عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 12-28-2015, 05:22 PM
oud
 
لمّ تـعدّ كلمّة أناّ بخيرّ تـكفيّ جواباّ لأسّئلة الوافدّين تـّعزية لجدّه الراحلّ ، فهوّ بخيّر حينّ يبتسمّ .. حينّ يّتحدثّ و حينّ يّضحك لكنهّ ليسّ كذلكّ على الإطلاقّ
ليسّ بخيرّ عندّما يتـذّكر جـدّه فّهمسّ لنفسهّ يـاّ أيتهاّ الذّكرة أرجوكّ أقّصيه منّ حياتيّ لأكونّ بخيرّ ، و الدموعّ تّشق طريقهاّ فوقفّ متمايلاّ بّإرهاقّ ليسيرّ
خطّواتّ لاّ يعلم أين تّأخذّه لكنه يرجّوا أن تبعدّه عنّ كل هـّذه الأعينّ المرّاقبة المتـّلهفة لّسقوطّه
إتجـّه إلىّ غـّرفته فيّ جناحّه الخاصّ و جـّلس واضعاّ رأسهّ بينّ ذّراعيه كانّ صمتّ يّعم المكانّ خاليّ منّ أيّ لمحةّ نورّ و المـطرّ يهطلّ خارجاّ بّقوة ، الطّبيعة
بّعلياهاّ أشّفقت لحالهّ بينماّ الإنسانّ بّبساطتّه تنكرّ لهّ .. مدّ يدّه لتحطّ على قّلبه هلّ خيلّ له أمّ أنهّ توقفّ لفترةّ عنّ النـّبض ؟ ربمّا لأنهّ لمّ يعدّ هناكّ سّببّ
يّعيشّ لأجلّه أجلّ لمّ يّعد هناكّ شيءّ فأنفجر بالبكاءّ ليسقطّ علىّ ركبّتيه بينماّ رأسهّ موجّه للأعلىّ، بّصوت عاليّ
لقدّ فقدّ والدّته بـعدّ سنّ الخامسةّ أيضّأ عمته الـوحيدّة التيّ اهتمتّ به و ربتهّ كماّ لوّ كّأنه إبن لهّا فيّ حادثّ مأساويّ ، والدّه لمّ يّره قطّ و كـذلكّ إليزابيثّ
لاّ لربماّ لمّ يكسبهاّ قطّ إلىّ جانبه الآنّ جدّه ماّ الذيّ فعله ليفقدّ جميعّ أحبائه هكذّا ؟ تمنىّ لوّ أنه فعلّ الأمرّ بّشكلّ مختلفّ ، لوّ أنه كّان فقطّ مختلفّا ..
فجـّأة فـتحّ بابّ الغـّرفة ليظهرّ من خلفّه نايتّ ، كانّ يقفّ بسكونّ شّاحب الوجّه قميصّ خفيفّ أسودّ و سّروالاّ بنفسّ اللونّ خّصلات شعرهّ تغطيّ عينيهّ
الداكنتينّ بينماّ جّبينه يصبب عـّرقّا إذّ لاّبد أنّ الحمىّ قدّ أصّابته هكذاّ هوّ دوماّ لماّ يكونّ العبء ثّقيل المحملّ على قّلبه ، إتجـّه ناّحية ابن خالّه بّخطّواتّ
خافتةّ لاّ يكادّ أنّ يكونّ صوتاّ لهاّ ثمّ ركعّ علىّ رجلّه الأيمنّ بينماّ الأخّر أسندّ ذراعه عليهّ .. لمّ يكّن يعلمّ ماّ الحلّ الأمثلّ فيّ مثلّ هـذّه المواقفّ لكنهّ
حاولّ بذّل جهدّه فّمد يدّه لّيضعها علىّ كّتفه كاّيل قّائلاّ بنغمةّ صوتهّ المبحوحةّ
ـ كـايلّ يكفيّ دّموعّا ..
نـظرّ إليهّ كـّايلّ بّقليلّ من الغّيرة و الأسىّ كيفّ لاّ و قدّ حضّي بالكلّ إلىّ جانبهّ حتىّ لوّ لمّ يدّرك نايتّ ذلكّ فّالكلّ واقعّ فيّ حبّه لقدّ أخذّ منه زوجـّته الوحيدّة
التيّ أعطاّهاّ قّلبه كيفّ لّن يّكون قّادرا علىّ كرههّ و هوّ ينزعّ كلّ شيءّ يحبّه منّه ؟ أبعدّ بّصره عنهّ بّهدوء و قـّال بنبرةّ لاّ يزالّ البكاءّ واضحاّ فيهاّ
ـ أخبرنيّ نايتّ .. منّ أقنعّ الـراحلّين بّأنّ قّلوبناّ منّ ضمنّ أمتـّعتهمّ، منّ ؟
صمتّ نايتّ لوهلّة منّ الزمنّ مـّدركاّ وقـعّ كلماتّ كايلّ الّحزينةّ الأليمةّ ثمّ أصدّر آهة عـميّقة لكيّ يجلسّ بجاّنبه يّنظر الإثنينّ إلىّ تـلكّ النافذّة التيّ تساقطتّ
عليهاّ حباتّ المـطرّ ، إنـّه يّتألمّ أيضاّ لفقدّان جـّدهمّ فبّرحيله ضّاع السندّ الوحيدّ لهماّ ، الـّوحيدّ الذيّ أحبهماّ لأنهماّ هماّ ليسّ لشيءّ آخرّ لاّ لثروتهماّ و لاّ
لوسّامة مظهرهماّ بلّ لكونهماّ أنفسهمّا فقطّ ، مـدّ كايلّ كلتاّ ذراّعيه فيّ جّهتين مختلفينّ مستلقياّ بينماّ دموعهّ لاّ زالتّ تّشق طّريقهاّ عبرّ خـدّه فنـظرّ إليهّ
نايتّ ثمّ تـّحدثّ بنـغمةّ خاّفتة هامسةّ
ـ أنتـظرّ عـّودتّه و أنـّا أعـّلم بّأنه كالأمسّ إنّ رحلّ لنّ يأتيّ..
لأولّ مرةّ منذّ مدّة طّويلة تـّحدث نايتّ عنّ ما يجّول في قّلبه دونّ تـّرددّ فابتسم كايلّ بّلطفّ متـذّكرا أياّم طفّولتهماّ ، لقدّ كانّ نادراّ ماّ يّجلسان معـّا فّهماّ كالنـّار
و الجـليدّ لاّ أحدّ يّحتملّ قّرب الآخرّ لكنّ كانتّ هـناكّ مرةّ واحـدةّ فقطّ كلاهماّ كاناّ يبلغـّان الثّامنة من الـعمرّ فيّ غـّرفة نايتّ يّراقبانّ هطولّ الثـلجّ ..
تـّحدثّ كايلّ بّهدوء
ـ أتـذّكر تـّلك الـمرةّ لما جلسناّ معـّا ؟
أومـّأ نايتّ بالإيجابّ ليّرسم علىّ شفـتيه ابتّسامةّ خفيفةّ لاّ تكـّاد تّظهرّ للعيانّ ، إنهاّ مرةّ واحدّة فقطّ لماّ تـّوفيتّ والدّة نايتّ أرادّ كايلّ أنّ يخففّ عليهّ لكنّ
سّرعان ماّ محاولتهّ لتخفيفّ عنه بّاءت بالفّشلّ فّتشاجرّ الاثنينّ مسببينّ فوضىّ فيّ القّصرّ مماّ جّعل الجـدّ يّعاقبّ كلاهماّ ، تـّحدثّ نايتّ بنبرةّ هـّادئة
ـ أجلّ .. أذّكر أنّ وجـّهي لسببّ ماّ قدّ استفزكّ،
ضـّحك كايلّ وسطّ دموعهّ فّهو يتـذّكر تماماّ ذلكّ لقدّ أخبرّ نايتّ حينهاّ أنّ وجـّهه لاّ ينالّ استحسانهّ ربماّ لأنهّ لمّ ينجّح فيّ جـّعله يبتسمّ فّلجأ لّطريقةّ الشجارّ
و منّ الأفضلّ فيّ ذلكّ عاداه هوّ ؟ لماّ رأىّ نايتّ أنّ مـزاجّ كايلّ قدّ تحسنّ قليلاّ تنهدّ بّراحةّ ثمّ استلقىّ بجاّنبه لمّ يختلفّ شيءّ منذّ ذلكّ الزمنّ
، سوىّ السنينّ فقطّ ..
نـظرّ كايّل نـّاحية نايتّ بّهدوء رغمّ أنهّ لمّ يفعلّ شيئاّ له إلاّ أنهّ لاّ يستطيعّ سوىّ كرههّ ، هـكذاّ هوّ الأمرّ حتىّ لوّ لمّ يّرغب فيّ ذلكّ .. لأنهّ حصلّ علىّ قلبّ
إليزابيّث بينماّ هوّ لاّ ، فيّ حينّ أغلقّ نايتّ عينيهّ الداكنتينّ بّرغبةّ فيّ الحصولّ علىّ القليلّ من الـرّاحة فّتواجدّ معّ كلّ أولائكّ المعـّزين جّعله يّفقدّ شهيتهّ
فيّ كلّ شيءّ حتىّ الـعملّ ، لماّ تذّكر كايلّ أنهّ لمّ يرى ماريّ طـّوال اليومّ ألاّ يفترضّ بهاّ القّدوم ؟ فهوّ والدّها فيّ القانونّ و حتىّ لوّ انفصلت عن نايتّ ستأتيّ
، هيّ ليستّ من ذلكّ النوعّ الذيّ يتجاهلّ مثلّ هـذّه الأحداّث ، لوّ أنّ ماريّ هناّ لربماّ تّراجعتّ إليزابيثّ قليلاّ بالّرغم من أن هـذاّ غيرّ واردّ الـحدوثّ لكنّ ودّ
فعلاّ لوّ أنهاّ كانتّ هناّ لربماّ اختلفتّ الأحداثّ ، تـحدثّ كايلّ بنبرةّ هـادئّة
ـ نايتّ ، لماذاّ أنفصلتّ عن ماريّ ؟ هلّ وقعت فيّ غـّرام فّتاة أخرىّ أعلمّ أن هـذاّ غيرّ معقولّ لكّن هل فعلّا ؟
كايلّ يـّعلم جيداّ أنّ نايتّ لاّ يجيبّ أبداّ علىّ أسئلةّ شخصّية تـّخصه هوّ لذّلك كانّ طرحّ هـذاّ السّؤالّ أوّ عـدّمه لنّ يّشكل فرقاّ غـيرّ أنهّ يّريد فّعلا أنّ يعلم لماّ
حتىّ الآن مّاري لمّ تظهر ؟ بالّرغم من أنّ نايتّ فيّ أوجّ حاجتهّ إليهاّ خصوصاّ بهذّه الفترةّ العّصيبة إلاّ أنهاّ لمّ تأتيّ ، أصدرّ نايتّ آهة عـّميقة لقدّ كانت هـذّه
الكلماتّ بالذاّت من أثارّت غيضّ الجدّ بيترّ مماّ جعله يصابّ بنوبة قـّلبية تّمنى حينهاّ لوّ أنهّ أحسنّ اختيارّ كلماته لربماّ لماّ حدثّ كل هـذاّ فّأجابّ كايلّ
بّنغمة مبحوحّة
ـ لاّ .. أنـّا لمّ أنفصلّ عنّ ماريّ بلّ.. ليسّ بعدّ على أيّ حالّ
صـّدم لتّلقيهّ هـذاّ الخـّبر ماّذا بّعد كلّ الذيّ حدثّ نايتّ لم ينفصلّ عنّ ماري ؟ إذّن ماّ السبب الذي دّفعه لقول ذلكّ ؟ بينماّ استـدارّ نايت للجـّهة الأخرىّ معـطياّ
كايلّ ظّهره فيّ حينّ فكرّ كايلّ مجدداّ أيّعقل أنّ ماريّ غـّاضبة من تصّرف إليزابيثّ في تلكّ المـّرة ربماّ لهـذا قررت مغـّادرة القصرّ حينماّ اعترضّ نايت عنّ
ذلكّ لكن هـذّا غيرّ معقولّ أيضاّ فلاّ أحدّ يرفضّ تلبيّة طلبّ لنايتّ .. لاّ أحدّ يجرؤ علىّ قول لاّ له فّكيف لّماري أنّ تتشاجرّ معه ؟ أيضاّ و أليستّ تحبه ؟ لاّ هي
لنّ تتركه على ّالإطلاقّ، سّأله كايلّ بّفضول بعدّ أن تعبّ من تفكيرّ الغيرّ مجديّ
ـ لماذاّ ؟ لقدّ صّرحت ماريّ بّشكلّ واضحّ ليّ أنهاّ تحبكّ ليسّ مجردّ مرّة بلّ أكثرّ إذّن لماذا ّقد تتخلى عنكّ ؟
كتمّ نايتّ ابتسامةّ صغيرةّ كادّت أنّ تعلق بينّ شّفتيه أجلّ هـذّه هيّ ماريّ لن تتوانى عنّ إخبارّ الجميع بمدّى حبهاّ الخياليّ لهّ الكلّ يعلمّ بّذلكّ ، استـدارّ ناحيةّ
كايلّ الذيّ ينتظرّ إجاّبته بكلّ جديّة كيفّ توارت الأحداثّ لكيّ يّصبح هذاّ موضوع نقاشهما ؟ لقدّ أراد أنّ يخفف عنه قليلاّ لكن أنظرّ إلىّ حيث همّا الآن ؟
أجـابه نايت بنبرةّ جافة محاولاّ أنّ لاّ يدّخلا فيّ الحديثّ حول هـذاّ الموضوع أكثّر
ـ حسناّ .. هـذاّ لاّ يعنيكّ بكلّ تأكيدّ
رمقّه كايلّ بّغيضّ شديدّ ثمّ تنهد بّكل أسىّ لقدّ كان يعلمّ منذّ البداّية أنّ نايتّ لنّ يخبره شيئاّ لكن المحاولةّ أفضلّ منّ لاّ شيءّ علىّ الأقل ، إنهّ فعلاّ يريدّ
أنّ يعلمّ ما إنّ كان نايتّ فعلا يحب إليزابيثّ عنّ طريقّ استجوابهّ عن ماريّ إنّ كان ربماّ يحبّ ماريّ فهذاّ سيجّعل زوجـّته تستسلمّ قدّ يستعيدّها هوّ ،
فجـّأةّ تّقدمتّ منهما سوزيّ مسّرعة لقدّ كانتّ فعلاّ نادّمة لأنهاّ ستفسدّ هـذاّ الجو الساكنّ بينهماّ و نادرّ الحدوثّ لكنهاّ مضطرةّ ، تـّحدثّت بنبرة متّلعثمة
و شديدّة التوترّ
ـ سيدّ نايتّ .. هنـاكّ رجلّ ماّ فيّ غـّرفة المعّيشة يّريد أنّ يّراك، أيضـّا سيديّ أناّ فّعلا لاّ أريدّ قولّ هذاّ لكنّ..
اعتـدلّ نايتّ فيّ جلّسته قدّ عـّلتّ ملامحـّه صّفات البرودّ منّ جديدّ لقدّ أمرّ سوزيّ حالياّ بّمراقبةّ جميعّ غـّرف القصرّ و الحـّرص علىّ عـّدم حـّدوث أيّ
خللّ يكفيهمّ مصائبا الآنّ و هيّ تتّحدثّ بنبرتهاّ المـّرتجفة الخاّئفة يّجـّعله يدّرك تماماّ مّدى خـطّورة الأمرّ ، حـّرك خصّلات شعرهّ مبعثراّ إياهمّ فّي كلّ اتجاه
ثمّ قـّال بّنبرةّ بـّاردة
ـ مّن يكون ؟
تّوترّت و لمّ تّستطعّ النـطقّ كماّ لوّ كّأنهاّ قدّ فقدتّ جّميع الكلماتّ هيّ تـّعلم جيداّ أنّ نايتّ ليسّ بحاجةّ لأخبار سّيئة فيّ هـذّه المـدّة الزّمنية لكنّها لاّ تّستطيعّ
كتمّ خبر كـّهذاّ لنفسهّا ، خصوصاّ و أنّ القـّادم شخصّ لاّ يقدرّ أحدّ علىّ إخفاء مجيئهّ ردتّ بنبرةّ متـّوترة خـّائفة
ـ إنهّ ديميتريّ بشحمه و لحـّمه سيدّي
وّ كّأن مصّائبه ليسّت كّافية حتىّ يّأتيّ ذلكّ السّافلّ فّوقفّ نايتّ بهدوءّ قدّ تـّغيرت ملامحـّه كلياّ فلمّ يعدّ نفسّ الشخصّ الذيّ ابتسمّ منذّ قليلّ لقدّ كانّ يـعلمّ
أن ديميتريّ لنّ يفوتّ فرصةّ مثّاليةّ لّسخرية منهّ كـّهذّه لكنّ أنّ يأتيّ إلىّ القصّر لاّبد أنّ جرّأته قدّ تـعدتّ كلّ الحـّدودّ ، فـّوقفّ مغـّادراّ الغـّرفة بسّرعة
بينماّ نـظرّ كايلّ إلىّ سوزي المرتـّبكة كانتّ تريدّ اللحاقّ بسيدّها لكنهاّ تعّلم أنهّ لنّ يدّعهاّ فّلمّ تعلمّ ماّ التصرّف المناسبّ اللحاقّ به أمّ البقاّء هنّا ساكنةّ
بلاّ حركة ؟ حينهاّ تذّكرت غـّرفة المجّهزة بكّاميرات المراقّبة و ركضتّ بدورهاّ إلى هناكّ ، سوفّ تـّراقبّ كلّ شيءّ و إنّ تـجرّأ ديميتري علىّ لمسّ شعرةّ
واحدّة من رأسّ سيدّها فّسترسلّ جميـعّ الحـّرسّ التابعينّ لفرانسوّا لهّ و لنّ تباليّ إنّ كانتّ قدّ خالفت أمرّ نايتّ
فيّ غـّرفة المعـّيشة كانّ ديميتريّ يجلسّ بّراحةّ شديدّة ممسكاّ بينّ يدّه اليمنىّ كّأساّ مليئاّ بالنـّبيذ الأحمرّ يتّمايلّ علىّ أنغامّ حركاتّ ديميتري العـّابثة ،
ارتـّشفّ القليلّ منّه بتلذذّ إنهّ يدركّ أنّ نايتّ لنّ يتأخرّ أبدّا فيّ المجـّيءّ خصوصاّ إنّ كانّ الضيفّ هوّ و فـّعلا لمّ يطلّ انتظاره فّهاهوّ قدّ أشرفّ نايتّ علىّ
الحـّضورّ بّهالتهّ البّاردة الخطّرة ، وقفّ علىّ مبّعدة منهّ ينـظرّ إليهّ بّدون ردّة فعلّ تـذّكر ، فابتسمّ ديميتريّ بّتهكمّ قـّائلاّ و هوّ يفردّ ذرّاعيه فيّ كلاّ الجانبينّ
ـ أهلاّ .. مرحباّ بسيدّ النبيلّ نايتّ لبيرّ ، ألاّ تملكّ لباقّة ؟ ألنّ تسلمّ عليّ ؟ ألنّ تصافحنيّ ؟ ياّ إلهيّ لقدّ خابّ أمليّ بكّ و أناّ الذيّ ظننتّ أنكّ سترتميّ
فيّ حضنيّ خصوصّا و أنهّ اللقاءّ الأولّ بينناّ بعدّ طولّ غيابّ
عـّمت فترةّ صمّت مليّئة بّجوّ مشحونّ حينما تـّقدم نايتّ منّ ديميتريّ بخطّواته الكسّولة الثّابتةّ ، مـّد يدّه نحوّه بّهدوءّ شديدّ فّكادّ ديميتريّ أنّ يمسكّها لولاّ أنّ
نايتّ سحبّ يدّه فيّ آخرّ لحـظّة راسماّ على شفتيهّ ابتسـّامة مكلفةّ متـّعجرفة ،
ـ أخـّاف أنّ لاّ أتمالكّ شوقيّ الشديدّ لكّ فّأجّرؤ علىّ فعلّ شيءّ أكبرّ منّ مصافحتكّ
نـظرّ إليهّ ديميتريّ بّسخريةّ و أعـّاد يدّه ليّضعها فيّ جيبّه ، الآنّ بّعد مرورّ كلّ هـذّه السنواتّ لاّ يزالّ كماّ كانّ تماماّ كلياّ بّعـّزة النفسّ كذلكّ عينيهّ ، تـّلك
العـّينينّ ذاتّ برودّ لاّ مثيلّ لهّ اللذاّن أثاراّ إعـّجاب مـاكاروف كمّ يتمنىّ لوّ أنه يقتلعهماّ من مكانهماّ ردّ عليهّ ديميتري بنبرةّ ساخرةّ مصطنعةّ الخجلّ
ـ أهّ لاّ تـكنّ وقحّا معيّ عـّزيزيّ فّاناّ بالكادّ أتمالكّ أعصابيّ الآنّ ..
حالماّ أنهىّ ديميتريّ جـّملته شحبّ وجّه نايتّ منّ الاحتقارّ ثمّ ابتـعدّ عنهّ واقفاّ أمامّ الـبابّ و مشيراّ له بّإبهامه علىّ المخرجّ إذّ أنه لاّ ينويّ أنّ يطيلّ
الحديثّ معهّ على الإطلاقّ يكفيّه رؤيةّ وجّهه ، فيّ حينّ اتسعتّ ابتسامةّ ديميتريّ لماّ لمحّ حالةّ نايتّ فقدّ كانّ مريضاّ نوعاّ ماّ و جّبينه يصبب عـرقاّ بينماّ
بشّرته شاحبّة بالكاملّ ، أجـّل إنهّ يتـألمّ من الدّاخلّ لفقداّن جدّه يا ليته كانّ يملكّ آلة تصويرّ فّهذّه اللحظّة لا تّقدرّ بثمنّ ، تـّحدّث ديميتريّ بّسعادة
ـ يـّا رجلّ مّظهرك فيّ غـّاية الـّروعة .. أتمنىّ أنّ يكونّ نيكولاسّ قادّرا علىّ رؤيتكّ الآن لاّبد أنهّ كان ليستمتعّ كثيراّ ، ابنـه يّنال جـّزاءه
صمتّ نايتّ لوهلةّ من الزمنّ ثمّ تنهدّ هازا رأسهّ يميناّ و شّمالاّ ثمّ أخرجّ مسدساّ صّغيرّا منّ جيبّ سترتهّ و صوّبه ناّحيةّ ديميتريّ الذيّ ينظرّ إليهّ بنوعّ
من الاستغرابّ بينماّ تـّحدثّ نايتّ بنبرةّ مبحوحةّ باردّة هادّئة لاّ تتناسبّ أبداّ معّ كلماتهّ شديدّة التهديدّ
ـ أخرجّ مّؤخرتكّ السمينةّ أيهاّ السـافلّ من غـّرفة معـيشتيّ قبلّ أنّ أفجرّ دماغكّ ،
رفـعّ ديميتريّ يدّيه بّنوع من الاستسلامّ ليسيرّ بخـطّوات بطيّئة نـّاحية المـّخرجّ لمّ يكنّ يبدوا على نايتّ أبداّ المزاحّ ، هوّ يّعلم جيداّ أنّ طريقة نايت
في الانتقام ليستّ باللجوءّ إلىّ العنّف أوّ القتلّ بلّ بّسلب الخصمّ أعزّ ممتلكاتهّ أيضاّ جّعله يّذلّ نفسهّ أمامّ الكلّ لكنّ هذا لاّ يعنيّ أبداّ أنه لنّ يستخدّم
أبداّ ذلكّ المسدسّ فقدّ يطّلق رصّاصة لقدمهّ أوّ لّصدره ربماّ لجّعله يّصمت ، تّوقفّ أمامّ نايتّ الذيّ أخفضّ مسدّسه بّهدوءّ لّيعيدّه إلىّ مكانهّ حينهاّ تبادلّ
الاثنينّ أشدّ و أقسىّ النـظراتّ حقداّ ليهمسّ ديميتريّ لهّ بنبرةّ حـّاقدةّ مليّئة بّنشوة الانتصارّ
ـ منّ الجميلّ جـداّ رؤيتكّ تفقدّ أحبائكّ .. واحداّ تلوّ الآخرّ، واحدّا تلوّ الآخرّ إنهّ بمثابةّ نعيمّ إليّ
وضـعّ ديميتريّ يدّه علىّ خدّ نايتّ الشّاحب ثمّ ضربّ عليهّ بخفةّ لكيّ يتقدّم منهّ أكثرّ هامساّ شيءّ ماّ فيّ أذنهّ حينهاّ شدّ نايت الإحكام على قبضتهّ
كابحاّ رغّبته فيّ لكمهّ ، بـّعد ذلكّ ربتّ ديميتريّ بخفةّ علىّ كتفهّ لّكي يتحدثّ نايتّ بنبرةّ باّردة
ـ شـّعور رائـّع أليسّ كذلكّ ؟ الانتقامّ من الشخصّ الذيّ كان سببا فيّ معاناتكّ ؟ أنـّا أعلمّ كيّف كانّ ذلكّ الشـعور حينهاّ لقدّ كانّ أضّعافاّ ، رؤيتكّ و
أنتّ تـذّرفّ دموعكّ كّطفلة صّغيرةّ بالفـعلّ كانّ بمثّابة نعيمّ
نـظرّ إليهّ ديميتريّ بحقدّ شديدّ يّعلم تماماّ كيفّ يستفزّ أعـّصاب الغـّير لاّ عـّجب أنّ حتىّ والدّه البيولوجي قدّ تّخلى عنّه فمنّ يّقبلّ أنّ ينسبّ وحشاّ
مثلّ هـذّا إلىّ عـّائلته ؟ ابتسـّم بّهدوء و أجـابه
ـ واحدّة بّواحدّة ، أحسنتّ القولّ نايتّ .. الآنّ أراكّ لاحقاّ
غـّادر الـغّرفة مسّرعاّ أجلّ لقدّ أحسنّ القولّ مستفزا إيّاه بهـذّه الطرّيقة عنّ نبشّ ماضّيه أبغضّ شيءّ بالنسبةّ لهّ لكنّ لنّ يدوم انتصاّره طّويلاّ
، لنّ يدوم صمودّه أكثرّ .. سوفّ يجّعله يّفقد جميعّ منّ يحبّ ، سوفّ يسلبّ له كلّ شخصّ أحبّه سيّعيد لّه ذّكرياتّ الماضيّ عندّما كانّ وحيداّ
، سّيفعل بكلّ تـّأكيدّ فقطّ إنتـظرّ و سترىّ

/

بـّعدّ مرورّ سّاعتينّ كانّ الـمـطّر يهطلّ بّغزارة علىّ مطّريتهاّ الـّحمراءّ الممسكةّ بهاّ بكلّ إحكامّ بينماّ عينيهاّ الواسعتينّ المصدّومتين تراقبّان
جثّمان السيدّ بيترّ و هوّ يـوضعّ فيّ أسفلّ الحـفرة تّلك قدّ التفّ الـعديدّ من الناّس حـّوله يرددونّ كلماتّ الـّوداعّ بّأوجّه ملأتهاّ دموعّ النـّدم و الحسرةّ ،
بّأناملّ مـّرتجفةّ سقطّت المـّطرية من بينّ يديّها مندّهشة لرؤيةّ ماّ يحدثّ متىّ توفيّ الجـّد ؟ هيّ لاّ تزالّ غيرّ مصدّقة غيرّ أن هـذاّ الألمّ يّجعلها تّدرك
أنهاّ و للمرةّ الثّانية فقدتّ والدّها ، لمّ تسنحّ لها ّالفّرصة أبداّ بّجعله يتقبلهّا كزوجّة لحفيدّه ، كتمتّ شّهقاتهاّ المتواصّلة و أرادتّ أنّ تـّقتربّ لتـّراه فقطّ
للمرةّ الأخيرةّ غيرّ أنّ تلكّ اليدّ الّصغيرةّ منعتهاّ فاستـدارت كيّ تّنظر نّاحية أليكساندرّ الحزينّ ثمّ أخذتّ تبكيّ و تّبكي دونّ مقدّرة لهاّ على التوقفّ ..
للمرةّ الثانيةّ فقدتّ والدّها و لمّ تسنحّ لهاّ الفرصةّ لجّعله يتقبلهاّ، أيّ حظّ تمتلكه هيّ ؟ أيّ مصيرّ يّقودّها و هيّ تّفقدّ أحبائهاّ واحداّ تلوّ الأخرّ ؟ أيعقلّ
أنّ ارتكبتّ خطيئة ؟
تّقدم منهاّ ذلكّ الطفلّ الصغيرّ ثمّ احتّضنهاّ بحزنّ عـّميقّ كيفّ يّعقل لديميتريّ أنّ يكونّ بهذّه القّسوة ؟ لماذاّ جّعلهاّ تحضرّ جنازةّ الجدّ بيترّ دونّ علمّ
بموته ؟ و لماذاّ لاّ يدّعها ترىّ وجههّ للمرةّ الأخيرةّ قدّ قيدّها بتواجدّ هـذّا الكمّ الهاّئل من الحرسّ حولهاّ ، نـظرّ إليهاّ أليكساندر بّأسىّ إنهّ يدركّ تماماّ
معنى فقداّن منّ تحبّ أنّ تكونّ وحيداّ ..
سكونّ قطّعه صوّت قطرّات المطرّ الخافتةّ علىّ التربةّ المبتلةّ بينماّ ترددّ بكاءّ الحاّضرين فيّ الأرجّاء قّاطعا ذلكّ الصمتّ ، ألمّ القّلوب حينهّا لمّ يكنّ
أحداّ قّادرا علىّ وصّفه فقدانّ من تحبّ ، الـرجلّ العـّادل النزيهّ قدّ رحلّ بلاّ عودةّ بلاّ وداعّ . رحـلّ للأبدّ لنّ يّفيدّ النـّدم ..
بّعد دفّن جثّته بـّدأ رجالّ الأعـّمال بالّرحيلّ واحداّ تـّلو الآخرّ كذلّك مـّعظم الـّحضورّ من بينهمّ السيدّة فرانسيسّ و زوجّها اللذاّن حاولاّ جاّهدينّ رفعّ معنوياتّ
أفراّد عـّائلة لبيرّ لكنّ كل محاولاتهمّ باءتّ بالفشلّ الذّريع ليّغـّادرا بّخيبةّ أملّ مرفقة بالأسىّ لحالّهم ، الـعمّ رويّ قدّم تعازيهّ الحـّارة لّهم قدّ أتتّ مـّعه
السيدّة سيليّا بالّرغم منّ أنّ حضورهاّ لمّ يكن مرغوباّ من قبلّ الـعديدّ خاّصة فلوراّ التيّ أخذتّ تّرمقهاّ بنظراتهاّ الناريةّ لكنهاّ ودعتّ الجدّ رغماّ عنها و
عنهمّ جميعاّ ، أمـّا فلوراّ فوقفتّ بجاّنب نايتّ واضعةّ يدّها علىّ كتـّفه محاولّة التـّخفيفّ عنهّ قليلاّ ،
إليـزابيثّ تـّقفّ وسطّ الاثنينّ كلاّ من كـّايل و نايتّ الـدموعّ تملأ خدّها تّشهق بينّ فنية و أخرىّ بينماّ أناملهاّ البيضاءّ تمتدّ بّخفة نحوّ يدّ نايتّ ممسكةّ إياهّ
بكلّ قوةّ الذيّ تّركهاّ تّفعل ماّ تشاءّ ربماّ لأنهّ كانّ مشتتّ الذّهن أوّ ربماّ لأنه بحاجّة فقطّ ليدّ تطمئنه، نـظرّ كـّايل ناحيةّ زوجتّه التيّ تبكيّ بّصمتّ ثمّ هزّ
رأسهّ نفياّ لوّ أنهاّ فقطّ لمّ تتهور فّي تلكّ اللحظّة لما شعرتّ بكلّ هـذاّ النـّدم ، لماّ أنبهاّ ضميرهاّ هـكذاّ
سوزيّ بالـّرغم منّ أنهاّ أرادتّ جاّهدة توديعّ الجـدّ إلاّ أنّ عملهاّ منّ أولوياتهاّ الأولىّ لذلّك حرصتّ أنّ تـّراقبّ الجنازةّ من بـعيدّ عـبرّ الكاميراتّ الخاصةّ
و نـشرتّ بقيةّ حـّراس فرانسوا الأوفياّء فيّ الأرجاءّ رجاءاّ فيّ مرورّ مراسمّ دفنّ الجدّ بسلامّ ، لعّل طّريقة مـّوته لمّ تكنّ طبيّعية و لـعّله لنّ يرتاحّ قبلّ
أن تكشفّ الحقّيقة لكنهاّ أرادتّ أنّ تمرّ هـذّه المراسمّ بهدوءّ لكيّ لاّ يذّل أكثرّ بـعدّ الآن ..
تنهدتّ فـّلوراّ بّأسىّ شديدّ قدّ تـّذكرت قّبر والدّها لمّ تـّزره منذّ مدّة فّقـررّت أنّ تذّهب إليهّ ، نـظرتّ حـّولهاّ بهدوءّ لمّ يبقى أحدّ سواهاّ و أفرادّ عـّائلة لبيرّ
فجّأة رأتّ سيـّارة سـّوداءّ مظللةّ يحيطّ بها العديدّ من الحرسّ قدّ كانتّ هناكّ إمرأةّ تبدواّ روسيةّ الجنسيةّ من خلالّ ملابسهاّ بّرفقتهاّ طفلّ صغيرّ ربماّ
ابنهاّ لاّبد أنهمّ من معـّارف الجـّد فهزتّ رأسهاّ نفياّ بحزنّ و غـّادرتّ بخطواتّ هـّادئة لاّ تكادّ أن تكونّ مسموعّة نـّاحية قبرّ والدّها ،
نـظرّت إليـّزابيثّ نـّحو كايلّ الذيّ بدا متـّألماّ للغّاية كادّ أنّ ينهارّ لحـظّة ماّ رميّ التـّرابّ على جّثمان جدّه لولاّ أنهّ تمالكّ نفسهّ ، دموعهّ قدّ جّفت غيرّ
أنّ حزنهّ إزدادّ حجماّ تنهدتّ إليزابيثّ ببرودّ و عـّادت تنظرّ ناحيةّ نايتّ الذيّ بدا أيضاّ مشتت الذّهن كّأنه لمّ يـعدّ جّزءا منّ هـذاّ العـّالم ، اقّتربت منّ
كايلّ أكثرّ لتهمسّ له بنبرةّ متـعبة شديدّة الإرهـّاق
ـ عـّزيزيّ أحتـّاج لّمسكنّ، هـّلا جلبّت ليّ واحـّدا ؟
أومـّأ بالإيجابّ ليـّغّادر هوّ الآخرّ نـّحو أقربّ صيدّلية موجودّة قدّ جـّعله وجّهها المـّرهقّ يبعدّ تـّفكيره قـّليلاّ عنّ وفاةّ جدّه ، بينماّ و حـّالماّ ابتـّعد كّايل
عنّ أنـظارّ الجميـّع أخـذّت ماريّ تـّراقبّ الوضـعّ بشكّ إذّ أنّ معـّظم الحرسّ اختفىّ و بعضهمّ غـّادر رفـّقة كـّايلّ لحراستهّ ، فجـّأة وضـعّ ديميتريّ يدّه
علىّ كتفهاّ لكيّ تجّفل من الصّدمة رفعتّ عينيهاّ ناحيّته لتّلاحظ ابتسامتهّ البّاردة المنـتصّرة لماذاّ يبدواّ واثقاّ جداّ ؟ ، كادتّ ماريّ أنّ تتحدثّ لولاّ أنهّ
وقفّ خلفهاّ لّيديرّ رأسهاّ بّلطفّ كيّ تـّركز نـظراّتها علىّ كلاّ من نايتّ و إليزابيثّ .. شـعرتّ بّناقوسّ الخطرّ يّدق كماّ لوّ كّأن قلبهاّ يحذرّها من الاستمرارّ،
أمـّا هناكّ كانتّ إليزابيثّ تّقف علىّ مقربةّ شديدّة من نايتّ الذيّ لا يبدواّ حتى الآن أنهّ قدّ لاحـظّ مغـّادرة الكـّل فاقتربتّ أكثرّ منهّ ثـمّ لفتّ ذراعيهاّ حولّ
خصـّره لتـّضع رأسهاّ علىّ صـدرّه حينهاّ أخفضّ نايتّ عينيهّ ناحيتهاّ رامقاّ إياهاّ بكلّ برودّ لاّ يـّعلم لماّ لكنّ بدا لهّ منذّ البداّية أنّهاّ تخططّ لشّيءّ ماّ
فّتـّركهاّ تحتضنهّ بّقوة متشبثةّ بهّ و لمّ يحـّاول إبـّعادهاّ عندّما طـّال الأمرّ تنهدّ لكيّ يدفعهاّ قليلاّ للخلفّ قاّئلاّ ببرودّ
ـ إليزابيثّ أناّ فعلاّ لستّ فيّ مزاجّ يسمحّ ليّ بتقبلّ تقلباتّك النفسيةّ لذلكّ من فضلكّ دعينيّ و شأنيّ ،
نـظرتّ إليهّ بّقليلّ من الـعطفّ محاولةّ جّعله يّشفق عليهاّ ربماّ يصدّقها أيضاّ لكنّ بدّت كلّ محاولاتّها فاّشلة لماّ لمحتّ عينيهّ الحـّادتينّ كأنهّ يكبحّ سّخطه
الشديدّ منهاّ أرادتّ فعلا أنّ تبتعدّ أوّ تختفي على الأقلّ فهيّ لم تحبّ على الإطلاقّ نظرّته المحتّقرة لهاّ كماّ لوّ أنهاّ حشرّة أوّ أقلّ منّ ذلكّ بكثيرّ لكنّ بالّرغم
منّ خوفهاّ إلاّ أنهاّ لم تستطعّ الابتعادّ هـذّه هيّ فّرصتها الـوحيدّة فيّ أن تكونّ بجانبه للأبدّ وّ أنّ تـبعدّ ماريّ أيضاّ عنه ، يجبّ عليها الحرصّ على حصولّ
ماريّ على أفضلّ جودةّ لهذّا البثّ المباشّر .. اقـتربتّ منه أكثرّ بينماّ نـظرّ إليهّا نايتّ ببرود رافعا حاجّبه للأعـلىّ تحدثّت بّرجاء
ـ أنـّا يّا نـّايت أحبّك و هـذّه ليستّ كـذبّة ، لطالماّ أحببتكّ منذّ أنّ وقع نـظريّ عليكّ .. أنـّا أحبكّ و أريدّ البقاءّ إلىّ جانب للأبدّ سّوف أفعلّ المستحيلّ
لأجلكّ مهماّ تـّريد فقطّ أطلب و أناّ سأنفذّ إنّ كان هـذاّ سيجّعلك تتأكدّ من حبيّ لكّ،
كالـعادةّ فّمهاّ لاّ يتفوه إلاّ بالأكاذيبّ ، كلّماتهاّ الـّرقيقة اعتادت علىّ لفّ خبثهاّ حولّ قـّلوب الغيرّ و تماماّ كالحرباءّ تتغيرّ ملامحـّها بّتغيرّ الأشخاصّ
الموجوديّن حولهاّ حينهاّ أصدرّ نايتّ آهةّ عـّميقةّ لكيّ يستديرّ ناحيةّ قبرّ جدّه متـّجاهلاّ وجودّها فّسحبتّ إليزابيثّ ذراعهّ بّكل قوتهاّ قاّئلة و هيّ تصيحّ بّأسى
ـ ماّ رأيكّ لوّ أنناّ نهربّ معاّ ؟ أنـّا أحبكّ و أنـّا واثقةّ أنهّ لا يزالّ هناكّ جزّء من قلبكّ يتمنى عودتناّ معاّ ، أرجوكّ لنهربّ معاّ و الآنّ لنّ أباليّ بمالّ أوّ
شهرة ما دمتّ سأعيشّ حياتيّ بأكملها معكّ ،
اتسعتّ عينيهّ من الصـّدمة و شحبّ وجهه كذلكّ كّما لو كّأن الدم قدّ سحبّ منه كلماتّ إليزابيثّ جعلتّ ذهنهّ يصبحّ مشتتاّ غيرّ قادر علىّ التـّفكيرّ
أقـّالتّ تواّ لنهربّ معـّا ؟ إليزابيثّ نفسهاّ التي تسعىّ للإطـّاحة به ؟ لسلبهّ كلّ ثروته ؟ تلكّ المرأة نفسهاّ التي قتلتّ جـّدهم ؟ تـّريد منهّ الآن الهربّ
معهاّ بّداعيّ الحبّ ؟ لاّ يدريّ لماّ و بالرّغم من كلّ هذّه الأسبابّ التيّ تجّعله يرفضّ عرضّها دونّ ترددّ إلاّ أن هناكّ شعورّ غريباّ قدّ داهمهّ ، ماّهو ؟
حينهاّ وضعت إليزابيث يديها حول خديهّ ثمّ وقفت على أصابع قدميهاّ لتتقدم منهّ فلم يعد يفصل بينهما الكثيرّ تحدثتّ بنبرةّ رقيقة
ـ أنـّا لطالماّ أحببتكّ و سأبقّى مخلصةّ لكّ ، أنـّأ لن أترككّ مهما حدثّ .. ليسّ بعد الآن
سقطتّ ذراعّ ماريّ جانباّ قد شّعـرتّ بفشلّ يّعم جسدّها بأكملهّ بينماّ أوشكتّ دموعهاّ علىّ النـّزول هيّ تـّرى للمرةّ الثّانية إليزابيثّ تـّقبل نايتّ بشّغفّ
عـّميق دونّ أنّ يوقفهاّ لاّ بلّ حتىّ بادرّها القـّبلة و للمرّة الثّانية أيضاّ يشهدّ قلبهاّ ألماّ عميقاّ لاّ يقدرّ على الـّوصفّ كماّ لوّ كأنّ هناكّ الـّعديد من الخـّناجرّ
تطّعنها فيّ الـّصميمّ بينماّ هيّ هناكّ تّناجيه دونّ صوتّ طوالّ لياليهاّ المـّظلمة تناّجيه منـّادية إياهّ لينقذّهاّ ، قـّلقة عليهّ كانتّ فلمّ تمرّ ثانية دونّ أنّ تمرقّ
بذّهنها صورتهّ الهـّادئة .. ياّ إلهيّ كمّ هـذاّ مّؤلم ،
هيّ هناّ بجـّانب ديميتريّ مقـّيدة رغماّ عنهاّ فيّ هذاّ الكرسيّ بينماّ إليزابيثّ تنعمّ برفقته و حـّبه ، الأهـمّ من كلّ هذاّ أنهّ لاّ يبحّث عنهاّ على الإطلاقّ لاّ
يريدّها أبداّ فأخفـّضت رأسهاّ للأسـفلّ مـّحاولة كتمّ دموعهاّ أنّ ترى أحبائهاّ لاّ يبحثون عنهاّ مطلقاّ ، بالـّرغم من مرورّ قرابة شهرين على اختفائهاّ إلاّ أنهّا
.. ربماّ ليستّ مهمةّ لهمّ و ربماّ لاّ يعني تواجدّها من عدمّه شيئاّ ، فّلورا ليستّ بحاجة إليهاّ كـذلكّ نايت فقدّ وجدّ سابقاّ شخصّا يعوّض مكانهاّ لاّ فيّ الحقيقةّ
ذلك المكان لمّ يكن لهاّ قطّ .. وضـعّ ديميتريّ يدّه على كتفهاّ مستمتعاّ بنشوة الانتصارّ فّتحدثتّ ماريّ بنبرةّ مرتجفةّ
ـ أنـّت حقّا تـّعلم جيداّ كيفّ تـّجعل الآخرين يّكرهونك
تلعثمّ منّ أثرّ دهشتهّ و ماّ الذيّ فعله ليكسبّ كرههاّ ؟ هـذاّ خاطئ فّكل ماّ أرادّه هوّ أنّ يريهاّ قيمتهاّ أمام نايتّ ، أرادّ أن يجعلهاّ تكـّرهه ربماّ تـمقته أوّ
أكثرّ لأنه لاّ يعلم حتىّ الآن باختطافها لأنه لمّ يبحثّ عنهاّ فّكيف بحق السماءّ دار الآمر لكيّ تصبّ كرهها عليه هوّ ؟ لقدّ ظن أنه و برؤيتهاّ لّحقيقة كلاّ
من إليزابيثّ و نايتّ ستتخلى عنه ربماّ لاّ بلّ حتماّ سوف تصبحّ فيّ فـريقه تّدعمه هوّ فقطّ ، تّحدث بّصدمة
ـ ماّ الذيّ تقصدينه ؟ هّل جعلكّ ترينّ الحقيقة أمرّ خاطئ ؟
كانتّ عينيهاّ تـّراقبانّ تـّصرفات نايتّ الهادئّة و هوّ يبـعدّ إليزابيثّ عنه بكلّ رفقّ بينماّ قلبهاّ يّدمي ألماّ لمّ تعتدّ تحتملّ الأمرّ بـعدّ الآنّ إنهاّ تدركّ تماماّ أنّ هـذّه
مـّجرد خـطّة لجّعلهاّ تـّكرهّ نايتّ لقدّ بدا الأمرّ واضحاّ و لاّ يحتاجّ لأيّ تفسيرّ لكنّ لوّ كان الأمرّ مجردّ خطةّ إلاّ أن ما تراه عينيهاّ حقيقيّ ملامحّ نايتّ لمّ يسبقّ
لها و أنّ رأتهاّ هـذاّ كلهّ .. ردتّ على تّساؤل ديميترّي بنبرةّ جـّافة تخللهاّ الكثيرّ من الألمّ
ـ ألاّ تّعلم ؟ إنهّ قـّول الحـّقيقة هيّ ماّ تّجعـّل البشرّ يّحقـّدون ، يّمقتونّ أيضـّا يكرهونّ ..
بعدّما أنهتّ كلماتهاّ وضعتّ يديّها على عجلاتّ كرسيهاّ لكيّ تستديرّ معـطيّة نايتّ و إليزابيثّ ظهرهاّ بينماّ أخذّ أليكساندر طوال هذّه الفترةّ يرمقهاّ
بنظراتّ مليئةّ بالشفقةّ فّأخفضتّ رأسهاّ بّألمّ واضـّح ، أرادتّ المضيّ قدماّ إلاّ أن ارتجافّ أناملها لم يساعدّها فّاستدارتّ حينهاّ لكيّ ينظرّ إليهماّ لأخرّ مرةّ
.. تماماّ كمّا قالّ نايتّ إنهاّ ليستّ أكثرّ من ضيفّ مؤقتّ لقدّ حان أوان رحيلهاّ ، نـّزلت دّمعة وحيدّة شقت طريّقها عبرّ خدّها المتوردّ بشدّة ثمّ تّحدثّت ببحةّ
ـ لنـّذهب ..
__________________
  #62  
قديم 12-28-2015, 05:23 PM
oud
 
الشـآبتـّر الـ 36

ـ حرّية المّؤقتة


وضعتّ بّاقة الأزهارّ أمامّ قـّبر والدّها بّهدوء ثمّ جّلست بينماّ عينيهاّ لاّ تفارقانّ إسمّه المنحوتّ علىّ الحجرّ ، لاّ تـّزال حتىّ الآنّ
غيرّ قادّرة علىّ تـّصديقّ أنّ والدّها فعلاّ قدّ توفيّ لكنّ و بالنـظرّ نحوّ هـذاّ القـّبر فّلا مفّر لهاّ من الهروبّ ، تّنهدتّ بّأسىّ مفـّكرة
كيّف كانتّ و كيفّ أصبحتّ إذّ أنه سابّقا أولويتهاّ الأولى هيّ أّفراد عـّائلتهاّ لاّ يهمّ أيّ طريقّة أوّ سبلّ تتّبعه إنّ كان ذّلك سيكون
حلاّ لّمشاكلهمّ لكنّ الآنّ ..
إنهاّ أنانـّية للغـّاية لاّ تـّفكر بشيءّ سوىّ كيفّ تّجعل ويليامّ يحبهاّ و لاّ غـّاية لهاّ إلاّ الفـّوز به فّلم تّعد تّريد الإهتمامّ بّماريّ فتاتهاّ
الصّغيرةّ أوّ أبسطّ الأشياءّ كزياّرة قّبرّ والدّها مّثلا ، فّعلا الحبّ قدّ يجّعل الناسّ أقوياءّ و فيّ أحيانّ ماّ ضّعفاءّ كماريّ بينماّ هناكّ
من يجعـّلهم الحبّ أنانيينّ محبينّ لّتملك ربماّ مثلهاّ هي ، قطبتّ حاجبيهاّ و هزتّ رأسهاّ نفياّ إذّ كونهاّ السببّ فيّ اختطاف ماريّ
يّثير أعـّصابهاّ ،
أخـذت تـنظرّ لّقبرّ والدّها بّألمّ لاّبد أنّ ظنه قدّ خابّ بهاّ فّهو لطالماّ أرادّ لفتـّياته أنّ تكن قّوياتّ لاّ يّهزهنّ مشّاكل الدّنياّ لكنّ هاهماّ
الأولىّ تّغار منّ أختهاّ و تـّبتعد عنهاّ خطّوة بخطّوة بينماّ الأخرىّ ألقتّ بكلّ شيءّ لتتزوجّ من أحدّ هي لاّ تـّعرفه مـّعرفة صحيحّة حتىّ
أنـظرّ إلىّ ماّ قّادها تهورهاّ أليستّ الآن بينّ يديّ ألدّ أعداّءه ديميتري ؟ فكـّرت بّتعّاسة يجدرّ بهاّ تركّ جنازة الجدّ تمرّ على خيرّ ثمّ
بـّعدها ربما بـّعد يومينّ ستخبرّه بّأمر اختطاف ماريّ كهذاّ أفضلّ حتىّ يظن ديميتري أنهاّ خاّئفة منهّ ..
فجـّأة سمعتّ صّوت خـّطواتّ خلفهاّ فّاستـدارت لكيّ ترى من القّادم بالٍّرغم منّ أنهاّ بالفعلّ تّعلم منّ يكونّ ، وجدتّ السيدّة سيليّا قـّادمة
مـّرتدية مـّعطفاّ أسودّا و شّعـّرها الأشـقرّ القصيرّ تـّلاعبّه نسّماتّ الـّرياح الخافتةّ كانتّ بّمثابةّ إمرّأة بّغايةّ الجمالّ و الأنـّاقة فّكشرت
فلوراّ باحتقار ثمّ وقفتّ تـّقدمت بّسرعة إليهاّ لتتوقفّ أمامهاّ حينهاّ رفعتّ سيليّا حاجبهاّ دلالة علىّ استنكارّ تصرفّ ابنتهاّ ، تـّحدثت بّهدوء
ـ لقدّ مرتّ فترة طـّويلة أليسّ كذلكّ ؟
منّ أعـّلى رأسهاّ إلىّ أسّفل قدّميها مـّكسوةّ بأغلى الحليّ مرتديّة ملابسّ لأشهرّ المصممينّ نـظرّاتهاّ الهـّادئةّ أوّ نبرةّ صوتهاّ الغـّريبة
كلّ شيءّ بهاّ يجّعل فلوراّ تـّرغبّ فيّ لكمهاّ لكنّ و لكونهاّ أمهاّ حتىّ ولوّ كان الأمرّ لفترةّ قصيرّة منّ حياتهاّ إلاّ أنهاّ حـّاولت تمالكّ
أعّصابها ، أجـّابتها بّنبرة بّاردة
ـ و يّا ليتهاّ كانتّ أطـّول ، لقدّ سمعتّ أنكّ قدّ تزوجتّ أهنئكّ
ابتسمتّ حينهاّ سيلياّ بّهدوء قدّ عـّلمت فّورا السببّ وراءّ تصرفاتّ فلوراّ بّالغة الثّوران فّأومّأت بالإيجابّ هيّ لم تستطعّ أن تّجعل حياتهاّ
تتوقفّ فقطّ لأن جوناثانّ رفضّها ، تـّحدثت بّلطفّ
ـ شكـّرا لكّ ، بّالمنـّاسبة أينّ أختكّ فّأنا لمّ أرهاّ طوالّ الّيوم ؟
نـظرتّ إليهاّ فلوراّ بّحدةّ ثمّ ابتعدّت قّليلاّ عنّها مّفسحة المجالّ لهاّ بالمـّرور لطالماّ كانّ لدىّ سيليا اهتمامّ كبيرّ بّماري و لعلّ هذاّ الاهتمامّ
هوّ ما دّفعها لاقتحام حّفلة الزفافّ من أجلّ إيقافهاّ أوّ ربماّ لأخذّها معهاّ إنّ تطلّب الأمرّ حاولتّ سابقاّ جّعل ماريّ تعيشّ معهاّ و فّعلا ذّهبت
لكنّ لتعودّ بعدّ فترة من الزمنّ فيّ حالةّ يرثى لهاّ مماّ أغضبّ جوناثاّن الأمرّ الذيّ كان السببّ فيّ قطّع كلّ صلتهمّ بوالدّتهما ، بالّرغم من
أنّ ماريّ رفضتّ الإفصاحّ عن ماّ حدثّ لّكن تلكّ الحادّثة تّركتّ جرحاّ واسّعا بداّخلهاّ حتىّ لوّ لمّ تّقل بالكلماتّ إلاّ أن ذلكّ الّجرح لديّها هيّ
أيضّا ، أجـّابتها بّحدة
ـ و لماذاّ تـٍّردين رّؤيتها ؟ يكفيهاّ ماّ لديّها فّقط أغـّربيّ عناّ أيتهاّ..
قطعتّ كلامهاّ قبلّ أنّ تتفوه بّأيّ شيءّ بذيء كعاّدتهاّ ثمّ استدارتّ لتنظرّ إلىّ الجـّهة الأخرىّ بغضبّ هيّ لن تسامحّها أبداّ على تّركهمّ بينماّ
قطبّت سيلياّ حاجبّيها بّإستنكارّ هيّ تعلمّ تماماّ ماّ يدورّ بّخلدّ بناتهاّ إذّ أنهنّ كوالدّهن لاّ يجدّن إخفاءّ مشاعرهمّ ، اتجـّهت إليهاّ و وضعتّ يدّها
على كتفها قّائلة بّتساؤل
ـ ماّ الذيّ حدثّ فلورا ؟ هـّل أنتماّ بخيرّ ؟
صمتتّ علىّ مضضّ لاّ تـّريد رّؤية ملامحّ والدّتهاّ لاّ تـّريد تّذكرّ الماضيّ، لا ّتـّريد تّذكر أنهاّ خذلتّ والدّها.. ضّربتّ يدّ سيلياّ بّخفة لكيّ تّبعدّها
عن كتفهاّ ، كمّ هـذاّ صعبّ لماّ لاّ تّستطيّع أنّ تّنفيّ كلامهاّ ؟ لماذاّ تّشعر بالضعفّ كلماّ رأتهاّ ؟ نـّزلت دّمعة وحيـّدة شّاقة طريّقها لكيّ تتحدثّ
فلورا بنبرةّ باّردة
ـ بالّطبع نحنّ بخيرّ مادّمت بّعيدّة عناّ ماّ دمناّ أصبحّنا أفضلّ و أفضّل
أخفضتّ سيلياّ رأسهاّ للأسفلّ بّقليل من الندّم هيّ تعلمّ كمّ كانتّ أمّا مرّيعة لهماّ تـّبكي طّوال الوقتّ لّفقدان حبّ زوجّها وّ تستمرّ بالنحيبّ كمّ
مرةّ نستّ ماريّ فيّ الحضانة ، كمّ مـّرة نستّ حضور حفـّلة تّكريم فلوراّ لّكن لمّ تكنّ لتتعمدّ ذلكّ أبداّ فّبدأتّ بذّرف دموعهاّ كعّادتهاّ لكيّ تنظرّ
إليهاّ فلوراّ بدهشةّ ارتبكتّ قليلاّ يبدواّ أن كلماتهاّ كانتّ قاسيّة هـذاّ غريبّ حيثّ أنهاّ لم تستعملّ أيّ ألفاظّ سوقية كماّ تصفها السيدة فرانسيس ،
حكتّ خصلات شعرهاّ بّتوتر ثمّ تنهدتّ لكي ّتجلسّ بجانبّ قبرّ والدّها قـّائلة بّنبرة صّادقة لمّ تهتمّ فيهاّ كمّ كانتّ كلماتها قّأسية علىّ مسامعّ سيليا
ـ لأخبركّ الحّقيقة أنـّا لاّ أحبكّ علىّ الإطلاقّ و لاّ أريدّ تـّذكركّ لأنك تشكلين ماضيا تعيسا من حياتناّ ، أردتّك أن تكونيّ معناّ عندّما علمّ والدي
بّمرضه أردتّك أن تكوني أول من يّواسيه ليخبره بّأنه هنا لجانبه ، عنـّدما هربت ماريّ من المنزلّ أردتّك أن تكوني هناّ لتوجيههاّ وّ للإمساكّ
بيدّها ، عـندّما علمتّ بّمرضّ والدّي أردتّك أنّ تكوني بجانبيّ تخبريننيّ بّأن كلّ شيءّ سيكون علىّ ماّ يرامّ و بأنكّ مهماّ حدثّ فّإن نظرت من
حولي حتما سّأجدّك لكنّ للأسفّ أنتّ و مهماّ بحثت عنكّ ، مهماّ أردتّ رؤيتكّ إلاّ أننيّ لم و لنّ أستطيعّ أبداّ إيجادكّ ..
سّقطت سيليا على ركبتيهاّ دّهشة منّ قـّوة وطأة كلماتّ فلوراّ على قلبها لطّالما أخبرهاّ رويّ بأن بناتهّا بحاجّتهاّ لكنّ ظّنت أنّه بتواجدّ جوناثان
حولهماّ فّلن يّفتقداهاّ أبداّ شـعرتّ بّقليلّ من السّعادة لكونّ فلورا تعترفّ بحاجتهاّ إليهمّ غيرّ أن نبرتهاّ البّاردة أوّ ملامحّها المتّألمة جّعلاها تّشعر
بّألم هيّ الأخرى ، كتمتّ شهقاتهاّ فّوقفت فلوراّ بهدوء لكيّ تتحدثّ مجدداّ
ـ لاّ تقلقيّ لأنهّ لاّ يحقّ لكّ ذلّك، أخبارناّ لم تّعدّ من شّأنكّ بعدّ أنّ تركتناّ أميّ لكنّ دعينيّ أخبركّ بهـذاّ.. لّأنك تّركتناّ التقيت بّأناس أصبحّوا مصدٍّر
أمل ليّ ، أناسّ يّسعون لّسعادتيّ .. لقدّ صارّ لديّ أمّ بالرغم منّ أنهاّ لم تّلدنيّ إلاّ أننيّ سّأضحيّ بحياتي منّ أجلهاّ ، لقدّ صـّار لديّ أصدقاءّ
بالّرغم من قّلتهمّ ، منّ بّرودة أعصابهمّ إلاّ أنهم يّهبون لمساعدتي دونّ أنّ أصرخّ طاّلبة النجدّة .. فّشكراّ لك
السيدّة فرانسيسّ و السيدّ بولّ ، ويليامّ و نايتّ حتىّ كليرّ كّلهمّ عـّائلتها لذّلك لنّ تشعرّ بالألم بعدّ الآن .. استـّدارت راحّلة تسيرّ بخطّوات هـّادئة
واضعّة كلتّا يدّيها فيّ جيبّ معطّفها مرددةّ ترانيمّ أغّنية شّعبية قـّديمة تّاركة الشّخص الذيّ لطالماّ بحثّت عنهّ و الذيّ لطالّما أرادتّ أن تجـّده خلفهاّ ،

-/

مطّر يّهـطلّ بّغزارة كـذلّك كانتّ دموعهاّ فلمّ تتّوقف لوهـّلة عنّ ذرفهاّ، تـّلك الدّموع المليّئة بالحـّسرة وّ الأسىّ كمّ هيّ غـّبية لتـّظن بّأنها فيّ يومّ
مـّا قدّ تّكسبّ حبّ نايّت لهاّ إلىّ جانبّ كونهاّ غـّبية كانتّ حـّالمة أيضّا ، كلّ ذلّك الجـّهد الذيّ بذّلته مرفقاّ بحبّها لاّ بلّ بعشقهاّ الـّجنونيّ نحوهّ .. لمّ
يكنّ أبداّ لينجحّ ، حـّاول أليكساندرّ وضـعّ المطريةّ فوقّ رأسهاّ إلاّ أنهّ لمّ ينجّح لقّصرّ قـّامته فّكتمّ رغـّبته الشديدّة فيّ البكاءّ وّ أمسكّ بيدّها يّريد
أنّ يطّمئنهاّ بّوجودّه معهاّ فـّلا أحدّ يـّعلم معنىّ الّوحدة إلاّ الـّيتيمّ ، بينماّ ابتسمّ ديميتري بّسخرية الآنّ لقدّ نجحتّ خطّته و هاّ قدّ خسرّ نايتّ أكثرّ
الأشخاصّ وفاءّ لهّ إنهّ لخطّأ مميتّ فقدّان الأشخاصّ الذّين ينوونّ تخليّ عنّ حياتهمّ من أجلـّك ،
أرادتّ أنّ تّأخذّ فتّرة راحـةّ من هذّه الحيّاة ربماّ غيبوبّة مّؤقتة قدّ تّفيّ بالغّرض و إنّ كانتّ داّئمة فّلا شيءّ أفضلّ من ذلكّ ، أخفّضت بّصرهاّ للأسفلّ
ناحيةّ الأرضّ كمّ هـذاّ غريبّ كونهاّ تتمنىّ فيّ هذّه اللحظةّ لوّ أنهاّ في مكانّ إليزابيثّ ، لوّ أنهاّ كانتّ هيّ إليزابيثّ لّتحصل علىّ كلّ هذاّ الاهتمام فجّأة
هـزتّ رأسهاّ نفياّ محاولةّ تمالكّ أعصّابهاّ بينماّ رفضتّ دموعهاّ التوقفّ هلّ تمنتّ تـّوا أنّ تصبحّ إليزابيثّ ؟
نـظرتّ إلىّ نايتّ ذوّ الملامحّ الشّاحبة بّنوعّ من الألمّ ثمّ كـّادت أنّ تتقدّم ناحيتهّ صحيحّ أنهّ لاّ يحبّها بلّ بالأحرىّ هوّ تقريباّ يكرههاّ لكنّ بالّرغم منّ ذلكّ
هيّ لا ّتـّريد أنّ يّكون بّرفقة خاّئنة مثّل إليزابيثّ إنهّ يستحقّ شخصاّ أفضلّ يّريه معنىّ العـّيشّ ، زمتّ شفتيهاّ محاولّة كتمّ شهقاتهاّ بينماّ كانّ ديميتريّ
يّستمتعّ فّعلاّ برؤيتهاّ هكذاّ .. أمسكّ أليكساندرّ بيدّها قّائلاّ و الـقلقّ يلفّ كلماتهّ
ـ ماريّ سّوف تمرضّين إنّ استمريت بّوقوفّ هناّ هياّ دعيناّ نعودّ أرجوكّ ،
أومـّأت بالإيجابّ و أدارتّ ظهرهاّ لهمّ جّميعاّ حتىّ فيّ أوجّ لحظاتهاّ ألماّ لمّ تـّرد لّديميتريّ أن يراهاّ بّهذاّ الضعف إنّ يكنّ فّهذّه ليستّ المرّة الأولى
التيّ تّقبل ّفيهاّ إليزابيثّ نايتّ و ليستّ المرةّ الأولى التيّ تلفّ ذراّعيها حولهّ متمسكةّ به و بالطبعّ ليستّ المرةّ الأولى التيّ يـّظهر فيهاّ نايتّ ملامحـّه
المتّألمة المترددّة ناحيتهاّ تّنهدتّ راّفعة رأسهاّ للأمامّ كيّ تّرى كـّايلّ قادماّ ممسكاّ بكيسّ دواءّ و يبدواّ أنهّ يتذّمر بشدّة فجّأة تّغيرتّ ملامحّه بّأكملهاّ
حالماّ وقعّ نظرهّ على إليزابيثّ و نايتّ لكيّ يسقطّ ذلكّ الكيسّ الذيّ حافظّ عليهّ طّوال هـذّه المسّافة ، همستّ ماريّ لنفسهاّ بّابتسامةّ صغيرةّ حزينةّ
تعلوّ محياهاّ
ـ كّأن الماضيّ يعيدّ نفسهّ .. ، كـّايل
رّؤية إليزابيثّ تّحتضن نايتّ للمرةّ الثّانية محاولةّ جّعله يلتفّت نحوهاّ يّلقي بّمشاعره إليها .. رفّع حاجّبه بّغيضّ شديدّ هلّ تخلصّت منه منّ أجلّ فعل
هـذاّ ؟ تـّلك الحّرباء السّافلة تعـّلم تماماّ متىّ تختارّ الـّوقت المناسبّ لّلهجوم ، يجدرّ به تّأديبهاّ قليلاّ فكـّاد أنّ يـّركضّ ناحيتهمّ فلاّ أحدّ يوقفـّه الآنّ
عـّندّما لمحّ من طرفّ عينهّ تّلك المـّرأةّ ذاتّ الشـعرّ البنيّ و لأنهّ كانّ يركضّ باتجاهها فأستطاع أنّ يـرىّ ملامحـّها ربماّ ليسّ بشكلّ جيدّ لكنّ لاّ لنّ
يستطيعّ أنّ ينسى هـذّه الملامحّ وّ لو فقدّ ذاكرتهّ ، إنهاّ ماريّ نفسهاّ ماريّ و دّموعهاّ كعّادتها تغـّزوا وجـّهها بـّرفقتهاّ حارسينّ يبدوانّ ضخامّ الجـّسد
كذلكّ هناكّ طفلّ صغيرّ يحاولّ أنّ يواسيهاّ بينماّ .. اتسعتّ عينيهّ من الصـّدمة إنهّ ديميتريّ ، ذلكّ الـّرجلّ الذيّ يحاولّ الإنتقامّ منّ نايتّ ماّ الذيّ يّفعله
بّرفقة ماري ؟ هـذاّ شديدّ الغـّرابة لاّ بلّ مثيرّ لريبةّ فّصّاح بّقوة جّعلت الكلّ يلتفتّ نحوهّ
ـ مـاري ..
استـّدارت حينهاّ ماريّ لكيّ تـّنظر ناحيّته بّأسىّ ماّ الفـّائدة الآنّ منّ معـّرفة مكانهاّ ؟ بينماّ شّحب وجـّه نايتّ كلياّ كانتّ ماريّ بجاّنب ديميتريّ الذيّ على
شّفتيه ابتسامةّ سّاخرة فّدفّع إليزابيثّ بّعيدا عنهّ ألهذاّ كانتّ تقّترب منه ؟ ألهذا قّبلته ؟ كيّف كانّ غـّبياّ لينصاعّ خلفهاّ فّحتىّ لوّ أرادّ أنّ يكشفّ نيتهاّ لمّ
يكن يجّب عليه التمادي إلىّ هذاّ الحّد ، صّاح بّنبرةّ مبـّحوحةّ
ـ مــــاريّ ،
تـّوقفّ أليكساندر عنّ دفّع الكرسيّ المتـّحرك بينماّ رفـّضت ماريّ أن تستجيبّ لندائه شدتّ الإحكـّام علىّ قبضتهاّ هـذاّ يكفيّ لماذاّ يحدثّ كل هـذّا لهاّ ؟
الآنّ ليستّ لديّها رغّبة فيّ العـّودّة أوّ حتىّ فيّ البقـّاء معّ ديميتريّ كلّ ماّ تـّريدّه هوّ الهـّرب بـعيدّا عنّ كلّ شيءّ ، عنّ نايتّ .. بينماّ نـظرّ نايتّ حوله
محاولاّ استدعاءّ الحـّرس إلاّ أنهمّ لمّ يجدّ أحداّ تّبا لمكائدّ ديميتريّ ، لماّذا الآن ؟ فطّب حاجّبيه بّغضبّ عـّارم وّ كـّاد أنّ يصّيح مـجدداّ عندّما استدارتّ
ماريّ نـّحوه ، نـظرّاتها مليّئة بالغـّضب أيضاّ حـّادةّ و شديدةّ الأسىّ على حالهاّ ، فتحتّ فمهاّ لكي تّقول شيئاّ ماّ لكنهاّ سّرعان ماّ تـّراجعتّ صمتتّ بّهدوء
لمّ تـّعد الكلماتّ تكفيّ الآنّ ..
رفـعّ ديميتريّ يدّه عالياّ رافعاّ إبهامهّ ثّم أخفضّه للأسفلّ دلالةّ علىّ أنّ نايتّ قدّ خسرّ مماّ جعلّ الأخيرّ يّثور غـّضباّ فيّ حينّ اقتربتّ ماريّ منّ أليكساندرّ
الخـّائفّ و همستّ فيّ أذّنه بنبّرة هـّادئة
ـ ثقّ بيّ أليكس أنـّا حتماّ سّأنقذّك ..
متجـّاهلة الأحـداثّ التيّ تـدورّ خلفهاّ تـغيرتّ ملامحـّها منّ الحزنّ و الأسىّ على حالهاّ إلىّ الـعزمّ و الإصـّرارّ ، لقدّ تأكدتّ أنهمّ لمّ يبحثواّ عنهاّ طواّل
فترةّ غيابهاّ لمّ يلاحـظواّ أبداّ كونهاّ مختفيةّ كّأنها ليستّ جزءاّ من أسرتهمّ هـذاّ الأمرّ أحـبطّها كثيراّ لكنّ و إلىّ جانبّ إحباطهاّ فّقدتّ عـّقدت الّعزم
على أنّ لاّ تنتظرّ أحـداّ .. سّتكونّ بطلّة نفسهاّ ، زمّ نايتّ شّفتيه حتىّ سّال خـطّ دمّ رفيعّ من بينهماّ قدّ أخفتّ خصلاتّ شعرهّ السوداءّ منـظرّ عينيهّ
الداكنتينّ تـّقدم أكثـّر بينماّ بّإشارةّ من يدّ ديميتريّ خـرجّ حرسهّ منّ السياّرة مـّشكلينّ داّئرة حـّول ماريّ فيّ حينّ وضـعّ أحدّهم مسدسّا علىّ رأسهاّ ،
تّوقفّ نايت فيّ مكانه بـّقلة حيلةّ كذلكّ فـّعل كايلّ إنه فعلاّ يرغب فيّ مساعدتّها ، عاّجزين عنّ الحركة و الكلام أيضّا
أتتّ فـّلور من بـّعيد تّمسحّ دموعهاّ عنـّدما لاحـظتّ تـّوتر الأجـّواءّ منّ إليزابيث الممسكةّ بّمعصّم نايتّ الغـّاضبّ إلىّ كايلّ الذيّ فـّتح فمّه بصدّمة شديدّة
فّوجهتّ نـظرّها إلىّ حيثماّ استرعىّ الشيءّ الذي استرعى انتباهّ الثـلاثةّ لكيّ تـّرى ماريّ جاّلسة علىّ كرسيهاّ المـّتحركّ بهـدوءّ بينماّ فوهّة المـّسدسّ
موجـّهة إلىّ رأسهاّ محـاطةّ بـّالكثيرّ من الحـّرسّ و من بينّ كل هـؤلاءّ الـّرجالّ برزّ ديميتريّ أكثـّر بّابتسامتهّ الـّساخرةّ و ضّحكته التّي علتّ فيّ الأرجاّء ،
كانّ يبدواّ مستمتعّا بشدّة رؤيةّ نايتّ عـّاجزاّ شيءّ لاّ يراهّ أبداّ ، قطبتّ حـّاجبيهاّ ثمّ ركضّت غـّير مباليةّ بـّعدد الحّرسّ بينماّ صّاح كايلّ بّذعر
ـ أيتهـاّ المجـّنونة تـّوقفيّ
لمّ تـّكن كلماتّ ديميتريّ المـّهددة لتوقفهاّ أوّ رجاءّ كايلّ لهـّا أوّ حتىّ صـّراخ نايتّ الغّاضبّ عليهاّ بـّقدر مّا أوقفتهاّ نـظرّة ماريّ البّاردة لهاّ كّأنهاّ لم تعدّ
أختـّهاّ بعد الآنّ مما جّعلها تفـّكر ماّ الذيّ حّدثّ تواّ ؟ همستّ ماريّ فيّ أذنّ أليكساندرّ بّشيءّ ماّ لكيّ يدفـعّ الكرسيّ بهدوءّ شديدّ و خـّلفها العـّديدّ من
الحـّرس ، صـعدتّ إلىّ متن السّيارة السّوداءّ المظللةّ دونّ أيّ مقـّاومة تـّرجى ماّ فـّائدة الآّن ؟ ماّ فـّائدة الصّراخ بّإسمهاّ ؟ لمّ تـّعد تّستطيعّ الـّرد تماماّ
كمّا لوّ يّعد جدّ قـّادرا علىّ الـردّ..
ألقى أليكساندرّ نظرّة خـّاطفة للخلفّ ثـّم عـّاد يصبّ جمّ اهتمامهّ علىّ ماريّ الهـّادئة بالٍّرغم منّ كلّ هـذاّ الهـّدوء الذيّ تـّظهرهّ إلاّ أن الألمّ الذيّ تّحتملهّ
لاّ يـّقدر علىّ التعّبيرّ الـوحدّة التيّ تشعرّ بهاّ الآنّ لاّ توصفّ ، صـّعد إلىّ جانبهاّ ممسكاّ بيدّها ثمّ غـّادر ديميتريّ بـّرفقة حرسّه ،
حينهّا سقطتّ فـّلورا علىّ ركّبتيهاّ بّصدمة شديدةّ لقدّ تجـّاهلت ماريّ نداءاتهاّ المستمرةّ لهاّ لاّ بلّ حتىّ أنّها لمّ تظهرّ أيّ تـعبيرّ على وجّههاّ قدّ غـّابت عنّ
شفتيهاّ ابتسامتهاّ الـّمشرقة المرحةّ لّيحلّ مكانهاّ الوجومّ بينماّ غـّادرتهاّ نظراّت عينيهاّ اللطيّفة الـّرقيقةّ لكيّ تصبحاّ أشدّ صـّلابةّ أكثرّ برودّا و أقـّل رغـّبة
فيّ الحياةّ ، كيفّ أصبحتّ هّكـذاّ كّأنهاّ غـّريبة ،
نـظرّ نايتّ للأرضّ بتشتتّ غيرّ قـّادر علىّ جمـّع أفكـّاره فيّ حينّ نـظرّة ماريّ المـّركزة عليهّ تـّرفضّ أنّ تـّفارقّ خيّاله ، مـّا الذيّ يحدثّ كيفّ يـّعقلّ أنّ
تكونّ ماريّ بّرفقة ديميتريّ ؟ لقدّ حرصّ علىّ إبـّعادها عنّ هـّذه المـّعركةّ مرسّلا إياهاّ إلىّ فرنساّ بـّعيداّ عنّ هذّه الأجواءّ المشّحونةّ لقدّ كانّ شديدّ
الحرصّ علىّ سّلامتهاّ فأرسّل أفضلّ و أأمنّ حرسهّ معهّ فـّرانسواّ ، حرصّ على عـّدم الاتصـّال بهاّ لأنهّ يـّعلم أنّ كلاّ من الـّشرطة و ديميتريّ يراقبانّ
تـّحركاتهّ فّكيفّ بحقّ السماءّ هيّ برفقة ديميتري ؟ أينّ أخطـّأ ؟ أيّ تـّصرفّ أيّ حركةّ جـّعلته يكشفّ مكان ماري ؟ أيّن هوّ فرانسواّ ؟ مـدتّ إليزابيثّ
يدّها مجدداّ ناحيةّ معـّصمه لكيّ تمسكهّ لولاّ أنه استدارّ رامقاّ إياهاّ بنظرةّ باّردة خّطرة
ـ لاّ تظنيّ أننيّ سأنسى أمركّ، لاّ تـّقلقيّ فسوفّ أفرغّ القليلّ من وقتيّ من أجلكّ ..
رفـعّ هاتفهّ ثمّ حـّاول الاتصـّال بّفرانسواّ لكنّ لمّ يجبّه أحدّ بالّرغم من محاّولاتهّ العـّديدةّ بينمّا اقتربتّ منه فّلورا بّقلقّ شديدّ أخـذتّ تّمرقّ بعينيهاّ بينّ
هـّاتفه النـّقال تّارة و بينّ وجـّهه ذوّ المـّلامحّ الغّاضبة تارةّ أخرّى ، إنّه خـطّأها هيّ فّلقدّ ائتمن نايتّ ماريّ لهاّ و لقدّ أخبرهاّ بوضوحّ أن تستمرّ بالاتصالّ
بهاّ لكيّ تـّعلمّ بّتّطور حالتهاّ لكنهاّ لا .. لقدّ تجاهلت طلبّه بّفعل الغـّيرة التّي تملكتهاّ ، تلكّ الغيرةّ منّ أختهاّ لأنها استطاعتّ كسبّ قلبّ ويليام على عكسهاّ
هيّ .. تلكّ الغيرةّ كانتّ سبباّ فيّ جعلهاّ تبتعدّ أكثّر فّأكثرّ عنّ أختهاّ بدّأتّ بالبكاءّ
حينهاّ ارتجفّت أناملّ نايتّ لكيّ يسقطّ الهاتفّ من بينّ يديّه إلىّ الأرضّ منكسراّ لأشلاءّ عديدّة ، مّا هذاّ الذّي يحدثّ ؟ كيفّ يعقلّ لفرانسواّ أن يتجاهلّ
اتصالاتهّ العـّديدةّ لاّ بلّ كيفّ يعقل أنّ يتركّ ماريّ تقّع بين يديّ ديميتريّ الشخصّ الذيّ يجبّ عليه توخيّ الحـذرّ منه أكثرّ ، أماّ يحدثّ الآن عـّقاب له ؟
استـدارّ بسرعةّ ناحيةّ إليزابيثّ و كادّ أنّ يّرفعّ قبضّته فيّ وجههاّ لكنه تـّراجعّ فيّ آخرّ لحـظّة ، تـّبا لمّ يكن عـّليه التماديّ أكثرّ فيّ هـذاّ ..نـظرّ إلىّ حّارسينّ
الموجودّين من طرفّ فرانسواّ ثمّ أشارّ لهماّ بالتـّقدم .. تـّحدث بنبرةّ حـّادة
ـ اتبعاّ ديميتريّ و لا تدّعاه يغيبّ عنّ أنظاركماّ أيضّا حاولاّ أنّ لاّ تّجعلاهّ يـّعلم بّأمركمّا ،
أومـّأ الحـّارسينّ و سّارعـاّ بالركض نـّاحية سّيارة مـّا مضّللةّ بينماّ كزّ نايتّ أسنانهّ بـّعصبيةّ إنهّ يحاولّ جاهداّ الحفاظّ على أعـّصّابه لكنهّ لاّ يستطيعّ ،
نـظرّ إليهّ كايلّ بّتوتر و حـّيرة ثمّ عـّاد ينظرّ ناحيةّ زوجـّته إليزابيثّ لقدّ بدتّ سّاكنة للغـّاية كماّ لو كّأن الأمرّ لاّ يـّعنيهاّ لاّ لمّ تكتفيّ بهـذاّ فقطّ بلّ حتّى أنهاّ
رسمت علىّ شفتيهاّ ابتسـّامة بّاردةّ مليّئة بنشوةّ الانتصّارّ ، فـكرّ كايلّ بّحيرةّ أيعقلّ أنـّها تّعمل معّ ديميتري ؟ لقدّ كان توقيتّ إرسالهاّ للمقالاّت عبرّ
الانترنيتّ مثالياّ ، ربماّ هيّ رفيقّته فيّ كلّ ماّ يحدثّ هناّ لكنّ هـذاّ غيرّ معـّقول ..
تـّقدمتّ فلورّا من نايتّ بتوترّ شّديدّ كانتّ تدّرك حجمّ خطّأهاّ لأنهاّ لمّ تـّداري أختهاّ و هيّ بالفـّعل ناّدمة لذّلك فلمّ تكنّ تظنّ أبداّ أنّ ماريّ ستقّع فيّ موقفّ
مثـّل هـذاّ ، أنّ تكونّ مختـّطفة لاّ بلّ حتىّ أنّه حاولّ الاعتداء عليهاّ تبّا ماذاّ ستكونّ ردةّ فعلّ نايت إنّ عـّلم بّهذاّ ؟ ، كادتّ أنّ تتحدثّ عندّما استدارّ نايت
ناحيتهاّ قـّائلاّ بنبرةّ بـّاردة
ـ فـّلورا ابقي هناّ لقدّ خرجتّ الأمسّ بكّفالة لذلّك حاولّي أنّ لاّ تجذبيّ الكثيرّ من الأنـظارّ إليكّ أيضّا أريـّد منكّ أنّ تّحاولي الاتصال بفـّرانسواّ و إنّ لمّ
يجديّ ذلكّ نفعاّ فاتصلي بالمستشفىّ الذيّ كانتّ ماريّ فيهّ و حاولّي الحـّصول علىّ إجاباتّ من هنّاك ،
أومّأت فلوراّ بالإيجابّ باّلرغم منّ أنهاّ أرادتّ أيضاّ الذّهاب للبحثّ عنّ ماريّ لكنّ لاّ يبدواّ هـذاّ صائباّ خصوصاّ و أنّ ديميتريّ سبقّ له أن استهدفهاّ
سيكونّ سهلاّ عليهّ جذبّ الأنظارّ ناحيتهاّ ، أمسكّ نايتّ هاتفهّ مجدداّ ثمّ اتصلّ بسوزيّ لكيّ يتجّه نحوّ سيارتهّ الفـّضية عندّما رفعتّ السّماعةّ تـّحدثّ
بنبرةّ آمرة
ـ سوزيّ أريدّ منكّ تعقبّ رقّم السّيارة الآتيّ ..
وضـعّ المفتاحّ فيّ مكانهّ مشغـّلا المحركّ كذّلك هاتفهّ محّاولا الاستماعّ إلىّ تعليماتّ سوزيّ التيّ بّالرغم منّ أنّها كانتّ تنفذّ ماّ يّقوله بّجدية إلاّ أنّ
القلقّ كانّ يعتريهاّ خصوصاّ بّعلمهاّ أنّ ديميتريّ هناّ فيّ لندنّ و هوّ لنّ يتراجعّ أبداّ عنّ فّرصة مثّالية مثل هذّه لإيذاء نايت بينماّ أدارّ نايتّ المقودّ بّقوة
فّأصدرتّ السّيارة صوتّا مزعـّجا، عـّاد للخلفّ ثمّ إنـطلقّ بّأقصىّ سّرعة ، يمكنهّ العّبثّ مع منّ يشاءّ إلاّ ماريّ .. يكفي أنهاّ فقدتّ قدرتهاّ على السيرّ بسببّه

/
__________________
  #63  
قديم 12-28-2015, 05:24 PM
oud
 
تنهـدّ ويليامّ براحـّة لحظّة ماّ أمسكّ حقيبتهّ ثمّ أخـذّ ينـظرّ حـّوله لقدّ كانّ المـطارّ مزدّحماّ بّشدة بالطبّع فّعيدّ الشّكر على الأبوابّ ، عـّدل سّاعتهّ
لكيّ تناسبّ تّوقيتّ لندّن ثمّ جذبّ وشاحّه ناّحية فمهّ أكثّر لّتجّنب أيّ لقاءّ معّ الصحاّفة .. ابتسمّ بّسعّادة الآنّ يستطيعّ تّلقين نايتّ دّرساّ تباّ كمّ
أشتاق لذلكّ الأحمقّ ،
بينماّ و فيّ الجـّهة الأخرىّ تماماّ عنـّد المـّدخل كانتّ ماريّ تديرّ عـّجلاتّ كرسيهاّ بهدوءّ بجاّنبها كانّ أليكساندر الذيّ بدا مصاباّ بخيبةّ أمّل كبيرّة
لرّؤيته كلّ هذّه الأحداّث كمّ هـذاّ مرهقّ بـّعد بّقاءه فيّ ذلكّ المنزلّ طّوال حيّاته يخرجّ لكيّ يّحضر جنازةّ ماّ أيضّا صّديقته الجديدّة المفّضلة فقدتّ
جّميعّ عـّائلتهاّ كل هذاّ بسببّ ديميتريّ .. حالماّ خطرّ فيّ بالّ أليكساندر ديميتريّ نـظرّ ناحيتهّ بّغضبّ طفّولي لّكنه يبقّى غضباّ مليئاّ بالحقدّ و الأسىّ ،
ذّلك الرّجل تّباّ كم يّكرههّ
كانّ هناكّ حارسينّ فقطّ لتّفادّي الشّك جّعلهماّ ديميتريّ يرتدّيان كالمدّنيين نـظرّ منّ حولهّ بّهدوءّ يبدواّ أنّ نايتّ لم يتحركّ حتىّ الآنّ ابتسمّ بّسخرية
هـذّه المرةّ استطاعّ أنّ يثيرّ غّضبه لاّبد أنهّ جنّ بكلّ تأكيدّ لكنّ الشيءّ الذيّ يثيرّ حيرتهّ هوّ إذّ كانتّ ماريّ مجردّ تمثيليةّ إذن لماذاّ ثارّ هـكذاّ ؟ أيعقلّ
أنهّ فعلاّ يحبهاّ ؟ إنّ كان الأمرّ كذلّك سيجّعل إنتقامه أكثرّ متّعة ، زمّ شّفتيه بّعصبية حالماّ لاحظّ عددّ الأشخاصّ الذيّن يريدّون حجّز تّذاكرّ ، تّنهدّ
محاولاّ الحفاظّ على أّعصابه ثمّ قّال بنبرةّ حـّادة
ـ سّحقاّ .. ليتبعنيّ أحدّكم بينماّ يبقى الأخّر بّرفقة هذيّن السّفلة
إتجـّه أحدّ الحرسّ مـعّ ديميتريّ لّجلبّ التـّذاكر بينماّ إتجـّه الأخرّ معّ كلاّ من ماريّ و أليكساندر ناحيةّ قـّاعة الانتظار ، حينهاّ رمـّقته ماريّ بّبرودّ كلّ
ماّ عليهاّ فعلهّ الآنّ هوّ جّعله يّغفل عنهمّا مـّدت يدّها بّحركة معّتمدةّ للأرضّ كيّ تّمسكّ بّشيءّ ماّ عنـّدما سّقطتّ فّأخذتّ تتأوهّ بألمّ نـّظر إليهاّ الحارسّ
بّقليلّ من الذّعر عندّما لاحظّ أنّ ذراعهاّ كانتّ تّنزفّ ، كيفّ وقعتّ ؟ أصيبّ بّنوبة ذّعر و كادّ أنّ يجعلهاّ تقفّ عندّما صّاحت ماريّ بألمّ قّائلة
ـ يّا إلهي كمّ هذاّ مؤلمّ ، أريدّ مسكنناّ
نـظرّ إليهاّ الحّارسّ بّقليلّ من التوترّ و أرادّ أنّ يجعلها تصمتّ قبلّ ان يأتيّ ديميتريّ لكنها استمرتّ بالبكاءّ و الصّراخ مماّ جـّعل الأنـظارّ كلها تّصب
عليهماّ فيّ حينّ حالماّ رأىّ أليكساندرّ دموعهاّ بّدأ هوّ فيّ البكاءّ دونّ أنّ يدريّ ، قطبّ الحارسّ بّحدةّ قّائلاّ
ـ تـّبا أصمتاّ .. أنتّ أيتهاّ الغبية أصمتيّ لمّ يكن سقوطّك بذلّك السوءّ ، توقفيّ عنّ البكاءّ
رمقّته ماريّ بّحدةّ ثمّ زادتّ فيّ عـّلو نبرة صّوتهاّ هـّامسة لنفسهاّ بّغيضّ تـّبا لكّ أنتّ، لأنهّ لمّ يّقع فيّ خدّعتهاّ لاّ يبدوا علىّ الإطلاقّ أنه سيذّهب لّشراء
أدّوية لهاّ ممّا جّعلها تّحقدّ عليه أكثرّ ماّ الذيّ عليهاّ فعله ؟ كانتّ تنتظرّ هذّه الفّرصّة منذّ مدّة فّمدّت يدّها لكيّ تمسكّ بّأنامل أليكساندرّ الذيّ استمرّ
بالبكاءّ لكنّ حالماّ وقّع نظرّه عليهاّ تّوقف رامقاّ إياهاّ بكل استغّرابّ ؟ عينيهاّ لمّ تكوناّ لشخصّ مّتألمّ بلّ مقـّاتلّ ، حينماّ استـدارتّ ماريّ بكرسيها ناحية
ذلكّ الحارسّ الذيّ يّقف بجّانبه ثمّ سددتّ ركّلة سّريعة مماّ جعل ذلّك الحارسّ يّجفلّ شاحبّ الوجّه ليّسقطّ أرضّا بينما ابتسمتّ ماريّ بّسخرية ّقائلة
ـ تّماما فيّ نقطّة ضّعفك أيهاّ الغبيّ
بّعد إنهائهاّ لجّملتها وقفتّ مـّسرعة دّافعة كرسيهاّ بّعيدا ثـّم سّحبت أليكساندرّ معّها و هيّ تّركضّ بّأقصى سّرعة تّملكهاّ لمّ يكن الأمرّ سّهلا علىّ
الإطلاقّ ليسّ و هيّ تـّرتجفّ لكنهاّ بذلّت جّهدّها لكيّ تبتعدّ عنّ ذلكّ الحارسّ فّحاولتّ أنّ تنسجمّ معّ النّاس بينماّ كانّ أليكساندرّ يّنظر إليهاّ بدّهشة ،
ألمّ تكن غيرّ قادرة على السيّر ؟ إذنّ فكيفّ استطاعّت الّسير لاّ بلّ حتىّ الركضّ ؟ عندّما رأىّ وجههاّ الذيّ تصبب عرقاّ علمّ فوراّ أنّها لاّ تزالّ غيرّ
قّادرة علىّ الركضّ لكنهاّ تّحاول بّذل طاّقتها من أجلّ الهروبّ ، كاّد أنّ يتحدّث عندّما سحبّته ماريّ مجدداّ .. قـّال بّقلقّ
ـ ماريّ ، هلّ أنتّ بخيرّ ؟ أنتّ تلهثين بّشدة ؟
أومـّأت بّإرهاقّ بينماّ إزدادّ وجّهها شّحوباّ لقدّ كانّت تّعلم جيداّ أنهّا لاّ تكون قّادرة علىّ الركّض غيرّ أنهاّ نفذتّ ماّ برأسها علىّ أيّة حال فإنّ كانّ الهدفّ
هوّ الهروبّ من قّبضة ديميتريّ هيّ لن تتوانى عنّ فعلّ أيّ شيءّ حتىّ لوّ كانّ على حسابّ صحتهاّ ، فجّأة ارتطّمت بّشخص مّا مماّ جعلها تسقطّ أرضّا
.. شهقّ أليكساندر برعبّ و سّارع ناّحيتها منادّيا إياهاّ فيّ حينّ انحنى ذّلك الرّجل بأسفّ محاولاّ مسّاعدتهاّ قائّلا بنبرتّه اللطيّفة
ـ أناّ أسفّ يّا أنسة هلّ يمكنك الوقوفّ ؟
لمّ تـّعلم ماريّ من يكونّ حينهاّ فقدّ كان يخفيّ وجههّ كلياّ لذلّك تجاّهلت يدّه الممدودة إليهاّ و وقفتّ دونّ مساعدّة أحدّ ممسكّة بّيد أليكساندرّ القلقّ فجّأة
سمّعت صّوت صّراخ قّادم منّ الخلفّ فّشهقت بّرعب كيّف استطاعّ ديميتريّ أن يستدعيّ كلّ هـّؤلاء الحـّرس بظرفّ ثانيةّ ؟ قدّ يكونّ الهربّ الآنّ أكثرّ
صّعوبة هزّ أليكساندر كّتفهاّ بّقوة لكيّ تستعيدّ ربطّة جّأشهاّ ثّم تّحدثّ بّرعب
ـ مـّاري يجدرّ بناّ العودّة لاّ يمكنناّ التقدمّ أكثرّ إنناّ نخـّاطر بّتعرضناّ لعـّقوبة
أخفضتّ ماريّ رأسهاّ تّبا ألمّ يكن ديميتريّ حريصاّ على عدمّ لفت الأنـظارّ إليه ؟ إذّن لماذاّ استدعى كل هـذاّ الحرسّ ؟ يبدواّ الأمرّ الآن مستحيلّ الـحدّوث
و تماماّ مثلما قّال أليكساندرّ إنهماّ يعرضانّ أنفسهماّ لعّقوبة أشدّ ألماّ من الموتّ حتىّ لكنّ حتىّ لوّ تّطلب الأمرّ موتهاّ هيّ لنّ تعودّ إلّى ذلّك المنـّزل لاّ
لن تكونّ بين ّقبضته مجدداّ ، وقفتّ باستقامة رغمّ أن قدميها لمّ تعدّا تستطيعانّ حملهاّ أكثّر ثمّ أمسكتّ بيدّ أليكساندرّ الخـّائفّ لتستمّر بالسير .. نـظرّ
ذلكّ الشّاب إليهماّ ليّرفع قّبعتهّ عنّ رأسهّ كيّ تسقطّ خصلاتهّ الذّهبية علىّ جبينه، قـّال بنبرةّ متساّئلة
ـ مـاري ؟ أكانتّ تلكّ ماري ؟ لكنهاّ لا تستطيعّ المشي
بعّد أنّ تـّأكدتّ منّ أنهمّا قدّ ابتعداّ مسافة كافية تسمحّ لهماّ بّالراحةّ أخـذتّ تّسيرّ ببطءّ شديدّ مستندةّ قّلـيلاّ علىّ كتف أليكساندرّ الذيّ كان بّدوره ينظرّ
فيّ كل اتجاه حرصّا على عـّدم تّواجد الحرسّ حولهماّ تبـّا إنّ تمّ القبضّ عليهماّ فّلن ينجواّ أبداّ من عّقاب ديميتريّ ربماّ يجدرّ به العودّة الآن ماّ دام
الخيارّ سّانحا له ، اتّكأت علىّ الجدارّ الذيّ خلفهاّ لكنهاّ سقطتّ أرضاّ قدّ فقدتّ كلّ قوتهاّ فّي حين بقيّ أليكساندرّ واقفاّ ينظرّ إليهاّ بقلقّ شديدّ ، رمقّته
بهدوءّ ثمّ ابتسمتّ قّائلة
ـ المطارّ مزدحم أليسّ كذلك ؟ ربماّ لأنّ عـّيد الشكرّ قريبّ ..
كانّ أليكساندرّ يّرتجفّ كـّورقة فيّ الخـّريفّ غّير قـّادر علىّ الوقوفّ جلسّ بجانبهاّ فاحتضنته ماريّ بّلطف و حّنان شديدّ شّحوب وجّهه جّعلها تّندم
لأنهاّ قدّ أقحمتهّ فيّ مسّألة الهـربّ هذّه بينماّ أخذّ الطفّل يّردد بّنبرةّ مـّرتعبة كونّ ديميتريّ سّيقتله حينهاّ أرادتّ أن تحتويّ جسدّه الضّعيف بينّ ذّراعيهّا
بشدّة ّ لو كانّ آخر شيء تفعلهّ فيّ حياتهاّ إذّ أنّ رغبتهاّ الملحة فيّ إنقاذّه تّفوق رغّبتها هيّ فيّ النجاةّ ربماّ يكون هذّا مجردّ سببّ لهّا مجردّ دافعّ
ليجّعلها تستمرّ أكثرّ فحّاولت الوقوفّ رغماّ عن ألمهاّ و بمسّاعدة ما أليكساندرّ ذلكّ الطفّل الصغيرّ إستطاعتّ أخيراّ أن تكملّ رحلتهاّ بخّطوات بسيّطة
هـّادئة أخذتّ تسيرّ ناحية المخرجّ لعّلها تلتقيّ بشرطيّ يّمد يدّ العونّ لهاّ ..
تقدّمت أكثرّ تّاركة أليكساندرّ خلفهّا الذيّ كان يّنظر فيّ كل إتجاّه بّخوف لاّ يحتملّ ، تنهدّت ماريّ لقدّ قالت لنفسهاّ سابقاّ أنهاّ لاّ تحتاجّ لأحدّ و لنّ تنتظرّ
أحدا بعدّ الآنّ لكنّ بعدّ التفكيرّ فيّ الأمرّ هيّ بالفعلّ تحتاجّ إلىّ أحدّ يشّجعهاّ على ماّ تقدمّ عليهّ غيرّ أنّ هذّا سيكونّ الشيءّ الذيّ يغيرهاّ و يجّعلها
أقوىّ ربماّ ،
كانتّ تلهثّ بإستمرارّ و لمّ تعدّ قادرّة على السيرّ بالرغّم منّ أنها استمرت بالتّدرب علىّ المشيّ خلالّ فترة إقامتهاّ عندّ ديميتريّ أوّ بالأحرى فترةّ
احتجازها منّ أجلّ هذّه اللحظةّ فاتجهت إلىّ حـّمام النساءّ ربماّ حينهاّ لم يستطيعّ ديميتري الدّخول استدارت ناّحية أليكساندرّ لكيّ توجههّ إذّ أنهّ كان
يسيرّ خلفهاّ فتحدّثت بّنبرة مّرهقة
ـ أليكسّ يجدرّ بناّ ..
اتسعتّ عينيهاّ بدهشة عندّما لمّ تجدّه خلفهاّ أيعقلّ أنهاّ أضاعتهّ بينّ الحشّود ؟ لكنّ كيفّ ؟ أليكساندرّ كانّ يتبعهاّ بّحرصّ شديدّ إذنّ هلّ يّعقل أنّ
ديميتري قدّ وجده ؟ شحبّ وجههاّ كلياّ ثمّ سقطتّ أرضاّ غيرّ قادّرة علىّ الحـّركة حاولّت أنّ تّقفّ على الأقلّ لكنها فقدتّ الشعورّ بّقدّميها ، كتمتّ
غيضهاّ إذّ أن هـّذا ليسّ بالوقتّ المناسبّ أبـّدا و لمّ يبدوا أبدّا أّن الماريينّ يهتمونّ بّكون حقيقّة وجودّ فتاةّ واقعةّ أرضاّ أمامهمّ فّسحبتّ نفسهاّ
تدريجياّ و ببطّء شديدّ لكيّ تصلّ عنـدّ الشرطّي
لماّ وجدتّ حرساّ يتحدّثون معّ الشرطيّ بّهدوء تّام و همّ يحّملون بطّاقة ماّ مماّ جعلهاّ تّرتجفّ خوفّا مّا حجمّ الأكاذيبّ الذّي قّد أخبروهّا للشّرطة ؟
إذّن لمّ يعدّ الاستعانةّ بالشّرطة خيارّا متاحاّ بعدّ الآن ، ماّ الذيّ عليهاّ أن تفعله ؟ لقدّ فقدتّ أليكساندرّ و لم تعدّ تستطيعّ السيرّ أيضاّ نايتّ لن يبحثّ
عنهاّ ليسّ و إليزابيثّ تّلفّ خيوطّها حولّه ..
صمتتّ و رفضتّ أنّ تبكيّ استجّمعتّ شجّاعتهاّ ربطّة جّأشهاّ أيضاّ قوتهاّ ثمّ أمسكت ذراع فتاةّ كانت ماّرة بجاّنبهاّ التيّ نظرّت إليهاّ بصدّمة ظنت فيّ
واهل الأمرّ أنهّا قدّ تكون مجنونةّ غيرّ أن ملابسّه ذاّت طابعّ الراقيّ جّعلها تترددّ قليلاّ ، رمقتهاّ ماريّ بتصميمّ شديدّ لتتحدثّ بّهدوء
ـ أريدّ الذّهاب إلىّ الـشرّطة منّ فضلكّ ، أوصليني فّأنا لاّ استطيعّ المشيّ و
رمشتّ الفتاةّ مراراّ و تّكراراّ قبلّ أنّ تومئ بالإيجابّ وضعّت يّدها بجّانب خصرّ ماريّ و رفعتّها بّسهولة تامّة نظرّا لّبنية جسدّها الضعيفةّ ثمّ أسندّتهاّ
واضعةّ ذّراع ماريّ حول كتّفها ، لقدّ بدتّ الفتاةّ لطيّفة للغّاية و هيّ تسألهاّ بهدوءّ عنّ حالتهاّ سّؤال لمّ يكن غّايته فّضولاّ بلّ مجردّ اطمئنان عليهاّ ،
حيّنما وصّلتا إلىّ الشرطيّ تّركتهاّ الفتاة مسّرعة لكيّ تلحقّ بطّائرتهاّ بينماّ نـظرتّ ماريّ بتوترّ عـّارم ناّحيته ثمّ تحدّثت برجاّء
ـ سيديّ أرجوّا منكّ مساعدتي أنـّا رهينةّ لدىّ رجلّ مدعوّ بديمّيتري منذّ ماّ يقارب شهرينّ ، أرجوّك ساعدنيّ
لقدّ كانتّ تعلمّ ماريّ جيداّ أنّ ديميتريّ أخبر الشرطة هناّ بشيّءّ ماّ أوّ ربماّ جّعلهم يبحثونّ عنهاّ لكن ظنتّ أنهّ تحدثّت معّهم إذّا استطاعتّ أن تقنعّ
أحدّهم بّأنها مختـّطفة فربماّ لاّ بلّ بكلّ تأكيدّ سوفّ يساعدّونهاّ لكنّ ماّ فعله ذّلك الشرطيّ هوّ أنهّ تقدم أكثرّ ناحيّتها ليمسكهاّ من معصمهاّ قـّائلاّ بهدوء
ـ حسناّ إذّن لأرجوكّ تعاليّ معيّ لتخبرينيّ بتفاصيلّ القضيةّ هكذّا قدّ نستطيّع مساعدتّك أكّثر ،
نـظرّت إليهّ ماريّ بترددّ شديدّ هناكّ شيءّ فيّ تصرفّه جّعلها لاّ تّطمئن لهّ لكنهاّ استمرتّ بالتقّدم أكثرّ بّرفقتهّ عندّما لاحـّظت كأنهّ و عوضّ التّوجه
لمركز الشرطةّ هو يقودّها ناحيّة غـّرفة الانتـّظار الخاّصة بالمسّافرينّ فحاّولت فكّ معصمهاّ من يدّه الممسكةّ بإحكام بهاّ لماّ رأتّ من بعدّ ديميتريّ
واقفاّ يضعّ يدّه حولّ رقبة آليكساندر الشّاحب بشدةّ و الحرصّ يّلفونه من كلّ جـّهة، أدركتّ حينهاّ أن خطّتها الباّئسة فيّ الهربّ كان محكماّ عليهاّ
بالفشّل الذّريع منذّ البدّاية ، استطاّعت أن تفكّ معصمها لكنّها لمّ تردّ الهربّ ليسّ و أليكساندرّ بّرفقة ديميتريّ لذّلك أرختّ كلّ ثقلّ جسدّها علىّ
الشرطيّ و لمّ تعدّ تسيرّ معه بلّ بالأحرىّ كانتّ قدّميها تسحبانّ على الأرضّ ..
إنهاّ تّدرك أن ماّ تّفعله الآن ليسّ منطّقياّ فلاّبد أن يكون الحارسّ قدّ أخبره بّأنهاّ ركلّته ثمّ ركضّت بّرفقة نيكولاسّ لكنّ على الأقّل ستدعيّ و لهـذّه
الفترة البسيطّة من الوقتّ من أنهاّ لم تكنّ و لنّ تسيرّ أبداّ ، نـظرّ إليها الشرطيّ بّإستغرابّ كونهاّ لم تقاومّ أبداّ ، لحّظة وصّولهاّ رمقّت ماريّ ديميتريّ
بنظراتّ حاقدّة شديدّة الغضبّ و ودتّ حينهاّ لوّ أنهاّ تستطيّع طّعنه حتىّ الموتّ بينماّ اكتفى هو بإبتسامة بسيطّة على شّفتيه ، قـّال بّنبرة قلقّة و هو
يحّتضنهاّ بين ذّراعيه
ـ عزيزتيّ أنتّ لاّ تـّدركين كمّ كنتّ قلقّا عليكّ ،
نـظرّت إلىّ أليكساندرّ فّلاحظتّ وجودّ كدّمة بّنفسجيةّ اللونّ حولّ مّعصمه أدرّكت تماماّ حجّم الألمّ الذيّ ينتظرهاّ هيّ بينماّ تّقدم ديميتريّ ناحيةّ الشّرطيّ
قـائلا بّنبرة متّأسفة
ـ أناّ لاّ أعلمّ حقاّ كيفّ أعتذّر لكّ أيهاّ الشرطيّ، لقدّ أتعبناكّ معّناّ ..
كانّ يبدواّ الشرطيّ متردداّ في بدّاية الأمرّ إذّ أنّ ماريّ بدّت عاّدية لهّ و علىّ عكسّ ماّ وصفهاّ ديميتريّ حيثّ أخبرهّ بأنهاّ مّجنونة قّليلاّ لديّها رهبةّ منّ
الأماكنّ المـّزدّحمة أيضّا الأماكنّ المغلقةّ بالّفعل بدتّ لهّ مرعوبة حاّلما أتتّ له لكنّ تّقدم منهاّ متّجاهلاّ ديميتريّ و سّألهاّ
ـ يّا آنسة هـّل أنتّ فعلا بخيرّ ؟ أخبرينيّ و لاّ تخافيّ
ماّ الفّائدة من سّؤالهاّ الآن ؟ هلّ يعتقدّ أنهاّ ستخبرهّ فعلاّ بّمشكلةّ التيّ هيّ فّيها بّتواجدّ ديميتريّ حولها ؟ بينماّ نـظرّ الأخيرّ ناحية الحارسّ الممسكّ
بّأليكساندرّ لكيّ يّغـّادر الحارسّ بّرفقة ذلّك الطفلّ فّأخذتّ أعين ماريّ تّراقبهماّ إذّ أن أليكساندرّ بّالرغم من سكونهّ كانّ يطلبّ النجدّة ، فّهمت ماريّ
فوراّ تّهديدّ ديميتريّ و أجـّابت الشرطيّ بّنبرة باّردة
ـ لاّ أنـّا بخيرّ الآنّ شكراّ لّسؤالكّ..
بّعد رّؤية مّلامحّها الهـّادئة استـّدار الشّرطيّ ناحيةّ ديميتريّ كيّ يّعتذرّ منه علىّ شكّه بهّ مخبرّا إيّاه أنهّ يقّوم بّعمله فقطّ بينماّ اكتفى ديميتريّ بّإبتسامةّ
بسيطّة فّقطّ بّعد ذّلك غـّادر الشرطيّ تّاركاّ فّوضى علىّ وشكّ الوقوعّ ، رمقّ ديميتريّ ماريّ بنـظراتّ حـّارقة حـّادة ثمّ اقتربّ منّها رفّع يّده ليمسكّ
بّذقنها .. قـّال بنبرةّ سّاخرة
ـ تّستطيعينّ الركلّ لاّ بلّ حتىّ الركضّ و السيرّ حسناّ عـّزيزتيّ يجدرّ بناّ الإحتـّفال لاستعادتك قدرتك على السيرّ أليسّ كذّلك ؟ ماّ رأيكّ بّهدية مميّزة لكّ ؟
اقـّتربّ أكثرّ منهاّ لّتتغيرّ سماتّ وجّهه بّأكملهاّ لقدّ كانّ الأمرّ مرعباّ لماريّ فقطّ بالنـظرّ إليهّ فيّ حينّ أحكّم لفّ ذراعهّ حول كتفّ ماريّ لّيهمس فيّ
أذنهاّ بنبرةّ عـّاصفة شديدّة الغضبّ لاّ بالأحرىّ مشّبعة بّالرغبة فيّ الانتقامّ و الحقدّ
ـ هلّ سيكونّ كسّرك لّكلتا قدّميك هدّية مناّسبة لكّ ماري ؟
شحبّ وجهّ ماريّ بّأكمله لقدّ كانتّ تّعلم أنّ ديميتريّ لنّ يدّع أمرّ هروبهاّ يمرّ مرورّ الكرامّ كاّنت تعّلم أنهّ يوجدّ عقابّ فيّ انتظارها خصوصاّ بعدّ أنّ
صارّ يّعلم بّأنهاّ لاّ تعنيّ و لنّ تعنيّ شيئاّ لنايتّ بعدّ الآن سّحبها ديميتريّ للأمامّ محكماّ القبضّ علىّ معصمهاّ خلفهّ حرّسه الخاصّ تّعـلمّ جيداّ لكنّ هيّ
خاّئفة .. لاّ تريدّ أنّ تدّخل تلكّ الغرفةّ المظّلمة بّعد الآنّ لاّ تريدّ أن تّناديّ على نايتّ بعدّ الآن .. لاّ تّريدّ أن تّضم يديّها إلىّ صّدرها متّأملةّ إنقاذها،
لاّ تّريد العودةّ
استـّدارتّ تنـظرّ للخلفّ حتىّ لو نفى عقلهاّ رؤية نايتّ لكنّ قلبهاّ لاّ يزالّ متّأملا أنّ يتواجدّ بجانبهاّ لكنّ عندّما لمّ تلمحّ شيئاّ لاّ أحدّ كتمتّ دموعهاّ
و أخفضتّ رأسهاّ عندّما بّدأتّ الرّؤيا تّصبح غيرّ واضحّة قدّميها لمّ تعدّ تحملانهاّ فقدّ كان الأمرّ أكثرّ مماّ يستطيعّ جسدّها قلبهاّ و عقلهاّ تحّمله لكّي
تتمايلّ قليلاّ رمقهاّ ديميتريّ ببرودّ ليلتقطّها قبلّ أن تفقدّ وعيهاّ تماماّ حملهاّ بينّ ذرّاعيه ثمّ سارّ بّهدوء لقدّ توقعّ أنّ يغشى عليهاّ بعدّ رؤيةّ نايت و
إليزابيثّ لكن أنّ تتحملّ كلّ هذّا أيضاّ تحاول الهربّ ربماّ استهان بهاّ

/

فيّ الجـّهة الأخرىّ تماماّ كان ويليامّ سحبّ حقيبتهّ خلفهّ بّضجرّ لمّ يكن يجدرّ به إحضارّ كل هـذّه الهـداياّ لكنهّ يعلمّ جيداّ أنّ فلوراّ ستّغضبّ إذّ لم يّحضر
لهاّ شيئّا معه خصوصاّ و أنهّ كان يتجاهلّ مكالماتهّا فيّ الآونة الأخيرة ّقدّ تكونّ هذّه الهدّية بمّثابة عقدّ صلحّ بينهماّ كـّاد أنّ يّبحثّ عنّ هاتفهّ من أجلّ
الاتّصال بّصديقه عنـّدما لمحّ نايتّ من بينّ الحشدّ خلفّه حّارسينّ شخصيينّ و كـّذلك سوزي رفعّ حاجبهّ أيعقلّ أنهمّ قدّ عـّلموا بّمجيئه ؟ لكنّ ملامحّهم
لاّ تدلّ أبداّ أنهّا ملامحّ لشخصّ أتى لاستقبالّ صديقّ ،
كاّن نايتّ يرّكضّ بّسرعة و عينيهّ الداّكنتينّ تـّبّحثان فيّ كّل اتجاه عنّها أنفاسهّ متقطّعة فّشحبّ وجّه ويلياّم لابدّ أنهّ يوجدّ خطّأ ماّ فّرمى حّقيبته ثمّ
حـّاول اللّحاقّ بّنايت ، لمّ تـّمر سوىّ دقائقّ حتىّ استطاعّ إمساكه من كمّ قميصه ذلّك لكونّ مّظهره باّرزّ جداّ ، استـداّر نايتّ ناحيتهّ شّاحب الوجّه
بينماّ تّحدث ويليامّ بنبرةّ متسّائلة
ـ نايتّ ماّ الذيّ يحدثّ هناّ ؟
بّدا ذّهن نايتّ مشتتاّ للغّاية فلمّ يّستطعّ لوهلة الأولى من الّزمن أنّ يتذّكر ويليامّ غيرّ أنّ صديّقه أخذّ يّهزه بّقوة لكيّ يستعيدّ الآخيرّ ربّاطة جّأشهّ أوّ
بالأحرّى تّركيزهّ أجـّابه نايتّ بّعجلة و هوّ يّنظرّ باستمرار من حوله
ـ لقدّ اختطفّ ديميتري ماري ..
بّعد ذّلك تّركه نايتّ متجهاّ نّاحية الشرطّي فيّ حينّ بقيّ ويليامّ واقفاّ فيّ مكانهّ غيرّ قادرّ على استيعابّ شيءّ ؟ ماّ الذيّ تفوه بهّ صدّيقه المجنونّ تواّ ؟
أقّال أنّ ديميتريّ قدّ اختطفّ ماريّ ؟ لكنّ كيفّ فماريّ فيّ فرنساّ بّرحلة عـّلاج منّ أجل استعادّة قدرّتها على السيرّ إذّن كيفّ استطاعّ بحقّ السماءّ أنّ
يجدّ ديميتريّ ماريّ ؟ لكنّ ماّ الذيّ يحدثّ هناّ ؟ شعرّ كماّ لوّ كّأنه غّادر لندّن لّسنينّ ليسّ لشهرينّ فقطّ،
تقدّمت سوزيّ من الشرطيّ لكيّ تـّرفع صّورة ماريّ فيّ حفلّ الزفافّ إذّ أنهاّ الصورة الوحيدةّ التيّ وجدتّها فيّ القصرّ ثّم تحدثتّ بّنبرةّ جـادة
ـ سيديّ هل رأيتّ هـذّه الفتاةّ ؟
نـظرّ إليهّا الشرطيّ بّدهشة إذّ يبدواّ أنّ الجميعّ يبحثّ عن هـذّه الفتاةّ فّأومـّأ بالإيجابّ ليمسكّ الصّورة بينّ يدّيه ، إنهاّ فعلا تّلك الفتاةّ اقـّترب منهّ نايتّ
و لمّ يكنّ شرطيّ بحاجة لبطاّقة هويةّ كيّ يعلم منّ هـذاّ الرجلّ الذيّ يّقف أمامهّ بّلع ريقهّ بتوترّ شديدّ لتـّحدثّ
ـ ماّ صّلتكم بها ؟
نـّزع نايتّ الصّورة منّ بينّ يديّ الشرطيّ لكيّ يشيرّ على مـاريّ المبتسمةّ بّسعادةّ حـّاول إخـّراج الكلّمات لكنّ ريقهّ بدّأ جّافا جداّ لحـّظة وّصول ويليامّ
ليّقف فيّ الخلفّ حينهاّ تّحدثّ نايتّ بنبرةّ مبحوحّة حادةّ
ـ ماّ الذيّ تقصدّه بّما صلتكم بهاّ ؟ إنهاّ زوجّتي بالطبّع ماريّ لبيرّ هلّ رأيتهاّ ؟
أرادّ الشرطيّ أنّ يكشّر فيّ وجّهه إذّ لماّ يصرخ ّفيّ أذنهّ هـكذا ؟ و كيفّ له أنّ يعلمّ أن تلكّ الفتاةّ تّكون زوجّته ؟ ألمّ يحرصّ هوّ على أنّ لا نّشر
الصّحافة صّورا لهاّ ؟ لكّن حينهاّ أيّعقل أنّ ذلّك الـّرجلّ الذيّ قّابله تّوا كانّ يكذّب ؟ و أنّ تلكّ الفتاة المدّعوة بّماريّ فعلا مختـّطفة ؟ شحبّ وجّهه
بّأكملهّ لقدّ حاولتّ إخبارهّ لكنه لمّ يصدّقها بلّع ريقه مجدداّ بتوترّ شديدّ و أجـّابه قّائلاّ بنبرةّ مذّعورة
ـ سيدّي هذّه الفتاةّ لقدّ كانتّ مفقودةّ تواّ و قدّ أتىّ رجّل للبحثّ عنهاّ لقدّ قدّم ليّ صّورة لهاّ و هويتهاّ الشخصيةّ لكنّ لمّ يكنّ اسمهاّ أبداّ كماّ تدّعي أنتّ..
هـّذا لاّ يبدواّ مبّشرا بالخيرّ علىّ الإطلاقّ كـّتم نايتّ أعـّصابه محاّولا أنّ يدّع الشرطيّ يكملّ كلامهّ بينماّ اتسعتّ عينّا ويليامّ من الصدّمة لقدّ ظنّ أنّ
هـذّا مجردّ كذب أوّ لعبة بالّرغم من أنّ نايت ّلاّ يكذبّ أبداّ لكنّ أنّ تختطفّ ماريّ ، لقدّ آملّ فعلاّ أن يكون هـذّا مجردّ مزحّة من العياٍّر الثقيلّ فيّ حين
تّحدث الشرطيّ بنبرةّ هـّادئة
ـ سيدّ نايتّ ، لقدّ كان اسمّ زوجـّتك فيّ بطاّقة الهويةّ تلكّ .. ماريّ روزفلت بينماّ اسم ذلكّ الـرجل الذي برفقتها على حسبّ ما أذّكر فقدّ كان ..
ديميتري روزفـلتّ أيضاّ

/
آنتهـّى
__________________
  #64  
قديم 12-28-2015, 05:26 PM
oud
 
جـّزء السّابعّ و الـّثلاثينّ [ 37 ]

~ أمنيـّة واحدّة لاّ غيرّ ~


مسّاء مراسمّ دفّن الجدّ بيتر الذيّ خلفّ ذهاّبه مكاّنا داّكناّ مظّلما لاّ يقدّر أحدّ على مّلئه تّماما فيّ ذلكّ اليومّ تّرك أيضّا صدّمة أخرىّ
جّعلته غيرّ قّادر علىّ التفكيٍّر فّهاهو يّجلس بكرسيّ خلفّ مكتّبه يّسندّ رأسهّ بكلتاّ ذّراعيه عينيهّ الحادّتين قدّ صّارتا فاّرغتينّ لقدّ هزمّه
ديميتريّ بكلّ تأكيدّ ، لقدّ أخذّ الشخصّ الوحيدّ الذيّ سّعى لحمايتهّ ..
زم شّفتيه بّعصبيةّ ثمّ وقفّ كيفّ حدثّ ذلكّ و لماذاّ ؟ منّ بين الجميّع لماذاّ ماريّ؟ لماّ ينفكّ استهدافهاّ هيّ فقطّ ؟ عـّاد يجلّس مكاّنّه مفكّرا
محّاولا الحّفاظ على أعّصابه عندّما وضّع ويليامّ يدّه على كّتفه كيّ يستديرّ نايتّ ناحّيته بينماّ اكتفى ويليام بّرسم ابتسّامة هّادئة مطّمئنة
حينهاّ تنهدّ نايتّ ليتحدثّ بّنبرة لمّ يسبّق له أنّ استعملهاّ
ـ لقدّ كنتّ مغفلا كانّ يجدرّ بيّ أنّ أعلمّ عندّما توقفّت عنّ الاتصال بي ، كانّ يجبّ أن أطمئنّ عليهآ..
صمتّ قليلا ّلفترةّ من الزمنّ قدّ طغى عليهّ صّفة الألمّ كانتّ ماريّ الوحيدّة بهذاّ المنزلّ التيّ تهتمّ بهّ صّادقة بّمشاعرهاّ هوّ أبعدّها دونّ أيّ
ثّانية من التفكيرّ لقدّ اعتقدّ و بابتعادها ّعنه بّإرسال أفضلّ خدّمه معهاّ فحتماّ سوفّ تكونّ بعيدة المنالّ عنّ ديميتري يكفيّ أنهاّ فقدتّ قدرّتها
على السيرّ خلالّ هذّه التمّثيلية السّخيفة كانّ يجدرّ به الاعتناء بها أكثرّ عّاد يّزفر آهةّ مفعمةّ بالإرهاقّ ، استندّ ويليامّ على حاّفة المكتبّ لاّ
يحقّ له تهدّئة نايتّ الآنّ فهوّ مذّنب تماماّ مثّله لاّ بلّ ربماّ أكثرّ من ذلكّ ألمّ يكن صديّقها المقربّ و الوحيدّ ؟ ألمّ تكن تّلجئ لهّ عندّ كلّ مشكلة
تّبحث عنه تسعىّ لسعادتهّ ؟ اخفضّ رأسهّ بّتعاّسة ،
فتحتّ فّلور الباب تحملّ بينّ يديّها صّينيةّ بهاّ كّؤوس من العّصيرّ و صحنّ حلوياتّ قامتّ سوزيّ بّتحضيرها معهاّ وضعتّها علىّ المكتبّ لكيّ
تّجلس علىّ الكرسيّ المقّابل لّنايت هيّ أيضاّ قلقّة و خّائفة علىّ أختهاّ فلمّ تمحيّ حتى ّالآنّ ذلّك الفيديوّ الذيّ عرّضه آرثرّ عليهاّ منّ رأسهاّ
كانتّ تّريد إخبارّ نايت عنّ ذلكّ لكنّ حاّدثة وفاّة الجدّ جّعلتها تّؤجلّ ذلكّ،رمّقتهماّ بّنظراتّ مترددّة قبلّ أنّ تتحدث قاّئلة
ـ نايتّ يجدرّ بنا أنّ تّجد ماريّ سريعاّ فّنحن نعلمّ جيداّ أن ديميتريّ قاّدر علىّ فعل أيّ شيءّ و ماريّ ضّعيفة للغّاية لن تحتملّ ذلكّ ،
تبادلّت النظراتّ معّ ويليامّ الذيّ كانّ قلقاّ بشدةّ بينماّ اكتفى نايتّ بإلتزام الصمتّ بالطبعّ يجبّ عليه إعادةّ ماريّ لكنّ كيّف يستطيعّ أنّ يخرجّ
ديميتريّ منّ مخّبئه ؟ تنهدّ رافعاّ أناملهّ لكيّ تخللّ خصّلات شعرهّ الأسودّ بّقليلّ من العّصبية هذّه الفكّرة التيّ تحتلّ عّقله سّتجعل ديميتريّ يّرتعب
بكلّ تأكيدّ لكنهاّ ستصيبهّ هوّ أيضاّ و حتىّ لوّ نفذّها هذا لاّ يعني أبداّ أنهّ سيكونّ قادراّ على اكتشافّ مكان ماريّ ، تّحدث ويليامّ بّهدوء راداّ على
كلاّم فلوراّ
ـ لكنّ لماذاّ يبقي ديميتريّ ماريّ عندّه ؟ أظّنه يّعلم أنّ ماريّ ليستّ بالفّعل زوجتكّ و إنماّ هذاّ كلّه مجردّ تمثيليةّ أعنيّ نظراّ لكونهّ أرادّ أن
ينشرّ مسّألة الـ 500 مّليون دولارّ على الملأ أليس كذلّك ؟
فّلورا تّأمرّ و ويليامّ يتساءل ألاّ يدركان أنهّ مجردّ ذلكّ الازدحام بّداخل رأسه يكفيّ ؟ قطبّ حاجّبيه بالرغم منّ ذلّك فسؤال ويليام فيّ محلهّ
إنّ كان يدركّ أنّ ماريّ مجردّ ممثّلة إذّن لماذاّ يحتفظّ بهاّ؟ نّظر إلىّ الحاّسوب بٌّقليلّ من الحيرةّ ماّ يوشكّ على فّعله سيجذبّ جميعّ الأنظارّ نحوهّ ،
تّنهد ثمّ تحدثّ بنبرةّ مبحوحةّ باّردة
ـ أظنّ أننيّ أعلمّ كيفّ أجّعل ديميتريّ يّخرج منّ حجّره لكنّ السّؤال هنّا عنّ مكانّ تواجدّ ماريّ فّحتى لوّ جّعلته يّصب ذّهنه بّأكمله عليّ فّهذا لاّ يعنيّ
أبداّ أنّه سيسلمّ ماريّ فّكل ماّ نعلمه نحنّ هّو أنهّ سافرّ إلى فرنساّ ، تبّا فّقطّ لو كانّ برفقتيّ فرانسواّ لكانّ الأمرّ برمتهّ سهلاّ ..
تبادلّ كلاّ من ويليامّ و فلوراّ النظراتّ لكن هـذه المرةّ مرفقة بّإبتسامةّ واسّعة فيّ حينّ بدى نايت متشّائماّ بّشدة لاّ يبدواّ هذاّ صّحيحاّ لهّ حالماّ رأى
ويليامّ حالة نايتّ المترددّ ذلّك جّعله يّستغربّ قليلاّ فلمّ يترددّ منّ قبلّ عنّ أيّ فعل إذّن ماّ الذيّ يّمنعه الآنّ منّ إنقاذّ ماريّ ؟ قالّ بنبرةّ جادةّ
ـ نايتّ يجبّ عليناّ أنّ نحاولّ حتىّ لوّ كانتّ احتماليةّ نجاحّ هذّه الفكرّة قليلةّ ، لا تنسى ان ديميتريّ يّمقتكّ و هوّ لن يترددّ في فّعل أيّ شيءّ منّ
أجلّ تدميركّ..
زفرّ نايتّ ثمّ وضعّ ذراّعيه علىّ وجّهه بينماّ قطبّ ويليامّ حاجبّيه مستغرباّ أكثرّ منّ ردّة فعلّ نايتّ إذّ يبدوا أنهّ يصارّع نفسهّ هلّ فعلاّ تلكّ الخطّة
بهذاّ المستوّى الضّعيف ؟ نظرتّ فلوراّ إليهّ بّتوتر ماذاّ إذاّ تخلى عنّ ماريّ ؟ فّديميتريّ يبدوا رجلاّ قوياّ ذوّ نفوذّ و سّلطة أيضاّ هناكّ اجتماعّ
مدراءّ وّ مموليّ شركاتّ لبيرّ الذيّ قدّ اقتربّ موعده لنّ يستطيعّ أحدّ تّأجيله كتمتّ خوفهاّ و تقدمت ناحّيتهمّا قّالتّ بنبرةّ حادّة نوعاّ ماّ
ـ اسمعاّ إنّ كنتماّ خاّئفينّ لهذّه الدّرجة فّأنا لن أحتاجّ لمساعدتكماّ سّوف أغادرّ فوراّ إلىّ فرنساّ و أبحثّ عنهاّ فيّ كلّ زاويةّ حتىّ لو تطلبّ ذلكّ
عمريّ بأكملهّ ،
رمقّها نايتّ بنصفّ عينهّ لقد ّكان يتساءلّ متى ستظّهر شخصيّتها المجنونةّ فقدّ أطالتّ الصمتّ اعتدلّ فيّ جلّسته لكيّ يعودّ إلىّ حاسوبّه المحّمول
راداّ عليهاّ بنبرتهّ الباردّة الساخرةّ
ـ لاّ تكونيّ سخيفةّ أنتّ ملاحّقة بدّعوة قّضائيةّ و لدّيك موعدّ فيّ المحكمةّ الأحسنّ لكّ أنّ تجديّ طريقةّ تنقذيّ نفسكّ من السجنّ بدلّ التصرفّ بّصبيانيةّ
شّهقتّ بّرعبّ لكيّ تنظرّ بخفةّ ناّحية ويليامّ الذيّ رمقّهما بّإستغرابّ عادتّ تنظرّ ناحيّة نايتّ بّعصبيةّ و كادتّ أنّ تنقضّ عليهّ لولاّ أنّها تمالكّـت
أعصابهاّ فيّ آخرّ ثّانية لاّ يمكنهاّ التصرف بّصبيانيةّ بعدّ الآنّ فّإنّ أرادتّ أنّ تحصّل علىّ فارسّ أحلامهاّ يجبّ عليهاّ أنّ تكونّ .. زمت شفتيهاّ
ماّ الذيّ تفكرّ بهّ أيّ رجلّ و أيّ مستقبلّ يستحسنّ بهاّ التفكيرّ فيّ كيفيةّ الانتقامّ من آرثرّ أولاّ و إنّقاذّ ماريّ بدلّ أحلامّ اليقّظة هذّه و لكيّ تتفادّى
سّؤال ويليامّ قالتّ بّغيضّ
ـ إذّن ماّهي خطّتك ؟
بدى عليهّ الترددّ مجدداّ ماّ يوشكّ على فعلهّ قدّ يدمرّ سمعتّه بّأكملهاّ لكنّه سيكشّف وجودّ ديميتريّ على العّالم عضّ شّفته السّفلى محاولاّ التفكيرّ
بايجابية هذّه الخطّوة سّتجعلّ ديميتريّ يدركّ جيداّ أنهّ لّن يّتجاهل أفعالهّ مجدداّ و أنهّ هذّه المرّة لعّبتهمّا الصّغيرةّ ستكونّ علىّ امرئ الإعلام ،
تّحدثّ بنبرةّ بّاردة
ـ يجبّ عليّ أنّ ألجّأ إلىّ ماكاروفّ
اتسعتّ أعينّ ويليامّ من الصدّمة هلّ أصابّ عقلهّ أمّ ماذاّ ؟ ماكاروفّ أهوّ مجنونّ ؟ لقدّ أقسمّ تلّك المرةّ أنّ لاّ يلمسّ أملاكّ ماكاروفّ أوّ حتىّ
النطقّ بهذّا اللقّب ماّ الذيّ يعنيّه هذاّ ؟ حاّول أنّ يكتمّ تسّاؤلاتّه فكيّفي كونّ نايتّ قلقاّ من اللجوءّ إلىّ هذّه الطّريقةّ حينماّ تحدثّت فلوراّ بّعدم
مبالّاة أوّ بغيرّ قصدّ
ـ و لكنّ ماّ الذيّ تعنيهّ أيهّا المجنونّ ؟ لقدّ اتهمك الإعلام منذّ فترة بّقضيةّ قتلّك لوالدّك و أنتّ مشتبهّ بهّ فيّ قضيةّ وفاةّ جدّك أتظنّ أّن اللجوءّ
إلىّ أفرادّ عاّئلتكّ حالياّ أمرّ مناسبّ ؟
رفّعّ نايت حاجبّه بّحدةّ اللجوءّ إلىّ أفرادّ عاّئلته ؟ وقفّ و اتجّه إليهاّ بينماّ ارتبكتّ ملامحّ ويليامّ الذيّ سارعّ إليهماّ محاولاّ إيقافّ تهورّ صدّيقه
الذيّ لمّ يكنّ لّيفعل شيئاّ و إنماّ تّحدثّ بنبرتهّ المتهكمةّّ السّاخرة
ـ أنت بالفعلّ لاّ تعلمينّ شيئاّ أليسّ كذلكّ ؟ أنـّا ياّ آنستيّ الفردّ الوحيدّ و المتبقيّ من عـّائلةّ ماكاروف ، نيكولاّس أوّ المدعوّ بوالديّ البيولوجيّ
أيضاّ جديّ كلاهماّ توفيّ إثرّ حريقّ فيّ منزلّهم بّروسياّ و لمّ يبقى سواي لذلكّ فّكل أملاكّ ماكاروف باسم القانونّ هيّ ليّ ،
كادّت فلوراّ أنّ تتحدثّ لولا أن ويليامّ وضعّ يدّه علىّ فمهاّ بإنزعاجّ ألاّ تعلمّ متىّ تتوقفّ عن الكلامّ ؟ كلّ ماّ تتفوهّ بهّ يّزيد الوضعّ سوءاّ استداّر
ناحيّة نايتّ متجاّهلا غضبّ فلوراّ لكيّ يتحدثّ بّهدوء
ـ نايتّ هذّه ليستّ فكرةّ جيدّة أنتّ الآنّ نايتّ لبيرّ حفيدّ بيترّ لستّ ابنّ نيكولاسّ و بتصرفكّ هذاّ قدّ تّجعل احتماليةّ انتخبكّ كرئيسّ لشركاتّ لبيرّ
تعادّل الصفرّ فأرجوكّ لاّ تّقمّ بّشيءّ أنتّ ستندّم عليهّ لاحقاّ ،
قطبّ نايتّ حاجّبيه مجدداّ بالفّعل هوّ لاّ يحتملّ فكرةّ استعمالّ اسمّ ماكاروف مجدداّ لكنّ حتىّ لوّ فّهو لاّ يحتملّ فكرةّ تواجدّ ماريّ بّرفقة ديميتريّ
أكثرّ لذلّك سيّفعل المستحيلّ لاستعادتّها تّقدم للأمامّ أكثرّ ناحيّة النـّافذةّ التيّ تحتلّ نصفّ الجدارّ ثمّ أجاّب ويليامّ
ـ أنتّ مخطّئ، بإعلانّ هويتيّ الحّقيقيةّ علىّ الملأ هذاّ يعنيّ أنّي أملكّ ثروةّ ماكاروفّ قيصرّ روسياّ لذلّك سّوف ينتخبنيّ المدراءّ ليسّ لأننيّ
الأجدرّ بالمنصبّ بلّ لأننيّ أملكّ ثروةّ و أسهماّ بّإتحادّهما معّ لبيرّ سيشكلانّ قوةّ اقتصاديةّ لاّ تقهرّ ..
ابتسمتّ فلورّا بّسعادةّ و أرادتّ أنّ تتحدثّ معربةّ عن فرحتّها لولّا يدّ ويليامّ محكّمة القّبض علىّ فمهاّ لقدّ بدى ويليامّ متألماّ حزيناّ مماّ جّعلهاّ
تستنكرّ ردّة فعلهّ ماّ الذيّ يحدثّ لهماّ ؟ لماذاّ هوّ بّهذا التشاؤم ؟ أوّ ليسّ هذاّ خبراّ مفرحاّ ؟ صمتتّ بّمضضّ بينماّ عبسّ نايتّ قائلاّ
ـ فّلوراّ أحضريّ لناّ شيئاّ لأكله أناّ أتضورّ جوعا
أومـّأت فلّورا بّالإيجابّ فّنزعّ ويليامّ يدّه لكيّ يدّعها ترحلّ أرادتّ أنّ تّخاصمّ نايتّ لكنهاّ فهمتّ بّأنهّ يحاولّ بطرّيقة غيرّ مباشّرة جّعلها تغادرّ
الغّرفة كيّ يتحدثّ معّ ويلياّم بّإنفرادّ تنهدتّ هازّة كتفيهاّ بّعدم فهمّ ماّ الأمرّ معهمّا ؟ الخطّة جيدّة جداّ بلّ إنهاّ رائّعة فّلماذاّ هماّ متشائمانّ
إلىّ هذّه الدرّجة ؟ أهلّ استعمالّ لقبّ والدّه بذلّك السّوء ؟ تنهدتّّ بّاستنكارّ لأفعالهّ فحتىّ لو أرادتّ فهمهّ فّهي لنّ تستطيعّ

/

لقدّ مرّت يومينّ كّشهرّ لهاّ قاّبعة فيّ تلكّ الزاويةّ المظّلمة بينماّ يديّها ملقّيتينّ بجاّنبهاّ يوجدّ أثرّ بنفسجيّ اللونّ وجّهها شاحبّ بّشدة كماّ
لوّ كّأن الدّم قدّ سحبّ منّها كاّنت تّشعر بالّوهن فلمّ تكن قّادرة علىّ فتحّ شفتيهاّ طلّبا للميّاه ، فتحتّ عينيهاّ و ركزتّ النظرّ لاّ يوجدّ شيءّ
سّوى ظلاّم داّمس مـدتّ يدّها لكيّ تلمسّ بّخوف قدّميها لقدّ كانتّ لاّ تشعرّ بهماّ على الإطلاقّ ..
أغلقتّ عينيهاّ أرادتّ فّعلا أنّ يكونّ هذاّ مجردّ وهمّ لاّ غيرّ لكنّ هيّ فيّ باطنّ عقلهاّ حتىّ لوّ رفضتّ ذلّك إلاّ أنهاّ تعلمّ تماماّ أنّ ديميتري
حريصّ جداّ علىّ جّعل قدّميها لاّ تخطّوان أرضّ مجدداّ إذّ أنهّ استهدّفهما خلالّ هذّه المدّة الزمنيةّ ، كتمتّ دّموعهاّ لكنهاّ لم تستطعّ الصبرّ
بعدّ الآنّ ليسّ و كلّ ذلّك الجّهد الذيّ بذّلته ذّهب أدراجّ الرياّح فّأخذتّ تّبكيّ دونّ توقفّ دونّ أنّ تصدرّ صوتّا ..
عنّدما فجّأة فّتح بّاب غـّرفتهاّ لكيّ تمسحّ دموعهاّ بّسرعةّ كاتمةّ شّهقاتهاّ هيّ تّدرك تماماّ أنّه الآنّ بعدّ أنّ تّأكد ديميتريّ بّأنها لاّ تعنيّ لنايت
شيئاّ فّلن يترددّ فيّ استعمالّ أيّ أسلوبّ معهاّ قدّ يكون الموتّ مصيرهاّ كتلكّ الخادّمة كّفرانسوا كّغيرهاّ من ضّحاياه تّقدم بّخطّوات بّطيئة واّثقة
نحوهاّ بالّرغم منّ أنّ الظلاّم يّحيطّ بها إلاّ أنه استطاعّ تحديدّ مكانهاّ ، جلسّ قرفصاء راسماّ على شفتيه ابتسامةّ بّاردة
ـ صبّاح الخيرّ ماري لمّ أكنّ أريدّ أن أتأخرّ عليكّ لكنّ صياح أليكس منعنيّ من القدومّ إليكّ قليلاّ ، إذّن هلاّ أكملّنا حديثّنا من فّضلك ؟
لمّ تجّبه ماريّ و لمّ تّحاول النـظرّ إليهّ مجردّ سماعهاّ صوتهّ يثيرّ القشعريرةّ فيّ نفسهاّ نهيك ّعن رّؤيته قّابعا أمامهاّ بكلّ سّعادة إنهّ يستمتعّ
فّعلا بّإيلامها خصوصاّ بّعلمه مدى اهتماماهّا الشديد لأليكساندر قطبّت حاجّبيها بّإنزعاجّ بينماّ جذبّ هوّ كرسيّ خشبيّ لّيجلسّ براحة تامةّ ،
قـّال بّضحكة
ـ عندّما أراكّ أتذّكر والدّة نايت كلوديا لاّ بلّ سكارليت ربماّ لاّ أتذّكر اسمهاّ جيداّ اعذريّ ذاّكرتي الضّعيفة .. لقدّ كانتّ غـّبية طاّهرة القّلب لّدرجة
البّلاهة حتىّ لو وضّعت الفّرصة بينّ يديّها كانتّ لترميهاّ دونّ ترددّ ، تّماما مّثلك لقدّ كنتّ قادّرة على حذوي طّريقيّ تخليّ عن نايت و خطـّة الهرب
الفاّشلة تلكّ لكنّ و بّغبائك اللامتناهي كسبتني عدواّ ،
لقدّ تّعبت فّعلا من الاستماعّ لهراءه فهاهوّ يتحدثّ مجدداّ عن إمكانيةّ أنّ تصبحّ بّجانبه حينهاّ سيكسبهاّ حليفاّ له لكنّ هذاّ لن يحدثّ أبداّ أجـّابته
بنبرةّ شديدةّ الحـّدة ذوّ غضبّ عارم لاّ يوصفّ
ـ أرفضّ أنّ أكونّ حليفتكّ حتىّ لو كّان الأمرّ مجردّ تظاهرّ فلاّ تحاولّ إقناعيّ لأننيّ أفضلّ الموت علىّ ذلكّ ،
صمتّ لوهلة من الزمنّ محاولاّ الحفاّظ على هـّدوءه لاّ يريدّ أنّ يؤذيهاّ فهيّ مجردّ طفّلة فيّ النهايةّ هذاّ لم يمنعه قّبلاّ حاجزّ العمرّ لمّ يمّنعه منّ
تخلصّ من أعدائه لكنّ هـّذه الفتاةّ حالّة استثنائيةّ يريدّ إخلاّصها بّشدة ، دفّع الكرسيّ للخلفّ ثم اقتربّ منهاّ وضعّ يدّه أسفلّ ذقّنها ليسحبهاّ
ناحّيته كانتّ ترمقّه بنـظراتّ حاقدّة غّاضبة مماّ جّعله يشعرّ بالحّنق قليلاّ ، ماّ الأمرّ معهاّ تّستمر بالتمسكّ بنايتّ ؟ تّحدثّ بنبرةّ متهكمة
ـ نايتّ ؟ إذّ كان هوّ السببّ الذيّ يّمنعك من الانضمام إليّ فّأنتّ غبية بكلّ تأكيد ، ربماّ لاّ تعملينّ لكنّ هذاّ الرجلّ .. هذاّ الرجلّ الذيّ تّسعين لحمايتهّ
للعودةّ إليهّ إنهّ أسوّء منيّ بكثيرّ و لوّ كنتّ تّدركين القليلّ عنه فقطّ القّليل لماّ أحببّته لهذّه الدّرجة
بالرغم منّ أنّ كلامّه كان تّهكمياّ إلاّ أنهّ كانّ جادّ للغّاية إزدادّ شحوبّ وجهّ ماري نبرّته مفّعمة بالحقدّ بالّرغبة الشديدّة فيّ الانتقامّ مماّ جعّلهاّ
تتساءلّ ماّ سببّ الصراعّ فيّ بادئ الأمرّ ؟ همسّت لنفسهاّ بصوتّ منخفضّ تمكنّ ديميتريّ من سّماعه
ـ لكنهّ أفضّل منكّ بّأي حالّ..
رمقهاّ بّحدةّ تبّا لماّ هي مسّلوبة العقلّ بنايت ؟ كّما لو كّأنه خاليّ من الآثام و الأهواءّ ؟ ألمّ يقبلّ إليزابيثّ أمامهاّ ؟ ألمّ يتركهاّ دونّ سّؤال عنهاّ ؟
إذّن كيفّ هيّ لا ّتزالّ حتىّ الآنّ مخلصة لهّ ؟ تّنهدّ فجّأة بّهدوء ثم التفتّ ناحيتهاّ ، قالّ بّنبرة حـّزينة متّألمة
ـ ماري أنتّ لاّ تعلمين .. أنتّ لاّ تنتمين إلى ّعالمناّ نحنّ و رغمّ ذلكّ أريدكّ ليّ، لوّ أنكّ فقطّ تعّديننيّ بالّوفاء سوفّ أوفرّ لكّ جميعّ سبلّ العيشّ
الرغيدّ فّأرجوكّ للمرةّ الأخيرة هلاّ قبلتّ ؟
نـّظرت إليهّ بصدّمة أيعقلّ أنهّ وحيدّ ؟ ألهذاّ يريدّها أنّ تكونّ بجاّنبهّ تّدعمه عندّماّ يحتاجّ إلىّ ذلكّ ؟ نبرتهّ الحّزينةّ جّعلتهاّ تشفقّ عليهّ لكنّ بالّرغم
منّ ذلكّ فهذاّ لاّ يجّعلها تّأخذّ كّلامه بّمحمل الجدّ حتىّ لوّ كانّ حزيناّ بحاجّة لأحدّ يّثق بّه إلاّ أنهّ يبقى العدوّ الذيّ يّسعى جاّهداّ لتدميرّ سّمعة زوجّها ،
أخفضتّ رأسهاّ ثمّ رفّعته لتّجيبه بّنبرة هّادئةّ
ـ لاّ ، أناّ أسفةّ ..
ابتسمّ بّسخرية فجّأة مدّ يدّيه ناحيّتها لكيّ يّمسكّ برقبتهاّ محاولاّ خنقهاّ بينماّ لمّ تبديّ ماريّ أيّ مقاومةّ فليسّت لديّها القوةّ لرفعّ أصبعّ على أيّ حالّ
بلّ اكتفتّ بإغلاقّ عينيهاّ لقدّ حانّ وقتّ رحيلهاّ ، دفّعها ديميتريّ ناحيّة الجدارّ لكيّ يغشىّ عليهاّ كتمّ غيظه نظرّ إلىّ قدّميها المتضررّتين بّشدة لكيّ
يبتسمّ متهكماّ ذلّك الذي تحاّول العودّة إليهّ هوّ ليسّ مبالياّ بهاّ علىّ الإطلاقّ لقدّ حاولّ أنّ يّضمها لجاّنبه مراراّ و تكراراّ حتىّ لو كّان الأمرّ مجردّ
كذّبة إلاّ أنهاّ فيّ كلّ مرةّ ترفضّ حتىّ بعدّ أنّ رأتّ خيانّة نايتّ لهاّ علانيةّ يبدواّ أنهاّ ستبقىّ متمسكةّ بهّ حتىّ النهايةّ هذاّ ماّ يثيرّ غضبهّ ، كيفّ لهاّ
أنّ تحبّ شخصاّ تخلى عنهاّ ؟ قطبّ حاجّبيه لكيّ يّمدّ أناملهّ لّمعصمهاّ لولاّ تلّك النبرةّ الطّفوليةّ البّريئة التيّ قاطّعته
ـ عّمي أرجوكّ توقفّ لاّ ذّنب لهاّ أرجوكّ لاّ تّجعلهاّ تتألمّ أكثرّ منّ هذاّ..
استـّدار ديميتريّ ناّحية ذلّك الفتىّ الصّغيرّ أليكساندرّ كانّ يرتجّف بّقوة إذّ أنهّ يحاّول اعتراض أوامرّ عمهّ هناكّ كدماتّ عديدّة علىّ جسدّه أيضاّ
ابتسمّ ديميتريّ لهّ بّسخرية كمّ يبدواّ مثيراّ لشّفقة جسمهّ لاّ يقوى علّىّ الحركّة فكيفّ لهّ أنّ يمنعّه منّ قتلّ هذّه المرّأة ؟ قّال لّه بّتهكمّ
ـ لماذاّ أليكسّي ؟ هلّ تّحبهاّ أنتّ أيضاّ ؟
لمّ يجّبه أليكساندرّ بّل تراجّع للخلفّ هوّ يعلمّ منّ يكونّ ديميتريّ تصرّفاتهّ بّأكملهاّ أيضاّ ماّضيهّ تماماّ كّما يّدرك خطّوته القّادمة فّاكتفى فقطّ بخطّواتّ
متراجّعا فيهاّ بينما تقدّم عمهّ أكثرّ ناحيّته قّائلاّ بّضحكةّ
ـ لاّ يجدرّ بكّ أنّ تّحبهاّ أليكسّ سّوف أقتلهاّ فيّ النهاّية أيضاّ ،
نـّزلتّ دموعهّ بّغزارّة دونّ توقفّ علىّ خدّه المتورمّ للونّ البنفسجيّ أخفضّ رأسهّ للأسفلّ لاّ يستطيعّ أنّ يفقدّ شخصاّ آخرّ لذّلك سّارع ناّحيتهاّ ضاماّ
إياهاّ بّشدةّ تحدثّ بنبرتهّ البريئةّ المتّألمة
ـ إنّ أردتّ قتلهاّ فّأقتلنيّ أناّ معهاّ لاّ أريدّ أنّ أعيشّ معكّ بعدّ الآنّ عميّ ..
رمقّه ديميتريّ متملمّلا اتجّه إليهّ و جذّبه منّ ياقّته بالرغم منّ مقاومةّ أليكسّ إلاّ أنهّ لمّ يستطعّ أنّ يقفّ عقبةّ فيّ طرّيق عمّه فقدّ رماّه بعيدّا
لكيّ يّقومّ بالدوسّ علىّ قدم ماريّ ، قـّال لّه بنبرةّ باّردة
ـ تّوقفّ عنّ التصرفّ كفّتاةّ و إلاّ سّوف أقومّ بإنهاءّ حياتهاّ فّورا أيضاّ لاّ تنسّى نفسكّ ، أنّا لاّ أبقيكّ جانبيّ حباّ أوّ شفقةّ بلّ لشيءّ أنتّ تّعلمه جيداّ لذلكّ
تهذبّ إلىّ أن يحينّ وقتّ استعمالكّ أليكس ..
كتمّ أليكساندرّ دموعهّ و وقفّ لكيّ يّغادرّ الغرفةّ متجّنبا النظرّ إلىّ حالةّ ماري التيّ يرثى لهاّ عندّما أوقفتهّ كلماتّ ديميتريّ مجدداّ قدّ كانّت مفّعمة
بّالبّرود و القّسوة
ـ نّحن لاّ نبكيّ أليكساندرّ ، نّحن لاّ نحبّ لاّ نشعرّ .. كمّ مرّة يجبّ عليّ أنّ ألقنكّ هذاّ الدرس ؟ ألاّ يكفيكّ عددّ الخدمّ الذيّن قدمتّ بالتخلصّ منهّم رغّبة
فيّ تعليمكّ هذاّ الدرسّ ؟ أتـّريد منيّ فعلاّ قتلّ ماريّ أمامّ عينيكّ ؟
استـداّر ناحيتهّ قدّ شحبّ وجّهه بّشدة بينماّ ذّكريات الماضيّ قدّ عادتّ لتّطوف عّقلهّ ككابوسّ حّي يلاّزمه طّوالّ حيّاتهّ أومّأ بالنفيّ غيرّ قادرّ على
الكلامّ أنّ يفقدّ ماريّ شيءّ يفوقّ احتمالهّ هيّ الوحيدّة التيّ ابتسمتّ إليهّ الوحيدّة التيّ رغبتّ في انـّقاذه أنّ يهرباّ سوّية من قّبّضة ديميتريّ كلّ ذلكّ
دونّ أنّ تعلمّ هويتهّ الحّقيقيةّ ، بينماّ تقدمّ منهّ ديميتريّ لّكي يّحركّ خصلاتّ شعرهّ بّهدوءّ قائلاّ
ـ هـذاّ أريدكّ مطيعاّ ، لاّ تنسىّ مهمتكّ أليكسّ فّهي قّريبة جداّ
..
__________________
  #65  
قديم 12-28-2015, 05:27 PM
oud
 
علىّ إحدى الطّاولات المنتشّرة بّكثرة فيّ ذلكّ المطعّم ذّو الأنغامّ الموسيقيةّ الهادّئة كانتّ تلكّ الفتاةّ تجلسّ كسّـت ملامحّها صفاتّ الأسى
و غيرّ الرضا لتصرفاتّ رفيقهاّ هـذّا إنهاّ لا تصدقّ مدىّ تهوره كيفّ له أنّ يكون غيرّ مبالياّ إلىّ هذّه الدرجّة ، بينماّ و فيّ الكرسيّ المقابلّ
كانّ شابّ يجلسّ بّراحة نوعاّ ماّ يسندّ مرفقه على الطاّولة يشربّ القليلّ من القهوةّ فيّ حين أنّ كل تّركيزه اتجه لخارجّ ذلّك المّطعم ،
رمقـتّه بّغيّض ثمّ تحدثّت قّائلة باستياء بعدّ أن عجزتّ أن تكتمّ قلقها الشديد عليه بّعد الآن
ـ لكنّ فرانسوا ما الذيّ تفّعله ؟
لمّ يجّبها كعاّدته بالطبعّ هوّ لن يجيبّ فطوالّ فترة إقامتهاّ معه أو بالأحرىّ طّوال فترةّ علاجّه كانّ يرفضّ التحدثّ معهاّ بالرغمّ من أنه
تركّها تتبّعه لكنّ هـذاّ لاّ يفيّ بالغرضّ ، فرانسواّ رجلّ متكتمّ للغاّية لذّلك صّمتت بّمضض ثمّ أخذّت تّنظر خارجاّ لاّ تفهم ماّ الذيّ يحاول
فّعله إذّ أنّ إصاباته لم تشفىّ لكنّه غيّر مباليّ بذلك خرجّ من المستشفى ليّبقى يجولّ فيّ أنحاءّ فرنساّ دون أنّ يحركّ ساكناّ و ينقذّ ماريّ
لكن ماذاّ إذاّ كانتّ ماريّ قدّ انقدتّ من قبلّ زوجّها ؟ نايت لبيرّ إنهّ رجلّ خـطرّ لاّبد أنهّ قدّ أنقذّها
إذّا كان الأمرّ كذلّك إذّن لماّذا لاّ يزالّ فرانسوا هناّ بالّرغم من أنه اليدّ اليمنى لنايت لبير ؟ تعبتّ من التفكيرّ فّأسندتّ رأسهاّ علىّ الطاّولة
زمتّ شفتيهاّ بعبوسّ و أغلقتّ عينيهاّ بينماّ انسّل شعرهّا الأشقر الطّويل علىّ ظّهرهاّ ، تّساءلت مجدداّ
ـ فرانسوا هل ماري بخير ؟
سّؤالها المفعمّ بالقلقّ جّعله يّعود للواقعّ قليلاّ تاركاّ فوضىّ أفكاّره السّوداء خلفّه لّحين آخر من الزمنّ ربماّ نّظر إليهاّ بهدوءّ إنهّ مدينّ
لها بّحياته فقدّ أنقذّته من الموتّ المحتمّ أيضاّ دفعت كل تكاليفّ علاجّه و حرصتّ تمامّ الحرصّ على عدّم معّرفة أحدّ لهويتهّ خوفاّ من
تعقبّ ديميتريّ له بقيتّ معه حتىّ فيّ أكثرّ لحظاتّه ألماّ لكنّ هناكّ شيءّ ماّ لاّ يريحهّ بها قدّ يكون لأنهاّ أختّ آرثرّ الشخصّ الذيّ حاول
إيذاءّ ماريّ سابقاّ قدّ يكونّ لأنهاّ تنتميّ فقطّ لعائلة غلوري هوّ ينتظرّ أيّ حركة مباغتةّ منهاّ غيرّ أنّ كل شيءّ فعلته حتىّ الآن هوّ من
أجلّ مصّلحته الشخصيّة أيعقلّ أنهاّ ليستّ شخصاّ سيئاّ و أنه كان مخطّئا ؟
تنهدّ و عـّاد يرتشفّ قهوتهّ بسّكون شديدّ حتىّ الآن هوّ لاّ يعلم كيفّ تم اكتشاف مكانّ ماريّ إذّ أنها لم تّخرج أبداّ من المستشفى إلاّ ليومّ
واحدّ فقطّ و قدّ حرصّ خلالّ تلكّ المدة الزمنيةّ أنّ لاّ يلاحظهاّ أحدّ ، إذّن كيفّ استطاعّ ديميتريّ أنّ يعلم مكانهاّ ؟ ذّلك مستحيل نهيكّ عنّ
أنهّ خياليّ ، حيثّ أن احتمالية علّم ديميتري بمكان ماريّ خلال فترةّ خروجهاّ أيضاّ تخطيطهّ لاختطافها و في نفسّ اليومّ لاّ هـذا غيرّ معقولّ
قدّ تكون كليرّ من أخبرتهّ لكن كيف لهاّ أن تعلم بمكانّ ماريّ إذّ أنها ألقت بهاّ فيّ نفسّ اليوم ، تباّ ماّ الذيّ يحدّث ؟ لماذاّ لاّ يستطيعّ أنّ يجدّ
الشخصّ الذيّ تسببّ بكلّ هذّه المشاكلّ ؟ مدتّ كليرّ يدّها ناحيّته و أمسكتّ بّطرفّ أذّنه قّائلة و الانزعاجّ يلّف ملامحها من تجاهلهّ المستمرّ لهاّ
ـ فرانسواّ أناّ أتحدثّ معكّ هلاّ استمعتّ إليّ ؟ لقدّ قلتّ ماّ الذيّ سنفعله الآن؟ ألن ننقذّ ماريّ؟ أم أنّ نايتّ سبقّ و أنقذّها ؟
راقبّ ملامحّها لاّ يبدوا أنهاّ تكذبّ عليهّ أو تدعيّ الجّهل على الإطلاقّ إنّ كان الأمرّ كذّلك فلنّ تساعدّه حاّول أنّ يقنعّ نفسه بّهذه الفكرةّ إذّ
أنهّ يرفضّ أن يكونّ منقذّه شّخصاّ حاول لا بلّ نجح فيّ إيذاء سيدّته تلكّ المرّأة التيّ جّعله نايت يقسمّ بحمايتها حتىّ لو كلفه الأمرّ حياته ،
و بالّرغم من أنهّ يريد أن يقنعّ نفسه بحسن نوايا كلير إلاّ أنهّ لنّ يتخلى عن حذّره بكل تأكيدّ . .
جذّب ّهاتفّ كليرّ ناحيته لكيّ ينهضّ مغادرّا وسطّ غبطتهاّ أيضّا عبوسهاّ لنّ يخبرها بتحركاتهّ هوّ ليسّ مجنوناّ ، وقفّ فيّ زاوية مظلمّ خارجّ
المطعّم بزقاقّ مظلم ثمّ أمسكّ الهاتفّ أنهّ يريدّ الاتصالّ بنايت لكنه لاّ يمتلك الجرأة ليسّ بعدّ أن فشلّ فيّ مهمتهّ بالّرغمّ من ذلكّ هو اتصلّ به
سابقاّ أيضاّ فّي كلّ مرةّ تتاحّ له الفّرصة غيرّ أن رقمّ نايت يبدواّ خارجّ مجاّل التغطيّة لسببّ ماّ تنهدّ محاولاّ الحفاظّ على هدوءّ أعصّابه
هوّ يعلمّ بجميعّ أخبارّ عّائلة لبيرّ فقدّ حرص علىّ تتبعّ كلّ أخبارّهم بعدّ حادثة غيّبوبة الجدّ الذيّ قدّ توفيّ منذّ ماّ يقاربّ يومينّ إنهّ يعلمّ بكل
شيءّ تذيّعه الصّحافة و أيّ خبرّ ينشرّ على الانترنيت لكن ليسّ كلّ شيء فهوّ بكلّ تأكيدّ ليسّ ملماّ بآخرّ تحركاتّ إليزابيثّ أيضاّ أفّعال كايلّ
بّخصوصّ ماّ يحدثّ . .
أخيراّ ضّغط على بّضعة أزرارّ ليتصلّ بّهاتفّ سوزي الخاصّ ناّئبتهّ و الذّراع الأيسرّ لنايت منّ بعدّه مرتّ لحظاتّ طّويلة أثقلّ فيهاّ كيانه و
بدّا التنفسّ شديدّ الصعوبةّ بالنسبةّ لهّ حتىّ انتقلّ إلىّ مسّامعه صوتّ المجيبّ الآليّ قطبّ حاجبّيه بغيرّ رضا تباّ ماّ الذيّ يحدثّ ؟ ألاّ ينظرونّ
إلى هواتفهمّ على الإطلاق ؟
زفرّ بّغيضّ شديدّ و عـادّ يتجّه إلىّ المطعّم عندّما رنّ الهاتفّ بينّ يدّه نـظرّ إلىّ الشّاشة لكيّ يرى أن سوزي قدّ أعادتّ الاتصال به هذاّ جيدّ
فقدّ يئسّ ، إنتـّقل إلىّ مسّامعه صوتّ سوزيّ الهادئّ العمليّ
ـ مرحبا .
فيّ الجهة الأخرىّ سوزيّ كانتّ جالسّة فيّ غرفةّ المراقبةّ لمّ تك تملكّ الوقت الكافيّ لكيّ ترفعّ هاتفهاّ غيرّ أنهّ و لملاحظتهاّ بّأن رقمّ المتصلّ
كانّ خارجّ البلادّ قررت أنّ تعيدّ الاتصال ، صمتّ فرانسواّ لوهلةّ من الزمنّ ثمّ تحدثّ بلهجتهّ البارّدة العملّية أيضاّ
ـ سوزيّ إنهّ أناّ فرانسواّ أريدّ منكّ أن تصلينيّ حالّا بسيدّ نايتّ ..
تلعثمتّ سوزيّ و كادتّ أن تفقدّ قدرّتها علىّ الكلامّ قدّ شعّ وجّهها بتعبيرّ الفرحّ كانت سعادتّها لاّ توصفّ و لاّ تقدرّ بثمن فّأومأتّ بالإيجابّ
كماّ لو كّأنه يستطيّع رؤيتهاّ ثّمّ أخذتّ تركضّ بأقصى سّرعتهاّ ناحيةّ جناحّ نايتّ ، قدّ عبرتّ أروقة القصرّ بّظرفّ دقائقّ بالّرغمّ من شاسعة
المساحةّ ، ابتسمتّ بّسعادةّ و تحدثتّ منّ بينّ تنفسهاّ المضطربّ
ـ فرانسواّ يّا إلهيّ كم أناّ .. أنـا.. شكراّ لله علىّ سلامتك لقدّ كنتّ قلقة عليكّ، هلّ السيدة ماري برفقتكّ الآن ؟
فورّ إنهاّئها لجّملتها شحبّ وجهّ فرانسواّ كلياّ بسّؤالهاّ الواضحّ هذاّ عن ماريّ فلاّبد أنهّم يعلمونّ باختطافها لقدّ كانواّ سيعلمونّ عاّجلا أمّ
أجلاّ تبـّا لاّبد أنّ نايتّ فيّ قمةّ غضبّه الآنّ خصوصّا و أنهّ أوضحّ مدى أهمية حّماية ماريّ ، تّحدث بنبرةّ متوترةّ
ـ لاّ .. ليسّ تماماّ ،
اقتربت سوزيّ من جّناح نايتّ لتتباطأ خطّواتهاّ و يعّم الوجومّ ملامحّها بّعد سعادتهاّ المؤقتةّ تلكّ ، طرّقت البابّ بّإحترامّ شديدّ ثمّ انتـظرتّ
لحظاتّ قليلةّ لتفتحّه قدّ كانّ و فيّ مـكتبّه الخاصّ يجلّس خلفهّ حاملاّ حاّسوبه المحمولّ يبدواّ عليه الانشغال وجّهه شاّحب كعّادته عندّ سماّعه
لآخبارّ سيئةّ عينيهّ الدّاكنتينّ تراقبّان الشاشّة بّبرودّ بينماّ خصلاتّ شعره الأسودّ انسدلتّ على جّبينه ، بينماّ فيّ أريكةّ وسطّ الغّرفة كانّ ويليامّ
مستلقياّ يّضع ذّراعه علىّ وجّهه يبدّوا أنهّ يفكرّ بعمقّ شديدّ فيّ حيّن كانتّ فلوراّ تّدور بّتوتر عارّم غيرّ قّادرة على تمالكّ أعصابهاّ ، دّخلت
سوزي عابرةّ المكانّ بّخطوات هادّئة لماّ اقتربتّ من نايت انحنتّ قّائلة بّتردد
ـ سيديّ اعتذّر على إزعاجّك لكنّ .. يوجدّ اتصالّ من فرنسا لكّ إنهّ من قبلّ فرانسواّ سيديّ
لحظّة ماّ لفظتّ سوزي اسم فرانسوا التفتّ إليهاّ كل من بالغّرفة رمقّها نايت بّنـّظراته البّاردة لتعـّطيه الهاتفّ بّقلقّ إذّ أنهاّ متلهفة أيضاّ لسماعّ
أخبارّ جيدّة عنّ ماريّ ، وضعّ نايت السماعّة على أذّنه ثمّ تحدثّ بنبرتهّ المبحوحةّ
ـ فـرانسواّ . . ّ
استنشقّ فرانسواّ أكبرّ كمية من الهواء تستطيعّ رئتيه تحملهّ أخباّره سيّئة و هوّ لاّ يحملّ أيّ جديدّ بّجعبته أيضاّ معرفة نايت باختطاف ماريّ
يّزيدّه توتراّ فّأن يّخون ثّقته المطّلقة فيهّ هو لشديدّ الخجلّ صمتّ قّليلاّ قبلّ أن يتحدثّ بّهدوء
ـ سيدّ نـّايت أناّ لاّ أعلمّ ماّ الكلمات المناّسبة التيّ استطيعّ قولهاّ فيّ مثلّ هذّه الحّالة فّإخفاقيّ فيّ مهمتيّ بعدّ إعطائيّ الثقّة المطّلقة يستطيعّ
الموتّ كعقابّ بسيطّ . . أنـّا أعتـّذر لكّ لاّ بلّ أتوسلّ منّ أجلّ مسامحتكّ بالّرغم من أننيّ لاّ استحقهاّ ، سيديّ أنـّا ..
نـّزلت دّمعة وحيدّة شقتّ طريّقها عبرّ خدّه و لمّ يستطعّ أنّ يّكمل كّلامه بعدّ الآن خوفاّ من نبرته المتحشرجة أنّ تكشفّ غّضبه منّ نفسهّ هوّ
لم يقدرّ على حماّية الشخصّ الوحيدّ الذيّ يهتمّ له الشخصّ الوحيدّ الذيّ بقيّ بجانب سيدّه رغماّ عن الكلّ ، فيّ حين تنهدّ نايـت زفرا بكلّ راحّة
و هوّ يضعّ يدّه على جبينه رافعاّ خصلاتّ شعره الأسودّ للأعلىّ أجـّابه بابتسامة صّغيرة
ـ تـّبا لكّ فرانسواّ لقدّ ظننتّ أنّ ذلكّ السافلّ قدّ قتلكّ . . لا داّعي للاعتذار الآن أخبرنيّ كيفّ حالكّ ؟
اتسعتّ عينيهّ من الصدمة هلّ سمعّ تواّ نغمة الراحّة بّحديثّ سيدّه هـذاّ يعنيّ أنهّ ليسّ غاضباّ عليه لكنّ حتىّ لو لمّ يكن غاضباّ ذلكّ لاّ يعنيّ
أنهّ يستطيعّ مسامحّة نفّسه على إخفاقهّ المذلّ فيّ مهمتهّ بحمايةّ سيدّته و كاّد ّأن يجيّبه عندّما سمعّ صوتّ كليرّ القلقّ منادّية إياهّ و هيّ
تّبحث عنهّ لقدّ كانتّ تستمرّ بإيقافّ الناسّ ثمّ تسّألهمّ ماّ إنّ رأوه أتّظنه طفّلا ؟ تنهدّ بانزعاج و خرجّ من زقاقّ ، قالّ بّنبرة هادّئة مجيّبا سيدّه
متجّها ناحيّة كليرّ
ـ أناّ أسفّ سيديّ لأنني لمّ أستطعّ الاتصالّ بكّ سابقاّ لقدّ كنتّ مصاباّ بّرصاصتينّ على مستوىّ الكتف أيضاّ القدّم مماّ جعلنيّ أخضعّ لعلاجّ
مكثفّ أيضاّ سيديّ أظنّ أنكّ تعلمّ بّمسألة اختطاف ديميتري لسيدة ماري ؟
صمتّ نايتّ لوهلة من الزمنّ بالطبّع يعلمّ قدّ حرصّ ديميتريّ علىّ جّعله يدّرك ذلكّ جيداّ بإحضاره ماّري لّمأتمّ جدّه ثمّ أخذهاّ كماّ لوّ كّأنها
شيءّ من ممتلكاتهّ هوّ بكلّ تأكيدّ و بفعلته هذّه جّلب الموتّ لنفسهّ لاّ يصدقّ أنهّ كان متساهلا معه لهذّه الدرّجة ، درّجة تجّعله يختطفّ
زوجتّه ارتشف مياه دّفعة واحدةّ بينماّ أعين الكلّ تراقبهّ ، تّحدثّ بنبرةّ حادةّ
ـ أجلّ . . ماّهي أخّر المستجّدات فرانسوا ؟ هلّ أنتّ قادرّ على الحركّة الآن ؟
تّوقف فرانسواّ خلفّ كليرّ التيّ قدّ بدّأت بالبكاءّ زمّ شفتيه بّعبوسّ إنهاّ لا تّدعه يتحدثّ مع سيدّه بتركيزّ لذلّك وضعّ يدّه علىّ ذّراعهاّ استداّرت
حينهاّ كليرّ ناحيتهّ بينماّ أشارّ فرانسواّ لهّا كيّ تلتزمّ الصمتّ إنهاّ تّتبعه فيّ كل مكانّ مماّ يّقيدّه قليلاّ تّحدث بّنبرة منزعجةّ ناسيّا تواجدّ نايتّ
على لهاتفّ ،
ـ سحقاّ كليرّ أناّ لنّ أهربّ إلىّ أيّ مكان لذلكّ كونيّ طفلّة مطيّعة و عوديّ للمطعّم . .
رمقّته بّنظراتّ حادةّ إنهّ لاّ يدركّ أبداّ أنهاّ قلقة عليهاّ ويشتمهاّ أيضاّ لوّ أنهاّ تستطيعّ لكمه فقطّ زفرتّ بغيضّ ألاّ يّعلم أنهاّ تخافّ عليه
خصوصاّ و أنهّ لمّ يشفى بعدّ من إصاباتهّ ؟ ألاّ يدركّ أن ماّ تعرضاّ له كانّ عملية قّتل سابقّة التخطيطّ و الترصّد قدّ كان أمرّ نجاتهماّ بمثّابة
ضّربة حظّ ، فيّ حين عـّاد فرانسواّ إلىّ ذلّك الزقاقّ محاّولا التحدثّ بّراحة تّامة معّ نايتّ ..
بينماّ و فيّ الجّهة الأخرىّ كانّ نايتّ يّنتظرّ بّهدوءّ أقالّ فرانسواّ تواّ اسم كليّر ؟ هناكّ فتاةّ واحدّة تدعىّ كليرّ غلوريّ أختّ آرثرّ الشخصّ
الذيّ يريدّ بّشدة إدّخال فلورا ّالسجنّ أيضاّ لقد ّرفعّ دعوى قّضائية هلّ هي الآن برفقةّ فرانسواّ ؟ رفعّ حاجبهّ بغيرّ رضى منتـظرّا إنهاء
فرانسوا كلامهّ معهاّ ، لاّ يجدرّ به التسرعّ فيّ الحكمّ عليهاّ لكنّ هيّ أختّ آرثر ّالذيّ هوّ بجانبّ ديميتريّ حاّلياّ لذلّك يجدرّ بهم الحذرّ من هذّه
العاّئلة .. بّعد فترةّ عـّاد فرانسواّ ليضع السماعةّ على أذّنه بقليّل من اليّأس من تواجدّها المستمّر حوله ثمّ قّال بّنبرةّ جـّادة
ـ أعتـّذر سيديّ لإبقائكّ منتـظراّ.. حسناّ لديّ شّيء أريدّ أنّ أطلبّه منكّ سيديّ بّعد إذّنك طبّعا
اعتلت ملامحّ نايتّ الهادّئة نوعاّ منّ البّرودّ إذّ بدتّ نبرةّ فرانسواّ جادّة للغايةّ مفعمةّ بالخـطرّ منتـظراّ سماعّ طلبّه بينماّ بادرتّ فلورّا نظراتّ
القّلقة معّ ويليامّ الذيّ اعتدلّ فيّ جلّسته حتىّ الآنّ لمّ تتغيرّ ملامحّ نايتّ إذّن لاّبد أن ّفرانسواّ يحملّ أخباراّ سّيئة للغاية ..

/

أغّنية صّاخبّة دّوت أنغّامهاّ فيّ الأرجاّء ، ضحكاتّ عّالية و صّوت الكّؤوسّ الصاّئحةّ بّنخبّ لأشياءّ عديدّة بّعضهاّ يستحقّ بينماّ البعضّ مجردّ
رغّبة للإحتّفالّ لكنّ نخبّ آرثرّ كانّ مفعماّ بّنشّوة الانتصّار تعّلوه ابتسّامة سّعيدةّ لا تّقدر بّثمن الآنّ لقدّ انتقّم منّ فلوراّ روبرتّ تلكّ الفّتاة التيّ
ظلتّ تّطاردّه حتىّ فيّ أحلامهّ كانتّ تّمثل أسوءّ كوابيسهّ ، ضحكّ بّقوة فّوضعتّ رفقتهّ يدّها علىّ ظهرهّ قاّئلة بّنبرتهاّ المتساّئلة الرقيقةّ
ـ عـّزيزيّ.. ارفقّ بنفسكّ قليلاّ ،
استـّدارّ ناحيتهاّ ثمّ انحنىّ لّيقبلهاّ بكلّ سّعادة و هوّ يشربّ نخباّ آخرّ انتقاّمه منّ فلوراّ يستحقّ بالفعلّ إقامةّ حفلّة هاهوّ الآنّ بّرفقة زوجّته
الاسبانيةّ التيّ خدّع والدّه بّجعله يّصدق فعلاّ أنهّ قدّ تزوجّها منّ أجلّ أنّ تنالّ الجنسيةّ الانجليزية كمّ هو سعيدّ ، قّال بّحماسّ
ـ حبيبتيّ أطلبّي ماّ تّردين فكل شيءّ على حسابيّ
ضحكتّ علىّ مزاجّه الممتاّز و أومـّأتّ بالإيجابّ لكيّ تطلّب عّصيرّ منّ أجلّه فقطّ بينماّ وقفّ آرثرّ متجّها إلىّ حلّبة الرقصّ ، انتقـّام شّراب
و حـّفلة بّرفقةّ زوجـّته الحّبيبةّ ماذاّ يّريد أكثرّ من ذلّك ؟ أثناءّ طّريقّه رنّ هاتفهّ النقالّ لكيّ يّرفعهّ بّقليلّ من الاستنكارّ كانّ اسمّ أختهّ يعلوّا
الشاشة فقطّب حاجّبيه بّإنزعاجّ إذّ لاّ رغـّبةّ لهّ في التحدثّ معهاّ كادّ أنّ يّغلقّ هاتفهّ لماّ غيرّ رأيهّ لمّ يودّعها أثناءّ رحيلهاّ لفرنساّ ربماّ يجدرّ
به التحدثّ معهّا ، رفعّ السماّعة لكنّ فجّأة انقطع الخطّ هزّ كتفيهّ بعدّم مبالاةّ و أكملّ طرّيقه ..

/

فيّ غـّرفة مّظلمةّ لاّ أثرّ لنورّ بهاّ كانّ يجلسّ لوحدّه مغدقا ّفيّ حقلّ أفكارهّ عّينيهّ تحدقانّ بالفّراغّ منذّ مدّة لمّ يكنّ قادراّ على النومّ أوّ إغلاق
جّفنه كلّ شيءّ يبدواّ لهّ حالياّ فيّ منتهىّ الغـّرابة ، أحـّوالهّ تثيرّ استنـّكاره كذلّك أفعالهّ الغيرّ متناّسقة معّ كلماتّه أوّ وعودّه ،
قطبّ حاجّبيه محاّولا التـّركيزّ خيّانة إليزابيثّ لاّ تّغتفرّ بكلّ تأكيدّ لقدّ قتلتّ جدّه بيترّ أيضاّ سلبتهّ أعزّ أصدّقائه سابقّا و ابنّ عـّمته نايتّ هوّ
يعّلم جيداّ أنهاّ تتلاعبّ بهّ و كلّ ماّ تريدّه هوّ الاستيلاء علىّ عرشّ لبيرّ ثّروتهمّ بّأكملهاّ لكنّ بالّرغم منّ أنهّ يعلمّ ذلكّ إنهّ لا يستطيعّ أنّ ينزّع
حبّها المتّأصلّ فيّ عـّروقه ، لماذاّ ذلكّ صعبّ جداّ لقدّ رأىّ خيانتهاّ بّعينيهّ هاتينّ فلماذاّ ينفكّ التفكيرّ بهاّ ؟
ألمّ يحنّ وقت استيقاّظه بّعد ؟ لقدّ سّئمّ منّ كونهّ مجردّ دّمية تسيرّها إليزابيّث كماّ تريدّ لكنّ و بنفسّ الوقتّ هوّ لاّ يريدّ أنّ يخسرهاّ ، إنهّ لوحدّه
لاّ أحدّ غيرهاّ بجّانبه لقدّ أحبّته حتىّ لو كّان هـذاّ بالماضيّ لكنهاّ ضّحتّ بنفسهاّ منّ أجلّه تخلتّ عنّ عائّلتها و كلّ شيءّ من أجلّه لقدّ تزوجاّ و
لمّ يّأتيّ أحدّ من أسرتهاّ لأنهمّ اعترضوّا زواجّهما لكنهاّ بالّرغم منّ ذلكّ استمرتّ حتىّ النهايةّ فكيفّ لهّ أنّ يتخلى عن إمرّأة رمتّ العّالمّ بأكملّه
لأجلّه ؟
للّمرة الأخيّرة يّريد أنّ يسترجّعهاّ ، أنّ يسترجّع حبهاّ و أنّ تعودّ إليزابيثّ القدّيمة إليهّ لذّلك و منّ أجلّ تحقيقّ هذاّ الهدفّ سوفّ يفعلّ المستحيّل
لن يستسلمّ قبلّ ان يستعيدّها لنّ يستسلمّ قبلّ أنّ يحاولّ حتىّ ، تّنهدّ يجبّ عليه العثّور علىّ حافزّ يّجعلهاّ تّعود لنفسهاّ القدّيمة لكنّ كيفّ يفعلّ ذلكّ ؟
فتّحت سوزيّ البابّ بقوةّ لكيّ تـّدخلّ حاّملة بينّ يدّيها صّينيةّ الأكلّ شغلتّ الضوءّ و تّقدمتّ ناحيّته وضّعت الصّينيةّ علىّ الطاّولة الزجاّجية التيّ
أمامهّ ثمّ تنهدّت بّتعبّ لكيّ تجلسّ على الأريكّة بجاّنبه ، قّالت لهّ بّلا مبالاةّ
ـ هياّ كلّ أنتّ تحتاجّ أن تستعيدّ طّاقتكّ فاجتماع المجلسّ قريبّ
استـّدار كايلّ لينظرّ إليهاّ بكلّ غيضّ لقدّ قطعتّ حبلّ أفكارّه فيّ غمّضةّ عينّ كماّ لوّ كّأنها تّتعمدّ فعلّ ذلكّ إنّه يعلمّ أنّ كلاّ من سوزيّ و إليزابيثّ
لاّ يحتملاّن تواجدّ الآخرىّ فيّ نفسّ الغّرفة و يّعلم أيضاّ أنّ سوزيّ قدّ هددّت إليزابيثّ سابقاّ فقدّ أخبرتهّ ، تّنهدّ لوّ أن سوزيّ لاّ تكرههاّ لكّان قدّ
سّألهاّ عنّ رأيهاّ حولّ الموضوعّ .. كماّ لوّ كّأن سوزي قدّ شعرتّ به فقدّ تحدثّت بنبرةّ باردّة
ـ أنتّ تفكرّ بماّ حـّدث بعدّ إنتهاء مراسمّ دفن الجدّ أليسّ كذلّك ؟ حسنّا يجدرّ بكّ أنّ لا تفعلّ ذلّك لديكّ عملّ لكيّ تهتمّ بهّ أعنيّ فقطّ فزّ بّمنصبّ
الرئيسّ و حينهاّ ستكسبّ حبّ إليزابيثّ مجدداّ كضّرب عصفورينّ بحجرّ واحدّ ..
قطبّ حاجّبيه بّنوعّ من الاستنكارّ صّحيحّ أن إليزابيثّ تحبّ المجوهراتّ لكنّ هذاّ لاّ يعنيّ أنهاّ سترميّ نفسهاّ من أجلّ أيّ كانّ الذيّ ينالّ منصبّ
الرئيسّ رمّق سوزيّ بنظرّة غـّاضبةّ ثمّ وقفّ لكيّ يتحدثّ بنبرةّ جليدّية
ـ أغربيّ عن وجهيّ ..
زمتّ شفتيهاّ بتعاّسة و وقفتّ اتجّهت إليهّ ثمّ ضّربته علىّ ظهرهّ بقوةّ مماّ جّعله يّرمقهاّ بغضبّ أكبرّ حينهاّ ابتسمتّ سوزيّ بّهدوء و أجـّابتهّ
بنبرتهاّ الواّثقة العّملية
ـ أنـّا أريدّ مصّلحتكّ فقطّ سيدّ كايلّ لكن جّمالهاّ يعميكّ عنّ رؤيةّ حقيقتهاّ .. إلىّ أنّ يكشفّ غطاءّ عنهاّ سوفّ أبقىّ بجاّنبكّ لذلكّ لاّ لنّ أغربّ
عنّ وجّهك ، أناّ سّأبقى هناّ لحماّيتكّ أيهاّ الأبلّه
انحنتّ و غـّادرت بخـّطواتّ هـّادئة فيّ حينّ كتمّ كايلّ غيظهّ حتىّ لو ّقالتّ ذلكّ حتىّ لوّ أقسمتّ بّحياتهاّ إلاّ أنهّ لاّ يستطيعّ أنّ يثقّ بهاّ فهيّ فيّ
النهايةّ من طرفّ نايتّ عـّدوه حالياّ تّنهد و سارّ بخـّطواتّ مثّقلة مهمومةّ لشّرفة بدّا لّه القصرّ حالكاّ بالظلامّ .. بعدّ أنّ فقدّ آخرّ فردّ من عـّائلة
لبيرّ الفردّ الوحيدّ الذيّ حاولّ لمّ شملّ هذّه العاّئلة بّعد وفاةّ سكارليت ،
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011