عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه (https://www.3rbseyes.com/forum62/)
-   -   أَقُرُبُ بِقَلِيلٍ.. مِنَ الْأسْوَد ! (https://www.3rbseyes.com/t502444.html)

fαɪяy ℓαɒy 03-19-2016 08:31 PM

أَقُرُبُ بِقَلِيلٍ.. مِنَ الْأسْوَد !
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_03_16145845764583489.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764570571.jpg


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764580557.pngتم نقل لآرشيف بطلب من كاتبة


العنوان : أَقُرُبُ بِقَلِيلٍ.. مِنَ الْأسْوَد !
التصنيف : فنتازي ، رومنسي ، إثارة ، درامي
الفصول : غير محدد

حالتها : غير مكتملة
تاريخ الكتابة : 23/10/2015

ملخص الرواية :

' إيفا '
ذات الفضول الجامح الذي لا يروض ، تقع في مصيدة دبرها لها القدر ، فتنقلب حياتها رأسها على عقب وسط بلاد غريبة لا تعرف عنها شيئا.
فتكشف لها الأيام أسرارا و حقائق خطيرة ..
فماهي هذه الأسرار ؟
و كيف ستواجه إيفا القدر هذه المرة ..؟



http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764573422.png

هذه الرواية وضعت بها الكثير من نفسي ،
لهذا هي عزيزة كثيرا علي ، اليوم سأشاركها إياكم و لكم كل الحق في النقد و المديح
و أتمنى لكم قراءة ممتعة

ق1


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764574733.png

أشكر الأسطورة الغالية اللي خلت روايتي تنبض بالجمال
Florisa
للتصميم الخنفشاري ق1


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_03_16145845764583489.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] [*]

مقدمة
الفصل الأول 1 ، 2

http://www.mrkzgulf.com/do.php?img=230391
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8457645828.jpg

fαɪяy ℓαɒy 03-19-2016 08:37 PM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_03_16145845764583489.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764570571.jpg




http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764578776.png

هزت نسائم عليلة شعرها المكلل بورود بيضاء صغيرة مندثرة كما النجوم في صفحة السماء ، و مظهرها العنفواني و الوقور ينبأ عن عواصف من العزم و السؤدد .. ينبغي أن تعنت لها الوجوه و تخنع لها الرؤوس امتنانا لمقدرتها على تحطيم خرافة تفوق العدو المستبد ، و لإبراز الأمل الباسم في الحرية و الإنعتاق من قيود الحرب الدامية..
و هي تتقدم صوب الشرفة الملكية المزدانة بأفخر السجاد و الأرائك ، غازلتها أشعة الشمس الدافئة و هزت النسائم فستانها الليلكي الفخم .. و أصوات الإحتفالات الضخمة التي تقام على شرفها تهز أرجاء المعمورة و تشحن الجو بشرارات الحماس و السعادة الغامرة.
فلأن عهد الأشجان منقضي ، انقشعت غيوم الألم عن الأفق ، و اضمحلت المعاناة و حصحص الأمان و جنده .. فابتسمت الآمال لهم و حل الربيع على امبراطوريتهم التي رغم الصعاب لا تزال صامدة .
فكم ينبغي عليها و على شعبها أن يدفع ثمنا مقابل كل هذا ؟.
كم .. ؟



فهي قد دفعت الكثير بالفعل ... !

فهي قد دفعت الكثير بالفعل ... !





http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5764575834.png


لم تكن سوى نظرة مررت بكم عبر فجوة في الأحداث .. إليها .
سأترككم تعبرون عن انطباعكم و أرائكم ريثما يجهز التنسيق و أضع البارت منسقا لأجلكم ق1
إلى ذلك الوقت كونوا بخير
دمتم بود

ق1





[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...8457645828.jpg

M A G I C 03-19-2016 09:10 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .....

كيفك حبيبتي؟ اخبارك؟ ان شاء الله تكوني بخير دائما وما تشكي من شي قلب4 غناء2

ما اجمل ان تكون هناك لحظات يتذكر فيها اﻻنسان انه ارقى المخلوقات وقادر على فعل الكثير والكثير من اﻻشياء. .....

شدني لموضوعك الجميل العنوان الذي ربما تخيلت كيف ستكون الرواية حينها....

اعجبتني المقدمة كثيرا و الشخصية التي اسمها (ايفا )

اعتقد انها ستكون اجمل شخصية في الرواية. ...

كانت النبذة او ملخص الرواية يحتوي على الكثير من اﻻحداث. .. وتبينت الكثير من اﻻشياء. .

اظن انني تحمست للبارت اﻻول من الرواية. . ﻻتطولي علينا ...
وﻻ تنسيني في الرابط من فضلك قلب4

دمتي بود ♥ قلب4

تقبلي مروري قلب4

في امان الله قلب4

fαɪяy ℓαɒy 03-19-2016 09:18 PM



White Girl*
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
بخير الحمد لله أنا مع فرحة أول يوم بالعطلة رقص9
و أنت كيفك ؟ إن شاء الله تمام

و قبل كل شيء
أهنئك على الرد الأول
و أحب أقلك أن أول الشيء هو الأجمل ق1حب0

أحببت كلامك حول أن الإنسان قادر على فعل شيء ، فهو إن تسلح بالعزيمة و الثقة فسيضمن المستحيل
إيفا هي بطلة الرواية و ستكون هناك شخصيات ثانوية جميلة كذلك هع5:يب:

أتمنى أني كنت شوقتك كفاية للبارت القادم
لا أستطيع أن أعبر عن امتناني الكبير لردك السريع على الرواية
سأبعث الرابط بصدر رحب
و شكرا جزيلا على الرد يا غاليتي ق1ق1
دمت في حفظ الرحمان و رعايته


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك




εмεяүs✿ 03-19-2016 09:36 PM

السلاااام عليكم
كيفك؟ احوالك؟
بخير ان شاء الله
اولا اشكرك على الدعوة الجميلة
..
و اعتذر لانني خيبت ضنك
و لم ان الرد ااول
....
على الرغم من انها بضع سطور
الا انها غامضة و مشوقة
ماذا كانت تقصد بعبارتها الاخيرة؟
كل ذلك سيكون البارتات القادمة
..
العنوان جميل و مشوق
على الرغم من ان معناه هذا
خفي فانا متشوقة
لمعرفة مايرمي اليه من خلال الفصول القادمة
بانتظار البارت بفارغ الصبر
دمت بود
و اعذريني على الرد القصير
و لكنها البداية فقط
،،،،
و اعدك برد اجمل و احسن
مع وضع البارت
....
الى اللقاء ق1

fαɪяy ℓαɒy 03-19-2016 09:44 PM


Mîšš Řøśãłıņə♡

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
بأحسن حال أتمنى تكوني مثلي

شكرا من القلب على تلبية الدعوة
ق1ق1ق1ق1
أشعر بالإمتنان الكبيـــــر إتجاهك أختي
لا أبدا لم تخيبي ظنك و لو لوهلة ، لو شفتي تعابير وجهي المتفاجأة و أنا أشوف ردك راح تفطسين ضحك علي :lamao:
إن شاء الله ما أخيب ظنك في البارتات القادمة
و أعدك بالكثيــر من التشويق و الإثارة
شكرا من جديد على ردك الجمييل
سأنتظر ردك القادم على أحر من الجمر حب5
دمت بود يا غالية ق1

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

L A N A 03-19-2016 11:20 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف الحال غاليتي ؟!
مبارك عليكِ مولودتك الجديدة ..
-
العنوان :
عنوان رائع و جذاب , مبهم و متداخل .. يحمل الكثير من غموض و التشويق ..
بصراحة العنوان أسرني و شدني للداخل ..
الوصف و السرد :
على الرغم من أن المقدمة تمثلت في أسطر قليلة إلا أنها أظهرت لنا مدى إحترافك بالسرد و الوصف ..
الوصف لم يكن مبتذلاً مثلما نرى عادةً , إنما جميل ..
وصف حي للأحداث بطريقة جذابة ..
أما السرد ..
فستظهره لي الفصول , مقدمة غير كافية لأظهار مدى براعتك في هذا الجانب ..
على الرغم من كون وصف المقدمة رائع للغاية فأرجو ألا يخيب أملي في السرد كذلك ق1
الحبكة :
تترك ما لا يعد و لا يحصى من التساؤلات ..
فما الذي فعلته تلك الشقية البلهاء , لتقلب حياتها رأساً على عقب , متشوقة فعلاً لها ..
نصائح :
*لا تسارعي في الأحداث و بنفس الوقت عددي بها في الفصل كي لا يمل القارئ
*جمال الوصف لديك أخاذ لكن لا تهملي السرد في المقابل
*لا تحولي الرواية إلى نص مسرحي عند المحادثة بل إملأيها بالوصف
-
نهايةً ..
أتمنى لكي التوفيق ق1
سأكون في إنتظار جديدك ق2
في أمان الله ق3

fαɪяy ℓαɒy 03-20-2016 11:15 AM

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/20_03_16145846038747222.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889055912.jpg

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...4588905461.png

لقد و صل الجزء الأول من البارت الأول
فلأن البارت طويل كثيرا وددت جعله جزئين
إليكم الجزء 1 بعنوان :


صاحب الظل الطويل !

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png


خبا الدفء و تقوقعت السعادة ، و قد حصحصت طلائع الشتاء الواسقة تُخضع كل شيء لجبروته. فهاهي الطبيعة قد سجت و توارت الحياة نحو المناص تنتظر بعزم فصل الربيع النازح حتى تفرح بعرسها و تتزين بثوب الورود البهية و الخضرة الفاتحة من جديد.
كان الثلج يغطي كل شيء ، بطبقات مرتصة لامعة كالألماس فوق الأسقف و الأشجار ، وفوق قبعات الناس و أكتافهم . و على حين غرة كانت تهب نسمات باردة محملة بنتف الثلج وسط الشوارع المزدحمة ، فتوقظ حواسهم و تهز بعثف ثيابهم في واحدة من مدن العالم المشهورة التي يطلق عليها لقب [عاصمة الضباب].

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png

بريطانيا ، مدينة لندن
الساعة 20.47 مساءا


كان يخيم على المكان جو رومانسي يبعث بدفء جميل على الأنفس ، في حين أنه كان هناك لحن عذب يداعب مسامع الزبائن أجادت الفرقة الموسيقية عزفه.
في الجو، سبح عطر جميل أضاف على المكان رونقا و فخامة أكثر امتزج مع رائحة أصناف الطعام الشهية التي تُصنف هذا المطعم على أنه من أفضل المطاعم وأروعها.
تململت الفتاة ذات الشعر الكستنائي الطويل في مقعدها بسرور بينما تشدق فمها في إبتسامة مرحة زينتها غمازتين عميقتين أضافت لملامحها حُسنا إضافيا. تطلعت إلى المرأة الصهباء أمامها والتي كانت منشغلة عنها بتفحص لائحة الطعام بنظرة أقرب إلى البلهاء منها إلى الحائرة. أحست الفتاة برغبة في الضحك بعد أن قرأت بشكل بديهي ما تفكر فيه زوجة خالها و هي تتمعن النظر إلى الأسعار، متناسية أمر أطباق الطعام نهائيا.
كان إلى جانبها رجل بشعر بنذقي يرتدي نظارات طبية مربعة الشكل و تغطي فكه الحاد لحية مرتبة أبدته بمظهر نبيل رجولي خاصة مع البذلة الرسمية الزرقاء الداكنة التي يرتديها.
كان لا يزال هو الآخر يقرأ اللائحة بتركيز قبل أن تقطعه عليه زوجته الجميلة قائلة باستياء : من الصعب إيجاد طبق مألوف على هذه اللائحة.
وضعت الفتاة اللائحة فوق الطاولة بهدوء و نظرت بابتسامة خبيثة إلى زوجة خالها وقالت: أتحداك أن تطبخي لنا طبقا بمثل جودة هذه الأطباق.
هزت حاجبيها باستهزاء فور أن أنهت جملتها ، بينما ظهر على الأخرى الكبرياء بعينيها العشبيتين : لو كنت أملك مطعما ، لكان بخمسة نجوم الآن .. ولكنت أنت زبونة وفية له. ختمت جملتها بابتسامة واثقة و هي تحمل كوب الماء لترتشف منه.
تململ الرجل بابتسامة حين مطت الفتاة شفتيها بانهزام ، فهي فعلا لا يمكنها أن تتجاهل واقع أنها من أشد المعجبات بطعام زوجة خالها ، خاصة كعكة "باتنبرغ" التي لا تزال مولعة بها .
تكلم الرجل قائلا بشيء من المرح : أنا لن أخاطر ، سأطلب سلطة ثمار البحر و أتمنى حقا أن لا أجد شيئا لزجا على الطبق.
تأوهت الفتاة بقرف بينما قالت زوجته بغضب و هي تعقد يديها على صدرها بحزم: في المرة القادمة ، أنا من ستحدد المكان الذي سنذهب إليه ..هل فهمتما ؟.
ضحك الرجل و نظر إليها بحنوة : أنا آسف عزيزتي ، كنت فقط أود أن تستمتعا في مطعم فاخر و تجربا ما يأكله الأغنياء عادة.
اتكأت الفتاة على ظهر المقعد و قد خملت عينيها وهي تحس برغبة مفاجئة في النوم ، حدقت إلى النوافذ على يسارها و شردت مع إنعكاس صورتها وسط الأضواء المتلألأة من حولها.
كان المكان في الخارج باردا بينما لا تزال نتف الثلح تتساقط بشكل قريب من النافذة فابتسمت لذلك و ظلت تراقبها بصمت إلى أن انتشلها صوت خالها و هو يناديها وسط ضوضاء الصحون و الكؤوس التي تتخللها أحيانا الضحكات المتملقة والأحاديث السطحية.
ـ ماذا تودين أن تأكلي إيفا ؟.
أشاحت بنظرها سريعا نحوهم و أحست بالحرج لأنظارهم المسلطة عليها ، تطلعت إلى النادل في بدلته الرسمية المرتبة يحمل دفترا صغيرا بعناية و يقف بظهرمستقيم بالقرب من مائدتهم.
تعتعت قليلا قبل أن تصرح قائلة : أريد طبق لازانيا بالجبنة السويسرية مع طبق سلطة جانبي .
دون النادل سريعا طلبها و سأل باقتضاب : و للتحلية ؟.
فكرت قليلا قبل أن تضيف : أريد موس شوكولا . ختمت جملتها بابتسامة و راقبوه وهو ينحني باحترام و يغادرمتخطيا صفوف الطاولات المغطاة بأفخر الشانتيل العاجي اللون التي تزينه حراشف براقة و بلورات كرستالية على جوانبها.
حاولت أن تشغل نفسها بتفحص المكان ، كانت القاعة رحبة بجوانب مضيئة ينكسر ضيائها فوق كريستال الكؤوس و الأواني بشكل جميل . حولت بنظرها إلى المدخل حيث بدأ يلج عبره عدد كبير من الزبائن التي تفتر ثغورهم في إبتسامات متفاخرة إلى حين وصولهم إلى طاولاتهم المحجوزة . كانوا من أصحاب البذلات الباهظة والحقائب التي لن تحلم يوما في اقتناء واحدة مثلها ، فهي بالنسبة لهذا الصنف من الناس و لهذه الأماكن .. ليست سوى دخيلة يعتريها الفضول دوما لاستكشاف طعم الثراء.
قال الرجل فجأة مكلما زوجته بهدوء : أنا متعب جدا من العمل صوفيا ، لا أعلم إلى متى سأتحمل مزاج المدير المتعكر ؟.
تأملته زوجته بتأسف و مسحت على كفه مواسية : عزيزي ريتشارد ، لقد تحملته لعشرين سنة .. أليست المدة كافية حتى تتأكد أنه يمكنك أن تعتاد على الأمر؟.
تنهد ريتشارد بعمق مبتسما في وجهها الوضاء ثم دفع بسبابته نظاراته إلى الأعلى و هو يراقب الفرقة الموسيقية في الجهة المقابلة تعزف فوق منصتها الرخامية أروع الألحان الهادئة التي تتعالى وتخفت ، ويظل صداها يرن في آذان الحاضرين.
أنحت إيفا بجسدها إلى الأمام و همست لصوفيا بسخرية و قد شد انتباهها إمرأة ترتدي معطفا و حقيبة يد مصنوعة من جلد نمر طبيعي.
ـ صوفي ، أنظري إلي تلك عند المدخل . ألا تبدو كمن تركت عرينها وأتت لتأكل وجبة جاهزة ؟.
إختلست صوفيا النظر سريعا بضحكة مكبوتة ، بينما ريتشارد هز رأسه بلا حيلة و غرق في مقعده يتفحص هاتفه.
انحنت صوفيا فوق الطاولة وهمست هي الأخرى باستهزاء : راقبي المكان جيدا ، لربما سيظهر من حيث لا ندري ماوكلي خاصتها.
حاولت إيفا تمالك نفسها و لكن لم تستطع كبت ضحكتها فانفجرت كلتاهما في نفس الوقت و ريتشارد يحدق إلى كلتاهما بتهكم وكان قد وضع الهاتف جانبا. سرعان ما شد إنتباههم النادل الذي ركن العربة الحديدية بقربهم وهمّ بوضع الصحون على الطاولة بانضباط ، في حين أن صوفيا راحت تمسح بمنديل الدموع على جانبي عينيها.
انحنى النادل فور أن انتهى بابتسامة عملية ، و تركهم يتأملون الأطباق بنهم و قد شد انتباههم التنسيق و الألوان التي تزين الطبق كلوحة رسام مشهور.
فردت إيفا المنديل في حجرها و بلعت ما بريقها و قد أسرتها رائحة الجبن الذائبة التي تدغدغ أنفها.
قالت صوفيا و هي تنظر إلى طبق زوجها باستياء : يبدو طبقك شهيا ، لماذا لم أطلب واحدا مثله ؟.
ضحك كلاهما عليها و شرعا في الأكل بتلذذ و صوفيا لا تزال تقلب ما بصحنها كطفلة صغيرة منزعجة. اختلس زوجها النظر إليها ، سرعان ما تنهد باستسلام و دفع صحنه أمامها و أخد طبقها قائلا : رويدك ، إنه ساخن قليلا و أنت لا تحبذين ذلك.
ابتسمت إيفا في السر لمظهرهما الرومانسي الدافئ و فكرت كم صوفيا محظوظة لأنها وجدت شخصا عطوفا و رومانسيا بمثل خالها ريتشارد ، الذي لم تذق طعم الحنان إلا على يديه منذ نعومة أظافرها.
ابتسمت صوفيا نحوه بحب و عينيها تلمعان بشكل جميل وهو منشغل عنها في تناول طعامه بهدوء. أحست إيفا بالإستياء لتواجدها معهما . فلولا أن خالها كان مصرا على حضورها .لتركت هذه الأمسية لهما فقط ، حتى يتأكد كلاهما أن النظرات المأسورة التي كانا يتبادلانها أيام الجامعة لا تزال تنبض بالحب إلى الأن.
إستمتع ثلاثتهم بالأطباق و انسجموا في الحديث خاصة في الوقت الذي أحضر فيه النادل أطباق التحلية. فكرت إيفا أن تلتقط صورا حتى تذكرها بهذا العشاء الفاخر، فلم تتردد كثيرا وشرعت تأخد لهم صورا كثيرة.. أغلبها حاولوا فيها أن يبدوا مضحكين . إلى أن غرقت منطقتهم بضحكات رنانة صادقة شدت انتباه البعض من الزبائن على مقربة منهم.
في نهاية الأمسية ، ذهب ريتشارد لدفع ثمن الفاتورة بينما ذهبت كلتاهما للحمام ، حتى تلقي إيفا نظرة عليه و لكي تعدل صوفيا مكياجها. و كما توقعته إيفا أن يكون ، فقد كان جزلا برخام ناصع البياض مع أحواض وحنفيات ذهبية .
قالت صوفيا بهدوء وهي تضع أحمر شفاه وردي على شفتيها المكتنزتين : هل تحدثت إلى خالك بالأمر ؟.
أقطبت إيفا حاجبيها و التفتت إليها سريعا : بأي شأن ؟.
أردفت الأخرى القول : بشأن تخرجك ، ألم تفكري في أي جامعة ستلتحقين بها ؟
أخفضت إيفا عينيها بتوتر و همست : أنا حقا متوترة بهذا الشأن ، انا لم أقرر بعد ، و أخاف أن لا يوافقي خالي عليه . أعادت صوفيا سريعا أغراضها في حقيبة يدها الفضية و دنت منها قائلة بثقة : لا تقلقي يا حبيبتي ، ريتشارد سيتفهم أنك تفعلين المستحيل لإرضائه ، لكنك لم تجدي ما يرضيك أنت ويرضي شغفك . في النهاية هذا حلمك و هو على عاتقك بالكامل ، و سنفرح بأية حال بكل إنجاز ستقومين به.
أحست إيفا بدفء يد صوفيا التي تمسح بها على خدها ، سرعان ما شعرت بالإرتياح للحنان في عينيها . و بادلتها إبتسامة عذبة أنارت وجهها المستديرالصافي التي تزينه عينين بحريتان فاتحتان في منتهى الشفافية و البراءة.
قطع الصمت بينهما رنين هاتف إيفا التي استغربت فورا من أمره خاصة في هذا الوقت من الليل . أخرجته من حقيبتها الترابية اللون وردت سريعا و صوفيا تراقبها بفضول.
ـ مرحبا كايسي ، كيف حالك ؟.
أتاها الرد متقطعا ومرتاعا : إيفا ، أنا في المستشفى الآن .. جوليا قد أصيبت بكسر بقدمها و هي الآن في غرفة العمليات.
ـ مـــاذا ؟ كيف حدث ذلك ؟.
ـ لقد سقطت في المنزل من على الدرج ، حتى أنها رطمت رأسها بقوة .
سدت إيفا فمها بصدمة وقد ترقرقت الدموع بعينيها ، في حين أن صوفيا هزتها بقوة متسائلة بارتياع عما حصل.
بللت إيفا شفتيها المرهفتين و صرحت سريعا : أنا قادمة في الحال ، لا تغادري كايسي علينا أن نبقى إلى جانبها .
أيدتها الأخرى سريعا : بالطبع سأكون بانتظارك ، لا تتأخري.
أنهت إيفا الإتصال بيدين مرتعشين و قد انهالت عليها أسئلة صوفيا كالسيول : ماذا حصل إيفا ؟ هل وقع مكروه لأحدهم ؟ أجيبيني .
ردت عليها الأخرى وقد إختنق صوتها : صديقتي جوليا قد أصيبت بكسر في قدمها و هي الآن تجري عملية في المستشفى.
ـ يا إلاهي ! المسكينة !.
هبت إيفا مسرعة صوب المخرج فلحقتها جوليا وهي لا تزال مصدومة من الخبر، إلتقتا بريتشارد في الردهة وأخبرتاه بالأمر ، فأسرع ثلاثتهم إلى السيارة المركونة في مرأب المطعم. و انطلقوا صوب المستشفى الذي لا يبعد عن المكان بأقل من ربع ساعة.
كانت إيفا كل الطريق تعض أظافرها و تدعو من كل قلبها أن تتحسن الأوضاع و تتعافى صديقتها بأقرب وقت ممكن. فهي حقا لا تستحق أيا من ذلك.
إلتفتت نحوها صوفيا و حاولت طمأنتها بالرغم من أنها نفسها لا تزال مفزوعة من الخبر ، فجوليا أحد أعز صديقات إيفا التي تقف معها في السراء والضراء ، فلطالما كانت كالمظلة التي تحمي إيفا كلما ساءت الأوضاع.
فور أن ركن خالها السيارة فتحت الباب وركضت كالمجنونة إلى المدخل إلى أن كادت تسقط بسبب الأرضية الزلقة للردهة. سألت عاملة الإستقبال عن مكان تواجد جناح العمليات في الوقت الذي تبعاها فيه . فصعد ثلاثتهم إلى الطابق الثالث و إيفا تشعر بركبتيها غير قادرتان على حملها.
[أتمنى حقا أن تكوني بخير يا صديقتي العزيزة] همست إيفا مع نفسها و هي تشد غرتها إلى الخلف بقلق في المصعد و خلفها يقف كلا من خالها وصوفيا رفقة سيدتين.
فور أن فتح باب المصعد ، انتبهت إيفا إلى صديقتها كايسي تجلس مطأطأة الرأس إلى جانب والدة جوليا التي كانت تغطي عينيها بمنديل حتى تخفي عن ولدها الصغير دموعها الحارقة.
هرعت نحوهم إيفا وهي تسأل بقلق : كيف هو حالها ؟.
وقفت كلتاهما من المقعد و قد قالت السيدة سبايد بصوت باكي : إنها تجري العملية الآن . يقول الطبيب أنها ستدوم ساعة و نصف.
إقتربت منها صوفيا تتأوه حسرة و قد احتضنتها إلى صدرها بعطف ، في حين أن ريتشارد ذهب لوالد جوليا الذي يدس يديه في جيبه قاطعا الردهة جيئة وذهابا بقلق واضح.
تهالكت إيفا بوجه شاحب على المقعد و جلست إلى جانبها كايسي وهي تربت على كتفها قائلة : لا تقلقي عليها ، هي قوية و يمكنها تجاوز الأمر.
تنهدت الأخرى بحزن ووضعت رأسها المثقل بالهموم على كتفها ، و قد تعجبت مع نفسها كيف أن الراحة والسعادة التي كانت تشعر بهما قبل قليل قد تلاشتا كما يتلاشى النور في الظلمة الدامسة.
غرق المكان في صمت مريع ،لا أحد تكلم أو تحرك والكل يتخبط في أفكاره وقد مرت تقريبا ربع ساعة على الإنتظار. استأذنت كايسي للذهاب إلى الحمام ففضلت إيفا الذهاب معها بعد أن شعرت بضيق نفسها وإحساس مفاجئ بالغثيان ، ربما لأنها لا تفضل كثيرا هذه الأماكن خاصة الرائحة المنبعثة منها.
دلفتا إلى الحمام التي وقفت فيه بضع نسوة ، فأسرعت إيفا لغسل وجهها جيدا وقد تعجبت لشحوبه المفاجئ حتى عينيها المميزتين ذات الصفاء المبهر قد دكن اللون البحري بهما إلى أن كاد يتحول إلى لون فيروزي.
إنها ليست المرة الأولى التي تنتبه لهذا التغير ، فكأن الأمر أصبح عادة حين تحس باضطراب في مشاعرها. فسيشمل التغير حتى لون عينيها.
قاطعت شرودها كايسي وهي تقول بتعب بينما تنحني على الحوض لغسل يديها : أنا متعبة جدا ، ذكريني ان أشرب كوب قهوة.
سألت الأخرى بتهكم : منذ متى تشربين القهوة ؟.
ـ منذ الآن. قالت باقتظاب وهي تحارب النعاس بقوة .
جففتا كلتاهما يديهما في المناشف و عادتا أدراجهما إلى الجناح .
تأوهت كايسي بغتة متذكرة شيئا مما جعل إيفا تجفل لذلك ، قالت و عينيها الكرماليتين تلمعان بحماس ووجنتيها تعلوهما حمرة خفيفة : أنا أعلم أن الوقت غير مناسب ، لكن بما أننا هنا معا.
قاطعتها إيفا وهي تتأملها بتهكم : هل طلب جيمس منك مرافقته لحفلة عيد ميلاده ؟.
رفعت الأخرى حاجبيها دهشة : كيف عرفت ذلك ؟.
هزت الأخرى كتفيها بلا حيلة و هي تشعر بالكسل لتكرار جوابها المعتاد في كل مرة تحزر بها ما تود قوله هي : ذكريني إن كنت تتحمسين لموضوع أكثر مما تفعلين عندما تبدأين حديثك عن المواعدة ، الفتيان ، التسوق و الأفلام . حاولت أن تتذكر إن نست شيئا و عندما تأكدت أنها على حق التفتت نحوها و ابتسمت بثقة و الأخرى لا تزال مندهشة لمقدرتها الخارقة في قراءة أفكارها في كل مرة ... حتى و إن كانت قد اعتادت على هواياتها.
أردفت بنفس الحماس بعد أن بللت شفتيها : لقد اتصل ليلة البارحة و كان يبدو عليه التوتر و لكن مع ذلك طلب مرافقته بصوته الرائع الحنون.. ضحكت إيفا بخفوت للنظرات الحالمة التي تسقطها عبثا على رجل قد مر بقربهم و قد بدا عليه الإرتباك و هو يلقي بنظرات مندهشة خلفه محاولا التأكد أن النظرات الحالمة التي ترمقه بها هذه الفتاة الرشيقة ، له و ليس لغيره .. مع ذلك فقد أسرع في مشيته و تخطاهما منحرجا.
قرصتها إيفا فور أن ابتعد وهمست بلؤم : إمسحي لعابك و هذه النظرات من على وجهك ، نحن هنا لزيارة جوليا و التأكد من أنها بخير. تنحنحت مرتبكة و راحت خلسة تتأكد من إشاعة اللعاب السائل التي تربكها بها كل مرة . مع ذلك إبتسمت مع نفسها من جديد و هي تشعر بنفسها تحلق فوق السحاب من شدة بهجتها.
توقفت سريعا منصاعة لحركة إيفا التي توقفت عن المشي بالقرب من النافدة وسط رواق طويل بلون عشبي فاتح ومريح ، تمر به الممرضات جيئة و ذهابا مع عدد قليل من الزوار المستعجلين لرؤية ذويهم .
تذكرت كايسي فورا أنها لم تحضر لنفسها كوب قهوة تدفء بها كيانها فاستأذنت سريعا وتركت إيفا واقفة تحدق إلى ما وراء النافذة بشرود داسة يديها في جيب معطفها القرمزي المطبوع بمربعات سوداء التي ترتدي أسفله سروال من الجلد الضيق و تيشرت بنفس اللون ، و بالطبع جزمتها السوداء التي تحبذها و شالها البني المفضل.
انشغلت بمراقبة العالم من النافذة الغارق في دوامة من الألوان الخرافية والصخب المتلاطم الجياش ،و شردت.
أحست باليأس بينما تتشبث بعناد راضخ آملة أن تتحسن الأوضاع و أن تستيقظ جوليا بعد هذا الصراع ، كما اعتادت أن تكون .. الجوهرة النادرة و الوردة العطرة التي تدخل الفرحة لقلوب الناس بدون إستأذان .
ابتسمت لسراب جوليا المبتسم لها من بعيد و تنهدت .. ولبثت على تلك الحالة قبل أن تفزعها كايسي بقدومها مع كوبين من القهوة الساخنة ، و يبدو على وجهها التضايق بوضوح.
ابتسمت نحوها إيفا و سألت : هل تشاجرت مع أحدهم ؟.
دفعت نحوها كوب القهوة و هي تجيب بصوت حانق : لقد دخلت في شجار عنيف مع آلة البيع اللعينة المعطلة .. و الشيء المضحك أنني لم أعرف ذلك إلا بعد أن وضعت المال بها .
انفجرت إيفا ضحكة تحاول تخيل منظرها و هي تجرب ركلاتها التي اعتادت التكلم عن خبرتها فيها مع آلة في مستشفى ، و على مرآى من الناس. الأمر الذي جعلها تشعر بالإمتنان أنها لم تذهب معها.
استأنفت القول : لقد قطعت كل الشوط إلى الطابق الأول حتى أشتري كوب قهوة و الأمر الآخر الذي يجعلني هائجة كالوحش ، هو أن أحدهم قد اصطدم بي ووسخ قميصي .
أفرغت إيفا فمها متفاجئة لبقعة القهوة البارزة على قميصها الأزرق الفاتح التي انتبهت أخيرا لها و كتمت ضحكتها مخافة أن تتضايق أكثر ، سرعان ما حاولت تهدأتها قائلة : لا تقلقي كايسي ، البقعة يمكن إزالتها بسهولة .. و أموالك للأسف يصعب استرجاعها مع ذلك سأعوضها لك ذات يوم أنا أعدك.
ابتسمت بوداعة نحوها و هي تحدق بعمق في عينيها ، أحست الأخرى بالإحراج و همست : لا عليك ، أنا بخير ...
وقفتا وجها لوجه لبعض الوقت و قد عم صمت ثقيل المكان الذي سرت في جنباته نسائم باردة تزحف على بشرتهما بلا هوادة. نظرت إيفا نحو كايسي التي كانت منشغلة عنها بشرب قهوتها و ابتسمت خفية.
كايسي قرايزن ، شعلة المرح في مجموعتهم الصغيرة .
صحيح أنها ليست بالقرب الذي يجمعها هي و جوليا ، مع ذلك ... فهي تبقى
تلك النسمة العليلة التي تلطف الجو ، و السبب الأول في ظهور الإبتسامة على وجهيهما.
أخفضت رأسها و ابتسمت بامتنان ، سرعان ما تلاشت عن وجهها بعد أن داهمها صداع عنيف .. ثم اختفى سريعا ، تاركا إياها تلتقط أنفاسها المتعثرة على عجلة و هي مغمضة العينين.
ـ ماذا هنالك إيفا ؟. أمسكت كايسي كتفها بقلق للتغير الذي طرأ عليها فجأة.
فتحت إيفا عينيها قليلا و حين رفعتهما بثبات و تأني نحو وجه كايسي ، اهتزت الأخرى بقليل من الدهشة و هي تقسم داخلها أن هناك توهجا بلون الدماء قد ومض بهما كما تومض إشارة المرور الحمراء .. و تلاشى بعدها في لمح البصر.
ساورها الشك و الغرابة ، و حدقت تائهة بوجه إيفا التي بدأت تحس هي كذلك بالقلق لهذه النظرات.
ـ ماذا هنالك ؟ لماذا تحدقين لي هكذا .. ؟.
تعتعت كايسي بشك : ظننت أنني .. رأيت ، لا أعلم حقا لكن ..
قاطعها صوت العالي للسرير الذي يحمل مصابا بجروح بالغة العمق غارقا في دمائه التي لوثت بياض الفراش الناصع ، التصقت كلتيهما بالجدار للتحذيرات التي يصيح بها طاقم الإسعافات و هم يركضون به على عجلة نحو غرفة العمليات.
ساور إيفا شعور قوي غامض .. و عميق ، ذروة الأدرينالين و غريزة لا تعلم حقا حقيقتها ، بينما ترنو بنظرها إلى اللون الأحمر الفاقع الذي يلمع أسفل مصابيح الرواق الشاحبة.
مر السرير إلى جانبها بحركة بطيئة ، فحبست عنها الهواء حتى لا تتعكر برائحة الدماء التي تقشعر لها الأبدان ، و ضاقت لهذا المشهد المروع حدقتي عينيها إلى أن كادتا تختفيان.
في حركة لا إرادية أمسكت بيد كايسي و عصرتها في قبضتها و هي تلهث يائسة ، متعبة ، و بشكل آخر لا تعرف ماهيته. لم تحاول قط أن تجيل بنظرها حتى تتبع حركة السرير ، فقد رأت ما يكفيها حقا و لا تريد المزيد .
تهادى جسدها بخدر و صوت كايسي يصدح من بعيد بالرغم من أنها على مبعدة إنشات منها .. و كأنها سقطت وسط أعماق البحر و غرقت في سكون خانق.
ماذا حدث للتو ... ؟. كم حجم المشاعر التي انثالت علي قبل قليل ؟.. و كيف علي شرحها لكايسي الآن .. ؟. هل أصارحها و أقول لها أنني ببساطة كنت في شوق غامر لتجريب مذاق دماءه ؟. أم أكذب؟ ماذا يصيبني هل هي انفلونزا أم داء خبيث ؟.
تدفقت سيول من الأسئلة اليائسة إلى رأسها .. أربكتها و حسستها بالضياع و التيه وسط بحر لا أفق فيه. نظرت مستغيثة في عمق عيني كايسي الفزعتين لشحوب وجهها و حدقت ببساطة مدة من الوقت.
بينما كايسي هزتها بعنف صائحة بها دون أن تكون لها القدرة على سماع ما تقوله ... و كأنها قد فقدت السمع ببساطة.
انبطأت المشاهد من جديد كما حدث قبل قليل .. و تأملت كايسي و هي تلتفت لتصرخ بالناس ، في محاولة لمساعدتها بعد أن لم تتلقى أي رد منها ، ابتسمت إيفا بهدوء تحاول وضع حد لقلق كايسي .. الذي بدا لها هستيريا.
قبل أن تسدل عينيها بوهن و تغرق في ظلام دامس .


http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png


العاصمة [ آزر ]
إمبراطورية أريانا
قلعة الإمبراطور ( أندروس ).




تعانقت ظلالهم المتطاولة أسفل النباريس التي يخفت ضياءها حينا و يسطع حينا آخر،بينما الشمعدان ينفث شذا عبِقاً امتلأت به القاعة الوارفة ذات البرودة الشديدة.
وبهذا الجو المملوء بالعقم واللاجدوى ، خيل لثلاثتهم أن البهجة والسلوان اللذان كانا يفردان جناحيهما على المكان منذ وقت ليس بالبعيد .. قد حلقا إلى الطرف الآخر من الكون نحو أقاصي الأراضي ، مبتعدان كل البعد عن هذه المظاهر المشتتة التي أصبحت تتردد بكثرة على اللحظات القيمة القليلة التي يجتمعون فيها معا.
استغرقت وقتا طويلا تحاول الإستيعاب ، و هي بالكاد تتنفس و الرعب يشل حركتها ويمجد نفسه ملكا على عرش قلبها. إحتملت لسعات عينيه الحازمتين.. و ظلت تراقبه والحيرة بادية على ملامحها الرقيقة بينما كان يرتشف رشفات سريعة متتالية من كأسه الكرستالي و يطبطب بسبابته الأخرى التي لمع بها خاتم بحجر دائري زمردي على مسند عرشه العظيم التي تلألأت قاعدته المشيدة من العسجد البراق.
أخفضت عينيها ببطء و رمشت مرارا و تكرارا بأهداب طويلة وكثيفة تزين عينين واسعتين إقترنت فيهما أمواج من الذهب الخالص مع لون عنابي أعطى لبؤبؤيها عمقا و جاذبية لا توصف.
كانت تفكر حينها في كل شيء...إلا في مواجهته.
صدح صوته الأجش العالي من فوق العرش المنيف قائلا : بريسيلا ، لقد خلقت لهذه الغاية الشريفة ..لهذا عليك أن تدركيها قبل فوات الأوان .
فهمت بريسيلا من نبرته التي كان ينطق بها مخارج الحروف بوضوح أنه يرسل لها رسائل إنذار خفية عليها أن تضعها في الحسبان قبل أن تدلي بقرارها.
تطلعت إلى وجهه المستطيل التي وسقته الظلال المترنحة ، وفكرت بسخرية أنه كان ليبدو ودودا مع إبتسامة صغيرة تضيف وميضا خاصا إلى عينيه ذات اللون الرمادي المنطفأ ، ولكن هيهات أن يحدث هذا .
فلطالما كان والدها الإمبراطور يبث الرهبة في كل من يقف في حضرته ويحبس عنه الأنفاس تبجيلا لسؤدده ووقاره في منظر ليس هنالك أسمى منه.
بلعت مابريقها بارتباك.. وجالت بنظرها نحو الرجل ذو الشعر الحالك الظلمة الملتف حول رقبته كالشال الذي يجلس قبالتها ويتطلع إليها بهدوء.
تململ مرتبكا فور أن أرسلت له نظرات مستغينة تناشده على إخراجها من هذه الورطة . إعتدل في جلسته فوق الكرسي الفخم ووتر حنجرته مستعدا لخوض حوار مع الإمبراطور من أجلها. لكن الوالد نطق بعد وقت قصير حتى ينهي ما هو على وشك البدأ : لا داعي لإبداء رأيك الآن غرايس .. لقد سبق ووافقت على الموضوع دون سابق إصرار. توترغرايس لنظرة الإمبراطور الجانبية المهددة التي جعلته يبلع الكلمات إلى الأعماق و يغرق في دفء المقعد من جديد.
بريسيلا كانت قد انصدمت من ذلك و تمتمت مع نفسها بدهشة : أنت كذلك يا خالي ... لماذا ؟
تنهد الملك بعمق و قال مخاطبا إياها من جديد : عزيزتي .. إنه شيء لصالحك ، إنه مستقبلك الزاهر .
إستمعت إليه جيدا قبل أن تقف من على الأريكة ببطء وقد انزلق عن كتفها الناعم الأبيض شالها المخرم ذو اللون الخوخي.
شزرت والدها بنظرات يرقد الحزن و العتاب بأعماقها . وقالت بعد صمت طويل : أنا لست جاهزة لذلك بعد .. أنا أطلب فترة وجيزة أتخد بها القرار المناسب.
حاولت قدر الإمكان أن تجعل نبرة صوتها منخفضة حتى لا يستاء والدها .. لكنه لم يبدو سعيدا بأية حال بما صرحت به.
نطق خالها غرايس و قد ظهر القلق جليا على وجهه حين شعر بانزعاج الإمبراطور : فكري بريسيلا .. ستصبحين إمبراطورتنا العظيمة ، ستصنعين مجدنا و سيكون ثوابك في لذة قيامك بالواجب.
أيده الإمبراطور بهزات خفيفة لرأسه وابتسم نحوه بامتنان. قبل أن يصل لمسامعهم صوت صريف الباب المزدوج ، أشيحت أنظارهم إلى تلك المرأة الفاتنة التي تعالى صدى صوت حذاءها الزجاجي أسفل فستان منتفخ بلون سلموني دافئ ناسب بشرتها الناصعة البياض.
حدقت بريسيلا بابتسامة دافئة إلى أختها التي لطالما اعتبرتها شعاع الشمس الذي يدفء فؤادها وينعشه.. وبلسما ناعما يطفئ لهيب جروحها. كانت دوما المناص من دواعي غمها... و كم تتمنى أن تبقى على وعدها اليوم.
رحب بها الملك بإبتسامة دافئة هو كذلك قائلا : أهلا بعودتك عزيزتي ، هل نام حفيداي أخيرا ؟.
- بعد صعوبة بالغة ..، بادلته ابتسامة ضاقت بسببها عينيها الفيروزتين اللتان تحملان عذوبة وسناً تعجز الكلمات عن وصفهما.
تطلعت إليها بريسيلا و ساورها الشعور كأنها تقف تحت جناح ملاك حارس . أيقنت بعد فترة أن أختها ستقف إلى جانبها و سيتعين على والدها أن يتنازل عن أمره .. لمكانة أختها الخاصة عنده.
قالت أوجنى بعد أن استشعرت طاقة سلبية تكاد تسحق صدر بريسيلا.
- هل يمكنني معرفة ما فاتني ؟. نظرت إلى أعين الجميع بتمعن .. فأسرعت بريسيلا إلى تكوير قبضتها بارتباك .
تبادلت أوجنى النظرات مع والدها الذي صرح بعد وقت من الصراعات الداخلية العنيفة.
- أنا جاهز للتخلي عن العرش لأجلها ، وتزويجها من اللورد ' فريدريك ' . لكنها تطلب تأجيل الأمر إلى وقت لا أحد يعلم متى سيحين .. عداها.
قرأت بريسيلا الدهشة بعيني أختها ، و ارتاحت لفكرة أن والدها لم يفكر في جعلها تقف في صفه ضدها.
نقلت حديثها سرا إلى عقل أوجنى و قد ذبلت نظراتها بحزن : أختي .. أنا أترجاك أطلبي منه أن يعطيني مهلة ، أنا لست جاهزة بعد لكل تلك المسؤولية .
أخفضت اوجنى عينيها ببطء حتى لا تثير انتباه الملك و أجابتها : أنا متفاجئة لعدم موافقتك ، ألم تكوني متحمسة في طفولتك للجلوس على العرش ذات يوم؟.
قاطع حديثهما الإمبراطور منزعجا : لا تتحدثا عبر التخاطر ، أريد أن أسمع ما تقولينه بريسيلا.
شهقت بريسيلا بخفوت محرجة وعضت شفتها السفلى في حين أن أوجني تدخلت قائلة : هي كانت تطلب مني .. أن أبدي رأيي بالموضوع.
سأل الإمبراطور باحتراس : و ما هو رأيك ؟. فكر لربما ستكون إجابتها عكس ما سيتوقعه.. لهذا سيخسر النزال ضدهما.
دنت نحوه أوجنى مخلفة بريسيلا خلفها و نظرت في عينيه قائلة بهدوء : أعتقد أن الوقت مبكر على ذلك ، فبريسيلا تحتاج بشدة لصقل مواهبها وشحذ عزيمتها قبل أن تجلس على هذا العرش العظيم. كما أنه من حقها أن تطلب وقتا إضافيا .
إرتفع حاجبي الإمبراطور وخالها غرايس تعجبا . فالواضح أن ما توقعاه منها ليس بالضبط ما قالته للتو.
انتصب الملك واقفا و شزر بريسيلا بنظرات حازمة .. سرعان ما صاح : هل طلبت منها أن تقول ما قالته للتو بريسيلا ؟.. أجيبي .
تعتعت الإخرى بارتباك : أنا .. لا ، لم أفعل .
تدخلت أوجنى قائلة بشيء من المرح : لا أذكر أنني قد ضمَنت شيئا عن حديث أحدهم . حتى الفلاسفة العظماء منهم.
أدام النظر إليها بشك .. و كان قد احتار في أمره ، لأول مرة هو لا يعرف كيف يتصرف أمام أحدهم .. لهذا هو محتار ومتعب.
انحنى ليجلس .. فانزلقت خصلات من شعره البنذقي الطويل عبر رقبته و تدلت فوق صدره. وهو يحس بالهشاشة....بينما يتصنع هذه الحدة والقوة أمامها.
فتفكيره أن بريسيلا ستكرهه على إرغامه لها على الزواج تقلقه إلى حد النخاع .. لا سيما أنه لا يملك بيده أي حيلة أخرى حتى يجعلها توافق على قراره.
فهو على عكسها .. يوقن جيدا انه فجر جديد لحياتها ، الذي و بشكل غريب لا تريده أن يبزغ بعد.
وقف غرايس من مكانه و هو عازم على مساعدة الإمبراطور الذي يجد صعوبة في مواجهة إبنتيه العزيزتين . فلطالما كانتا نقطة الضعف بحياته.. لكنه لم يتأكد من ذلك إلا الآن.
- أوجنى ، والدك قد أعطى كلمه أمام رعاياه و شعبه .. و هو لا يستطيع الرجوع عنها.
أسرعت اوجنى تصحح : أنا أعرف ذلك تمام المعرفة ، كما أنني أعرف أن بريسيلا ستوافق على الأمر في الأخير .. فقط أمهلها ليليتين لتفكر.
قالتها و عينيها تشعان رجاءا لمس الوتر الحساس بقلب والدها ..
خلفها كانت بريسيلا تقف مطأطأة الرأس تعض شفتها السفلى غيظا وحقدا ، حتى أن عينيها قد طغى عليهما لون قرمزي داكن توهج خلف غرة شعرها البرميتي الذي يحتضن وجهها البيضوي بتموجات عريضة متناسقة تصل لمنتصف ظهرها.
استغرقت في التفكيركما تفعل دوما وقد سكنت القاعة حولها بهدوء أخذها بعيدا أين ترقد آمالها و أمنياتها ، غير مهتمة بالأنظارالتي عُلقت عليها.
كلمها والدها بغتة بهدوء : سيكون لك ما تريدين ، لكن لا تتمادي بهذه الحرية. فشعب أريانا بأكمله ينتظر قرارك المصيري ، فلا تخيبي ظنهم وظني.
إبتسم خالها نحوها بعطف حين رفعت رأسها تنظر إلى وجوههم بتمعن ، حاربت الألم الذي انبعث بها يلتهم روحها كما تلتهم النار الحطب و انحنت بإحترام تتمنى لهم ليلة سعيدة بصوت يقطر حزنا.
سرعان ما طوت المسافة صوب الباب كالشبح بدون صوت يذكرعكس الصخب المتلاطم داخلها ، أحست أوجنى بالشفقة نحوها وبالذنب يقتلها إلى آخررمق. وهو نفس الشعور الذي سيطرعلى الإمبراطور في الوقت الذي سمع فيه أنينا يتصاعد من جنبات قلبها.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png

صعدت بريسيلا ما تسنى لها من الدرجات المرمرية لهذه السلالم ، سرعان ماتهالكت على إحداهن تدس وجهها بين ذراعيها المعقودتين و ذيل فستانها الحريري ينفرش كالسجاد خلفها. بينما شالها قد سقط على أحد جانبيها بإهمال.
صاحب مظهرها اليائس أنين منكسر ينفلت من بين شفتيها كما تنفلت الروح من الجسد.
تعجبت من نفسها و هي تتوق لأشياء يمكن أن تلحق الضرر بها ، وأنها كيف تهرب من الأشياء التي من الممكن أن تفيدها.
لأنها و ببساطة كان قد استطان قلبها .. شيء.
أمحق كل ما طمحت لكسبه يوما.
إنه الإشتياق .. لغائب استعذب النوى.
فاستعذبت بدورها الشقاء بانتظاره..
أحبته ، وعشقته..
مع أنها تبكي عليه بلا دموع..
و تحلم بقربه بدون نوم ..
و تعشق طيفه بدون قلب ..
فلأنها [ مصاصة دماء ] فهي عازمة أن تعشقه إلى الأبد الذي سيكتب لها أن تموت فيه.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png

بعد يومين :

ـ أنا عائدة إلى المنزل ، لم أجد ما أبحث عنه.
ـ هل تبحثين عن شخص ما ؟ . سألت كايسي بخبث و هي تأمل أن تسمع الإجابة التي تريدها.
ـ كنت أبحث عن كتاب أغاثا كريستي .. لكن النسخ قد نفذت للحظ العاثر الذي أملكه. أجابتها إيفا بيأس.
ـ كم هي مملة حياتك .. عليك أن تفكري في شيء أبعد من الكتب التي تحشرين بها أنفك طول الوقت ..
ـ أبهريني بأفكارك .. سخرت إيفا عبر الهاتف و هي تنتظر وسط حشد من الناس إشارة المرور الخضراء حتى تقطع الطريق و هي توشك أن تصل للمنزل بعد يوم دراسي طويل متعب.
تأوهت الأخرى بتفكير و هي تحرك الملعقة داخل إناء شوكولاطة نوتيلا التي تعشقها .. تطلب المزيد بتلذذ و هي نائمة على بطنها فوق السرير بغرفتها و تهز خلفها قدميها باستمتاع.
ـ ما رأيك أن نخرج غدا لشراء فساتين الحفل ـ ها ؟ جيمس قد بعث لك أيضا دعوة لحفله وهو مصر على حضورك.
توقفت إيفا عن المسير صائحة : مــاذا ؟. متى فعل ذلك ؟.
ـ هذا المساء .. لقد تركتها عند صوفي .
صاحت من جديد بقلق : صوفي ؟ هل أنت متأكدة ؟.
ارتبكت كايسي لنبرتها العالية فأجابتها متلعثمة : ماذا هنالك ؟ بدأت تفزعينني ..ماذا تقصدين بأنني متأكدة ؟ هل صوفي متلبسة أم ماذا ؟ بدت شديدة الغباء و هي تسأل بشكل درامي و قد استرجعت ذاكرتها المقالات التي تحتوي على آخر أخبار المخلوقات الفضائية و اختطافها الناس .
ضربت إيفا رأسها بعصبية و أجابتها من بين أسنانها بغضب : هل تعرفين ماذا يعني وصول الدعوة إلى صوفي ؟.. هذا يعني أنني مرغمة على حضور الحفل بالرغم من أنفي ، أود الآن لو أطرق عنقك بين يداي .
انفجرت كايسي ساخرة لتهديدها الغير مجدي ، و قد أحست بالإمتنان أخيرا لتفوقها على إيفا في شيء .. حتى و إن لم تقصد أن تربح في هذه الحرب.
استسلمت إيفا للأمر الواقع قبل أن تحاول حتى أن تفكر في التحدث مع صوفي بالموضوع لاحقا ، فذلك يشبه إلى حد ما محادثة شخص أبكم من خلف ستارة داكنة .. لن ينفع معها أو يحرك فيها شيئا ، قيد النملة.
فصوفي عازمة دوما أن تجعل منها الفتاة الأكثر شعبية في ثانويتها ما دامت إلى جانبها ، و هي بالطبع عليها أن تحارب رغبتها بكل ما أوتيت من قوة .. فما تفعله صوفي من أجلها لا تحمل له أي ذرة إهتمام و تعتبره مضيعة للوقت.
- قضي علي فعلا .. تمتمت إيفا مقطبة الحاجبين.
ضحكت كايسي مطولا و أجابتها بسخرية : لم أعتدك متشائمة بهذا الشكل.
تنهدت إيفا بعمق و هي تجيل بنظرها عبر واجهات المحلات باهتمام : سأؤجل هذا الموضوع لاحقا .. أنا على وشك أن أصاب بانهيارعصبي الآن.
انفجرت كايسي ضاحكة من جديد و هي تدس الملعقة بفمها الملوث ، ثم ما لبثت أن أحست بالأسف عليها و قد استرجع عقلها الحادثة التي حصلت قبل يومين ، مع أنها تعرفت على إيفا قبل عامين .. إلا أنها تعرف جيدا أنه لا يمكن لها أن تفقد وعيها لمشهد مروع شاهدته ..
فإيفا من النوع الذي يتسم بالقوة و الجرأة ، حتى و إن كانت تتصنعها في بعض الوقت ، أو ربما هي أكثر براعة في تقمص دورالفتاة الجليدية و المستهترة.
ايفا مستغربة : لماذا صمتي فجأة ؟.
ردت كايسي بهمس : هل أنت بخير ؟ ألم يراودك ذلك الشعور المفاجئ من جديد ؟.
برقت الذكرى البائسة في مخيلة إيفا ، تريثت قليلا في مشيتها و تنهدت بتعب .. فكم أوهنها التفكير فيما حدث لها في المستشفى قبل يومين ، و لم تجد لنفسها تفسيرا منطقيا تريح به عقلها.
تلك الغريزة و ذلك الإندفاع ، و الأكثر من ذلك الغرابة التي تشعر بها نحو نفسها .. هل كل ذلك حقيقي ؟ و لماذا هو حقيقي ؟.
تنحنحت ثم بللت شفتها و ردت بثبات : أنا بخير، لكني أحتاج إلى الهدوء و السكينة هذه الأيام.
صاحت كايسي مستنتجة : لهذا تبحثين عن كتاب جديد لك ... لقد فهمت.
ابتسمت الأخرى بهدوء ثم ما لبثت أن قالت : علي أن أغلق الآن ، سأتصل بك لاحقا.
ابتسمت كايسي هي الأخرى و أجابت : كوني بخير إلى ذلك الحين ..
مررت إصبعها فوق شاشة هاتفها لتضع نهاية لهذا الإتصال ، ثم تنهدت مبتسمة ودسته في جيب معطفها و استأنفت المسير بين الحشود الغفيرة و البخار الكثيف يتصاعد من فمها بسبب برودة الطقس الشديد .
فكرت أنه ينبغي عليها أن تلبس ثيابا أكثر في المرة القادمة.. لأنها بالفعل لا تريد أن تموت على شكل تمثال بشري متجمد .
لاح أخيرا لها من بعيد شبح المنزل ، ذو السقف الأزرق المائل الذي تغطيه أطنان من الثلوج المتلألأة و بجدران بيضاء ناصعة .
ارتقت الدرجات الثلاث برشاقة و ابتسمت بأريحية و هي تدير المفتاح في الباب الأزرق و تدفعه ، دلفت الرواق و أغلقت بقدمها الباب لترمي بسرعة المفاتيح بالعلبة الخشبية المعلقة و تصيح : لقد عدت ...
نزعت المعطف البني و حذائها في آن واحد ، وتركت المكان لتسرع الخطى نحو قلب المنزل أيت تتفرع منه الغرف .. بدا دافئا و مظلما بشكل يبعث الخمول على النفس.
وقفت عند مدخل غرفة الجلوس الذي تزينه قوس محذبة و استغربت صمت المكان ، فقد اعتادت أن تجد صوفي جالسة هناك على الأريكة تستمتع بمشاهدة برنامجها الكوميدي .
تنهدت و سارت خطوتين قبل أن ترمق من مكانها ورقة ملاحظات صفراء معلقة على الثلاجة في المطبخ المقابل لغرفة الجلوس .. فاستنتجت أنها قد خرجت لمكان ما .
ذهبت إلى الحمام مسرعة و غسلت يديها قبل المغادرة لتعود إلى المطبخ و تنزع تلك الورقة لتقرأها : عزيزتي إيفا ، سأذهب عند الطبيب "كاسترد "،
أنا متفائلة بالنتائج كثيرا أنت أيضا كوني كذلك ..
أنظري في الثلاجة لقد تركت وجبة خفيفة لك ، سنتأخر ربما .

ابتسمت بتهكم للوجه المبتسم التي رسمته في آخر الورقة .. و كم هو قبيح . ثم تنهدت بعمق و وقفت تفكر .
كم ستكون أما رائعة بلا أدنى شك .. إن رزقت بابن فهي موقنة أنه سيكون أسعد شخص في هذا العالم الخالي من الدفء و المشاعر ..
تنهدت و رفعت رأسها قليلا تحاول رسم صورة بمخيلتها للطفل الجميل الذي سترزق به قريبا.. بعد صبر و شدة لا يعرف صعوبتها إلا صوفي و خالقها.
تخللت أصابعها البيضاء شعرها ذو اللون الخريفي الجميل التي تعبق منه رائحة الورد الجميلة و في حركة سريعة ربطته إلى خلف رأسها على شكل ذيل
أسرعت في تغيير ملابسها ، فارتدت ملابس مريحة وبسيطة رمادية اللون و نزلت لتباشر العمل على المنزل .. شرعت فورا ترتب الوسائد و تعيد الأغراض إلى أماكنها ، ثم أحضرت المكنسة الكهربائية و باشرت العمل على الأرضية الخشبية ذات اللون السكري المحترق ، وهي تدندن حينا و ترقص بحماقة حينا آخر.
استأنفت العمل بدون كلل ، فلطالما كانت تحب أعمال البيت و خاصة الطبخ حتى و إن كانت لا تجيد طبخ الكثير ... و لكنها كانت مولعة دوما بتجريب النكهات و الأذواق المميزة كل مرة.
انحنت تمسح قاعدة الطاولة الزجاجية مدندنة باستمتاع و ضوء العصر الرمادي المنسال عبر النافذة بقربها يجعل من لون شعرها الجميل باهتا. دندنت مستمتعة و على فمها ابتسامة هادئة أظهرت إحدى غمازتيها .
استقامت واقفة و هبت صوب الطاولة الاخرى أين قد مرقت من عينيها الزجاجيتين نظرة طائشة إلى الخارج .. استوقفتها هيئة متشحة بالسواد لشخص يقف متصلبا بمحاذاة بيت الجيران في الجهة المقابلة ، أسفل شجرة الصنوبر المغطاة بالثلج بالتحديد .
اقتربت على أطراف أصابعها و الفضول قد اشتعل بها ، وقفت عند حافة النافذة ومدت ذراعها النحيلة حتى تسقط جانب الستار العسجدي الناعم ،.. تطلعت إليه بعينين مستغربتين .. بدا لها رجلا في عقده الرابع بمنكبين عريضين و قامة متوسطة ، حتى أن وقفته المنتصبة تظهر ثقة وعزيمة كبيرتين .
راقبته بصمت و بدا لها لوهلة كأنه يحدق إلى منزلها .. و بالتحديد إليها .
تساءلت عن الغرابة التي تلفه .. لماذا الهالة الغامضة التي تحيطه تنبئها بعواصف هوجاء؟ ، فصمته و هدوءه ذلك لا يبشر بالخير... هذا مابدا لها.
رمت المنشفة خلفها فوق الطاولة التي كانت تنظفها .. أيقنت أن عودتها للتنظيف ستطول مادام هذا الشخص لا يزال واقفا هناك وسط الثلج و الرياح ...
جالت بنظرها في الشارع و لم ترى غيره .. ماذا ينتظر ، وإلام يحدق بالتحديد ؟.
تمتمت و هي تحاول أن تختلق له الأسباب .. و قد اهتاجت الرياح المولولة و اهتاجت معها نتف الثلج حتى لم تستطع النظر عبرها ...له.
و في عجلة وخفة ، ركضت عبر الرواق إلى النافذة التي تطل على نفس الشارع .. ووقفت هناك تتطلع كفتاة صغيرة يملأها الفضول.
بعد مدة قصيرة من الإنتظار ، هدأت الريح العاصفة و سكن الجو .. و نظرت إلى ذلك الشخص الذي اختفى فجأة دون أثر يذكر له .. كأنه لم يكن أصلا واقفا هناك.
غمرتها الحيرة و الشكوك .. وبدأت تفزع ، هل يعقل أنه يحاول التسلسل إلى المنزل ؟.
أين ذهب بالتحديد .. حتى أن آثار خطواته على الثلج لا وجود لها .، هل حلق أم ماذا ؟.
رفعت نظرها إلى السماء بغباء و أمالته قليلا و هي تنفي هذه الفكرة من رأسها ... إذا أين ذهب ؟.
مطت شفتها بتفكير و وقفت هناك تحاول الخروج باستنتاج منطقي تطمئن به نفسها .. قبل أن تعود إلى العمل و الخوف قد بدأ يطرق أبواب قلبها.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png

كانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف مساءا ، أين بدأت إيفا تقلق و تشعر بالملل وحيدة في هذا المنزل الذي بدا لها موحشا بدون صوفي و خالها ريتشارد.
راقبت الساعة بدون كلل غير آبهة بالتلفاز المشتغل . نهضت متنهدة صوب المطبخ تتبع عصافير بطنها التي استيقظت أخيرا ، أكلت أول شيء وقع بين يديها و هي شاردة الذهن مع النافذة و مع ذلك الغريب الذي أصبح هاجسا سريعا لها.. ، هل يعقل أنها كانت تتوهم وقوف شخص هناك . كيف يعقل أن يختفي شخص بتلك السرعة ودون حتى أثر، حاولت رسم ملامح وجهه التي لم تستطع رؤيتها بسبب المسافة التي يقف فيها.
إلى أن أيقظها صوت هاتفها و هو يرن في غرفة الجلوس ، ركضت إليه بينما تمسح فمها بالمنديل.. ابتسمت و هي تقرأ إسم صوفي على الشاشة مررت اصبعها عليه و صاحت : أفرحيني .. ماهي النتائج ؟.
أجابتها صوفي بحماس : أنا حامل ، أنا حامل ! أنا سعيدة جدا إيفا ! يا إلاهي !.
ترقرقت الدموع بعيني إيفا بعد أن تأثرت بتلك النبرة التي تعلو صوت صوفي المهتز ، أيقنت انها قد بكت كثيرا فرحة لما سمعته من أخبار طالت كثيرا عليها.
أخدت نفسا عميقا مبتسمة بامتنان و همست : مبروك عليك الخبر ، أنا سعيدة كثيرا لأجلك..
ابتسمت صوفي باشراقة و رفعت رأسها تنظر إلى ريتشارد الواقف بقربها يبتسم لها بحنوة : هل تعدينني أنك ستساعدينني في التسوق لشراء مستلزمات الطفل حبيبي ؟.
ضحكت الأخرى بخفوت و ردت سريعا : بالطبع ، هل لديك غيري ليفعل ذلك ؟.
- حسنا إذا ، سنعود إلى المنزل قريبا.. لا تنتظريننا على العشاء حسنا ؟. و لا تنسي إغلاق النوافذ ، وأشعلي المدفئة .. البرد قارس .
- أوامرك طاعة . أجابت بتهكم .
- هل اتصلت بجوليا لتطمأني عليها ؟. سألت صوفي مستغربة.
- كنت أفكر في ذلك ، سأتصل بها بعد العشاء .
- جيد ، أبلغيها سلامي . أضافت صوفي مبتسمة ثم أضافت سريعا : علي الإغلاق الآن ، سنعود سريعا عزيزتي ..
أبعدت إيفا الهاتف عن أذنها و رمته على الأريكة بملل و هي تنفخ خديها ، وقفت قليلا تجول بنظرها في المكان وهي تتكأ بكفيها على خصرها .. عادت إلى المطبخ وجلست إلى الطاولة المستطيلة التي تزينها مزهرية زرقاء بها ورود التوليب الصفراء الجميلة ن جلست هناك تأكل في صمت مريع و عينيها شاردتان في الخارج .
عندما أنهت طبقها ، نظفته في الحوض و عادت لتجلس في غرفة الجلوس . حملت الهاتف و اتصلت بجوليا .
ـ مرحبا إيفا .. ردت جوليا صاحبة العينين البنيتان و الشعر الأشقر التي تربطه باهمال خلف رأسها ، بينما تمد قديميها أمامها فوق سرير المستشفى.
- دعيني أحزر ، أنت الآن أمام الابتوب تدردشين .. صحيح ؟.
- إنها لعبتك إيفا ، لا أحد يربح فيها عليك . ردت الأخرى ضاحكة بينما تحمل كوب الشاي بجانبها لترتشف منه.
ابتسمت إيفا و قالت و هي ترفع قدميها فوق الأريكة : كيف حال قدمك ، هل أنت بخير الآن ؟.
رفعت جوليا عينيها عن شاشة اللابتوب ، ونظرت خلفها نحو قدمها اليسرى المغطاة بالجبس و همست بتهكم : أشعر بالحكة.
انفجرت الأخرى ضاحكة و ردت : ألم أكن أنبهك أن الركض خلف أخاك في المنزل ، قد يؤدي بك إلى ما أنت عليه الآن ... ها ؟.
- هذا لأنك لا تملكين أخا مثلي يسرق اللابتوب خاصتك ليدفنه في الحديقة الخلفية ..
- ماباله مع فكرة دفن الأغراض .. ؟ سألت إيفا بغباء.
- إنه مولع بقصص الحضارات الغابرة .. كل اللوم يقع على عاتق والدي ، لأنه السبب في إدخال هذه الأفكار الغبية إلى رأسه. ردت جوليا بضيق و هي تنقر الأزرار بقوة ، ثم حملت الكوب و ارتشفت دفعة طويلة من الشاي الأخضر .
- لا يهم .. ما يهم الأن أنني أحتاجك بقربي في المدرسة ، الصف المدرسي بدونك كالسم . صرحت إيفا ببؤس وهي ترسم تعابير طفولية على وجهها.
ضحكت الاخرى بسخرية سرعان ما صاحت بحماس : أخبريني أولا ... هل ما قالته كايسي صحيح ؟.
- ماذا قالت بالضبط ؟.
همست إيفا باستغراب.
- ستذهبين إذا إلى حفلة جايمس .. و ستتأنقين أيضا ، أليس كذلك ؟. أضافت ضحكة مستهزءة فور أن أنهت جملتها .
تأففت إيفا بانزعاج و لبثت قليلا تفكر في الورطة القادمة قبل أن تجيبها بضيق : ذكريني أن أقطع الإتصالات بين كايسي و صوفي .. فكلتاهما خطيرتان .
وضعت جوليا الكوب في مكانه و حولت الهاتف إلى الأذن الأخرى و قد لمعت عينيها باهتمام : إذا .. ماذا سترتدين . ها ؟.
تخللت أصابع إيفا شعرها و اتكأت على ذراعها و هي تضيف بضجر : هل تعتقدين أن صوفي ستتركني أذهب بسروال جينز و قميص مطبوع ؟.
صاحت الاخرى فورا : اوه إيفا هيا ... لن تخنقك الفساتين و بضع اكسسوارات ، تأكدي أيضا أن ترتدي شيئا يبرز لون عينيك البحري الجميل .. حسنا ؟.
- منذ متى أصبحت مساعدة أزيائي ؟ فلتعملي بنصيحتك أولا قبل أن تمرريها لي ، أنت لا تنزعين نظاراتك الطبية حتى في المنزل . صاحت إيفا بتهكم.
ضحكت جوليا مطولا و عدلت إطارنظاراتها فوق أنفها القرنفلي و صرحت بثقة : ارتداء النظارات ذات الإطار السميك أصبح موضة .. إذا لم تستطيعي ملاحظة ذلك .
هزت إيفا رأسها بلا حيلة و لبثت صامتة بعض الوقت تستمع إلى نقرات أصابع جوليا فوق لوحة المفاتيح ، أرجعت رأسها إلى الخلف وتركته يتدلى فوق ظهر الأريكة .
همست : هل تتحدثين إلى ظلك من جديد ؟.
ضحكت جوليا : إنه طريف حقا .. كما أنه ماهر في صنع رجال الثلج .
- بدأت تعجبين به ، أليس كذلك ؟.
- عن ماذا تتحدثين ؟.. كلانا لا يعرف الآخر.
- الحب أعمى و أبكم .. و إن أردت أصم أيضا . قالت إيفا بسخرية ثم انفجرت كلتاهما تضحكان .
- تعرفين أنني لست مهتمة بالعلاقات السطحية ..
- أنت تبحثين عن العمق مثلي تماما . أضافت إيفا مبتسمة بهدوء.
- بدأت أحس أنني لن أجد توأم روحي أبدا ، ربما سينتهي بي المطاف مع متجر لبيع أدوات التزلج على الجليد مع كلب لطيف. قالت جوليا بيأس.
- و ما أفضل من ذلك أيتها الغبية ؟ أنا أيضا أود فتح متجر أو مكتبة صغيرة في منطقة جبلية ، حتى يتسنى لي الإستمتاع بمنظر الثلج في الشتاء. إبتسمت جوليا بدفء تتخيل منظرا بديعا لجبال بيضاء تلفها الغابات الكثيفة.
أمضتا بقية الوقت تدردشان في شتى المواضيع ، حتى تأسفت جوليا لرغبتها في النوم .. فودعتها إيفا مبتسمة و أغلقت الإتصال .

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889058023.png

كانت إيفا قابعة في غرفتها المظلمة .. مضطجعة فوق سريرها المريح ، أين توارى إلى مسامعها صوت صوفي وريتشارد يعلو في المنزل الذي صار دافئا فجأة بضجيجهما المعتاد ..
نزلت على عجلة و هي ترتدي سترتها البنية فوق بيجامتها العشبية و تصيح باشتياق : يا إلاهي ، كم كان المكان سيئا بدونكما .
التقت صوفي عند السلالم تبتسم نحوها بعذوبة ، سرعان ما ارتمت في أحضانها تأخد قبلتها المعتادة منها .
- مبارك لك من جديد . همست لها إيفا بخفوت لتتبادلا الإبتسامات المبتهجة وقد أشرقت ملامحهما تحت نور المصابيح المشتعلة . خرج ريتشارد من المطبخ بعد أن وضع الأكياس الممتلأة هناك و قدم نحوهما صائحا : خرج الفأر من جحره أخيرا .. هل كنت نائمة ؟.
صاحت بامتعاض و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها : متى تتوقف عن إطلاق ألقابك السيئة عني ، أنا أيضا بارعة في ذلك .. لذا لا تغضبني .
طوق رقبتها بذراعه القوية و سحبها باتجاهه إلى أن كادت تتعثر فوق السلالم ، بينما صوفي هزت رأسها بلا حيلة و اتجهت صوب المطبخ تاركا إياهما مغرقان المكان بالضحكات و الهتافات جارَان بعضهما جهة غرفة الضيوف .. و جلسا يتحاوران حول الطقس البارد في الخارج.
أتت صوفي تحمل صينية بها سلة من الفواكه الطازجة مع سكينين صغيرين ، قالت و هي تقضم من التفاحة التي تحملها : هل تناولت العشاء عزيزتي ؟
- أكلت القليل من حساء السمك الذي طهوته في الغداء. صرحت إيفا بابتسامة.
وضعت صوفي الصينية على الطاولة و جلست على الأريكة المشمشية اللون التي تشابه لونها مع لون تنورتها .
قال ريتشارد بهدوء : لقد اقترب موعد عيد ميلادك يا عزيزتي. لهثت إيفا بحماس ، سرعان ما كبتت شعورها حين لمحت في عينيه نظرات غامضة مكتئبة ، تنهدت لأجلها صوفي بأسى واضح. بالطبع لم تفهم إيفا شيئا و ساورها الشك ..
همست : ماذا هنالك ، لماذا أنتم مستاؤون لهذا الحد ؟.
سارع ريتشارد لرسم إبتسامة متصنعة يحاول أن ينفي ما نسب إليه ، لكنه لم يكن بارعا كفاية حتى يرضي شعور إيفا .. مع ذلك فقد قالت بمرح محاولة تلطيف الجو :
إذا هل بدأتما تفكران في المفاجأة و الهدايا ، لائحتي المفضلة طويلة جدا و ربما متعبة كذلك.
ضحكت صوفي بينما ريتشارد إبتسم و قال :
أرى أنك تأملين الكثير، إن لم تجدي شيئا تريدينه ستتفاجئين .. وهذه تعد مفاجأة جيدة أليس كذلك ؟. صرح ضاحكا بسخرية فشاركته زوجته الضحك و إيفا تحدق لكليهما بامتعاض كطفلة صغيرة.
قرص خدها بلطف و همس بحنو : من اليوم فصاعدا ، أطلبي يا أميرتي و أنا سأنفذ بصدر رحب . نظرت إيفا في عينيه بامتنان و شعرت بالدفء و هي تستشعر الصدق الخالص بهما ، لم تكن غبية طبعا حتى تثقل عليهما بالطلبات و أن تلعب دور المدللة الصغيرة لهما .. هي فقط أرادت ان تسمع شيئا يسعدها و هما لم يخيبا ظنها بهما.
انحنت تلتقط موزة من الصينية و شرعت تقشرها بابتسامة مبتهجة و هي تنظر إلى صوفي المنشغلة عنها في تقشير تفاحة لزوجها ، وقف خالها فجأة و استأذن لتبديل ملابسه و أخذ حمام ساخن.
لوت صوفي عنقها تتبع بنظراتها زوجها الذي ترك المكان صاعدا لغرفته ، تنهدت بعمق و تابعت التقشير و هي تحس بقلبها منقبض و محبط بدرجة كبيرة ، فما بالك بزوجها الذي قد ألف العيش مع إيفا .. و الموعد المقترب قد اقترب أجله كثيرا.
زمت رأسها و تطلعت لإيفا بحزن و الأخرى تشاهد التلفاز بانسجام و تركل الفراغ بقدميها المتدليتين و اللتان تنتهيان بخفين جميلين. تذكرت شيئا مهما فهبت مسرعة شادة انتباه إيفا ، إختفت لدقائق ثم ما لبثت أن ظهرت بابتسامة عريضة على وجهها و هي تحمل العديد من الأكياس.
جلست قرب إيفا التي كانت حائرة في أمر هذه الأكياس الوردية ، مع أول كيس فتحته ظهر فستان جميل بلون أحمر غامق جعل من بؤبؤى عيني إيفا يتسعان بذهول .
رفعته صوفي فظهرت تفاصيله البسيطة الجميلة ، كان جميلا بطول متوسط يصل إلى ركبتيها و منتفخ كزهرة التوليب ، و فتحة الصدر على شكل قلب ،ومن الخلف تزينه فتحة معينة الشكل تغطيها طبقة من الدانتيل الأسود التي تزينه حراشف لامعة.
إعترفت إيفا مع نفسها أنه كان جميلا و لكن إرتدائه كان شبه خيالي بالنسبة إليها ، ربما لكونه قصيرا قليلا و يظهر الكثير من بشرتها و ذلك يزعجها و يشعرها بعدم الإرتياح.
ظهر من كيس ثان حذاء أسود بكعب عال تضفي عليهما عقدتين حمراوتين من الخلف جاذبية أكثر ، وضعته صوفي أسفل قدميها قائلة : فلتجربيه ، أرجوا أن يكون على مقاس قدميك .
قالت إيفا باعتراض : لن أرتدي هذا الشيء ، مستحيل ..
تأففت صوفي بتهكم وأمسكت قدمها البيضاء بينما صاحت الأخرى بحرج لجعلها تفعل ذلك بنفسها . دفعت الحذاء بقدمها الناعمة بعد أن نزعت لها خفها فلائمها بشكل جميل.
صوفي بمرح : إنه رائع في قدمك ، مناسب كثيرا ..
أخدت بيد إيفا التي كانت تنظر إلى الحذاء بضيق و ساعدتها على الوقوف .
- هيا إرتدي الأخرى ، دعينا نرى مهاراتك في المشي . أضافت صوفي بحماس.
بدا لإيفا أنها تستهزء بها ، فحدقت لها بتهكم و همست : مهاراتي في المشي ؟ و بكعب عال ؟ أين سمعت بذلك ؟.
سارعت صوفي لوضع الفردة الأخرى بقدمها متجاهلة تهكمها ، و تعجلتها لتجربة المشي بهما . تأففت إيفا بانزعاج و همست : كل شيء يحدث بسبب كايسي ، سأقتلها .
ازداد طولها ببضع سنتمترات أخرى مما أبداها بمظهر رشيق و جذاب أكثر، لكن سرعان ما اختفت تلك الهالة الرائعة من حولها حين باتت تصارع رغبة الجاذبية الأرضية في صرعها أرضا .. و على وجهها بالضبط في مظهر جعل صوفي تضحك من أعماق قلبها. .
- هل اكتفيت الآن ؟ أود حقا الصعود لحل واجباتي بدل التبختر أمامك كالنعامة . قالت إيفا بضيق تاركة إياها تدخل في نوبة ضحك أخرى ، أمسكتها من يدها و ألقت بنظرة أخرى متمعنة إياها من كل الجوانب.
- فقط علي أن اعطيك درسا سريعا ، و ستصبحين جاهزة. صرحت صوفي بثقة.
تأفتت الأخرى من جديد و تهالكت على الأريكة تنزع الفردتين بإهمال و صوفي تصيح بعتاب ، أكملت معاتبتها حول عدم الإستماع إليها و تهربها من المسائل التي تخص الفتيات بسنها ، لكن إيفا لم تكن مهتمة طبعا، حاولت جاهدة فقط أن لا تثير إستياء صوفي أكثر. و إنتظرتها إلى أن تكمل كلامها حتى تهرع إلى غرفتها في الدور العلوي و تختفي خلف الباب المغلق.
فاجأتها صوفي من جديد بإكسسوارات عاتبتها من أجلها إيفا لكونها تملك الكثير بالفعل ، لكن صوفي لم تهتم لها و شعرت بالحماس و هي تتكلم حول مظهرها الذي من الواضح ستعجب به كثيرا.
صعدت إيفا إلى غرفتها رفقة الأكياس الممتلئة بعد وابل من العتابات الطويلة التي كاد أن يتصدع رأسها منها ، رمت الأكياس فوق السرير المغطى ببطانية خزامية اللون مزينة بورود خضراء صغيرة . و إتجهت صوب المكتب القابع أسفل النافذة المستديرة ، جلست هناك متنهدة بضجر و شرعت في مراجعة دروسها كما اعتادت أن تفعل دوما ، فلطالما كانت تلميذة ناجحة ذات مستوى ذكاء متوسط و مقبول تكسب الثناء والمديح من أجله . و لكن كل ما يجعلها تستأنف الجد هو افتخار خالها بها وفرحة صوفي الصادقة بكل ما تنجزه.
بعد مدة طويلة ، رن هاتفها بغتة فسارعت إلى إخراجه من جيب سروال بيجامتها الفضفاض و ردت بضجر : ستعيشينني كابوسا آخر ، ماذا الآن ؟.
استمعت لضحكة كايسي العالية ثم لردها المستهزء المعتاد : هل أنت تستمتعين ؟ أرى أنك قد شكيت لجوليا مني لهذا عاودت الإتصال بك ، إذا.. كنت تودين القدوم بسروال جينز و قميص مطبوع ؟. إنفجرت بعدها بالضحك تاركة إيفا تعض شفتيها بغيض.
- لا تأتي غذا للدراسة ، هذا لصالحك.
- لماذا ، هل الغذ يوم عطلة ؟ سألت متصنعة الغباء.
ردت الاخرى بانفعال : نعم ، ستمضينها لوحدك في المستشفى. إنفجرت كايسي تضحك بكل قوتها في حين أن إيفا أكملت صياحها : حمقاء غبية ، ألم يكن ينبغي عليك تسليمي الدعوة بدل أن تسلميها لصوفي ؟... فأنا من ستحضر في الاخير و ليست هي .
- أوه إيفا ... ما خطبك ؟ سنمضي وقتا رائعا في الحفلة أعدك.
- الأمر ليس كذلك ، تعرفين أنني لا أحبذ الجلوس مع الغرباء أو الإحتكاك بهم.
- لا تقلقي إيفا ، أنا إلى جانبك .. همست كايسي بنبرة دافئة ، فابتسمت إيفا في السر و عاودت الصياح بامتعاض : أنا مشغولة الآن ، لا تزعجينني مجددا.
- هل تحلين واجباتك ؟.
- بالطبع ، لماذا ؟.
- سألت فحسب ، أراك غذا إذا .. عمت مساءا .
- و أنت كذلك .. تنهدت و هي تضع الهاتف جانبا لبثت تفكر و هي شاردة مع ضوء مصباح المكتب المشتعل ، سرعان ما اعترتها رغبة ملحة في النوم فأطفأته و هبت صوب السرير أين وجدت الأكياس مبعثرة فوقه ، ارتمت إلى جانبها و بفضول تفحصت الأكياس المتبقية أين قد تفاجأت بهدية مغلفة في ورق بنفسجي لامع ، التي لو لا اهتمام صوفي لنسيت أمر اقتنائها تماما.
عل كل هي لن تلوم نفسها إن نست فعل ذلك ، فهي فقط تطيع رغبة صوفي حتى لا تجعلها مستاءة منها... لكنها لن تعدها بالكثير.
انتصبت واقفة تلملم الأشياء إلى الاكياس من جديد ثم أسرعت لتخبئها في خزانتها البيضاء المندمجة في الجدار و إلى جانبها انتصبت منضدة تزيينها ذات الشكل العصري و اللون الوردي الأنوثي .
تنهدت بعمق و هي تنزع السترة العلوية مفضلة النوم بقميصها الأسود التحتي بما أن غرفتها دافئة ، اتجهت إلى النافذة لتتأكد من إغلاقها جيدا ، فلمحت ظلا طويلا يرسمه ضياء القمر في الجهة المقابلة للشارع .. ظلا يمتد جهة المنزل جعل نبضات قلبها تزداد بحدة فجأة.
هل يعقل أن الشخص الغامض قد عاد .. من انت بالضبط ؟.
أحست بالخدر في قدميها و قد تصلبت عنذ النافذة تركز نظرها عليه .. وهي تشعر أن شيئا مقبلا عليها لن يسرها البتة !

تمت .

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...5889059194.png
* من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟
* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟
* ماذا يحدث لإيفا ؟
* و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
أتمنى أن الجزء الأول قد أرضى فضولكم و لم يكن مملا ، سأعدكم بالكثير في الجزء الثاني
ترقبوا ! خير9



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]http://up.arabseyes.com/uploads2013/...6038745531.jpg

fαɪяy ℓαɒy 03-20-2016 02:55 PM

حب0

L A N A

و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الحمد لله تمام و أنت كيفك ؟

يبارك فيك يا أختي ، ق1
شكرا على مرورك و ردك المفيد
و الله أني استمتعت بكل تفصيل في ردك
و حفظت عن ظهر قلب كل النصائح المفيدة التي لا تظهر سوى مدى خبرتك و براعتك في هذا المجال
أتمنى أن لا تختفي عن صفحات روايتي المتواضعة

بالنسبة للعنوان
وجدت صعوبة في اختياره ، و قد كتبت لائحة ببضع عناوين مقترحة .
وجدته الأنسب و الأكثر روعة من بينهم .

أتمنى أن لأ أخيب ظنك بموضوع السرد و الوصف
لقد حاولت أن أستعمل العمق في كلاهما و في توصيل الصورة كاملة
و أتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك

الشقية البلهاء هههههه ما أجمله من لقب
ستضحك إيفا حتما عليه إن سمعتك :lamao:

أشكر مرورك العطر و لمستك الخاصة
و سأسعد برؤيتك هنا من جديد حتما ق1حب0



εмεяүs✿ 03-20-2016 02:57 PM

[button=قبل فترة]مكاني[/button]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]السلام عليكم و رجمة الله تعالى و بركاته

كيفك ؟اخبارك؟ حوالك؟
بخير ان اشاء الله حب5

شكرا على الدعوة الجميلة
و ايضا لانك لم تنسي هههه
لقد اخجلني ردك على ردي في المرة السابقة خجل3
شكرا لك ق1

البارت اكثر من رائع
بل مذهل
حتى طوله مناسب جدا
التصميم و العنوان
متناسبا بالفعل
احسنت اختار صورة الهيدر

اعجبتني المقدمة كثيرا
اختيارك للكلمات و مواضعها
و ربطها جديرة بالمدح
و الاعجاب

وصفك للشخصيات او الامكن مدهش
و متقن
لم تترك لي مجالا للحيرة و التفكير
او توقع كيف ستكون ملامحهم او طاع المطعم و جودته
اعجبني خاصة وجه زوجة الخال المنغمسة في معاينة الاسعار متناسية الاطباق
فاحسنت هنا ايضاclap1clap1:قلب أسود:

مسكينة صديقة ايفا
و مكينة ايفا ..حيث ان سعادتها لاشت فور سماعها
بذك الخبر اي ن يسعد اي شخص بسماعه

صوفيا زوجة رتشارد
لقد احببتها بالفعل
خاصة و انها تجيد الطبخ فسكون اما رائعة

ذلك الضوء او الوميض الاحمر الذي راته كايسي
في عيني ايفا
ترى ما سره؟
حظة!!
لا تقولي لي ان ما افكر به صحيح
هل ايفا صاصة دماااااااااااااء؟

ذلك المكان
اظن انه عالم مصاصي الدماء

ايضا ردة فعل كل من صوفيا و ريتشارد
حول عيد ميلاد ايفا مثة للريبة
اظن ان هناك شيئا سيئا سيحدث في عيد ميلادها
كان تعرف بانها ماصة دماء

اجبتني ثياب ايفا
لا شك ان لصوفي ذوق راق
نجمه3نجمه3


و الان المطلوب(الاسئلة)
* من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟
طبعا البطلة
* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟
شخص من مصاصي الدماء
* ماذا يحدث لإيفا ؟
اعراض انها ستصبح مصاصة دماء و على الاغلب انها
ستكل في عيد ميلادها

* و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
احسنت البارت رائع
اسلوبك جميل و سلس
واضح و معبر

أتمنى أن الجزء الأول قد أرضى فضولكم و لم يكن مملا ، سأعدكم بالكثير في الجزء الثاني
ترقبوا ! خير9
نحن في الانظار
لا تطيلي علينا


لدي ملاحظة فهنا كتبتِ
سبح عطر جميل أضاف على المكان رونقا و فخامة
اظن ان استبدال "على" ب"الى"
سيكون افضل لتصبح الجملة

سبح عطر جميل أضاف الى المكان رونقا و فخامة

ارجو انني لم اطل عليك او ازعجكها7

لا تنسيني البارت القادمحب0

دمت خيرق1حب5
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

L A N A 03-20-2016 09:51 PM

حجز ق1
بكرة برد عقلي حالياً مليان أشغال ص1

M A G I C 03-21-2016 11:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابتدأ كلامي بأرق التحيات واجمل الكلمات لكل اعضاء المنتدى الغالين. قلب4

تلك الفتاة التي غالبا ما كنت اظن انها ستكون كالاميرة وهي 'ايفا' تفاجئت بما قرأت...

نبدأ من اﻻول. ....
ايفا ..الفتاة ذات الشعر الكستنائي الطويل مع ابتسامتها الساحرة وغمازتين تشدان اﻻنتباه تبدأ قصتها عندما تسقط صديقتها << حزنت عليها من البداية

لكن هل ما رأت من ضوء احمر وشعور غريب هو ﻻنها من مصاصي الدماء ..
ﻻ تقولي انها من مصاصي الدماء
صح كلامي وﻻ ﻻ ؟
كف يا بنت اذا طلع صح خخ1خخ1هع2

عندما قالت لصوفيا اتحداك ان تطبخي من هذه اﻻطباق << دائماً اقولها لما اريد شي من ماما خخ1خخ1هع2

ذا النادل شكله مؤدب << كأني اريده يصبح خادمي خخ1خخ1هع2

نأتي للشخصيات :-

ايفا:
حقا فتاة رائعة شخصيتها مدهشة لكن فيها بعض الغموض

صوفيا :
امرأة جيدة التعامل حنونة في تصرفاتها مع ايفا

ريتشارد :
كأنه ذكي بس ما حبيته ﻻن يلبس النظارات لكن حقا رجل نبيل

كايسي:
لما اتصلت ب ايفا كان صوتها مثل ما تخيلته مخيف << ﻻني اندمجت مع الرواية خخ1خخ1هع2
لكنها حقا صديقة جيدة ل ايفا و جوليا عندما قالت انها دخلت في شجار مع الآلة انا في البداية ظنيت اها تشاجرت مع شخص لكن ضحكت عليها عنجد خخ1خخ1هع2

جوليا:
حزنت عليها لما سقطت من الدرج و عملت العملية مع انها صديقة جيدة ورائعة ل ايفا

واﻻن اﻻسئلة:-
من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟

ايفا(حبيتها جدا بس يمكن تكون من مصاصي الدماء )

* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟

اممممم ذاك الشخص الي ف المستشفى ينظر لها << اعتقد
* ماذا يحدث لإيفا ؟
اما ان يكون مرض او انها تتحول الى مصاصة دماء

و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
...
احسنت وابدعتي
والبارت كان غاية في الروعة

انا انتظر ابداعاتك القادمة وﻻ تطيلي علينا

اه قبل ان انسى هناك كلمة لم اعرف معناها ( صهباء ) ماذا تعني ؟

واتمنى انني لما اطل عليك ...
جاري كل ما هو جميل. و5و5

شكراً ع الدعوة الجميلة * *

تقبلي مروري قلب4
دمتي بود ♥

في امان الله قلب4

L A N A 03-23-2016 07:05 PM

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:gray;"][cell="filter:;"][align=center]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف الحال غاليتي ؟!
أولاً إعذريني على الرد المتأخر , الأشغال تأتي من حيث لا أدري !
بصراحة الفصل طويل كثيراً , لكنه جميل للغاية , بالنظر لطريقة وصفك فهي جميلة للغاية و السرد كان جميلاً كذلك لم تخيبي ظني !
نصيحة قبل بدأي :
لاحظت أنكي تصفين معالم الشخصيات بأن تقولي مثلاً : قالت صاحبة الشعر الكستنائي و هكذا ..
ماذا لو جعلتي الأمر بعين شخص يشاهد أو بطريقة أخرى ..
قالت و هي تحرك شعرها الكستنائي ..
لكن لا بأس فهذا لا يقلل من روعة ما خطته أناملك أهنئك على هذا القلم الرائع , و المجهود المبذول أنا أشكرك عليه ..
-
دعيني أعتذر مجدداً لن أعلق على الشخصيات , بسبب الأشغال ! سأكتفي بالأجابة على الأسئلة و أعدك بذلك المرة القادمة ق1 ص1
-

و الان المطلوب(الاسئلة)
* من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟
إيف ق1
* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟
لا يوجد في ذهني أفكار , شخص أخر ربما بشري أو صنف أخر من المخلوقات !
* ماذا يحدث لإيفا ؟
قد تكون هواجس أو ربما حالة إنتقال بين مرحلة لأخرى ! تخبأ لها المفاجاءات
* و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
الحبكة جميلة أبهرتني بها حقاً , وصف جميل و سرد كذلك ..
و أكثر المقاطع التي أبدعتي بها هي هذه :
كانت إيفا قابعة في غرفتها المظلمة .. مضطجعة فوق سريرها المريح ، أين توارى إلى مسامعها صوت صوفي وريتشارد يعلو في المنزل الذي صار دافئا فجأة بضجيجهما المعتاد ..
نزلت على عجلة و هي ترتدي سترتها البنية فوق بيجامتها العشبية و تصيح باشتياق : يا إلاهي ، كم كان المكان سيئا بدونكما .
التقت صوفي عند السلالم تبتسم نحوها بعذوبة ، سرعان ما ارتمت في أحضانها تأخد قبلتها المعتادة منها .
- مبارك لك من جديد . همست لها إيفا بخفوت لتتبادلا الإبتسامات المبتهجة وقد أشرقت ملامحهما تحت نور المصابيح المشتعلة . خرج ريتشارد من المطبخ بعد أن وضع الأكياس الممتلأة هناك و قدم نحوهما صائحا : خرج الفأر من جحره أخيرا .. هل كنت نائمة ؟.
صاحت بامتعاض و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها : متى تتوقف عن إطلاق ألقابك السيئة عني ، أنا أيضا بارعة في ذلك .. لذا لا تغضبني .
طوق رقبتها بذراعه القوية و سحبها باتجاهه إلى أن كادت تتعثر فوق السلالم ، بينما صوفي هزت رأسها بلا حيلة و اتجهت صوب المطبخ تاركا إياهما مغرقان المكان بالضحكات و الهتافات جارَان بعضهما جهة غرفة الضيوف .. و جلسا يتحاوران حول الطقس البارد في الخارج.
أتت صوفي تحمل صينية بها سلة من الفواكه الطازجة مع سكينين صغيرين ، قالت و هي تقضم من التفاحة التي تحملها : هل تناولت العشاء عزيزتي ؟
- أكلت القليل من حساء السمك الذي طهوته في الغداء. صرحت إيفا بابتسامة.
وضعت صوفي الصينية على الطاولة و جلست على الأريكة المشمشية اللون التي تشابه لونها مع لون تنورتها .
قال ريتشارد بهدوء : لقد اقترب موعد عيد ميلادك يا عزيزتي. لهثت إيفا بحماس ، سرعان ما كبتت شعورها حين لمحت في عينيه نظرات غامضة مكتئبة ، تنهدت لأجلها صوفي بأسى واضح. بالطبع لم تفهم إيفا شيئا و ساورها الشك ..
همست : ماذا هنالك ، لماذا أنتم مستاؤون لهذا الحد ؟.
سارع ريتشارد لرسم إبتسامة متصنعة يحاول أن ينفي ما نسب إليه ، لكنه لم يكن بارعا كفاية حتى يرضي شعور إيفا .. مع ذلك فقد قالت بمرح محاولة تلطيف الجو :
إذا هل بدأتما تفكران في المفاجأة و الهدايا ، لائحتي المفضلة طويلة جدا و ربما متعبة كذلك.
ضحكت صوفي بينما ريتشارد إبتسم و قال :
أرى أنك تأملين الكثير، إن لم تجدي شيئا تريدينه ستتفاجئين .. وهذه تعد مفاجأة جيدة أليس كذلك ؟. صرح ضاحكا بسخرية فشاركته زوجته الضحك و إيفا تحدق لكليهما بامتعاض كطفلة صغيرة.
قرص خدها بلطف و همس بحنو : من اليوم فصاعدا ، أطلبي يا أميرتي و أنا سأنفذ بصدر رحب . نظرت إيفا في عينيه بامتنان و شعرت بالدفء و هي تستشعر الصدق الخالص بهما ، لم تكن غبية طبعا حتى تثقل عليهما بالطلبات و أن تلعب دور المدللة الصغيرة لهما .. هي فقط أرادت ان تسمع شيئا يسعدها و هما لم يخيبا ظنها بهما.
انحنت تلتقط موزة من الصينية و شرعت تقشرها بابتسامة مبتهجة و هي تنظر إلى صوفي المنشغلة عنها في تقشير تفاحة لزوجها ، وقف خالها فجأة و استأذن لتبديل ملابسه و أخذ حمام ساخن.
لوت صوفي عنقها تتبع بنظراتها زوجها الذي ترك المكان صاعدا لغرفته ، تنهدت بعمق و تابعت التقشير و هي تحس بقلبها منقبض و محبط بدرجة كبيرة ، فما بالك بزوجها الذي قد ألف العيش مع إيفا .. و الموعد المقترب قد اقترب أجله كثيرا.
زمت رأسها و تطلعت لإيفا بحزن و الأخرى تشاهد التلفاز بانسجام و تركل الفراغ بقدميها المتدليتين و اللتان تنتهيان بخفين جميلين. تذكرت شيئا مهما فهبت مسرعة شادة انتباه إيفا ، إختفت لدقائق ثم ما لبثت أن ظهرت بابتسامة عريضة على وجهها و هي تحمل العديد من الأكياس.
جلست قرب إيفا التي كانت حائرة في أمر هذه الأكياس الوردية ، مع أول كيس فتحته ظهر فستان جميل بلون أحمر غامق جعل من بؤبؤى عيني إيفا يتسعان بذهول .
رفعته صوفي فظهرت تفاصيله البسيطة الجميلة ، كان جميلا بطول متوسط يصل إلى ركبتيها و منتفخ كزهرة التوليب ، و فتحة الصدر على شكل قلب ،ومن الخلف تزينه فتحة معينة الشكل تغطيها طبقة من الدانتيل الأسود التي تزينه حراشف لامعة.
إعترفت إيفا مع نفسها أنه كان جميلا و لكن إرتدائه كان شبه خيالي بالنسبة إليها ، ربما لكونه قصيرا قليلا و يظهر الكثير من بشرتها و ذلك يزعجها و يشعرها بعدم الإرتياح.
ظهر من كيس ثان حذاء أسود بكعب عال تضفي عليهما عقدتين حمراوتين من الخلف جاذبية أكثر ، وضعته صوفي أسفل قدميها قائلة : فلتجربيه ، أرجوا أن يكون على مقاس قدميك .
قالت إيفا باعتراض : لن أرتدي هذا الشيء ، مستحيل ..
تأففت صوفي بتهكم وأمسكت قدمها البيضاء بينما صاحت الأخرى بحرج لجعلها تفعل ذلك بنفسها . دفعت الحذاء بقدمها الناعمة بعد أن نزعت لها خفها فلائمها بشكل جميل.
صوفي بمرح : إنه رائع في قدمك ، مناسب كثيرا ..
أخدت بيد إيفا التي كانت تنظر إلى الحذاء بضيق و ساعدتها على الوقوف .
- هيا إرتدي الأخرى ، دعينا نرى مهاراتك في المشي . أضافت صوفي بحماس.
بدا لإيفا أنها تستهزء بها ، فحدقت لها بتهكم و همست : مهاراتي في المشي ؟ و بكعب عال ؟ أين سمعت بذلك ؟.
سارعت صوفي لوضع الفردة الأخرى بقدمها متجاهلة تهكمها ، و تعجلتها لتجربة المشي بهما . تأففت إيفا بانزعاج و همست : كل شيء يحدث بسبب كايسي ، سأقتلها .
ازداد طولها ببضع سنتمترات أخرى مما أبداها بمظهر رشيق و جذاب أكثر، لكن سرعان ما اختفت تلك الهالة الرائعة من حولها حين باتت تصارع رغبة الجاذبية الأرضية في صرعها أرضا .. و على وجهها بالضبط في مظهر جعل صوفي تضحك من أعماق قلبها. .
- هل اكتفيت الآن ؟ أود حقا الصعود لحل واجباتي بدل التبختر أمامك كالنعامة . قالت إيفا بضيق تاركة إياها تدخل في نوبة ضحك أخرى ، أمسكتها من يدها و ألقت بنظرة أخرى متمعنة إياها من كل الجوانب.
- فقط علي أن اعطيك درسا سريعا ، و ستصبحين جاهزة. صرحت صوفي بثقة.
تأفتت الأخرى من جديد و تهالكت على الأريكة تنزع الفردتين بإهمال و صوفي تصيح بعتاب ، أكملت معاتبتها حول عدم الإستماع إليها و تهربها من المسائل التي تخص الفتيات بسنها ، لكن إيفا لم تكن مهتمة طبعا، حاولت جاهدة فقط أن لا تثير إستياء صوفي أكثر. و إنتظرتها إلى أن تكمل كلامها حتى تهرع إلى غرفتها في الدور العلوي و تختفي خلف الباب المغلق.
فاجأتها صوفي من جديد بإكسسوارات عاتبتها من أجلها إيفا لكونها تملك الكثير بالفعل ، لكن صوفي لم تهتم لها و شعرت بالحماس و هي تتكلم حول مظهرها الذي من الواضح ستعجب به كثيرا.
صعدت إيفا إلى غرفتها رفقة الأكياس الممتلئة بعد وابل من العتابات الطويلة التي كاد أن يتصدع رأسها منها ، رمت الأكياس فوق السرير المغطى ببطانية خزامية اللون مزينة بورود خضراء صغيرة . و إتجهت صوب المكتب القابع أسفل النافذة المستديرة ، جلست هناك متنهدة بضجر و شرعت في مراجعة دروسها كما اعتادت أن تفعل دوما ، فلطالما كانت تلميذة ناجحة ذات مستوى ذكاء متوسط و مقبول تكسب الثناء والمديح من أجله . و لكن كل ما يجعلها تستأنف الجد هو افتخار خالها بها وفرحة صوفي الصادقة بكل ما تنجزه.
بعد مدة طويلة ، رن هاتفها بغتة فسارعت إلى إخراجه من جيب سروال بيجامتها الفضفاض و ردت بضجر : ستعيشينني كابوسا آخر ، ماذا الآن ؟.
استمعت لضحكة كايسي العالية ثم لردها المستهزء المعتاد : هل أنت تستمتعين ؟ أرى أنك قد شكيت لجوليا مني لهذا عاودت الإتصال بك ، إذا.. كنت تودين القدوم بسروال جينز و قميص مطبوع ؟. إنفجرت بعدها بالضحك تاركة إيفا تعض شفتيها بغيض.
- لا تأتي غذا للدراسة ، هذا لصالحك.
- لماذا ، هل الغذ يوم عطلة ؟ سألت متصنعة الغباء.
ردت الاخرى بانفعال : نعم ، ستمضينها لوحدك في المستشفى. إنفجرت كايسي تضحك بكل قوتها في حين أن إيفا أكملت صياحها : حمقاء غبية ، ألم يكن ينبغي عليك تسليمي الدعوة بدل أن تسلميها لصوفي ؟... فأنا من ستحضر في الاخير و ليست هي .
- أوه إيفا ... ما خطبك ؟ سنمضي وقتا رائعا في الحفلة أعدك.
- الأمر ليس كذلك ، تعرفين أنني لا أحبذ الجلوس مع الغرباء أو الإحتكاك بهم.
- لا تقلقي إيفا ، أنا إلى جانبك .. همست كايسي بنبرة دافئة ، فابتسمت إيفا في السر و عاودت الصياح بامتعاض : أنا مشغولة الآن ، لا تزعجينني مجددا.
- هل تحلين واجباتك ؟.
- بالطبع ، لماذا ؟.
- سألت فحسب ، أراك غذا إذا .. عمت مساءا .
- و أنت كذلك .. تنهدت و هي تضع الهاتف جانبا لبثت تفكر و هي شاردة مع ضوء مصباح المكتب المشتعل ، سرعان ما اعترتها رغبة ملحة في النوم فأطفأته و هبت صوب السرير أين وجدت الأكياس مبعثرة فوقه ، ارتمت إلى جانبها و بفضول تفحصت الأكياس المتبقية أين قد تفاجأت بهدية مغلفة في ورق بنفسجي لامع ، التي لو لا اهتمام صوفي لنسيت أمر اقتنائها تماما.
عل كل هي لن تلوم نفسها إن نست فعل ذلك ، فهي فقط تطيع رغبة صوفي حتى لا تجعلها مستاءة منها... لكنها لن تعدها بالكثير.
انتصبت واقفة تلملم الأشياء إلى الاكياس من جديد ثم أسرعت لتخبئها في خزانتها البيضاء المندمجة في الجدار و إلى جانبها انتصبت منضدة تزيينها ذات الشكل العصري و اللون الوردي الأنوثي .
تنهدت بعمق و هي تنزع السترة العلوية مفضلة النوم بقميصها الأسود التحتي بما أن غرفتها دافئة ، اتجهت إلى النافذة لتتأكد من إغلاقها جيدا ، فلمحت ظلا طويلا يرسمه ضياء القمر في الجهة المقابلة للشارع .. ظلا يمتد جهة المنزل جعل نبضات قلبها تزداد بحدة فجأة.
هل يعقل أن الشخص الغامض قد عاد .. من انت بالضبط ؟.
أحست بالخدر في قدميها و قد تصلبت عنذ النافذة تركز نظرها عليه .. وهي تشعر أن شيئا مقبلا عليها لن يسرها البتة !

أتمنى أن الجزء الأول قد أرضى فضولكم و لم يكن مملا ، سأعدكم بالكثير في الجزء الثاني
ترقبوا ! خير9

ليس مملاً بل جميلاً غاليتي , حسناً بالأنتظار ..
-
أعذريني مجدداً على ردي أردت فعلاً التعقيب على مقطع على حدا لكن الأشغال فوق رأسي ص1

جاري اللايك + التقييم ق1
في أمان الله ق1


[/align]
[/cell][/tabletext][/align]

وردة المـودة 03-23-2016 10:13 PM

سلام عليكم عزيزتي
قصة جميلة تلفت الأنظار بعنوانها الغامض و تنسيقها البين مدى تعبك عليه لشدة جماله...أول انطباع لي. ق1

و أما بعد القراءة، ارتئيت قرارا بأنك مبدعة، أسلوب كلماتك الفصيحة المتسلسلة أثارت إعجابي بحبكة قصتك.. حب5
إيفا شخصية دفعت الكثير بالفعل، شيئ لا تستوعبه النفس إلا بالأسى ...
أتمنى أن تتبعها راحة...
حقا، قصة بدت طبيعية،دون تخلخل الخيال ...لكن فاجأتني بورود مملكة دماء ، و لدى إيفا نصيب من هذا العرق المبجل ...ها3
بدأت بوصف أجواء العائلة و بهجة اجتماعهم ثم أدخلت الخوف و القلق نحو صديقة و زميلة ...ها7
يبدوا سر هذا التغير واضحا لصوفي و ريتشارد، أثار الوضع فضولي...
و ذلك العالم الغريب، فتاة تجبر على اعتلاء العرش و الزواج ممن لا ترغب، طبع لا أستطيع لمسه حتى الآن، أشعر بالغموض و الغرابة و التشويق... تخاطر! .. و حديث باطني، و قدرة و سلطة و وجاهة... أمور ستجتمع بسطورك القادمة...حب5
أتحفت الوصف للأشكال و الطباع، حيث سهلت الخيال على القارئ... بالمختصر أوصلت المطلوب كأنه صورة حية...جميل..
قلة كلماتي و عدم كفايتها مركف و تقبلي مروري ...
أعجبتني سطور مقدمتك، فأعتبريني من المتابعين غاليتي

وردة الياسمين الحلوه 03-25-2016 05:19 PM

بارت جميل استمري
متى موعد نزول الجزء الثاني

fαɪяy ℓαɒy 04-02-2016 10:59 AM

http://3rbseyes.com/anmi2/quote/quote_02.gif
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة мαgι¢ gιяℓ http://3rbseyes.com/anmi2/buttons/viewpost.gif

بسم الله الرحمن الرحيم .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته


ابتدأ كلامي بأرق التحيات واجمل الكلمات لكل اعضاء المنتدى الغالين. قلب4
مشكورة يا غالية ق7


تلك الفتاة التي غالبا ما كنت اظن انها ستكون كالاميرة وهي 'ايفا' تفاجئت بما قرأت...
نبدأ من اﻻول. ....
ايفا ..الفتاة ذات الشعر الكستنائي الطويل مع ابتسامتها الساحرة وغمازتين تشدان اﻻنتباه تبدأ قصتها عندما تسقط صديقتها << حزنت عليها من البداية



ربما لم يحن الوقت بعد للحزن :eww:
ما زال هنالك الكثير



لكن هل ما رأت من ضوء احمر وشعور غريب هو ﻻنها من مصاصي الدماء ..
ﻻ تقولي انها من مصاصي الدماء
صح كلامي وﻻ ﻻ ؟
كف يا بنت اذا طلع صح خخ1خخ1هع2

أولا سأصحح لك ، إيفا لم ترى ضوءا أحمر بل صديقتها كايسي هي من فعلت
هههههههه أستاهل كف :7ayaty:

عندما قالت لصوفيا اتحداك ان تطبخي من هذه اﻻطباق << دائماً اقولها لما اريد شي من ماما خخ1خخ1هع2
ههههههه يا بنت طلعتي زي و زي إيفا بالضبط



ذا النادل شكله مؤدب << كأني اريده يصبح خادمي خخ1خخ1هع2
راح أتكلم معه بالموضوع ههههه و انتي تحدثي معه بموضوع الأجر



نأتي للشخصيات :-

ايفا:
حقا فتاة رائعة شخصيتها مدهشة لكن فيها بعض الغموض
ياي2
صوفيا :
امرأة جيدة التعامل حنونة في تصرفاتها مع ايفا

ريتشارد :
كأنه ذكي بس ما حبيته ﻻن يلبس النظارات لكن حقا رجل نبيل

كايسي:
لما اتصلت ب ايفا كان صوتها مثل ما تخيلته مخيف << ﻻني اندمجت مع الرواية خخ1خخ1هع2
لكنها حقا صديقة جيدة ل ايفا و جوليا عندما قالت انها دخلت في شجار مع الآلة انا في البداية ظنيت اها تشاجرت مع شخص لكن ضحكت عليها عنجد خخ1خخ1هع2



ههههههه أعتفد أنك كنت تقصدين كايسي من تشاجرت مع آلة البيع ، أنا كمان كنت أكتب المشهد و أضحك عليها



جوليا:
حزنت عليها لما سقطت من الدرج و عملت العملية مع انها صديقة جيدة ورائعة ل ايفا

واﻻن اﻻسئلة:-
من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟

ايفا(حبيتها جدا بس يمكن تكون من مصاصي الدماء )

* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟

اممممم ذاك الشخص الي ف المستشفى ينظر لها << اعتقد
* ماذا يحدث لإيفا ؟
اما ان يكون مرض او انها تتحول الى مصاصة دماء

و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
...
احسنت وابدعتي
والبارت كان غاية في الروعة

انا انتظر ابداعاتك القادمة وﻻ تطيلي علينا

اه قبل ان انسى هناك كلمة لم اعرف معناها ( صهباء ) ماذا تعني ؟

معناها امرأة شعرها برتقالي محمر ، وعلى وجهها النمش ق7ق7



واتمنى انني لما اطل عليك ...
جاري كل ما هو جميل. و5و5

شكراً ع الدعوة الجميلة * *

شكرا لمرورك الرائع ، أحببت قراءة ردك و التعقيب عليه

أسلوبك بالرد كثييير مرح و رائق
شكرا لك من القلب

تقبلي مروري قلب4
دمتي بود ♥
و أنت كذلك حبيبتي ق7
في امان الله قلب4

في أمان الله و حفظه

fαɪяy ℓαɒy 04-02-2016 11:12 AM

http://3rbseyes.com/anmi2/quote/quote_02.gif
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة L A N A http://3rbseyes.com/anmi2/buttons/viewpost.gif

[align=center][tabletext="width:100%;background-color:gray;"][cell="filter:;"][align=center]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف الحال غاليتي ؟!
وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته
الحمد لله و أنت يا حبيبتي كيفك ؟

أولاً إعذريني على الرد المتأخر , الأشغال تأتي من حيث لا أدري !
و أنا أول وحدة أعلم بها ، لا بأس حبيبتي متفهمة وضعك كثييير -_-6
بصراحة الفصل طويل كثيراً , لكنه جميل للغاية , بالنظر لطريقة وصفك فهي جميلة للغاية و السرد كان جميلاً كذلك لم تخيبي ظني !
الحمد لله ظنيت أني ما راح أوفق بالسرد و الوصف
نصيحة قبل بدأي :
لاحظت أنكي تصفين معالم الشخصيات بأن تقولي مثلاً : قالت صاحبة الشعر الكستنائي و هكذا ..
ماذا لو جعلتي الأمر بعين شخص يشاهد أو بطريقة أخرى ..
قالت و هي تحرك شعرها الكستنائي ..
جاري إدراجه يا غالية ، شكرا من القلب على النصيحة ق7ق7
لكن لا بأس فهذا لا يقلل من روعة ما خطته أناملك أهنئك على هذا القلم الرائع , و المجهود المبذول أنا أشكرك عليه ..
الله يجازيك بكل خير ، كنت دوما أعتقد أن أسلوبي ليس رائقا و يفتقر إلى أشياء كثيرة
لكن مع كل هذا الدعم وهذه النصائح ، تحسنت ق7
شكرا لك يا غالية

-
دعيني أعتذر مجدداً لن أعلق على الشخصيات , بسبب الأشغال ! سأكتفي بالأجابة على الأسئلة و أعدك بذلك المرة القادمة ق1 ص1
و لا يهمك حبيبتي ، راحتك بالأول -_-6
-

و الان المطلوب(الاسئلة)
* من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟
إيف ق1
* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟
لا يوجد في ذهني أفكار , شخص أخر ربما بشري أو صنف أخر من المخلوقات !
* ماذا يحدث لإيفا ؟
قد تكون هواجس أو ربما حالة إنتقال بين مرحلة لأخرى ! تخبأ لها المفاجاءات
* و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول [cc=الأسلوب و الحبكة]الأسلوب و الحبكة
الحبكة جميلة أبهرتني بها حقاً , وصف جميل و سرد كذلك ..
و أكثر المقاطع التي أبدعتي بها هي هذه :
كانت إيفا قابعة في غرفتها المظلمة .. مضطجعة فوق سريرها المريح ، أين توارى إلى مسامعها صوت صوفي وريتشارد يعلو في المنزل الذي صار دافئا فجأة بضجيجهما المعتاد ..
نزلت على عجلة و هي ترتدي سترتها البنية فوق بيجامتها العشبية و تصيح باشتياق : يا إلاهي ، كم كان المكان سيئا بدونكما .
التقت صوفي عند السلالم تبتسم نحوها بعذوبة ، سرعان ما ارتمت في أحضانها تأخد قبلتها المعتادة منها .
- مبارك لك من جديد . همست لها إيفا بخفوت لتتبادلا الإبتسامات المبتهجة وقد أشرقت ملامحهما تحت نور المصابيح المشتعلة . خرج ريتشارد من المطبخ بعد أن وضع الأكياس الممتلأة هناك و قدم نحوهما صائحا : خرج الفأر من جحره أخيرا .. هل كنت نائمة ؟.
صاحت بامتعاض و هي تعقد ذراعيها فوق صدرها : متى تتوقف عن إطلاق ألقابك السيئة عني ، أنا أيضا بارعة في ذلك .. لذا لا تغضبني .
طوق رقبتها بذراعه القوية و سحبها باتجاهه إلى أن كادت تتعثر فوق السلالم ، بينما صوفي هزت رأسها بلا حيلة و اتجهت صوب المطبخ تاركا إياهما مغرقان المكان بالضحكات و الهتافات جارَان بعضهما جهة غرفة الضيوف .. و جلسا يتحاوران حول الطقس البارد في الخارج.
أتت صوفي تحمل صينية بها سلة من الفواكه الطازجة مع سكينين صغيرين ، قالت و هي تقضم من التفاحة التي تحملها : هل تناولت العشاء عزيزتي ؟
- أكلت القليل من حساء السمك الذي طهوته في الغداء. صرحت إيفا بابتسامة.
وضعت صوفي الصينية على الطاولة و جلست على الأريكة المشمشية اللون التي تشابه لونها مع لون تنورتها .
قال ريتشارد بهدوء : لقد اقترب موعد عيد ميلادك يا عزيزتي. لهثت إيفا بحماس ، سرعان ما كبتت شعورها حين لمحت في عينيه نظرات غامضة مكتئبة ، تنهدت لأجلها صوفي بأسى واضح. بالطبع لم تفهم إيفا شيئا و ساورها الشك ..
همست : ماذا هنالك ، لماذا أنتم مستاؤون لهذا الحد ؟.
سارع ريتشارد لرسم إبتسامة متصنعة يحاول أن ينفي ما نسب إليه ، لكنه لم يكن بارعا كفاية حتى يرضي شعور إيفا .. مع ذلك فقد قالت بمرح محاولة تلطيف الجو :
إذا هل بدأتما تفكران في المفاجأة و الهدايا ، لائحتي المفضلة طويلة جدا و ربما متعبة كذلك.
ضحكت صوفي بينما ريتشارد إبتسم و قال :
أرى أنك تأملين الكثير، إن لم تجدي شيئا تريدينه ستتفاجئين .. وهذه تعد مفاجأة جيدة أليس كذلك ؟. صرح ضاحكا بسخرية فشاركته زوجته الضحك و إيفا تحدق لكليهما بامتعاض كطفلة صغيرة.
قرص خدها بلطف و همس بحنو : من اليوم فصاعدا ، أطلبي يا أميرتي و أنا سأنفذ بصدر رحب . نظرت إيفا في عينيه بامتنان و شعرت بالدفء و هي تستشعر الصدق الخالص بهما ، لم تكن غبية طبعا حتى تثقل عليهما بالطلبات و أن تلعب دور المدللة الصغيرة لهما .. هي فقط أرادت ان تسمع شيئا يسعدها و هما لم يخيبا ظنها بهما.
انحنت تلتقط موزة من الصينية و شرعت تقشرها بابتسامة مبتهجة و هي تنظر إلى صوفي المنشغلة عنها في تقشير تفاحة لزوجها ، وقف خالها فجأة و استأذن لتبديل ملابسه و أخذ حمام ساخن.
لوت صوفي عنقها تتبع بنظراتها زوجها الذي ترك المكان صاعدا لغرفته ، تنهدت بعمق و تابعت التقشير و هي تحس بقلبها منقبض و محبط بدرجة كبيرة ، فما بالك بزوجها الذي قد ألف العيش مع إيفا .. و الموعد المقترب قد اقترب أجله كثيرا.
زمت رأسها و تطلعت لإيفا بحزن و الأخرى تشاهد التلفاز بانسجام و تركل الفراغ بقدميها المتدليتين و اللتان تنتهيان بخفين جميلين. تذكرت شيئا مهما فهبت مسرعة شادة انتباه إيفا ، إختفت لدقائق ثم ما لبثت أن ظهرت بابتسامة عريضة على وجهها و هي تحمل العديد من الأكياس.
جلست قرب إيفا التي كانت حائرة في أمر هذه الأكياس الوردية ، مع أول كيس فتحته ظهر فستان جميل بلون أحمر غامق جعل من بؤبؤى عيني إيفا يتسعان بذهول .
رفعته صوفي فظهرت تفاصيله البسيطة الجميلة ، كان جميلا بطول متوسط يصل إلى ركبتيها و منتفخ كزهرة التوليب ، و فتحة الصدر على شكل قلب ،ومن الخلف تزينه فتحة معينة الشكل تغطيها طبقة من الدانتيل الأسود التي تزينه حراشف لامعة.
إعترفت إيفا مع نفسها أنه كان جميلا و لكن إرتدائه كان شبه خيالي بالنسبة إليها ، ربما لكونه قصيرا قليلا و يظهر الكثير من بشرتها و ذلك يزعجها و يشعرها بعدم الإرتياح.
ظهر من كيس ثان حذاء أسود بكعب عال تضفي عليهما عقدتين حمراوتين من الخلف جاذبية أكثر ، وضعته صوفي أسفل قدميها قائلة : فلتجربيه ، أرجوا أن يكون على مقاس قدميك .
قالت إيفا باعتراض : لن أرتدي هذا الشيء ، مستحيل ..
تأففت صوفي بتهكم وأمسكت قدمها البيضاء بينما صاحت الأخرى بحرج لجعلها تفعل ذلك بنفسها . دفعت الحذاء بقدمها الناعمة بعد أن نزعت لها خفها فلائمها بشكل جميل.
صوفي بمرح : إنه رائع في قدمك ، مناسب كثيرا ..
أخدت بيد إيفا التي كانت تنظر إلى الحذاء بضيق و ساعدتها على الوقوف .
- هيا إرتدي الأخرى ، دعينا نرى مهاراتك في المشي . أضافت صوفي بحماس.
بدا لإيفا أنها تستهزء بها ، فحدقت لها بتهكم و همست : مهاراتي في المشي ؟ و بكعب عال ؟ أين سمعت بذلك ؟.
سارعت صوفي لوضع الفردة الأخرى بقدمها متجاهلة تهكمها ، و تعجلتها لتجربة المشي بهما . تأففت إيفا بانزعاج و همست : كل شيء يحدث بسبب كايسي ، سأقتلها .
ازداد طولها ببضع سنتمترات أخرى مما أبداها بمظهر رشيق و جذاب أكثر، لكن سرعان ما اختفت تلك الهالة الرائعة من حولها حين باتت تصارع رغبة الجاذبية الأرضية في صرعها أرضا .. و على وجهها بالضبط في مظهر جعل صوفي تضحك من أعماق قلبها. .
- هل اكتفيت الآن ؟ أود حقا الصعود لحل واجباتي بدل التبختر أمامك كالنعامة . قالت إيفا بضيق تاركة إياها تدخل في نوبة ضحك أخرى ، أمسكتها من يدها و ألقت بنظرة أخرى متمعنة إياها من كل الجوانب.
- فقط علي أن اعطيك درسا سريعا ، و ستصبحين جاهزة. صرحت صوفي بثقة.
تأفتت الأخرى من جديد و تهالكت على الأريكة تنزع الفردتين بإهمال و صوفي تصيح بعتاب ، أكملت معاتبتها حول عدم الإستماع إليها و تهربها من المسائل التي تخص الفتيات بسنها ، لكن إيفا لم تكن مهتمة طبعا، حاولت جاهدة فقط أن لا تثير إستياء صوفي أكثر. و إنتظرتها إلى أن تكمل كلامها حتى تهرع إلى غرفتها في الدور العلوي و تختفي خلف الباب المغلق.
فاجأتها صوفي من جديد بإكسسوارات عاتبتها من أجلها إيفا لكونها تملك الكثير بالفعل ، لكن صوفي لم تهتم لها و شعرت بالحماس و هي تتكلم حول مظهرها الذي من الواضح ستعجب به كثيرا.
صعدت إيفا إلى غرفتها رفقة الأكياس الممتلئة بعد وابل من العتابات الطويلة التي كاد أن يتصدع رأسها منها ، رمت الأكياس فوق السرير المغطى ببطانية خزامية اللون مزينة بورود خضراء صغيرة . و إتجهت صوب المكتب القابع أسفل النافذة المستديرة ، جلست هناك متنهدة بضجر و شرعت في مراجعة دروسها كما اعتادت أن تفعل دوما ، فلطالما كانت تلميذة ناجحة ذات مستوى ذكاء متوسط و مقبول تكسب الثناء والمديح من أجله . و لكن كل ما يجعلها تستأنف الجد هو افتخار خالها بها وفرحة صوفي الصادقة بكل ما تنجزه.
بعد مدة طويلة ، رن هاتفها بغتة فسارعت إلى إخراجه من جيب سروال بيجامتها الفضفاض و ردت بضجر : ستعيشينني كابوسا آخر ، ماذا الآن ؟.
استمعت لضحكة كايسي العالية ثم لردها المستهزء المعتاد : هل أنت تستمتعين ؟ أرى أنك قد شكيت لجوليا مني لهذا عاودت الإتصال بك ، إذا.. كنت تودين القدوم بسروال جينز و قميص مطبوع ؟. إنفجرت بعدها بالضحك تاركة إيفا تعض شفتيها بغيض.
- لا تأتي غذا للدراسة ، هذا لصالحك.
- لماذا ، هل الغذ يوم عطلة ؟ سألت متصنعة الغباء.
ردت الاخرى بانفعال : نعم ، ستمضينها لوحدك في المستشفى. إنفجرت كايسي تضحك بكل قوتها في حين أن إيفا أكملت صياحها : حمقاء غبية ، ألم يكن ينبغي عليك تسليمي الدعوة بدل أن تسلميها لصوفي ؟... فأنا من ستحضر في الاخير و ليست هي .
- أوه إيفا ... ما خطبك ؟ سنمضي وقتا رائعا في الحفلة أعدك.
- الأمر ليس كذلك ، تعرفين أنني لا أحبذ الجلوس مع الغرباء أو الإحتكاك بهم.
- لا تقلقي إيفا ، أنا إلى جانبك .. همست كايسي بنبرة دافئة ، فابتسمت إيفا في السر و عاودت الصياح بامتعاض : أنا مشغولة الآن ، لا تزعجينني مجددا.
- هل تحلين واجباتك ؟.
- بالطبع ، لماذا ؟.
- سألت فحسب ، أراك غذا إذا .. عمت مساءا .
- و أنت كذلك .. تنهدت و هي تضع الهاتف جانبا لبثت تفكر و هي شاردة مع ضوء مصباح المكتب المشتعل ، سرعان ما اعترتها رغبة ملحة في النوم فأطفأته و هبت صوب السرير أين وجدت الأكياس مبعثرة فوقه ، ارتمت إلى جانبها و بفضول تفحصت الأكياس المتبقية أين قد تفاجأت بهدية مغلفة في ورق بنفسجي لامع ، التي لو لا اهتمام صوفي لنسيت أمر اقتنائها تماما.
عل كل هي لن تلوم نفسها إن نست فعل ذلك ، فهي فقط تطيع رغبة صوفي حتى لا تجعلها مستاءة منها... لكنها لن تعدها بالكثير.
انتصبت واقفة تلملم الأشياء إلى الاكياس من جديد ثم أسرعت لتخبئها في خزانتها البيضاء المندمجة في الجدار و إلى جانبها انتصبت منضدة تزيينها ذات الشكل العصري و اللون الوردي الأنوثي .
تنهدت بعمق و هي تنزع السترة العلوية مفضلة النوم بقميصها الأسود التحتي بما أن غرفتها دافئة ، اتجهت إلى النافذة لتتأكد من إغلاقها جيدا ، فلمحت ظلا طويلا يرسمه ضياء القمر في الجهة المقابلة للشارع .. ظلا يمتد جهة المنزل جعل نبضات قلبها تزداد بحدة فجأة.
هل يعقل أن الشخص الغامض قد عاد .. من انت بالضبط ؟.
أحست بالخدر في قدميها و قد تصلبت عنذ النافذة تركز نظرها عليه .. وهي تشعر أن شيئا مقبلا عليها لن يسرها البتة !
[/cc]

أشكر مرورك و ردك على الفصل ،بالرغم من أشغالك ومتاعبك فقد فعلتي المستحيل حتى تتركي بصمتك المميزة بين سطورها
لا أعرف حقا كيف أرد جميلك و لكنني سعيدة للغاية بسببك
أشكر كثيرا ق7

أتمنى أن الجزء الأول قد أرضى فضولكم و لم يكن مملا ، سأعدكم بالكثير في الجزء الثاني
ترقبوا ! خير9

ليس مملاً بل جميلاً غاليتي , حسناً بالأنتظار ..
-
أعذريني مجدداً على ردي أردت فعلاً التعقيب على مقطع على حدا لكن الأشغال فوق رأسي ص1

جاري اللايك + التقييم ق1
في أمان الله ق1


دمتي في حفظ الرحمان و رعايته و شكرا على التقييم الرائق
ياي2

[/align][/cell][/tabletext][/align]



fαɪяy ℓαɒy 04-02-2016 11:29 AM

http://3rbseyes.com/anmi2/quote/quote_02.gif
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة http://3rbseyes.com/anmi2/buttons/viewpost.gif


سلام عليكم عزيزتي
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة تلفت الأنظار بعنوانها الغامض و تنسيقها البين مدى تعبك عليه لشدة جماله...أول انطباع لي. ق1
وااوو شكرا جزيلا ، و الله حسيت برجفة في قلبي لما قريت كلامك ق7
و أما بعد القراءة، ارتئيت قرارا بأنك مبدعة، أسلوب كلماتك الفصيحة المتسلسلة أثارت إعجابي بحبكة قصتك.. حب5
شكرا جزيلا ، أنا أعرفك أنتي الفتاة التي تذهلني دوما بروعة ردودك ، كلماتك الرنانة لها وقع جميل خ6
إيفا شخصية دفعت الكثير بالفعل، شيئ لا تستوعبه النفس إلا بالأسى ...
أتمنى أن تتبعها راحة...
بالضبط :dodo:
حقا، قصة بدت طبيعية،دون تخلخل الخيال ...لكن فاجأتني بورود مملكة دماء ، و لدى إيفا نصيب من هذا العرق المبجل ...ها3
بدأت بوصف أجواء العائلة و بهجة اجتماعهم ثم أدخلت الخوف و القلق نحو صديقة و زميلة ...ها7
يبدوا سر هذا التغير واضحا لصوفي و ريتشارد، أثار الوضع فضولي...
و ذلك العالم الغريب، فتاة تجبر على اعتلاء العرش و الزواج ممن لا ترغب، طبع لا أستطيع لمسه حتى الآن، أشعر بالغموض و الغرابة و التشويق... تخاطر! .. و حديث باطني، و قدرة و سلطة و وجاهة... أمور ستجتمع بسطورك القادمة...حب5
أتحفت الوصف للأشكال و الطباع، حيث سهلت الخيال على القارئ... بالمختصر أوصلت المطلوب كأنه صورة حية...جميل..
و للمرة الألف ، أذهلتني ببراعة ردك المتحوف
حتى صار صعبا علي أن أجد كلمات منافسة نسيت2
شكرا لك يا حبيبتي على مرورك و ردك الراائع -_-6ياي2

أتمنى أن أراك مجددا هنا

قلة كلماتي و عدم كفايتها مركف و تقبلي مروري ...
أعجبتني سطور مقدمتك، فأعتبريني من المتابعين غاليتي

دمتي في حفظ الرحمان ورعايته
سأسعد حتما برؤيتك من جديد

-_-6

fαɪяy ℓαɒy 04-02-2016 11:31 AM

http://3rbseyes.com/anmi2/quote/quote_02.gif
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الياسمين الحلوه http://3rbseyes.com/anmi2/buttons/viewpost.gif

بارت جميل استمري
متى موعد نزول الجزء الثاني


شكرا لك لردك حبيبتيق7

قريبا سينزل ، كوني في الموعد ياي2

وردة الياسمين الحلوه 04-18-2016 08:11 PM

يله وين البارت متحمسة 🤔😎😎

غَيْمٌ| 04-21-2016 07:09 AM

[cc=بخخ ^سابقا^]مكاني لحين قرأة البارت وارجع[/cc]
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كيف الحال حبيبتي؟؟ ان شاء الله تمام
اولا الاسم لفت انتباهي من مدة بس مقدرت ادخل لان التهيت بكم شغلة .. اعذريني حبيبتي
وبالنسبةة لقرأتي للبداية والبارت الاول مفهمت كل شي .. مفهمت عن شنو تهدذ الرواية مفهمت الحبكةة كلها
بس اكيد مع الايام ...المهم طريقة السرد والوصف شي جنااان جناان بجد ق1ق1
عجبتني طريقتك وموهبتك بالكتابةة .. وخاصةة انوا قصة الروياة شوي مختلفة عن الباقيات:عناق:
ما عندي كلام طويل بس صراحة حبيت روايتك .. متحمسة اكملها واعرف قصة ايفا *غامضةة البنت ذي*
يلا نروح ع الاسئلة بلا ما اطول ازيد بالكلام

* من أكثر الشخصيات التي جذبت انتباهك في البارت ؟
ايفا طبعاا
* من يكون الظل الطويل بحسب رأيك ؟
امم ما لاحظت بس اكيد اللي شاف ايفا
* ماذا يحدث لإيفا ؟
مثل ما اعتقد انها من مصاصي الدماء او فيها مرض ثاني

* و أخيرا فسحة للتعبير عن آرائكم حول الأسلوب و الحبكة
قلت كل شي فوق ما يحتاج اعيد بالكلام وادوخك^^

شكرا حبيبتي ع الروايةة .. بانتظار البارت الثاني بس ملاحظة اخيرة لا تخلي البارتات طويلةة كتير وبدون حماس اقوى
ع العموم اتمنى ما زعجتك بردي
بالتوفيق بالكتابةة .. في امان اللهو2

وردة الياسمين الحلوه 04-21-2016 02:38 PM

وين البارت

fαɪяy ℓαɒy 04-23-2016 09:11 PM





http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408881311.png
كيف أحوالكم يا غاليين ؟ :عناق:
و بدون ثرثرة مريض2 راح أحط الجزء الثاني من البارت الأول
و هاي المرة خليتو قصير لحتى ما تملوا منو أوكي ؟


رحلة طيبة
رقص1cute1



* ضيفة الإمبراطور *


الأرق لم يسمح لها أن تسدل جفونها المرتعبة و لو لفترة تلك الليلة ، و أرغمت على الإنتظار و الترقب و عينيها الزجاجيتين مسمرتين جهة النافذة التي كانت نتف الثلج تقذف نحوها بغزارة، أحست كأن دهرا قد مر عليها حتى أنها بدأت تشعر بتصلب شديد في جسدها الذي لا زالت عازمة على عدم تحريكه ، حتى لا تشعره بوجودها ..
و من يعلم ؟ لربما كان قادرا على سماع أفكارها و رؤيتها ترتعش تحت بطانيتها ، أمر سخيف بالفعل لكن من سيلومها الآن على هذه الهلاوس و الأفكار الجنونية..؟.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png

تطلع إلى فوق بعينين حادتان ، ثاقبتان يلمع فيهما لون عشبي منطفأ .. و قد اقترنت الظلمة حوله بضوء عكر لقمر مكتمل يظهر في السماء العاصفة كمرآة مصقولة.
هزت الريح ذيل معطفه جانبا و حلقت خصلات من شعره الأسود على مقربة منه .. ثم أفلت نفسا طويلا و التفت و قد ظهر فوق كتفه حيوان مزغب غريب ينط بظرافة و يصدر أصواتا كالنغمات ابتسم لأجلها الظل و اختفى ببساطة .. في دوامة من الثلج تلفها الظلمة.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png

التقطت مسامعها أخيرا صوتا تألفه ، و فورا بدأت دواركها تستيقظ وقد دغذغ عينيها ضوء الصبح الساطع .. الذي رسم لها أطيافا ملونة داخل عينيها المغمضتين. فتحتهما بتكاسل و ارتفعت رموشها الحريرية السوداء و راحت تتامل ببساطة صوفي المنكبة نحوها و حاجبيها منعقدان بانزعاج : هل عاودت السهر من جديد ؟ ماذا قلت لك عن ذلك .. ها ؟..
ثوان مرت .. اهتزت على اثرها إيفا شاهقة بفزع و قد استعاد عقلها الأحداث التي حصلت ، وكم كان شكلها هستيريا و هي تهذي مرارا و تكرارا بجملة " صاحب الظل " على مسامع صوفي التي أسرعت لهزها بقلق : إيفا .. ؟ مالذي حصل لك ؟ هل أنت بخير ؟.
تطلعت نحوها إيفا و أوشكت ان تصيح بأن هناك من يترصد بها .. لكنها كانت قد بلعت الكلمات نحو أعماقها و قد أدركت أنه ينبغي عليها ألا ترعب صوفي بما رأته ، يكفي أنها حامل و متعبة كثيرا ..
- لا عليك .. إنه محظ كابوس ، سأذهب لآخد حماما و أنزل . أضافت إيفا بارتباك واضح و هي تركض ناحية الحمام المرفق ، ثم اتكأت على الباب وهي تلهث .. عليها أن تتأكد أولا أن ذلك الشخص يريدها هي و ليس أي شخص آخر ، و لربما في النهاية تتفاجأ لكونها تتخيل الأمر فقط ، و أول سبب هو تأثرها الكبير بروايات أغاثا البوليسية .. و من يدري ؟.
أخدت حماما سريعا استعادت بسببه نشاطها ، و فور أن عادت إلى غرفتها ارتدت أول ما وقع في يدها و لم يكن سوى سروال جينز أسود مع قميص حليبي اللون تزينه كتابات عريضة سوداء و جاكيت رياضية بلون أزرق غامق.
مررت المشط بشعرها الطويل و أسقطت غرتها على جبينها الناعم ، ووضعت المشط جانبا لتحمل شالها البني و تلفه بحركة سريعة حول عنقها ، و في الأخير كانت قد ارتدت محفظة ظهرها و أسرعت بالنزول حيث صوفي تنتظرها مع الفطور .
استقبلتها صوفي بابتسامة هادئة و هي تسكب عصير البرتقال في الكوب الزجاجي ، انحنت إيفا نحوها و طبعت قبلة سريعة على خدها : صباح الخير . ردت عليها صوفي التحية في حين أنها اتجهت صوب الثلاجة لتخرج عبوة ماء معدنية و هي تقول : سأذهب الآن ، هل تودين ان أحضر لك شيئا فيما بعد ؟.
لوت صوفي عنقها نحوها و ردت عليها بسؤال : ألن تفطري ؟.
- ليست لدي شهية الآن ، سأتناول شيئا فيما بعد رفقة كايسي ..
وقفت صوفي من مكانها و اقتربت منها حتى تطبع قبلتها المميزة فوق غرتها و هي تهمس بدفء : عودي سريعا ، سأجهز لك مفاجأة ..
هتفت إيفا بتعجب : مفاجأة ؟ لأي سبب ؟.
ظهرت ابتسامة حزينة على وجه صوفي المشرق و همست ببساطة : مفاجأة فقط لإسعادك.
ابتسمت إيفا بغتة بفرح و هتفت بحماس : شكرا لك يا أحلى إنسانة في حياتي بأكملها .. ختمتها بضحكة بريئة طفولية و هي تركض صوب الباب حتى ترتدي حذائها و تنطلق نحو المدرسة أين ينتظرها يوم دراسي حافل ، تريثت في مشيتها و هي توشك على اجتياز السياج الريفي البسيط الأبيض ، و حدقت نحو البيت المجاور إلى النقطة التي كان الظل واقفا فيها و انتباتها رجفة قوية سرت في جسدها كصعقة كهرباء.
استأنفت المسير وهي تدس نصف فكها في شالها و يديها في دفء جيوبها و قد أحست بغتة كأنما الجو استفحل أكثر ، لكن المثير للإهتمام هي الإرادة القوية التي تدفع البشر للخروج من دفء منازلهم في هذا الطقس السيء حتى ينجزوا ما ينبغي عليهم فعله.
مشت باحتراس فوق طبقات الثلج و قدميها نصف غارقتان فيه و هي تسلك طريقا مختصرة نحو ثانويتها " هاريس فالكونوود " ، وصلت بعد تعب و شقاء و سارعت إلى الدخول وسط حشد من الطلاب المضطربين من الجو القارس .
وقفت في رواق سبه خالي تنفض عن رأسها نتف الثلج و توحوح في يدها المتجمدتين ريثما يدق الجرس ،.. و عينيها غارقتان في غطاء الثلج الذي ارتدت الساحة الأمامية حلته بأكملها ، حتى أشجار الصنوبر التي تفضل امضاء الوقت أسفلها .. قد تغطت بالكامل مما جعلها تبتسم بخفوت للمنظر المحبب لها ، فهي تعشق الثلج و كل ما يتعلق به حتى لو أبدت انزعاجها من الطقس أحيانا ، فهي تظل تفضل الشتاء على باقي الفصول.
أحست بيدين ناعمتان تسدل على عينيها و تحجب عنها الرؤية فضحكت بسرور : كايسي ، ألن تكفي عن هذه التصرفات الصبيانية ؟.
أطلقت ضحكتها المميزة من الخلف و سارعت إلى الوقوف إلى جانبها بحماس : كيف حالك ؟ أفضل الآن ؟.
هزت الأخرى رأسها مأيدة : نعم أنا كذلك .. إياك حتى أن تحاولي افساد يومي . حذرتها بخفوت و عينيها تلسعانها بنظرات ضائقة.
أطلقت كايسي ضحكتها بابتهاج و ردت : بالطبع سأحاول ، لكن أخبريني أولا هل أبدو جميلة ؟.
تمعنت إيفا النظر إليها فأعجبت بالنور الخافت بوجهها الطفولي ، و ضحكت بخفوت على محاولتها الفاشلة في الظهور بمظهر الطالبة الناضجة بوضع القليل من مساحيق التجميل ، التي لم تزدها سوى ظرافة.
و برغم الطقس البارد فقد فضلت أن ترتدي تنورة قصيرة فيروزية اللون مع سترة جميلة بلون الكرز الناضج . رسمت على وجهها ابتسامة خبيثة و هي تستفسر قائلة : لمن كل هذا التأنق .. ها ؟.
ردت كايسي محمرة الخدين : لقد طلب جايمس البارحة أن نتناول الغداء معا اليوم ..
- جيد ، خطوة موفقة .. هزت إيفا رأسها باعجاب.
- أبدو جيدة صح ؟ سألت كايسي من جديد بارتباك بدا واضحا الآن على وجهها.
تنهدت الاخرى بعمق و هتفت : تبدين جيدة دوما كايسي ، لا ترتبكي و لا تفزعي .. تصرفي معه بتلقائية و سيحبك من كل أعماق قلبه.
لبثت الأخرى تحدق إليها بتأثر و على شفتيها ابتسامة ممتنة ، سرعان ما رمت بنفسها تحتضنها بكل قوة و تشكرها بصدق ، بينما إيفا تطبطب على كتفها بحنو. ابتعدتا عن بعضهما وقد دوى صوت الجرس في المكان فجأة معلنا بداية الحصص المملة ذات الروتين الواحد . افترقتا عن بعضهما عند منتصف الرواق المزدحم و ذهبتا كلتاهما إلى صفها.
أمضت إيفا وقتها فيه تتأمل الأستاذ الأصلع الذي يشرح الدرس تارة و الثلج المتساقط تارة أخرى من النافذة بقربها .. حتى ملت الجلوس و أرادت بشدة أن تأخد جولة في المكان الساجي .

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png
المساء
الساعة 20.32 دقيقة
في منزل إيفا


- إنها قضمتي أنا ، لماذا أنت لئيم هكذا ؟ صاحت إيفا بغنج يعلو نبرتها و هي تحاول أن تعترض طريق الملعقة إلى فمه التي تحمل قطعة من الكعكة المحضرة لها خصيصا من طرف صوفي .. كعكة باتنبرغ .
ضحكت صوفي تصفق بكلتا يديها و تصيح هي الأخرى : لقد خسرت النزال عزيزتي.
رجعت إيفا إلى مقعدها حو ل الطاولة و عقدت يديها على صدرها باعتراض معبرة عن تضايقها من فعلة ريتشارد الذي سرق منها لذة أول قظمة ، سرعان ما وجدت نفسها تلتهم قطعتها بنهم غير آبهة لضحكاتهما .
رفعت رأسها و صاحت بعتاب : لن آكل معكما من جديد ..
أخفض ريتشارد رأسه ضاحكا بخفوت ثم تنهد بأسى و رد هامسا كمن يحدث نفسه : أعلم ذلك ..
صاحت صوفي فجأة بحماس و هي تشد ذراع زوجها نحوها : قبل أن أنسى .. لقد اتخدنا قرارا عليك أن تعرفيه . نظرت إلى وجه زوجها و ابتسمت باشراقة فبادلها إياها و نظر كلاهما إلى إيفا المستغربة.
- لقد فكرنا في إسم للطفل القادم ، بما أن زوجي يريده أن يكون ولدا حتى يعلمه الصيد و السباحة فقد اقترح إسم " دانييل "... ما رأيك ؟.
ابتسمت إيفا فورا مؤيدة بابتهاج : رائع جدا ، أنا أحب هذا الإسم.. ماذا عنك أنت ؟ أخدت قضمة صغيرة و نظرت جهتها باهتمام. تنهد ريتشارد مبتسما بعمق و أخد يد زوجته الجميلة في يده قائلا : إن كان الطفل بنتا جميلة كأمها .. فسنعطيها إسم أمك الراحلة " كاثرين " العزيزة.
تطلعت نحوهما بعينين منددهشتين و تمتمت : أمي .. ؟
هزت صوفي رأسها بحزن و استأنف ريتشارد القول : إنها أختي الصغرى المفضلة ، بالرغم من أنني أملك العديد من الإخوة ، إلا أنها قد احتجزت دوما مكانة خاصة في قلبي ..
لطالما ركضنا كلينا في حقول القمح عند الغروب ، و خلف الضفادع النقاقة في المستنقعات بجانب منزلنا الريفي ، حتى أنها كانت تفضلني دوما على أمي و تطلب مني تسريح شعرها وتظفيره ، و حتى لو لم أكن ماهرا في ذلك فهي كانت تسعد كثيرا .
تنهد حزينا و همس و قد رفع عينيه الذابلتين نحو إيفا : لطالما رأيتها فيك يا عزيزتي .. في ضحكتك ، في شقاوتك ، في طموحاتك ، في ضجيجك ، أنت أشبه بانعكاسها في المرآة ، إنك هبة من عند الله حتى أملأ ذلك الفراغ في قلبي.
صمت متأثرا بكلامه و صوفي تطبطب على كتفه مواسية .. سرعان ما ركضت نحوه إيفا و رمت نفسها في حضنه و عينيها تدمعان على كتفه العالي ، أحاط جسدها بذراعيه القويتين و إلى جانبهما كانت صوفي تذرف الدموع متأثرة بالمشهد.
ابتعدت إيفا عن خالها تكفكف عن وجنتيها الدموع وقالت بصوت مبحوح : خالي ريتشارد ، أنت لا تعلم حجم الإمتنان الذي أحملك اتجاهك .. لن أنسى يوما حنانك و عطفك علي في حين أن لا أحد اكترث لأمر تربيتي و التكفل بي من بعد موتها .. حتى والدي لم يهتم بي البتة و اختفى عن الوجود .
تطلعت إلى صوفي بشجن خانق و أردفت و هي تبلع دموعها : صوفي ، أنت أمي . أختي . صديقتي . رفيقة دربي و لا أعلم حقا ما كنت أستطيع فعله بدونك.
خانها صوتها فأكنست رأسها و الغصة تؤلمها .. هبت نحوها صوفي و أغرقتها في دفئها السحري ماسحة على رأسها بحنان كما اعتادت أن تفعل . في حين أن ريتشارد وقف من مكانه و أتى بمنديلين ورقيين لكلتيهما.
مسحت صوفي لها دموعها ثم حدقت بابتسامة دافئة لعمق عينيها التي أطلت منهما الذكريات الخانقة ، طبعت قبلة رقيقة على جبينها و همست لها : مستحيل أن نبدلك بكنوز العالم ، أنت أفضل هدية كسبناها يوما .. و ستظل قيمتك غالية على قلبينا .
انفجرت إيفا بغتة تبكي بحرقة مما جعل صوفي تنخرط معها في البكاء مسندة جبينها إلى جبين الأخرى ، أسند ريتشارد رأسيهما إلى صدره الذي يكاد ينفجر شوقا لأخته الصغيرة و ألما على رؤية صغيرته إيفا .. تبكي بتلك الحرقة على يتمها.
لكنه لم يكن ليسمح لأي شيء أن يطفأ شمعتها ، أو يقتل ابتسامتها .. لن يسمح بذلك و لو على جثته ، فلأنه عرابها و ملاكها الحارس سيفعل المستحيل حتى يلبي احتياجها للحنان و العطف اللذان حرمت منهما وهي لا تزال في المهد .. رضيعة.
ساد جو كئيب المكان من حولهم ، و هم حول الطاولة يتابعون تناول التحلية .. في بطء شديد و بعقول شاردة تتضارب فيها الأفكار بشراسة. استأذنت إيفا منهما للصعود إلى غرفتها و تركت أنظارهما المتحسرة تتابع حركتها .
سطمت الباب خلفها و سارعت إلى فراشها أين غرقت تحت بطانيتها تبكي و قد أثخنت قلبها الجروح التي ظنتها قد اندملت مع الزمن .. كم كان صعبا عليها التعايش مع فكرة أن لا والد لها و لا أم.
كم كان صعبا عليها أن تنفي فكرة أنها تزيد هما إلى هم ريتشارد خالها و عرابها ، و لكن كل يوم يمر كانت تصبح أقوى .. أقوى لأجل نفسها حتى لا تترك لأي أحد المجال ليهدمها.
لم تكترث لنظرات الكثيرين و تجاهلتهم تماما .. و نار مشتعلة تحرق روحها ، حزنا على والدتها التي لم تتسنى لها سماع صوتها و هي تدندن بالتراتيل في أذنها ، و غضبا على والد لم يأنبه ضميره يوما عليها.
مسحت الدموع عن وجنتيها بعصبية و غمغمت مع نفسها و الغضب مشتعل في عينيها اللنان أصبح لونهما مائلا إلى الأخضر الداكن : أكرهك أيها الأب .. لأنك لم تكترث لأمري يوما و لا لأمر والدتي العزيزة ... أكرهك .
مسحت الدموع من جديد و حاولت فقط أن تطفئ هذه النار المشتعلة بها ، حجبت ضوء المصباح عن عينيها فور أن أبعدت البطانية عن رأسها و هبت صوب المكتب لتتمكن من نسيان ألمها بمراجعة بضعة دروس . إلى أن تسلل إلى عينيها النوم فعادت إلى السرير و غفت سريعا .

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png

في اليوم التالي ، مضت إيفا إلى ثانويتها و على وجهها مسحة من الحزن الذي لم يفارقها منذ الأمس .. التقت بكايسي عند البوابة التي بدأت حديثها الحماسي عن حفلة عيد الميلاد المقامة غذا ، و عن رغبتها في رؤية إيفا بفستان جميل.
لكن إيفا لم تكن في مزاج جيد حتى ترد عليها باستهزاء كما اعتادت ان تفعل ، هي فقط كانت متعبة و حريصة حتى لا تفضح نفسها أمامها أو أمام أي أحد .. مرت ساعات الحصص ببطء و عندما حان موعد انتهاء اليوم الدراسي . أرغمتها كايسي للذهاب معها في زيارة سريعة لتفقد أحوال جوليا و لبثن عندها مدة قصيرة كانت كفيلة لانتباهها إلى الصمت و الحزن المخيم على إيفا.
و لا زالت إيفا شاكرة لها سرا و هي في طريق عودتها إلى المنزل على عدم فتح الموضوع معها قبل قليل ، فلربما قد تنهار و ينهار القناع البارد الذي ترتديه أمام الجميع ..
أغلقت الباب خلفها و هي تصيح بتعب : لقد عدت ..
نزعت حذائها المبلل و تركته في الردهة و عرجت إلى غرفة الجلوس أين قد أتت صوفي إليها من المطبخ و هي تمسح يديها المبللتين بمئزر مطبخها الأصفر المحاط بخصرها المرهف.
- كيف كان يومك .. ؟ سألت بحماس .
- مملا جدا .. جوليا تبلغ لك سلامها ، لقد مررنا عليها قبل قليل . جلبت وسادة مكتنزة ووضعتها فوق حجرها لتتكأ عليها . في حين أن صوفي قالت بابتهاج : أوه تلك الفتاة حقا لطيفة ، متى تخرج من المستشفى على أية حال ..؟
تثائبت إيفا و قالت : لن تطول كثيرا ، ربما بضعة أيام أخرى ..
هزت الأخرى رأسها متفهمة و عادت إلى المطبخ و هي تهتف : لقد طبخت باستا فيتوتشيني مع كبدة الغنم ، أسرعي و غيري ملابسك و تعالي لمساعدتي ..
صاحت إيفا من مكانها بأجل و همت للصعود إلى غرفتها ، مع رغبة ملحة في الانشغال بشيء يبعد عنها هذه الغمامة السوداء .. ارتدت لباس البارحة و ربطت شعرها باهمال و هي تنظم الثياب التي كانت ترتديها في خزانتها .
وضعت الحقيبة على الأدراج البيضاء في الأسفل و لبثت تفكر في أمر الحفلة بعد أن انتبهت إلى الاكياس المكدسة ، سطمت الباب بانزعاج و هي ترفع غرتها إلى أعلى.
حملت كريم ملطف البشرة من منضدة التزيين و فركت به يديها جيدا مستنشقة رائحته الجميلة باستمتاع .. و أسرعت بالنزول من جديد.
وجدت صوفي تحرك المرق مدندنة بابتهاج و همست : الرائحة شهية جدا..
ضحكت الاخرى و هي تضع الملعقة جانبا و تذهب صوب الثلاجة لتخرج منها سلة الفواكه : بالطبع ستكون شهية ..
وضعت السلة أمامها فوق الطاولة قائلة برقة : قطعي لي الفاكهة أرجوك ، أريد صنع سلطة فواكه للتحلية.
أطاعتها إيفا بصدر رحب و باشرت العمل عليها بعد غسلها جيدا و هي تلقي نظرها أحيانا عبر النافذة ... الثلج كان قد توقف عن السقوط بعد فترة طويلة ، حتى أن شمسا خجولة ترسل شعاعها من خلف السحاب الأبيض . لكن مع ذلك لا يزال الجو باردا و منعشا كثيرا ...
صوفي بمرح : غذا موعد الحفلة .. ألم تقرري بعد من سيأتي ليقلك ؟.
تنهدت الأخرى بتهكم : من قال أنني ذاهبة على كل حال .. لست في مزاج حسن البتة حتى أحتفل صوفي .
ظهرت تقطيبة حادة بين حاجبي الأخرى و هتفت : لن تذهبي ؟ .. حتى بعد أن تعبت في اختيار الثياب لك ، إيفا أنت حقا لا تصدقين .
- سيأتي العديد من الأشخاص و من شتى الأصناف .. و أنا لا أحبذ معظمهم .
- إن استمررت في الاختباء وسط بقعة الظلام تلك ، فلن تستطيعي التعايش بهذا الشكل إلى الأبد ، الأمر الجيد أن العديد يحاولون التقرب منك لكنك تتجاهلينهم بكل بساطة.
تنهدت إيفا بعمق وهي ترمي القطع الصغيرة بالإناء الزجاجي و استأنفت العمل على الأخرى و هي شاردة الذهن مع أفكارها و توقعاتها حول حفلة الغذ ، هي توقن أنها ستذهب و ستجلس في بقعة الظلام كما قالت صوفي و ستمضي معظم الوقت تتثاءب و تشاهد بصمت و تفكر في قصة جيدة لترويها لصوفي عند عودتها...
ابتسمت بسخرية من طرف فمها سرعان ما دلف ريتشارد بغتة المطبخ وعلى وجهه ابتسامة عريضة ، ركضت إيفا لاحتضانه وهو فتح ذراعيه لها مرحبا و صائحا : لماذا أحس أن طولك ازداد فجأة ؟.
نظرت له بتهكم و سخرت : ألست أنت من تهرم و ينحني ظهرك ؟. ضحك عاليا وهو يقطع المسافة نحو زوجته التي تقف بفستانها الأخضر القطني خلف المنضدة الرخامية الذي يملأ النور المنعكس عليها عينيها العشبيتين الحلوتين.
طبع قبلته و غازلها بعبارات خافتة في أذنها و هي راحت تبتسم بعذوبة و تضحك بحب بينما يديها لا تزال مشغولتين بالتنظيف و التقطيع ، وقفت إيفا هناك تسند ذقنها إلى يديها الملتفتان حول وجهها الناعم كزهرة اللوتس المتفتحة و شفتها العلوية المرهفة التي كانت تشبه قوس كيوبيد قد انطبقت على الأخرى بشكل متناغم ، و عينيها ذات اللون الرهيب الذي يبدو كبحر شديد الصفاء لا شاطئ له اقترنت بهما ظلمة بؤبؤيها الواسعان تارة و المتضايقان تارة أخرى تنفذ منهما طاقة مغناطيسية و جاذبية لا تقاوم .
تحركت صوب القدر تحت أضواء المطبخ الساطعة و حملت الملعقة لتحرك مابه شاردة الذهن عن كلام ريتشارد المتحمس مع زوجته ، استنشقت بروعة رائحة التوابل اللاذعة و اللحم الناضج و بلعت ما بريقها بتلذذ تنتظر وقت العشاء بنفاذ صبر.
انتشلها صوت ريتشارد حين صاح بها بمرح : سنذهب في نهاية الأسبوع للتزلج في ساحة سومرست ، الجو هناك ليلا جد ساحر و خلاب .. ما رأيكما؟.
و في بهجة طفلة هرعت نحوه تسأله بلهفة : هل صحيح ما تقوله ؟ سنذهب هذا الأسبوع ؟.
هز رأسه مجيبا و بعثر غرتها ضاحكا ما لبثت أن راحت تقفز بالقرب منهما و صوفي تقهقه عاليا : سأتزلج على الجليد .. أنا بارعة في ذلك كثيرا سأهزمكما في سباق إلى الجهة المقابلة من الساحة ،و أتكركما تلهثان خلفي بتعب.
انطلقت تتكلم كالأطفال و سط لهثاتها و رقصها الكارثي الذي أضحكهما أكثر من شيء آخر. مسحت صوفي يديها في مئزر مطبخها و علقت بسخرية : لا تكوني واثقة من نفسك و لاتستهيني بنا كثيرا ، كنت بطلة سباقات الركض منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري.
استأنفوا الحديث في دفئ المطبخ المتدرج ألوانه بين العشبي و الترابي ، و قد احتجزوا قسطا من الرائحة العبقة التي تلوح في الجو للأعشاب و التوابل و الزهور بالمزهريات التي تزين أركانه المضاءة.
تناولوا العشاء في وقت متأخر كادت أن تموت إيفا فيه من الجوع الشديد ، و قد اشتدت العاصفة من جديد في الخارج حتى بدا الخروج في هذا الوقت من المساء مستحيلا.
غرقت غرفة الجلوس بضحكاتهم و أصوات صحونهم و ملاعقهم و هم يسترجعون أجمل اللحظات التي قضوها .. و من بينها الذكريات المخلدة لرحلتهم إلى جزر المالديف في احدى العطل الصيفية التي يكاد يجزم ثلاثتهم أن رائحة ملح البحار الشفافة وعطر الأشجار البرية و أصوات الأدغال المتشابكة .. إلى ملمس الرمال و الأشعة الحارقة على جلودهم لا تزال تبدو واقعية كلما فكروا بها.
تناولوا التحلية ، ثم انشغل ريتشارد و إيفا في غسل الصحون و تجفيفها بينما ذهبت صوفي لتتمدد فوق الأريكة باسترخاء و تنسجم مع التلفاز ريثما يلحقانها لأجل اكمال السهرة الجميلة مع بعضهم.
مرت ساعات أخرى و الكل منغمس مع الفيلم الدرامي التي ذرفت لأجله صوفي الكثير من الدموع مستندة إلى صدر ريتشارد ، إلى أن اعتذرت إيفا للذهاب إلى النوم و هي تشعر بالخدر و التعب بكل أنحاء جسدها مع بعض الراحة التي تملكتها حين تذركت أن يوم غذ عطلة و لن يكون عليها أن تستيقظ مبكرا.
نزعت قميصها العلوي و رمته باهمال على المقعد الذي يشبه بيضة بها فجوة بالقرب من خزانتها ، وارتمت فوق السرير و ببساطة أغمضت عينيها و راحت تفكر في كل شيء مما حدث في الأسابيع الماضية إلى أن غفت و نامت بعمق كطفلة.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png

أحست بلمسات حانية و حريرية فوق كتفها العاري ، بطانيتها الدافئة تسحب ببطء شديد من فوقها ،بدأ وعيها يعمل فحاولت فتح عينيها مذعورة بشكل خافت من هذا الظلام المحتجزة فيه ، ولكنها ببساطة كان تعانق جفونها قويا و ثقيلا كفاية لدرجة لم تستطع تحريكهما قيد النملة .. و أرهفت سمعها لما يبدو كتكتات خافتة لصوص صغير على مقربة منها ، بدأت تنقص و تختنق تدريجيا إلى أن كادت تنعدم.
ثم عاد الغطاء إلى فوق كتفها بذلك الهدوء الذي أيقنت وقد لازمها رعب شديد أن هناك دخيل في الغرفة .. و من رائحته الغريبة التي تشبه عطر شجرة الزان أو القيقب تمددت لها أعصابها و لانت و انطفأ الرعب كشعلة جرفتها سيول متدفقة كالسحر من نهر براق كالبلور.
اعتدل تنفسها ، و رقت ملامحها و هي تشعر بطاقة عجيبة من الأمان و الراحة تتغمدها و تحتضنها كذراعي أم لابنها ،. و لم تحس بعدها إلا و الظلمات تلفها عائدة إلى نومها الهانئ.

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png

مر اليوم التالي سريعا ، كانت إيفا كل الوقت فيه تتوسل من قلبها أن تنسى صوفي أمر الحفلة و تتركها و شأنها .. لكن هيهات .
أقطبت حاجبيها بقلق و هي تحدق إلى صوفي التي داهمت الغرفة بدون استأذان و على وجهها ابتسامة شقية ، بلعت الأخرى ما بريقها بصعوبة و اعتدلت جالسة فوق السرير و هي تضع سماعات الأذن و هاتفها جانبا.
همست : ماذا هنالك ؟.
فركت الأخرى يديها باستمتاع و هتفت : حان وقت التأنق .. و أعقبتها ضحكات خبيثة عالية أقلقت إيفا ، حاولت المراوغة و الهروب منها لكنها لم تستطع و باتت الآن بين رحمة يديها .
ابتدأت العمل على شعرها ، فموجت خصلات طويلة منه بشكل جميل و تركت الآخر ينسدل على ظهرها كشلال من اللون الشفقي المبهر . وضعت القليل من مساحيق التجميل بين صياح الأخرى و عتاباتها اللامتناهية .
و تركتها تستشيظ غضبا في غرفتها بعد أن أمرتها بارتداء ملابسها ، كانت تهم بمسح الظلال من فوق عينيها الذي جعل لونهما العجيب يبرز أكثر ، سرعان ما أوقفها رنين الهاتف في الجهة الأخرى من الغرفة . سارعت له و هي تكور المنديل بعصبية في كفها.
- أهلا إيفا . ضحكت جوليا بخفة.
- جوليا ، أنا في حالة سيئة الآن .. أشعر كأن ركبتاي مصنوعتان من الهلام و معدتي في دوامة ، هل أنا مريضة ؟. سألت بقلق و هي تسند كفها إلى جبينها .
ضحكت الأخرى و أجابت : لا تتوتري إيفا ، كايسي ستكون هناك .. إن لم تعجبك الحفلة فاتصلي بريتشارد ليعيدك . الأمر في منتهى البساطة.
تنهدت إيفا بعمق و جلست عند حافة السرير و قد انسدلت الخصلات المتموجة حول وجهها المطأطأ ، زفرت نفسا طويلة ورفعت رأسها فجأة و قد اكتست الجرأة ملامح وجهها الحسن.
- تمني لي الحظ .. هتفت بها فابتسمت جوليا لذلك و قالت ساخرة : تتحدثين كأنك مقبلة على حرب أهلية ، ليلة سعيدة لك و لكايسي .. و أتركاني أنا للحكة و للتململ.
ضحكت إيفا على ذلك و همست : حظا طيبا في ذلك .
ضحكت جوليا على ذلك مطولا و أغلقت الإتصال لتترك المجال لإيفا لإكمال تأنقها الذي طال كثيرا على صوفي و هي تنتظرها في غرفة الجلوس حتى تضع عليها لمساتها الأخيرة .
ارتدت الفستان الأحمر و ناسب جسدها المتناسق بشكل أظهرها كأميرة صغيرة ، ارتدت الحذاء و رمت بشعرها إلى خلف ظهرها بتضايق و عينيها تتفحصانها في مرآة الخزانة . كان لا بد لها أن تشهق بخجل و تعجبا من هذا التغير الذي طرأ بها فجأة ، أحست كأن بياض بشرتها قد أصبح وضاءا أكثر و أصبحت ما يشبه حسناء قصص الخيال .
وضعت أقراطا ذهبية متدلية إلى نصف عنقها و اكتفت من كل شيء . و لم يعد عليها سوى حمل الهدية المغلفة .
نزلت إلى حيث تنتظر صوفي بفارغ الصبر سرعان ما علت شهقتها و هرولت نحوها تتمعن النظر إلى هذا الملاك النازل بترو فوق الدرج بعينين مذهولتين . أشاحت الأخرى بنظرها عنها بضيق و صاحت : إن سقطت بهذا الحذاء في الخارج ، فلن ألوم غيرك..
صعدت إليها بسرعة و أمسكت يدها لتحثها على النزول و هي لا تزال مفرغة الفاه : أنت تبدين جميلة جدا ، أنت تشبهين أمك كثيرا إيفا .. يا إلاهي. اهتزت عينيها بتأثر و أخفضت رأسها بحياء و هي تمرر يديها على فستانها الحريري .
وقفت صوفي بقربها و رفعت ذقنها بلمسة حنونة لتتفقد عينيها الألماسيتان : هل أعجبك مظهرك ؟. ألحت بفضول.
ردت الأخرى بارتباك : قليلا ، نعم..
ابتسمت صوفي برضا و أحضرت شالا أسود من فوق الأريكة و أتت به لتضعه على كتفيها العاريين : لفي به نفسك إن لم تشعري بالراحة .
هزت الأخرى رأسها ايجابا و ضغطت على الشال بكفيها فوق صدرها و قد بدأ التوتر يعلو تعابيرها و نبرتها . طمأنتها صوفي و هي تنظر في عينيها اللتان تظللهما رموش كثيفة و طويلة .
دلف ريتشارد و هو يفرك يديه من البرد الذي لا يزال مهيمنا في الخارج ، سرعان ما جفل مكانه حين رأى إيفا واقفة و كانت قد علت حمرة طفيفة وجنتيها ، هتف بتفاجأ : هل أنت إيفا حقا ؟ مظهرك متغير كثيرا ..
- شكرا لك خالي .. همست بخجل و أسرعت لركوب السيارة الرابضة بجوار المنزل بعد أن حملت معطفها من خلف الباب .
انطلقت السيارة بعد دقائق تقطع الطرقات وسط عدد لا بأس به من السيارات ، تطلعت إيفا عبر النافذة إلى السماء الشديدة الظلمة و انتبهت أن الثلج توقف عن الهطول أخيرا.
كانت المدينة تزخر بالألوان الوضاءة و اللافتات الكثيرة و البنايات التي تتسابق إلى عنان السماء ، حتى أن المتاجر كانت مضاءة كلها و تغمر الطرقات بنورها .
وصلوا إلى وجهتهما فنزلت إيفا و شكرت خالها على التوصيلة منبهة إياه أن يرجع بعد نصف ساعة ، و التفتت تحدق إلى المنزل الغارق في ضوضاء عالية من الموسيقى و الألوان الملونة التي تظهر جليا من نافذة غرفة الجلوس في الطابق السفلي .
سمعت صوت محرك السيارة خلفها يشتغل و تبتعد عنها ، فتنهدت بعمق و تحركت داخلة المكان وسط عدد قليل من الوفود المتحمسين للحفلة الرائعة و الجامحة. أخرجت هاتفها من جيب معطفها الذي علقته في حمالة المعاطف فور أن دخلت إلى الردهة و حاولت الإتصال بكايسي لكنها لم تكن تجيب.
صكت على أسنانها بحنق و لبثت هناك تراقب المكان الضاج بكل أنواع الفتيان و الفتيات و البالونات تعلو السقف و أواني المأكولات الخفيفة تشغل كل ناحية من المنزل ، لاننسى صوت الموسيقى الذي يكاد يكون لا يطاق بالنسبة إليها ، فهي لم تتأكد بعد إن كانت تستطيع سماع نفسها تفكر.
تحركت من الردهة بعد دفعة غير مقصودة من أحد الفتيان الهمجيين ، فحاولت أن تجد لنفسها ركنا هادئا تلبث فيه لبقية الوقت و سرعان ما انتبهت لكايسي تقف أمام جايمس تضحك و تتحدث باستمتاع و في يدها كوب عصير .
بلعت إيفا ما بريقها بتوتر و اقتربت ببطء و صعوبة بين هذا الحشد و حين وصلت قرصت كايسي من ذراعها ، فصاحت الأخرى بها باندهاش : إيفا ، يا إلاهي تبدين خلابة كثيرا .
احمر وجه الأخرى احراجا من نظرات جايمس نحوها و ألقت التحية على كلاهما بهمس . مدت الهدية جهته و قالت بابتسامة صغيرة : عيد ميلاد سعيد.
أخذها عنها بسعادة قائلا : أوه لطف منك ، شكرا لك كثيرا ، سأضعها في المكان المخصص للهدايا و أعود ، حاولا أن تستمعا قدر المستطاع.
غمز لكايسي فابتسمت الأخرى باعجاب و اتبعته بعينيها الحالمتان إلى حين اختفاءه ، ثم التفتت إلى إيفا و همست : ألا يبدو وسيما جدا في تلك السترة البنفسجية ؟. أخدت إيفا الكوب منها و شربت العصير دفعة واحدة لشعورها بالعطش فجأة ثم قالت و هي تراقب المكان المزدحم بعينيها : مالتالي ؟ مالذي علي فعله الآن ؟.
ضحكت فجأة كايسي و هي تجرها من يديها صائحة بحماس : لنرقص .
نفضت إيفا عنها يديها و تجهم وجهها و هي ترد : هل أبدو لك أنني جاهزة للرقص بهذا الحذاء ، سأذهب لأجلس. دفعت الكوب الفارغ لها و تركتها بالفعل تنظر إليها بحيرة اعترض طريقها شاب بدين يرقص بجنون و كوب شرابه قد انسكب نصفه و لوث قميصه الأبيض الضيق ، تأففت بانزعاج لمظهره السمج و غيرت طريقها نحو الغرفة المجاورة . فأسرعت و هي تتنهد بأريحية لتجلس فوق أريكة مشمشية اللون متعربدة أسفل النافذة المغلقة التي تطل على الشارع الأمامي.
و لبثت هناك تحملق في كل شيء ابتداءا من البالونات المعلقة ، وصولا للحضور الراقص التي كانت من بينهم كايسي ترقص مع أميرها بسعادة طفلة ، ضحكت هازة رأسها بلا حيلة و أشاحت بوجهها عنهما .
مرت مدة طويلة ، أحست كأنها دهر منصرم .. تفادت فيها أي نظرات عابثة تسقط عليها ، أو أي ابتسامات مغرية يوزعونها لأجلها . و قد بدا عليها الملل و الإكتئاب و هي تدس يدها في شعرها الحريري و تتكأ بها على ذراع الأريكة.
إلا أن قرر أحدهم أخيرا الإقتراب منها و التحدث إليها . عاينته إيفا بوجه عابس و أخدت انطباعا سيئا عنه فقد بدا لها فتا لعوبا بتلك الإبتسامة و الملابس الفوضوية التي تنتمي إلى أسلوب الروك .
- يا آنسة ، من أعطاك الحق لتفعلي ما فعلته ؟. أدرات عينيها جهته بحدة و بدت كأنها على وشك الإنفجار ، في حين أن ابتسامته انفرجت و أضاف بنبرة رومنسية : لقد سرقتي نظراتي ، ولم تأبى أن تكون لغيرك.
رمشت بخمول لثوان ، و أبعدت عينيها المبهرتين عنه بتهكم و هي توقن أن هذه الأمسية لن تكتمل على خير إن أكمل هذا الشاب اللعوب مغازلتها. تهالك بقربها على الأريكة الطويلة و ضحك مطولا : لماذا هذه الجميلة عابسة بهذا الشكل ؟ هل تنتظرين حبيبك ؟.
داهمها الضيق و الإنزعاج ، و كانت مستعدة أن تسقط قبضتها على وجهه بكل قوة تملكها .. لكنها فضلت أن تهدأ و تمضي بقية الوقت بسلام قدر المستطاع.
انحنى إلى الأمام و أطل على وجهها المشرق وابتسم بروعة. نظرت إيفا جهته بحدة و هتفت : ألا ترى أنني لست مهتمة كليا بك ؟ لذا دعني و شأني لو سمحت.
رفع حاجبيه مندهشا و بدا كأنه لم يسمع ما قالته للتو بسبب الموسيقى الصاخبة ، لهذا ابتسم و هو يعدل من جلسته صائحا : لنقل أنني مهتم بك ، وأحب الأحمر عليك . ماذا ستقولين ؟.
- فلتذهب إلى الجحيم . أجابته بكل بساطة.
انفجر ضاحكا و قد تلألأت الأساور الفضية في يده ، ثم أظهر تعبيرا طفوليا على وجهه : هل حقا تريدين ذلك ؟ هل أبدو لك سيئا لهذه الدرجة ؟.
تأففت بانزعاج و أدارت وجهها عنه ، تطلعت إلى الساعة الملتصفة بالجدار المقابل . و فكرت أنه بقيت سوى ربع ساعة على قدوم ريتشارد ليقلها .. لهذا صبرت.
- هل أنت جديدة في المدينة ؟ تبدين لي كذلك .
لم تعره إيفا أي اهتمام و أشغلت نفسها بمراقبة الفتيات اللواتي تهامسن عليها و قد بدت عليهن الغيرة و هن يشزرن فستانها الجميل بنظرات حانقة . مررت كفها على وجهها بضيق و اتخدت قرارا أن تترك المكان بالفعل .. فهي لن تتحمل هذا الببغاء و تلك البومات أكثر من هذا .
همت بالوقوف و هي تحمل شالها فهب الشاب واقفا هو كذلك و أمسك ذراعها الناعمة بقوة هاتفا باستغراب : إلى أين تذهبين يا جميلة ؟. ارتعشت للمسته الجريئة و أدارت جسدها نحوه فجأة بسخط و هي تسقط صفعة قوية على وجهه الذي أشاحه للجهة الأخرى بذهول و علت الشهقات المصدومة من أفواه الموجودين و توقفت الحركة فجأة في المكان الذي تقف فيه.
بالرغم من أنها قد أهانته بتلك الصفعة أمام جماعة من الفتيات ، لكنها لم تنل كفايتها منه بعد .. فلا أحد تجرأ من قبل ووضع يده عليها أو حاول التقرب منها كما فعل . لهذا دفع الثمن غاليا .
- حقير سافل . تمتمت بها بسخط من بين أسنانها و تركته يدلك أثر الصفعة على خده بين الكثير من الهمسات و التمتمات . دفعت كل من يعترض طريقها قاصدة الباب حتى تحمل معطفها و تغادر هذا الجحيم الذي بعثت له.
انتبهت لها كايسي فصاحت بها بحماس سرعان ما خمد و هي ترى تلك الشعلة الغاضبة تنفذ من بحر عينيها . تركت جايمس جالسا فوق الأريكة و سارعت للحاق بها.
غادرت إيفا بغيض تطأ الأرض أسفلها بخطوات ساخطة و كادت أن تعبر البوابة لولا أن صوت كايسي القلق أوقفها .
التفتت اتجاهها و أخدت خصلة من شعرها لتحجزها خلف أذنها ريثما تصل لها : ماذا حصل ؟ ماذا هنالك ؟. سألت كايسي بعينين قلقتين.
- لقد تجرأ أحدهم و أمسك ذراعي ، وتعرفين تماما كم أكره ذلك . أجابت إيفا و نبرتها تهتز بغضب .
دنت منها الاخرى أكثر و كلتاهما يتصاعد البخار من أفواههما وسط هذا المساء البارد ، عقدت إيفا يديها على صدرها و أشاحت بوجهها بعيدا تحاول تهدأت نفسها .. تاركة كايسي تشعر بالذنب و الندم لتركها وحدها .
- أنا آسفة إيفا ، لقد وعدتك أن أكون إلى جانبك لكنني لم أفعل ذلك .. أنا أسفة . علت نبرة الحزن صوتها و هي تحاول النظر إلى أعماق عينيها .
- إنه خطأك منذ البداية كايسي ، أنظري ماذا حدث.. لو لم أوقفه عن حده لتمادى أكثر . أخدت نفسا عميقا بعد كل هذا الهتاف الغاضب و أضافت بغضب أكبر : لو كانت جوليا هنا ، لما تركتني لمهلة وحدي و هي تعرف أنني لا أشعر بالراحة بين الغرباء.
تراكمت الدموع بعيني كايسي بعد هذا العتاب الأليم الذي صرحت به و تهادت في وقفتها و هي تهمس : جوليا ؟ .
حجزت خصلات من شعرها خلف أذنها و قالت بحزن : إنه خطأك لأنك قارنتني للتو بجوليا ، جوليا أفضل صديقة و أفضل انسانة بالنسبة لك .. هي دوما أذكى مني و أمرح مني و تدخل السعادة إلى قلبك أكثر مما أفعل . و أنا بماذا أشتهر ؟. أزيد حياتك سوءا .. هذا فقط ما أبرع فيه.
تحررت دمعة من عينها و تركت المكان راكضة بسرعة نحو المنزل تاركة إيفا تعض شفتها السفلية ندما على ما قالته لها ، تعرف أنها لم تقصد ما قالته لكن غضبها أعماها تماما و جرفها معه كليا.
رفعت رأسها المحمل بالهموم و حملقت إلى الباب الذي انغلق لتوه بقوة و تنهدت بأسى . لن تسمح لها كايسي برؤيتها الآن و لربما لن تغفر لها ما قالته أبدا .
دست يديها في جيب معطفها و التفتت لتغادر هذا المكان و تعود إلى المنزل حتى تنام فقط ، لأنها متعبة و واهنة بعد كل هذا الغصب و الضيق المنفجران بها . كان المكان حولها ساكنا مع وجود بضع مارة يقطعون الأرصفة بخطوات حثيثة .
أخرجت الهاتف و نظرت إلى الساعة ، الوقت المحدد لقدوم خالها لم ينتهي بعد لهذا ستسير إلى المنزل وحيدة و لن يهمها شيء .
قطعت مسافة لا بأس بها و كلما تعبر شارعا يزداد الظلام حلاكة و اضطراب قلبها أكثر ، و في لمح البصر راوغتها صورة لذلك الظل الطويل مما جعل قدميها يتصلبان و تقف مذعورة و قد انحبس الهواء عنها .
تذكرت فجأة أن هناك من يتجسس عليها ويترصد بها ، فأي جنون هذا جعلها تمشي في هذا الوقت من الليل وحيدة ؟ .
عادت أدراجها مهرولة لكنها توقفت عندما سمعت صوت جماعة من الفتيان تعلو من الزقاق المطل على الشارع ، فتجمدت مكانها من جديد و راحت تلهث بصمت و عينيها متسعتان و تجسان برعب المكان حولها .
أخفضت رأسها و تابعت المشيء و جسدها بأكمله تعلوه رجفة قوية . انحرفت يمينا و ارتاحت لوجود ضوء مصباح العمود الشاحب الذي ينير مقدمة الشارع . و قبل أن تدرك ما عليها ادراكه . هزتها ريح عاتية مرت إلى جانبها . أغمضت عينيها بسببها و عاودت فتحها بعد احتكاك حذاء قادم من أمامها .
هزت الشارع الخالي بصرختها المدوية و سقطت على الأرض و هي تنظر يعينين متسعتين إلى الرجل المتشح بالسواد و الواقف أمامها كالطود الشامخ ، جرت نفسها إلى الخلف و هي تصيح بوعيد مهتز : إن اقتربت سأقتلك ..
أخفض كفيه المغطتان بقفازين أبيضين بعد أن كان يجمعهما فوق بطنه بأريحية و ابتسم بهدوء قائلا بنبرة محترمة أشعرتها بالذهول : عمت مساءا يا آنستي ، آسف لإرعابك كل تلك المدة .
حاولت أن تقف لكنها لم تكن قادرة على محاربة كل ذلك التشنج بقدميها ، لهثت برعب و صاحت بتوسل : ساعدوني أرجوكم ، إنه يود قتلي ..
تنهد الرجل و أخفض رأسه مفكرا و هو يلتزم الصمت ، عاينته إيفا و أنفاسها تهرب منها و كل ما استطاعت تمييزه بين ملامح وجهه المظللة بقلنسوته كان سوى لون عينيه العشبي اللامع .
قال فجأة بجدية : يا آنستي ، أنا هنا لمساعدتك و لا أنوي قتلك أبدا ، أنت مهمة كثيرا للإمبراطور . استغرقت وقتا و هي تحملق إليه بغباء و لم تشعر بنفسها إلا وهي تعيره جل انتباهها .. لماذا يبدو نبيلا بهذا الشكل ؟ هل أصبح المنحرفون يعتمدون هذا الأسلوب المعاصر هذه الأيام ؟.
تساءلت و هي تتحامل على نفسها و تقف بصعوبة و قد بات العرق البارد واضحا على جبينها ، بلعت ما بريقها و هتفت : أيقي مسافة طويلة بيننا و لا تقترب مني ، أنا بارعة في التايكواندو كثيرا و لا تريد حقا أن ينتهي أمر وجهك محطما.
جفلت لضحكته العالية التي انفجرت بين هذا الجو المشحون الغاص و قال مازحا من بين ضحكاته : لست تحبذين الرياضة كثيرا يا آنستي ..
سقط عليها تصريحه كالصاعقة و جفلت مكانها و هي تنظر إلى أنيابه الطويلة التي تكشف عنها ابتسامة طويلة ، أخرجت هاتفها خلسة من معطفها و حاولت أن تتصل بالشرطة و دوي قلبها يكاد يفجر مسامعها .
شد انتباهها صوته الشجي من جديد و هو يقول بغموض : أنت ضيفة الإمبراطور و لن أحاول إيذاءك كما قلت ، أنا هنا لمساعدتك في إيجاد شيء يخصك .
أحطاتها الغرابة و شعرت بأنها تكاد تجن فجأة و بسخط صاحت فيه سريعا : لا تكلمني بالترهات ، توقف ..
أسرع بالقول و قد اندهشت في السر من نبرة التوسل التي تعلو صوته : يا آنستي ، عليك أن ..
- هاي أنت .
بترت كلامه صيحة قادمة من خلف إيفا فعصفت بجسدها السعادة و أحست بالأمان فجأة يطوقها من كل جانب . بدا التوتر على الرجل و هو يلقي بنظره الثاقب إلى الهيئتين الواقفتان في ظلام الشارع .
لهثت متعبة و هي تخطو إلى الخلف خطوتين وكلا الشابان يتقدمان إلى أن غمرهما نور المصباح و ظهرت ملامحهما المتجهمة ، كان يبدو على صاحب الشعر الأزرق الغامق و الغريب الترقب و الذكاء و هو يتقدم الشاب الآخر صاحب الشعر البني الفاتح الذي ظهرت على وجهه امارات التعب و الحزن.
أخدت نظرة أخيرة إلى الرجل الذي كانا يصوب عينيه نحو الدخيلين و انطلقت تعدو بكل ما تملكه من قوة و قد سقطت منها فردة حذائها ، تخطتهما ببساطة وهي تكاد تموت بسكتة قلبية من كل هذا الرعب الذي اختبرته الليلة . و لم تتوقف عن الركض بالرغم من أنها توشك على الإنهيار حتى وصلت إلى الحي الذي تقطن فيه .

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408882682.png

بدا أن المكان أصبح موحشا أكثر بغيابها ، و الأنظار المحتدمة تتصادم وسط الظلام . اقترب صاحب العينين المعدنيتين بحزم و سأل : من أنت حتى تحاول أن تتحرش بفتاة في هذه الساعة من الليل ؟ ألا تملك أية أخلاق ؟.
- حتى و إن تصرفت بكل هذه الشجاعة و النبل فلن تجد من يربت على كتفك ممتنا ، لهذا عليك أن تتعلم ألا تتدخل بشؤون غيرك فنحن لسنا سوى زوار غير مرغوب فيهم في هذا العالم ، أليس كذلك ؟ .
أعقب كلامه المبهم ابتسامة ساخرة كانت قد رسمت تعابير الإندهاش على وجهيهما.
دفع تلابيب معطفه بكفه و التفت ملقيا آخر نظرات باردة على كلاهما ، و ترك المكان بخطوات متثاقلة . هب الآخر خلفه مستفسرا فأمسكه صديقه من ذراعه و همس بقلق : هناك شيء غامض فيه ، ألم ترى تلك الشارة على قميصه الداخلي ؟.
ردد الآخر بحيرة : شارة ؟ ماذا تعني ؟.
أعادا أنظارهما نحو النقطة التي تلاشى بها الشخص الغامض في الظلام مختفيا . و استأنف القول برتابة : إنه من الحرس الملكي .
شرد صاحب الشعر الأزرق الطويل مع الأفق بعينين ضائقتان و عبس وجهه فجأة وهو يتساءل : مالذي أحضره إلى هنا إذا ؟.
تركه الشاب الأخر و انحنى ليحمل فردة الحذاء المرمية على مقربة منه. ضحك فجأة و هو يقول مازحا : ألا تشبه هذه قصة سندريلا التي سقط منها الحذاء ، و حاول الأمير إيجادها .
شزره الأخر بحدة من طرف عينه و همس : صرت تقرأ قصص الفتيات الآن ؟ هل يبدو لك الموقف عاديا حتى تمزح ؟.
حك الآخر رأسه و أجاب و هو يضحك بارتباك : لا أنا لم أقصد ، كنت فقط أود أن أوضح أن الفتاة قد نست حذائها .. مسكينة . رمى الحذاء بإهمال من جديد و تبع صديقه المتجهم إلى وجهتهما التالية.


تم .

http://up.arabseyes.com/uploads2013/...3408889136.png

fαɪяy ℓαɒy 04-23-2016 09:21 PM





البارت مبين طويل صح ؟. ههههه ما أعرف كيف أقصرو .
المهم أتمنى استمتعوا بيه .
الواضح أنو قد بانت القليل من المعالم المحجوبة .. و خليت الستار مسدول على البقية ز2
من الآن فصاعدا تحضروا للقنابل ههههه و المفاجآت رقص1




http://up.arabseyes.com/uploads2013/...4340889027.png

* هل تعتقد أن الرواية ستكون ناجحة ؟
* ما الذي أعجبك في بطلتنا ' إيفا ' ؟
* و الآن ، من تعتقد صاحب الظل يكون ؟






وردة المـودة 04-23-2016 09:47 PM

اخييييييرا....
قريبا سيقرأ

وردة الياسمين الحلوه 04-23-2016 10:10 PM

اخييييرا 😃
اعتقد ان الروايه ستكون ناجحه
فأنا أحب نوع من الروايات
مالذي اعجبني في إيفا
🤔لا ادري
اعتقد انه زوجها




سؤال اخير
في اي يوم تنزلي فيه البارت
او
لا يوجد لديك

وردة المـودة 04-24-2016 11:42 AM

سلام عليكم
مرحبا عزيزتي... انتظرت و طال الانتظار لهذا البارت الذي لا اعرف كيف اصفه...
اثار فضولي و حماسي و حرك مشاعري..كل هذا ببارت واحد، و كذا خيالك تناغم مع الواقع ليظهر تدريجيا...ياي3
تابعي على المنوال ليكون النجاح طريقك غاليتي. ..قلب5

حسنا، عن تعليقي على الاحداث...
ايفا و صديقتيها مميزون فعلا، فواحدة طفولية و أخرى حريصة على عدم الخطأ و ثالثتهم فتاة مرهفة الحس قوية بالآن ذاته... و كذا غير صاخبة... اشترك معها في هذه الخصلة
...


صوفي حقا امرأة اود مقابلتها ، اشعر و كأنها أهدت ايفا عبق الحياة و ربيعها...:mam:
و خالها الشامخ لا يقل عن الاب عزة.جل سكناته. ابوية حتى انا شعرت بحظوره ..حب8
اليكسي مزعجة لي شخصيا لكنها طيبة و صديقة لاتعوض..

مسكينة روز، اشعر بها فكثيرا ما اجبر للذهاب لهذه الحفلات ...اه..angel2
لا بأس ، أحب التأنق على كل حال ، سأربح شيئا... لكن روز تبدوا متعصبة و ضيقت على نفسها دائرة مغلقة...
هي محقة تجاه النزقين ، فهم يستحقون ما يحصل لهم كما قدمته ايفا من صفعة محترمة...بوقس1

و ذلك الظل الطويل مثير فعلا، حرس امبراطوري.. !
و هي ضيفة الامبراطور...x.x2
لاتقولي لي ان هناك قصة سندرلا !

ههههههههه
سيكون ذلك جميلا...
متحمسة للاعرف ماهو الشيئ الخاص بايفا، و ما الذي يخفيه خالها مع صوفي...
هل هما شيئان مرتبطان اصلا؟!

فصلك تميز بوضوح طبيعة حياتها...
بانتظارك...

εмεяүs✿ 04-24-2016 02:40 PM


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كيف اخبارك يا فتاة؟
عساك بخير ...خاصة مع هذا التأخير الذي لا يبشر ابدا بالخير...
لقد كنت انتظر بفارغ الصبر...!
انتظر رؤية البارت الذي طال انتظاره..لقد عزمت على معاقبتك و لكن كل ذلك تلاشى عند رؤيتي للبارت الخرافي دا
اسلوبك الجميل جدا و المعبر كلماتك الساحرة و وصفك الدقيق الذي لطالما جذبني
هذا رائع ...لا بل مدهش هذا البارت...سواء من ناحية الطول
او المضمون و الاتقان...
الأخطاء الاملائية معدومة ... و هذا نادر...!
اهنئك يا فتاة..! لا بل يا مبدعتي..!
كذلك طول البارت ...مناسب..! افرحتني عندما قلت انم لا تستطيغين جعله اقصر
روحي لروايتي و شوفي البارت خاصتي...لن ابالغ اذا قلت انه مجرد 70 نصف سطر هههههه
انا احب هذه الروايات... الغامضة ، المشوقة ، المميزة امثال خاصتك..!
احداث اليوم ...و يالها من احداث..!
احداث تسلب الانفاس و تسرق العقول و توقف القلوب...من شدة روعتها...!
انا متشوقة جدا...جدا! لمعرلة ما يخبؤه الخال ريتشارد و زوجته..!
لا تتصورين كم احببت صوفيا..انها الام المثالية حقا..! و الخال ايضا..!
كم هي سعيدة هذه الاسرة الجميلة..!
هل تصدقين ان اخبرتك انني استطعت رؤية ايفا بذلك الثوب الاحمر..صدقي!
ان وصفك لها جعلني اتخيلها ...!
و لكنني غضبت منها عندما عاملت صديقتها تلك المعاملة الجافة...!
و ليس لها الحق لمقارنتها بجوليا ...كل لديه طريقة في ابداء حبه...!
و ايضا هي ايضا من حقها ان تستمتع لا ان تبقى معك و تدخليها في هالتك الكئيبة...!
آخ حولت الامر لدرس حقوق...!ههههه
ذلك الظل ...صاحب الظل ..أليس هو نفسه ذلك الحارس الامبراطوري..؟!
لا انه هو..!
شعار الحرس الملكي ذاك..و قوله انها مهمة للامبراطور..
دعيني اخمن..!الامبراطور هو والدها الذي تخلى عنها و لم يلتفت اليها بعد وفاة والدتها كاترين..!
هذه اول مرة اقرأ رواية و لا انسى الاسماء الثانوية هههههه
ايضا الشابان اللذان خلصا ايفا ..لا اظن ان دورهما سيقتصر على هذا..!
متشوقة لمعرفة المزيد...
اردت ان اتحدث اكثر من هذا و لدي الكثير لاقوله و لكن يجب ان اذهب ..فموعد المدرسة قد حان..
و سأجيب على الاسئلة اولا
* هل تعتقد أن الرواية ستكون ناجحة ؟
بالتأكيد...ليس ناجحة و حسب بل اكثر من ذلك..
* ما الذي أعجبك في بطلتنا ' إيفا ' ؟
كل شيء ماعدا ظلامها لصديقتها ذاك..
* و الآن ، من تعتقد صاحب الظل يكون ؟
ذلك الحارس الامبراطوري او الملكي
لا تتاخري عزيزتي ...فقد اعدت قراءة بعض المقتطفات من الفصل اليابق لاستذكار بعض الامور...!
بانتظارك ..!
دمت متألقة ق7

جي جي الغامضة 04-25-2016 05:34 PM

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وردة الياسمين الحلوه 05-05-2016 10:00 PM

عسى المانع خير 🤔

وردة الياسمين الحلوه 05-29-2016 05:49 PM

وين البارت ☹


الساعة الآن 01:42 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011