عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 06-12-2016, 10:47 AM
 
سلام عليكم جميعا نورتو كالعادة...
اعتذر للتأخير لان عندي خلل يخليني اعيد كتابة كل حرف، و طبعا من العجلة تظهر أخطاء كثيرة..!

السموحة عليها أيضا..و،كذا ...
محلا آمالي بحاول اغير لون الخط لكن ما اوعد..لأني ما اعرف كيف...


سأترككممع البارت
رد مع اقتباس
  #102  
قديم 06-12-2016, 10:52 AM
 
CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]


البارت الثاني عشر

أتمت ميرنا بوظتها و ابتعدت قائلة: انتظرني لحظة هنا.
ساي بتعجب: ميرنا..إلى أين؟!
أدار جسده نحو ملعب الرمي الصغير بجانبه.." لنتسلى ريثما تعود"
بدأ بالتصويب و حركته للتصويب الدقيقة كانت تزيد من جاذبيته و
رزانته....
أطلق عدة أسهم و خاب بواحدة لا غير مما أثار بعض الناس وشدهم....
لحظات و صوت تصفيق على من إحدى الجوانب و خلفها صوت فتاة قائلة: تصويبك رائع..
التفت لها بابتسامة: لست ماهرا.
تقدمت نحوه بخطوات جريئة و واثقة: لا تقل ما ليس صحيح فنحن هنا نشهد مهارتك.
أجابها: لطف منك لتري هذا.

مر طفل لا يتعدى السادسة ليسقط و يسقط كوب عصيره على بنطال ساي...
أجلس ساي الفتى بهدوء و عينين رءوفتين: هل أنت بخير ياصغير؟

تلألت عيني الصغير بالدموع و هو يراهما ينظران له فيشرك دموعه بصراخ عال بعد لحظات...
أمسك ساي الطفل بتوتر: اهدأ..قلت اهدأ.
تقدمت سيدة منه حاملة ذلك الطفل محتضنة له في حجرها:آسفة أيها الفتى.
قال بمجاملة: لا تهتمي..طفل في النهاية..أتمنى أنه لم يصب بمكروه.
ابتعدت المرأة بعد تقديم الإعتذار بحرج...
انحنت الفتاة لتمسح بنطال ساي بمنديل لديها فابتعد ساي للخلف قليلا: لا تتعبي نفسك..سأمسحه بنفسي.
الفتاة بترج: لقد تبلل بنطالك
ساي بانزعاج خلف مجاملته: قلت لا تهتمي.
نهضت الفتاة قائلة بعفوية و مرح: أنت عنيد كثيرا.
ابتسمت و أحنت رأسها قليلا: أنا هارومي, و أنت؟

انتبه للموضوع فقال ببعض البرود: ساي شيوكي.
(يبدوا أنها معجبة بي حقا يا إلهي, ...هذه المرة لم تكن بمكانها يا فتى)

هارومي : تبدوا هادئ.
ساي وهو يحاول التسلط على أعصابه: لأني لم أقابلك من قبل.
(..لأني مصدوم..! و منزعج )

أمسكت بكم قميصه لتجره و هو لم يستجب لها بل ظل واقفا:مارأيك ببعض التسلية ساي؟
وصلت بتلك اللحظة ميرنا لترى تلك الفتاة تمسكه و تضحك معه منادية باسمه....
حاولت أن تكبت غيضها : هل فعلتها مرة أخرى ساي؟..يبدوا أنك بدأت بالتمادي قليلا.
لم تستطع أن تخفي الغضب من عينيها و هذا ما جعل ساي يجر يده من الفتاة و يتوجه نحوها مسرعا: أنت مخطأة ميرنا.
ابتعدت ميرنا عنه: ما الخطأ ساي؟...أنا لا أهتم بما تفعل لكن لم يكن عليك أن تتمادى بخداعها.

تبعها مبتعدا عن الفتاة التي عكرت صفو يومه الذي خطط له الكثير: أنا لم أخدعها , هي من أتت و بدأت الحديث معي.
ميرنا متجاهلة تفسيره و تبريره للموقف الخاطئ و سوء الفهم:
و أنت قلت بنفسك..دعني أتسلى معها قليلا مادمت وحدي.
وقف ساي في طريقها معترضا: هل هذا رأي بك بي؟..لقد خيبتني ميرنا.
ميرنا بدأت تحرك يديها بانفعال لتبرر رأيها: و أنت ما الذي كنت ستتصوره لو كنت مكاني؟
ساي بحدة: انفعالك غير منطقي...أنا أثق بك.
.أبعدته ميرنا بيدها مبتعدة: لا تهمني ثقتك.
بدأ ساي بالجري ورائها حتى تعبت ميرنا لدى إحدى األأشجار المنعزلة هناك....

وصل لها بعد أن أضاعها دقائق و ظل ينظر إليها بنظر بة رجاء وحيرة: صدقيني..هي من بدأت..كل ما في األمر أني كنت أرمي السهام فاستحسنت رميي.
ميرنا: لماذا يجب أن تستحسن رميك دو ون مبرر؟

جلس ساي مستندا على تلك الشجرة بابتسامة ساخرة من نفسه: لقد أعجبت بي...كنت أريد أن أظهر لك كم أنا وسيم و أسيطر على قلوب الفتيات لكن هذا أصبح ضدي الآن.

جلست بجانبه مع قلق اعتراها: هل ساءت حالتك مرة أخرى؟
رمقها بنظرة جانبية: كم أحب هلعك هذا؟...إنه لأجلي.

ابتعدت ميرنا عنه قليلا مظهرة بعض الإنزعاج خلفه الحياء: يبدوا أنك على ما يرام.
رفع يده لها قائلا: هل ستصدقينني؟

كان غضبها خف قليلا لذا استطاعت أن تفهم مدى حماقة تصرفها فأعطته يدها برفق : سامحني على حماقتي ساي...

بدأت أحكم تصرفاتك كما أريد و كأنك لست حرا بحياتك...حتى لو كان صحيحا لا شأن لي بالتدخل...من أنا لألومك.

رفعها معه براحة أظهرها على ملامحه: من أنت؟!...أسخف سؤال سمعته في حياتي...غريب أنك لم تفهمي.

خطى خطوات معها ثم قال بجدية: بدأت أستصعب بعدك ميرنا...حتى تخيل ذلك يصيبني بالتشنج.

شد على يدها لتشعر ميرنا بنبضة من نبضات قلبها فجأة قبل أن تسمع صوته: لا تبتعدي عني..هذا رجاء من ساي إليك ميرنا...لا تشعريني بالبعد عنك مهما حدث.

.
اكتفت بإخراج همس خفيف:أه.
مظهرها خجلة كان يصف له مدى عمق قربه من هدفه لذا كان يبتهج و تظهر على نفسه علامات السرور...

لكنه يفضل راحتها على كل حال فأبعد يده ليتحدث بشكل طبيعي مبعدا هذه الأجواء المضطربة نوعا ما: لم تخبريني ما الذي جعلك تختفين فجأة؟

وضعت كفها في جيبها لتخرج منه ورقتين صغيرتين و تمدهما نحوه...
ضاقت عينيه قليلل: تذاكر لبيت الرعب!

أغلقت جفنيها بمرح أنثوي يخفي ما داخلهما و يبرز رموشها المائلة: أنت تحبه.
مالت شفتيه بابتسامة لا تكاد تبان: لكنك تخافين ذلك المكان.
أجابته: لا يهم...سماع صوت صراخي لساعة لن يكون مزعجا لك.
أظهر منظرا صبيانيا و هو يقول: أوه.

لعبا و تسليا لكن هذا لم يمح مشاعرهما المتأججة بعد فترة من السبا بت و الرقود...
تعبت ميرنا فقالت: ألم تتعب ساي؟
أجابها بحيوية: أنا اليوم في كامل طاقتي لكن إن كنت مرهقة فلا بأس بالعودة .
.رفعت عينيها نحوه بإرهاق: أشعر بالتعب قليلا.
وضع يده فوق رأسها بخفة: دعينا نجلس قليلا لتستريحي قبل أن نرحل.
أومأت برأسها إيجابا فجلسا على مقاعد قريبة منهما نسبيا...

"كان اليوم ممتعا"
"سعيد لسماع هذا"
قال ساي بعد لحظات: ردة فعلك حين رأيت الفتاة أثار فضولي..حقا ما كان سبب انفعالك حين رأيتها ميرنا؟

شده صمتها لينظر لها...

أحس بحرارة تعتريه الآن... لم يكن يشعر بوزنه بعدما رآها...فقد جل أحاسيسه...


كيف لا,فهو يشعر برأسها المنحني عليه برفق و يديها المحاطتان بيده...

جفنيها مغلقان بهدوء و ملامحها خالية من أي مشاعر تشوبها...

بدت ملامحها أوضح و أدق من أي وقت مضى...

تحركت أنامله توترا فأوقفته قبضة ميرنا على يده و هي متمتمة :ساي...

أرخى عينيه اللتان لم تشبعا من التحديق بها و همس هو الآخر:ميرنا..أنا هنا.

(أعرف الإجابة عزيزتي..وددت أن تتحفيني بسماعها منك...)



أعاد ساي ميرنا لمنزلها و قاد سيارته عائدا بدوره لمنزله....
كان السرور و الإنشراح يملأن قلبه فقد عرف أنه مهم لميرنا أو بالأصح هو محط غيرتها...

لكنه لم يستطع أن يقول شيئا عن نيته الحقيقية في النهاية.....

.....الأسبوع التالي......


دموع الأم حزنا من الفراق كان جزئا من حنانها الجياش أيضا،فهي كانت تصب دموعها وسط ذاك المبنى الذي يرمز للبعد و الوداع حينا و يرمز للم الشمل و الإجتماع حينا آخر...

كانت كف هاجي منبسطة فوق وجنتها لتمسح دموع والدته مهدئا، ستعودين بعد أيام أمي...و ستكونين بخير و معافاة أيضا.
ميرنا ممتلكة دموعها: أجل أمي..كم أنا متشوقة لتلك اللحظة.
كانت مادونا تودعهم بابتسامتها الحنونة: لا أستطيع تمالك دموعي، فهذه أول مرة أبتعد عنكما هكذا.
هاجي مظهرا بعض التذمر: ما هذا أمي؟..لقد تحملت بعدي لسنين و الآن تبكين كل هذا البكاء لأيام عديدة ...و لا تنسي أن كاورو هنا تعتني بي.

ساي بلهجة نضج: أنا هنا أيضا أمي.

أشار السيد شيوكي لمادونا رافعا حقيبتها: حان الوقت للذهاب.

ودعتهما مرة أخرى قبل أن ترحل و بعد أن رحلت استسلم ساي لقلقه: أنا قلق كثيرا.
ربت هاجي على ظهره بخفة: كل شيء سيكون على ما يرام.

عاد هاجي للشركة و ساي أوصل أخيه و ميرنا لمنزلها...

دخل ساي واضعا أخيه الذي غط في نومه على فراش متواضع.

في غرفة الجلوس و خرج لها: هل تحتاجون شيئا؟
أجابت بنفي: لا.

"لا داعي للمجاملة الآن ,فأنا موكل بحفظكم فترة غياب أمي"
"لا أجاملك, فهاجي قد اشترى كل ما نحتاجه بالراتب الذي قدمته له بالأمس"
"أفضل أن يكون كذلك"
"لكني أحتاج شيئا واحدا.."
"ماهو؟ !"
"أن تخفي قلقك عن كيو فهو بدأ بتحسس الأمر و عظمته "
"ليس بيدي...أنا خائف لدرجة سلبت تركيزي و بالثاني أنت لست أفضل حالا مني "
"...أنا سأحاول أيضا"
"لكني أرى أخي واعيا بهذه الأمور "
نظرت له نظرة لا تخلو من عتاب: لم لاتدعه يحس أنه واع و يستطيع تقبل بعض المسؤولية؟...أما حان الوقت لأن تثبت له ذلك؟

ظل يرسخ كلامها بتمعن في ذهنه بتعقل و صمت و ودعها بعدها:حسنا إذا,تأخرت ...سأذهب للعمل .
.ميرنا: اعتن بنفسك.


رمقها بنظر بة امتنان قبل أن يخرج....

........................

اليوم الموعود و المصيري قد حل ليزيدهم قلقا و تشتتا....

الجميع مجتمع في ذلك المكتب الذي ضم الكثير من اللحظات....


أجل..هذا المكان و هذه الحيطان التي حملت بين ثناياها صوت بكاء ساي و شهيق ميرنا الصارخ بفزع...
مكان اعتلت به ضحكات الدهر بسعادة لأول مرة...
مكان جمع هاجي مع ساي بقلب أخوي متفاهم كقطعة واحدة....

هذا المكان بدأ يحوي ذكرى أخرى لكنها مجهول حتى الآن... أهي أسعد اللحظات أو...؟

لا..مستحيل أن يحصل العكس..مستحيل أن تبقيهم خلفها بدموع خالية لا تغني و لا تسمن من جوع....

جلس ساي بجانب ميرنا يهدأ روعها و يخفف من تدهور حالتها المشتتة: اطمئني ميرنا..ساعات و ستكون أفضل مما هي عليه....
اقترب كيو البعيد عنهم نسبيا و انحنى تحت أقدامها المنحنية لوضعية جلوسها على المقعد: قالت لي أمي أ ن الأم تتنفس لسعادة أبناءها و ما دمنا سنسعد بشفائها فهي بالطبع ستعود لنا سالمة.
حوته بيديها محتضنة بدموع جارية بصمت: أظن ذلك كيو.

نظر لهم هاجي بعطف أخوي: لا أظن أن هناك أما ستتخلى عن أبناء مثلكم بسهولة.
نظرت ميرنا لهم: أنتم رائعون يا شباب.
هاجي: كانت أمي بخير حين تكلمت معي صباحا فأظن أنها لن تتعرض لأذى مع معنوياتها الرفيعة.
أجاب الجميع بنظرة مؤيدة دون أن يلفظوا بشيء....

مرت 5 ساعات و نيف و كل يحاول أن يلهي نفسه بأمر ما حتى
اعتلى صوت هاتف ساي ليجتمع الجميع حوله....
وضع يده على طاولته بتأهب و رفع السماعة قائلا: مرحبا.
ظهرت عليه علامات الخيبة بعد قليل ....
نطق بكلمات قليلة قبل أن يغلق السماعة: أنا منشغل كثيرا الآن،فلنتحدث لاحقا...

ازدادت الأجواء تشنجا حتى أغلق الهاتف متجها نحوهم: لقد كان صديقي في الجامعة.
شد هاجي يده غضبا مظهرا بتعبيره توتره: تبا.
ميرنا : قل لأصدقائك أن يختاروا الأوقات المناسبة للمكالمات.
ساي بحدة ظاهرة: و هل أنا أفضل منك؟!..فأنا لست في مزاج جيد.

رن هاتفه مرة آخرى لتعود الأنفاس محبوسة تعد الثواني التي بانت أبطء ما يكون لكن هذه المرة ردة فعله ناهضا بانفعال:حقا....
شدتهما لإخراج ما في أنفسهم بسرعة و خاصة كيو الذي لم يستطع كبت مشاعره: ماذا حدث ساي؟!.. هل كل شيء بخير؟
استرخى ساي قائلا: حمدا لله.
بدت الراحة على الموجودين أيضا حيث حرك هاجي يده على شعر أخته مبعثرا: قلت لك أنها ستكون على مايرام.
أتم ساي حديثه مع والده على الهاتف: ..متى ستعودان؟...أها..لابأس..أجل كل شيء على مايرام أبي.
أغلق الهاتف راميا بجسده على مقعده: لقد نجحت العملية.
ميرنا أرخت يدها من أمام صدرها بقلب سقط منه هم بثقل الحديد: شكراا لله.
هاجي: و ماذا عن حالتها الصحية؟
ساي: بخير لكنها يجب أن تستريح حتى تستعيد وعيها ...قال أبي أن بقاءهما هناك يعتمد على سرعة شفاءها ..ربما يبقيا هناك أسبوعين أو أكثر.
هاجي: أحس بالراحة الآن...سأذهب لأخبر كاورو بالأمر.
ميرنا: أبلغها تحياتي.
....................


فتح ساي باب منزله ليفاجأ بالغبار المتناثر أمامه ليبدأ بالسعال مع دهشة: ما هذا؟!
أجابته ميرنا من خلف البساط الذي تحمله: تعال و ساعدني بحمل هذا البساط...ممتلئ بالغبار و يجب أن ينضف.
تقدم ساي بتعجب: كيف أتيت هنا؟
ميرنا بوجه صارم لوهلة: أتيت مع كيو.
رفع ساي البساط معها متوجها لحديقة المنزل : ألم يكن من الأفضل أن تطلبي من الخادمات فعل هذا؟
ميرنا بإنكار: لو كنت أراهن أهلا لفعلت , لكنهم يرتبون المكان لا أكثر..يجب أن أعتمد على نفسي.
مشيا خطوات بصمت حتى رميا البساط في الحديقة و قالت ميرنا له :اذهب لسقاية الحديقة و ترتيب النباتات ، من الظاهر أنكم لم تهتموا بها منذ مدة.
ساي بضجر: هل أنا بستاني؟
عاتبته ميرنا بأسلوب غير مباشر: أنت صاحب المنزل و ربه في غياب والدك...أنا أخطط أن أقيم حفلا ترحيبيا لأمي هنا لذا لابد أن يبدوا المكان نظيفا و مرتبا.
ساي منزل رأسه رافعا يديه مبسوطتان باستسلام: فهمت..فكرة لا بأس بها.
بعد أن سقى ساي الحديقة التي لا تقل سعتها عن 130 مترا...
وقف أمامها مستفسرا عن وظيفته القادمة فابتسمت و هي مازالت واقفة تنظف البساط: لم ترتب النباتات..يجب أن تزيل الفروع الميتة و تصفف أوراقها.
ابتعد ليعود لعمله فشعر بكتلة ماء باردة توجهت نحوه لتستقر فوقه رأسه...
أدار جسده بامتعاض: بدأت لعبة سيئة.
أجابته: بل وجهك المبلل يشوقني لرمي المزيد.
رفع أنبوب الماء الذي مازال ممسكا به بعد أن فتح مجرى المياه لتصب خارجا و يوجهها نحو ميرنا: هل هذا يناسبك؟
رفعت ميرنا يديها أمام وجهها المرح و الهادئ نسبيا علها تمنع قطرات الماء من الوصول لوجهها: ليس عدلا...لدي طشت ماء و لديك الماء كله.

لكنه لم يتوقف بل ظل يتتبعها بذلك الأنبوب و هي تبتعد عنه...

كانت قطرات الماء الكريستالية اللامعة تزيد من حماسهما و خاصة و هي تندثر على وريقات العشب الأخضر كشلال يمدها بالحياة....

لحظات كان ساي يخطط بها حسم أمره و ترك كل التلميحات خلف صمت لا جدوى منه لكنه مع ذلك لم يكره هذا الصمت فهو من سمح له بالمزيد من الشعور بالإهتمام و الحرية....

و من نافذة تطل عليهما كان كيو واقفا ينظر لهما بابتسامة فرحة و هو يكلم هاجي...

اعتلت صرخة ميرنا و هي تبتعد عن الماء الموجه نحوها: توقف عن هذا...

هاجي جالي في مكتبه يقلب صفحات الملفات المتراكمة في الآونة األخيرة: تلك كانت صرخة أختي؟!
أجابه: أهم...


قال بتعجب و حدة: ما الذي يجري معك؟
أجابه بسخرية واضحة: لا شيء يجري معي بل هنا لعبة مطاردة تحوي على ماء متطاير بين أخي و أختك.

استرخى هاجي و أبدا ارتياحا للصغيرين اللذان بدءا بالنضج: يبدوا أنهما مستمتعان بوقتهما.

كيو: أكثر مما تتصور.

دخل كيو مغلق النوافذ بعد دقائق : أتمنى أن لا يعقدوا لموضوع أكثر.
هاجي مثبتا عينيه نحو الجهة اليمنى: أه...لقد ماطل ساي كثيرا.

......................


ابتسم قائلا: تبدين أكثر شبابا الآن سيدتي.
رفعت يدها لخصلتها المتروكة على كتفيها: حقا..شكرا على الإطراء.

كانت تأكل بهدوء من ذلك الطبق الأبيض : أنا لا أعرف كيف أرد لك الدين سيد شيوكي...لقد ساعدتنا كثيرا..أشكرك.

ابتسم ابتسامة خفيفة تزيد لمظهره طابع الوعي و الرزانة: أنا من يجب أن يسدي الشكر سيدة مادونا...لقد قمت بواجب الأمومة بحق أبنائي.

مادونا : لا تقل هذا, فلا أحد يستطيع أن يقوم مقام الآم مهما حدث...إنني أحاول فقط أن أسهيهم عن افتقاد وجودها و تخفيف شعورهم بالنقص..
أتمت بلهجة أهدأ: ..لطف منك أن تفعل كل هذا.
سكب السيد شيوكي كأس ماء و مده نحوها: حتى هذا يستحق التقدير.
أخذت كأس الماء منه برفق: طفليك لطيفين.
السيد شيوكي: أنا أخطأت في حقهما كثيرا...سلبت منهما الحرية و الإختيار و تجاهلت مشاعرهم ظنا مني أني أستطيع صنع حياتهم كما عشتها أنا من قبل.


مادونا و هي ممسكة بالكأس عديم اللون الذي بدأ يعكس زرقة ثيابها: و أيضا أورثت لساي عدم الإتكال على أخيه.
رفع السيد شيوكي يده ناكرا: هذه الخصلة ليست من سماتي.
ابتسمت مادونا و هي تنظر للكأس: أتمنى أن يكون بعدنا هذه الفترة وقتا جيدا لهم.

قال السيد شيوكي بتأمل: أتمنى...لكنهما لم يستغلا غيابي طيلة هذه المدة.
قالت له: هذه المرة مختلفة فهما عرفا قيمة بعضهما البعض بعدما حدث سيد شيوكي.
السيد شيوكي: تستطيعين مناداتي بميزوكي.
أرخت عينيها : سيد ميزوكي.
تغيرت لكنة حديثه قليلا: لقد استطعت في أيام قليلة أن تكتسبي قلبيهما و تؤلفي بينهما...لقد تعلقا بك كثيرا حتى بدآ يتحججان بحجج واهية لزيارتك ...كيو دائما ما يرغب بالنوم في منزلكم كي تعتني به.
أخذ فترة قبل أن يقول: في الحقيقة ..كنت أو لد أن أكلمك في موضوع ما سيدة مادونا.
مادونا بتعجب من هذا الموضوع الذي يريد طرحه: ما الخطب؟!
ميزوكي: ليس هناك أي خطب...إن الموضوع أنه..
توقف لحظة قاطعا كلماته المتحيرة من أين تبدأ.

أتم بعدها بملمح تظهر العقلانية نوعا ما: .. أنت تعرفين أن ابني لم يذوقا طعم حنان الأم و بالخاصة كيو الذي لم يرها مطلقا، أنا أرغب أن أطلب منك أن تتصرفي معهم كوالدتهم الحقيقية.
مادونا بتعاطف لشعوره الأبوي: أنا أحاول أن أفعل هذا.
بلع ريقه قبل أن يواجهها بعينيه:أنا أقصد أن تكوني في مقام أمهم حقا ...و في مقام زوجة لي.

أخذتها الدهشة التي كلت لسانها و لم تتفوه بأي كلمة حتى بادر بالسؤال: هل أزعجك الأمر؟

حاولت أن تتحاشى نظراته لها بارتباك من الحديث المفاجئ و الغير متوقع: حسنا...لا أظن أنني سأستطيع أن أعطي إجابة قاطعة الآن.

نهض من جانبها و هو يرتب قميصه و يأخذ معطفه الأخضر الكاتم: أنا لست في عجلة ...لكني أنتظر بفارغ الصبر إجابتك فهذا لمصلحة الأطفال على ما أظن.

........................

ابتسم هاجي قبل أن يجيب : إنه رجل جيد أمي..و لا تقلقي علينا فنحن كبرنا و نستطيع تدبر أمرنا و لا أظن أنه يمانع أن يكون أبا ما دام يطلب أما لأطفاله.
(..فعلها إذا..)

قال بعد لحظات: هذا رأيها أيضا.. فلا تنسي يا أمي أننا في سن نقوم به بأمورنا و ها أنا الآن مقبل على مسؤولية عائلة فلا أحتاج الرعاية كالأطفال بل يجب أن تفكري بكيو الذي ينمو بعقدة النقص في داخله..لا يجب أن أعلمك بهذه الأمور و أنت أكثر وعيا بها.
صمت ليسمعها ثوان ثم يقول بجدية: أعرف أنه ليس قرارا بسيطا و لا أستطيع نصحك بأي شيء حوله لكن إن كنت سترفضين لأجلي أنا و ميرنا فأنا لا أجد ذلك مسوغا...


.......منزل ساي ........


بدا للأرض لمعانا و للجدران بياضا ناصعا لا يذكر ساي متى رآه آخر مرة فبات ينظر لميرنا التي همت بعملية التنظيف هذه..
( ربة منزل...)


لكن ألم ظهره لم يترك له المجال في التفكير حيال شيء آخر في هذه اللحظة...
كانت يدي ميرنا موضوعتان لدى جوانب الخصر لتبديان بعض التعب لكنها بقيت مستقيمة الظهر و أدارت جسدها نحوه قائلة: بقي شيء واحد.

وسع عينيه قائلا بيأس في داخله و اعتراض أدخله في جملته: ماذا أيضا ميرنا؟..أكاد أموت من ألم المفاصل و كأني تحولت لعجوز في التسعين من عمره.
اقتربت منه لتعطيه وكزة في خاصرته فيعلوا صوته لكنها لم تبالي: لا تبدأ بالتكاسل فعلينا أن نذهب و نشتري الضروريات للمنزل و بعض ما نحتاجه للحفلة.
حاول ساي أن يعدل ظهره المنحني: كما تشائين لكن بعد وقت استراحة.
جلس ساي في غرفة الإستراحة و جهزت ميرنا الشاي بنفسها لتذهب به إليه و هذا ما زاد شعوره بالسعادة و الإهتمام منها....
مد يده لكوبة الشاي الساخنة ليرفعها: لقد أصبحت تعرفين كل زوايا هذا المنزل الآن.
رفعت ميرنا الكوب الآخر بدورها: بفضل أخيك الذي جرني لهذا المكان.

ساي: لكنك اهتممت به كربة منزل متمرسة.

تذكرت ميرنا شيئا فانتبهت له قائلة: لم أكن أظن أنك تملك شخصية لطيفة و طفولية ساي...أعجبني الدب القطني كثيرا...بالمناسبة،هل دخلت لغرفتك ساي؟
شعر بريبة من هذا السؤال الغريب لكنه قال ببعض الحدة:هل دخلت غرفتي؟!

أجابته بابتسامة مصنعة مع بعض التلبك و هي تحك وجنتها بسبابتها: في الواقع.....

بعد لحظات......


ساي واقف في غرفته بجمود و ذهول: ماذا فعلت؟!
ميرنا بإحراج: آسفة, لقد خدعني كيو و قال لي أن هذه الغرفة غرفته.

شد على قبضته متوجها بخطوات صارمة نحو غرفة أخيه صارخا:كيو ,أخرج من غرفتك كيو...الآن.
أحست ميرنا بالقلق نحو كيو الذي بات ساي غاضبا منه كالسابق ولا تضمن أن لا يعود بضربه لو رآه الآن لكنها لم تكن لتعارضه خوفا من ردة فعله معها...
خرج كيو مظهرا الاستغراب على وجهه: ماذا هناك أخي؟
كانت يد ساي تفتح و تغلق من شدة الغضب حتى أمسكت ميرنا يده ليهدأ قليلا لكنه قال بصوت عال لا يبتعد عن الصراخ قليلا: هذه المهزلة التي افتعلتها بغرفتي؟
كيو بوجه بريء يزيده ثورانا : أها..تقصد الرسمة، أليست لطيفة؟..ظننتها ستعجبك.
ساي: و ما يعجبني بهذه العلامة الضخمة على حائط غرفتي؟
اقترب منه خطوات بعدما اطمئن أن لا خطر عليه: ليست علامة..هي وردتان لطيفتان تعبنا أنا و ميرنا لنرسمها لك.
ساي: و من طلب هذا منكما؟!
كيو: لا ترفع ضغطك يا أخي..إنها لم تجف حتى الآن ،نستطيع إزالتها.
أراد أن يستمر ساي هذا الجدال بفتح فاه لكن صوت هاتفه قطع عنه هذه الفرصة فرفعها: نعم.

ابتسم بحدة نظر: ..حقا!...سعيد لسماع ذلك....أتمنى...حسنا..أراك لاحقا هاجي.

لم يتمالك ساي مظاهر الفرحة التي امتلكته فنظر لأخيه بعينيه الواسعتين و الواضحتين بجوهر فرحها: يبدوا أن أمي ستكون زوجة أبي عما قريب.

رفع كيو يديه و هي مقبوضتان و كأنه يعلن الإنتصار:ياهوووو..أحسنت أبي.
ميرنا بدموع فرح قد حبستها: أنا بالفعل لا أعلم ماذا أقول.

نظر لها ساي مستفسرا: هل أعجبك أن يكون لك أب كأبي.
ابتسمت بحزن: أبي!...أهم , ب أنا أريد أن أشعر بعطف أب و وجوده سندا لي كما لدى الآخرين.. دائماا ما كنت أسأل عن أبي وأنه لماذا لا أملك واحدا كغيري. ..لكني أظن أن السيد شيوكي سيكون أبا ينسيني هذا الشعور...تفكير طفولي .
تكتف كيو للحظة معترضا: لا أعتقد أنك ستصلين لمبتغاك,فأبي أب سيء لنا نحن فلا تتوقعي الكثير.
ضحك ساي و ميرنا على جملته مدة دقائق حتى توقفت ميرنا و قالت لساي : انتهت وق دت الإستراحة و مع هذا الخبر الجديد.ازدادت متطلباتنا أيضا..دعنا نذهب للشراء بسرعة.

أجاب ساي بإيجاب متقدما: أجل.
كيو: أنا أيضا آت.
نظرت له ميرنا نصف نظرة: أتذكر أن في البرنامج الذي تركته أمي كان لديك امتحان علوم للغد و هذا يعني أن تعود لغرفتك و تفتح كتبك.

أهبط رأسه بانزعاج: أردت أما تهتم بي دون دروسي لكن الأمهات متشابهات في النهاية.
ضحكت ميرنا بخفة قائلة لساي: أخيك لطيف ساي.

ساي: لكني أريد منه أن يذهب و يتفقد أمور المركز التجاري.
ميرنا: ماذا؟!

ساي: كما سمعت فأخيك لا يقوم بكل شيء على تمام وجهه لذا أرسل أخي ليطمئن.

اكتفت بالبسمة و هو اتجه لأخيه: ستذهب أم لا؟

أجاب بحركة رأسه الظاهرة رافعا بنصره بتفاؤل:اعتمد علي ساي.

( سيكون تحت نظر أخي و ممتلكا جزءا من المسؤولية..تدبير جيد)
أطلقت صوتها: لكن يجب أن تدرس حين عودتك)

......................

يد تنزل فيرفع الأخرى بتثاقل ...كان الوزن ثقيلا بوجود كل تلك الأكياس و المعلبات...

لكن هذا لم يجعل مرحه يقل أو ابتسامته و حديثه مع ميرنا عن الحدث الذي سيجمعهما كعائلة ينقطع ...
توقفت خطواته لينظر للزجاجة على يساره....




كانت المجوهرات تعكس لمعانا براقا على تلك الزجاجة الضخمة فنطق قائلا: جميل..أليس كذلك؟
أجابته و هي تضع حقيبتها فوق كتفها: أجل...
لاحظت نظراته التي بدأت ترتكز بتفحص لبعض الخواتم المعروضة فتوجهت نحوه بخبث: يبدوا أن هناك فتاة أنستك تجربتك المرة.
نظر لها مبتسما ابتسامة ناضجة: لم تنسني ، لكن حديثها معي يؤنسني و يزيح همي,
صوتها كفيل برسم البهجة على وجهي.
ضربته فوق رأسه لتسقط بعض الحاجيات لفقدانه التوازن: صدقوا حين قالوا أن العشق يصنع من الشخص شاعرا..بدأت تتحدث بلطافة غير متصورة.
وضع الأكياس على الأرض ليعيد تجميعها: هل تساعدينني؟..لا أظن أني جيد بهذه الأمور.

ميرنا تحاول استغلال الموقف لتبدأ بمساعدته من جديد ليجد طريقه الخاص لحياته: لابأس ,لقد انتهينا تقريبا من الحتياجات الرئيسية.
دخل للمحل و عيني ميرنا ارتكزت على لمعان الذهب الأصفر و الأبيض الذي يحيط بهما...
كان الوضع محيرا لكنها أشارت بعد حيرة لخاتم فظي هناك قد لفت انتباهها: أرى هذا جيد لك..أنظر.

نظر لختيارها: ذوق سليم.

رفعت رأسها نحوه: أتمنى أن يكون اختيارك لفتاتك يكون سليما،هذا أكثر أهمية .

وضع الحاجيات على الأرض ليشير للبائع أن يخرج الخاتم: اخترتها بوعي كامل و قلب ينبض باسمها فل تقلقي.
ميرنا: أتمنى أن يكون هذا صحيحا.
جال ساي بنظره مجاريا ميرنا لتقول: هل هذا جيد ساي؟

لكنه أشار لخاتم آخر قد طغاه لمعان ماسه الصغير محاطة بزخرفة خفيفة ناسبت بينها و بين اللون الذهبي خلفها: و هذا؟

أبدت إعجابها به فورا: بديع...قد بدأت أتفاءل بذوقك في اختيارها.

خرج من المجمع بعد أن ابتاع ما أراده و حملت ميرنا على عاتقها حمل بعض الحاجيات ,رميا ما بأيديهما في الخلف و جلسا بالأمام عائدين إلى المنزل و هناك....

تمدد ساي فوق الحشيش الناعم في تلك الحديقة مقررا أن يستنشق بعض الهواء...
جلست ميرنا بجانبه فضولا لمعرفة المزيد عن الفتاة التي اختارها ساي و كذا لتخرجه من هذا النوع من النعزال ....
كان متوترا رغم هدوءه، وصمت ميرنا بجانبه كان يزيده توترا فها أنفاسهما تمتزج و قلبهما يدق دقة واحدة..

أخذ أنفاسا عميقة قبل أن يبدأ حديثه الذي سيغير مجرى حياته:ميرنا..أود أن أقول لك شيئا.
" أسمعك"
جلس ناظرا لعينيها الأرجوانيتين و بثبات و جرأة لأول مرة: أنا أود أن أشرك حياتي فتاة تفهمني و تهتم لأمري ميرنا و قد وجدتها .
شعر بحنانها و هي تجيبه بنبرة هادئة: يبدوا أن لا جرأة لديك لتحدثها ساي..هل ترغب أن أكلمها عنك؟
لم يحرك عينيه بل أثبتها أكثر: من أقصدها هي أنت.

صمتت و أنزلت رأسها فورا بخجل و استحياء لتسمعه يتم كلماته الغريبة: لقد عرفت أنك أنسب اختيار ميرنا ,ماذا أريد أكثر من فتاة بهرني سحر أخلاقها قبل جمال وجهها و جذبني إليها روحها قبل دلالها و أنوثتها .. لقد عشت معك فترة عرفتني بقلبك الحنون و قيمك التي لم أجدها بغيرك قط...أنا أريد أن أشكل مستقبلي تحت ظل تلك القيم ميرنا...فهل تبقين بجانبي؟...هل تحققين حلمي؟
أناملها كانت تارة ترتب خصلات شعرها و تارة تتضارب ببعضها و تارة تغطي ملامحها لكنها نهضت من مكانها بهدوء مبتعدة فأوقفها صوته: ميرنا..

أدارت وجهها قليلا دون أن تباشره: أنا قربك دوما ،ولن أبتعد ما دام ذلك يزعجك.. لكن ما تقصده.. لا أستطيع..أنا و أنت من عالمين مختلفين.
جواب لم يتصور سماعه فنهض مقتربا منها: هذا ليس مشكلة، فإن كنت تقصدين اختلف الطبقات فأمك و أبي بنفس الحال أيضا.
أشاحت بوجهها كي لا تقع عينيها عليه: أ تقارن والدينا اللذان عاشا عمرا و فهما الحياة و حقيقتها بنا نحن اللذين نفكر بأنفسنا و راحتنا فقط؟
ساي و قد انكبت صدره لقرارها: لماذا ترفضين؟!هل لأجل يان..؟!
"لا تكن سخيفا بإدخال ذلك المعتوه بل لسببين ...الأول أنني لا أستطيع أن أفهم مغزى هذا منك فأنا لا أستطيع فهمك ,و الثاني أن من الصعب أن أصدق أنك صادق بهذه المشاعر التي تدعيها."
انفعل ساي لهذه الجملة التي دخلت في أسماعه: لماذا؟! لماذا يجب أن أكذب عليك في أمر كهذا؟!
ضغطت ميرنا على ذراعها الأيسر بكف يدها الأيمن قليلا: ربما للتسلية ، فأنت تحب أن تتسلى كثيرا .
ساي: مستحيل ميرنا!
ابتعدت عنه خطوة لتهرب من الضعف الذي اجتاحها: لا أتصور أني سأصدقك بعد أن رأيت تسلطك على الكذب على فيونيكا..و تطورت لتتسلى بمشاعر الفتيات ..أنا لا أستطيع أن أقبل بنفسي ساذجة ... و إن افترضنا صدقك فأنا لا أتصور أني سأكون خير من تجد لحياتك..لا أجد نفسي فتاة ستسعدك.
كادت تسيل دموعه لكن كبرياءه استطاع منعها أمام ميرنا و حين لاحظت ميرنا ذلك ابتعدت عنه لألا تؤذيه أكثر...
تحطمت آماله و انهدت ركن سعادته بلحظة و د لو تفتح الأرض فمها لتدخله و تسحبه لقاعها....
خرجت ميرنا من منزل ساي شيوكي بعد فترة بسيطة قائلة له أنها ستتم الترتيبات في اليوم التالي..

...................

ابتسمت ميرنا بحزن و باتت تنظر لما بجانبها متشتتة الأفكار و كأنها هي تبحث عن سبب إجابتها القاسية على قلب ذلك الشاب...لكنها لا ترى في نفسها الأهلية لتكون زوجة تهتم بأموره و تقوم مقام مسئولة حياته و ربة منزله...و كذا فهي لا تفهم مشاعرها كحب تستطيع أن تبادله به...
لكنها استمتعت من أعماقها بالجلوس معه و رسم ابتسامته و التخفيف عنه حين صعوب بة أموره...

الآن بهذا الجواب, هي متيقنة أن لن يعود شيء كما كان...

مددت يديها بتعب لتترك لجسدها مجال الإمتداد على السرير لأخذ قيلولة بعد ذلك الانهاك الذي اعتراها و لتتجاهل ما حدث بينها و بين ساي.....
لكن عوضا عن النسيان تذكرت كل الكلمات الغريبة التي سمعتها منه....
" ملك لا تنجب غير ملاك...نوعا ما، أشعر بالدفء حين تمسكين يدي...أنت سحر قلبي... لا أستطيع البعد عنك ميرنا..."
لمت غطاءها عليها قائلة بصوت مرتفع: لا أصدق أنه يتناقل هذه الكلمات لكل فتاة يراها بكل سهولة..يا له من شخص..

.......................

جلس على أرض غرفته غير مكترثا لوضعيته الغريبة التي لا تتناسب مع مكانه الراقي...أخذ جهاز تحكم التلفاز و قام بتشغيله..بدل القنوات لكن لا شيء منها يلهيه عن كلمات ميرنا...كــره كوننه غنيا و كره وجهه ظاهر الكبرياء و الوسامة و كــره حياته التي لم يستطع أن يخرج من أسوارها لحياة لم يكن يتخيلها من قبل..

عض شفته ضاربا بالأرض: لا أستطيع قبول هذا...
هدأ قائلا:لكن هي لا تريدني...

أرخى يده أو باألحرى تركها ممدودة حيث يظهر عدم اهتمامه بها كعضو منه لتتوضح التجعدات على قميصه لرتخاء كتفيه أيضا:..سأبتعد..


.......عودة مادونا ......

فتحت ذراعيها لتحتضن ابنتها بشغف و حيوية على عكس ما مضى في هذه الأعوام.....
أغمضت ميرنا عينيها بفرح لوصول هذا اليوم الذي كانت تحلم به : اشتقت لك أمي.

ابتعدت مادونا عن ابنتها لتجول بعينيها نحو الجميع: و أنا أيضا اشتقت لكم جميعا.
ساي: أهلا بعودتك و حمدا لله على السلامة أمي.

أجابته بعينيها اللتان بدت أكثر حنانا للحظة: شكراا لك بني.
هاجي: دعونا نذهب الآن فالطريق مزدحم اليوم.

لم يكن تجاهل ساي و ميرنا لوجود بعضهما أمر غير ملحوظ فالجميع التفت و رأى الأمرشاذ، لكن لا جرأة لهم بالحديث و كل ماحصل قلق اجتاحهم و بالخصوص مادونا و هاجي ...
كانت مفاجأة لطيفة في حديقة منزل السيد شيوكي بحفل ضم الخدم و العائلة الصغيرة ...
كان تبريكا لشفاء مادونا و لقران غير منتظر مع السيد شيوكي...
مضى الوقت و ساي يبتعد عن ميرنا و هي تحاول أن تتجاهل النظر له أو الضحك و التصرف بحرية معه...
اقتربت مادونا من أذن السيد شيوكي: ميزوكي ,يبدوا أن هناك خطب ما بهما.
أجابها بهدوء و هو يشرب كـأس عصير:لاتقلقي , سأتدبر الأمر.


........ مكتب ساي........

دخل هاجي واضعا ثلاث ملفات فوق طاولة مديره: وقع هذه الملفات.
فتح ساي الملفات بهدوء و بدأ بتفحصها كي يوقعها فاستغل هاجي الفرصة ليفهم اللغز من تصرفاته الغريبة: ساي ,ما بك؟...أنت لست على ما يرام و ميرنا أيضا.
" لا تكترث, فهو ليس مهما"
" ألم تقل لي أنني كأخ لك فما هذا الكتمان؟!"
" حين أقول لا شيء فهو لاشيء..لا تصر"
" لحظة ,هل أفصحت لها عن مشاعرك؟"
شد بيده قليلا فوق ورقة الملف دون إجابة و لكن هذا ما قرب الإجابة بذهنه: و هي عارضت..يا للغباء.
رفع بؤبؤتيه بجفاف: ليس غباء..لقد قالت رأيها و هذا ما أردت معرفته.
هاجي: أنا أخيها و لم أقتنع.

( إن مشاعرها واضحة)

ساي: أترك عنك هذا و عد لعملك.

بدأ يركز عينيه السوداوتين نحو ساي: ساي..أنا آسف..لو لم أشجعكـ...

قاطعه ساي فورا: ليس ذنبك..هو ذنبي لكوني فتى مستهتر.

هاجي بفضول: مستهتر!

ساي بدأ بالعودة لعمله : قلت لي أن هناك موانع أمامي...ما هي؟
هاجي بابتسامة: أنظر لنفسك..لا تستطيع التجاهل...ذلك لأن...


.....وقت العشاء.....


فزع ساي ناهضا من طاولة طعامه: لا،أبي..ليس ثانية.

السيد شيوكي غير مكترث لردة فعله: هل هناك فتاة في الموضوع لتمانع؟

ساي: ليس الموضوع هكذا أبيـ...

السيد شيوكي: إذا هذا لن يكون سيئا فلك حرية اختيار الفتاة.
عاد ليجلس باعتراض و استنكار: ما الفائدة و أنت ستجبرني على الزواج لمصلحة العائلة في النهاية...أنا ضحيتك.

مادونا بحيرة: أنا لا أعلم ما أقول.
كيو: ألا تقسوا عليه أبي؟
السيد شيوكي واضعا ملعقته:حسنا، هناك أسبوع فرصة حتى وقت الإحتفال فإن لم أجد داعيا لتغيير رأيي فيجب أن تختار لك فتاة من النبلاء تلك الليلة.

....................

دخل هاجي منزلهم و توجه للأعلى بسرعة و غضب ليدخل غرفة أخته دون أية إشعارات: ميرنا...
كانت ميرنا جالسة تدرس لكن عينيها ارتفعت نحو أخيها المنفعل : هاجي!
أطلق صرخته نحوها: انهضي.
ميرنا: ماذا هناك؟!
ازدادت حدته: قلت انهضي.
نهضت لتتفاجأ بصفعة أخيها: أكره أمثالك .
مدت يديها نحو أخيها الغريب لتهدأ من غضبه لكنه دفعها بعيدا:كيف تجرئين ميرنا؟...حطمته برفضك دون تفكير حتى.
ميرنا: تقصد ساي!!

كان هاجي يفكر بساي الذي اعتبره أخيه الأصغر...كان يفكر بالأمل الذي اختفى من عينيه بعدما كان بارزا..كان يفكر بتأوه ساي الذي لم يسمعه من قبل...ليس لأنه لا يرغب بالسماع إدنما لأن الوحيد الذي أخذ و استولى على كبرياءه هو ميرنا لا غير...فساي كان قد أسقط تلك الحدود مع من احتواها في جنانه...

هذا هو ما يشد هاجي للاشتعال غضبا : أتعلمين كم طردني من غرفته ليبقى وحيدا؟ ...أو أنه كم كان صامتا يجمع حزنه مكبوت في داخله؟ ...هذا لم يكن حقه.
انفعلت ميرنا لتصرخ: لكنه يكذب...ما إن يرى فتاة تبتسم حتى يحاول أن يضحك عليها.

بدأ يصب غضبه عليها حتى اختفت من عينيه شعوره الأخوي تجاهها: أهذا ما قلته له كسبب عذر؟! ...كم هو أبله ليقع بحبك ، كنت أظنك فتاة لطيفة متفهمة لكن على العكس أنت فتاة لم تنضج بعد و حبست نفسها بين أفكار طفولية.
رمت ميرنا نفسها جالسة على الأرض: أنت لم تره حين كان يخدع الفتيات في مدينة الأعاب... و بحجة أن يثبت لي أنه وسيم و يستطيع جذب الفتيات..كان يخدعهم بسهولة دون أن يكترث لمشاعرهم...
ضحك هاجي فجأة: أوه...أنت تشعرين بالغيرة.
ميرنا بغضب: ليس هذا...
هاجي يعود لجديته : لا أهتم لكنك تسرعت...إنه مقرر أن يسافر لإكمال دراسته خارجا..أتعرفين لماذا؟..
بلعت ريقها بحزن و هي تسمعه: لألا يراك يوميا أمامه...



قراءة ممتعة،،،،،


س: هل تصورتم رفض ميرنا؟ما رأيكم عنه؟
س: هل ماذكرته هو سبب رفضها حقا؟
س: هل سيتدخل هيجي ثانية؟
س: ما رأيكم بما قال السيد شيوكي من قرار لإبنه؟
س: أجمل مقطع؟
س: آرائكم..


[ZE]
[/COLOR][/COLOR]



.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR]
[/FONT]

[/COLOR][/CENTER]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 06-12-2016 الساعة 11:06 AM
رد مع اقتباس
  #103  
قديم 06-12-2016, 02:07 PM
 
حجز
__________________
لا استطيع إيقاف هذا المرض فقط توغل
انه يأخذ القياده ويقودني إلى اللا مكان
احتاج لمساعدتك فأنا لا استطيع محاربه هذا للأبد
أعلم انك تراقب أستطيع الإحساس بك هناك

url=http://up.arabseyes.com/][/url] العاب

التعديل الأخير تم بواسطة الاميره باربي ; 06-12-2016 الساعة 02:36 PM
رد مع اقتباس
  #104  
قديم 06-12-2016, 02:56 PM
 
لماذاااااااااااااااااااا
لماذا فعلتي هذا ساقضي عليكي ميرنا
كيف تجرؤين علي تحطيم ساي هكذا
وانت ايضا هاجي لما لا تتمالك اعصابك
ربما تزيد الوضع سوءا
تبا لك ساي كان عليك عدم الاقترب من الفتيات الي هذه الدرجه
خصوصا هذه الاخيره لقد جرحت مشاعر ميرنا كثيرا
الان لديك عمل وهو ان تبرهن لها علي حب لها بصدق
كم انت غبيه ميرنا اما مادونا فالحمد لله انها عادت سالمه
ان كانت ماتت كنت قتلتك ورائها
الاسئله
1-هل تصورتم رفض ميرن وما رايكم عنه
لقد زاد الروايه تشويقا و الاخداث التهابا ولاكنه جارح للمشاعر جدا ايضا
2-هل ما ذكرته هو سبب رفضها حقا
انت اعلم
3- هل سيتدخل هاجي ثانيه
بالتاكيد
4- ما رايكم بما قاله السيد شيوكي كقرار لابنه
ربما يساهم في اعادتهما لبعضهما
كم انت ماكره
5- احمل مقطع
عندما كانا يتسوقان
6-اراكم
البارت مذهل ومدهش
__________________
لا استطيع إيقاف هذا المرض فقط توغل
انه يأخذ القياده ويقودني إلى اللا مكان
احتاج لمساعدتك فأنا لا استطيع محاربه هذا للأبد
أعلم انك تراقب أستطيع الإحساس بك هناك

url=http://up.arabseyes.com/][/url] العاب
رد مع اقتباس
  #105  
قديم 06-12-2016, 03:00 PM
 
احم احم...الحمد لله على سلامتي بعد مادونا...هههه

شكرا لردك
صَاعِقَةٌ likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إجرامي بطبعك !! : أنا لَديْ أنتْ..مَشهد الجانب الآخر من الشبكةْ ،لولاك لِما رأيتُها | Haikyuu!! نِيلُوﭬـر - تقـارير الأنيميّ 19 03-03-2015 04:23 PM
شقق للبيع في اسطنبول,البحر,مطلة,الجانب الأوربي,الجانب.عقارات,الأسيوي,اسعار,سكنية,مجمع waleed855 إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 01-15-2014 05:36 PM
ناسا/ تصوِّر الجانب الآخر من الشمس لأول مرة سارة محمد منصور علوم و طبيعة 9 11-25-2013 07:05 AM
الجانب المضىء tahia ali أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 06-10-2011 02:14 AM
الخانة الرابعة من التنبيهات !!! احمد اطيوبه حوارات و نقاشات جاده 19 01-04-2011 07:58 PM


الساعة الآن 05:32 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011