عيون العرب - ملتقى العالم العربي - أوضاع صعبة يعيشها مسلمو ولاية جوجرات الهندية

http://www.shamsqatar.com/up3/get-12-2007-dyhqrg9f.jpg

في ظل تأهب ولاية جوجرات الهندية لإجراء المرحلة الثانية والنهائية من الانتخابات العامة الأحد، تتحدث مراسلة بي بي سي، جيتا باندي، إلى مسلمين هنود نزحوا من منازلهم عقب الاضطرابات ذات الطابع الديني عام 2002 والتي أودت بحياة أكثر من 1000 شخص، معظمهم مسلمون.
في منطقة قريبة من مدينة أحمد أباد حيث يوجد أكبر مطرح للنفايات، يلعب أطفال صغار في ظهيرة أحد الأيام المشمسة، وأكوام القمامة لا تزال تحترق على بعد أمتار قليلة، ما يملأ الجو برائحة كريهة تزكم الأنوف.

إنها منطقة "ستيزن ناجار" حيث تعيش مئات العائلات المسلمة التي اضطرت للنزوح عن مساكنها عام 2002 عقب الاضطرابات التي اندلعت بين الهندوس والمسلمين في جوجرات.

ورغم مرور خمس سنوات على المجازر التي شهدت مقتل مئات المسلمين، فإن الناجين الذين اضطروا للفرار لا يزالون يعيشون طي النسيان ولم تلق لهم السلطات المحلية بالا.

وعند أي حملة انتخابية، لا يفوت رئيس الحكومة المحلية الهندوسي، ناريندرا مودي، الحديث عن جهوده في تحويل جوجرات إلى أكثر ولاية هندية متقدمة من حيث مد شبكات الماء الصالح للشرب وتوفير الطاقة الكهربائية على مدار الساعة.

ويفتخر مودي بشبكة الطرق المستوفية للمواصفات العالمية التي تزدان بها ولاية جوجرات، والاستثمارات التي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات الأمريكية والتي استطاع جلبها إلى الولاية.

منطقة غير صالحة للسكن

http://www.shamsqatar.com/up3/get-12-2007-blwgomnr.jpg

يقول السكان المسلمون إنهم قلقون على مستقبل أولادهم

لكن المشروعات التنموية التي تحدث عنها مودي لم تصل بعد إلى "ستيزن ناجار" إذ ما أن يغادر المسافر الطريق الرئيسي حتى يجد نفسه يسلك طريقا مغبرة وغير معبدة.

المياه التي يخزنها السكان في منازلهم تؤدي إلى تآكل القدور التي تؤويها بسبب نوعيتها السيئة. وبالمثل، فإن قرب السكان من مطرح النفايات يؤدي إلى انتشار أمراض عديدة بينهم.

هذه الظروف المعيشية الصعبة تؤدي إلى نفاد صبر السكان إذ ما أن بلغت هذه المنطقة حتى أحاطت بي مجموعة من النساء وبدأن يعرضن علي قائمة بشكاويهم الطويلة.

وقالت ريشما بانو إن منطقة "ستيزن ناجار لا تتوافر فيها الخدمات الأساسية. لم نتلق أي مساعدة من الحكومة. نحن نعيش بالقرب من مطرح النفايات. لم يزرنا أي مسؤول حكومي خلال السنوات الخمس الماضية".

وأضافت أن أهم ما يشغل بال السكان المحليين هو مستقبل أطفالهم. ومضت قائلة " ليس عندنا مدرسة هنا ولا مركز صحي ولا فرص عمل".

ويقول السكان المحليون إن حياتهم لا تطاق خلال موسم الأمطار الصيفية؛ إذ يصبح المكان غير صالح للسكن بالمرة جراء مياه الفيضانات التي تغمر كل شيء وتحمل معها القاذورات.

أما فاطمة بكام التي فقدت ثمانية أفراد من عائلتها خلال الاضطرابات الدينية فتقول " كنا نملك منزلا جميلا لكننا الآن مضطرون أن نعيش بالقرب من مطرح النفايات".

ويطالب سكان "ستيزن ناجار" بنقلهم إلى مكان آخر صالح للسكن.

وتتابع ريشما بانو قائلة " روائح العفن في كل مكان. غالبا ما يلقون الحيوانات الميتة هنا. ومؤخرا ألقوا بجثث بشرية هنا. نعيش عيشة الحيوانات".

أولوية دنيا

المسلمون يحملون رئيس الحكومة المحلية مسؤولية ماجرى لهم عام 2002
ويُذكر أن المسلمين يشكلون نحو 9% من مجموع سكان الولاية البالغ عددهم 50 مليون شخص. ونظرا لأنهم يتوزعون على أجزاء مختلفة من الولاية فإنهم لا يمثلون قوة انتخابية.

وهذا الوضع لا يساعدهم على تحسين ظروف عيشهم من خلال كسب دعم أي حزب سياسي.

وتقول شاكيلا بانو إن أمها منحت المهاجمين كل ما كان بحوزتها وهو مبلغ 40 ألف روبية حتى لا يقتلوها.

وتضيف شاكيلا إن المهرجانات فقدت معناها بعد الاضطرابات التي اندلعت بين الهندوس والمسلمين في ولاية جورات.

تمييز

وقد عاد الكثير من النازحين إلى نارودا باتيكا منذ انتهاء الاضطرابات الدينية لجمع ما تبقى من ممتلكاتهم وبدء حياة جديدة.

ويُشار إلى أن معظم النازحين قد فقدوا ممتلكاتهم ومدخراتهم.

وقال لي العديد من الذين تحدثت إليهم إنهم يتعرضون للتمييز والإذلال.

وبالنسبة إلى العديد من المسلمين فإن الانتخابات التي ستشهدها الولاية لا تعني لهم شيئا، وأنهم فقدوا الثقة في كل الأحزاب السياسية.

غضب

يقول المسلمون المنحدرون من ولاية جوجرات إن أحزاب المعارضة الرئيسية الممثلة في البرلمان المحلي خذلت قضيتهم ولم تتخذ موقفا قويا لصالح قضايا الأقليات في الولاية.

غير أن معظم الغضب ينصب على شخص واحد، وهو رئيس الحكومة المحلية ناريندا مودي.

ويُذكر أن مودي كان يشغل منصب رئيس الحكومة عندما اندلعت الاضطرابات عام 2002 وقد وُجهت له انتقادات شديدة لعدم تصديه بحزم للعنف ضد المسلمين حسب ما يقول خصومه .

ويقول المسلمون إنهم لن يصوتوا لصالح حزب بهارتيا جاناتا الذي ينتمي إليه مودي.

منقول