عيون العرب - ملتقى العالم العربي - الليلة الأخيرة من فبراير

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/16_09_1614740175861139.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1758599991.png

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1758605044.png

01 من فبراير
الساعة 05:14 فجرا
جثة سيدة امام نهر الشرقي
السيدة ميرنا فلبر العمر ٤٥ سنة

05 من فبراير
الساعة 10 صباحا
جثة رجل داخل نفق القار
السيد ستيف دانت العمر ٣٦ سنة

١٤ من فبراير
الساعة 11:00 ليلا
جثة رجل في ملعب كرة القدم
السيد مارف دكين العمر 66سنة

17 من فبراير
الساعة 04:30 فجرا
جثة سيدة بالقرب من السيرك
السيدة جانيت بالومار العمر 33 سنة

٢١ من فبراير
الساعة 12 منتصف الليل
جثة فتاة من ثانوية دارتن في احد ازقاقة الخالية
ساندي كران العمر ١٦ سنة

25من فبراير
الساعة 01:01 بعد الظهر
جثة طفل في القطاع الرابع
مارك كروو العمر 11 سنة

28 من فبراير
الساعة 02:16 ليلا
جثة سيد عجوز في منزلها
ماري ماكول العمر 70 سنة

_________________________________________________

في احد القنواة الفضائية على شاشة التلفاز
مذيعة شقراء جميلة تبث اخبارا عن جرائم بشعة
" ............. جرائم كثرة منذ بداية شهر فبراير .. و قاتل طليق لم يلقى القبظ عليه بعد .. كل هذا يزيد من رعب مواطنين الأبرياء .. و رغم ان الشرطة لا تزال تجري تحقيقاتها الا ان الناس لا يزالون يسألون الى متى هذا الخوف .........."
اطفأ تلقاز و رما جهاز التحمكم على مكتبه و الغضب يغطيه من صلعته حتى ذقنه.. مسد منطقة بين حاجبية ثم نظر الى الرجال الثلاثة الذين امامه و اردف : انها اهانة لنا حقا .. ام هل اقول مصيبة على هذا المجتمع
تقدم احد الرجال الذين امامه محاولا انتقاء كلماته بحذر : سيدي انا ارى ان نسلم هذه القضية الى محقق اكثر كفاءة وخبرة
نظر اليه اصله الرأس بطرف عينه الحادة
_ اتقصد ان المحقيقن هنا بلا قيمة
_ل..لا لا اقصد هذا .. لكن انا اظن ان هذه القضية تحتاج الى خبير في مثل هذه الأمور .. فمن الواضح ان خصمنا يحمل عقلا اجراميا فذا
اردف رجل الذي بجانبه : سيدي انا اتفق مع هذا الرأي و انا ارى ان يتولى المحقق جان هذه القضية

مسح المفتش صلعة ختى رقبته .. فكر مليا في الاقتراح المعروض عليه و بعد دقائق اخرج كلماته و كأنه يرفضها تماما : ان المحقق جان رجل مغرور جدا و ذو كبرياء كبير ... لكن لا خيار امامنا ... لتسلم هذه القضية الى المحقق جان

_______________________________________________________________________
بنايات مهجورة و خالية .. رجال شرطة مختبئين هنا و هناك .. كلهم يترقبون فرصتهم لإنقضاض على فريستهم كمفترس جائع .. لكن .. هل هم حقا المفترسون .. ام انهم .. فريستة تظن نفسها مفترسا ؟

من بينهم رجل واحد استطاع ان يصل الى ما لم يستطع غيره .. يضع على شعره الأسود قبعته بنية التي تشاركت مع معطفه نفس اللون .. دخل ذلك المبنى و من ثما على تلك الغرفة القذرة المعتمة .. يتخلل زواياها المظلمة ترسبات من القز و القذارة المتراكمة .. نظرت عيناه السداوتين الحادتين الى شباك العنكبوت التي تنتشر هنا و هناك مع غبار التبس كل اركانها .. تتوسطها طاولة خشبية انصفتها شمعة منحت ظلمة المكان ضوءا خافة لا و لن يكون ندا لوطأة عتمة المكان .. لكن حال الغرفة ليس ما كان يستهوي تفكيره فنظراته كانت معلقة بالشخص الجالس وراء الطاولة .... سكون يتصنعه جسده الهادئ .. فقط ابتسامة مريبة ارتسمت بشفتيه حمراوتين ..و كأن ما كان يحتسيه هو دماء البشر .. عيون جاحظة كبيرة مفتوحة حتى اخرهما . مغروستين على بشرته البيضاء الشاحبة مع شعر اسود تتخلله خصل خضراء .. هيأة رجل من الجحيم اكثر منها هيأة بشر .. حرك شفتيه ليزيح الصمت المطروح بينهما
_اجلس . هناك كرسي اضافي امامك كما ترى
.هذا الصوت الخشن حرك القشعريرة في كامل عموده الفقري .. انصاع لكلماته دون جدال و جلس مقابلا له وجها لوجه .. حاول اخفاء كل مشاعره و التبس رداءا من الهدوء .. جمع كلماته في صوت واثق شبه متعالي
_انت تعرف سبب قدومي اليك هنا .. دعنا نسهل الأمور و التسلم نفسك فقط و اعترف بما لديك و اعدك بأنك ستحصل على حكم مخفف .. لكن ان اخترت الطريق الصعبة فصدقني لن تكون سعيدا ابدا .. ان المكان محاصر برجال الشرطة و لن تفلت ابدا
رد محمر الشفتين ببتسامة عريضة
_ اهذا تهديد ايها المحقق جان اسمك جان اليس كذلك
_ سمه ما شئت .. لكني اريد ان اوقف جرائم فبراير هذه و اعود للمنزل وى احتسي كوبا من القهوة و ارتاح فقط
_ لما تظن اني سأخشى تهديدك .. بل لما تظن انك في موقع يسمح لك بتهديدي
رفع جان رأسه بثقة عالية مستنكرا من امامه
_ هه يبدو انك لا تعرف في اي وضع انت فيه
_ حسنا .. دعنا من هذا الحديث الممل و اخبرني مالذي تريد معرفته .. تريد اعترافات اليس كذلك
_اريد ان اعرف قبل كل شيء من انت

_ انا ظننت انك تعرف .. انا .. الجوكر
_ انني لا اتحدث عن اسمك الذي اقتبسته من فلم باتمان .. انا اريد ان اعرف من انت حقيقة .. اريد اسما حقيقيا
اطلق الجوكر ضحكة عالية حطمت اي صمت في المكان ثم اعتلت وجهه نظرة قريبة من الجنون
_ هههههههههههههههه اخبرتك .. انا هو .. الجوكر
_ هه لا تختلف عن الجوكر الذي اعرفه مريض نفسي جعل من نفسه عدوا للمجتمع يقتل الناس .. ياله من امتداد مختل
_ لا .. انت مخطئ .. انا لست امتدادا لأحد .. إنما انا و تلك الشخصية اصابنا نفس المرض .... العدائية تجاه هذا المجتمع الذي يقيد حقيقتنا
اعتلت ملامح الاستنكار تجاهه ثم اردف بحدة مبالغ فيها : الهذا تقتل الأبرياء
ابتسم الجوكر و اخرج ضحكة اقرب ما تكون الى السخرية .. مد يده الى جيبه و اخرج اوراق اللعب .. تلاعبت بها انامله لخلطها ثم وزع 5 اوراق مقلوبة على الطاولة .. اخذ احداها ليظهر انها ورقة الجوكر .. ابتسم بمكر ثم اردف : اتعلم ايها المحقق .. هناك وجوه عديدة و ملامح كثير بعدد البشر على الارض .. في الماضي كنت مجرد لاعب خفة يسعى ليرى الدهشة على وجوه الاخرين لكن هذا توقف في الوقت الذي كشف احدهم خدعي .. اردت ان ارى الدهشة التي اثيرها على وجوه الناس من جديد .... فقتلت اختي الصغرة
ارجع ظهره الى الخلف مسندا اياه على الكرسي ثم رفع راسه للاعلى و بتسامة مجنونة تعتلي وجهه الميت من اي ندم :
كم كانت تعابيرها رائعة حينها و هي ترجوني ان اتوقف .. ثم سعيت للحصل على المزيد من الناس الاخرين
هذه الكلمات الوحشية المجنونة اشعلت نار الغضب في قلب جان المفعم بحب العدالة و القانون
_ ايها الحثالة الوغد .. ساجعلك تندم على جرائمك غاليا
اعتدل الجوكر في جلوسه و نظر مباشرة الى عيني جان الغاضبة
_ يا لها من ملامح مميز .. لكن .. اليس من مفترض ان تلقي القبض علي اولا ؟
_ اني اعطيك فرصة لتخرج من هذا الباب سالما الان على الاقل

رد جوكر واثقا : سافعل لكن عندما اكون مستعدا
_ ماذا ؟
_ دعني اخبرك ايها المحقق .. ان ما اوصلكم الي ليس تحقيقاتكم الذكية كما تظن .. بل انا من جعلكم تاتون الي .. اتبعت طريقة القتل هذه بحيث تكون كل مكان للجريمة يادي الى الاخرى .. فتكونون فيها بعد مغادرتها انا ب 3 ساعات تقريبا و بجتماع كل نقاط تصلون الى هنا
_ لكن لماذا .. افقط لستمتع و تحصل على المتعة من الوجوه المتألمة
رفع جوكر ابهامه واضعا اياه فوق شفتيه مباشرة.. ثم اردف ببتسامة : هذا سر .. يجب ان يبقى السر سرا
و اي سر هذا الذي يدفع شخصا ما الى القتل.. هذا هو السؤال الذي دار في ذهن جان .. اقتطعت جملته الغريبة التي نطق بها صاحب شفتين دمويتين
" انها الليلة الاخيرة من فبراير "
و من غير سابق انذار .. دوى دوي انفجار قريب هز كل شيء بعنف و جعل جان يركع على ركبتيه .. سقطت الشمعة فأشعل فتيلها الطاولة الخشبة .. اردف جان بتوتر : ماذا يجري ؟
رن هاتفه فرد عليه بسرعة
_ مالامر .. ماذا يجري ؟
'لقد حصل انفجار في المبنا الذي انت فيه يا سيدي '
_ لكن ما سبب هذا الانفجار ؟
'الارجح انها قنبلة .. سنداهم المكان حالا'
قنبلة .. هل يعني ان ...._
و من غير ان يكمل جملته التفت نحو الجوكر .. لكن لم يكن هناك و لا في اي مكان من الغرفة
"خدعة ابعقل اني خدعت "
هذا ما كانت نفسه تحدثه به
'عليك الخروج بسرعة .. المكان خطر جدا'
استفاق جان من شروده عند هذه جملة ثم نهض و بدا الركض بسرعة .. لم تمظي 10 دقائق حتى انشر رجال الشرطة في كل الارجاء مطوقين اكبر مساحة ممكنة .. سيارات اسعاف تجهزت لاستقبال اي مصابين .. جلس جان عند احداها ليضمد الطبيب ذراعه المصابة و في الحقيقة لم يكن احد غيره المصابا .. لقد نجى من انهيار كتل الاسمنتية للمبنى بصعوبة بالغة ..
حيرة ..كره .. بغض و غضب .. مشاعر اجتاحته في نفس الوقت .. كز على اسنانه بقوة ..لقد كانت هزيمة ساحقة بالنسبة له
تقدم نحوه شرطي مناديا عليه
_ سيدي المحقق .. اعرف ان لا تزال تعالج اصابتك لكن عليك راية هذا

جثة شرطي تحت جدار شبه مدمر في زاوية مظلمة .. خطت بدمائه الضحية عليه جملة
" الليلة الاخيرة من فبراير "
وقف جان مستسلما تماما .. لم يبدي اي حركة او تعابير تخبر ما فكر به ..حيرة تلتهم عقله .. و خسارة ساحقة حطمت كبرياءه
_ سيدي هل تامرنا باي اوامر
_ تابعو تطويق المكان .. و تابعو البحث ايضا
نظر شرطي اليه حائرا بعد ان لاحظ علامات اليأس عليه : سيدي .. هل انت بخير ؟
_ ....... نعم
غادر جان المكان متجاوزا اشركة التحذير التي احاطت بكل المنطقة.. يجر وراءه اذيال الخيبة و الهزيمة التي لم يتوقعها ابدا

_______________________________________________

ساعة 11:31
تخطت خطواته المتباطئة عتبة باب منزله .. يجر جسده الثقيل نحو الاريكته الحمراء من غير ان ينير الاضواء من حوله
.. لماذا ؟ .. لربما لانه يريد ان يخفي ملامح الهزيمة على وجهه و احتى و ان كان وحيدا .. مدد جسده على اريكته واضعا ذراعه فوق عينيه لمزيد من الظلمة .. صمت احاط به من كل جانب .. لم يبقى سوى ضجيج افكار تولدت عنها مشاعر الغضب و الخيبة و الهزيمة تتصارع في داخله مع انكسار كبريائه و ثقته .. ام هل كانت الغروره
_ اتشعر به ايها المحقق
انتفض بشرعة من اريكته و التفت يمينا و يسارا ليحدد مصدر هذا الصوت
_ من هنا ؟ اظهر نفسك ؟
_ رويدك ايها المحقق .. لقد اتيت لاخلصك من هذا الشعور المر
استدار جان ببطء للخلف .. تماما نحو زاوية .. الزاوية الاشد ظلمة في الغرفة .. توسعت عيناه على اخرهما و هو يرا ذلك الجسد الذي يرتدي معطفا اسودا طويلا يصل الى فوق قدميه بشبرين .. يظع قبعة على راسه منحنية قليلا تخفي عينية لا شفتيه ذات ابتسامة الماكرة .. اردف جان بتوتر شديد و الرعشة سرت في كامل جسده : انت .. هذا انت .. الجوكر
_ هيا ايها المحقق .. ارني ذلك الوجه المندهش ..... انها الليلة الاخيرة من فبراير

_____________________________________________

اليوم : ١ مارس
الساعة ١١:١٢
عند شبابيك احد المحلات .. تلفزيون للعرض يعرض نشرة الاخبار
مذيعة جميلة اعلنت عن جريمة قتل
" صباح هذا اليوم تم الكشف عن جثة محقق الشرطة السيد جان بيكر في منزله مقتولا على الساعة 09:11 صباحا .. حيث يرجح ان وقت الوفات بين حدود الساعة 11:31 و 11:59ليلا اخر ليلة من شهرفبراير لهذه السنة .. هذا مع العلم انه لم يتم العثور على اي اثار اشتباك .. لتبقى هوية القاتل مجهولة الى الان ........ "

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1758607246.png

من بين الناس متجمعين امام ذلك الشباك .. رجل اسود مع ابتسامة ..بين ناس عابسة من اخبار مفجعة
غادر موقعه مبتعدا عن البشر .. داخلا زقاقا خاليا تختلجه بعض الظلمة .. انزل قبعته باطراف اصابعه
_ هناك وجوه و ملامح متعددة بعدد البشر في هذا العالم
و اسرار لم تكشف للعلم
فما كان سرا يبقى سرا
بهذا تنقضي ...
الليلة الأخيرة من فبراير

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...1758609288.png

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]