عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree35Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 08-06-2017, 01:11 AM
 
اليوم الثاني

|| اليوم الثاني : الجزء الأول ||




ـ لقد أعلنوا تعطيل الدوام بسبب الأجواء ... ونحن هنا في هذا الجو العاصف لما ؟

تذمر هاري يحضن نفسه من هذا الجو ، لقد تساقط الثلج بشكل متفرق ، والصباح حلَّ قبل أربع ساعات وأنا كنت مستيقظة طوال الليل أفكر بجميع قرارات حياتي التي اتخذتها حد هذا اليوم .

ـ آه اسكت ، يا مخلوق النار !

سخرت منه وهو نظر لي ببعض القرف وأخرج يده من معطفه وأشعل نارًا ، نظرت بهول ليده وهي تحترق وهو ابتسم لنفسه لأنه استطاع إبهار مخلوقٍ بسيط مثلي ، غمغمت لنفسي ومن ثم أتبعت في المشي

ـ لا يهم تستطيع إشعال النار ، وأنا أستطيع السباحة

ـ وكيف لهذان الشيئان أن يتساويا ؟

نظرت منأعلى كتفي نحو هاري الذي سار خلفي قليلًا ونظر لي ببعض الإستهتار لهذه المحادثة الفاشلة

ـ لا أعلم ...

ابتسمت بمكر من ثم أخرجت لساني أمازحه ، هو حرَّك عيناه بضجر على تصرفي الطفولي من ثم أسرع في خطواته ليسير بجانبي

ـ آوه هيَّا إلى أين نحن ذاهبان ، لما لم نأجل الأمر لبعد الغذاء؟

نظرت له من جديد ، هاري لم يصعب فهمه كان بسيط مثل طفلٍ صغير ، ابتسمت من جديد ورفعت يداي في الهواء أستنشقه بكل فرحة ، فقد كانت الغابة فارغة من أي شخص وقررت السير على جعل هاري يحملني إلى وسط البلدة أو حشا ذكر نزولي بعربةٍ قديمة أمام السكان ، حينها حقًا سيتم الشك بي وتصليبي كالساحرات وحرقي على يد القسيس جورج .

قشعر جسدي على تلك الفكرة

ـ ما بك؟

ـ لا شيء تذكرت أمرًا مخيف

ـ آه الأمور التي تسعدني في الحياة ، مخاوف البالغين على الصغار ... إنَّها حقًا إبداعية !

رفعت حاجبي للأعلى كنت على وشك خوض حديث معه لولا أن هبت نسمة قوية من الهواء وأرجعتني للخلف ، ولكن هاري باغت بإمساك كتفاي والنظر لي بطريقة منحرفة

ـ لم أطلب مساعدتك ... والآن أتركني

ـ ولكنك ستطيرين ، فأنت نحيلة !

ـ لا يهم ، أستطيع حينها مجاراتك في الطيران وأركل مؤخرتك وأراك تبكي لأن بشري هزمك !

هاري ضحك على كلماتي من ثم أفلت قبضته عن كتفاي بمجرد ذهاب الرياح القوية ، تابعنا بالسير لنجد تضاريس البلدة في المرأى ، ابتسمت لنفسي وأسرعت نحو الشارع .

ـ لست غبية ...

قلتها بصوتٍ منخفض ولكن هاري سمعها بكل وضوح ، نظر لي بشك من ثم حك ذقنه بإصبعه

ـ هل هذا سؤال مخادع ؟ أعني هل له علاقة بكونك فتاة ؟

عقدت حاجباي أنظر لهاري بكل غباء ، من أين يأتي بمصدر المعلومات ، أولًا الحب والآن جنس الإناث ؟ تنهدت بإستسلام من ثم أعطيته وجهي وسرت بالمقلوب

ـ لست غبية ، أعلم أنَّك مجبرٌ بمساعدتي ، لذا عندما أكون في عالمك وفي قصرك الفاره سيكون أفضل لحراستي وتفقد أحوالي ... كما أنَّها طريقة خسيسة لتأخذ عطلةً في حين نومي !

ابتسمت بكل إشراق، وهاري ابتسم كذلك ولكنه كان منبهرًا بتفكيري ، من ثم عض على وجنته من الداخل ورفع حاجباه وكذلك كتفاه

ـ لا أنكر شيئًا مما قلتيه !

ضحكت على كلماته وأتبع كلانا في السير ، كنت أنظر له من حين لآخر وهو كان يركز في الطريق والأشجار من حولنا ، ولكن لسبب مجهول وجدته أكثر أهمية من هذه الأمور حولي ، لم ألحظ مدى وسامته مقارنةً مع حفنة الشباب التي قدَّمته هذ البلدة الصغيرة .

هاري كان طويل جدًا وهذا يخرج من فتاة لا تتعدى 155 سم ، ربما بدوت كـ طفلة بالنسبة له ، ملك كتفان عريضان وبشرة مائلة للبياض خالية من شعر الوجه ، عيناه الزمردية كانت بارزة وأسنانه المثالية أضفت عليه جمالًا ، ولا يمكن نسيان شعره البني الذي ينتهي في حلقات عند مقدمة رأسه .

لم ألحظ مدى تحديقي به ، ولكنَّه لم يعترضني مما أعطاني الفرصة لفعل ذلك ، ولكنَّه تنبه لنظارتي بعد مدَّة وعقد حاجباه ، انتظرت كلمات سخرية لتخرج من فمه ، ولكنه باغت بإمساك جسدي بأسرع ما يمكن وجذبي بإتجاهه

ـ عليك الحذر ...

همسها بلطف في أذني ، وأنا التفت للخلف لأرى صخرةً كبيرة في منتصف الطريق ، طأطأت رأسي بهدوء ونظرت لهاري من جديد ورسمت البسمة

ـ شكرًا ...

ـ ما كان عليك التحديق بي ... مع أنِّي أستحق ذلك

حرَّكت عيناي ، كنت أنتظر تلك الكلمات ، سرعانما وصلنا لوسط البلدة ، كانت نصف نائمة بعض المتاجر مفتوحة والآخر مغلق ، وعندها توقفت في دربي أنظر للماكن بكل تفاصيله

ـ والآن ماذا سنفعل ؟

ـ سنبحث عن عمل ، وربما منزل يأوينا !

ـ نا ... هل تقصدين أنا كذلك ...

طأطأت رأسي في حين رمى هاري نظرت حسرة وتوسل ، ومن بعدها توقف أمامي يمنعني من الحركة

ـ مهلًا بيلا ... أملك قصر وتستطيعين المبيت فيه ، لما نبحث عن منزل

ـ يا ساذج ، لن أعيش معك للأبد ... ستختفي من ذاكرتي بعد خمس أيام ، لذا عليَّ البحث عن مكان للمبيت فيه وإلَّا سيظن الجميع أنِّي حقًا مجنونة لأني أبيت في المقابر !

تنهد هاري على كلماتي ، كنت صريحة في أفكاري ، ولا أكترث بمشاعر الآخرين ؛ عندما تتعقد الأمور وتحتاج لحل ، ولكن عندما قلت تلك الكلمات شعرت بشيء يختلف عمَّا كنت أفكر بهم .

هاري سوف يختفي بعد خمس أيام ، لن أتذكره بتاتًا ... مع أنَّه الشيطان إلَّا أنَّه لم يكن بهذا البغض المتوقع منه ، ربما سأفتقده ولكن نسيانه لن يجعلني أشعر بالحزن لأنَّه لم يوجد في الأصل

ـ حسنًا أين نبدأ ... فالخيارات كثيرة هنا

عاد لسخريته المعتادة ، أنا لم أعلق على كلماته ، فقد كانت البلدة فقيرة من ناحية المتاجر ، ولكنهم لا يرفضون عمَّال جدد ، مسحت المكان بعيناي من جديد وإبتسمت لرؤتي مقهى البلدة مفتوح ، ركضت إليه بسرعةٍ هائلة ودخلته .

عبق القهوة ملأ المكان ، كان هنالك شخصين في المقهى واحد يقرأ الجريدة وكان طاعنًا في السن والآخر جلس امام الحاسوب ، ابتسمت لرؤية آدم خلف طاولة التقديم

هاري دخل بعدي وأخذ ينظر للمكان بكل تركيز مثل عادته و يتبعني ببطء، أنا سرت نحو آدم وألقيت التحيَّة عليه ، هو توقف عن تنظيف الآلة ونظر لي بإبتسامة

ـ آه بيلا منذ مدة ولم تأتِ

ـ أعلم ... الدراسة تضغطني هذه الأيام

لم تكن كذبةً كامل ، ولكن الدراسة كانت صعبة ، فأنا على وشك التخرج وأحتاج حقًا للعلامات من أجل منحة لأحد الجامعات ، استندت على الطاولة التي فصلتني عن آدم ونظرت له

ـ آدم ...

كان هاري يقف بجانبي في ذلك الوقت ، وتشنج لسماع الاسم من ثم اقترب نحوي وهمس

ـ سخريتك تبدو أفضل من هذا الاسم

نظرت في عينا هاري مطولًا ومن ثم حمحم آدم باتجاهي ، هاري ابتسم بكل سخرية من جديد وهذه المرة تنبهت للغمازات التي وقعت بين وجنتيه ، التفت لآدم اتجنب هاري

ـ هل تملكون شاغر عمل ؟ أنا حقًا بالحاجة للمال ومكان للمبيت فيه !

آدم حك ظهر رقبته يفكر ، آدم كان شابًا طويل القامة كذلك ، ولكنَّه أقصر من هاري بقليل ، ملك شعرًا بني مصفف للأعلى وعينان سوداء واسعة تحيطهم رموش كثيفة وطويلة ، وملك شعر وجه خفيف ، هو بنفس عمري ولكنه سقطت سنة والآن يعيد الأول ثانوي .

ـ أعتقد بأن النوبة المسائية لا يشرف عليها أحد ... ولكن لا أعلم أنت فتاة ومن الصعب بقائك لوحدك هنا

هاري رفع حاجباه نحو حديث آدم ، وأنا فكرت لنفسي قليلًا قبل أن أجيب بأي شيء ، من ثم تنهدت مستسلمة

ـ لا يهم ... سأقبل بالأمر لن يحدث شيء في هذه البلدة الصغيرة !

ـ هل أنت متأكدة

ـ نعم ... لا أملك شيئًا لأخسره

ـ حسنًا ... أعتقد أنه يمكنك المبيت هنا ، يوجد غرفة في الخلف وحمام وكل شيءٍ جاهز

ـ هذا جيد ... أشكرك ، وأخبر المدير

ـ مهلًا

أمسك آدم رسغي قبل أن أذهب ، نظر مطولًا لي بعيناه ، لن أكذب هو حقًا من أوسم الشباب هنا ، ولكنني لست منجذبه نحوه ، فقد تربينا معًا منذ الصغر ونعلم كل شيء بيننا

ـ هل كل شيءٍ بخير ؟ سمعت بان أباك رحل و لم أعلم أين ذهبتي البارحة لذا

ـ لا تقلق آدم أنا بخير ... بت عند نينا ليلة البارحة و اليوم سأبيت في المقهى ، إلى حين أن اجمع كمًا من المال لأستأجرة غرفة أو شيئًا ما

ـ تعلمين أنك تستطيعين المبيت في منزلنا !

هاري رفع حاجباه مجددًا والإنذهال يعلوه ، ابتسمت لعرض آدم السخي وهززت رأسي بنفي لطلبه

ـ لمجددًا لا تقلق بشأني ، وأشكرك على المساعدة ولكن منزلك مكتظ بما هو الكفاية ، كما أنِّي جئت لهنا كي لا أزعج أحد ، والآن عليَّ الذهاب وسأعود في السادسة حسنًا

ـ كوني حذرة ...

ـ من ماذا ؟ كلنا نعرف الآخر في هذا المكان

ـ لا أعلم ... هنالك إشاعات والقسيس جن جنونه ، وأنت كنت بالصورة لا أريد لمكروهٍ أن يصيبك

ـ لا بأس آدم ... لن يحدث ذلك كل شيءٍ بخير لا تقلق

ـ حسنًا ... آراك في السادسة

ـ اتفقنا

.

.

.



ـ هاري

ـ نعم

نظرت نحوه ببعض الفضول ، هاري نظر لي يحاول موازنة نفسه على رصيف الشارع كان أبله المنظر ولكن ظريف لشيطان ، نظرت لسماء توقف الثلج عن الهطول وبعض منه تجمع في زوايا وشقوق الشوارع والمعظم ذاب مع الأمطار

ـ لنقل بأنك أعطيتني قلم

ـ قلم ؟

ـ على سبيل المثال لا داعٍ لتدقيق

نظرت له بطرف عين أحاول إيصال الفكرة له ، هو حرك عيناه وتابع موازنة جسده

ـ لنعد للأمر ، لنقل أنك أعطيتني قلماً بقواك السحرية الفريدة ، عندما ينتهي العقد و تمسح ذاكرتي هل القلم سيذهب ويختفي ؟

هاري قفز من الرصيف وانضم لـي ، ونظر لي بإنذهال

ـ في الحقيقة أنت ثاني شخص يسألني ، ولكن على الجانب الآخر لم أحتج لإعطاء أحد فترة تجربة إلا معك ومع رجل آخر

ـ مثير للإهتمام !

هاري ابتسم لتفكيري العميق ، ومن ثم التفت نحوه وأعطيت ظهري لشارع كما فعلت سابقًا

ـ لم تجب على السؤال

ـ آه ... صحيح ، الجواب لا سيبقى

ـ حقًا ... ولكن كيف أنا لن اتذكر من أين جلبته ؟

ـ ذاكرتك سوف تصنع لك خطةً بديلة أو شيئًا مشابه لذلك ...

ـ هممم هذا حقًا مثير للإهتمام !

ـ لما ؟

هاري من اللامكان أخرج مظلة شمسية ، وأنا نظرت له بإستغراب وذلك قبل أن تهطل الامطار علينا ، وجدت نفسي بجانب هاري أسفل المظلة في طريق عودتنا للمقبرة

ـ أستطيع إستغلالك كما أريد هكذا

ـ نعم .. لسوء الحظ هذا هو الشيء الوحيد السلبي في فترة التجربة

ـ هل حدث ذلك معك من قبل ؟ أعني قلت بأنَّ رجل واحد هو من أراد فترة تجربة غيري ... هل قبل مساعدتك أم مسحت ذاكرته

ـ مسحت ذاكرته

ـ يال الهول !

فتحت فمي من الذهول ، هاري أراد الإنسحاب من هذا الحديث لما له أثر سلبي على عرضه المستقبلي معي ولكنه ملزم بقول ذلك لأنها يحاول إثبات نفسه لي

ـ من كان؟ أعني هل هو شخص أعرفه ؟

ـ لا أظن ... كان من إيطاليا

ـ واااه كنت تعمل هناك ؟ هل تعمل في دولٍ مختلفة ؟

ـ آه نعم ... أعني يحق لي تغير المكان بعد مئة سنة من الملل

ـ مئة سنة !!

نظرت له من جديد بهول وهاري وجد تعابير وجهي مسلية وتروق لضحك ، ضربت كتفه بخفة وهو صمت ولكن أبقى البسمة

ـ كم عمرك إذًا؟

ـ لا أريد إخبارك

ـ أوه هيَّا أنت تعرف عمري هذا لا يجوز

ـ لا ...

ـ أوه هيا هيَّا أرجوك

ـ أقبلي بعرضي وسأخبرك !

ـ لا يهم ... لا أكترث بعمرك ما دمت شاب الشكل

ضحك هاري علي من جديد لتغيري الجذري ، كنت حقًا مصممة على رفض طلبه ، ومع ذلك لم أعرف ما هو عرضه ولم أرد المعرفة حتى أصل لليوم السابع ، وضعت يداي خلف ضهري وهاري كان يمسك المظله بيده فوقنا

ـ على العموم ما كان اسمه ذلك الرجل الذي رفض عرضك السخي؟

ـ ليوناردو

ـ آه ...

فتحت فمي وحفظت الاسم ، ولكن هاري نظر لسماء وشاهدها تتوقف عن الإمطار من ثم أغلق المظلة وتلاشت بتدرج عن عيناي

ـ دا فينشي ... ليوناردو دا فينشي كان اسمه

هاري مسح قطرات الماء التي نزلت على معطفه الأسود الذي لازمه منذ الصباح ، في حين أنا ارتديت بنطال جينز عادي و سترة رياضية فوقها معطفي البرتقالي.

ـ مهلا

التفت نحوه أجمع القطع مع بعض من ثم فتحت فمي بعدم تصديق

ـ أتقول بأن الرجل الذي رفضك هو ليوناردو ديفينشي ... العالم والرَّسام ليوناردو دافينشي؟

ـ عالم ورسام ؟

قالها هاري بنبرة عدم تصديق ووضع يداه في جيبه ، التفتنا لليمين لنرى المقبرة عن قرب

ـ لم يكن إلَّا شابًا متعلق بأَّمه و مكتئب ... جاء للمقبرة ذات مرة وأخذ يتحدث عن مدى حاجته لفعل شيء مثير بحياته وحديثه المتتالي والإصرار طوال الليل

ـ وأنت جئت له ؟

ـ بتأكيد ... لا يمكنني رفض أرواحٍ تائهة لا تعرف مبتغاها هكذا ، كما أنَّه لم يرد الرحيل وقد ازعجني حديثه

صفعته على ذراعه وهو تاوه واعتذر فقد أهانني في طريقة حديثه

ـ أصبح عالمًا و رسما حقًأ

هاري نظر للأمام يتذكر ليوناردو وابتسامة ماكرة على وجهه كما لو أنَّه يعلم شيء

ـ بل الأفضل ، لوحاته تعتبر من أشهر اللوحات وتقدر بملاين الدولارات ... وإختراعاته السابقة لعصره وبعض من لوحاته الفنية التي أثارت الجدل في كل أنحاء الفتيكان ... ليوناردو دا فينشي كان رجلًا مثير للاهتمام ولم ينكر أحد ذلك

هاري رسم نصف ابتسامة ، ومرر أنامله في شعره البني ، ونظر لي بطرف عينه قبل أن ندخل المقبرة

ـ أخبريني ... وهل تلك المرأة التي تبتسم شبح ابتسامة واحدة من لوحاته ؟

ـ أتقصد الموناليزا؟

ـ لا أعلم شعرها أسود وتضع يدها هكذا وتبتسم بطريقة غريبة

قالها هاري يقلد صورة الموناليزا بكل دقة ، ضحكت عليه عندما حاول الابتسام مثلها فقد بدى كالأبله عندما فعل ذلك

ـ نعم هي الموناليزا .... معروضة في متحف اللوفر في فرنسا ، وتساوي الملايين ولكنها ملكًا للحكومة !

ـ مثير ... للإهتمام بحق !

همس هاري لنفسه في حين دخلنا المقبرة لتعج بالحياة من جديد ،بأسواقها وهذه المرة العروض المختلفة من مهرجان و خصومات

ـ هـــااااااري لقد أتيت وأخيرًا

صرخ أحد الرجال ... أو الأموات ولكن لنكن لطيفين معهم ، صرخ أحد الرجال نحو هاري الذي كان يفكر بكلماتي اللتي قلتها عن ليوناردو ، ومن ثم تقدم الرجل بابتسامة على وجهه و هاري رفع حاجباه ينتظر من هذا الرجل تفسيرًا لصراخه البربري

ـ لقد أنهينا هديتك !

قالها الرجل لأشرق على لعابي أحاول فهم الموضوع ، هاري نظر لي بقلق وبدأ يربت على ظهري

ـ هل أنت بخير؟

ـ نعم ... ولكن لما سيعطونك هدية ؟ أنت الشيطان !

صفعني هاري في آخر تربيته على ظهرهي لتجعلني أتأوه ومن ثم رسم ابتسامة مزيفة وأخذ يمشي مع الرجل

ـ وتقوليها كما لو أنك لم تبتاعي ملابس لي !

ـ تلك لم تكن هدية تلك كانت طريقة لنكون بها أصدقاء

ـ نعم نعم لا يهم !

لوح يده كما لو كنت ذبابة تعيق رؤيته ، تبعته مع الرجل الذي كان متحمسًا جدًا لإعطاء الهدية ، يا ترى ما نوع الهدية التي سيتلقاها الشيطان هذا ؟ هل هو عرش من جماجم ؟ هل هي شوكة مخصصة باسمه ؟

سرعانما وصلنا لـ المتجر الذي عمِل به الرجل كان متوسط الحجم وبدى متجر لخياطة الملابس ، هذا المكان لا يتوقف عن إذهالي ، لو أنِّي لن أفقد الذاكرة لكتبت كتاب عن هذه الأمور ... مهلًا !!

أعتقد بأنِّي أحذق من هاري وهذه القوانين ولكن لنأجل الأمر لليل ، أخرج الرجل من المتجر ملابس ، كانت سوداء وبدت كـ شيء رسمي لم أستطع التدقيق بشكله لأنه غامق ، هاري ابتسم لنفسه وأمسك الملابس

ـ سأرتديها الليلة

ـ ستأتي للحفلة ؟

كنت حقًا ضائعة في تلك المحادثة ؟ أي حفلة وما طبيعة الملابس ولما هاري سيذهب ؟

ـ سآتي ... وسأجلب هذا البشري معي !

التف الرجل نحوي كما لو أنَّه لاحظني لتو ، ورمى ابتسامة لطيفة قبل أن يمحلق بجسدي

ـ هي أجمل من سابقتها من البشر التي كنت تأتي بهن !

فتحت فمي أحاول فهم الأمر من جديد ، هاري ضحك على كلام الرجل وسحب الملابس من ثم تبعته بكل فضول وملاين الأسئلة في بالي

ـ ماذا حدث لتو ؟ أخبرني ؟

ـ عزيزتي بيلا هنالك الكثير من الأمر التي لن تفهميها

ـ أعلم .... ولكن تستطيع إخباري بها ويمكنك شرحها لكي أفهمها

ـ حسنًا

تنهد هاري كما لو أنَّه أراد الموت قبل الحديث بالموضوع ، وأنا شبكت ذراعي معًا وانتظرت الحديث مع إقلاعنا والذهاب للقصر

ـ كل نهاية أسبوع نحتفل هنا ، أمورٌ بسيطة ، موسيقى ورقص طعام وألعاب فقط لتخفيف من حدة الامور ، هذه الملابس لقد تحدثت مرة بها أمام الرجل ووعدني بالقيام بها كهدية لكوني جيد معهم ... أحيانا أجد نفسي فاقدًا لصلابة التي يجب أن أكون عليها !

هاري قالها بطريقة درامية كما لو أنَه يود من أحد أن يمجده أكثر لكونه متساهل مع الآخرين ، أنا حركت عيناي بقرف

ـ وبشأني أجمل من البشريات ؟

ـ أوه هل تغارين يا بيلا ؟

شهقت بإصطناع لأجعله يبتسم ووضعت يدي على قلبي أدعي الصعقة

ـ ماذا أنا أغاااار ؟ ولما ؟

ـ مثير لضحك ، عادةً يمر أناسٌ من هذا الطريق وإذا الفتيات أعجبوني أغويهم ووأستمتع بهم في عالمي ومن ثم أفقدهم الذاكرة وأرجعهم لمكانهم كما لو شيئًا لم يحدث

ـ أنت حقًا زير نساااء مريب ومنحرف ... لا أصدق بأنِّي ابتعت لك ملابس !

ـ هاهاهاها كم تضحكيني أكاد أنفجر

قالها بنبرةٍ مملة وعندها فتح الباب وطلب مني الدخول أولًا

ـ هاري

ـ نعم

قالها بعدما أغلق الباب وأنا التفت له

ـ أنت تعلم بانِّي لن آتي معك للحفلة لأني سأذهب للعمل أليس كذلك

هاري فتح فمه ورفع إصبعه للحديث ومن ثم أغلقه لا يجد تفسير أو سبب أو حتى عذر من ثم قطب جبينه وأغلق عيناه نصف إغلاق يحاول التفكير بعمق

ـ أخبريهم بأنك ستبيتين عند نينا هذا الأسبوع ومن ثم ستأتين للعمل

ـ آه حقًا ... وعندما تأتي نينا لشرب القهوة هناك بما أنه المقهى الوحيد ستكون الكذبة واضحة

ـ سحقًا لك ... حسنًا تغيبي اليوم فقط ، الجو بارد ولن ياتي أحد ويمكنك البقاء هنا للغد

ـ همم بالحديث عن البرودة ... هل تقيمون الحفل بالخارج مع الأمطار أو في مكانٍ معين؟

ـ داخل القصر بالتأكيد ... كل هذه المساحة يجب مشاركتها لست طمَّاعًا

ـ أثرتي بي يا مخلوق النار ...

قهقه هاري ومن ثم طأطأت رأسي موافقةً لفكرته فلم أرد العمل اليوم، وأردت حقًا معرفة ما يحصل في حفلة للأموات ... أعني ، تلك بحذ ذاتها عنوان لفلم

ـ لا بأس سأتصل بآدم وأعتذر له

ـ جيد...
__________________
تم الاعتزال ... اتمنى من المسؤولين ان يقوموا بحذف جميع كتاباتي
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-06-2017, 01:12 AM
 

مرحبًا .. اكتفِ إلى هنا اليوم
وغدًا بإذن الله أكمل ..

أتمنى أن أرى ردودكم العطرة على هذه القصة البسيطة
__________________
تم الاعتزال ... اتمنى من المسؤولين ان يقوموا بحذف جميع كتاباتي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-07-2017, 08:31 AM
 
[
cc=~مضى~]مكاني بإذن الله

احسنت ، من اطلالة التمست ابداعك [/cc]

سلام عليكم

كيف حالك غلا؟

أذهلتني كثيرا، مستحدة تكتب بهذا التميز و التفرد..

اسلوب جميل جدا، لكني اخشى ان تكونشاء تراجبديا بإدخالك المقابر ...هههههههه

لا تروقني التعاسة..

المهم، العنوان روعة و بسيط و مبهم..متكامل يعنوا تقريبا رغم البساطة التي تلفه..

سردك ممتاز حقا اهنءك..لقد اسرتني في ثنايا للحماس للقادم

الوصف جيد جدا ايضا...

و لم الحظ اخطاء املائية ايضا

انما نقطة ضعفك الوحيدة هو،ماذكرته زميلتي لايتو...

لديك اخطاء بالنحو و قد لاحظت هذا مرات عديدة في التثنية و تأنيث بعض الافعال

و هكذا...

اما الاحداث ، حسنا انها غريبة و مثيرة لكن حقا اسم بيلا و هذه الحكاية يذكراني برواية اخرى ..لا اذكر اسمها

على كل استلطفت مل دقيقة ..اللقاء الغريب و الارتباط و الكوميديا

و هناك اسئلة...اهمها، ما علاقة هاري بوالدة،جميلتنا ..فلا اعتقد الا ان اساس الحكاية بالام الراحلة

انتظر ما سيأتي. بفارغ الصبر
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-07-2017, 09:02 AM
 
أبدعتي فعلا يا Complex~[]~Life
الأسلوب والوصف والسرد
شيء رائع ..
بإتنظار تألقك في تكملة اليوم الثاني للجزء الثاني دمتي بود
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-07-2017, 09:57 AM
 
لي عودة قريبة..

ادّخري بقية الفصول لوقت لاحق << نصيحة ^^
Complex~[]~Life likes this.
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
&......محال سأتغير .....& بقلمي & همس الروح & روايات و قصص بالعاميه 1 06-24-2017 09:03 PM
محام استئناف 48 سنة اريد العمل محام لرجل او سيدة او شركة ت 01144178231 waelwael2017 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 03-16-2012 03:26 PM
الجرائد أيام الملك الراحل فيصل - رحمه الله - أيام وقف تصدير النفط [ صور ] fares alsunna أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-28-2009 10:31 PM


الساعة الآن 04:57 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011