عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله (https://www.3rbseyes.com/t54525.html)

أبو الفضل السلفى 02-20-2008 01:00 PM

من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله
 
من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله


كتبه/ محمود عبد الحميد



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
ذكرنا فيما مضى من أسباب الإصلاح العلم والتصفية والتربية،
ونذكر في هذه الحلقة -إن شاء الله- العمل الصالح والدعوة إلى
الله.
السبب الرابع: العمل الصالح.

ونقصد بالعمل الصالح فعل المأمور وترك المحظور، وذلك
بالتقرب بالفرائض، وإتباعها بالنوافل. فإن القربات يرتفع بها
معدل الإيمان ويزيد، ويجد الإنسان أثر ذلك على قلبه وجوارحه.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ألا إن في الجسد مضغة إذا
صلحت صلح لجسد). وقال الله -تعالى- في الحديث القدسي (ما
تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه، ولايزال يتقرب
إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي
يمشي بها، ولئن دعاني لأجيبنه، ولئن سألني لأعطينه).
وقال -تعالى- (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ). (النحل:97).

والعمل الصالح مكمل لبناء العقيدة، إذ العبادة تغذي بروحها. كما

أنها المنعكس الذي يعكس صورة العقيدة ويجسمها. ولكي يظل
العبد يغرس العقيدة في النفس فلا بد أن يسقيها بماء العبادة
بمختلف صورها وأشكالها. فبذلك تنمو العقيدة في الفؤاد،
وتترعرع وتثبت أمام عواصف الحياة وزعازعها.

ولعبادة الله -تعالى- في نفس المرء فعلاً عجيبًا، فهي تشعره

بالاتصال بالله -تعالى-، وتهدئ من ثوراته النفسية، وتلجم
انفعالاته الغضبية فتجعله سويًا مستقيمًا.

السبب الخامس: الدعوة إلى الله -تعالى-.

الدعوة إلى الله -تعالى- هي القطب الأعظم في الدين، والأمر
الذي ابتعث الله له النبيين أجمعين، لو طوي بساطها، وأهمل
علمها وعملها لفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، وخربت البلاد،
وهلك العباد، فنعوذ الله من أن يندرس من هذا القطب عمله
وعلمه، أو ينمحي بالكلية رسمه وحقيقته، وأن تستولي على

القلوب مداهنة الخلق، و ينمحي عنها مراقبة الخالق، وأن
يسترسل الناس في إتباع الهوى والشهوات استرسال البهائم،
وأن يعز على بساط الأرض مؤمن صادق لا تأخذه في الله لومة
لائم، فلا معاذ إلا به، ولا ملجأ إلا إليه.

فالله -سبحانه وتعالى- علق الفلاح في الدنيا والآخرة على أمر
الدعوة إليه، قال -تعالى- (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
(آل عمران:104).

ولقد كان المسلمون في عهده -صلى الله عليه وسلم- يعظمون
هذا الواجب، ويقومون به خير قيام. وفي عصرنا هذا صار الأمر
أشد، والخطر أعظم لانتشار الشرور والفساد وكثرة دعاة الباطل
وقلة دعاة الخير.وبتحقيق هذا الواجب تصلح الأمة، ويكثر فيها
الخير، وتظهر فيها الفضائل، وتختفي منها الرذائل، ويتعاون
أفرادها على الخير، ويتناصحون، ويجاهدون في سبيل الله،
ويأتون كل خير، ويذرون كل شر. وبالغفلة عنه تكون الكوارث
العظمية والشرور الكثيرة، وتفترق الأمة، وتقسوا القلوب، أو
تموت، وتظهر الرذائل، وتختفي الفضائل، ويهضم الحق،
ويظهر صوت الباطل، وهذا أمر واقع في كل مكان ليس فيه
دعوة إلى الله. كما أنه يعجل العقوبة من الله –تعالى- إذا ترك
هذا الأمر، لأن للمعصية شؤم بين أصحابها، قال الله -تعالى-
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً
مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ
بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112)







عبير القدس 02-20-2008 02:52 PM

رد: من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله
 
جزاك الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتك

صعب تملكني 02-20-2008 02:57 PM

رد: من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله
 
شكرا جزاك الله خير وبارك الله فيك

أم معاذ السلفية 02-20-2008 03:24 PM

رد: من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله
 
جزاكم الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتكم

fares alsunna 02-20-2008 08:44 PM

رد: من أين يبدأ الإصلاح(5) العمل والدعوة إلى الله
 
http://up101.arabsh.com/my/a03aff6.gif
وبارك الله فيكم على الموضوع والفائدة القيّمة
أخوكم في الله
فارس السنّة


الساعة الآن 06:25 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011