عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 07-07-2015, 10:01 PM
 
moonnight
شكرا لردك , أسعدني اعجابكِ بها
مع اني تمنيت ان لا يحتوي إعجاباً فحسب مع ذلك شكرا لردك #
كحم سيتم طلب التعديل على بعض الأمور في القريب إن شاء الله
فأن وجدتم إختلاف بسيط لا تتفاجئوا
ايظا الفصل قريب على ما اعتقد لذا فمن يريد ان يرد فليستعجل بذلك
ونسيت ان اقول إن الرواية تحتوي خَيال عِلمي لكن لم اضعه في التصنيف
لاني لم اظن وقتها ان التصنيفات الثانوية تذكر
عموما ليس بالشيء الصعب ساطلب اظافته فور تأكدّي من الحدث
ايظا صور الشخصيات كافة عندي لكن لا اريد وضع صور فستجدونها فالمدخل
سانكيو على قراءة كلامي
اراكم قريباً > إيتراشاي
في حفظ الله وعايته
__________________
جميع اعمالي وقصصي : тнe dαrĸ
لمن يُريد التواصل معي : georgette
سِلني : Ask me
سأدخل للرد لو إضطر الأمر = شَبَح فقط .
كيف أُسمي نفسي كبيرة خدم فانتوم هايف إن لم أستطع
فِعلَ شيء كهذا؟

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 07-10-2015, 09:45 AM
 
[cc=يبدو بأن العنوان اثار فضولي ولم انسى]حجز ولي عوده بأذن الله اذا مر يوم كامل ولا رديت ذكريني بلكي نسيت اوك[/cc]

السلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام
احم احم مع اني شفتها من زمان وكان لازم ارد بس مع ضغوطات الكرف في رمضان
والحين لمن فضيت قلت ارد عليها تدرين اول ماشفت الاسم حسيت انها مرعبه كثير وماراح تخليني
انام وصار في بالي الف شغله وشغله وراح اضل ايام ومانام في النهايه نمت هذا بس قريت اسم الروايه
اجل لوقريتها شو راح يصير فيني تقول اختي حتى ان اختي مانامت وانا الي نمت<شفتي النذاله

المهم نجي لليي الرواية والله راح اهذر وراح تملين وتمشين كلامي

تبا لك لقد اخذت الروايه قلبي الصغير معها بسبب ما خطت به قلمك الباهر والمبدع فيها اهي صج روايه مرعبه ولازم اقول اني مت من الخوف مثل اسمها بس قسم بأيات الله اني اقرأ واقعد اضحك حتى ان اختي بغت تموتني تقول شفيك استجنيتي اختي قرت اول بارت وماكملته من الرعب وانا قاعده اضحك الي يشوفني يقول وحده مجنونه ماعلينا نرجع لبارتات كلهم روووووووووعه وماقدر اوصفهم لك

والحين نجي لهبالي
ياويلك اذا مارسلتيلي رابط البارت الجاي راح موتك:dam::dam: مثل ماماتت انجل<شريره خخ

والحين عذريني على هذرتي
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة حدائق الجوري ; 07-10-2015 الساعة 11:35 PM
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 07-13-2015, 07:48 AM
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مرحبا
كيف الحال؟
ما أجمله من أسلوب!! أسلوب أدبي راقي وأشبه بأسلوب الروايات المشهوره لكتاب عظماء!!
ما شاء الله فعلا أبهرتي واصلي التقدم ووصفك لا يمكن القول عنه غير أنه يلتحم مع الروح والجسد إذ أنه يجعل القارئ يشعر وكأنه بطل الرواية فعليا ويشعر بألم غير مبرر له ورعب وتوتر غريبين
أحاسيسك تصل القراء بصفة عجيبة والأهم من ذلك الأسلوب الجميل والهادئ والمشوق أحسنتي قد أبهرتي فعلا أنا متابعة لروايتك الراقية إن شاء الله
عناوين الفصول شدت انتباهي بشدة ونالت اعجابي إذ انها تناسب الأسلوب الغامض والمرعب والتراجيدي لروايتك~
إن كنتي ترسلين الروابط للمتابعين فأرجو أن تتذكريني ~
أما بالنسبة للتنسيق فلا تعليق عليه فهو رائع ومناسب تماما لاجواء روايتك الغامضة
التمهيد جميل جدا وأعطى طابعا سريعا عن الرواية بالإضافة إلى الفواصل الجميلة والهيدر الرائع والمناسب أحسنتي الاختيار #
تابعي تألقك يا نجمة سماك~
أنتي كاتبة الغد~

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 07-22-2015, 01:26 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_07_15143751263075563.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][/ALIGN][ALIGN=center]










رمى نفسهُ في هوّة لا بداية لها وما من نهاية معروفة ,
سمّوا بجوفٍ أحمر , هكذا قيل عنهم كلّ من يدخل إليهم يموت

الفصل الخامِس [رُميتُ في الهقيم]

فَتَح جفنيهِ , ما زال يشعرُ بدوارٍ شَديد! كأنَّ الوان الحُجرةِ إختَلَطَتْ بِبَعضِها .

أحسّ بكفٍ تُغطي جَبينهُ , تِلكَ حَركتُها .. فتوسعتْ حدقتاه , ظنّهاً هيَ بِحق !
كادَ ليجزمَ لولا سماعهِ لِصوت نوتيل
ـــ لستَ مصاباً بالحُمى , حمداً لله .. سعيدٌ بِكونك ..
توقّف عَن حديثهِ لمّا رأى تلك التعابير على وجههِ, سحبَ يده ببطئ جاهلاً سببَ تِلكَ النظرّة .
كما لو كان مُغتاظاً بشدّة وللغضبِ كاتمٌ ! , خاب آملٌ في رؤيتها ثوانٍ ليسَ إلّا
كم ودَّ ذلك ليقول لها "أنا أسف" , يَشكُرُها على كلِّ شيء , طالَ سكوته فبدأ قلقُ نوتيل يشتد
أردفَ على توترٍ وجيدٍ في نبرته : يوتاكا .. أمن خطب؟! لم اقصد إزعاجك فقط , كُنتُ قَلِقاً عليك
لأنك فقدت وعيكَ دونما نذير لذا ..
ـــ لا بأس , فقط خُيّل لي إنّكَ شَخصٌ أخر !
إنقِلابٌ طرأ على نبرتهِ مُقاطِعاً إيّاه , برودٌ شديدٌ لم يحبذهُ من الذي قَلَقهُ في إزدياد , طغيان حالة الإغماء
اكثر من من مثيليه , و نظرّتهِ تِلك , هيَ أشبهُ بنظرّة نوتيل آنذاك..
دخولُ شخص قد عرقل المسيرة الساكنة هذه , زمجرت بهما : انتما! كل هذا تتحدثان؟ أتعلمان مضى ساعات و ...
أُخرِستْ ! تِلكَ العيون التي تنظر إليها تَحمل وعيداً! , إزدَرَدتْ ريقها مستأنفة بلعثمة في قولها : ما الذي حَدَث؟
تنهد نوتيل , تجلب له الصداع حقّاً , صَخبٌ كان دخولها ! . نهضَ مُعيداً يوتاكا خَلفاً طالباً بإبتسامة
ـــ عُدْ للنوم رجائاً , أفضلُ لكَ من حديث تلك الخرقاء الغبية!
ـــ منْ هيّ الغبية !
تجاهالها فحسب , يَعلمُ إنّ النصح معها غير مَسموع .. إنْ كان لما تقول مِعنى فسيلتمسُ العُذرَ لها
لكن , ألثرثرة وبالمُختَصر كُلُ ما تُجيدهُ! . نامَ يوتاكا عَلى جَنبهِ , مُنسابةٌ تِلكَ القطراتُ على جبينه
يبدو عليه الأرق , وكأنّهُ يُشاهِدُ كابوساً حيّاً !
شَرَدَ نوتيل في ذهنة ثوانٍ فَـ تَحرّكَ ناهِضاً , وقبل أن يخرج ضاقت حدقتيّ عينيه بمجرد رؤيته لتلك الابتسامة
على ثغر ميليفاي ! تُخططُ لِشيءٍ ما بالتأكيد , لم يطق الصبر لمعرفة ما تريد القيام به
فشدّها من شعرها , ساحباً إيّاها للخارج .. تأوّهتْ مُحاوِلةً أن تُفلِتَ يّدَهُ , كزتْ على أسنانها فصرختْ
ـــ أترك شعري! .. سأخبر أخي عندما يعود , إنّكَ فَعَلتَ هذا بي .. يا شبيه الفتاة!
ـــ أتقصدين ذاك الأحمق؟ هذا إذا كان على عِلمٍ إنَّ لديه أُخت , أجل شكلي للفتياتِ أشبه! لن يغير قولك شيئاً , غبية! .
لِذا تكرهُ وجودهُ , الشخص الوحيد الذي لا تستطيع مجاراته حَديثياً , في الطبعِ هادئٌ نَظَرياً فَحسب , سَليطٌ لِسانهُ
رغم إنّهُ قليلٌ ما يتحدث , يبدو غريب الطباع نِسبةً إليّها , لطالما وَضَعتْ ضروفه السابقة بُرهاناً للإستنتاجاتها
حول شخصيتّهِ لكن لم تكن طفولتها أفضل وإلا لما كانت ها هُنا الأن!
تَرَكَ شعرها زافِراً بِملل , لكنّه لم يفكّر بتركها في غرفتهِ تعيث بها , وعلى حينِ إنشِغالها بترتيب شعرها
حَمَلها على كتفه , لِتتسع حدقتاها , وكطلبٍ لِمن يُحمل بهذه الطريقة إسلوبها سيء جدا فيه
تَضربُ رأسه بوحشية و للحظة ظنَّ إنّ رأسهُ سيقتلع مِن مكانهِ ! أغمضَ عينيه بنفاذِ صبر وما زالت
في الضرب مستمرة وصُراخها جعل الدوار يتسللُ لرأسه بغتةً .
نسى من أمره بالنومِ قبل لحظات , فأنزلها لتصبح أمامهُ , بدتْ كشبحٍ مرّاتٍ قد مات لا مرّة !
هَمَسَ مُربتاً على كتفها وبـ إبتسامة بلهاء قال : لِنخرج من هنا , ونكمل ما كنّا نفعله فيما بعد
فعلى هذا النحوَ قَد يستيقظ .
ـــ لَقَد إستيقظ بالفعل !
بخبثٍ قالتها , تُحاول إظهار رُعبَ نظرته لنوتيل مِن خلال نبرتها المجنونة , تحدّقُ به وما لبثت
نظرتها البقاء على حالها فقد أصبح الوضع جديّاً .. ظهر الأرتباك جليّاً على وجهها ..
إستدار الأخرُ ببطء سرعة , مُتلهفاً في ذاته لرؤية ما يجعل الغبية تخرسُ ولأول شجارٍ بينهما تفعلُ هذا!
عيناهُ إقتبستا إحمراراً لا حياة فيه ولا بُرقة! هالة مُستبعدةٌ لم يسبق أن سُمِحَ بها هُنا .. سَحرة؟
ليسوا بذاك المستوى , لا تظهر قِوىً شيطانية كهذه لدى أيِّ ساحرٍ فكلّهم وحتى نوتيل يخضعون لتدريبات
فحسب مع ترك الديانة واللهو بكتب السحرِ المُحرمة , لكن في ليلةٍ واحدةٍ عقد مع الشيطان ذاته؟
هكذا سيسيطر عليه لا محالة ! ليست بلعبة مُسلية تسليم الجسد للشيطان لحظات فقد لا يعيده له او يقتله !
أُدجِنَ تفكيرهُ , لا يريد ان يخسره وهما إلتقياً توّاً! تقدم بينما الواقفة تتبعهُ بعينها فحسب .. لم تجرأ أن تكلّمَ
أكثرُهم قدرة بين الجن , وإن كانت هي ألجنَّ بعينه .. لا تصل لِـ اللعين فجوّة الخباثةِ ذاك!
ضغط نوتيل على كتفيّ الساخِطِ بقوة , صارخاً بنبرة مرعوبة : أتركّهَ !
أضاق يوتاكا حدقة واحدة مستفسراً : أترك ماذا؟
ـــ جسد يوتاكا , لا تقتله!
قهقه بصوتٍ خافتٍ لتعلو ضحكته بالتدريج , يُراقبهُ الأخر بتعجب ! فأوّلً ما توقعهُ هو خروجه مَعصوفاً
أبعد يديه , سعيدٌ هو برؤيته يضحك هكذا لكنّه ما زال لوجود الحقير متَوقع!
توقّف عن ضحكه ماسِحاً دموعه , وبالكاد جاوبَ : أ_ أترك ماذا؟ بماذا تهذي كيف لي أن أترك جسدي
كلامك كان غريباً نوتيل! ثم ما بها تلك الحمقاء واقفة هناك دون حراك , هل سممتها او ما شابه
أحسنت لو فعلت حقّاً !
أراد الضحك على أخر ما قاله فيبدو إنّه ليس الوحيد النابذ لوجود كتلة يحشوها الإزعاج بينهم!
نسى فكّرة الضحك فالشك ما زال يراوده , إنّهُ عاديُ الطِباع الآن ونظرته قبل ف
قليلٍ ما قد كانت؟
ـــ ألا تشعر بشيء غريب؟ عيناك حمراوتان , لا شكّ إنّك مُسيطَرٌ عليك! وهذا ما جعل المعجزة تحدث
وتغلق تلك الغبية فمها , مهابة منك!
لم يتفاجئ يوناكا من هذا الكلام , فلمراتٍ عِدّة رأى إنعكاسات له بعيون حُمرٌ ..
حاول تهدئة الوضع مُطرِداً جوَّاً كهذا : لا تقلقا أنا على ما يرام , فدائماً ما يحدث هذا! والأن سأغادر لغرفتي
وبعدها ليخبرني أحدكم ما المطلوب منّي بالضبط .
ترجّل مُتجهاً صوب الباب , وجدها لحظّةً مُناسبة لردِّ كميّةِ الرعب التي لاقاها بسببها فتوقف بجانبها
أشاحت بوجهها مُتوقعة ما ولجت في ذهنه مِن افكار , أطال النظر وبسبب ذاك الشعور الذي إكتسح خافِقهُ
أكمل مشيهُ دون نطق كلمة , لم يكن هذا ما توقعته قبلاً ! إهانة او ضرب ولعلَّ ما فكّر به هو السخرية
إستدارت هي الأخرى خارجة , والوحيد الذي لم يفهم من بقى في الغرفة , يعيد ما حدث الأن باحثاً عن تفسير!
_
بعدَ شهرين [في توشيما] !
مَشَتْ بسعادة تَقود رَفيقتها حيث يصوب فِكرها , مُفاجأة تُحضرُ لها , بِإبتسامة مُشرقة إستدارت في
وسط الطريق لتُري الاخرى مدى سعادتها .
تَحدثتْ بصوتها الطفوليّ : كآيتو , متأكّدة أنا إنّكِ سوف تسعدين بِمفاجأتي , لم يتبقى الكثير هلُمي معي!
يال تلك السعادة المطلقة! لَم تعتدها من دعتها بكايتو مِنها .. أيُعقل إنّهُ بالفعل هناك ما يسعدها هكذا؟
[آماري] غالباً ما كانت غريبةً عنهم , لا تختلط برفيقاتها في المدرسة , لم تكن بيومٍ تُحبهم بسبب وجود
[ناتاكي] بينهم , إتهموها بالغيّرةِ مِنها .. ولها الحقُّ بالغيرة فناتاكي تلك كان لها شُهرة فائضة
منذ المرحلة التمهيدية! .. فبعد أن ماتتْ تَسعد هكذا؟ , لربما إنتظرت تلك اللحظة آمداً طويلاً .. لكن
بالنهاية .. لم تكن ناتاكي بالكارهة ولا الحاقدة على صاحبة النظاراتِ تلك , فلأي سببٍ تفعل هذا!
ما إستبعدت [كايتو] حَقيقة موت صديقتها المقرّبة فُجاءة ! لم يذكروا لها السبب حتى .. لم يعلموها
عن مكان قبرها ! مع العلم إنّها كانت تمضي نصف أيام الأسبوع الدراسيّ في منزلها فلم تكن يوماً
غريبة عنهم ! لم تَعلَم بموت أبويها , وخلوّ المنزل .. !
الأمور تُثير هاجِساً غريباً , مع ذلك تبعتها بصمت . خارِجتانِ من المدرسة فالمارّة يستطيعون تميّزهما
من الألوان المشؤمة "الأحمر والأسود"! الكلُّ على معرفةٍ بحقيقة تلك المدرسة وبالحوداث القاطنة
هناك , ما حدث لم يكن بغريب على السامع! حقيقةُ وجود الميتم دُفِنَتْ ونساها الناس أجمعين.
لكن ثمّةَ مِن الغرابة ما يحِيطُ بها ...
وصلتا لمكانٍ نائٍ , فالسؤال سيطرحُ نفسه بنفسه ما لم تنطق به! إلا وهو "أينّ نحن؟" !
ضحكت [آماري] , بينما الأخرى تراقبها بصمتْ , هل تُريدُ أمرّاً مِنها؟ بقيَّ الحال إلى إنْ
صار مزعجاً , لا تعتقد [كايتو] الخيّرَ في تصرفٍ كهذا ولا تتوقعهُ مُطلقاً !
ظلّتْ تراقبها صامتةً بينما إستدارت الأخرى , بقسماتٍ شيطانية لا تُناسب الرقيقة ذات الشعر الزهريَّ
قبل لحظات , إقتربت هامسة بأذنها : [كايتو] ألم تعجبك مفاجأتي؟ فلتنظري لجمال هذاالمكان! مُناسبٌ للإحتفال!
لم تنبس الأخرى حرفّاً , رغم أن [آماري] تُغيظُها بلعبها بشعرها الأسود! .. جَزعت فأبعدتها عتها
قليلاً , لِتذهبَ إبتسامةُ الأخرى .. عائدة لنظرتها الحقودة , تنهدت كما لو إنّ في جوفها المٌ
لتتمشى بعيداً عنها ساخرة متلويّة في نبرتها : باي باي [كايتو - سينباي!]
خُسِفَ البناء الذي كان يَظلُّها فهُرِسَتْ تحتُهُ! لم تلقى الوقتَ للصراخ حتى وتلك العواميد الحديدية المُستطيلة
الشكلِ أراقتْ دِماء رأسها .. هدوءُ الرياحِ جعل المنظرَ أكثرَ إرعاباً , زفّرةٌ آثمة الأنفاسِ .. ساخرة قَد إنبثقت
مِن ثغرها , كمن أنجَزَ إنقضاضه على فريسته , تُريدُها حيّة لتفعل الفعلةَ تِكراراً .. بِلا توقف!
جُنتْ إبتِسامتها , تُحَملِقُ كما المستهيمٍ لِمُشتاق . كانت لتخطو نحوها لولا إنَّ ذِراعها سقطت تتلوى امامها
بقيت متسمرة , سابرة الوجه , ترى يدها امامها ترتجف ذات اليمين والشمال في الثواني نفسها ولو كانت
شخصّاً لَإتهموه مَصروعاً كان ام مجنوناً وأيُّ مثلٍ فيهِ رَجّفة!
لم تبدِ شعوراً محدداً , ليس وكأنَّ ذراعها بُتِرَتْ مِنَ المِرفَق ! آهةَ المٍ واحدة .. كان يُريد سماعها هوَ !
تَمنى ذلك بالفعل لا لعذابها بل لتعود بشراً , لا تشعر بالألم إطلاقاً! مشت مُلتقِطةً ذِراعها من على الأرض
وعيناهُ المتبلّدة الطرفِ تُراقبها وفمهُ صامِتْ ..
أمسكّتْ الساعد المقطوع , وبغضون ثوانٍ إلتَحَمَتْ بالمرفق , تُصدرُ أصواتاً كلحيم الحديد , لم تكن ذراعها
بعظامٍ بل حديد! .. إفّكٌ كان وهُراءٌ صعبٌ عليه تصديقه! سمع بذلك قبلاً من شُركاء العملِ لكنّه حال ما بين
الحقيقة والكذب الملفّق منهم !
قيلَ تجاربٌ كثيرة فشلت ولم ينجح ما اجروه إلّا قليلٌ من صمدوا , وكانت اهدافهم لألآمهم مرصادٌ مُحصّنْ .
إستداراتْ بِملامح غائرةٌ معانيها , بِإمكانها قتله الأن بذراعيها الحديديتين , عبرتهُ لكنّهُ إستوقف مشيها
سائِلاً : لِماذا قتلتها [آماري]؟ هيَ كانت في صفّنا ولمّا أخذونا للمعسكر هي ظلّت معنا , اتظنين نفسك بطل
العدالة! صحيح إنّها مينة اليوم او غداً بسبب الافرازات السامّة للعقاقير لكن .. أنظري لن ستطيع دفنها حتى!
بئسٌ شديدٌ وضّحتهُ ملامح وجهه , الأمر آثر إستغراباً فلعله تغيّر ولم يكن يوماً من المكترثين لموت احدهم !
لِكلماتهِ تأثيرٌ رُبّما , فتلك اللحظات قَبّرتها حين موتتها الأولى , وإحيّاء قلب الاخرى هذه!
إن صحَّ نسب كلمةِ قلبٍ لها , أداةٌ , آلة , كقساوةِ حجرٍ صلدٍ لا للندامة معنى فيه , او خيطٍ رفيعٍ من مُسمّى
الضمير! فقدتهما , شعورين إستشهدا طوع أمرٍ من حقيرٍ يكتنفهُ حبُّ التضحية بل التخلّي!
في مثل هذا اليوم , كان يوماً عقيم ! صارتْ الجوُّ في الأحياء خراب , ترى الناس يلوذون مُفّرّين
يُسافرون دولاً أخرى بغاء البقاء في هذه الحياة , أصدِرَ قرارٌ بجمع الناشئين وإبقاء الاطفال والعجزة
نساء او رجال ما إستثنى القانون جِنساً مُحدداً , مئات منهم واقفين مَحشورين في قاعةٍ واسعة للغاية!
من شتّى المدارس والجامعات , وقت الظهيرة أُخرِجوا من مدارسهم واماكن تواجدهم مُرغمين كُرهاً عن
انفسهم , وتم التهديد بالقتل إن حاولوا إفلاتاً او مُقاومة .
خَطَبَ خاطب منهم وإذا ببعض الحضور من مدرسة [دارك] يتفاجئون بكونه مديرهم! والبعض الأخر لم يروه
أصلاً لكن بمجرد وصول النبأ لأذانهم أنكسوا رؤوسهم وفي داخلهم مُتعجبين!
ـــ لعلكم تتسائلون مالذي اتى بكم هُنا , والامر إنّ اليابان على ابواب حربٍ دامية ستُشرّف!
وليست أيّما حرب , بل مع جيشٍ ليسوا ببشر لذلك نحن نحتاجكم فرداً فردا و ..-
قاطعهُ صُراخٌ وسط الحضور صاخب , صوت شابٍ في علاءِ نبرة شديدة قابِضاً يده , حانِقاً
ـــ أتظنُّ اللعب في عقولنا سهل؟ وفي أي قرنٍ تظنّ انت نفسك شاهِد! عن أيّ حربٍ تتحدث بالله عليك
سالمين , في بيوتنا وانت تقول حرب وترهات وماذا قلت توّاً؟ ليسوا بشراً! آه صحيح سنقاتل الفضائيّن يال
فرحتي الجمّة بذلك ! ... يال الهول!
تناقض مزعج في شعوره , خائفٌ مِن القادم لكنّه شدّ إنتباه الحضور المحملقين للأعلى , أشارَ المدير بيده
لتابعيه , وفي دقائق أُخرِجَ ولم يعلم أحدٌ مصيره ! تابع مُتجعّدُ الوجه كلامهُ مُفسّراً الإبهام
ـــ سوف نجعل من شعبنا قويّاً , جامِحاً بكم ابنائي .. ستُدَرّبونَ وتصيروا اقوياء ومن يمت منكم ففداءُ
بلدهِ , لا تخافوا سنزوّدكم بالقوّة اللازمة! تجارب نحضّر لها منذ سنينَ سابقة , لا تظنّوه لعبة فجلبكم هنا أمّرٌ من
الإمبراطور ذاته , وألامر نفسه مع باقي مناطق اليابان! فقد قلتُ لكم إنّ الامر جديّ .
عيونهم في إنبلاجٍ واسع ! وبدأ التهامسُ في العلوّ شيئا فشيئاً إلا إنْ صارت القاعة في حالٍ من الضوضاء
ووشوشات يُصعب فهم حرفٍ منها , إختفى المدير يطرقُ الارض طرقاً مُخيفاً بِعكازته الخشبيّة ..
بينما تابع البقية تشاوراتم حول هذا الأمر ! . تقدّمت ريّوكو فتاةُ الأشباح وجنونها اللامحدود مُبتسمة
تلك الابتسامة اللعينة , ساخرة مِن أيّ وضع وكأنها على علمٍ دائمٍ فيما سيحدث!
وفي كلّ مرّة غير آبهة , مُستفزّة بالنسبة لمن يُحدقّانِ بها بضيقٍ واضح , تمشّت بين الحضور
حولها , خارجةً مِن القاعة .. ودون إذنٍ مُسبَق!
شدّت [كايتو] على قبضتها وغضبٍ توعّدتْ : تلك الحقيرة!
حكَّ الشابُ الواقفُ بِجانبها وبتبرة شبّيبة خالية من لذّة البقاء على قيد الحياة : أجل , حقيرة !
ـــ الستُ محقّة؟ حقيرة تتصرف بعجرفة وثقة زائدتين !
ـــ نعم , كذلك! وكان عليها أخذنا معها ما دام لديها تلك الثقة والشجاعة الزائدتين , أقصد العجرفة .
يال خيبة الامل ! ميؤوس منه وتفكيرهُ المحصور ! ربّما هو على حقٍ في امر الخروج وهذا ما خطر
في بالها , مُحدقةٍ جِهةَ الباب .. قالتْ : دعنا نجرب [] ! لنخرج!
ـــ من ناك؟ لا تزني اسمي بـ [هاك] الحقير ذاك! لا تختصريه وإلّا ناديتكِ [كات] يا قطتي اللطيفة .
تجاهل نظرّتها المشتعلة , في أوج شرارتها .. زفرت تُخرج ما تبقّى مِن صبرها النافِذ على الدوام
بسبب براعته في السخرية , يُنادي [هاك] بالحقير وما هو بِمُختَلفٍ عنه البتّة !
كلصيّنِ تسللا بين الزحام .. بغير أصواتِ وطئاتٍ او خشخشة , ظانيّن إنّهما سيقعان في المشاكل
إنْ عُثِرَ عليهما ! في الواقعِ .. ما أجبرَ أحدٌ منهم ليبقى في القاعة وإنّما يستطيعُ المبتغي مُغادرةً أن
يفعل! اما الموجودين الخوف من كلام ذاك العجوز الغريب قد جعلهم واقفين في مكانهم .. بعكسِ الأثنين
اللذين لامستْ اقدامهما عتبة البوابة ذات اللون المشابه للون الحديد .. دفعه [ناكين] بحذر , وما تكبد
شيئاً كبيراً مِنْ العناء فالأقفال مفتوحة قبلاً ..
توّسعت أجفان [كايتو] رُعباً برؤيتها الشاب الذي قام بالصراخ في القاعة , صريعاً , طريح الارض!
ركضتْ لا شعوريّاً لتتأكد من كون المنيّة وافته أم لا , فوجههُ أخذ الشحوب من لون بشرته المتوسطة السمّرة
محلّاً , عيونه المؤصدة أُحيطتْ بها ظِلال زرقاء كمن شُنِقَ حتّى الموت , وفمهُ مُلطّخٌ بالدماء !
تفحّصتهُ , جُرحاً واحِداً لَم تَجِدْ , أيُعقل إنّهُ مُصابٌ بتدرّن الرئة؟ .. فكّرتْ بهذا بينما تُنصتُ لنبضات قلبه ..
أخذتْ نفسَ إرتياح , بعدأن رفعتْ رأسها فهو ما يزال حيّاً .. للأن!
جلسَ [تاكين] بجانبها القرفصاء , وكبريائه اللعين آبى مُساعدتها ولو حتى في الحملِ وطلب النجدة .
تحدث دون مُبالاة : لِمَ تساعدينه .. نحنُ لا نعرفهُ او أسمهُ حتى!
ـــ شخصٌ عديمُ الحياء لن يفهم !
قطب حاجبيه مُردِفاً : ما دخل الحياء في هذا ؟ أنتِ تورطيننا الأن معه , رُبما يكون مُعاقباً ونحن سوف
نُعاقب معه هكذا! وايظا أردنا الخروج لا الوقوف في منتصف الممر , إنْ لم تنهضي سوف اذهب وحدي!
ـــ إذهب! .
زمّ على شفتيهِ كاظم لِما يشعر به , لم يتوقع ردّاً كهذا .. فضّلتهُ .. ذاك على المضيّ معه , ما عاتب غير نفسه
لأنّه يُريد الهرب مع أنانية لا بل قلقٌ عليها! إختفى مِن امامها في لحظات .. راح يركضُ مُعطيّاً إياها
ظهرهُ , الأسفُ ملأَ فؤادها .. كلُّ مُرادها تَحمّل ما بدأت به وحدها , فهي الأن تُساعد شخصاً مجهول الهوّية
وفوق ذلك فاقد للوعيّ ! .. راحتْ تضربُ وجنتيهِ بكفِّها لعلهُ يستيقظ وبالفعل , فتح جفنيه وما لبث حتى نهض
صارخاً , بِقسماتِ وجهٍ مذعورة وكأنّه في خِضام معركة ذات طرفٍ واحد ونتيجة خائبة محسومة .
حرارةٌ مُزعِجة على فمه , فمسح ما قد لطِّخ به .. ناظِراً إليها بتعب : من أنتِ؟
ـــ أنا مَنْ عليه السؤال! , حسنٌ .. أُدعى [كايتو] من مدرسة [دارك كاميليا] , وأنت؟ ما الذي حدث لك؟
ـــ في نفس مدرستك , أظنُّ [هان] معروفٌ في المدرسة .. أنا في صفّه!
ضحكتْ , تعلمُ لِمَ [هان] مشهورٌ هكذا لكنّ هذا ليس الوقت المناسب لإسترجاع ما ولّى من ذكريات
مضحكة .
ـــ إذن انتَ تَكبُرُني بعامين , لم تخبرني باسمك وسبب وجودك مُغماً عليكَ هنا .
ضيّقَ وِسع عينيه , في محاولة لتذكّر ما حَدثْ , وبثوانٍ حاشِداً اللقطات , إحتقر نفسهُ
ـــ سُحقاً لي! ليس لي قُدرة على تذكّر ما حدث , ليس للغباء علاقة بالامر صحيج؟
ـــ ايُّ غباء؟ .. لا تتفوه بِأشياء لا افهمُها , على كُلٍ فلنخرج مِنْ هُنا!
ـــ إلى أين؟!!
نهضتْ تمدُ يدها له , مُبتسمة : خارجَ هذا المكان الحقير فال ...-
صوتُ إنفِجارٍ دوى مُرجِفاً الغبار والموجات الصوتية أجفلتّها!
ـــ [ناكْ]!
تجمّدتْ تعابيرها , إنّ الدُخان آتٍ مِنْ الجِهة التي تَاصَ إليها [ناكين] , دمّثت نواحيها المُنكمشة
عِندما رأتهُ يتمشى بثقلٍ ناحيتها , بدا عليه كما لو إنّه أُشعِلتْ بهِ نارٌ , شعرهُ البنفسجيّ تَعَطّبتْ اطرافهُ!
يَدُها ما تزالُ ممدودةً للأشقر مجهول الأسم , دون إنتباهٍ مِنها , نظر إليها بسفُولٍ جاراً كلماته بغلاظة
ـــ يال النذالة! أنظري ما حلّ بي وأنتما تستمتعان بعرضٍ للرقص!
علا الخبثُ على وجهِ الجالسِ . فأحاقَ بكفّيه كفّها وبلينٍ مُريب قال ماكِراً : على الرحب[ مَدآم] !
عرفتْ إنّها لو استمّرتْ مَعهُما سينتهي الامرُ بها لشجار لا نهاية له , فسحبتْ يَدَها مُعتَدِلة في وقوفِها
ـــ مالذي حَدَثْ؟ تبدو بحالة يُرثى لَها .. هذه نتيجة شَمتُكَ .
حكّ شعرهُ , غير مُباليٍ قال
ـــ لم اشمتْ بِـ أحد , لا اعلم وصلتُ لِنهاية الرواق , وجدتُ برميلاً خشبيّ بجانب الباب ففتحته فظولاً
ومن ثم إنفجر في وجهي , إحترقتْ اصابعي قليلاً واطراف شعري ومن ثم عُدتُ إلى هُنا .
ـــ كان لمن الافضل لو إحتَرَقتَ بالكامل .
غضّ بصرهُ عنها ووجهها الحاقد , كادت كِذبَتَها لَتُصَدقُ , وإنها لم تأبه له لولا تدخّل الأخر بعد أن وقف
ـــ لا تُصدِقها , كانت كما لو إن حدثت مُعجِزة وتوقف هديرُ الشلالِ عن السيران .. صارتْ صَنم ونطقتْ بـ ..
ضَربةٌ بِكوعِها أعادتهُ طريحا , بـ إنزعاج هددته : عُد إلى الموت وإلّا ..!
تثائبَ ناكين مالّاً منهما , فجأة شعر بيدٍ تُحوِّطُ رقبتهُ , لفّ وجهه .. لم يجد أحداً!
طرف بجفنيهِ شَدِهاً : كان خيالاً! .. يجب أن يكون .
__
تَمَّ تسجيلُ أسمائِهم شخصاً شخصا ! وكأنّهم في التجنيدِ الألزاميّ , ساعتين أُخرَيّتينِ قد انقضتا
يومٌ عصيب حَقّاً , عادوا لديارهم راوينَ لذويهم ما حدث وبالتحديد في بيت [السيدِ - نآوو] ..
مُتَوسطُ الحجمِ , أنيقٌ لا يُناسب مُشاغِبينِ قد دخلا بجوٍ شِجاريّ .. تحدث [هاكينْ] مُزمجراً
ـــ أينَ كنتَ ؟ بحثتُ عنك في ارجاء القاعة وأثراً واحدا ما وجدتُ ! فسألتُ [كيناتي] وقال إنّه رآك تَخرج
متَسَلِلاً رِفقة [كآيتو] .. أينَ ذهبت؟ ثم ما بال فواح رائحة شيءٍ محروقٍ مِنكَ؟
آفَّ المسئول بِعدم رِضى , فَردَّ مُتوأمَاً نَبرةَ شقيقهِ : آهٌ , كم أنت مُزعج! .. تسأل تسأل تسأل دَوّختني!
دسى [هاكين] كفيهِ في جيبي سُترته ماشياً , يَسخرُ تقليداً لِلكنةِ أخيه : "تسأل تسأل تسأل دوختني!" لا
تعرف حتى اداب اللباقة في الرد ! أنت ولهجتك عاميّة المَحَل .
لا فائدة مِن كظم غضبه فعادةٌ فيه تلك! يُطبِقُ اسنانهُ مُصدِراً صوتاً كفحيح الأفاعي .. دلالة على وصول
الغضبِ فيه لحدٍ يجعلهُ يجرحُ رأس توأمهِ كما فعلَ مُسبَقاً .. قَبلَ سنةَ!
أخذ نفساً عميقاً , يُحاولُ تهدئة نفسه .. فيكفيهِ خسارة شعرهِ الثمين الذي فيهِ أمضى شهوراً يستعملُ
كلّ انواع المُسرِحاتِ الممكنة في سبيلِ تحسين مظهره .. وها قد راح جُهدٌ أضناه!
___
على مائدة الطعام هُم جالسينَ يتبادلون الحديث بخصوص التسجيل .. هاك وناك بجانِبٍ واحد وعلى الجانب
الموازي من المائدة يجلسُ الابوين, كُلُّهم في رِسلٍ يأكلون بِإستثناء [] الذي يحشرُ الطعامَ دون توقف
هاكين : أخي على مهلك .. أنت لا تحبذا فرحي , وموتك غاصّاً بالأرز.. ! أعتقدُ سيكون يوماً أجمل من زِفافي!
جرّ [] صحنهُ يُمنَةً , حاطّاً مِرفقه على المائدة مشيحاً وجهه , وما توقف فمهُ عن المضغ ..وبالكاد ردّ
ـــ لا تقلق عليَّ , لن اموت بالأرز على الأ .. -
غصَّ فِعلاً , سعلَ لفترة طويلة وهاك عِناداً شَرِبَ كؤوس الأربعة دُفَعاً , لم يعطهِ , فحتى امّه وابوه منشغلان
في الحديثِ .. متجاهلين إبنَهُما الذي كاد يموتُ لولا هدوء نوبة السعال ..
يستحقُّ فهذه المرّة الخامسة والخمسون يفعلُ هذا , غير مُستمعٍ لكلام أخيه ولو لِمرّة واحدة .
ـــ ألم أقل لك كُل بِبُطء , أنظر لنفسك الأن , تُثيرُ ضحكي .
ـــ إخرَس!
___
تلى اللحظةَ يومين , بعدها صار الجحيم نِسبةً لِحالهم جنة!
يُرهقون حتّى النفسِ الأخير ومنهم من تزهق روحهُ ويموت وأخرين في تحمل لكن إلى متى؟
شهرين .. لا يعلمُ العامّة ما حدث فيهما غيرُ المعنيّن من الطلبة ..
مستوياتُ التلاميذ قد تدنّتْ , ساعة واحدة يوميّاً للمذاكرة؟ ليسوا بتلك العبقريّة كي يثبتوا
لكن , المذاكرة التي كرهوها صارتْ نعيماً وساعةَ خيرٍ غَدِق حين تقوم .
يَتَذكرُ هان شكلها , ما مضى مِنْ الوقتِ معها وبالرغم من قساوته .. كان مُمّتِعاً !
كانت سعادة لهُ فبطبعها المزعج تزيل عنه همومه وتعبه , وهاهي الأن جثة مسحوقة
بين التراب امامه , حَمَلَ قلبهُ رفاتها وتعهّد بالثأر لها , تارِكً جسدها تحتَ الرُكام ..
مضتْ [آماري] في طريقها بتعابير شُبهَ مينة , كَرِهَتْ ذاتها وما تفعلهُ في زميلاتها
تقتُلُهُنَ حيّاتٍ لِمُجَرد إخفاق المواد الكيميائية عليهن .. ونجاح التجارب كُلها عليها!
مُميزة , ذكية , قويّة البنية .. لم تكن يوماً كذلك!
تُفَكّرُ في سبب هذا , توقّفتْ تُطامحُ الغيوم بعينيها : أهو القدر يا تُرى؟
سُرعان ما حطّت إبتسامتها المعتادة الساخرة مُتابِعة مشيّها نحوَ مركز تدريبهم فالساعة
الخامِسة .. مال عقربُ الساعة مُشيراً إليها ! .
في حين ذاك المكان المرتدي السواد , إجتمع الأربعة فيه بغرفة الرئيس , يلّفُ ساعديهِ حيناً
ويقلّبُ بصره على السترة طوراً .. تحدث متسائلاً بينما يرتديها : ما هذا الزيّ الغريب؟
مصمصتْ [ميليفاي] بشفتيها تعجباً وبـِ إنبهار أعقبتْ : كم يناسبك! أنه زيّ المدرسة في الجهة
الأخرى , لتدرس السحر والمهرات وما الى ذلك , هي مهمّة بالنسبة للمبتدأين مثلك .
لم تعجبه كلمة "مبتدأ" , لكنّه تجاهلها طارِحاً سؤالاً أخر : هل هُم طلبة أعرفهم؟
ـــ رُبما , فلنذهب لنأكل شيئاً قبل ذهابِك , أنا لا أحتاجُ دروساً لكن سأرافقك كمرشدة كونك مُستجد .
ما اعجبته كلمة "مستجد" أيظا , لا يتوقع كلاماً يُعجِبُ السامع منها فهمَّ بهزِّ رأسه موافِقاً ,
بدا الفرحُ جليّأً على وجهها , سحبتهُ مِن يده مُخرِجةً إياه .. لم ينطق الأثنان الأخران بحرفٍ فقط ..
تابعا مسيرهما بِ إبتسامة , صرخ يوتاكا عليها بتركهِ وعدم سحبه هكذا كما لو إنّهُ كلبٌ لها
وكأنها صمّاءَ لا تسمع! , تُغني بصوتٍ عالٍ تجنّباً لوقوع ما يزمجر به على أُذُنيها , توقفتْ حين
وصولهم للمطبخ , او أشبه بما يُسمى مَطبخ .. فهو أقرب لأن يكون مجزر لحم! .
جعلتهُ يجلسُ على أحد الكراسي , تُقابلهُ مائدة حمراءُ اللون .. كره اللون حقّاً ! في أيِّ مكانٍ يرومُ
التخلص من هذا اللون يجدهُ فيه . شرد بذهنه بينما [ميليقاي] مشغولة بِـ إعداد الوجبة ..
بعد دقائق وضعتْ الطبق أمامهُ , تقزز من هذا "الطعام" كما سمته , بحّتْ اصواتُ حنجرته
من شدّة صراخه عليها , فهمس في هِداد : أتسمين هذه العظام طعاماً؟
ـــ أجل .
كشر على اسنانه صارخا , ضارِباً للمائدة : أوتظنينّي كلباً! تماديتي كثيراً لدرجة إعطائك لي عِظام حيوان
وبكل وقاحة تقولين لي "كُلها" ! هذا كثير !
رأسها ما عاد مكموحاً فـ ما ارادتهُ راحتهُ , وهو يزجر بها حديثاً أزعجها , نظرت إليه مُفسّرة
ـــ هذا طعام السحرة وبالأخص أمثالك , ظننت إنَّ العظام تناسبك بعدما رأيت عيناك تلك .. على كلٍ
خذْ ما تشاء من الطعام , توجد أصناف عديدة في الثلّاجة .
شعر بِأن نبرتها مكسورة , فكلّم نفسهُ مُعاتِباً : يالي من غبيّ , لقد جرحتها بكلامي , ماذا عليَّ أن
افعلهُ الأن , لا .. لا ستخرج مُنزعجة , عليَّ أن اوقِفها ! .
نهض بسرعة شاداً يدها , تفاجأتْ قليلاً , بِملامحٍ جادّة تأسّف لها , صدى اسفهُ ذاكَ في عقلها
كما لو كانت تحلُم !
ـــ لكنّكَ ربما تصابُ بالغثيان منه! أقصد طعام البشر العاديّ فما بداخلك لن يتقبّله!
ـــ لا بأس عليَّ , سأجرب مرّة فقط .
وثقتْ به ثِقة عمياء , وإنتهى به الأمرُ في الحمامِ يستفرغ ما تناوله .
خرجَ من الحمام يرمي بالشتائم على أيّ شيءٍ يُقابِله , إستوقفته وبقليلٍ مِن اللومِ قالتْ
ـــ ألم أقل لكَ ؟ لم تسمع كلامي لذلك أنت طائش .
إكفهرَّ وبنفور وافاها صراخه المعتاد : فقط إبتعدي عن طريقي , مُزعِجةَ !
أبعدها بيده وهو بالكاد مُستَقِر في الوقفة , تنهدتْ مستسلمة : ليس لديَّ حلٌ أخر , سأخذك لغرفتك
إرتح نصف ساعة وبعدها فلنذهب للمدرسة متأخريّن , لا إعتراض وإلا بهذا الحال لن نذهب أبداً!
هزَّ رأسه قابِلاً فأسندت جِذعهُ : جيد , هيا بنا





السلام عليكم ورحمة الله
اعتذر عن التأخيروعن قصر الفصل :| لكن منهكة بسبب تأثيرات رمضان
فبوعدكم وعد ما بتأخر للي يهمة الأمر "
وشسمة تم افتتاح وتكويد المدونة خلاص فيه مقاطع خارجية وصور شخصيات
ولقطات مضحكة واشياء منوعة بكرا بجيب الرابط لكم
لان امكن انقطع ف البكلوريا فتلاقون جديد الرواية هناك ""
دعواتكم







[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
جميع اعمالي وقصصي : тнe dαrĸ
لمن يُريد التواصل معي : georgette
سِلني : Ask me
سأدخل للرد لو إضطر الأمر = شَبَح فقط .
كيف أُسمي نفسي كبيرة خدم فانتوم هايف إن لم أستطع
فِعلَ شيء كهذا؟

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 07-25-2015, 08:34 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك يافتاه؟
واخيرا اول رد على روايه ملكيه

احم احم نجي لعنوان الفصل الخامِس [رُميتُ في الهقيم]

ياي في البدايه حسيت اني راح كون فيلم رعب اشاهد
مع الفوشار وكمان خليت ماما تسولي فوشار وقعدت اكل وانا اقرأ لهيك تأخرت في الرد

نجي للبرات

ياخي انا قايلتلك انا والرعب فينا زهايمر <مدري شدخل المهم>اقرأ واضحك حتى اختي بغت تكفخني
لأني دايما اسوي هيك مره رحت انا وياها ومعنا خالي عشان نشاهد فيلم ومافي وقتها الى فلم رعب
واصريت انا ندخل نشوفوا عاد اختي بغت تموت من الخوف وانا اتابع واضحك والكل صار يطالعني وطلع من السينما من الخوف خايفين جاتني اللعنه الي يتحدث عنها الفيلم

اقلبت الاخت على حياتها المهم البارت بالرغم من صغره لكنه شوقني للبارت الي بعدوو لأنه خوقاقي

والحين عذريني على هذرتي الي مامنها غير المصايب

وكمان رسليلي رابط الفصل او البارت السادس اوك
تم الايك+ التقيم

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايتنا الاولى : رواية شياطيـن المدرسه (رواية سعوديه) ، الكـاتبه \ نكبهـ نكبهـ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 51 03-02-2015 04:19 AM
رواية جديدة للدكتورة ناعمة الهاشمي 2012 تعالوا يا بنات رواية شما وهزاع احلى رواية florance أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 02-26-2014 02:28 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
رواية الزمن قاسي ولايمكن يلين ..اول رواية لي في الذمة تقرونها ......بليز بنت عز ومن شافني فز أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 07-01-2011 07:45 AM
رواية حب في السعوديه اقوى روايه ( رواية الحب بعد فوات الاوان ) ЯǒǑǒйĝ3ħ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 05-19-2010 09:19 AM


الساعة الآن 12:56 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011