عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   نور الإسلام - (https://www.3rbseyes.com/forum5/)
-   -   فلنبقه نقياً من الذنوب! (https://www.3rbseyes.com/t54366.html)

samir albattawi 02-18-2008 02:01 PM

فلنبقه نقياً من الذنوب!
 
إن من آيات الله البالغة التي أمرنا بالتدبر فيها،
وإمعان النظر في مدلولها، اختلاف الليل والنهار، وتعاقب الليالي والأيام...


يقلب لنا الزمان لتتدبر، ويُوالي علينا الفصول لنتفكر: {
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا} (سورة الفرقان، آية: 62).


وهذا من حكم الله البالغة، ومن صنيعه البديع، أن جعل الليل والنهار محطتين تتكرران على الإنسان، تقطع إحداهما الأخرى، وتستأنفان به حالاً غير التي كان عليها، علّه أن يقلع عن ذنب أو يتوب من معصية، ويشكر الله على نعمه، قال تعالى: {
ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}(سورة القصص, آية: ٧٣).


إنما يومك الذي أنت فيه خزينة تضع فيها عملك، فينضاف إلى باقي الأيام ليشكل سجلك
الذي سيعرض بين يديك، وأعمالك التي ستشهد عليك، ولو أننا نستحضر تلك الحسرة التي ستنتابنا ، والآهة التي ستقطّع قلوبنا، حينما ننظر في صحائف أيامنا المسطرة، التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة، لجهِدنا أن لا نجعل يومنا الذي نحن فيه مصدر ألم وهم وغم، ولكنها الغفلة؛ فلننظر الآن في صحفنا، ولنحاسب اليوم أنفسنا، فهذا أنفع في استدراك ما بقي، وإصلاح ما مضى.



إنك عندما تغدو وتصبح، فأنت تبيع نفسك ولا بد، وأنت بذلك أحد رجلين " معتقها أو موبقها"
كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطّهورُ شَطْرُ الإيمانِ، والحَمْدُ للهِ تَملأُ المِيزانَ، وسُبحَانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ تَملآنِ، أو تَملأُ ما بَيْنَ السَّماواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نورٌ، والصَّدقَةُ بُرهَانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لك أو عَلَيكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو، فَبائعٌ نَفْسَهُ، فمُعْتِقُها أو مُوبِقه).


يقول الحسن البصري رحمه الله :
"إنما اليوم إن عقلت ضيف نزل بك وهو مرتحل عنك، فإن أحسنت نزله وقراه شهد لك وأثنى عليك بذلك وصدق فيك، وإن أسأت ضيافته ولم تحسن قراه جال في عينيك. وهما يومان بمنزلة الأخوين نزل بك أحدهما فأسأت إليه ولم تحسن قراه فيما بينك وبينه، فجاءك الآخر بعده، فقال: إني قد جئتك بعد أخي فإن إحسانك إلي يمحو إساءتك إليه، ويغفر لك ما صنعت، فدونك إذ نزلت بك وجئتك بعد أخي المرتحل عنك، فقد ظفرت بخلف منه إن عقلت، فدارِك ما قد أضعت. وإن ألحقت الآخر بالأول فما أخلقك أن تهلك بشهادتهما عليك".



إنّ حبس النفس على الطاعة ومنعها من الانحدار في شهواتها لمن أشق الأمور، ولن يفلح فيه إلا من وفقه الله عز وجل، لذا فإنّ تقطيع الحياة إلى أيام، وتوجيه الهمة إلى كل يوم على حدة، لمن الوسائل التي تُعين النفس على هذا الحبس، وتُسهل عليها الأمر، وتُهون عليها المدة، فلو خاطب الإنسان نفسه قائلا: "سأصبر اليوم فقط عن المعاصي" لطاوعته نفسه وأعانته، بينما لو حدث نفسه بالانقطاع التام عن المعصية، لربما لم تتحمل همته، ولربما خذلته عزيمته
...

يومنا هذا فلنبقه نقياً من الذنوب والمعاصي، ولنعلنها شعاراً لكل يوم نبدأه: "يوم جديد فليكن نقياً من الذنوب
".



لقد من الله علينا بيوم جديد حَرمَ منه فئام من الناس اخترمهم الموت،
وحال بينهم وبين ما مُكن لنا من أن نذكر الله في هذا اليوم، ونصلي لله في هذا اليوم، ونُري الله من أنفسنا خيراً؛ وإن من غفلتنا أن نقابل هذه النعمة بالكفران، ونلطخ يومنا بالعصيان، ونجعله حجة علينا بين يدي الله عز وجل

امل مجروح 02-18-2008 08:03 PM

رد: فلنبقه نقياً من الذنوب!
 
بارك الله فيك اخي الفاضل

أبو الفضل السلفى 02-18-2008 08:11 PM

رد: فلنبقه نقياً من الذنوب!
 
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
وجعله في ميزان حسناتكم

أبو آدم 02-18-2008 08:19 PM

رد: فلنبقه نقياً من الذنوب!
 
جزاك الله خيراً على التذكرة

عبير القدس 02-18-2008 10:56 PM

رد: فلنبقه نقياً من الذنوب!
 
جزاك الله خيرا وبارك فيك


الساعة الآن 04:23 AM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011