عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree47Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 02-06-2020, 03:12 AM
 



قراءى ممتعة ... حماسية .... شيقة ... للجميع



الفصل العاشر

يوم إعلان النتائج

كانت أصوات الحماس والصخب تدوي في المدرسة
والكل يترقب نتيجته بحماس وفرح وبعض من الخوف

نجوى كانت متوترة بشكل كبير
فهي تتمنى النجاح من كل قلبها متتذكرة حال أختها
وهي لا تريد أن تخيب أملها
وتريد أن ترد جميلها وتضحيتها

اقترب منها فادي وهو يلاحظ توترها الشديد وقد قدم كل نتائج الطلاب وتركها الأخيرة عمدا وهو يختبر صبرها

مد يده بورقة النتيجة وهو يتطلع إلى عينيها المتأملتين بالنجاح
قال بأسف: حظ موفق في الامتحان الأخير
لا تيأسي هناك إمتحان آخر في نهاية العام الدراسي

هنا انهارت نجوى ولم تقوى على الحراك
وجلست منهارة فقد تعبت كثيرا في هذا الامتحان وهي تعرف ذلك وفي الأخير تكون نتيجتها هكذا
وضع فادي ورقتها على طاولتها وغادر المكان

********

ارتمت على سريرها بتعب كبير وأخدت دموعها مجراها على خدها ولم تتوقع أنها قد تكون نتيجتها سيئة

دخلت رنيم وهالها منظر أختها الغالية والوحيدة

اقتربت منها بسرعة وهي ترى ورقة نتيجتها بجانبها وعلمت ما حل بأختها الصغيرة

فتحت الورقة بهم كبير وانذهلت بالنتيجة

وضعت يدها على شعر أختها وتكلمت بحنية كبيرة: لقد أفزعتني وأنت تبكين إذا به بكاء الفرح بنتيجتك
وأنا قد ظننت أنه العكس ,لقد فرحت من أجلك كثيرا يا أختي

رفعت رأسها والدموع عدمت وجهها وهي مستغربة كلام أختها
رنيم: تستحقين هذا النجاح يا أختي فأنا لاحظت كم تعبت وأنت تحضرين للإمتحان
جلست نجوى وهي لا تفهم كلام أختها
سحبت الورقة من يد أختها وهي تمسح دموعها بعنف ونظرت إلى النتيجة وانصدمت" التقدير: ممتاز "

نظرت إلى أختها غير مصدقة ما قد رأته وقرأته عينيها على الورقة

وكانت ملامح أختها تدل على الفرح والابتسامة مرسومة على وجهها بشكل يدل على الإبتهاج

هنا نزلت دموع الفرح وارتمت بحضن أختها وهي تضحك وتبكي في آن واحد معبرة عن مشاعرها المنفعلة
وضمتها رنيم إلى صدرها وحوتها: مبروك يا صغيرتي هذا النجاح المبهر لقد أذهلتني

نجوى بانفعال: لا أصدق لقد ظننت أني لم أنجح … لا أصدق

لقد قال حظا أوفر المرة القادمة لذلك لم أعتقد أنه من الممكن أن أكون قد نجحت فإذا به كان يسخر مني

رنيم لم تفهم ما تقصده أختها واكتفت بابتسامة صادقة معبرة على فرحتها لنجاح أختها


************


أخد ماجد يضحك من حكاية فادي

وشهد لم يعجبها الأمر
فادي بمرح: لو رأيت ملامح وجهها كيف انصدمت عندما قلت لها حظا أوفر في الإمتحان الأخير
ثم انهارت تماما وأنا وضعت ورقة نتيجتها على الطاولة وخرجت لكي لا أفضح نفسي فقد كنت أخفي ضحكتي بقوة
ماجد: طبعا ستنهار فهذا عامها الثاني ولا تنجح هذا سيكون صادما
فادي انصدم: كيف ؟
ماجد ملل: لا تقل انك لا تعرف ؟
فادي بذهول: أعرف ماذا …
ماجد : كانت تدرس عندي السنة الماضية ورسبت وها هي تعيد دراستها عندك
فادي: آآه حقا … لم أكن أعرف هذا

شهد تستمع إلى حديثهما باستغراب: ويقال أنكما أستذان وأنتما تسخران بطلابكما هكذا

فادي يتصنع الجدية: يكفي هذا لقد غضبت المحترمة شهد

ماجد بدفاع: معها حق فلم يكن ينبغي أن تفعل فعلتك هذه لقد كانت تصرفات أطفال

تطلعت شهد إليه وهي ترفع حاجبها: ألم تكن تضحك مستمتعا أيضا

ماجد بضحكة: أعتذر عزيزتي … أعرف أن الغيرة قد بدأت تتسرب إلى قلبك صحيح … هيا , هيا اعترفي
اكتفت شهد بابتسامة وهي تضحك في سرها من سخافته

دخلت أم ماجد الصالة وهي سعيدة بتواجد أبنائها مجتمعين معا

استبشر الجميع وهم يرحبون بها
جلست بجانب كمال الذي كان يتابع مايحدث أمامه بصمت ولا يبدي أي انفعال

أم ماجد: ماذا كنتم تقولون ؟؟ لما دخلت وسكتم
ضحك فادي: لا يا أمي فمجرد أن دخلتي انتهى الحديث
لا تخافي نحن لا نخفي شيئ عنك
أم ماجد ابتسمت والتفتت إلى كمال: لقد تم الأمر يا كمال
كمال نظر إليها بنظرة خالية من أي شيء : أي أمر
ام ماجد: الفتاة التي تقدمنا لخطبتها من أجلك أمس
انسيت الأمر...؟
كمال ببرود : آه لقد فهمت … حسنا لا بأس

ام ماجد : ستعوضك عبير عن كل شيء فقط عليك أن تنسى
إنها فتاة طيبة ونقية
كمال التفت إلى أمه ببرود: أنسى ماذا ...؟؟؟ لم يعد يهمني شيء افعلي ما ترينه مناسب

وقام من مكانه وخرج من المكان

فادي بأسف: لقد أثرت فيه كثيرا تلك الفتاة ولا يبدو أنه قد نسيها

ماجد: سينسى مع الايام فهي الخاسرة تركته من أجل أختها
شهد: فكر بمنطقية يا ماجد , فليس لأختها أحد سوها
أم ماجد بتنهيدة: لا أحد يعرف ظروف وحياة الآخرين فلا نصدر أحكاما عشوائية على أحد
ساد الصمت في الصالة وهم يفكرون في حالة التي أصبح بها كمال
ويفكرون في حل لأجل أن يخرجوه من تلك الحالة


************


وابتدأت عطلة القصيرة للمدارس

كانت في راحة وسعادة تامة
بعد النجاح الذي حققته بتعبها

أصبحت تظل وحدها في المنزل مؤخرا مرغمة نفسها رغم الخوف والذعر الذي تشعر به
من أجل أن تتعود على ذلك
فرنيم تعمل حاليا بينما هي في عطلة لمدة 15 يوم
كانت تتجهز للذهاب إلى صديقتيها رفيف وتلتقي هناك مع سماح
فقد قررت الصديقات الثلاث الإلتقاء اليوم للإحتفال بنجاح المبهر الذي حققنه
ورفيف من تكفلت بكل شيء وعملت حفلة بسيطة تشتمل على صديقاتها والبعض من أهلها

نظرت إلى الساعة بقيت نصف ساعة لوصول رنيم لابد أن تجهز قبل وصولها لكي تستأذنها مباشرة وتذهب فهي متشوقة لهذه الحفلة البسيطة





انتاء الفصل توقعاتكم وردودكم تسعدني

دمتم بخير


__________________

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 02-08-2020, 11:24 PM
 
Post



الفصل الحادي عشر


جمعت أشيائها وهي تتنهد براحة بعد انتهاء يوم العمل المتعب

دخل الموظف ومد لها ورقة وقال بلهجة آمرة: المدير يناديك في مكتبه

استغربت رنيم الأمر: لماذا ؟ هل حدث شيء
الموظف: اقرئي الورقة وستعرفين
ثم انصرف
فتحت الورقة وانزعجت من المكتوب

وحملت حقيبتها وتوجهت نحو مكتب المدير

دخلت إليه بعدما أخبره السكرتير بقدومها

رنيم باحترام: السلام عليكم
المدير: وعليكم السلام

أظن أنك عرفت سبب منادتي لك

رنيم بانزعاج محدود: سيدي هل رأيتم مني أي تقصير
أو أني قد قمت بشيء لا يعجبكم

المدير: بالعكس يا رنيم فأنت من أحسن الموظفات عندي في الشركة
رنيم: إذا ما سبب النقل ..؟
المدير: تم نقلك إلى الفرع المركزي لخبرتك وعملك المتقن
رنيم: سيدي لكن هذا الفرع المركزي بعيد عن منزلي
المدير: لا بأس صغيرتي فصاحب الشركة طلب مني أن أرى أحسن العمال هنا وأنقلهم إليه هناك
وأصلا الأوضاع هناك أحسن من هنا بكثير

رنيم سكتت بامتعاض واكتفت بابتسامة وخرجت


********

دخلت البيت وهي متضايقة من أمر النقل الذي أتى في غير وقته

دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة لترى مالذي يجب أن تحضره للعشاء
فوجدت الثلاجة خالية

فتنهدت بضيق فعليها أن تذهب لتشتري وهي غير مستعدة لذلك

دخلت نجوى وهي متجهزة والفرح يشع من عينيها
نجوى وهي تحضن أختها بحنان:كيف كان يومك ؟
رنيم: لا بأس به … دعك عني وقولي لي لما كل هذه الأناقة
نجوى: رفيف أقامت حفلة بسيطة ودعتنا إليها

رنيم سعيدة لسعادة أختها: حسنا لا بأس اذهبي … لكن لا تتأخري سأتصل بسعيد( السائق )لكي أؤكد عليه أن يحضرك كي لا تتأخري
نجوى: لا تقلقي سأحرص أن لا أتأخر وأتي في وقت أبكر

وانصرفت
*********


رفع عينيه من أوراق عمله إلى المتطفل الذي دخل مكتبه دون استئذان: كنت أعرف أنه أنت, لا أحد يأتي بدون موعد غيرك
فادي بضحكة: مملت البيت والتجوال فجئت إليك

كمال يستريح في كرسيه الفخم ويبتسم : أمللت النوم والاسترخاء
لو كنت مكانك لاستغليت كل دقيقة فراغ

فادي: أكره الفراغ وانت تعرف ذلك فلا تلومني
ماجد سعيد جدا وكل وقته في التجوال مع زوجته وأطفاله
وأنا لا يوجد من أتجول معه وأصدقائي كل واحد منهم منشغل في حياته
كمال يضحك: حسنا إذن من الأفضل أن تعمل في الشركة وتترك التدريس لكي لا يكون لديك إجازة
فادي بتأييد: طبعا .. عندما يكمل هذا العام الدراسي سأنتقل من العمل في المدرسة إلى هنا
فحضر لي مكانا جيد يليق بمكانتي المرموقة

كمال يبتسم: أنت فقط تعال كل شيء جاهز

فادي ابتسم بغرور

********


رتبت نفسها في المرآة ورفيف تنطلع عليها بانبهار
رفيف باعجاب: كم أنت جميلة هذا اليوم يا نجوى

نجوى ابتسمت فخر بنفسها: شكرا لك هذا من ذوقك الرائع


سماح تبدو اليوم فرحة كثيرا والسرور يشع من وجهها مشرقا

رفيف: ما سر كل هذه السعادة يا سماح ؟

سماح بابتسامة : لقد عاد أخي من سفره الطويل
أمس
وقد أفرحني عودته كثيرا فقد كنت أطلب العودة من زمن .

نجوى وهي تتذكر أخ سماح اكتفت بابتسامة

رفيف : الحمد لله على سلامته … ولكن لما غاب وسافر هل كان يدرس ؟

سماح اختفت ابتسامتها وهي تنظر لنجوى بحقد مدفون : لا … لم يكن يدرس
واكتفت بهذا العذر وسكتت
ولم يخفى على رفيف نظرة الحقد في عينيها التي كانت ترمق بها نجوى " إلى متى ينتهي كرهك غير المبرر لنجوى يا سماح فيكفي هذا "

وقفت رفيف في الصالة سعيدة وهي تسلم على صديقاتها وتتحدث معهم
وتعرف بنات عمها على صديقاتها

********


أخد ينظر إلى الصغيران بحرص وهو يتابع لعبهما

وزوجته شهد بجانبه
يحادثها براحة بال وسعادة
والمكان كان مزدحما بسبب العطلة

كان زين يرفع يده عاليا في السماء وهو يشير إلى والديه بسرور بادي عليه بكل براءة أطفال بسبب لعبته

فجأة في لحظة صادمة
انقلبت اللعبة وسقط الطفل الصغير في الأرض صارخا

هب ماجد من مكانه لما سمع صرخته ولحقته شهد بصدمة

أبعد ماجد الناس المتجمعة حول زين وأمسكه وأخد يناديه
انرعبت شهد من منظره وأخدت تبكي بقوة
خوفا على صغيرها الذي لا يستجيب لنداء والده

بعد مدة وصلت الإسعاف وتم نقل الصغير زين إلى المستشفى

ركب ماجد سيارته بسرعة وشهد ركبت بجانبه بعد أن وضعت رغد في المقاعد الخلفية

ولحق سيارة الإسعاف للمستشفى وهو لا يصدق ما حدث فقبل لحظات كان سعيد وهو يلعب ويلوح بيده إليه

*********


صباح جديد

أم ماجد جالسة في الصالة والقلق يعتريها
فقد اختفى الجميع من أمامها ولم ترى أحدا من الليلة الماضية
وتتصل بهم ولا أحد يجيب

دخل بعد قليل أب ماجد والحزن يكتسي وجهه
فانذهلت أم ماجد لمنظر رفيق دربها
فأسرعت إليه وهي تتساءل سبب الحزن الاكتئاب الذي يخيم عليه

أب ماجد: تجهزي لأخذك إلى المستشفى

أصيبت بالذعر من كلامه: مالذي حدث ؟
ماجد … كمال .. فادي … هل أصابهم شيء
تكلم لا تبقى ساكتا … لا تفجع قلبي المسكين بأحد أولادي

أب ماجد: لاتخافي الكل بخير
ولكن زين أصيب أمس عندما كان يلعب ونقل إلى المستشفى
ارتعبت الجدة من أجل حفيدها الأول وانفطر قلبها وأخذت الدموع مجراها على وجنتيها

ورافقت أب ماجد إلى المستشفى حيث أن الجميع هناك










انتهاء الفصل ردودكم وتوقعاتكم تسعدني


__________________

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 02-26-2020, 01:26 AM
 
Post

لقد جئت لكم بالفصل الجديد

أتمنى أن ينال رضاكم وأرى ردودكم وتعليقاتكم عليه




الفصل الثاني عشر




توقفت سيارة الأجرة أمام مبني شاهق مرتفع
وتظهر علامات الفخامة عليه
دفعت للسائق أجرته وبعدها نزلت من السيارة بتعب من الطريق الطويل من بيتها إلى هنا وهي تفكر كيف لها أن تسلك هذا الطريق كل يوم
التفتت إلى المبنى المرتفع وهي تتأمله بانبهار شديد

فأحست بألم في رقبتها من طول المبنى وهي تتأمله

سمعت صوتا ساخرا خلفها: ألم تري في حياتك شركة فخمة ...؟؟

التفتت إليه مستغربة نبرة السخرية والاستهزاء في صوته

كان شابا في مقتبل العمر رفعت حاجبها: وماذا في ذلك ..؟
تظن كل الناس مثلك تعيش كل يوم مثل هذه الأجواء

تكلم بسخرية وغرور: وتتكلمين أيضا … هيا اذهبي عزيزتي إلى بيتك يبدو أنك أضعت طريقك
حسبها فتاة صغيرة بسبب حجمها الصغير المناسب لها

أخذت ترمقه بنظرات غاضبة وهي تسب في نفسها موضوع النقل هذا الذي لا يبدو أن فيه خيرا من بدايته

بادلها نظرات الساخرة وقال وهو يتوجه إلى الداخل: بصراحة … أخفتني نظراتك كثيرا

راقبته وهو يدخل إلى الشركة ثم دخلت ورائه

*********

أخدت تمشي بعجلة في أروقة المستشفى والخوف يعتريها

وصلت إلى شهد جالسة على كراسي الانتظار
وكان حالها لا يسر أبدا فوجهها أحمر من الانفعال والبكاء

وضعت أم ماجد يدها على كتفها وقالت بحزن كبير: سيقوم بخير عزيزتي .. سيرجع زين لنا .. لا تقلقي إحساسي يخبرني بذلك

رفعت شهد رأسها وتكلمت بحزن وخوف كبيرين: إن شاء الله … أرجو ذلك

أم ماجد التفتت إلى ماجد الجالس بجانب شهد الذي يبدو عليه الحزن أيضا ولكنه يبدو مطمئنا وغير خائف: كيف حاله يا ماجد ..؟

ماجد: إنه بخير .. لقد طمأننا الدكتور وقال إنه لم يصب بشيء خطير .. سوى كسر في ذراعه

شهد بانفعال: كيف تقول أنه بخير …؟؟ وهو غائب عن الوعي منذ أمس ولم يفتح عينيه ولا لحظة … كيف تقولها ببساطة …. لم يصب بشيء سوى كسر في ذراعه
هل كسر الذراع … شيء بسيط ؟؟

أم ماجد بحنان : اهدئي يا ابنتي .. لا تنفعلي ..
الدكتور خبير ولن يقول شيء ليس واثق منه ….اطمئني
أمسك ماجد يد شهد بحب وحنان كبيران
و بتفهم لحالتها:شهد ... عزيزتي … أنا خائف مثلك وأكثر على زين .. ولكنه نائم بفعل المخدر .. وسيستيقظ خلال نصف ساعة

شهد سحبت يدها بقوة وقامت من مكانها وذهبت

قام ماجد ليلحقها لكن والدته أمسكت به وقالت: دعها هي منفعلة بسبب ما حدث … لو تذهب إليها الآن قد يحدث شيء تندمان عليه فيما بعد
لذلك دعها عندما تهدأ أعصابها وتطمئن على ولدها تكلما وتفاهما

ماجد جلس وزفر بضيق من هذه الحال
وهو يرى فادي وكمال قدمان من بعيد


***********


قامت بكسل وهي تتثائب التقطت هاتفها
فوجدت الساعة تشير إالى 11 صباحا
دخلت إلى المطبخ وفتحت الثلاجة فلم تجد أي شيء يصلح لأن يكون فطورا
أغلقتها بعدما وجدت قارورة عصير يوجد بها القليل
ملأت كأسها فلم يصل إلى نصفه
تنهدت من هذه الحال فهي تعتمد في إحضار هذه الأشياء كلها على أختها

سمعت صوت هاتفها الموجود على الطاولة حملته وكانت أختها المتصلة
فتحت الخط وجاءها صوت أختها الحنون المرح:هل استيقظت بعد يا كسولة … ؟
نجوى بابتسامة: أجل .. لم يمضي الكثير منذ أن قمت
ولا أجد شيء لأتناوله على الفطور
رنيم بتذكر: آه … صحيح ذكرتني نسيت ذلك
عندما أعود سأشتري لك ما تحتاجين في طريقي
أما الآن فحاولي أن تسدي جوعك بالذي موجد …
أو انتظري سأطلب لك وجبة سريعة ريثما يصل المساء

نجوى بامتنان: شكرا لك رنيم لا أعرف ماذا كنت سأفعل من دونك

رنيم بابتسامة وهي ترى أن الفتاة التي بجانبها ترمقها بغضب: سأتركك الآن اهتمي بنفسك
وأغلقت الهاتف

الفتاة: هنا مكان عمل وليس للمرح ومحادثة أحبابك
رنيم تجاهلتها والتفتت إلى عملها

الفتاة بغضب من تجاهل رنيم لها: أنا المراقبة في هذا القسم
وأي تصرف غير لائق سأوصله إلى المدير أتفهمين ...؟؟

رنيم بانفعال: وماذا فعلت أنا لتقولي هذا الكلام ...؟؟

الفتاة: المكلامات في وقت العمل ممنوعة

وخاصة نوعية مكالمتك ..

رنيم رفعت حاجبها باستغراب: وماهي نوعية مكالمتي .. ؟؟ ماذا تقصدين ...؟؟

الفتاة بسخرية: اسألي نفسك … فمنذ أن أمسكت الهاتف وأنت تبتسمين بفرح … مع من تتكلمين يا ترى ؟؟

رنيم غضبت من تفكير الفتاة السخيف ولكن لم ترد أن يتفاقم هذا الأمر و تحدث مشكلة
لذلك اكتفت بقول: حسنا لن يتكرر هذا …
ورجعت لعملها

ابتسمت الفتاة بابتسامة نصر ورجعت لعملها هي أيضا



**********




كان يتمشى بتلك الشوارع الباردة كالعادة من هذا الوقت في السنة الثلوج البيضاء تغطي كل شيء

الطرقات … الأرصفة … المحلات … المنازل … الأسطح

شد معطفه إليه وأحكم ربط الوشاح على رقبته باحثا عن الدفئ فقد أصبح يشعر بالبرد ينخر جسمه ويدخل إلى أعماقه

ولكن بالنسبة له هذه الأجواء شبيهة بحلفة أو عيد
كم يعشق هذه الأجواء والثلج في كل مكان
والسماء مغيمة
وهو يتمشى وسط تلك السماء الرائعة في هذه الأجواء المغيمة

كان الراحة والطمأنينة بادية على ملامحه
وهو غارق في أفكاره

نظر إلى الساعة الألماسية المربوطة في معصمه وكانت تشير إلى الساعة 2 بعد منتصف الليل
لقد تأخر عن البيت والداه سيكونان قلقان عليه
ليزالان يحسبانه طفلا في الإبتدائي

مشيته … هيئته … شخصيته … ملابسه
كل شيء فيه لا يوحي أنه شاب مراهق في15 من عمره

رن هاتفه فابتسم فهو يعرف أنه والده يبحث عنه

رد بابتسامة وهي يأكد عليه أنه سيكون في البيت خلال نصف ساعة

كم يخافان عليه كثيرا لدرجة تشعره بالإختناق
لكن لا بأس تعود على ذلك ….. ولا يتخيل يوما
دون والديه ….ودون قلقهما عليه

أعاد هاتفه إلى جيبه وهو يكمل طريقه نحو البيت
في هذا الجو والطريق الفارغ إلا من بعض السيارات



**********


تنهدت بارتياح بعد أن أعلنت الساعة عن نهاية دوامها

أخدت تجمع أشيائها عندما دخلت تلك الفتاة التي تشاركها هذا المكتب والتي تدعى نوال

نوال: إلى أين أنت ذاهبة ...؟؟

رنيم أكملت جمع أشيائها ولم تلتفت إليها
نوال بغضب: أتكلم معك فأجيبي … قلت إلى أين أنت ذاهبة ؟؟
رنيم حملت حقيبتها وهمت بالخروج وقالت بهدوء: ليس من شأنك…


بعد لحظات رجعت رنيم إلى المكتب وهي تحمل بضع الملفات وملامح الخيبة والغضب بادية عليها

نوال بسخرية: ما شأني أنا ؟؟… كنت سأخبرك أنه لم يحن وقت الذهاب بعد
ولكنك كنت كفتاة المدرسة الطائشة
تتمنى فقط متى ينتهي دوامها
لتعود إلى المنزل وتستلقي حتى صباح الغد …

رنيم بغضب: أنت وأمثالك أصحاب عديمي المسؤولية من يستلقي باسترخاء حتى يوم غذ

نوال نظرت إليها بسخرية وشماتة
ولم تتكلم فثوران رنيم وانفعالها يكفيها
لتضحك عليها اليوم كله

رنيم جلست بغضب وهي تفتح الملف لتبدأ العمل من جديد

فقد كانت فرحة ومرتاحة لأنها اعتقدت أن يوم العمل انتهى
فإذا بمدير القسم يقابلها ويعطيها ملفات أخرى وهو يقول لها أن ساعات العمل غير التي كانت متعودة عليها في الشركة التي كانت تعمل فيها

بصراحة هي لا يهمها .. لو تعمل اليوم كله
على الأقل تشغل نفسها عن التفكير بأحد الأشخاص الذي تخلى عنها … فمهما أنكرت وتظاهرت لا تستطيع نسيانه أبدا

ولكن كل همها أختها نجوى فهي غير متعودة أن تتركها وحدها في المنزل .. فهي تخاف وترتعب من الوحدة كثيرا

" الهي أعني على هذا العمل ..وأعني على العناية بأختي حتى تستطيع أن تعتمد على نفسها .. أنا لا يهمني شيء في الدنيا سواها "




انتهى الفصل ردودكم وتعليقاتكم تسعدني وتفرحني فلا تبخلو علي بها

__________________

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 08-14-2021, 06:42 PM
 
واااو رائعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مستهل ملكي : *(احبك واموت فيك وما أقوى اعيش بدونك)* حلومة العسل روايات و قصص بالعاميه 11 07-10-2016 07:15 AM
مستهل ملكي: أيام عشناها زمان / أمل المستحيل ... امل المستحيل روايات و قصص بالعاميه 5 07-10-2016 07:08 AM
مستهل ملكي : خمس نجوم( روايه رعب ) lovely angle روايات طويلة 10 07-07-2016 05:59 AM
مستهل ملكي :: لعنة الذئب C H E L A N روايات طويلة 6 11-25-2015 09:12 PM
مستهل ملكي : اعترف و اقول اني احبك . Mayara1221 روايات و قصص بالعاميه 25 03-31-2015 12:10 AM


الساعة الآن 01:12 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011