تأخذ الهاتف من المنضدة فتحت الرسالة وهي تفتح
باب الشرفة لتتلقى نسمات هواء عليلة ابتسمت بهدوء حين كانت الرسالة من روك .. تصبحين على خير حبيبتي .. اعتني بنفسك ..
تمنت أن تكون تلك الرسالة من دانيال لكنهُ حلماً من أحلامها ردت على روك .. شكراً لاهتمامك .. ليلة سعيدة روك ..
انهت كتابة الرسالة ثم رسلتها ..حدقت بالساعة في هاتفها كانت العاشرة والنصف مساء تاففت بضجر محاولة نسيان أمر دانيال وكرستين ..
ابتسمت بخبث حين جرت فكرة غريبة بعقلها لم تهتم بالوقت بلحظات أخذت تتصل على هاتف السيدة رابينا ..لم تنتظر كثيراً حتى أتاها صوت
السيدة رابينا جرت ترحيبات معتادة في بداية الحوار ثم قالت سلين بلؤم
- اوه عمتي .. لمَّ لم تخبريني بعودتك المفاجئة .. ؟ كنتُ قد آتي مبكراً لآراك
ردت عليها بحب معتذرة
- آسفة يا حبيبتي .. عودتنا كانت مفاجئة .. لم استطع أن افرح بتاتاً بتلك الرحلة كنت خائفة على دانيال كثيراً ..اصريت على زوجي العودة صباحاً
و رغم أننا اصرينا على اسرة السيد جوزيف الاستمتاع برحلة بمفردهم إلا أنهم اصروا على العودة معنا ..
ردت مطمئنة
- دانيال بخير ..
ابتسمت تقول
- في البداية خفت حين عدنا من الرحلة ولم نجده بالقصر فاخبرنا الحراس أنهُ ذهب للجامعة كدت اموت قلقاُ لكن حين عاد كان يبدو بصحة جيدة ..
يبدو أنك اعتنيت به جيداً سلين ..حقاً اشكرك لقضائك الليل في الاعتناء به ..

اختفى الكلام من لسانها حين ادركت أن السيدة رابينا علمت بأمر قضائها الليلة في الاعتناء بدانيال ... بتلعثم قالت
- اه .. لا تشكريني لم افعل شيء .. ثم انحرفت عن الموضوع مكملة أهو بجانبك الآن ..؟
ردت بسرور ..
- رغم أن الجو بارد لكنهُ يجلس في حديقة القصر ..
ردت بقلق حقيقي
- وماذا يفعل بالحديقة ...؟ الجو بارد سيمرض مجدداً .. تذكرت أمر كرستين صمتت ثم واصلت قائلة أهو بمفرده ..؟
كأن ذاك السؤال لم يعجب السيدة رابينا .. قالت بتوتر
- مع كرستين ..
- كرستين ! .. تغيرت نبرة صوتها لانزعاج قائلة .. ألم تغادر بعد ..؟
- لم تغادر ستقضي الليلة هنا ..
كأن هناك من وجه لها صفعة قوية تلك الساحرة لن تجعل الليلة تمر بخير لن تضيع فرصة بقائها مع دانيال ..صمتت تفكر حتى قالت السيدة رابينا بصدق
- سلين لا تفهي الأمور بشكل خاطئ لقد اصر كاسبر من باب الذوق على والدي كرستين أن يقضوا الليلة معنا .. لكنهم اعتذروا عدا كرستين أرادت
أن تنام معنا اليوم ..
قالت متصنعة القوة
- فهمت .. ثم واصلت بشوق لكن حقاً انا مشتاقة لك عمتي ..
ردت بحب
- و أنا أيضاً ..اكملت بحماس تعالي غداً صباحاً لنتناول الفطور معاً في حديقة القصر سيكون الجو منعشاً ..
- حقاً ..؟
تلك الفكرة اعجبت سلين قليلاً ردت السيدة رابينا بحماس
- غداً العطلة ..جميل أن أراك معنا على طاولة الأفطار ..
ابتسمت بخبث قائلة
- حسناً .. انتظريني غداً صباحاً ..
ضحكت بفرح قائلة
- سيفرح دانيال بقدومك ..تعالي مبكراً
بحب قالت
- و أنا سأفرح برؤيته .. اعتذر على الاتصال بهذا الوقت اتمنى أن لا أكون ازعجتك ..
بعتاب قالت
- ما هذا الكلام ..اتصلي في اي وقت سلين ..
- حسنا إذن .. تصبحين على خير .
اغلقت الهاتف و هي تتوعد دانيال بالغد .. ثم اتجهت نحو سريرها تطالب النوم من أجل أن يحل الصباح مبكراً .. نعم تنتظر الصباح بشوق كبير...^ــ^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 09:56 PM

[frame="5 80"]البــــارت الرابع عشر ........................لشخص واحـــــد فقط !........................
سارت بحديقة القصر بنشاط مستمتعة جداً بجو الصباح المنعش وضعت طبق الخبز على الطاولة و هي تنظر لابنها دانيال جالساُ على كرسي طاولة الأفطار و بجانبه كرستين ابتسمت لهما باشراق فقالت كرستين- ما هذا النشاط سيدة رابينا .. ؟ تقدمين الطعام بنفسك لنا اليوم ..ثم ضحكت برقة فردت عليها بسعادة مبتسمة - اشعر ببعض النشاط حبيبتي ...ثم كيف لي أن لا اقدم الطعام وكرستين الجميلة معنا اليوم ..ابتسمت فبادلتها الابتسامة ..ثم جلسوا حول طاولة الافطار ينتظرون أن يقدم الطعام كاملاً ينقصهم فقط تواجد السيد كاسبر الذي اعتذر بسبب مكالمة طارئة في العمل حيث قالت السيدة رابينا - أمر العمل لا يطاق .. حتى في يوم العطلة لا يمكنه الارتياح قليلاً..- لو فكرتي كثيراً لافسدتي صباحكرددت كرستين عبارتها مما جعل السيدة رابينا تبتسم براحة قائلة- جميلة اليوم يا كرستين .. مشرقة كالشمسحقاً كما وصفتها السيدة رابينا فجمال كرستين كان مغري ..ضحكت برقة وهي ترد عليها- عيناك الجميلة سيدتي .. ثم نظرت لدانيال لعلها ترى تعابير بوجهه لكنها وجدته يصب السكر على القهوة في كوب بدون اهتمام ..بدى شارد الذهن قليلاً تمتمت - دانيال .. دانيال ..احس بكفها الناعمة تلامس ظهر كفه بسرعة أدار رأسه ليحدق بها قال - هل ناديتني ..؟ سألها وهو يزيح ببطء كفه عن كفها ..ابتسمت بدون تصديق قائلة- منذُ زمن لم أراك شارد الذهن كاليوم ..هز رأسه بالإيجاب وهو يعيد نظراته نحو كوب القهوة قائل- أمر ما يشغلني قليلاً- قليلاً ..!قطعت الحوار الغريب السيدة رابينا قائلة ببشرى- دانيال .. لو تعرف من سيشاركنا اليوم طعام الافطار ..لم يفهم كلامها لم يعتادوا على من يشاركهم طعام الافطار ... أنـا ..! لقد وصلت ..فتح عينيه بدون تصديق كأن هذا الصوت يعرفه .. استمع لوالدته تقول باندهاش- وصلتي .. لم اخبر بعد دانيال بقدومك ..سلين تمتم اسمها بهدوء ثم توتر كثيراً لا يعرف كيف سيمثل تلك الحمقاء لقد فاجئته ..وقفت السيدة رابينا من على الكرسي اقتربت تضم سلين وترحب بهافيما لاحظ هو تذمر كرستين الظاهر من عينيها ..هتفت سلين بمرح وهي تتقدم نحو الطاولة ..- وصلت في نصف الحوار ..تقدمت نحو دانيال لامحة بريق غضب بعينيه مالت مبتسمة تقبل خديه قائلة- أن من يشغل بال حبيبي مؤكداً..ضحكت برقة وهي تجلس على يمينه فيما كانت كرستين جالسة على يساره وتقابلهما السيدة رابينا .. كادت تجن من هدوء دانيال لكنه قال اخيراً- اهلاً بك سلين لم تخبريني بقدومك ..غمزت قائلة- احببت أن تكون مفاجئة لك ..نظرت لكرستين قائلة كيف حالك آنسة كرستين..؟بدون نفس ردت- بخــير..اخيرا ابتسم دانيال ليمثل قليلاً من الود - عزيزتي .. هل اطلب لك كوب من القهوة ..؟ ..شعرت بالنصر من تضايق كرستين قالت - اممم ..بعد الافطار ..تأملته قليلاً ثم قالت ..دانيال تبدو متعباً هل عادت الحرارة إليك ..؟سألته وهي تضع كفها على جبينه حرك رأسه بالنفي شعرت بالضحك حين لاحظت حركاته الآلية يبدو متشنجاً من تصرفاتها التي تربكه ..قالت مبتسمة باطمئنان- لا أثر للحرارة دانيال ..رد بابتسامة خفيفة- محظ ارهاق لقلة النوم..عقدت حاجبيها فيما تولد بداخلها شعور الحقد فكرة واحدة دارت برأسها ..دانيال لم ينم بوجود كرستين ..خاصة حين لمحت ابتسامة كرستين الخفيفة قالت- لم تنم !لم يفهم مقصدها حيث هز رأسه بالايجاب ..قلصت غضبها لتحوله لتوبيخ خفيف - لم تشفى نهائياً دانيال .. السهر يرهقك ..ثم اكملت بحب أرجوك حبيبي لا ترهق نفسك بالعمللم يرد لتدخل كرستين المفاجئ حيث قالت بابتسامة خبيثة فهمتها سلين - لقد سهرنا البارحة معناً .. لم يكن من أجل العمل .. نظرت لدانيال قائلة .. أليس كذلك ..؟اغمض عينيه وفتحهما بنفاد صبر هز رأسه بالإيجاب لكنهُ اضاف قائل- سهرت اكثر اتدرب على مقطوعة موسيقية ..شبت نيران في قلب سلين .. تمالكت اعصابها بابتسامة متصنعة إذن ظنونها كانت بمحلها.. رمقت كرستين بطرف عين ثم تدخلت السيدة رابيناتشغلهم بمواضيع مختلفة .. ..بعد أنهوا تناول طعام الافطار ألتموا في الصالة دانيال كان على الأريكة وبجانبه تجلس سلين فيما كرستين جالسة بجانب السيدة رابينا بأريكة أخرى .. كان جالساً يقرأ مجالات لم تستطع سلين حتى قراءة وفهم كلمة مما كتب فيها ... أرادت أن ترضي فضولها بقراءة اسم المجلة على الأقل لكنها لم تفهم شيء .. سألتهُ فجأة- لماذا تصعب الأمور و تقرأ مجالات فرنسية ..؟ .. يوجد مجلات مسلية اكثر بلغة التي نتحدث بها ..اشاح المجلة عن عينيه رافعاً نظراته نحوها قبل أن يرد تدخلت كرستين قائلة بثقة ممزوجة بالفخر ..- اعتقد أنك لا تعرفين أن دانيال يقرأ هذه المجلات فقط ليقوي قدراته بلغات متعددة .. ثم اكملت بخبث ..لم اعتقد أنك لا تعرفين ابسط الأشياء عنه ..حقاً لم تعد تحتمل التجريحات المخفية ..ستريها إذن .. بجراءة مرحة مدت يدها تبعد المجلة عنه بطريقة مفاجأة رمت المجلة على الطاولة الزجاجية فعقد حاجبيه باستغراب و هو يراها تقف فجأة لتمسك كفه تسحبه محاولة أن تجعله يقف قال مندهشاً- ما بك ..؟ !ابتسمت غامزة والنيران تحترق بداخلها ..- أنا هنا .. فلا تنشغل بأحد غيري ..-ها !لم تعطيه فرصة لتحدث حيث زمجرت بتملل يمتزج بغنج فوقف مستسلماً فيما ضحكت السيدة رابينا بفرح .. قادته نحو الحديقة و فور أن ابتعدت الأنظار عنهماحتى حرر كفه من كفها ...قال بغضب من بين اسنانه ..- أيتها الطفلة .. ماذا تفعلين ..؟توقع أنها ستغضب ستصرخ ستتهمه بأنهُ يجرحها دائماً .. لكنها ابتسمت فبدت كالأغبياء وهي تقول ...- رأيت إرجوحة بدت مريحة .. تعال و ادفعني ..اطلق ضحكة استهزاء ثم قال - ادفعك ! ..ما رأيك بان ألعب معك أيضاً ..؟ سيكون مسلياً ..ادركت أنهُ يسخر منها تصنعت عدم المبالة ثم قالت- امم مسلياً .. نعم مسلياً لكن لو رسمت ابتسامة جميلة و ضحكت واصبحت مرحاً قليلاً- اممم فرك باصابعه ذقنه .. إذن أبتسم و اضحك و اصبح مرحاً .. شروط للعب معك ..هزت رأسها بالإيجاب فقال متماسكاً اعصابه- كفي عن التحدث كالأطفال .. ألعبي بمفردك ..- حسنا رافقني ..نطقت باصرار قبل أن يرد شعر بكفها تمسك كفه .. حدق بها باستغراب وجد جسده يتحرك حسب ما تقوده هي اتجهت لمكان بعيد في الحديقة حيث وجدتأرجوحة مريحة لم يكن حقاً يهتم بتواجدها .. ركضت نحوها صارخة بفرح .. ثم جلست وهي تدفع نفسها بخفة من بين لحظة و أخرى كانت تنظر لهُبتشجيع ليتقدم زمجر محدق بها بطرف عين انسحب عائد للقصر قبل ان يبتعد اكثر صرخت بمرح- تعال ..استدار لها محدق بتنورتها الصفراء القصيرة لنصف فخديها تزينها حزام اسود فيما يغطي بقية فخديها وساقيها جوارب صفراء ترتدي بلوزة تظهر ذراعيها اظهرت انوثتها بامتزاجها بلون الأبيض و الأصفر الفاتح فيما رفع شعرها بربطة صفراء أم وجهها لم يزينه سوىكحل بسيط رسم بعينيها ليزيد حلتها جمالاً .. حدق بها و كأنهُ اول مرة يراها .. ابتسم ابتسامة جانبيةعلى نفسه لماذا هو مستغرب من حالتها تبدو لهُ اليوم أكثر اشراقاً ...استيقظ على صوتها الصارخ بمرح- تعال و ادفعني ..رفع حاجبيه مستغرباً .. فواصلت .. ستشعر بالمتعة .. اغمضت عينيها تقول بلذة اممم ..قلبك سينشرح و هموم الدنياستهرب منك .. امم وستشعر أنك طيراً مميز في السماء ...فقط ادفع الأرجوحة و ادفع همومك معها ..مع كل عبارة كانت تغمض عينيها بتعابير مختلفة ..راقبته يعود من بعيد بقميص ابيض مفتوح أول زرين سوداء به ليظهر تفاصيل أعلى صدره مع بنطال ازرق فاتح .. تقدم بابتسامة خفيفة غيرت كثيراً من ملامحه جعلتهُ اكثر جذابة طار قلبها فرحاً .. أول مرة استطاعت تغيير رأيه و أول مرة سمعته يهتف بجدية بدت مرحة نوعاً ما ..- لو اخطأت التعبير .. لأخذت أجرى دفعك يا صغيرة ..لم تستوعب كلامه اكثر لانها فجأة وجدت نفسها تطير إلى الأعلى باندفاع الأرجوحة القوي . اطلقت صرخات عالية فرحة حين اندفعت الأرجوحةإلى الأعلى مجدداً .. طار قلبها فرحاً و هي تهتف بسعادة بدت بعينيها ..- تعال و جرب دانيال .. ستشعر براحة كبيرة ..توقف عن دفعها ثم سار ليقف مقابل لها بدت الأرجوحة تخف سرعتها شيء فشيء أشارت لهُ بجانبها بعينين فرحة ..هتفت- اجلس هنا و جرب ..تأملته يرفع حاجبه و كأن الأمر لم يعجبه شجعته بعينيها فاقترب خطوتان بتردد ثم اكمل المسافة المتبقية بخطوة و جلس بجانبها ..لم تكن حقاً مهتمة بأمره كثيراً كل ما اهتمت به هو اللعب و المرح ..قال - وماذا الان ..؟ من سيدفعنا ..؟بمرح ممزوج بجدية متحمسة قالت- يمكننا دفع انفوسنا ..- تتحدثين بجدية و كأنك تعلميني إحدى الفنون القتالية ..- هههه .. ضحكت بغباء ثم صمتت باحراج حين لم يبتسم حتى .. واصلت تقول .. ساعدني بالدفع ..ازعجها حين أراح ظهره على ظهر الأرجوحة المريح بدا يـفكر وهو برفع رأسه لسماء شابكاً اصابع كفيه خلف عنقه .. صرخت فعدل من جلستهعلى صوتها المنزعج- ترتاح على الأرجوحة ..! .. لم اطلب منك ذلك ..عقد ساعديه أمام صدره ثم حول نظره نحوها قائل - اممم .. موقع الأرجوحة مكان مناسب للاسترخاء ..- انسان ممل ! ..برقت عينيه بلمعة خبيثة اقترب منها اكثر فرفعت ذقنها بشموخ و كأنها لا تهتم لأمره .. تنحنحت بشموخ فيما توترت حين مال برأسه نحو رأسها تمتم بصوت جذاب كاد أن يقضي عليها- امم ممل .. ترغبين ببعض المتعة قليلاً .. برقت عينيه بالخبث وجه عينيه نحو عينيها مباشرة تعمد تأملها كتنويم مغناطيسي فلمح الارتباك المطل من عينيها انزل عينيه ببطء نحو شفتيهاالورديتان بلذة مال بشفتيه ببطء نحو شفتيها فيما توسعت عينيها من نوايه.. لمسة أنفه الخفيفة على أنفها كانت كافية لتجميع طاقتها ودفعه بكلتا يديها عنها ..كبت ضحكة كاد أن يفلتها لكنهُ اطلقها بخفة حين قفزت من مكانها تقول و كأنها تغير الجو قليلاً .. هتفت بارتباك واضح حاولت محيه بعزمها قائلة- لابد أن تجرب الأرجوحة .. هي ليست للاسترخاء فقط ..ظهرت اسنانه البيضاء لضغطه على اسنانه خشية أن ينفجر بالضحك .. اه كما يستمتع بتوترها و اخافتها .. مشيت لتستقر خلفه تقول - سادفعك ..يديها كانت ترتجف وجسدها ايضاً .. استقرت خلفه لتدفعه بيدين مرتجفتين لكنها لم تستطع فثقل جسده و ارتجافها لم يساعدها بذلك ..تنفست بقوة و حاولت مرة أخرى بكل قوتها لكنه وقف بتلك اللحظة صرخت حين اختل توازنها اغمضت عينيها قبل أن تسقطلكنها شعرت بيدين تمسك ذراعيها قبل السقوط أدارها له لتقابله فعقدت حاجبيها بحنق مما فعله تمتم بسخرية لم تكن جارحة و هو يمسك كلتا ذراعيها مشير إلى كفيها قائل- هل ستدفع هذه الكفين الصغيريتن ثقلي ..؟تحولت عينيها لحيرة فقال متعمد استفزازها و هو يتركها ليعود نحو كرسي الأرجوحة - فكري فكري .. ربما لم تصلي لجواب بعد ..اطلق ضحكة مستفزاً إياها بمرح و حقاً كما أراد اشتعلت غضباً و هي تذهب نحوه مهرولة .. بحنق صرخت حين رأته يجلس على الأرجوحة براحةانقضت نحو تجره من ذراعه بقوة .. وهي تهتف- اخرج .. قم من هنا ... أنا سألعب عملك فقط أن تدفعني..الأرجوحة للعب فقطاستجاب لحركتها حين سمح لها بأن تجره لتخرجه من الأرجوحة ..تحولت ملامحه لاستغراب ثم قال مستفزاً- وللاسترخاء أيضاً ..زمجرت بعنف - ليس كذلك ..- خير دليل أننا لا نملك اطفال هنا .. لقد جلبناها فقط للاسترخاء ..صرخت بعنف كالاطفال لم تعد تحتمل بتاتاً ثم أنهالت بقبضات يدها تضرب صدره بعنف .. سمعتهُ يقول ممثل الألم - آه .. لقد آلمتني ..السخرية واضحة بدت عليه ضربت صدره بقهر و هي تشتمه بشتائم عدة .. ثم بلحظة تذكرت ما تفعله توقفت عن ضربه قليلاً ..فكرت أنها لو تشاجرت معه الآن فكرستين هي المنتصرة بدت تشرد قليلاً و عما الهدوء بين الطرفين ليوقظها صوته يقول - ألن تكملي ضربي ..؟رفعت عينيها نحو ليلمح الحيرة و كأنها لم تأبه لما قال برقت عينيها بلمعة خبيثة قالت - لنخرج معاً ..- ها ! ..ضمت شفتيها باستياء فيما عينيها كانت ترجوه بالموافقة حقاً أراد الضحك .. ما الذي تفعل به هذه الطفلة المتيمة بحبه .. ؟ نعم هو واثقمن هذا .. لم يستطع سوى رسم ابتسامة هادئة كانت كافية لتعرف بها سلين الرد ...بعد دقائق كانت جالسة على على المقعد الأمامي في سيارة دانيال لازلت ترسم ابتسامات غبية تعبر عن فرحها فيما دانيال كان يرتدي نظارته السوداء و هو حقاً لا يعرف أين يذهب مع خطيبته كما يقال .. تذكر توصيات والدته الفرحة بأنهُ قرر الخروج معها لتنزه كمااوصتهُ أن يكون لطيفاً فهي بكل تأكيد تفهم ابنها الخالي من المشاعر ..لم يكن مهتماً بعتب كرستين عليه البادي من عينيها حيث لم يكملالنهار معها .. قطعت افكاره صوت سلين تقول- افتح هذا ..رفع عينيه نحو سقف السيارة حيث كانت تشير له باصبعها .. بهدوء لبى طلبها فصرخت بفرح وهي تتلقى نسمات الهواء العليلة بشكل اكبر ..قال بحزم- كوني اكثر هدوءاً .. لا احب المزعجين بسيارتي ..رمقته بنظرات حاقدة ثم عقدت ساعديها أمام صدرها بانزعاج وحنق واضح .. لا يعرف سوى الهدوء حقاً الحياة بدون مرح تكون كئيبة .. ابتسم هذه المرة على حنقها ثم تخلخل صوت هاتفه معلناً عن متصل رد باحترام خالي من البرود مما ادهش سلين- صباح الخير سيد شارلي .... جاءها فضول من مكالمة السيد شارلي لدانيال بهذا الوقت استمعت لدانيال يرد .. انا بخير و سلين معي الآننحنُ في طريقنا لنزهة .. . نعم هي بجانبي .. تريدنا أن نأتي ؟.. حسنا حسناً حدث سلين بنفسك ..مد هاتفه لسين فاخذته و وضعته على أذنها قالت - مرحباً سيد شارلي .. رد عليها قائل- لماذا لم تودعيني قبل مغادرتك ..؟ابتسمت قائلة- آسفة .. لم أرد ازعاجك بيوم عطلتك فقد كنت نائماً لذا اخبرت الخدم باخبارك ..رد بفرح من كلامها لقد بدت تكلمه باسلوب جميل - حبيبتي .. لقد كنتُ أعد مفاجئة جميلة لك ..- مفاجئة ..! هتفت بدهشة .. فقال- تعالي إلى الفلا برفقة دانيال ..بحيرة ردت - اممم .. حسناً ..انهت المكالمة ثم اعادت الهاتف لدانيال قال و هو يركز بالقيادة - نذهب للفلا .. ؟- اممم ... لكن عدني بأنك لن تنهي النزهة لو ذهبنا . سأرى المفاجئة ثم نعود لنزهة .. ماذا قلت..؟ابتسم على مبايعته بحذر رد - لك ما تشائن فتاتي ..فتاتي ! .. منذُ متى ..؟ لم تهتم كثيراً قالت - تتوقع أي مفاجئة تنتظرني ..؟- بحق الله وما ادراني ..؟زمجرت بملل قائلة- انسان لا تمتلك خيالات ..- افضل من أن اكون خرافي التفكير ..ضحك حين لمح غضبها .. لم يكن يعرف كيف اسعدت ضحكته سلين ... لقد بدا لها شخصاً آخر .. واصل الطريق نحو الفلا .. استقبله الحارس وفتح له باب دخول السيارة لكنهُ صفها خارجاً قائل بأنهما لن يتأخرا كثيراً ...دخلت الفلا معه فانتظرهما السيد شارلي في الداخل رحب بهما ثم قبل وجنتين سلين التي لم تغضب بتاتاً ولم تدفعه باسلوب جارح مما جعل دانيال يعطي اشارة استفهام لسيد شارلي فرد عليه بابتسامة مطمئن .. سلين كانت تحترق شوقاً لتعرف المفاجئة بينما دانيال كان عادياً .. رفض شرب العصير بأدب فاستغلت سلين الفرصة تقول- ما هي المفاجئة ..؟ أكاد أموت شوقاً عن تلك المفاجئة التي وصلت اهميتها لطلبك بتغيـير طريقنا نحو الفلا ..وجهت كلامها لسيد شارلي بفضول فوقف من على الأريكة قائل - اتبعيني يا صغيرتي و أنت دانيال ...وقفا لرغبته و سارا بعده كما فعل هو ..توقف أمام الباب الخلفي لحديقة القصر هتف بابتسامة مكر حين لمح ابتسامة دانيال الجانبية ..- دانيال .. هل اخبرتها عن المفاجئة بالسيارة ..؟ضحك قائل - صدقني لم افعل ..نظرت له سلين بلؤم ثم قالت- يا لك من مخادع .. ألم تقل بانك لا تعرفها ..؟ابتسم على كلماتها فرد السيد شارلي - دانيال من ساعدني ..ردت بشوق- لا اطيق الانتظار .. بسرعة ارجوكما .. شعرت بدانيال يستقر خلف ظهرها بلعت ريقها حين لامست كفيه عينيها لتحجبهما عن النظر .. سمعت صوت انفتاح باب الحديقة الخلفيةتحركت إلى الخارج استجابة لحركة دانيال دق قلبها بقوة من قربها الشديد منه أما لمسته كادت أن تذوب قلبها الضعيف ..هتف بخفوت- مستعدة ..حركت رأسها بالإيجاب فانزل كفيه عن عينيها ببطء .. فتحت عينيها ثم رمشت بدون تصديق ..أتحلم ..؟ .. وضعت كفها على فمها تمنع شهقة فرح .. نظرت لسيد شارلي ثم لدانيال المستقر خلف ظهرها كلاهما كان يرسم ابتسامة خافته .. صرخت - لا اصدق ..ركضت بجنون نحوها و هي تصرخ -سيارة ! ..تأملتها عن قرب .. سيارة حمراء حديثة الطراز تناسب الجنس الأنوثي اكثر ..لمحت العلبة الصغيرة المغلفة بغلاف احمر على السيارة .. فتحتها لتجد مفتاح السيارة بها .. رفعت عينيها نحو دانيال كان ينظر لتعابير وجهها السعيد بتمعن حولت عينيها نحو السيد شارلي بفرح ثم قالت بدون تصديق- حقاً لا اعرف ما اقول .. سيارة .. لقد كنت احلم بقيادتها ..ثم أعادت نظرها لسيارة لتكمل ..جميلة جداً ابتسم بود قائل- طلبتُ من دانيال اختيارها .. نطت فرحاً و عينيها تبرق شوقاً لتجربة السيارة .. اعتلت مقعد السائق بثقة تلاشت كل تلك الثقة فور أن تأملت المحرك .. المقود .. دائرة كالساعة تحتويعلى الأرقام فتذكرت أنها لقياس السرعة .. تلك الاشياء الغريبة جعلت الرعب يقتحمها ... خرجت فاستمعت لسيد شارلي يقول- كيف كانت ..؟ابتسمت بغباء - رغم أنني لم افهم شيء من اجهزتها لكنها كانت جميلة و مدهشة أيضاً ..هل استطيع الخروج فيها مع دانيال لنكمل النزهة..؟بثقة رد عليها- اكيد ..- حقاً .. رسمت ابتسامة كبيرة ثم محتها و كأنها تذكرت شيء .. قالت بخيبة أمل .. لكنني لا أجيد القيادة ..اطلق ضحكة فيما ارتسمت على دانيال ابتسامة على كلامها المضحك .. قال السيد شارلي - ستـتدربي سلين .. زمجرت قائلة بتافف - القيادة صعبة جداً .. لن اتمكن من تعلمها ..ضحك مجدداً ثم قال- حبيبتي ... لا تقولي ذلك ساعلمك بنفسي ..- اليوم ؟؟سألته بفضول .. اتربط لسانه توتر و هو يتذكر العمل في الحاسوب ابتسم قائل- لذي بعض الأعمال اليوم ..فلتذهبي مع دانيال الان لنزهة ..تقدم دانيال على ذكر اسمه ..حقاً اليوم يشعر برغبة كبيرة بالضحك اليوم خاصة مع التغيرات التي تتطرأ على سلين حين ادرك أنها ستصيب السيدشارلي بالصداع من اصرارها العنيد بتعليمها القيادة اليوم تدخل قائل- سلين .. هياا .. استدارت له فاكمل - لنخرج بسيارتك ..- ها !! .. كأنها تستوعب الأمر للحظات حتى هرولت نحوه وابتسامتها تتزايد اكثر .. سنخرج بسيارتي الحمراء .. حرك رأسه بالإيجاب قائل- نعم ثم اكمل باستهزاء ..بالحمراءلم تأبه لشيء .. سعيدة جداً بأنها ستخرج بسيارة لها .. إذن نزهة جميلة ..هتف السيد شارلي و هو يرسل لسلين قبلة بالهواء .. نظرت لدانيال فوجدته قد اعتلى مقعد السائق .. إذن لن تكون هي اول من سيقود سيارتها فدانيالهو الأول دايما .. صعدت السيارة بالمقعد الأمامي.. اعطته مفتاح السيارة فالتقطته وشغل السيارة بحركة متقنة داس على المحرك فاشتغلت السيارةتلك اللحظات مرة على سلين كالحلم .. السيارة الجميلة المغطاة كراسيها بنايلون دليل على أنها جديدة كادت أن تفقد صوابها .. ابتدت الرحلة الصعبةفي الطريق العام حيث كان دانيال يقود السيارة بملل فضيع لا يعرف أين يذهب مع سلين فيما هي تبدو نست النزهة و أخذت تلمس كل قطعة بالسيارةحتى المكيفات أخذت تتفحص درجة برودتهم ..وجهت نظرها لدانيال ثم قالت- تقود بمهارة ..رمقها بنظرات سخرية لكنه لم تظهر بسبب عينيه المغطاة بالنظارة السوداء سألها ..- أين تودين الذهاب ..؟- اممم ... لنذهب إلى الساحل ..تلك المنطقة البعيدة حيث لا يوجد إلا قليل من الناس ..أخذ يتذكر من وصفها قال بملل- بحق الله ما الذي تقولينه ..؟ هل نقطع كل تلك المسافة لمكان لا يوجد فيه سوى سيارات تمر به احياناًلامته قائلة بحنق
- ليس بهذا السوء .. يكفيني فقط الجو المنعش هناك ..لم يستطع سوى التزفير بملل .. ابتسمت حين ادركت انه اقتنع بالذهاب إلى المنطقة الساحلية ..اوقف السيارة أمام مدجر ثم عاد حاملاً كيس يحتوي علىعصائر و مياه معدنية مع بعض قطع الشوكلاه اللذيذة .. احست انها حقاً ستذهب لمكان مهجور ابتسمت برضا ثم أراحت ظهرها على ظهر الكرسي ..اخذت تتحدث مع كاثرين بمكالمة هاتفية اطمئنت بها عن احوالهم .. لفت رأسها نحو دانيال ربما تتحدث معهُ قليلاً لتبعد ذاك الممل الفضيع لكنهُ كانمركز بالقيادة فقط ..ارخت جسدها شاردة قليلاً وضعت سماعات الهاتف على أذنيها لعل الوقت يضيع ..لكن الوقت كان يمر ببطء زفرت قائلة- دانيال .. هل بقي الكثير ..؟- ثلاثون دقيقة ..شهقت ثم قالت- كل ذاك الوقت ولازال هناك ثلاثون دقيقة..- الذهاب لذاك الساحل اشبه بالسفر لقد حذرتك ..فهمت لماذا اشترى مياه معدنية و عصائر .. اطمئنت فعلى الأقل لن تمت عطشاً ..طوال الطريق كانت تتسلى بتأمل السيارة و بأحلامها تفكر وتفكر فقط ..اخيراً اعلن دانيال عن وصولهما اطلقت صرخة تعبر عن فرحها ..فيما صف دانيال السيارة بمكان كان شبه مناسب .. تأملت البحر عن بعد بدا قطعةمن الحرير الأزرق تتاميل مع الرياح لتعطي منظراً في غاية الروعة و مع صوت الأمواج الهائلة التي تصدم بالصخور الكبيرة مصدرة صوت ارتطامقوي جعلها تشعر أنها في اسطورة من الأساطير القديمة .. ! أم تتطاير حبات المياه بسبب الاصطدام بالصخورزاد المنظر روعة و خاصة مع ذاك الجو المغيم على المكان ..! كل ذاك شاهدته من على النافذة المفتوحة .. لم تعد تحتمل صبراً فتحت باب السيارة و ترجلت بهدوء استندت على السيارة تراقب المنظر عن بعديا الله كم تحب هذه الأمكان ..! .. تأملت ناسية العالم فشعرت بكف دانيال تستقر على كتفها رفعت نظرها نحو ثم ابتسمت ابتسامة هادئة قالت ..- المنظر جميل .. رومنسي للغاية ..ابتسم بخبث ثم غمز ..- اه .. لهذا اردتي أن أكون معك ..اطلقت شهقة حين فهمت قصده و ادركت ما قاله .. احمرت وجنتيها ثم قالت ممثلة الحنق- لم اقصدك .. - هههههه اعرف أنك تحبيني ..انزعجت من ضحكته الخبيثة فقالت محاولة أن تشعل الغيرة فيه- لو كان روك في محلك لكنتُ قصدته ..لم يقل شي فانزعجت أنهُ لم يعبر عن غيرته قليلاً بالاساس هو لا يحبها كي يغار ..انزعجت من حذائها العالي و هي تسير نحو الساحل حيث كان يغوص في الرماللكنها فكرت أنها لو خلعته لاصبحت سيارتها ملطخة بالرمال بسبب قدميها .. راقبها عن بعد وهي ترفع ذراعيها لسماء بفرح ثم تنط كالأطفال .. صرخ لتسمعه- سلين .. إياك اللعب قليلاُ في المياه .. أرادت أن تعانده فقالت- سافعل ..صرخ مجدداً لتسمعه- سيارتك ستتوسخ ..زمجرت لأنهُ عرف نقطة ضعفها ..تجاهلته فضحك حين سمع صراخها الطفولي بهتافات لم يكن لها أي معنى ..لحقها بخطوات كبيرة هادئة استقر خلف ظهرها لثوان.. اغمض عينيه بسبب خصلات شعرها التي كانت تتطاير لتضرب وجهه بخفه رمش بعينيه منزعجاً ثم امسك بكفه ذراعها .. استدارات بحركة عادية نحوه حدقت به مطولاً فقال ..- أينبغي أن أظل مطولاً استمع وانظر لجنونك الطفولي ها ..؟سألها متنرفز .. فعقدت حاجبيها بدون رضى عن كلامه قالت بدون مبالة ..- ليس ذنبي لو لم يكن لذيك طريقة خاصة بالاستمتاع ..استفزته فقال بتافف - و هل تسمين هذا الجنون استمتاعاً ..؟ضحكت فاثارت اعصابه بدون قصد قالت - طريقتي المفضلة .. فما هي طريقتك ..؟زفر عاضاً على شفتيه .. ضحكت مجدداً بمرح حيث ادركت سؤالها .. أنها متأكدة أن دانيال لا يوجد لديه طريقة ليسلي نفسه و سؤالها كان صعباً عليه لذا اكتفى بالتزفير .. رحمت حالتهُ فقد استسلم اليوم لرغبتها دون نقاش بالخروج معها دون عناد .. لم ترد أن تزعجه فهي سعيدة أنها اغضبت كرستينحين خرجت مع دانيال لقد ساعدها دانيال باثارت غضب كرستين وهو لا يعرف بذلك .. سارت عنهُ مبتعدة تفكر .. استدارت لهُ في نصف طريق الرمالالمؤذية لساحل ..ابتسامتها السعيدة اظهرت غمزاتها لتضف شيء من الجمال إليها .. تمايل خصلات شعرها الامامية على عينيها زاد وجهها البريئ جمالاً ..ضحكت بفرح رافعة كفها لتلوح لهُ أرادتهُ أن يبتسم ..حيث كان واقفاً داساً يديه في جيبا بنطالة شعره الأسود الكثيف يتمايل مع حركة الرياح الخفيفة ام شفتيه كانت خالية من أي ابتسامة صرخت عن بعد ليسمعها ..- دانيال .. تعال إلى هنا .. لنصعد على هذه أشارت لهُ نحو صخرة كبيرة عريضة على بداية الساحل على يمينه .. . حاول التركيز على ملامحها من بعد .. هتف صارخاً ...- و بأي شعور ساشعر هذه المرة ..؟ حقاً لا اريد التحليق بالسماء مع العصافير ..اطلقت ضحكة رنانة .. جعلتهُ يرسم ابتسامة على طرف شفتاه ..قالت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو الصخرة - هذه المرة ربما ترغب بأن تغوص في اعماق الساحل..لم يستطع سوى الابتسام بهدوء ثم لحقها بخطوات كبيرة توقف أمام الصخرة بجوارها .. عينيها السوداء كانت تلمعان بشغف نحوه .. راقبته يلتسع من جريان المياه الخفيفة الباردة على قدميه لم تكن المياه قوية حيث كانوا في بداية الساحل ..ابتسمت بظرافة ثم قالت- اخلع حذائك .. السيارة لن تتوسخ ههههههحرك رأسه بالنفي - لا احبذا ذلك .. بحركة سريعة اعتلى الصخرة العريضة بمهارة ادهشتها .. كيف لم تضايقه الشروخ على الصخرة لا بل لتقل كيف لم تنزلق قدمه حين اعتلاها بمهارة..راقبته يتنهد ثم يرفع رأسه لسماء المغيمة .. قطع تفكيره بهذه الجو المريح تذكر سلين نظر بجانبه فلم يراها .. وجدها واقفة بجانب الصخرة تتمعن ملامحهلم يأبه لنظرة الحب في عينيها قال ببرود - ما بك ..؟ .. اصعدي ..- امممم ... لمح الحيرة بعينيها فابتسم على ضعف الفتيات بالنسبة له .. اقترب لطرف الصخرة من ناحيتها ليمد كفه نحوها .. - امسكي بي .. قالها بحزم مؤدب ...تاهت أفكارها حين برقت عينيه الرماديتين المركزتان بملامح وجهها فيما كانت كفه لازلت تعرض عليها المساعدةبلعت ريقها بصعوبة ابعدت افكارها الحمقاء ثم ابتسمت باضطراب وضعت كفها على كفه براحة امسكت بيدها الأخرى بالصخرة بقوة شدها إلى الأعلىفصرخت حين رفعها بقوة لم تكن باستعداد لذلك الموقف فقدت توازنها لدفعته القوية لها للأعلى امسكت بكفيها قميصة كي لا تسقط للوراء .. برقت عينيهحين لمح اصابعها تنفتح عن قميصة لتعود إلى الوراء و بحركة سريعة وضع كفه خلف ظهرها منعها من السقوط إلى الوراء لكنهُ لم يتوقع أنها دفعته بقوة بصدره بحركة غباء تلقائية لتتمسك به اكثر .. لم يكن مستعد بتاتاً لخطوتها الحمقاء اختل توازنه مما جعل ظهره يعود إلى الوراء ليتمدد على الصخرة باصطدام قوي جن جنونه حين ادرك الجسد المتمدد على صدره هذا حقاً ما ينقصه ألماً في رأسه وظهره و جسدها على صدره لم تكن ثقيلة لكنها شعرته بضيق تنفس و خاصة في حالتهُ الصعبة تلك .. اطلقت شهقة من صوت ارتطام رأسه على الصخرة .. ادركت أنها امسكت به اكثر لتسقط معه آه .. آه يا رأسي .. اطلقت شهقة مجدداً من صوت دانيال المؤلم .. رفعت رأسها وهي لازلت على صدره كان مغمض عينيه بتألم ..هتفت بخوف- دانيال .. هل مت ..؟ ..تمتم بضيق و يكان يجن من سؤالها الأحمق- ابتعدي عن صدري .. لقد تكسر جسدي ...انزاحت عنهُ فوراً .. مسكين حقاً جسدها كان قد كسر ما تبقي لهُ من عضو .. هذا ما فكرت به ..انزاحت عنهُ لتجلس بجانبه .. رجليه لم تسع طول الصخرة حيث كان نصف جسده على الصخرة والنصف الآخر يتدلا للأسفل.. ثوان حتى ارتكأ بكفه على الصخرة ليجلس بتألم .. مرر كفيه يفرك الضربة على رأسهمصدراً تأوهات خفيفة .. نسي ألمه حين لمح نظرة الخوف بعينين القطة بجانبه بالضبط .. رسم ابتسامة جانبية على لمعة بعينيها مد أنامله بخفة نحو وجهها البريئابتسم ابتسامة اطمئنان شتت قلبها .. استقرت أنامله على عينيها تزيح دمعتان متحجرتان في اجفانها .. تمتمت بغصة- آسفة .. لم أكن اقصد إيذائك .. - أنا بخير أيتها الحمقاءقالها بصوت جذاب بدا يمتلك شيء من الليونة فلم تنزعج من نعتها بالحمقاء ابتسمت بخوف عليه .. أشار بيده لصدرة ثم تمتم بعطف- تعالي إلى هنا ..تلك الدعوة أغرتها كثيراً حقاً كانت خائفة لم ترفض بتاتاً خاصة حين شجعتها عينيه اقتربت لتسند رأسها على صدره بخفه .. شعرت بكفه تستقرخلف ظهرها بعد تردد كبير .. تمتم بعد ثوان - لا أحب دموعك يا سلين .أنا بخير لم أمت بعد . ..دموعك ثمينة .. فتاتي ..فتاتي ! .. مجدداُ قالها وبنفس اليوم نبض قلبها بقوة شعرت بتلك اللحظة بشعرها يتحرر من ربطة الشعر .. ثم لمحت بعد ذلك ربطة الشعر تطير نحو الساحل ابتعد عن صدره قليلاً .. حدقت به بنظرات استغراب فهو من حرر شعرها بيده .. رد بثقة لطيفة من السؤال الذي فهمه من عينيها - احب شعرك مفتوحاً .. يشعرني بالنقاء .. أنتِ ..قطع جملته بالصموت .. محا تلك النظرات اللينة و هو يعدل قميصه من التجعيد .. فيما شردت سلين حقاً .. ما بال دانيال اليوم .. ؟ .. جلست على الصخرةفيما قدميها كانت متدليتان نحو الأسفل .. هتفت- تعال و اجلس بجانبي .. لننظر للبحر ..لم يرد عليها .. بعد ثوان كان جالساً بجانبها كما طلبت صامتاً دون التحدث كلاً منهما كان يتأمل الطبيعة بصمت و انسجام .. هي كانت تشرد بعالمهاالخاص بدانيال الذي اقتحم حياتها فجأة .. روك ..سفر كاثرين و سيمون .. عودة السيد شارلي .. الجامعة .. الدروس .. المحاضرات .. أشياء كثيرةشغلت بالها .. مرت دقائق على نفس الحال ثم لفت نظرها نحو دانيال تمتمت- بماذا تفكر ..؟لم ينظر لها .. قال- بمعزوفة موسيقية ..- ألازلت تتدرس بالمعهد الموسيقي ..؟حرك رأسه بالايجاب قال ..- نعم .. حفلة موسيقية ستقام بعد حوالي اسبوعين .. رسمت ابتسامة فرحة ثم قالت - آآه ! .. حفلة موسيقية جميل ! .. ما هو دورك ..؟- العزف على البيانو .. لازلت حائراً يتطلب أن تكون المعزوفة من تأليفي ..بحيرة قالت- لذيك الكثير من المقطوعات .. لمَّ تهتم كثيراً ..؟ اختر أي واحدة جميعهم رائعون ..حرك رأسه بالنفي ثم قال- معزوفة واحدة فقط دخلت مزاجي ..لكنها صعبة ..حتى الآن لم استطيع تأليف نهاية مدهشة تتناسق مع ضخامتها ..- تبالغ بعض الشيء .. أنت أمير البيانو .. صدقني ..بلحظة عادت إلى أول لقاء لهم في المعهد الموسيقي .. ابتسمت على كلامها السابق أول لقب لقبته .. أمير البيانو .. كيف جمعهم القدر هكذا ..؟قال بحيرة ..- اممم امير البيانو إذن ..احمرت وجنتيها و هي تتذكر اعجابها الشديد به في أول يوم بالتأكيد قبل أن يشب ذاك الصراع بينهما اغمضت عينيها ثم قالت- أودت أن أخبرك في وقت سابق .. لكنني لم استطيع .. أنت حقاً أمير للبيانو يا دانيال ..لفت لها ثم غمز قائل ليذكرها بما كتبت حين قضت الليل عنده حين مرض ..- بالطبع .. فأناملي من ذهب مرت على البيانو لتعاكس قلباً تلذذ بتعذيب قلوباً حمقاء وقعت في غرامه ..بدا حافظاً لكل كلمة كتبتها زفرت بغضب و هي تتذكر هذه الجملة .. قالت بحنق- لم اكتب هذه الكلمات لك دانيال ..رد بسخرية - اه .. حقاً صدقتك !رمقته بنظرات حاقدة .. ثم أشاحت وجهها عنهُ بكبرياء .. بينما أغاضها هو حين نزل من الصخرة بحركة ماهرة .. خشيت البقاء لوحدها خاصة حين سارمبتعد عنها نزلت بتعثر و خوف مع بعض الصعوبة ..لحقته بخطوات أشبه بالركض ... توقف عن السير حين شعر بها .. لم يستدر لها حيث بقي ظهره يقابل وجهها قال بحزم- ماذا الان ..؟ - إلى أين أنت ذاهب ..؟- لسيارة .. واصلي تأملك بنفسك ..بتردد قالت- سأبقى معك بالسيارة ..باستخفاف قال- هل تخافين وحدك في هذه المنطقة الأشبة بالمهجورة ..؟ ها ..زمجرت بحنق و هي ترفع ذقنها بشموخ قالت- لا .. لستُ خائفة ..سار الخطوات المتبقية نحو السيارة قبل أن يهتف باستخفاف - جبانة ..- جبانة ! .تمتمت كلمته بغباء ولم تتح لهُ فرصة حيث لحقته لتركب المقعد الأمامي حرصت على عدم توسيخ السيارة حيث نظفت حذائها وقدميها في الماء قبل ركوبها السيارة .. لقد قلدت دانيال تماماً سعدت أنهُ يبدو من النوع المرتب والنظيف .. ركبت المقعد الأمامي بهدوء ظل هو يستخدم هاتفه حيث بدا مشغولاً قليلاًاخيراً أنهى هاتفه .. لمحها تراقب أدوات السيارة بفضول كبير تُدقق بكل جزء بها و كأنها تفهم نوعه و استخدامه .. قال بسخرية- تأملي تأملي .. لا اعرف كيف لجبانة مثلك أن تقود سيارة .. أراهن أنك لن تستطيعي حتى لمس المقود من الخوف ..رمقته بنظرات حاقدة ثم قالت بكبرياء ..- لا تراهن فأنا أقوى مما تتخيل .. قيادة النساء افضل من قيادة الرجال ..اطلق ضحكة غريبة و كأنهُ يريد استفزازها .. - و ما هو البرهان ..؟سألها .. ففكرت قليلاً قالت- النساء يقودن بحذر بينما الرجال شديدون المخاطرة .. النساء لا يخافون رغم كونهم نساء لكن الرجال ... صمتت لا تعرف أنها الجملة أهي حمقاءهل تكمل الرجال يخافون لأنهم رجال .. لم تصغ الجملة قبل قولها تاففت و هي تسمع صوت ضحكة دانيال المنتصرة .. ادارت رأسها لهُ بحنق قالت- إذن علمني القيادة الآن .. وسترى بنفسكلم يأبه لكلامها قال- لمَّ عساي أن افعل ..؟ لا أود الموت سلين ..- بل ستفعل ..زمجرت فنظر لها بتهديد ادركت أنهُ هو من يجيد القيادة وهي الضعيفة الآن بلين قالت - أرجوووووك .. ارجووك دانيال فقط اليوم .. دعني اجرب سيارتي ..لم تكن تستمع لرفضه المتكرر كانت عنيدة .. و تعرف أن دانيال يكرهالفتاة التي تلتزق به هكذا فعلت من أجل القيادة ابتسمت بنظر بعد دقائق و هي جالسة على مقعد السائق .. تحدق بمرآة السيارة المخصصةلرؤية الاتجاهات .. لا تصدق أنهُ اخيراً وافق .. كان جالساً على المقعد الأمامي فيما جلست هي على مقعد السائق .. ببساطة علمها كيفية تشغيل السيارة بالمفتاح .. اخيراً بدأ الجد- امسكي بالمقود جيداً .. ركزي على الطريق ..لا تستدخدمي كلتا قدميك بالدوس على المحرك فقط قدم واحدة ... ارشادات كادت أن تجن تماماً ..لا تفهم ما الذي يقوله .. داست على المحرك ببطء يديها كانتا ترتعشا على المقود ..تشعر أنها لا ترى شيء .. كل شيء كان يخالف توترها .. تحركت السيارة ببطء صرخت حين داست على المحرك اكثر لتشدد السرعة .. - نحو الامام .. دوسي فقط على المحرك بخفة ..لا تسرعي أخشى أن تهرول السيارة نحو الساحل ..- لا عليك لا تقلققالت تلك الكلمتان برعب .. وهي مركزة على القيادة بحذر كبير ..- يميناً ببطء هناك سيارة ..رفعت حاجبيها بتوتر - ها .. ! أي سيارة ..ادرك خوفها فقال - يميناً سلين .. ببطء ..بحركة غبية حركت المقود نحو اليسار لتهرول السيارة نحو جدار من حجارة البناء .. رؤيتها فقط لذاك المنظر جعلها تتخيل اشياء كثيرةصرخت وهي تفلت يديها عن المقود لتسد اذنيها وتغمض عينيها بقوة .. - حمـــــــــــــقاء .. وصفها بحقد .. ابعدت يديها عن أذنيها ثم فتحت عينيها ببطء لتتأكد أن الحادث لم يكن .. حدقت بيدين دانيال المستقرة على المقود و بداقد قطع مسافة عن جدار أحجار البناء .. ألتقطت أنفاسها فشرع ينعتها بالغباء ..بعصبية كان يقول- حقاً .. لا اعرف ما اقول .. هكذا تتصرفين .. صرخت عليه بحنق قائلة- اخفتني .. لقد قلت سيارة بنفس النبرة قائلاً- حتى لو كانت سيارة هل ستقودين طوال حياتك باماكن فارغة .. هذا يسمى جنوناً لو لم اتدخل بلحظة الأخيرة لكنا ضحية جدار من حجارة البناء .. أمرها بلحظات أن تقف بالسيارة .. ففعلت كما وصف ثم رفض أن يعلمها القيادة بتاتاً ..قالت برجاء بعد محاولات عدة بالمواصلة- لن نقود اليوم ..- نعم عقاب على تصرف احمق كتصرفك .. من الأفضل أن لا تقودي بتاتاً قالت بتحدي- سأريك .. سأحصل على شهادة قيادة ..- أخشى على من يعلمك سلين .. ستسببين كوارث صدقيني ..جدال كالعادة دار بينهم ..كانت تشرب العصير و تقضم قطعة من الشوكلاه على مشارف الساعة الواحدة ليلاً .. غادروا المنطقة الساحلية بعد أن لعبت برمال الساحل كثيراً ..مر كثيراً من الوقت في طريق العودة .. اوقف السيارة أمام مطعم .. خرج ثم عاد حاملاً كيساً تفوح منهُ رائحة الطعامالشهية ..لم تسألهُ شي لم تكن جائعة بسبب قطع الشوكلاه التي ألتهمتها بنفسها فدانيال كما لاحظت لا يحب الشوكلاه كثيراً فلم يتناول سوى قطعة صغيرة اصرت هي أن يأكلها بالقوة .. ظنت أنها ستعجبه لكنهُ لم يبدي للأمر اهتماماً .. إذن اشترى الشوكلاه لها .. كانت تفكر لكنها اصطدمتحين بدأت السيارة بدخول الحارات المتواضعة حيث منزل والدتها السابق .. ابتسمت لأنها فهمت أنها ستزور السيد برون لقد اصبحت دائماتزوره من بعد ذاك اليوم .. لقد مرت ثلاث أيام متواصلة دون أن تسمع لهُ صوت .. اشتاقت لهُ كثيراً.. توقفت السيارة أمام منزل السيد بروننزلا ثم فتح دانيال الباب بالمفتاح الأضافي .. دخلا الشقة ببطء لم تعد سلين تشعر بكآبة هذا المنزل بسبب السيد برون الذي أعاد لهُ حيويته هتفت و هي تدخل الصالة - مرحباً أيها العم الطيب. .سمعت صوت طرقات الخشب آتية من غرفة كانت غرفتها سابقاً ..طرقت الباب بخفه فاوقف السيد برون المنشار ..اطل وجهها السعيد من على الباب فابتسم مرحباً بها دخلت الغرفة بخطوات هادئة ثم اتجهت تُقبل السيد برون لحقها دانيال يفعل كما فعلت ..في البدايةلامها عن غيابها عنهُ ثلاث أيام متواصلة حتى مكالمة هاتفية لم تتصل به اعتذرت لهُ بأسف فتقبل اعتذارها بروح صافية ..جلسوا في الصالة يتبادلون الأحاديث السيد برون كان جالساً في كرسيه بينما انحشرت هي ودانيال في أريكة ضيقة تسع شخصين- لقد احضرت طعام الغداء ..لنتناولهُ معاًقال دانيال لسيد برون .. ابتسم السيد برون فردت سلين- هل تودون الان تناول طعام الغداء ..؟رد السيد برون- بالحقيقة أن أشعر ببعض الجوع ..ابتسمت لهم و هي تنسحب نحو المطبخ . .. وضعت الأطباق على الطاولة بترتيب ثم وزعت الأشواك لسلطة و الملاعق .. فتحت الثلاجة لتصب العصيرلمحت عصير التفاح فابتسمت لأن دانيال يحبهُ كثيراً .. صبت لدانيال عصير التفاح فيما صبت لنفسها و لسيد برون عصير البرتقال .. كم حاولت الانسجام مع عصير التفاح لكنها لم تستطع بتاتاً .. بعد ان وضعت ترتيبات أخيرة نادتهما نحو المطبخ ليجلسوا على طاولة الطعام .. بدئوا بتناول الطعام بشهية ..تلذذ دانيال و هو يذوق عصير التفاح مما جعل سلين تبتسم على عشقه لعصير لم تستطع الانسجام معه بتاتاً تحدث السيد برون- من أين أتيتم ....؟رد دانيال- كنت في نزهة مع سلين بسيارتها التي اشتراها والدها كهدية لها اليوم ..فرح ثم قال لسلين- مبارك لك يا سلين - شكراً عمي ..انتهى الطعام بهدوء ..الساعة اصبحت على مشارف السادسة مساء .. اضطرت أن تجلس مع السيد برون كل هذا الوقت بسبب المكالمة الضرورية التي أتتلدانيال من عمه تطالبه بالذهاب لشركة يبدو أن هناك مشكلة تتطلب وجود دانيال ..أخذ السيارة و وعدها بالعودة لم ترد أن تتصل لسائق ارادت أن تنهي يومها مع دانيال.. استغلت الوقت تنظف المنزل قليلاً تسقي الورد .. تنثر في دفترها الصغير .. ثم تحاول أن تتعلم النجارة مع السيد برون كتسلية لمرور الوقت .. جلس السيد برون أمام التلفاز يتابع الأخبار نادها لتجلس بجانبه فابتسمت مرحبة بالأمر اغلق التلفاز حين أتت نشرة أخبار رياضية .. قال ..- سلين يا بنتي ..سكت ثم اكمل ..دانيال .. صمت مجدداً فحتثه عن المواصلة ..اكمل ..دانيال شاب طيب جداً .. لو جرحك يوماً لا تنفصلي عنه ..- هاا ! ..استغرب من كلماته فواصل بتفهم لاستغرابها- اقصد دانيال عصبي يجرح دون أن يعرف .. هو دايما يجرح الجنس الأنوثي دون أن يهتم .. لذا صدمت بالخطوبة التي تمت بينكما .. لم اتوقعهسينسجم يوماً مع فتاةقالت بحيرة- اخبرني إلى أين تريد الوصول بحديثك ..؟ !تنهد قائل- اجعليه متيم بحبك.. مع دانيال عليك ابعاد دلال الفتيات فلو انجرحتي منهُ لا تطالبيه بأن يأتي ليعتذر .. حتى لو كان هو المخطئ دانيال ليس من النوع الذي يعتذر لأحد صدقيني حين يخطأ مع من يحب يلوم نفسه كثيراً .. يعتذر بطرق غير مباشرة ..فكوني فتاة ذكية دانيال يحبك كثيراً يمكننيأن أرى ذلك من تعاملهُ معك عينيه التي تريد حمايتك أما أنت فأنتِ متيمة بحبه لنخاع ..أخذت تستوعب كلمات السيد برون .. يا الله كم استطعوا خذاع الناس .. دانيال يعتذر بطريقة غير مباشرة لمن يحبهم و ليس لي أنا .. مع أنها لا تتوقع ذلكتنهدت محاولة الراحة قالت- لك ما شئت عمي .. دعني اتصل إليه الآن .. علي العودة للفلا ..أخذت هاتفها النقال من حقيبتها سارت نحو المطبخ وهي تنتظر أن يرد عليها . .. ارتعبت من صوته الغاضب على الهاتف ... لسانها ارتبطت باضطراب قالت- تأخر الوقت .. متى ستأتي ..؟توقعت صراخ عنيف .. كان يتنفس بقوة شديدة ارعبتها .. تمنت أن لا يزعج يومها بجرح كبير هل سينهي الخطوبة الآن .؟ هذا ما جرى في بالها.. حاولت أن تكون هادئة ..ثم اغمضت عينيها للحظات .. فقط محاولة أن تسمع دقات قلبها العنيفة لشخص واحد فقط .. ! ^ــ^[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:11 PM

[frame="7 80"]البــارت الخامس عشر
..........................
حمقاء حين أحبتني
............................
أخذت هاتفها النقال من حقيبتها سارت نحو المطبخ وهي تنتظر أن يرد عليها . .. ارتعبت من صوته الغاضب على الهاتف ... لسانها ارتبطت باضطراب قالت- تأخر الوقت .. متى ستأتي ..؟توقعت صراخ عنيف .. كان يتنفس بقوة شديدة ارعبتها .. تمنت أن لا يزعج يومها بجرح كبير هل سينهي الخطوبة الآن .؟ هذا ما جرى في بالها.. حاولت أن تكون هادئة ..ثم اغمضت عينيها للحظات .. فقط محاولة أن تسمع دقات قلبها العنيفة.. تمتمت باسمه باضطراب- دانيال ..انفاسه كانت متضاربة على الهاتفه ويبدو انهُ بذل كثيراً من الجهد صوته الحازم أتاها - مشغولاً الآن .. حاولي عشرون دقيقة وسآتي لآخذك..اغلق هاتفه دون أن يسمع ردها .. ارتفعت عينيه الغاضبة نحو الشخص الثائر ..تنفس بقوة و هو يقبض على كفه بتمالك اعصابه تمتم- عمي .. رفع السيد كاسبر نظراته بجنون صرخ عليه بعنف يمتزج بكل انواع الغضب- انهي حديثك معها انهي قالها بسخرية ثم اردف ... أيها الحقير ..! .. دمرت كل شيء ..ضرب دانيال بكلتا كفيه على مكتب عمه في الشركة بقوة جعلت المكتب يهتز ليصدر ضوضاء بسقوط الأقلام و اهتزاز صورتهم العائلية زفر و هو يبتعد من جانبالمكتب ليتقدم نحو عمه عينيه ثارت جنوناً و هو يقول بعصبية كبتها بصوته المتحكم بخلاف ملامح وجهه النارية- ليذهب السيد جوزيف إلى الجحيم .. و ما شأني به ..؟نظر له عمه بعينين حائرة ثم ابتسم بسخرية ليقول باندهاش ساخر- لديك جراءة لتحدث أيضاً .. صرخ منفعلاً .. ألن تكتفي بما فعلته حتى الآن دانيال. ... ؟ لم اعلم أن دلال شقيقي سيجعلك يوماً أناناي هكذا..! اردف راداً بتعصب- لا تتكلم عن أبي .. برقت عينيه ناراً مكملاً .. احذرك عمي تعرف أنهُ خط أحمــر ..تجاهل موضوع شقيقه المتوفي ليقول- كف عن التحدث بموضوع ليس وقته الآن ..يجب أن تتحمل كافة المسؤولية أنت السبب بكل شي ..بتحذير اكمل لن اسمح لك بتدمير علاقاتيمع السيد جوزيف ..- اووه .. زفر بغضب و هو يتحرك ليتجاوز عمه اردف بعصبية .. بحق الله ما شأني بعلاقاتك معه ..- تتصنع الغباء يا دانيال .. اتجه نحو مكتبه نظر للكرسي الضخم الجلدي قبل أن يضرب على المكتب بقوة اكمل بتعصب ... اخبرتك تزوج كرستين رفضت .. اتيت لي بسلين فلم أمانع ..- لقد قلتها .. لقد وافقت من البداية ..صرخ بجنون- لم اكن أعلم أن ردت فعل ردت فعل السيد جوزيف ستكون هكذا .. أيها الغبي .. كيف استطعت ترك كرستين في القصر لتخرج مع سلين في رحلة غراميةهل تعرف ماذا فعلت ..؟ صرخ مقاطعاً - لم اكن أعرف أنهُ سيفسخ العقود التي بيننا ببساطة ..- تعرف أنهُ من أجل ابنته الوحيدة يعمل أي شيء .. اخبرتني والدتك أن بعد رحيلك غادرت تبكي .. و بالتأكيد ذرفت الدموع بين احضان والدها .. بالأساس جوزيف كان غاضباً كثيراً لخطبتك الغير متوقعة من سلين ..باستفزاز قال - احذرتك انت و والدتي .. لم أكن أنا من يقطع الوعود بعلاقة بيني وبين كرستين .. على العموم نحنُ لم نفلس بعد فسخ العقود لا يؤثر بنا ..- لقد فقدت صوابك يا ابن اخي ..ابتسم بسخرية - هه ! .. لا تستطيع فعل شيء تعرف أن السيد شارلي من اكبر رجال الأعمال .. سمعته اشهر من المدعو جوزيف ..- حالياً نحنُ لا نتعاقد مع السيد شارلي .. هدأ و هو يقول هذه الجملة كأنهُ يفكر بشيء تمتم مكملاً ...لا تقل أنك تحب سلين .. اعرف انك كاذبقلبك يا دانيال اصبح اقوى من الفولاذ ..سألهُ مباشرة- ماذا تقصد ..؟مباشرة قال- انفصل عن سلين ..برقت عينيه ناراً ..قطع المسافات المتبقية بينه وبين عمه ليقابله مباشرة .. رفع ذقنه بشموخ قابضا كفه بقوة .. تشنج صوته دليل على الرفض القوي قال- أنا لن افعل ذلك .. - ستــفعل ثم لا عليك لـ...قطعه بعنف صارخاً- أنا لن انفصل عن سلين فقط لحماية أموال لا تهمني ..اكمل جملته هو يستعد ليغادر مكتب عمه .. اعترض السيد كاسبر طريقه بغضب استوقفه قائل- إلى أين ستذهب ..؟ لخطبيتك الصغيرة .. أم أنك ذاهب لتدرب على معزوفات موسيقية لحفل المعهد ..- افعل ما اريد .. و اذهب إلى أين ما أشاء .. فلا تتدخل ..قبل أن يتجاوزه امسك السيد كاسبر بكتفه ليمنعه من الخروج تراجع لينظر لعمه الذي قال بتحذير- أنت بكل تأكيد لن تشارك بحفل موسيقي تافة يسيئ لسمعتك اترك العبث بأداة موسيقية و عد إلى رشدك ..- البيانو كان رفيقي ... لن يأتي اليوم الذي اتخلى عنه لأجلك .. تجاوزه هذه المرة نحو الباب توقف على صوت عمه - دانيال .. ركز معي في العمل .. - خطأ حياتي حين تخليت عن كلية الموسيقى .. هذه المرة لن اتخلى عن البيانو أيضاً ..اكمل جملته ثم صفع باب المكتب معلنا عن مغادرته حوار حاد دار مع عمه كل شيء ينقلب ضده الآن . .و السيد جوزيف زاد الطين بله لقد اشعل غضب عمهعليه .. ابتسم بسخرية و هو يعتلي سيارته حين تذكر كرستين .. فكر كم الفتيات حمقاوات حين يركضن خلف الفتيان باصرار ..واصل الطريق نحو السيد برونليحضر سلين ...جسدها كان يرتجف و هي واقفة بخارج البيت بعد أن ودعت السيد برون وجهها كان مائلاً نحو الطريق التي ستدخل به سيارة دانيال ..يرفض الوقت العبوربسرعة متوترة جداً .. رفعت رأسها نحو السماء لتجد الشمس قد غابت .. كل من يمر من سكان الحي كان يلقي عليها السلام و يمر ترد بتهذيب و هكذا انتفضت حين لمحتسيارتها الحمراء تقترب نحو البيت شيء فشيء ... بلعت ريقها حين توقفت السيارة بجانبها انزل زجاج السيارة ثم أشار لها بعينيه بالصعود أطاعته بتهذيبو اعتلت المقعد الأمامي لسيارة ..ابتعدت السيارة عن تلك الحارات للحظة استرقت النظر نحوه يديه كانت تنقبض على المقود بقوة كأنهُ يريد تفريغ غضبه فيهبلعت ريقها بصعوبة و هي تفضل الصموت ..تحركت السيارة دقائق هاهما الآن في الطريق العام حيث تتوزع أشارات المرور و رجال المرور أيضاً ..ظنت أن مشوارها معه انتهى لكنها ادركت خطأها حين انحرفت السيارة نحو القصر .. قبل أن تقول شيء تمتم- والدتي تريد التحدث إليك ..عقدت حاجبيها باستفهام ثم قالت..- لم تخبرني بذلك .. حسناً أهناك أمر مهم ..؟ببرود و بدون اكثرات رد- لا اعرف تقول أنها تريدك ..إياك أن تفشي بالسر الذي بيننا كوني حريصة ..تنهدت و هي تحرك رأسها بالإيجاب ..زفرت بملل بسبب الهدوء الذي يعم المكان ..انتبهت على صوت قطرات المياه التي تضرب زجاج نوافذ السيارة بخفة- مطر ! ..تمتمت وعليها ابتسامة شاسعة .. رشاشات من الماء الخفيفة كانت تتساقط .. انتبهت لسيارة تتدخل بوابة القصر .. نظرت لدانيال ثم قالت- هل ستدخل ..؟- سألحقك بعد دقائق ..هزت رأسها بالأيجاب .. فور أن خرجت من السيارة حتى لسعتها قطرات الماء تذكرت أنها لا تمتلك مظلة .. اطلقت صرخات تليها ضحكات سعيدة و هي تركضبسرعة نحو الداخل لم تلمح بعدها إلى أين ذهب دانيال .. استقبلوها الخدم على صالة القصر .. مررت أصابعها بين شعرها المبلل قليلاً نظراً لرشات المياه الخفيفةلم تمر دقيقة حتى شعرت بالسيدة رابينا تنزل من السلالم مرحبة بسلين ألقت التحية بأدب ثم ضمت السيدة رابينا بحب ..ألتما بالصالة حول المدفئة التي بدت قديمةالطراز بحيث تجذب الأنتباه في البداية الامر هنت السيدة رابينا سلين على السيارة الجديدة التي كما قالت أن دانيال أخبرها بأمر السيارة .. ثم بدأت سلين تستجوبهاعن الرحلة التي لم تدم لمرض دانيال المفاجئ ..من كلام السيدة رابينا فهمت أن والد كرستين لديه ارتباطات مع السيد كاسبر في العمل ..عمت الأحاديث طويلاًفيها المطر لم يتوقف بل استر على شكل رشاشات خفيفة..لم تكن تعرف بعد سبب طلب السيدة رابينا لها ..أخيراً وقفت السيدة رابينا ثم طلبت من كرستين اللحاق بها .. طاعتها بهدوءصعدت السلم الكهربائي ثم خرجت منه لتدخل لجناح بدا ليس جناح دانيال .. قالت لها السيدة رابينا بأنهُ لها و لسيد كاسبر لم تفهم سبب دخولها لهذا الجناح لكنهادخلت دون استجواب ..اندهشت من الجناح الضخم المعد بكل وسائل الراحة اراحها المكان حيث كان دافئاً للغاية بعكس جناح دانيال البارد ..جلست على الأريكةبالغرفة التابعة لغرفة النوم .. كانت غرفة كبيرة ديكورها امتزج بلون البني مع الأبيض فيما كانت اثاتها في غاية الروعة ...غابت السيدة رابينا لدقائقثم عادت تحمل علبة فضية حاولت سلين فهمها لكنها لم تستطع ذلك .. جلست بجانب سلين مبتسمة بحب لها ربتت على كتفها بحنان تمتم سلين- قال دانيال بأنك تريدينني ..هزت رأسها بالإيجاب قائلة- صحيح ...صمت عما المكان قليلاً قطعته السيدة رابينا تقول فجأة .. كيف هي أحوالك مع دانيال ...؟اخفت ارتباكها قائلة- كل شيء بخير ..- ألم تحددا ليلة زفافكما بعد ..؟- ماذا ماذا ..؟ !! .. ادركت تهورها برعبها الواضح حاولت تصحيح الأمور ثم قالت .. اهاا اقصد لازلت صغيرة .. ارتبكت تكمل لا لا بل .. ارتبطت لسانها ثم قالت .. اقصد افضل أن نتزوج بعد اتمامي للجامعة ..- هذا يعني بعد اربع سنوات على الأقل أو اكثر حسب معلوماتي.... ألا تريها مدة طويلة ...؟- لقد اتفقنا أنا و دانيال على ذلك ..صدمتها حين ردت- دانيال لم يقل ذلك ..قال أن حفل الزفاف سيكون باقرب فرصة ..شتمت دانيال على هذا الموقف السخيف الذي وضعها به .. قالت - اه .. صحيح لم نصل لاتفاق بعد ..- ألا ترين أن كلامك متناقض قليلاً ..؟- ها .. خشيت من أن تكشف أمام السيدة رابينا ..أخذت تقول .. عمتي لا اعرف سبب الاستجواب ..تنهدت بألم ثم قالت باعتذار- حبيبتي .. لتعذريني لكن ..لكنني لازلت غير مصدقة لما يحدث لم اتخيل أن يأتي لي دانيال يوماً بفتاة كالوردة توقعت أنهُ سيبقى رجلاً يحب البيانو فقط ..لكن حين أتيتي سلين فتحتي قلبي كالزهر.. أرجوك وافقي ..- أوافق على ماذا ..؟سألتها بغرابة فردت- اخبرني دانيال أنهُ طلب منك الاسراع في الزواج منه .. وافقي على ذلك ستكملين جامعتك و أنتِ زوجته هو لن يمنعك حبيبتي ..تخيلت أنها ترتدي ثوب أبيض أنيق تاج من الأزهار على شعرها و حذاء عالي كأي عروس بزفافها لا بل مع دانيال .. صورة دانيال عريسها نفضت افكارها لتعود لأرض الواقع - حسناً سأتحدث مع دانيال مجدداً بالموضوع ..سألتها فجأة بصدق- سلين هل تحبيه ..؟رفعت عينيها لتلتقي بعينين السيدة رابينا ..انزلت عينيها لكفيها بشرود تفكر بالسؤال .. هزت رأسها بالإيجاب بهدوء ..رفعت عينيها لتنتظر لسيدة رابينامبتسمة بفرح .. قالت لسلين بفرح - أنتِ جميلة جداً .. أنتِ الفراشة التي ستفتح دانيال..سلين لا تبتعدي عنه أنتِ من سيعيد بسمة دانيال ..مر دانيال بظروف صعبة و يصعب لو اخبرتك أننيكنتُ أول من دمره بدون قصد ..تأثرت و هي تكمل .. دانيال كان فرحتنا الكبرى لي و لزوجي السابق .. جاء بظروف صعبة حياتنا كانت صعبة بسبب المشاكلبين زوجي و اسرته لكن قدوم دانيال انسانا كل شيء .. خاصة زوجي لقد أحب دانيال كما لم يحب أحد من قبل حتى أنهُ شجعه ليصبح موسيقار عالمي .. رغم أنهُ كان يدرك أنهُ الولد الوحيد الذي سيحضى به .. تلك الأيام لم يكن يقول أريد ابني يصبح رجل اعمال ليرث أعمالي .. لم اسمعهُ يوماً يقول ذلككنتُ كلما استيقظت الصباح رأيت دانيال مع والده أما يستمع لدانيال و هو يعزف البيانو أو يراقب واجباته المدرسية ..يسألهُ عن حياته كان يعرف كل خطوةيفعلها دانيال بحياته حتى أنهُ كان يسأله لو كان يمتلك رفيقة له ضحكت من بين تأثرها لتلك الذكرى لو تعرفين أن دانيال اجاب انهُ لا يمتلك صديقة لقد ظن والده عندها أنهُ كان يكذب عليه لكن حين أرى دانيال الآن لا اعتقد أنهُ كان يكذب على والده بأيام ثانويته..زوجي المتوفي كان يعرف كل شيء عن دانيال استغل كل فرصة قضاها مع دانيال بعكسي بتاتاً .. لم أكن تلك الأم المهتمة لابنها كثيراً أشعر بالأسف حين يشتاق دانيال لوالده ولا يأتي لي اشعر أنهُ لا يحبني ولا يشتاق لي كما يشتاق لوالده ..حزنت لكلام السيدة رابينا حيث بدت متحسرة عن تلك الأيام قالت محاولة مساندتها- دانيال يحبك كثيراً ..ابتسمت من بين ضيقها لتقول- اعرف حبيبتي .. ابتسمت بحيرة ثم قالت .. غريب أمرك يا سلين لم تسأليني يوماً عن حياة دانيال منذُ صغره ...مثلاً عن حياته في الثانوية اطلقت ضحكةمكملة الثانوية لم يكن أحد يعلم جيداً بطبعه حيث كانت الفتيات تركض خلفه دون تردد أما في الجامعة أراهن أن من تفعل ذلك ذات قلب لا يخاف .. !استغربت من الكلمات الأخيرة لسيدة رابينا لكنها ضحكت بمرح محاولة أن تجعل الأمر يبدو عادياً .. قالت - حسناً يا عمتي اخبريني عن كل شيء حتى عن ابسط اعماله المشاكسة ..ضحكا مجدداً معاً ..قالت السيدة رابينا بسعادة- لم يكن ولداً مشاكساً .. كان طفلاً مختلفاً يهتم بدروسه جيداً قلبهُ كان حنوناً حيث يندفع لمساعدة الغير دوماً ..لو تعرفين كما كان يهتم بالأناقة يمتلكهاجس النظافة الزائدة ..كل المعلمين في المدرسة كانوا يثنوا على دانيال ..أما عن قصصه مع الفتيات فهي لا تعد فالفتيات يعشقن اسم دانيال..امم اتذكر فتاة كانت تسكن بالقرب منا كانت متيمة به نظرت لسلين فلم تجد الرضا بعينيها قرصتها بخدها بخفة لتقول غامزة .. حب مراهقة لا داعي للغيرة ..ادعت سلين عدم المبالة فاكملت السيدة رابينا ..كان ناكر جميل يصدها دوماً كانت فتاة جميلة تدرس بصفه بالثانوية تأتي صباحاً للقصر لتذهب معه لثانوية كان يرفضها لكن والده رحم الفتاة خاصة أنهُ كان يعلم أن دانيال سيرفضها بطريقة قاسية .. لكن ..ضحكت و هي تكمل حين كررتها مرات عدةاصبح يغادر إلى الثانوية بوقت مبكر خشية بكل تأكيد أن يصر عليه والده باصطحاب الفتاة معه لثانوية ..اشتعلت عينين سلين غيرة وحشية فكرت كم هيغبية و ما شأنها .. ضحكت السيدة رابينا على الغيرة بعينين سلين اكملت .. لا تخافي حبيبتي لم يكن يحبها .. كنت دوماً اضحك مع زوجي على تزفيردانيال بسبب المكالمات التي تلاحقه و تملله حين تأتي بعض الفتيات لزيارته بحجة أن يشرح لهن درساً .. كانت أيام .. صمتت عاجزة عن التعبير حقاً أشفقت سلين عليها عينين السيدة رابينا التي كانت تلمع لهفة و شوق كلما ذكرت سيرة زوجها المتوفي اظهرت حقاً حبها له ..بدت لازلت تحبهرغم وفاته حاولت اضافة شيء من الحيرة للجو الهادئ الذي بينهما قالت سلين ..- اممم من يشبه خطيبي ..؟ ابتسمت له لتقول بثقة- أخذ عينين والده الساحرتان إلا أن عينين دانيال أشد سحراً .. اغمضت عينيها لتتذكر ثم اكملت اممم نفس الثقة العزيمة و الاصرار .. لكن زوجي لم يكن يوماًشخص هادئ كان رومنسياً للغاية .. دانيال كلما رأيته لمحت شبه والده يمر بجانبي .. ختمت كلامها بابتسامة تلك اللحظة تذكرت سلين شيء .. أمر ما لم تتجرأ على أن تسأل دانيال عنه .. نعم .. تذكرت الآن ليلة مرضه .. قالت محاولة أن تجعل الأمر عادياً ..- هل ورث شيء ما عن والده ..؟ عقدت السيدة رابينا حاجبيها باستغراب وضحت سلين ... من والده أو منك .. اقصد مرض كالربو .. - الربو ! .. عادت الكلمة ثم واصلت متذكرة ... آه فهمت ظنيت أن دانيال أخبرك من قبل ..قالت بقلق- الربو هل حقاً يعاني من هذا المرض .. حسناً و منذُ متى ..؟ابتسمت مطمئنة- منذُ صغره ..! لكن حالته تحسنت ..حتى أنني لم أعد قلقة عليه من هذا المرض مرت أكثر من سنوات لم يدخل به بنوبة حادة من السعال ..اندمجت معه و برجاء قالت..- وضحي أرجوك ..ربتت على كتفها تطمئنها ثم قالت - انتابته حالة سعال بصغره نتيجة لمشاركته بمسابقة الجري في المدرسة .. أتذكر جيداً أننا عرضناه لأكبر الأطباء شهرة لقد نقله والده من طبيب إلى طبيب آخر ..جميعهم صرحوا بأن حالته ليس خطيرة قالوا أنهُ مع مرور السنوات ستخف حالات السعال .. و حقاً لم تكن تنتابه حالات حادةمن السعال إلا نادراً خاصة حين يغضب .. اتذكر أن الحالة عادة إليه حين خرج من كلية الموسيقى .. حين تلقى خبر زواجي من عمه ..بما أن دانيال هادئ وبارد الأعصاب لم أكن أخاف عليه من تعرضه لإصابات كهذه .. لكن سلين هل أخبرك شيء غير ذلك ..؟لم تكن حقاً مع السيدة رابينا .. كل ما تتذكره صوت سعاله الحاد في تلك الليلة إذن كان غاضباً تعرض لشيء ليجعله بتلك الحالة ..سلين .. استيقضت على الصوتالسيدة رابينا ابتسمت بتوتر ثم قالت .. - اه .. ماذا ..؟- بماذا شردتي ..؟حركت رأسها بالنفي ثم قالت - ليس بشيء .. حاولت تغيير الموضوع قائلة .. امم لماذا نحنُ هنا عمتي ..؟ابتسمت ثم اردفت - لأعطيك هذه .. فتحت العلبة الضخمة لتخرج شيء مغطى بمنديل انيق ..اكملت .. هذه لك ..راقبت سلين يدين السيدة رابينا التي تحركت لتزيح المنديلبمهارة كبتت شهقة اعجاب.. تأملت جيداً الشيء الموضوع في المنديل .. عينيها تعلقت بالمآسة اللامعة تبرق كأنها نجم بالحقيقة كانت قلادة تبرق لمعان من الآلماسالمرصع على جوانبها أما في قلبها فقد وضع صورة لها مع دانيال ادهشت الصورة سلين حيث كانت ليلة خطوبتهما حقاً لم تهتم لصور التي ألتقطتها في تلك اللرفعت عينيها بدهشة نحو السيدة رابينا اختفى الكلام من فمها .. تمتمت بعد صمت .. - أنا .. حقاً .. توترت و هي تكمل ..آسفة لا يمكنني أن أقبلها ..لــ...قطعتها السيدة رابينا بلطف بعينيها رجتها قالت بلطف حازم- سلين خذيها دون نقاش .. احتفظت بها منذُ وفاة والدتي .. في ظل ظروفي السابقة استطعت الاحتفاظ بها بصعوبة ..والدتي تركتها لي لتعطيهالي هدية زفافي لكنها لم تلحق ذلك قبل وفاتها اعطتها لي كنتُ صغيرة لكنني احتفظت بها .. اكملت باصرار خذيها يا سلين أنت زوجة ابنيالمستقبلية و بكل تأكيد ستكوني أماً لأطفاله سافعل كما فعلت عائلتي من قبل هذه القلادة ورث انتقلت حتى وصلت إلي ثم إليك الآن ..احتفظي بهذه القلادة جيداًتأثرت من كلماتها لكنها لم تستطع قبول تلك القلادة المآسية فهي كما فكرت أنها لا تستحقها كما تظن السيدة رابينا ..هي مستحيل أن تتزوج دانيال أو تكون أماً لأطفاله .. عينيها كانت ترفض قبول الهدية .. تتمنى أن تفهمها السيدة رابينا لكن السيدة رابينا لم تعطها أي فرصة حيث أخذت القلادة لتعلقها على عنق سلينثم عبرت عن إعجابها الشديد بشكل القلادة اللامعة على عنق سلين .. بعد مرور نصف ساعة كانت جالسة في إحدى الغرف بالقصر حيث أرادت أن تتعرف على أرجاء القصر .. لكن هذه الغرفة فور أن رأتها حتى دهشت بجمالهاو موقعها الرهيب .. غرفة كان إحدى جدرانها زجاجي يطل على الحديقة الخلفية فيه باب زجاجي يؤدي نحو الخارج سحبت كرسي و جلست عليه أخذت تتأمل قطرات مياه المطر التي لم تتوقف عن النزول بعد انزلت عينيها نحو صدرها تتأمل المآسة و تتأمل صورتها مع دانيال حيث كانت صورة صغيرة و هو يحوط كتفيها بذراعه ليضمها إليه كان راسم ابتسامة خفيفة كانت تدرك أنها ابتسامة متصنعة بينما هي كانت تبتسم بعفوية ممزوجة ببعض الفرح .. مررت أناملها على المآسات حول القلادة هذه القلادة ليست لها هي ليست زوجة دانيال المستقبلية .. مستحيل أن تحتفط بهذه القلادة .. رفعت عينيها نحو الحديقة في الخارج تأملت المكان جيداً ..شيء فشيء حتى أخذت عينيها تتأمل المكان بتمعن تتأمل شجرة الظل الكبيرة ضيقت عينيها كأنها تريد التأكد أنهُ هو .. استغربت حين رأته كان جسده مرتكأ على شجرة الظل فيما رأسه مرتفعاً إلى الأعلى بشرود .. لم تكن شجرة الظل بعيدة كثيراًعن الباب الذي يفصلها عن الحديقة الخارجية لمحت مظلة واحدة على المنضدة ابتسمت و هي تلتقطها فتحت الباب الزجاجي بحذر و بحركة ماهر فتحتالمظلة صوت رشاش حبات المطر على المظلة اصدر صوت يعجبها .. توقفت عن بعد من الشجرة بمتر تقريباً قطعت المسافة المتبقية بخطوات هادئة توقفت بجانبهفشعر بها لف رأسه نحوها دون كلام ثم أعاد نظراته للأمام بصمت ..قالت وهي تغلق المظلة لتحميها الشجرة من قطرات المياه الخفيفة- اممم هل ما يشغل بالك الحفل الموسيقي ..؟- ربما شيء آخر هذه المرة ..- ماذا ..؟ سألته بجراءة ممزوجة بالفضول لف نظره نحوها ثم قال ليصدمها- شيء يتعلق بكرستين و والدها والعمل ..توسعت عينيها فيما اشتعلت الغيرة بعينيها دون شعور اكمل- يبدو أن السيد جوزيف يحارب عمي كعقاب لتهربي الواضح من ابنته ..ابتسمت بصدمة ثم قالت- و هل فكرت وفكرت لنصل إلى فسخ الخطبة ..؟عقد حاجبيه ثم قال- لا يزعجك هذا الشيء مؤكداً .. رفعت ذقنها بشموخ و هي تحترق غيرة ثم قالت...- لا يزعجني ..ازدادت عصبيتها و هي تكمل بل لا يهمني بكل تأكيد ..- حسناً لماذا العصبية ..؟ لمحت ابتسامة لعوب بفمه زادت غضبها لكنها حاولت أن تهدأ قليلاً هتفت- الجو بارد .. ادخل ..زفر بملل و إستياء .. ركز نظراته نحو عينيها فارتبكت من بريق عينيه مع ظلمة المكان الذي يعتمد فقط على ضوء القناديل الذهبية قال- بحق الله ماذا تريدين مني يا فتاة ..؟ بلعت ريقها و هي تنزل عينيها نحو صدرها بهدوء .. نظر لشيء الذي تنظر إليه .. تأمل القلادة لثوان ليعم الصمت بينهما قال بهدوء- هذه لأمي ...انزلت عينيها نحو الأرض تتأمل العشب الأخضر المبلل بمياه المطر .. اخرجت القلادة بهدوء تأمل ما تفعل حيث مدت كفها لها تعطيه القلادة لم يمد يده ليأخذ القلادة فقالت ..- تظن والدتك بأني زوجتك المستقبلية .. احتفظ بها حتى موعد فسخ الخطوبة ثم أعدها لوالدتك .. صدمت أنهُ أشاح نظراته عنها حيث استدار ليعطيها ظهره اسند جسده على الشجرة فيما كانت هي تقابل ظهره .. تمتم بهدوء- والدتي اعطتها لك .. اعتقد أن الأمر قد انتهى ..صمت مرة أخرى عما بينهما لا يسمع سوى حفيف الأشجار .. حركت رأسها بالنفي تمتمت بيأس- لم ينتهي الأمر بهذا البساطة ..القلادة لزوجتك الحقيقة نحنُ سننفصل بكل تأكيد أنت فشلت في ابعاد كرستين عنك و أنا لن أظلطوال حياتي مخطوبتك .. القلادة ليست لي لأني لن أكون لك يوجد من ينتظرني دانــ- كـــفي عن قول هذه السخافات ..لم تكمل جملتها من تدخله العنيف .. استدار نحوها بعينين متوحشة برقت في ذاك الظلام رفع ابهامه نحوها محذراً اكمل - اللعب معي ليس بالسهولة يا طفلتي .. لقد وشم دانيال على قلبك لذا لن تكوني لأحد .. انقض نحوها كالأسد ليمسك بكتفيها بقوة اكمل ..قلبك تحت سيطرتي هزها بعنف و هو يميل برأسه ليلامس خده خدها الناعم فيما داعبت انفه انفها ليزيد من جسدها ارتجافاٌ و ضعفاً ..بحركة سريعة دفعها ليثبتها على ظهر الشجرة ارتفعت كفيه لتلامس وجنتيها و تمر لتتحسس صفحةوجهها انزل يده نحو كفها ليلتقط القلادة من كفها انزل عينيه ليتأمل صورتهما في القلادة ثم أعاد عيناه نحو عينيها اسند جبينهعلى جبينه ليلمح نظرة الذعر الممزوجة بالخوف لكنه لمح أيضاً مقاومتها الشديدة له حيث كانت عينيها تلمع شغفاً نحوه تنفسليقول بثقة صارمة..- ملكي .. منذُ أن حفر اسمك في خاتمي ارتفع صوته ليكمل و حفر اسمي بخاتمك اصبحتِ جزء من مملكة دانيال. .. لن تخرجي منهاأنا ساجنك كما قلتي .. حاولت أن تزحزح جسدها و تفلت من يديه المثبته جسدها بالشجرة لكنهُ شد من ثبيته لها رسم ابتسامة جذابة لكنها أيضاُ لم تخلو من التقليل من شأنها قال- لا اعرف كيف تقاومين حتى الآن ..؟- اتركني ... لستُ لك... ليس علينا أن نكذب الكذبة و نصدقها ..اخيرأ تحدثت بصعوبة ..شعرت بأنامله تمر على شفتيها فيما تحررت يديه من كتفيها ليجذب جسدها بخفة نحو صدره اسند ذقنه على رأسها الذيوصل لصدره شعرت باصابع يديه تتخلخل بين أصابع يديها ليشبكهما معاً بطريقة ساحرة تمتم- روك لن ينتظرك .. تعرفين لماذا ...؟ حركت رأسها بالنفي هامسة بلا فاكمل بثقة اغاضتها- لأنك فتاتي .. ابعدها عن صدره قليلاً ..رفعت عينيها بجراءة وهي تشعر بكلتا يديه تحوط عنقها لتعيد القلادة لعنقها تحركت يديه لتغلق القلادة رفعت كفيها تلقائياً لتمسك بكفيه قشعريرة مرت بجسدها لبرودة كفيه انزلت عينيها حين شعرت بعينيه تتفحصها جيداً رفع بابهامهذقنها لتنظر إليه أزاحت يديها بخفه عن كفيه ثم اغمضت عينيها ترفض النظر نحوه بتلك الأثناء كان قد اغلق القلادة ارتفعت يدهنحو شعرها غاصت كفه بين اعماق شعرها الحرير و كأنهُ يبحث عن الدفئ بحرير شعرها الدافئ ..أما كفه الثانية فقد كانت مستقرة على خدها الناعم أحس بدمعة حارة تنزل على كفه ثم لمح الدموع متلألأة بعينيها السوداوتان تمتمت ..- أنت ..لماذا تفعل هذا بي ...؟ ليس لذيك هدف لأذيتي.. صرخت بعنف و هي تدفعه بقهر لتحرر من جسده .. ابتعد عني أيها القذر ..لستُ لعبة بين يديك ..سالت الدموع بقهر على ضعفها واستغلاله له لقد انكشفت اللعبة الآن دانيال يعرف جيداً كم تحبه يستغلها جيداً ..اكملت بصوت مهتزفيما يخالف براكين قلبها المحترقة .. لم اكن يوماً لك و خاتم الأكاذيب لا يعني شيء ..أنت تحب كرستين صرخت مكملة فلتذهب معهاإلى الجحيم اذهب لتلك الساحرة فهي تناسبك كثيرا تراجعت إلى الوراء لتبتعد عن الشجرة غير مبالية لقطرات مياه المطر التي بدأت تبلل جسدها و شعرها تراجعت أكثر حين لمحته يتقدم نحوها و كأنهُ ينوي افتراسها .. اطلقت صرخة عنيفة حين لمحت حشرة مقززة خرجت من بين الأعشاب لتسير حول قدميها .. قفزت بمكانها و هي تتخيل أن الحشرة قد سارت على قدميها اطلقت صرخة أخرى لكن هذه المرة حين لمحت قدمه تدوس على الحشرة لتقتلها و كأنها تستمتع بتعذيبها لم تستطع أن تنظر للحشرة اشمئزازاً اغمضت عينيها ثم صرخت بجنون حين أحست بجسدها يرتفع بسرعةاغمضت عينيها لثانية ثم فتحتهما لتجد نفسها بين يدين دانيال .. - انزلني .. صرخت بجنون و هي تضرب بصدره بقوة .. تأوه بصوت منخفض فتوقفت عن ضربه حين تذكرت أنهُ مصاب بالربو .. - أيها المجنون انزلني ..وصفته بالجنون بحقد فرد ببرود و هو يواصل سيره نحو مكان خلفي للقصر قال ليزيد جنونها ..- سأريك الجنون الحقيقي الآن ..لم تكمل جملتها لأنها توقف بها أمام المسبح .. شهقت و غاصت اظافرها تتمسك بقميصه بقوة حين لمحت ابتسامة لعوب على شفتيه .. هتفت- لن تفعلها صحيح ..ابتسم بخبث قائل- غريب أن المسبح لم يتحول إلى جليد من شدة برودته . . غمز مكملاً .. ألا تودين تجربته .. ؟ ثم النوم بالمستشفى و الحرمان من الجامعة مؤكداً..عينيها توسلت له فيما عجز لسانها عن التوسل إليه اكثر لكن رؤيتها لمياه المسبح التي بكل تأكيد ستكون باردة و خاصة مع هذه الجو الممطر جعلها تخاف..يكفيها تبلل جسدها حمدت ربها أن المطر لم يكن قوياً وإلا تجمدت برداً ..- لو كانت كرستين لما فكرت برميها و تمنيت مرضها ...شتمت غبائها حين ذكرت سيرة كرستين .. تعلقت عينيها بعينيه وجدت شفتاه ترتسم بها ابتسامة صغيرة - تــغارين ..تمتم بكلمته و هو ينزلها من على يديه ليوقفها مقابلة له. . صدمت بما قال لكنها أشاحت نظراتها عنهُ بكبرياء ..- مغرور ..وصفته و هي تهب تتجاوزه امسك بذراعها ليعيدها لتقابله . .. بقوة جذبها لتقابله اشتعلت عينيها من تعمده اهانت مشاعرها المكبوتة ..فكرت أن الأمراصبح مكشوفاً فقدت صوابها وهي تدفعه بجنون لتبتعد عنه صرخت تقول غير مبالية لكلامها ..- نعم أغـــار .. بعصبية صرخت .. أغار عليك .. دانيال هل سمعتني ..؟ فلترتاح الآن .. هدأت وهي تستوعب ما قالته كان واقفاً داساً كفه في جيب بنطاله حيث الغرابة عليه حيث لم يتوقع استسلاماً سريعاً و بتلك اللحظات كانت رشات المطر الخفيفة قد توقفت عن الهبوط.. هدأت سلين بمكانها ..اكملت متمتمة ... هذه المرة أنا حقاً .. حقاً كما قلت لي أول مرة ..... حمـــــــقاء ..!مسحت دموعها قبل أن تنزل رمقته بنظرات أخيرة ثم استدارت بخطوات أشبه من الركض مبتعدة عنه ..ركضت لا تعرف بالاساس أين هي ...ســــــــــلين ... سلــــــــين ..تجاهلت نادئه باسمها فاستوقفها بخطواته السريعة جذبها بقوة ليديرها نحوه .. شعرها كانت مجعد بفعل قطرات المياه فيما ملابسها كانت مبللة بمياه المطر ..وجهت نظرها حيث كانت كفه مستقرة على ذراعها ..ابتسم لها بخفوت ثم قال ...- تغارين من كرستين .. أشاحت نظراتها عنه فاقترب ليميل برأسه نحو صفحة وجهها بتردد رفعت عينيها لتلتقي بعينيه الرماديتان .. بلعت ريقها بصعوبةفيما سرى توتر في جسدها حين ابتسم لها بلطف .. قال بصوت الجذاب- لن تغاري بعد الآن لو فعلتها ..لم تفهم مقصده لكنه وضح لها حين مال بشفتيه ليلامس شفتيها بنعومة رقيقة .. ذبل جسدها مرتجفاً و مستسلماً تحت جذابيته قبل أن تشتدت قبلته ايقنت أنهُ يتسلى بها فقط لا اكثر .. تذكرت قبلتهُ الأولى حيث جرحها ثاني يوماً و كأنهُ لن يفعل هذا الشاب لا يملك قلباً .. ارتفعت كفيها لتضغط على صدره بقوة دفعته فتراجع خطوة إلى الوراء وجهه كان لازل موجهاً للاسفل .. تنفس بقوة ليقول بعد ذلك ببرود - لماذا ..؟ ألم تحبيها ..؟اشعرتها تلك الكلمات أنها فتاة رخيصة .. مررت أناملها تمسح لمسة شفتيه..رفع رأسه لينظر لشرار و الغضب بملامحها .. - لا تلمسني .. حقير ونذل ..هذه المرة كانت تنظر له حقاً باشمئزاز خاصة حين لمحت دانيال الجليدي يعود هاقد رسم ابتسامة السخرية على شفتيه و بدا يتسلح بالهدوء - لازلت عنيدة كأول مرة رأيتك تتصنعين القوة و أنتِ لستِ نداً لها .. كفي عن تصنع الكراهية لازلت حمقاء صغيرة ..هذه المرة لم تهرب اقتربت لتقابلة بنظرات نارية زادت ابتسامتها استهزاء لتقول بنبرة تحدي مع الاستخفاف الواضح ..- الحب الكراهية أو حتى الاحساس .. لم تكن تهتم بهذه المشاعر حين قابلتك في المعهد أم أنك نسيت اكملت باستخفاف ..سيدي .. أعاد رأسه للوراء راسم ابتسامة جانبية فاكملت .. منذُ متى تهتم بمعاني المشاعر .. .؟ هاا صرخت بعصبية .. هل اليوم الذيرأيتني فيه اصبحت تهتم بهذه الأشياء ..؟ ألم يكن الفتيات آخر اهتمامك ولا تهتم لمعرفة مشاعرهن نحوك و حتى لو عرفت لا تكتفي بالسكوت .. صفقت باستهزاء لتكمل ..بالطبع لا تكتفي بالسكوت فليس دانيال من يكف عن اهانة الفتيات و جرحهن ..الآن اخبرني هل تهمك مشاعري نحوك ..؟ قاطعها قائل- وهل يمكنني معرفة سر هذه المحاضرة الشيقة ..؟بعصبية هائجة ردت- لا ترد السؤال بسؤال آخر ... - حسنا .. اردت فقط أن تعترفي بحبي لأثبت لك أن لا يوجد فرق بين الفتيات العنيدات و غيرهن فكل الفتيات أغبياء بالحب ..قالت باستهزاء- اووه حقاً .. حسناً يا ساجني ..لقد اثبت لي.. الفتيات أغبياء حين يحبن.. اقتربت نحو بعينين تمتلأ دموعاً ..فجأة انقضت كالوحش تضرب صدره بعنف ..أنا و أنت جمعتنا ظروف غريبة ربما كنتُ محتاج إلى المساعدة مني فقط .. لكن أنا .. ضربته بعنف أكبر فيما تسمر هو مدهوشاَ .. سالت الدموع بعينيهالتكمل .. أنا .. بغصة اكملت .. لم استطع أن اجعلك عدواً .. حاولت لكن حقاً الفتيات أغبياء حين يحبن .. تشنج جسده بتلك اللحظة .. ضربته بعنف اكبرفتأوه من شدة الضربة .. صرخت ببكاء هستريري .. حسناً يا دانيال .. أنا أحبك .. أحبك.. أكاد أموت و اختنق بحبك .. واصلت ضربه بجنون هستريريمكملة ماذا افعل ..؟ .. تحول صوتها لأسى لتكمل ..أنت لك من السمات السيئة الكثير ..لماذا أنا حمقاء ..؟ ..تسمر جسده متجمد بمكانه حتى أنهُ لم يعد يشعر بالضربات القوية الموجهه نحوه ..ماذا يقول لم تصادفه حالة كهذه ..؟ .. همس بهدوء- سلين .. اهدئي لم يحصل شيء يستحق كل ذلك الغضب ..توقفت عن ضربه ثم رفعت عينيها الحمراء نحوه وجهه قالت بدون تصديق - لا يوجد شيء يستحق غضبي ... تراجعت إلى الوراء خطوتين بدهشة قالت .. دانيال كيف لا يستحق الغضب ..ارتجفت شفتيها و هي تحدق بجسد دانيال المصدوم تمتمت بيأس مع لمحة حزن عميقة ... أحبك ساجني ..ربما كانت آخر كلمتين استمع لها .. لأنها بعد ذلك ركضت مبتعدة عنه ... لم يعترض طريقها هذه المرة .. حقاً ما استمع لهُ قبل ثوانكان كافاً ليأخذ عقله نحو عالماً آخر ... مشى عائداً نحو القصر قبل أن يردد بصدق حمقاء ..حقاً حمقاء حين احبتني .. ^ــ^
..[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:14 PM

[frame="3 80"]البـــارت السادس عشر
.........................
ربما سأرتاح
.........................

اندفع الطلاب يخرجون من قاعة الامتحانات في الجامعة تحت جو ممتلأ بالازعاج والتوتر فمعظم الطلاب شاكون من ادائهم في الامتحان... اليوم كان آخر امتحان لها كعلان على نهاية الفصل الدراسي الأول .. آه مرت أشهر لي في الجامعة تمتمت سلين و هي تحدث زميلتها حيث كانتا خارجتان من قاعة الامتحانات ردت زميلتها بفرح- اووه .. أخيراً .. أخيراً سنأخذ اجازة صغيرة نريح أذهاننا و أجسادنا قليلاً ففترة الامتحانات كانت شاقة ..ابتسمت سلين لترد عليها ..- اتشوق لنتائج .. اعتقد أنني أديتُ جيداً في هذا الفصل ..لكن حقاً أحتاج لراحة تعبتُ في مذاكرة كل تلك الملازم اطلقت الفتاة ضحكة خبيثة ثم قالت- اعتقد أن الحبيب في شوقاً إليك ..خاصة أنهُ أنهى امتحاناته قبلنا بيومين ..ضربتها سلين على كتفها لتقول- كفي عن الحوم حولنا أيتها الفضولية ..ردت بتململ- هيا سلين ... لقد بات الفضول يقتلني لأحضر حفل زفافكما ..لم تعرف أنها بكلماتها فطرت قلب سلين المسكين .. اعتذرت من زميلتها لتنسحب خارجة من الجامعة حين أتتها رسالة من شقيقة روك تطلب منهاالذهاب إلى البحر حيث يقع يخت روك هناك ..الجميع كان مشغولاً بالاستفسار عن اجاباته استغلت سلين الفرصة لتغادر دون توديعهم كانت حقاًليس بمزاج جيد لتحدث معهم خاصة أنهم يذكروها دوماً بدانيال .. لمحت السائق ينتظرها فركبت السيارة بهدوء أمرته بأن يأخذها إلى البحر و هي حقاً لا تعرف ماذا تريد أنجلكيتا منها ..؟ ..اغمضت عينيها بتعب و هي تشتاق لروك لقد سافر حين بدأت امتحاناتها برحلة عمل قال أنهُسيعود خلال اسبوعان كل يوم يراسلها ليطمئن على امتحاناتها كان حريصاً على أن لا يتصل بها كي لا يزعج مذاكرتها .. أما دانيال.. تنهدت بنفاد صبر فبعد تلك الليلة اصبحت تتجنبهُ كثيراً حتى هو فمن السيد برون كانت تعرف أن أعمال الشركة كادت تقضي عليه و خاصة مع المشاكل التي جرت بينهم و بين السيد جوزيف ..لكنها لازلت خطيبته في الحقيقة لم تعد تأبه للأمر كل يوم فقط تحدق بخاتمه على اصبعها تتأملهبحب ثم تستيقظ من حلمها كل ما ألتقت مع دانيال جمعهم لقاء عاصف بالجنون حيث اصبح لا يعرف سوى جرحها كثيراً لم يبدي يوماً أي سيطرةعليها لم يعد يستغل حبها كان يؤذيها بكلماته و هذا لم يكن يضعف سلين بتاتاً لأنها كانت ترد الصاع صاعين لقد وعدت نفسها أن تنسى دانيال اقنعت نفسها أنهُ لم يكن حباً بل كان تملكاً لدانيال ..روك حالياً هو من يشغل الجزء الأكبر من حياتها ... حين لمحت ان اقتربت من المكان المطلوباخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها و أدوات تجميل خفيفة عدلت منظرها قليلاً فتحت ربطة شعرها ثم رتبته بالمشط بعناية و اتصلت لسيد شارلي تخبره بأنها ستتأخر بعد أن طمئنته على امتحانها لكنهُ اصر على أن تتناول العشاء بالبيت لسبب لم تهتم لمعرفته...توقفت السيارة عند البحر وضعت ادواتها الجامعية بالسيارة و اخرجت هاتفها النقال لتدسه بجيب ثوبها المخفي أرادت أن لا تحمل أي شيء معها أخبرت السائق بأن يعيد أغراضها للفلا ثم نزلت بعد أن أمرت السائق بالذهاب أرادت أن تعود بحافلة فقد اشتاقت حقاً لركوبها ..كانت تعرف الطريق جيداً نحو اليخت فروك مرة أخذها برحلة فيه و وعدها بتكرير الرحلة إلى وسط البحر لكن الوقت لم يسمح بذلك .. داعبت نسمات الهواء شعرها و هي تقف أمام اليخت تحتاج فقط لتنط لتصل إليه ..عينيها السوداوتان كانت بهما لمحة من ارهاق المذاكرة كانتا ناعستان أثر مجهود المذاكرة لكنهما كانت أيضاً جميلتان شعرها كان كالحرير يتاميل مع الرياح بدت أميرة صغيرة و هي ترتدي ثوب أبيض ناعم يصل لأسفل ركبتيها فيما ارتدت هذه المرة حذاء أسود لم يكن ذو كعب ..تفحصت بعينيها اليخت جيداً لم تتجرأيوماً على أن تركبه بنفسها فهي تحتاج لروك ليساعدها في القفز أرادت الدخول لمقابلة انجلكيتا لكنها خشيت أن تقفز فتنزلق قدمها وتسقط بالبحر ..فضلتأن تهتف - انجليكتا... لم يأتيها جواب فرفعت صوتها و هي تتأمل اليخت لعل أنجل تخرج منه .. انجلكيتا .. انجل .. عاودت الهتاف باسمها مجدداً ملت و هي تقولآخر مرة .. أنــــجل أين أنت ..؟انتفض جسدها رعباً حين حوطت ذراع خصرها تجمدت بمكانها دون أن تصرخ رمشت بعينيها شاعرة بالجسد الذي يجذب جسدها من الخلف نحو صدرهلم تكن سوى أقل من ثانية حتى امتدت يداً لتضع باقة الورد الاحمر أمام صدرها تمايل جسدها حين حركها المجهول بنعومة و هو يميل بأنفه نحو رأسهاليستنشق عبير شعرها المنعش .. ابتسمت تحدق بالذراع التي تحوط خصرها برقة و اليد التي لم يظهر منها سوى القليل نظراً لوجود باقة الورد عليهاتلك اليدين البرونزية عادتا إليها لتضمها بحنان امسكت باقة الورد الأحمر و هي تغمض عينيها لرياح التي هبت لتجعل شعرها يتطاير بحرية امسكت بباقة الورد فانزل يده الأخرى ليحوط خصرها بكلتا يديه كان لازل صامتاً فادارت رأسها نحوه لتجده يحدق بها بشغف أعادت وجهها نحو باقة الورد الحمراءثم مال رأسها لتستنشق رائحة الأزهار على الساعة العاشرة صباحاً تقريباً.. اطلقت ضحكة عذبة و هي تمسك الورد بيداً واحدة و يدها الاخرة تمسكت بذراعيه المحوطة خصرها .. قالت من بين ابتسامتها السعيدة- ورداً في الصباح !.. تعرف يا أحلى روك أنني متيمة بالورد ...كلماتها العفوية جعلته يحلق بالسماء ..ابتسم و هو يلفها نحو صدره ليضمها بشوق لم تمانع لحضنه العميق لأنها حقاً اشتاقت له - لقد اشتقت إليك يامشاكستي ..هتف روك مداعباً فضربته بكتفه بتوبيخ ظريف و هي تبتعد عنه تصنعت الغضب و هي تقول- مشاكسة في عيناك روك ..تمتمت متصنعة الغضب و هي ترتب باقة الورد الأحمر بعد أن تبعثرت قليلاً حين ضمها روك .. لم تستطع أن تكتم ابتسامتها حين قرصهابخدها بظرافة هتف عاضاً على شفتيه بتمني- اه فقط لو استطع أن اعض هاتين الوجنتين ..زادت قرصته على خدها .. ما جعلها تعقد حاجبيها بانزعاج قبل أن تهب لتضربه بكتفه متألمة .. ازاح اصابعه عن خده و أعاد رأسه للوراء و هو يطلق ضحكاتعلى حالها الغاضب من قرصته التي بدت عنيفة أكثر مما تتوقع ..لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك حيث شاركته الضحك بالسرور و هي مستمتعة بتأملشكل روك باشتياق له ..صوت خطوات خلفها اسكتتها حين لمحت روك يكف عن الضحك لينظر إلى الأمام أدركت أنهُ يحدق بشيء خلفها حين تحولت ملامحهلجدية استدارات ببطء ..بلعت ريقها بصعوبة فيما عينيها ذبلت وهي تشعر بروك يمسك معصمها ليسحبها بخفة إلى جانبه .. انزلت عينيها إلى الأرض ترفض التحديق بآخر من توقعت رؤيته ..كان نفسه دانيال لكن هذه المرة لم يكن بمفرده فتلك الساحرة كرستين كانت متعلقة بذراعهبتملك ..مرت ثوان كل واحد واقف يحدق بالآخر و كأنهُ يحدثه بلغة الأعين ..! ...ارتسمت على شفتا كرستين ابتسامة ساخرة و هي تنظر للورد الأحمر بينيدين سلين كانت قد خرجت مع دانيال من يخت والدها لتسعد برؤية سلين و روك لم تكن تعرف بعد أن الخطوبة بين سلين و دانيال ليست إلا كذبة لكنهالم تكن تهتم لذلك اصبحت تخرج مع دانيال و لا تهتم كونه مرتبط و حقاً كانت سعيدة و مستغربة أنهُ لا يبدي أي اعتراض من أجل سلين ..زادت ابتسامتهاوقاحة مما جعل سلين تشعر بالغثيان حين شبكت كفها بكف دانيال للتقدم نحو سلين و روك كانت لازلت تلك الفتاة الساحرة بجسدها صاحبة الشعر الكستنائيالقصير لكنها حقاً كانت تشعر الواحد بالاشمئزاز من ملابسها التي تظهر اكثر مما تستر..رمقت سلين بنظرات خاطفة فيما توجهت عينين سلين نحو دانيالالذي أخذ ينظر لهما بهدوء كعادته لكن عينيه كانت تتوعد سلين بعقاب شديد حذرها اكثر من مرة بأنهُ لو رآها مع روك لقتلهما معاً لكنها لم تعطي الأمر اهتماماًوجهت عينيها نحو روك لتجده صامداً يمسك كفها بتحدي و يحدق بدانيال بقوة ..قامت كرستين برسم ابتسامات خبيثة ثم قالت بغنج ... - صباح الخير سيد روك ..لم يتأثر روك حيث رد بثقة- صباح الخير آنسة كرستين ..زادت تمسكها بدانيال ثم قالت- اووه .. تبدو ذو ذوق رفيع باختيار الورد الأحمر .. رمقت الورد بنظرات متفحصة ثم بتعمد قالت .. امم لكن غريب حين تهديه لفتاة مرتبطة اطلقت ضحكة مستهزئة لتكمل .. اووه اعذراني ..لم أرد جرحكما حقاً أنتما تتناسبان مع بعضكما البعض .. اممم .... تخيل لو رأيت في الغد الجرائد تكتب عن علاقة سيد الأعمال روك بالكاتبة الصغيرة ابنة رجل الاعمال شارلي ..حقاً أمر مخزي ..شعرت سلين بأن كرستين تتعمد قول تلك الكلمات لأثارتهما فقط لتسبب المشاكل و ترحل شعرت بالضعف لكن رد روك الواثق جعلها ترتاح قليلاًحيث قال ..- لم يكن تقابل الاصدقاء يوماً امر مخزي فالامر المخزي هو ما يحصل حالياً هذه الأيام .. حين ترتمي الفتاة وراء رجلاً مرتبطاً لتوقعه بشباكها بكلواقحة و هي تعرف مؤكداً أنها شخص منبوذاً منهُ ..تستنزف كرامتها لأجل رجل ...!تلك الكلمات كانت واضحة جداً حيث استطاعات بقوتها أن تجعل دانيال يبتسم ابتسامة جانبية بينما شعرت سلين أنهُ استطاع بذكاء رد اعتبارها حيث كانت كلماته واضحة لتقصد كرستين .. ابتسمت حين لم يبين روك أنهُ يعرف أن ليست خطيبة دانيال استغربت أنهُ اظهر الأمر عادياً ..لمحت سلين الغضب بعينين كرستين الماكرتان ..حيث فاض القهر منها قالت بحقد لروك- كان من المفترض أن تكون الآن خارج البلد لحضور اجتماع مهم يخص شركاتكم ..ابتسمت بمكر لتكمل .. لا اعتقد أنها مصادفة أن تعود في اليوم التي اكملت فيه الآنسة سلين امتحاناتها .. شوقك لرؤيتها يتفوق الصداقة بكثير فاحذر أن تمثل البراءة ..فلو كنتُ بشعة فأنت تتفوق عني ..رسم ابتسامة جانبية و كأنهُ يستعد لحرب عنيف لكن قبل أن يرد تتدخل دانيال بحركة مفاجئة ... حرر كفه من كرستين و تقدم نحو روك و سلين ليمسك بمعصم سلين الأخرى بحزم متملك هتف - دعينا نذهب ..سار خطوتين متجاوزاً روك و هو لازل يمسك بمعصم سلين .. ادار رأسه للوراء لينظر لروك خلفه مباشر انزل عينيه ليعرف سبب عدم تحرك سلينحيث كان روك قابضاً بكفه على معصم يدها الاخرى بتملك رافض مغادراً سلين ارتجفت كف سلين الحاملة الورد بضعف و هي بين قبضة روك التيبدأت متملكة بشكل حنون مطمئن .. جسدها كان يقاوم نوبة بكاء تنوي قلب يومها رأسها على عقب .. عينيها ذابلتين تنظر للأرض تشعر أنها لعبة بين يدين طفلين بتصرفهما الأحمق حيث أخذ كل واحد يرمق الثاني لثوان بنظرات حادة و كأنهما في مزاد على شيء ثمين .. تحنق كرستين كان مسموعاًلها حيث كانت تحاول كسب دانيال لصفها لكن عينيه كانت ناريتان و كأنهُ ينوي قتل روك .. احست بقبضة روك تشتد على معصمها كأنهُ يطمئنها ثم قالبحزم هادئ ...- سلين في صحبتي الآن .. تقبل اعتذراي لأني هذه المرة لن اسلمها لك بتاتاً .. حتى لو اضطر الأمر لنشوب معركة صغيرة بيننا ..حقاً كانت لا تود الذهاب مع دانيال لكنها ضعيفة جداً لا تستطيع الرفض يهين كرامتها كثيراً فيحق لهُ قضاء صباحه مع كرستين فيما لا يحق لهاأن تخرج مع روك لم تسمع رده لكنها استمعت لتدخل كرستين التي باتت تقول بتملل- عزيزي دعها تذهب مع روك ..لا تفسد يومنا ..لا تعرف سلين حقاً لماذا تشعر بالغيرة التي تكاد تقتلها .. كانت غاضبة من نفسها كثيراً حيث لازل قلبها ينبض لشخص كدانيال ..كلمات كرستين لم تجعلدانيال يلتفت ليعلق راداً عليها كأنهُ لم يسمع شيء حيث قال من بين أسنانه ..- أريدك بشيء ما سلين .. تعالي معي .. شعرت بيد روك ترتخي قليلاً من معصمها ..ازاح معصمه عنها ارتجفت كفها لتسقط بقاء الورد الأحمر .. سقطت الباقة لينتثر الورد على الأرض تأملتالورد العذب مرمياً ..فيما تخلخل لمسامعها صوت روك ليقول مخاطباً إياها ..- لن اجبرك على القدوم معي .. الخيار لك اختاري مع من تودين الذهاب الآن سلين ..لم ينتظر دانيال جواب منها شد قبضته على يدها هاتفاً- هيا .. جرها لكنهُ فوجئ بجسدها لا يتحرك لم تستجب لسحبه لها حيث سحبت معصمها من قبضته بإرادة قوية بهدوء مالت تلم الورد المبعثر من على الأرضلم تلمح عينيه المصدومتان حيث غطا صدمته جليد قلبه الذي يرفض الأنصهار .. تمتمت و هي ترتب الباقة لتعيد شكلها ..- روك عاد من السفر لأجلي ... فعد مع من أتيت ..- ستندمين تمتم بحقد من بين أسنانه .. لكنها لم تتح لهُ أي فرصة وقفت بعد ما أعادت ترتيب الباقة ثم امسكت بذراع روك فيما ابتسم لها روك بحب لا يوصف حقاً داهمه شعوراًحب عميق كل يوم يتأكد أنهُ يغرق بحب سلين غير مكترث لنتائج قصة حبه التي ابتدأت على شاطئ البحر ..و اليوم فضلتهُ عن دانيال بارادتها لا يصدق ذلك . . ابتسمبعمق و كان قد غير رأيه بأن يأخذ سلين في رحلة باليخت بعد أن رأى دانيال و كرستين هناك .. أشار لها نحو سيارته البيضاء الجديدة حيث اشتراها قبل أن يسافرلكنهُ لم يجربها إلا حين عاد اليوم لقد وصل في بداية شروق الشمس مبكراً ركبت السيارة بعد أن فهمت من ابتسامته أنها جديدة استغربت أنهُ لم يخبرها عن شرائهلسيارة جديدة لكنها متشوقة لتجربتها فركضت نحو المقعد الأمامي بسرعة ...لم تكن تعرف أنها تركت الأعصار بالقرب من تلك اليخوت و لم تكن تعرف أنهُ يخططليرد الصاع صاعين ... لم يتوقع بتاتاً أن تفضل روك عنه .. قبض على اسنانه بقوة فيما شعر بكرستين تحتضن ظهره من الخلف و هي تتفوه بأجمل كلام الحبو الغزل نحوه لكنهُ حقاً لم يكن معها في تلك الأثناء .........قالت سلين باعجاب و هي تتفحص سيارة روك الرياضية - حقاً السيارة جميلة ..... تناسبك كثيراً ...كانت سلين ترى أن السيارة شبابية و تناسب روك جداً .. اطلق ضحكة عذبة و هو يقود السيارة ثم قال- خشيتُ أن لا تعجبك ..- بالعكس .. اكملت بتوبيخ .. لكن أيها اللئيم لماذا لم تخبرني بأمر شرائك هذه السيارةرد قائلاً- اهم شي أنك ثاني فرد يركبها بعدي طبعاً ..اطلقت ضحكة على كلماته التي بدأ فيها كأنه يحاول مراضيتها قليلاً اكمل كلامه- أنهُ اليوم الأول لي فيها .. كأنهُ تذكر شيء حيث قال مكملاً .. اوه صحيح أيتها المخادعة متى ستتعلمين القيادة ..؟ .. أخشى على سيارتك أن تنتهي في الاسواق قبل أن تقودينها ..ضربته بكفه بحنق فاطلق ضحكة مشرقة ردت عليه- أنقطعت عن تعلم القيادة خلال فترة الامتحانات .. لكنني اتعلم القيادة بشكل سريع هذا ما قالهُ لي المدرب..- اووه .. اعرف أنك تلميذة مجتهدة لكنني حقاً اتشوق لرؤية شهادة القيادة بحوزتك .. - قريباً اعدك ..لفت لها ليغمز بمهارة - سأرى ..لم ترد عليه بشيء فقال مغير الموضوع ..- إلى أين تودين الذهاب ..؟- هل ستظل تسألني هذا السؤال كلما خرجنا معاً ..؟نظر لها بحب ثم ابتسم و هو يعيد نظراته نحو الطريق قائلاً بتوكيد- وبكل مرة ستردين علي .. اكمل محاولاً ان يقلد صوتها قليلاً . .. لا يهم المكان الذي تحبه روك أو إلى الشاطئ ..انفجرت ضاحكة من ثقته بردها حيث حقاً كانت تنوي أن تقول هذا الكلام تدخل ليقول- زرنا الشاطئ كثيراً .. لمكان آخر هذه المرة فما رأيك ..؟فكرت بحيرة - اممم .. دقيقة لافكر قليلا ..اممم ..قطع تفكيرها بعد ثوان ليقول ممازحاً- دعينا نختصر وقت تفكير الطويل لآخذك نحو مكان جميل سيعجبك و أنا واثق من ذلك ..لم تستطع سوى الابتسام له بموافقة رد لها ابتسامة جميلة ثم تحرك نحو المكان المطلوب .. دخلت سيارته إحدى الشاليهات المعروفة بجمالها الصافي .. لمح طيفابتسامة اعجاب من سلين ..دفع مال الدخول إلى الحارس كي يسمح له بصف السيارة ودخول الشاليه ..نزل روك من السيارة فلحقته سلين أيضاً ابتسمت و هي تسير بجانبه لتقول بميوعة انوثية لم تقصدها- امم المكان جميل و خاصة أن هناك بحراً هنا ..ضحك ليقول- مع انني كنتُ اصمم على عدم أخذك إلى البحر ..غمزت بتصميم رادة- و مع ذلك أخذتني ..- لم يكن لذي خيار آخر لكن اعتقد أنَّ هذا المكان مريحاً ليزيل تعب الدراسة ..- يبدو كذلك .. لكن ليكن بعلمك أريد العودة قبل غروب الشمس ..اطلق ضحكة و هو يقول- لا تقلقي سندريلا ستكوني في المنزل قبل أن ينتهي السحر ..ضربته بذراعه فقهقه ضاحكاً ..قادها نحو طاولة خشبية بها كرسين صنعا من الخشب بطريقة جميلة تشعرك كأنك بإحدى الأفلام التاريخية في العصور القديمة ..كانت الطاولة على بعد مسافة من البحر حيث تسمع صوت امواج البحر المنعشة فيما كان البحر فارغ من الناس ..جلست سلين على الكرسي الخشبي أمام الطاولةثم استقرت عينيها على المزهرية الأنيقة الممتلئة بأزهار الورد البيضاء الموضوعة على الطاولة ..رحل روك ليشتري العصير الطازج فيما ظلت هي تتأمل المكان جيداًأتاها اتصال هاتفي من كاثرين مما جعلها تبتسم بسرور لترد على الهاتف بشوق ردت - كااااثرين ... اشتقتُ إليك يا صديقتي ..ضحكت كاثرين و هي ترد عليها بشوق - و أنا ايضاً سلين .. هيا فوراً بشريني كيف كان الأمتحان الأخير ...- امم لقد ذاكرت جيداً لذا لم يكن صعباً للغاية ..ثم أن السيد شارلي قام بمساعدتي كثيراً ..- أراك تحبين والدك كثيراً ..ابتسمت ثم قالت مغيرة الموضوع ..- ماذا عن امتحانك الأخير ..؟ردت - لقد كان البارحة ..اعتقد أنني سأحصل على علامات جيدة ..اغمضت عينيها براحة لتقول- لا اصدق أننا انهينا الفصل الأول مرت الأيام بسرعة .. كل يوم يمر وأنا اشتاق لك اكثر كاثرين ..- سنلتقي في ناهية العام ..تاففت بضجر - اووه و هل علي الانتظار كل هذه المدة ..؟قالت مغيرة الموضوع- دعك مني الآن .. اخبريني عن دانيال. .ردت بضجر- و بحق الله أي مناسبة تذكرك به الآن ..ردت مشجعة- سلين لا تكوني حمقاء احتفظي بدانيال .. لو تصرفتي تصرفات دقيقة لاستطعتي التحكم به كخاتم باصبعكتاففت لان كاثرين تتحدث و هي لا تعرف بصفات دانيال التي لا تطاق بتاتاً ..قالت- كيف هي أخبار سيمون ..؟- سيمون بخير و بصحة جيدة ..قالت بصدق- اشتقت إليكم كثيراً يا رفاق ..مرت مجموعة اطفال يضحكون و يتحدثون بمرح و بصوت عال عن سباق الركض بجانب سلين .. مما جعل كاثرين تقول بغرابة ..- ألستِ في المنزل ..؟- لا .. في نزهة ..سألتها بحيرة- مع من ..؟توترت - هاا .؟ .أنا ارتبكت ثم اكملت باستسلام انا مع روك ..تنهدت كاثرين ثم قالت بشك - سلين تحيرني علاقتك الغريبة هذة الأيام مع السيد روك ..- تغير تفكيرك سريعاً نحو روك فور أن اتربطت بدانيال العنيد ..قبل أن تتفوه كاثرين بأي كلمة لمحت سلين روك من بعيد يسير نحوها حاملاً كأسين من العصير .. مما جعلها تقول بسرعة منهية الأتصال- عاد روك ساتصل بك لاحقاً .. وصلي تحياتي لسيمون بدلاً عني .. إلى اللقاء ..ردت كاثرين- لقد عاد الأمير إذن .. رددت بسخرية ثم قالت باستسلام حسناً إلى اللقاء ..اغلقت الهاتف و هي تحدق بروك باعجاب حيث بدا صغيراً ببنطاله الجينز الأسود و قميصه الرمادي الأنيق المشمر اكمامه .. قدم لها العصير قائلاً بمرح- تتأمليني جيداً غمز مكملاً اعلم جميلاً أنا ...ضحكت و هي تأخذ كأس عصير البرتقال الطازج ...فيما سحب هو الكرسي ليجعله بجانب كرسيها مباشرة جلس بكرسيه و هو يتنهد براحة امتزجت بالسعادةمرر يده بشعرها ليبعثره و هو يبتسم لتخريبه شعرها - كف عن العبث بشعري يا محتالقالت بحنق ظريف فضحك و هو يحوط بذراعه كتفيها شرب قليلاً من كأسه ..ثم قال براحة - اشعر براحة عميقة و أنا معك بعد جهد من العمل ...قالت مشاركة- و أنا ايضاً اشعر براحة لانهائي الامتحانات بسلام ..اغمض عينيه قائلاً من بين أعماق قلبه- اشتقتُ لك ..اسند رأسه على كتفه بهدوء مما جعلها تتوتر قليلاً أخبرته مراراً أنها لا تحب تصرفاته لكن كما استنتجت أن الرومنسية صفة من صفاته عما الهدوء دقائق وهو يسند رأسه على كتفها و يبدو أن الأمر أراحه فتمتمت .. - رروك .. هل لك أن تبتعد عني أخشى أن أنام ..اطلق ضحكة خفيفة و هو يبعد رأسه عن كتفها قرص انفها ثم قال - حقاً ..هزت رأسها مؤكدة قائلة- لم انم البارحة جيداً قضيتُ الليل أذاكر..رد مؤيد كلامها- و أنا أيضاً سهرت اكمل بقية الأعمال .. اكمل بخبث ..يوجد الكثير من الغرف هنا دعينا نستأجر واحدة لننام بها معاً ..اكمل جملته ثم قفز من على الكرسي يطلق ضحكاته و هو يهرب من ضربات سلين .. وقفت من على كرسي لاحقة إياه كان يتجنب ضرباتها و هو يهرب منها مطلقاً ضحكات مسلية و هو يقول من بين ضحكاته .. آسف آسف ... كانت مزحات فقط .. وجنتيها المحرمتين جعلتهُ يشعر بنوبة ضحك قوية ..صرخت عليه باحراج- كف عن الثرثرة بكلام احمق روك ..قال غامزاً - اووه .. تكبرين الأمر .. وافقي أرجوك ..هذه المرة شعرت أنها تود قتله ..استمرت تلاحقه لكن شيء فشيء حتى تحول الأمر لشيء من المتعة حيث باتت سلين تلاحق روك لكسب التحديابتسمت بانتصار حين تقدمت نحوه لتمسك به .. اطلقت صرخة عالية فور أن مال بحركة سريعة ليحملها بين يديه ..- روووووك ..أيهــ..لم تكمل لأنها اطلقت ضحكات حين أخذ يدغدغها ..لم تشعر إلا و هي ترتمي في المياه .. اطلقت شهقات و هي ترفع رأسها من المياه لترى نفسها مبللة كلياًتنفست و هي تنظر لروك المبلل نصفه يحدق بها بانتصار اعادت خصلات شعرها المبللة إلى الوراء و هي تحدق بها بنظرات قاتلة لم تمر ثوان حتى رشت عليهالمياه ثم ركضت نحوه تحاول أن تغرقه كلياً كان يضحك بعمق و هو يستسلم لهجماتها العنيفة شاركته الضحك و هي تغرقه ليتبلل جسده أيضاً ..خرج من اعماق المياه هو يقول- هل ارتحت الآن ..؟ لقد تببلت كلياً و تلقيت ضربات بما فيه الكفاية ..ضحكت قائلة ..- لقد انتقمت ..رشها بكميات هائلة من المياه حيث كان سريعاً فعجزت عن المقاومة ..دخلت قطرات مياه كبيرة إلى عينيها فشعرت بلهبة تحرق عينيها .. اغمضت عينيهابانزعاج فتقدم نحوها ليطمأن عليها لكنهُ فوجئ بها تستغل الفرصة لترشه بيديها بمياه البحر ..- سلين كفي أيتها المخادعةاطلقت ضحكات عميقة فاقترب بسرعة ليعيق حركاتها ممسكاً بذراعيها مانعاً إياها من رشه بالمياه استسلمت لضحك فظل يحدق بسعادتها بفرح و راحة ..رفع كفيه ليحوط خديها كانت لازلت تضحك فابتسم لها ساحباً إياها نحو صدره ضمها بخفه إليه ثم ابعدها قليلاً ليقول- تعجبني ضحكاتك ..توقفت عن الضحك و هي تحوط عنقه بكلتا يديها بعفوية أذابته قالت بغنج لا تقصده- اممم ..تبدو أروع و أنت مبللاً ..- و أنا مبلل فقط !! ..عقدت حاجبيها مستغربة فقال - تحبطيني .. دوماً أريد أن أكون جميلاً ..ضحكت برقة ثم قالت- دوماً جميلاً روك ..بصفاتك أيضا جميل ..ابتسم ابتسامة جذابية متأملاً ابتسامتها الرقيقة .. وضع كفيه على كتفيها براحة - أحبك ...توردت وجنتيها و هي تقول مغيرة الموضوع - برد .. أكاد اتجمد برداً ..- تغيرين الموضوع بطريقة تذهلني ..غمزت قائلة- تلميذتك ..- مشاكسة لم أكن يوماً مخاذعاَ..دعينا نخرج من البحر فأنا أيضاً اشعر بالبرد ..هزت رأسها موافقة فحوط بذراعه كتفها و هو يقربها نحو صدره كأنهُ يحاول امتلاكها قليلاً .. خرجا من الشاطئ عائدين نحو الطاولة قال - اجلسي هنا ..يوجد محل لبيع الملابس هنا سأذهب لأشتري لنا مع أنني اعتقد أن ملابسه قطنية عادية.. لن اتأخرهزت رأسها وجلست على الكرسي مررت يديها على جسدها كأنها تحاول أن تحضى بالدفئ قليلاً ..مرت دقائق حتى لمحت روك عائداً تحوط جسده منشفة وبيده يحمل كيساً فور أن اقترب منها حتى رمى لها منشفة أخرى أخرجها من الكيس مررت المنشفة على جسدها ثم لفتها على جسدها فقال - حجزت غرفة لنبدل ملابسنا ..تعالي ..لحقته كما قال نحو الغرفة رقم مائة وثلاثة توقفت أمام الباب ليفتح الباب بالمفتاح دخلا معاً نحو غرفة الجلوس كان هناك غرفة أخرى دخلها روكفلحقته حيث غرفة نوم جميلة لم تطل النظر إليها لوجود روك معها ..أشار لها نحو باب الحمام ثم قال مبتسماً- استحمي وبدل ملابسك سانتظرك في غرفة الاخرى.. اعطاها الكيس فأخذت منهُ اكمل غامزاً .. لا تقلقي لن ادخل إلا حينما تـنـتهين ضحكت على مزاحه فواصل قائل- أكرهه التفيات اللاتي يتأخرن في الاستحمام .. فكوني سريعة ..ابتسمت قائلة - لا تقلق ..راقبته يخرج من غرفة النوم نحو غرفة الجلوس فاتجهت لتأخذ حماماً ساخناً يريح اتعابها ..حاولت أن تكون سريعة في أنهاء استحمامها لفت المنشفة البيضاء الموجودة بالحمام على جسدها و وضعت المنشفة الصغيرة الأخرى على شعرها المبلل لم تستطع الخروج إلى غرفةالنوم و هي بالمنشفة كانت تخشى وجود روك هناك ..فتحت الكيس لترى محتوياته كان هناك ملابس جديدة لها و لروك ومشط وضعت ملابسهعلى الرف بالحمام ثم أخذت تنظر لملابسها كانت ملابس عادية من بنطال اسود و بلوزة و وردية لبستهما بسرعة و أخذت المشط وضعت ملابسها المبللةبالكيس ثم خرجت من الحمام و أخذت الكيس معها و هي لازلت تجفف شعرها بالمنشفة الصغيرة لم تراه بغرفة النوم فاستمعت لصوت التلفاز بغرفة الجلوس اطلت عليه بعد أن اصدرت صوت لقدومها فاستدار لينظر لها وضعت الكيس على الطاولة فوقف متجه نحو الكيس فهمت أنهُ ظن أن ملابسه في الكيس فقالت- وضعت ملابسك على الرف في الحمام .. أنها ملابسي المبللة- إذن لا بأس .. سأضع ملابسي المبللة معهما أيضاً ..لم ترد عليه لأنه كان قد اتجه نحو الحمام .. جلست هي على الأريكة التي كان يجلس بها نظرت لتلفاز حيث كان يشاهد برامج رياضية مملة بالنسبة لهاحولته نحو ما يخص الأزياء لعلها تستمتع قليلاً ثم أخذت تمرر المشط على شعرها .. مرت دقائق حتى خرج روك من الحمام اتجه ليجلس بجانبها ويلتقط المشط ليمرره بشعره بسرعة أنها تمشيط شعره ثم رمى المشط على الطاولة الزجاجية باهمال ...- كم الساعة ..؟سألتهُ فقال مبتسماً- أنها هناك .. أشار لها نحو الحائط فرفعت عينيها تنظر للوقت- الثاني عشر والنصف ..! .. مر الوقت بسرعة ..قال مؤكداً- معك يمر الوقت بسرعة ..وقف مكملاً .. سأذهب لعلي اجد من يجفف ملابسنا ..حين أعود كوني مستعدة لتناول طعام الغداء ..هزت رأسها بالايجاب فخرج بعد أن أخذ الكيس ليجفف الملابس ..فيما اضاعت هي بقية الوقت تتأمل المكان من النافدة الزجاجية المطلة للخارجقطع تفكيرها صوت انفتاح الباب بالمفتاح ادركت أنهُ روك استقبلها قائلاً- اتمنى أن لا اكون تأخرت ..- ليس كثيراً .. لكن هل وجدت مكان لتجفيف الملابس ..؟- نعم وجدت .. سأعود لأخذهم بعد تناول الغداء..هيا المطعم ذو الطعام الشهي ينتظرنا لابد أنك جائعة مثلي تماماً ..ضحكت قائلة- تبدو محقاً هذه المرة .. ارتدت حذائها و خرجت معه نحو المطعم المختص بالوجبات البحرية .. منذُ زمن لم تتناول وجبات بحرية لذيذة كهذه كانت جالسة تشارك روك الطعام و الحديث حيث كان طعاماً بحرياً لذيذأ كما وصفهُ روك ..حيث تعمق روك يحكي لها عن حكاياته قائلاً- اختي أنجل كانت خير مراقباً لي .. ففي أيام مراهقتي في الثانوية كانت تتنصت على معضم مكالماتي مع الفتيات ..ضحكت سلين و هي تقول- كنتَ لعوباً ..قال بمرح- مع الأسف كنتُ اقبل بالحديث مع الفتيات و اسعد حين أتلقى نظرات الاعجاب كثيراً ..لكن انجل كانت تكره هذه الصفات بي تكافحنيكثيراً .. ضحك مكملاً كم مرات شكتني عند والداي .. أبي كان يضحك بينما أمي كانت تنزعج كثيراً .. لكن تلك الايام المراهقة فقطتغيرتُ كثيراً حين اتذكر تلك الأيام اضحك على نفسي .. فقد كنتُ طائشاً ...قالت بثقة- اعرف أنك لم تعد ذاك الشاب و إلا لم أكن لأرافقك بتاتاً روك
ضحك فشاركته الضحك ... مر الوقت بسرعة لم تتخيلها ها هي الآن مع روك في المهرجان الذي سيقام في نفس الشالية و قد عادت مع روكلملابسهما السابقة بعد أن جفت من المياه .. الساعة كانت تغادر الخامسة مساء ..كانت تجلس في بإحدى الكراسي و روك بجانبها حيث ألتم الناس و هو يشاهدون عروض المهرجان المسلية و المشوقة كانت عينيها تتجه نحو المنصة بانسجام .. فيما روك كان كان يشاهدمعها وبكل لحظة يسترق النظر نحو سلين .. بدأت عينيها تغفو شيء فشيء فور أن بدأت تستسلم لنوم حتى انتفضت لصوت رسالة تعلن على قدومهااخرجت الهاتف من جيبها لترى أن الرسالة من السيد شالي ... ~ لا تتأخري حبيبتي الصغيرة ~ تذكرت بانها أخبرته أنها لن تتأخر يبدو أنهُ ينتظرها الآن لقد اصبحت مؤخراً تهتم بالسيد شارلي و تميل نحو أوامره كثيراً رفعت عينيها لروك الذي كان مستغرباً لتفكيرها قالت ..- اعدني للمنزل ..- لازل هناك وقت كافي ..- الطريق ستكون مزدحمة ثم أنني اخشى النوم اشعر بالنعاس ..ايتسم لها مع أنهُ يشعر بالحزن لأنهُ سيفارقها قال- هيا بنا إذن ..توجها نحو السيارة بهدوء ...صعد مقعد السائق فصعدت هي المقعد الأمامي طوال الطريق كان الهدوء سيد المكان ..مرت دقائق فتوقف عند أشارة المرورالحمراء استغرب هدوء سلين فلف نظره نحوها ليصدم بأنها نائمة باستسلام تنهد و هي يتأمل ملامحها البريئة الهادئة بدت أميرة تنام براحة خلع معطفهو وضعه برفق على جسدها ظل يتأملها حتى اضيئت الأشارة الخضراء توقفت سيارته على بعد من الفلا .. تنهد بضجر و هو يخشى مفارقتها كان يتأملهاحيث اسند رأسه على كرسيه ليتأملها بهدوء مرر يده على وجهها يتحسس بشرتها الناعمة كان يرفض فكرت مغادرتها حتى قطع عليه الجو الهادئ رنين هاتفها النقال ..انتفضت لنغمتها المزعجة مما جعله يعدل حركته فركت بظهر كفها عينيها و هي تدس يدها نحو جيبها اخرجت الهاتف النقال وتنحنحت ليبدو صوتها عادياً ..عرفت أنها كانت نائمة وأنها وصلت إلى الفلا من المكان قالت وهي تجيب على المكالمة- مرحبا .. اه أنا قريبة من الفلا ..فقد أقل من دقيقتان انتظرني.. إلى اللقاء ..انهت المكالمة و لفت نظرها نحو روك قالت - يبدو أنني لم استطع المقاومة و نمت ..قال بعطف- تبدين مرهقة ..- يبدو أنهُ يجب أن أغادر الآن .. رد بتمني- كتتُ أتمنى أن نبقى لوقت اطول ..ابتسمت قائلة- كان يوماً ممتعة .. شكراً لقدومك لأجلي روك .. فرك بيده شعرها مبتسماً ثم قال- أنا من عليه أن يشكرك لأنك فضلتي الخروج معي عن دانيال. ..- اعتني بنفسك .. إلى اللقاء ..رد باستسلام- اهتمي بنفسك أيضاً .. كوني حريصة على هاتفك ساتصل بك ..ودعته بابتسامه ثم خرجت من السيارة و هي لا تفهم سبب اصرار السيد شارلي على العودة بسرعة ..دخلت حديقة الفلا ثم اتجهت نحو الباب المؤدي إلى الصالة ..استقبلوها الخدم بابتسامة لمحت السيدة صوفيا تمر بالصالة فسألتها عن احوال ابنتها سيدرا ثم سألت عن السيد شارلي أجابتها أنهُ في غرفة الضيوف ينتظرها ..توجهت نحو غرفة الضيوف ثم طرقت الباب بهدوء ..- تفضل ..هتف السيد شارلي ففتحت الباب بهدوء .. صدمت بالظلام الذي كان يعم الغرفة لم تلمح السيد شارلي بسبب الظلام الدامس تقدمت خطوتين إلى الداخلهاتفة ..سيد شارلي.. ما كل هذا الظلام.. انتفض جسدها حين اطبقت يدين أنوثية على عينيها و بنفس اللحظة أشعل النور .. انتفض جسدها قبل ان تسمعصراخ مرح يهتف- مـــــــــــفاجأة ...اطلقت شهقات صدمة ممزوجة بالفرح و هي تتحس الكفين جيداً ذاك الصوت لم يكن غريباً .. ازحات بيديها الكفين المغطية على عينيها ثم استدارت لتنظرلذاك الشخص حقاً كما توقعت صرخت بفرح و بدون تصديق- كــــــــــــااااااثرين...اطلقت كاثرين ضحكات عالية ثم هبت تحتضن سلين بقوة تحت اصوات عالية بالضحك حيث كان كل واحد يعبر عن اشتياقه بصراخ وبضمات قويةمتتالية و أنا أليس لي من الحب نصيباً ..؟ !ابتعد عن كاثرين لتنظر لسيمون الذي كان يتكلم ممازحاً إياها .. اطلقت ضحكات عالية و هي تتوجه نحوه فتح ذراعيه لها ليضمها بحنان أخوي لطيفضربته بكتفه بمرح ثم قالت بصدق- اشتقتُ إليك يا سيمونرد متصنع الغرور- اعرف اعرف .. الجميع يشتاق لي ..غمزت قائلة- أيها اللئيم ..ضحكت فشاركاها الضحك بقوة ..بلحظة انتبهت لمن يشاركهم الغرفة ..كان السيد شارلي يقف يشاهد فرح سلين بسعادة حيث كان راسماً ابتسامة جميلةنظرت لكاثرين ثم قالت- متى أتيتما ..؟ردت عليها- وصلنا قبل ساعة تقريباً .. تدخل سيمون يقول- الفضل يعود لسيد شارلي بذل كل جهده لقدومنا ..ابتسمت لسيد شارلي بشكر لقد استطاع هذه المرة أن يسعدها كلياً من يعرف كيف هي متعلقة بسيمون و كاثرين لن يلوم كل تلك الفرحة التي ارتسمت عليهامرت ساعة حيث كان الجميع في الحديقة يشربون القهوة وسط حديث متفاعل بين سيمون وسلين و كاثرين و السيد شارلي.. حزنت في بداية الأمر أن كاثرين وسيمونسيبقيان فقط لمدة اسبوع وذاك لعمل سيمون و عطلة الفصل الأول التي لن تدوم اكثر من اسبوعان ..انسحب سلين لتروي عطشها في المطبخ جرت قدميها بسرعةلتشرب أي شي منعش و تعود إليهم .. كانت كعادتها تدخل المطبخ تلقي التحية على الخدم تتحدث قليلاً ثم تخرج ... لكن هذه المرة لم يكن أحد في المطبخ من الهدوء الذييعمه لم تنتبه لشيء حيث دخلت بسرعة نحو البراد فتحت البراد و اخرجت عصير الفروالة و ضعته على الطاولة ثم اخذت الكأس الزجاجي من بين الكؤوس الآخرىصبت العصير ثم ارتشفت القليل منه تلذذت بشربه شربت مرة أخرة قبل أن تصدم بالصوت الذي تحدث- صبي لي تفاحاً ..كادت أن تختنق بالعصير تنحنت بصعوبة .. وهي ترفع عينيها نحو مصدر الصوت اصطدمت به واقفاً يحدق بها .. تمتمت بصوت مرتجف- منذُ متى و أنت هنا ..؟ - منذُ دخولك لم تكوني منتبه لي..صحيح لم تراه بالاساس لقد كان واقفاً بجانب الباب على يساره مرتكئ على الجدار حيث عند دخولها لم تنظر يميناً أو يساراً ..- ألم تسمعي ما قلت .. ردد وهي يشير لها نحو الكأس بين يديها المرتعبة حقاً أخافها لم تتوقع وجود أحد بالمطبخ فهمت مقصد كلامه وضعت كأسها على الطوالة ثم فتحت البراد و صبت له كأس من عصير التفاح و هي حقاً تستغرب عشقه المبالغ لهذا العصير تقدمت نحوه قائلة بهدوء- تفضل .. مد يده ليأخذ الكأس لامس متعمداً يديها الممدودة نحو و هو يأخذ الكأس مما جعل تيار كهربائي يمر بجسدها مررت ذراعيها على جسدها محاولة أن تهدأ قليلاً قال - تبدين مرهقة من يومك الحافل ..كانت تعرف أنهُ يقصد روك في كلامها تعمدت عدم المبالة ثم قالت محاولة إغاضته...- قضيتُ يوماً لا ينسى..مشت بعدها للتجاوزه خارجة من المطبخ لكنهُ اعترضها ممسكاً بذراعها أعادها إلى ما كنت عليه انزلت عينيها نحو كفه الممسكة بذراعها ثم رفعت عينيهانحو بقوة أبعد كفه عن ذراعها من نظرة عينيها التنبهية .. - سبق و أن اخبرتك من قبل أن لا تتجرأ و تلمسني ..اردف بثقة- أحرمتُ أنا شخصياً عليك لتحلي لغيري ..شرب عصير التفاح بدفعة واحدة ثم وضع الكأس على الطاولة نظر لها بنظرة هزتها ثم اردف ..- لم تخلق فتاة تكسر أوامري يا صغيرتي .. لم ننتهي بعد ..لم يوضحه كلاماته لأنهُ كان قد هب مغادراً المطبخ تاركاً ظله فقط شعرت بالخطوات التي تتقدم نحو المطبخ هل عاد ..؟ لكن هذه المرة أطلت كاثرينعليها بابتسامة خبيثة غمزت قائلة- ماذا كنتم تفعلان . .؟حقاً لم تكن بمزاج جيد للرد على استفسارات كاثرين خرجت من المطبخ بتململ بينما لحقتها كاثرين تسألها بخبث و هي تطلق ضحكات عاليةلغضب سلين ..عادت إلى الحديقة و هي شاردة الذهن و هي تتأمل البوابة لعلها تجده يغادر الفلا .. اصبحت حقاً تغار لحب السيد شارلي لدانيالحتى أنهُ يكلفه بأعمال كما يكلف الأب ابنه .. تكره أن تتقوى العلاقة بينهما لم تشعر بالوقت يمر حيث حان وقت عودة كاثرين و سيمون للبيتاصرت عليهما مع السيد شارلي أن يناما في الفلا لكنهما رفضا حيث كانت والدتهما تقيم بالفندق بمفردها فمنزلهم السابق لم يكن مهيئ لعودتهمغادرا فشعرت سلين ببعض خيبة الأمل لكنها سعيدة لأنها استطاعت رؤيتهما بعد أن ودعتهم شعرت بنعاس فضيع لكنها لم تستطع أن تنامدون أن تشكر السيد شارلي ..اتجهت نحو الصالة حيث كان السيد شارلي جالساً على الأريكو و فاتحاً حاسوبه حين لمحها تتقدم نحوه ابتسم بعطف لها و طبق الحاسوبو ضعه على الطاولة و أشار لها بالتقدم إليه فتح ذراعه لها فجلست و هي تجذب جسدها نحو صدره اغمضت عينيها لثوان ثم فتحتهما هامسة- اليوم قدمت لي اجمل هدية ..قبل رأسها قائلاً- لو اضطريت لأقدم حياتي لك لفعلت ..- لا تقل ذلك .. بت جزء مهم في حياتي ..فتح عينيه بدهشة فقالت مغيرة الموضوع ..- لقد شاهدت دانيال اليوم .. ماذا كان يفعل ..؟رد بتذكر - اه صحيح نسيتُ أنك لا تعرفين .. أنهُ يعيش هنا ..فتحت عينيها بصدمة وهي تعدل جلستها قالت- ماذا ..؟ !! .. منذُ متى ..؟ !!- منذُ بداية امتحاناته القصر لم يكن مهيئ لجو مذاكرة حيث كان يعم بالعزائم والحفلات بالآونة الأخيرة فجاء ليعيش هنا ..بصدمة ردت- ولم يجد غيرنا ليعيش معهم ..ضحك قائلاً- حبيبتي .. أنا من أصر عليه رفضت أن يستأجر فندقاً فدانيال كابني تماماً رغم أنني لم امتلك ابناً إلا أن دانيال كان دوماً ذراعي ..قالت باستغراب- لكنني لم اشعر به ..رد مؤكداً- طبيعي ذلك ..فهو هادئ جداً رتبتُ لهُ غرفة فكان يبقى بها طويلاً ليدرس و أنت بفترة الأمتحانات لم تكوني تغادري غرفتك إلا أحياناَاليوم كان آخر يوماً له اتصل لي قائلاً أنهُ عاد إلى القصرتذكرت أنها احياناً كانت تلمح دانيال في الحديقة من نافذة غرفتها لكنها ظنت أنهُ يزور السيد شارلي هزت رأسها بالاستيعاب ثم عادت تدس جسدها بين أحضان السيد شارلي فقال- كيف كان امتحانك ..اكمل ممازح هل ستشرفيني بعلامات ممتازة ..؟ضحكت قائلة- كل ذاك السهر لم يضع بتاتاً .. قرصها بخدها قائل- يجيب تعويضك بهدية ..بحب قالت- لقد احضرت لي أعز رفيقين لي هذه اجمل هدية ..ابتعدت عن حضنه ثم قالت - اشعر بالنعاس .. سأذهب لنوم ..فرك بكفه شعرها فعدلت من جلستها و بحركة مفاجئة قبلت خد السيد شارلي ..همست بحب..- تصبح على الخير ..~ أبي ~..لم تسمح لهُ أن يقول أي شيء لأنها كانت تصعد السلالم بسرعة ..فيما تجمد هو بمكانه لا يستطيع فهم ما يجري مرر اصبعه على خده يتحسسقبلتها و لأول مرة شعر بدمعة حارة تنزل على خده مسحها بأصبعه مبتسماً ..هذه دموع الفرح ..قالت أبي .. ابنته الصغيرة قالت أبي ..ابتسم بدون تصديق .. اه لو تعرف يا دانيال أن ابنتي العنيدة استسلمت أخيراً .....مشت بين ممرات الفلا نحو غرفتها لم تكن تعرف أنها اسعدت السيد شارلي كل هذا القدر حين قالت أبي ..كانت تفكر بأمر دانيال وقدومه إلى فلتهم غيرت رأيها بالذهاب لغرفتها حين لمحت إحدى الخدم تمشي فكرة خبيثة جرت في بالها .. تقدمت نحو الخادمة تسألها عن مكانغرفة دانيال بطريقة خبيثة .. ابتسمت بمكر و هي تتجه نحو غرفته .. ليس موجوداُ لقد غادر اليوم إلى القصر لابس إذن بدخولالغرفة و تفحصها جيداً منذُ فترة لم تقم بمغامرات خطيرة ..تلفتت يمينا و يسار و هي أمام الغرفة لم تلمح أحداً فتحت الباب بسرعة و دخلت اسندت جسدها على الباب و هي تبتسم بخبث و بنصر تأملت الغرفة جيداً يبدو والدها ذو ذوق عال ابتسمت حين لم تلمح اثر للون الاسودبها فقط الأجهزة الاكترونية من الحاسوب و سماعات الحاسوب السوداء كانت موضوعة على السرير الكافي لفرد واحد الغرفة لم تكن كبيرة كجناحهلكنها كانت جميلة اللون الأبيض مع الرمادي كان يحتل الجزء الأكبر من الغرفة لمعت عينيها بالمكر و توجهت نحو خزانه الملابس فتحتها فلم تجد سوى القليل من الملابس مطوية على الرف لم تجد شيء مثير للاهتمام اتجهت نحو الأدراج بجانب السرير جلست على السرير و أخدت تنظر للادراج استغربت من وجود ساعة يده على و عطره الرجالي على المنضدة فتحت الدرج لتلمح مساحيق الحلاقة .. فتحت الدرج الآخر لتجد محفظته و صور شخصيةموجودة بالدرج .. اقلام و أوراق .. معقول هل نسي كل هذه الأغراض هنا ..؟ .. اتجهت عينيها نحو السرير حيث لم يبدو مرتباً امسكت المخدة و ضمتها لصدرها بقوة انزلت انفها نحو المخدة لتفاجئ بيداً توقفها من على السرير بقوة .. اطلقت شهقة عالية وهي تشعر بقطرات مياه تتطاير على وجهها شهقت و هي تنظرلدانيال واقفاً أمامها قابضاً بكفه على معصمها بقوة شعره كان مبللاً بالمياه و وجهه كان يبرق بقطرات المياه ففهمت أنهُ خرج من الحمام ..دفعته بقوة سريعة راكضة نحو باب الغرفة قبل أن تصل يدها لمعصم الباب اطبقت ذراعها تمسك بها تعيدها للوراء و بحركة سريعة اغلق الباب بالمفتاح بيده الأخرى اخرج المفتاحليضعه بجيب بنطاله فصرخت بجنون- لا تغلق الباب ..رسم ابتسامة خبيثة جانبية مما جعلها تـثور و هي تبتعد عنهُ قائلة - افتح الباب .. ارتعبت من نواياه التي تلمع بعينيه الخبيثة .. اكملت .. ماذا تريد مني ..؟ دعني اذهب ..اقترب ليسحبها ثم لفها بقوة نحوه ثبت بكلتا يديه حركتها و هو يميل برأسه نحوها اسند جبينه على جبينها بقوة ليقول من بين اسنانه ساخراً..- أنت ماذا تريدين مني ..؟ .. جئت إلي بنفسك و تريدين الخروج كما اتيت بسلام .. تجمعت الدموع بعينيها رعباً ثم قالت بخوف- لم أكن اعرف بوجودك .. دعني اخرج ارجوك ..رسم ابتسامة ماكرة ثم قال ..- اممم ... سهلتي علي كثيراً معاقبتك ..لم انسى بعد ما فعلتيه صباحاُ ..ضربته بجنون على صدره و هي تحاول أن يفلتها لكنهُ كان قوياً ..ضربته بأقصى قوتها فور أن استطاعت أن تحرر جسدها حتى رماها بقوة على السريرثم جثا بجسده فوقها مكبلاً حركتها بجسده .. سالت الدموع خوفاً قائلة برجاء ..- ارجوك اتركني .. دانيال...رفع رأسه ليستطيع النظر لملامحها قال ..- حذرتك من قبل من الاقتراب من النار.. لن تخرجي سالمة ..مرر اصابعه على خديها ثم قال بحقد ..- الصباح استطعت كسر كلامي بقوة .. تخبأتي كالفئران خلف روك لتختبئي من مخالبي .. جبانة .. بقهر قالت ..- مع روك امتلك القوة الكافية لصمود بوجه أي شخص .. أما معك لا اجد سوى التشتت ..- تحاولين اهانتي حتى و أنتِ بين يدين ..انهارت تبكي بجنون قائلة ..- سأفعل لك ما تريد .. دعني اذهب فقط لا تفعل بي شيء أرجوك..تنفس بقوة محاولاً التحكم باعصابه قليلاً اغمض عينيه و فتحهما ثم قال ..- تفكير احمق لم اكن أنوي ان افعل ما تفكيرين به .. سابتعد عنك الآن و فجأة قال مقتح الموضوع ..كوني مستعدة نهاية الاسبوع لحضور الحفل الموسيقي في المعهدمن بين رعبها قالت- ألم يكن قبل فترة ..؟- تم تأجيله لبعد الامتحانات .. الدعوة عامة سانتظرك فكوني هناك ..انقلب للجهة الأخرى ثم اخرج المفتاح و أعطاه لها .. تمتم- دقيقة امهلك أن لم تخرجي سأغير رأيي ..لم يكمل جملته لأنها كانت قد قفزت مهرولة نحو الباب .. خلال ثوان لم يكن لها أي أثر.. ابتسم بنصر و كأنهُ انتقم لفعلتها في الصباح ..بحركة سريعة ألتقط مفتاح سيارته و هب مغادراً الغرفة عائداً إلى القصر ببرود و كأنهُ لم يفعل شيء ..^ــ^ ...[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:17 PM

[frame="7 80"]البــارت السابع عشر
...............................

اميري يعزف مقطوعاته
...............................

ها هي بين أحضان والدها تذرف الدموع عن مفارقة كاثرين وسيمون لقد غادرا قبل خمس عشر دقيقة في الصالة كانت جالسة على الأريكة تدس وجههابين أحضان والدها وتبكي بحرقة فيما كان هو يربت على رأسها بخفة بينما قلبه يتمزق على حزن صغيرته الغالية قال مواسياً- يا حبيبتي سلين كفاك ذرفاً لدموع ..اجهشت بالبكاء و كأنها لا تسمع ما يقول فواصل بيأس- لو كنتُ اعرف أنك ستبكين هكذا عند عودتهما لما دعوتهما لزيارتنا..ابعدت رأسها عن صدر والدها فابتسم لها قالت بصوتها الباكي ...- لا استطيع التحكم بمشاعري ..تفوهت بتلك الكلمات ثم هبت تبكي مجدداً مسح دموعها قائلاً- فور أن ينتهي العام الدراسي وعداً مني لك بأن تزوريهما او يزورانك ..- حقاً ..؟ ..سألتهُ بشك فضحك و هو يقرص انفها المحمر قائل- أيتها الشقية .. فقط تفوقي بدراستك هذا العام و الباقي اتركيه علي ..هدأت قليلاً و هي تحدق به بحيرة و كأنها تريد أن تتـأكد من صحة كلامه قالت- لكن كاثرين و سيمون جزء من حياتي ..ابتسم لها بلطف ليقول- اعرف بل متأكد من ذلك .. كاثرين احبها كثيراً لأنها لم تترك فتاتي الصغيرة تعاني ..صمت ثم اكمل ..لكن أنا أيضاً والدك ألا أشكلمكانة كبيرة في حياتك ..؟ ..فكرت بكلامه لتوان و هي تحدق به بعينين تلمع دموعاً هزت رأسها بالايجاب ثم دفنت رأسها بصدر والدها مجدداً شعرت بيده تربت على ظهره ثمقال بحزم لطيف- إذن اتفقنا ..و الآن اصعدي لغرفتك و اغسلي وجهك بالماء البارد .. ابتعد عنه مؤيدة فكرته قبل أن تبتعد امسك بمعصمها نظرت له فقال مبتسماً- أين قبلتي ..؟أشار لخده مبتسماً فابتسمت رغماً عنها مالت تقبل خديه بحب .. ثم ركضت نحو غرفتها بهدوء رمت جسدها على السرير و انتقلت عينيها كعادتها نحوسطح الغرفة قفزت نحو الحمام تغسل وجهها بالماء البارد .. اخذت المنشفة الوردية الصغيرة بعد ان غسلت وجهها بالماء البارد جففت بشرتها بالمنشفةالصغيرة ثم جلست على الكرسي بقي اسبوعاً آخر على بداية الفصل الدراسي الثاني مر اسبوعاً من العطلة قضتها مع كاثرين و دوماً كانت تتحدث مع روك خلال ذاك الأسبوع ارتفعت عينيها تلقائياً نحو الساعة كانت في السادسة و الخامس عشر دقيقة ليلاً اتجهت لتجلس على الكرسي لكن شيء ما جعلها تنتفض تطلق شهقة كبيرة ضربت بكفها على رأسها .. اليوم هو الأربعاء .. كيف نسيت..صرخت بعنف كالمجانين دفعت الكرسي بقدمها ليهتز .. الحفلة الموسيقية لدانيال ... كيف نسيت ..بدأت في السادسة مساء تأخرت كثيراً ..ستجن لو لم تحضر يجب أن تراه يعزف على البيانو كان ذاكالحلم الذي تمنته منذُ أن رأته .. مجدداً ضربت رأسها كأنها تشتم ذاكرتها التي انستها كل شيء لسفر كاثرين و سيمون .. نظرت لملابسها فوجدت انها ترتدي تنورة قصيرة تصل لنصف فخديها لم تجدها ابداً مناسبة للخروج هرولت تفتح خزانة الملابس لتخرج الملابس بعشوائية و تبحث بعينيها عن شيء ترتديه بسرعةاول شيء لمحته هو ثوب من طبقات اللون الأحمر حيث كان داكن الأحمرار ألتقطته بسرعة ثم بدلت ملابسها بشكل جنوني فتحت ربطة شعرها ثم حررته على كتفيها اردت حذاء عالي بنفس لون ثوبها اخذت حقيبة يدها الصغيرة و دست هاتفها النقال بالداخل .. قبل أن تخرج تذكرت أمر مهم جداً لقد شب شجاراً عنيفاَ في ذاك اليوم بينها و بين دانيال فلو رآها الطلاب هناك ماذا سيقولون ..؟ !! .. تنهدت بقهر لكنها لم تأبه بتاتاً تمنت أن لا ترى نفس الطلابفي ذاك اليوم تذكرت أيضاً أنها لم تضع اي نوع من ادوات التجميل على وجهها و خاصة أنها كانت تحتاجها بسبب البكاء .. ادركت أن الحفل سيفوتها تماماً و بنفس الوقت أرادت أن تكون تليق بدانيال كخطيبة له .. اسهل خيار هو أنها دست ادوات التجميل والعطر بحقيبة يدها ثم نزلت بخطوات سريعةعلا صوت كعب الحذاء في السلالم مما جعل السيد شارلي يعترض سلين ليسألها و يحقق معها حقاً لم تكن بمزاج جيد لتحدث قالت بضيق- دعني اذهب ارجوك دون تحقيق سيفوتني حفل دانيال..لم تكن تعرف أن عينيها اللامعتان المليئة بالشغف لرؤية أداء دانيال كانت ايضاً به شيء من الشغف و الحب لاحظهما السيد شارلي .. ابتعد عن طريقهاليسمح لها بالذهاب ركضت نحو الحديقة و لحسن الحظ لمحت السائق موجوداً ركبت السيارة و بسرعة هتفت باسم المعهد ليذهب إليه اشعلت الضوءفي السيارة تضايقت أنهُ لم يكن قوياً لكنهُ كان يفيد بالغرض أخذت تضع قليل من أدوات التجميل لتخفي القليل من العيوب لبكائها الشديد وضعت ملمع الشفاه و لبست الاكسسوارات أخذت تمشط شعرها جيداً انشغلت بوضع الزينة و فور أن انتهت شهقت أن الطريق نحو المعهد لازال طويلاً .. اطلقتتزفيرة غاضبة و هي تقبض على يدها بقوة تأخرت كثيراً و هذا يزيد جنونها كانت تعرف أن دانيال لم يكن صاحبالدور الأخير بالحفل كان دوره بعد عازف الجيتار أخذت تعض على اطراف اصابعها لكنها حقاً فقدت صوابها و أخذت تصرخ على السائق حين اتجه السائق نحو محطة البنزين أخذت تتهمه بالاهمال فيما أخذ هو يعتذر فور أن تحركوا تحطمت يائسة حين اضيئت اشارة المرور الحمراءليعلقوا بعدها في زحمة السير تنهدت و هي تشعر بحرقة بعنقها كأن هناك من يخنقها بقوة لقد أنتهى كل شيء الآن .. فتحت حقيبتها لتخرج هاتفهاالنقال هل تتصل له ..لمحت الساعة في الهاتف على السابعة بقي قليلاً على انتهاء الحفل لابد أن دور دانيال انتهى لكنها لازلت تحتفظ بشيء من الأملالمبعثر و كأنها تكذب الحقيقة بدون شعور وجدت نفسها تضغط على اسمه لتتصل به رفعت الهاتف إلى أذنها ..دقات قلبها تدق كالطبول و هي تنتظر رده المتأخر- ألو ..اغمضت عينيها بألم من نبرة صوته الجامدة لم تكن تسمعه جيداً بسبب الازعاج المحيط به ثوان حتى ذهب لمكان أقل ازعاجاً تمتمت بضعف- دانيال..بصوت جنوني فاجأها حيث قال- حمـــقاء ..اغمضت عينيها بألم و هي تشعر بدمعة حارة تتدحرج على خدها قالت بغصه- لم يحل دورك بعد صحيح ..؟فاجأها رده الجامد يقول- لا تأتي .. ابقي فقط مع من هم من مستواك اكمل بسخرية ..ابحري معه في عالم النثر فهو افضل من عالميمسحت دمعتها قائلة بحزن- دانيــال ..انتظرني .. انتظرني فقط قليلاً ...لم تسمع رداً لأنه ببساطة كان قد قطع المكالمة .. اضيئت اشارة المرور الخضراء مما جعلها تستعيد قليلاً من الأمل قائلة بحزم لسائق- حرك السيارة بسرعة نحو المعهد دون توقف حتى لو اضطر الأمر لقطع مئات الاشارات الحمراء ..دقائق مرت و اعصابها تحترق توقفت السيارة أمام المعهد توسعت عينين سلين تحدق بالمكان بدون تصديق لا تصدق أنها وصلت اخيراً ..اندفعتتمشي بخطوات اشبه من الركض نحو المعهد تمالكت اعصابها من التفتيش الاعتيداي من قبل الأمن لم تكن بمزاج رايق لتلك الإجراءات سألت إحدى رجال الأمن عن مكان الحفل اشار لها نحو إحدى الصالات لم تعطه حتى كلمة شكر لأنها ركضت بتعب من حذائها العالي نحو قاعة الحفل كان الباب مفتوحاًفتوقفت تلتقط انفاسها و صوت مقدم الحفل يتخلخل لمسامعها في الحقيقة لم تكن تستمع إلا لضربات قلبها العنيفة لم تفهم كلمة واحدة أملها الوحيد أن تعرفأن دور دانيال لم يحل بعد ... دخلت الحفل بخطوات مرتجفة لترى الجميع جالساً على الكراسي محدقين بالمنصة رفعت نظرها للمنصة لتجد المقدم يغادرهامشت بخطوات مرتجفة ثم سألت إحدى الفتيات- معذرة ...رفعت الفتاة رأسها لتنظر لسلين فقالت سلين- الطلاب دانيال .. هل حل دوره بالعزف على البيانو ..؟رمقتها الفتاة بنظرات غريبة ثم قالت ..- تقصدين امهر العازفين بهذا المعهد .. كان دوره في المقدمة ..اغمضت سلين عينيها بقوة و بألم اطلقت تزفيرت قهر لكن الفتاة اكملت- لكن اعتقد أن هناك تغيرات حدثت حيث تم تأجيل دوره لنهاية ..لمعت عينين سلين بتلك اللحظة و كأنها وجدت منقذ لها ابتسمت من اعماق قلبها ثم تنهدت براحة قالت- لم يحل دوره بعد صحيح ..؟سألت الفتاة بشوق فردت - انظري للحشد الذي يحدق الآن بالمنصة بشوق أنهم بهذه الأثناء يستعدون للاستماع لعزفه حيث يعرف بالعازف الأجمل هنا .. لم تكمل الفتاة كلامها لأنها تركت سلين حين اطفئت الأنوار لتحدق بالمنصة بانسجام معضم الناس كانوا يتهامسون بخفة عليه .. حيث بدا بعضالفتيات يمدحون عزفه عند رفيقاتهم او والديهم حيث كانت الدعوة عامة .. انطفت الأضواء ليعم الظلام بالصالة الكبيرة و فجأة سلط الضوء البرتقاليعلى وسط الصالة تنفست بعمق و هي ترى أداة البيانو السوداء الضخمة تتوسط المنصة حيث سلط الضوء عليها فيما كان جالساً كالأمير على كرسيالبيانو عينيه مسلطتان على البيانو فيما لم تزين شفتيه إلا ابتسامة جانبية تخلخل لمسامعها صوت البيانو الرقيق لتدرك أن انامله قد بدأت بالمرور على البيانواشارت لها إحدى الفتيات بالجلوس لتتمكن من المشاهدة فمشت نحو الصفوف الأولى لتجلس على اول كرسي صادفته .. توجهت عينيها تلقائياً نحو دانيالحيث كانت عينيه مركزتان على البيانو تتغير تعابيرها على حسب اللحن ..ابتسمت من اعماق قلبها حين أخذت تتذكر هذه المقطوعة لقد كانت نفسها التي استمعت إليها من قبل في اول يوم رأته حين قاطع صوت رنين هاتفها عزفه عندها غضب كثيراً لمقاطعتها معزوفته و شب شجاركبير بسبب هذه المعزوفة ..هذه المعزوفة لها هي وحدها فقط .. لقد سألت دانيال عنها من قبل فاخبرها أنهُ لم يكملها لتدخلها المزعج لكن الآنترى العكس لقد اكملها لا بل طورها لتصبح أجمل معزوفة سمعتها أذنيها زادت الموسيقة قوة على عكس بدايتها شعرت أنها تستمع لموسيقى كلاسيكيةو انسجامها معه كما انسجم جميع الحضور جعلها تشعر أن تستمع لمعزوفة ضوء القمر للموسيقار الشهير لودفيج فان بيتهوفن لقد سرق اليوم عقول الناس في الصالة حيث كان كل واحداً منهم لا يتمنى أن تقف هذه الانامل عن المرور عن البيانو بتاتاً .. نعم اليوم استطاع أن يأخذ سلين إلى عالم آخرمن يراه الآن بقميص أبيضاً لامع ذو ازرار سوداء و بنطال اسود و شعره الكثيف الأسود يستحيل أن يصدق أن هذا الشاب حطم قلوب فتيات عدة دون اكتراث ..حتى سلين المنسجمة معه لم تكن تصدق بتلك الأثناء أنهُ نفسه الذي يستغل كل فرصة لتدميرها ..لكنها في تلك اللحظات لم تلم أي فتاة وقعت في غرامههي حقاً تحبه الآن ... حين عادت لأول لقاء تذكرت تغيره الشامل حين أنهى العزف لكن الليلة مختلفة عن سابقها.. لم تهتم كثيراً لما سيحدث اهتمت فقطبمراقبته .. راقبت كل حركاته على المسرح راقبت ثقته بإدائه حركات شفتيه التي تشتد و تتغير مع طبقات المعزوفة ..ثم شيء فشيء حتى أنهى المعزوفبطريقة ساحرة تتناسب مع بدايتها الهادئة و ضخامتها في الوسط .. وقف كل الحضور بتلك الأثناء يصفقون بحرارة وقفت سلين وهي تراه يقف يحيي الحضوربتهذيب عينيه كانت تبحث عن شيء ماء بين الحضور فرفعت عينيها تحدق به و كأنها تتمنى منه أن ينظر لها ابتسمت حين استقرت عينيه عليها لوحت لهُ بيدها و هي تبتسم لهُ علا صوت تصفيقات قوية من الحضور و تصفيرات عالية من بعض الشباب حيث ظنت سلين أنهم اصدقائه حيث أخذ كل واحد يصرخ باسمه و يشجعونه بهتافات عالية ..فيما تهامست الفتيات باعجاب على عزفه شعرت سلين بالغيرة و هي تسمع الفتيات يمدحونه و يمدحون وسامته الطاغيةفي المسرح .. ثم رأتهُ ينسحب بهدوء. فور أن انسحب من المنصة حتى تحرك الحضور خارجين من الصالة بعد انتهاء الحفل وقفت بهدوء و عدلت ثوبها قليلاً جرت قدميها بهدوء و هي تحمل حقيبة يدها الأنيقة احست بألم في قدميها لركضها بالكعب العالي لكن فرحتها كانت اكبرلقد استطاعت الاستماع إليه و رؤيته يعزف بالبيانو .. لا بل حلمها بأن تستمع لتلك المقطوعة في أول لقاء لهم قد تحقق .. ابتسمت بدون تصديق و هي تمشي بشرود استيقظت حين تذكرت دانيال استوقفت إحدى الشباب الذي كان يصرخ مشجعاً دانيال قائلة - معذرة .. هل لك أن تخبرني أين دانيال ...؟ ثم اكملت موضحة .. ذاك الشاب الذي كان يعزف على البيانو قبل قليل حرك الشاب رأسهُ بالإيجاب و كأنهُ فهم مقصدها فقال بفضول- هل أنت مخطوبته ..؟حركت رأسها بالإيجاب فابتسم الشاب قائلاً- دانيال في غرفة الاستعداد .. تعالي معي ..لحقته بخطوات هادئة نحو تلك الغرفة طرق الشاب الغرفة ثم فتحها و اطل برأسه لداخل الغرفة قائل- دانيال .. لديك ضيفة ..هتف الشاب قائلاً لسلين- تفضلي يا آنسة ..هزت رأسها بالإيجاب و هي تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها جرت خطواتها بصعوبة لتدخل الغرفة كانت متطأطأت الرأس تحدق بالأرضية بتوتر رفعت عينيها بصعوبة نحوه ارتجف قلبها حين رأتهُ جالساً على الكرسي ينظر لها بطرف عين ..جو الهدوء الذي خيم بينهما اشعرها بالتوتر فقالت بارتباك ..- دانيال. .. كيف ... كيف حالك ..؟نطقت بهذا السؤال بغباء و كأنها تبحث عن شيء يبعد الجو الهادئ عدل حركته في الكرسي و كأنه يريد التركيز بملامح وجهها ربع ساعديه امام صدره ثم قال - تعتقدين أن هذا السؤال مناسباً في وقت كهذا ..احمرت وجنتيها احراجاً ..فقالت بأحراج- حسناً .. ربما كان يجب علي ان أقول أنك الليلة كنتُ مذهلاً ..- ليس هذا ما أردته ...عقدت حاجبيها فوقف من الكرسي و حمل معطفه و ارتداه.. تراجعت للوراء بتوتر حين اقترب نحوها لم ينظر لها لكن يده استقرت على معصمها امسك بمعصمهاثم اقتادها خارجاً من الغرفة سارت مستجيبة له شعرت بتوتر كبير حين لمحت الفتيات دانيال يمسك بفتاة كأن كارثة حدثت حيث اخذت الفتيات يتهامسن بخفة و كأن الأمر غير طبيعي .. مما جعل سلين تقول بداخلها ~يبدو أنهُ لم ينظر لفتاة من قبل كي يندهشن الفتيات هكذا ~ لم تشعر بنفسها إلا و هي تسير معه في الحديقة أزاح يده عن معصمها فسارت بجانبه بهدوء اعطى نظرة خاطفة لها مما جعلها ترتبك و تنظر لثوبها التي ركزت عليه الآن كانت مسرعة جداً و ارتدت اول ثوباً رأته .. الثوب كان ضيقاً عليها ليبرز منحنيات جسدها فيما كان يصل لركبتيها مظهراً كلتا ساقيها مرة أخرى اعطى نظراتخاطفة نحوها و اعاد نظره نحو الأمام مما جعلها تقول- ليس من عادتك النظر لي ..واصل سيره بهدوء فقالت- ألا زلت غاضباً مني ...؟ لم يرد عليها فأكملت بصدق .. لم أكن مع روك فقط فاتني الموعد .. - لا يجب عليك قول كل تلك التبريرات ..عقدت حاجبيها بانزعاج لكنها صمتت ..و واصلت سيرها و هي تدفع الحجيرات الصغيرة في الطريق بقدمها ملت من الصمت الذي لم يدم اكثر من دقيقة ثم قالت -اليوم شاهدت عزف لموسيقار عالمي .. أنت الافضل دانيال ..وجه نظراته نحوها قائلاً..- كلماتك لطيفة جداً لا اعرف كيف تستطيعين صيغ كلمات لطيفة .. لأني حقاً اعجز عن ذلك .. ها !! ... عقدت حاجبيها باستغراب بحق الله ماذا يقول ..؟ !! .. لا يستطيع التفوه بكلمات لطيفة ارتبكت لكنها رفعت رأسها لتحدق بالنجوم السوداءواصلت سيرها قائلة- اممم .. اغمضت عينيها و فتحتهما لتكمل .. انظر لهذا القمر ..توقفت عن السير و هي تشير باصبعها نحو السماء توقف معها ليرفع رأسه نحو السماءتمتمت مكملة .. فقط حدق به تعمقت لتقول من بين أعماق قلبها .. كلما شعرت بالضيق .. الوحدة .. أو ربما الحزن .. حين تحدق بالقمر ستجد نفسك ترتاحستحب العالم ايضاً .. ستجد نفسك ابيضاً كالقمر عندها ستصيغ الكلمات اللطيفة دون تردد فقط لو كنت كالقمر بنقاء قلبك ..انزل عينيه من السماء نحوها فابتسمت له برقة تقدم خطوتين نحوها فتراجعت إلى الوراء تقدم اكثر فتراجعت اكثر .. اه .. اطلقت تأوه حين ضرب رأسها بالحائط .. اغمضت عينيها و فتحتهما لتصدم بوجهه مائلاً نحو وجهها و ضع كلتا يديهعلى الجدار محاصراً جسدها ألتقت عينيه بعينيها لتذوب كالشمعة بسحر عينيه ..تمتم بخفة-القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ ..لمح الدهشة بعينيها و كأنها تتذكر هذه العبارة .. اكمل- أليس هذا ما قصدته ..؟ ..ازدادت الدهشة بعينيها قالت بتلعثم - لقد رددت هذه العبارة مسبقاً ..حين ..كانت تود أن تخبره أنهُ ردد هذه العبارة حين قضت الليلة معهُ بغرفته حين كان مريضاً ..قطع كلامها حين وضع ابهامه على شفتيها يمنعها من الحديثقال و عينيه تمر على ملامح وجهها - رددتها من قبل .. لكن أليس من غريب أن أردد أنا عبارة كتلك ..بلعت ريقها و هي ترمش باضطراب ثم قالت - إذن من أين أخذتها ..؟ ..! ..مرت اصبعه لتضرب عقلها بخفة قائل- لديك ذاكرة كمحتوى الكتاب الفارغ ..عقدت حاجبيها لا تفهمه لفحتها لسعة هواء باردة فمررت يديها على انحاء جسدها تحتمي من البرد .. تمتمت- دانيال .. ابتعد من غير اللائق أن يراك الطلاب و أنت تحاصرني هكذا ...مرت عينيه على الحديقة ثم قال- و ماذا سيفعل الطلاب في الحديقة الخلفية للمعهد ..؟ غمز بخبث ارعبها مكملاً.. لا تقلقي المكان لنا فقط .. فالجميع منشغلاً داخل المعهد ..كلامه زادها برودة مما جعله تنكمش برداً انزل يده اليسرى من على الحائط لتستقر خلف ظهرها ..فرفعت عينيها ببطء نحو وجهه ابتسملها ابتسامة اطارت عقلها قائل-؟ تشعرين بالبرد .. بحركات آلية هزت رأسها بالإيجاب غمز لتشتد جاذبيته اكثر- تعالي لتدفئتك إذن ..لم تكن تفهم مقصده لكنها فهمت حين جذبها نحوه داساً جسدها الصغير بين أحضانه .. شيء فشيء حتى شعرت بكلتا يديه تحوطها و تضمها بتملكاكثر نحوه احست برأسه يندس بين شعرها الكثيف أخيراً استطاعت أن تبتعد عنه فحوط خدها بين كفيه عينيه كانت تلمع ببريق خاصاً قال- تلك المعزوفة لك فقط .. تلك السبب الذي جمعنا .. فتاتي لن اسمح لأحد بأخذك أنت من دوني ليلاً بلا قمر .. شجر من دون ثمر ..ردد كلماته بطريقة شدت سلين لتتوه معه قالت باضطراب- يبدو أنك حفظت ما كتبت في ليلة مرضك جيداً ..تغيرت ملامح عيناه لتندمج معها حيث قال- تلك الكلمات كانت كافية لتشعرني بكم أني شخص سيء ..عقدت حاجبيها تقول باستغراب- سيء ! ..حرك رأسه بالإيجاب قائل- تلك الكلمات امتزجت بحب اقتحم قلبك دون سابق انذار ربما لم تلحظي أنك ذكرت معظم صفاتي السيئة لأنك قصدتي الكتابة لمحبوبك ..تعرفين ما قرأتهُ كان لفتاة عاشقة تريد مدح حبيبها الغريب فلم تجد شيء جميل به سوى مظهراً خارجي فقط لذا تحيرت عن حبها الغريب و أخذت تكتب السمات السيئة بدلاً عن المدح .. كتبت ساجني بدلاً من منقذي .. بدل راسم ابتسامتي محيت ابتسامتي .. كتبت الكثير لتشعر حبـيبها أنهُ شخص سيء ..كلماته كانت غريبة لأول مرة دانيال يتكلم بتواصل دائما يرمي عبارة او كلمتان .. لكن هذه المرة عبر عن ما قرأ ..بل بدا حافظاً لكل كلمة خطتها ...قالت بغرابة- لا يحريني سوى ثقتك العمياء بكوني أحبك...ازاح كفيه عن الجدار و حرك رأسه قائلاً بثقة ..-كل عضو بك ينطق بحبك لي عدا لسانك فهو يقف عاجزاً عن نطقها ..بحركة سريعة ابعدته لتواصل سيرها إلى الأمام متحاشية النظر إليه و هي تتذكر أن لسانها من قبل نطقها .. لحقها بطيف ابتسامة ثم قال- دعيني اوصلك للفلا ..أومأت برأسها بهدوء بالإيجاب ثم لحقته نحو سيارته صرف سائقها و اعتلى مقعد السائق و أيضاً الهدوء كان سيد المكان بالسيارة حتى اوقف السيارة أمام الفلا ..لثوان ظلت بمكانها و كأنها تنتظر منهُ أن يقول شيء ..لكنها فتحت بابها لتخرج من السيارة استمعت لصوت بابه ينفتحثم ترجل خارجاً من السيارة امسك بإحدى يده باب سيارته المفتوح و هو يطيل النظر نحوها ..قالت بهدوء- هل ستدخل ..؟حرك رأسه بالنفي و اغلق باب السيارة ليتجه نحوها ..توقف أمامها فقالت- حسناً .. إلى اللقاء شكراً لك دانيال لقد استمتعت بعزفك ..استدارت لترحل فصدمت بكفه تنطبق على معصمها بخفة أدارت رأسها نحوه ثم استدارت بعينين حائرة صمت قليلاً ثم قال - بدأت العزف في العاشرة من عمري .. حدقت به باستفهام و كأنها تستغرب سبب اعطائه لها هذه المعلومة فقال مواصلاً- منذُ تلك الفترة لم يحضر أحد من اسرتي لأي حفل شاركت به عدا والدي و بعد وفاته لا أحد تقريباً سبعة أعوام او اكثر مرت على وفاته فيها لم يشاركني أحداً أي حفل ..الليلة كنتِ اول من يشاركني حفلاً موسيقي بعد كل تلك المدة ..توقف عن الكلام حيث لاحظت سلين أنهُ كان يجاهد ليخرج الحروف من فمه أنهُ يعجز عن التعبير في كلامه .. ابتسمت بلطف لهُثم قالت - يمكنك تسهيل كل هذا الكلام بكلمة لطيفة تسعدني .. بدلال ممزوج بالأمر اكملت .. قل .." شكراً لك " عقد حاجبيه و كأن الأمر لم يعجبه فيما ارتسمت على شفتين سلين اجمل ابتسامة فرك بيده شعره ثم قال- ألم أخبرك بأني أعجز عن صياغة الكلمات البسيطة ..؟اقتربت نحو اكثر لتقول بدلال عفوي و هي ترفع كلتا كفيها نظراً لطوله و تضعهما براحة على كتفيه قائلة بعفوية لطيفة ..- حين تعجز تذكر هذه الكلمات ..اكملت مبتسمة بتعابير رائعة .." .. القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ .."اه .. اطلقت تأوه بسيط و هي تغمض عينيها حين مال برأسه ليضرب جبينه في جبينه بقوة ثم مال نحو أذنيها ليقول - اعرفي من قائلها اولاً ..ثم أعاد رأسه إلى الوراء ليفاجئ بسلين تقول بفضول- من هي هذه الفتاة ..؟اجابها غامزاً ..- فتاة تعيش في الأرضعقدت حاجبيها بانزعاج منه ثم قالت- هل تحبك ..؟غمز أيضاً ليغيظها ..- تعشقني ..ضربته على كتفه ثم قالت بغيض- تبدو سعيداً ..- اكره الفتيات الغيورات ..رفعت ذقنها لتقول بكبرياء ..- و من قال بأني أغار ..اطلق ضحكة فجأة مما جعلها تتراجع إلى الوراء و كأنها تحاول تمالك نفسها من ضحكته العذبة ..ثم قالت بتلعثم- اعتقد أني تأخرت في الخارج أكاد اتجمد برداً .. لوحت بيدها لهُ تودعه قبل أن تنصرف هتف باسمها فتوقفت تنظر لملامحه التي تحولت لجدية ثم قال ليرمي سهماً عليها- غداً سأسافر ..توقفت لهول الصدمة لثوان رمشت بعينيها بصدمة- مـاذا .. مــ...اذا قلت ..؟كرر و كأنهُ يستمتع بتعذيبها- غداً سأسافر لإحدى البلدان .. لدينا اعمال كبيرة مع السيد جوزيف ..اكمل قائلاً .. عمي لم يصدق أن السيد جوزيف قد عاد لتعامل معنا و بطريقة اوسع هذه المرة العمل يستجوبني أنا ...حركت رأسها بالنفي و هي تقول بداخلها .. لا يجب أن ابكي .. لا يجب أن اكذب الكذبة و اصدقها .. لستُ خطيبته ..لستُ خطيبته ..صوتها ارتجف و هي تقول- و أي سبب يجعل السيد جوزيف ينشرح صدره مجدداً ليتعامل معكم بطريقة اوسع ..؟ .. هل هذه المرة الأمر يتعلق بك و بابنته ..؟انزل عينيه للأرض كانهُ يرفض قول أي شيء ... أو بمعنى فهمتهُ سلين أنهُ يؤكد ما قالته لذا واصلت و صوتها يزداد اضطراباً ...- ماذا عنا ..؟ ارتباطنا تحت ما يسمى خطبة ..ماذا عنه ..؟ انفعلت تكمل لا تذهب تاركاً الحمل علي ..رفع عينيه ليثبتهما بحدقتي عينيها ثم قال بحزم- حين أعود سنضع النقاط على الأحرف
هذا آخر ما ردده استمعت بعدها لسيارته تغادر المكان ثم لم تلمح سوى مكانه الفارغ ..هذه المرة شعرت بضعف يجتاح جسدها البارد و ثقلكبير في ساقيها يعيق حركتها .. اه اطلقت تأوه و هي تشعر بيد تسحبها لتنحرف بها نحو إحدى الحارات عينيها كانتا موجهتان نحو الأرضدانيال.. فكرت به و هي ترفع عينيها نحو ذاك الشخص ..تذكرت أن دانيال قد غادر و عينيها معلقتان بمن سحبها بقوة ..- روك ..تمتمت باسمه بانكسار فمرت عينيه على وجهها لتستقر على عينيها حيث برقت لوجود دمعتان تصلبتا في أجفانها تمتم بهدوء ما قبل العاصفة- تبدين مشغولة حتى اتصالاتي لم تردي عليها ....ازاحت يده عنها قائلة بألم و هي تشعر بصداع فضيع و لم تكن بمزاج جيد لمحاكاة روك - دعني روك .. اشعر بصداع و أود الراحة ..اطبقت اسنانه على بعضمها بقوة ثم قال من بين اسنانه ..- منذُ قليل كنتِ تضحكين و تشجعين عزفه المذهل و أيضاً تحترقين غيرة على الحبيب و بثوان لعلمك برحيله حتى كاد الصداع أن يقتلك..نظرت لهُ بعتاب ثم قالت- أكنت تتنصت على حديثنا ..؟عينيه برقت و هو يقول- كنتُ فقط أراقب الفتاة التي أحب و هي مع المدعو دانيال .....أخذت تشعر بصداع يكاد يقتلها فقالت بدون نفس للحديث معه- سبق و أن خبرتك بأني لا أكن لك أي مشاعر .. لذا دعني اذهب الآن ..كانت قاسية كثيرلكن وجدت أن كلام روك يثير الاستفزاز قبل أن تتجاوزه اطبقت يده على ذراعها فصرخ ليرعبها أكثر ..- تحبينه .. ! .. لم تسمحي لنفسك حتى بحبي لأجله ذاك النذل لا يستطيع سوى جرحك .. سلين أنتِ وردة و دانيال لا يستحق سوى من هم امثاله ..حين يعود من السفر سينهي كل شيء لذا اتركيه أنت أولاً و تعالي معي ...- كفوا عن التحكم بي كدمية .. اطلقت صرخة عنيفة اذهلته فيما تطايرت الدموع من عينيها كالشلال اكملت و الدموع تسيل قائلة ...رددت هذه العبارات اكثر من مرة .. بقساوة اكملت .. روك أنا من يختار و يقرر بالنهاية لا تتعب نفسك بتقديم النصائح ..ابتسم بسخرية ليقول - افرغي دموعك لفراقه .. رفعت عينيها الدامعة بلؤم نحوه ثم قالت - فقدت صوابك اليوم ..هدأت و هي تكمل بغضة ..روك اعرف حالياً ما أريد .. تنفست مكملة .. أنا حاولت أن احبك لكن خيال الأمير العازف لم يغب عن خيالي ضعف صوتها و هي تكمل .. روك أنا آسفة يبدو أنني فقط كنتُ استمد قوتي منك تعرف أنا حقاً حمقاء لأني احببته هو و لم أحبك ..لم تستطع النظر لملامح وجهه لذا فضلت النظر للأسفل استمعت لهُ يقول- إذن هذا ما توصل لهُ قلبك .. حركت رأسها بالإيجاب فاكمل بهدوء ادهشها ..- جميل لقد طغى الحب ليعمي عقلك كلياً .. ! .. حظ موفق حبيبتي .. حبيبتي .. لقد رددها مع علمه بأنها لا تحبه شعرت أن روك ضاع منها هذه المرة فسمحت لدموعها بالنزول و هي تراه ينسحب بهدوء ليعتلي سيارتهو يغادر فيما ركضت هي نحو الفلا بجنون دخلت الصالة و صعدت السلالم ليستوقفها صوت السيد شارلي لم تسمح لهُ أن يقول شيءاعتذرت و هي تطلب منهُ برجاء أن يتركها وحيدة قليلاً فيما تلاشى قلب السيد شارلي و هو يدرك أن ابنته احبت الشخص الخطأ فلم يبدو على دانياليوماً أنهُ يحبها ..خاف أنهُ دمرها بهذا الارتباط الغريب لكنهُ تركها تذهب لتفكر بنفسها و هو يكاد يجن ليعرف سبب هذا الانبهار الكبير ..فور أن دخلت سلين غرفتها حتى اغلقتها بالمفتاح و خلعت حذائها و رمت الحقيبة على الكرسي باهمال ثم أنهارت على السرير تضم ركبتيها إلى صدرها و تبكي بألم على ما فعلته.. دانيال و روك خسرتهما مرة واحدة .. اسندت رأسها على ركبتيها و هي تفكر أنها غير نادمة على خسران روك على الأقلكانت تستغله فقط لتستمد القوة أو لتبعد حنينها نحو دانيال لكنها فقط حزينة لفراقه أما دانيال فقد خسرته نهائياً متأكدة بأن السيد جوزيف توسع معهمبالعمل لأن ابنته المدللة قد رضت عن دانيال و مؤكد أنهُ استسلم لها و خاصة تحت اصرار عمه الذي يحاول الحفاظ على الثروة و تضخيمها بكل جهوده الممكنة .. شتمت غبائها لأن كل شيء كان واضحاً من البداية خروجه المستمر مع كرستين كان خير دليلاً لها لكنها هربت من الحقيقةمسحت دموعها و هي ترسم ابتسامة حزينة حين تذكرت والدتها المتوفاه .. لمحت ذاك الصندوق الخشبي على الطاولة الملون بألوان متعددة كقوس القزححيث بدا صندوقاً لطفلة ذاك الصندوق الذي احتوى بعض من ذكرياتها عند الطفولة وقفت نحو الطاولة وحملته جلست على الكرسي ثم فتحت القفلبالمفتاح المربط بخيط في الصندوق لم تفتحه من قبل وفاة والدتها لذا بدا الأمر غريباً و مشوقاً لمعرفة ما احتفظت بداخله .. من بين دموعها ابتسمتحين رأت دمية من الصوف بدت قديمة جداً فابتسمت بألم حين تذكرت أمر تلك الدمية لقد صنعتها لها والدتها حين كانت في السابعة من العمر...دفتر رسومات فتحتهُ لتجد رسومات طفولية توحي ببراءة الراسم ..ملابس دمى قديمة .. أصداف ذات أشكال و ألوان جميلة التقطتهم سابقاً من البحر ....دفتر ذكريات قرأت القليل منهُ ثم أعادته لترى بقية الأشياء .. بعد أن نظرت لأشياء صغيرة تدل على براءة طفلة توقفت نظرها على صورة لهاكانت لها و هي ترتدي ملابس الروضة و عينيها محمرتان من البكاء ابتسمت و هي تتذكر انها كانت تخاف المدرسة لضعف شخصيتها سابقاًحيث كانت تعجز عن التحدث مع الغير خوفاً منهم .. قلبت الصورة فتوقفت عينيها على شيء مكتوب خلف الصورة بخط طفولي بين قوسين.. " القمر ابيض في السماء سعيد بحلته فيوماً هو هلال و أيضاً قد يكون بدراً .. فنحنُ مثلهُ .." ثم كتب .. لذا لن ابكي مجدداً فأنا كالقمر بحلتي ..! ..رمشت بعينيها محاولة أن تستوعب ما كتب ..رددت العبارة بصوت خافت و عاد شريط ذكرياتها إلى الوراء لتتذكر أنها كتبت هذه العبارة من قبل ..لكن عقلها توقف عن شيء واحد .. دانيال ..ظنت أنهُ أخذها من شخص آخر لم تتوقع بتاتاً أنهُ أخذها منها .. متى و كيف أخذها ..؟ ..بلحظات تذكرت أنهُ من جلب لها الصندوق من بيت والدتها السابق لقد نستهُ هناك من بعد بيعها المنزل أعطاها إياه عبر إحدى الخدم ففرحت أنهُ لم يرميه بعد لكنالغضب اشتعل بعقلها و هي تتخيله قرأ مذكراتها و استطلع عن حياتها الطفولية فيما هي تعجز عن الوصول إليه بسهولة ..لكنها لم تستطع سوىأن تبتسم بضعف حين تذكرت كلام دانيال الليلة عن الفتاة التي كتبت هذه العبارة و ثقته العمياء بعشقها له و تمتمت - اعتقد أنني كنتُ أغار من نفسي فقط ..!ثم بدلت ملابسها و رمت نفسها بسريرها المريح تطلب الراحة قليلاً بعد أن تناولت حبوب مسكنة لآلم الرأس .. اطلت الشمس معلنة عن يوماً جديد و تعالت زقزقة العصافير و هم يطيرون في أنحاء السماء .. استيقظت سلين بانزعاج كبير فلم تنم البارحة براحةلقد قضت الليل تفكر و تفكر .. أخذت حماماً ساخناً سريعاً ينعشها ثم لبست بنطال ازرق و كنزة صوفية خضراء فاليوم لن تذهب لأي مكان لا داع لتجهيز نفسها و خاصة أنها ليست بمزاج جيد .. مشطت شعرها و رفعتهُ على شكر ذيل الحصان ثم رشت عطراً خفيفاً برائحة الفواكه .. ارتدتحذاء منزلي و خرجت من غرفتها .. ألقت تحية الصباح على كل من مرت بجانبه من الخدم بمزاج معكر كيف لا و اليوم سيسافر دانيال ..اضطرت أن تنزل فقط كي تُطمئن والدها عليها فهي تعرف أنهُ لن يرتاح حتى يطمئن عليها .. نزلت عبر السلالم تنوي بدء يومها بهدوء لكن لم يحقق يوماً كل ما تريده توقفت في نصف السلالم تحدق بالصالة الكبيرة حيث الرجلان الواقفان و يتحدثا بصوت منخفض ..تنحنحت بصعوبةفتوقفا عن الكلام لينظرا لمصدر الصوت ..احست أن الكلام اختفى من فمها حين حدقت بدانيال واقفاً بجوار والدها ينظر لها بهدوء أخيراً نطقت- صباح الخير ..ردا معاً- صباح الخير.. واصلت النزول من السلالم و هي تتجاهل النظر نحو دانيال فهي غير مستعدة للبكاء من الصباح .. تمتمت و هي تقترب لتقبل والدها على خديه قائلة- هل تناولت طعام الافطار بعد أبي ..؟قبلها أيضاً ثم قال ليس بعد .. سأذهب لأرى أن جهزوا الطعامردت مسرعة- لا تتعب نفسك سأذهب أنااعترضها قائلاً- لا لا ..ايضاً سألقي نظرة على العناوين في الصحف اليوم .. انصرف متعمداً بعد أن غمز لدانيال بخفة.. نظرت سلين لدانيال ثم أعادت نظرها للأرض كانت خجلة قليلاً من ملابسها المنزلية لكنها لم تهتم كثيراًدام الهدوء لثوان ثم قالت- ما الذي جئت من أجــله ..؟نظر لعينيها الذابلتين المحدقتين بالأرضية بانكسار فقال بهدوء ليزيد انكسارها- جئتُ اودع السيد شارلي قبل ذهابي للمطار ..شعرت بغصة بعنقها لكنها واصلت ..- ستسافر بعد قليل إذن ..- نعم ..سألتهُ بضعف- دراستك .. ماذا عنها ..؟ .. رد عليها أيضاً بنفس الهدوء- ربما انهي بقية الفصل هناك و ربما انهيها هنا ..ثم نظر لساعة يده و قال- سأذهب الآن ..اعتني بنفسك ..استدار ليمشي خطوتين لكنهُ توقف و ظهره يقابل جسدها على صوت انينها تنفس بصعوبة ثم قال- كوني أكثر قوة ..مسحت دموعها بظهر كفها ثم قالت ..- لن ابكي مجددا .. فأنا كالقمر بحلتي ! ..رسم شبح ابتسامته لعلمه بأنها أخيراً تذكرت كاتب العبارة لكنها لم ترى ابتسامته لمقابلتها لظهره..لكنهُ صدم بصوتها يزداد تشنجاً شيء فشيء حتى تحول لبكاء حاد يدمر الحجر ..- لكنني لا استطيع .. لا استطيع أن لا ابكي ..اكملت جملتها ثم رمت جسدها على ظهره لتضمه من الخلف بقوة .. احست بدموعها تبلل قميصه لكنها واصلت بكائها فيما لم يتحرك هو ليفعل شيءقالت من بين بكائها- لا تذهب .. لازلت أحتاجك رغم برودك الذابح ..شعرت به يستدير فجأة ساحباً إياها نحو صدره الدافئ فلم تصدق تلك اللحظة لتبكي بين أحضانه بقوة عنيفة جعلتهُ يخاف عليها .. اشتددت ذراعيه علىظهرها ليستمر بضمها بقوة نحو حضنه الدافئ فتشببت بقميصه بقوة ..ارتفعت إحدى ذراعيه لتربت على شعرها بنعومة ظنت انهُ لن يذهب لكنهُ ابعدهاكما ضمها إليه هامساً بأذنها ..- كوني بخير فتاتي ..سأعود .. سأعود و أنا اعدك بالأفضل لكلانا ..ثم لم ترى سوى ظله مغادراً .. المكان و لم تعرف الشيء الافضل الذي قصده بكلامه .. أهو الفراق او مواصلة الابحار ليصلا إلى بر الأمان معاً..^ــ^
[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:19 PM

[frame="7 80"]البــــارت الثامن عشر والأخير ...
.................................................




في ظلمات الليل انظر لنجوم اللامعة محدق
بســـــــماء
ســـــــــــــــــوداء
بين لحـــظة و ثـــانية
ظــلك يتراء بعيـــــني أسهو بخيالك بين الأمس واليوم
و أبحر بعينيك البريئة فأراها تبرق ببريق النــــــــجوم
لا أرى بعيني سواك أراك أنتِ فـــــقط !
قـــلبي يتعذب يتلاشى و يحتـضر بكل ثانية تمر
وأنا بعيد عنـــك
أ أحتــــاج لــــــــــدواء فتاتي ..؟؟
قـــد أحـتاج لقربك أحتـاج فقط لسمـاع صوتك
أراك كـل يــوم بأحــلامي أراك بين الورود مبتسمة
أنت كنز ثمين أخشى ضياعه
أنت لـــــــؤلــــــــؤة فـي أعـماق البـحــــار
أنا أناني متسلط لعوب طائش
أ هذا أنا بنظرك ..؟
تنـــاسي كل شــيء
أنـــا عــاشــــق ولــهان بــصــدى ضــحكاتك

أنــا من قتـــل روحـــــــه بحبـــكـ
حبيبتي أنتِ حلم رائع صـــعب علي منــاله
أخشى تــعذيب قلبك لو احببتك
أرجــوك ..عــــودي .. .. عــــودي فتـــــــاتي..
حلـــوتي لا تتوقفي عن عنـــادك
أعشق نظرة التحدي بعينيـــــكــ
أعشق عنـــــــــــــادك الــمـبالغ
أبقي بــــجواري امنـحيني حبـكـ
سامحيني أعدك بالحــب فلا تبتعدي
افتحي قيودك عن قلبي ..... امنحيه الدواء الخاص بي..
لا ترحلي حبيبتي ..... لا ترحلي فتـــاتي
لا تــتركيني بسجـــن من غيـــر قضبــــــان
أحبــــك متناسي كل شيء
أنـــا طــــــماع بحبــــــــكـ
أميــــــرتي أغمضي عينيك لـــحظة
و أزرعي شـتلات الــحب
أعتـــذر على كل دمعة سالت من أجفانك
آســـف على كل لحظـــة ألم سببــتها لكـ
كنــــت أعمى بحبـــــــك
سامحــيــني وعـــــودي حلـــوتي الأمــــــيرة
وتـــــأكدي فقــــــط بــأني
اسيج أجمل المقطوعات فقط لأني
عـــــــــــــــــــــــاشـقك الـــــــــــــــــــولهــــان[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:28 PM

[frame="7 80"]عادت من الجامعة بتململ .. حقاً لقد اصبحت تلك الكلمات تزعجها فالجميع اصبح يستفسر عن دانيال الغائب عن الجامعة لأسبوعان تقريباً تنهدت وهي تصعد إلى غرفتها و تدخلها كانت تعرف أن يمكن لدانيال أن يعود و يكمل الدراسة لإنهاء العام فمدير الجامعة يقبل اعذار دانيال دوماً دخلت الحمام و أخذت حماماً ساخناً ثم ارتدت بجامة قطنية و أخذت تجفف شعرها المبلل بالمنشفة خرجت من الحمام و استلقت على السريرتبحث عن راحة عقلها يكاد يتفجر لتعرف أحوال دانيال كل ما تعرفه من السيدة رابينا أنهُ يعمل بجهد كانت تستغرب هذه السفر التي استمرت اكثر من ثلاثة أسابيع تقريباً رن هاتفها بتلك الأثناء فلمحت رقم السيد شارلي ردت بتثاؤب- مرحباً- مرحباً يا ابنتي .. اعتقد بأني سأتأخر اليوم في العمل فلا تقلقيابتسمت من بين تعبها على حرص والدها باخبارها بكل شيء ثم ردت بلطف- عدني أن لا ترهق نفسك أبي اطلق ضحكة خفيفة ثم رد- لا تقلقي والدك قوي ضحكت على نبرة صوته حيث أخذ يقلد البرامج الكرتونية فواصل كلامه - حسناً يجب أن اغلق الآن .. تناولي الغداء ولا تنتظريني- إلى اللقاء..اغلقت الهاتف ثم أخذت تتقلب من جهة إلى أخرى تحاول النوم لكنها لم تستطع بتاتاً النوم .. وصلت رسالة لهاتفها فانتفضت على أملأن يكون المرسل دانيال خاب ظنها و هي تجد رسالة من زميلتها بالجامعة و تنهدت متذكرة دانيال ذاك الغبي لم يفكر بالاتصال بها بتاتاً أخذت تتذكر حين ضمها إليه بحب و تشتت افكارها مجدداً لذا فضلت أت تقف من على السرير بعد أن طار النوم و لم تعد بحاجة إلى قيلولة نزلت إلى الصالة تنظر إليها بشرود و تدور فيها كالأغبياء لتبعد الملل اخبرت الخدم أن والدها سيتأخر اليوم وطلبت منهم تأخير الغداء قليلاً أخذت ترسم و تلون و تتصفح صفحات الانترنت بحاسوبها كوسيلة لإضاعة الوقت .. تذكرت فجأة أمر روك فمنذُ ذاك اليوم لم تتحدث معهكان فقط يرسل لها رسائل حب تعذبها لكنها تطلب منهُ أن يكونا أصدقاء فيرفض مصمماً على أنهُ يحبها لذا لم تعد تتحدث معهُ ..جلست على الأريكة ثم فتحت التلفاز و أخذت تنتقل من قناة لأخرى عبر جهاز التحكم .. قطع رنين هاتف الفلا مشاهدتها فوقفت بضجر من الهاتف الذي قطع مشاهدتها اتجهت نحو الهاتف ببطء و مدت يدها لتلتقط سماعة الهاتف و تضعها على أذنها لم تكن تعتاد أن ترد على هاتف الفلا فوالدهاأو الخدم من يقومون بذلك لكن هذه المرة لا تعرف سبب تأخر الخدم على الرد .. - مرحباً ...هتفت تنتظر رد المتصل ..- مرحباً .. هل يمكنني التحدث لسيد شارلي ..؟صوت رجولي حازم أتاها .. تجمدت بمكانها و هي تحدق بسماعة الهاتف و كأنها تستنكر المتصل .. تمتمت بصعوبــة- دانــيال .. استمر الصمت قليلاً ثم قال دانيال بصوته الحازم حيث بدا متوتراً بعض الشيء..- اه ..سـلين ..انتظرت أن يقول شيء لكن خاب ظنها حين واصل - أين والدك ..؟عبست من نبرة صوته العادية فقالت- لم يعد بعد من الشركة لديه عملاً كثير اليوم ..-اه ..فواصل .. أنهُ لا يرد على هاتفه ...ردت و كأنها تحاول أن يطول الحديث بينهما- ربما يكون في اجتماعاً ..توقفت ثم اكملت .. يمكنك أخباري ما تريد أخباره ..هز رأسه بالأيجاب ثم قال- هل تمتلكي رقم مكتبه..؟ردت بحماس- نعم .. لقد أعطاه لي ..- حسناً لا املك الوقت لأتصل له ..افعلي ذلك بدلاً عني ..قالت بحيرة- و ماذا اقول له ..؟رد بحزم ..- بلغيه بأني قادم اليوم .. لم يسمع رداً لها فواصل - مشغولاً الآن .. إلى اللقاء ..اغلق الخط فيما ظلت هي تحدق بسماعة الهاتف بصدمة .. رسمت ابتسامة هادئة ثم تعالت ابتسامتها اكثر و اكثر .. نطت بفرح و هي تهتف بفرح " أخيراً سآراه " فيما اغلق هو هاتفه النقال و رماه على السرير باهمال .. استقرت عينيه على الدولاب بالغرفة الموجود فيها بالفندق فتح حقيبة السفر المتوسطة الحجم و رمى الملابس المطويةمن على الرفوف إلى الحقيبة بعجلة ..حدق بساعة يده و اسرع في جمع الأغراض تنهد و هو يغلق حقيبة سفــره نظر لنفسه عبر المرآة عدل قميصه أمام المرآة ثم مرر المشط على شعره الكثيف رش كمية كبيرة من العطر الرجالي و حمل جواز سفره و تذكرة السفر دسهما مع العطر و المشط بالحقيبة الظهر الصغيرة.. تنهد و هو يغادر الغرفة لكن تلاشت ابتسامته و هو يرى السيد جوزيف يخرج من غرفته لمح دانيال خارجاً فستوقفه قائلاً- إلى أين ستذهب ..؟نظر لحقيبته ثم رد- كما ترى .. سأعود ..- لكن ...قطعه دانيال بحزم مؤدب قائل- انتهت الاجتماعات هنا و انتهى العمل أيضاً.. لا حاجة للبقاء ..قبل أن يتحرك دانيال اعترض طريقه مجدداً ثم قال ..- دانيال .. ماذا عنك و عن ابنتي ..؟لف نظره نحو السيد جوزيف ثم قال- بيننا عمل فقط .. حياتي الخاصة لا افضل أن نتعمق بها بتاتاً .صمت ينظر لسيد جوزيف ثم قال ..إلى اللقاء سيد جوزيف بلغ تحياتي لزوجتك ..لم ينتظر منهُ جواب ثم اتجه نحو السلم الكهربائي و نزل إلى الاستقبال ليجري أجراءات الخروج من الفندق ثم ركب سيارة أجرى نحو المطار ..و هو يفكربطريقة ستجعل كل تلك الساعات التي سيقضيها في الطائرة تمر دون ملل ...على الساعة السابعة مساء كانت سلين مندسة بين أحضان والدها النائم في غرفته ..لقد عاد والدها قبل ساعتان من العمل حيث كان مرهقاًو استلقى على سريره لينام قليلاً نبه سلين أن تيقظه على الساعة السابعة كي يذهب لاستقبال دانيال في المطار لقد أصر هو بنفسه على استقبال دانياللأنهُ كان يعرف بانشغال السيد كاسبر رغم رفض دانيال إلا أنهُ اصر على استقباله بنفــسه ..جلست على السرير ثم نظرت لساعة لتجد xxxxبها علىالساعة السابعة حدقت بوالدها النائم بعمق و هي تشعر بالشفقة عليه لقد تعب اليوم كثيراً .. ضربت على كتفه بخفة قائلة- أبــي ..تقلب بالسرير فضربته بكتفه مجدداً هاتفة بصوت أعلى- أبي استيقظ .. ستصل طائرة دانيال قريباً ..حين استمع لاسم دانيال وقف ليجلس على السرير بتثاؤب هتف بنعاس- كم الساعة ..؟تمتمت- السابعة ..ثم اكملت و هي تلاحظ ارهاقه الشديد ..تبدو مرهقاً هل تريد حبوباً مسكنة لألم الرأس؟هز رأسه بالإيجاب فاتجهت نحو البراد الصغير في الغرفة و فتحته اخرجت شريط الحبوب المسكنة و صبت لهُ كأس من الماء فيما وقف هو و أخذ كأس الماء و شرب الحبة ثم اتجه ليأخذ حماماً قبل أن يدخل الحمام توقف ليقول- تعرفين أن السيدة رابينا دعتك لتناول العشاء .. هيا بسرعة حضري نفسك ..سأوصلك مع طريقيحركت رأسها بالايجاب و هي تتمنى الذهاب مع والدها إلى المطار لكنها لم تستطع الاعتراض فقد بدا حازماً بعض الشيء .. لذا انسحبت نحو غرفتها و ارتدت فستاناً من القطن طويلاً ضيقاً من الجزء العلوي ليتدرج على شكل طبقات مغطياً ساقيها كان محتشماً من الجزء السفلي لكن كان يظهر كلتا ذراعيهافلم يكن لهُ سوى حمالات رفيعه نظرت لنفسها بالمرآة و بالثوب الزهري المتناسق على جسدها بطريقة تظهرها فتاة انيقة جميلة بعمرالتاسع عشر حيث اظهر الفستان طبيعتها الجميلة سدلت شعرها على كتفيها و مشطته بعناية وضعت ملمع الشفاة و الكحل على عينيها ثم انزعجت من دخول والدها حيث كان يصرخ و هو يحثها بالاستعجال .. تمتمت بداخلها " هكذا هم الرجال دوماً " .. لا يقدرون اعتناء الفتيات بأنفسهن .. رشت العطر بسرعة من كلام والدها الذي يحثها على الاستعجال ثم ارتدت صندل وردي ذو كعب صغير حملت معطفها و نزلت مع والدها إلى السيارة .. ركبت مع والدها بالخلف و اعتلى السائق مقعده ثم اوصل سلين بالأول إلى القصرو اتجه بالسيد شارلي إلى المطار.. دخلت سلين القصر و خلعت معطفها لتعطيه لإحدى الخدم .. ثم استقبلتها السيدة رابينا بالترحيباتالحارة دخلت لتجلس في غرفة الضيوف بجوار السيدة رابينا هتفت السيدة رابينا بفرح- دانــيال ستصل طائرته بعد قليل ..حركت رأسها بالإيجاب قائلة- نعم أعرف .. ذهب والدي لاستقباله ..ربتت على كتفها بلطف ثم قالت - دعينا نتناول العشاء بعد قليل ..دانيال سيأتي متعباً ولن يتناول العشاء إلا حين يرتاح .. اعرف ابني جيداً..ابتسمت بخفة ثم وقفت مع السيدة رابينا نحو طاولة العشاء و بدئوا بتناول العشاء اللذيذ .. مسحت سلين بالمنديل فمها معلنة عن انتهائها لتناول العشاءحيث لم يكن السيد كاسبر موج,داً فقد كان في عمله وقفت لتتجه نحو الصالة مع السيدة رابينا ..حديث طويل دار بينهما ثم قالت بعد مدة لم تكن قصيرة - تأخر دانيال صحيح ..؟ابتسمت السيدة رابينا باضطراب ثم قالت- بالحقيقة حين يعود من السفر دائما يذهب إلى صديقه مارتن أو يتجول في المدينة ثم يعودخاب ظن سلين و هي تشعر باليأس لقد تمنت أن تراه اليوم و كانت متمسكة بهذا الأمل رسمت ابتسامة منكسرة ثم قالت- لا بأس ردت السيدة رابينا- حبيبتي أنتِ خطيبته .. اتصلي به و اطلبي منهُ العودة ثم غمزت مكملة تبدين مشتاقة لهُ كثيراًابتسمت و هي تفكر بكلام السيدة رابينا ثم قالت- لا سأراه غداً ..دعيه الآن يمرح مع صديقه ..شعرت بالملل و السيدة رابينا تحكي لها الكثير من الحكايات و تسألها على كل حدث حصل في حياتها .. أخيراً طلبت من السيدة رابينا التجولفي القصر بعد أن انشغلت السيدة رابينا بمكالمة هاتفية ..وقفت تسير بأنحاء القصر بشرود بأمر دانيال .. تفكر و تفكر كثيراً هي حقاً خائفة من القرارالصعب الذي اتخذه دانيال خلال السفر أما هي تنهدت بأسى على حالها فهي لازلت بين النيران بين حب دانيال و بين كرامتها التي ترفض الخضوع لهخرجت نحو الحديقة الخلفية حيث المسبح الكبير لم يكن الجو بارداً للغاية في ذاك المساء فسارت بهدوء نحو المسبح تتأمل هدوئه لكن شيء فشيءحتى انتفضت حين لمحت المياه تتحرك و كأن هناك من يسبح أطل رأسهُ من وسط المياه في المسبح فسرت قشعريرة بجسدها و هي تراه منسداًبين المياه في وسط المسبح .. لم يتغير بتاتاً ظلت تحدق به لثوان فيما ظل هو بوسط المسبح ينظر لها شعره كان مبللاً لذا التصق بجبيه و مع ضوء القمربدا أشد جمالاً و روعة .. دانيال .. تمتمت باسمه بصعوبة فسبح حتى وصل لطرف المسبح و استقر هناك كانت واقفة أمامه فيما هو يقابلها لكنهُ مندس بين المياهابتسم و هو يحدق بثوبها القطني الجميل على جسدها و ملامحها الأنوثية الرقيقة ثم قال- تبدين .. صمت ثم غمر .. متغيرة بعض الشيء..نظرت لهُ و الشوق يكاد يذبحها لكنها لم تظهر ذلك ثم قالت بسخرية متصنعة- بحق الله ما الذي تفعلهُ بوسط المسبح ..-امم اعتقد أنني احتاج لقليلاً من المتعة و خاصة في هذه المياه الباردة ..ابتسمت ثم قالت- مجنون .. تشتاق للمرض يا دانيال ..اطلق ضحكة عذبة مما جعلها تستغرب و هي تراه يخرج من المسبح بملابس انيقة مبللة حيث بدا لها أنهُ لم يصعد ليبدل ملابسه بل غاص فوراً بالمسبح .. قال و هو يقترب نحوها - اشتاق للمرض و نشتاق معاً لقبلة عنيفة أيضاًاحمرت وجنتيها خجلاً حين تذكرت أنهُ قبلها حين مرض و ضعت كلتا يديها على خصريها و تخصرت لتقول ..- ثم لتصرخ علي صباحاً و تقول بكل قسوة .. قبلة عابرة لا أكثر..مرة أخرى اطلق ضحكة على كلاماتها هزت كيانها و أذابت قلبها بسهولة ..سألته محاولة تغيير الأجواء قليلاً- كيف كانت الرحلة ..؟- عملاً في عمل ..نظرت لهُ بطرف عين و كأنها تسألهٌ عن كرستين لكنها قالت - على العموم حمدلله على سلامتك ..فوجئت بأصبعه المبللة تمر على خدها بنعومة لتبلل خدها بالماء .. أرادت الابتعاد لكنهُ امسك بكفه الأخرى أصابع يدها الأخرى ثم مرر عينيه بتفحصعلى أرجاء جسدها ارتبكت فأحس بارتجاف اصابعها بين يده .. - تبدين جميلة فتاتي ..رفعت عينيها بدهشة نحوه فقالت فجأة- هل تعلمت بالسفر كيفية صياغة الكلمات اللطيفة أخيراً ..؟اطلق ضحكة خفيفة قصيرة فحدقت به بعينين تلمع شغفاً نحوه همس و هو يمرر اصبعه على شفتيها برقة - شفتاك جميلتان أيضاً ..انزلت عينيها تحدق بالأرض بخجل فيما شعرت بالحرارة تتدفق إلى جسدها .. انزل اصبعه عن وجهها و أخذ يتأمل يدها رفع يدها لسماء متأملاً الشيء اللامع بأصبعها فقد كان خاتمه الألماس ..قال هامساً - لم تخلعيه بعد فتاتي ..انظري إليه يلمع مثلك..مرت ثوان بهدوء فواصل .. لازلتِ لي ..صمتت مندهشة من كلامه الهادئ لكنه ممزوج بنبرة تمتزج ببعض الشوق ..انزل كفها و باصبعه رفع ذقنها بخفة لتنظر إليه لتتوه بسحر عينيه الرماديتان و بملامح وجهه التي تلمع بالمياه هتف من اعماق قلبه- عدت لأجلك ..فمن بعد وفاة والدي لم امتلك شيء ثمين أخشى ضياعه سواك .. هذه المرة صممت على أن لا اتركك لغيري ..رسمت ابتسامة جميلة مشوشة و كأنها لا تصدق ما يقال لها من دانيال .. - عدت لأجلي ..؟ !تمتمت فرد و هو يمرر كفه على شعرها قائلاً- من دونك أنا ليلاً بلا قمر ..عقلها لم يستوعب ما قال كان قلبها عصفوراً سعيداً يحلق في ارجاء السماء لكنها ابتسمت بخفة ثم قالت بحرج- و أنا من دونك شجر بلا ثمر ..شعرت فجأة بيديه تحوط خصرها برقة و رأسه ينحني نح, رأسها لتداعب أنفه انفها بخفة ..تمتم هماساً - ستحاربين من أجلي ..؟ .. هزت رأسها بخفة بالايجاب فواصل .. وستصبرين على جليد قلبي حتى ينصهر نهائياً ..ابتسمت و هي تشعر بالحرارة تتدفق إليها و هي تحرك رأسها بالأيجاب .. فواصل .. و ستمنحيني قلبك على طبق من ذهب ..هذه المرة ردت عليه - بشرط أن تسلمني مفاتيح قلبك لي فقط ..ابتسم و هو ينحني كالأمير نحوها قائلاً بلطف- إذن لنتزوج فتاتي ..وقف من مكانه ليقترب نحوها منتظراً رداً خاصة حين لمح تعابير وجهها المصدومة فقالت بابتسامة- تعرف يجب أن تواصل جلستك هذه بعرض الزواج حتى أوافق .. ليس كما فعلت الآن ..ابتسم بحرج قائلاً- الذنب ذنب مارتن فهو لم يخبرني كما ابقى من الوقت منحنياً اطلقت ضحكة عذبة و هي تتخيل أن دانيال من طلب من مارتن يد العون بأن يكون رومنسياً بعض الشيء لكنهُ حتى لم يطبق الحركة بطريقة صريحة ..قرصها بخدها ليقول - تضحكين علي ..لا تقلقي ساتعلم أن أكون رومنسياً مع مرور الأيام ..زادت ضحكتها فكرر سؤاله بجدية ممزوجة بالرجاء ..- هل تقبلين الزواج بي ..؟ .. تأملته مجدداً غير مصدقة لما يحدث أيعقل أن ترتدي ثوب أبيضاً و تمشي بجواره كالأميرة لا بل تعيش معه و تنام معهُ في نفس الغرفة .. تتسوق معه و تفتخر أنهُ زوجها و الأهم أنهُ سيعزف لها مقطوعات تذوب قلبها توقف تفكيرها حين تخيلت أنها تنجب طفلة أو طفل منهُ نسخة صغيرة من دانيالتلك الفكرة جعلتها تبتسم و بدون شعور هزت رأسها بالموافقة - .. .. موافقة أميري ..لمحت ابتسامة كانت تحلم بها تزين شفتيه لتزيد من ملامح وجهه جمالاً .. استقرت كفيه على خديها ثم قال بهيام- سأبذل كل جهدي لأكون أميرك المفضل ..ابتسمت قائلة من اعماق قلبها- أحبك ..- حبيبتي أنتِ ..اسندت رأسها على صدره .. و لم تغمض عينيها لثوان لأنها كان قد سحبها نحو المسبح لتصرخ بأعلى صوتها من المياه الباردة التي لسعت كامل جسدهامرة واحدة . . استمعت لضحكاته العالية فصرخت برعب- دانيال .. سأغرق سأغرق المسبح عميق و أنا لا اجيد السباحة- لازلت حمقاء يا صغيرة .. كيف تغرقين و أنت بين يدي ..شعرت بيديه التي تحوط خصرها بقوة .. لكنها رفعت رأسها لهُ بانزعاج قائلة- أعد ما قلت ..حرك حاجبيه مستغرباً ثم قال- قلتُ ..لن تغرقي و أنت بين يديردت بحزم- قبلها ..-ها .. فرك بيده شعره ثم قال حين تذكر تقصدين حمقاء ..عقدت حاجبيها و هي ترمقه بنظرات تهديدية ثم اكملت- لو أعدتها مجدداً لبترت لسانك ...اطلق ضحكة فابتسمت رغماً عنها ثم قالت بتوبيخ- هل يعجبك الآن ..؟ انظر لملابسي المبللة كلياً في المياه ..ماذا افعل ..؟رد بهدوء- سنجففها ..- و ماذا لو مرضت ..؟رد بتململ - كفي عن هذه الاسئلة الحــ..قطع كلمة حمقاء قبل أن يكملها فيما فكر بداخله أنهُ تعود عليها كثيراً .. انزعجت منهُ حيث لم يبدو لها رومنسياً كفتى أحلامها الرومنسي لم تبدي انزعاجهافهي تثق أنهُ يحبها .. تذكرت أنهُ لم يقل غير حبيبتي لم يصرح لها بأنهُ يحبها فانزعجت و تغيرت ملامحها ثم سألتهُ- تحبني دانيال. .؟- هاا. . اكمل بغرابة . . سلين لا داعي لتزعجي نفسك ببعض الشكوك ..تحولت ملامحها لانزعاج ثم قالت بحنق- قل .. أحبك ..- حبيبتي .. ينتظرنا أعوام كثيرة ..انزعجت من كلامه فقالت ...- إذن لا تحبني ..احست بيده تمسح على شعرها بلطف ثم قال بحنان- كل شيء بي ينبض فيك فقط .. رددت بعناد مع بعض الغنج- إذن قل أحبك ..اطلق ضحكة في وسط المسبح .. فقالت- انا احب دانيال كثيراً و دانيال يحبني .. زادت ضحكته فواصلت .. هيااا لا تكن عنيداً قل أحبك .. اشتدت ضحكته قوة .. فتشبتت بقميصهتقول .. رددها ... تحبني ..صحيح ..؟؟ !!توقف عن الضحك حين شعر انهُ استفزها حقاً فقال بخبث- دعيني أريك معنى هذه الكلمة حقاً ..لم تفهم مغزاه إلا من نظرت عينيه الخبيثة نحو شفتيها .. لم تستطع حتى قول شيء حين مال بحب ملثماً شفتيه بشفتيها في قبلة امتزجت بكل معاني الحبليلبي رغبتها الطامعة نحو قلب الأمير ..................[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:29 PM

[frame="7 80"] .. يكفي هكذا لا تضعي الكثير من أدوات التجمــيل فهي لا تناسبني ..هتفت سلين محدثة المزينة فوضعت المزينة اللمســات الأخيرة ثم هتفت باعجاب- تبدين جمــيلة جداً ..- شكراً لك ..انصرفت المزينة ثم دخلت السيدة رابينا الغرفة .. لترى سلين اطلقت شهقة اعجاب ثم قالت- سلين تبدين عروس جميلة ..ضحكة سلين برقة ثم نظرت لنفسها عبر المرآة لكنها قالت بعدم اقتناع- المزينة عنيدة جداً ... تصر على تعبئة وجههي بمساحيق التجميل ..ردت السيدة رابينا لتقول- حبيبتي أنتِ عروس و هذا شيء طبيعي ..ثم أنها لم تضع لك كثيراً ..- اممم لا اعرف .. ضحكت السيدة رابينا ثم قالت- المهم أنك تبدين جميلة جداً .. دانيال سيدهش بجمال عروسته اليوم ..دق قلب سلين لاسم دانيال هي حقاً لا تصدق أنها ستتزوجه اليوم ابتسمت سلين و هي تتخيل ما هي ردة فعل دانيال الذي يكاد يقتلها بتعابيره العادية حيث تأكدت سلين أنهُ طبع له ..لكنها متأكدة أنهُ يحبها و هذا ما يجعلها تتمسك به .. ســلين .. سليـــن ... استيقظت على صوت السيدة رابينا فقالت - هل ناديتني ..؟- اووه تبدين شاردة .. قلتُ والدك في الأسفل يريد رؤيتك ..ابتسمت لها قائلة- سأنزل الآن ..- لا تتعبي نفسك هو من سيصعد ...ردت قائلة- لا بأس أفضل الانتظار في الأسفل ..ساعدتها السيدة رابينا في ارتداء حذائها الأبيض العالي لتبدو مناسبة في الطول بجانب دانيال .. امسكت بإحدى يديها بالثوب و نزلت لوالدها المنتظرفي صالة الفلا .. فيما تركت السيدة رابينا لهما الحديث و خرجت نحو الحديقة .. حيث دانيال كان جالساً على إحدى الأراجيح يحدق بالمسبح بملل و يتأمل الفلا الذي اشتراها ليبدأ حياته الزوجية مع سلين كان ينتظر متى ستنتهي المزينة من تجهيز سلين ...شعر بالخطوات تتقدم نحوه فوقف لينظر لوالدته قادمة نحوه ابتسم و هو يميل يقبل وجنتيها فيما أخذت هي تبارك لهُ بفرح قائلة بفرحة من اعماق قلبها ..- اخيراً يا بني ستتزوج و أرى اطفالك ..ابتسم لها و هو لا يعرف ما يرد عليها لكنهُ كان يضحك بداخله عن خطوبة مزيفة تحولت إلى الحقيقة لتصبح زواجاً .. ربتت السيدة رابينا على كتفه ثم قالت بحب- لقد تخرجت من الجامعة بنجاح و الآن ستتزوج لتكون حياة اسرية .. فكن لطيفاً و انزع قناع البرود هذا..ابتسم لها مجدداً - حسناً أمي.. غمزت قائلة- ألا تريد رؤية عروسك ..؟هز رأسه بالأيجاب فقالت - أين هدية التي اشتريتها ..؟شار لها نحو الكيس الأنيق على الأرجوحة فابتسمت قائلة - حسناً .. ستراها في الصالة كن رومنسياً ..و تفوه بكلمات ظريفة بدل الابتسام هل فهمت علي ..؟ ثم واصلت .. لقد بدأ الحضور بالتوافد إلى قاعة الحفل سأذهب مع السيد شارلي إلى الحفل و ألحقانا بسرعة ..هز رأسه بالايجاب فيما كانت السيدة رابينا تعرف ابنها حق المعرفة ابنها الذي لم يعرف يوماً الرومنسية تنهدت و هي تراه يبتعد عنها بعد أن اخذالهدية معه ...ابتسمت من اعماق قلبها فدانيال عاد ابنها الذي يحبها كثيراً لقد غيرته سلين كثيراً ..سـار في الحديقة نحو باب الفلا فلمح السيد شارلي خارجاً منها تقدم لهُ السيد شارلي و أخذ يبارك لهُ و يوصيه على ابنته .. ثم انسحب و دخل دانيال الصالة نظر للمكان فلم يجد أحد سأل إحدى الخدم فاشارت لهُ نحو إحدى الغرف دخل الغرفة المقصودة بهدوء فوجدها أميرة جالسة على إحدى الكراسي حول الطاولة الزجاجية و تعدل باقة الورد برقة .. ابتسم حين لمح الغرفة المطلة على الحديقة حيث كان جدارها من زجاج يعرف أن فتاته تعشق الغرف الزجاجية المطلة على الحديقة ..و ضع الهدية على الكرسي فاحست بحركة في الغرفة وقفت لتستدير نحوه ابتسمت حين رأتهُ واقفاُ بالبدلة السوداء تقدم نحوها قائلاً ..- تبدين جميلة جداً ..ابتسمت بسعادة وردت و عينيها تمر عليه ..- و أنت أيضاً..اقترب نحوها متأملاً شعرها المرفوع جزء منهُ و الآخر منسدل على كتفيها و نزلت عينيه على ثوبها الأبيض الطويل تذكر عنادها بأن تشتريثوب أبيض قصير لكنهُ رفض أشد الرفض مصرحاً أنهُ لا يريد أن يرى أحد من اصدقائه جسدها في ليلة زفافهما ..ابتسم على تلك الذكرى و هو واقفاً أمامها لقد مرت أشهر و تخرج هو من الجامعة فيما انهت سلين سنتها الأولى في الدراسة و ها هما الآن بالعطلة مرر اصابعه على وجهها ليقول - امم .. تعرفين الثوب الطويل اجمل من القصير بكثير..تصنعت الانزعاج و هي تقول- لم اشتره باقتناعي ..قرص انفها بخفة ثم قال- كاذبة اعجبك لأنهُ اعجبني ايضاً ...- لكنني لم اقتنع بعد به ... اردت ذاك القصير ..ضحك هاتفاً .. عنيدة ...فقالت- لو اخبرتني بحب أنك فقط تغار علي من اصدقائك لكنتُ اقتنعت بالثوب الطويل دون عناد ..تمتم بصوته الجذاب بلطف..- حبيبتي لأصبح رومنسياً كما تحبين يجب أن تصبري علي ... ابتعد عنها و اتجه نحو الهدية اخرج علبة سوداء من المخمل من الكيس الأنيق اقترب نحوها و هو يفتح العلبة هتف بطريقة ساحرة- هدية زفافنا ..اتمنى أن تعجبك تعلقت عينيها نحو العلبة حيث وضع طقم الألماس أنيق جداً .. ابتسمت لهُ بحب فمرر يده على عنقها ليبعد السلسال عنها و يضع محله عقد الألماس..ساعدته بارتداء الحلق فيما وضع هو الأسوارة على معصمها توقفت عينيه على اصابعها و هو متحير بأي اصبع سيضع الخاتم امسك يدها التي لم يكن بها خاتم الزواج .. ثم وضع الخاتم على اصبعها الوسطى ابتسم براحة حين لمح ابتسامتها كدليل على الرضاء فتمنى انهُ لم يكن مخطئ هذه المرة..عقدت كلتا يديها خلف عنقه ثم قالت بدلال ..- شكراً لك .. جميل جداً .. اغمض عينيه و مال مبتسماً ليقبل جبينها بقبلة طويلة ..فتح عينيه ليلمح نظرة الحب بعينيها تذكرت شيء فقالت - دانيال .. لا تخبرني أنك نفذت رغبتك بشهر عسل في لندن بينما اخبرتك من قبل بأني لن اسافر إلا إلى روما ..ابتسم و هو يفرك بكفه شعره قائلاً- اوه سلين لم أجد حجزاً لغداً إلا إلى لندن ..اشتدت عينيها انزعاجاً ثم قالت- فلتقضي شهر العسل بنفسك لن اذهب معك ..ابتسم لها بحب محاولاً أن يجعل الموضوع يمر على خير ثم قال بحب- حبيبتي لندن أو ورما كل مدينة اجمل من الأخرى .. ثم واصل قائلاً خلال حياتنا سنزور معظم بلدان العالم فقط استسلمي هذه المرةو دعينا نذهب غداً للندن بسلام ..غمز قائلاً بخبث- ثم دعينا من شهر العسل و لنفكر باليوم تنتظرنا ليلة طويلة فكوني مستعدة للأعصاير التي انشأتيها بقلبي ..احمرت وجنتيها و هي تبتعد عنه لتعطيه ظهرها فاطلق ضحكة قوية و هو يحيط خصرها بإحدى يديه ثم مال ليهمس بأذنها ..- هيا إلى الحفل .. المعازيم في انتظارنا .. حررها و امسك بكفها و اعطاها باقة الورد ثم سار بها نحو سيارة العروسين وبين لحظة و أخرى كان يسترق النظر إليها بعشق و بحب حقيقي .. .........................................بعد مرور أربع اشهر.......................دخلت سيارته حديقة الفلا ثم نزل و اعطى المفاتيح للحارس ليصفها بالكراج حيث توجد سيارة سلين هناك أيضاً ابتسم بتعب و هو يتذكر كما قضا وقتيدربها القيادة لقد اتعبته حقاً حتى تعلمت القيادة ..تنهد بتعب من العمل الشاق في الشركة لقد تأخر اليوم عن العودة و لم يشارك سلين طعام الغداء .. اخرج المفاتيح من جيبه و فتح باب الفلا دخل و كالعادة استقبلتهُ سلين بكامل أناقتها اقتربت نحوه ففتح لها ذراعيه ليضمها بحنان ثم ابتعدت عنهُ قائلة- تبدو مرهقاً حبيبي ..تخلخل لأنفه رائحة عطرها الزكية فابتسم رغم تعبه و هو يحيط خصرها بذراعه ..- زارنا اليوم وفد اجنبي فكان العمل مرهقاً بعض الشيء ..ختم كلامه و هو يجلس على الأريكة بالصالة جلست بجانبه بثوبها الواصل لفوق ركبتيها فيما شعرها مفتوح كما يطلب منها دوما ..للحظة لمح ملامحالانزعاج منها شيء فشيء حتى تحولت ملامحها لغضب و هي تحدق بكفه اليسرى ...بتردد سألها- ما بك ..؟- أين خاتم الزواج ..؟سألتهُ والشرار يتطاير بعينيها فادرك أن هجوم عنيف سيوجه لهُ بعد قليل ..مرر اصابعه على شعره و هو يعدل من جلسته قليلاً قال بتردد- اعتقد أني نسيتهُ في الحمام قبل ذهابي لشركة ..بعصبية ردت- وهل قابلت الوفد الاجنبي المختلط بالنساء القبيحات بدون خاتمك ...؟ تنهد من غيرتها الشديدة نحوه مال بوجهه نحو وجهها ثم همس -يقال أن السيدات الواثقات من جمالهن لا يغرن على ازواجهم بتاتاً. .توسعت حدقتي عينيها و هي تعتقد أن زوجها سيقتلها حقاً بكلامه ثم قالت باستفزاز- ماذا تقصد ..؟ ابتسم ابتسامة جانبية و هو يدرك أنهُ زاد الطين بله ...- لم اقصد شيء..قبضت على كفها لتقول- إذن أنا لا اثق بجمالي .. انفعلت و هي تكمل .. كم قبيحات رأيتهن اليوم بالشركة ..؟ اطلق ضحكة عذبة على كلمة قبيحات .. لكنهُ قال- حبيبتي .. لا داعي لكل هذا الغضب والغيرة كنتُ امازحكضربته بكتفه بحنق ثم قالت- من يسمعك سيقول بأنك لا تغار بتاتاً علي قل لي من يمنعني من ارتداء الملابس القصيرة أمام الرجال.. من يرفض أن اقابل روك إلا لو كنت معي ..هااثم وقفت بحنق و صعدت السلالم متصنعة الكبرياء .. اتجهت نحو غرفة نومهما و استلقت على السرير و هي تغطي وجهها بخصلات شعرها السوداء المتناثرة على وجههالم تمر دقائق حتى استمعت لصوت انفتاح الباب لكنها لم تلتفت له بتاتاً ..دخل الغرفة و توقف و هو ينظر لها مستلقية ادرك أنها غاضبة حين لم تنظر إليه و لم تعطه كلمة واحدة .. لم يستطع مراضتها بتاتاً بدون خاتمه لذا دخل الحمام الموجود بالغرفة و لمح الخاتم على الرف ارتداه و خرج من الحمام ليجدهابنفس الوضعية ابتسم عليها فهو يتسلى و يعشق غضبها الطفولي اقترب ليجلس بجانبها على السرير و هو يمرر اصابعه ليبعد خصلات شعرها عن وجههااغمضت عينيها بقوة فقال- اعرف أنك لستِ نائمة ..فتحت عينيها ببطء فقال و هو يشير لأصبعه- انظري لقد ارتديته ..لم يلقى جواب فواصل .. حسناً حبيبتي لن اخلعه حين استحم كي لا انساه مرة أخرى ..مرر اصابعه في شعرها الحرير برقة منتظراً أن تقول شيء احست بوجهه يميل ليستقر عن أذنها هامساً بحب..- سلينوو .. زوجتي العزيزة..دق قلبها بقوة و هي تكره هذا الضعف الذي ينتابها من همساته العاشقة فتضعف بسرعة لتسامحه أدارت رأسها للجهة الأخرى فقال- حبي عيناي لا ترى سواك يكفي أنك اجمل فتاة بعيناي فقط ..ارتفع جزءها العلوي لتجلس على السرير فعدل جلستهُ لياقبلها ..لمح عدم الرضا بعينيها فابتسم غامزاً..- جميلة في كل احوالك حتى حين تغضبين ..زفرت و هي تقول- هل تعتقد أنك ستخدعني في كلمتين جميلتين ..؟اطلق ضحكة عذبة و سحب جسدها نحو حضنه ليضمها بحب همس بأذنها ..- أنا آسف حبيبتي .. ابتعدت عنه و عينيها تبرق بخبث ثم قالت- سأرضى بشرط ...رد بهيام- عيناي لكِ ..سأعزف لك اجمل مقطوعة ..ابتسمت بمكر و هي تكمل- امم اعزف لي و دعني اذهب لحفلة انجلكيتا ..هتف فوراً بحزم- لا .. ولن أعيدها ..تملمت بانزعاج و أخذت تقول- لماذا ..؟ أرجوك لقد اشتقتُ لها كثيراًبحزم واصل- انجلكينا يعني رؤية روك .. و هذا لن اقبل به ..- يمكنك أن تأتي معي لقد دعتنا انجل معاً .. أنا و روك صديقان فقط لقد اقتنع روك بذلك..بحزم قال- قلتُ لك لا ..اقتربت بغنج نحوه و اسندت رأسها على صدره و هي تشبك كلتا يديها خلف ظهره ..قائلة بحب- لن ارضى عنك حبيبيكتم ضحكته بالقوة لكنهُ ابتسم و هو يميل نحو أذنها ليقول بهيام ..- أحــبك ..يدق قلبها بقوة حين يصرح لها بحبه لازلت لا تصدق أنهُ ملكها و هي ملكاً لها تمتمت بحب- و أنا أيضاً أحبك ..احست بقبلته على خدها فابتعدت عنه ببطء ثم عادت تقول ..- إذن موافق لذهابي للحفلة .. ؟تنهد باستسلام فهو لا يستطيع أن يرفض لها طلباً و خاصة أنهُ يعلم بأنها عنيدة و لن تتركه حتى يوافق تمتم- لو كنتُ معك فقط ..ضحكت بفرح لكنهُ قطع ضحكتها ليقول بتحذير- لا للملابس القصيرة سلين .. قالت و هي تدس جسدها باحضانه- اعتقد أنني ساتحفظ بملابسي القصيرة زينة في الدولاباستمعت لصوته الماكر يقول - ارتديهم لي فأنتِ من أول لقاء لي وحدي فقط ..!! ..^ــ^ .. تمت[/frame]

*Silla* 09-22-2017 10:30 PM

[frame="2 80"]النهاية
بهذا انهي روايتي المنقولة
ارجو ان تنال اعجابكم
دمتم بحفظ الرحمن [/frame]

-Ayad 09-23-2017 02:00 AM

سلام عليكم
اكيد الرواية اعجبتك فنقلتيها لنا
واكيد ايضا ان لديك شغفا بقراءة القصص
وكلنا نعشق الروايات وقرائتها

ولو انا بدالك
كان عرضت بصورة مختصرة
ك مقدمة مثلا عن الرواية
احكي فيها ملخص الرواية
لتشويق القراء وجذبهم الى قرائتها
واوضح لهم بعض تفاصيلها
واترك العنان لمخيلة الاعضاء
ليتخيلوا مجريات واحداث ووو الرواية

الاستهلال هو سيف ماض
في تأسير القراء نحو سجن ان صح التعبير
سجن قراءة القصة دون تركها
وبلا ملل ..

لذلك يعمد الكتاب على صياغة مقدمة
مشوقة جدا تستحوذ على لب وعقل القراء
وتدخل الى قلوبهم حب المتابعة والقراءة

اعتقد انك فهمتيني لما ارمي اليه
فقراءة هذه الرواية ستكون مستحيلة لاغلب المدعوين
وقراء القصص ..
لطولها اولا وتنزيلك البارتات جميعها
دفعة واحدة ثانيا
وثالثا لم تكن هناك مقدمة لها
تعطي الانطباع على ان القصة مميزة ..

شكرا لدعوتك
وهذا رأيي .. ولكي القرار
كامل احترامي وتقديري

*Silla* 09-23-2017 02:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة -ayad (المشاركة 8642384)
سلام عليكم
اكيد الرواية اعجبتك فنقلتيها لنا
واكيد ايضا ان لديك شغفا بقراءة القصص
وكلنا نعشق الروايات وقرائتها

ولو انا بدالك
كان عرضت بصورة مختصرة
ك مقدمة مثلا عن الرواية
احكي فيها ملخص الرواية
لتشويق القراء وجذبهم الى قرائتها
واوضح لهم بعض تفاصيلها
واترك العنان لمخيلة الاعضاء
ليتخيلوا مجريات واحداث ووو الرواية

الاستهلال هو سيف ماض
في تأسير القراء نحو سجن ان صح التعبير
سجن قراءة القصة دون تركها
وبلا ملل ..

لذلك يعمد الكتاب على صياغة مقدمة
مشوقة جدا تستحوذ على لب وعقل القراء
وتدخل الى قلوبهم حب المتابعة والقراءة

اعتقد انك فهمتيني لما ارمي اليه
فقراءة هذه الرواية ستكون مستحيلة لاغلب المدعوين
وقراء القصص ..
لطولها اولا وتنزيلك البارتات جميعها
دفعة واحدة ثانيا
وثالثا لم تكن هناك مقدمة لها
تعطي الانطباع على ان القصة مميزة ..

شكرا لدعوتك
وهذا رأيي .. ولكي القرار
كامل احترامي وتقديري

شكرا لك أخي على هذه النصائح التي سأعمل بها المرة القادمة
لكن أنا قمت بتنزيل هذه الرواية لإحدى المسابقات لهذا لم يكن لدي الوقت لفغل ما قلته لي
وبالنسبة للمقدمة فالكاتبة الأصلية وضعت مقدمة وانا وضعتها لكن ليس كما قلته لي
أشكرك أخي مرو اخرى على ردك الجميل ونصائحك اللطيفة
فهمت ما ترمي اليه
وشكرا لمرورك الجميل
دمت بأمان

Arohi* 09-23-2017 04:36 PM

السلان عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك اختي انشاء الله بخير
شكرا علي الدعوة
اعجبتني المقدمة كثييييرا

واتمني لكي الفوز في المسابقة
😊😊😊😊😊😊😊😊😊

*Silla* 09-23-2017 08:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة نيجي (المشاركة 8643095)
السلان عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالك اختي انشاء الله بخير
شكرا علي الدعوة
اعجبتني المقدمة كثييييرا

واتمني لكي الفوز في المسابقة
😊😊😊😊😊😊😊😊😊

اهلا حياتي
شكرا لك على ردك الجميل
شكرا لمرورك الانيق
دمتي بأمان

سالبة العقول 09-26-2017 12:49 AM

حتى الان استطعت انهاءها.....
هي رائعة فعلا....أعجبتني.....ترينني كنت مندمجة فيها..هه.
دانيال شحص رائع....وسيلين حلوة...لكن روك أشفقت عليه...حزنت من أجله..
شكرا لك حبيبتي..أحب هذا النوع من الروايات.
موفقة.وتقبلي مروري💖

*Silla* 09-27-2017 05:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالبة العقول (المشاركة 8645988)
حتى الان استطعت انهاءها.....
هي رائعة فعلا....أعجبتني.....ترينني كنت مندمجة فيها..هه.
دانيال شحص رائع....وسيلين حلوة...لكن روك أشفقت عليه...حزنت من أجله..
شكرا لك حبيبتي..أحب هذا النوع من الروايات.
موفقة.وتقبلي مروري💖

شكرا لردك فردودك لطيفة تشجع الانسان
شكرا لمرورك الجميل
دمتي بأمان

محبوسة الاحلام 09-28-2017 08:38 PM


السلام عليكم ورحمة الله
كيف الحال والاحوال؟؟
والدراسة والاعمال؟؟
اتمنا ان تدومي بكامل الصحة والعافية
انا عضوة جديدة واتمنا ان اكون صديقة طيبة
في هاذا المنتدى....
اتمنا ان تقبلي صداقتي وما كون ثقيلة....
اتمنالك التوفيق من كل قلبي.اسعد الله اوقاتك.....باييي

*Silla* 09-29-2017 04:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبوسة الاحلام (المشاركة 8648317)
السلام عليكم ورحمة الله
كيف الحال والاحوال؟؟
والدراسة والاعمال؟؟
اتمنا ان تدومي بكامل الصحة والعافية
انا عضوة جديدة واتمنا ان اكون صديقة طيبة
في هاذا المنتدى....
اتمنا ان تقبلي صداقتي وما كون ثقيلة....
اتمنالك التوفيق من كل قلبي.اسعد الله اوقاتك.....باييي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله بخير
وانتي
والدراسة ماخذة وقتي
وانتي
اهلا وسهلا بك نورتي المنتدى وروايتي
بردك
بالطبع اقبل فالشرف لي
لي ولك وشكرا لمرورك
دمتي بأمان

ريلينا بسكرافت 09-30-2017 08:11 AM

‏النقد المستمر يميت لذة الشيءامدح الحسناتمتجاوزا عن الأخطاءفالكلام الجميل مفاتيحتقفل به أفواه وتفتح به قلوب
رااااااااااااااائعة كثييييييييييييييرا الشخصيات رااااااااااااااائعة انتى مبدعة كثييييييييييييييرا حبيبتي و دانيال وسيلين يااااااا ثنائي رائع

ههههههههههههه يقتلنى ببروده ههههههههههههه
لاكن بصراحة هما رائعااااان

♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
+ روك متهور كثييييييييييييييرا هههههه

اعجبتنى القصة كثييييييييييييييرا انتى
رااااااااااااااائعة حبيبتي احسنتى100%
♥♥♥♥♥

*Silla* 10-10-2017 07:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريلينا بسكرافت (المشاركة 8649900)
‏النقد المستمر يميت لذة الشيءامدح الحسناتمتجاوزا عن الأخطاءفالكلام الجميل مفاتيحتقفل به أفواه وتفتح به قلوب
رااااااااااااااائعة كثييييييييييييييرا الشخصيات رااااااااااااااائعة انتى مبدعة كثييييييييييييييرا حبيبتي و دانيال وسيلين يااااااا ثنائي رائع

ههههههههههههه يقتلنى ببروده ههههههههههههه
لاكن بصراحة هما رائعااااان

♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
+ روك متهور كثييييييييييييييرا هههههه

اعجبتنى القصة كثييييييييييييييرا انتى
رااااااااااااااائعة حبيبتي احسنتى100%
♥♥♥♥♥

شكراا حيياتي على الرد الجميل
يرفع المعنويات
شكرا لمرورك الجميل
دمتي بود

~ عاشقة الانمي~ 11-13-2017 03:39 PM

هاااااي

كيفك

استغرقت في قرائتها 4 او 5 ايام

الروايه روعه وخاصه العنوان

بسحر عينيه تاهت افكاري وعلى الحانه ذاب قلبي

صراحه الروايه ابداع لقد اعجبت بها

خاصة دانيال و سلين

صدق من قال <حب بعد عداوه> طبعا منذ قراتي لها وعداوت سلين و دانيال اتى في افكاري هاذه الكلمه

وقرائة روايه بعنوان حب بعد عداوه

تقبلي مروري

دمتي بامان وتالق

أنا وابتسامة الصباح 11-16-2017 08:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~ عاشقة الانمي~ (المشاركة 8685503)
هاااااي
(هلا)
كيفك
تمام وانتي
استغرقت في قرائتها 4 او 5 ايام

الروايه روعه وخاصه العنوان
انت الاروع
بسحر عينيه تاهت افكاري وعلى الحانه ذاب قلبي

صراحه الروايه ابداع لقد اعجبت بها

خاصة دانيال و سلين

صدق من قال <حب بعد عداوه> طبعا منذ قراتي لها وعداوت سلين و دانيال اتى في افكاري هاذه الكلمه

وقرائة روايه بعنوان حب بعد عداوه

تقبلي مروري

دمتي بامان وتالق

شكرا لردك الرائع حبيبتي
دمتي بود

أنا وابتسامة الصباح 11-16-2017 08:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~ عاشقة الانمي~ (المشاركة 8685503)
هاااااي
(هلا)
كي%d وانتي
استغرقت في قرائتها 4 او 5 ايام

الروايه روعه وخاصه العنوان
انت الاروع
بسحر عينيه تاهت افكاري وعلى الحانه ذاب قلبي

صراحه الروايه ابداع لقد اعجبت بها

خاصة دانيال و سلين

صدق من قال <حب بعد عداوه> طبعا منذ قراتي لها وعداوت سلين و دانيال اتى في افكاري هاذه الكلمه

وقرائة روايه بعنوان حب بعد عداوه

تقبلي مروري

دمتي بامان وتالق

شكرا لردك الرائع حبيبتي
دمتي بود

السمو2000 01-05-2018 01:35 AM

مرحبا
كيف الحال؟!
شكرا ع الرابط
...
قصة جميلة جدا
أعجبني مثلث الحب الموجود فيها
دانيال البارد وسلين المرحة وروك الرومانسي
أكثر ما أعجبني فيهم أن حلم البطلة تكون كاتبة
الأحداث كانت مشوقة وممتعة جدا
لدرجة ختمت الرواية ف جلسة واحدة
أسلوب سرد مذهل وممتع كثيرا
وكذا الخواطر الموجودة في رواية كانت جميلة
...
انتظرك في روايات أخرى.. بالتوفيق
في امان الله

*Silla* 01-05-2018 04:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السمو2000 (المشاركة 8734961)
مرحبا
كيف الحال؟!
شكرا ع الرابط
...
قصة جميلة جدا
أعجبني مثلث الحب الموجود فيها
دانيال البارد وسلين المرحة وروك الرومانسي
أكثر ما أعجبني فيهم أن حلم البطلة تكون كاتبة
الأحداث كانت مشوقة وممتعة جدا
لدرجة ختمت الرواية ف جلسة واحدة
أسلوب سرد مذهل وممتع كثيرا
وكذا الخواطر الموجودة في رواية كانت جميلة
...
انتظرك في روايات أخرى.. بالتوفيق
في امان الله

هلا حياتي
منورة بردك الجمييل
اعجبني اخصاركي للرواية تحت اسم مثلث الحب
حقا اسم جمييل
شكرا لكلماتك الجمييلة
شكراا لمرورك على روايتي
دمتي بود حب7

يّسًرى|ყὄմṩʀᾄ 03-28-2018 07:06 PM

مرحباا
كل رواياتك ابدااع
اعجبتني حلم البطلة في ان تصبح كاتبة لانني اراها تشبهني قليلا
مع تمنياتي لك بالمزيد من الابداع


الساعة الآن 04:34 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011