#1
| ||
| ||
قصّة راقية ~ المُضغةةُ الفاسِدة أسلوبٌ فذّ و قوي أجدتِ الطرح يا فتاة سارآيْ.. ابشِر أَيُّهَا القلب ، فهاقد أُعلِن موعِدُ إعدامِك . أرى لكَ مُستقبَلاً زاهِراً بالتعاسةِ و المآسي . أُتركْ كُل الزيفِ الذي هُنا ، و ابحثْ عن المكانِ الفاضِل . إشحذ سيكِينكَ فلا يوجدُ لكَ مُرافِق . أعطيني مِنك جزءاً فبعدَ قليلٍ سيبقى في بدنِكَ كُل ما هو فاسِد و تتكونُ نواتُكَ مِن التعفُنِ المُتخمِّر و ~ خلاصتُك ستكونُ مُضغةً فاسِدة ~ كُل ما في الدُنيا هو نِتاجُ تعفُنٍ لِتعفُّن ، إستِئثارُ الجروحِ لن يودي بِالطيبينَ إلا لحتفِهم ، أعشاشُ الغِربان تتزايدُ فوقَ أشجارِ المدينةِ التي إصفرّت وريقاتُها ، أكانَ السببُ هُوَ خدشُ الفسادِ لعُذريتِها أم انها تستعِدُ لإستِقبالِ الخريف .. لا يُهم السبب ، كلُّ ما يهُم هو أنها ستفنى بعدَ مرورِ الفصول ... تِلكَ الشجرة لم تعرِف أن كُل تعبِها و جُهدِها لإستقبالِ كُلَّ فصلٍ بِحلةٍ جديدة فقط سيُقرِّبُ أجلَها ، لِتلقى مصرَعها ! لن يُعينها وقتَ موتِها لا الصيفُ أو الشِتاء ، ولا الربيعُ أو الخريف .... لربما كانتْ تعلمُ بِتِلكَ الحقيقة إلا أنها واظبت عاداتِها دائِماً... و بِتِلكَ الشجرة إقتدتْ زهرةُ الزنبَقِ السوداء تِلك .... كانت كُل يوم تتجرّعُ الأسى بإبتِسامةَ ، زوجُ والدَتِها الطاغوتُ لم يكُنْ سيئاً معها بل كانَ شديد الإساءة لها ... إهاناتٌ تنهلُّ عليها ليلَ نهار ، إعتداءاتٌ لفظيّة و جسدية تتعرضُ لها صباحَ مساء ... و بِعكسِ ما يظنُّ الجميع ، فأفعالُه لم تُثبِّط من إرادتِها و لم تُكدِّر صفاءَ قلبِها . لقد بقتَ فتاةً نقيّة من يراها لابُدّ أن ينتشيَ و يشعُرَ بالغِبطةة ... بعدَ ليلةٍ عصيبة من التصديَ للألم الجسدي اللاحِق ببدنِها ، فَتحَت تويليبيا عينيها الزمُرديتين و حدّقت بالتشققات التي تحتلّ سقفَ غُرفتِها ، رفعتْ جسدها عن سريرِها البالي بتثاقُل و الألم يُنبِّهُ كل عصبٍ فيه ... حرّكتْ يدها البيضاء حامِلةً مِشطاً صغيراً لتُسرِّح بِه شعرها المُسترسِل .. أخفتْ المِشط مرةً أُخرى و هذا لكي لا يجدهُ ذلكَ المتبجِح ، إرتدتْ ملابِسها لتُخفيَ بإتقان كُل الكدماتِ التي تشوّهُ نَصوع بشرتِها ... أحمر ، أزرَق ، بنفسجي كانت هذِهِ هي الألوانُ التي تُرقِّعُ جُثّتها النحيلة ... أدلّت برأسِها خارِج غُرفتِها لتتأكد مِن ان الطريقَ سالِك ، مشَتْ على رؤوسِ أصابِعِها بتريُّث لكي لا توقِظ ذاك السكير النائم و في ذاك اليوم أجابَ لها القدرُ عن أحدِ تساؤلاتِها السابِقة لقد سألت قَبلاً :"هل عيدُ ميلادي يعني شيئاً في مسارِ حياتي ؟ " حسناً عيدُ ميلادِها يعني الكثير ... و لَكِنها لا تدري ما هي هديتُها مِن العالم هذا اليوم أشجارٌ تتطايرُ وريقاتُها الشاحِبة مع النسيمِ العليل ، صراخُ الأولاد اللذينَ يلعبونَ بالأراجيح تصدَحُ بالأذان .. خصلاتُ شعرِها القاتِم تُسايِّرُ الريح في وجهتِها و عيناها تُحدِقان بالضحكاتِ على أفواهِ المتواجدين ... رؤية مشوشة و تعبٌ أصاباها فجأةً ، لم تعُد تقوى على رفعِ جفنيها ، لقد غلبها النُعاسُ على حينِ غرة . ” 12:35 „ محلّاتٌ مُغلقة ، أرواحٌ ساكِنة ، أضواءٌ بُرتقاليةة تُسلِّفُ الشارِع بعض ضياءِها لـ تدرءَ قليلاً مِن الظلام فتحتْ تويليبيا عينيها لتُدرِك أن الليلَ إنتصَف ، و ان بُعدها عن البيت يبلغُ شارِعين ازدرتْ ريقها و تنفستِ الصعداء ، شارعين من الخطر ! شارعين من إحتماليةِ الإختِطاف أو القتل أو أسوء مِن ذلك !! أخرجت رِباطَ شعرٍ من جيبِها و جعلَت شعرها الأسود ملفوفاً بالرِباطِ الأخضر . علّقت سِلسلة حقيبتها الصغيرة برقبتِها .. تحولّت أماراتُ وجهها للِجد و بدأت باِلجري و كأن حياتها تعتمِدُ على ذلك ، و هي بالفعل تعتمِدُ على ذلك صعّدتْ طرفها لِتلمَح الضوءَ المُطفئ من نافِذةِ المنزل ، حمَدتْ ربّها فهاقد نجتْ مِن براثِنِ ذاك الجبروت .. إرتقتِ الأدراجَ بِكُلِّ هدوء ، أخرجت مِفتاحها و فتحتِ الباب .. خَطتْ بِخطاً سريعة و خفيفة و لٰكِنها صُدِمتْ بإشتِعال النور فجأة ! ألقتَ بمُقلتيها إلى الواقِف بينها و بينَ بابِ غُرفتِها ، و بيدهِ سياط شررٌ يتطايرُ من عينيه و هالةٌ سوداء تُغلِّفُه .. هُنا قررتْ شيئاً ، إمّا أن تتلقى الضرب و هي غيرُ ضامِنة حتى أنهُ سيترُكها بعدَ ضربِها ... أو ان تعودَ أدراجَها لِتهرُبَ بعيداً و عِند هربِها سيكونُ لِكُلِ حادِثٍ حديث .... تسارعتْ نبضاتُ قلبِها ، قطراتُ العرقِ تنسّلُ مِن جبينِها و تعبرُ على وجنتيها لتنزلِق من على وجههِا إلى الأرض ... إنتقتْ لها الخيارَ الثاني و نفذّتهُ بِسُرعة و لٰكِنها لمَ تحسُب حِساب أنهُ سيلحقُ بِها على وجهِ السرعةة . و لٰكِن بسببِ بطنهِ الكبيرة و رجليهِ السمينة و رقبتهِ الغليظة و عينيهِ الصغيرة لم يستطِع مُتابعة اللحاق بِها ففرتْ هاربة من مخالِبه الحادة كانَ كمُفترسٍ أضاعَ ضالتّهُ ، فقصدَ إحدى الحانات ليشربَ حد الثمالةِ و ينسى ان فتاةً كانت تحتَ رِعايتِهِ يوماً ! أشجارٌ تُناطِحُ السحُب ، أعشابٌ خضراء ، فطرياتٌ تنمو على أخمصِ الأشجار ، سناجِبٌ تُطِل من جحورِها لترى مَن ذا الزائر ؟ ..... و هناكَ كانت تمشي تويليبيا ، لظنِها ان الغابة القريبة ستكونُ ملجأً لها لأيامٍ معدودة .. سَمِعت صوتَ وشوشةٍ صادرٌ من خلف أحد الشجيرات ، شخصٌ يتكلم على هاتِفِهِ المحمول فارِعُ القامة ، عريضُ المنكبينِ ، أشعثُ الشعر ، طويلُ الذقن ... :" آه فهِمت ، قُل له اني سأحضرُ له فتاةً أُخرى ليستمتِع بِها ، عَلَيْهِ فقط تجهيزُ أموالِه ....." توقفَ عن الكلام قليلاً لينظُر بِتعجُب لخُصلة الشعر الظاهِرة من طرفِ الشجرة ثم تابع : " أخبِرهُ ان الفتاةَ معي ، و ليُسلِمنا المال !! " أغلقَ هاتِفهُ و قد حُفِرتْ على ثغرهِ إبتِسامةً خبيثة و اقتربَ مِن الشجرة ثم شدّ شعراً أسود لفتاةٍ بملامِحٍ فاتِنة ... أمسكَ بذقنِها و ضغطَ عليها ليُعقِب :" يا للجمال ، أأنتِ ملاكٌ أم ماذا ؟! " إضطربتْ أنفاسِها و تضيقتْ حدقتُ عينيها ، إستجمعتْ قِواها و ضربتهُ بقدمِها على بطنِه بِكُلِّ ما أوتيتْ مِن قوة ، إنحلّتْ سيطرتُه المفروضةُ عليها قليلاً فإستغلتْ تِلكَ الثغرة ، لِتنفَك من أنيابِ ثعلبٍ في البريّة ... واصلتِ الركضَ و هي تسمعُ وقعَ أقدامِهِ خلفها ، حتى توقفت عِند جرفٍ صخري .. رمَت بنظرِها للِخلف ، لا مهربَ فهو قد أغلقَ الطريق .. ما الخيار ؟! ما الحل ؟! لقدَ علِقتْ في شباكٍ نصبتها الأيامُ لها ! أخذَ الثعلبُ يقترِبُ مِن فريستِه ، هو يريدُ ان ينقضَّ عليها و يهشِّمها بأسنانه ثُمَّ يُحضِرُ رُفاتها لتتغذى مِنهُ بقية العشيرة ... لٰكِن الفريسةُ مُختلِفةٌ هذِهِ المرة ، إنها فريسة تأبّى التراجُع و الإستسلام ، تكرَهُ ان يمُسّها الفساد ... أخذتْ نفساً عميقاً مِن آخرِ قبضةِ هواءٍ لم يلوّث بَعد و قفزَت !! هكذا فقط ، بهذهِ الطريقة فقط هي أنقذت براءتها و تحررَت مِن الفسادِ الذي طغى الدُنيا ... هي لم ترضَخ كتِلكَ الشجرة المخدوشة ، بل آثرتِ الموتَ على العيشِ في كومةٍ مِن الخراب و النجاسةة ... بَقتْ أنانيةً على نفسِها حتى النهاية صوتٌ طفولي يتساءل :" ماما لِماذا أسميتني بِهذا الاسم ؟ " صوتٌ حنونٌ أجاب : اسمُ "( تويليبيا ) مُقتبسٌ مِن كلمةِ زنبَقة بالانجليزية ، انتِ هي زنبقتي السوداء التي ولِدت مِن البياض ، سوادُ تِلك الزهرة لم يكُنْ سيئاً بل كانَ طاهِراً للغاية ، لِهذا إبقي نظيفةً مِن دناءةِ الدُنيا يا زنبقتي الغاليةة ..." أهانتكَ الآفاتُ أيُّها القلبُ الصغير ، و لٰكِنكَ ما تزالُ تلتحِفُ البراءة و تفترِشُ الحياء غريبٌ أمرُكَ أيُّها الفؤاد ، تُعِزُّ النورَ في زمنٍ ديجوري و لٰكِن دُنيانا لن تقبلَ بوجودكَ فيها .... فهي بعدَ كُل شيء تَنتشي بسحقِ الطيبينَ أمثالِك ... إخسَر نفسَك و سلِّم إرادتكَ و عِندها سيتِّمُ الترحيبُ بِك ... في مُجتمعٍ سادَ فيهِ مُصطلَحُ ~ المُضغةة الفاسِدة ~ [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] التعديل الأخير تم بواسطة .FIRE ; 06-27-2016 الساعة 01:35 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حيآتِي قِصةة سودآءء وبيضآءء تتخللهَآ خيوط مِن الحزنن والسعآدَهه ! | أستغفر الله :$ ~ | صور أنمي | 2 | 03-15-2013 05:31 PM |
مجموعه فساتين قصيرة , افخم فساتين قصيرة 2013 , فساتين قصيرة متميزة 2013 | هبه العمر | حواء ~ | 0 | 03-23-2012 07:16 PM |