عيون العرب - ملتقى العالم العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
كذبة بيضاء.....

كثيرا ما استغرب من بعض الناس وهم يفصلون الدين على مقاسهم لقضاء حوائجهم ضاربين احكامنا الفقهية والشرعية عرض الحائط ومن المنهيات في كتابنا الحكيم وسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الكذب فهي صفة ذميمة سيئة لها اثر كبير وخطير على مجتمعنا الاسلامي فبالاضافة الى حرمتها فهي غير محببة بين الناس فربما كذبة صغيرة سمجة تؤدي الى كارثة كبيرة ..لذلك نهانا الله تعالى عن الكذب واوصانا بالتريث والصبر وان لانمشي وراء الكاذب حتى لا نندم على ما فعلنا(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ [الحجرات : 6]
وان اكثر ما يحزن الان تفشي صفة الكذب بيننا وفي شتى مجالات الحياة بحجة انها كذبة بيضاء لا جل العيش ونسي ان الله هو الرزاق لا احد يرزق سواه.وانا اقول استنادا الى كتابنا وسنة نبينا ..لاتوجد كذبة في ديننا الحنيف تؤدي الى العيش الرغيد .لان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:اياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
[فرسولنا الكريم لم يق ان الكذب يؤدي الى العيش الرغيد وانما قال يؤدي الى الفجور ..فالانسان الفاجر يعمل ما يشاء بدون رادع ويرتكب شتى انواع الجرائم في سبيل اشباع غريزته لانه جنب مخافة الله جانبا كما قال الله في كتابه العزيز(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل : 105
وهناك انواع كثيرة من الكذب اخذت تنتشر بيننا والعجيب ان هؤلاء الناس يعتبرون هذا الكذب مباح لايعاقب الله عليه ولا اعلم من اين اخذوا هذه الرخصة؟ولا اعلم ان هناك نوعين من الكذب ابيض مباح واسود يعاقب عليه فالكذب هو كذب وكفى بالمرء كذبا ان يحدث بما يسمع ...فكيف اذا كان تعامل مباشر مع الناس وفي كافة مجالات الحياة حيث تغبن فيه حقوق وتذهب فيه رقاب بريئة.
علينا ان نقتدي بنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان يلقب بالصادق الامين وانتشرت رسالته واظهر الله دينه على يده لصدقه ..فرسولنا لم يعرف الكذب حتى في مزاحه مع اهله وصحابته .
فا يا ااخواني واخواتي علينا بتربية ابنائنا على الصدق وبيان عظمة اجره عند الله كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا).
فالمسلم الصادق لؤلؤة تشع نورا صافيا لا يدنسه كذب او زيف.