عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree336Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 02-01-2016, 11:39 AM
 
ماااااا شاااء الله ابداع رااائع
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 02-01-2016, 11:53 AM
 
يسلمووووووووووووووو عالرد
Rėd Møøn likes this.
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 02-02-2016, 11:08 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:800px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_01_16145397721093441.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



4
وذاك الماضي .. حاضرنا

كان الأكل في محل الشومن ذاك تسلية لها عن التفكير في ما رأته عيناها قبل دقائق، تحاشت حتى النظر للشاب الذي بجانبها علها تنسى أين هي، و أي متاهة ذهنية تسيطر على عقلها الآن...
لكن...ليت ذلك يحصل..
وضعت يديها على رأسها و أنزلته على الطاولة أمامها: لا أستطيع..
تنهدت عدة مرات متوالية :...... أول لقاء لهما سرقة أمي، هاروكي... الأمر لا يدخل رأسي .
كان يأكل بهدوء دون أن يلتفت لها بعين...
اعتدلت بجلستها: أتسمعني؟
استمر بأكله مجيبا: ما الذي تريدين سماعه مني؟
قالت بضجر: هل كانت أمي سارقة؟
ترك طبقه فارغا: هذا ما يبدوا، و تستطيعين القول إنها سارقة.. لاتنسي أن هذا الماضي حاضرنا الآن.
ابتسمت بسخرية على نفسها: ما هذين الأبوين؟!... سيتزوجان بعد سرقة..زواج مبارك بالفعل..يا إلهي.. حياتهما لسيت طبيعية بتاتا..
مسح بيده على رأسها كالأطفال: ليس أمرا كبيرا.. و أليس من اللطيف مشاهدة قصة زواجهما؟.. دعينا نرى كيف ستنقلب الموازين..أصابني الفضول عزيزتي.
نهضت مضهرة مدى انزعاجها: هاروكي...
نهض هو الآخر ليدفع النقود و يخرج ، فتبعته إيريكا..
قال و هو يمشي بخطوات واثقة: الآن .. لنلتقي بأمك مرة أخرى.
باتت تحرك بؤبؤتيها اللامعتين من ضوء الغروب العاكس عليها: و ما الذي سوف نفعله حين نصل؟
رفع كتفيه ببلاهة: في الواقع لا أدري، لكننا لن نكسب شيئا من الوقوف هنا .
أسندت جسدها بالحائط الذي كان شمالا و أخذت نفسا يعيد لها كلماتها: أنا بالفعل خائفة.. أشعر و كأن هذه السرقة لحظة من هذا الماضي فقط، ماذا لو كان هناك المزيد؟
ترك يديه ممتدتين و توجه نحوها لينزل وجهه بمستواها: لذا قلت، دعينا نشاهد.. لا تنسي أن هذا الوضع كان قديما فكل هذه الأيام ستنقلب لما نعرفه بعد تسعة عشر عاما.
ابتسمت بحزن ظاهر: حقا.. لم أنا أفكر بما مضى بجدية؟
رفع هاروكي جسده برزانة و أكمل طريقه: لاتضيعي الوقت و دعينا نفكر بما سنقوله لها.
حاولت العودة للحالة الطبيعية: لا أتصور أننا نستطيع المبيت هناك على كل.
أغمض عينيه بقوة : ياه، شيئ آخر لنفكر فيه ..مكان للنوم.
تصنعت الغضب لإضافة جو من المرح: لذا أنت لا تفكر ياصبي.. تريد أن تحصل على كل شيء جاهزا.. رجل يعتمد عليه بالفعل..
لهجتها كانت واضحة في بغيتها لذا أجاب: بما أني لا أفكر يافتاة و لا يعتمد علي، سوف أدع لك حرية التصرف في ما سنفعل و أجازف بالإعتماد عليك.. لكن..
أكمل رافعا سبابته و كأنه يهددها: لا تجريني للتهلكة.
ابتسمت بخبث: اتبعني.
قال لها مستغربا: فكرة بهذه السرعة!
بدأا بالسؤال عن هذا العنوان أيضا ، إلى أن وصلا ....
بدأ هاروكي منبهرا نوعا ما: أ هذا العنوان صحيح؟
تجاهلت جملته و رفعت قدمها اليسرى لتضرب بها الجدار بقوة لتسقط و هي تتولول من الألم: آآآي.. قدمي هاروكي..إنها تؤلمني كثيرا... أه...
أسرع جالسا ينظر لها بفزع واضعا يده مكان تلك الضربة الموجعة بحق : أ جننت إيريكا؟
اعتلى صوتها أكثر: آخ... لم أعد أحتمل.. حقا مؤلم.
حاول أن يرفعها من على الأرض و هو يسمعها تشكي ألمها :.. هاروكي.. لا أستطيع أن أضع قدمي على الأرض..أه.. آي.
وضع يدها فوق رقبته ليرفعها: كفاك مهزلة .. تظربين نفسك و تصرخي بهذا الصوت العال!.. ما الذي دهاك؟
كانت تتجاهله و تستمر حتى خرج رجل في أواسط الأربعين من ذلك الباب: تقدم نحوهما ليفتح الباب المسور قائلا مع ظهور علامات تعجب على قسمات وجهه: هل هناك خطب ما؟
لم يعلم هاروكي مايقول، فعلى ما يبدوا إن خروج هذا الرجل هو مما أرادته إيريكا..
فاكتفى بالنظر لها: إيريكا..
كانت تضع يدها اليسرى فوق قدمها المصابة مظهرة تعابير الألم: لقد إصطدمت قدمي ..
اتخذت الأنين سكوتا عن تتمة جملتها ليقترب رافعا جسدها متوجها للداخل: حسنا، دعينا نرى مابك يا فتاة.
كان هاروكي يقف غير واع لما يجري، فهل اتخذت إيريكا جرح قدمها وسيلة الدخول لهذا المنزل؟!
تنفس الصعداء قبل أن يلحق بهما للداخل...



منزل كالقصر في مظهرة و فخامته..و كعش الغراب في سكونه و خلوته.. فراغه من حتى بساط يغطي ذاك البلاط كان حقيقته التي تخفى خلف أسوار فضية ..
جلس ذلك الرجل يضمد قدمها الذي أصابتها رضوض و احمرار: لم تضرري كثيرا.. لم كل ذلك الصراخ؟
كانت تمسك بالكرسي الخشبي الذي أجلست عليه بقوة لتخفف من وطأة الألم عليها: أنا التي أشعر بالألم هنا.
هاروكي: اسمحي لي أن أعلن غباءك هنا.
رمته بنظرة حادة تنهره عن قول الحقيقة...
ظهرت فتاة تنشف شعرها و هي تنزل من السلالم اللوبية هناك، فتاة تلبس ملابس خفيفة ذات لون بنفسجي، أنزلت المنشفة لتظهر ملامحها المختفية: مالذي يجري هنا أبي؟
بقي يعقم قدم إيريكا و هو يقول: لقد أصيبت قدم هذه الفتاة أمام منزلنا.
تقدمت نحوهم لتنظر للفتاة بنظرة ثابته، تلك الفتاة التي استشعرت أنفاس أمها بشكل غريب.. غريب للغاية، فهي ترى أمها ذات السبعة عشر عاما واقفة أمامها بجمود و عينين تظهر بعض العتاب: قدمك أصيبت لشرودك ..بلهاء.
أنزلت نفسها لتلقي نظرة : أه، رض بسيط إذا.
أخذت المعقمات من يد والدها و بدأت تتم التعقيم بنفسها لتعود إيريكا بذاكرتها إلى الوقت التي تعقم والدتها الجروح التي تصيبها قائلة: كوني أكثر حذرا.
قطعها الواقع بألم طفيف: أخ.
وضعت أمها ضمادة لتعلن النهاية: انتهيت.
وقفت قائلة: كوني أكثر حذرا ، أفهمتي؟
شردت لحظت لسماعها ذات الجملة ثم انتبهت: أجل.
وجهت وجهها لهاروكي الواقف جانبا: أنت رفيقها؟
اعتدل بوقفته مجيبا: أجل.
ابتسمت مستهزئة: يا لحظها العاثر، رجل يدع فتاة تسقط دون أن يلتفت و يردعها.
جملة سقطت كصخرة عليه ..
((هي..ما شأني بفعل ابنتك الموقرة؟..))
ازدادت تلك الحدة على ملامحهها لتقول لوالدها: ألم أقل لك أبي أن لا تفتح الباب.. لا تقل لي أنك تهوى المشاكل.
أجابها بلكنة لا تظهر الصرامة عكسها: كاورو، لا تكوني صارمة بهذا الشكل، لقد كانوا يحتاجون المساعدة..
صرخت: و ماذا لو كانوا أشخاص يستدرجونك للخارج؟..ألا تفهم عاقبة هذا التساهل أبي؟
بدأ يفرك شعره بحيرة: لا بأس بالتوقف عن هذه المبالغة كاورو.
تنهدت قائلة: لا فائدة منك.
اقترب هاروكي من إيريكا سائلا: هل تستطيعين الوقوف؟
رفعت بصرها نحوه بتعجب.. فكيف يخرجان دون شيء ؟!
أخذت أمها بيدها لتوقفها و تظهر بعض تعابير الألم: إنها تستطيع الوقوف.
تلك الحركة أدهشتهما، فعلى مايبدوا.. تلك الصورة اللطيفة التي رأياها لم تكن سوى لحظة من تظاهر!
أمسكها و بدأ خطواته: دعينا نرحل إيريكا.
انحنت إيريكا: شكرا على المساعدة.
خرجت خلفه من باب ذاك المنزل ، و دون أدنى فائدة من وصولهما....
اقتربت كاورو من والدها واضعة كفها مبسوطة فوق صدره: إفهم أبي.. أنت كل شيء بقي لي.. فلا تجازف بكل الشيء هذا.
أحاطها بذراعيه محتظنا: لا شيء سيحصل لي بنيتي.. مادمت أنت لدي، فهناك هدف لحياتي.
تمتمت و هي تغرس وجهها في حجر والدها المحتظن لها: إذا، عدني أنك لن تخاطر بنفسك.. عدني أبي.
ربت على ظهرها: أعدك...



"عادت الحيرة"
جملة قالتها إيريكا و هي تستند على تلك الشجرة الضخمة...
شجرة خضراء كثيفة الأغصان ملتفة حول بعضها من ناحية الجذور النابتة منها...
شجرة تمد بالقوة في منظهرها و تمد الصبر في وحدتها فوق ذلك التل المطل على البحيرة...
بحيرة ساكنة ، واضحة الزرقة صافية...حيث أن انعكاس تلك الشجرة واضح كتوأمة تسبح بين موجات المياه....
كان هاروكي جالسا جلسة القرفصاء واضعا يديه فوق رجليه : حالتهم المادية تبدوا صعبة.
وضعت رأسها فوق الشجرة: و هم بذلك البيت الفخم!
" إه، لاشيء و لا أثاث... أظن أنهم باعوا كل شيء، فلا شيء نستطيع المبيت عليه.. ولا نقود نستطيع أخذها"
" ألم يكن من الأفضل بيع المنزل و شراء أصغر منه؟"
"ربما"
"ماذا سنفعل غدا؟"
بدأ يحرك قدميه و يهزهما و هو يفكر: امممممم... سوف أبحث عن عمل و عن مكان لنبقى فيه هذه الفترة.
بدأ يسيطر الإنهاك على صوتها لينخفض : عمل.. و مكان.
تم الصمت لدقائق و هما يحدقان بتلك البحيرة الهادئة و بما تعكسه تحت موجاتها الخفيفة..
كسرت الصمت: هاروكي.
بدا جامدا و هو يرد على مناداتها له: ماذا؟
وجهت نظرتها له: جائعة.
أخرج ماتبقى من النقود في جيبه : لا أظنها تكفي للكثير.
جال بنظره لما يحيط بهما ليتوقف ناظرا لشيء معين: هناك كعك محلى جاهز.. سيكون كفيلا بحل مشكلة الليلة.
توجه لها قبل أن ينهض مغادرا: سوف آتيك الآن.
توجه نحو بائع الكعك مادا نقوده: كعكتان من فضلك.
أجابه الرجل : الآن.
خلال تلك الثواني القصيرة التفت لشخص مألوف له..
أجل ، شخص ذو شعر بني و عينان بلون العشب الأخضر.. ذاك كان أب إيريكا..
أخذ الكعك المحلى و توجه نحوه..
التفت ريو له فقال فورا: لماذا أتيت؟..قلت لك سنتحدث غدا.
عرف هاروكي فورا الإشتباه الذي حصل ففتح فاه ليقول: أنا لست..
صمت فورا قبل أن يتم ليبدلها: أقصد.. أنك اشتبهت بي، فأنا لم أرك من قبل.
الشبه الخلقي بينه و بين والده لا ينكر و لكن الخلق شيء بين لكل شخص، و لذا فقد انتبه ريو لخطأه و قال: أوه.. آسف حقا ...
مد ورقة ملصق له قائلا: حسنا، بما أنني أخطأت سوف أعطيك هذه.
أخذها من يده:،ما هذه؟
ابتسم قائلا: إعلان عن عمل في مطعم .
توسعت عينيه و هو ينظر للملصق: لا أصدق.
" يبدوا أنها تسرك؟"
رفع ناظريه عن الملصق: أكيد ، أنا أحتاج له بالفعل.
" إذا ، مساعدة مني.. تعال غدا في السادسة مساء.. وقت مجيء مدير المطعم"
جاء في ذهنه فكرة: ألا بأس بفتاة أيضا؟
عرضت ابتسامته: اوه، هذا المطلوب.. اكتمل العدد بذلك.
ضرب على كتفه بصبيانيه: أرحتني من توزيع الإعلان يازميل العمل الجديد.
وضع يده فوق الضربة: إذا.. أنت هناك أيضا؟
أخرج أسناناته بمرح: أجل، أنا و أصدقائي ندير ذلك المكان و بكما يكتمل العدد.
" و ماذا عن الخبرة؟"
بدأ يحرك رقبته المنهكة: غدا المقابلة و لا تخف، لن نستصعب الأمور.
كانت الفرحة جلية و واضحة فوق ملامحه: شكرا لك.
مد يده مصافحا: أنا ريو، و أنت.
مد يده هو الآخر: هاروكي..تستطيع مناداتي هاروكي.
بات ريو يدقق النظر: لولا ارتخاء ملامحك لقلت أنك هو.
"من؟"
" لا تكترث، صديق لي.. سوف تراه غدا، هو يعمل هناك"
ابتعد شاكرا ذاهبا لإيريكا المنتظرة له...
و ما أن اقترب قال بمرح: إيريكا.. أنظري ماذا جرى...
كان في حال الجلوس حين لاحظ رموشها المغلقة مطبقة على العينين...
أثر الإنهاك و التعب كان باديا على ملامحها مما شده على نزع معطفه ثانية ليغطي جسدها و يرسم بسمة خفيفة : أحلاما سعيدة .. إيريكا.
تمدد على العشب مغلقا عينيه تاركا الكعك كما كان....
لتكون تلك، أول ليلة يقضيانها في طيات لعبة القدر ...لعبة تسابق الأمنية....



فتحت عينيها بعد عدة رمشات ليقع نظرها على الأوراق التي بجانبها و المعطف الذي يغطيها و على هاروكي الممتد أمامها بجسده النحيل...لم تحرك ساكنا و هي تنظر لقسمات وجهه و شعره الأسود...
تمتممت بين شفتيها: نسخة أبيه.
مدت يدها نحوه لتوقضه من هذا السبات الذي ينسيه المعظلة التي أوقعته بها : هاروكي..هاروكي.
رفع قدميه و هو يتمتتم بشيء غير مفهوم...
كلما أعادت مناداته ازدادت حركاته الغريبة بالظهور ...جلوس ثم عودة للنوم.. معاتبة والده.. يوم عطلة... كلمات متقطعة كان ينطقها لها....
قررت إيريكا عدم حصول موقف محرج بسببه مرة أخرى .. لذا ، يجب الحزم في إيقاضه فبدأت بجر خصلات شعره واحدة واحدة لكنه فاجأها برفع يده محركا: دب.. ابتعد، ابتعد..أيها الدب..
اتجه ليمينه تغييرا لوضعية نومه ..
استمرت في فعلها حتى جلس صارخا: أبعد يدك .
انتبه لها فوضع يده فوق رأسه: هذه أنتي... كنت مزعجة .
" أنت قلت للدب أن يبتعد.. و بما أنك لم تخبرني أنا بذلك فأنا أكملت ما بدأته"
تأفف ناهضا: حقا.
توجه نحو البحيرة ليغسل و جهه منتعشا بذلك الماء البارد...
نهضت هي لفعل ذلك أيضا..
جلسا يأكلان تلك الكعكعتين البائتتين ، أي.. الشيء الوحيد القادر على سد جوعهما من الليلة الماضية..
لقول الحقيقة، تلك الكعكة لم تكن تغني أو تسمن من جوع..
لكن ، القناعة تسد رمق الجوع بلقمة...
انتهيا من إفطارهما في حدود خمس دقائق لتبدأ سلسلة التفكير و الحديث الجدي...
حيث هي بدأت بسؤال ابتدأت به ما لم تتوقعه: ألن نعيد الأوراق لليندا؟
دقق بكلمتها للحظة ليشدها ذلك فتبرر:..حسنا، أقصد والدتك...لقد اندمجت معها لدرجة أنني لا أستطيع إدراك ما نحن فيه.
أجابها بجدية واضحة: غدا سنذهب المدرسة و سنعيد أوراقها.. فانتبهي لها جيدا.
رفعت الأوراق: أشعر و كأنها أثقل أمانة حصلت عليها في حياتي.. فنحن لسنا بمكان ثابت.. و هل نحن مجبوران على الذهاب للمدرسة؟..لنعتبرها عطلة الموسم.
" هناك والدتينا و لإيصال الأمانة.. نحن مجبوران"
رفع سبابته قليلا و كأنه يود الإشارة لشيء خطر له: أه ، انتظري.
أخرج ورقة مطوية من جيبه ليفتحها و يمدها : سوف نذهب لمقابلة عمل اليوم.
عيناها بدت مستفسرة ليقول بما يزيد هذا الإستفسار: هذا بفضل والدك.
"أبي!"
" لقد كان يوزع ملصقات هذا العمل البارحة"
أخذت الملصق من يده مدققة: ما مناسبة هذا التصادف؟.. أن تبحث عن عمل و يدلك والدي عليه.
تربع و ألصق كفيه ببعضها البعض : صدفة غريبة.. لكنها تسعدني في الوقت الراهن.
رمت الملصق.بإنزعاج: من الأفضل أن لا نقترب من أصحاب هذا الماضي.. يبدوا أن هذا سيثير المتاعب لا غير.
" بل يجب الإقتراب أكثر.."
رمقته بنظرة حادة: هاروكي، لا أرغب بالإحتكاك بهما.
شاركهها الحدة بدوره: يبدوا أنك لا تفهمين أم أنك تتغابين... نحن أتينا هنا لأمنيتك أليس كذلك؟
استلزمت السكوت إجابة لها...
ضيق عينيه مثيرا فضولها لما ستستمع منه: أنتي أتيت لهذا الزمان كي تمنعيهما من الزواج، أتدركين ذلك؟
كانت جامدة تعيد على مسامعها مفهوم جملته: و ماذا لو غيرت رأيي؟
صدمة داخلتها حين قال: أخشى أن تحقيق ما تمنيته، هو بوابة عودتنا لزماننا.
تشتت سيطر عليها و حيرة طغت ملامحها لتقبض كفها أمام صدرها و هي ترتجف: و لو حققتها.. هل سيكون لنا وجود لنعود؟
"لا أعلم"
لم تكن تستقر بؤبؤتيها في محجريهما: إذا..
خط دموع لامع أوقف كلماتها ...
لمعت زرقة عينيه حزنا قبل أن يمسح دموع مقلتيها : إذا، يجب أن نجد حلا مناسبا.. و ذلك برؤية ما يمكننا فعله.
لم يتوقف انحدار تلك الدموع ، مما كان كفيلا بتقدمه و وضع جبينه فوق جبينها: إيريكا، هذه الدموع.. حارة على قلبي.. أوقفيها.
أغلقت عينيها محاولة إيقاف علامة الحزن : سوف أحاول..
أخفى عينيه بإغلاق الجفنين، لتظلم الدنيا لديه هروبا مما يرى: أوقفيها.. في عشر ثوان...واحد.. اثنان..
كان صوته كمخدر لها بذاك الأسلوب التدريجي لذا و بعد عشر ثوان فتح كليهما عينيهما...
رسمت بسمة خفيفة: هاروكي.. شكرا لوجودك بجانبي.
مسح الدموع المجتمعة في عينها: شكرا لتوقفك عن البكاء.
ابتعد عنها متحولا لشخص مرح صبياني: ألا تلاحظين أنك تحولت لفتاة بكاءة و مزعجة في الآونة الأخيرة؟
ضيقت عينها : سوف أبكي غدا أيضا، فاستعد ..
وضع يده فوق مقدمة خصلاته: أوي أوي.. لصبري حدود يا فتاة.



اقترن وقتهما بمتعة النظر للبضائع قديمة الطراز و الأصوات الكلاسيكية ، التي جمعت جمالا لا ينتقل سوى بالذكريات و ليس على بعض الصور المطبوعة...
اكتشف كلاهما شيئا..
«إن القدم ليس سوى كلمة تطلق على ما استلهم أرواحا بجمال لا يدركه من بعده»
دخلا الأسواق و المجمعات و جابوا الطرق و قارنوا كل النقاط المشتركة و المختلفة بين الزمانين...
استوقفت إيريكا بعض الحلي في أحد المتاجر ليقول لها هاروكي: مابك؟
كانت بؤبؤتيها تتحرك بشغف: حتىىهذا الزمن يحوي أشياء بديعة.
حاول فهم ما شدها ليرى عقدا على شكل ورود متشابكة تنسدل منه بعض الخيوط الفضية و
على جانبيها قرطين بشكل يشبههما : هذا ما شدك لجماله إذا
وضعت يديها متشابكتين و هي تنظر لها: ألا توافقني الرأي أنه أخاذ.
وضع سبابته تجاهه: تريدينه.
صمتت متجاهلة سؤاله ليقول بعد أن أخرج لسانه: لن أشتريه لك و لو أردت.
حدقت به مقطبة الجبين: أتود إيذائي؟
ابتسم ساخرا: هل تتوقعين مني التفاني و إظهار لطفي بشراء شيء ثمين كهذا؟..
بسط كفه على زجاجة العرض: و أنا.. لا نقود لدي بتاتا في جيبي.
أرخت جفنيها و ارتسمت ملامح طيبة: يكفيك رجلا يحمل عبء أخطائي..ذاك ثمن ثقتي.
ضرب جبينها: تتفلسفين؟..



تجاهلا الشعور بالجوع حتى يحين و قت مقابلة العمل ، و في هذه الأثناء تبادلوا الحديث عنه و هما جالسان فوق أحد مقاعد المتنزه...
كانت تجوب بعينيها نحو ما أمامها : حسنا، أخبرني عن العمل ذاك.
رفع قدمه اليمنى على المقعد: ما أعرفه أنه في مطعم... و يعمل هناك والدك و والدي..
اتجهت بفضول اعتراها: يعملان في مطعم، كيف ذلك؟
" دعينا نحلل الأمر.. كما نعرف، هما تربيا في ميتم.. ربما هما يحتاجان النقود لاستقلال حياتهما ."
"لا أفهم شيئا هاروكي..لم لم يخبرنا والدينها بحياتهما هذه.."
"كسرقة أمك..؟"
" أقصد كل شيء... حتى أني لم أر صورة لجدي من قبل، أو سمعتها تتحدث عنه بالصدفة.."
" بالتفكير في هذا، يبدوا أمرا محيرا نوعا ما .. "
" و هذا العمل نقطة مبهمة أخرى. "
"المهم أننا سنحصل على عمل ندير به حياتنا هنا.. و بذهابنا، ستنتفي نقطة الإبهام هذه"
" و المنزل... كيف سندبر أمره؟"
" دعيني أركز على موضوع العمل الآن، لأنتقل بعدها إلى البحث عن مكان للبقاء فيه"
وقف مادا يده لها: لنذهب لوجهتنا.
أعطته يدها لتنهض واقفة بجانبه: آمل أن يقبلنا مدير المطعم.



مبنى متواضع متوسط المساحة ، اكتفت طاولته بالغطاء الأبيض و المقاعد العادية ببعض الزخرفة في أطرافها الخشبية...
باشرهما شبيه هاروكي، والده ذو الملامح الجافة قليلا...






ابتسم مسهزئا واضعا يده فوق خصره: أوه..من هنا، غريبة الأطوار.
رفع سبابته مشيرا لابنه: و هذا صديقك الأجمل الذي يشبهني.. حقا، حتى أنه لايقف مسقيم الظهر..كحية ملتوية..أجمل مني!
كان غروره باديا عليه ليتذكر هاروكي كلام إيريكا عنه..
(( متبجح..! ))
اصطنع الإبتسامة مادا يده: أنا هاروكي.. سعدت بمعرفتك.
لم يحرك ساكنا : و أنا هيجي..هيجي نوكامي.
كان شعور الغيظ المكتوم لديه طبيعيا لمد يده للاشيئ...
(( أيها المتعالي...))
كانت نظراتهما المتبادلة تفهم كل منهما بما يريدا النطق به ، لكن الواقع ضم صمتا مقيتا فقط...
ظهر من العدم الذي لم يلاحظاه ريو، ظهر رافعا يده من مسافة للترحيب بينهما: أه، مرحبا..
سكنت إيريكا للحظة و هي تنظر لوالدها.. ذاك الذي أشعرها بالإطمئنان و الإستقرار في وجوده..
باتت تحرك ناظرها نحو ريو و صديقه و هي تكرر في نفسها ..
(( هما عمودي الإستقامة و الأمان مهما كانا))
بدأت تأخذ نفسا عميقا و ذهنها يخاطب ذلك الشاب الصبياني..
((..أبي، ليتني أستطيع البوح لك بما أشعر به من ضياع..))
اقترب واقفا قربهما: يبدوا أنكما تعرفتما.
أجابه صديقه ببرود: هذا هو الفتى الذي قلت به إذا،يا للمصادفة..
رمش رمشة لريو: إنه لا يستقبل روح الرجل..يضهر إنزعاجه من أتفه الأمور.
بدأ يضفط على أسنانه قائلا بطرف فمه لإيريكا: هذا الفتى يثير أعصابي بالفعل.. متبجح مغرور.
وضعت يدها لتخفي فمها : لا تنسى أنه والدك.
التفت لهما هيجي: هل تبحثين في وجه التشابه بيني و بين هذا الأهوج.
اعتلى صوت هاروكي بردة فعل: طفح الكيل أيها الفتى المتعالي..
استمر بالإستفزاز: إنفعالي، سمة أحمق.
ازداد احمرار وجهه غضبا: ماذا قلت؟!
صدر صوت مختلف عن من في تلك القاعة: أوي هيجي.. ترحيبك بالفتى كان فضا على مايبدوا..
أدار وجهه لصاحب الصوت: هو قليل الصبر.
انتبه هاروكي و كاورو لصاحب الصوت الغريب عنهما....
فتى في أوائل العشرين أخضر الشعر عسلي العينين...






كان يتقدم لهم و هو يرفع نظارته ناضرا لهم ببعض البلاهة تحت غلاف نضجه..: آسف يافتى، هو ثقيل الدم و جدي للغاية
ابتعد هيجي جالسا ببعض التكبر: و أنت أيها المدير ؟.. هللا أخبرتني أين العاملون الجدد الذين وضفتهم؟
جلس هو الآخر بجانبه ماصرفا بطفولية: أتقصد الفتاتان؟.. طردتهما، عملهما ليس بالمستوى المطلوب.
أهبط ريو رأسه ليتجه نحوه بعدها: أتمزح؟.. لقد خرج من يدي حساب المطرودين يا أخي.. كف عن هذه النظرة الثاقبة و اقبلهم بقناعة...إنك هذا ليس عدلا ..
بدا يوري مندمجا في التفكير: حسنا، شخصيا ألا تعرفان فتاتان قد تفيداننا؟..
وجه خطابه لهيجي:.. ماذا عن صديقتك تلك؟.. التي كنت تتمشى معها قبل مدة.. قد تقبل بالعمل هنا..
اعتدل هيجي بجلسته: لا أعرف أي فتاة.. ابحث بنفسك.
جملته كانت مبينة لتغير مزاج واضح، و تدخل ريو أوضح الأمر: هي.. دعونا نفكر بهذان الإثنان الآن، لقد جعلناهما ينتظران كثيرا.
توتر أخذ مأخذه في عقل هاروكي و كاورو بعد سماعهما هذه المحادثة التي لا تبشر بخير...
نظر لهما الفتى يوري بخبث: هل أتيتما بخصوص العمل؟
بلعت إيريكا ريقها و قالت بتلعثم ..:....ح....ح..سن..ا، أظن.. أجل.
حاول هيجي الإستفزاز ثانية: تظنين أجل؟!
رد عليه هاروكي بحدة: أصمت أنت..
دمج بعض الحدة مع جفافه بصمت يدعوا بها هاروكي للمزيد من الإنفعال...
رفع يوري يده: لا تبدأا مرة أخرى.. لقد انتهت حفلة ترحيبه على كل حال.
انفعل هاروكي أكثر: ترحيبه لم يرق لي .
انقلبت الأجواء بتحول ملامح يوري لشخص جاد و صارم، فبات الصمت دخيلا بين نظراتهم: ألم تأتيا للمقابلة؟
جمد ناظرا لتلك العينين بشرود..
ها قد بدأت مرحلة تثبيت حياتهما بين يدي هذا المدعوا يوري....

يتبع..







أتصور أني أرغب بوضع الأسئلة منذ الآن:1:

١- كيف كان البارت؟
٢- ماسبب قلق كاورو على والدها؟
٣- ماقصة الفتاة التي انزع هيجي من ذكرها؟
٤- كيف ستكون الأمور بين هاروكي و هيجي؟
٥-أهم سؤال، توقعاتكم؟


قراءة مُمتعة ،،

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 02-02-2016 الساعة 11:26 AM
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 02-02-2016, 02:05 PM
 
هاااااااي

ابداااااااع

جميل جدا البارت حب8

مشكوره على ارساكي البارت

واااصلي في انتظارك حب7
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 02-02-2016, 03:06 PM
 
سرني تواجدك..
" class="inlineimg" />
Rėd Møøn likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذهبت مثل هالمعاني في الزمن الزمن الحاضر Anime 4 Ever مواضيع عامة 2 08-19-2013 01:51 AM
~ xXx موقع لخطوط روعه xXx Evey دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 17 09-02-2009 12:18 AM


الساعة الآن 08:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011