عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 06-16-2016, 10:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
..( 10)..
بعد سقوطها كان القبعة الموضوعة على رأس روز قد سقط .. بالإضافة إلى النظارة .. والكمامة كانت قد سقطت من جهة .. والحبل الآخر معلق على اذنها الأيسر فقط ..
وحينها ظهر وجهها الذي كان متورماً وقد امتلأ بالعديد من آثار الجروح الحديثة ..
لم أكن الوحيدة المتفاجئة قحتى ياماتو الذي لحق بنا قال بصدمة : روز مالذي أصابك ؟؟ لم كل هذه الجروح التي على وجهك ؟؟
وقفت روز بسرعة وعقب أعادت الكمامة على وجهها .. وارتدت القبعة والنظارة من جديد ..
وقالت بغضب : تبا لك أيها المومياء ، إبتعد عني حالا ..
ركضت بعدها مسرعة إلى الصف ..
قال ياماتو وهو يخاطبني : جوليا مالذي أصاب روز ؟؟ هل حصل لها أي مكروه ؟؟
قلت بهدوء : لا أعلم حقاً ..
ساعدني ياماتو على النهوض وقال : تعالي لنتحدث معها ، يبدو أن مكروها قد أصابها ، يجب أن نعلم بحقيقة ما حصل معها ..

أردت منعه من ذلك لأني أعرف مسببيها لكني لو فعلت ذلك فسيدرك ياماتو أني أخفي شيئاً ..
دخلنا إلى الصف .. وكانت جالسة على مقعدها .. وقفت أنا وياماتو أمامها ..
قال لها : روز أخبريني ماذا حصل لك ؟؟
رفعت روز رأسها إليه لكنها لم تقل كلمة واحدة ..
عاد ياماتو ليقول بغضب : روز تحدثي بسرعة ، قد نساعدك إذا ما كنت في مشكلة ..
أجابت روز أخيرا : لا أريد مساعدتكما إطلاقا ، أغربا عن وجهي ..
نظرت أنا وياماتو إلى بعضنا البعض .. كلانا يعلم أن روز عنيدة ، ولن تفصح عما في داخلها بسهولة ..
قال ياماتو بإصرار : روز نحن أصدقاء ، وسنساعدك في محنتك ، لذلك أخبرينا بمشكلتك .
على الرغم من أنني لا أرى ملامحها بسبب الكمامة والنظارة ، إلا أنني على يقين انها في داخلها الآن تسخر من ياماتو على ما قاله ..
بينما أردف ياماتو : حتى لو لم تعتبريني صديقا لك ، فعلى الأقل تستطيعين التحدث مع جوليا ..
قالت روز أخيرا بعد صمت : نعم صديقتين ، لكني لست مجبرة على البوح لها بكل شيء ففي النهاية أنتما لا تستطيعان مساعدتي ..
ياماتو : لا تقولي هكذا ، تخيلي لو أن جوليا تخفي عنك شيئا ، ولا تريد أن تُفصح لأحد حتى لك ِ ، ألن يجرحك هذا ؟؟
- ومن قال أنها لا تخفي شيئا !! إنها تخفي الكثير ..
التمست السخرية من نبرتها ، أما ياماتو فقد نظر إلي باستغراب ، وقبل أن يقول كلمة أسرعت أنا بقولي : ياماتو لندعها الآن ، والنحاول فيما بعد ..
وافقني ياماتو على اقتراحي ، وعدنا إلى أماكننا .
- كما تجري العادة ، تحشرين أنفك في أمور الآخرين بينما تفضلين إخفاء أسرارك >> قالتها روز ساخرة ..


قلت بهدوء وأنا أخرج الكتاب الذي سنأخذه في الحصة الأولى : لست مجبرة على التحدث معي ، لكن إذا أردت ذلك فكلي آذان صاغية ..

صمتنا جميعا .. وما هي إلا لحظات حتى بدأت الحصة الأولى ..
دخل معلم الرياضيات للصف .. وبدأ بشرح الدرس .. وحتى يتأكد من فهمنا كتب سؤالا على السبورة ..
وقال لنا : من منكم سيحل هذه المعادلة ؟؟
لم يرفع أحدهم يده .. نظرت إلى المعادلة المكتوبة على السبورة .. أممم إنها تبدو معقدة قليلا .. لكني أستطيع حلها ..
قال المعلم غاضبا : مابالكم جميعا ؟؟ إنها معادلة سهلة ، فاليقم أحدكم بحلها ، وإلا عاقبتكم جميعا ..

كان من الأنانية أن أتجنب حلها رغم أني أعرف .. كدت أن أرفع يدي .. لكني سمعت صوت آتي من خلفي يقول : معلمي أنا سأقوم بحلها ..
إلتفت إلى ورائي .. إنه سوبارو ..
تقدم سوبارو نحو السبورة .. وأمسك القلم وبدأ بحل المعادلة بكل يسر وسهولة .. ما إن انتهى حتى قال المعلم : أحسنت يا سوبارو ، هذا رائع لقد أنقذت زملاءك من العقوبة ..
ثم أردف كلامه محاورا الطلبة : يجب أن تكونوا ممتنين لسوبارو ، فلو لم يحل المسالة لما نجوتم من العقوبة ..
قال أحد التلاميذ مستهزئا : يبدو أن لديه إيجابية واحدة على الأقل ..

إنفجر الجميع ضاحكين على ماقاله .. لم أستطع تحمل ذلك .. وقبل أن أقول كلمة ..
سمعت صوت غاضب يأتي من الخلف أيضا : توقفوا عن السخرية منه ، فهو أفضل منكم جميعا ..
إبتسمت برضى على ماقاله ياماتو .. يعجبني حقا عندما يدافع عن الحق ..
بعد قليل رن الجرس معلنا عن إنتهاء الحصة.. عاد سوبارو إلى مكانه ..
كنت مترددة قليلا .. هل أتحدث معه .. أم أدعه وشأنه ..
في النهاية قررت أن أستجمع شجاعتي ..
إلتفت إلى الوراء وقلت بإبتسامة : سوبارو لا تهتم بما يقوله الناس عنك ..
نظر سوبارو إلي .. لم أستطع تحديد مشاعره .. فالضمادات التي على وجهه تجعلني عاجزة عن فهمه ..

بينما سمعت ياماتو يقول لي ساخرا : أنظروا من يتحدث ، ألست أنت كالبقية !! لا تهتمين سوى بالمظاهر الخداعة ..
قلت بسرعة : لا لست كذلك إطلاقا ..
ـ لا تحاولي الإنكار ، تصرفاتك الغريبة في تعاملك مع سوبارو خير دليل ..
تبا لقد فهم الأمر بشكل خاطئ .. أنا أشعر بالتوتر منه ليس لأني خائفة منه .. بل بسبب ما قاله لي ذلك اليوم .. إذ أنه طلب مني أن أكون حبيبته..
أردف ياماتو بعد أن رآني صامتة : ولا تنسي أنك في أول يوم له صرخت أمام الجميع وأسميته بالمومياء ، ألست قاسية مثلهم !!
لم أعد أتحمل أكثر .. قلت وتأنيب الضمير يقتلني : أنا آسفة ، أقسم أنني نادمة بعدد شعر رأسي ، لقد زل لساني في ذلك اليوم ، لذلك قلت ذلك ، لكني أشعر بالندم حقا ، ثم أنني .. أنا ...
لم أعد أستطيع أن أكمل أكثر .. بدأت وجنتاي بالإحمرار .. والكلمات تأبى الخروج .. لقد فكرت في ليلة البارحة كثيرا .. واتخذت قرارا .. لكنني لا أستطيع أن أنفذه الآن ..
أشعر أني مخنوقة .. وصوتي مبحوح .. ولساني يعجز عن الكلام .. لقد خانتني جوارحي ..
قال ياماتو : أنت ماذا ؟؟. أكملي ما كنت ستقولينه ..

أخذت نفسا عميقا جدا .. وقلت بهدوء وأنا أنظر إلى سوبارو : أنا موافقة على ما طلبته ..
حاولت قراءة ردة فعله لكنني فشلت كالعادة ..
بينما قال ياماتو : موافقة على ماذا ؟؟ عن ماذا تتحدثين ..
لم أهتم بسؤاله .. أنا أنتظر الآن ما سيقوله سوبارو .. لكن صمته قد طال .. و ياماتو الحائر بيننا ينظر إلينا ببلاهة ..


***

~ روز ~

لاحظت أن جوليا تتحدث مع سوبارو وياماتو ..
إلتفت قائلة : عن ماذا تتحدثون ؟؟ ثم ألم أمنعك يا جوليا من التحدث مع المحاق الثرثار ؟؟
لاحظت أن جوليا تحدق بسوبارو والآخر كان يحدق في وجهها كذلك . و ياماتو يبدو كالطرش بينهما ..
قلت بإبستغراب لياماتو : مالذي يحصل ؟؟
هز ياماتو كتفاه لأعلى دلالة عدم معرفته .. أمسكت جوليا وقلت وأنا أهزها بعنف : هي أنت أيتها الحمقاء ، ماذا يحصل بينك وبين هذا المومياء ..
صرخ ياماتو في وجهي : روز كم مرة قلت لك ألا تكوني فظة مع سوبارو ..
قلت بتغابي : وهل أخبرتني بذلك قبلا ؟؟ نحن لا نتحدث كثيرا في الأصل ، إذاً هذه هي المرة الأولى ..
ـ لا يهم ، المرة الأولى أو المرة الأخيرة المهم أن تتوقفي عن ذلك ..
ـ ومن أنت حتى تأمرني ..
ـ أنا ياماتو أم أنني لا أعجبك ..
قلت بإشمئزاز : أرجوك اصمت فكثرة الجدال معك يجلب الغثيان ..

ثم التفت لجوليا وأنا أتجاهل هذين الأحمقين : جوليا ألا تظنين أن معلم الكيمياء قد تأخر ؟؟ يبدو أنه غائب ..
قالت جوليا بإبتسامة : في الواقع إن المعلم قد أصيب بحادث .........
قاطعتها بسعادة : حقا !! واو هذا رائع لن ندرس الكيمياء مجددا ..
سمعت ياماتو يقول : لا تفرحي كثيرا ، فقد عينوا معلمة بديلة ..
نظرت إليه ببرود وأنا أقول : ومن تحدث معك ؟؟ متطفل ..
سمعت سوبارو يتمتم : فتاة مغرورة ..


ضحكت في داخلي .. أحب أن يغضب الشبان كثيرا .. أدت ظهري نحوهم .. وكذلك جوليا فعلت المثل ..
ماهي إلا ثواني حتى دخلت معلمة جميلة رائعة فاتنة .. أعجز عن وصف جمالها ..

لكنها تبدو مألوفة كثيرا .. أشعر كما لو أنني رأيتها قبلا .. لا .. أنا لم أقابلها .. لكني أشعر أني قابلت شخصا يشبهها .. شعرت أن رأسي سينفجر من كثرة التفكير .. لذلك قررت عدم التفكير أكثر ..

بدأت المعلمة بشرح الدرس .. وأنا لم أستسيغها .. تتمايل بدلال أمامنا .. وتعبث بخصلات شعرها أثناء الشرح .. تبا إنها متصنعة ..
وضعت رأسي على الطاولة .. فأنا لا أتحمل رؤيتها أكثر .. لن أستطيع كبح نفسي أكذا إذا استمريت بالنظر إليها ..
بعد دقائق بدأت جوليا بهزي وهي تهمس : روز إرفعي رأسك ، لقد لاحظتك المعلمة راي ..
لم أبالي .. بعد ثواني سمعت خطوات كعبها العالي يقترب مني .. جيد سأحدث مشكلة إذا ما حاولت خصامي ..
أحسست بيد ناعمة توضع على كتفي .. وهمس قريب من أذني : أيتها الطالبة الغريبة ، نحن في وسط الحصة فالتستيقظي ..
سرت قشعريرة في أنحاء جسدي عندما قامت بالهمس في أذني .. فما كان مني إلا أن نهضت بقوة وأنا أدفعها بعيدا عني .. بدأت أرتعش في مكاني .. أكره أن يقترب مني أحد إلا هذا الحد .. بدأت يداي بالإرتجاف .. وأسناني تتصاكك في بعضها ..
بدأت ذكريات الماضي تعود .. تذكرت تلك الهمسات التي كانت كحفيف الأفعى .. تلاشى الجميع من أمامي .. ولم أعد أرى سوى تلك الحادثة تتكرر أمامي .. وضعت يدي فوق رأسي محاولة أن أنسى .. لكن أصوات صرخاتي وآهاتي .. وأصوات ضحكاته الخبيثة تأبى الرحيل ..
صرخت بغضب : إبتعد، إبتعد عني حالا ..
لم أستطع الإحتمال أكثر .. بدأت أصرخ بشكل هستيري .. حتى أظلمت الدنيا في عيناي .. ولم أعد أرى شيئا ..


***


~ ياماتو ~

تعالت الأصوات بعد أن دفعت روز المعلمة بقوة .. إصطدمت المعلمة بالطاولة المجاورة وسقطت على الأرض .. تجمع الجميع حولها .. لكني أنا وسوبارو وجوليا لازلنا في أماكننا .. لاحظت حركات روز الغريبة .. لاحظت رجفة جسدها .. ورعشة يديها وشفتيها .. مالذي أصابها يا ترى ..

بدأت أناديها .. لكنها لاترد علي .. كل ماتفعله هو الإرتعاش .. أمسكتها وبدأت أهزها .. لكن يبدو أنها لم تلاحظني .. بدأت بالصراخ بشكل هستيري .. وهذا أفزعني حقا .. سمعت أصوات الطلبة وهو يشتمون روز بسبب ما فعلته بالمعلمة ..
كانت جوليا قلقة عليها كذلك .. وما هي إلا لحظات حتى سقطت بين يدي وأغشي عليها ..

ارتعبت من رؤيتها بهذا الشكل .. بدأت أصفعها على خدها علّها تستيقظ .. لكن لا أمل ..
سمعت جوليا تقول لي : ياماتو فلنأخذها إلى الممرضة ..
رفعتها بين يدي .. وخرجت أنا وجوليا متوجهين إلى العيادة .. فتحت جوليا الباب .. ودخلت باحثا عن الممرضة .. لكنها لم تكن موجودة ..
وضعتها على أحد الأسرة الموجودة .. وقلت لجوليا: جوليا فالتبقي مع روز قليلا ، وأنا سأذهب للبحث عن الممرضة في الخارج .
خرجت من العيادة وركضت في الممر باحثا عنها .. دخلت إلى غرفة المعلمين من دون طرقها .. ما إن رأيت الممرضة حتى تنهدت بإرتياح وأنا أتوجه إليها قائلا : أيتها الممرضة تعالي معي ، هناك طالبة فاقدة للوعي ..
توجهنا أنا والممرضة إلى الغرفة .. نزعت الممرضة النظارة من على عينيها .. والكمامة من على وجهها وبعدها ظهر على وجهها علامات الصدمة ..
قالت الممرضة وهي توجه سؤالها إلينا : مالذي حدث لهذه الطالبة ؟؟ هل تشاجرت أم ماذا ؟؟
قالت جوليا : لا نعلم فهي لم تخبرنا بالأمر ..
رفعت الممرضة أكمام قميص روز .. فقد كان الزي الرسمي بأكمام طويلة .. ما إن رأينا يدها حتى شهقنا جميعا في آن واحد .. هناك رضوض كثيرة على يدها .. بالإضافة إلى الجروح والدماء المتخثرة..

قالت الممرضة بغضب : أخرجا قليلا ..
كنت سأرفض .. لكنها منعتنا من النقاش وأخرجتنا رغما عنا ..
بقينا ننتظر خلف باب العيادة .. والقلق قد اعترانا بالكامل ..
نظرت إلى جوليا وقلت : هل حقا لا تعلمين ما سبب تلك الكدمات التي على جسدها ؟؟
لتجيبني بهدوء : وهل تظن أنني إذا علمت سأبقى صامتة ؟؟
بعد دقائق خرجت الممرضة والغضب يبدو على محياها .. ركضنا أنا وجوليا نحوها لنطمئن على حالها ..
قالت الممرضة بغضب : هناك جروح ورضوض في أنحاء جسدها ، وليس فقط في وجهها ويدها ، وإنما في كل مكان ،يبدو أنها تعرضت للضرب في الأمس ، وهناك علامات حروق موجودة في ظهرها ..
قلت أنا وجوليا في آن واحد : حروق !! هل أنت جادة ؟؟
ـ وهل تظنونني أمزح معكم ؟؟ يبدو أن هذه الطالبة تعاني من بعض المشاكل ، أخبراني بإسمها كاملا وصفها ، حتى أخبر المدير بهذا الموضوع ..
أخبرتها جوليا بإسمها وصفها .. بعدها سألناها عن حالها .. فأخبرتنا أنها بخير .. وهي الآن نائمة على السرير .. ورفضت منا أن ندخل إليها حتى لا نزعجها ..
عدنا إلى الصف .. لنجد أن المعلمة راي تنظر إلينا بهدوء ..
قلت لها : أنا أعتذر عن ما فعلت روز ..
حدقت المعلمة بوجهي لثوان : هل أنت ياماتو كودو ؟؟
اجبتها بتتساؤل : نعم لماذا تسألين ؟؟
إبتسمت إبتسامة غريبة وهي تقول : لا بأس فالتعودا إلى مكانيكما ، سنتابع الحصة ..
استغربت كثيرا من إبتسامتها .. لكني لم أظل التفكير .. عدنا أنا وجوليا إلى مكاننا .. وأكملت المعلمة الشرح ..
بعد إنتهاء الحصة .. إجتمع مجموعة من طلاب الصف حول جوليا ..
قال أحدهم : تبا لك أنت وصديقتك تلك ، بعدما فعلته تتظاهر بالإغماء حتى تهرب من العقاب ..
ردت جوليا بضعف كعادتها : أنا آسفة حقا آسفة ، أعتذر لكم عوضا عنها..
صرخ أحد الفتيان بقسوة : وبماذا سيفيدنا الأسف ؟؟ ماذا لو حصل شيء ما للمعلمة راي ؟؟ لن أسامحك أنت وروز إذا كررتما فعلتكما ..
قالت فتاة : أنت وروز تشعران بالغيرة لأنها أجمل منكم بكثير ، لذلك فعلتم ذلك ..
قال آخر : حتى أنكم خدعتم ياماتو بمسرحيتكم السخيفة تلك ، لن تنجيا من فعلتكما هذه ..

لقد طفح الكيل .. ضربت الطاولة بقبضتي .. ووقفت قائلا بغضب : لماذا تصرخون على جوليا ؟؟ هي ليس لها شأن في الأمر ، ثم ما شأنكم بالموضوع ؟؟ الآنسة راي لم تقل شيئا لماذا تتدخلون أنتم إذا ؟؟
بدأ الطلاب بتشتيت أنظارهم ..بالطبع هم يخشون من مواجهتي .. لأني وبكل بساطة وريث شركة كبيرة ومعروفة .. على الرغم من أني أكره ذلك بشدة ..
قلت لهم بذات النبرة الغاضبة : إسمعوني جيدا ، إذا كان لديكم أي تعليق فأنا سأسمعه ، سأتحمل مسؤولية ما حصل ..
كانوا وما ظلوا صامتين .. ولا أحد منهم يجرؤ على التحدث .. قلت لجوليا : جوليا إذا ما قام أحد بإزعاجك فأخبريني ..
ثم أردفت مخاطبا الطلاب : إبتعدوا عن جوليا حالا ، فمعلم الأحياء قادم ..

في موعد إستراحة الغداء .. أعطتني جوليا علبة غدائي كالعادة .. لكن شهيتي مغلقة .. لذلك لم أستطع أن أتناول سوى لقمة واحدة ..
نظرت إلى جوليا التي لم تكن أفضل حالا مني .. فعلى الرغم من أنها ممسكة بعيدان الطعام إلا أن ذهنها كان في مكان آخر تماما .. نظرت إلى سوبارو الذي كان يجلس بجانبي .. لازال يقرأ الكتاب كما العادة ..
قلت : سوبارو بعد خروجي أنا وجوليا من الصف هل قالت المعلمة شيئا ؟؟
نظر سوبارو إلي قائلا : عندما سقطت المعلمة وقاموا بالتحلق حولها ، كانت تنظر إليك عندما كنت تمسك بروز ، وعندما خرجت حاملا روز ظهرت ملامح الغضب على وجهها ، لكن سرعان ما تلاشت تلك الملامح عندما بدأ التلاميذ بالتحدث معها ، اصطنعت الطيبة أمامهم ، أشعر أنها تخفي شيئا ..
وأنا أشعر بذلك أيضا .. قلت بإبتسامة : شكرا لك ، لكن ماذا كان دورك عندما حدث كل ذلك ؟؟
هز أكتافه بلا مبالاة : لم أفعل شيئا ولم أتحرك إنشا من مكاني ..

إبتسمت له .. إنه شخص بارد حقا .. فجأة تذكرت ما قالته الممرضة لنا .. لماذا كانت روز مصابة ؟؟ من قام بذلك يا ترى ؟؟ ولماذا لا تريد أن تخبرنا ؟؟
يجب أن أجد الجواب ..
وقفت قائلا لجوليا : جوليا ما رأيك أن تأتي معي لزيارة روز ..
قالت جوليا بفرح : حقا ! هل نستطيع ذلك ..
ـ لن نخبر الممرضة بذلك ، فهي ستمنعنا ، لكننا سندخل خلسة ..
ـ لكن ماذا نفعل إذا كانت الممرضة في العيادة ؟؟
صمت لأفكر .. قاطع تفكيري صوت سوبارو وهو يقول : أنا سأساعدكما ..
قلت متفاجئا : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟
ـ نعم ، ثم أنني أنهيت الكتاب للتو ، ولم أجلب معي كتابا آخر ، لذلك سأشارككم ، أنا سأقوم بإلهائها بطريقتي ، وأنتما حاولا أن تدخلا بسرعة ، لكن الأمر لن يطول كثيرا ، سأفعل ذلك في خمس دقائق فقط ..
قالت جوليا بإحباط : خمس دقائق !! قليل جدا ..
قلت لها : لا يهم المهم أن نطمئن عليها ، قليل خير من لا شيء ..
وقف ثلاثتنا معا .. وخرجنا من الصف .. وأثناء طريقنا وقفت فتاة أمامي في الردهة .. ويبدو أنها ترغب في قول شيء ما لي ..
قالت الفتاة بتوتر : امم ياماتو هل أنت مشغول الآن ، أريد أن أتحدث معك ..
قلت بسرعة وأنا أتخطاها : آسف لنؤجل الأمر فيما بعد ، أنا الآن مشغول ..
أكملنا طريقنا حتى وصلنا إلى غرفة العيادة .. قال سوباارو: إختبئا الآن ، وعندما آخذها بعيدا تسللا من خلفها بسرعة ..
ـ حسنا >> قلناها أنا وجوليا في آن واحد ..

طرق سوبارو الباب .. وفتحت الممرضة له .. ما إن رأته حتى تفاجأت لثواني .. بعدها قالت بإبتسامة : مـ.ــ. مرحبا هل تشعر بشيء ما ؟؟
قال سوبارو : تعالي معي قليلا أرجوك ..
ـ آسفة لكني منشغلة قليلا الآن ..
ـ لن يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق ، أرجوك ..
ـ آه حسنا ..
خرجت الممرضة من العيادة برفقة سوبارو .. وأنا وجوليا أسرعنا للدخول.. بعد أن تسللنا زفرنا بإرتياح.. رأيت الأسرة خالية .. ويوجد سرير واحد فقط كان مغطى بستارة بيضاء .. علمت مباشرة أنه السرير الذي ترقد فيه روز ..
أسرعت أنا وجوليا ما إن فتحنا الستارة حتى وجدناها نائمة بالفعل ..
قالت جوليا بنبرة حزينة وهي تمسح بيدها جراح صديقتها : كم هذا قاسي حقا ، من الواضح أنها تلقت ضربا مبرحاً ..
قلت بإحباط : إذا كنت أنت صديقتها المقربة لا تعلمين بالأمر ، فمن سيعلم ؟؟
..
قالت جوليا : أنظر إليها ، يبدو أنها مستمتعة بالنوم ..
علمت أنها تتهرب من الموضوع .. لقد فعلت الأمر ذاته من قبل ..
قلت بهدوء : جوليا أجيبيني بصراحة ، هل حقاً لا تعلمين ما حصل لها ولو القليل ؟؟
ـ ماذا تعني ؟؟
ـ أشعر أنك تخفين شيئاً ما يخص روز صحيح ؟؟
رفعت جوليا معصمها لتنظر إلى الساعة الموجودة وقالت : لقد مر خمس دقائق بالفعل ، لنخرج قبل أن تدخل الممرضة إلى هنا ..
ها هي ذا تتهرب من جديد .. إنها تغضبني حقا .. أمسكت معصمها وضغطت عليه قائلا : جوليا عندما أتحدث عن موضوع لا تحاولي الهرب منه ..
كنت أنظر إلى ملامحها الباردة .. ألا تشعر بالألم ؟؟ زدت من ضغطي لمعصمها .. لكن ملامحها جامدة تماما .. هذه ليست جوليا التي أعرفها .. دفعتها بخفة وأنا أقول : جوليا مالذي أصابك ؟؟ ماهذه النظرات الباردة التي على وجهك ؟؟
أغمضت عينيها لثواني .. بعدها فتحتها وقالت مبتسمة : هيا لنخرج الآن ..

تخطتني جوليا وتوجهت إلى الباب .. وأنا لازلت متصنما في مكاني .. لحظة !! هل ما يدور في داخلي صحيح ؟؟
هل جوليا مصابة بإنفصال في الشخصية !!؟؟


^ـ^ نهاية الفصل ^ـ^[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 06-18-2016, 01:57 PM
 
Smile

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رمضاان كريم علينا وعليكم ،،،
كيف حالك ؟ اتمنى ان تكوني بخير
شكرا لك من اعماق قلبي على دعوتي
واعتذر لك اشد الاعتذار لانني لم استطع الرد مسبقا
اكرر الاعتذاار ( اظن انني اندمجت مع شخصية جوليا )
وااااااو روايتك غاااية في الروعة
اعجبتني المقتطفااات التي وضعتها في البداااية ( لقطة جميلة منك )
روايتك تحتوي على الغموووض وهذا جااانب يعجبني كثيرا
اممم بالنسبة للشخصياات
رووز :
اعجبتني شخصيتها بحق ،، تكره الفتيااان ،، فعلا انا مثلها ،، قليلا
فاجأتني عندما اعترفت بضعفها
و احسست بالغضب و الحزن عليها عندما ضربتها والدتها ،، فعلا هذا قاسي للغاية
عنيدة وهذه الخصلو والسمة تعجبني .،،
اممم ماذا ساضيف ،امم لا ادري انتظر البارت القادم لاكتشف شخصيتها اكثر
جوليا:
فعلا اغضبتني لم يجب عليها ان الاعتذار حتى ولو لم تكن هي المخطأة ،، ،، وهذا يجعلني متلهفة لمعرفة ما حصل معها في العامين الماضيين ،،، اممم مع ذلك فاااجأتني " وبكل معنى الكلمة " عندما انقضت على ياماتو محاولة خنقه،،
ياماتو :
اممم شخصيته في بعض الاوقات تشعرني بالغضب ،،لم هو متعجرف و متبجح ،، ولم يستمر باغضاب جوليا و رووز
ايضا يحشر انفه فيما لا يعنيه ، ايجب فعلا ان يعرف سر روووز ؟
على كل هو في النهاية احد ابطاال القصة
ساااوباورو:
اممم لو كنت شخصية من شخصيااات القصة
لانقضضت عليه و نزعت الضمادات لمعرفت ما يخفييه ،
ههههه
لكنني اعلم انه ليس مشوه او شيء من هذا القبيل
اممم لديه غموووض يقتلني ، اريد ان يكشف الستار عنه في اقرب وقت
ثم لم قام بجر ياماتو ، و الاختباء في الزقاااق اريد ان اعلممممممك
آه انت تلفيين الرواية بالكثير من الغمووووض
ارجوكي اسرعي في انزال البارت
ارجوووووكي
ارجوووووووكي
ارجوووووووووووكي
نزلي البااااارت
،، و فطور واسحاااار شهياااان
فأنا ميتة جووووووووووووووووووووووووعا
Lune~ and FREEAL like this.
__________________





رد مع اقتباس
  #23  
قديم 06-19-2016, 05:23 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة darin haidi مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رمضاان كريم علينا وعليكم ،،،
كيف حالك ؟ اتمنى ان تكوني بخير
شكرا لك من اعماق قلبي على دعوتي
واعتذر لك اشد الاعتذار لانني لم استطع الرد مسبقا
اكرر الاعتذاار ( اظن انني اندمجت مع شخصية جوليا )
وااااااو روايتك غاااية في الروعة
اعجبتني المقتطفااات التي وضعتها في البداااية ( لقطة جميلة منك )
روايتك تحتوي على الغموووض وهذا جااانب يعجبني كثيرا
اممم بالنسبة للشخصياات
رووز :
اعجبتني شخصيتها بحق ،، تكره الفتيااان ،، فعلا انا مثلها ،، قليلا
فاجأتني عندما اعترفت بضعفها
و احسست بالغضب و الحزن عليها عندما ضربتها والدتها ،، فعلا هذا قاسي للغاية
عنيدة وهذه الخصلو والسمة تعجبني .،،
اممم ماذا ساضيف ،امم لا ادري انتظر البارت القادم لاكتشف شخصيتها اكثر
جوليا:
فعلا اغضبتني لم يجب عليها ان الاعتذار حتى ولو لم تكن هي المخطأة ،، ،، وهذا يجعلني متلهفة لمعرفة ما حصل معها في العامين الماضيين ،،، اممم مع ذلك فاااجأتني " وبكل معنى الكلمة " عندما انقضت على ياماتو محاولة خنقه،،
ياماتو :
اممم شخصيته في بعض الاوقات تشعرني بالغضب ،،لم هو متعجرف و متبجح ،، ولم يستمر باغضاب جوليا و رووز
ايضا يحشر انفه فيما لا يعنيه ، ايجب فعلا ان يعرف سر روووز ؟
على كل هو في النهاية احد ابطاال القصة
ساااوباورو:
اممم لو كنت شخصية من شخصيااات القصة
لانقضضت عليه و نزعت الضمادات لمعرفت ما يخفييه ،
ههههه
لكنني اعلم انه ليس مشوه او شيء من هذا القبيل
اممم لديه غموووض يقتلني ، اريد ان يكشف الستار عنه في اقرب وقت
ثم لم قام بجر ياماتو ، و الاختباء في الزقاااق اريد ان اعلممممممك
آه انت تلفيين الرواية بالكثير من الغمووووض
ارجوكي اسرعي في انزال البارت
ارجوووووكي
ارجوووووووكي
ارجوووووووووووكي
نزلي البااااارت
،، و فطور واسحاااار شهياااان
فأنا ميتة جووووووووووووووووووووووووعا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الله يسعدك يا شيخة تحمست وأنا أقرأ ردك
عجبتيني لمن قلت لو إنك شخصية في الرواية كان نزعتي ضمادات سوبارو هههههه خطوة جريئة منك ، لكن ما أظن إن أبطالي عندهم مثل هذه الجرأة
خصوصاً وإن سوبارو شخصية مخيفة

بمجرد ما أنتهي من تعديل البارت الجاي رح أنزله عشانك
أسعدني مرورك
دمت في حفظ الرحمن
FREEAL likes this.
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 06-20-2016, 11:38 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
..(11)..

بعد أن عدت إلى الصف .. لم أتحدث إلى جوليا بعدها إطلاقا .. مجرد التكفير في أنها مصابة بإنفصام في الشخصية يرعبني .. لكن ما أراه يؤكد لي ذلك ..
فهي تارة تكون مبتسمة طوال الوقت .. وتارة أخرى هادئة .. وأحيانا إنسانة مرعبة .. تخشى حتى النظر إليها .. وحينا آخر تكون فتاة جبانة ..
كل هذا يؤكد أنها تمتلك أكثر من شخصية .. لذلك هي مريضة تماما ..

قلت لسوبارو الجالس بجواري : سوبارو ماذا تعرف عن مرض إنفصام الشخصية ؟؟
نظر إلي بطرف عينه .. قلت له بسرعة : حسنا حسنا لن أجبرك على التحدث معي ، عد إلى قراءة كتابك ..
عاد سوبارو ينظر إلى كتابه من جديد .. أما أنا بقيت أتحلطم مع نفسي ..
لحظة .. تذكرت شيئا .. إلتفت إلي سوبارو وقلت : هي أنت ألم تقل قبل قليل أنك أنهيت الكتاب ؟؟ ولم يعد لديك ما تقرأه ؟؟
نظر إلي سوبارو من جديد .. وقال بنبرة باردة : ماذا ستفعل إذا قلت أني كنت أكذب ؟؟
قلت بإندفاع : ولماذا فعلت ذلك ؟؟ هل هناك هدف لما فعلته ؟؟
لم يرد علي وعاد يقرأ كتابه .. إنه شاب خجول حقاً أراد مساعدتنا لكنه لا يريد الإعترف بذلك .. وجهت بصري إلى جوليا .. يبدو أنها قامت بالمثل .. إذ أنها كانت تمسك في يدها كتابا .. وقد أشغلت نفسها به ..
نظرت إلى ساعتي .. لم يبقى الكثير على إنتهاء إستراحة الغداء .. إذا لا وقت لدي للخروج الآن ..

***

~ روز ~
فتحت عيناي وسرعان ما أعدت إغلاقهما بعد أن اخترق ضوء المكان عيني .. ثم شيئاً فشيئاً أخذت أرفع جفوني حتى توضحت الرؤية عندي لأدرك أنني لست في غرفتي .. نهضت بصعوبة محاولة تذكر أين أنا .. أو مالذي حصل لي ..
سمعت صوتا آتي من الجهة اليمنى لي : وأخيرا استيقظتي ، كيف أنت الآن ؟؟
إلتفت إليها لأجدها ممرضة المدرسة .. إذا أنا الآن في العيادة .. لكن مالذي أتى بي إلى هنا ..
قلت لها : آنسة يومي مالذي أتى بي إلى هنا ؟؟
ـ ألا تتذكرين ما حصل ؟؟
صمت محاولة إسترجاع ماحدث .. فجأة تذكرت تلك المعلمة .. وتذكرت ملامحها .. وتذكرت أين رأيت الملامح ذاتها .. وضعت رأسي بين كفي .. وأنا أقول بخوف : مالذي أتى بها إلى هنا ؟؟ هل تسعى خلفي ؟؟ يا إلهي ماذا أفعل ماذا أفعل ..
بدأت أرتجف خوفا في مكاني .. يبدو أنه هو من أرسلها للإنتقام .. أنا لم أكن مخطأة .. كل ما فعلته هو الدفاع عن نفسي .. هو من بدأ بإيذائي أولا .. نعم .. هو الملام لا أنا ..

انتشلني من ذكرياتي صوت الممرضة : روز هل أنت بخير ؟؟
ـ نعم أنا بخير ..
وقفت لأخرج من المكان .. لأتذكر أن وجهي مليء بالجروح .. وضعت يدي على وجهي .. أحاول أن أتفحص الكمامة والنظارة .. لكن وجهي خالٍ تماما .. إلتفت إلى الممرضة ببطء .. لأراها ترمقني بنظرات جادة ..
قال بحزم : روز ما سبب تلك الجروح والرضوض التي على وجهك ؟؟ بالإضافة إلى علامات الحرق الموجودة خلف ظهرك ..
سرت قشعريرة في جسدي .. قلت بخوف : هل .. هل تفحصتي جسدي كاملا !!
ـ نعم ففي النهاية أنا ممرضة ، والآن أجيبيني يا روز ، من فعل هذا بك ؟؟ هل هناك من يتنمر عليك ؟؟
جمعت شتات نفسي وقلت بحدة : لا شأن لك بالأمر ..

أدرت ظهري لها وسرت متوجه نحو الباب .. لكنها أوقفتني بقولها : لقد أخبرت المدير بالأمر ، وهو سيساعدك ، إذهبي إليه إن كنت بحاجة إليه ..
إلتفت إليها غاضبة وصرخت في وجهها : لماذا تتدخلين في أمور لا تعنيك ؟؟ إنها مشكلتي وليس من شأنك التدخل في أموري الخاصة ..
وقفت الممرضة وقالت بحدة : أنت تلميذة في مدرستنا ، وهذه من واجبنا ..
أجبتها بشراسة : لا أريد مساعدتكم ولا أحتاجها البتة..
فتحت باب العيادة وخرجت بعد أن أغلقت الباب بقوة .. سرت متوجهة إلى الصف .. لكني تذكرت أني تركت الكمامة والنظارات هناك .. عدت أدراجي إلى العيادة .. فتحت الباب من جديد لآرى الممرضة متفاجئة من وجودي من جديد ..
قلت لها بسخرية : لم آتي هنا للإعتذار أو شيء من هذا القبيل ، أين نظارتي وكمامتي ؟؟
أمالت فمها قليلا .. ليصدر منها ضحكة ساخرة .. بعدها قالت : إنها على مكتبي ، خذيها إن شئت ، لكن صديقيك يعلمان بهذا الموضوع ..

قطبت حاجباي قائلة : صديقاي ؟؟
ـ نعم فقد أتى بك شاب برفقة فتاة ، وبعدها أخبرتهما بشأن الجروح المنتشرة على أنحاء جسدك ، بالإضافة إلى الحرق ..
غضبت كثيرا .. فهما آخر من أريد أن يعرفا .. صحيح أنها رأيا وجهي .. لكني لم أخبرهما ، عن جسدي والحروق ..
صرخت عليها بغضب : كم أنت ثرثارة حقا ، ألم تستطيعي أن تكتمي الأمر عنهما ؟؟

توجهت نحو المكتب الموجود في غرفة العيادة .. ليلفت نظري قلادة ذهبية اللون على شكل قلب .. بكل فضول أمسكته وفتحت القلادة .. فقد كان القلب قابلا للفتح ..
لأرى صورة الآنسة يومي وبجانبها شاب يبدو في الثلاثين من العمر ..
سُحبت القلادة من بين يدي .. قالت يومي بغضب : أيتها المتطفلة ، لقد قلت لك أن تأخذي أغراضك ، لا أن تفتشي أغراض الآخرين ..
إبتسمت في وجهها بخبث .. قلت بنبرة مقصودة : من هذا الرجل ؟؟ هل هو صديقك ؟؟
رفعت الآنسة يومي القلادة .. وأخذت تتأمل في الصورة .. بعدها تمتمت : لقد كان زوجي ..
إتسعت إبتسامتي الخبيثة أكثر .. قلت حتى أحرجها أكثر : بما أنك قلت ( كان ) فهذا يعني أنه لم يعد كذلك الآن ، يبدو أنكما قد انفصلتما ..
بعدها إنفجرت ضاحكة عليها بسخرية .. ثم أردفت : بالطبع هو لن يتحمل إمرأة ثرثارة مثلك ، تفشي الأسرار دائما ..
صرخت غاضبة : أخرجي من هنا حالا أيتها الفتاة النزقة ..

إبتسمت بإنتصار لأني استطعت أن أغضبها .. ماكان لها أن تخبر ياماتو وجوليا عن جروحي .. تستحق ذلك وأكثر ..
أمسكت بنظارتي وكمامتي وارتديتهما .. بعدها خرجت من العيادة .. متوجه إلى الصف ..

ـ روز إيشيدا توقفي مكانك حالا ..
فاجأني هذا الصوت الغليظ الآتي من الخلف .. إلتفت ببطء لأرى رجلا يرتدي ملابس رسمية.. ويضع نظارات كبيرة على وجهه أخفت نصف ملامحه .. وبجانبه الأيسر من الزي الزسمي قماش طرز فيها ( المدير كازوما ) ..
قلت وأنا أتراجع للخلف : كيف علمت بإسمي ؟؟
ـ أنا المدير وأعرف كل طالب هنا ، تعالي معي قليلا ..
قلت بعنف : لن أذهب معك ..
ـ أنت الآن في وسط الحصة ، لن يسمحوا لك بالدخول ، لذلك تعالي معي حتى تنتهي الحصة ..

فكرت قليلا .. إنه محق .. سأذهب معه إلى غرفته خير من أن ألقى توبيخا محترماً من المعلمين ..
تبعت المدير إلى مكتبه .. بعد أن دخلت ألقيت نفسي على أحد الأريكة بملل .. أما هو فقد جلس على كرسيه البني الموجود خلف المكتب ..
أحسست أنه ينظر إلي .. رفعت ببصري إليه لأتأمله كما يفعل ..
ليفاجئني بقوله : أعلم أنني وسيم لكن لاداعي لأن تنظري إلي هكذا ..
أملت فمي بسخرية.. من يظن نفسه .. قلت ببرود : أنت تذكرني بشخص مغرور مثلك ..

رد مبتسما : ومن هذا الشخص ؟؟
ـ إنه ياماتو الكريه .
ـ تقصدين ياماتو كودو الذي في صفك !!
قلت متسائلة : كيف تعرفه أيضا ؟؟
إبتسم بجاذبية وقال : أنا المدير هنا ، ويجب أن أعرف الجميع من دون أي إستثناء ..
قلت وأنا أفكر : لكنك توليت هذا المنصب قبل فترة ليست بطويلة ..
ـ لذلك أنا أعمل جاهدا لأكون مثل المدير السابق ..
إعتدلت في جلستي بعد أن كنت مستلقية وقلت بجدية : كيف توليت هذا المنصب أيها المدير ؟؟

إبتسم المدير إبتسامة عريضة أظهرت أسنانه المرصوصة بترتيب ..
المدير : بعد وفاة المدير والذي هو والدي توليت أنا المنصب من بعده ..
قلت بملل : اهاا هكذا إذا ، لكن مظهرك يبدو كالحمقى كيف سمحوا لك بأخذ منصب مهم كهذا ؟؟

علت قهقهته أرجاء الغرفة الباردة
بعد أن توقف من نوبة ضحكه قال : وهل أبدو هكذا حقا ؟؟
قلت: نعم تبدو كذلك تماما ، أنظر إلى نفسك في المرآة وستعرف أنني على وصواب ، فأنت تبدو كشخص مشرد وغبي ..
تغيرت نظراته إلى نظرات حادة من خلف زجاج نظارته .. وأصبح صوته أكثر صرامة وهو يقول: أرجو ألا تنسي أنني المدير هنا ، وغير مسموح لك بإهانتي هكذا ..

تبا ياله من مدير متقلب للمزاج .. للحظة كان يتحدث بطريقة طبيعية وعادية .. لكن الآن اصبح صارما .. أكره الأشخاص أمثاله ..
قال بصرامة : روز تعالي إلى هنا ..
أشار لي إلى الكرسي الموجود مقابله بجانب المكتب .. لكني قلت ببرود : يعجبني هذا المكان ولن أغيره ..
سمعته يزفر بصوت عالي .. بعدها وقف وجلس على الكنبة المقابلة لي ..
قال والجدية تعلو وجهه : روز هل تعانين من مشاكل في المدرسة ؟؟ هل يقوم أحد بالتنمر عليك ؟؟

هذا ماكنت لا أريده .. أشحت ببصري بعيدا عنه قائلة : لا شأن لك ..
ـ أنا سأساعدك يا روز ، ثقي بي ..
قلت بوحشية : قلت لا شأن لك ..

وقف وقال بإندفاع : أنت طالبة لدينا ، وهذا أمر يخصنا ، لاتحاولي أن تتحملي كل شيء لوحدك ، علمت أن لا أحد يعرف بما حصل لك ، حتى أصدقائك ..
قلت بحدة : حتى لو أخبرتكم أنتم لن تستطيعوا عمل شيء لي ، لن تستطيعوا مساعدتي أبدا ..
نظر إلي المدير نظرة ثاقبة .. خفت من نظراته وتراجعت للخلف ..مابه ينظر إلي هكذا ؟؟
أحسست بالخوف وأنا أشعر بأنه ينظر إلي ، نظراته الحادة تلك تشعرني بالقلق ..

صرخت بغضب : لاتنظر إلي هكذا ..
أبعد ناظريه عني وقال بهدوء : روز حتى لو لم تخبريني عن الفاعل أو عن سبب تلك الجروح ، فأنا سأعرفه حتما ..
نبرته هذه تحمل الكثير من الثقة .. جعلتني أشعر أنه حقا يمكنه فعل ذلك .. وقفت بسرعة قبل أن يقول شيئا آخر .. ومن حسن الحظ أن الجرس قد رن معلنا عن إنتهاء الحصة ..
قلت وأنا أتوجه للباب : الحصة القادمة ستبدأ قريبا ، لذلك يجب أن أعود إلى الصف ..
خرجت من مكتب المدير وبعدها أغلقت الباب بهدوء على غير العادة .. لا أعلم لماذا لكني خفت من المدير .. أشعر أنه سيعرف السبب .. ثقته تلك جعلتني أشك في نفسي ..

***

~ جوليا ~
حصة أخرى انتهت وروز لم تعد بعد .. إلى متى ستبقى تلك الفتاة في العيادة ؟؟
أغلقت الكتاب المدرسي بعد خروج المعلم .. ليخبرنا رئيس الصف أن المعلمة القادمة لن تأتي فهي غائبة هذا اليوم .. سعدنا جميعا بهذا الخبر.. فحصص الفراغ نادرة .. لذلك نسعد كثيرا حين يغيب أحد المعلمين ..
أخرجت الكتاب الذي أقرأه .. وهو عبارة عن رواية بوليسية .. أعشق هذا النوع من القصص .. صحيح أنني لا أبدو من النوع الذي يحب العنف والقتال .. إلا أنني أعشق الغموض والجرائم .. والسبب هو أنني متأثرة بأبي كثيراً فهو محقق يعمل في حل القضايا.. لكني لا أحب أن أظهر هذا الجانب مني أمام أي شخص ..


سمعت صوت الباب الخلفي يُفتح بعنف .. عرفت الداخل بسرعة .. حتى من دون أن أرفع رأسي ..
وقفت بسرعة مستعدة لإستقبال روز التي دخلت للتو فهي الوحيدة التي تتصرف بعنف تجاه الأبواب ..
إلتفت إلى الوراء لأجدها تمشي بهدوء .. وأنظار الجميع متوجهة نحوها ..
ما إن اقتربت من مكانها حتى أسرعت في إحتضانها قائلة : لقد أشتقت لك كثيرا أيتها الحمقاء ، لقد أقلقتني حقا ..
ضحكت روز قائلة : غريب حقا ، جوليا تقوم بإحتضاني ؟؟ هذا نادر جدا ..

إبتعدت عنها ضاحكة .. أما هي فقد جلست على مقعدها .. ومازلت أشعر بتلك النظرات الحادقة المصوبة نحونا ..
قال ياماتو: كيف حالك الآن أيتها السنفورة الغاضبة ؟؟
إلتفتت إليه غاضبة وقالت : لا تتحدث معي أيها المحاق الثرثار ..
ضحك ياماتو قائلا : إذا أنت بخير ..
تأففت روز بصوت عالي علامة الضجر .. بينما تحدثت قبل أن يحل شجار بينهما : مارأيك يا روز أن نذهب إلى مكان ما قبل أن نعود إلى المنزل ؟؟
قالت روز بحماس : نعم لنفعل ذلك ..
ثم أردفت متسائلة : لكن إلى أين ؟؟

بقيت حائرة أفكر .. لم أحدد مكانا نستطيع الذهاب إليه .. لقد إقترحت الأمر دون أن أفكر حتى ..
قلت ضاحكة بغباء : آسفة لكني لا أعلم إلى أين أيضا ..
ضربتني روز على رأسي بقبضتها متمتمة : أنت غبية حقا ..
قاطعنا ياماتو قائلا : أنا لدي مكان رائع ، مارأيكما أن ترافقانا ؟؟
نظرت إليه روز وقالت : لا شكرا لا نريد منك شيئا ، أفضل الموت على الذهاب معك ..

قال ياماتو محاولا إغرائنا : ستندمين يا روز إذا لم تأتي معنا ، هناك محل يبيع أطعمة لن تنسيا طعمه أبدا ، إسئلا سوبارو فهو قد ذاقه من قبل ..
نظرت روز إلى سوبارو .. ليقول بهدوء : ياماتو محق ، إنه شهي حقا ، أنصحكما بالذهاب ..
قالت روز بتفكير : حسنا على شرط واحد ..
ياماتو : وما هو ؟؟
ـ سنأكل على حسابك ..

إبتسم ياماتو قائلا ببساطة : شرطك سهل ، سأدفع لكما بقدر ما تشاءان ..
إبتسمت وأنا أنظر إلى روز .. إنها لا تستطيع مقاومة الطعام أبدا .. ولن ترفض شيئا إذا تعلق الأمر بمعدتها .. إنها فتاة سهلة حقا ..
سمعت ياماتو يقول لي : ستأتين معنا يا جوليا أليس كذلك ؟؟
قلت مبتسمة وأنا أنظر إليه : بالطبع ، فأنا لن أدعكما تذهبان وحدكما ، فقد تبدآن بالشجار إذا لم أكن هناك ..
قال مبتسما بطريقة جذابة : هذا رائع ، إذا أربعتنا سنذهب معا ..
قلت متسائلة : أربعتنا ؟؟ من الرابع ؟؟
قال وهو يشير على سوبارو: إنه سوبارو ..
إلتفت إلى سوبارو بصدمة .. لماذا سيذهب معنا ؟؟ لا أريده أن يرافقنا ..
لكني خشيت أن أتحدث ويغضب ياماتو مني .. سأجد طريقة أتهرب فيها عن الذهاب ..
مرت آخر حصتان بسرعة البرق .. وبهذا انتهى الدوام المدرسي .. بدأت بجمع أغراضي لأسمع ياماتو يقول بحماس : هيا لنذهب جميعاً ..
بعد إنتهائي .. إلتفت إلى روز وقلت بإبتسامة زائفة : أنا سعيدة حقا لأني سأذهب معكم ، ثم أنني لا ......
صمت لثواني .. وبعدها تظاهرت بأني تذكرت شيئا وقلت : آوه صحيح لقد تذكرت للتو أن والدتي طلبت مني العودة بسرعة ، فهي لن تكون في المنزل ، لذلك يجب أن أعتني بأختي الصغرى ..

قالت روز بإستغراب : هل تقصدين جودي ؟؟ هي تستطيع أن تعتني بنفسها ، فهي في المرحلة الإعدادية وليست طفلة لتعتني بها ..
قلت بإبتسامة : صحيح أنها في الإعدادية إلا أنها لا تستطيع البقاء في المنزل وحيدة ..
أحسست بنظرات ياماتو المصوبة نحوي .. أشعر أنه يشك في كلامي .. وكأنه يستطيع قراءة مايدور في داخلي ..
قال ياماتو : جوليا تعالي إلى هنا قليلا ، أريد أن أتحدث معك على انفراد ..
دب الخوف في قلبي .. سرت معه مبتعدين عن روز التي تنظر بإستغراب .. وسوبارو الذي ينظر ببرود ..
قال بهمس : أجيبيني بصراحة ، هل سبب رفضك هو سوبارو ؟؟
عضضت شفتي السفلي .. لقد إكتشف الأمر .. لكني لن أعترف بالحقيقة .
قلت بإبتسامة بريئة مصطنعة : ولماذا أمنع نفسي من الإستمتاع بسبب سوبارو ؟؟ لا أبدا ، السبب الحقيقي هي أختي كما قلت سابقا ..
اقتع بكلامي فأخذ يبتسم قائلاً : إذا لماذا لا نأخذها معنا ؟؟

إنه مزعج حقا .. قلت ولازالت تلك الإبتسامة مرسومة على وجهي : لا لا فهي ستزعجنا حتما فهي وقحة ومزعجة، لذلك فالتذهبوا ثلاثتكم والتستمتعوا مع بعضكم ، وأنا سأذهب معكم لاحقا ..
هز رأسه نافيا وقال : نحن لسنا أنانيين حتى نستمتع وحدنا ، يجب أن تشاركينا في ذلك ، لذلك سنتحمل أختك مهما كانت ، ثم أنني لا أظن أنها أكثر وقاحة من روز ..
كتمت ضحكتي على جملته الأخيرة .. يبدو أنه يرى أن روز في مستوى متدني جدا ..
ـ لا تقل هذا عن روز ، سأخبرها بما قلته عنها >> قلتها بخبث ..
ـ لا لا أنا أسحب كلامي ، هي أروع فتاة في المدرسة بأكملها >> قالها وهو يتصنع الخوف ..
ضحكت قائلة : على أي حال، فالتذهبوا لتستمتعوا ..

قال بإصرار : ستذهبين معنا يا جوليا رغما عنك ، وأختك سترافقنا إذا لم تكن ترغب في المكوث في المنزل لوحدها ..
آه من هذا الشخص العنيد .. الجدال معه لن يفيد .. لذلك قررت أن أستسلم .. ففي النهاية هو سيجبرني على ذلك ..
عدنا إلى حيث روز وسوبارو واقفين ..
قالت روز : مالذي كنتما تتهامسان به ؟؟ أخبراني بسرعة ..
أجاب ياماتو : ليس بالأمر المهم ، كل ما هنالك أنني أقنعتها بالذهاب ..
قال سوبارو : وماذا عن أختها ؟؟
ـ ستذهب هي معنا أيضا ، سأطلب من السائق أن يمر على منزل جوليا ، ثم نأخذ أختها معنا ..
خرجنا جميعا من المدرسة .. لينتظرنا سيارة سوداء فاخرة .. فتحت رجل مسن الباب لنا ج ..
ركبنا أربعتنا للسيارة .. كان سوبارو جالسا مع ياماتو .. وفي الجهة المقابلة من ياماتو جلست أنا فيه .. أما روز فقد جلست مقابلة لسوبارو ..
أغلق المسن الباب .. وبعدها توجه لمقعد السائق وبدأ يقود السيارة ..

قال ياماتو يخاطبني : أين يقع منزلك يا جوليا ؟؟
وصفت له شارع منزلي .. وبعدها طلب من السائق أن يقودنا إلى هناك .. عندما وصلنا إلى المنزل .. نزلت من السيارة حتى أنادي أختي ..
قلت وأنا أترجاها : أرجوك يا جودي ، تعالي معي ..
قالت جودي بملل : ولماذا ؟؟
ـ لقد أخبرتهم أنك ستمكثين في المنزل لوحدك ، وأنك تخشين البقاء وحيدة ، لذلك قررنا أن نصطحبك معنا ، ولا أريد أن أظهر أمامهم بمظهر الكاذبة ..
قالت ببرود : أنت من أعلاك إلى أسفلك كذبة ، لذا كذبة صغيرة كهذه لا شيء آمام أكاذيبك الأخرى..
يا إلهي .. كيف أستطيع إقناع هذه الفتاة العنيدة .. جودي تمتلك شخصية قوية .. وهي إنسانة صريحة جدا .. ولا تعرف شيئا يسمى بالمجاملات ..
نظرت إليها بنظرات مترجية .. علها تغير من رأيها .. لكنها كانت تبادلني بالنظرات الباردة ..
قلت في محاولة أخيرة لإقناعها : إسمعيني نحن سنذهب بسيارة فاخرة لم تري مثلها أبدا ، فصديقي شخص ثري ..
ردت ببرود : أنا لا يهمني المال ..
ـ أرجوك يا جودي ، سأفعل أي شيء تطلبينه لمدة شهر ..
إبتسمت بعدها جودي بخبث قائلة : هل حقا ستفعلين ذلك ؟؟
هززت رأسي موافقة : نعم أي شيء ..
وقفت جودي : حسنا سأذهب معك ، إنتظريني قليلا حتى أغير ملابسي ..
تنهدت براحة .. الآن لن أظهر أمامهم بمظهر الكاذبة .. لذلك أنا مرتاحة قليلا ..

رن هاتفي وكانت روز هي المتصلة .. تخبرني فيها أن أسرع .. فقد تأخرت كثيرا .. أخبرتها بأن تنتظرني نصف ساعة أ .. حتى أتمكن من تغير ملابسي أنا الأخرى..

وأخيراً انتهينا .. غادرنا المنزل وعند صعودي للسيارة قال ياماتو موبخاً : ما كل هذا التأخير ؟؟
قلت معتذرة : آسفة لكني استهلكت الكثير من الوقت حتى أقنع أختي بالذهاب معنا ..
قالت روز : ولماذا لا تريد الذهاب ؟؟ ألم تكن تخشى البقاء وحيدة ؟؟
أجابت جودي عوضا عني : لأن هذه الأخت قامت بالكـ........
أغلقت فمها بيدي قبل أن تفضح أمري .. وقلت بإبتسامة متوترة : لا تهتموا بما تقوله ، فهي فتاة حمقاء ..
إقترت من جودي وهمست قائلة : إذا قلت أي شيء أحمق فستلغى الصفقة ..

***

~ جودي ~
أبعدت يد أختي عن فمي بقهر .. أكره أن ينظر إلي الآخرون بمنظر الفتاة الضعيفة والمغلوب على آمرها .. لكن بما أن جوليا ستطيعني لمدة شهر فلا بأس ..
جلت ببصري على أرجاء السيارة الفاخرة .. يبدو حقا أن صديق جوليا ثري للغاية .. فمن النادر أن نرى سيارة كهذه ..
نظرت إلى الشاب المقابل لجوليا .. إنه فتى وسيم حقا .. لكن يبدو مغرورا قليلا .. نظرت إلى الفتى الجالس بجواره .. لتصدر مني شهقة قوية ..
إلتفت الجميع محدقين في وجهي .. والكل يتسائل عن سبب هذه الشهقة ..
قلت مبتسمة بغباء : لا شيء ، كل ماهنالك أنني تفاجئت من هذا الشاب ..
أشرت بيدي على الشخص الملفوف بالضمادات .. بينما صدرت ضحكة من روز .. أما جوليا فقد ضربت يدي الذي أشرت به نحوه وقالت غاضبة : جودي يجب أن تحترمي الآخرين ..
سمعت الشاب الوسيم يقول بنبرة ساخرة : هي مثلك تماما يا جوليا ، لا تمثلي دور الفتاة الجيدة أمامها ..
قلت لهذا الشاب : عرفني عن نفسك ..
نظر إلي الشاب قائلا : أنا ياماتو وأنا زميل جوليا في الصف ..
قلت بعدم رضى : أنت وسيم لكن إسمك ليس بتلك الجمال ..
أتتني ضربة أخرى من جوليا .. لكن هذه المرة كانت على رأسي ..
بينما إنفجرت روز ضاحكة .. كانت قهقهتها عاليا جدا .. أما ياماتو فقد صدرت منه ضحكة خفيفة .. رغم أنني خشيت أن يغضب مني ..
- ألم تنزعج مما قلته !!
قال بإبتسامة عريضة : أنت فتاة صريحة ، وتذكرينني بشخص أعرفه ..
قال كلمته الأخيرة وهو ينقل ببصره إلى روز ..
بينما أردف قائلا بعد دقائق : لم تعرفينا عن نفسك بعد ، ما اسمك وفي أي صف أنت ؟؟
قلت وأنا أشير على الرجل الملفوف بالضمادات : دع هذا الرجل يعرف عن نفسه أولا ..
نظر الرجل إلي .. بعدها قال ببرود : لا أريد أن أعرف عن نفسي لفتاة فظة لا تحترم الذين من هم أكبر منها سنا ..
وضعت قدمي فوق الآخر وقلت بغرور : هه تتحدث كما لو أن هناك فارقا عمريا كبيرا بيننا ، بيننا سنتان فقط ، لذلك لست مجبرة على إحترامك ..

حينها تدخل ياماتو : هذا الشاب يدعى سوبارو وهو في نفس صفنا أيضاً ، جاء دورك لأن تعرفينا بإسمك ..
قلت وأنا أنفخ صدري بثقة : معكم جودي إبنة المحقق العظيم روك ، وأنا الآن في السنة الأخيرة من المرحلة الإعدادية ..
ثم نظرت إلى روز وقلت متسائلة : روز ماسر الكمامة والنظارات ؟؟
أجابتني روز بحدة : لا شأن لك ..
تجاهلتها لأنني وبكل بساطة لا أتوافق مع روز إطلاقا ..
لكني إندمجت سريعا مع ياماتو الذي كان مرحا وعفوياً عكس ما كنت أتوقعه .. لكن الشخص المدعو بسوبارو لم أرتح له إطلاقا .. فقد بقي هو صامتا طوال حديثنا .. وحتى أختي جوليا كانت صامتة دائما .. إلا إذا سألناها عن أمر ما فهي تجيب بإختصار وتعود إلى صمتها .. لكن روز كانت تشاركنا الحديث بإنفعال .. وبقينا نحن الثالثة نثرثر بشكلم تواصل ..

توقفت السيارة بعد ذلك .. وقام السائق بفتح الباب لنا .. لم أتوقع في حياتي أني سأعامل كالملكة أو كشخصية مهمة..
نزلت من السيارة برفقة الجميع .. لأتفاجأ بأنني في حي متواضع عكس ما كنت أتوقفه ..
إلتفت إلى ياماتو قائلة بإستغراب : ألست من عائلة غنية ؟؟ هل تعيش في هذا المكان ؟؟
إبتسم ياماتو وقال : بلى أنا كذلك ، لكننا الآن سنزور مطعما هنا ستحبينه حتما ..
قلت بإحباط : ظننت أننا سنزور مطعما راقيا بما أنك ثري ..
قالت جوليا بحدة : جودي توقفي عن ذلك الآن ..
مشينا جميعا حتى وصلنا أمام محل متواضع .. نظرت إلى اللافتة ليصدر مني ضحكة ساخرة ..

دخلنا جميعا إلى المكان .. ليجلس كل منا في مقعد .. كان المحل متوسط الحجم .. يوجد طاولة طويلة تفصل بين مكان وقوف البائع وبيننا ..
طلبنا خمس أطباق متنوعة .. وبقينا ننتظر تجهيزه ..
كانت روز تعبر عن مدى إستيائها من هذا المكان .. هي محقة تماما في إستيائها .. إذا كان هذا الياماتو ثري لماذا لم يدعنا على مطعم فاخر ؟؟
إلتفت إلى جانبي الأيمن حيث يجلس ياماتو وقلت بصوت خافت حتى لا تسمعني جوليا الجالسة في الجهة اليسرى مني : ياماتو أنت رجل بخيل ..
نظر إلي مبتسما وقال : ولماذ تقولين ذلك ؟؟
قلت بنفس الهمس : على الرغم من أنك ثري إلا أنك دعوتنا إلى مكان قديم ومهترئ مثل هذا ..

قال ياماتو وهو يحدق في البائع الذي يقوم بتجهيز الطعام لنا : إسمعيني يا جودي ، ليس كل الأماكن الراقية جيدة ، وليست كل الأماكن المتواضعة سيئة ..
تأففت بصوت عالي .. لتقول جوليا لي : ماذا بك يا جودي ؟؟
قلت بإبتسامة زائفة : لا شيء ..
بعد دقائق انهى الطباخ إعداد الطعام .. ووضع أمام كل شخص طبقه الذي اختاره ..
أمسكت بعيدان الطعام ..ثم قلت بعد أول لقمة : لذييذ ..
إبتسم البائع قائلا : جميع الأطعمة التي نقدمها هي وصفات سرية توارثتها عائلتنا لأجيال ، وهذا شيء نفتخر به ..
قلت مبتسمة : وأنا أشهد على ذلك ..
قال ياماتو : هل رأيت ؟؟ قلت أنه سيعجبك ..
قالت روز : لم أظن أنها بتلك اللذة ، لست نادمة إطلاقا على مجيئي إلى هنا ..
جوليا : شكرا لك يا ياماتو على دعوتنا ..
قال ياماتو مبتسما : أنا من يجب علي شكركم لأنك أتيتم معي ..
بقينا نأكل ونحن نتحدث بسعادة عن مواضيع شتى .. لكن ذلك المدعو سوبارو لازال صامتا .. كما لو أنه ليس معنا ..

سمعنا صوت باب المحل يُفتح ليأتينا صوت يقول : أبي آسف على تأخري ، على الرغم من أنني وعدتك بالمساعدة ..
تصلب جسدي عندما سمعت الصوت .. أنا أعرف صاحبه حق المعرفة .. طأطأت رأسي للأسفل .. وأنا أدعو في داخلي أن لا يلاحظ وجودي .. فأنا لا أرغب في أن يراني هنا ..
سمعت صوت خطوات آتية نحوي .. ليأتيني صوته عن قرب وهو يقول : جودي ماذا تفعلين هنا ؟؟
تبا لقد كُشف أمري .. رفعت رأسي وقد كست ملامح البرود على وجهي ..
قلت بنبرة باردة : أنا في موعد الآن أرجو ألا تزعجني ..
سمعت شهقته العالية .. مختلط بشهقة أختي الحمقاء ..
قال زاك بصدمة : هل أنت جادة ؟؟
ثم نقل ببصره نحو ياماتو وقال بغضب : هل أنت صديقها ؟؟
قلت بحدة : لا شأن لك في هذا يا زاك ، ثم لا ترعب صديقي بنبرتك الغاضبة هذه ..
شعرت أن عينيه يتطاير منهما الشرر من شدة غضبه .. ويبدو أنه سيقتل ياماتو في أيت لحظة ..
قال بنبرة غاضبة : لم أظن أبدا أنك تحبين الشبان الأكبر سنا ، لهذا كنت دائما ترفضينني ، مالذي يميزه عني ؟؟ هل لأنه وسيم فقط ؟؟
كنت سأرد عليه .. لكن أختي قاطعتني قائلة : إهدأ أيها الفتى ، ثم أن جودي تكذب فقط ..
إلتفت إليها زاك : ومن أنت؟؟
قالت جوليا : أنا جوليا أخت جودي الكبرى ، وذلك الشاب هو زميلي في الصف ، والشاب الذي بجواره هو زميلنا أيضا ويدعى سوبارو وهذه الفتاة هي صديقتي روز ، وجودي أتت معنا حتى نتناول طبق رامن نصحنا به ياماتو ..
تغيرت ملامح زاك مئة وثمانين درجة .. اختفت تلك النظرة الحادة .. وحل محلها نظرة هادئة .. واختفت تلك التقاسيم الحادة .. لتظهر إبتسامة جميلة وهو يقول لأختي : سررت بمعرفتكم جميعا ، أنا أدعى زاك وأنا في نفس سن جودي ، وأنا رئيس مجلس الطلبة في مدرستنا ..
قلت بغضب مخاطبة أختي : أيتها الحمقاء لماذا أخبرته الحقيقة ؟؟ كنت أريده أن يستسلم ويبتعد عني ، لكنك أفسدت الخطة ..
قال زاك وعيناه تشعان بالإصرار : أنا لن أستسلم أبدا يا جودي ، وسأظل ألاحقك حتى ترضي بي ..
قال ياماتو مبتسما : أفهم منك أنك تحب جودي ؟؟
إحمرت وجنتاه وهو يقول بخجل : أمم نعم لكنها لا تبادني المشاعر ذاتها ..
أشار ياماتو بيده قائلا : أنا سأدعمك يا زاك ، فأنا أحب الأشخاص الذي لا يستسلمون بسهولة ..


إبتسم زاك دون أن يقول شيئا .. أما أنا فقد نظرت إلى زاك نظرة ساخرة .. وعدت لأكمل طبقي ..
بينما أنا آكل .. أشعر بنظراته المصوبة نحوي .. وهذا لا يجعلني أشعر بالراحة بتاتا ..
رفعت راسي وأنا أضرب الطاولة بقبضتي .. قلت بغضب : إلى متى ستظل تحدق بي ؟؟ أنت مزعج حقا ..
إلتفت الجميع إلي .. بينما أردفت قائلة : فالتخرج من هنا حالا فأنت تغضبني ..
قالت جوليا : جودي فالتهدئي حالا وإلا غضبت منك ..
صمت بسرعة خوفا منها .. جوليا مرعبة حقا عندما تغضب .. لذلك من الأفضل أن أتجنب غضبها ..
لكن مع ذلك لازال هذا الأحمق يغضبني ..
وقفت قائلة : سأنتظركم خارجا ..
وقفت لأتوجه إلى الباب .. عندما أمسكت مقبض الباب .. أمسك شخص ما يدي الأخرى ..
سمعته يقول : أرجوك أبقي هنا ، وأكملي وجبتك ، أنا سأذهب خارجا ..
أبعدت يدي عن مقبض الباب .. وخرج من المحل .. وقبل أن يغلق الباب .. إبتسم إبتسامة لم أفهم مغازاها ثم أغلق الباب بعدها ..
عدت إلى مقعدي وأنا لازلت غاضبة ..
قال ياماتو : أنت قاسية حقا ..
قلت بحدة : لا تتدخل ..
أمسكت جوليا بيدي قائلة : تعالي معي ..
نظرت إليها بخوف .. يبدو أنها غاضبة فعلا ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 06-24-2016, 01:18 AM
 
واااااو
روايتك تأخذ منحى جميييييل
صراحة انت مبدعة ،
اعذريني مرة اخرى لاني ما كتبت الرد . واللهِ ظروف لعينة، واللهِ
انتظر البارت القادم ،
لكي اعرف ما ستفعله جوليا بجودي
امم على فكرة جودي مغرورة هي الاخرى ،لمن قالت ( وهي نافخة صدرها )
لك شوي تواضع ممنوع على شخصياتك
هههه امزح
لا بأس انا في انتظار القادم
و هيذه المرة على احر من الجمر 💖💝💚💖💖
Lune~ and FREEAL like this.
__________________





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 04:39 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011