عيون العرب - ملتقى العالم العربي

جلست من جديد على الأريكة البنية و وقفت و بدأت أدور

حول الغرفه ذات الأثاث البني الممزوج بالذهبي و الخطوط الفضية

بقيت أدور و أدور كعادتي عندما أفكر

لقد كنت بخير حتى قررت أمي أسوء قرار في حياتنا

قد تظنون أنها قررت أن ننتقل من طوكيو

أو حتى قررت أن نغير المدرسة

أو مراجعه الدروس المدرسية لنا

لا أنه أسوء مما تتصورون أنه شيء قبيح بل بشع

أجل لقد فعلت أمي هذا

لقد اشتركت في أحد الدورات التعليمية لاستغلال الملابس و العلب الفارغة و الأقمشة القديمة

منذ سماعي أنا و أخواي كينتو و كاتوري بهذا الخبر قمنا بتطهير المنزل بشكل كامل من أشيائنا المفضلة فمنذ أن دخلت هذا الصف أمي و أشياء تختفي ممن هنا وهناك لتظهر بمظهر جديد

لا أريد أن تتكرر معنا مأساة التي حدثت مع صديقتي ميسا حينما صنعت والدتها من أحد تنانيرها المفضلة حقيبة يد

كلما تذكرت وجهها أبدء بالارتجاف رعبا أتذكر صوتها و هي تقول لي

ميسا : نويل عزيزتي عليك الحذر لقد دعت والدتي والدتك للدورة التعليمية لاستغلال الأشياء القديمة

لو تعرفون شعوري نحو والده ميسا في هذه اللحظة لتركتم طوكيو من شده الرعب

لماذا يحدث لي هذا

أنا الفتاه الحسناء ذات البشرة البيضاء و العينين البنيتين و الشعر الأزرق الليلي و القوام الممشوق

ألست أجمل من أن أصاب بمصائب كهذه

ذهبت لغرفه كاتوري و كينتو لأتأكد أنهما قد قاما بتأمين أشيائهما ضد أمي

فتحت الباب الأزرق

أمل أنهما لم ينسيا شيئا لست مستعدة أن أتحمل بكائهما أن وقعت أشيائهما في يد أمي

رأيتهما وقد استقرا على أريكتهما الخضراء و هم يلعبان بألعاب الفيديو الخاصة بهما

شعرهما الأحمر تناثر مع اندماجهم في اللعبة عينهما الخضروتان لم تبارح اللعبة عند دخولي

احترقت قهرا من عدم مبالاتهما فماذا لو دخلت أمي و أخذت شيئا دون أن يعلما

نويل: كاااااااااااااات كييييييييييين

فزعا لرؤيتي و نهضا من فورهما و قد أديا التحية العسكرية

كاتوري و كين : تعيش الأخت الكبرى و الرأس المدبر نويل

أدائهما الجيد للتحية جعلني أتناسى غضبي نظرت بصرامة قابلها بالرعب

نويل : ما أخبار عمليه أخفاء مقتنياتكم الثمينة

أجابت كاتوري بصوتها الرقيق

كاتوري : تمت المهمة بنجاح

أكمل كين من بعدها

كينتو: تم أخفاء جميع الأشياء الثمينة عن عيون أمي

نظرت إلى ساعتي السماوية التي تماشت مع فستاني الأزرق القصير

نويل : عشر دقائق و يصل الهدف

نزلت إلى غرفتي الوردية المزينة بالنقوش البنفسجية

جلست على السرير الخشبي ذو الغطاء الأبيض

سحبت ورقه بيضاء من على الطاوله بجانب السرير

و بدأت بتوزيع نظراتي بين القائمة و الأشياء التي تبعثرت في الغرفه

نويل : حقيبتي البنية موجودة

قصص القديمة موجودة

بدأت أتفقد الواحد تلو الآخر توقفت عند

نويل : علبه الهاتف

نظرت لها و أمسكت بها أنها هديه من جدي وجدتي

لقد هدياني أيها في يوم ميلادي الرابع عشر أي قبل سنه من الأن فتحته

و أخرجت منه جورباي أجل جورباي أظننتم أن جدي وجدتي سيهديانني هاتفا مثلا يال مخيلاتكم الواسعة

الهاتف لن يدفئني في صقيع طوكيو

سمعت صوت باب المنزل تأملت الساعة أنها العاشرة مساءا

وقفت لأذهب و أحي أمي لكنني ما أن وقفت حتى وقعت أرضا و

بدأت بإطلاق الشخير العالي و يبدوا أنني نمت تاركتا الجوارب أرضا و باب الغرفه مفتوحا على مصراعيه

في اليوم التالي استيقظت بتثاقل سمعت صوت إغلاق الباب

لا بد أن أمي ذهب للعمل فأبي مسافر و أخواي لا يتركان لعبه الفيديو

شهقت عاليا خوفا من أن تكون أمي قد استغلت انشغالهما و أخذت شيئا ما خرجت من الغرفه مهرولة

أثناء مروري بالمطبخ لفت نظري سله لم أراها قط أتقربت منها بتوتر و خوف

و اتسعت عيناي عند رؤيتي لما بها أنهما جورباي و قد تحولا لدمى قطنه

لفت انتباهي الورقة البيضاء المطوية بجانبهما فتحتها

" عزيزتي نويل أنهما لكي أتمنى أن تعجبك "

تأملت الدميتين لوهلة بحزن سرعان ما تحولت نظراتي إلى الفخر

نويل : أمي رائعة لأنها تستطيع فعل مثل هذه الأشياء

ربما نسيت أن أطلعكم الجزء السعيد من قصه صديقتي ميسا

فقد أتت في اليوم التالي و معها الحقيبة التي صناعتها والدتها

و قد حازت على أعجاب الجميع أنهن دوما يبذلن جهدهن لإبقائنا سعداء ربما أحيانا نفهم الأمر بشكل خاطئ لكن أن نظرنا للأمر بتروي سنجد أنهن دوما يحرصن على سعادتنا دوما ما تخيلت أمي أحد الملكات عندما كانت تحملني ليلا إلى سريري و تغني لي الأغاني في النهاية

نويل :أنا أحبك أمي

تمت