كيفكم جميعاً
رمضانكم كريم

تحمست لفكرة الوصف و بما اني كنت ملانة
فحاولت محاولة يائسة باءت بالفشل 🐸👏

المهم
تفضلوا


إستحالَ بريقُ كريمتيهِ الكهرمانيتينِ سواداً من التوتر و البُهتان فلفظ بناتَ شفتِه مستطرداً بعنفوانيةٍ و أحتِقان :" سُحقاً لك كارل . لقد تركت أثراً واضحاً خلفك ... سيجدونك بلا شك !"

تنحنح المُخاطبُ بتململ و قد أطلقتِ الريحُ غُُرةِ رأسه فتمردت مانحةً تموجاتٍ لطيفة لشعرهِ المُخضّب بالحُمرة ثم نطق مُغمغماً :" إسمع ، لن يحصل شيءٌ سَيِّء، سأختفي لفترة بالذّهاب لفرنسا ريثما تهدأ اﻷمور "

وثبَ عسجديّ الشعرِ عن مقعده و ضرب الطاولة براحتيّ كفيه ليلتفت الجميعُ لهم مستفهمين ، فما بالى ذلك العنهجيُّ و تابع آمراً ناهياً :" - ﻻ أريد أن تكون على أرض لندن الليلة،فهمت؟ "

رضخَ الأخيرُ تحتَ وقعِ صرخاتِ سايمون و لم يُرد لفت اهتمام المتحلقينَ حولهم فبتر الحوار العقيم و أردف بينما ينتزعُ جسدهُ عن الكُرسيّ :" - كما تشاء سايمون ".....
أخذ كوب ماءٍ كان قد ذرف بعضَ مياههِ إثرَ تزلزلِ الطاولة الفُجائيّ ، و رفع وشاحه عن وجههِ ليغبّ عدة غَبات مما جعل الماء يسترسلُ خيوطاً من ثغره ، مسح فمه بكمه
و أعاد الوشاح القاتم ليلفهُ عدة مراتٍ متتالية ، عدّل نظارتهُ الشمسية و التي حبست وهجَ عينينهِ السماويتين ...

ثم حثّ الخطى مبتعداً عن عديم الصبرِ ذاك و قد أجبرـ عقله أن يَخرُج بطريقة للتواري عن مُقلِ الشرطة مَن درأتِ النوم ، باحثةً عنهُ بكلّ حدبٍ و صوب !

__________________

يا سلام اتفق معي البعض على ان كارل شخص بارد
استمتع و انا اقرأ ابداعاتكم

__________________





صلوا على النبي

__________________

__________________

في تلك الليلة تحديداً .. ذرّات المطر تتسابق لتصطدم بالأرض فتعزف سيمفونيّة مرعبة صاخبة تصبّ فيها هذه اللّيلة جامّ غضبها .. وكأنّ لعنةً إلهيّة نزلت هنآ ! استقى الليل من سواد قلوبهم فأصبح أكثر عتمةً من باقي الأيّام .. لا شيء في الشّوارع إلّا دوي سيّارات الشّرطة التي كانت هنآ وهناك .. فقط اثنان يركضان في إحدى الأزقّة القذرة وصدى خطواتهم ترنّ في المكان .. قطر المطر من وجوههم وملابسهم تغتسل بهذه الذّرات الصّافية واختلط عرقهم معها لكي لا نقارن بهما ..
ابتعدوا كثيراً ، بل وصلوا إلى مكان هادئ حيث هدأت فيه الطّبيعة من انتقامها المريع في هذه الليلة الباردة والمظلمة .. فتحوا باباً خشبيّاً بدا مهترئاً من تلك الأيّام التي قضاها يستقبل النّاس في هذا البيت بل الكوخ الصّغير .. والّذي كان خشبيّاً قابعاً على تلّة بعيدة تطلّ على تلّات قريبة وشجرة وحيدة بجانب ذلك البيت مما أضفى على المكان رعباً وقد بدا أسوداً فقد احتلّته عتمة الليل !
دخلا ومشيا خطوات ليصلوا إلى صالةٍ ليست بالكبيرة إلا أنها كانت مظلمة ولم يبدو منها شيئاً خارجاً عن المألوف .. أضاء أحدهما ذو الشّعر الرّماديّ والنّحيل الجسم القنديل .. فتظهر لنا تلك الغرفة المنسّقة والقليلة الأثاث .. جلس صاحب الشّعر الرّماديّ وقد غطّت خصلات شعره الطّويل ملامح وجهه البيضاء فيبدو بلحظة مرعباً .. وضع يده على جبينه وتنهّد مخرجاً كلّ طاقته السّلبيّة وتعبه من جسده .. بينما جلس المدعوّ بسايمون على الأريكة المقابلة لأريكته والتي يفصله عنها طاولة زجاجيّة وضع عليها بعض الأوراق النّقديّة والأوراق المختومة .. وظهر لنا في الجزء الآخر من الغرفة النّافذة التي تخايل صورة التّلة السّوداء وذرات المطر الشّبه مرئيّة .. ونبتة صغيرة خضراء وضعت بجانب النّافذة لتضفي الحياة إلى تلك الغرفة .. قال سايمون بنبرةٍ ممزوجة بقليل من الانفعال والغضب :
" سحقاً لك كارل ، لقد تركت أثراً واضحاً خلفك .. يجدونكَ دونَ شكٍّ "
تلقّى إجابة بنبرة تعاكس نبرته .. فقد التبست بالبرودة من قبل المدعوّ بـ كارل والّذي كان يلعب بعقب السّيجارة :
" اسمع لن يحصل شيءٌ سيّء ، سأختفي لفترة بالذّهاب لفرنسا ريثما تهدأ الأمور "
نهض سايمون هارعاً واقترب منه ممسكاً بكتفه .. فقال وهو يقبض أسنانه ناصعة البياض على بعضها بغضب هادئ :
" لا أريد أن تكون على أرض لندن الليلة ، فهمت ؟ "
قال وهو ينهض عن الأريكة وقد أشاح بظهره لسايمون فهو يريد الخروج ، فقال وهو ينظر إليه بطرف عينه الرّماديّة الحادّة :
" كما تشاء سايمون "
تركَ كارل محادثه الّذي كان مستغرباً وهو ينظر لخيالهِ الّذي سرعان ما تشتت .. وقد لاحَت على مخّه صورٌ عدّة وخطط كثيرة بذكائه المناور الّذي تعرف به هذه الكتلة الهاربة من الشّرطة ..
~~~~~~

__________________



M A Y S

WE NEVER GO OUT OF STYLE