عيون العرب - ملتقى العالم العربي

عيون العرب - ملتقى العالم العربي (https://www.3rbseyes.com/)
-   قصص قصيرة (https://www.3rbseyes.com/forum156/)
-   -   عنوان وفكرة ... سباق أقلام إبداعية (https://www.3rbseyes.com/t500511.html)

.FIRE 06-28-2018 03:28 PM


العنوان : لم أكن

-" لستُ حيّة ! و ماذا في الأمر ؟ "
صرخت بكل قوتها في منتصف الطريق ، غير آبهةٍ بضجيج السيارات ولا موجات المارّة و لا بتلك الأكتاف التي تضربها يميناً و يساراً !
لم يكلّمها أحد ! كأنهم لا يطرِفونها بأعينهم أو يتلمسّونها بأيديهم
كأنها ليست هُنا ، أو أنها شبحٌ من البلازما ؟
عاودت صياحها :" نعم لستُ حيّة ! لكنكم ترونني ، فقط أثبتوا لي ذلك ! أو فليدهسني أحدهم بسيارته على الأقل !! "
و هاهم بدأوا بالتهامس ، دون النظر إليها ، باتت أصواتهم المتصاعدة مجرّد وشوشات بِـ نوتاتٍ منخفضة ، العربات تتجنبها و الناسُ لا يكترثون بها .
تظاهرهم بعدم وجودها ، هو أكبرُ دليلٍ على أنها هنا !
يحاولون أن يضحضوا كيانها ، لكنهم بذلك يثبتوه .
هوَت على الأرض و تقوقعت كسلحفاة شاردة ، الهمساتُ تتواصل ، أصواتٌ مُزعجة ... مُزعجة للغايّة ، همست بدورها :" بحقكم ! بحق الوجود ذاته ، ألا يوجد كائن واحد في مدينة كاملة ، يعترف بي ! "
في مدينة كاملة ، ضخمة ، محشوة بالبشر ، وفي منتصف الطريق ، إنسانةٌ شعرتْ بالوحدة .
ردّدت :" لم أكُن .. لم أكُن ... لم أكُن ... "
ندّت بلعناتٍ على العالم البائس ، و نهضتْ وقد عزمتْ الإنتحار أخيراً ، كانت تؤمن بأن الإنتحار جريمة بحق نفسها ، لكنها مُتيقنة ، الآن أن هذا أفضل لمن حولها .
ما لبثت حتى انتبهت أنها كنت تعرقل سبيل سيّارة واحدة ، سيّارة سوداء النوافذ ، سيّارة لم تعدّل طريقها لتمرّ بجانبها ، بل إنتظرت بصمتٍ طويل .
رُميَ عُقب سيجارة من نافذة السائق ، ثم أخرج الرجل وجهه الساخط و لفظ :" معتوهة ! ابتعدي عن الطريق ! "
ضاقت حدّقتاها لوهلة ، و انقبضَ صدرها ، :" ألا تسمعينني !! ياللعتُه ! "
ضرب باب سيّارته و خرج قاذِفاً الباب بصرامة ، لم ترَ سوى بنطاله الجلديّ الضيق بالبداية ، صعوداً نحو الحزام المبهرج ثم القميص الغامق ، مفتوح الأزرار ، لتنتهي عند الربطة الجانبية في عنقه .. ورديّة اللون .
همست ببرود :" مجنون "
انطبقت اسنانه و صرّتْ بعنف ، ثم أمسك بيديه الكبيرتين كتفيها النحيلين و انتزعها من مكانها ليُثبّتها على الرصيف
قرّب وجهه الجامح منها ، فتبيّنت تلك الشعيرات على ذقنه ، انتبهتْ لدقّة أنفه و أطالت النظر في عينيه العسليتين .
ببطئ همس :" لا تقفي في وجه سيّارتي أبداً ! "
لوهلة لم تشعر هي سوى بالسعادة ، و عجيبٌ كيف تدفّقت دموع عينيها الفاتحتين ، ليست حزينة أبداً ! لكنها تبكي .
ناظرها قليلاً وهي تكفكف عبَراتها ، ثم همّ راحلاً و قبل أن ينطلق ، سألها من النافذة :" من أنتِ ؟ "
رسمتْ إبتسامةً تنافت مع حقيقة أنها تبكي و أجابتْ بثقة :" لستُ أحداً ! لكنني أكون . "

العنوان للي بعدي :" خديعة مِن واقع "


cryaotic 07-12-2018 12:29 AM

.
.
.

العنوان : خديعة من الواقع

المكان : انجلترا ، بلاكبورن ، 1993

القصة :

على خشبة المسرح كان يقف بكل شموخ ، مرتديا بدلتة الحمراء القريبه للغاية من بدلة "بي. تي. بارنوم " ، صاحب السرك المسمى باسمه ، لكن ميزته تلك القفازات السوداء ، و القبعة الدينماكية والتي تنافي المنطق والواقع فهي تنفث الدخان كما لو كانت طاحون ، كان يقف يؤدي ابهر الخدع كما يصفونه في الجرائد ، انه الحفيد الثالث لي الساحر المعروف "هاري هوديني"
ولشد فخره بجده الاكبر كان دوما يفتتح عروضه الخطره بجملة جده المشهورة
" أنا لا أؤمن بتحضير الأرواح ولو كان تحضير الأرواح حقيقة لعاد هوديني إلى الحياة وهوديني العظيم لن يعود أبداً "
ما يلي هذه الجملة من صوت دوي تحطم العظام وتمزيق الللحم و صرخات " هوديني" يجعلني اشك في ذلك ، بعد ان يقدم خدعته الدموية في نفسه ، يعيد الظهور من "صندوق هوديني" لجدته الكبرى ذلك الصندوق الذي يخدع الواقع ، لم اصدق تلك المقاله عن كونه ربط نفسه على الطاولة وغطى كل شي عدا وجهه و جعل سبعة اشخاص من الجمهور عشوائيون يحملون فؤووس ويهون بها على جسده ، بداية كان الجمهور يتقزز من تنافر الدم ومن صرخات "هوديني" ولكن سرعان ما تجرد الحضور من انسانيتهم ، واخذوا يصرخون مشجعين السبعة الاخرين ، الى ان فاضة روح الرجل الذي يقطع ، ثم تقوم تلك المساعدة الجميلة بفتح الصندوق لتريه للجميع كونه خالي ، تجعلهم يدسون في الصندوق باقدامهم ليتاكدوا من خلوه من شي ، ثم تميل الطاولة لتسقط كل اجزاء المدعو "هوديني" داخل الصندوق ، لتغلقه ، يفتحه هو بعد ترديد الجمهور للمقولة السحرية : يقف من الصندوق قطعة واحدة ، وكان سبع فؤوس لم تلمسه قط ولم تقطعه وتكسر اطرافه
انه الساحر الذي خدع الواقع ، حتي ما عاد الواقع منطقيا !
كان ما تراه وما تسمعه ، لم يعد كافيا ليخبرك عن كون ذلك حقيقيا !!
ارغب في تجربة ذلك فعلا ، ارغب ان اقطع "هوديني" بيدي ، لاعرف الحقيقة
حقيقة خِدَاعَ الواقع !

.
.


النبذه كانت ممتعة في الكتابة ، ومجددا اعتذر لكون الامر يتحول الي حبكة رعب بطريقة او باخرى

العنوان لمن بعدي (( المنصة المتأكلة ))

.
.
.

نغم لطفي 03-27-2022 09:33 AM

جزاك الله خيرا

getteb 04-22-2022 01:30 AM

شكرا لك على هي الموضوع
تحياتي

almaheron 01-08-2023 07:05 AM

شكرا على هذه المشاكة


الساعة الآن 02:59 PM.

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011