عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree326Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 6 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #201  
قديم 09-23-2017, 08:48 PM
 


الزهرة المائة : النهاية و البداية و النهاية و البداية.
مشهدٌ حيثُ ذاتُ الشعرِ الأحمرِ طريحةُ الفراشِ، يجلسُ على الكرسي قريبًا منها ذا الشعرِ الأسودِ شابكًا يديهِ مطأطأ رأسهُ لتغطي غرته عينيهِ و شقيقتهُ تجلسُ على حافةِ السريرِ تدفنُ رأسها في صدر والدتها
قالت ذاتُ الشعرِ الأحمرِ بلطفٍ و وهن : لا تبكي إيلينا.. و أنتَ كذلكَ راين..
هتفَ راين بنبرةٍ مهزوزة و صوت مبحوح : أنا لا أبكي !.
أجابت : كذاب.. حتى و إن كنتَ تنكرُ ذلكَ، تخفضُ رأسكَ و تحجبُ ملامحكَ عني.. أعرفُ أنكَ تحاربُ دموعكَ بصعوبة الآن.. أنتَ ألطفُ من أن لا تفعل...
سكتَ راين دون إجابةٍ و أمسى يعض على شقتهِ بقوةٍ لتردفَ والدته : كما توقعت.. لَم يعُد لدي الكثيرُ منَ الوقت...
شهقت إيلينا بقوةٍ لترفعَ رأسها قائلة : لا تقولي شيئًا كهذا !، انظري إلى نفسكِ !، لا تزالينَ شابةً أمي !.
أجابت والدتها : إيلينا.. نحنُ المشعوذونَ نمتلك أجسادًا لا تشيخُ من الخارج.. لكن من الداخلِ فهي متعبةٌ تمامًا.. انا لَم أعد أمتلكُ غير دقائق معدودة..
عادت إيلينا تذرفُ دموعها بغزارةٍ لتدفنَ رأسها في صدرِ والدتها : رجاءً لا تقولي ذلكَ أمي..
ابتسمت والدتها قائلة : أتعلمان ؟، وددتُ لَو أرى والدكما في العالمِ الآخر .. أتسائلُ إن كُنتُ سأفعل ؟.
أخذت نفسًا عميقًا ثُمّ أردفت : وداعًا راين، إيلينا.. اعتنيا ببعضكما من أجلي ..
صمتٌ صارخٌ حلّ على المكانِ فلا يسمعُ لهم نفسٌ و لا نبض، و في اللحظة الأخرى تعالت شهقات إيلينا التي انهارت باكية بينما رفع راين رأسهُ عاليًا علّ دموعهُ تتوقفُ عن الانهمار، قلبُ والدتهما قد توقفَ مرةً و إلى الأبد.
" راين : في ذلك اليوم.. أنا و أختي بقينا ساكنينَ في أماكننا ننتظرُ من أمي أن تفتحَ عينيها من جديد.. منذُ ذلكَ الصباح و حتى الصباح الذي تلاه.. لكن في النهاية... هي لَم تفعل... في ذلكَ الوقت، كانَ الأمرُ كما لو أنّ العامَ قَد توقفَ فجأة... في هذهِ القرية التي صنعتها تضحيةُ والدي الذي لَم أرَ وجههُ يومًا.. كانَ من المفترضِ بنا أن نعيشَ ثلاثتنا معًا إلى الأبد .. لكن و قبلَ أن ندرك، نحنُ أصبحنا إثنينِ فقط.. في ذلكَ اليوم... انتهت حياةُ أمي .. و بدأت نهايةُ العالمِ الذي أنقذهُ جان."
وقفَ أسودُ الشعرِ و شقيقتهُ أمام ذلكَ القبرِ على تلكَ التلةِ دونَ أن يهمسَ أحدهما حرفًا للآخر
و أخيرًا قالَ راين : فلنذهب، أختي..
أجابتهُ إيلينا بشرود : إلى أين ؟، لطالما كُنا حيثُ تكونُ أمي .
راين : هي أخبرتنا صحيح ؟، إن حدثَ لها أمرٌ ما علينا التوجهُ غربَ التلة في خطٍ مستقيم.. فلنذهب.. إيلينا.
أومأت لهُ إيلينا إيجابًا دونَ أن تقولَ أيّ كلمةٍ لتتبعهُ نحوَ الغابة التي اكتست غربيَ التلةِ و التي لم تطأها قدماهما فهما دومًا ما كانا يكتفيانِ بالتواجدِ حيثُ والدتهما فقط، هُناكَ حيثُ لمحا ضوءً ذهبيًا بينَ الشجيراتِ فهرولا نحوهُ لتعكسَ عيناهما البنفسجيتانِ مشهدَ تلكَ البحيرة الذهبية المتوهجة كما الشمس في السماء تتوسطها ورقةُ صفصافٍ عملاقة تتسعُ كوخًا فوقها، جالا بنظرهما في المكانِ ليقعَ على أحدِ أطرافِ البحيرة حيثُ تدلت شرنقةٌ عملاقة تتسعُ داخلها إنسانًا، لحظاتٌ قليلة فصلتهما عن تفقس الشرنقة لتخرجَ منها طفلةٌ بدت ما لو أنها في التاسعةِ من عمرها و سائلٌ لزجٌ يغطيها بالكامل، كانت بشعرٍ أسودَ طويلٍ و ناعم تعدى ركبتيها، و عينانِ خضراوتانِ واسعتانِ كالعشبِ و بشرةٌ بيضاءُ شاحبة بجسدٍ نحيل ارتدت فستانًا أبيضًا انتصف فخذها و أبرز يديها و كتفيها كما و امتلكت أجنحةً كبيرةً سوداء وبيضاء لفراشةٍ ملكية على ظهرها، انتفضت الطفلة ثُم عطست بظرافة لتشمَ بعنفٍ بعدها هنا أدركَ راين ما حولهُ أخيرًا ليغطيها بمعطفهِ سائلًا بقلق : أنتِ بخير ؟.
أجابتهُ بصوتها الطفولي الناعم : الجو بارد..
أخذت تتلفتُ حولها متسائلة : أهذهِ هي فلوريس بيوبلو ؟.
أومأ لها راين بالإيجابِ قائلًا : أ أجل.. أدعى راين، و هذه شقيقتي الكبرى إيلينا.. ماذا عنكِ ؟.
أجابت الفتاة : آنا.. هذا ما كانت تدعوني بهِ صانعتي.. حارسة البحيرة السرمدية...
أخذت تحدقُ بهما بتتابعٍ لتسألَ ببراءة : بالمناسبة.. أنا لا أرى صانعتي ؟، ألكما أن تخبراني أين أجدها ؟.
شهقت إيلينا بخفةٍ لتغرقَ عيناها بالدموعِ فعضّ راين على شفتيهِ لبضعِ وقتٍ ثُمَ أجابَ محاولًا التماسك : لا أحد سوانا يعيشُ في هذه القرية... و صانعتكِ التي تتحدثينَ عنها هي على الأغلبِ والدتي.. لَقد فارقت الحياةَ صباح الأمس .. آسفٌ لأنها لن تستطيعَ المجيءَ لرؤيتكِ آنا.
ظهرَ الحزنُ جليًا على وجهِ آنا لتذرفَ الدموعَ بغزارةٍ فتقول بصوتٍ مهزوز : أنا آسفة.. لستُ أملكُ الحقَ في البكاء لكنِ أشعرُ بألمٍ في صدري .. لَو أنني ولدتُ في الأمسِ فقط لما كانت ### ساما قد...
تعجبَ الأخوانِ لمعرفتها اسمَ والدتهما فسألَ راين : فقط ما أنتِ ؟.
أجابت آنا : أنا آسفة.. أنا شكلٌ مِن أشكالِ الحياة الاصطناعية.. روحُ جنيةِ الظلامِ و النور... صنعتُ مِن قبلِ المشعوذة العظيمة ### ساما لأحققَ إرادةَ جان ساما.. و أحمي هذهِ البحيرة منَ الناسِ الطامعينَ بها و بقوَتِها بما أنّ سيدتي لَم تعد هُنا.. و سيدي قد فارقَ الحياةَ سلفًا.. أقسمُ على طاعتكما حتى آخرِ نفسٍ يا مَن تحملانِ دماءَ أسيادي.
" راين : لقد كُنتُ شديدَ الندمِ وقتها.. فكرتُ لَو أنني زرتُ هذا المكانَ قبلَ وقتٍ أبكر .. ربما استطعنا إنقاذَ والدتي.. فكرتُ ألم تكن والدتي تقصدُ وقتَ مرضها بكلامها لا وقتَ موتها ؟، مرت على هذهِ اللحظة سبعُ سنواتٍ و أنا أكبتُ ندمي داخلي.. و قد بلغتُ و أختي التاسعةَ عشرةَ مِن عمرِنا بالفعلِ."
قمةُ جرفٍ شاهقٍ أطلت على القرية و ما حولها.. هُناكَ حيثُ وقفَ أسودُ الشعرِ على الحافةِ و الرياحُ تعصفُ بهِ بعتاء مبعثرةً شعر و ملابسهُ بعشوائيةٍ تامة، و هناكَ أيضًا حيثُ وقفت هي تركعُ على ركبتيها ملتقطةً أنفاسها بصعوبة
نطقَ أسودُ الشعرِ بصوتٍ عميق : لقد أتيتِ مبكرًا أختي..
نطقت من بينِ لهثاتها: ما... الذي.. كُنتَ.. تعنيهِ بتلكَ.. الرسالة ؟.
التفتَ راين نحوها بابتسامةٍ لطيفةٍ و حزنٍ عميقٍ غلفَ عيناهُ البنفسجيتانِ ليقولَ : أعني ما كتبتُ أختي .. أنتِ لَن تكوني ندمًا أبدًا .. هذا هوَ أنا .. أعلمُ أنهُ منَ القسوةِ ترككِ وحيدةً في هذهِ القريةِ كما فعلت أمي لكن.. إما هذا أو أنّ العالمَ الذي ضحى والدينا بسعادتهما لأجلهِ سيدمرُ كسابقهِ تمامًا...
فتحت عيناها على أوسعيهما لتسألَ بترددٍ خوفًا منَ الإجابة : ما الذي تعنيهِ بكلامكَ راين ؟.
تراجعَ المعنيُ نحوَ الحافةِ بضعَ خطوةٍ ليقول : وداعاً أختي.. على أملِ أن نلتقي في العالمِ الآخر ...
مدّت يدها نحوهُ بفزعٍ في محاولةٍ منها للتشبثِ بهِ فأردفَ : أحبكِ كثيرًا.
" إيلينا : و هكذا ماتَ شقيقيَ إثرَ ارتطامهِ الحادِ بالأرض ، لأجلِ منعِ هذا العالمِ من التوجهِ نحوَ نهايتهِ مجددًا.. لكنَ تلكَ النهاية قد بدأت مجددًا بالفعلِ... و للقصةِ تتمة."

رد مع اقتباس
  #202  
قديم 09-23-2017, 08:49 PM
 


الزهرة الأولى بعدَ المائة : تتمة الحكاية.

قالَ راين : آسفٌ لجعلكِ تنتظرينَ أختي ..

ابتسمت إيلينا بلطفٍ لتجيب : حقًا.. لَقد تعبتُ منَ الانتظارِ كثيرًا.. راين...

شددَ على قبضتهِ اليمنى بقوة بينما سحبَ سيفهُ الكبير باليسرى قائلًا : التعويذة صفر مِن أصل خمسة... مايسترو دي ديزازتريس

*سيد الكوارث.

عصفت الرياحُ حَولَ راين بعتاءٍ وقوة حتى تكثفت فأمست بيضاء مرئية للعين، تقدمَ مِن شقيقتهِ بينما يعضُّ شفتاهُ بقوةٍ يجاهدُ لأجلِ التماسكِ وَ لو قليلًا لأجلها

همسَ : ها أنا ذا..

أبقت إيلينا على ابتسامتها لتذرفَ بعضَ الدموعِ قائلة : أجل ..

" إيلينا : آسفة راين... سامح أختكَ الأنانيةَ هذهِ المرةَ فقط... لَم أعد أتحملُ كوني على قيدِ الحياة... منذُ ذلكَ اليومِ قبلَ عشرةِ آلافِ عامًا.. كُنتُ فقط أعيشُ جحيمًا... لَم ينتهِ الأمرُ عندَ موتكَ فقط.. فقد كانَ ما حدثَ بعدها هوَ القشة الأخيرة ."

- قبلَ عشرةِ آلافِ عام -

خطوة ثقيلة ضربت الأرضَ تلتها أخرى بعدَ أخرى، خطى بطيئة بالنسبةِ لشخصٍ بكاملِ صحتهِ و عافيتهِ.. تخللَ صوتُ تلكَ الخطى مسامعَ آنا التي تحلقُ فوقَ البحيرة السرمدية فالتفتت إلى الغابةِ مِن فورها

هتفت : إيلينا ساما !.

دققت النظرَ فيها لتقولَ : و الشخصُ الذي تحملينهُ يكون...

دَبّ الرعبُ في قلبِ آنا لحظةَ أدركت ما رأتهُ فحلقت نحوهما هاتفةً بفزع : راين ساما !!، ماذا حدثَ لكَ !!، إنكَ مغطى بالدماءِ بالكامل !!.

انهمرت دموعُ إيلينا دونَ توقفٍ أو سابقِ إنذارٍ لتقولَ بصوتٍ مهزوز : ساعديهِ رجاءً.. آنا.

" إيلينا : نحنُ الاثنتانِ مددنا جسدَ راين على الأرضِ تحتَ نفسِ الشجرة التي حَملت شرنقةَ آنا ذاتَ يومٍ، حاولت آنا جعلهُ يشربُ مِن مياهِ البحيرة السرمدية قائلةً أنها تشفي جراحَ شاربها، لكنَ أخي لَم يستيقظ... هو قد فارقَ الحياةَ بالفعل... في لحظةِ اليأسِ تلكَ حدثَ ما لم يكن متوقعًا..."

هتفت إيلينا بفزع : أخي !، الأرضُ تبتلعُ أخي !.

و بوصفٍ أدق، كانَ جسدُ راين يغوصُ في التربةِ و تتبرعمُ حولهُ أزهارٌ بأشكالٍ و ألوانَ مختلفةٍ و أحجام متفاوتة، كلما غاصِ إلى الأسفلِ أكثر تبرعمت حولهُ و فوقهُ أزهارٌ أكثر فأكثر ، تملكَ إيلينا الذعر لتمدّ يدها نحو جسدهِ غيرَ أنّ آنا هتفت ناهية : لا تفعلي إيلينا ساما !!.

و ما إن اقتربت يدُ إيلينا مِن جسدِ راين حتى صدها حاجزٌ متوهجٌ شبهُ شفافٍ فهمست بانكسار : لما.. ذا ؟.

أجابت آنا بحزن : على الأرجحِ فإنّ جان ساما يطالبُ بجثةِ ابنه..

لحظةَ سماعِ إيلينا كلمةَ " جثة " اعتصرَ قلبها بقوةٍ لتهمسَ : إيه ؟.

آنا : هو يَودّ مِن جسدِ ابنهِ أن يكونَ قربهُ.. فبعدَ كُلِّ شيءٍ هذهِ القرية صُنعب بإرادةِ جان ساما نفسها..

عادت دموعُ إيلينا للإنهمارِ مجددًا فهمست : هذا ليسَ عدلًا.. لِمَ لا يمكنني الموتُ فَقط ؟، كما حدثَ معَ أمي و أخي .. لِمَ .. ما أزالُ هُنا ؟.

انهمرت دموعُ آنا في تلكَ اللحظةِ إذ أنّ الاخيرةَ لَم تَعُد تستطيعُ كبحَ نفسها عَن البكاء و هيَ تتذكرُ كُلّ لحظةٍ جمعتها براين

هَمست بصوتٍ مرتجف : أحقًا .. لَم يعد راين ساما هُنا ؟.

ازدادَ بكاءُ إيلينا لتصدرَ منها بضعُ شهقاتٍ هيَ الأخرى فأردفت آنا : اشتقتُ إليه..

" إيلينا : في ذلكَ الوقت، استمريتُ وَ آنا بالبكاءِ حتى الغسق... أنا التي غرقتُ في اليأسِ انتشلتُ غصنَ شَجَرَةٍ كانَ قريبًا مني بالصدفة و طعنتُ قلبي بهِ دونَ لحظةِ ترددٍ واحدة، آنا تملكها الفزعُ فهرعت تسحبُ الغصنَ مِن قلبي.. تمنيتُ لَو أني لَن أستيقظ مجددًا... لَكن.. جرحي التأمَ في ثوانٍ معدودة.. لماذا ؟، فقط ماذا كانَ نوعُ القدرة التي امتلكها والدي و ورثتهامنهُ ؟، مَن كانَ جان بارسولوميو بالتحديد ؟، هذهِ هيَ الأفكارُ التي غزت رأسي في ذلكَ الوقت، و بالطبعِ لَم يتوقف الأمرُ عندَ ذلكَ الحد.. إنما مأساةٌ أخرى كادت تقعُ على أرضِ تلكَ القرية."

بعدَ ثلاثةِ أشهرٍ مما حدث، وقفت آنا على أحدِ ضفافِ تلكَ البحيرة الذهبية تحدقُ بذلكَ القبرِ المزينِ بالزهور و الذي صنعهُ الأبُ لابنهِ ، بعيونَ حزينةٍ واهنةٍ و نظراتٍ ذابلةٍ شاردة تذكرت ابتسامتهُ اللطيفة يومَ يناديها، ابتسامتهُ اللطيفة يومَ يلاعبها، ابتسامتهُ اللطيفة يومَ يقلقُ عليها...

اغرقت عيناها بالدموعِ لتنهمرَ دونَ توقفٍ فهمست : راين ساما... يكفيكَ نومًا... استيقظ رجاء...

لحظةُ صمتٍ أطبقت على المكانِ لَم تكُن غريبةً عَلى آنا، فلطالما كانَ الوضعُ هكذا طوالَ ثلاثةِ أشهر، تطلبُ منهُ الاستيقاظ بينما لا حياةَ لِمن تنادي.. سقطت جاثيةً على ركبتيها ككُلِّ مرةٍ ترفعُ رأسها نحوَ السماءِ ثُمّ تجهشُ بالبكاءِ و شهقاتها العالية تملأ المكان

لكن ما تغيرَ هذهِ المرة أنها أجفلت فجأةً مرتعبة لتحدثَ نفسها قائلة : هُناكَ مَن اقتحمَ القرية !، بَشر ؟، لا ليسوا بشرًا فقط.. هُناكَ جنياتٌ أيضًا !!، عليّ أن أبلغَ إيلينا ساما في الحال !!.

خَطت خطوةً إلى الأمامِ لكنها سرعانَ ما فكرت مجددًا : مهلًا !، ماذا لو استطاعوا الوصولَ إلى البحيرة السرمدية ريثما أنادي إيلينا ساما ؟، يبدو أنهُ ليسَ لديّ خيارٌ آخرُ سوى الدفاعِ عنها بنفسي !.

صوتٌ صبيانيٌ ساخرٌ قالَ مِن خلفها : هيَ قالت !.

تلاهُ صوتُ امرأةٍ قالت بنبرتهِ ذاتها : همم، أتسائلُ ما المميزُ بشأنِ هذهِ البحيرةِ إذًا...

التفتت آنا نحوهُما تحدثُ ذاتها : قراءة الأفكار !، جنيةُ غابة !.

غصنٌ كبيرُ كادَ يخترقُ معدةَ آنا لولا كون الأخيرة قَد راوغتهٌ بالكادِ فخدشَ خاصرتها

ظهرَ أمامها طفلٌ بدا في الثانيةَ عشرَ مِن عمرهِ بشعرٍ أخضرَ عشبيٍ و عينانِ عسليتانٍ مجيبًا : أصبتِ.

رد مع اقتباس
  #203  
قديم 09-23-2017, 08:50 PM
 


الزهرة الثانية بعدَ المائة : تتمة الحكاية 2.

مرّ غصنٌ كبيرٌ قربَها لتُجرحَ خاصرتها فأجابَ الصبي : أصبتِ ~

احتدت ملامحُ آنا غضبًا ليسَ لإيذائهِ لها بل لاقتحامِ القرية التي تحميها، أمسكت خاصرتها اليمنى بيسراها و رمقت الصبيَ بحدة، كانَ يملكُ شعرًا أخضرًا عشبيًا صففهُ إلى الخلفِ بعنايةٍ و عينانِ عسليتانِ ضيقتانِ اكتسبتا منَ الظلمةِ شيئًا، ارتدى ملابسًا خضراءَ كأوراقِ الشجر

تراجعَ إلى الخلفِ معَ ابتسامةٍ ساخرةِ فقال : واو هذا مخيف !، أنا أرتعدُ خوفًا !.

فرضت آنا يمينها في الهواءِ لتظهرَ حولها عشرات الرماحِ الضوئيةِ مِما أثارَ دهشةَ أخضرِ الشعرِ و زرقاءهُ، كانت تملكُ شعرًا طويلًا انتصفَ ظهرها و عينانِ نيليتانِ واسعتانِ بدا على ملامحها النضجُ على الرغمِ مِن كونِ مظهرها لا يوحي بأنها أكبرُ منَ السادسة عشرةَ

قالت الاخيرةُ بتعجب : جنيةُ ضوء ؟، لا هذا محال !، هيَ تمتلكُ شعرًا أسودَ على خلافِ جنياتِ الضوءِ ذهبياتِ الشعر.. إذًا ماهي ؟.

هتفَ أشقرُ الشعرِ ساخرًا : شيءٌ كهذا غيرُ مهمٍ أبدًا !، فلنسرع و نرسلها إلى العالمِ الآخرِ و حسب !.

زفرت الفتاةُ فقالت : أنتَ لن تتغيرَ أبدًا يا ملكَ الطبيعة !، مهما مرت العقودُ فأنتَ تزدادُ وحشيةً فقط !... أوليسَ منَ المفترضِ بجنياتِ الطبيعة أن يكونون مسالمات ؟.

أشارَ ملكُ الطبيعةِ بيدهِ بضعَ إشارة لتنبثقَ أسواطٌ نباتيةٌ منَ الأرضِ نحوَ آنا فقال : أيًا يكن !، العالمُ بأسرهِ تغيرَ فما الضيرُ من تغيرنا نحنُ كذلكَ يا ملكةَ السماء ؟.

ابتسمت زرقاءُ الشعرِ فقالت : بدأتَ تعجبني !.

نظرت ملكةُ السماءِ نحوَ آنا بتعالٍ لتقول : سحرُ السماء : اريبا

*اعلى.

ارتفعت آنا عَن الأرضِ رويدًا و بدأت تطفو نحوَ السماءِ فهتفت : هِيّا !.

أشارت ملكةُ السماءِ بإصبعها يمينًا لترتطمَ آنا بالشجرة التي استقرّ قبرُ راين تحتها فتسقطُ على الأرضِ قريبًا منهُ

سخرَ ملكُ الطبيعةِ قائلًا : واو يا لهُ مِن قبرٍ مبهرج !، أتسائلُ إن كانَ القابعُ بداخلهِ فتاةً جميلة !، سيكونُ مِنَ المؤسفِ أنها ماتت ~

رفعت آنا رأسها نحوهما لتدركَ فجأة : أنتما !، أنتما لا تمتلكان جناحان !.

احتدت ملامحُ المعنيانِ غضبًا ليهتفَ ملكُ الطبيعةِ قائلًا : ماذا قلتِ !!.

بينما تبعتهُ ملكةُ السماءِ تقولُ بسخطٍ و هدوء : بالتفكيرِ بالأمر أنتِ تمتلكينَ جناحانِ جميلانِ فعلًا... أيمكنُ أن تكوني ملكةَ الضوء الجديدة ؟، تعرفين، بما أنّ ميرويم تشان قد ماتت منذُ فترةٍ وجيزة... لكن إن كُنتِ كذلكَ فسأكونُ مصدومةً فعلًا !، أعني أنّ شعركِ أسود !.

أشارَ ملكُ الطبيعة بسبابتهِ نحوَ قبرِ راين قائلًا : هيي، هذا ليسَ مهمًا حقًا أهو ؟، الأهمُ من ذلكَ إني اودُ نبشَ هذا القبرِ سريعًا لأرى إن كانَ من في داخلهِ فتاة جميلةً أم لا !.

فتحت آنا عينيها على أوسعيهما ما إن سمعت كلماتِ ملكِ الطبيعةِ لتتحاملَ على نفسها و تنهضَ بصعوبةٍ قائلة : ملكةُ الضوءِ تقول ؟، لا أعرفُ شيئًا عن هذا !، لكن.. إن تجرأتَ و فكرتَ بلمسِ قبرِ راين ساما.. أقسم أني سأحولكَ إلى أشلاء !!.

ضحكَ ملكُ الطبيعةِ ساخرًا : أنتِ ؟، تفعلينَ ماذا ؟، لا تمزحي معي أيتها الطفلة الصغيرة !، شخصٌ مثلكِ سأمسحهُ عن وجهِ الأرضِ في لحظة !.

أغصانٌ انبثقت من الأشجارِ حولها و الأرضُ تحتها تحولت إلى وحلٍ آخذةً تسحبها إلى الأسفل فهتفت آنا : سومبرا مانا : إيل كوبو ايديال !.

*مانا الظل **المكعب المثالي

مكعبٌ منَ الظلِ أحاطَ بآنا ليحميها من الهجماتِ فهتفت ملكةُ السماءِ باستنكار : تلكَ الطفلةُ هجينةٌ بين جنياتِ الضوءِ و الظلام ؟!!

احتدت ملامحُ ملكِ الطبيعة ليكشرَ قائلًا بسخط : تبًا لكما ميرويم، اوسكورداد !، تجرؤانِ على القيامِ بأمرٍ كهذا !!.

أخذت آنا وضعيةَ الدفاعِ بعدَ أن ألغت تعويذة الظلِ خاصتها لتحدثَ ذاتها قائلة : عمّ يتحدثُ هذا الشخص ؟.

ازدردت ريقها لتقولَ بتردد : أنتما.. ما خطبُ هذه القوةِ السحريةِ على أيةِ حال ؟، من أين حصلتما عليها !.

ابتسمت ملكةُ السماءِ قائلة : بما أنكِ على وشكِ الموتِ سأخبرك ، إن ضحيتِ بجناحيكِ و تمنيتِ أمنية، هي ستتحققُ لا محالة ، باستثناءِ تمنيكِ عمرًا مديدًا أو موتًا عجيلًا بكُلّ تأكيد.

آنا : لقد فهمت، شكرًا لكما.. هكذا سأكونُ قادرةً على مساعدةِ سيدتي !.

" آنا : بعدَ تلكَ اللحظة، استخدمَ هذانِ الاثنانِ قوتهما الكاملةَ ضدي، لَم أستطع أبدًا الصمودَ أمامهما، و ما إن اقتربَ ملكُ الطبيعةِ من قبرِ راين ساما حتى هاجمتهُ الغابةُ مِن كلّ ركنٍ و زاوية، لقد أغضبَ جان ساما دون أدنى شك... أما ملكةُ السماء ففي اللحظة التي كادت تجهزُ بها عليّ أصابها سهمٌ سحريٌ في منتصفِ قلبها و من أطلقهُ كانَ أحد البشر الذينَ ولجوا إلى القريةِ معَ الجنيانِ، هُم كانوا بشرًا بعيون خضراءَ كالزمرد لطفاءَ لدرجةِ أنهم خاطروا بحياتهم لأجلِ إنقاذِ غريبةٍ مثلي... فيما بعد جاءت إيلينا ساما و أمست تعتذرُ مني مرارًا و تكرارًا لعدمِ مقدرتها على القتالِ إلى جانبي و استضافت هؤلاء البشر في القريةِ حتى صباح اليوم التالي.. في ذلكَ الصباح.. حدثَ ما جعلَ مِن سيدتي اللطيفة تصبحُ ملكةَ الشر."

على ورقةِ الصفصافِ العملاقةِ التي توسطت البحيرة السرمدية، جلست آنا مقابلةً لإيلينا فقالت

آنا : إيلينا ساما.. لديّ إقتراح.. طريقةٌ قد تكونُ المفتاحَ للقائكِ براين ساما مجددًا.. و ربما موتكِ أيضًا ..

سكتت إيلينا بانتظارِ آنا لتكملَ حديثها

أردفت : إن ضحيتُ بجناحايَ هذان.. و ذكرياتي حتى الآن .. ستتمكنُ إيلينا ساما مِن رؤيةِ مساراتٍ لا متناهيةٍ منَ المستقبل.. بِما أنّ راين ساما قَد أمسى ندمًا بالفعل.. فهو و بكُلّ تأكيدٍ لم يختفي بعد.. لذا ربما في المستقبل البعيد.. قد يعودُ مجددًا !.

إيلينا : ماذا عنكِ آنا ؟، أمتأكدةٌ أنكِ ستكونينَ بخير ؟.

ابتسمت آنا بلطف : لا بأسَ عليّ إيلينا ساما !، سأكونُ بخير !!، فهذا يعني أنني سألتقي براين ساما مجددًا أنا الأخرى !، و الآن أنا سأبدأ.. أغمضي عينيكِ رجاء !.

" إيلينا : غمرنا نحنُ الاثنتانِ نورٌ ذهبيٌ دافئ، و أغمضتُ عينيّ لتتدفقَ صورٌ لا متناهيةٌ داخلَ رأسي.. هُناكَ رأيتُ مستقبلًا.. حيثُ سأحرقُ قريةَ الزهورِ بيديّ ، و أؤذي شقيقي الذي اتخذَ مِن نجلِ زعيمِ الشياطينِ وعاءً لهُ، حيثُ آنا التي فقدت كلّ ذكرياتها عنا قد كافحت في سبيلِ إنقاذِ ما تبقى مِن قريةِ الزهور، هي ضحت بجناحيها من أجلِ أن تريني هذا، و في هذا المستقبل هي ضحت بحياتها مِن أجلِ إعادةِ صُنعِ الحاجزِ الذي يمنعُ أحدًا من دخولِ القرية، و في هذا المستقبل أنا حاولتُ سلبها حياتها قبلَ أن تتمهُ بالكاملِ مما جعلهُ غيرَ مستقرٍ تمامًا.. ثُمّ آنا ولدت من جديدٍ كما راين تمامًا.. داخلَ حاويةٍ سُميت بياتريس.. الطفلة التي لا تبصرُ نهارًا"

رد مع اقتباس
  #204  
قديم 09-23-2017, 08:51 PM
 


الزهرة الثالثة بعد المائة : النهاية

شدد راين قبضتهُ على سيفهِ و اتخذَ وضعيةَ الهجوم قائلاً : ها أنا ذا ...

ابتسمت إيلينا بلطف و ذرفت عيناها بضع دمعة فقالت : أجل !

ازدردَ راين ريقه بقوة مندفعًا نحوها بأقصى سرعة و كلّ قوته رغمَ معرفتهِ بأنَ هذهِ التعويذة ستكلفهُ ثمنًا غاليًا دونَ أدنى شكٍ... بينما هي وقفت مكانها دون أيّ مقاومة... شطرَ راين أختهُ من كتفها الأيسر حتى رجلها اليمنى بينما احتضنتهُ الأخرى بهدوء ، و هذا الهدوء الذي دامَ ثلاث ثوانٍ ... تبعهُ خرابٌ عظيم ... موجةٌ من الرياح العاتية محملة بالمانا الكثيفة هبّت بشكلٍ حلقي و قد تمركزها راين ... ما حولَ القرية بمسافة ثلاثة أميال أمست أرضًا متيبسة و مسطحة و كأنما لم تكن هناكَ جبال أو غابات

عادَ الهدوء مهيمنًا على المكانِ وبدأت إيلينا بالتلاشي شيئًا فشيئًا فهمسَ راين : وداعًا أختي ...

تحولت إيلينا إلى رمادٍ منثورٍ بينما بدأت تعابيرُ راين ترتخي و قبلَ أن يدركَ، تحولَ ما حولهُ إلى ظلامٍ دامس.

- بعد ستة أسابيع -

صوتُ زقزقة العصافير يتخللُ مسامعه و الظلامُ يحيطُ به من كلّ جانب ، فتحَ عينيه ببطءٍ و وهنٍ شديدين لتستقبلهُ أشعةُ الشمسِ الساطعة ، غطى عينيه البنفسجيتين بساعدهِ هامسًا باستياء : ساطع ! ...

نهضَ من سريره و التفتَ يمينه ليلمحها على كرسي قربه و بيدها كتاب ما ... شعرها الأسودُ الطويل و وجهها شاحبُ البياض ، كانت تتكأ على مسندِ الكرسي و تحني رأسها إلى الجانب تغطّ في نومٍ عميق ...

ابتسمَ فورَ رؤيتهِ لها و نهضَ يغطيها غير أنها استيقظت ما إن كاد يضعُ الغطاءَ عليها

همست بصوتٍ ناعس : راين ...

فجأةً اختفى كلّ النعاس الذي كانت تشعرُ بهِ فقالت تحتضنه هاتفةً: راين !!

هرعَ البقية إلى الداخل ليصدموا براين الذي أفاقَ أخيرًا و بياتريس التي تعانقه ، حمحم ماركوس قاصدًا جذبَ انتباههما و بالفعل نجح ، اكتست الحمرة وجهيهما و ابتعدا عن بعضهما بلمحِ البصر لتقولَ روبي : لا أصدقُ أنّ أول شيء تقومُ به عند استيقاظكَ من غيبوبة هو هذا ...

نفى راين بسرعة : لالالالا ! هي من قامَ بالهجوم فجأة !!

غيّر ماركوس الموضوع قائلًا : إذًا ؟ كيف حالُ جسدك ؟... لقد استعملتَ تعويذةً مدمرة ... ليس و كأنّها مجانًا صحيح ؟

ابتسمَ راين و أخذَ يحدقُ بكفّ يده : أنا بخير ... الأمرُ فقط ...

ازدردوا ريقهم ليكمل : عمري أصبحَ يتقدمُ كالبشر ... و ما أستطيع استخدامَه ليسَ سوى سحر رياحٍ بسيط من الآن فصاعدًا ...

ظهرَ الحزنُ جليًا على وجوههم ليهمس ماركوس : فهمت ...سألَ راين : كم من الوقت مرّ على نومي ؟ ...

فأجاب هايدن : ستة أسابيع ...

انتفضَ راين واقفًا فسأل : إلينا ! ماذا عن أختي ؟!

هايدن : يا رجل اهدأ حسنا ؟! في الواقع ...

- عندَ بحيرةِ الخلود -

وقفَ الجميع عدا لوكا روزماري و لوكي أمامَ ثلاثةِ قبور زينت بالأزهار بشتى أنواعها فسألَ راين متعجبًا : ما هذا ؟

أجابته بياتريس : على اليمين والدتك ... و في المنتصف أختك ...

قاطعها راين بهدوء : و على اليسار أنا ...

ثمّ أردف : شعورٌ غريبٌ هوَ أن تقف أمامَ قبركَ الخاص...

التفتَ إليهم و قال مجددًا : إذًا ماذا حلّ بالشيطانان اللذان أتيا معها ؟ أين روزماري و لوكا ؟ حتى أني لا أرى لوكي ...

ماركوس : سيلفر قد قطفَ زهرته بنفسه و زاك مات كما هو ... لوكا ما يزالُ مشوشًا و ماري تعتني به أما والدك...

أخفضَ ماركوس رأسهُ ليتمتمَ راين : ذلك الأحمق... كان عليه أن يعيش من أجلِ ماري و لوكا...

سألَ مردفًا : إذًا ماذا عن لوكي ؟

جوليا : بشأن ذلكَ... في الفترة التي كُنتَ و بياتريس نائمانِ فيها قالَ أنهُ سيذهبُ في رحلة، لا زالَ قلقًا لكونهِ لَم يخبرنا عَن آنا في وقتٍ مبكر.

راين : هكذا إذًا...

أجفلَ فجأة كأنما تذكرَ شيئًا فهتفَ : سارا !

التفتَ حوله بضع مرة و انطلقَ نحو الغابة يبحثُ عنهما بيأس حتى استوقفه صوتها قائلةً : جئتَ أخيرًا إذًا ... ران تشان ...

فتحَ عيناه على أوسعهما و التفتَ نحوها هامسًا : سا ... را ...

هتفَ إدغار باستياء : اوي أيها القزم ! أنا هنا كذلك !

لم ينطق راين حرفً واحد إثرَ الصدمة فقالت سارا : مهلًا إتشان ! ران تشان أطول منك كثيرًا الآن !

بينما عارضَ إدغار : إلى جانبِ مَن أنتِ !

التفتَ نحو راين مشيرًا بسبابته نحوه و قال باستياء : أنت ! لا تجرؤ أن تصبح مغرورًا فقط لأنكَ زدت بضع سانتيمترات أتفهم !

استمرَ راين بالصمت ثمّ جثا على كلتا ركبتيه معانقًا إياهما فهمس : أنتما هنا حقًا ...

همست سارا : ران تشان ...

فهتفَ إدغار : لا تلمس أختي أيها النذلُ الوقح !!

تعالت أصوات شهقات سارا التي لم تتوقف دموعها هاتفةً : ران تشان ! ران تشان ران تشان !

شدد راين من عناقه قائلًا : آسف ! أنا آسفٌ فعلًا سارا !!

سارا : يجبُ أن تكون كذلك ! لِمَ لَم تأتي في وقتٍ أبكر ! لقد اشتقنا إليكَ حقًا !

فتحَ راين عينيه على أوسعهما و تركَ الاخوان هامسًا : ألستِ غاضبةً مني ؟

إدغار : و لِمَ يجب أن تكون ؟

راين : لأني كنتُ السبب في كلّ ما حصل ... و موتكما كذلك ...

نظرت سارا إلى إدغار و العكس ليسخر إدغار قائلًا : ماذا ... لقد كان هذا ما يشغلُ بالك طوال الوقت ؟

ابتسمت سارا رغمَ الدموع العالقة في عينيها لتقول : هذا لأنّ ران تشان طيبُ القلبِ !

إدغار : أراهنُ أنكَ كنتَ تحلم بكوابيس نخبركَ فيها أن تموت ~

راين : إيه ؟

جفلت سارا و قالت بطفولية : ما هذا مخيف ! أنا لن أفعلَ شيئًا قاسٍ كهذا أبدًا !

هطلت من عيني راين المتسعتين بضع دمعة ليقول إدغار ببلاهة : ماذا ؟ مستحيل حقا ؟! ا... اوي ! مهلًا توقف عن البكاء !

راين : آه ...

مسحَ راين عينيه سريعًا و هتف : لم أكن كذلك !!

سارا : نحن سعيدان كونكَ بخير حقًا ، ران تشان ! لا تلم نفسك حسنا ؟

أشارَ إدغار بإبهامه إلى سارا قائلًا : كما تقولُ هي !

راين : لكن--

قاطعهُ إدغار ساخرًا : أرجوك توقف عن افتعالِ الدراما هذا مقرف

و أخيرًا اشتعلَ غضبُ راين ليبتسمَ مستفزًا : ماذا قلت سيد إدغار !

تجاهلهُ إدغار محدثًا سارا : انظري لقد عادَ لطبيعتهِ !

هتفَ راين منزعجًا : لا تتجاهلني !

أومأت سارا بالإيجابِ : أجل !، هذا عظيم !.

راين : و على أيّ حال أنا كُنتُ أطولَ مِنكَ منذُ البداية !.

هتفَ بهِ ادغار منزعجًا : اذهب و أصلح هذا الرأس المتعفن الذي يملي عليكَ الأكاذيب !، أنا من كانَ الأطول !.

بدأت سارا بتهدأتهما قائلة : حسنًا حسنًا توقفا أنتما الاثنان !.

إدغار : لا بجدية راين ... سعيدان أنكَ على قيدِ الحياة و لم تنسَ أمرنا ... الآن يمكننا الرحيل بسلام !

راين : إيه !

سارا : هذا لأننا كنا متشبثين بهذا العالم لنراكَ مجددًا فقط !

إدغار : و الآن بعدَ أن حققنا رغبتنا ...

بدأ الاخوان بالاختفاء فقالت سارا : سنذهب حيث الجميع !

مدّ راين يده نحوهما قائلًا : مهلًا !! سارا ! إدغار !! اوي !

اختفى الاثنانِ لتقولَ سارا : وداعًا ران تشان..

إدغار : نلتقي في العالمِ الآخر .

بقيَ راين يحدقُ في مكانِ وقوفهما بهدوءِ ليخفضَ ذراعهُ الممدودةَ ببطء فجلست بياتريس قريبًا منهُ قائلة : لقد رحلا هاه..

أومأ لها راين بهدوءٍ قائلًا : أجل .. لقد رحلا...

عمّ الصمتُ للحظةٍ لينظرَ راين نحوها قائلًا : بالتفكيرِ بالأمر عيناكِ تحولتا للونِ الأخضر .. أأنتِ بخيرٍ فعلًا ؟.

أومأت بياتريس قائلة : أجل أنا بخير...

سألَ راين بشكٍ قائلًا : حقًا ؟.

أومأت بياتريس مجددًا لتقولَ بحماس : أجل !، لقد استعدتُ ذكرياتي السابقة كما أني لَم أخسر ذكرياتي الحالية و الأهمُ مِن ذلكَ أنني أبصرُ نهارًا بشكلٍ طبيعي !.

ارتبكَ راين قائلًا : هـ هذا جيدٌ لكِ..

أومأت إيجابًا دونَ قولِ أيةِ كلمةٍ فأردف : حسنًا.. امم.. آسفٌ على ذلكَ الوقت.. لقد تركتكما خلفي...

أومأت بياتريس إيجابًا فقالت بدورها : لقد جعلتنا نشعرُ بالوحدة..

سكتَ لتردف : لكن لقائيَ بلوكي، روبي، جوليا، ماركوس، هاري، هايدن، و سيلاه.. كُلهُ بفضلكَ كذلكَ..

ابتسمت لتهتفَ بسعادة : شكرًا لكَ راين !.

فتحَ عيناهُ على أوسعهما لتبرقا سعادةً فابتسمَ لها بلطفٍ بدورهِ قائلًا : على الرحبِ والسعة !.

" بياتريس : و هكذا ... إلتقى راين بسارا و إدغار مجددًا و حلّ سوء التفاهم ، ماري و لوكا عادا إلى عالميهما قائلانِ أنهما سيأخذانِ على عاتقيهما إرشادَ بني جنسيهما إلى الطريقِ الصحيح مجددًا، هايدن سان و سيلاه تشان تزوجا فورَ عودةِ هايدن إلى القرية و بعدَ فترةٍ أعلنَ روبي و ماركوس خطبتهما كذلكَ، هاري و جوليا كانا دومًا على وفاق، حتى أنهما عاشا معًا و كاترينا في الشجرةِ العظيمة، أما أنا و راين، فقد بقينا في القرية التي لطالما أحببناها.. فلوريس بيوبلو، لَم يمضِ الكثيرُ منَ الوقتِ على كُلِّ تلكَ الاحداث حينَ عادَ لوكي أخيرًا ، و لحسنِ الحظ هوَ لَم يتغير البتة !، هكذا انتهت الحكاية التي بدأت بطمعِ شابة لا ترى بنورِ الشمس ... و تذكر إن كنتَ قد قطفتَ زهرة ... أو أفرغتَ سلاحًا في رأسِ أحدهم ... ستكونُ الحياة التي سلبتها بالقيمةِ ذاتها بلا شك..."

في مكانٍ ما حيثُ يجتمعُ الجميعُ لقضاءِ نزهةٍ تحتَ إحدى الأشجارِ الكبيرة قالت جوليا مفكرة : بالتفكير في الأمر .. لَم أعرف ما الذي همسَ بهِ ماركوس لروبي في ذلكَ الوقت...

أجفلَ الاثنانِ ليفضلا الصمتَ على الكلام فقالت روبي بارتباك : عـ عَن أي وقتٍ تتحدثينَ جوليا تشان...

أجابت جوليا ببراءة : ذلكَ الوقت ذلكَ الوقت !، عندَ معركتنا ضدَ سيلفر !.

ابتسمت روزماري بشرٍ لتقولَ ساخرة : ماذا ~ ، أشمُ رائحةً مريبةً حولَ الأمر ~

اقتربت روزماري مِن ماركوس الذي أجفلَ بإرتباكٍ مجددًا لتقول : مستحيل سيد ليكس.. أنتَ لَم تعترف أو شيءٍ مِن هذا القبيل ها~ه..

بصقت روبي الشاي الذي كانت ترتشفهُ فجأة لتهتفَ جوليا و بياتريس سويا : أيـ~~ـــه ~~

جوليا : مستحيل !، بجدية !!.

هتفت بياتريس بسعادةٍ بينما تتشبثُ بكفي روبي : أليسَ هذا رائعًا روبي تشان !!.

روبي : إ إنهُ ليسَ كذلكَ !.

قالَ راين ساخرًا : لستَ سيئًا سيد ليكس.

هتفَ بهِ ماركوس بخجل : اخرس !، لا أودُ سماعَ هذا مِن صاحبِ إعترافٍ مبهرجٍ مثلكَ !!.

ابتسمَ راين بسخريةٍ مجيبًا : آسفٌ لتخييبِ ظنكَ لكني فعلًا لا أبالي بما تعتقد ~

قالَ هاري بهدوءٍ بينما يحتسي شايه : لَم أكن أعلمُ أنّ ماركوس من ذلكَ النوع من الأشخاص ..

هتفَ ماركوس من فوره : أي نوع !، مهلًا هاري ماذا تقصد !، اوي !!.

ظهرت ميرا مِن أسفلِ ورقةِ شجرٍ بينما تتثائبُ قائلة : يا لكم من مجموعةٍ مزعجة ألا يمكنكم أن تكونوا أكثرَ هدو--

تحولت ملامحها الناعسة إلى ابتسامةِ مكرٍ فور ما لمحت هايدن النائمَ فوقَ فخذي سيلاه بينما الأخيرةُ تعبثُ بشعرهِ بهدوءٍ فقالت : آريـ~ـه ~ ، يبدو أنّ عصفورا الحبِ في عالمٍ آخر ~

مِن جهةٍ أخرى نهضت روزماري لتباغتَ لوكا الواقفَ على ضفةِ النهرِ يتأملُ انعكاسهُ بسلامٍ فتدفعهُ ليسقطَ في الماء

هتفَ لوكا بانزعاج : مهلًا ماري !!، هذا ليسَ عدلًا !.

ضحكت روزماري بصخبٍ هاتفة : هاهاها !، تستحقُ ذلكَ !!

وفورَ إنتهائها مِن جملتها سحبها لوكا لتسقطَ داخلَ الماءِ معهُ، مِن جهةٍ أخرى استلقت كاترينا و إيفا على كراسٍ سريرية كتلكَ التي على الشواطئ لتنعما بالهدوءِ بينما تشربانِ عصيرَ البرتقال

قالت كاترينا بهدوءٍ غلفتهُ السخرية و التعالي : يا إلهي أولادكِ مزعجونَ إيفا !، ما هم أطفال ؟.

ردت إيفا بهدوءٍ تخفي خلفهُ انزعاجها : و لِمَ لا ؟، دعيهم كما هُم بريئونَ و صاخبون.

ابتسمت كاترينا لتردّ ساخرة : بريئون ؟، هؤلاء ؟، إنها ليست دعابةً مضحكة !.

إيفا : حسنًا على الأقلِ ابني لَم يجلب حبيبتهُ إلى المنزلِ فجأة..

كاترينا : ما قصدكِ الآنَ فقط ؟.

هُنا أقبلَ لوكي ممسكًا بكاميرا رقمية فهتف : جميعًا !، تعالو إلى هُنا !، سنلتقطُ صورةً جماعية !.

اجتمعَ الجميعُ بصخبٍ هذا يحاولُ أخذَ مكانَ ذاك و آخرٌ يزعجُ مَن بجانبهِ فثبتَ لوكي الكاميرا على قاعدةٍ طويلةٍ فبدأ بالعدِّ العكسي مِن عشرة و حتى الصفر بينما يهرولُ محاولًا أخذَ مكان بينَ الجميعِ قبلَ أن تقومَ الكاميرا بعملها و قد نجحَ فعلًا لتضمَ الصورةَ جميعهم.

Fine

رد مع اقتباس
  #205  
قديم 09-24-2017, 04:03 PM
X
 


-
ماااا
كيف هيك
هي الرواية الأكثر شبها بالأنمي بين كل الروايات
وتابعتها فصل بفصل
صح أني متابعة سيئة ما رديت على كل الفصول
بس الرواية هاذي مو ممكن تنتهي
مع أن النهاية سوبر بس
مو معقول إنه إنتهى شي إسمه
نزل الفصل من رواية قرية الزهور

أحم أحم
السلام عليكم
أهم شي حالة الكاتب
كيفها إن شاء الله بخير

نركض للرواية
أولا بدي أعتذر وقتي كثير ديق بصعوبة
بلاقي وقت أقرأ
لذلك ردودي خفيفة
بس الرواية خنشفورية
تستحق أنه يتابعها كل أعضاء المنتدى
بس الجميع عمرهم مقطوش لأنهم ما تابعوها

العنوان
لحد الأن مدوخني
دائما أحاول أفكر بشي ثاني بس ما ألاقي
أنسب شي قرية الزهو بس ما بيعكس الأحداث من المرة الأولى

حسنا هيك أغلب الأنميات وروايتك أقرب رواية هون للأنمي
أحداثها الوصف والحركات والبداية
النهاية
أحس أني عم بشاهدها مشاهدة ومو قراءة
أوك
أكثر شي بتذكره من الي لفت إنتباهي وصفك لقرية زاك من العربات والخيول وصهيل الأحصنة
وكذا
كل شي
الوصف بكل شي دقيق
أعجبتني الشخصيات كلها
راين وهاري وليكسي وهايدان ولوكي
هذول من الفتيان
الفتيات أكيد بيارين
و....
كلهم بغار منهم
طيب ميرا
لا إي أكثر وحدة بغار منها
روزماري نفس الحالة
يمكن خطيبة هايدان
نسيت إسمها
بس حبيتها
احم نتذكر إدغار وسارا
إدغار شخصية رائعة بجد زعلت كثير
لأنه بيختفي
أحببته كثير شخصيته وأفعاله ومزاجه

وإيفا الأفضل بين الجميع
هذه الأم العجوز

إيلينا
مستحيل أفكر فيها حتى
أسوء شخصية
بيارين وراين
ترابطهم مذهل ومواضيهم =جمع ماضي

إعتراف راين لها كان ....
لا يوصف
هدءها لنوع أخر من الهيجان كهكه
حبيت الموقف

وقت سألوا ليكسي عن الي همسه لروبي كان موقف خونشفوري
ووقت قال لراين أفضل من إعترافك المبهرج
صرت أبكي ...
من الضحك بكيت

في مواقف جعلتني عيوني تدمع دراميا
موقف راين مع سارا وإدغار
لك إدغار عاصفة ما بيوقف عن السخرية
ووقت وصف دراما راين بمقرف
هم ابكي وهم أضحك

ما توقعت إختفائهم
كانو صغار أمامه
إحتضنهم
ييووووووي موقف رااائع
والأحلى شجاره مع إدغار على الطول
إدغار مو شايف راين بطول والدك

زاك
بجد زعلت عليه
إيلينا الدبة
تبا لما راين يملك أخت مثلها
حقا زاك بيحرق القلب والأعصاب والدم

ما عرفت كيف إنتهت حياة والد راين

أه صح أنا عاشقة الإنتحار
كثيييييير أعجعجبني الموقف الي بينتحر فيه راين


*تسكت شوي
تتأمل أحرف وصفحات الرواية
تأتيها نوبة بكاء
تصرخ من بين دموعها:لييش الروايات الجميلة لها نهاية
لازم ما تنتهي !!

أعتبرها سيروم الحيات عندي
بجد هذا الإسبوع إلي إنقطعت فيه عن تنزيل الفصول كان أسبوع جاف

السنين القادمة كلها جافة *-* !!؟

إنت قلت أنه رح تعجل بهاي مشان تنزل أخرة
فينها وإيمت وأنا أول وحدة لازم توصل لها

طريقتك الروائية رائعة
كاتب مبدع
سردك !
وصفك!
إبتكارك للشخصيات !
كله فوق الريح

أتمنى أن تنال روايتك ما تستحق

شي بحكي فصحة وشي عامة تبا
المهم
أنا بإنتظار جديدك وإن شاء الله رح أبذل جهدي
المرة القادمة لأرد على كل فصل من فصولك

صدقا ما عندي الوقت وإلا كنت رديت الكثير من الردود

كان بودي أرد ردين قبل الرد الأخير لها الرواية

وأريغاتو غوزايماس على منحي فرصة لقراءة رواية كهذه








__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية فتيات الزهور روزماري روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 69 02-25-2017 01:41 AM
رواية الزهور الذهبية (لعنة الحب تنتقل عبر الأجيال) فارديا روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 11 09-30-2015 12:51 PM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
لمحبي الزهور......مدعويين لكرنفال الزهور....روعة في التصميم..... samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 24 09-12-2007 08:57 PM


الساعة الآن 06:38 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011