عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree75Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #56  
قديم 07-07-2016, 06:10 PM
 
.
.



السلام عليكم ..

كل عام وأنتم بخير ..


بمناسبة عيد الفطر أقدّم لكن أربعة شباتر طويلة

انتظروني
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #57  
قديم 07-07-2016, 06:22 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


جلست على أريكتها و استندت رأسها بأحدى يديها , رفعت إحدى رجليها على رجلها الآخرى .
ثم قالت بانزعاج : ماذا الأن أمي ؟

قالت الأم بتردد :
أعلم اعلم جيدا ان لندن هي حياتك , و أعلم ان ما سأقوله سيزعجك إلى حد كبير .

أستفسرت أكثر: ماذا هناك أمي ؟ لا تقولي أن ..
قاطعتها والدتها بتلك الكلمة التي توقعتها : سننتقل !

اتسعت عيناها رغم هذا ما كان متوقعا و صمتت لثواني معدودة بعد ان اشاحت نظرها إلى الأرض .

تمتمت : بسبب عمل والدي مجددا ؟
أطرقت أمها برأسها : هذا صحيح .

عارضت بقوة :
ماذا لو فعلنا ما فعلناه سابقا ؟ أعني ان يلغي ابي الترقية مجددا .

جلست أمها بجوارها و وضعت يدها على ظهر كاسيدي لتقول :
حبيبتي تعلمين ان حالنا ليس جيدا جدا , و والدك يحتاج لزيادة مرتبه .

تنهدت بعمق ..و اتبعت ذلك :
لا أريد الانتقال .. حياتي كلها هنا .

حاولت والدتها جذب انتباهها بقول :
سنذهب لأمريكا .. بلد رائعة .

صرخت بأنكار :
أمريكـا !! لا حتى انها ليست في انجيلترا .. ولا حتى أوربا ..

ظهرت علامات الحيرة والقلق على وجهه والدتها لقول قرارها التي حسمته :
إذا سنذهب أنا و والدك فقط !

قالت بحماسة : أتعنين .. تعنين أني سأعيش وحدي ! فتاة في السابعة عشر تعيش وحدها في منزل كهذا .. واو هذا رائع ... قبلت الصفقة بلا شك .

أجابتها : حسنا .. ليس هذا المنزل تماما .. انما سنستأجر لك شقة ما .
اندفعت في قرارها : لا بأس قبلت ذلك ..


تسللت تلك الأحرف إلى مسامعها :
كاسيدي ! هل أنت على مايرام ؟

نظرت حولها لتستنتج أنها في تلك المنظمة و أن ذكرياتها تلك لم تكن إلا سرابا .

ابتسمت و أجابت :
أنا بخير آبي .. لقد ذهبت للبعيد البعيد .

سألتها : مالذي يشغلك لهذه الدرجة ؟
أجابت بوضوح : ليس أمر مهما .


12

انتفضت قليلا عندما سمعت صوت فتح الباب لكنها ارتاحت عندما وجدت ان ذلك الشخص لم يكن سوى لورا الهادئة .
رحبت بها بصوت خافت : لورا .. آهلا .

بادلتها لورا بابتسامة بدت غير حقيقة في ناحية من النواحي , ولكن لم يكن على كارولاين إلا الابتسامة لها .
سألتها بأدب : قلقت عليك .. هل لي ان اعرف اين كنت ؟

أجابتها لورا اجابة دبلوماسية :
لم أكن في المكتبة !

سكتت كارولاين و لم تدخل أكثر ..

و انهت حوراهما : سعيدة لأنك بخير.
همست لورا : أشكر لك اهتمامك .



جلس على كرسي أمام ذلك المكتب الخشبي الفاخر .

قال روبنسون بحسم :
ستُرسَل لك كل التقارير و المعلومات عن المتمردين .

صاحبت إإبتسامته عبارة :
أصبحت تثق بي الأن .

أطرق روبنسون : أمر الثقة قائم بيننا من اليوم الذي عينتك فيه رئيسا للمجموعة .

همهم قليلا بينما تاه روبنسون في فهم تلك الهمهمـات ..

وقف ليوناردو قائلا :
سأكون بأنتظار كل تلك التقارير .

أجاب روبنسون :
بالطبع .. آراك قريبا .




عانقتها بحب وهي تودعها :
سنشتاق إليك يا صغيرتي الوحيدة .

ابتعد عنها لتقول : لست صغيرة أمي .

وضعت والدتها يديها على خدي كاسيدي وهي تقول معابتة :
ستكونين صغيرتي حتى بعد مئة عام .

تقدم و الدها وقام بمعانقتها أيضا ليهمس :
اهتم بنفسك جيدا .. نعلم انك قادرة على فعل ذلك ولا تنس انه قرارك في النهاية ..
ابتسمت وقالت بثقة : اعلم .


اصدمت به خطأ فسقطت , مد يده لها و هو يقول بنبل: هل أنت بخير ؟
رفعت رأسها تدريجيا لتنطق : ليو .. أقصد سيد ليوناردو .
أخبرها : لا داعي للرسميات .. فليكن ليوناردو .

أمسكت بيده فساعدها على النهوض , ثم اردفت مجاملة :
أظن ان سيد تناسبك أكثر .

أكملت : آعتذر لم انتبه لوجودك فهناك أمر يشغلني .. أكنت خارجا من مكتب السيد روبنسون؟

قال بهدوء :
نعم كاسيدي .. صحيح ؟

قالت بنبرة عادية :
صحيح .. أنا ذاهبة إليه الأن .

أختتم حديثهما :
ألقي التحية عليه ..

واختفى من امامها , اكملت طريقها لتطرق الباب فور وصولها ..

سمعت صوته الرجولي :أدخل !

فتحت الباب بابتسامة خفيفة صاحبها :
آهلا سيد روبنسون .. مساء الخير .

اجابها :
مساء الخير كاسيدي .

تقدمت بخطوات معدودة للجلوس في كرسي قريب من المكتب وهي تقول :
هاتفي لا يملك تغطية للدول الخارجية .. هل استطيع استعمال هاتف المكتب ..

سألها : أهو شخص مهم .

قالت بأستياء :
تذكرت .. أقصد لم اتحدث مع أمي منذ فترة طويلة .. واليوم عيد مولدها .. ولم ارسل لها بطاقة حتى .

أجابها روبنسون بلطافة :
لا عليك .. ستتفهمك , ثم قرب الهاتف إليها .

ابتسمت وادرفت :
شكرا سيد روبنسون .




مع شروق الشمس , صوت ضربات مزعج تعالى إلى أذن ريكاردو النائم , استيقظ منزعجاً و اتجه نحو النافذة ليشاهد كايرو أمام دمية خشبية يضربها مستخدماً عصاه بعنف خالعاً قميصه و قد امتلأت الأرض بعرقه المتطاير

ناداه ريكاردو :
ألم تجد مكاناً مناسباً غير هذا المكان ؟

توقف كايرو و قال :
من المفترض أن أتدرب في الغرفة لأنها مشتركة بيننا و لي حق بها

هنا فتحت لورا نافذة غرفتها و قالت لكايرو :
كايرو ! لا أستطيع القراءة , توقف عن التدريب

أشار بعصاه نحوها و رد بتبجح :
أيتها الحمقاء لا شأن لي بك , لن أتوقف

أكمل كايرو ضرب تلك الدمية متجاهلاً تذمرهم .




بعد نصف ساعة مر ليوناردو من عند كايرو الذي لا يزال يزيد من شدة ضربه لتلك الدمية التي تكسرت نوعا ما , توقف عنده و بادره : ألا تعتقد بأن تدريبك هنا يسبب الإزعاج للبعض ( كان ينظر لنافذة لورا التي كانت تحدق بكايرو منتظرة انتهائه من تمرينه )

زفر كايرو بانزعاج ثم وضع عصاه على الأرض و انتقل إلى تمرين الضغط ليعد بصوت مرتفع : واحد , اثنان , ثلاثة , أربعة , خمسة , ......

انزل ليوناردو رأسه يائساً و دخل إلى المركز




صرخ : دعني يا جون , سأتفاهم مع ذلك المزعج بنفسي

كان جونثان يمسك بيد ريكاردو يحاول تهدئته و يمنعه من الخروج :
ريكاردو !.. لا تزعج نفسك , سوف يتعب قريباً

سحب ريكاردو يده و رد متضايقاً ببعض الغضب : لم أهنأ بنومي و لا حتى بالإفطار على صوته العالي و أيضاً, توجه ريكاردو إلى النافذة و فتحها و قال له اسمع , اقترب جونثان من النافذة ليسمع : 1482 , 1483 , 1484 , .....

ثم قال غاضباً :
هل تعتقد أنه سينتهي , الشيء الوحيد الذي سينتهي هو هذا المبنى

شعر جونثان بما يشعر به ريكاردو فقال حازماً :
سأنزل له بنفسي , ابق هنا ولا تثر المشاكل

خرج من الغرفة و نزل إلى كايرو الذي كان الإرهاق بادياً عليه و هو يقول أخيراً : 1500 مرة

بأدب قال له جونثان : كاي! , هذا هو يومك التاسع من تدريبك , أرجوك اخفض صوتك , تعلم أن المنطقة هنا هادئة جداً و هناك من يعمل بداخل المبنى , إن كنت لا تهتم لنفسك اهتم بغيرك على الأقل

كان كايرو يستمع له و هو ملقاً على الأرض , بعد لحظة استلقى كايرو على ظهره و قام بتمرين شد البطن متجاهلاً جونثان الواقف و بدأ يعد بصوت عادي, تجهم وجه جونثان و قال بتذمر : يا لك من عنيد




خارج مكتب السيد روبنسون , طرق ليوناردو الباب بهدوء ثم دخل ليجد روبنسون يجلس في وضعية التفكير ينظر لليوناردو , قال له روبنسون : مرحباً بك , تفضل

جلس ليوناردو و لم يبدأ الحديث , سأله روبنسون : هل من جديد يا ليو ؟

ابتسم ليوناردو بلطف قائلاً : في الواقع جئت لأسألك هذا السؤال , الوضع ساكن منذ مدة و هذا يثير القلق , حضرت إليك متأملاً أن أسمع منك أي شيء , على الأقل الخطوة التي ستقوم بها

ابتسم السيد روبنسون ثم قال له : في الحقيقة أود أن أطلع الجميع على الأمر , سأجمعهم بعد الغداء , كن هناك

نهض ليوناردو من عنده بعد أن قال : سأكون هناك




الساعة الثالثة عصراً , كان الجميع في غرفهم بينما سمع الجميع صوت الجرس مع ظهور ألوان عديدة أثارت حيرتهم , تحرك الجميع إلى قاعة الاجتماع و جلسوا منتظرين السيد روبنسون إلى أن ظهر و وقف في مكانه المعتاد

سأله كايرو : هل ظهور جميع تلك الألوان يعني انتهاء المهمة قبل البدء بها ؟؟
قال معتذراً : آسف هناك خلل بسيط كنت أتأكد من أنه لن يتكرر
أردف : عموماً , هناك ما أود النقاش به معكم

انطفأ ضوء القاعة و اشتغل جهاز العرض المعلق في الأعلى عارضاً صورة لمصنع كبير , ثم بدأت الصور تتبدل مظهرة المصنع من عدة جهات و بعض الأماكن داخله , تحدث روبنسون : كان فريق الرصد و ترجمة المعلومات لدينا يتلقى إشارات متقطعة من ذلك المكان قبل مدة و بعد عمل لم ينقطع تمكن فريقنا من التسلل إلى قاعدة بيانات ذلك المصنع و اكتشفنا أن هناك معلومات تخص تلك المجموعة المتمردة تشير إلى أنه مركز لتطوير نشاط و إدراك الفضائيين في حين أن الرادار لم يلحظ أي نشاط فضائي واضح

أشارت آبيغال :
و كأنهم يخفون أمر تعاملهم مع المصنع

كاسيدي : هل تعنين أنهم يملكون قسماً لهم مخفياً هناك ؟
ردت : تقريباً

سألت لورا :
ما هي مهمتنا ؟

رد روبنسون :
أريد مناقشتكم في الأمر , ما رأيكم أنتم ؟

قاطعهم كايرو بثقة و ثبات :
فخ واضح !! هذا كل ما في الأمر

نظر له جونثان و سأله بحزم :
لما كل هذه الثقة ؟

رد عليه بتذمر : فكر بالأمر , كانوا يرسلون إشارات متقطعة و فجأة ظهرت تلك البيانات , لو كانت تلك البيانات موجودة مسبقاً لاكتشفها فريق مركزنا نظراً لمهارته لكن ظهورها بهذه الطريقة يؤكد كلامي

رفع جونثان يده :
أقنعتني , أنا مع كاي في الأمر

كانت كارولاين تجلس و تستمع إلى تعليقات الجميع بهدوء دون المشاركة معهم , كان السيد روبنسون يقف صامتاً منتظرة سماع آراء جديدة مع قرار ذهابهم أو لا , قالت لورا بعلانية : أرى أن نذهب و نستكشف الأمر هناك

صمت خيّم على المكان لثوان قليلة ليُسمع صوت ريكاردو :
أرى ذلك أيضاً , لو كان هناك فضائيين سنسحقهم و إذا لم نجد سنعود

نظر له السيد روبنسون نظرة ذكرته بأنه معاقب فارتسمت ملامح عدم الرضا عليه , أيّدت كاسيدي اقتراح ريكاردو لولا اعتراض كايرو بهدوء : أشعر بأن الأمر به مكيدة , تلك المنظمة لن تكون متهاونة في عدم تحفّظ معلومات كتلك

نظر جونثان لكايرو : ألاحظ أنك متخوف من الأمر , حتى لو كان فخاً سنتأكد من ذلك , تطوير ذكاء الفضائيين سيحدث ضرراً كبيراً

صمم كايرو على رأيه و وقف قائلاً :
اسمعوا إذا , سننتظر أكثر , إذا ظهرت تلك الإشارات سنذهب , ما رأيكم ؟

أنهى السيد روبنسون النقاش :
حسناً , سنتوقف هنا و سأعلمكم بقراري عما قريب , تفضلوا رجاءً

أضاءت الغرفة و خرج الجميع عدا ليوناردو الذي بقي جالساً على مقعده , نظر لأخيه مستغرباً :
ليس من عادتك أن تؤجل قراراتك روبنسون

جلس على كرسي قريب منه و قال مبرراً :
أردت فقط مناقشتهم في الأمر , تعلم بأنهم هم من يقوم بالمهمات و التقارير لا تكون بدقة ما شاهدوه

هز ليوناردو رأسه إيجابا و خرج بعد أن قال :
حسناً , لا بأس

عندما خرج قرر العودة إلى بيته و في نفس الممر شاهد كايرو ملصقاً ظهره لجدار الممر رافعاً إحدى قدميه , مر ليوناردو بصمت لكن سؤال كايرو استوقفه : لماذا كنت صامتاً طوال الوقت ؟ هل هناك ما تخفيه ؟

اتسعت عينا ليوناردو قليلاً , التفت إليه و سأله بتحري :
لماذا كنت تصر على عدم ذهاب المجموعة ؟

بدا التعكر على كايرو لرده السؤال بسؤال لكنه أجاب ببعض الكبرياء : أنت لست صغيراً كالبقية ليو , تلك المنظمة تتحرك في الخفاء بدهاء منذ مدة و كل مخططاتها العادية كانت في الظلام فما بالك بأمر كبير كهذا , أشعر بأنهم يستدرجوننا مع تأكدهم بأنهم سيتخلصون منا

شعر ليوناردو ببعض العجز في نفسه تجاه ما قاله كايرو للتو , سأله مرة أخرى : لماذا تخبرني بما تفكر فيه ؟
حك رأسه و أجاب بملل : لأنك الوحيد الذي لديه عقل هنا

أنزل كايرو قدمه و سار بطريقة معاكسة لليوناردو و قال خاتماً : أكمل طريقك

استغرب ليوناردو منه , طريقة تفكيره تثير شيء بداخله ( حقا غريب ) هذا ما قاله في نفسه و هو يسير خارجاً من المبنى




حل الليل و سكن الجو في الأرجاء , دخل كايرو الغرفة و المنشفة معلقة على كتفه عائداً بعد حمام مائي بارد , جلس على سريره و نظر إلى جونثان الذي ظهر عليه السرحان , قاطعه كايرو : إذا لم تكن تفكر في شيء مفيد توقف

نظر له ريكاردو معارضاً :
و ما شأنك بتفكيره يا صاحب العيون الأربع ؟

رد عليه بغرور :
عين واحدة أملكها ترى ما لا تستطيع أن تراه أربعين عيناً من عيونكم الواهنة

نطق جونثان :
كفاكم شجاراً , كايرو ! كنت فقط أفكر في طريقة السيد روبنسون في مناقشتنا اليوم , و كأنه كان يريد الاستماع لنا فقط

كايرو :
معك حق لكن استغرب من أن صاحب الفم الكبير لم يكثر الكلام

نظر إليه جونثان و علامات الاستفهام على رأسه ليصرخ عليه ريكاردو :
من تعني بصاحب الفم الكبير ؟

أردف كايرو :
و الصوت المزعج أيضاً

رفع ريكاردو صوته متململاً :
ااااه , تبدو هذه المهمة مثيرة لكن لن أشارك بها في الواقع لأني معاقب نتيجة هروبي

قال كايرو بتذكر :
إذا هربت جولي , في الواقع تستحق الشنق و ليس الحرمان من المهمات

سأله :
لماذا ؟!

استلقى و سحب غطاء سريره و صد عنه و أغمض عينه استعداد للنوم متجاهلاً ريكاردو




اليوم التالي الساعة 4:40 مساءً

استبدل كايرو تلك الدمية الخشبية بأخرى حديدية و أكمل تدريبه عليها , كانت لورا تشاهد الغروب في تأمل و هدوء , قطع ذلك التأمل صراخ كايرو : هيييييييه لورا , لقد تدربت كثيرا هذه الأيام , تعالي سأختبر نفسي

ردت ببرود :
و ما شأني بذلك

و أغلقت نافذة الغرفة , بدأ كايرو يضغط بيده على العصا و نار الغضب تشتعل بداخله , ترك الساحة و دخل إلى غرفته ليرى ريكاردو يهم بالخروج , ابتعد عنه و دخل ليأخذ حمام ما بعد التدريب



دقت ساعة الثانية عشر ليرن معها جرس المقر مضيءً باللون الأحمر , استيقظت كاسيدي منزعجة : مهمة في هذا الوقت ؟؟

ردت آبيغال بصوت ناعس و هي تحاول النهوض :
لا أعلم , لنرى الأمر

في غرفة أخرى نهض جونثان قلقاً من الأمر , هجوم ليلي من الفضائيين , هذا ما كان تفكيره منصب عليه , أيقظ ريكاردو و استيقظ بسرعة و عندما قرر الذهاب لإيقاظ كايرو وجده يحرك يده نحو المنضدة التي بجانب السرير و هو مغمض عينه إلى أن لمست يده ساعة موجودة هنا , دون تواني رمى بها نحو الجرس ليقول بصوته النائم : أكره الإزعاج ><

تحرك نحوه جونثان مسرعاً :
كايرو لقد تأخرنا بسرعة انهض !!

مد كايرو يده نحو المنضدة مرة أخرى ليجد دفتر ملاحظاته الذي رمى به بالقرب من وجه جونثان دون أن يصيبه , أمسكه ريكاردو و طلب منه أن يتركه و يسرع إلى الاجتماع , في القاعة وصل الجميع و الإعياء بادٍ على وجههم النائمة , لم تقاوم جولي رغبتها في النوم فوضعت رأسها على الطاولة , دقائق عدة حتى حضر كايرو صارخاً على الجميع : يا مجموعة الحمقى , إذا لم يكن هناك داعٍ لإيقاظي فسأقطع رؤوسكم دون رحمة

ثوان دخل السيد روبنسون قائلا باندهاش :
ما الخطب ؟!! ما الذي حدث ؟؟

التفت له كايرو قائلاً بانزعاج :
ينبغي أن يوجه هذا السؤال لك سيد روبنسون

حوّل روبنسون نظره إلى الضوء الأحمر ليجد ماري قادمة إلى القاعة , قال كايرو بملل :
هل هو عطل آخر ؟

قال ريكاردو ببؤس :
يبدو ذلك

صمت الجرس و انطفئ الضوء الأحمر و ضوء القاعة أيضاً , ظل يعمل و يطفئ من تلقاء نفسه حتى انطفئ أخيرا و عمل جهاز العرض على الجدار , ظهر رجل ليس بغريب على لورا التي قالت بدون شعور : كريس

ابتسم و بدأ بالحديث بطريقة جمهورية : أهلا جميعاً , تلاحظون أن الفوضى ألمت بالمركز و السبب مجهول , على كل حال هذا ليس موضوعي , أردت أن أقدم لكم هدية متواضعة بدون مناسبة أتمنى أن تقبلوها مني

ظهرت صورة المصنع من الخارج ثم عادت صورة كريس مرة أخرى ليكمل : هناك عدد من الفضائيين موجود في ذلك المصنع الذي كنتم تتجسسون عليه , في الحقيقة أشفق على حالكم و تقنياتكم أيها الـ a.k.u هل أنتم متأكدون من كونكم قادرين على تحمل مسؤولية حماية لندن ؟؟ كي لا يطول الكلام , أبواب المصنع مغلقة و لن تفتح إلا بعد ثلاث ساعات من الآن , كونوا على استعداد و أنصحكم بعدم التأخر , إلى اللقاء

انطفأ جهاز العرض و عاد الضوء لطبيعته , قال عندها ريكاردو بغضب طفيف :
ذلك الأحمق , أود تحطيم وجهه , هل يضننا مهرجين

ضحك كايرو بخفة و قال :
أنتم كذلك

دخل أحد رجال المركز مسرعاً و قدم ورقة إلى السيد روبنسون و قال بأسف :
معذرة سيدي عما حدث . و خرج من المكان

بدأ روبنسون يقرأ الورقة و يطلعهم : اسمعوا , يبدو أنهم اقتحموا نظام المركز الرئيسي تاركين لنا ذلك المقطع المسجل , تمكنا من إعادة الوضع لحاله لكن ...

اتسعت عينا روبنسون و بدأ التوتر واضحا عليه
سألته آبيغال : ما الأمر سيدي ؟!

قال بعد أن تماسك : تشير أجهزة الرصد إلى أن هناك 400 فضائي من المستوى الأول و 40 من الثاني بالإضافة إلى رجال مسلحين في ذلك المصنع

"حقاً " قالتها كاسيدي بذهول , في هذه اللحظة دخل ليوناردو القاعدة ناظراً للجميع , قال بابتسامة رضا : صحيح أن العدو يحشد قواته هناك لكن لا مفر من الذهاب , استعدوا هيا !

اعترضه روبنسون بنبرة حادة :
لكن ريكي و جولي محرومان من الذهاب إلى المهمات لفترة

نظر إليه كايرو و قال شارحاً :
سيد روبنسون , العدو كبير و نحتاجهم حتى لو كانا معاقبين

كان ليوناردو ينظر لكايرو و كأنه يكبت ما يود قوله , أغمض روبنسون عيناه و تنهد بقوله :
سأسامحكما نظراً للظروف الملمة بنا , انطلقوا !

وقف الجميع استعداداً للذهاب سوى كايرو الذي كان جالساً يقول بثبات :
في السابق كنت شاكاً في الأمر لكن الآن أنا متأكد , انه فخ و سيكون الخلاص منه صعباً

أمسك ليوناردو كتف كايرو و أدار به ذلك الكرسي و تكلم بجدية :
إلى متى و أنت تريدنا أن نبقى هنا نشاهد ؟ إذا كانت خائفاً ابق هنا ؟

لمعت نظرة الحقد المتقدة من عيني كايرو بشكل واضح حيث أن الجميع شعر بحقده يكاد يتجسّد في شكل نار اشتعلت حوله , وقف كايرو بدون كلام و خرج من القاعة سالكاً طريقاً غير طريق الخروج ثم عاد ليجد أن السيد روبنسون قد وزع مفاتيح السيارات , دخل كايرو و معه عصاه لكن بلون مختلف عن ذلك اللون الخشبي إلى الأسود الداكن , قال كايرو في نفسه : انها ثقيلة جداً لكنها أقوى

عندها خرج الجميع من القاعة إلى السيارات عدا ليوناردو الذي تأخر بعض الشيء , عندما لحق بالجميع قابل كايرو في أحد الممرات ينتظره بتلك النظرة الحادة , لم يكترث ليوناردو له بل انه كان سيسير من جانبه لولا أن كايرو وضع عصاه في طريقه و قال له بغيظ : إذا مات احدهم ستكون الثاني , أتفهم

و خرج كايرو من المبنى و تبعه ليوناردو دون اهتمام






[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 07-07-2016, 06:23 PM
 
الفصل الثاني عشر / 2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


كانت تلك الليلة هادئة ذات نسمات باردة , توقفت تلك السيارات أمام ذلك المصنع , نطق جونثان مخبراً : يا جماعة , بقي لدينا ساعتان على الموعد

أكدت كارولاين :
معك حق , يجب أن نسرع قليلاً

بمجرد اقترابهم من الباب فُتح من تلقاء نفسه إلى ساحة المصنع التي كانت مظلمة و يبدو أنها فارغة أيضاً , أعلن ليوناردو : سأتقدم

سار بحذر و تبعه كايرو بمشية عادية , سأله ليوناردو بحزم :
ما الذي تحاول فعله ؟

رد ببرود :
إنهاء المهمة بأسرع ما يمكن

عندما مشيا قرابة العشر أمتار توقفا لظلمة المكان , بدأت أبواب المصنع تُغلق ببطء و دون مسبب , صرخ كايرو على الجميع : ابقوا خارجاً

و أكد ليوناردو :
لا تتحركوا من أماكنكم

كان الجميع قلقاً و مرتبك , " سوف يحتجزون " قالتها كارولاين بتردد بيد أن جونثان أخرج جناحيه و حلق بهما إلى الداخل

كاسيدي : لن أبقى متفرجة ( و جرت إلى الداخل )
آبيغال : ولا أنا

انتهى الأمر بالجميع داخل المصنع حيث كان الباب على مشارف الإغلاق و الضوء الداخل من الخارج يخفت شيءً فشيءً حتى أقفل أخيراً و ساد الظلام

اشتغلت أضواء المكان فجأة و ظهر المصنع من الداخل بآلاته المتوقفة و الصناديق الملقاة في كل مكان , قال كايرو بهدوء : ألم أطلب منكم يا زمرة الأغبياء البقاء في الخارج ؟

قال له جونثان بعقلانية : اسمع , نحن لا نعرف ما الذي يوجد هنا , هناك الكثير من الأشياء الغربية التي تحدث ( نظر حوله ) : لا يوجد أحد هنا

تنهد كايرو و قال لهم : انه فخ ( قالها و هو ينظر إلى أعلى باب الدخول )

شاهد الجميع ساعة رقمية تشير إلى 01:54:23 , لم يفهم الكل المعنى , لحظة حتى سمع الجميع صوت أحدهم يقول : أهلا جميعاً

التفت الجميع ليشاهدوا كريس يتقدم ببذلة رسمية و هو في أبهى حلة , أشار له كايرو بعصاه : أنت اللعين الذي أرسل الفيديو المسجل , سأقتلك

رفع كريس يداه مبتسماً :
مهلاً , لدي ما أقوله

انطلق عليه كايرو دون تفكير قائلاً :
و لدي رأس أحطمه

لوّح بعصاه عالياً و أنزلها على كريس التي لم تزل ابتسامته عليه , هناك شيء اعترضه يوقف العصا عن الحركة و كانت يد شاب في الواحد و العشرين من العمر يمسك بطرف العصا بجانب كايرو , ذعر كايرو فتراجع للخلف

ريكاردو متفاجئاً :
من أي أتى ؟

جونثان بنفس النبرة :
حتى أنا لم ألحظه

قال ليوناردو بلا مبالاة :
هه , كان مختبئاً بالقرب من المدعو كريس

كان ذلك الشاب يرتدي ملابس رسمية ككريس ذو شعر برتقالي صاحب ملامح عادية و هادئة , ضحك كريس بخفة و قال لكايرو : ليس من اللباقة الاندفاع بهذه الطريقة

أمسك عصاه و رد بحدة :
لسنا أضحوكة لك لترسل ذلك التسجيل , ما الذي تريده ؟

اتجه نظره إلى الساعة التي فوق الباب و أفصح : بعد انتهاء الوقت سينفجر المكان بمن فيه , هذا المصنع مبني كما ينبغي , لن يكون الخروج منه سهلاً

اتجاه للوراء تركهم خلفه بعد أن رفع يده قائلاً :
وداعا a.k.u

كايرو بصوت مرتفع :
انتظر !!

حاول كايرو التقدم لكن صاحب الشعر البرتقالي وقف أمامه بنظرات حازمة , توقف كايرو و قال بسخرية : أرنا شكلك البشع بسرعة

رد باحتقار :
ليس هناك داعٍ لذلك

شعر كايرو بغيظ فانطلق عليه بعصاه الذي أمسك بها بيديه ليقول للمجموعة : بسرعة , أمسكوا ذلك المتبجح
فرد جونثان جناحيه و حلق بهما يتبعه ريكاردو و كاسيدي , مر الثلاثة بجانب كايرو الذي كان يحاول إشغال الفضائي الذي ابتسم ساخراً بقوله : حقاً ( بدأ لون جلده بالتغيّر )

أحكم قبضته على عصا كايرو و ركله بقوة في بطنه أطارت به بعض أمتار , جرى بسرعة للحاق بهم و بخفة عرقل كاسيدي و دفع ريكاردو ليسقط على الأرض ثم قفز محلقاً و لكم جونثان على وجهه مما اضطره إلى الهبوط تدريجياً , وصل كريس إلى نهاية المصنع حيث أن هناك باب حديدي فُتح له ثم أغلق , قام كايرو و هو يتألم : تباً يا عديمي النفع , لقد هرب .

رفع الفضائي يده في وضع القتال قائلاً بحماس :
لا تجبروني على استخدام العنف , الزموا الهدوء ريثما ينتهي الوقت المحدد لكم

أشهر ليوناردو بمسدسه إلى الفضائي و فجأة اختفى ليظهر خلفه و يطلق على رأسه , سقط الفضائي على الأرض بعدها نفخ بهدوء على فوهة مسدسه دالاً على انتهاء المهمة , و خلافاً للتوقعات نهض و هو يترنح قليلاً , حك شعره لتسقط تلك الرصاصة على الأرض .

ازداد لون جلده خضرة و بدأت يتكون على ظهره شيء يشبه صدفة السلحفاة لكنها أكثر انبساطاً و تكونت طبقة سوداء حول وجهه , الدهشة أصابت بالجميع *_* , أراد ليوناردو أن يمسكه بيده و ينومه بقدرته لكن بمهارة التفت الفضائي و أمسك بمعصم ليوناردو و ركله على صدره ركلة دفعت به لولا أنه يمسكه بيده التي سحبها بقوة و أطاح به على الأرض و سكن هناك .

لم تقف لورا مكتوفة الأيدي بل هجمت عليه بهجوم خلفي مفاجئ أصابه في ذراعه لكنه لم يخدش و لم يقطع , استدار ببطء محاولاً إمساك لورا لكن التراجع كان هيّناً عليها .

لورا بعجز :
لماذا لم يؤثر به سيفي ؟

سعل كايرو ثم قال : انه مختلف عن اللذين قابلنهم , هناك ثلاث مركبات تسري في جسده أحدها AH-1 و كأنها دمه و خلاياها تعمل بشكل مذهل , نظرت له جولي : هل ترى ذلك حقاً ؟

تجاهلها بقوله :
هناك مشكلة القنبلة الموقوتة أيضاً

نهض ريكاردو من الأرض و عندما شاهده واقفاً رمى عليه كرتين ناريتين لم يتجاوزهما بل انه وقف دون حراك فأضرمت النار فيه , كان يشتعل ساكناً حتى انطفأت النار و قد احترقت تلك الملابس التي كان يرتديها و ظهر جسده الحقيقي , قال كايرو بذعر : هذا ما كنت أخشاه !

كانت تلك الطبقة السوداء المحيطة بوجهه تغطي أغلب جسده عدا المفاصل , كان يحرك كتفه و يقول ساخراً : هذه النار تدغدغني لا أكثر

قال كايرو بأسلوب سريع : جميعاً , انه لا يهاجم ما لم تهاجموا , بسرعة أبعدوا ليوناردو لأنه هناك ضلعين من قفصه الصدري قد حُطّما , جولي تكفلي بالأمر

جرى كايرو باتجاه ليوناردو القريب من الفضائي في حين كوّنت جولي جدار جليدي يفصله عنه , كان كايرو يرجوا ألا يحطمه لكن الغير متوقع أنه شاهد ظلاً سريعاً على الجليد يتحرك إلى الخلف باتجاه جولي , قال كايرو بحقد : سحقاً للحقير , سيهاجمها بدلاً مني

كان ذلك الفضائي يقترب بسرعة خيالية صوب جولي التي تسمرت في مكانها , و قبل أن يصل إليها غطى طريقه جناح أبيض كبير أصطدم به و نتيجة لذلك ارتد جناح جونثان ليضرب جولي و تتدحرج مسافة ليست بقصيرة أوقفتها بعض الصناديق الكرتونية , تحركت كارولاين نحوها بسرعة ترمي بالصناديق بعيداً تبحث عنها و عندما وجدتها كانت تعتصر ألماً تسمك بكفتها بقوة .

قام كايرو بسحب ليوناردو بعيداً عن ساحة القتال و عندما رفع نظره شاهد الفضائي يصرخ و هو يمسك برأسه و الدم يخرج من أذنه , شاهد آبيغال تطلق موجاتها بشكل متتالي و مركز و هي تبدو متعبة من ذلك , ابتسم بخبث و أنطلق نحوه جارياً : آبي توقفي عندما ادخل مجال الموجات .

و ما إن اقترب منه حتى انهل عليه ضرباً عنيفاً دونما رحمة منه , كانت ضربات عصاه قوية تدفع بالفضائي للوراء كلما تلقى ضربة , لكن في أثناء ذلك تفاجئ كايرو بشيء غريب قفز من ذراعه و خدش وجهه كاسراً بذلك إطار نظارته و حطمها , نظر كايرو للرواء ليشاهد قطعة سوداء تشبه القلم ملقاة , أعاد نظره ليشاهد تنوء بدأ بالاستطالة حتى وصل لمتر تقريباً , قام بكسره و قال لكايرو : إذا لا بأس بالمبارزة

أدار كايرو عصاه و قال بتحدي : تقدم !

هجم الفضائي بتلك القطعة الخارجة من طبقة جلده السوداء على كايرو الذي كان يصد ضرباته بصعوبة بالغة , تراجع كايرو ثلاث خطوات للوراء و أخذ يستجمع أنفاسه , كانت لورا بجانبه واقفة , نظرت له و قالت : استرح ( وانطلقت إليه )

لم يكن حظ لورا يختلف عن كايرو سواء أن كلاهما متكافئين في النزال , لم تيأس و هي توجه له الضربات المختلفة لكن في قرارة نفسها تعلم أنها لن تصيبه بخدش , كان الفضائي في كامل قوته و هو ينظر لكايرو و لورا المتعبين , قال : ماذا هل تعبتم ؟ لا يزال هناك ساعة للعب

نظر كايرو إلى الساعة ليجدها تشير إلى 00:57:09 , عض على شفتيه يقول بغضب مكبوح : سحقاً الوقت يمضي و نحن لم نتخلص من ذلك البغيض لكن لدي فكرة

نظر إلى لورا مستخدماً عينه اليمنى ثم اندفع صارخاً عليه , تنجب الفضائي كايرو الذي كان يجري كالمجنون لكنه تفاجئ عندما شاهد لورا ترمي بسيفها للأمام و تركله من أسف مقبضه ليشق طريقه نحوه كالرمح , بصعوبة تفادى سيفها لكن عينه جحظتا عندما سمع صوت كايرو الساخر : إلى أين ؟

أمسك كايرو بمقبض سيف لورا و وجه له ضربة في كفته جرحته بعمق كادت أن تبتر ذراعه , قفز في الهواء هارباً لكنه لم يتوقع أن هناك ركلة من جونثان أطاحت به إلى الأرض , أراد كايرو طعنه في رقبته لأنها إحدى الأماكن التي ليس عليها تلك الطبقة السوداء القاسية لولا تلك الأشواك التي خرجت من جلده بشكل كثيف , أُصيب كايرو ببعض الجروح الطفيفة جراء هجومه المفاجئ , و بعد لحظات عادت تلك الأشواك إلى مكانها , أعطى كايرو لورا سيفها و تحرك إلى جولي التي لا تزال تتألم مما جرى لها , ظل كايرو يحدق بكتفها الذي كانت ممسكة به , أمسك كتفها بهدوء و حركه برفق و فجأة أطلقت جولي صرخة دوّت في جوانب المصنع حتى أن كايرو ابتعد عنها , سألت كارولاين التي كانت بجانبها : ما الذي قمت به ؟

قال بتردد :
فقد إعادة العظم إلى مكانه , إصابتها بسيطة

و على حين غرة أمسك ريكاردو بياقة كايرو بقول له محذراً :
إذا أصاب جولي مكروه فلن ........

لم يكمل لأنه تلقى لكمة من كايرو يقول مهدداً : اسمع أيها المدلل , لو تدخلت في شؤوني مرة أخرى فلن يكون نصيبك أقل من ذلك الفضائي البغيض

قبض ريكاردو يده ليرد اعتباره لكن صوت جولي أوقفه :
ريكي , أنا بخير , كاي شكرا لك

هدأ و ابتعدت متأففاً , في هذه اللحظة بدأ الفضائي يحاول النهوض و هو بالكاد يقف لكنه استقام و أخذ ينظر لكايرو بغية قتله , لم تتزحزح عينا كايرو بل انه أمسك بعصاه مستعداً , فُتحت تلك الصدفة التي كانت على ظهره لتظهر أجنحة شفافة رقيقة تشبه أجنحة الحشرات , طار متراً و انطلق نحو كايرو مخرجاً من ذراعه عصا طرفها حاد ينوي ضربه بها , صرخات جولي : ابتعدوا !!

و قد أطلقت الثلج بشكل عشوائي للأمام بسبب الذعر , اصطدم الفضائي بكومة الجليد التي كونتها ليظهر دخان خفيف انقشع لتشاهد كارولاين بعض قطرات الدم التي سقطت على يدها , نظرت حولها , كايرو , ريكاردو كلهم بخير لكن جولي ملقاة على الأرض تمسك بكتفها الذي ينزف , عندما رآها كايرو شعر بغيظ كبير و تحرك متجهاً نحوه لكن استوقفه شعوره بحرارة عالية آتية من خلفه , التفت ليشاهد ناراً عظيمة تحيط بريكاردو الذي يقول بلا وعي و حقد : سأنتقم منكم , سأقتلكم جميعاً , لا أريد مزيداً من القتل , سأنتقم منكم أقسم بذلك .

ظل كايرو مصعوقاً بما يراه و هو يقول في نفسه :
النار تخرج من خلاياه بشكل كبير و ضغط الهواء فوقه منخفض , سيموت لو استمر الأمر

مد ريكاردو يده للأمام ليندفع منها سيل من النيران إلى ذلك الفضائي الذي تفادى الضربة بطيرانه لكنه تلقى سيلاً آخر من يده الأخرى لم يتجاوزه , سقط الفضائي على الأرض ليجد ريكاردو وصل إلى المكان الذي سيسقط فيه وقد أمسكه من ذراعيه و بدأ بحرقهما عن قرب , صرخ الفضائي متألماً و ذراعه تتحلل في يد ريكاردو , أوشك ريكاردو على فصلهما عنه لولا انه أفتلت منه و طار محطماً سقف المصنع , بدأ ريكاردو يزداد غضباً و حقداً و هو يقول : لن تهرب , أقسم بأني سأنتقم

وقف ريكاردو تحت الفتحة التي سببها الفضائي في السقف و بدأ بتركيز النار و زيادة اندفاعها حتى استطاع الطيران بسرعة تكفي للحاق به , ذُهل الفضائي عندما شاهد ريكاردو بالقرب منه لكنه ضحك خبثاً , هجم على ريكاردو بيده و قدميه و بالطبع كان صعبا على ريكاردو المحافظة على طيرانه و الدفاع عن نفسه بيدٍ واحدة .

في الأسفل كان كايرو يراقب الوضع من الفتحة بعينه اليسرى , قال بغيظ : تلك الجرادة القذرة تستغل أجنحتها كما يجب

ثم تحرك إلى جولي المجروحة , كانت كارولاين قد لفت جرحها بقماش أبيض وجدته ملقياً بين كومة الصناديق الكرتونية و هي تقول لكايرو بتوتر : ماذا سنفعل الآن ؟ جولي تنزف ؟

اقترب من جولي و قال سألها :
هل أنت بخير ؟؟

لم يكن تنفسها طبيعيا لكنها أجابت :
نعم أنا بخير و لا تقلق من مجرد جرح

في هذه اللحظة فرد جونثان جناحيه قائلاً بهمة :
يجب أن أساعد ريكي ( و حلق من خلال الفتحة )

عندما كان جونثان يحاول الوصول لعلوهم لاحظ شيء يسقط و لم يكن غير ريكي , حاول جونثان الإمساك به و تمكن من ذلك لكن السيء أن الفضائي كان يهبط بسرعة كبيرة حيث أنه ركل ريكي دافعاً جونثان إلى الأسفل .

شاهد كايرو المشهد فشعر بغضب اعتراه , نظر يمينا و يسارا , لا يوجد شي يهبطان عليه ففكر بشيء ثم أمر جولي بشدة : اعرف انك مصابة لكن إذا لم تقومي بصنع حوض تحت الفتحة جولي و ريكي سيسحقان

وقفت جولي و هي تقاوم التعب و قامت بتكون حول اسطواني واسع تحت الفتحة ثم أمر كاسيدي أن تغمره بالماء بأقصى سرعة ففعلت و قبل أن ينتهيا سقط جونثان و ريكاردو فيه , تحطم الجليد لأن جولي كانت متعبة من تكوينه و تحرك كايرو إليهما ليرى حالتهما , كان ريكي مغمض العينين بينما قال جونثان : أنا بخير , لا تقلق

وفجأة قال : انتبه

دفع بكايرو بعيداً و رمى بريكاردو عليه و غطى نفسه بجانيه ليسقط عليه الفضائي غارزاً تلك العصا في ساقه و لم يكتفي بل أنه رفعه بسرعة و رمى به إلى آخر المصنع , تصككت أسنان كايرو غيظاً و هم يعانون من قتال هذا الفضائي العنيد , قال كايرو عندها : يبدو أنه المستوى الثالث

ثم قال لكارولاين: بسرعة ضباب

بدأت كارولاين بالوقوف مغمضتاً عينها و هي تركز قواها على تكوين ضباب أحاط بالمصنع و أخفى كل ما بداخله , استمرت كارولاين بزيادة كثافتها حتى أصبحت رؤية كف اليد شبه مستحيلة , كانت كارولاين تحاول إبقاء الوضع كما هو , في هذه اللحظة كانت آبيغال وقفة منتظرة أي شي , الرؤية معدومة و لا تعرف ما الذي يفكر فيه كايرو , شعرت فجأة بيد غطت فمها و ذراع أحاطت بها , حاولت الإفلات لو لها أنها سمعت صوت خافت : توقفي يا حمقاء
قالت بصوت منخفض هي الأخرى : ما الذي تخطط له , كاي ؟

همس : اسمعي من الجيد أني حفظ مكانك , حددي مكانه باستخدام طريقة الخفاش في الرؤية و استخدمي الرنين لتفجيره

أومأت بقولها :
حسناً

بدأت تطلق موجات من طرف خنصرها و عندما حددت مكانه بدقة , بدأت بإلصاق إبهاميها و سبابتيها ببعضهما و ركزت على مكانه , بدأ الفضائي يشعر بحرارة في يده و انتقلت إلى كتفه ليتفجر الدم منه و من ثم ساقه ليخرج الدم من ركبته , كان يتقطع بهدوء و هو لا يعلم السبب , طار ليهرب من ذلك الشعور لكنه رأسه اصطدم بعمود حديدي يمسك السقف , قام برمي عصا من عصيانه إلى الأمام ليسمع صوت كارولاين : من هناك ؟

قال الفضائي بخبث :
جيد

شد كايرو شعره غضباً :
اللعنة متى سننتهي ؟؟؟

فجأة انطلق صراخ كارولاين الشديد ليذعر الكل , بدأ الضباب في التلاشي و ظهر الفضائي الذي رفع كارولاين من رأسها و علقها في يده و هو يضغط عليه ببطء , صرخ كايرو عندها : توقف !

أفلت كارولاين و تسمّر في مكانه و كأنه قد شُل , اتجاه إلى كاسيدي و أمسك بكفيها و جذبها نحوه , كان المشهد غريباً للكل , ابتعد عنها و استعد لمواجهة الفضائي بعد زوال مفعول عينه

00:08:22

ما إن زال المفعول حتى انطلق الفضائي على كايرو لكن بسرعة غيّر اتجاه إلى آبيغال ليطعنها بعصا حادة الطرف أخرجها بسرعة من فخذه و استعد لطعنها لكن هنا رصاصة أصابته في رقبته أبعدته عن اتجاهه , اتجهت الأنظار إلى ليوناردو الذي كان يتنفس بصعوبة بالغة , حاول النهوض و استطاع المشي بضع خطوات لكنه سقط بعدها , ابتسم كايرو قائلاً : حتى أنت عديم نفع

كانت رقبة الفضائي تنزف لكنه لم يهتم فقد أخرج الرصاصة و تحرك إلى كايرو الواقف بوضعية مختلفة عن العادية , كان كايرو يصد كل الضربات الموجهة إليه حتى لو كانت سريعة و قوية , مهما يحاول فإن محاولة لمس كايرو كانت تفشل , كانت لورا تنظر لكايرو و فجأة صرخت و سقطت على الأرض , قالت في نفسها : ما هذا العقل الذي يملكه , بل كيف يستخدمه ؟ هل وصلت به قدرته إلى رؤية السيلات في الأعصاب

و دون سابق إنذار بدأت عين كايرو اليسرى تنزف دماً من ازداد حجمها و للدقة خروجها الجزيء عن محجرها , رفع الفضائي عصاه علياً و انزلها على رأس كايرو لكنه صدها و لم يقدر على صد ركلته السفلية التي أصابت بطنه و دفعت به بالقرب من ليوناردو , حاول كايرو النهوض لكنه لم يستطع و فوق هذا قاوم تعبه لكنه هناك يد أمسكت برقبته و قالت : كاي , نم قليلاً

سقط كايرو للوراء فأمسك به ليوناردو و أنزله أرضاً و سقط ليوناردو على ركبتيه و بدأ يسعل بشدة , بدأ الفضائي يتقدم نحوهم و هو يلعق طرف عصاه الحادة لكنه شعر بشيْ أمسكه , نظر ليجد كاسيدي تمسكه بيديها من ذراعه رفع يده الأخرى التي بها العصا الحادة ليقطع رأس كاسيدي لكنه انفجر إلى قطع متناثرة, قالت في نفسها : ادخال الماء و خلطه بدمه ثم رفع حرارة الماء إلى درجة الغليان , من أين تأتي الافكار , كاي ؟

سمع الجميع صوت جرس , نظروا للساعة التي كانت

00: 00: 00

سُمع بعدها صوت كريس الذي قال من حيث لا يعلمون : إذا كنتم تسمعون صوتي الآن فهذا يدل على أنكم أحياء , في الحقيقة هذا المكان لم يكن سوى تجربة لأحد وحدتنا الجديدة , استطيع تسميته المستوى 2.5 , فضائي من المستوى الثالث لم يكتمل بعد عمره 3 أيام فقط , من المؤسف موته طفلاً بهذه الطريقة الشنيعة , على كل حال لقد كنتم مراقبين طوال الوقت و أما الوقت المسجل كان فقط وقت لفتح الأبواب كما اتفقنا , تمتعوا بما بقي لكم من حياتكم , إلى اللقاء

صدر صوت مزعج جراء فتح الباب الذي كان خلفه أفراد منظمة الـ a.k.u الذين سارعوا في حمل المصابين من المجموعة و إسعاف ما يمكن إسعافه , تقدم السيد روبنسون و شاهد الدمار الذي ألم بالمكان , فقد كان يحترق من الداخل لأمرين , خداع منظمته و إصابة أفرادها


نهاية الفصل الثاني عشر



وأخيراً تحرّكت المنظمات المعارضة وبدأ كريس خطواته

رأيكم بهذا الفصل ..
ومالذي ستفعله لورا تجاه كريس ؟

الفصل القادم خطوة أخرى مثيرة
سأضعه بعد قليل



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 07-07-2016, 06:28 PM
 
الفصل الثالث عشر / 1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


في الصباح أتت ماري إلى مكتب السيد روبنسون الذي كان بابه مفتوحاً على مصرعه و علامات الهموم و الكآبة و البؤس تظهر على روبنسون , قالت له ماري بقلق : سيدي , أنت على جلستك منذ أمس , خذ قسطاً من الراحة رجاءً

قال بصوت مكسور : كيف حال الأولاد ؟

عرفت ماري أن هذا ما كان يشغله و هو يراهم يُنقلون إلى سيارات الإسعاف الواحد تلو الآخر , ما زاد الهم هماً انه تم اختراق نظام المنظمة و تم عرض المعركة أمامه استهزاءً به , كل ما تتمناه ماري الآن هو عودة الأولاد لعلهم يعدون البهجة إليه .

قدمت له ورقة وضعتها على مكتبه بهدوء و خرجت و قد كانت تقرير للحالة الصحية التي تمر بها المجموعة , قرأها بهدوء و تأني و كل التقرير تشير إلى أن الجميع سيكنون بخير لكن هناك فرداً ليس موجوداً في القائمة ألا و هو كايرو .

رفع السيد روبنسون سماعة الهاتف و اتصل بالمستشفى التابع للمركز , سمع صوت أنثوي :
كيف استطيع خدمتك سيدي ؟

قال بتعجل :
الدكتور بيتر من فضلك

انتظر لثوان ليسمع صوته :
مرحبا بالسيد روبنسون

رد روبنسون :
أهلا , أود الاستفسار عن حالة كايرو , إنها ليست مرفقة في التقرير الذي طلبه

الدكتور بيتر : أعلم مسبقاً , لم يتسن لي تفحصه بنفسي و قد كنت أشاهد إلحاحكم الشديد على معرفة الحالات التي وصلت في ذلك الوقت الحرج , أرسلت لك ما اعلمه لكن حالة كايرو هي التي أخرتني عن تبليغك

السيد روبنسون :
و كيف هي حاله الآن ؟

الدكتور بيتر : في الحقيقة استيقظ رفاقه كلهم عداه و عندما أجرنا له الفحوصات اللازمة وجدنا أن خلايا دماغه مرهقة بشكل فضيع لا يمكن وصفه , و بعد مروره بالأشعة رأينا أن ضغط دم رأسه تركز حول عينه اليسرى بشكل كبير و هو يعاني من ذلك الضغط في تلك المنطقة , ولا أخفيك سراً هو يتألم منذ وصوله بسبب ذلك و لا يستطيع أن يخرج من الغيبوبة و الإرهاق العصبي الذي عاناه

روبنسون بتوتر ملحوظ :
ما الحل إذا في هذه الظروف ؟

طمأنه بيتر : لا تخف , يجب أن يخضع لعملية جراحية فورية لتخفيف الضغط عن تلك المنطقة ليكف الألم عن الفتك به و بعدها سنقدم له الأدوية و المحاليل التي ستنشط دماغه مع مرور الوقت , أدهشني أنه يتمتع ببنية صحية و قوية , ( سيعيش ) لكن لا تتوقع رؤيته مبكراً

ختم روبنسون :
شكرا لك دكتور بيتر

بيتر بلطف :
على الرحب

------------------------------------------------------------


13

في مكان مجهول بالاحرى مكتب مظلم , كان هناك حوض سمك كبير أمام جدران ذلك المكتب المخيف , تقدم كريس بسعادة يحمل في يده ملفاً وضعه على طاولة لك الرجل و قال له بابتسامة ماكرة : جمع المعلومات عنهم بسيط كما ترى , تفضل و إذا رغبت في شيء لا تتردد في طلبه , تمتع بالمعلومات و أستأذنك الآن

التف كريس إلى الخلف و خطا خطوة باتجاه الباب إلا أن الرجل الذي يجلس خلف المكتب استوقفه و هو ينطق بكل كبرياء حينما كان يتكئ على ظهر الكرسي : تبدو سعيداً .. هل كان المهمة ممتعة لهذه الدرجة ؟

ابتسم كريس حيث ظل على وضعيته مجيباً : لم تكن المهمة تحمل أي جهد يذكر و لكن .. ينتظرني موعد ترقبته منذ شهرين
أدار رأسه موجهاً نظره نحو الرجل مردفاً : عذراً سيدي .. لا أريد أن أتأخر



و من جهة أخرى في حجرة مظلمة قد أطل عليها نور البدر من خلال النافذة , أدخلت لورا سيفها في جيب سترتها و ملامح وجهها لم تكن تنم على البرود كالعادة بل سادها الحزم و هي تقوّس بحاجبيها متذكرة كلمات ليوناردو " أولا يعنيك الأمر أيضاً بإنهاء ما بينكما أنتِ و كريس ؟ " أجابت لورا مفكرة : بلى سأنهيه

لمع طرف السلسال الذي تضعه على عنقها فأكملت ذاكرتها سرد الأحداث الماضية بقول ليوناردو " أم أنكِ تريدين التستّر عليه ؟ " احتدت نظرة عينيها و هي تنظر صوب صورة تمسكها بإحدى يديها , قد التقطت لها مع كريس ثم أدارت برأسها نحو كارولاين التي تنام بهدوء على السرير المجاور و صورة كريس ترتسم في ذاكرتها بابتسامته الماكرة ..



أخذ رشفة من الكوب و وضعه على المكتب حينما كان دخان القهوة الدافئ يتمايل في الهواء , ثم وضع يده على مقدمة رأسه و أخذ يعصرها حيث بدأ الصداع يسري في رأسه , متجاهلاً جميع المعلومات التي سطّرت على الأوراق المبعثرة أمامه , قد بدا على السيد روبنسون أنه في قمة حيرته و قلقه حول الأحداث التي بدأت تتطور بشكل مقلق , حتى دخل ليوناردو الحجرة بدون سابق إنذار موبخاً أخيه الذي رفع رأسه بسرعة : تدعيّ بأن هذه المنظمة لديها كل التقنيات المتطورة لإنهاء الفضائيين بينما تمكن شاب أخرق بكل سهولة من الدخول إلى هنا و تشغيل فيديو ليوقعنا في فخ نصبه

روبنسون بهدوء :
ليو ! اهدأ

ليوناردو : هه لقد ظننت بأن منظمة كهذه ستمكنني من فعل ما رغبت به منذ مدة طويلة و لكنني كنت مخطئاً , أنا خارج من بينكم !

استدار ليوناردو ليسير باتجاه الباب و لكن روبنسون استوقفه : ليو , رجاءً
أدار ليوناردو رأسه ببطء ليقع نظره بعيني روبنسون الحازمة ..



ظلام حالك احتوى ذلك المصنع المتهالك الذي قد بدأ يعاد ترميمه , لكن نور البدر الفضي بدأ يتسلل من نوافذه و زواياه المنهارة .. فُتح الباب و قد بدأ يُسمع صدى خطوات واثقة تسير هناك , تلفتت لورا حولها و ملامح وجهها الباردة لا تهزّها رهبة من جو المكان المخيف , و هي تلمح من ذاكرتها ما حدث سابقاً أثناء قتال الفضائي مع البقية , حيث كان كريس يسير باتجاه الباب و كايرو ينادي " انتظر " , حاول كايرو اللحاق به و لكن الفضائي صاحب الشعر البرتقالي وقف أمامه , و هكذا سار كريس بأمان و لورا تراقبه بصمت حتى سقط شيء ما منه لمع في الهواء حتى استقر على الأرض حين كانت أنظار البقية متوجهة نحو الفضائي و لورا فقط قد تنبهت إليه , هكذا سارت بهدوء في الظلمة حتى ضغطت زر المصباح اليدوي بيدها و بدأت تبحث في الأرض حتى لمحته يلمع و هي تمرر ضوء المصباح بسرعة فاتسعت عينيها لتعيد الضوء إليه , فاقتربت منه و انحنت لتلتقطه فلم يكن إلا سلسالاً فضي يحمل رمز نصف القلب , تمعّنت به ثم أرخت جفنيها إلى النصف و قد بدا عليها الحزن متذكرة مشهد كريس و هو يجلس على أريكة بجوارها و يلبسها سلسالاً فضياً يحمل نصف القلب الآخر حيث بدت عليها السعادة , فأغمضت عينيها بيأس و هي تقبض على رمز نصف القلب الذي ترتديه , حتى شعرت بأحد خلفها فأدارت رأسها بسرعة و هي تقف موجهة ضوء المصباح إليه لينطق كريس رافعاً يديه مستسلماً : لا بأس , لم آتِ لإخافتك

تسمّرت لورا مكانها تنظر إليه لينزل كريس يديه و ابتسامة واثقة تعلو محياه مردفاً :
كنت أعرف أنكِ ستأتين .. لورا !



ليوناردو : رغم كل مايحدث , لقد بدأت خطورتهم تزداد و أنت لا تزال لاتوظّف سوى الأطفال
روبنسون : سأطلب من الوحدات الداعمة بالتدخل .. فعلاً لقد بدأ يزداد الأمر خطورة

ليوناردو : هه اخرجني من هذا و ذاك .. لم أعد مهتماً
روبنسون : حتى يستوليّ الفضائيين على الأرض و يفوت الأوان !

تنهد ليوناردو مسترخياً على الكرسي و هي يغّير أجواء الحديث مضيفاً : كنت أتساءل , كيف تمكّن ذلك الشاب من إيصال الفيديو إلينا , سمعت أنهم قد وجدوا قرص الفيديو في الجهاز و لا احد يعلم مصدره , هذا يعني بأنه قد أدخل أحداً إلينا بدون أن يلحظه أحد , و ربما يكون هو نفسه

بقي روبنسون صامتاً ليردف ليوناردو :
هذا لا يهم بقدر نظرات تلك الفتاة ؟

رفع روبنسون رأسه نحو أخيه ليتابع كلامه :
ذلك الشاب .. كريس باريت أليس كذلك ؟



و في ذلك المصنع لا تزال لورا توجه بالمصباح نحو كريس الذي حدثها بهدوء :
إذاً .. أنتِ مازلتِ مهتمة بالفعل

قوّست لورا حاجبيها و ردت بحزم : لم أعد مهتمة إلا بالبحث عن خفاياك ليسهل القضاء عليكم , لقد آذيت رفاقي و سأكون خصماً لك إن كنت لا تزال تريد تدمير البشرية

همهم كريس بأريحية لينطق بهدوء و ابتسامة واثقة ترتسم على وجهه : كنت أتساءل سبب عودتك الحقيقي إلى هنا و لكنني أدركت بأنكِ كنتِ تعرفين بأن ما ألقيته سابقاً هو سلسالي الذي لا تزالين تمسكينه بيدك بقوة

تفاجأت لورا لوهلة و حوّلت قبضة يدها ببطء خلفها ليتابع كريس :
كما أنكِ .. لا تزالين تردينه .. السلسال الذي تقاسمناه

لمع سلسالها بفعل نور البدر المتسلل من نافذة عليا بفعل تحرّكها الخفيف إلى جهة اليسار , فقوّست حاجبيها و ردت بحزم مبررة : بل من أجل البحث عن دليل

ليتابع كريس بثقة :
أنتِ لا تزالين لا تستطيعين إخفاء شيء عني لورا

تقدّم كريس نحوها خطوتين و هو يردد كلماته حتى صرخت لورا : توقف !

أخرجت قبضة سيفها من سترتها و برز نصله لتوجهه نحو كريس الذي تراجع إلى الخلف خطوة مندهشاً من ردة فعلها السريعة لتنطق بحزم : إذاً ابق مكانك .. إن تقدمّت خطوة فسأقاتلك , أنت تعلم جيداً بأنني لن أتراجع

حدّق كريس بها قليلاً حيث بدا عليه الاندهاش حتى أطلق ضحكة خفيفة مضيفاً :
أتشهرين سيفك نحوي ؟ أنتِ مازلتِ لاتفهمين ..

خطا خطوة إلى الأمام متابعاً : نحن يمكننا ..

لاحظته لورا فضربت بسيفها نحوه ليتراجع خطوتين إلى الخلف مذهولاً ويسقط المصباح من يدها ليستقر نوره عليهما , فتضيف لورا بحزم : كل ماحدث في الماضي انتهى أمره بمجرد انضمامك إليهم , نحن في طرفان متعاكسان كريس , إن كنت لا تزال تريد البقاء هناك فأنا سأظل أشهر سيفي نحوك

مالت ابتسامته بخبث مضيفاً :
إذاً , نحن لن يظل بيننا سوى القتال حتى نكون في طرف واحد

اهتزّت يده ليخرج من تحت جلد رسغه ثلاثة مخالب لم تؤذيه , فاتسعت عيني لورا ليندفع كريس نحوها بقوة مهاجماً إياها بمخالبه فتضع سيفها وقاية و تصطدم مخالبه بسيفها لترتد لورا إلى الخلف و تسقط على ظهرها , حتى رفعت رأسها بسرعة و هي تنطق بذهول : كريس ! أنت ..

بقي كريس واقفاً بصمود ينظر إليها بابتسامة ثقة ..



فتحت كارولاين عينيها بسرعة و جلست على سريرها ثم أدارت رأسها نحو سرير لورا فلم تجدها ليبدأ القلق يداهمها و هي تهمس : لورا ..؟



ظلت لورا تحدّق بكريس حتى نطق : نصف فضائي متحوّل , من المستوى الثالث أقارب للوصول لمستوى أكثر تطوراً
بدأ القلق و الذهول يحيط بـ لورا حيث بدأت الأفكار تتخبط في رأسها و عينيها صوب كريس الذي تابع و عينيه صوب يده التي يقبضها مراراً استشعاراً بالقوة : التمتع بهذه القوة أمر جميل , صحيح أن الحصول عليها أمر صعب و لكن النهاية رائعة حتماً .. ما رأيك بها لورا بقوة شيء منها ؟

حوّل بعينيه الأرض حيث لورا لكنه لم يجدها , فزفر بأريحية ليتحدث بصوت عالِ : ما عهدتكِ جبانة لورا
كانت لورا مختبئة خلف إحدى الحيطان مفكرة : قتال فضائي من المستوى العالي فردياً حماقة , سأتصل بالبقية

رفعت ساعدها حيث الساعة ذات الجهاز اللاسلكي لكنها لم تجدها , فقطبت حاجبيها مفكرة : يا إلهي لم أحضرها



كانت كارولاين في الحجرة مضيئة واقفة أمام المنضدة قد لاحظت وجود كلا الجهازين عليها و كتاب , فهمست متسائلة : سيفها ليس بأي مكان في الحجرة , لا يمكن أن تكون قد ذهبت إلى المكتبة في هذا الليل !

أغلقت كارولاين المصباح المكتبي الموجود على المنضدة و لكن بحركة سريعة من يدها أسقطت الكتاب ليقع أرضاً , ارتبكت و انحنت لتلتقط الكتاب و وقفت بسرعة لكن ورقة ما قد سقطت منه , فوضعت الكتاب بسرعة على المنضدة و انحنت لتلتقط الورقة , قلبتها فاتسعت عينيها مندهشة و هي تهمس : هذا الشخص , لا يمكن .. لورا

لم تكن تلك الورقة إلا صورة لـ لورا و كريس فكما يبدو بأن كارولاين قد تعرّفت عليه حينما قاتلوه سابقاً .



و بينما لورا في حيرة من أمرها حتى تنبّهت لظل بجوارها فانطلقت هاربة لينطلق ليزر حطّم جزءاً من الحائط , ركضت لورا حتى اختبأت خلف إحدى الأجهزة الضخمة و يرتسم القلق على عينيها مفكرة : لقد جن كريس تماماً , لماذا كريس .. لماذا ؟

ضخت الطاقة إلى المصنع فجأة حيث فتحت الأنوار و بدأت الأجهزة تعمل , تلفتت لورا حولها حتى سمعت صوت كريس : توقفي عن الهرب هنا و هناك و واجهيني لورا , لا تتراجعي عما قلته لي

أدارت برأسها لتطل خلف الجهاز الضخم حتى شعرت بظل عليها لترفع رأسها بسرعة فإذا بـ كريس ينقض عليها لتتفادا هجومه و هي تتدحرج إلى الجهة الأخرى , و قفت لتكون مقابل كريس الذي ابتسم مضيفاً : أتذكرين ؟ يوم كنتِ تهربين من العالم و تأتين إليّ .. من الذي تذهبين إليه الآن ؟ ألا يفترض بالحال أن يظل كما هو ؟

لورا بابتسامة ثقة :
هه مَن مِن المفترض أن يطرح هذا السؤال للآخر ؟

كريس بثقة :
من يكون محقاً !

اندفع كريس نحوها و لكنها ضربت سيفها على الجهاز بجانبها فانطلق غاز منه أوقف كريس مكانه و هربت لورا منه ,




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 07-07-2016, 06:29 PM
 
الفصل الثالث عشر / 2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


طرقت الباب ثلاثاً حتى نطق روبنسون و هو يحوّل بنظره نحو الباب : تفضّل

كذلك كان ليوناردو متشوقاً لمعرفة صاحب الطرقات في هذا الوقت المتأخر من الليل حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية و النصف بعد منتصف الليل حتى دخلت كارولاين بخجل , حوّلت بنظرها فلم تجد سوى روبنسون و ليوناردو لينطق روبنسون بحيرة : ما الأمر ؟ كارولاين .. هل من شيء ما ؟

كارولاين بخجل : أوه , عفواً لقد ظننت بأن لورا هنا لأنها ليست في الحجرة و لا في المكتبة , كما أنني لم اجد في إحدى دورات المياه أو في الحديقة

تبادل الأخوان نظرات الاستفهام و التعجب فيما بينهما ,





ركضت حتى صعدت السلالم الحديدية بخفة و ابتعدت عنه لكنها تفاجأت بظهوره المفاجئ من الجانب و هو يقفز إلى الممر الحديدي الذي تقف عليه لورا , لينطق كريس : تهربين لأنني نصف فضائي , أم لأنني مازلت شخصاً تحبينه ترفضين قتاله ؟

لورا بحزم :
لا تتفوه بشيء لا تعرفه جيداً

كريس بثقة :
و لكنني , أفهم قلبك جيداً و لطالما فعلت و أنتِ تدركين ذلك

لورا بحزم :
طالما أنك تتحدث بهذا الهراء .. لماذا تهاجمني إذاً ؟

صمت كريس برهة ثم احتدث ابتسامته مجيباً :
لأجلك

تحوّلت يده اليسرى لجسم مسطح فضرب لورا بسرعة لتندفع و تسقط من الممر الحديدي و لايفصلها عن الأرضية البعيدة سوى يديها التي تمسّكت بهما على السياج الحديدي , حيث سقط سيفها و ارتمى على الأرض و هي تنظر إليه , اقترب منها كريس منحنياً إليها حيث أدارت رأسها و نظرت إليه بشيء من الخوف , ليحدّثها بملامح الشرود : أنتِ ضعيفة جداً , إلى متى ستظلين مع مجموعة الحمقى اولئك ؟

حدقّت لورا بعينيه الشاردتين مما أثار فيها تساؤلاً جعلها تشعر بخطأ ما , حتى تأرجحت مرة و ألقيت بنفسها على إحدى المسطحات الدائرية قد كان سطحاً لإحدى القوالب الضخمة في المصنع , لكنها لوت كاحلها و أغمضت عينيها متألمة , أدارت برأسها نحو كريس في الأعلى فأطلق ليزراً نحوها من يده المتحوّلة جعلها تقفز بسرعة إلى الأسفل و تسقط , ابتسم كريس ابتسامة عريضة فأمسك بالسياج و قفز إلى الأسفل فاستقر بقوة بدون أن يتألم حتى أصبح ينظر نحوها و هي تزحف على الأرض تحاول الهرب منه لكن هيهات فهو يسير نحوها ببطء بكل سهولة و هو ينطق : لابد انكِ كنتِ تتساءلين مؤخراً .. سبب ضعف قدرتك .. لقد قمت بإلغاها , بسبب أنني أعرفكِ جيداً و أدرك قوة هذه القدرة التي أصبحت أمتلكها أنا أيضاً , ألا تشعرين بالفضول لاستخدام تلك العقارات التي يصنعها العلماء لدينا ؟ نملك كل المؤهلات التي تجعلنا نحظى بعالم جميل

حاولت لورا الوقوف على ساقيها و هي تمسك بإحدى القوالب الحديدية بجوارها لتدير بجسدها نحوه و ترد ساخرة مقاومة ألمها : جميل ها ! كيف و أنتم تثيرون الفوضى في كل مكان و تقتلون الأبرياء ؟

كريس بحزم :
أي أبرياء ؟ سنبيد جميع الحثالة ! و نبدأ عالم جديد

لورا بحزم :
أهذه فكرتكم ؟ كريس مهما كان ما أخبروك به فهو ليس صحيحاً

كريس بهدوء :
و ما الذي أخبروكِ به أنتِ ؟

لورا بحزم : لم يخبروني , و لكنني واعية لأدرك بأنكم مجموعة حمقى متحالفين مع الفضائيين , و يوماً ما ستجدون أنهم قد انقلبوا ضدكم و تنتهي كل حياة بشرية على سطح الأرض

كريس بابتسامة ساخرة :
هه خيالك واسع لورا

اندفع نحوها ليضربها بالسيف الذي تحوّل من يده لتتفاداه بسيفها الذي التقطته قبل قليل و لكنها كانت أضعف منه فسقطت أرضاً على ظهرها متألمة لينطق كريس : أنتِ لا تملكين سوى قدرة سهلة لا تتوافق مع طبيعة مهماتك في القتال بعكس رفاقك الذين يمتلكون قوى فطرية مختلفة

اتسعت عيني لورا ليفهمها كريس أفكارها قائلاً : بالتأكيد , نحن نعرف الكثير عنكم و هذا ما سيجعل منظمة الـ a.k تنتهي بسهولة بين أيدينا , لهذا السبب نحن هنا نتقاتل , لورا انضمي إليّ

قوّست لورا حاجبيها مجيبة :
ليس و أنت بجانبهم كريس !

كريس :
أنتِ لم تفهمي شيئاً أليس كذلك ؟

اختفى من أمام ناظريها و ظهر من خلفها لتدير رأسها نحوه فيضربها بقوة لتطير عالياً و تسقط على بطنها من دون قوة متألمة حيث سقط السيف في الجهة الأخرى , رفعت رأسها ببطء حيث ظهرت بعض الدماء نازفة من فمها , رأت كريس يقف بعيداً فحاولت الوقوف على ساقيها متثاقلة حتى انطلق كريس بسرعة هائلة نحوها ليمسك بها من رقبتها و يعلقها بمحاذاة الحائط و لورا بالكاد تستطيع فتح عينيها لتحتد عيني كريس قائلاً بحزم : أنتِ لا تفهمين , وجودك في الجهة الأخرى يعني القضاء عليك , سيقضون عليكِ لورا و سيبحثون عن كل ما تحبيه ليقضون عليه , بقاءك في تلك المنظمة يعرّضك للخطر , بقاؤك هناك يجعلنا نتقاتل دوماً هكذا , هل تحبين هذا ؟

لورا بتثاقل :
اقض .. عليّ .. إذاً , و انه الأمر

حاولت لورا أن تكون حازمة رغم آلامها و هي تردف : لكنني .. لن انضم لحزب المتمردين حلفاء الفضائيين
تفاجأ من ردها و لكنه قوّس حاجبيه و ضغط على رقبتها لتختنق متألمة , حدّق بها و هي تتألم حتى توقف فجأة و تركها لتقع أرضاً بينما استدار إلى الجهة الأخرى و هو يهمس : مازلتِ عنيدة جداً

انحنى ليجثو على إحدى ركبتيه بجانبها فرفعت رأسها و هي تنظر متثاقلة و لم يعد بإمكانها رؤيته جيداً ليحدثها : انظري إلى نفسك , أين هم رفاقك الذين يقاتلون معك ؟ لماذا ليسوا بجانبك الآن ؟

ابتسمت لورا ساخرة لترد :
هه تحاول إنشاء فتنة بيننا , لقد جئت وحدي و لا علاقة لهم بما يحدث بيننا

كريس بابتسامة واثقة : صحيح فأنتِ لا علاقة لكِ بأي واحد منهم , و لذلك جئتِ وحيدة هنا .. بدون أن يفتقدك أحد بدون أن يشعر بكِ أحد , لطالما كانوا هكذا أليس كذلك ؟ دائماً ما تكون هناك مسافات بينكم , دائماً ما تكونين وحدك و لا أحد بجانبك , لا شيء يربطك بهم سوى القتال و القتال فقط

كانت لورا تنظر إلى عينيه بذهول و هو يتابع قراءة أفكارها و فهم ما يجول في داخلها متابعاً : عيروكِ بالأنانية و المغرورة, دائماً ما ينشئون الأفكار الخاطئة عنكِ و هم لا يعرفون أي شيء عما يجول بداخلك , لكنكِ في الحقيقة لا تحبين الاختلاط بأحد لأنكِ ...

لورا بحزم : توقف ! أنت أيضاً لا يحق لك أن تتحدث عني بهذه الطريقة , أنت لم تعد تعرف عني أي شيء

كريس بهدوء : بل أعرف كل شيء , يمكنني أن أفهم كل شيء بمجرد رؤيتك و أنتِ مازلتِ تدركين ذلك , بمجرد كوننا متباعدين في طرفين مختلفين و لكن ذلك لا يعني أنه لم يعد بإمكاني أن أفهمك لأنني لم أتغير أبداً

قطّبت لورا حاجبيها مضيفة بنبرة حزينة و ابتسامة باهتة : بلى كريس .. نحن كلينا تغيّرنا , نحن لم يعد بيننا أي شيء , مجرد ماضي باهت و ذكرى مهترئة جرفها الزمن بأيامه , نحن هكذا أنا هنا و أنت هناك

قوّست حاجبيها مضيفة :
أنا بخير بدونك لست بحاجة إليك و لستُ بحاجة لأي أحد

حدق بها برهة و بقيا صامتين و نظرات كلاً منهما نحو الآخر حتى بدأ كريس يلحظ لمعان عينيها حتى أرخت رأسها مبعدة ملامح وجهها عنه , ليدرك مقدار الأسى الذي لا تحاول إظهاره لينطق شارداً : أوه لورا .. أنتِ متخبطة جداً

رفع رأسها بلطف و هو يضع أطراف أصابعه على ذقنها حتى قرّب رأسه من رأسها متابعاً : كل ما أريده رؤيتكِ بخير مجدداً , أحبكِ لورا

اتسعت عينيها حتى غابت عن وعيها فجأة و سقطت بين ذراعيه ليهمس كريس : آسف , إنها الطريقة الوحيدة , قتالك بهذه الطريقة و ما سيحدث بعد ذلك , من أجل أن تكوني بخير





أشرقت الشمس و ضج المصنع بالكثير من عملاء المنظمة حيث كان بعضهم يأخذ عينات الدماء التي نثرت , كان الجميع في هذا الوقت مجتمعين حول الطاولة المستديرة في قاعة الاجتماعات حيث بدا عليهم القلق حتى صرّح روبنسون : جميع الأدلة تشير إلى أنّ لورا قد توجهت إلى المصنع , حتى الآن لم نستطع إيجادها أو أي دليل يثبت تواجدها في أي مكان آخر , بعض الدماء التي وجدت هناك سيتم فحصها كما أن هناك بعض البصمات التي سنبحث عنها و لا نملك سوى الانتظار الآن

كاسيدي بقلق :
و لكنها قد تكون في مكان آخر أليس كذلك

جولي بهدوء :
لقد كانت تعرف ذلك الشاب , لذلك هي ربما ذهبت لتبحث عنه

جوناثان بحيرة :
و لكن لورا لماذا ذهبت هناك وحدها ؟

أشاح ليوناردو بوجهه مغتاظاً : هه تلك الفتاة , لقد كنت أشك بها لابد أنها كانت تتستر عنه منذ البداية حتى بدأت الأمور تظهر على حقيقتها

نهضت كارولاين بعنف فصرخت :
لورا ليس لها أي علاقة بهم ؟

ليوناردو :
لا تتحدثي بدون دليل مقنع بأنها بجانبه أيتها الصبية

كارولاين :
و لكن لورا ..

تنهدت كاسيدي مقطبة حاجبيها فنطقت :
أولاً كايرو و الآن لورا , مالذي سيحدث بعد ذلك ؟

ريكاردو و هو ينظر نحو ليوناردو :
هه سنجد صاحب القمامة في قائمة القبض على الفضائيين

حوّل ليوناردو نظره نحو ريكاردو حيث رمقه الأخير بإزدراء لكن روبنسون غضب من تلك الكلمات التي تفوه بها ابنه فصرخ : ريك !

نهض ليوناردو من كرسيه و هو يبتسم بسخرية قائلاً :
لا عليك , دع الصبي يعبر عن رأيه , أما أنا ..

تنهد بعمق و هو يخرج من الحجرة متابعاً :
سأخرج من هذا الهراء كله , لستُ مهتمّاً





في مكان آخر بعيد جداً , في ممر أبيض طويل قد انتعشت فيه رائحة النظافة و مستحضرات التعقيم ذات الرائحة المميزة , كان أحدهم يسير في ذلك الممر و حواره مع أحدهم يتردد في رأسه حيث قال " كيف هي الآن ؟ " ليرد الآخر " إنها بخير .. لقد تجاوب جسدها مع عقار qet-12 مما أدى لشفائها بسرعة قبل أن تستيقظ "

- استيقظت ! كيف كانت ردة فعلها ؟ ألم تسأل عن أي شيء ؟
- لا تخف , إنها هادئة جداً و لن تؤذي أحداً .. يمكنك أن تراها الآن

هكذا مرّ هذا الحوار برأسه الذي حدث قبل قليل فاهو قد انطلق إليها يسير في الممر و يحمل في داخله قلقاً لا يكاد أن يظهر عليه حتى وصل إلى آخر حجرة , فتح كريس الباب مندفعاً و هو ينطق " لورا " , كانت تقف على شرفة النافذة تراقب عذوبة السماء الزرقاء مرتدية ثوب كلون ما وصلت إليها عينيها يصل حتى ركبتيها قد تطايرت خصلات شعرها الفاحم مع نسائم الصبح , التفتت بسرعة فرو سماعها لصوت كريس حتى رأى ملامح وجهها الهادئة , ابتسم و تقدم نحوها بهدوء و هو ينطق : هل أنتِ بخير لورا ؟

بدا على وجهها الحيرة و هي ترد بهدوء :
لورا ! إذاً .. هذا هو اسمي !

دُهشَت عيني ْ كريس ْ بينما أخذَت يديه تمتدّان لها رويداً حتى غير رأيه سريعاً و راح يكتّف يديه حول صدره , و تحدث

بشُرود عينيه في عينيهَا : و إذن .. لُورا ؟

عادت لُورا انطواعيةً ً لتأمُّل السماء من جديد .. سماءُ توشك الغيوم على تلبُّدها تماماً كقلبِها
الذي أصبح و بلا سابق إنذار مقبوضاً .. همسَت بخوف : إن كنتُ لورا .. فمن تكونُ أنتَ ؟!

بابتسامة عريضَة أجابها :
كريس , صديقُك كريس ْ !

انقَضى حديثُ الكَلام و الألسُن بينهُما و لم يعد هُناك همسُ سِوى حديث عينيهِما التي تعانقت بغرابَة
أهي تعانُقُ شكّ و ثِقة ؟ أم تعانُقُ إحساسُ الحاجة بالأمّن مع مصدر الأمان ذاتَه ؟ , ~


نهاية الفصل الثالث عشر



لورا فقدت الذكرة و ضمّها كريس إليه

مالذي سيحدث الآن ..؟ الأحوال تتدهور و تقف ضد أبطالنا !
هل ستقوم لورا بمحاربة رفقائها وتظل مع كريس أم أنّها ستجد الحقيقة؟

نلقاكم غداً بإذن الله



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
◘♣♠♦♥مشــــــــــــــاركتي بمســـابقة أجمـــل توقــــــــــــــــــــيع ♣♦♣♥♣♠•♦☻◘ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy ألغاز 3 10-31-2013 12:21 AM
شفاطات حمامات - شفاطات السقف – شفاط حمام - شفاطات اسقف – مرواح الشفط الصناعيه - مرواح الشفط والتهويه – مرواح شفط سقفيه builtin44 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 02-05-2013 04:00 PM
♣♠♦♥رمــــــــزيات وتوووووووواقيع أنمــــــي من تجــميعي نــادر جدا ♣♦♣♥ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy صور أنمي 13 01-13-2013 07:14 PM
♠قصه عن انمي ناروتو ❤{♣ s+s♣, n+h ♣, i+s♣}❤♠ Ńεω ₥óØòŋ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 80 10-10-2012 07:05 AM
♣♠♣ عندما نعشق من ليس لنا ♣♠♣ ღ« يكفي عتب « ღ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-03-2012 05:47 PM


الساعة الآن 10:26 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011