عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree174Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 08-08-2018, 09:53 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيبة تشانيول مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك عزيزتي كومومو أرجو أن تكوني بخير

بخير والحمد لله، كيف حالكِ أنتِ؟


لقد عدت بعد طول انتظار وأخيراً >>>>>>>> انتهت الامتحانات

أعتذر لقد تأخرت في الرّد عليك وعلى هذه الرواية الرائعة، فأنا أعشق جميع رواياتك ولا استطيع سِوى أن أكتب ردوداً تعطي رواياتك الذي تستحقه♡♡

ليس هناك داعٍ لكي تعتذري عزيزتي، فأنا أحبّ ردودكم جميعاً كيفما كانت، وآمل دائما على الحصول على التشجيع منكم♡♡


" احمق داخل حقيبتي ماذا أفعل؟؟" عنوان غريب وفريد من نوعه وغامض، يجذب القارئ ويدفعه للفضول لمعرفة ما وراءه من أحداث ومجريات.

يسعدني أنه أعجبكِ ^^

الشخصيات ما زالت غامضة بعض الشيء ولكن هذا لا يمنع من أن أتحدث عنهم ^^

_ شارا: يبدو أنها فتاة جريئة ومرحة ولكن بنفس الوقت تُخفي سراً كبيراً، حقاً أودّ معرفة قصّتها وقصّة شفائها للجرح بهذه السهولة.

_ رصاصة الجحيم: ويا له من رصاصة...أمره غريب حقاً، ما الّذي كان يفعله في منزل شارا يا تُرى؟ ومن هؤلاء الّذين يريدون قتله؟ ولماذا؟ من هو؟ وما الذي فعله؟، حقاً هناك العديد من التساؤلات الّتي تدور حوله، والتي نأمل منكِ الإجابة منها في البارتات القادمة.

_ سيهون: إنّه الشخصية المفضّلة لديّ حالياً، أحببت تعامله مع الأطفال كثيراً، اااه إنّه لطيفٌ جداً، ولكن الغريب هو أنّه لماذا سلّم الأطفال لهذه العصابة؟ ولماذا كانت رئيسة العصابة جيا تريده؟ هل هو يعمل معها؟، أيضاً ما زال الكثير مجهولاً، ولكن بالمجمل شخصية سيهون رائعة.

_ جيا: فتاة متوحشة بلا رحمة، رئيسة العصابة، لا نعلم ما هو هدفها من تجميع الأطفال إلى الآن ولكنّه بالطبع ليس هدفاً نبيلاً، أظنّ بأنّه سيكون لديها دوراً كبيراً في أحداث الرّواية.

أظنّ بأنّ هذه هي الشخصيات الرّئيسة إلى الآن، جميعها شخصيات رائعة وغامضة، متشوقة كثيراً لمعرفة المزيد والمزيد عنها.

فضولكِ كبيرٌ يا فتاة، اهدأي قليلا سيُكشف كلّ شيء عما قريب..كونوا في الانتظار...


التنسيق جميل ولكنّي لا أعلم حقاً لماذا توقعت بأن يكون التنسيق مبهرجاً ومرحاٌ أكثر من هذا😅😅، ولكنّه جميل وأعتقد بأنّكِ قد اخترتِ التنسيق بما يُناسب أحداث الرّواية للأمام، والخط مريح، شكراً لكِ.

عفواً..من واجبي أن أهتم بالرّواية، ونعم معكِ حق اخترت التنسيق بما يناسب أحداث الرواية للأمام..

سرد الأحداث سلس ومريح، والوصف جميل كالعادة، كما أنّكِ استخدمتي الحوار والسرد بشكل متناسق، وأيضاً قد لاحظت بأنّكِ قمتي بتشكيل بعض الكلمات في البارت الثاني وهذا ما جعل كتابتك أجمل وأجمل، أرجو أن تستمري في استخدام التّشكيل لأنّه يعطي جمالية مختلفة للرّواية.

اوه لقد لاحظتِ التشكيل، شكراً لكِ على تشجيعكِ سأستمر في ذلك ♡♡

ما زالت الرّواية في بدايتها لذلك لا أعلم ما الّذي سأقوله سِوى سلمت أناملك على هذا الإبداع، حقاً لقد استمتعت كثيرا و أنا أقرأ كلماتك مع أنّ البارت كان قصيراً بعض الشيء ههههه، استمرّي و إلى الأمام.
أنتظر البارت القادم بفارغ الصّبر.
شكراً على الدّعوة اللطيفة.

عفواً، شكراً على مروركِ اللّطيف، دمتِ بودّ

إلى اللّقاء وفي أمان الله ♡♡
إلى اللقاء في الفصل القادم
__________________
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 08-21-2018, 08:51 PM
 
ذهبي


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153065063224842.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153065063224842.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
×
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www.arabsharing.com/uploads/153065063224842.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال جميعاً

عيدكم مبارك ♡♡♡
لن أُطيل الكلام عليكم، إليكم البارت




3{ قصّتي }




لقد فقدتُ الجميع...لقد فقدتُ عائلتي، أصدقائي، جميع الّذين أحبّهم. أليسَ قاسياً أن أفقدهم جميعاً في لحظةٍ واحدة؟ أليسَ هذا كثيرٌ على فتاة في ربيعها الخامس عشر؟ أليسَ هذا مؤلماً كفاية ليجعلها تتمنّى الموت مراتٍ ومرات؟. ولكنّي للأسف لا أستطيع...حتى أبسطُ شيءٍ في هذا العالم لا أستطيع فعله، حتّى الموت لا أستطيع الحصول عليه، إلى متى سأبقى أُعاني هكذا؟ إلى متى سأبحث عن نفسي الضائعة؟ إلى متى سيبقى اسمي سرّاً عن العالم؟ إلى متى سأكون شارا تول بدلاً من شارا أوتشيها؟ فقط إلى متى؟.....

●●●●
●●


في شوارع مدينة لازورد سيارةٌ حمراء حديثة تسير بسرعةٍ خُرافيّة استجابةً لغضبِ سائقها، كانت ملامح سيهون الجالس خلف المقود شديدة العبوس والغضب على غير العادة، أخذ هاتفه وفتح تطبيق تحديد المواقع ليرى وجهته ويقول: لقد وجدتك أيّها الوغد، لن أدعك تنجو بحياتك هذه المرّة.
زاد من قوّة الضغط على المكابح لتزيد سرعة السيارة، وبعد أن وصل إلى تلك البناية القديمة صُدم لرؤيته هذا الكم الهائل من رجال العصابة الّتي خرج من مقرّها للتو، ابتسم وقال وهو ينزل من السيارة: لقد تأكدّت بأنك هنا الآن، هل عليك إقحام نفسك في المشاكل دائماً رصاصة الجحيم؟.
اتّجه نحو مجموعة الرجال ووقف في المنتصف، قال أحد الرجال: مرحباً بكَ سيدي، هل أرسلتكَ السيدة جيا لتقضي على هذا الخائن بنفسك؟.
هزّ سيهون رأسه بالإيجاب ليقول: شيءٌ من هذا القبيل، هيّا تراجعوا.
أجابه رجلٌ آخر بصوت خشن: ولكن أليسَ من الأفضل أن نتعاون للقضاء عليه...سيدي.
قال سيهون بشيءٍ من الغضب: هذا أمر وليس اقتراح، تراجعوا جميعاً، وأنت أعطني جهاز الاتصال بالمروحيّات.
أخذ الجهاز الأسود ليضعه قريبا من فمه ويقول: هنا ملاك الجحيم حوّل.
أتاه الصوت من الطّرف الآخر: هنا المروحية رقم اثنان، حوّل.
أجاب سيهون: تراجع الآن دون اعتراض وعُد للمقر، المروحية رقم ستة هذا موجّه لكَ أيضاً، حوّل.
وفي غضون عشر دقائق كان المكان خالياً من الجميع سِوى سيهون الذي دخل مسرعاً واتّجه للطابق السابع حيثُ رصاصة الجحيم.



وفي تلك الأثناء كانت شارا جالسة على الأريكة بغضب وهي تراقب رصاصة الجحيم يقوم بخلط مواد غريبة ببعضها البعض، تنهدت وقالت: حقاً ما الّذي تفعله الآن؟.
أجابها بهدوء: أصنع قنابل.
رفعت أحد حاجبيها وقالت: هل مواضيع الأسلحة والقنابل والقتل والتدمير بسيطة بالنّسبة إليك هكذا دائماًّ؟، ألا تشعر بشيءٍ غريب وأنت تفعل هذه الأشياء؟.
أجابها: يبدو بأنه نفس الأمر بالنّسبة إليكِ أيضاً، فأنتِ على ما يبدو معتادة على هذه الأمور.
عمَّ الصمت على المكان إلى أن تسلّل إلى مسامعهما صوت طرق الباب، وقفت شارا وقالت باستهزاء: هل رجال العصابات مؤدبون لهذا الحد، لم أتوقع منهم أن يطرقوا الباب.
وقف الشاب بدوره وقال وهو يتجه نحو الباب: لن يفعلوا، هناك أحدٌ آخر خلف الباب.
أخرج هاتفه بسرعة ودخل تطبيق تحديد المواقع ليتنهد ويقول وهو يفتح الباب: إنه سيهون.
دخل سيهون غاضباً ثم أغلق الباب بسرعة ليلكم الشاب على وجهه ويطيح به عدّة أمتار للوراء ويصرخ بغضب: إنهم يضربون الأطفال.
جلس الشاب على الأرض ليمسح خطّ الدم الذي سال من وجهه، اتّجه سيهون نحوه بسرعة وأمسكه من ياقته ليلكمه مرّة أخرى ويصرخ: لقد ضربوا الأطفال أيّها الوغد.
ضربه مرّة ثالثة وصرخ: لقد ضربوا أطفالي أيها الحقير، لقد ضربوا أطفالي بسببك، ألم تعدني بأنهم سيبقون بخير؟ أين ذهب وعدك هذا؟.
كاد أن يضربه للمرّة الرّابعة لولا شارا التي أمسكت سيهون ودفعته للخلف ثم وقفت بينهما وقالت بتوتر: من...من أنت يا هذا؟ ابتعد عنه، فهو مصاب.
ابتسم سيهون وقال: ألم تجد شخصا آخر تستأجره للدّفاع عنك؟.
أجابه الشاب: أنا لم أستأجر أحد، أستطيع الدفاع عن نفسي، كما أنني لا أعلم بأنهم يضربون الأطفال.
وقف سيهون على قدميه وقال وهو يفرك يديه: بعد أن أُشبعكَ ضربا ستعلم جيداً.
ثم تابع صارخاً: ألستَ من أخبرني بأن أسلّم الأطفال لجيا؟ ألم تخبرني بأنّهم سيكونون بخير هناك؟.
أجابه الشاب بألم: لا تقلق لن يحدث شيء للأطفال......قاطعه سيهون صارخاً: هل ما زلتَ مصرّا على أنهم سيكونون بخير بعد كل ما حدث، حقاً أودُّ القضاء عليكَ الآن أكثر من تلك العصابة.
كاد سيهون أن يهجم عليه ولكنّه توقف في مكانه عندما صرخت شارا بغضب: كفى.....هذا يكفي، أنا لا أفهم شيئاً، لا أعلم عن ماذا تتحدثان، عصابة..قتال...أطفال..ضرب، هذا يكفي.
ثم أشارت بيدها على سيهون وصرخت: وأنت اجلس مكانك ولا تقترب منه وإلا قضيتُ عليك.

تنهدت شارا بقوّة وجلست على الأرض وقالت وهي تحدّث نفسها: اوه ما الذي أفعله...ما الذي يحصل لي، لماذا أنا هنا، هل هذا يحصل حقاً، اااااااه سأُجن.
جلس سيهون على الأرض أيضاً وقال: بالعادة لا أتدخل في النّاس كثيراً، ولكن شعركِ غريبٌ بعض الشيء فقد تملّكني الفضول، هل هو هكذا دائماً؟.
نظرت شارا إلى رصاصة الجحيم المُلقى على الأرض بعيون ثاقبة ومشتعلة وقالت بحزن: بالطبع كلا، ولكن هذا الأحمق لقد قصّه بسكينه، شعري المسكين الذي اعتنيتُ به لسنوات كيف استطاع أن يفعل بكَ هذا.
ابتسم سيهون وقال مخاطباً الشاب: بكم رصاصة أُصبتَ هذه المرّة.
أجابه الشاب باقتضاب: ثلاثة.
سيهون: ويبدو بأنكَ فشلت مرّة أخرى، هذا مزعج، ومن هذه؟.
قال الشاب وهو يقف على قدميه: علينا الخروج من هنا بسرعة قبل قدوم الشرطة.
وقفت شارا أيضاً وقالت: كلا لن نرحل من هنا حتّى قدوم الشرطة، لقد سئمتُ هذا الوضع، سأُخبرهم بكلّ شيء حدث منذ الصباح وأنتما ستذهبان للسجن.
مدّ رصاصة الجحيم يده نحو سيهون وقال: أعطني حقنة التّخدير الّتي معك، لقد فقدتُ خاصّتي.
رأت شارا سيهون وهو يُخرج الحقنة من جيب سترته ويعطيها لرصاصة الجحيم فقالت بتوتر: ما....ما الّذي ستفعله بالحقنة؟ أنتَ بالتّأكيد لن تحقنني بها أليسَ كذلك؟.

وبحركة خاطفة حقنها رصاصة الجحيم على ذراعها ليمسكها ويضعها على الأريكة ثم يقول: سأذهب لأُحضر أشيائي من الدّاخل.
ابتسم سيهون وهو يراقب رصاصة الجحيم يدخل بهدوء وقال بخفوت محدّثاً نفسه: ألا يمكنك أن تكون لطيفاً بعض الشيء، كان يمكننا إقناعها بالقدوم معنا دون الحاجة لتخديرها.
ثم تابع كلامه وهو ينظر إلى شارا الغائبة عن الوعي: وأنتِ من تكونين؟ إنّه نادراً ما يفعل هذا..وخاصّةً لفتاة، لا يُعقل بأنّه مُعجب بكِ.
بمجرد أن أنهى جملته حتّى غرق بالضّحك وقال: ههههه ما الّذي أُفكر به...من المستحيل أن يحدث هذا، رصاصة الجحيم ومشاعر...لا يمكن أن يجتمعا، من المؤكد أنّه يوجد سبب آخر جعله يختطفها.
جاء رصاصة الجحيم ومعه حقيبة سوداء متوسطة الحجم، اتّجه نحو الباب مباشرة وهو يقول: أحضر الفتاة والحق بي بسرعة، ستأتي الشّرطة في أيّة لحظة.
تنهد سيهون وقال بغضبٍ مصتنع: ولماذا عليّ أنا أن أحمل الفتاة؟ دائماً ما توكّل لي الأعمال الصعبة والمتعبة، هذا ليسَ عدلاً.
فتح رصاصة الجحيم الباب وقال وهو يخرج: هل المنزل رقم ٤ مُتاح؟.
حمل سيهون شارا على ظهره بعدما علِم بأنّه لا مفر من الأمر ثم لحق برصاصة الجحيم ليقول: نعم إنّه مُتاح، كم سنبقى هناك؟.
أجابه رصاصة الجحيم ببرود وهو يصعد السلالم نحو السطح: إلى أن تُشفى جروحي و أحصل على المعلومات الّتي أريدها من هذه الفتاة.
على الرّغم من أنّ سيهون كان يعرف الإجابة ولكنّه مع ذلك سأله: من هي هذه الفتاة؟ وما الّذي تريده منها؟.
وكالعادة كانت إجابة رصاصة الجحيم: لا دخل لك، اهتم بشؤونك فقط.
ابتسم سيهون وقال وهو يتّجه نحو المروحية: هاي هاي كابتن.

○○○○○○
○○○○
○○○
○○


قلبه الصّغير الذي ينبض بقوة لم يعد يتحمّل، إنّه يريد رؤيتها، يريد التمتّع بالنّظر إلى عينيها، إنّه يريد منها أن تكون له..فقط له، إنّه يريد أن يبعدها عن الجميع..يجب عليه حمايتها، ولكنّه عاجز..عاجزٌ عن معرفة مكانها حتى فكيف سيستطيع البقاء معها وكيف سيتمكن من مساعدتها وكيف سيمسح الحزن من قلبها والدّموع من عينيها، كيف؟!.

" تباً " قالها الشاب الجالس بين أشجار الكرز وهو يفرك شعره بقوّة، وقف ووضع يديه في جيوبه لينظر نحو السماء ويقول: اه..أنا لا أعلم حتى إن كنتِ على قيد الحياة أم لا، أين أنتِ شارا؟.
سمع صوت والده قادم من خلفه: هل ما زلتَ تفكّرُ بتلك الفتاة ياتو؟.
التفتَ المدعو ياتو نحوه وأجابه بغضب: وسأبقى أفكّر بها للأبد، ما زلتُ لا أصدق بأنكَ فعلت بها هذا حقاً، ألا تشعر بتأنيب الضّمير؟.
قطّب الوالد حاجبيه وقال: ألا تفهم خطورة تواجدها معنا؟ أنا متأكد بأنّك تعلم ما سيفعله الآخرون بنا إن علِموا بأنّ أحد أفراد الأوتشيها يعيش معنا.
ابتسم ياتو بسخرية وقال: وكيف سيكتشفون بأنّ شارا من عشيرة الأوتشيها؟ فهي قد عاشت معنا لأربع سنوات ولم نكن لنكتشف أمرها لولا أنّك أطلقت عليها عن طريق الخطأ.
هتف والده بقوّة: ولكننّا اكتشفنا الأمر في النهاية، ولا يمكنني تعريض عائلتي للخطر بعد الآن.
تنهد ياتو ثم نظر في عينيّ والدِه وقال بحزم: أنا ذاهبٌ إلى لازورد.
هزّ الأب رأسه نفياً وقال: كلا لن تفعل هذا، أنت لا يمكنك الذهاب هكذا بهذه البساطة، الأمر ليسَ سهلاً كما تعتقد، ما الّذي ستفعله وحدك في تلك المدينة الّتي لا تعرف أحداً فيها؟.
أجابه ياتو وهو يسير باتّجاه المنزل: هذا سهل...سأفعل كما فعلت شارا، لقد كانت وحيدة في تلك المدينة ولكنك لم تقلق بشأنها فلماذا الآن تقلق من أجلي؟.
توقف ياتو مكانه فجأةً عندما سمع والده يقول: هل ستتخلّى عن عائلتك من أجلها؟.
أخفض رأسه للأسفل بحزن وقال: إن كان هذا سيخفف من الذنب الذي أشعر به اتجاهها..نعم سأفعل.
قال والده بنبرة أشبه بالبكاء: ما الّذي ستقوله لوالدتك؟.
ابتسم ابتسامة باهتة ليقول: أنا آسفٌ أمي.

انتفض جسد ياتو عندما سمع صوت الفتاة صاحبة المشاكل وهي تقول: سآتي معك ولا أريد أيّ اعتراض.
تغيّرت ملامح وجه ياتو للعبوس وقال: يونا...هذا مستحيل، لا أستطيع أن آخذك معي.
صاحت يونا بغضب: شارا صديقتي..أريد الذهاب والعثور عليها أيضاً، لا يمكنكَ أن تمنعني.
صرخ فجأة والد ياتو بغضبٍ شديد وهو يسير نحو المنزل: هذا رائع...هيّا فلتذهب القرية بأكملها للبحث عن شارا، ولا تنسوا أخذ البعض من الخِراف والدجاج معكم فهم بالتأكيد قد اشتاقوا إلى شارا أيضاً، وهذا لأنها أهمّ شخصٍ على وجه الأرض، هيّا اذهبوا...اذهبوا جميعاً.
وقف أولئك الاثنان ينظران إليه إلى أن اختفى عن الأنظار، نظر الاثنان إلى بعضهما لعدة ثوانٍ لتغرق يونا بالضحك بينما ياتو الّذي حاول أن يمسك نفسه لكنّه لم يستطعْ فاستدار للنّاحية الأخرى ليكتفي بالإبتسام، وبعد مدّة قصيرة بدأ ياتو بالسّير لتلحق به يونا وهي تقول: هل نأخذ شيبو (خروف شارا المفضّل) معنا إلى لازورد...ههههههههه ستفرح شارا لرؤيته ههههههههههه.
قال ياتو باستنكار على الرّغم من الابتسامة الّتي لمْ يستطع إخفائها: معنا؟ أنتِ تمزحين صحيح، أخبرتكِ بأنكِ لا تستطيعين القدوم معي.
قطّبت يونا حاجبيها وتكتّفت بغضبٍ وهي تسير ثمّ قالت بعِناد: بلى أستطيع.
ياتو: لا تستطيعين.
يونا: أستطيع.
ياتو: لا تستطيعين.
يونا: لقد قلت لكَ سأذهب..أي أنني سأذهب.
ياتو: وأنا قلت كلا..أي كلا.
يونا: ياااااااتوووو.
ياتو: كلاااااااا.
يونا: ياااااااااااتووووووو.

♧♧♧♧♧♧♧
♧♧♧♧
♧♧♧
♧♧

أوشكت الشّمس على الغروب عندما فتحت شارا عينيها لتجد نفسها على سريرٍ صغير في غرفة متوسطة تحتوي على خزانة بنيّة اللّون ومرآة طويلة على الجدار، جلست على السّرير وهي ما زالت تشعر بدوارٍ خفيف في رأسها، تذكّرت فجأة ما فعله بها رصاصة الجحيم ذاك، بدأ الدّم يغلي في عروقها فوقفت بسرعة لتجده وتقضي عليه، وعندما كانت تتّجه نحو الباب صُدمت حين رأت نفسها على المرآة...لقد كان شعرها...جميلاً بطريقة ما، إنه غريب بعضَ الشيء، ربما لأنّها لم تعتد عليه أن يكون قصيراً لهذا الحد ولكنه...جميل، من فعل هذا يا تُرى؟.

بينما كانت تتأمل شعرها بإعجاب سمعت صوت سيهون وهو يقول: إذاً ما الّذي حصل هذه المرّة؟ ألم تستطع الحصول على شيء؟.
اقتربت ووقفت خلف الباب وأخذت تسترق السّمع عليهما، أجابه رصاصة الجحيم ببرود: استطعت الوصول للدّاخل ولكنّهم كادوا يمسكون بي لذلك كنتُ مُجبراً على المغادرة، وأثناء ذلك أُصبت بهذه الرّصاصات.
جاء صوت سيهون ساخراً: وما الّذي كنت تفعله في ذلك المنزل؟.
قال رصاصة الجحيم: لقد كنتُ أراقبه منذ سنتان ولم يأتي إليه أحد، فاعتقدت بأنّ أصحابه لن يعودوا مجدداً، ولأنّه قريبٌ من مكان العصابة كنت أنوي استخدامه في الأوقات الحرجة ولكنّهم اكتشفوه الآن وانتهى كلّ شيء، فلتنسى أمري الآن، كيف هم الأطفال؟ هل هم بخير؟.
سيهون: نعم، أظنّ أنّهم بخير...حالياً.
رصاصة الجحيم: غارا، هل يفتعل المشاكل؟ هل استخدم قوّاه أمام أي أحد.
سيهون: لقد استخدمها أمامي ولكني لا أظنّ بأنّه استخدمها أمامهم، ذلك الطفل الشقي إنّه يغضب بسرعة، على الرّغم من أنني حذرته عدّة مرات إلا أنني ما زلت خائفاً عليه بعض الشيء، إن اكتشفوا أمره سيقتلوه بالتّأكيد و....قاطعه رصاصة الجحيم ليقول: لن يحدث له أيّ شيء لا تقلق، هل تشاني...كلا لا شيء.
ابتسم سيهون وقال: لا بأس بأن تخاف على من تحب، لماذا لا تسأل عنه مع أنّك خائفٌ عليه؟.
قال رصاصة الجحيم ببرود: أنا لستُ خائفاً عليه.
قال سيهون: إنّه بخير لا تقلق، إنّه خائف قليلاً ولكنّه قوي لذلك سيكون بخير.
تنهد رصاصة الجحيم وقال: سورا...هل..هل هو بخ..قاطعه سيهون بسرعة ليقول باستغراب: صحيح سورا...لم أره هناك، هل من الممكن أنّهم أخذوه إلى مكانٍ آخر؟.
أجابه رصاصة الجحيم: بالتّأكيد سيكون في مكانٍ آخر، فهو في النّهاية ابن الحاكم، علينا اكتشاف مكانه بأقصى سرعة ممكنة، فلم يتبقى معنا الكثير من الوقت.

عمّ الصّمت على المكان لعدّة ثوانٍ قررت شارا فيها الهروب من المكان ولكنّها توقفت مكانها عندما سمعت سيهون يقول: إذاً...ألن تخبرني مَنْ هي هذه الفتاة؟.
أجاب رصاصة الجحيم باقتضاب: شارا أوتشيها.
اتسعت عينا سيهون وهو يقول: ماذا قلت؟ أو...أوتشيها؟؟؟!!! كيف يمكن هذا؟ إنّه مستحيل.
رصاصة الجحيم: نعم هذا ما قلته في البداية، ولكنّها حقاً من عشيرة الأوتشيها، لقد رأيتها تُشفي جرح الرصاصة بأقل من رُبع ساعة.
بدأ صوت سيهون يعلو شيئاً فشيئا وهو يقول: هذا...هذا مستحيل، لقد ماتوا جميعاً..رأيتهم بعينيّ...لقد ماتوا جميعاً قبل عشر سنوات، إنّ مشهد موتهم محفور في ذاكرتي..إنّه يعذبني دائماً لأنني وقفتُ مكتوف اليدين وأنا أشاهدهم يموتون واحداً تلوَ الآخر...لقد كان فظيعاً.
رصاصة الجحيم بهدوء: لقد كنتَ في التّاسعة عشر فقط حينها، لم يكن باستطاعتك فعل أيّ شيءٍ على كل حال.
سأله سيهون بتلهف: لننسى هذا الأمر الآن، لماذا أحضرتها إلى هنا؟ ما الّذي تنوي عليه؟.


فُتح الباب فجأةً لتخرج منه شارا وتتّجه بسرعة نحو سيهون وتقول بغضب: هيا أخبرني..أخبرني بكلّ شيء..أخبرني بكلّ ما رأيته قبل عشر سنوات، كيف ومن ولماذا قتل عائلتي؟.
تابعت وهي تصرخ: هيّا تكلّم.
أمسكها رصاصة الجحيم من ذراعها ليجعلها تجلس على الأريكة بجانب سيهون وقال: اهدأي قليلاً، ستعرفين كل شيء عندما يحين الوقت.
سحبت شارا يدها بقوّة وقالت بغضب: أريد أن أعرف كلّ شيء...الآن.
نظر رصاصة الجحيم إلى عينيها بقوّة وقال: لن تجني شيء من غضبكِ هذا، لن نخبركِ أي شيء قبل أن تفعلي ما نريده.
قال سيهون بسرعةٍ: حقاً؟ وما الّذي نريده منها؟، أنا لا أستطيع استغلالها بهذا الشّكل، سأخبرها بكلّ شيء، فهذا في النّهاية حقها.
تنهد رصاصة الجحيم وأخرج مسدساً من سترته السّوداء ليقول: من الأفضل لكَ أن تصمت سيهون، لا تدع مشاعركَ تسيطر عليك..لا ذنب لك بما حصل مع عائلتها، لا تتدخل في عملي واذهب إلى كريشنا لتحضر الأسلحة الّتي طلبتُها البارحة.
ثم أدار برأسه نحو شارا وقال: وأنتِ أيّتها الأوتشيها...هل ستفعلين ما أطلبه منكِ لكي تحصلي على المعلومات الّتي تريدينها أم أنّه عليَّ أن أتصرف معكِ بطريقةٍ أُخرى.
وقفت شارا بغضب وقالت: لن أقوم بما تريده...من تظنّ نفسك حتى تتحدث معي هكذا؟.
أجابها رصاصة الجحيم ببرودٍ تام: إن كنتِ لا تريدين التّعاون معنا فيمكنكِ الخروج والبحث عن شخصٍ آخر يخبركِ بما حصل مع عائلتكِ.
وقف سيهون وقال وهو يتّجه نحو الخارج: ستندم على هذا رصاصة الجحيم...إن علِمت أختي العزيزة بأمر هذه الفتاة لن تبقى هادئة، من الأفضل لكَ أن تكون حذراً في التعامل معها وإلا انقلبت الأمور عليكَ في النّهاية.
وبعد أن خرج سيهون أخذ رصاصة الجحيم يتمتم: تشه...لا أحتاج إلى نصائحك، أنا أعلم تماماً ما الّذي أفعله..وواثقٌ به.
وقفت شارا أمام رصاصة الجحيم متكتّفة وقالت: هل تظنّ بأنكَ ستُخيفني بمسدسك هذا؟ أنتَ من عليه أن يخاف وليس أنا، هل ستخبرني بما تعلمه أم لا.
أجابها رصاصة الجحيم باقتضاب دون أن ينظر إليها: كلا.
بدأت شارا تشعر بالغضب أكثر فأكثر من تصرفاته الباردة هذه، ضربت قدمها على الأرض بقوّة لتقول: انظر إليّ وأنا أتحدث معكَ يا هذا.
وضع المسدس جانباً ثم رفع رأسه نحوها وقال: هل ستخرجين أم تودّين أن أطردكِ بنفسي؟.
قطّبت حاجبيها وقالت: هل تعلم ما هو أكثر شيءٍ يغضبني الآن؟.
رصاصة الجحيم ببرود: بصراحة لا أهتم.
شارا: لماذا أحضرتني إلى هنا إن كنتَ لا تهتم.
رصاصة الجحيم: أحتاجكِ في عملٍ مهم، ولكن يبدو بأنّكِ لا تودّين مساعدتي لذلك استغنيتُ عنكِ وعن خدماتكِ، يمكنكِ الرّحيل.
ضغطت شارا على قبضتها بقوّة لتتّجه نحو الباب وتقول: حسناً سأرحل، ولكن فليكن في علمك بأنّك ستندم على هذا وستأتي إليّ زاحفاً.....و..و..وأيضاً شكراً من أجل شعري..لقد أعجبني.
قال رصاصة الجحيم ساخراً: لستُ أنا من قام بهذا العمل السّخيف بشعرك، إنّه سيهون.
ابتسمت باستفزاز وقالت: فلتشكره نيابة عنّي إذاً.
أجابها بنبرة الاستفزاز عينها: لا أريد.
قالت وهي تفتح الباب: يا لك من وغدٍ عديم الفائدة.
أنهت جملتها بإخراج لسانها نحوه ثمّ أغلقت الباب بسرعة خلفها، بينما قال رصاصة الجحيم وهو يُخرج هاتفه: حمقاء.
عبث بالهاتف قليلاً ثم وضعه على أذنه وينتظر إجابة الطّرف الآخر، وبعد انتظارٍ دام لعدّة ثوانٍ جاء صوتٌ هادئٌ لشابٍ يقول: رصاصة الجحيم، ما سرّ هذا الاتصال المفاجئ؟.
رصاصة الجحيم: هل كنتَ تعلم بأنّ هناك ناجٍ من عشيرة الأوتشيها، رين؟.
سعل رين عدّة مرّات قبل أن يجيبه: كيف...كيف اكتشفت الأمر؟ من أخبرك؟.
رصاصة الجحيم بهدوء: وهل هذا مهم الآن؟ أخبرني هل كنتَ تعلم أم لا؟ وإلى أي حدٍ تعلم؟.
رين: حسناً، نعم لقد علمتُ بهذا قبل ثلاث سنوات، ولكنّني حقاً لا أعلمُ أي شيء آخر، لا أعلم جنسه أو اسمه أو عمره أو مكانه، لقد اختفت جميع المعلومات عنه ولا يوجد في العالم كلّه حالياً شخص يحمل اسم عائلة الأوتشيها، لذلك كان من المستحيل بالنّسبة إليّ أن أعرف عنه شيئاً.
رصاصة الجحيم: شارا أوتشيها...تُعرف بشارا تول حالياً، أريدكَ أن تعرف كلّ شيءٍ عنها...كلّ شيء، وحتى التّفاصيل الصغيرة والتّافهة، أريد أن يكون ملف هذه الفتاة لديّ بعد يومين.
رين: إنّها فتاة إذاً...شارا أوتشيها، لا تقلق سيكون كل شيء جاهز قريباً، أراكَ لاحقاً.
رصاصة الجحيم: إلى اللّقاء.

◇◇◇◇◇◇
◇◇◇
◇◇


"كلّا، أنا سأكون مساعد سيهون" قالها الطّفل الصغير وهو يحدّق بعينيّ تشاني العسليتان، فجائه الرّد من تشاني: غارا أنتَ صغيرٌ جداً ولا يمكنك مساعدة سيهون، أنا هو الأفضل لهذا العمل.
أجابه غارا بعناد: صحيح بأنّني صغير ولكنّني قويٌّ جداً وأستطيع مساعدة سيهون بكلّ سهولة، ولمَ أنتَ تريد سيهون بشدّة؟ فلتكن مساعد العم رصاصة الجحيم.
رفع تشاني حاجبيه نفياً وقال: ولماذا لا تكون أنتَ مساعد رصاصة الجحيم؟ إنّه يناسبكَ أكثر.
تكتّف غارا وقال: أنا أريد سيهون، كما أنّ رصاصة الجحيم مزعج وممل.
هزّ تشاني رأسه وقال: نعم معك حق، كما أنّه لا يبتسم نهائياً وليسَ لطيفاً.
أكمل غارا: وهو لا يتكلّم كثيراً، ولديه سلاح خطير جداً.
تشاني: وهو دائماً ما يكون غاضباً وعينيه غريبتان..مثل عينيك تماماً.
قال غارا بغضبٍ لطيف: عيناي ليستا غريبين، وأنا ما زلتُ أريد أن أصبح مساعد سيهون.
ابتسم تشاني وقال: حسناً لا بأس، سنساعده نحن الاثنين معاً، وسنكون نحن الثلاثة أفضل فريق.
لمعت عينا غارا من السّعادة وقال: نعم..هذا سيكون رائعاً.


فُتح الباب الحديديّ فجأةً ليدخل رجل ضخم صاحب ملامح قبيحة، أخذ يجول بنظره بين الأطفال ليقول بصوتٍ عالٍ: غارا شيكاكو فلتأتي إلى هنا حالاً، زعيمتنا تريدك.
اختبأ غارا الصغير بخوف خلف تشاني وأخذ يرتجف وهو يسمع صراخ الرجل: تعال حالاً أيها الأحمق، سيدتي لا تحبّ الانتظار.
أمسك تشاني بيد غارا ثم اتجه نحو الباب ليقف أمام الرجل بمتر، نظر إلى عينيه بغضب وقال: ما الّذي تريده من غارا؟.
ابتسم الرجل بسخرية لتظهر أسنانه الصفراء وقال: لقد ظهرتَ أخيراً، هيّا تعال بسرعة.
قطّب تشاني حاجبيه وأمسك بيد غارا بقوّة وقال: لقد أخبرناكم من قبل بأنّه لا يملك أيّة قوى..اتركوه وشأنه.
بدا الغضب واضحاً على وجه الرّجل وقال: أنتَ لا تتدخل فيما لا يعنيك أيّها الصعلوك، ابتعد عنه.
تمسّك تشاني بموقفه وقال بعناد: لن أبتعد...لن أدعكَ تأخذ غارا.
ازداد غضب الرّجل كثيراً لدرجة أنّه لم يعد يتمالك نفسه، ضرب تشاني بقوّة ليدفعه بعيداً على الأرض. امتلأت عينا غارا بالدموع وقال: تشاني...هل أنتَ بخير؟.
أمسك الرجل غارا من ذراعه بقوّة وقال: اصمتْ..هيّا تعال بسرعة.
جلس تشاني على الأرض وابتسم في وجه غارا ليقول: أنا بخير، تعال إلى هنا.
وبدون أي تردد ذهب غارا إلى تشاني ووقف خلفه، فقد الرجل الغاضب أعصابه وأخذ يضرب قبضته بيده متّجهاً نحوهما وهو يقول: يبدو بأنّك تريد الموت أيّها الصعلوك.
وقبل أن يصل الرّجل إليهما همس تشاني في أذن غارا: لا تستعمل قواك مهما حصل...حتى لو كنتُ أموت لا تستعملها، اتفقنا؟.
هزّ غارا برأسه ثم قال: أنتَ لن تموت...أليسَ كذلك؟.
ابتسم تشاني وأجابه: ليسَ قبل أن نشكّل فريقنا الرّائع مع سيهون.
رفع الرّجل قبضته ليضرب تشاني...أغمض تشاني عينيه منتظراً الألم القادم، توقف الرّجل مكانه عندما سمع صوتَ أحد يقول: ما الّذي يحدث هنا؟.
أدار رأسه ليرى سورا صاحب الأربع عشر ربيعاً بشعره النيليّ وعيناه الخضراوتان المليئتان بالتّكبر والغرور، قال بعد أن أنزل يده: لا دخلَ لكَ بالأمر..عد إلى غرفتك.
مشى سورا بضع خطوات للأمام ليصبح قريباً بما يكفي، وقف وقفةً مستفزة ونظر إلى الرّجل باستحقار قائلاً: أنتَ عد إلى حيث تنتمي أيّها الحثالة، وإلا ستعلم ما الّذي سيحصل لك.
ابتسم الرجل بسخرية وقال: وما الّذي تستطيع فعله أنت أيّها المسكين؟.
أجابه سورا: بالطبع أنا لن أفعل شيء..فأنا لا أريد أن ألوّث يديّ بك، ولكن أظنّ بأنني إن أخبرت زعيمتك بأنّكَ ضربتني..ضربتَ ابن الحاكم، فهي ستقضي عليك، وصدقني أستطيع فعلها..لذلك اغرب عن وجهي حالاً.
ملأت التجاعيد وجه الرّجل وهو يكشّر بغضب وبدون أيّة كلمة خرج مسرعاً، نظر سورا إلى تشاني وقال: وأنتَ انهض أيّها الضّعيف.
وقف تشاني وهو يقول: شكراً لك....وأنا لستُ ضعيفاً.
ابتسم سورا بسخرية وقال: بلى أنتَ كذلك، ولكنّي لم أفعل هذا لتشكرني..فقط أريد أن أسألك سؤال.
تشاني وهو ينفض ملابسه: وما هو؟.
سورا: رصاصة الجحيم...هل قابلته حقاً؟.
أجاب تشاني ببساطة: نعم قابلته كثيراً...وماذا في ذلك؟.
سورا بعينين تشتعلان حماساً: هل هو رائع كما يتحدثون عنه؟ هل هو قويّ و ماهر ومدهش لدرجة غير معقولة؟ هل هو حقاً كرصاصة قادمة من الجحيم؟.
ظهرت على تشاني ملامح الاستهتار وقال: كلا إنه ليس كذلك، فهو عند قدومه إلى منزلنا لم يفعل شيئاً سِوى النّوم وتلميع أسلحته، لكن لماذا تسأل؟.
غضب سورا فجأة وقال: لا شيء..لا تهتم.
ثم غادر المكان مُحبطاً يائساً...إنّه حزين حقاً الآن، لقد كبر على قصص رصاصة الجحيم الخارقة...إنّه قدوته، إنّه لا يصدق بأن رصاصة الجحيم شخص عادي، إنّه واثق من أنه شخصٌ مميز، وهذا ما يجعله يحاول جاهداً اللقاء به والتّعرف عليه..أكثر من أي شخص آخر.


$$$$$$$$$
$$$$$
$$$
$$
$

>>>>>>> بعد يومين <<<<<<<


" إن اقتحمتُ أنا المكان من الأمام وسيهون سيتولّى الخلف، سننهي الأمر بأقلّ من ساعة ولكن المشكلة هي أننا ما زلنا نحتاج إلى أحدٍ يُخرج الأطفال...ااااااااه هذا مزعج، ماذا سأفعل؟ ماذا..." قاطع صوت الهاتف رصاصة الجحيم عن تفكيره، أخذ الهاتف من فوق الطّاولة المليئة بالأوراق المبعثرة هنا وهناك، أجاب عليه ليقول: رين..هل انتهيت؟.
رين: كلا للأسف لم أنتهي بعد ما زال لدّي بعض التّفاصيل عن مكانها وما الّذي كانت تفعله في السنوات العشر الماضية، إنّ الحصول على معلومات هذه الفتاة صعب حقاً. ولكنني وجدت شيئا آخر قد يهمك.
رصاصة الجحيم باقتضاب: ما هو؟.
رين: إنّها في لازورد حالياً.
رصاصة الجحيم ببرود: نعم أعلم هذا...هل هناكَ شيء آخر؟.
رين بصدمة: ك...كيف تعلم بهذا؟، المهم...إنها هنا حالياً ولكنّها ستغادر اليوم في الساعة الخامسة من مطار الأمير سورا إلى قرية صغيرة تقع في أطراف المدينة تسمّى....مرحباً مرحباً رصاصة الجحيم..هل تسمعني؟ اه حقاً ذلك الوغد أقفل الخطّ في وجهي مرّة أخرى...أكرهك.


>> الساعة الثانية ظهراً في المنزل رقم ٤

كان رصاصة الجحيم جالساً على الأرض وبيده مسدسٌ ذهبيّ كبير، نظر إلى نهاية الغرفة ليرى هدف الإطلاق على بعد عشرة أمتار، صوّب المسدس نحو الهدف وأطلق طلقته لتستقر في المنتصف بشكل مدهش، لم يؤثر به هذا الأمر...لأنه اعتاد عليه بالفعل، نظر نحو سقف الغرفة وأخذ يُفكّر....


رصاصة الجحيم...الجميع ينادونني بهذا الاسم منذ سنوات، أشكّ في أنّ أحدهم يتذكّر اسمي الحقيقي..هذا إن كان يعرفه بالأصل، كيف ومتى حصلتُ على هذا اللّقب؟ إنها قصّة طويلة بدأت عندما كنتُ في السادسة عشر من عمري، عندما كان أبي ما زال على قيد الحياة، وكان زعيم عصابة كيلرز. وهو كالعادة اختار خليفة له بعد موته وللأسف الشديد كان أنا، لم أكن أعرف شيئاً حينها....لا الأسلحة ولا القنابل ولا القتل، كنتُ مجرد فتىً صغير يلعب في الأرجاء، وعندما دخلتُ إلى ذلك العالم الموحش والمظلم تغيّر كلّ شيء، كان على هذا الطّفل أن يحارب من أجل البقاء، كان عليه القتل والتدمير للحصول على الطّعام، كان عليه السرقة والخداع للحصول على بعض الرّاحة، كان لكلّ شيء بسيط ثمنٌ غالٍ حينها.
بعد شهرين من العذاب المستمر الذي كان أبي يسميه تدريباً وصلتُ إلى مرحلةٍ لم أعد فيها أستطيع تحمّل المزيد، لقد توسّلتُ إليه بأن يُوقف هذا ولكنّه تجاهلني...تجاهل ألمي...تجاهل دموعي واستمرّ في ذلك وقتاً طويلاً...طويل جداً حيث أنني دخلتُ إلى المشفى أكثر من عشر مرّات وأنا على حافّة الموت. بعد سنة كاملة كرهتُ أبي..كرهتُ نفسي...كرهتُ الجميع، أردتُ التّخلص من كلّ ذلكَ الألم فقررتُ التّجاهل كما فعلَ أبي...تجاهلت الجميع وآلامهم وصراخهم للنجاة، تدرّبتُ بقسوة وبقيتُ أشهراً وأنا على هذه الحال، إلى أن أصبحت ما أنا عليه الآن...كانَ أبي سعيداً إلى ما آلت له الأمور فقد كنتُ أُنجز جميع المهمّات التي كان يطلبها مني بمهارة وسرعة وبلا رحمة، لقد تغلبتُ على جميع من كان في العصابة، وحصلتُ على المركز الأول في مسابقة حرب العصابات ثلاث سنوات متتالية. هذا ما كان يتمناه أبي...أن يحوّلني إلى أداةٍ للقتل، صحيح بأنّ الأمر لم يكن يعجبني منذ البداية ولكنّي فعلتُ كلّ هذا من أجلها..من أجل ابتسامتها التي كانت تشعرني بالأمان، من أجل صوتها الدافئ الذي كان يُخمد بركان غضبي كلّما همست باسمي، من أجل حمايتها من أبي وشرّه، فقد كانت الأعمال والمهمّات الّتي أقوم بها فقد لكي أضمن بأنّ أبي لن يقتلها...أي بالمختصر حياتي مقابل حياتها، تلكَ الّتي ما زالت داخل قلبي وعقلي حتّى بعد موتها، تلكَ الّتي أفعل كلّ شيء للإنتقام من قاتلها..كلّ شيء، هذه هي قصّتي.



>> الساعة الرابعة عصراً في مطار الأمير سورا

كان سيهون واقفاً أمام مكتب الاستعلامات وهو يسأل الفتاة الجالسة خلف المكتب: هل وصلتْ أيّة حقائب باسم شارا تول اليوم؟.
أجابته الفتاة بسرعة: أنا أعتذر لا يمكنني إعطائك أيّة معلومات شخصية.
قال سيهون بسرعة: اوه بالطّبع أنتِ لا يمكنكِ أن تفعلي هذا ولكنّني زوجها، تومي تول، وقد تشاجرنا هذا الصباح وهي غادرت مسرعة، والآن أُريد أن أتصالح معها ولا أعلم أين هي، لذلك هل يمكنكِ مساعدتي قليلاً؟.
قال هذا ثم مدّ نحوها هويّته المزيفة الّتي تحمل اسم تومي تول وقال: وهذا دليلٌ واضحٌ على كلامي.
ابتسمت الفتاة وأخذت تبحثُ في الحاسوب أمامها عن اسم شارا تول دونَ أن تنظر إلى هويته حتّى، تنهد سيهون بارتياح بعد أن نجحت الخطّة، سمع الفتاة تقول: لقد وجدتُ حجزاً باسمها على السّاعة الخامسة ولكن حقائبها لم تصل بعد، انتظر قليلاً من فضلك ستصل في أيّة لحظة.
ابتسم في وجهها وقال: شكراً لكِ، سأكون في غرفة الانتظار أعلميني عندما تصل الحقائب.

جلسَ سيهون في غرفة الانتظار مبتسماً وقال محدثاً نفسه: ستُصاب شارا بالجنون قريباً....أنا آسف، أعلمُ بأنّه ليسَ لديّ الحق بفعل هذا ولكنّي مضطر، أنا حقاً آسف شارا أوتشيها.

أوتشيها...عندما تذكّر هذه الكلمة عاد بذاكرته عشر سنوات للوراء، إلى تلكَ الحادثة الّتي غيّرت حياته بأكملها.

كنتُ في التّاسعة عشر من عمري حينها وكان قد مرّ علي ثلاث سنوات وأنا عضو في عصابة كيلرز، لقد كان أمر الانضمام إلى هذه العصابة محتوماً بالنّسبة إلي كما هو الحال عند جميع أفراد عائلتي..أبي..عمي..وحتّى أخي الصّغير الّذي على الرّغم من أنّني أحببته أكثر من نفسي إلا أنني كنت نادراً ما أراه، وأيضاً لا يُمكنني نسيان أُختي الكبيرة المتوحشة، الّتي كان أبي يُفضلها علي في كلّ شيء بسبب وحشيتها وانعدام الرّحمة في قلبها، كانت هي السبب في تدمير حياتي.
كانت السّاعة الحادية عشر مساءً على ما أذكر، تمّت مناداتي إلى القبو وعندما ذهبتُ اكتشفتُ بأنّه عليّ المشاركة في عملية إبادة عشيرة الأوتشيها، رفضتُ الأمرَ بشدّة، وأخبرتهم بأنّني لن أفعل هذا وإن قتلوني..ويا ليتهم فعلوا، لم أكن أريد قتل أحد وخاصّة الأطفال الأبرياء الّذين كانوا يبكون بشدّة من الخوف، كما أنّ أخي الصّغير كان هناك...وقد كان كبيراً جداً منذ آخر مرّة رأيته فيها قبل سنتان، ولكنّه على الرّغم من ذلك كان ما يزال طفلاً في السّادسة عشر عمره فلم أُرد أن أدمّر البراءة الّتي كانت في عينيه بقتلي هؤلاء أمامه، لقد كان أبي غاضباً مني بشدّة وأراد قتلي في تلكَ اللّحظة وكان سيفعل ذلك لولا أمي الّتي وقفت أمامه ومنعته من ذلك ثم جلست بجانبي وضمّتني بين ذراعيها قائلة بصوتها الدّافئ بأنّها ستقف بجانبي دائماً ولن تسمح لأحد أيّاً كان بأن يسبب لي الأذى، ثمّ ابتسمت ابتسامتها المعتادة الّتي تجعلني أنسى كلّ ألمي ومعاناتي في لحظة، حبيبتي أمّي..مع أنّني أخبرتكِ هذا عدّة مرات ولكنّني لا أستطيع إلّا أن أخبركِ به مرّة بعد مرّة، أحبّكِ..ألف مرّة أحبّكِ، وإلى آخر نفس في حياتي أحبّكِ.

وبالطّبع كان الخيار الثّاني لوالدي من بعدي هي أختي الكبيرة الّتي كانت تنتظر هذا بفارغ الصّبر لتثبت جدارتها أمام أبي، فأخذت هي والعديد من رجال العصابة يقتلون أفراد عائلة أوتشيها واحداً تلو الآخر أمام عينيّ وأنا أجلس هناك مكتوف الأيدي لا أستطيع فعل أي شيء لمساعدتهم. رأيتُ أخي الصّغير جالساً لوحده يبكي من المنظر القبيح أمامه فطلبتُ من أمّي أن تذهب إليه بسرعة، ذهبت نحوه وأخذت تهدّئ من روعه، وفي تلك الأثناء كان الجميع قد ماتوا ما عدا طفل واحد صغير بعمر الخمس أو الست سنوات تقريباً، كان خائفاً بشدّة ويرجف بقوّة والدّموع تملأ وجهه الصغير، لا أعلم لماذا شعرتُ برغبة قويّة لإنقاذ حياة هذا الطّفل حتّى لو اضطررت إلى التضحية بحياتي في سبيل ذلك، وقفتُ بسرعة وذهبتُ نحو الطفل وحملته، كان يبكي بشدّة وشعر بخوف أكبر عندما حملته، نظر إليّ بعينين مرتجفتين فابتسمتُ في وجهه وأخبرته أنّ كلّ شيءٍ سيكون بخير، نظرت حولي..إنهم تقريباً خمسة عشر رجل، أستطيع التّخلص منهم ولكن بصعوبة وخاصّة أنني بدون أي سلاح، كنتُ أُحاول أن أجد خطّة ما عندما صرخ أبي: سيهون...ما الّذي تفعله أيّها الأحمق؟.
اقتربت أختي منّي وعلى وجهها ملامح الشرّ والخبث، أخرجَتْ من جيبها شيئا يشبه الرّمل ولكن له لون ذهبي، عرفتُ بعد عدّة ثوانٍ ما هو هذا الرّمل ولكنّ الوقت كان قد فات، رمتْ أختي فوقي هذا الرّمل الّذي يُدعى غبار هابيك، وهو غبار يسلب الشّخص إرادته لمدّة ربع ساعة وتصبح جميع تحرّكاته بيد الشّخص الذي ختمه، لا أعلم كيف وأين ولماذا حصلَتْ أختي على هذا الغبار وكيف استطاعت ختمه عليها لأنّ هذا صعبٌ جداً ويحتاج سنوات لإنجازه، كنتُ في صدمة من الّذي حصل، فتحت أختي فمها لتقول أكثر جملة مؤلمة في حياتي " اقتل هذا الطّفل "، عندما سمعتُ هذه الجملة أبت الدّموع في عيني إلا أن تخرج، سمعتُ صراخ أمي اليائس وهي تتوسّل إليها كي لا تفعل هذا، نظرَتْ في عينيّ وهي تبتسم متاجهلة أمي المسكينة، أخرجَتْ سكين وأعطتني إياه قائلة " اقتله بهذا السّكين ".
سقطتُ عند قدميها والطّفل ما زال في حضني، نظرتُ إليها بيأس شديد وقلت " أرجوكِ لا تفعلي هذا بي...أرجوكِ ".
ابتسمت وقالت " يا لكَ من ضعيف....اقتله الآن "، أغمضتُ عيناي بقوّة عندما بدأت يدي تتحرك دون إرادتي وطعنت الطّفل أربع مرات، انتشرت الدّماء على وجهي وفي كلّ مكان حولي، لم أستطع منع الدموع من الخروج...علمتُ حينها ما معنى أن يؤلمكَ قلبك، لقد كان الألم يقتلني..كنتُ أريد الموت في تلكَ اللّحظة، لم أكن أريد أن أفتح عيني أبداً ولكنني فتحتُهما على آخرهما وأنا أنظرُ إلى أختي بخوف عندما قالت " هل تودّ أن تقتل أخاك الصّغير الخائف أيضاً ".
صرخت أمّي بقوّة وهي تحتضن أخي " أيّتها المتوحشة...هل أنتِ انسانة أم ماذا؟ لا يمكن أن تكوني ابنتي..لا يمكن ".
تركتُ جثّة الطفل والسّكين وركعتُ أمامها وتوسّلت إليها " أرجوكِ لا تفعلي..أرجوكِ..اقتليني الآن أو عذبيني كما تشائين ولكن أتوسّل إليكِ لا تدمري ما بقي من حياتي..أرجوكِ".
أطلقَت تلك الضحكة المقرفة وقالت " كم أنّكَ بائس ومثير للشفقة". تدخل أبي ليقول ببرود " توقفي هذا يكفي...لقد انتهى الأمر، هذا مبالغٌ به الآن، هيّا فليذهب كلٌّ إلى عمله ".

بمجرد أنا خرج أبي وأختي وباقي أفراد العصابة اتّجه كلٌّ من أمي وأخي نحوي، جلست أمّي أمامي وقالت وهي تربّت بيدها على رأسي " أنا أسفة عزيزي...لم أستطع حمايتك جيداً، أرجوكَ سامحني، أعلمُ أنني أمٌّ سيئة ولكن أرجوك...
قاطعتها " كلا أمّي لا تقولي هذا، أنتِ أفضل أمٍّ في هذا العالم، أنا هو الأخ السيء ".
التفتُّ نحو أخي الّذي كان ينظر إلي نظرات احترتُ في أمرها...هل هي خوف أم شفقة أم كره، وضعت يدي الملطّخة بالدّماء على كتفهِ وحاولتُ الابتسام بصعوبة لكنّه ابتعد عنّي وهو يرتجف وقال " هل...هل مات ذلك الولدُ حقاً؟ ".
أنزلتُ رأسي نحو الأرض بحزن وألم، أعلمُ أنني أخبرتكَ هذا عدّة مرات أخي ولكننّي لا أستطيع إلّا أن أخبركَ به مرّة بعد مرّة، آسف...ألفَ مرّة آسف، إلى آخر نفس في حياتي آسف.

منذُ ذلك اليوم وأنا أعيشُ في عذابٍ نفسي..أخافُ أن أنظر في عيني أخي، أخافُ أن ألتقي بأختي، أخافُ من نظرات النّاس لي، أخافُ أن أرى طفلاً آخر يموت أمام عينيّ، ولكننّي قررتُ بأنني لن أسمح لهذا بأن يحدث مرّة أخرى..لن أسمح بأن يعيش أحد آخر الّذي عشته أنا، سأُدمّر تلك العصابة...سأنتقم لكلّ قطرة دم ولكلّ دمعة...هذه هي قصّتي.


>> الساعة الخامسة مساءً في مطار الأمير سورا

كانت شارا تمشي بسرعة وهي تمسك بيدها قارورة ماء ممتلئة، نظرَت إلى السّاعة..إنّها تشير إلى الخامسة، بدأت بالجري بسرعة وهي تقول: سأتأخر سأتأخر..هذا سيء، يجب أن ألحق بالطّائرة....هذااااااااا سيءٌ جداً.
وصلتْ عند بوابة التّذاكر وإذا برجال الشّرطة يقفون أمامها، ابتسمت في وجوههم وقالت: مرحباً سيدي، هل يمكنكم أن تبتعدوا قليلا؟ لقد تأخرتُ على طائرتي.
أخرج الشّرطي الواقف أمامها مسدّساً وأخرج الآخر أصفاداً ليقول: شارا تول، أنتِ رهنُ الإعتقال بتهمة التّجارة بالبشر.
فتحت شارا عينيها على آخرهما وأسقطت قارورة الماء لتقول بصدمة: ماذااااااااااااا؟.



~~ انتهى البارت الثالث ~~

إذاً ما رأيكم؟ لقد حاولت جعل البارت أطول هذه المرّة أرجو أن تنال كلماتي إعجابكم..
أودُّ معرفة أكثر قصّة أثرت بكم وأكثرهم حزناً، قصة سيهون أم رصاصة الجحيم؟.
بانتظار ردودكم


دمتم بودّ





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] -
__________________
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 08-21-2018, 11:04 PM
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتِ بألف خير
كيف حالكِ? أمل أنكِ في أتم العافية .
حمسني الفصل كثيراً و كمان زاد كمية الأسئلة المتراكمة
شارا شلون نجت من الموت! ! بل كيف بقيت حية حتى بعد تلقي عدة طعنات! !
هي تلك الطفل بلا شك لكن أخ سيهون الصغير هو رصاصة الجحيم نفسه ! ذا شي صرت متأكدة منه
ربما تسرعت لكن قلبي يحدثني هكذا هل أنا محقة?
سيهون ملاك الجحيم شو هاللقب النقيد! !
ملاك وجحيم في شخص واحد !!
لكن للحق هو أقرب للبرائة من حيث لطفه وطيبته وكما بان في الفصل ظروفه هي من حكمت عليه بأن يصبح مجرماً في تلك العصابة , لحظة العصابة المنتنيان لها هو ورصاصة الجحيم هي نفسها التي تطارد الرصاصة! !
شو يعني هاد! !
التي طلب من سيهون ان يحضر الاسلحة منها هي اخته نفسها ! ام لا
طبعاً لا أنفص من الأسئلة الكتيرة لان كل شي غامض لهلا وأكيد انتي رح توضحي في الفصول الجاية
نجي للمهم شارا شو هالتهمة التي نسبت لها! ! مسكينة حياتها صارت مقلوبة لكن كما قال رصاصة الجحيم هي متعودة لانها تبدو لي قوية ولاتكسر بسهولة
ترا في شخصيات جديدة ظهرت ولهم خلفية مع شارا ويبدو ان يوتا لن بهدأ حتى بجدها وكذلك صديقتها يونا .
فصل كان رائع حقاً سررت بقرائته وتمعن سطوره لكن لدي بعض الملاحظات لكِ إن لم تمانعي !
الوصف قليل لم تعطيعه حقه كاملاً تمنيت لو وصفت لنا يوتا ويونا أو حتى تحديد أعمارهم لنكون عنهم صورة أوضح
وبعض الأخطاء الطفيفة حاولي تجنبها أكثر هذا ما يحدث مع الكثير وانا منهم
غير ذاك الفصل ما شاء الله كتير حماسي خاصة أخرته و طريقة سردك سلسة تُسهِل الفهم وأتعاطف لماضي الثلاثة معاً شارا ورصاصة الجحيم وسيهون .

في انتظار الباقي واعذريني على ردي الملخبط

دمتِ بخير
__________________






سُبحان الله العظيم
سُبحان الله وبحمدِه

التعديل الأخير تم بواسطة ذكريات باقية ; 09-04-2018 الساعة 06:52 PM
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 08-23-2018, 09:49 PM
 


مارحبااااااااااا،
وأخيراااا نزلتي البارت ، بعد انتظار طويل
لكنكي ابهرتني بكلماتك المتألقة و لتي
في غاية الرقى ،
ان البارت في غاية الروعة
و اللابداع ، وبنسبة لسؤلك أي قصة افضل
فأنا اقول لك ان القصتين احلى من بعض
وأخيرا وليس اخرا ، ارجوا ان لا تتأخري
بتنزيل البارت مثل المرة السابقة،
لقد تأخرتي كثيرا لدرجة انني نسيت معضم
الاحداث لذلك اعت قرائت الرواية من البداية
لذا ارجوووووووووووووكي لا تتتتتتتتتتتأخري
علينا .






و شكرااااااااااااااااااا

التعديل الأخير تم بواسطة ذكريات باقية ; 09-04-2018 الساعة 06:53 PM
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 08-25-2018, 11:00 PM
 
كومومو حبيبتي متى تنزلين البارت ،
لم يبقى لدخول المدرسي الا اسبوع واحد
لذلك ارجوا منكي ان تنزلين البارت قريبا
ارجووووووووووووووووووووووووكييييييييييي🙏😢❤
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا أفعل كي أتفوق في دراستي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صمت العسل مواضيع عامة 4 12-31-2011 02:24 PM
ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟ عثمان أبو الوليد نور الإسلام - 0 08-10-2010 01:32 AM
جاري التحميل ... ماذا أفعل ؟ مراهق المدينة مواضيع عامة 3 10-22-2008 01:30 PM


الساعة الآن 08:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011