عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2015, 11:40 PM
 
قصة مبدعة | سندريلا المسلمة

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:75%;background-image:url('http://www14.0zz0.com/2015/10/29/22/302984196.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] [I]


ابدعتي
Zizi


الله...

تعالت الكلمة من افواه الذين حضروا المسجد تهيئا للصلاة عندما انهى القارئ اية من القرآن واخذ يسترجع انفاسه ليعود ويتلوا آية أخرى ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون...﴾

في بيت مجاور للمسجد توسطت امرأة اربعينية محرابها تستمع ما يتلى الى ان سمعت الاية الاخيرة فأغمضت عينيها لترتسم على ثغرها ابتسامة أمل لتبدأ برسم خطط لمستقبل ابنها الذي بلغ سن الزواج...





تركت ما بيدها لتسرع الخطى إلى الباب بعدما عادت اليها تلك الابتسامة لتستقبل ابنها الذي عاد ما ان انهى صلاته في المسجد وبعض الاذكار، أمسك يدها وقبل ظاهرها طالبا رضاها، عانقته وقبلت جبينه واشرت له بالدخول ليجلسا في غرفة الجلوس كما جرت العادة لكنه لمح في عينا امه نظرات لم يألفها سابقا، وتلك الابتسامة التي لم تفارقها مذ فتحت له الباب، ادرك ان هناك خبر سارا تحمله ولكنه لم يدرك الى اي مدى سيمس بمستقبله، بابتسامة عفوية سألها عما يدور في خلدها حتى اتسعت ابتسامتها استعدادا لتبوح بما تخطط له، لكنها احتارت كيف تفتح الموضوع حتى قالت:" لقد كنت استمع الى تلاوتك اليوم..."
- لكنك تستمعين اليها كل يوم!...
- نظرت اليه بجدية حانية قائلة: " الا تظن انه قد ان الاوان؟"
- بإستغراب اجاب: "ان الاوان؟... على ما...؟
- لقد اصبحت شابا، حان الاوان لافرح بك...
اتسعت عيناه عند سماعه لكلامها ليخفض راسه مبتسما باستحياء وما كاد ان يعارض الفكرة حتى اكملت والدته بحماس: " هل هناك فتاة معينة اخطبها لك ام تفضل ان اختارها لك بنفسي؟..."
- امي...
- اظن ابنة لينا فتاة مناسبة
- امي!...
- لا لا ربما ابنة ربيعة افضل لك... مهلا ربما...
- امي انا مازلت صغيرا على الزواج... لا افكر بذلك الان...
- نظرت اليه بصدمة لتقول:" اقلت ما زلت صغيرا؟ ستبلغ العشرين قريبا..."
- لكن لدي مشاريع انفذها قبلا...
- مشاريع ماذا؟ الاسلام يشجع الزواج باكرا وانت كدت ان تصبح عجوز
قالتها بطريقة مازحة لترتسم على شفتيه ابتسامة استسلام فيقول مفوضا امر خطبته لأمه:" ان كنت ترين الامر هكذا فليكن كما تريدين فرضاك والجنة..."





في الصباح الباكر خرجت امه الى بيت اختها رنين لتطلب مساعدتها بأمر ظلت طيلة الليل ساهرة تخطت له، طلبت منها ان تساعدها في اقامة دورة تجويد القران للنساء عسى ان تجد فتاة مناسبة تشارك ابنها في اهتماماته لتخطبها له، كما سيسهل عليها تعليم ذلك لابنائها ان كانت هي تتقنه...





بعد عدة ايام اجتمعت عدة من النساء في احدى الاحياء يتناولن قهوة الصباح في بيت احدى الجارات ككل صباح، قطعت حوارهن الهائج سميرة التي اقبلت عليهن مسرعة تحمل ورقة تلوح بها لهن وهي تقول بحماس:" انظرن ماذا وجدت" تجمعت حولها النساء ليروا الخبر وقبل ان يبدأن القراءة سحبتها خلود صاحبة البيت لتقراءها بصوت عال:
ستقام دورة تجويد للنساء في حي السلم بيت (ام محمد الامين) ذلك في ايام كذا وكذا من ساعة كذا لساعة كذا...
نظرت خلود للورقة باستغراب لتقلبها فتجد ظاهرها فارغة فتعيدها لما كانت عليه قائلة: " لم اجد ذلك الذي تقولين عنه بذلك الاهمية" التفتت للنساء لتجدهن يتهامسن:
- اليست ام محمد الامين هي نفسها ام القارئ المشهور محمد الامين؟
- بلى انها هي...
- يقال ان ابنها تعلم القرآن كاملا في العاشرة من عمره
- انها نعم الام...
- سيكون من الجيد ان تعلم بناتنا فهي متمرسة في التعليم، سمعت انها تعطي دروسا في مدرسة ابتدائية للفتيات كي تأسسهن من صغرهن على حسن قراءة القرآن...
- بالفعل انها امرأة عظيمة، لا استغرب ان كان ابنها بتلك الذكاء
- انتن لم تسمعن الخبر الاهم...
نظرن النساء الى التي تكلمت وقد كانت نفسها سميرة التي احضرت الورقة لتقول: حسنا انها مجرد اشاعة لكن الاشاعات لا تأتي من العدم... سمعت ان ام محمد الامين تبحث عن زوجة لابنها لذلك اقامت هذه الدورة
- عانقت احداهن كفيها لتقول: يااااه انه لشرف ان تتزوج ابنتي منه...
- اخرى: اتمنى لو كان لدي فتاة لأتشرف بمصاهرته...
هكذا كانت تعليقات النسوة حتى قاطعتهن خلود قائلة:
- ان ام محمد الامين كل فترة تقيم دورة كهذه فما الذي جعلك تظنين هذا الشيء
- لست انا من ظننت هذا بل هذا ما يقال من هنا وهناك، كما ان الآن ابنها اصبح بسن الزواج...
تفكرت خلود بالموضوع لتقول: على كل انا سأسجل ابنتي حتى لو لم تكن الاشاعة صحيحة سيفيدهما ذلك...
- وماذا عن الاخيرة؟
هزت راسها مشيرة الى فتاة رثة الثياب تقوم بالأعمال المنزلية لتضحك صاحبة البيت بسخرية وتقول: سندريلا... لما قد تحتاج الى ذلك؟ اشك انها تجيد القراءة اصلا..."





جلست خلود على الطاولة وعلى جانبيها ابنتاها يتداولن الحديث عن جلسة التجويد الاولى كيف سارت معهم، وعن لطف ام محمد وكرمها وحسن اخلاقها، سندريلا التي كانت تضع الطعام في الاطباق وتستمع الى احاديثهن، ما كان منها الا ان طلبت من خالتها التي تكون زوجة والدها، طلبت منها ان تسمح لها بالذهاب معهن، ولكن جواب الخالة خلود كان الرفض بالتاكيد ويعود السبب الى سرعة بديهة سندريلا واستيعابها، خافت خلود ان تصدق الاشاعة فيقل من نسبة فوز احدى ابنتيها بقلب ام محمد، اصرت سندريلا لكن دون جدوى فخالتها تحججت ان اعمال المنزل كثيرة وهي بالكاد تستطيع ان تنهيهم فكيف لو تذهب معهن...
انسحبت سندريلا الى غرفتها حزينة لتفكر بكلام خالتها حتى خطرت لها فكرة، اسرعت الى خزانتها لتفتح صندوق فيها اغلى مقتنياتها، ذكريات والديها المتوفيين، اخرجت منها ملابس سوداء لتنظر اليهم وتبتسم متأملة...





مرت الايام وفي كل مرة رانيا الابنة الكبرى لخلود تتقرب من ام محمد بتعاطفها معها واحترامها كما انها لا يستهان بها من ناحية التجويد والترتيل وكانت الام قد حسمت امرها باختيارها لها كخطيبة لابنها...
عند اخر درس تجويد قررت الام ان تقيم غداء صغيرا في بيتها كإحتفال باخر يوم يقضوه معا او شي ذلك، ويفتتح الاحتفال ابنها محمد بترتيل بعض الايات من القران الكريم، وهكذا سيتسنى له ان يرى الفتاة التي اختارتها له...

في يوم الاحتفال تجمعت النسوة في غرفة الضيوف وكانت الام قد جهزت مكانا لرانيا بالقرب منها لتعرفها على ابنها، بينما جلست سندريلا في مكان بعيد عن الاخرين كالعادة مخفية وجهها خلف النقاب كي لا يتعرف عليها احد واستقرت قرب الباب لتكون اول الخارجين بينما تبقى امها واختيها يتبادلن الاحاديث مع بقية النسوة وهكذا يتسنى لها الوصول للبيت قبل الاخرين وتكمل عملها كأن شيئا لم يكن، وفي تلك اللحظة كانت خالة محمد توزع القهوة للضيوف حتى سمعت صوت الباب يطرق فاسرعت لتفتحه ودون انتباه تعثرت بقدم ما لتسقط ويتطاير ما بيدها من قهوة على سندريلا، قامت سنديلا تنفض ملابسها من حرارة القهوة بينما اسرعت الخالة اليها تعتذر منها، هدأت سندريلا لتنظر حزينة الى ملابسها التي اتسخت فتطلب منها رنين ان تاتي معها لتعطيها ثوبا اخر، لحقتها لتدخلها غرفة ام محمد فتفتح الخزانة وتخرج منه ثوبا اسود وتعطيها اياه ثم تستأذن لتفتح الباب لابن اختها، اسرعت لتتركها وحدها بالغرفة وانصرفت، نظرت للثوب بأسى اذ لا خيار لديها الا ان تستعير الملابس وترجعهم يوما ما دون علم الخالة خلود...
دخل محمد مع خالته الى غرفة الجلوس لتعطيه الارشادات وذهبت تاركة اياه يراجع ما يريد قرآئته. خرجت سندريلا من الغرفة بعدما غطت وجهها كي لا تتعرف عليها خالتها وانطلقت الى حيث النسوة جالسات لترى ان احداهن اخذت مكانها المعتاد، نظرت لساعة يدها بضجر لتقول:" لقد تأخر القارئ كثيرا، واعمالي غير مكتملة في المنزل وقد قارب الى ان يصبح الظهر ولم وبالكاد انهيت الطبخ" استدارت لتنسحب لكن اتاها صوت رنين تناديها لتنضم اليهن، تجاهلت ندائها كانها لم تسمعها واسرعت لتخرج من هناك لكن انفلت من قدمها فردة من حذاؤها، عادت لتأخذه ما اخرها لتصل الخالة اليها فتصر عليها ان تبقى، عندما احست بإصرارها للخروج كسى الحزن وجهها وقالت لها:" هل تضايقتي مني بسبب ما حدث؟..." اخفضت رأسها بأسى دون ان تنطق فعادت رنين لتقول: " اعيد اعتذاري لك، لقد كان الامر رغما عني" هزت سندريلا رأسها مبررة لها:" لا داعي لتعتذري مني، فكلنا معرضون للخطأ، بل انني انا اشعر بالاحراج منك لانني غضبت منك سابقا..." رنين بالم لتقول:" لما الاحراج، لقد اخطأت معك وهذا حقك..."
- بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
العقلاء عند الغضب ينقسمون الى ثلاث فئات، اقلهم درجة من يسيطر على غضبه، يليه من يعفو عمن أغضبه وارفعهم مرتبة من يحسن الى من اساء اليه، اما انا فالمرحلة الاولى لم استطع ان اتجاوزها وهذا يشعرني بالحزن والتقصير معك"
ضحكت رنين من كلام سندريلا طالبة منها الا تهتم بذلك فهي كل ما تريده ان تسامحها على ما فعلت بها لتريح ضميرها، سلمت عليها لتنصرف، التفتت الخالة لترى ان محمد يراقبها من غرفة الجلوس بابتسامة مبهمة، توجهت اليه قائلة: هل كنت تختلس السمع" اتسعت ابتسامته ليقول:" في الواقع، اظن انه من الجميل ان تعيش مع شخصا مثلها... تبقى دائما مرتاح البال" تمعنت رنين في كلامه ثم ربطته بابتسامته تلك لتستنتج فكرة ما فتقول له:" محمد!... هل انت؟..." نظر اليها مستغربا" انا ماذا؟"
- لقد احببت تلك الفتاة
احمرت وجنتاه وطأطئ رأسه محاولا النكران، لكن رنين لم تقتنع بكلامه





اسرعت الى اختها لتطلب منها ان تحدثها جانبا، انفردت معها في غرفة المعيشة ثم فتحت الموضوع:

- هل اخبرت رانيا عن رغبتك بان تكون زوجة لابنك
- لا
- لا تخبريها فيبدو ان هناك شيء خطير يحدث مع ابنك
- شيء خطير
- يبدو انه اغرم بصاحبة الوجه المشوه
- من؟!
- تلك التي رفضت خلع النقاب امام النسوة بسبب ان في وجهها ما قد يزعج بعض الموجودين
- تلك!... لكنها اقل من شارك في الدورة، كانت تظل طوال الوقت جالسة قرب الباب وتنصرف ما ان ينتهي الدرس، لا اظن اننا نروق لها، كما انه، ماذا لو كان وجهها مرعب؟
حسنا، لست ادري من هذه الناحية ولكن ما اعرفه انها صاحبة اخلاق حميدة، في الحقيقة اني انا ايضا احببتها
- لكننا لا ندري حتى ان كانت متزوجة
ليست هذه المشكلة الوحيدة، المشكلة انها انصرفت ونحن لا نعلم عنها الا ان اسمها "اية" لا عنوانها ولا شهرتها ولا شيء اخر... كيف سنستدل عليها لنسألها؟
برزت الحيرة على ملامحهما حتى قررت الام ان تؤجل التفكير بالامر لبعد الاحتفل بما ان الضيوف بانتظارها، كما آثرت تأجيل طلب رانيا لابنها بما ان في الخط فتاة اخرى، توجهت الام للضيوف لتعلن عن وصول ابنها ليتلو عليهن القرآن بينما ذهبت رنين الى محمد لتطلب منه الحضور







وقفت امامه وهي تنظر اليه بنظرات متوعدة استغربها لتكشف عمّا تفكر به بقولها:
- هيا قم الى الواجب فقد اختارت لك امك فتاة من اللائي لازمن الدورة وستعرفك عليها الان
الابتسامة التي كانت تعلو محياه اختفت فجأة لكنه اعادها مرغما بعدما تدارك الوضع، نهض من مكانه لتلكش رنين ذراعه بمرفكها وهي تقول: اعترف لما انصدمت واختفت ابتسامتك...
ابتسم صادق بالم ليقول: لا... ليس كما فهمته، كل ما في الامر انني صدمت ان الامور جرت سريعا
- سريعا!... الدورة بدأت منذ اشهر...
- اقصد ان...
- كف عن النكران محمد، هل تظن ان امك تريد تزويجك لتعاقبك، انها تريد ذلك لاجل سعادتك وذلك لن يحدث ان تزوجت فتاة غير التي احببتها
- خالتي انا لم احبها، انها المرة الاولى التي اراها في حياتي، كما انك قلتي ان امي اختارت لي فتاة اخرى وانا اثق بذوق امي، لو كانت تلك افضل منها لي لاختارتها لي...
- حسنا من هذه الناحية قد تكون محقا... ربما لانها لم تتكلم كثيرا وكانت دائما تتجنب الاختلاط مع الاخرين لذلك لم تتعرف عليها عن كثب ولم تحبها كما احبت الاخرى دعنا نذهب الان... "





مرت ايام على مضض حتى اقبل اليوم الذي تقرغت سندريلا كي تعيد العباءة لوالدة محمد في طريقها الى السوق، طرقت باب الدار، فتح لها فمدت اليها شيئا داخل كيس نيلون لتقول: "هذه تخصك يا حاجة..." اخذت الكيس مستغربة لتنظر الى ما بداخله فترى جلبابها، لم تستوعب الامر بسهولة فقالت سندريلا: " لقد اعارتني اياها رنين يوم الاحتفال" ارتسمت ملامح الصدمة على وجه ام محمد لتمرّ لحظات مثقلة بالصمت حتى استفاقت من صدمتها على صوت سندريلا وهي تطلب عباءتها، ابتسمت ام محمد برحابة وطلبت منها الدخول، جلست سندريلا في اقرب اريكة منتظرة ان تحضر العباءة، صارت تجول بناظريها على اللوحات المعلقة على الحائط توزعت بين السور القصار واية الكرسي، حتى فجأة شمت رائحة القهوة تأتي من المطبخ، زمت شفتاها بقلق، الوقت يمضي وهي ستتأخر في الوصول الى المنزل، الخالة خلود سوف تعاقبها، وان جلست لتتناول القهوة فستتأخر اكثر وهي لن تخبر ام محمد بسرها حتى تعذرها للذهاب هكذا، فماذا تفعل؟....





اقبلت اخيرا ام محمد تحمل القهوة لتأخد سندريلا فنجانا وتشرتف منه مفكرة بطريقة لبقة للانسحاب بينما جلست ام محمد في اريكة قريبة وهي تتفحص وجهها مستغربة، بشيء من الارتباك سألتها:
"هل انت هي نفسها اية التي كانت تضع نقابا؟ ام انها ارسلتك عوضا عنها؟...
استخرجها السؤال من عمق تفكيرها لتنظر للمرأة ثم تهز رأسها نافية الاحتمال الاخير لتقول: بل انا هي اية نفسها...
ولماذا خلعت النقاب؟ ثم انك قلت ان في وجهك شيئا يزعج النظر اليه، ولا ارى من وجهك الا ما يفرح الناظر"
اخفضت اية راسها مبتسمة بحرج فتقول:" انا لم اقل ان في وجهي شي مزعج للنظر، بل قلت ان هناك من سينزعج لو رأى وجهي بينكم، لكن... ربما قلتها بطريقة مختلفة..."
بشرود هزت رأسها كأنها فهمت بينما مع كل كلمة تزداد حيرة...
وضعت سندريلا فنجان القهوة على الطاولة قائلة بابتسامة لطيفة "بالافراح"
نهضت مستئذنة للذهاب، تلتها ام محمد بعجل وهي تقول" لما العجل لقد وصلت توا" نظرت سندريلا الى ساعة يدها وهي تقول:" امامي الكثير لافعله، لا اريد ان اتأخر على خالتي فتوبخني..." دون ان تنتظر جواب مستضيفتها اسرعت لتخرج قبل ان تحرجها اكثر باصرارها لتبقى، فتحت الباب لتصدم بأحدهم كاد ان يطرق الباب لولا انها فتحت، احمر وجنتاها ما ان التقت نظراتهما لتخفض رأسها بحياء وكذلك فعل هو حتى اقبلت الام وتنفرج اساريرها لرؤية ولدها قائلة: " محمد!... لقد وصلت اخيرا... كنت قد قلقت عليك" ابتعدت اية لتسمح له بالدخول وهي تراقب امه تعانقة وهو يقبل يدها طالبا رضاها، اغرورقت عينيها بالدموع لرؤية ذلك المشهد، فهي المحرومة من حنان الام وعطف الاب، تحاملت على نفسها وهي تحاول منع دمعتها، حتى انتهى التسليم بين الام وولدها لتنظر الام اليها وتقول لمحمد: هذه اية كانت معنا في دورة التجويد لكنها كانت تضع نقابا..." نظر اليها محمد محاولا التذكر ليقول بابتسامة شقية: " اذا انت التي لم تستطع ان تصل الى المرحلة الاولى من العقلاء؟..." طأطئت راسها باحراج لتقول: هل اخبرتك رنين"
بابتسامة عفوية قال: بل كنت هناك ولكن يبدو انك لم تنتبهي لوجودي" احمرت خداها من الموقف الحرج واستأذنت للذهاب، ما ان تجاوزته حتى قال بصوت مسموع: " اللهم احفظ لها والديها واغفر لهما كما ربياها..." توقفت عند سماعها لدعاءه والدمعة التي حاولت امساكها جرت دون استئذان لتقول بعدما عادت لتتماسك " الوالدان الذي تدعو لهما هما متوفيان بالفعل..."
لحظة صمت مثقلة مرت ليقطعها محمد بقوله: رحمهما المولى واسكنهما فصيح جناته..." التفتت اليه لتبتسم بالم ثم انسحبت لتترك الاجواء مشحونة بالتوتر، بقي محمد يحدق شاردا في البقعة التي احتوتها منذ لحظات، ربطت الام على كتفه لينظر اليها بنظرات اشفاق والم فتبتسم بحنو لتفرج عن قلبه كأن همها اصبح الان همه، اغلق الباب ليقطع اخر صلة بها آنذاك، جلس على اريكة قريبا من امه ليزفر بالم فتنظر اليه امه مستعصية امره، تمنت له الافضل لكن ها قد انقلب الامر عليه حزنا
- امي!...
نظرت اليه لتراه شاردا بشي من التوتر اردف ليقول: هلا طلبتها زوجة لي؟...
توسعت حدقتاها عند سماعها لكلامه ثم ارتسمت ملامح الحزن على وجهها لتقول: " انا لا اعرف مسكنها" شرد بكلام امه محاولا ايجاد حل لكن بيأس طأطئ رأسه راضخا للامر الواقع...

اسدل الليل ستار الدجى لينساب النعاس بين الخلائق وتجفل الجفون في المضاجع باسترخاء، بينما وقفت ام محمد في محرابها تصلي صلاة الليل في خشوع حتى استتمت صلاتها كاملة، سجدت مناجية ربها ان يفرح قلب ابنها لتدمع عيناها كما كانت لتفعل اي ام لرؤية ابنها بحالة محمد...





في اليوم التالي اقبلت رنين لزيارة اختها، استقبلتها ام محمد برحابة ثم طلبت منها ان تنضم اليها في المطبخ حيث كانت تعد طعام الغداء، جلست رنين على كرسي تراقب اختها وهي تعمل بينما تسال عنها وعن محمد لتطمئن عليهما، ما ان سمعت الام سؤالها عن محمد حتى اوقفت عملها لتطلق تنهيدة مثقلة بالهموم، استغربت رنين لتستفسر عما حدث فأخبرتها بما جرى البارحة، بدا الحزن جليا على وجهها لكن لم يكن بيدها ما تقدمه لاختها لمساعدتها، انتهت ام محمد من الطبخ وتوجهت الى غرفتها لتبدل ملابسها لكنها خرجت مسرعة وهي تحمل ملابس سوداء وهي تقول:" لقد نسيت ان اعطيها اياها البارحة..." نظرت اليها رنين بسعادة غامرة لتقول:" هذا جيد... هذه الملابس ستوصلنا اليها" ابتسمت ام محمد لتقول:" هذا صحيح... ستعود لتأخذ جلبابها ثم نسالها عن عنوانها" تفكرت قليلا رنين بكلام الام لكن يبدو ان خطتها لم تعجبها فقالت لها:" بل سنذهب لنبحث عنها، لديك عناوين كل من داوم عندك، سنسألهم واحدة واحدة عسى ان احدهم يعرفها، لا يمكن ان تكون مجهولة الهوية لتلك الدرجة..."




ارتدت الام ملابسها وخرجت مع رنين يقصدون بيوت اللاتي حضرن الدورة بيت بيت الى ان وصلت الى بيت خلود، طرقت رنين الباب لتفتح لها رانيا وترتسم ابتسامة واسعة على محياها لرؤيتهما فترحب بهما، دخلتا غرفة الضيوف وذهبت رانيا لتنادي امها، اقبلت الخالة خلود ترحب بهما " يا اهلا وسهلا يا اهلا وسهلا... شرفتم"
نهضت كلا المرأتان لتردا السلام بحفاوة ثم جلس الجميع واخذن يتبادلن الاحاديث الى ان فتحت رنين موضوع اية،:
- هل تعرفين اين تسكن اية؟... تلك التي كانت تغطي وجهها دائما...
اجابت رانيا نفيا بينما نظرت اليها خلود باستغراب وشك اذ انها بالكاد كانت تكلمها حين كانت تحضر بيتها، فلما هذا الاهتمام المفاجئ؟ قالت حينها: لما تسألين عنها؟ "
- رنين: يوم الاحتفال لطخت جلبابها بالقهوة فاضطرت الى ان تلبس جلباب اختي، قدمت البارحة لتعيده لها لكنها نسيت ان تأخذ خاصتها...
- اذا لا بأس، ان كانت حقا مهتمة به يفترض انها ستاتي لاسترجاعه...
- وماذا لو لم تحضر
- تبرعي به لاحد الفقراء وهكذا تكسب حسنة بسببك
- اتبرع بما وهو ليس ملكي!... مستحيل...
- اذا عليك ان تنتظري لاخر حياتك في حال لم تاتي باكرا
ابتسمت ام محمد لكلامها لتقول: لا باس بذلك، على الاقل ضميري مرتاح...
- اذا هذا كل ما في الامر؟... تريدين اعادة الجلباب لها
ابتسمت ام محمد بالم لتقول: في الواقع ان الامر اكبر من ذلك، لقد اغرم بها ابني وهو يريد الزواج منها...
اغرم بمشوهة الوجه تلك!... وما الذي جعله يغرم بها؟
- بدى الانزعاج على ام محمد من طريقة كلام خلود ولكنها غضت النظر لتقول: رغم انها قالت ان في وجهها ما يزعج احدهم ان رآها فقد اتت البارحة بدون نقاب، ولم ارى ابدا ما يزعج النظر في وجهها...
تجمعت العيون فجأة الى مدخل الغرفة حيث ركدت شابة مطأطئة راسها كي لا يتعرف عليها احدهم، تلملم قطع الزجاج المتناثرة من الفناجين المتكسرة على الأرض لتضعهم في الصونية ثم تنسحب راكضة للمطبخ، صاحت فيها خلود مهددة دون انتباه لتجد كلا من رنين وام محمد ينظران اليها ببعض الانزعاج، لم تفهم ما تحاولان اخبارها بتلك النظرات لان فكرة توبيخ سندريلا كانت اشد وطئة من نظرات تلك المرأتين، فقالت ام محمد: هل اسم تلك الفتاة سندريلا حقا؟..." اجابت الاخت الصغيرة بعفوية ودون تفكير مسبق: " لا لكن قصتها قريبة جدا من قصة سندريلا، لذلك نناديها هكذا" بدأت الام تحلل ما سمعته من منها لتفهم ان تلك الفتاة التي تبدو كخادمة ليست كذلك فقط، بل هي على الاغلب الاخت الغير شقيقة للتي تكلمها، عقدت ام محمد حاجبيها تحاول كبت غضبها لتردف وتقول: الم تفقهوا تلك الاية التي تقول " بسم الله الرحمن الرحيم(ولا تنابذوا بالالقاب) هل تقرؤن القرأن فقط للقراءة دون التمعن في مضامينه؟ وما استغربه اكثر ان تكون اكثر من وثقت بها هي التي تناديها بذلك الاسم، وكعادة الصغيرة الغبية اكملت: لكن اسمها الاصلي لا يليق بها، كان ليليك بمتشردة اسم اية اكثر منها..." سكت الجميع لحظة سماع ذلك الاسم، فمنه بدأت حقائق تنجلي لدى كلا الطرفين حتى اسرعت خلود الى المطبخ بعد ان استأذنت دون ان تنتظر الجواب، وصلت لترى سندريلا تنظر اليها وترتعد خوفا، سرعان ما فهمت ان هذه الاية هي نفسها تلك الاية بعد ضم بعض الحلقات المفقودة التي وجدتها بعدما وصفتها ام محمد منذ قليل...





امسكت ذراعها وشدت عليه غاضبة مهددة لتعترف بالحقيقة، صارت تدفعها بغضب الى ارتطمت بالجدار وهي توبخها بخفوت كي لا يسمع الحاضرون:" لقد عصيتي امري... لقد منعتك من الذهاب... كل ذلك حدث بسببك، كان واضحا ان ام محمد كانت ترغب برانيا زوجة لابنها لكنها فجأة تغيرت ما ان رحلت يوم الاحتفال... بسببك عدلت عن خطبة رانيا لان ابنها احبك انت... لو انك انصعت ..." لم تستمع الى بقية ما قالته خالتها لان تلك الكلمة ظلت تتردد على مسامعها" هل حقا احبها؟ اذا لم تكن الوحيدة التي احست بنكزة الحب حينها، توقفت فجأة الخالة خلود حين لمحت بين توبيخاتها ابتسامة تطوف على وجه سندريلا الذي كان من المفترض ان يكون خائفا، إتخذت تدابير سريعة خوفا من الخسارة مرة اخرى، جرتها الى غرفتها واقفلت الباب خلفها، نادتها سندريلا راجية عسى ان تغيير رأيها لكن ذلك زادها اصرارا، اذ ان تمردهارالمفاجئ سيقلب سيطهم العفيف كما ستخسر صهرا مثاليا، تجاهلت كل توسلات سندريلا لتكمل الى المطبخ، حملت الضيافة التي اعدتها سندريلا مرة اخرى، اخذت نفسا لتبتسم وتتغير ملامح وجهها كأن شيئا لم يحدث توا، توجهت الى غرفة الضيوف لتجد رانيا تحاول الهائهم عن ذلك الموضوع ببضع اسئلة عن التجويد وهما تتفاعلان معها رغم ان الاجواء كانت ما تزال مشحنة بالتوتر، ناولت كل الموجودون القهوة ليشربوا بهدوء حتى استأذنت ام محمد للذهاب تبعتها رنين فسلمن عليهما وذهبا، اما الخالة خلود قررت ترك موضوع ابنتها الى ان تهدأ الاجواء قليلا...





خرجن من المنزل، رأتهما اية من النافذة، حاولت ان تناديهما لكن دون جدوى اذ ان الصوت لم يكن يصل اليهما بسبب ارتفاع المكان، نظرت حولها لتجد الشيء الوحيد الذي يمكنها ان ترميه عله يلفت انتباههما، اخذت فردة من حذائها ورمته من النافذة ليسقط قرب رنين، رنين من فزعها تشبثت باختها لتنظر الى ما سقط وتراه حذاء، باستغراب قالت:" هل تمطر السماء احذية؟..." امعنت النظر اليه جيدا، هذا الحذاء المعطوب رأته سابقا لكن اين؟ تذكرت حينها عندما نادت سندريلا وهي تهم بالخروج فسقط الحذاء من قدمها، بسبب حالته البالية كان لا بد لها ان تحفظ منظره رغما عنها، انحنت لتأخذه وتريه لام محمد وتسألها: اليس هذا الحذاء لاية؟..." باستغراب اجابت ام محمد:" وهل تحفظين احذية كل من اتى الى الدورة؟" ضحكت بخفة لتقول: " لا ولكن هناك ما جعلني احفظه، على كل حال ما الذي يفعله هنا؟" نظرت اليه ام محمد لتقول:" ان كان هذا الحذاء حقا لاية فهذا يعني ان شكوكي..." نظرت للاعلى لترى سندريلا تلوح لهما من النافذة" فقالت:"كما توقعت، توجهت ام محمد الى منزل الخالة خلود لتقابل سندريلا وتقطع الشك باليقين، فتحت رانيا الباب لتراهما واقفتان، نظراتهما لم تكن تبشر بالخير، لم تعلم اي قناع عليها ان تضع، هل تبتسم لهما لتخبئ ما يجري ام انهما تعلمان... قطعت رنين حيرتها حين رفعت الحذاء لتقول:" جئنا لنعيد هذه لصاحبتها" ظهرت علامات الدهشة على وجه رانيا لتقول اختها "لا بأس، انا ساعطيه اياه عندما ينتهي وقت العقاب" بصدمة قالت ام محمد "العقاب! لما هي معاقبة؟..."
اغمضت رانيا عينيها باستسلام لعلمها ان اختها لن تترك لا اخضر ولا يابس حتى تقول كل ما تعرفه..
طلبت ام محمد من رانيا ان تنادي اية لتكلمها لكن الاخرى رفضت بحجة انها معاقبة، احتارت ام محمد بطبيعتها الهادئة والطيبة ماذا ستفعل، لكن رنين كانت ذات طباع عكس اختها انفعالية وقوية لا يشق لها غبار، دخلت المنزل وهي تهاجم رانيا بينما تحاول اختها تهدأتها الى ان اقبلت خلود على صوت رنين لترى رانيا في موقف حرج ولا تعرف ما تصنع، اقتربت خلود اليهما مسرعة لتستفسر عما يجري فترى رنين تحمل حذاء سندريلا، فعلمت ما الذي اتى بها وما سر الشجار، اقتربت منهما لتطلب من رانيا واختها ان تلازما غرفتهما، انفردت خلود بهما لتقول لرنين: كيف تجرئين على مهاجمة ابنتي وسط داري...
ارادت رنين ان تكمل الجدال لكن ام محمد امسكتها لتعيدها للخلف وتتقدم هي لتكلم خلود
" اعلم ان ما بدر من اختي ليس بالشيء اللائق، لكن ما تفعلينه بآية ايضا ليس امرا لائقا ابدا، لست انت الشخص الذي عرفته ايام دورة التجويد، ولا ابنتك هي تلك الفتاة ذات الطابع الملائكي... لو لم اتي الى هنا اليوم لكنت انخدعت بكم للابد ولولا ان ابني تعلق باية لندمت طوال عمري على اختياري لرانيا زوجة له...
اليوم فهمت لما كانت ترفض خلع نقابها كل تلك الايام ولما كانت اول الخارجين مجرد انتهاء الحصة... لست ادري ما الذي فعلته بها طوال السنين الماضية حتى تخافك لهذه الدرجة، ولكن اعلمي ان من يظلم يتيم فان الله هو من سينصره، والظالم دائما يخسر... هل كنتي ستقبلين لو الوقع انعكس، لو متي انت وربت ام اية ابنتيك، هل كنتي ستقبلين ان تعاملهما هذه المعاملة؟..." توقفت لتستعيد انفاسها بينما كلام ام محمد ألجم لسان خلود لتبقى شاردة فيما سمعته توا، لم تكترث لما ستصل اليه من نتيجة فقد انسحبت لتخرج من الدار، تردد نظر رنين بين اختها وخلود لترمي ما بيدها وتتبع اختها تاركة خلود في حيرة من امرها...





الغيرة التي تملكتها كل تلك السنين حين كانت ترى زوجها يعامل ايه معاملة خاصة ادى الى ان تكرهها وتعاملها اسوء معاملة، لكن ماذا لو عكس الواقع كما قالت ام محمد؟ هل كانت سيسرها ان تعاملها ام سندريلا كما هي تعامل سندريلا؟ بالتأكيد لا، فما ذنب بناتها لو ان زوجها احبهن اكثر من البقية، وسندريلا المسكينة ذات القلب النقي لم تعترض يوما على معاملتها، كانت دائما تحاول ارضاءها لانها اخر ما تبقى لها من والدها، وهي بدلا من ان تضمها الى بناتها لتنسيها حزن فقد الوالد اضافت عليها جرعة العذاب...
وفوق ذلك كله من كانت تظلمه كان يتيما، وظلم يتيم ليس بالامر الهين...
عادت الى غرفتها واستلقت تفكر بكلام ام محمد لترى اخيرا ان ما فعلته كل تلك السنين مع سندريلا كان خطأ لم يكن ينبغي ان تفعله، طرقت باب الغرقة رانيا لتسمح امها بالدخول، جلست قربها على السرير لتسألها عما جرى بينها وبين المرأتين، شردت خلود في الفراغ قليلا حتى نطقت:" اظن اني ادين لسندريلا باعتذار" كست الصدمة وجه رانيا لتقوم معترضة لكن لم يبدو على الام اهتماما لما بدر من ابنتها، اصبح كل همها ان تريح ضميرها، نهضت عن السرير وهمت بالخروج من الغرفة لكنها فقدت توازنها، اسرعت اليها رانيا فزعة لتطمئن عليها فهدأتها الام لتقول لها انه مجرد ارهاق بسبب كثرة التفكير، ساعدتها لتنهض وتعود الى سريرها كي ترتاح وقالت لها:" ارتاحي الان غدا تعتذرين ان كنتي مصرة، لكني لا ارى اي داع لذلك...
كأن امها لم تكن تستمع اليها، فقط تضع يديها على رأسها اثر الصداع الرهيب الذي اصابها فطلبت منها ان تناولها مسكنا، بحثت في حقيبة يدها واخرجت منها حبة وناولتها اياها مع قارورة مياه، تناولتهم خلود وما هي بفترة طويلة حتى غطت في نوم عميق...





في الصباح الباكر جلست الاختين على طاولة الفطور ولا يبدو ان احداهما راضية عن الاخرى، فرانيا تنظر الى طبقها وتأكل بصمت بينما الاخرى تارة تتناول الفطور وتارة تعبث بهاتفها، اقبلت سندريلا اليهم بحزن، حتى هي كانت حزينة بسبب ما جرى البارحة، رأت ان الاخت الصغرى لم تنهي طعامها، توجهت لرانيا لتأخذ طبقها الفارغ لكن رانيا ثبتته مكانه بسرعة بشوكتها، ابعدت سندريلا يدها بفزع لترى رانيا تحدجها نظرات لؤم قاتلة، اخفضت بصرها بحزن لتقول رانيا بنبرة قاسية:" اين هي امي؟"
اجابت بتهذيب:" هي لم تستيقظ بعد، لم تطلب مني البارحة ان اوقظها بوقت معين" نظرت اليها باستعلاء لتقوم من مكانها وتنصرف...
اخذت سندريلا الطبق لتجليه مع بقية الاواني بينما تلك ملتهية بهاتفها ونسيت انها كانت تأكل اصلا، فجأة سمعن صوت رانيا تصرخ بذعر، ركض كل منهما اليها ليروها منهارة على الارض تبكي قرب امها، تسربت الشكوك في دواخلهما لكنهما لم يجرؤا على التفكير بالامر حتى، لكن كلام رانيا اكدت لم شكوكهم وهي تترجى امها الا تتركها في هذه الدنيا وحيدة، ادمعت عيون سندريلا لذلك الموقف بينما لم يكن من الاخت الصغرة الا ان صدمت، لم تستطع حتى ان تبكي حينها، فأصلا لم تستطع ان تستوعب الفكرة...





حضرت الجنازة الكثير من الاقارب الجيران والمعارف، بكا عليها من بكا، وناح لفقدها من ناح، لكن امر الله بغتة لا يمكن رده، ذهبت قبل ان تستسمح من اية فما سيكون مصيرها من ظلم انسان ان لم يسامحه؟...
عادت الجميع الى بيته وبقي بعض الاقارب عند سندريلا واختيها ليواسهم، وفي كل فترة تحضر احدى الجارات اليهن تترحم على خلود وتدعو لها بالخير، مر اسبوعا على هذه الشاكلة حتى اقبل اليهم من لم يكن بالحسبان، هل اتيا ليشمتا ام ليواسيا، ترقبهما الفتيات حتى وصلتا اليهن وعانقت كل واحدة منهن وجلستا معهم يواسنهم وتوصيهن بالصبر حتى خرجت رانيا من صمتها: " لماذا اتيتي؟ ظننتك تشاجرت مع امي ذاك اليوم وقررتي الا ترينا وجهك بعدها..."
ابتسمت ام محمد بالم لتقول لها: هذا واجبي معكم كأخت لكم في الاسلام..."
اخفضت الاخوات رؤوسهن خجلا بينما اردفت ام محمد:" فقط اتمنى لو انها تراجعت عن طريقة تعاملها مع اية..." حدجتها رانيا بنظرة لئيمة بينما نظرت سندريلا اليها بحزن لتكمل كلامها:" لن يكون حسابها سهلا ان ماتت وهي مصرة على الذنب، بغض النظر ان على اية مسامحتها ايضا..."
نكست سندريلا راسها بحزن لتنظر اليها رنين وتقول لها: اتذكرين مراتب العقلاء... ان لم تصفحي عنها فلن تصلي بحياتك الى المرحلة الثانية...
مسحت سندريلا دموعها لتقول:" لقد عفوت عنها..." نظرت رانيا اليها بشك بينما قالت رنين:" لكن تمنى ام محمد الان لا يمكننا الرجوع فيه، فقد ماتت ولا يمكننا الان الا الترحم عليها...
احست رانيا ان الكل حزين على امها فسرحت بما حدث معها ليلة ما قبل وفاتها: " بل تابت امي ليلتها حين خرجتي من ديارنا... ارادت ان تعتذر من سندريلا لكن الارهاق قد غلبها لذلك لم تستطع" حينها اغرورقت عينا سندريلا بالدموع لتربط رنين على كتفها، قالت بعدما تمالكت نفسها:" لطالما انتظرت اللحظة التي يحن قلبها عليّ... وحينما اخيرا حصل ترحل قبل ان اعرف... لطالما اردت ان تعاملني كما لو انها ام لي..."
نكس الجميع رأسه اسفا على ما حدث لتعود البنات الى البكاء، ربطت ام محمد على كتف الاخت الصغرى لتقول:" لا تقلقن... انا سابقى الى جانبكم ولن اتخلى عنكم ابداً... ساكون بمثابة ام لكم، ولكن سيكون عليكم ان تعاملوا اية كانهار اخت لكم وليست خادمة..." هزت الصغرة راسها موافقة بجفاف بينما اظهرت رانيا انزعاجا لكنها لم تعترض...





مرت ايام وام محمد تطل عليهن على الدوام، توزع مهام توضيب المنزل بين الاخوات لانهم اعتادن ان يتكلن على سندريلا في كل شيء، حتى اخيرا بعض اشهر توجهت علاقة الاخوات للافضل، صارت سندريلا كأخت لهم حقا، واصبحت مقربة جدا من رانيا التي كانت تبدو قاسية في كل مرة وكانت تخفي داخلها مشاعر مرهفة ساعدت طيبة سندريلا في استخراجها للعلن...

ذات يوم عند عودة رانيا وسندريلا من الجامعة قررا ان يمرا على ام محمد في طريقهن، طرقت سندريلا الباب ليفتح محمد، احمرت وجنتاها عند رؤيته ليقول: " اذاً استطعت ان تصلي الى المرتبة الثانية من العقلاء..." نظرت اليه مصدومة لتقول:" هل كنت هناك ايضا ولم انتبه لوجودك!..."
بعد ضحكة عفوية خفيفة اجاب: بل هذه المرة اخبرتني خالتي..." ابتسمت بخجل ليسمح لهما بالدخول، جلست كل من رانيا وسندريلا وذهب محمد لينادي امه ثم اكمل الى غرفته، اقبلت اليهن رنين مسرعة لتعانقهم وتقول:" ايتها المشاكسات لقد تأخرتم كثيرا هذه المرة لتزورونا..."
ضحكت رانيا لتقول:" نحن كنا ناتي بين الحين والاخر لكنك انت لم تكوني موجودة..."
- رنين: الا يمكنك الاتصال بي كي اتي لرؤيتكم...
- رانيا: ممم لم نفكر بذلك
- لكشتها رنين قائلة: يبدو عليكم كم انتم مهتمات لرؤيتي حتى لا تفكرو بالاتصال بي حتى...
سُمِعَ من خلف الباب صوت محمد ينادي خالته لتكلم ابنها، استأذنت الخالة منهما وذهبت، عادت بعد برهة وجلست قرب رانيا وكلمتها بصوت منخفض لم يسمعه غيرها حتى اجابت رانيا نفيا، اكملت الخالة كلامها بهمس ليحمر وجه رانيا وتلزم الصمت" ابتسمت الخالة لتقول بصوت اصبح مسموعا والاغلب ان ذلك بسبب حماسها الذي انساها الهمس فتقول:" هل اعتبر السكوت علامة الرضا؟..." ابتسمت رانيا ابتسامة خجل لتنهض خالتها وتخرج من الغرفة، نزع الكل نظراته المصدومة من رنين بعدما اختفت ليوجهوها الى رانيا التي عادت لتحمر بعدما انصبت عليها النظرات المستفسرة، عضت شفتاها لتنحي وجهها عنهم وتبعد نظراتها الى حيث لا ترى احدا لتلكشها سندريلا وتقول لها:" يمنع عليك ان تخفي شيئا عني بعدما اصبحت صديقتك المقربة، هيا اخبريني ما الذي حصل..." اقبلت حينها رنين لتجلس قرب رانيا وتضمها اليها وتقول بتهديد مازح:" يمنع على احد منكم ان يزعج كنتي المستقبلية" فنجر الجميع عيونهم من الصدمة لتقول ام محمد :" هل جرت الامور بهذه السرعة!..."
- رنين: ان لم يتعجل ابنك في انتقاء زوجة له سيسبقه ابني بالزواج...
- نظرت ام محمد الى اية لتقول: تعلمين انه اختار زوجة له منذ زمن... لكني انتظر اللحظة المناسبة لاخبارها فلست عجولة مثلك...
- اذا انت من سيؤخر زواج ابنها انت تتحملين كامل المسؤولية... مهلا لما اعتمد عليك في ذلك قد تتأخرين لبعد مئة عام...
وجهت رنين نظرها الى سندريلا لتقول لها: اسمعي اية ان محمد ابنها يريدك زوجة له، فهل تقبلين الزواج منه؟...
رافق لون وجه سندريلا لون وجه اختها رانيا في الحمار ليصبحا في نفس الحالة لتقول:" ماذا... هل هذه ايضا علامة الرضا"
دفعت ام محمد رنين بخفة لتقول:" كفي عن ذلك لا تسير الامور هكذا، لهذه الامور اصول يفضل ان نتبعها...
رنين بلا بلا بلا... كل ما اعرفه ان خير البر عاجله واتبعت هذا المثال...
تنهدت ام محمد فاختها دائما ما ترمي بالاصول عرض الحائط ولا تقيم لهم وزنا، الا ان الابتسامة التي ظهرت على وجه سندريلا كانت كفيلة ان تنسيها ما تسببه لها رنين من صداع
المهم بالاخير تزوجو وعاشو بسعادة وهنا
مش رح تخلص هالقصة الا هيك -_-








[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/QUOTE]
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 03:43 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-04-2015, 04:19 PM
 

نورتي القسم
Zizi


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك أوني تشان؟ بتمنى تكوني بخير

يااااااااه قصة كتير حلوة،بجد أنتي مبدعة

سندريلا المسلمة،أممممممم،فكرة جديدة هاي،راقت لي بشدة

أحببت رنين هاي،يا ريت لو كانت عندي خالة متلها ههههههههه

جميع الشخصيات جد رائعة و محتوى القصة أعجبني،كتير مفيد

أحسنتي أوني تشان
__________________





التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 03:46 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-04-2015, 04:39 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لاريسا تشان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيفك أوني تشان؟ بتمنى تكوني بخير

يااااااااه قصة كتير حلوة،بجد أنتي مبدعة

سندريلا المسلمة،أممممممم،فكرة جديدة هاي،راقت لي بشدة

أحببت رنين هاي،يا ريت لو كانت عندي خالة متلها ههههههههه

جميع الشخصيات جد رائعة و محتوى القصة أعجبني،كتير مفيد

أحسنتي أوني تشان

8 ريدص. س
وعليكم السلام
انا منيحة الحمدلله وانت
منيح كتبتي رد بيفرح القلب
من شهر بكتب فيها للقصة
واخيرا لما نزلتها 71 مشاهدة ولا لايك ولا رد -_-
شكرا على مروروك
الله يبعتلك خالة متلها ههههه
فصد مرت عم
بمعنى ام الزوج ههههه

سفضف
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-05-2015, 06:15 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://www11.0zz0.com/2015/10/04/21/698202044.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

نورتي القسم
Zizi

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك غلاتي ان شاء الله بخير
يااااي وش الابداع التصميم حيل يجنن وجذاب
والقصة ملائمة بقوووة مع الالوان والتنسيق رائع
ابدعتي بجد يعطيك الف عافية

كلماتك قوية وسهلة وعبارات سلسة
راقتني بساطة الطرح وانا اقرا
واستمتعت بالفكرة
بس يا فناة هاذي مو قصة قصيرة
هاذي قصة طويلة ماكانت تخلص
هههههههههه المهم زين اني خلصتها
يعطيك الف عافية حبيبتي
واتمنى تتقبلي مروري البسيط
وان شاء الله ما تحرمينا من جديدك
دمتي في رعاية الله

كارين



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 03:48 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-05-2015, 06:35 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karen مشاهدة المشاركة
[align=center][tabletext="width:100%;background-image:url('http://www11.0zz0.com/244.jpg');"][cell="filter:;"][align=center]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك غلاتي ان شاء الله بخير
يااااي وش الابداع التصميم حيل يجنن وجذاب
والقصة ملائمة بقوووة مع الالوان والتنسيق رائع
ابدعتي بجد يعطيك الف عافية

كلماتك قوية وسهلة وعبارات سلسة
راقتني بساطة الطرح وانا اقرا
واستمتعت بالفكرة
بس يا فناة هاذي مو قصة قصيرة
هاذي قصة طويلة ماكانت تخلص
هههههههههه المهم زين اني خلصتها
يعطيك الف عافية حبيبتي
واتمنى تتقبلي مروري البسيط
وان شاء الله ما تحرمينا من جديدك
دمتي في رعاية الله

كارين



[/align]
[/cell][/tabletext][/align
وعليكم السلام
الحمدلله منيحة
وانت كيفك

الصراحة هذي القصة بلشت اكتبها مت شي شهر قبل ما يبدا الكرنفال
وكان عاساس تكون قصة قصيرة وشارك فيها بالكرنفال
الا بلشت اكتب واكتب فجاة صارت 3 اضعاف عما كنترمخططة
بس بتضلها قصة قصيرة
واذا مش قصة قصيرة على الاقل قصة بلا طويلة هههه :/:
>_< خلص هلاء مشيها تعبت فيها منيح هههه

المهم عجبتك القصة؟ او سخيفة؟
وكيف نهايتها؟

شكرا على مرورك
نورتي القصة
__________________













رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سندريلا تحميل مسلسل الكرتون الرائع سندريلا Cinderella كامل مدبلج للعربية abdo629 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 09-09-2012 02:16 PM
قصة سندريلا الاميرة سندريلا أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 37 03-20-2012 01:30 PM
صور سندريلا ساكورا الامورة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 04-28-2011 01:46 AM
{ سندريلا } آلغـمــوـوضے آلـوـوآآضـحے أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 09-14-2010 10:27 AM
صور سندريلا wolf hunter موسوعة الصور 1 08-20-2010 08:33 PM


الساعة الآن 05:51 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011