عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree498Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #116  
قديم 03-01-2017, 03:03 PM
 
الشعب الجميل إلي هنا .. إيش رايكم تمروني على قصتي القصيرة ( جريمة من أجل الشهرة)
اعتبروها تصبيرة لين ما أخلص من مراجعة الفصل الجديد .. أنا انشغلت كثيير في الأيام إلي فاتت فحبيت أنزل حاجة كتعويض ..
قراءة ممتعة لكم ..
رد مع اقتباس
  #117  
قديم 03-01-2017, 04:30 PM
X
 
بإنتظار البارت ورح أقرء قصتك القصير لأنه عنوانها حماسي ٠-👌
__________________

-

-
لا تَبُح بما في داخِلكَ لنَفسِكَ فهي لا تَحْفظ الأسْرار.

نُقطَةة إِنتَهىٰ •
رد مع اقتباس
  #118  
قديم 03-02-2017, 12:26 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_02_17148592663790712.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

|| ٣٩ ||





~ لوريوس ~


لم أستطع أن أتمالك أعصابي بعد أن ضربتني جودي بحقيبتها ، فأخذت أرمقها بنظرات حادة ، والدخان يتصاعد من رأسي ..
اقتربت منها خطوتين وقبل أن أصل إليها شعرت بشيء اصطدم بظهري ، حين إلتفت وجدت فتى يرتدي الزي المدرسة الإعدادية ويمسك بحجرة أكبر حجماً من الذي ألقاها علي ..


قال بنبرة تهديدية وهو يعبث بالحجرة التي في يده : إبتعد عنها إن لم ترد مني أن أقذفها عليك ..
نظرت إليه بإستصغار وقلت : أنت لا ترعبني البتة ، إذهب لتلعب في مكان آخر ..
صرخ الفتى بغضب : لا تتصرف وكأنني طفل ، ماذا يريد طالب في الثانوية من فتاة في الإعدادية ؟؟
- وما شأنك أنت ؟؟ دعنا وشأننا فقط ..


نطقت جودي أخيراً وهي تنظر إلى الفتى : زاك هذا أمر لا يعنيك غادر وحسب ..
إبتسمت بإنتصار في وجه الفتى الذي قال بنبرة خشنة : وكأنني سأفعل ذلك ، لا نية لدي في أن أدع مأساة أختك تتكرر مجدداً ..
نظرت إلى جودي التي قالت بغرور : لن يحصل ذلك مطلقاً فأنا قوية ولست مثلها ، على أي حال أنا أعرف هذا الشاب لهذا إبتعد وحسب أيها المتطفل.


صمت زاك لثواني وأخذ يتأملني قليلاً ، ثم قال بعدها بدهشة : هل يُعقل أنك صديق جوليا ؟؟ أوه آسف لم ألاحظ زيك إلا الآن ..
تمتمت بسخرية : صديق جوليا !! أوه أرجوك لا تمازحني..
لترد جودي حينها بنبرة ذات مغزى : نعم يستحيل أن يكونا صديقان ، فمن سيصاحب أحداً يتهم صديقه بذنب لم يقترفه ..
أدركت أنها تعني عندما أخبرت الشرطة بأن جوليا هي من قتلت شيبا وحاولت إلفاق التهمة بها ، وأنا أشعر بقليل من الندم حيال ذلك ..

أخذت جودي بعدها نفساً عميقاً وقالت بعدها : لوريوس إلى ماذا تهدف بالتحديد ؟؟
أجبت بتلاعب : كما قلت سابقاً أنا أحبك وهذا كل شيء ..
صرخت حينها بإنفعال مجدداً : أتظنني غبية حتى أصدقك ؟؟ أنا متأكدة أنك تنوي الإنتقام من أختي عن خلالي ، لكن لتعلم أيها الغبي أن جوليا ليست سبباً في موت أخاك ، إلى متى ستظل تكذب على نفسك وتحملها ذنباً لم تقترفه ..


لم أعد أستطيع تمالك أعصابي أكثر فانفجرت بالصراخ : نعم أنا أرغب في الإنتقام منها ، فهي السبب الرئيسي في موت شيبا حتى لو أنكر الجميع ذلك ، تلك الكاذبة المخادعة عبثت بقلب أخي ثم رفضته بسبب حجة واهية ......
قاطعتني جودي بصوت عالي : ليست حجة واهية ، هي حقاً ليست مهتمة بالحب أو المواعدة ، هي قررت أن تكرس حياتها في الدراسة فقط ..
قلت بإستنكار : ليست مهتمة ؟؟ أوه صحيح وأكبر دليل على ذلك هو مواعدتها لذلك المومياء ، وكأنني سأصدق كذبة كهذه ..


لم ترد علي جودي لثواني ، وأخذت ترمش بعدم إستيعاب ، ثم قالت بتفاجؤ ويبدو أنها هدأت قليلاً : لحظة !! من تعني بالمومياء ؟؟ أتقصد سوبارو ..
-ومن غيره طبعاً ؟؟ لم أظن أن جوليا لديها هذا الذوق الرديء ..
- أأنت غبي ؟؟ سوبارو مجرد صديق ، وهي لم تواعد أحداً قط ، أي أنها لم تكذب ..


بدأت أسترجع ما كانت تقوله جوليا ، لقد أنكرت الأمر أيضاً ، وها هي جودي تنفي ذلك ، لكن سوبارو الوحيد الذي يُظهر عكس هذا ..
قلت بعدم إقتناع : ما أراه مختلف عما تقولينه ، ربما هما يتواعدان سراً ، فتصرفات سوبارو تدل على ذلك ..
تأففت جودي وقالت بإنزعاج : إن كنت تمتلك دليلاً واحداً على هذا فتعال وأخبرني ، لكن لتعلم يا لوريوس أن جوليا صادقة دائما ..


أنهت عبارتها وأكملت طريقها ، وأخذ زاك يلاحقها ، بينما أنا واقف في مكاني وقد غرقت في دوامة من الحيرة ، لم أعد أعرف أأصدق جوليا وجودي وأكذب سوبارو أم العكس ؟؟


***
~ جوليا ~


على مائدة العشاء ، كنت أتعمد النظر إلى جدتي بينما أتناول الطعام ، وعلى شفتي إبتسامة غبية ..
في البداية كانت تتجاهلني ، وتتظاهر بأنها لم تنتبه إلي ، ولكن عندما بقيت على هذا الحال لمدة أطول ، إلتفتت إلي أخيراً ورمقتني بنظرة حادة وهي تقول : ماذا هناك ؟؟ أنت تزعجينني حقاً بإبتسامتك هذه ..
احتضنتها وقلت بسعادة : وأخيراً تحدثت إلي ، منذ عودتي وأنت تتجاهلني ، لقد كان الأمر قاسياً جداً ..
أبعدتني وقالت بجفاء : إبتعدي عني ، فأنت تزعجينني ..
قلت بجدية وأنا أعتدل في جلستي : جدتي لماذا منعتي السائق من إيصالي إلى منزل أبي ؟؟ أنت قلت أنك لن تمنعيني من زيارتهم ..


أجابت ببرود : لأنكم أقمتم إحتفالاً بالأمس ولم تدعوني إليها ، ولهذا قررت أن أغير رأيي بشأن الزيارة ..
عبست بإنزعاج متمتمة : جدتي لقد تحدثنا بهذا الشأن سابقاً لا تحاولي إعادة المواضيع القديمة ، أنا فقط أردت الإطمئنان على روز لأنها لم تحضر إلى المدرسة ..


صمتت جدتي لبرهة قبل أن تقول : إذاً اسمعي سأسامحكم على عدم دعوتي ، ولكن بشرط ..
- وما هو ؟؟ أرجو ألا يكون شرطاً مستحيلاً ..
- سأقيم حفلة السبت القادم ، وسيكون هناك العديد من الشخصيات المهمة ورجال الأعمل ، وأريدك أن تجهزي نفسك في ذلك اليوم ..


قلت برفض : مستحيل ، أنا لا أحب الحفلات وما شابه ذلك ، اطلبي أمراً آخر ..
- يجب أن أفعل ذلك حتى يتعرف الجميع عليك ، فأنت حفيدتي التي ستمسك ثروتي من بعدي ..
قلت بتفاجؤ : ومن قال أنني أنوي أن أحل محلك ؟؟ جدتي هل تتحدثين بجدية ؟؟
أجابت بثقة : نعم ولا أظن أنني مزحت مرة في هذه الأمور ، حالتي الصحية في تدهور كما ترين ، وأنت الوحيدة التي أستطيع أن أثق بها وأثق بقدراتها ، وأدرك أنك ستتمكنين من الحفاظ على ثروتي وتنميتها ..
- جدتي نحن لم نتفق على ذلك ، أنا أتيت إلى هنا فقط بغرض البقاء معك ، لكن أن أحل محلك في إدارة أموالك فهذا لم يكن ضمن إتفاقنا ..


نظرت جدتي إلي حينها بغضب : أأنت غبية أم ماذا ؟؟ إذا لم تستلمي زمام الأمور من بعدي فمن سيفعل ذلك ؟؟
- أبي أولى بذلك مني ..
- والدك ليس أهلاً لهذه المسؤولية ..
- إذاً أنا لست أهلاً لذلك أيضاً فأنا نسخة منه ..


قالت جدتي منهية النقاش : إن لم تريدي ذلك فلا بأس ، لكن لا تلوميني إذا منعتك من زيارة والديك ..
تنهدت حينها وقلت بإستسلام : حسناً سأفعل ما تريدينه ..
ابتسمت بجدتي بإنتصار وتابعت تناول العشاء ..
إستسلامي كان لحضور الحفلة التي سjقام على شرفي فقط ، وليس لأنني أرغب في تولي منصبها ، سأحاول تغيير رأيها بشأني بشكل تدريجي ..


***


~ سوبارو ~


عندما انتهى الدوام المدرسي لم أتوجه إلى منزلي بل اتجهت إلى منزل والدي جوليا حتى أطمئن على روز ، فبعد ماقالته ليلة أمس شعرت بأنها سئمت الحياة وثقتها بمن حولها قد تلاشت ..


عندما زرت منزلهم كانت والدة جوليا المسكينة تترقب زيارة إبنتها ، ولمحت الإحباط على وجهها حين رأت بأنني أنا الزائر لا جوليا ..
سألتها عن روز فأخبرتني بأنها في غرفتها التي كانت لجوليا سابقاً وحين ألقيت نظرة عليها بدت متوترة وخائفة قليلاً ..
سألتها عن سبب غيابها فأخبرتني بأنها قد أطالت في النوم ولم يوقظها أحد ..
أخذنا نتبادل أطراف الحديث ومع الوقت عادت روز كما هي ، وبعد أن اطمأننت عليها وقفت قائلاً : حسناً أنا سأغادر الآن ، تأكدي من الحضور غداً إلى المدرسة ..


ابتسمت روز وقالت : شكراً على حضورك لرؤيتي ، أدرك بأنك ظننت بأنني كنت أفكر في الإنتحار ، ولكن بعد ما قالته جوليا لي شعرت بأنكم صادقون في مشاعركم ، ولو أردتم خيانتي لفعلتم ذلك منذ زمن ..
- من الجيد أنك عدت لرشدك ، والآن وداعاً ..
غادرت المنزل وسرت نحو منزلي ، وحينما وصلت أخذت أتأمل المنزل لبرهة ثم أطلقت زفيراً عالياً ..
إلتفت إلى الوراء وقلت بحدة : أخرج من مخبإك بسرعة يامن كان يتتبعني منذ مدة ..
خرج حينها من الظلام رجل يبدو على هيئته أنه في أواخر الثلاثين من عمره ، وبين شفتيه سيجارة مشتعلة ..


أخرج السيجارة من فمه ونفث الدخان خارجاً ليقول بعدها : لا تقلق أنا لست شخصاً سيئاً ، أنا مجرد صحفي يسعى لمعرفة الحقيقة لإشباع فضول الناس ..
ثم مد بطاقته أمامي متابعاً : معك الصحفي تسوكاسا ، أريد ان أسألك بضعة أسئلة تتعلق بقضية صديقتك جوليا ..


في بادئ الأمر كنت مرتبكاً حين تكلم عن الحقيقة والفضول ، ولكن عندما قال أن الأمر يتعلق بجوليا شعرت براحة كبيرة ، إذاً الأمر لم يكن يتعلق بي ..
أمسكت ببطاقته وألقيتها أرضاً وأنا أقول ببرود : إن أردت معرفة الحقيقة فلماذا لا تسألها بنفسك ؟؟
- لقد حاولت ذلك ولكنها مصرة على إخفاء الأمور عنا جميعاً ، ولا إظن أنك لم تسمع ما فعلته بكاميرا أحد الصحفيين ، ولهذا عوضاً عن سؤالها قررت تتبع أصدقائها فأنا واثق من أنكم تعرفون شيئاً عن الأمر ..


تجاهلت ماقاله وعدت إلى المنزل ، إن لم ترغب جوليا بإخبارهم بالحقائق فأنا لا أمتلك الحق لإخبارهم ..


***
في صباح اليوم التالي
~ روز ~


أنا فعلاً خجلة من نفسي بسبب ما قلته وفعلته قبل أمس ، عندما توجهت إلى المدرسة لم أستطع أن أضع عيني في عين جوليا ، وكنت أتحاشى النظر إليها ، ولكنها كانت تتصرف معي بطريقة طبيعية جداً ..

لا أعلم كيف أمكنني أن أقول بأن جوليا تخطط لأمر ما ، لا أدري كيف شككت في صدقها ، أشعر أنني سيئة كثيراً ..
جوليا أتت متأخرة لسبب ما ، ولهذا لم أستطع أن أعتذر إليها ، وبقيت أنتظر إستراحة الغداء لأتحدث معها بحرية ..
عندما رن الجرس أخيراً معلنا إنتهاء الحصة إلتفت إليها بسرعة ، وقبل أن أتفوه بكلمة سبقني صوت من خلفي : جوليا هل لك أن تأتي معي قليلاً ، هناك ما يجب أن نتحدث بشأنه ..


نظرت إلى لوريوس بإنزعاج ، لماذا يريد التحدث معها في الوقت الذي أردت فيه أن أتحدث أنا إليها ؟؟
وقف من مكانه لتقف جوليا كذلك ، ولكن قبل ان تغادر وضعت علبة غداء على طاولتي وقالت بإبتسامتها المعهودة : استمتعي بالغداء يا عزيزتي ..
قال سوبارو بسرعة : وأين حصتي من الطعام ؟؟
نظرت إليه جوليا وبدل أن تبتسم له كما فعلت معي ، نظرت إليه ببرود قائلة : وهل أعرفك ؟؟


تفااجأت من تصرفها مع سوبارو ، وشعرت بأن أمراً ما حصل معهما في الأمس ..
بعدها استدارت جوليا وغادرت الصف برفقة لوريوس ..
إلتفت إلى سوبارو لنقول بصوت واحد : ماذا بها جوليا ؟؟

نظرت إليه بإستغراب ، ثم ضحكت بعدها فأنا لم أظن أننا سنسأل السؤال ذاته في الوقت نفسه ..
قلت بعد أن توقفت عن الضحك : ألا تعرف مابها حقاً ؟؟ ظننت أنك ستعرف السبب ..
رد سوبارو : لقد كانت طبيعية جداً في الأمس ، لابد أن الأمر يتعلق بلوريوس ..


ابتسمت بمكر وقلت : إذاً ما رأيك أن نلحق بهما ؟؟
لمحت شبح إبتسامة على شفتيه وهو يقول : هيا إذاً ..

لم أتوقع أن يوافق ، لكنني لم أكثر من الحديث ، وأخذنا نتسلل خلفهما بخفة دون أن ينتبها إلينا ..
سار الإثنان نحو السلالم وصعدا إلى الأعلى ، عرفنا حينها أنهما متوجهان نحو السطح فهو أفضل مكان للتحدث بسرية ، وعندما أردت الصعود أمسكني سوبارو وقال : سينزلان بعد ثوان قليلة ، لنختبئ قبل أن يرونا ..

بدا واثقاً من كلامه لذا أصغيت إلى ماقاله واختبأنا قليلاً ، وصدق قوله فقد نزلا مجدداً وسارا نحو الأسفل ، وأدركت أن باب السطح مقفل لذا ذهبا ليبحثا عن مكان آخر يتحدثان فيه ..
توجها للفناء الخارجي للمدرسة ، وجلسا على كرسي خشبي موجود في الفناء ولا أحد بقربهم ..
اختبأت أنا وسوبارو خلف الشجيرات الموجودة خلفهم وبيننا مسافة بسيطة تمكننا من سماع ما سيقولونه ..

لكن لوريوس بقي صامتاً وهو يتأمل منظر السماء ، لتبدأ جوليا بالحديث أولاً : ماذا تريد يا لوريوس ؟؟
إلتفت إليها وقال بهدوء : إسمعيني يا جوليا ، قبل أن نبدأ بالموضوع عديني أن تكوني صادقة في كل حرف تتفوهين به ..
ردت جوليا بضحكة خافتة : أنا لا أكذب مطلقاً ، لذا ثق بأن كل ما أقوله حقيقة ..
- أنت لم تتغيري مطلقاً يا جوليا ، أموت شيبا ليس بتلك الأهمية بالنسبة لك ؟؟

قال لوريوس جملته بنبرة يتخللها الحزن ، وهذا كان يظهر جلياً على صوته من دون أن أرى تعابيره ..
ردت جوليا عليه : أتظنني فتاة متبلدة المشاعر إلى هذه الدرجة ؟؟
- تصرفاتك تقول لي أنك كذلك ..

زفرت جوليا بضيق ثم قالت : ماذا تريد مني أن أفعل يا لوريوس من أجلك أنت وشيبا ؟؟ أنا مستعدة للقيام بأي شيء تأمرني به ..
عاد لوريوس ينظر إلى السماء مجدداً وهو يقول : حتى لو قلت ذلك فأنت لن تستطيعي القيام بما أريده ، فأنا أتمنى لو عاد الزمن بنا إلى الوراء وتوافقي على الخروج معه ، لكنني أعلم أن هذا أمر مستحيل ..
- أنت محق ، هذا أمر يفوق طاقتي كثيراً ..
- هل تعلمين يا جوليا أنني أردت أن أنتقم منك بالطريقة ذاتها ، لقد كنت أحاول التقرب من أختك جودي ، وكنت أنتظر خروجها من المنزل حتى أرافقها إلى المدرسة ، وعند إنتهاء الدوام كنت أنتظرها أمام بوابة المدرسة ..


نظرت إليه جوليا لتقول ضاحكة : وهل أفلحت في ذلك ؟!
- بالطبع لا ، حتى أنها كانت في بداية الأمر تشتمني كثيراً وتنعتني بأقبح الأسماء ، وفي الأمس قامت بضربي بحقيبتها ..
- أنصحك ألا تقترب منها مجدداً ، فتلك البلهاء لا تفكر مطلقاً وقد تؤذيك إذا ما غضبت بشدة ..
- بالطبع لا أنوي ذلك بعد الآن ، فإيقاعها في حبي مهمة مستحيلة ، أشعر بالشفقة على ذلك المسمى زاك ، فيبدو أنه يحبها وهذا ما سيجعله يعاني كثيراً ..


وقفت جوليا من مكانها فجأة ، وحركتها أثار استغرابي ، لكنني شعرت بيد سوبارو الذي أمسك برأسي وأنزلني للأسفل ..
أغمضت عيناي بخوف حين سمعت صوت خطواتها تقترب منا ، وبعدها قالت بصوت هادئ : كنت واثقة من أنني سأجد روز مختبئة هنا ، لكن أن أجدك يا سوبارو أيضاً فهذا أمر مفاجئ حقاً ..

رفعت رأسي وأنا أرسم إبتسامة بلهاء على وجهي ، فأنا لم أظن بأننا سنفضح بهذه السهولة ..
بينما قال سوبارو وهو ينهض من الأرض وينفض الغبار عن ملابسه : هل أعرفك يا آنسة حتى تتحدثي إلي ؟؟
حينها انفلتت مني ضحكة عالية ، فقد كان يرد حركة جوليا التي أغاظته ربما ، بينما قالت جوليا وهي ترسم إبتسامة اسخفاف على وجهها : أوه صحيح أنت لا تعرفني ، إذاً لماذا تتنصت علينا ؟؟
- أنا كنت أتبع روز وحسب ، أما حديثك مع لوريوس فهذا لا يهمني ..



أتى لوريوس إلينا وقال وهو ينظر إلى سوبارو : لقد أتيت في وقتك ، كنت أريد أن أسألك ، أتخرج مع جوليا حقاً ؟؟
عدل سوبارو وقفته وقال برجولة : بالتأكيد نحن نخرج مع بعضنا ، ألا يبدو هذا جلياً علينا ؟؟
قالت جوليا بسخرية : ألم تقل أنك لا تعرفني للتو ، أم أنك مصاب بإنفصام الشخصية ؟؟
تدخلت حينها بينهما : لوريوس جوليا لم ولن تخرج مع أحد ..
ثم تابعت بتهديد : لا مع سوبارو ولا معك ..


قال لوريوس بهدوء : أنا أمتلك صديقة ولا أحتاج إلى فتاة أخرى ، وحتى لو أردت فأنا لن أختار جوليا مطلقاً ..
قلت بإندفاع : وما بها جوليا سيد لوريوس ؟؟ لن تجد فتاة أفضل منها حتى لو درت حول العالم ..
أطلقت جوليا ضحكة قصيرة وقالت : لماذا أنت منفعلة كثيراً يا روز ؟؟ ..


تحدث لوريوس : بما أن الجميع ينكر ذلك فهذا يعني انكم صادقون ، لكنني لا أفهم لم سوبارو مصر على الكذب ..
قالت جوليا بتلاعب : لربما هو معجب بي ولكنه يخجل من الإعتراف ..
رد سوبارو بسرعة : أفضل الموت على ذلك ، كنت أهدف إلى إستفزاز لوريوس وحسب ، لا تتوقعي شيئاً آخر ..
إبتسمت جوليا وقالت : من الجيد أنك اعترفت بذلك ، فلو لم تفعل ذلك لبقي لوريوس يشك في صدقنا ..




قلت بتردد : أمم جوليا أخبريني أرجوك عن الموضوع الذي كنتما تتحدثان عنه ..
استدارت جوليا قائلة : لقد أخبرتك سابقاً أنه جزء من الماضي ، لا تهتمي بذلك كثيراً ..
على الرغم من أنني فضولية كثيراً بشأن هذا إلا أنني لم أرد أن ألح عليها كثيرا ، وسأسأل جودي عن ما تخفيه جوليا عني ..


***


~ ياماتو ~


مضى الأسبوع ولازلت عاجزاً عن إقناع آلبرت بالخضوع للعملية ، ومايزعجني أكثر هو أنني عند زيارتي له لا تكف شينا عن ذكر جوليا وتلح علي بإحضارها معي ، ولكنني لست على تواصل معها ولهذا لم أستطع إحضارها ..

في يوم الجمعة أخبرني أبي بأن هناك حفلاً ويجب علي حضوره يوم السبت ، ولا أعلم لماذا كان مصراً ، ولكن ربما لأن السيدة صاحبة الحفل شخصية مهمة ..
لم أسأله عن سبب الحفل ولم أكن أبالي حقاً ..

ارتديت ملابس رسمية سوداء مع ربطة عنق مخططة بالأبيض وسرحت شعري ، ثم نزلت إستعداداً للذهاب ..
كان أبي في انتظاري وحين نزلت صعدنا السيارة معاً وانطلقنا نحو منزل السيدة موتسومي ..
عندما وصلنا ترجلنا من السيارة وأنا أسير نحو المنزل الشبيه بالقصر لضخامته وفخامته.

وجدت العديد من الأشخاص أصحاب الطبقة الثرية ، وهذا ليس مفاجئاً بالنسبة لي ، فأبي لن يحضر إلا المناسبات الراقية ..
كان الخدم منتشرين في الأرجاء يوزعون لنا المقبلات والمشروبات ، وأبي قد اندمج مع مجموعة من رجال الأعمال بينما أنا واقف في مكاني بملل ، ولا أعلم ماذا يجب أن أفعل ..

- ياماتو لم أتوقع حضورك ، سعيد حقاً برؤيتك هنا ..
كان الصوت مألوفاً حينها ، وعندما إلتفت خلفي فوجدت ميزوكي يقترب مني بإبتسامته المرحة ..
بادلته الإبتسامة ولاحظت أخته التي بجواره والتي كانت ترتدي فستاناً أحمر اللون أظهرها بمظهر الآنسة الراقية ..
سعدت لرؤيتهما كثيراً وقضيت وقتي أتحدث إليهما ..

***
~ جوليا ~


ألقيت نظرة أخيرة على نفسي من خلال المرآة الموجودة أمامي ، كنت أرتدي فستاناً باللون الأسود يتوسطه شريط أحمر اللون وحذاء بكعب متوسط بلون الشريط ذاته ، ثم سرحت شعري وزينتها ببعض الإكسسوارات الحمراء ..
لاحظت إنعكاساً للخادمتين الواقفتين خلفي ويبتسمن برضى ، فهما من أظهراني بهذا المظهر ..


تحدثت إحداهن : آنستي تبدين رائعة حقاً ..
أغصبت نفسي على الإبتسامة : شكراً على الإطراء ..
صحيح أن مظهري جميل ولكنني لا أحب أن أبدو كذلك فأنا محرجة ، ولم أعتد يوماً على إرتداء الفساتين الأنثوية ..
حتى عندما ابتعات لي جدتي هذا الحذاء الأحمر صارحتها بأنني لا أتقن السير بالكعوب ، فأخذنا نتمرن على السير حتى اتقنت ذلك قليلاً ولم أعد أتعثر كالسابق ..


فُتح باب الغرفة لتدخل جدتي التي كانت ترتدي فستاناً أبيض اللون يتناسب مع عمرها ، قالت بجدية : هيا تعالي معي لأعرفك على الضيوف ..
سرت بإتجاهها بخطوات بطيئة ، بينما قالت جدتي بإنزعاج : إبتسمي يا جوليا ولا تخجليني أمام الحضور ..


زورت على شفتي إبتسامة عريضة وقلت : ما رأيك بهذه الإبتسامة ؟؟
- ممتاز ، حافظي عليها حتى انتهاء الحفل وبعدها تستطيعين العبوس قدر ما تشائين ..


سرنا بعدها وجون ومات يقفان خلفنا ، ويبدو أنهما سيلازمانني حتى في منزل جدتي ..
عندما اقتربنا من السلالم كنت أسمع أصوات الحضور المتداخلة ، فأصبت حينها بقليل من الإرتباك ، أشعر بأن الحاضرون كثر ، وأنا أخشى أنني لن أندمج معهم ..
أخذت نفساً عميقاً ثم نزلنا السلالم ببطء حتى لا أتعثر ، وعندما وصلنا وسط الدرج إلتفت الجميع إلينا وكانوا كثيرين حقاً كما توقعت ..


خيم الصمت وأنظارهم المتصفحة مصوبة نحوي ، تحدثت جدتي بصوت جهوري : هذه هي حفيدتي جوليا والتي سترث ثروتي من بعدي ، ولكن بعد أن تتخرج من المرحلة الثانوية ..
أكملنا طريقنا فتدافع الناس لمصافحتي ، ومن الواضح جداً أنهم يزيفون إبتسامتهم أمامي ، فحين يبتعدون ألحظ همساتهم ..
أنا واثقة من أنهم يتحدثون عن حادثة الإختطاف وتصرفاتي مع رجال الصحافة لكنني لست أهتم ..


من بين الرجال تقدم ياماتو الذي كان بمظهر مختلف تماماً وقال بسعادة ممزوجة بالحيرة : لا أصدق ما أرى يا جوليا ، كيف يمكن لهذا أن يحصل ؟؟ لم أكن أعرف أن هذا الحفل مقام على شرفك ..
بادلته الإبتسامة : وأنا لم أكن أظن أنني سأجدك ، سعيدة حقاً بوجودك ..
تقدم مني رجل في أواخر الأربعين وقال : آنسة جوليا أنا السيد كودو والد ياماتو ، سعيد حقاً لأن حفيدة السيدة موتسومي صديقة لإبني ، إنه لشرف كبير حقاً ..


لم أعرف كيف أرد عليه ، لكن جدتي أسعفتني حين قالت : ونحن سعداء بذلك أيضاً فإبنك ياماتو كان له دور كبير في إنقاذ حفيدتي ، شكراً لك يا ياماتو ..
إبتسم ياماتو بإحراج وقال : لم أفعل شيئاً يستحق الشكر ..


أكملت مصافحة الجميع الذين كانوا يتملقون أمامي بصورة مقززة ، واتجهت نحو ياماتو لأقضي وقتي معه ..
جلست بجواره بينما قال الشاب الواقف بجانبه : ياماتو كيف تعرفت على جوليا ؟؟ من الواضح أن علاقتكما قوية ..
أجابه ياماتو : لقد كانت معي في مدرستي القديمة وكانت من أعز صديقاتي ..
- ما اسم مدرستك القديمة ؟؟
ذكر ياماتو اسم مدرستي فتغير وجه الفتى الذي كان اسمه ميزوكي على ما أظن ، ثم قال بتعجب : ولماذا كنتما تدرسان في مدرسة للعامة ؟؟


أجبت عوضاً عن ياماتو : لا أظن أن هناك إختلافاً في المدارس فجميعها مكان للتعلم ، لا فرق بين مدارس الأغنياء والعامة ..
قال موجهاً سؤاله لي : هل لازلت تدرسين هناك ؟؟
- نعم ولا أنوي تغييره مطلقاً ..
ابتسم ميزوكي حينها وقال : أنت غريبة ، بالمناسبة هل أنت ذاتها جوليا التي يتحدث عنها الجميع في الصحف والأخبار ؟


أجبت ضاحكة : لا أنا ظلها ..
قال ميزوكي : قضيتك يا جوليا يلفها الغموض ، ولهذا أصبح مصدر إهتمام الجميع ، ولكن لماذا ترفضين إخبار الجميع بالحقائق ؟؟
تدخل ياماتو وقال بصرامة : ميزوكي نحن لسنا هنا لنتحدث عن تلك القضية ، أغلق الموضوع رجاءً ..
قال ميزوكي و هو يلتفت يميناً وشمالاً : لست أنا الوحيد الذي يتحدث بشأن هذا ، بمجرد النظر إلى حولك ستدرك أن الجميع يتهامسون مع بعضهم بهذا الشأن ..

قاطع حديثنا مجيء فتاة في العشرين من عمرها تسير بتغنج وتتمايل بشكل مقزز ، ثم وقفت أمامي قائلة : آنسة جوليا أنا كنت دائماً أحضر الحفلات ولم أرك يوماً ، أين كنت طوال هذا الوقت ؟؟ هل أنت حفيدة السيدة موتسومي حقاً ؟؟ أم أن هناك لبساً في الموضوع ..


أجبت حينها بتلاعب : لم أتوقع أن تكتشفي ذلك لكنك محقة ، أنا لست حفيدتها ، بل نحن فقط في برنامج الكاميرا الخفية أردنا رؤية ردات فعل الجميع حينما نخبرهم بأن للسيدة حفيدة ..
ابتسمت حينها الفتاة وقالت : كما ظننت ، فمن الواضح جداً بأنك لا تنتمين إلى مثل هذه الحفلات الراقية ، بالمناسبة متى ستنهون البرنامج ..


نظرت إليها بتفاجؤ ، لم أظن أنها ستصدق كذبتي ، أما ياماتو فانفجر ضاحكاً بصوت عالي مما جعل الجميع يلتفتون بإتجاهنا بفضول ..
انسحبت من بينهم وكأنني لم أكن معهم ، بينما ياماتو شعر بالحرج وكتم ضحكته ثم اعتذر إلى الجميع فتابعوا ماكانوا يفعلونه ..


تقدم ياماتو نحوي وقال بحرج : أيتها الماكرة تهربين لوحدك بعد أن كنت السبب في إضحاكي ..
قلت بهدوء : أنا لم أجبرك على الضحك ، بل أنت من ضحكت بذلك الشكل من تلقاء نفسك ..
- أنظري إلى أبي كيف يرمقنني بنظرات حادة ، يبدو أنه محرج بسببي ..

إلتفت إلى والده الذي ينظر إليه بنظرات وعيد وتهديد ثم انشغل بعدها بالحديث مع من حوله ..
قلت ضاحكة : إذا فعل والدك شيئاً بك فأخبرني فأنا أريد أن أضحك عليك قليلاً ..
ضيق عينه قائلاً : هي جوليا ماذا حصل معك ؟؟ لقد تغيرتي كثيراً ، لو كنت الفأرة المتأسفة فأنت لن تقولي ذلك مطلقاً ..
- الفأرة المتأسفة إنه لقب يعيد الحنين ، أشعر كما لو أنك أطلقت علي هذا منذ سنوات ، وليس قبل عدة أشهر فقط ..
-أعتذر على وقاحتي عندما دفعتك من أمام المشفى ، فقد كنت مستعجلاً قليلاً ..
- لا بأس فأنا لم أغضب عليك حتى أنني نسيت الحادثة تماماً ..


صمت ياماتو لثواني قبل أن يقول بتردد : جوليا أنا فعلا عملت الكثير من الأمور السيئة لك ، أعتذر عن ذلك حقا كان لدي هدف معين لذا قمت بإستغلالك ..
- لست الوحيد من أخطأ يا ياماتو فأنا سابقاً حاولت خنقك عندما اغضبتني بكلامك وكِدت تفرق بيني وبين روز ..
- لقد كنت متفاجئاً آن ذاك حتى أنني لم أستطع مقاومتك حتى ، فقد كانت تلك المرة الأولى التي أتعرض فيها لموقف كهذا ..


بقينا نتحدث أنا وياماتو طويلا فقد كنت سعيدة حقاً بتواجده ، حتى أنه أخبرني عن راي وعن كونها زوجة أبيه ، لقد تفاجأت حقاً من ذلك ، ولكنني لم أرغب في سؤاله عن سبب إخفائه الأمر عنا سابقاً ..
عندما أتى موعد العشاء ، اجتمع الجميع في غرفة الطعام حول المائدة الطويلة ، وقد كانت تكفي جميع الحاضرين وكأن جدتي قد حسبت حساب الجميع مسبقاً ..
كانت جدتي تترأس الطاولة وأنا على يمينها وياماتو بجواري ، وفي الجهة المقابلة لي كان يجلس والد ياماتو ولم يخف علي نظراته التي كان يصوبها نحوي طوال الحفل ..
عندما تأخر الوقت بدأ الجميع بالمغادرة ، وكان ياماتو ووالده آخر المغادرين ، فقد كان والده يتحدث مع جدتي على انفراد ..


نزعت حذائي ووضعتها جانباً بينما ياماتو ينظر إلي بإستغراب ..
قلت بإبتسامة هادئة : أنا لم أعتد على إرتداء مثل هذه الأحذية ولهذا قدمي تؤلمني ..
أشار إلي ياماتو على الأريكة لأجلس عليها بينما قال : لا بأس تصرفي على طبيعتك ، بالمناسبة نسيت أن أقول هذا في البداية لكنك حقاً تبدين مختلفة ، رغم أنك جميلة دائما إلا أنك اليوم تبدين فاتنة..


نظرت إليه بإحراج وقلت : هي ياماتو ألا تخجل من قول شيء كهذا ؟؟
رد ببراءة : ولماذا أخجل ؟؟ إنها الحقيقة ..
ابتسمت قائلة : حتى أنت تبدو مختلفاً للغاية ، فأنت تبدو أوسم مما أنت عليه ..
- شكراً لك على إطرائك ..


عندها قاطعنا صوت نداء والده ثم غادرا وأنا وجدتي واقفين في الخارج نودعهما ، بعد أن اختفت سيارتهم عن أمامنا نظرت إلي جدتي وهي تبتسم بمكر ، لم أرتح لإبتسامتها مطلقاً ولهذا قلت بقلق : في ماذا تخططين يا جدتي ؟؟
أشاحت بوجهها وقالت : ستعرفين هذا لاحقاً ، والآن عودي إلى غرفتك فأنا واثقة من أنك متعبة بعد هذا اليوم الطويل .



نهاية الفصل ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-05-2017 الساعة 08:48 PM
رد مع اقتباس
  #119  
قديم 03-02-2017, 02:04 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_02_17148592663790712.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


||٤٠||




~ ياماتو ~


في اليوم الذي يليه كنت في المنزل بما أنها عطلة نهاية الأسبوع ، استيقظت باكراً على الرغم من أنني أشعر بالتعب بسبب حفلة الأمس ، ولكنني مضطر إلى ذلك لتناول الفطور مع أبي ..


- ياماتو ماذا تنوي أن تفعل اليوم ؟؟
نظرت إليه بإستغراب ، إنها المرة الأولى التي يبتدئ فيها حواراً بينما نحن نأكل ، أجبت بإستغراب : لا أمتلك أي مخططات لهذا االيوم ، لكن لم السؤال ؟؟
- لماذا لا تخرج مع أصدقائك هذا اليوم وتسلوا أنفسكم قليلاً ..
توسعت حدقتا عيني وأنا أنظر إليه بغير إستيعاب ، ليقول بإنزعاج : لماذا تنظر إلي هكذا ؟؟ أنا لم أقل شيئاً غريباً ..


إبتسمت ببلاهة وقلت : هاا لا لا شيء أبداً ..
- إذاً ما رأيك بالإقتراح الذي اقترحته عليك ؟؟
تمتمت بغباء : أي إقتراح تعني ..
احتدت ملامحه وصرخ بغضب : أعني ما قلته للتو عن ذهابك مع أصدقائك إلى مكان ما ..
هززت رأسي بإيجابية وأنا أقول : أهاا أنت تعني هذا ، لكنني أعتقد بأنني سأرفض ذلك ، فأنا لا أمتلك أصدقاء مقربين مني لأقضي معهم وقتي في العطلة ..


حدق فيني أبي ناطقاً بهدوء : وماذا عن جوليا وسوبارو وروز ؟؟ أليسوا من أعز أصدقائك ؟؟
تفاجأت حين قام بذكرهم أمامي ، ما الذي يحاول أبي الوصول إليه ؟؟ لم أعد أفهمه حقاً ..
قلت بضيق : أبي إلى ماذا تهدف بالضبط ؟؟


أجاب ببساطة : لقد قررت السماح لك بمقابلة أصدقائك مجدداً ، هذا كل ما في الأمر ..
همهمت بشك : أهذا كل شيء حقاً ؟؟
رمقني بنظرة حادة وقال : أتشك في صحة كلامي ؟؟ على أية حال إذا لم ترد ذلك فأنت حر ..
قاطعته بسرعة : لا لا أنا فعلاً أريد أن نعود نحن الأربعة إلى ما كنا عليه ، شكراً لك يا أبي ..


- لا داعي لشكري ، وبالمناسبة لدي رقم جوليا ، إن أردت التحدث معها فأخبرني حتى أعطيك رقمها ..
قطبت حاجباي بإستغراب : ولماذا رقمها بحوزتك ؟؟ ومتى حصلت عليه ؟؟
- لقد حصلت عليها بطريقتي الخاصة ، ألديك مانع ؟؟


لم أجب عليه وعدنا نتناول الفطور ، وأنا أشعر بشيء من الريبة والشك ، أبي يهدف لشيء ما بالتأكيد ، وإلا لما سمح لي بالتسكع مع سوبارو والبقية ..
انتهينا من تناول الغداء وعدت أنا إلى غرفتي وما هي إلا دقائق حتى طرقت إحدى الخادمات باب غرفتي وسلمتني ورقة فيها رقم هاتف محمول ، وأخبرتني أنها رقم جوليا ، ووالدي من طلب منها تسليمي هذه الورقة ..

ازداد شكي أكثر ، هو بالتأكيد يخطط لأمر ما ، لكنني لا أعرف كيف سأكتشفه ..


أخذت أقلب الورقة بين يدي ، حتى لو اتصلت عليها فلا أعلم ما يمكنني قوله ، وفجأة تذكرت أن شينا تريد مقابلة جوليا منذ مدة ، ووجدت أنها الفرصة المناسبة لأعرف جوليا على شينا ، فأنا أنوي زيارة آلبرت على أي حال ..


اتصلت عليها لترد بعد دقائق بصوتها الهادئ : مرحباً ..
قلت بإبتسامة : صباح الخير جوليا أنا ياماتو ..
- أووه ياماتو !! غريب من أين أحضرت رقم هاتفي ، لا أذكر أنني أعطيتك هو ..
- لا يهم من أين ، على أي حال هل أنت متفرغة اليوم ؟؟
- ولماذا هذا السؤال ؟؟
- ما رأيك أن ترافقيني إلى المشفى ، فهناك إمرأة تريد مقابلتك بشدة ..


قالت بإستغراب : وماذا تريده مني ؟؟ وهل أعرفها ؟؟
- لقد قالت بأنها سمعت عنك كثيراً ، ولهذا تريد مقابلتك وجهاً لوجه ..
- وما اسمها ؟؟
- شينا ..
- المعذرة لا أعرف إمرأةً بهذا الإسم ، لربما أرادت رؤيتي لإشباع فضولها ليس إلا حول قضية الإختطاف ..


كلامها كان مقنعاً ، فالنساء بطبعهن فضوليات جداً ، وهذا الإحتمال ليس مستبعداً بما أنها شينا ..
مع ذلك لم أرد أن أرفض طلب شينا المريضة ولهذا قلت بترجي : هيا يا جوليا أرجوك ، شينا مريضة بالقلب ولا أحد يأتي لزيارتها ، لربما زيارتك لها ستحسن من حالها ، لذا أرجوك يا جوليا تعالي معي ..
زفرت بملل ثم قالت : حسناً سأذهب ..
قلت بفرح : شكراً لك يا جوليا ، وبالمناسبة تحدثي مع روز أيضاً لترافقنا ..
- بالطبع سأفعل ذلك ، وأما أنت فأخبر سوبارو فأنا لا امتلك رقم هاتفه ..
صمت لثواني قبل أن أقول بهدوء : سأحاول ذلك ، حسناً قولي لروز أن تجهز نفسها الساعة العاشرة..
- حسناً إلى اللقاء ..


أقفلت جوليا الخط دون أن تنتظر ردي ، ولم أعر الأمر إهتماماً ، وبأصابع مترددة اتصلت على سوبارو ، وأنا أشعر بقليل من الإرتباك والتوتر ..
هو يكرهني لكنني أظل متشبث به ، أبدو حقاً كالعلكة الملتصقة به ، ولكنني لا أستطيع تركه ، فأنا حتى لا أعلم سبب بغضه لي ، أنا بالتأكيد سأحاول تحسين العلاقة بيننا ..


شعرت بالخيبة حين أقفل الخط في وجهي ، ولم أشأ إزعاجه بإتصال آخر ، لكنني تفاجأت حين وصلتني رسالة منه كان محتواه [ أيها الثري المغفل إياك والإتصال بي مجدداً]
عبست حين قرأت رسالته الغبية ، لا أعلم لماذا يبغضني إلى هذه الدرجة ، ولقب الثري المغفل يغضبني كثيراً ..


صرخت بغيظ وأنا أنظر إلى هاتفي المحمول وكأنني أخاطب سوبارو : أنت من أراد مصادقتي أيها الغبي ، تباً لك أيها الأحمق ..
وضعت الهاتف على المنضدة وأنا أشعر بالإنزعاج الشديد ، لقد صبرت على حركاته كثيراً ، وصبري كاد ينفد ، صحيح أنني لا أغضب من الآخرين بسهولة ، ولكن إذا استمر الشحص في إغضابي فأنا لن أظل هادئاً ..




***

~ جوليا ~


اتصلت على هاتف جودي فأنا أعلم أن روز لا تمتلك هاتفاً ، وحين أجابت طلبت منها أن تعطي الهاتف لروز ، ولكنها أخبرتني بأنها لا تزال نائمة ..
ثم أردفت بفضول : ماذا تريدين منها في مثل هذا الوقت الباكر ؟؟
- أردتها أن ترافقني إلى مكان ما ، لكن بما أنها نائمة فلا بأس ..


قالت جودي حينها : إذاً خذيني معك عوضاً عنها ..
فكرت في أنه لا مشكلة في إصطحاب جودي معنا ، لذا قلت : حسناً إذاً عليك أن تستعدي في الساعة العاشرة ، سنمر عليك بسيارة ياماتو ..


أنهيت المكالمة وأشغلت نفسي بقراءة كتابا ريثما أنتظر الساعة العاشرة ، وحين لم يتبقى إلى ربع ساعة على الوقت المحدد ، بدأت أجهز نفسي ..
ارتديت قميصاً أبيض اللون ، وبنطال أزرق وارتديت أعلاهم معطفاً باللون الأزرق بما إن الأجواء باردة ، ثم قبعة صوفية ، وحينما انتهيت أتتني الخادمة لتخبرني بأن سيارة ياماتو بإنتظاري ..

غادرت منزل جدتي بعد أن ودعتها ، ولم يخف علي نظراتها التي تنظر فيها إلي منذ أمس ، لكنني أتجاهلها عمداً ..
عندما وصلت السيارة أخبرت ياماتو بأن روز لن تأتي معنا ، وستأتي جودي عوضاً عنها وهو لم يعارض وجودها .

وحين سألته عن سوبارو تغيرت ملامحه وقال بشيء من الغضب : هو منشغل قليلاً ، ولهذا لن يستطيع المجيء ..
كان من الواضح أنه يكذب وهذا يظهر جلياً عليه ، لكنني سايرت كذبته ، فأنا أشعر بأن هناك شيئاً بينهما ، فقد كانت تصرفاتهما حين كانا في منزلنا غريب قليلاً ، ولم يكن كالمعتاد ..

اصطحبنا جودي التي لم تكف عن الثرثرة منذ دخولها إلى السيارة ، وما يشجعها أكثر هو أن ياماتو يعير لها إهتماماً ، ويصغي إلى ترهاتها ..
توقفت السيارة أمام إحدى المستشفيات ، وفتح السائق الباب لنا ، لتقول جودي بإستنكار : لحظة !! ماذا نفعل أمام المشفى ؟؟
خرج ياماتو من السيارة وقال مبتسماً : نحن هنا لزيارة مريضين ، أين ظننت أننا ذاهبون ؟؟
أخذت جودي بالتذمر بينما أنا طلبت من ياماتو تجاهلها وأنا فعلت المثل ..

سرنا خلف ياماتو بين ممرات المشفى ، ووقفنا أمام الغرفة ١٠٨ ، طرق ياماتو عدة طرقات خفيفة وفتح الباب ..
دخل أولاً لنتبعه نحن الإثنتين ، جلت ببصري نحو الغرفة التي تضم ثلاثة أسرة ، ولا يوجد سوى مريض واحد مستلقٍ على إحداها ..


بمجرد أن وقع عين الرجل علينا حتى قطب حاجبيه بإنزعاج ، بينما قال ياماتو مبتسماً : كيف حالك اليوم يا آلبرت ؟؟
ليرد ببرود عليه : من هاتين اللتان معك ؟؟ ولماذا أتيت بهما إلى هنا ؟؟
إلتفت إلينا ياماتو وقال وهو يشير إلينا : هذه جوليا التي حدثتك عنها ، والتي بجوارها هي أختها الصغرى جودي ..

ارتسمت على وجهه إبتسامة ماكرة وعيناه مثبتتان نحوي ، ثم قال بنبرة متلاعبة : أووه إذاً هذه جوليا التي رأيتها في حلمك وبكيت من أجلها ..
أصدر ياماتو شهقة قوية وقال بإحراج : ما الذي تقوله يا آلبرت ؟؟ كف عن التفوه بالترهات ..

انتابني فضول لمعرفة ما يعنيه هذا المدعوا آلبرت ، ولكن وقبل أن أسأل قال آلبرت موجهاً خطابه إلي : يبدو أنك عبثت بقلب سيدي الصغير جيداً ، أنا متفاجئ لأنك استطعت ......
أوقف ياماتو ثرثرته بعد أن أغلف فمه بيده ، ووجهه قد صبغ بالإحمرار بشكل غريب ، ثم صاح بقليل من الغضب الممزوج بالخجل : الأمر ليس كذلك يا آلبرت ، لقد أخبرتك عن السبب سابقاً لذا لا تلفق قصصاً من خيالك ..


أطلقت تنهيدة طويلة وقلت : أنا لا أهتم بالأمر الذي تتحدثان عنه ، لكن أخبرني من هذا الرجل ؟؟ وأين المرأة التي حدثتني عنها ؟؟


أجاب بربكة : آآ هذا الرجل يدعى آلبرت ، وشينا لا أعلم أين هي الآن ..
قال آلبرت : شينا ذهبت لرؤية الطبيب قليلاً وستعود قريباً ..
تقدمت جودي وقالت بفضولها المعتاد : هي ياماتو ماذا كان يعني هذا الرجل عندما قال بأنك بكيت من أجل جوليا ؟؟ هل حصل ذلك فعلاً ؟؟
قلت بحدة : جودي كفي عن التدخل في أمور لا يعنيك ..


كادت جودي أن ترد علي إلا أن صوت الباب الذي فُتح أثار فضولها وجعلها تلتفت لتنظر من الداخل ..
دخلت المرأة ذات الشعر الأسود إلى الغرفة ، وكان من الواضح أنها إحدى المرضى ..
حدقت فينا بنظرات غامضة وقالت مخاطبة ياماتو ولا تزال عيناها مثبتتان نحونا : من هاتان الفتاتان يا ياماتو ؟؟


أجاب ياماتو بإبتسامة : إنها جوليا التي رغبت برؤيتها ، وبرفقتها أختها جودي ..
تمتمت ببطء : أي منهما هي جوليا بالضبط ؟؟


تقدمت للأمام خطوتين ثم قلت : أنا هي جوليا أيتها الآنسة ..
بمجرد أن أنهيت جملتي انقضت علي فجأة كثور هائج ، ولكنني استطعت إمساك يديها بسرعة قبل أن تتمكن من توجيه ضربة نحوي ، ثم قلت بهدوء وأنا أنظر إلى وجهها المكفهر : أنت شفافة جداً لدرجة أنني استطعت معرفة ما تفكرين به من خلال نظراتك فقط ..


حاولت أن تحرر قبضتيها وهي لا تكف عن شتمي ونعتي بأقبح الصفات ، تدخل ياماتو وأمسك بها ثم رفعها عني وهي تحاول عبثاً الوصول إلي ..
أحكم ياماتو إمساكها ولهذا حررتها ، وهي لا تزال تصرخ في وجهي بغضب ، ومن شدة غضبها بدأت بالتفوه بكلمات متداخلة لم أفهمها وحتى أنها بدأت بذرف الدموع التي تدل على عجزها ..


لم أكن أقل صدمة من ياماتو الذي نظر إلي بحيرة وقلق ، لأقول له بهدوء : دعها يا ياماتو ..
- لكن ....
قاطعته : من دون لكن ، دعها أرجوك ..
بمجرد أن أفلتها ياماتو عادت لتنقض علي مجدداً ، لكنني لم أحاول مقاومتها ، أسقطتني أرضاً ويدها مغروزة في شعري واليد الأخرى تصفع به وجهي ..
لمحت ياماتو يقترب مني لمساعدتي ، ولكن شينا تملكتها قوة غريبة جعل ياماتو يعجز عن مساعدتي ..


لم تكن جودي لتقف مكتوفة اليدين وهي تراني أُضرب ، فساعدت ياماتو في إبعاد شينا عني ، وبشق الأنفس استطاعا إبعادها ..
منظرها الباكي ووجهها الغاضب جعلني أشفق على حالها ، هي لم تضربني عبثاً ، يبدو أنني فعلت شيئاً لها ..
عدلت شعري وقلت بنبرة هادئة محاولة إمتصاص غضبها : إنها المرة الأولى التي أقابلك فيها ، ما الذي يجعلك غاضبة مني إلى هذه الدرجة ؟؟


بدأت أنفاسها بالتسارع ، وصدرها يعلو ويهبط بوضوح ، إنها على وشك الإنفجار الآن ، فتحت ثغرها قليلاً وقبل أن تتفوه بكلمة غزت ملامح الألم وجهها ، وجسدها يرتعش بشكل مريب ..


سمعت حينها صرخة عالية : استدعوا الطبيب حالاً ، لقد أصابتها نوبة قلبية أخرى ..
صراخ الرجل آلبرت جعلت قدماي تتحركان مسرعة نحو الخارج ، لطلب المساعدة من إحدى الممرضات ..
وأتى الطبيب مسرعاً إليها وأخذوها إلى غرفة الإنعاش ..


كنت أنا وياماتو وجودي ننتظر خارجاً ، فهم لم يسمحوا لنا بالدخول معها ، وسط هذه الأجواء المتوترة قالت جودي : تلك المرأة المجنونة لماذا هجمت عليك فجأة ؟؟
نظرت إليها بغضب ، إنه ليس الوقت المناسب للتحدث عن أمور كهذه ، قبل أن أتمكن من الصراخ عليها تحدث ياماتو : جودي في وقت كهذا لا يجب أن نفتتح مواضيعاً لا أهمية لها ، لنتمنى فقط أن تكون بخير أولاً ..


أسلوبه في النصح جعل جودي تنصت إليه دون أي اعتراض ، ولو كنت أنا لصرخت في وجهها وزادت الأمور إشتعالاً ..
بعد دقائق اقترب منا السيد آلبرت بمقعده المتحرك وقال مخاطباً ياماتو : سيدي الصغير ماذا حصل لشينا ؟؟
قال ياماتو وهو يحرك قدمه بتوتر : لا أعلم ، لم يخبرونا بأي شيء حتى الآن ..


نداء السيد آلبرت لياماتو بالسيد الصغير جعلني أتذكر من يكون ، إنه الخادم ذاته الذي كان يعمل في منزل ياماتو بلا شك ، وأنا رأيته حين ذهبنا إلى منزله ، الآن عرفت لماذا كان وجهه مألوفاً لدي ..


مشكلتي أن ذاكرتي ضعيفة ، ودائماً أنسى الأشخاص بسرعة كبيرة ، ولهذا ربما أكون قد أخطأت في حق شينا يوماً ولكنني نسيت الأمر ، ولهذا هي حاقدة علي ..


طال إنتظارنا لساعة ونصف ، وخرج الطبيب أخيراً لنندفع جميعاً بإتجاهه ، ونمطره بإسئلتنا المتعلقة بصحة شينا ..
رفع يده أمامنا لنتوقف جميعاً ، ليقول بقليل من الغضب : ما الذي جعل حالها يسوء إلى هذه الدرجة ؟؟ ماذا قلتم لها بالضبط ؟؟ أو ما الذي حصل بالتحديد ؟؟


تبادلنا النظرات الحائرة فيما بيننا ، ليجيب ياماتو أخيراً : لا نعلم حقاً حضرة الطبيب ، بمجرد أن رأت جوليا حتى انقلبت فجأة ..
حدق فيني الطبيب لبرهة ثم قال بعد أن علت عليه الدهشة : إن لم أكن مخطئاً فأنت هي الفتاة ذاتها التي أصبحت حديث الجميع ..
إلتصقت جودي بي وقالت بتباهي : نعم هي ذاتها ، الفتاة التي واجهت وقتاً عصيباً ولا زالت قوية حتى الآن ، وأنا أختها جودي ..


حرك الطبيب نظارته وقال : الآن فهمت الأمر ، هل لك أن تأتي معي قليلاً لأشرح لك الأمر ..
نطق ياماتو بسرعة : وأنا أشعر الفضول حول ذلك أيضاً ، لذا هلا سمحت لي بمرافقتم أيضاً ..
- لا بأس ..

على الرغم من أنه سمح لياماتو فقط بمرافقتنا إلا أن الجميع لاحقونا حتى المريض آلبرت ..
دخل الطبيب مكتبه وجلسنا في الجهة المقابلة له ، شبك أصابعه ببعضها وأسند يديه إلى الطاولة ثم قال : اسمعيني أيتها الآنسة ، شينا كانت تمتلك أخاً يكبرها بعدة أعوام لكنه مات قبل مدة ليست بالطويلة ، في البداية أخبرتنا الشرطة أنهم لم يجدوا شيئاً يدل على أنه قد قُتل ، ولهذا استنتجوا أنه قد انتحر ، انهارت شينا وساءت حالتها الصحية كثيراً ، ولكن قبل بضعة أيام أتت الشرطة وأخبرتنا أنه قد قُتل في الواقع ، ولم يكن إنتحاراً كما ظنوا ، وهل تعرفين من قاتله ؟؟


اكتفيت بهز رأسي بالنفي وأنا أنصت إليه بجميع حواسي ، ليقول بعدها ببطء : إنه ساي نفسه الذي اختطفك ..
تجمد الدم في عروقي ، وأدركت سبب غضبها مني ، ولكن للتأكيد سألت بنبرة متماسكة عكس ما في داخلي : هل إسم ذلك الأخ هو كيتورا ؟؟
أومأ برأسه بإيجابية ، لأشعر وكأن صخرة عملاقة ألقيت علي ، شينا هي الأخت التي طلب مني كيتورا مساعدتها قبل موته ، شينا هي نفسها أخت الرجل الذي قُتل بعد أن حاول إنقاذنا ، أي صدفة هذه ، لم أتوقع أنني سأقابلها بسهولة هكذا ..

قطع حبل أفكاري صوت ياماتو الذي قال : أنا لا أفهم ما شأن جوليا بالأمر إذا كان ساي هو من قتل أخ شينا ؟؟
تركت الطبيب يشرح الأمر له ، فأنا لم أعد أمتلك الطاقة الكافية للتحدث ..


- كيتورا كان يعمل لدى ساي ، ولكننا لم نكن نعلم أنهم منظمة إجرامية ، فقد ظننا أنه مجرد موظف في شركته ، قبل أيام أخبرتنا الشرطة بهذا الأمر ، كما أنهم أخبرونا بأن رجال ساي قد اعترفوا بأنهم قتلوا ساي بعد محاولته لإنقاذ الضحيتين ، ولهذا شينا تبغض الآنسة جوليا كثيراً ، حتى أنهم اعترفوا بأنهم حملوه بعيداً وزوروا مسرح الجريمة من أجل إبعاد التهم عنهم ..

صاحت جودي بغضب : حتى لو أنه مات من أجل إنقاذ جوليا ، فهذا لا يعني بأنها السبب في موته ، تلك المرأة مجنونة بلا شك ..
قلت بهدوء : تخيلي لو قُتلت وأنا أحمي أحدهم واستطاع هذا الشخص الذي أحميه النجاة ، ألن تشعري بالغضب مثل شينا ؟؟
أشاحت جودي بوجهها ولم تتفوه بكلمة ، بينما قال السيد آلبرت : لماذا حاول إنقاذك يا جوليا ؟؟
قلت بكذب : يبدو أن ضميره قد أفاق ولهذا حاول مساعدتنا ، ولكنه لم يفلح في ذلك ..

تحدث آلبرت مجدداً لكن هذه المرة كان يخاطب الطبيب : أيها الطبيب أخبرتني شينا بأنك صديق أخاها المقرب منذ الطفولة ، ألا تشعر بما تشعر به شينا الآن تجاه جوليا ؟؟


أطلق الطبيب تنهيدة قوية وقال بعدها وهو ينظر إلي : حقيقة أن صديقي كان يعمل في منظمة إجرامية تشعرني بالحزن ، لكنني أدرك أنه انضم إليهم من أجل أخته فقط ، فهو لم يكمل دراسته بسبب سوء حالتهم الإقتصادية ، ووالداه توفيا في سن مبكر وتركاه يحمل هم أخته المريضة مذ أن كان صغيراً ، وسأكون كاذباً إذا ما قلت أن موته لم يؤثر علي ، لقد شعرت بالحزن الشديد لفقدانه ، فهو لم يكن مجرد صدق بل كان كالأخ أيضاً ، وأنا فخور لأنه مات من أجل محاولته لإنقاذ هذه الفتاة ، فهذا دليل على أن طيبة قلبه لم تلوث بعد ..


ساد الصمت على المكان لدقائق ، قبل أن يسأل ياماتو : انشغلنا بالحديث ونسينا سؤالك عن شينا ، كيف حالها الآن ؟؟
- لقد قمنا بإنعاش قلبها ويجب أن تبقى في العناية المركزة مدة ٢٤ ساعة ، المشكلة أن حالتها من سيء إلى أسوء ..


قلت بإستغراب : هي ما مشكلتها بالضبط ؟؟
- هناك ثقب في قلبها منذ ولاادتها ، وكان يجب عليها أن تخضع لعملية جراحية منذ مدة ، ولكنها لا تمتلك حتى نصف المال الكافي لدفع تكاليف العملية ، ولهذا ......
قاطعته بقولي : أنا سأتكفل بالدفع ، إن كانت العملية ستحسن من صحتها فأنا سأدفع لكم المال ..

إبتسم الطبيب إبتسامة جانبية وقال : العملية يجب أن تقام في دولة أجنبية على يد جراحين ماهرين ، ولا أظن أنك تستطيعين دفع التكاليف كلها ..
قلت بإصرار : بل أستطيع ثق بي ..
كانت نظراته التي ينظر إلي بها هي نظرات شك ، فهو غير واثق من مقدرتي على الدفع ، لذا تدخل ياماتو : حسناً أنا سأقوم بذلك أيها الطبيب ، فأنت تعلم من أكون ..
ابتسم الطبيب براحة حينها وقال : إن كنت أنت فأنا سأجهز ملفها من الآن ، وسأرسل إليهم تقريراً عن حالها ..


هممنا بالمغادرة ، ووقف الطبيب معنا ، وبعد أن مر بجواري همس في أذني بخفوت : لقد كان كيتورا مأسوراً بك كثيراً ، لهذا أنا لن أفعل بك شيئاً ..
نظرت إليه بتفاجؤ ليكمل مبتسماً : لقد كان يتحدث عنك كثيراً أمامي وأمام شينا ولم يكف عن مدح شجاعتك وقوتك ، ولهذا هي تراك سبباً في موته ، ولكنني سعيد لأنك تمكنت من تحريك مشاعره التي كان قد نسيها بسبب حياته الصعبة ..


لم أكن لأظن أبداً أنه سيحدثهم عني ، لقد كان كيتورا أحمقا للغاية ، ما كان يجب عليه أن يقع في حبي ذلك الغبي..


غادرنا مكتب الطبيب وعدنا إلى الغرفة التي فيها آلبرت ، وكان يحاول أن يعود إلى فراشه بصعوبة ، لكن عندما تقدم ياماتو لمساعدته دفعه بعيداً ، لينظر إلينا ياماتو بإحراج ، لذا تظاهرت وكأنني لم أنتبه إليهم ..


استدعى ياماتو إحدى الممرضات لتساعده ، وبعد أن انتهت من عملها غادرت الغرفة ، بقينا صامتين مجدداً فلم تكن هناك مواضيع نتحدث عنها ..
فجأة نطقت جودي وياليتها لم تنطق بشيء : هي سيد آلبرت لماذا أنت في المشفى ؟؟


ملامح ياماتو والسيد آلبرت تغيرت ، وقبل أن أستطيع تدارك الأمر أجاب آلبرت : كل ما في الأمر أن هناك من دفعني بقوة وتسبب في سقوطي مما أدى إلى شللي ..
جودي : إذاً أنت كنت تستطيع السير في السابق ..
أجاب بإبتسامة تخفي ورائها الكثير من الغضب : طبعاً ، ولكن هناك من سلب مني هذه القدرة بسبب لحظة غضب ..
- أووه هذا محزن للغاية ، لو كنت مكانك لم أكن لأسامح الشخص الذي تسبب في شللي ..


كلما استمر الإثنان في الثرثرة كان وجه ياماتو يشحب أكثر فأكثر ، لأستنتج أنه السبب فيما حل بخادمه ، لهذا قررت مقاطعة حوارهما وتغيير مجرى الحديث تماماً : سيد آلبرت ماهي نظرتك للشباب الذين هم أصغر منك عمراً ؟؟
رفع حاجبه بإستغراب : ها !! ما الذي تقولينه ؟؟
في الواقع لم أمتلك موضوعاً أتحدث عنه ، وهذا السؤال خرج من تلقاء نفسه ، حتى أنا بنفسي لا أعلم لماذا سألته هذا السؤال السخيف ..


قلت بإبتسامة مزيفة : نحن نقوم ببحث حول هذا الموضوع ، ولهذ سألتك هذا السؤال ، بما أن مظهرك يدل على أنك رجل ذو إجابة مبهرة ..
نظر إلي بإستنكار وقال : أنت تسخرين مني بالتأكيد ، صحيح ؟؟
قلت بإستسلام : حسناً لا تهتم ..
همست حينها جودي بصوت شبه مسموع : أنت حمقاء ..


لم أعر ما قاله أي اهتمام ، وبقينا قليلاً نتحدث مع السيد آلبرت وبعدها غادرنا ..
عندما صعدنا السيارة سألني ياماتو : جوليا لماذا سمحت لشينا بضربك ؟؟
أجبت وأنا أنظر إلى النافذة : بدت غاضبة للغاية ، ولا أظن أنها ستهدأ إلا إذا فعلت ماتريده ، لهذا سمحت لها بذلك ..


لقد تحملت أموراً أكثر من هذا ، وضرب شينا لي لن يكون سوى كقرصة بعوض ، وإن أرادت التنفيس عن غضبها مجدداً فأنا مستعدة لأن أكون كيس ملاكمتها ..
بعدها تذكرت أمراً هاماً ولهذا قلت : بالمناسبة أنا من سأدفع لشينا تكاليف العلاج ..
ابتسم بهدوء : لا بأس إن كنت مصرة ..




***



~ سوبارو ~


مستلقي على الأرض وعيناي مثبتتان على السقف ، أيام الإجازة من أمل الأيام لا أقضيه إلا في تأمل السقف كالآن ، قطع تأملي صوت طرقات الباب ، وقفت بتكاسل ، من يا ترى سيأتي في هذا الوقت ، إنها الساعة الواحدة ظهراً ..


فتحت الباب وحين رأيت السيد روكاوا قلت بملل : كان يجب أن أعرف أنه أنت أيها المزعج ..
الغريب أن وجهه لم يكن يبشر بالخير ، وهناك شيء غريب به ، قلت بإستغراب : سيد روكاوا ما بك ؟؟


قال بسرعة : سوبارو تعال معي بسرعة ..
أمسك بيدي يجرني للخارج ، لكنني قلت برفض : إلى أين ؟؟ لن أذهب إلى أي مكان قبل أن أعرف إلى أين ..
وقف في مكانه ، ثم التفت إلي وقال : إن ميدوري مريضة جداً ، أرجوك تعال لرؤيتها ..


ابتسمت بسخرية وقلت : أعلم أنها خطة منك لتجعلني أقابلها ، أنا لست مهتماً بها بعد الآن ، وحتى لو ذهبت فرؤيتها لي لن تحسن من صحتها ، بل ستزيدها سوءً ، إن كان هناك من سيبهجها فأنت تعلم أنه لن أكون أنا بالطبع ..
احتدت معالم وجهه وصاح في وجهي : أأنت غبي ؟؟ هذا ليس الوقت المناسب لتتحدث عن هذه الحماقات ، إن ماتت ميدوري فأنت ستندم كثيراً لأنك تركتها ، تعال معي قبل أن تندم أيها الغبي ..


أعطيته ظهري وقلت متصنعاً اللامبالاة : أنا لست مهتماً بأمرها ..
أمسكني السيد روكاوا مجدداً وصفعني في وجهي ، حينها نظرت إليه بنظرة باردة ، صفعته لم تحرك فيني شيئاً ، بينما قال هو بغضب : لماذا أنت هكذا يا سوبارو ؟؟ ميدوري المسكينة تعاني كثيراً ، وهي بحاجة إلى من يساندها ، وأنت الوحيد القادر على هذا ، لا تنسى وصية والدك أيها الغبي ، ألم يحثك على أن تتحمل كل ما يأتيك منه ؟؟ كف عن التصرف ببرود ورافقني ..

دفعته بغضب ولم أعد أستطيع تمالك نفسي فصرخت بالمثل : أنت لن تفهمني مطلقاً ، ما فائدة أن أبقى معها وهي لا تنظر إلي حتى ؟؟ حتى أنها لا تعرف من أكون ، ولا ترغب في وجودي أصلاً ، أنت تعلم أنها تكره النظر لوجهي ، حتى أنني وبسببها أصبحت أكره النظر في وجهي أيضاً ولهذا لففته بالضمادات حتى لا أراه ، وأصبحت أُعامل كالمشوه على الرغم من أنني لست كذلك ، أنا لست مهتماً بها بعد الآن ، لأنني أدرك أن إهتمامي بها لن يزيدني إلا عذاباً ..


نظر إلي السيد روكاوا ثم قال بإستياء : أنت حر ، لكن لا تأتيني باكياً إذا رحلت من الحياة ..
استدار ليغادر المكان ، ولكن يدي تحركت من تلقاء نفسها وأمسكت به ..
حدق فيني بتفاجؤ وإستغراب ، بينما قلت بتردد وأنا أتحاشى النظر في عينه : أحالتها سيئة إلى هذه الدرجة ؟؟
- أنت تعلم أنها لا تأكل بإنتظام ، وهذا ما يزيد من سوء صحتها ..
- سأذهب لرؤيتها ..


ابتسم السيد روكاوا وأنا تجاهلته ، ثم سرنا نحو السيارة التي كانت بإنتظارنا ..
لا أعلم لماذا أنا مهتم بها على الرغم من أنها لم تبد لي أي اهتمام ، منذ أن كنت صغيراً وهي تتجاهلني وتعاملني بقسوة ، ولكنني كالأحمق أزداد تعلقاً بها في كل مرة تجرحني فيه ..


بينما كنت غارقاً في أفكارني أتاني صوت السيد الروكاوا يخبرني عن وصولنا ، ترجلت من السيارة وتأملت المنزل الذي تركته بعد أن تخرجت من الإبتدائية ..
هذا المنزل معاكس تماماً للمنزل الذي كنت أسكن فيه ، إنه كبير ونظيف وواسع ومليء بالخدم ، وعلى الرغم من كل هذه الرفاهي إلا أنني أكره البقاء فيه ..


سرت بخطوات مترددة نحو الداخل والسيد روكاوا يتقدمني ، كنت أتتبعه وأنا أتأمل المكان من حولي ، لم يتغير كثيراً عن آخر مرة كنت فيها هنا ، توقفنا أمام باب بني كبير ، أمسك السيد روكاوا مقبض الباب وقال : أأنت مستعد للدخول يا سوبارو ..
قلت متصنعاً البرود : إفتح الباب وكف عن الثرثرة ..


على الرغم من هدوئي إلا أن قلبي كان ينبض بقوة ، وأعصابي كانت متوترة ، والأفكار تعصف في عقلي ، للحظة تمنيت لو أنني لم أحضر ، لكنني قطعت كل هذه المسافة ولا مجال للتراجع ..
فتح السيد روكاوا الباب لتظهر تلك الغرفة الواسعة والتي كانت تمتاز بالفخامة والرقي ، وما يزيد من جمالها هو ألوانها التي أختيرت بعناية ودقة ..


كان اللون الأحمر والذهبي هو السائد في الغرفة ، ويتوسطها سرير أبيض اللون بأطراف ذهبية وغطاء أحمر ، وبين احضانها كانت أمي بجسدها الهزيل مستلقية عليه ..




قدماي لم تقوى على الحراك ، والسيد روكاوا أحس بذلك فأمسكني من يدي وقادني نحوها كالطفل الصغير الذي لا يعرف طريقه ..
وقفت أمامها لأتأمل وجهها الملائكي ..
لقد تغيرت كثيراً ، وجهها أصبح شاحباً أكثر من قبل ، وعظام وجهها بارز بسبب عدم تناولها الطعام بإنتظام ، وعلى الرغم من أنها نائمة إلا أن الدموع كانت تسيل من عينيها المغمضتين ..


مددت يدي بتردد لأمسح الدموع عن وجهها ، ولكنني تراجعت في آخر لحظة ، ولكن فجأة فتحت أمي عينينها الرماديتين ، وحين رأتني تمتمت بصوت خافت : ياماتو !!
انتابني نوبة غضب جديد حين همست بإسمه ، قلت بحدة : أنا سوبارو يا أمي ..


احتدت ملامحها حين ذكرت لها من أكون ، ثم جلست بغضب وصاحت بهيستيريا : لماذا أنت مجدداً ؟؟ أنا لاا أريدك ، أغرب عن وجهي أيها اللعين ، لماذا أنت دائماً من تأتي ؟؟ إفهم أنني لا أريد رؤية وجهك ، أنا أريد ياماتو فحسب ، إذهب يا وجه النحس ..
تمتمت بسخرية مريرة : أهكذا تعاملين إبنك الذي غاب عنك مدة خمس سنوات ؟؟ يالقسوتك يا أمي ..


نهاية الفصل ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 03-05-2017 الساعة 08:49 PM
رد مع اقتباس
  #120  
قديم 03-02-2017, 02:10 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارتين في نفس اليوم
شايفين كيف مدلعتكم حب5 .. غايبة من المدرسة عشان أنهيلكم الفصلين بسرعة مين قدكم
باقي 8 فصول بس على النهاية
يلاا قراءة ممتعة لكم إن شاء الله
في أمان الله ~
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قولي انك مو حاقد على هذا الشخص avine مواضيع عامة 10 10-16-2016 01:57 PM
حاقد المحشش لموره احلى اموره نكت و ضحك و خنبقة 5 05-09-2013 10:52 AM
حاقد جُ ـنۉכּ أنْثىَ~}- ● نكت و ضحك و خنبقة 20 01-13-2013 12:45 PM
..:>>&* ولد حاقد *&<<.. *مودا* نكت و ضحك و خنبقة 10 05-03-2010 08:10 PM
مين حاقد ومقهور من بوووووش ؟ م. أبونجم™ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-25-2008 09:21 PM


الساعة الآن 12:29 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011